المحكم.. والمتشابه

المحكم.. والمتشابه

يشكل التعريف بالله الجانب الأساسي والمركزي الذي تدل عليه جميع آيات القرآن الكريم صراحة أو إشارة أو إماء..

فلا تكاد تخلو آية إلا وتعرفنا بربنا سبحانه وتعالى: تملؤنا منه مهابة، وله حبا، وبه ثقة، وعليه اعتماد وتوكلا، ومنه أنسا وإليه قربا..

يشعر القارئ لكتاب ربه، وكأنه يسمع ربه، ويراه من خلال تلك المعاني المقدسة الجميلة التي تلوح له في كل سورة.. بل في كل آية.. بل في كل حرف..

يسمع قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير } [سورة الحديد:4]، فيشعر بعلم الله الذي لا حد له، والذي يسع الكليات والجزئيات، بل أدق التفاصيل.. ويشعر بإبداع الله الدائم المتجلي في خلقه لكل شيء.. ويشعر بتدبير الله وتصرفه وملكيته لكل الكائنات..

ومع كل هذه المشاعر المهيبة يشعر بأن الله قريب منه، وأنه معه لا يغيب عنه.. وأن في إمكانه أن يتصل به متى شاء، ولأي أمر شاء.

كنت أردد هذه الآية الكريمة، وأحاول أن أعيش معناها، وأنا أسير في تلك البلدة باحثا عن مدرسة قيل لي بأنني أجد فيها تفسير قوله تعالى:{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب } [سورة آل عمران:7]

وأن فيها من الراسخين في العلم من يميز بين المحكم والمتشابه، ومن يرد المتشابه إلى المحكم.

المحكم:

ما هي إلا لحظات قليلة حتى وجدتها، وقد تعجبت إذ رأيت بنيانها القديم البالي، وتعجبت أكثر عندما رأيت قلة تلاميذها، وأساتذتها.

ما إن دخلت حتى مالت نفسي إلى مجلس من مجالسها، فرحت أسمع ويرى ما يجري فيه.

قال الشيخ: لقد برهنت لكم في المجالس السابقة ما عساه يقنعكم بأن الغرض الأكبر للقرآن الكريم هو التعريف بالله، وملء النفس تعظيما له، وملء القلب محبة له.. لتتحرك حياة الإنسان بعدها وفق مرضاة الله، ووفق ما تقتضيه عبوديته.

قال تلميذ من التلاميذ: أجل سيدنا.. ولكن مع ذلك لم تذكر لنا أهم شيء في هذه المعرفة.. وهو معرفة الذات، وقد رأينا من إخواننا من مدرسة المتشابه من يعيبون علينا ذلك، ويقولون بأننا نعبد الوهم، فنحن لا نعرف من ذات ربنا لا نقيرا ولا قطميرا..

ويقولون لنا ساخرين: كيف تعبدون إلها ليس فوق العالم، ولا تحته، ولا عن يمينه، ولا عن يساره، ولا يحس، ولا يشم، ولا يرى أبداً، وأنه لا يحويه مكان، وأنه لا يوصف بالنزول، ولا المجيء، ولا الهرولة..

ويقولون لنا: إن تلك الأوصاف وغيرها كثير لا تقال إلا للمعدوم.

ويذكرون لنا بأننا نعطل القرآن الكريم بذلك.. بل نعطل السنة المطهرة.. ونعطل معها كل ما ورد عن السلف الصالح من الآثار.

وبذلك لا يمكننا أبدا أن نعرف الله.. فمعرفتنا بالله لا تختلف عن معرفتنا للوهم.

وقد ذكروا لنا في ذلك قول شيخهم الذي يعتبرونه شيخا للإسلام: (.. ففي التوراة والقرآن من الآيات التي ظاهرها التجسيم ما لا يحصى، وليس فيها نص بما يقوله النفاة من أن الله ليس بداخل العالم ولا خارجه ولا متصل به ولا منفصل عنه.. إلى نحو ذلك من النفي الذي يقوله نفاة الصفات.  فمعلوم أنه ليس في الكتب الإلهية لا التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن ولا غير ذلك من النبوات من هذا حرف واحد، وكلها مملوءة مما يقول هؤلاء إنه تجسيم)([1]) 

ابتسم الشيخ، وقال: وهل أجبتموهم؟

ابتسم التلميذ، وقال: وهل تركوا لنا الفرصة لجوابهم.. لقد رمونا بالتجهم والرفض والاعتزال.. وكفرونا.. وأباحوا دماءنا.

قال الشيخ: وما يمنعكم من أن تسلكوا سبيلهم.. وتنضموا إليهم، لتحقنوا دماءكم من جهة.. ولتعرفوا ذات ربكم من جهة أخرى.

قال التلميذ: منعنا من ذلك أمران: أما أولهما فإحساسنا في مجالسكم بعظمة ربنا وعدم محدوديته وتقدسه أكثر من إحساسنا في مدرستهم..

وأما الثاني، فهو أنهم يلزموننا إذا انضممنا إلى مدرستهم بأن نقول أقوالا شنيعة في حق ربنا، لا تطيق عقولنا قبولها.. وهم يفرضونها فرضا على كل من دخل مدرستهم وإلا طردوه منها.

قال الشيخ: فما يقولون؟

قال التلميذ: إنهم يلزموننا أن نقول بأن لله صورة ووجهاً زائداً على الذات، وعينين وفماً ولهوات وأضراساً ويدين وأصابع وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين.. وأنه يجوز أن يمس ويمس، ويدني العبد من ذاته.. بل يلزمنا بعضهم أن نقول بأنه يتنفس([2]).

وقد ذكروا لنا أن كل مخالفة لذلك مخالفة للقرآن الكريم، وللسنة المطهرة.. وأنه لا حظ لمن لا يؤمن بها في معرفة الله.. وأن من ينكر ذلك عابد للوهم.

قال الشيخ: فمن أين لهم كل هذه المعرفة؟

قال التلميذ: هم يعتبرون كل ما أضافه الله إلى نفسه صفة من صفاته، ولذلك أطلقوا على جميع ما ورد منسوبا لله صفة لله كاليد والوجه والساق وغيرها، واعتبروا المؤول لها معطلا.

قال الشيخ: فقد أضاف الله إلى نفسه بحسب ما تقتضيه اللغة المكر والخداع.. فهل ينسبونها لله؟

قال التلميذ: أجل.. هم ينسبونها لله.. ويذكرون أنها صفات نقص في الإنسان، وكمال في الله.

قال الشيخ: فقد أضاف الله إلى نفسه الروح، وذكر أنه نفخها في الإنسان، فقال: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين } [سورة الحجر:29]، فهل يزعمون أن الروح المنفوخة في الإنسان هي روح الله؟

سكت التلميذ، فقال الشيخ: فقد أضاف الله النسيان لنفسه، فقال: {  نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ  } [سورة التوبة:67].. فهل ينسبون النسيان إلى الله؟

قال التلميذ: هم يتصرفون في مثل هذه النصوص تصرفا خاصا، ويؤولونها بطرق عجيبة غريبة..

وقد حضرت مرة مجلسا من مجالسهم أولوا فيه كل الآيات الدالة على قرب الله من عباده، وقد نقلوا عن شيخهم الذي يسمونه شيخ الإسلام والذي يرجعون إليه كل حين قوله في الآية الكريمة: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد } [سورة ق:16]: (هو قرب ذوات الملائكة وقرب علم الله)([3])، ثم عقب على ذلك بقوله: (وأما من ظن أن المراد بذلك قرب ذات الرب من حبل الوريد إذ أن ذاته أقرب فهذا في غاية الضعف)([4]) 

وهكذا قال في موضع آخر: (إن الله معنا حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة.. ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد فلما قال: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير } [سورة الحديد:4] دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم، وهذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه، وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته)([5]) 

قال الشيخ: فلم لم يذكروا أن في هذا الصرف تعطيلا لما وصف الله تعالى به نفسه.. ولم لم يقولوا: التقرب معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب؟

قال التلميذ: هذا سر نفورنا منهم.. فهم يتناقضون كثيرا.. فبينما يعتبرون التأويل تعطيلا وتجهما ورفضا.. إذا بهم هم أنفسهم يؤولون، بل يكاد تأويلهم يغلب تأويل جميع مخالفيهم.. فهم من أجل إثبات علو الله ينفون كل آيات المعية وما يدل عليها، وما أكثرها في القرآن الكريم..

بل إن بعض مشايخهم المعاصرين ذكر جواز صرف اللفظ عن ظاهره، ولكنه لم يسمه تأويلا، بل سماه تفسيراً، فقال في جواب من سأله عن قوله تعالى: {  يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ  } [سورة الفتح:10]: (ينبغي أن يُعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل المذموم منه مالم يدل عليه دليل، وما دل عليه دليل يسمى تفسيراً سواء كان الدليل متصلاً بالنص أو منفصلاً عنه، فصرف الدليل عن ظاهره يسمى تفسيراً، فصرف الدليل عن ظاهره ليس مذموماً على الإطلاق)([6]).

قال الشيخ: هذه عاقبة كل من يترك المحكم، وينصرف إلى المتشابه.. فلا هو يفهم المتشابه.. ولا هو يعطي المحكم حقه الذي أعطاه الله له.

لقد سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوماً يتدارؤون فقال: (هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضاً فلا تضربوا بعضه بعضاً، ما علمتم منه فقولوا وما لا فكلوه إلى عالمه)([7]) 

وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم تلا آية المحكمات والمتشابهات، ثم قال: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين عنى الله فاحذروهم)([8])

قال تلميذ الآخر: نحن نعلم التخبط الذي يقعون فيه.. ولكنا نتألم عندما يذكرون لنا بأننا نجهل الله.. وأننا نعبد الوهم.. وقد سربوا لنا بسبب ذلك من الشبهات ما احتجنا إليك فيه لرده.

قال الشيخ: لو رجعنا إلى المحكمات في القرآن الكريم لانتفت لدينا كل مشكلة، وحلت لنا كل معضلة.. والمحكمات المرتبطة بتعريف الله في القرآن الكريم لها مجالان كبيران: التنزيه والتعظيم.. ولذلك شرع لنا في الأذكار أن نقول: (سبحان الله) الدالة على التنزيه.. ونقول (الحمد لله) الدالة على التعظيم.. فمن جمع بينهما فهو العارف حقا.

وكل أسماء الله الحسنى تدل على أحد هذين، أو تجمع بينهما.

قال التلميذ: وما تقول في الإضافات التي تعلقت بها مدرسة المتشابه.. والتي اعتبرتها صفات لله؟

قال الشيخ: الناس فيها نوعان: عوام وخواص.. وقد ذكر القرآن الكريم التفريق بينهما في التعامل مع هذا في الآية الكريمة.

قال التلميذ: فما حكم العوام فيها؟

قال الشيخ: العوام ليس لهم القدرات على البحث فيها، ولذلك حسبهم أن يتناولوا المحكمات، ويكلوا علم المتشابهات إلى الله تعالى.. أو أن عليهم أن يؤمنوا بما ورد فيها مع صرف اللفظ الموهم عن ظاهره وردِّ العلم بالمراد إلى الله تعالى([9]).

وقد ذكر مشايخنا في هذا أمورا على العوام مراعاتها تجاه المشابهات([10]):

منها اليقين بتنزيه الله عز وجل وتعظيمه تصديقاً لقوله تعالى في الآية الكريمة:   قال تعالى: {  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير } [سورة الشورى:11]

ومنها التصديق بما جاء في القرآن الكريم وما وافقه من السنة الصحيحة، وأنه حق على المعنى الذي أراده الله ورسوله.

ومنها الاعتراف بالعجز عن معرفة ذات الله عز وجل والإحاطة بوصفه.

ومنها السكوت عما سكت عليه الصالحون، والكف عن السؤال عنه كما كفوا، وأن لا نخوض فيه.

ومنها الإمساك عن التصرف في تلك الألفاظ. فنمسك عن تفسيرها بلغة أخرى، لأن من الألفاظ العربية ما لا يطابقها في غير العربية، وفي اللغة العربية تراكيبُ لغويةٌ تدل على معان لا تدل عليها بترجمة ألفاظها..

ونمسك عن تصريفها فلا نقول في قوله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5]، هو المستوي على العرش لأن الفعل يدل على استواء مرتبط بزمان، واسم الفاعل ليس كذلك ففي مثل هذا التصريف زيادةُ معنى ربما لا يكون مراداً في اللفظ الوارد.

ونمسك عن تجميع ماتفرق من هذه الألفاظ، كما يفعل زعماء مدرسة المتشابه حين يجمعون في كتاب واحد أخباراً تحت باب خصوه لإثبات اليد، وخصوا باباً لإثبات الرجل، وباباً لإثبات الوجه، فقوي بذلك الإيهام وغلَب الحس.

ونمسك عن تجريد اللفظ عن سياقه وسباقه لأن كل كلمة سابقة ولاحقة تؤثر في إفهام المراد فإذا بلغنا قول الله عز وجل:  { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } [سورة الأنعام:18]، فلا يجوز أن نقول: (هو فوق عباده)، لأن لفظ القاهر قبله يشير إلى فوقية الرتبة والقهر، كما قال تعالى على لسان فرعون: {  وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون } [سورة الأعراف:127]، ونزعُ لفظِ القاهر يعطل هذا المعنى الذي يحتمله السياق احتمالاً قوياً ويوهم فوقيةً غيرَها لم يكن ليُفطن إليها لولا هذا التجريد عن السياق، بل قولنا: (القاهر فوق غيره) ليس كقولنا: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }، لأن ذكر العبودية مع كونه موصوفاً بأن القاهرَ فوقه يؤكد فوقية السيادة والقهر.

قال تلميذ آخر: ليتك تعلم شيخنا ماذا يقول لنا تلاميذ مدرسة المتشابه إن ذكرنا لهم هذا ومثله.. إنهم يعتبرون هذا من أشد أنواع البدع، وقد نقلوا لنا عن زعيمهم الذين يطلقون عليه لقب شيخ الإسلام قول في المسلك الذي ذكرته لنا: (..فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد)([11]) 

بل إنهم ينقلون عنه أنه سمى أهلَ التفويض بأهل التجهيل، فقال: (..أما أهل التجهيل فهم كثير من المنتسبين إلى السنة واتباع السلف يقولون إن الرسول لم يعرف معانيَ ما أنزل الله إليه من آيات الصفات..ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك…)([12]) 

وقد نقلوا لنا عن بعض المعاضرين، ويطلقون عليه ابن عثيمين قوله: (التفويض من شر أقوال أهل البدع.. وإذا تأملته وجدته تكذيباً للقرآن وتجهيلاً للرسول)([13]) 

قال الشيخ: من اتبع المتشابه في الله فسيقع في المتشابه في الدين جميعا.. فيؤول سماحته إلى عنف.. ويؤول أدبه إلى خشونة.. ويوؤل لطفه إلى خشونة.. وهكذا..

فمن لم يستح من الله أن يشببه بخلقه، وأن يصنع له قالبا جسميا كيف يستحيي ألا يكفر الأمة أو يبدعها أو يرميها بكل ما تمليه عليه أحقاده من أصناف السباب.

قال تلميذ آخر: دعنا منهم يا شيخنا.. نحن ما جلسنا هذا المجلس إلا لنعرف ربنا، ونسلك سبيله، ولا يهمنا من سلك معنا، ومن لم يسلك.. ونحن واثقون فيك وفي ورعك، فبصرنا بطريق الخواص الراسخين في العلم.

قال الشيخ: لقد وضع الراسخون في العلم للتعامل مع المتشابه أربعة ضوابط.

قال التلميذ: فما أولها؟

قال الشيخ: أولها أن من تعظيم القرآن الكريم والسنة المطهرة واحترام دلالاتهما ألا يصرف اللفظ عن ظاهره فيهما إلا عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع([14])..

وكمثال على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن)([15])، وقد قال الغزالي تعقيبا على هذا الحديث: (حمله على الظاهر غير ممكن…إذ لو فتشنا عن قلوب المؤمنين لم نجد فيها أصابع فَعُلِمَ أنها كناية عن القدرة التي هي سر الأصابع، وكنِّي بالأصابع عن القدرة لأن ذلك أعظم وقعاً في تفهم تمام الاقتدار)([16])

قال التلميذ: فما الثاني؟

قال الشيخ: من خلال المحكمات الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة عرفنا أن الله عز وجل ليس في جهة أو حيز، ولا يجوز عليه التركيب ولا التجسيم ولا التشبيه، ولاتقوم به الحوادث، فإذا وردت النصوص المتشابهة معارضةً لهذه العقائد نأخذ بالمحكم، فنؤول الظواهر إما إجمالاً ونفوض تفصيلها إلى لله، وإما تفصيلاً بتعيين المراد الموافق للسان العربي الذي نزل به القرآن الكريم([17]).

قال التلميذ: فما الثالث؟

قال الشيخ: لا يصح أن نصرف النص المتشابه عن دلالته الظاهرة إلا وفق أساليب اللغة وعرف الاستعمال جارياً على ما يقتضيه لسان العرب وما يفهمونه في خطاباتها([18]).

قال التلميذ: فهلا وضحت لي هذا بمثال؟

قال الشيخ:  عندما نبحث عن معنى قوله تعالى مثلا: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُون } [سورة القلم:42] في اللسان العربي، فإننا نجد العرب يفسرون ذلك بالشدة، وقد روي أن ابن عباس سئل عن هذه الآية، فقال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب، أما سمعتم قول الشاعر:

سن لنا قومك ضرب الأعناق.. وقامت الحرب بنا على ساق ([19]

قال التلميذ: صدقت سيدنا.. وأنا أحفظ من مثل هذا الكثير، فالعرب تعبر عن كل كرب وشدة بذلك، ومن ذلك قول الشاعر:

كشفت لكم عن ساقها… وبدا من الشر الصراح

وقال آخر:

قد شمرت عن ساقها فشدوا… وجدت الحرب بكم فجدوا

قال تلميذ آخر: ليتك حضرت معنا سيدي إلى مدرسة المتشابه، فإنهم يفسرونها تفسيرا خطيرا.

قال الشيخ: دعنا منهم.. فمن وقع في المتشابه وقع في التشبيه لا محالة..

قال التلميذ: حدثتنا عن ا لضابط الثالث، فحدثنا عن الرابع ؟

قال الشيخ: الرابع هو أنه لا ينبغي لمن صرف المتشابه عن ظاهره أن يجزم بأن مراد الله هو ذلك المراد، أدبا مع الله، وتعظيما لمراده، وخاصة إذا احتمل وجوها في اللسان العربي..

قال التلميذ: فهلا ضربت لنا مثالا على ذلك.

قال الشيخ: من الأمثلة على ذلك قوله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5]، فإن المحكم يقتضي ألا نفسر الاستواء بالجلوس والقعود كما يفعل المتبعين للمتشابه، لأن ذلك حد لله، ووصف له بصفات الحوادث.. أما تعيين المراد منه، فيحتمل وجوها عديدة، وقد قال بعض علمائنا في ذلك: (لا يمتنع منا حمل الاستواء على القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة… ولا يبعد حمل الاستواء على قصد الإله إلى أمر في العرش)([20])  وغير ذلك من الوجوه.

بعد أن انتهى الشيخ من حديثه عن ضوابط التعامل مع المتشابه أخذ التلاميذ يسألونه عن أسماء الله الحسنى، فيشرحها لهم شرحا عجيبا، ويربطها بحقائق الكون التي نراها.. حتى اعتقدت جازما بعد خروجي من مدرسته أن المجال الوحيد المتاح لعقولنا وقلوبنا للتعرف على الله هي أسماؤه الحسنى.. فبقدر ما نستغرق فيها بقدر ما نرتبط بالله، وبشرع الله، وبالتحقق بدين الله.. فأسماء الله مدرسة كاملة في العقيدة، وفي حقائق الوجود، وتفسير ما يحصل فيه.. وهي كذلك مدرسة في التربية والسلوك والأخلاق والروحانية.

المتشابه:

بعد أن خرجت من مدرسة المحكم سولت لي نفسي أن أرى مدرسة المتشابه، وأرى العلوم التي تدرس فيها.. وليتني ما فعلت.. فقد كان للطروحات التي طرحت فيها آثار سلبية خطيرة على نفسي أزالت كثيرا من معاني التقديس والتعظيم التي كنت أستشعرها من خلال القراءة الفطرية للقرآن الكريم.. ولم أتخلص من تلك الرواسب إلا بعد جهد جهيد.

كانت المدرسة كبيرة مزخرفة.. وكان لمشايخها من الأبهة والسلطان ما لم يكن لمشايخ مدرسة المحكم.. فقد كان كل واحد منهم مستو على عرشه، وكأنه ملك من الملوك يأمر وينهى..

جلست في أحد المجالس، وقد تعجبت إذ سئل الشيخ بمجرد جلوسي عن تفسير قوله تعالى { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُون } [سورة القلم:42]

فاعتدل في جلسته فرحا مسرورا، وقال: أحسنت بسؤالك هذا.. فبهذه الآية يمكننا أن نفرق بين أهل السنة وأهل البدعة.. وبين أهل النجاة وأهل الضلالة.. فقد ورد حديث صحيح في البخاري يؤكد هذا، ويدل عليه.. فأبشروا.. فهذا الحديث بشارة لأهل السنة، وإنذار للمبتدعة.

قال التلميذ: فهلا حدثتنا شيخنا بهذا الحديث.

قال الشيخ: أجل.. وأنا أرويه مسندا من شيخي إلى البخاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..

قال ذلك، ثم أخذ يردد سندا طويلا، استغرق وقتا كثيرا.. وبعد تعديد عشرات الأسماء والألقاب والكنى والبلدان وصلنا إلى آخر راو في سلسلة السند الطويل.. وقد تعجبت من ذاكرته العجيبة التي حفظت كل تلك الأسماء.

بعد الراوي الأخير مباشرة بدأ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..

لا أستطيع أن أذكر لكم أن الحديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر تعظيما لربه من أن يقول هذا.. ولهذا سأذكره باعتباره الرواية التي سمعتها..

كان الشيخ يتفاعل مع كل كلمة يقولها، ويمطط فيها حتى صرنا، وكأننا – وأستغفر الله – نرى الله تعالى وتقدس بأعيننا المجردة بلباسه وتاجه وساقه..

قال الشيخ، وهو يسرد الحديث([21])، وكأنه يقص قصة من قصص ألف ليلة وليلة: في ذلك اليوم من أيام القيامة يؤذن مؤذن يسمعه الخلائق جميعا: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغير أهل الكتاب؛ فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله. فيقول: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا رب فاسقنا، فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار.

ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون؟ فيقولون. عطشنا يا رب فاسقنا قال: فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار.

نظر الشيخ إلى التلاميذ، وهو يقول: الحمد لله.. ها قد تخلصنا من اليهود والنصارى.. ولم يبق في ذلك الموقف إلا نحن.. لكن لا تستعجلوا لا تتصورا أن كل من بقي ناج.. الناجي هو من يعتقد ما نعتقد فقط..

اسمعوا لباقي الحديث.. يقول الحديث: حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم الله في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيأتيهم الجبار في صورة غير الصورة التي رأوها أول مرة قال: فما تنتظرون: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا – مرتين أو ثلاثا؛ حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب – فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها؟ فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد نفاقا ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة فقال: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا.

وقف الشيخ بحماسه، وراح يرفع يده بقوة، وهو يقول: أرأيتم قيمة معرفة صفة الساق، فكل من جحد بها لا يستطيع أن يسجد يوم القيامة.. وكل من أنكر أن لله صورة ووجها وساقا وضرسا لا يستطيع أن يسجد.. وكل من أنكر أن يأتي الله أو يذهب أو يجري أو يهرول لا يستطيع أن يسجد.. وكل من أنكر أن الله يتكلم ويضحك ويستلقي لا يستطيع أن يسجد..

وبقي يردد ذلك.. ويخوف تلاميذه بذلك.. وقد كانت الصور تتوارد على خيالي، وهو يلصقها بالله.. حتى صار الله.. تعالى وتقدس.. وكأنه جرم من الأجرام الضخمة.. وليس من فرق بينه وبينها إلا أننا نعرف هيئة تلك الأجرام.. ولا نعرف بدقة هيئة الله.

لكن الشيخ بقي يوضح ويزيد الأمر تفصيلا إلى أن أصبحنا وكأننا نرى الله بأعيننا المجردة.

قال له أحد التلاميذ: كشف الساق يا سيدنا يدل على الله تعالى يلبس لباسا؟

قال الشيخ: أحسنت بني في استنتاجك.. فقد دلت عليه الرواية، فقد روى سلفنا الصالح في أحاديث كثيرة متواترة عن أصحابنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه (رأى ربه عز وجل في النوم في صورة شاب ذي وفرة قدماه في الخضر عليه نعـلان من ذهب على وجهـه فراش من ذهب)([22]

قال التلميذ: ولكن هذا الحديث يدل على أنه رآه في النوم.. ولا يمكن أن نرى في النوم الحقائق بدقة.

قال الشيخ: لقد رد سلفنا الصالح على هذا الاعتراض من وجهين، أما الأول، فهو أن الذي رأى هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وليس أحدا آخر، ورؤيا الأنبياء صدق.. وأما الثاني، فقد روي من طرق متعددة من أصحابنا أن الرؤية كانت في اليقظة.. فقد روى الطبراني في (السنة) عن ابن عباس قال: رأى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه في صورة شاب أمرد، وبه قال ابن جريـج عن صفـوان بن سليـم عـن عائشة قالت: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه على صورة شاب جالس على كرسي رجله في خضرة من نور يتلألأ..

وروى الطبراني في المعجم الأوسط عن عكرمة، قال: سئل ابن عباس: هل رأى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه عز وجل ؟ قال: نعم، رآه في صورة شاب بين شعر من لؤلؤ، كأنّ قدمية في خضرة([23]).

وروى أبو يعلى الفراء عن ابن عباس ما يؤكد صحة حديثه ذكره أبو بكر بن أبي داود في كتاب السنة بإسناده عن عكرمة قال: سئل ابن عباس: هل رأى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه ؟ قال: نعم، قال: كيف رآه؟ قال: (في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ كأنّ قدميه في خضرة)، فقلت أنا لابن عباس: أليس هو من يقول:  { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير } [سورة الأنعام:103] ؟ قـال: لا أم لك، ذلك نـوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء ([24]).

وروى أبو بكر الخلال عن عكرمة، عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه جل ثناؤه جعداً قططاً أمرد في حلة حمراء([25]).

بقي الشيخ يورد الكثير من النصوص التي تدل على هذا، ويستشهد لذلك من كلام سلفه الصالح ما يملأ القلوب رهبة من مخالفتها..

بعد أن انتهى من ذلك، قال بعض التلاميذ: لقد زرت البارحة مدرسة المحكم.. وقد رأيتهم ينكرون مثل هذا، ويردون عليه ردا شديدا.

غضب الشيخ، وقال: ألم أكن نهيتكم عن زيارة أولئك المبتدعة الضالين الجاحدين؟

قال التلميذ: أنا لم أذهب إلا لأتجسس لك عن أخبارهم.. ومعاذ الله أن أترك النبع الصافي الذي تسقينا منه، وأذهب إلى تلك المنابع الكدرة المختلطة بالفلسفة والكلام والرفض..

قال الشيخ: ما دمت قلت هذا.. فسأذكر لك حديثا عن بعض سلفنا الصالح يفيدك في إقامة الحجة عليهم..

لقد حدثني بعض مشايخنا بسنده عن حماد بن زيد قال: مثل الجهمية مثل رجل قيل له: في دارك نخلة؟ قال: نعم، قيل: فلها خوص؟ قال: لا، قيل: فلها سعف؟ قال: لا، قيل: فلها كرب؟ قال: لا، قيل: فلها جذع؟ قال: لا، قيل: فلها أصل؟ قال: لا، قيل: فلا نخلة في دارك.. وهؤلاء الجهمية قيل لهم: لكم رب يتكلم؟ قالوا: لا، قيل: فله يد؟ قالوا: لا، قيل: فله قدم؟ قالوا: لا، قيل: له إصبع؟ قالوا: لا، قيل: فلا رب لكم)([26]

خرجت من مدرسة المتشابه، وأنا ممتلئ بالشبهات، ولم أستطع أن أطهر قلبي من درن التشبيه إلا بعد أن التجأت إلى ربي الذي أرشدني إلى العودة لمدرسة المحكم، وفيها استطعت بفضل الله أن أتخلص من كل الشبهات التي زرعها في نفسي أتباع المتشابهات.


([1])   الجواب الصحيح 4/453

([2])     انظر: الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب لابن الجوزي (ص: 2)

.

([3])   الأسماء والصفات 2/98. 

([4])  الأسماء والصفات 2/349.

([5])   الأسماء والصفات 2/81.

([6])   مجموع فتاويه 1/ 168

([7])   رواه أحمد.

([8])   رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

([9])   انظر شرح جوهرة التوحيد للباجوري 149.

([10])   انظر إلجام العوام لحجة الإسلام الغزالي 64-84

([11])   درء التعارض 1/205

([12])   مجموع الفتاوى 5/34

([13])   المحاضرات السنية 1/67

([14])   انظر أساس التقديس، الرازي 182.

([15])   صحيح مسلم 4/ 2045(2654)

([16])   انظر قواعد العقائد، مع إحياء علوم الدين 1/102.

([17])   انظر المواقف، الإيجي 27.

([18])   انظر فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.  

([19])    تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (30/ 613).

([20])   انظر الإرشاد 41. 

([21])     الحديث وارد في الصحيحين، وقد نقلته بتصرف، ولم أنسبه لرسول الله a.

([22])    كتاب رؤية الله للدارقطني ص 90 ط. مكتبة القرآن / القاهرة.

([23])    المعجم الأوسط للطبراني ج3 ص 335 رقم 4767.

([24])  . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 148 رقم 151

([25])    إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 133 رقم 122.

([26])    إبطال التأويلات (ص: 55)

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *