×

الكتاب: مكارم الأخلاق وفضائلها

الوصف: أكثر من ثلاثة آلاف حديث حول الأخلاق الحسنة والترغيب فيها

السلسلة: سنة بلا مذاهب

المؤلف: د. نور الدين أبو لحية

الناشر: دار الأنوار للنشر والتوزيع

الطبعة: الأولى، 1442 هـ

عدد الصفحات: 503

الكتاب موافق للمطبوع

صيغة: pdf

صيغة: docx

ISBN: 978-620-3-85890-7

لمطالعة الكتاب من تطبيق مؤلفاتي المجاني وهو أحسن وأيسر: هنا

التعريف بالكتاب

يجمع هذا الكتاب أكثر من 3000 حديث من المصادر السنية والشيعية حول [مكارم الأخلاق وفضائها]، ونقصد بها ما ورد من الأحاديث في الأخلاق الحسنة، أو الصفات النفسية الراسخة التي تصدر عنها المواقف والأعمال الصالحة بسهولة ويسر.

وسر ترتيبه بعد الكتاب السابق المرتبط بالسلوك الروحي هو كون الأخلاق الحسنة هي الثمرة الأولى لذلك السلوك؛ فمن عرف ربه، وتواصل معه، رزقه الله من الأدب والأخلاق، ما يكون دليلا على ذلك التواصل.

ولهذا كان القرآن الكريم كله كتاب أخلاق، حتى آياته المرتبطة بالأحكام الفقهية، أو بالقصص، أو بالتعريف بالله تعالى؛ فكل ذلك مما يثمر في التالي المتدبر له المعاني العميقة المرتبطة بالأخلاق.

ولهذا كان في الرجوع إلى النبوة والإمامة في هذا المجال توضيحا لتلك المعاني القرآنية الجميلة، أو تجسيد لها؛ وذلك ما ييسر ترسيخها في النفس؛ فهي تفر من كل شيء نظري مجرد ما لم يكن له في الواقع ما يثبته أو يدل عليه.

بناء على هذا حاولنا أن نجمع في هذا الكتاب أكثر ما ورد في المصادر السنية والشيعية من الأحاديث المرتبطة بالأخلاق الحسنة.

مكارم الأخلاق وفضائلها (11)

المقدمة

يجمع هذا الكتاب أكثر من 3000 حديث من المصادر السنية والشيعية حول [مكارم الأخلاق وفضائها]، ونقصد بها ما ورد من الأحاديث في الأخلاق الحسنة، أو الصفات النفسية الراسخة التي تصدر عنها المواقف والأعمال الصالحة بسهولة ويسر.

وسر ترتيبه بعد الكتاب السابق المرتبط بالسلوك الروحي هو كون الأخلاق الحسنة هي الثمرة الأولى لذلك السلوك؛ فمن عرف ربه، وتواصل معه، رزقه الله من الأدب والأخلاق، ما يكون دليلا على ذلك التواصل.

ولهذا كان القرآن الكريم كله كتاب أخلاق، حتى آياته المرتبطة بالأحكام الفقهية، أو بالقصص، أو بالتعريف بالله تعالى؛ فكل ذلك مما يثمر في التالي المتدبر له المعاني العميقة المرتبطة بالأخلاق.

ولنبدأ بأول القرآن الكريم؛ فإذا قرأ القارئ في سورة الفاتحة: {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 1 - 4] [الفاتحة: 1 - 4] وتدبرها بصدق؛ فإنها ـ كما تثمر فيه معرفة بربه، وتواصلا روحيا معه ـ تثمر فيه كذلك الكثير من الأخلاق الطيبة؛ وأولها أن يقتدي بربه في الرحمة الشاملة الواسعة، وأن تكون كل تصرفاته وسلوكاته منطلقة منها؛ وهذا ما يجعله سليم القلب، بعيدا عن الأحقاد وكل الأمراض النفسية.

وهكذا إن حمد ربه؛ فإنه سيعلم أن كل نعمة من النعم بما فيها نعمة الهداية فضل إلهي عليه، وذلك ما يجعله متواضعا في نفسه، ومتواضعا مع الخلق؛ فلا يستعلي عليهم، ولا يستكبر، بل يسعى لأن يتحلى بكل الأخلاق العالية التي تجعله محمودا منهم، ليقتدي بربه في ذلك..

مكارم الأخلاق وفضائلها (12)

وهكذا يمكننا أن نقرأ القرآن الكريم كله من هذه الزاوية؛ ولذلك وُصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن (خلقه القرآن)، أو بكونه القرآن الناطق، ومثل ذلك أئمة الهدى من بعده؛ فلم يكن لهم ذلك الفضل إلا لتحليهم بالقيم القرآنية في أجمل صورها، وهو ما أشار إليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم عند الوصية بهم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) (1)

ولهذا كان في الرجوع إلى النبوة والإمامة في هذا المجال توضيحا لتلك المعاني القرآنية الجميلة، أو تجسيدا لها؛ وذلك ما ييسر ترسيخها في النفس؛ فهي تفر من كل شيء نظري مجرد ما لم يكن له في الواقع ما يثبته أو يدل عليه.

بناء على هذا حاولنا أن نجمع في هذا الكتاب أكثر ما ورد في المصادر السنية والشيعية من الأحاديث المرتبطة بالأخلاق، وقد قسمناها إلى ما يلي:

1. حسن الخلق.

2. العقل والحكمة

3. المروءة والفتوة

4. السخاء والكرم

5. الرفق والسماحة

6. المداراة والتقية

7. الرأفة والرحمة

8. أداء الأمانة

9.

10.

__________

(1) رواه الترمذي (3788).

مكارم الأخلاق وفضائلها (13)

11. التواضع والانكسار

12. الحلم والعفو

13. الحياء والعفاف

14. الشجاعة والتضحية

15. الصدق والوفاء

16. الثناء والمكافأة

وهذا لا يعني انحصارها في هذه الأقسام، ذلك أن كل خلق منها قد يحوي أخلاقا عديدة، كما فصلنا ذلك في سلسلة [التزكية والترقية]، وحرصا على عدم تقطيع الأحاديث؛ فقد اكتفينا بالعناوين العامة لكل خلق، دون العناوين الفرعية، التي قد تضطرنا لتقسيم الحديث، وهو ما قد يسيء فهمه، ولهذا اكتفينا بتقسم الفصول بحسب من وردت عنهم تلك الروايات؛ ومن خلالها يمكن أخذ صورة عامة، بل مفصلة لكل خلق من الأخلاق.

مكارم الأخلاق وفضائلها (14)

حسن الخلق

نريد بحسن الخلق هنا: اجتماع جميع الأخلاق التي ورد في وصايا النبوة والإمامة الدعوة إليها، ذلك أنه لا يمكن أن يوصف شخص ما بكونه صاحب خلق حسن ما لم تتوفر فيه جميعا، ولهذا وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الصفة؛ فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]

وبذلك يمكن اعتبار حسن الخلق هو المرتبة العليا للأخلاق، لأنها تجتمع فيه جميعا؛ فالسالك الذي يهذب نفسه، ويجاهدها لتتحلى بالأخلاق الحسنة، يكتسب في كل مجاهدة خلقا جديدا إلى أن تنسجم الأخلاق مع بعضها جميعا في هذه الصفة التي أطلق عليها في القرآن الكريم [الخلق العظيم]، وتعارف البشر جميعا على تسميتها [الخلق الحسن]

ولهذا لا يمكن أن يعتبر أي أحد من الناس قدوة، ولا أسوة، إلا إذا كان صاحب خلق حسن؛ ذلك أن الاقتداء بمن لم يكن كذلك يجعل المقتدي عرضة للتحلي بالأخلاق السيئة من حيث لا يشعر.

ولهذا كانت العصمة ضرورية في كل من يقتدى بهم، وإلا اقتدى الناس بمن يضلونهم سواء السبيل، وقد قال الله تعالى بعد ذكره لرسله عليهم السلام: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]

ومثل ذلك قال في رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]

ومثل ذلك فيما ورد في شأن الإمامة؛ فقد أخبر الله تعالى أنه لن ينالها إلا من توفر فيهم الكمال الخلقي، كما قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124]

مكارم الأخلاق وفضائلها (15)

فهذه الآية الكريمة تشير إلى أنه لا يمكن لأي شخص أن ينال هذا المنصب العظيم ما لم يكن مجانبا لكل أنواع الظلم دقيقه وجليله، وهو ما يعني تحليه بكل الأخلاق الحسنة، وفي أوج كمالها، ذلك أن كل خلق سيء هو صورة من صور الظلم؛ فالظلم هو وضع الأشياء في غير مواضعها، وهكذا السلوك الخبيث، هو عبارة عن تصرف لا يتناسب مع ما أراده الله منا ورضيه لنا.

بناء على هذا، سنذكر هنا ما ورد من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو عن أئمة الهدى في أهمية الأخلاق وفضلها وضرورتها وكونها ركنا أساسيا من أركان الدين.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتّق الله حيثما كنت، وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن) (1)

[الحديث: 2] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا، فقال له: ماذا عملت في الدّنيا؟ {وَلَا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا} [النساء: 42] قال: يا ربّ آتيتني مالك، فكنت أبايع النّاس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسّر على الموسر وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحقّ بذا منك، تجاوزوا عن عبدي) (2)

[الحديث: 3] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا) (3)

[الحديث: 4] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة لمن ترك المراء وإنْ

__________

(1) الترمذي (1987)

(2) البخاري (3480) ومسلم 3 (1560)

(3) الترمذي (1162) وأحمد (2/ 250، 472)

مكارم الأخلاق وفضائلها (16)

كان محقّا، وببيت في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وإنْ كان مازحا، وببيت في أعلى الجنّة لمن حسن خلقه) (1)

[الحديث: 5] سئلت عائشة: أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: أليس تقرأ القرآن؟ قال السائل: بلى، قالت: (فإنّ خلق نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم كان القرآن) (2)

[الحديث: 6] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله عزّ وجلّ يعطي الدّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدّين إلّا لمن أحبّ، فمن أعطاه الله الدّين فقد أحبّه، والّذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتّى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتّى يأمن جاره بوائقه)، قالوا: وما بوائقه يا نبيّ الله! قال: (غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدّق به فيقبل منه، ولا يترك خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار. إنّ الله عزّ وجلّ لا يمحو السّيّ ء بالسّيّ ء ولكن يمحو السّيّ ء بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث) (3)

[الحديث: 7] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم) (4)

[الحديث: 8] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما بعثت لأتمّم صالح الأخلاق) (5)

[الحديث: 9] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من أحبّكم إلى وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ، وأبعدكم منّي مجلسا يوم القيامة، الثّرثارون والمتشدّقون والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثّرثارون والمتشدّقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبّرون) (6)

__________

(1) أبو داود (4800)

(2) مسلم (746)

(3) أحمد (1/ 387) والحاكم (1/ 33، 34 و(4/ 165)

(4) أبو داود (4798)

(5) أحمد (2/ 381) والحاكم (2/ 613)

(6) رواه الترمذي (2018)

مكارم الأخلاق وفضائلها (17)

[الحديث: 10] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطّلع عليه النّاس) (1)

[الحديث: 11] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل النّاس الجنّة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل النّاس النّار؟ فقال: (الفم والفرج) (2)

[الحديث: 12] عن معاذ بن جبل قال: آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: (أحسن خلقك للنّاس يا معاذ بن جبل) (3)

[الحديث: 13] عن ابن عبّاس قال: لمّا بلغ أبا ذرّ مبعث النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتّى قدمه وسمع من قوله ثمّ رجع إلى أبي ذرّ فقال له: (رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشّعر..) (4)

[الحديث: 14] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ الله ليبغض الفاحش البذي ء) (5)

[الحديث: 15] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة) (6)

[الحديث: 16] عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحسن النّاس خلقا فأرسلني يوما لحاجة، فقلت: والله لا أذهب ـ وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ فخرجت حتّى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السّوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه ـ وهو يضحك ـ فقال: (يا أنيس، اذهب حيث أمرتك) قلت: نعم، أنا أذهب

__________

(1) مسلم (2553)

(2) الترمذي 4 (2004)

(3) الموطأ (2/ 902)

(4) البخاري (3861) ومسلم (2474)

(5) الترمذي 4/ 2002)

(6) الترمذي 4 (2003) وأبو داود رقم 4799.

مكارم الأخلاق وفضائلها (18)

يا رسول الله، قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين، ما علمت قال لشيء صنعت: لم فعلت كذا وكذا، ولا لشى ء تركت: هلّا فعلت كذا وكذا) (1)

[الحديث: 17] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتّى تختلطوا بالنّاس، من أجل أن يحزنه) (2)

[الحديث: 18] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصّدقة) قالوا: بلى، قال: (صلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة) (3)

[الحديث: 19] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النّار أو بمن تحرم عليه النّار: على كلّ قريب هيّن سهل) (4)

[الحديث: 20] عن أبي هبيرة عائذ بن عمرو المزنيّ وهو من أهل بيعة الرّضوان أنّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟ فآتي النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبره فقال: (يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك) فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أأغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخيّ) (5)

[الحديث: 21] عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأشجّ عبد القيس: (إنّ فيك خصلتين يحبّهما الله: الحلم والأناة) (6)

[الحديث: 22] عن عياض بن حمار المجاشعيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله أوحي إلى أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد) (7)

[الحديث: 23] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما مثل الجليس الصّالح والجليس السّوء،

__________

(1) أبو داود (4773).

(2) البخاري (6288)، ومسلم 4 (2184)

(3) الترمذي 4 (2509)

(4) الترمذي 4 (2488)

(5) مسلم (2504)

(6) مسلم (17)

(7) مسلم (2865)

مكارم الأخلاق وفضائلها (19)

كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك، وإمّا أن تبتاع منه، وإمّا أن تجد منه ريحا طيّبة، ونافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك، وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة) (1)

[الحديث: 24] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كان تاجر يداين النّاس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعلّ الله أن يتجاوز عنّا، فتجاوز الله عنه) (2)

[الحديث: 25] عن أسامة بن زيد قال: (كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصطبرون على الأذى، قال الله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186]، وقال الله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أهل الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]، وكان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يتأوّل العفو ما أمره الله به حتّى أذن الله فيهم) (3)

[الحديث: 26] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) (4)

[الحديث: 27] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام) (5)

[الحديث: 28] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) (6)

[الحديث: 29] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مرّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال:

__________

(1) البخاري (2101) ومسلم (2628)

(2) البخاري (2078) واللفظ له، ومسلم (1562)

(3) البخاري (4566)

(4) مسلم (2626)

(5) البخاري (6077)، ومسلم (2560)

(6) مسلم (1469)

مكارم الأخلاق وفضائلها (20)

والله لأنحّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنّة) (1)

[الحديث: 30] عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه رداء نجرانيّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيّ، فجبذ بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أثّرت فيها حاشية الرّداء من شدّة جبذته، ثمّ قال: يا محمّد مر لي من مال الله الّذي عندك. فالتفت إليه، فضحك، ثمّ أمر له بعطاء (2).

[الحديث: 31] عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة: ما كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يصنع في أهله؟ قالت: (كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصّلاة قام إلى الصّلاة) (3)

[الحديث: 32] عن أبي هريرة قال: (ما عاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طعاما قطّ، إن اشتهاه أكله، وإلّا تركه) (4)

[الحديث: 33] عن عائشة قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا قطّ بيده ولا امرأة ولا خادما إلّا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه إلّا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عزّ وجلّ) (5)

[الحديث: 34] عن عائشة قالت: (ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أمرين إلّا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد النّاس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه في شيء قطّ، إلّا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله) (6)

[الحديث: 35] عن أنس بن مالك قال: ما رأيت رجلا التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينحّي رأسه حتّى يكون الرّجل هو الّذي ينحّي رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتّى يكون الرّجل هو الّذي يدع يده (7).

__________

(1) مسلم (1914)

(2) البخاري (6088)، ومسلم (1057)

(3) البخاري (6039)

(4) البخاري (3563)

(5) مسلم (2328)

(6) البخاري (6126) ومسلم (2327)

(7) أبو داود (4794)

مكارم الأخلاق وفضائلها (21)

[الحديث: 36] عن أنس بن مالك قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا استقبله الرّجل فصافحه لا ينزع يده من يده، حتّى يكون الرّجل الّذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتّى يكون الرّجل هو الّذي يصرفه، ولم ير مقدّما ركبتيه بين يدي جليس له (1).

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 37] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (2)

[الحديث: 38] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم) (3)

[الحديث: 39] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق) (4)

[الحديث: 40] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا بني عبد المطّلب إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر) (5)

[الحديث: 41] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس، والله إنّي لأعلم أنّكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن بالطلاقة وحسن الخلق.. رحم الله كلّ سهل طلق) (6)

[الحديث: 42] قال جرير بن عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّك امرئ قد أحسن الله خلقك، فأحسن خلقك) (7)

[الحديث: 43] قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني قال: (اتّق الله حيث كنت) قال: زدني، قال: (اتبع السيّئة الحسنة تمحها) قال: زدني قال: (خالط الناس بحسن الخلق) (8)

[الحديث: 44] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله اختار الإسلام دينا، فأحسنوا صحبته

__________

(1) الترمذي (2490)

(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1 ص 89.

(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 281.

(4) إرشاد القلوب ص 134.

(5) مشكاة الأنوار ص 222.

(6) كتاب الزهد ص 28.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 89.

مكارم الأخلاق وفضائلها (22)

بالسخاء وحسن الخلق، فإنّه لا يصلح إلّا بهما) (1)

[الحديث: 45] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ المؤمنين أكملهم إيمانا؟ قال: (أحسنهم خلقا) (2)

[الحديث: 46] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) (3)

[الحديث: 47] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم) (4)

[الحديث: 48] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإنّما المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه) (5)

[الحديث: 49] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الناس إيمانا احسنهم خلقا، وأصلح الناس أنصحهم للناس، وخير الناس من انتفع به الناس) (6)

[الحديث: 50] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق نصف الدين) (7)

[الحديث: 51] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بين يديه فقال: يا رسول الله ما الدّين؟ فقال: (حسن الخلق)، ثمّ أتاه عن يمينه فقال: ما الدّين؟ فقال: (حسن الخلق)، ثمّ أتاه من قبل شماله فقال: ما الدين؟ فقال: (حسن الخلق)، ثمّ أتاه من ورائه فقال ما الدين؟ فالتفت إليه وقال: (أما تفقّه.. الدين هو أن لا تغضب) (8)

[الحديث: 52] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى: إنّ هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلّا السخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما صحبتموه) (9)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 221.

(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 153.

(3) أمالي الطوسي ج 1 ص 139.

(4) أمالي الطوسي ج 2 ص 6.

(5) جامع الاخبار ص 107.

(6) روضة الواعظين ج 2 ص 376.

(7) الخصال ج 1 ص 30.

(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 89.

(9) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 170.

مكارم الأخلاق وفضائلها (23)

[الحديث: 53] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي) (1)

[الحديث: 54] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدّلها الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر) (2)

[الحديث: 55] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب قال في آخر خطبته: (طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيّته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وأنصف الناس من نفسه) (3)

[الحديث: 56] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب قال في آخر خطبته: (أيّها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن حسنت خليقته، وصلحت سريرته، وعزل عن الناس شرّه، طوبى لمن تواضع في غير معصية، وذلّ من غير مسكنة، وخالط أهل الفقه والرحمة، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل في كلامه) (4)

[الحديث: 57] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان حسن الخلق، وإطعام الطعام) (5)

[الحديث: 58] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إنّ مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة: الإيمان أصلها، والزكاة فرعها، والصلاة ماؤها، والصيام عروقها، وحسن الخلق ورقها، والإخاء في الدين لقاحها، والحياء لحاؤها، والكفّ عن محارم الله ثمرتها، فكما لا تكمل الشجرة إلّا بثمرة طيبة، كذلك لا يكمل الإيمان إلّا بالكفّ عن محارم الله..) (6)

[الحديث: 59] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من إسلام المرء: حسن خلقه، وترك ما لا يعنيه) (7)

__________

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 38.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(3) الاختصاص ص 228.

(4) نزهة الناظر ص 36.

(5) المحاسن ص 389.

(6) جامع الأخبار ص 178.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن زهد رسول الله (.

مكارم الأخلاق وفضائلها (24)

[الحديث: 60] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا اخبركم بأشبهكم بي خلقا: أحسنكم خلقا، وأعظمكم حلما، وأبرّكم لقرابته، وأشدّكم من نفسه إنصافا) (1)

[الحديث: 61] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا اخبركم بأشبهكم بي: أحسنكم خلقا، وألينكم كنفا، وأبرّكم بقرابته، وأشدّكم حبّا لإخوانه في دينه، وأصبركم على الحقّ، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفوا، وأشدّكم من نفسه إنصافا في الرضا والغضب) (2)

[الحديث: 62] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإنّي سمعت جبريل عليه السّلام يقول: إنّ المكر والخديعة في النار) (3)

[الحديث: 63] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منّا من غشّ مسلما، وليس منّا من خان مسلما) (4)

[الحديث: 64] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ جبريل الروح الأمين نزل عليّ فقال: يا محمّد عليك بحسن الخلق، فإنّه يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإنّ أشبهكم بي أحسنكم خلقا) (5)

[الحديث: 65] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة: أحسنكم خلقا، وخيركم لأهله) (6)

[الحديث: 66] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم منّي مجلسا في الجنّة، أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافهم، الّذين يألفون ويؤلفون) (7)

[الحديث: 67] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم منّي غدا أحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (8)

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 240.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 50.

(4) عيون الأخبار ج 2 ص 50.

(5) عيون الأخبار ج 2 ص 50.

(6) عيون الأخبار ج 2 ص 38.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83.

(8) كتاب الزهد ص 28.

مكارم الأخلاق وفضائلها (25)

[الحديث: 68] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أقربكم منّي غدا وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم لسانا، وأدّاكم للأمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (1)

[الحديث: 69] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إلى وأبعدكم منّي ومن الله مجلسا شاهد زور) (2)

[الحديث: 70] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم غدا منّي في الموقف أصدقكم للحديث، وأدّاكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (3)

[الحديث: 71] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم غدا منّي مجلسا وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم لسانا، وأحسنكم خلقا) (4)

[الحديث: 72] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحبّكم إلى وأقربكم منّي يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا وأشدّكم تواضعا، وإنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون، وهم المستكبرون) (5)

[الحديث: 73] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه) (6)

[الحديث: 74] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أدناكم منّي، وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (7)

[الحديث: 75] عن بحر السقّاء قال: قال لي الإمام الصادق: (يا بحر حسن الخلق يسر) ثمّ قال: (ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة) قلت: بلى، قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالس في المسجد، إذ جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم،

__________

(1) أمالي الصدوق ص 508.

(2) بحار الأنوار ج 101 ص 310 عن كتاب الغايات.

(3) أمالي الطوسي ج 1 ص 233.

(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 250.

(5) قرب الإسناد ص 22.

(6) قرب الإسناد ص 22.

(7) الأشعثيّات ص 150.

مكارم الأخلاق وفضائلها (26)

فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم تقل شيئا ولم يقل لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا حتّى فعلت ذلك ثلاث مرّات، فقام لها رسول الله في الرابعة وهي خلفه، فأخذت هدبة من ثوبه ثمّ رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل، حبست رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرّات، لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا، ما كانت حاجتك إليه؟ قالت: إنّ لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه، ليستشفي بها، فلمّا أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني وأكره أن أستأمره في أخذها، فأخذتها) (1)

[الحديث: 76] روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قد لبس بردا نجرانيا ذا حاشية قوية، فبينما هو يمشي إذ جذبه أعرابي من خلفه، فجرت في عنقه فقال له: أعطني عطائي يا محمّد. فالتفت إليه مبتسما، وأمر له بعطائه، فنزل قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]) (2)

[الحديث: 77] عن الإمام عليّ: أنّ يهوديّا يقال له جويحر، كان له على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دنانير، فيتقاضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له يا يهودي: ما عندي ما أعطيك فقال: إنّي لا أفارقك يا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم حتّى تعطيني، فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه، فصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتهدّدونه ويتوعّدونه، ففطن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما الّذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهوديّ يحبسك، فقال: لم يبعثني ربّي تبارك وتعالى أظلم معاهدا ولا غيره. فلمّا ترحل النهار قال اليهوديّ: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الّذي فعلت إلّا لأنظر إلى نعتك في التوراة فإنّي قرأت في التوراة: محمّد بن عبد الله مولده بمكّة، ومهاجره بطيّبة، وملكه بالشام، وليس بفظّ ولا

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 102.

(2) إرشاد القلوب ص 133.

مكارم الأخلاق وفضائلها (27)

غليظ ولا سحّاب في الأسواق ولا مترمّن بالفحش ولا قول الخنا، أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، وهذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله تعالى، وكان اليهودي كثير المال) (1)

[الحديث: 78] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلقان يحبّهما الله: السخاء وحسن الخلق، وخلقان يبغضهما الله: البخل وسوء الخلق، ولقد جمع الله تعالى ذلك في قوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (2)

[الحديث: 79] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما جبّل وليّ الله إلّا على السخاء وحسن الخلق) (3)

[الحديث: 80] عن الإمام الصادق أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل: (أخبرني جبريل عليه السّلام عن الله تعالى جلّ ذكره: أنّ فيك خمس خصال يحبّها الله ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة)، فأسلم الرجل وحسن إسلامه) (4)

[الحديث: 81] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ هذه الأخلاق منائح من الله، فإذا أحبّ الله عبدا منحه خلقا حسنا، وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيّئا) (5)

[الحديث: 82] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا، رزقهم الرفق في المعيشة وحسن الخلق) (6)

[الحديث: 83] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق وصلة الرحم وبرّ القرابة، تزيد في الأعمار وتعمر الديار ولو كان القوم فجّارا) (7)

[الحديث: 84] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ حسن الخلق يثبت المودّة، وحسن البشر

__________

(1) الأشعثيّات ص 182.

(2) إرشاد القلوب ص 137.

(3) الأشعثيّات ص 151.

(4) قصص الأنبياء ص 307.

(5) نزهة الناظر ص 22.

(6) كتاب الزهد ص 27.

(7) نزهة الناظر ص 14.

مكارم الأخلاق وفضائلها (28)

يذهب بالسخيمة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة، فاستنزلوا الرزق بالصدقة، وإيّاكم أن يمنع أحدكم من ذي حقّ حقّه، فينفق مثله في معصيته) (1)

[الحديث: 85] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفاضلكم أحسنكم أخلاقا، الموطّؤون أكنافا، الذّين يألفون ويؤلفون، وتوطّأ رحالهم) (2)

[الحديث: 86] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خياركم أحاسنكم أخلاقا، الّذين يألفون ويؤلفون) (3)

[الحديث: 87] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا فقر أشدّ من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أحسن من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكّر) (4)

[الحديث: 88] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق) (5)

[الحديث: 89] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سعادة المرء حسن الخلق، ومن شقاوته سوء الخلق) (6)

[الحديث: 90] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يمن، وشرّ الخلق نكد، والصدقة تدفع ميتة السوء) (7)

[الحديث: 91] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الوشيك الرضا البعيد الغضب من أحسن الخلق خلقا) (8)

[الحديث: 92] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيّها الناس إنّي أعلم أنّكم لن تسعوا الناس

__________

(1) إرشاد القلوب ص 133.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 102.

(3) تحف العقول ص 45.

(4) تحف العقول ص 6.

(5) إرشاد القلوب ص 141.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 250.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن (زهد النبي ().

(8) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن (زهد النبي ().

مكارم الأخلاق وفضائلها (29)

بأموالكم، ولكن بالطلاقة وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 93] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكرمكم في الجاهلية أكرمكم في الإسلام)، قال الإمام الباقر بعد روايته للحديث: (إنّما يعنى من كان في الجاهلية أحسنهم خلقا، وأسخاهم كفّا، وأحسنهم جوارا، وأكفّهم أذى، وأقربهم من الناس، فلن يزيده الإسلام إلّا عزّا) (2)

[الحديث: 94] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل: السمح يسامح، والكريم يكارم، وعبد الشكس فاجتنبوه) (3)

[الحديث: 95] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مروءة الرجل خلقه) (4)

[الحديث: 96] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يثبت المودّة) (5)

[الحديث: 97] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل) (6)

[الحديث: 98] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو علم العبد ماله في حسن الخلق، لعلم أنّه يحتاج إلى أن يكون له حسن الخلق) (7)

[الحديث: 99] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخلاقا) (8)

[الحديث: 100] قيل: يا رسول الله ما الشؤم؟ قال: (سوء الخلق) (9)

[الحديث: 101] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جبل الله أولياءه على السخاء) قالوا: يا رسول الله أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: (السخاء وحسن الخلق فالزموهما تفوزوا) (10)

__________

(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن (زهد النبي ().

(2) مشكاة الأنوار ص 239.

(3) الأشعثيّات ص 151.

(4) مشكاة الأنوار ص 223.

(5) تحف العقول ص 45.

(6) الخصال ج 1 ص 124.

(7) صحيفة الرضا ص 35.

(8) نزهة الناظر ص 36.

(9) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 89.

(10) إرشاد القلوب ص 137.

مكارم الأخلاق وفضائلها (30)

[الحديث: 102] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ الأعمال أفضل؟ قال: (حسن الخلق) (1)

[الحديث: 103] قيل: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ فقال: (السخاء، وحسن الخلق فالزموهما تفوزوا) (2)

[الحديث: 104] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على منبره: (والله الّذي لا إله إلّا هو ما أعطي مؤمنا خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه بالله، ورجائه، وحسن خلقه، والكفّ عن اغتياب المؤمنين) (3)

[الحديث: 105] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أنبئكم بخياركم: أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا، الّذين يألفون ويؤلفون) (4)

[الحديث: 106] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحبّكم إلى الله احاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الّذين يألفون ويؤلفون.. وأبغضكم إلى الله المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الإخوان، الملتمسون لأهل البراء العثرات) (5)

[الحديث: 107] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اصطحب قوم في وجه لله فيه رضا، إلّا كان أعظمهم أجرا أحسنهم خلقا، وإنْ كان فيهم من هو أشدّ اجتهادا منه) (6)

[الحديث: 108] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم تكنّ فيه لم يتمّ عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل) (7)

[الحديث: 109] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكن فيه أو واحدة منهنّ، فلا تعتدنّ بشيء من عمله: تقوى يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس) (8)

__________

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

(2) إرشاد القلوب ص 137.

(3) جامع الأخبار ص 98.

(4) كتاب الزهد ص 30.

(5) عوالي اللآلئ ج 1 ص 100.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 250.

(7) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

مكارم الأخلاق وفضائلها (31)

[الحديث: 110] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه: ابن آدم اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك، واعلم أنّ الخلق الحسن يذيب السيّئة كما تذيب الشمس الجليد، وإنّ الخلق السيّء يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل) (1)

[الحديث: 111] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الخلق الحسن يذيب الذنوب كما تذيب الشمس الجمد، وإنّ الخلق السيء ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل) (2)

[الحديث: 112] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يزيد في الرزق) (3)

[الحديث: 113] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو علم الرجل ماله في حسن الخلق، لعلم أنّه المحتاج إلى حسن الخلق، فإنّ حسن الخلق يذيب الذنوب كما يذيب الماء الملح) (4)

[الحديث: 114] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما حسّن الله خلق امرؤ وخلقه فيطعمه النار) (5)

[الحديث: 115] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم)، فقيل له: ما أفضل ما أعطي العبد قال: (حسن الخلق) (6)

[الحديث: 116] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وإنّه ليكتب جبّارا ولا يملك إلّا أهله) (7)

[الحديث: 117] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو كان حسن الخلق خلقا يرى ما كان شيء أحسن خلقا منه، ولو كان سوء الخلق خلقا يرى ما كان شيء أسوء خلقا منه.. وإنّ الله ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصائم القائم) (8)

__________

(1) كنز الفوائد ج 1 ص 135.

(2) مشكاة الأنوار ص 221.

(3) مشكاة الأنوار ص 221.

(4) جامع الأخبار ص 107.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

(6) تحف العقول ص 45.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 228.

(8) كتاب الزهد ص 26.

مكارم الأخلاق وفضائلها (32)

[الحديث: 118] قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ المؤمنين أفضل؟ قال: (من لم يكن في قلبه غشّ لمؤمن ولا حسد له) قيل: ثمّ من؟ قال: (الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة) قيل: ثمّ من؟ قال: (الخلق الحسن) (1)

[الحديث: 119] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كفّ غضبه كفّ الله عنه عذابه، ومن حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم) (2)

[الحديث: 120] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم) (3)

[الحديث: 121] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو يعلم العبد ماله في حسن الخلق، لعلم أنّه يحتاج أن يكون له حسن الخلق) (4)

[الحديث: 122] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدّلها الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر) (5)

[الحديث: 123] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ خياركم اولو النّهى)، قيل: يا رسول الله ومن اولو النّهى؟ قال: (هم اولو الأخلاق الحسنة والأحلام الرّزينة، وصلة الأرحام والبررة بالأمهات والآباء، والمتعاهدين للفقراء والجيران واليتامى، ويطعمون الطعام، ويفشون السّلام في العالم، ويصلّون والناس نيام غافلون) (6)

[الحديث: 124] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن حسّن مع الناس خلقه، وبذل لهم معونته، وعدل عنهم شرّه) (7)

[الحديث: 125] عن جابر قال: أقبل العبّاس ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان

__________

(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن زهد رسول الله (.

(2) عيون الأخبار ج 2 ص 71.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 100.

(4) صحيفة الإمام الرضا ص 35.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 240.

(7) روضة الكافي ج 1 ص 247.

مكارم الأخلاق وفضائلها (33)

حسن الجسم، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبسّم إليه فقال: (إنّك يا عمّ الجميل) فقال العبّاس: ما الجمال بالرجال يا رسول الله؟ قال: (صواب القول بالحقّ) قال: فما الكمال؟ قال: (تقوى الله عزّ وجلّ وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 126] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس، ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما عظيم أجرهما لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 127] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن) (3)

[الحديث: 128] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الخلق الحسن ألطف شيء في الدين، وأثقل شيء في الميزان.. وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل، وإن ارتقى في الدرجات فمصيره إلى الهوان) (4)

[الحديث: 129] قال رسول الله: (ما عمل أثقل في الميزان من حسن الخلق، وإنّ العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصالحين) (5)

[الحديث: 130] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يلقى الله عبد بمثل خصلتين: طول الصمت، وحسن الخلق) (6)

[الحديث: 131] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: (ألا اعلّمك عملا ثقيلا في الميزان خفيفا على اللسان) قال: بلى يا رسول الله، قال: (الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك) (7)

[الحديث: 132] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل

__________

(1) أمالي الطوسي ج 2 ص 111.

(2) أعلام الدين ص 336.

(3) الأشعثيّات ص 150.

(4) مصباح الشريعة ص 40.

(5) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83.

(6) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن زهد رسول الله (.

(7) إرشاد القلوب ص 104.

مكارم الأخلاق وفضائلها (34)

من حسن الخلق) (1)

[الحديث: 133] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه) (2)

[الحديث: 134] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بحسن الخلق، فإنّ حسن الخلق في الجنّة لا محالة، وإيّاكم وسوء الخلق، فإنّ سوء الخلق في النار لا محالة) (3)

[الحديث: 135] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما تلج به أمتي في النار الأجوفان: البطن، والفرج وأكثر ما تلج به أمتي في الجنّة: تقوى الله وحسن الخلق) (4)

[الحديث: 136] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما تلج به أمتي الجنّة تقوى الله وحسن الخلق) (5)

[الحديث: 137] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما يدخل الناس الجنّة تقوى الله وحسن الخلق، وخير ما أعطي الإنسان الخلق الحسن، وخير الزاد ما صحبه التقوى، وخير القول ما صدّقه الفعل) (6)

[الحديث: 138] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لقي الله عزّ وجلّ بهنّ دخل الجنّة من أيّ باب شاء: من حسن خلقه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإنْ كان محقّا) (7)

[الحديث: 139] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أكثر ما يدخل الجنّة، قال: (تقوى الله عزّ وجلّ وحسن الخلق) (8)

[الحديث: 140] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه، بينه

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 99.

(2) قرب الإسناد ص 22.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 31.

(4) الأشعثيّات ص 105.

(5) الأشعثيّات ص 105.

(6) إرشاد القلوب ص 194.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 300.

(8) جامع الأخبار ص 107.

مكارم الأخلاق وفضائلها (35)

وبين رحمة الله حجاب، فجاءه حسن خلقه، فأخذه بيده، وأدخله في رحمة الله) (1)

[الحديث: 141] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة وبيت في وسط الجنّة وبيت في أعلى الجنّة لمن ترك المراء وإنْ كان محقّا، ولمن ترك الكذب وإنْ كان هازلا، ولمن حسن خلقه) (2)

[الحديث: 142] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا زعيم بيت في الجنّة لمن حسن خلقه مع الناس، وترك الكذب في المزاح والجدّ، وترك المراء وهو حقّ) (3)

[الحديث: 143] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أراد الدخول إلى الجنة؛ فليتمسّك بأربع خصال، وهي: الصدقة والسخاء وحسن الخلق وكفّ الأذى عن عباد الله) (4)

[الحديث: 144] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلّكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة: من عفا عمّن ظلمه، ووصل من قطعه، ويعطي من حرمه) (5)

[الحديث: 145] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك والملك يجرّه إلى الخير، والخير يجرّه إلى الجنّة. وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان يجرّه إلى الشرّ، والشرّ يجرّه إلى النار) (6)

[الحديث: 146] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق شجرة في الجنّة، وصاحبه متعلّق بغصنها يجذبه إليها. وسوء الخلق شجرة في النار، وصاحبه متعلّق بغصنها يجذبه إليها) (7)

[الحديث: 147] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رجلان آمنا وهاجرا ودخلا الجنّة جميعا، فرفع أحدهما على صاحبه كما ترى الثريّا، فقال: بماذا فضلته عليّ يا ربّ؟ قال: إنّه كان أحسن منك خلقا) (8)

__________

(1) أمالي الصدوق ص 230.

(2) الخصال ج 1 ص 144.

(3) مشكاة الأنوار ص 70.

(4) فضائل ابن شاذان ص 159.

(5) جامع الأخبار ص 106.

(6) جامع الأخبار ص 107.

(7) مصباح الشريعة ص 40.

(8) روضة الواعظين ج 2 ص 8.

مكارم الأخلاق وفضائلها (36)

[الحديث: 148] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه، بينه وبين رحمة الله حجاب. فجاءه حسن خلقه، فأخذ بيده فأدخله في رحمة الله) (1)

[الحديث: 149] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس، تكتب عند الله في الدرجات العلى) (2)

[الحديث: 150] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خياركم أحسنكم أخلاقا، وأخفّكم مؤنة، وأخفضكم لأهله) (3)

[الحديث: 151] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموما قالت: ما يهمّك؟! إن كنت تهتمّ لرزقك، فقد تكفّل لك به غيرك، وإنْ كنْت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لله عمّالا، وهذه من عمّاله، لها نصف أجر الشهيد) (4)

[الحديث: 152] عن أمّ سلمة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بأبي أنت وامّي، المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنّة، لأيّهما تكون؟ فقال: (يا أمّ سلمة تخيّر أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله، يا أمّ سلمة إنّ حسن الخلق ذهب بخير الدّنيا والآخرة) (5)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 153] قال الإمام عليّ: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه واعين على إيمانه، ومحّصت ذنوبه، ولقى ربّه وهو عنه راض، ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله

__________

(1) فضائل الأشهر الثلاثة ص 113.

(2) تحف العقول ص 12.

(3) المستدرك ج 2 ص 83 عن كتاب زهد رسول الله

(4) من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 246.

(5) الخصال ج 1 ص 42.

مكارم الأخلاق وفضائلها (37)

تعالى عنه، وهي: الوفاء بما يجعل الله على نفسه، وصدق اللسان مع الناس، والحياء ممّا يقبح عند الله وعند الناس، وحسن الخلق مع الأهل والناس..) (1)

[الحديث: 154] قال الإمام علي: (إنّ الله عزّ وجلّ جعل محاسن الأخلاق وصلة بينه وبين عباده، فيحبّ أحدكم أن يمسك بخلق متّصل بالله) (2)

[الحديث: 155] قال الإمام عليّ: (حسن الخلق خير قرين) (3)

[الحديث: 156] قال الإمام علي: (البشاشة حبالة المودّة، والاحتمال قبر العيوب، والمسالمة خباء العيوب، ولا قربى كحسن الخلق) (4)

[الحديث: 157] قال الإمام علي: (لا عيش ألذّ من حسن الخلق) (5)

[الحديث: 158] قال الإمام علي: (تسلم من الناس بحسن الخلق وتجرّع الغيظ، فإنّي لم أر جرعة أحلي منها عاقبة، ولا ألذّ مغبّة) (6)

[الحديث: 159] قال الإمام علي: (كفى بالقناعة ملكا، وبحسن الخلق نعيما) (7)

[الحديث: 160] قال الإمام علي: (يا بنيّ احفظ عنّي أربعا وأربعا، لا يضرّك ما عملت معهنّ: إنّ أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق) (8)

[الحديث: 161] قال الإمام عليّ يوصي بعض أهله: (أحسن إلى جميع الناس كما تحبّ أن يحسن إليك، وأرض لهم ممّا ترضاه، واستقبح لنفسك ممّا تستقبحه من غيرك، أحسن مع جميع الناس خلقك حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا متّ بكوا عليك وقالوا:

__________

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 192.

(2) نزهة الناظر ص 52.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 38.

(4) روضة الواعظين ج 2 ص 377.

(5) بحار الأنوار ج 75 ص 111 عن كشف الغمّة.

(6) تحف العقول ص 82.

(7) نهج البلاغة حكمة 220 ص 1188.

(8) نهج البلاغة حكمة 37 ص 1104.

مكارم الأخلاق وفضائلها (38)

إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا تكن من الّذين يقال عند موته: الحمد لله ربّ العالمين) (1)

[الحديث: 162] قال الإمام علي: (ما أعطى الله سبحانه العبد شيئا من خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّة) (2)

[الحديث: 163] قال الإمام علي: (أربع من اعطيهنّ أعطي خير الدنيا والآخرة: صدق حديث، وأداء أمانة، وعفّة بطن، وحسن خلق) (3)

[الحديث: 164] قال الإمام علي: (لا قرين كحسن الخلق) (4)

[الحديث: 165] قال الإمام علي: (ربّ عزيز أذلّه خلقه، وذليل أعزّه خلقه) (5)

[الحديث: 166] قال الإمام علي: (من لانت كلمته وجبت محبّته) (6)

[الحديث: 167] قال الإمام علي: (أربع إذا كنّ فيك لم تبل ما فاتك من الدّنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة) (7)

[الحديث: 168] قال الإمام الرضا: (عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه) (8)

[الحديث: 169] قال الإمام علي: (الخلق المحمود من ثمار العقل) (9)

[الحديث: 170] قال الإمام علي: (الخلق السّجيح أحد النّعمتين) (10)

[الحديث: 171] قال الإمام علي: (أحسن شيء الخلق) (11)

[الحديث: 172] قال الإمام علي: (أكرم الحسب الخلق) (12)

__________

(1) مواعظ الصدوق ص 69.

(2) غرر الحكم الفصل 79 رقم 217.

(3) غرر الحكم الفصل 1 رقم 2163.

(4) بحار الأنوار ج 75 ص 14.

(5) كنز الفوائد ج 1 ص 320.

(6) كنز الفوائد ج 1 ص 320.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 9.

(8) فقه الإمام الرضا ص 354.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (39)

[الحديث: 173] قال الإمام علي: (أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخلاقا) (1)

[الحديث: 174] قال الإمام علي: (أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة) (2)

[الحديث: 175] قال الإمام علي: (أحسن السّناء الخلق السّجيح) (3)

[الحديث: 176] قال الإمام علي: (أحسن الأخلاق ما حملك على المكارم) (4)

[الحديث: 177] قال الإمام علي: (بشرك أول برّك، ووعدك أول عطائك) (5)

[الحديث: 178] قال الإمام علي: (تخيّر لنفسك من كلّ خلق أحسنة، فإنّ الخير عادة) (6)

[الحديث: 179] قال الإمام علي: (حسن الخلق للنّفس، وحسن الخلق للبدن) (7)

[الحديث: 180] قال الإمام علي: (حسن الخلق أفضل الدين) (8)

[الحديث: 181] قال الإمام علي: (حسن البشر أول العطاء وأسهل السخاء) (9)

[الحديث: 182] قال الإمام علي: (حسن الخلق من أفضل القسم وأحسن الشّيم) (10)

[الحديث: 183] قال الإمام علي: (حسن الخلق خير قرين، والعجب داء دفين) (11)

[الحديث: 184] قال الإمام علي: (حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق) (12)

[الحديث: 185] قال الإمام علي: (حسن الخلق أحد العطائين) (13)

[الحديث: 186] قال الإمام علي: (حسن الخلق رأس كلّ برّ) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(5) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(6) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(7) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(8) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(13) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(14) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (40)

[الحديث: 187] قال الإمام علي: (رأس الإيمان حسن الخلق والتّحلّي بالصّدق) (1)

[الحديث: 188] قال الإمام علي: (لم يضق شيء مع حسن الخلق) (2)

[الحديث: 189] قال الإمام علي: (من الكرم حسن الشّيم) (3)

[الحديث: 190] قال الإمام علي: (من شرف الأعراق كرم الأخلاق) (4)

[الحديث: 191] قال الإمام علي: (ما أعطى الله سبحانه العبد شيئا من خير الدّنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّته) (5)

[الحديث: 192] قال الإمام علي: (نعم الحسب حسن الخلق) (6)

[الحديث: 193] قال الإمام علي: (نعم الشيمة حسن الخلق) (7)

[الحديث: 194] قال الإمام علي: (نعم الإيمان جميل الخلق) (8)

[الحديث: 195] قال الإمام علي: (لا قرين كحسن الخلق) (9)

[الحديث: 196] قال الإمام علي: (أصلح المسيء بحسن فعالك، ودلّ على الخير بجميل مقالك) (10)

[الحديث: 197] قال الإمام علي: (ثلاث يوجبن المحبّة، حسن الخلق وحسن الرّفق والتواضع) (11)

[الحديث: 198] قال الإمام علي: (حسن الخلق يورث المحبّة، ويؤكد المودّة) (12)

[الحديث: 199] قال الإمام علي: (عليك بحسن الخلق، فإنّه يكسبك المحبّة) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(5) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(6) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(7) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(8) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(13) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (41)

[الحديث: 200] قال الإمام علي: (من حسن خلقه، كثر محبّوه، وأنست النّفوس به) (1)

[الحديث: 201] قال الإمام علي: (ما استجلبت المحبّة بمثل السّخاء والرّفق وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 202] قال الإمام علي: (بحسن الأخلاق يطيب العيش) (3)

[الحديث: 203] قال الإمام علي: (من حسنت خليقته طابت عشرته) (4)

[الحديث: 204] قال الإمام علي: (لا عيش أهنأ من حسن الخلق) (5)

[الحديث: 205] قال الإمام علي: (وصول المرء إلى كلّ ما يبتغيه، من طيب عيشه وأمن سربه وسعة رزقه، بحسن نيّة وسعة خلقه) (6)

[الحديث: 206] قال الإمام علي: (بحسن الأخلاق تدرّ الأرزاق) (7)

[الحديث: 207] قال الإمام علي: (حسن الأخلاق يدرّ الأرزاق، ويونس الرّفاق) (8)

[الحديث: 208] قال الإمام علي: (في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق) (9)

[الحديث: 209] قال الإمام علي: (من كرم خلقه اتّسع رزقه) (10)

[الحديث: 210] قال الإمام علي: (إذا حسن الخلق لطف النطق) (11)

[الحديث: 211] قال الإمام علي: (حسن السيرة جمال القدرة وحصن الإمرة) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(5) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(6) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(7) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(8) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (42)

[الحديث: 212] قال الإمام علي: (حسن السيرة عنوان حسن السريرة) (1)

[الحديث: 213] قال الإمام علي: (كم من وضيع رفعه حسن خلقه) (2)

[الحديث: 214] قال الإمام علي: (من حسن خلقه سهلت له طرقه) (3)

[الحديث: 215] قال الإمام علي: (حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم) (4)

[الحديث: 216] قال الإمام عليّ: (روّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فإنّ العبد المؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم) (5)

[الحديث: 217] قال الإمام علي: (إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها.. منها سعة الخلق) (6)

[الحديث: 218] قال الإمام عليّ: (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه) (7)

[الحديث: 219] عن نوف البكالي، قال: أتيت الإمام علي، وهو في رحبة مسجد الكوفة فقلت: السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال: (وعليك السّلام يا نوف ورحمة الله وبركاته) فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني، فقال: (يا نوف أحسن يحسن إليك.. وحسّن خلقك يخفّف الله حسابك) (8)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 220] قال الإمام السجاد: (إنّ المعرفة بكمال دين المسلم: تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلّة مرائه، وحلمه، وصبره، وحسن خلقه) (9)

[الحديث: 221] قال الإمام السجاد: (إنّ أحبّكم إلى الله عز وجلّ أحسنكم عملا،

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) كنز الفوائد للكراجكي ج 1 ص 320.

(5) تحف العقول ص 111.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 239.

(7) صحيفة الإمام الرضا ص 36.

(8) أمالي الصدوق ص 209.

(9) اصول الكافي ج 2 ص 240.

مكارم الأخلاق وفضائلها (43)

وإنّ أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة، وإنّ أنجاكم من عذاب الله أشدّكم خشية لله، وإنّ أقربكم من الله أوسعكم خلقا، وإنّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله، وإنّ أكرمكم على الله أتقاكم لله) (1)

[الحديث: 222] قال الإمام السجاد: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه، ومحصت عنه ذنوبه، ولقي ربّه عزّ وجلّ وهو عنه راض: من وفي لله عزّ وجلّ بما يجعل على نفسه للناس، وصدّق لسانه مع الناس، واستحيى من كلّ قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله) (2)

[الحديث: 223] قال الإمام السجاد في دعائه في مكارم الاخلاق ومرضي الأفعال: (اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الايمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الاعمال. اللهم وفر بلطفك نيتي، وصحح بما عندك يقيني، واستصلح بقدرتك ما فسد مني.. واكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غدا عنه واستفرغ أيامي فيما خلقتني له، وأغنني وأوسع على في رزقك، ولا تفتني بالنظر، وأعزني، ولا تبتليني بالكبر، وعبدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب، وأجر للناس على يدي الخير، ولا تمحقه بالمن، وهب لي معالي الاخلاق، واعصمني من الفخر.. ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها.. اللهم متعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها وعمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إلي، أو يستحكم غضبك علي. اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة اؤنب بها إلا حسنتها، ولا اكرومة في ناقصة

__________

(1) روضة الكافي ج 1 ص 98.

(2) الخصال ج 1 ص 222.

مكارم الأخلاق وفضائلها (44)

إلا أتممتها.. اللهم أبدلني من بغضة أهل الشنئان المحبة ومن حسد أهل البغي المودة، ومن ظنة أهل الصلاح الثقة، ومن عداوة الادنين الولاية، ومن عقوق ذوي الارحام المبرة، ومن خذلان الاقربين النصرة، ومن حب المدارين تصحيح المقة، ومن رد الملابسين كرم العشرة، ومن مرارة خوف الظالمين حلاوة الامنة.. اللهم اجعل لي يدا على من ظلمني ولسانا على من خاصمني وظفرا بمن عاندني وهب لي مكرا على من كايدني وقدرة على من اضطهدني وتكذيبا لمن قصبني وسلامة ممن توعدني ووفقني لطاعة من سددني ومتابعة من أرشدني.. اللهم سددني لان أعارض من غشني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبر واثيب من حرمني بالبذل واكافي من قطعني بالصلة واخالف من اغتابني إلى حسن الذكر، وأن أشكر الحسنة واغضي عن السيئة.. اللهم حلني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء النائرة وضم أهل الفرقة وإصلاح ذات البين وإفشاء العارفة، وستر العائبة، ولين العريكة، وخفض الجناح، وحسن السيرة، وسكون الريح، وطيب المخالقة، والسبق إلى الفضيلة، وإيثار التفضل، وترك التعبير والافضال على غير المستحق والقول بالحق وإن عز واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي، واستكثار الشر وإن قل من قولي وفعلي، وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة ولزوم الجماعة ورفض أهل البدع ومستعمل الرأي المخترع.. اللهم اجعل أوسع رزقك علي إذا كبرت، وأقوى قوتك في إذا نصبت، ولا تبتليني بالكسل عن عبادتك ولا العمى عن سبيلك ولا بالتعرض لخلاف محبتك، ولا مجامعة من تفرق عنك، ولا مفارقة من اجتمع إليك. اللهم اجعلني أصول بك عند الضرورة وأسألك عند الحاجة، وأتضرع إليك عند المسكنة، ولا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت، ولا بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتضرع إلى من دونك إذا رهبت فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك يا أرحم الراحمين.. اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي

مكارم الأخلاق وفضائلها (45)

من التمني والتظني والحسد ذكرا لعظمتك، وتفكرا في قدرتك، وتدبيرا على عدوك، وما أجرى على لساني من لفظة فحش أو هجر أو شتم عرض أو شهادة باطل أو اغتياب مؤمن غائب أو سب حاضر، وما أشبه ذلك نطقا بالحمد لك وإغراقا في الثناء عليك، وذهابا في تمجيدك وشكرا لنعمتك واعترافا بإحسانك وإحصاء لمننك. اللهم صل على محمد وآله ولا اظلمن وأنت مطيق للدفع عني، ولا أظلمن وأنت القادر على القبض مني، ولا أضلن وقد أمكنتك هدايتي، ولا أفتقرن ومن عندك وسعي، ولا أطغين ومن عندك وجدي.. اللهم إلى مغفرتك وفدت، وإلى عفوك قصدت، وإلى تجاوزك اشتقت، وبفضلك وثقت، وليس عندي ما يوجب لي مغفرتك، ولا في عملي ما أستحق به عفوك، وما لي بعد أن حكمت على نفسي إلا فضلك.. اللهم وأنطقني بالهدى، وألهمني التقوى ووفقني للتي هي أزكى واستعملني بما هو أرضى. اللهم اسلك بي الطريقة المثلى، واجعلني على ملتك أموت وأحيى.. اللهم متعني بالاقتصاد، واجعلني من أهل السداد، ومن أدلة الرشاد، ومن صالحي العباد، وارزقني فوز المعاد، وسلامة المرصاد. اللهم خذ لنفسك من نفسي ما يخلصها، وأبق لنفسي من نفسي ما يصلحها; فإن نفسي هالكة أو تعصمها. اللهم أنت عدتي إن حزنت، وأنت منتجعي إن حرمت، وبك استغاثتي إن كرثت، وعندك مما فات خلف، ولما سبيل الهداية للبر فيما انفق منه.. اللهم اكفني مؤونة الاكتساب، وارزقني من غير احتساب، فلا أشتغل عن عبادتك بالطلب ولا أحتمل إصر تبعات المكسب. اللهم فأطلبني بقدرتك ما أطلب، وأجرني بعزتك مما أرهب.. اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبتذل جاهي بالإقتار فأسترزق أهل رزقك، وأستعطي شرار خلقك، فأفتتن بحمد من أعطاني، وابتلى بذم من منعني وأنت من دونهم ولي الاعطاء والمنع.. اللهم ارزقني صحة في عبادة، وفراغا في زهادة، وعلما في استعمال، وورعا في إجمال. اللهم اختم بعفوك أجلي، وحقق في

مكارم الأخلاق وفضائلها (46)

رجاء رحمتك أملي، وسهل إلى بلوغ رضاك سبلي، وحسن في جميع أحوالي عملي.. اللهم نبهني لذكرك في أوقات الغفلة، واستعملني بطاعتك في أيام المهلة، وانهج لي إلى محبتك سبيلا سهلة أكمل لي بها خير الدنيا والاخرة.. اللهم وصل على محمد وآله كأفضل ما صليت على أحد من خلقك قبله، وأنت مصل على أحد بعده، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة، وقني برحمتك عذاب النار) (1)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 224] قال الإمام الباقر: (من أعطي الخلق والرفق، فقد أعطي الخير كلّه والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كلّ شرّ وبليّة إلّا من عصمه الله تعالى) (2)

[الحديث: 225] قال الإمام الباقر: (ما يعبأ من يؤمّ هذا البيت، إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: خلق يخالق به من صحبه، أو حلم يملك به من غضبه، أو ورع يحجزه عن محارم الله) (3)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 226] قال الإمام الصادق: (عليكم بالورع والاجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وطول السجود، فإنّ ذلك من سنن الأوّابين) (4)

[الحديث: 227] قال الإمام الصادق: (إنّ الله ارتضى الإسلام لنفسه دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (5)

__________

(1) الصحيفة السجادية، ص 92.

(2) حلية الأولياء ج 3 ص 186.

(3) الكافي ج 4 ص 285.

(4) تفسير العيّاشي ج 2 ص 286.

(5) كتاب الزهد ص 25.

مكارم الأخلاق وفضائلها (47)

[الحديث: 228] قال الإمام الصادق يوصي زيدا: (اصبر يا زيد على أعدائك، فإنّك لن تكافي من عصى الله فيك بأكثر من أن تطيع الله فيه، إنّ الله يذود عبده المؤمن عمّا يكره، كما يذود أحدكم الجمل الغريب الّذي ليس له عن ابله، يا زيد إنّ الله اصطفى الإسلام واختاره، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 229] قال الإمام الصادق: (عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زينا ولا تكونوا شينا، وعليكم بطول الركوع والسجود؛ فإنّ أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله أطاع وعصيت، وسجد وأبيت) (2)

[الحديث: 230] قال الإمام الصادق: (من الإيمان حسن الخلق وإطعام الطعام) (3)

[الحديث: 231] قال الإمام الصادق: (لا يكمل إيمان العبد حتّى تكون فيه أربع خصال: يحسن خلقه، ويستخفّ نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله) (4)

[الحديث: 232] قال الإمام الصادق: (المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحّت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس شرّه، وأنصف الناس من نفسه) (5)

[الحديث: 233] قال الإمام الصادق: (من لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الإيمان: حلم يردّ به جهل الجاهل، وورع يحجزه عن طلب المحارم، وخلق يداري به الناس) (6)

__________

(1) صفات الشيعة ص 223.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 77.

(3) الكافي ج 4 ص 50.

(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 125.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 235.

(6) تحف العقول ص 324.

مكارم الأخلاق وفضائلها (48)

[الحديث: 234] قال الإمام الصادق: (الخلق الحسن جمال في الدنيا ونزهة في الآخرة، وبه كمال الدين والقربة إلى الله تعالى، ولا يكون حسن الخلق إلّا في كلّ وليّ وصفيّ، لأنّ الله تعالى أبي أن يترك ألطافه وحسن الخلق إلّا في مطايا نوره الأعلى وجماله الأزكى، لأنّها خصلة يخصّ بها الأعرفين به، ولا يعلم ما في حقيقة حسن الخلق إلّا الله عزّ وجلّ) (1)

[الحديث: 235] قال الإمام الصادق: (إنّ الصبر والبرّ والحلم وحسن الخلق من أخلاق الأنبياء.. وما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة شيء أفضل من حسن الخلق) (2)

[الحديث: 236] قال الإمام الصادق: (إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض، يقسمها الله حيث يشاء تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده: صدق الحديث، وصدق الناس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، وقرى الضيف، لله عزّ وجلّ وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجدا، والله عزّ وجلّ يحبّ مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله تعالى به نبيّه عليه السّلام أن قال له: يا محمّد {إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] السخاء وحسن الخلق) (3)

[الحديث: 237] قال الإمام الصادق: (ما يقدم المؤمن على الله عزّ وجلّ بعمل بعد الفرائض أحبّ إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه) (4)

[الحديث: 238] قال الإمام الصادق: (أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا) (5)

[الحديث: 239] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: ({وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] رضوان الله، والجنّة في

__________

(1) مصباح الشريعة ص 40.

(2) الخصال ج 1 ص 251، إرشاد القلوب) ص 133.

(3) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 308.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 100.

(5) اصول الكافي ج 1 ص 23.

مكارم الأخلاق وفضائلها (49)

الآخرة، والمعاش، وحسن الخلق في الدنيا) (1)

[الحديث: 240] قال الإمام الصادق: (عليك بالسخاء وحسن الخلق، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة) (2)

[الحديث: 241] قال الإمام الصادق: (البرّ وحسن الخلق، يعمران الدّيار، ويزيدان في الأعمار) (3)

[الحديث: 242] قال الإمام الصادق: (حسن الخلق من الدين وهو يزيد في الرزق) (4)

[الحديث: 243] قال الإمام الصادق: (الخلق خلقان أحدهما نيّة والآخرة سجيّة) قيل: فأيّهما أفضل؟ قال: (النيّة، لأنّ صاحب السجيّة مجبول على أمر لا يستطيع غيره، وصاحب النيّة يتصبّر على الطاعة تصبّرا فهذا أفضل) (5)

[الحديث: 244] قال الإمام الصادق: (إنّ الخلق الحسن يسر، وإنّ الخلق السيّء نكد) (6)

[الحديث: 245] قال الإمام الصادق: (لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا ورع كالكفّ، ولا عبادة كالتفكّر، ولا قائد خير من التوفيق، ولا قرين خير من حسن الخلق، ولا ميراث خير من الأدب) (7)

[الحديث: 246] قال الإمام الصادق: (قال لقمان: يا بنيّ إيّاك والضجر وسوء الخلق ـ إلى أن قال ـ: وحسّن مع جميع الناس خلقك، يا بنيّ إن عدمك ما تصل به قرابتك، وتتفضّل به على إخوتك، فلا يعدمنّك حسن الخلق وبسط البشر، فإنّه من أحسن أحبّه الأخيار

__________

(1) الكافي ج 5 ص 71.

(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 308.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 100.

(4) تحف العقول ص 373.

(5) تحف العقول ص 373.

(6) كتاب الزهد ص 27.

(7) الاختصاص ص 246.

مكارم الأخلاق وفضائلها (50)

وجانبه الفجّار..) (1)

[الحديث: 247] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى أعار أعداءه أخلاقا من أخلاق أوليائه، ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم) (2)

[الحديث: 248] قال الإمام الصادق: (عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها، وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها، وعليكم بتلاوة القرآن.. وعليكم بحسن الخلق فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وعليكم بحسن الجوار فإنّ الله جلّ جلاله أمر بذلك، وعليكم بالسواك فإنّه مطهرة وسنّة حسنة، وعليكم بفرائض الله فأدّوها، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها) (3)

[الحديث: 249] قال الإمام الصادق: (خمس خصال من لم يكن فيه شيء منها لم يكن فيه كثير مستمتع: أوّلها الوفاء، والثانية التدبير، والثالثة الحياء، والرابعة حسن الخلق، والخامسة ـ وهي تجمع هذه الخصال ـ الحرّيّة) (4)

[الحديث: 250] قال الإمام الصادق: (من أساء خلقه عذّب نفسه) (5)

[الحديث: 251] قال الإمام الصادق: (والله ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن الظنّ بالله، ورجائه له، وحسن خلقه، والكفّ عن أعراض الناس) (6)

[الحديث: 252] قال الإمام الصادق: (أوحى الله تبارك وتعالى إلى بعض أنبيائه عليهم السّلام: الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد) (7)

[الحديث: 253] قال الإمام الصادق: (إذا خالطت الناس، فإنّ استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس إلّا كانت يدك عليه العليا فافعل. فإنّ العبد يكون منه بعض التقصير

__________

(1) قصص الأنبياء ص 195.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 101.

(3) أمالي الصدوق: ص 216.

(4) الخصال ج 1 ص 284.

(5) مشكاة الأنوار ص 224.

(6) إرشاد القلوب ص 109.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 100.

مكارم الأخلاق وفضائلها (51)

في العبادة، ويكون له الخلق الحسن، فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم) (1)

[الحديث: 254] قال الإمام الصادق: (عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها. وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها. وعليكم بتلاوة القرآن، فإنّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن. فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق، فكلّما قرأ آية رقي درجة. وعليكم بحسن الخلق، فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم. وعليكم بحسن الجوار، فإنّ الله أمر بذلك.. وعليكم بالسواك، فإنّها مطهّرة وسنّة حسنة. وعليكم بفرائض الله فأدّوها. وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها) (2)

[الحديث: 255] قال الإمام الصادق: (إنّ حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم) (3)

[الحديث: 256] قال الإمام الصادق: (عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها.. وعليكم بحسن الخلق، فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم) (4)

[الحديث: 257] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق، كما يعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح) (5)

[الحديث: 258] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم. فإن كانت فيكم فاحمدوا الله، واعلموا أنّ ذلك من خير. وإن لا تكن فيكم، فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، وهي: اليقين والقناعة والصبرو الشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة والصدق وأداء الأمانة) (6)

[الحديث: 259] قال الإمام الصادق: (لا يجمع الله لمنافق ولا فاسق: حسن السمت

__________

(1) كتاب الزهد ص 27.

(2) أمالي الصدوق ص 359.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 103.

(4) روضة الواعظين ج 2 ص 377.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 101.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 56.

مكارم الأخلاق وفضائلها (52)

والفقه، وحسن الخلق أبدا) (1)

[الحديث: 260] قال الإمام الصادق: (من أراد أن يدخله الله عزّ وجلّ في رحمته ويسكنه جنّته، فليحسن خلقه، وليعط النصفة من نفسه، وليرحم اليتيم، وليعن الضعيف، وليتواضع لله الّذي خلقه) (2)

[الحديث: 261] قال الإمام الصادق: (من رزق من أربعة خصال واحدا دخل الجنّة: برّ الوالدين أو صلة الرحم أو حسن الجوار أو حسن الخلق) (3)

[الحديث: 262] سئل الإمام الصادق عن حدّ حسن الخلق، فقال: (تليّن جناحك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن) (4)

[الحديث: 263] قال الإمام الصادق: (ليس منّا من لم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، وممالحة من مالحه، ومخالقة من خالقه) (5)

5 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 264] قال الإمام الحسن: (إنّ أحسن الحسن الخلق الحسن) (6)

[الحديث: 265] قال الإمام الكاظم: (صلة الأرحام وحسن الخلق زيادة في الإيمان) (7)

[الحديث: 266] قال الإمام الكاظم: (ما حسّن الله خلق عبد ولا خلقه إلّا أستحيي أن يطعم لحمه يوم القيامة النار) (8)

[الحديث: 267] قال الإمام الكاظم: (السخيّ الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلّى الله عنه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله نبيّا إلّا سخيّا. وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن

__________

(1) الخصال ج 1 ص 127.

(2) أمالي الصدوق ص 389.

(3) جامع الأخبار ص 106.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 103.

(5) الكافي ج 4 ص 286.

(6) الخصال ج 1 ص 29.

(7) جامع الأخبار ص 107.

(8) ثواب الأعمال ص 215.

مكارم الأخلاق وفضائلها (53)

الخلق حتّى مضى) (1)

[الحديث: 268] سئل الإمام الرضا: ما حدّ حسن الخلق؟ فقال: (أن تعطي الناس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله) فقيل له: ما حدّ التوكّل؟ فقال: (أن لا تخاف مع الله أحدا) فقال السائل: أحبّ أن أعرف كيف أنا عندك، فقال: (انظر كيف أنا عندك) (2)

__________

(1) تحف العقول ص 412.

(2) إرشاد القلوب ص 134.

مكارم الأخلاق وفضائلها (54)

العقل والحكمة

العقل والحكمة ركنان أساسيان في الأخلاق الحسنة، فكلاهما يضبطان السلوك، ويقومانه، ويبعدان عنه الإفراط والتفريط والهوى وكل العوائق التي تحول بين الإنسان وبين التحكم في نفسه الأمارة بالسوء.

ولذلك؛ فإنهما ـ كما يرتبطان بالحقائق ـ يرتبطان بالقيم السلوكية والأخلاقية؛ ولذلك تقسم الحكمة إلى قسمين: نظرية وعملية.. ومثل ذلك العقل يقسم إلى الخالص، والعملي، وهما مترابطان؛ فالعقل والحكمة النظرية تؤثر في العقل والحكمة العملية.

وعندما استقراء ما ورد في الأحاديث حول العقل نجدها أكثر ارتباطا بالأخلاق والقيم العملية، وهو لا يعني عدم ارتباطها بالعلوم النظرية، ولكنها تدل على أن تلك العلوم لا تنفع وحدها ما لم يصحبها البعد العملي، والتأثير السلوكي.

ولهذا؛ فإن ما ورد في ذم العقل، ليس المراد منه العقل بمفهومه الصحيح، وإنما العقل المجادل والمشاغب، والذي لا يهتم بالقيم النافعة والسلوك الصالح، بقدر ما يهتم بإرضاء أهوائه بالجدال والمراء والشغب، أو باستعمال العقل في الحيلة والمكر والدهاء.

وقد أشار إلى ذلك الإمام الصادق عندما سُئل ما العقل، فقال: (ما عُبد به الرحمن واكتسب به الجنان) فقيل له: فالذي كان في معاوية، فقال: (تلك النكراء وتلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل) (1)

والحكماء يسمونها [القوة الوهمية]، ويعرفونها بأن (القوّة التي من شأنها استنباط وجوه المكر والحيل، والتوصّل إلى الأغراض بالتلبيس والخدع، ومن أي طريق كان محللًا أو محرّماً، جائزاً أو غير جائز) (2)

__________

(1) المحاسن للبرقي، 195/ 15.

(2) التربية الروحية؛ بحوث فى جهاد النفس، ص: 165

مكارم الأخلاق وفضائلها (55)

ويذكرون أنها إذا صارت في خدمة القوّة الغضبية أصبح الإنسان جبّاراً في الأرض، فيطغى، ويعيث فيها فساداً، ويتنكّر لكلّ خير، ويتنكّب كلّ شرّ.

وإذا صارت في خدمة القوّة الشهوية فإنّها تهيئ لها كلّ وسيلة توصلها إلى غرضها، وتبحث لها عن كل طريق حتّى ما لا يخطر على بال الشيطان نفسه من أجل الوصول إلى تلك الشهوة.

وأمّا إذا صارت في خدمة القوّة العاقلة الحقيقية؛ فإنّها تبحث لها عن طرق الوصول إلى القرب الإلهي وسبل الرقي في درجات الكمال.

وهم يذمونها، لا لأجل دورها الأخير في خدمة العقل، وإنما لأدوارها في خدمة الغضب والشهوة، ولسيطرتها على أكثر النفوس.. بل بسببها تصبح النفوس أمارة.

والأخطر من ذلك كله هو جدلها وخصومتها وبحثها عن كل الحيل التي تصرف النفس عن بارئها، ولو بتغطية الحقائق والتلاعب بها، باسم الفلسفة أو الفكر أو العلم أو البراهين.. وغيرها من الأسماء التي تحتال بها لحجب الحقائق.

ومثل ذلك مكرها وحيلها في التلاعب بالقيم الروحية والأخلاقية، حيث تقلب الموازين، وتحول الخير شرا والشر خيرا، والمعروف منكرا، والمنكر معروفا.

ولهذا فإن المقصود من العقل في القرآن الكريم هو العقل الذي يعقل صاحبه عن كل كل سلوك سيء، ويدعوه إلى كل سلوك طيب، ولهذا نجده يرجع كل المثالب التي تقع فيها النفوس الأمارة إلى عدم استخدامها للعقل، أو سوء استخدامها له، أو استخدامها للقوة الوهمية بدله، ومن ذلك قوله تعالى في وصف الكفار المعرضين عن الحق مع وضوح أدلته: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا

مكارم الأخلاق وفضائلها (56)

يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]

ومثل ذلك قوله في الذين يسيرون في الأرض، أو يدرسون التاريخ، ثم لا يعتبرون: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]

ولهذا؛ فإن الوصف المناسب لهؤلاء ـ كما يذكر القرآن الكريم ـ هو كونهم دوابا، لأن الفرق بينهم وبينها في العقل، وما داموا لم يستخدموها؛ فقد عادوا إلى طورهم البهيمي، كما قال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} [لأنفال: 22]

وفي المقابل يثني الله تعالى على من استعملوا عقولهم؛ فيسميهم ذوي الألباب؛ فيقول: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، ويقول: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: 21]

وهكذا الذين تتحرك جوارحهم لكل الأعمال الصالحة والقيم النبيلة بناء على تأثير عقولهم فيهم، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9]

ولذلك؛ فإن الفرق بين النفس المطمئنة والنفس الأمارة يكمن في نوع العقل المتحكم فيها؛ فأما الأمارة، فتتحكم فيها تلك القوى الوهمية التي تزين لها الغرائز التي تتسلط عليها، وأما المطمئنة؛ فيتحكم فيها العقل المجرد، المسدد بنور الوحي، والمؤيد بالإلهام الرباني.

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل العقل والحكمة وعلاقتهما بمكارم الأخلاق.

مكارم الأخلاق وفضائلها (57)

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 269] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دين المرء عقله، ومن لا عقل له لا دين له) (1)

[الحديث: 270] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له) (2)

[الحديث: 271] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه) (3)

[الحديث: 272] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله) (4)

[الحديث: 273] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى، أو يرده عن ردى) (5)

[الحديث: 274] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكيس من عمل لما بعد الموت، والعاري العاري من الدين، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة) (6)

[الحديث: 275] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما خلق الله في الأرض شيئا أقل من العقل، وإن العقل في الأرض أقل من الكبريت الأحمر) (7)

[الحديث: 276] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ابن آدم أطع ربك تسمى عاقلا، ولا تعصه فتسمى جاهلا) (8)

__________

(1) أبو الشيخ في الثواب وابن النجار، كنز العمال (3/ 379).

(2) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 379).

(3) أحمد، كنز العمال (3/ 379).

(4) أحمد، كنز العمال (3/ 379).

(5) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 379).

(6) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 379).

(7) الروياني وابن عساكر كنز العمال (3/ 380).

(8) حلية الأولياء، كنز العمال (3/ 380).

مكارم الأخلاق وفضائلها (58)

[الحديث: 277] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قد أفلح من رزق لبا) (1)

[الحديث: 278] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له) (2)

[الحديث: 279] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا الشاهد على الله أن لا يعثر عاقل إلا رفعه، ثم لا يعثر إلا رفعه، حتى يجعل مصيره إلى الجنة) (3)

[الحديث: 280] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خذ الأمر بالتدبير، فإن رأيت في عاقبته خيرا فأمضه، وإن خفت غيا فأمسك) (4)

[الحديث: 281] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قليل التوفيق خير من كثير العقل، والعقل في أمر الدنيا مضرة، والعقل في أمر الدين مسرة) (5)

[الحديث: 282] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعامة الدين وأساسه المعرفة بالله، واليقين والعقل النافع قيل: وما العقل النافع؟ قال: الكف عن معاصي الله، والحرص على طاعة الله عز وجل) (6)

[الحديث: 283] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يقرب الناس الزلف على قدر عقولهم) (7)

[الحديث: 284] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل لينطلق إلى المسجد فيصلي وصلاته لا تعدل جناح بعوضة، وإن الرجل ليأتي إلى المسجد فيصلي وصلاته تعدل جبل أحد، إذا كان أحسنهما عقلا؟) قيل: وكيف يكون أحسنهما عقلا؟ قال: (أورعهما عن محارم الله، وأحرصهما على أسباب الخير، وإن كان دونه في العمل، والتطوع) (8)

__________

(1) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 380).

(2) العقيلي في الضعفاء، كنز العمال (3/ 380).

(3) الطبراني، كنز العمال (3/ 380).

(4) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 380).

(5) ابن عساكر كنز العمال (3/ 381).

(6) الديلمي كنز العمال (3/ 381).

(7) الحكيم كنز العمال (3/ 381).

(8) الحكيم كنز العمال (3/ 381).

مكارم الأخلاق وفضائلها (59)

[الحديث: 285] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل يصوم ويصلي ويحج ويعتمر، فإذا كان يوم القيامة أعطي بقدر عقله) (1)

[الحديث: 286] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله خواص يسكنهم رفيع الدرجات، لأنهم كانوا في الدنيا أعقل الناس، كانت همتهم المسابقة إلى الطاعة، وهانت عليهم فضول الدنيا وزينتها) (2)

[الحديث: 287] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الناس يعملون بالخير، وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم) (3)

[الحديث: 288] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تبارك الذي قسم العقل بين عباده أشتاتا، إن الرجلين ليستوي عملهما وبرهما وصومهما وصلاتهما، ولكنهما يتفاوتان في العقل كالذرة في جنب أحد، وما قسم الله لخلقه حظا هو أفضل من العقل واليقين) (4)

[الحديث: 289] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر) (5)

[الحديث: 290] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قد يتوجه الرجلان إلى المسجد، فينصرف أحدهما وصلاته أفضل من الآخر إذا كان أفضلهما عقلا، وينصرف الآخر وصلاته لا تعدل مثقال ذرة) (6)

[الحديث: 291] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قليل التوفيق خير من كثير العقل، والعقل في أمر الدنيا مضرة، والعقل في أمر الدين مسرة) (7)

[الحديث: 292] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل. ثم قال

__________

(1) الخطيب، كنز العمال (3/ 382).

(2) الخطيب في المتفق والمفترق وابن النجار كنز العمال (3/ 382).

(3) أبو الشيخ كنز العمال (3/ 382).

(4) الحكيم كنز العمال (3/ 382).

(5) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 382).

(6) ابن عساكر كنز العمال (3/ 382).

(7) ابن عساكر كنز العمال (3/ 383).

مكارم الأخلاق وفضائلها (60)

له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقعد فقعد، ثم قال له: انطق فنطق، ثم قال: اصمت فصمت، فقال: ما خلقت خلقا أحب إلى منك، ولا أكرم، بك أعرف، وبك أحمد، وبك أطاع، وبك آخذ، وبك أعطي، وإياك أعاتب، ولك الثواب، وعليك العقاب وما أكرمتك بشيء أفضل من الصبر) (1)

[الحديث: 293] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقا أعجب إلى منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك الثواب وعليك العقاب) (2)

[الحديث: 294] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يعجبنكم إسلام امرئ حتى تعلموا ما عقدة عقله) (3)

[الحديث: 295] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي إذا تقرب الناس إلى الله في أبواب البر فتقرب إلى الله بأنواع العقل، تسبقهم بالدرجات والزلفى، عند الناس في الدنيا وعند الله في الآخرة) (4)

[الحديث: 296] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي: الناس رجلان: فعاقل يصلح للعفو، وجاهل يصلح للعقوبة) (5)

[الحديث: 297] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنة مائة درجة، تسعة وتسعون لأهل العقل، ودرجة لسائر الناس الذين هم دونهم) (6)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 298] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أول خلق خلقه الله عزّ وجلّ العقل، فقال

__________

(1) الحكيم كنز العمال (3/ 383).

(2) الطبراني، كنز العمال (3/ 383).

(3) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 383).

(4) حلية الأولياء، كنز العمال (3/ 384).

(5) ابن عساكر كنز العمال (3/ 384).

(6) حلية الأولياء، كنز العمال (3/ 384).

مكارم الأخلاق وفضائلها (61)

له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إلى منك، بك آخذ، وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب) (1)

[الحديث: 299] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عز وجلّ خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الّتي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزّهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرّأفة همّه، والرّحمة قلبه، ثمّ حشاه وقوّاه بعشرة أشياء: باليقين والإيمان والصّدق والسكينة والأخلاق والرّفق، والعطيّة والقنوع والتسليم والشكر، ثمّ قال عزّ وجلّ: أدبر فأدبر، ثمّ قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: تكلّم فقال: الحمد لله الذي ليس له ضدّ ولا ندّ ولا شبيه ولا كفو ولا عديل ولا مثل، الّذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل، فقال الرّب تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك ولا أطوع لي منك ولا أرفع منك ولا أشرف منك ولا أعزّ منك، بك اؤاخذ، وبك اعطي، وبك اوحّد، وبك اعبد، وبك ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغى، وبك اخاف، وبك احذر، وبك الثواب، وبك العقاب، فخرّ العقل عند ذلك ساجدا فكان في سجوده ألف عام فقال الربّ تبارك وتعالى: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفّع، فرفع العقل رأسه فقال: إلهي أسألك أن تشفّعني فيمن خلقتني فيه فقال الله جلّ جلاله لملائكته: أشهدكم أنّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه) (2)

[الحديث: 300] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم الرّجل كثير الصلاة وكثير الصّيام فلا تباهوا به حتّى تنظروا كيف عقله) (3)

[الحديث: 301] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا بلغكم عن رجل حسن حاله فانظروا في حسن عقله، فإنّما يجازي بعقله) (4)

__________

(1) المواعظ للصدوق ص 39.

(2) الخصال ج 2 ص 427.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 26.

(4) المحاسن ص 194.

مكارم الأخلاق وفضائلها (62)

[الحديث: 302] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا فقر أشدّ من الجهل ولا مال أعود من العقل) (1)

[الحديث: 303] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قسم العقل على ثلاثة أجزاء، فمن كانت فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله عزّ وجلّ، وحسن الطاعة له، وحسن البصيرة على أمره) (2)

[الحديث: 304] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي إذا تقرب العباد إلى خالقهم بالبرّ فتقرب إليه بالعقل تسبقهم، إنّا معاشر الأنبياء نكلّم الناس على قدر عقولهم) (3)

[الحديث: 305] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل. ولا بعث الله رسولا ولا نبيّا حتّى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع امّته، وما يضمر رسول الله في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين، وما أدّى العاقل فرائض الله حتّى عقل منه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، إنّ العقلاء هم أولو الألباب الّذين قال الله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألباب} [الرعد: 19]) (4)

[الحديث: 306] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العقل ما اكتسب به الجنّة وطلب به رضى الرحمان) (5)

[الحديث: 307] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا) (6)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 25.

(2) الخصال ج 1 ص 102.

(3) مشكاة الأنوار ص 251.

(4) المحاسن ص 193.

(5) المواعظ، للصدوق ص 39.

(6) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

مكارم الأخلاق وفضائلها (63)

[الحديث: 308] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له) (1)

[الحديث: 309] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيد الأعمال في الدارين العقل) (2)

[الحديث: 310] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لكلّ شيء دعامة، ودعامة المؤمن عقله.. فبقدر عقله تكون عبادته لربّه) (3)

[الحديث: 311] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما العقل؟ قال: (العمل بطاعة الله، وإنّ العمّال بطاعة الله هم العقلاء) (4)

[الحديث: 312] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسب المرء دينه، ومروءته عقله، وشرفه جماله، وكرمه تقواه) (5)

[الحديث: 313] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما استودع الله عبدا عقلا إلّا استنقذه به يوما) (6)

[الحديث: 314] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لم يعبد الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من العقل، ولا يكون المؤمن عاقلا حتّى يجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشرّ منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقلّ كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرّم بطلّاب الحوائج قبله، الذلّ أحبّ إليه من العزّ، والفقر أحبّ إليه من الغنى، نصيبه من الدّنيا القوت، والعاشرة وما العاشرة لا يرى أحدا إلّا قال هو خير منّي وأتقى؛ إنّما الناس رجلان فرجل هو خير منه وأتقى، وآخر هو شرّ منه وأدنى، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، وإذا لقي الّذي هو شرّ منه وأدنى قال: عسى خير هذا باطن وشرّه ظاهر، وعسى أن يختم له بخير، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده، وساد أهل

__________

(1) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

(2) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

(3) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

(4) مشكاة الأنوار ص 250.

(5) روضة الكافي ج 1 ص 113.

(6) نزهة الناظر ص 22.

مكارم الأخلاق وفضائلها (64)

زمانه) (1)

[الحديث: 315] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى التحبب إلى الناس) (2)

[الحديث: 316] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قسم الله العقل على ثلاثة أجزاء، فمن كانت فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله، وحسن الطاعة له، وحسن الصبر على أمره) (3)

[الحديث: 317] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله خلق الإسلام فجعل له عرصة، وجعل له نورا، وجعل له حصنا، وجعل له ناصرا، فأمّا عرصته فالقرآن، وأمّا نوره فالحكمة، وأمّا حصنه فالمعروف، وأمّا أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا، فأحبّوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم) (4)

[الحديث: 318] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أهدى مسلم هديّة لأخيه أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى، ويردّه بها عن ردى) (5)

[الحديث: 319] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعم العطيّة ونعم الهديّة كلمة حكمة تسمعها) (6)

[الحديث: 320] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلمة الحكمة يسمعها المؤمن فيعمل بها خير من عبادة سنة) (7)

[الحديث: 321] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها) (8)

__________

(1) الخصال ج 2 ص 433.

(2) مشكاة الأنوار ص 249.

(3) مشكاة الأنوار ص 249.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 46.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 212.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 212.

(7) نزهة الناظر ص 10.

(8) معاني الأخبار ص 367.

مكارم الأخلاق وفضائلها (65)

[الحديث: 322] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ عيسى بن مريم عليه السّلام قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم، الأمور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبيّن لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ) (1)

[الحديث: 323] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس، لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم، ولا تراؤوا الناس فيحبط عملكم، ولا تمنعوا الموجود فيقلّ خيركم، أيّها الناس، إنّ الأشياء ثلاثة: أمر استبان رشده فاتّبعوه، وأمر استبان غيّه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فردّوه إلى الله، أيّها الناس ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما عظيم أجرهما لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 324] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ البصر النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 325] قال الإمام علي: (ما عبد الله بشيء أفضل من العقل، وما تمّ عقل امرئ حتّى تكون فيه خصال شتّى: الكفر والشرّ منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، نصيبه من الدنيا القوت، لا يشبع من العلم

__________

(1) أمالي الصدوق ص 251.

(2) أعلام الدين ص 336.

(3) بحار الأنوار ج 61 ص 269، الشّهاب.

مكارم الأخلاق وفضائلها (66)

دهره، الذلّ أحبّ إليه مع الله من العزّ مع غيره، والتواضع أحبّ إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقلّ كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلّهم خيرا منه، وإنّه شرّهم في نفسه، وهو تمام الأمر) (1)

[الحديث: 326] قال الإمام عليّ: (هبط جبريل عليه السّلام على آدم عليه السّلام فقال: يا آدم إنّي أمرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث، فاختر واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: وما الثلاث يا جبريل؟ قال: العقل والحياء والدّين، قال آدم: فانّي قد اخترت العقل، فقال جبريل للحياء والدّين: انصرفا، فقالا: يا جبريل إنّا أمرنا أن نكون مع العقل حيثما كان، قال جبريل: فشأنكما، وعرج) (2)

[الحديث: 327] قال الإمام علي: (العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك بفضلك وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودّة وتظهر لك المحبّة) (3)

[الحديث: 328] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (يا بنيّ احفظ عنّي أربعا وأربعا لا يضرّك ما عملت معهنّ: إنّ أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق) (4)

[الحديث: 329] قال الإمام الحسن: دخلت على أبي وهو يجود بنفسه لمّا ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك فقال لي: أتجزع فقلت: وكيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه فقال: (ألا اعلّمك خصالا أربع إن أنت حفظتهنّ نلت بهنّ النجاة، وإن أنت ضيّعتهنّ فاتك الدّاران: يا بنيّ لا غنى أكبر من العقل، ولا فقر مثل الجهل، ولا وحشة أشدّ من العجب، ولا عيش ألذّ من حسن الخلق) (5)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 19.

(2) الخصال ج 1 ص 102.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 22.

(4) نهج البلاغة حكمة 37 ص 1104.

(5) اصول الكافي ج 1 ص 25.

مكارم الأخلاق وفضائلها (67)

[الحديث: 330] قال الإمام علي: (صدر العاقل صندوق سرّه ولا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب، اعقلوا الخير إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليل، لا مال أعود من العقل ولا عقل كالتدبير، وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلّا في ثلاث: مرمّة لمعاش أو خطوة في معاد أو لذّة في غير محرم، ما استودع الله امرئا عقلا إلّا استنقذه به يوما ما) (1)

[الحديث: 331] قال الإمام علي: (من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها، ولا أغتفر فقد عقل ولا دين، لأنّ مفارقة الدين مفارقة الأمن فلا يتهنّأ بحياة مع مخافة، وفقد العقل فقد الحياة ولا يقاس إلّا بالأموات) (2)

[الحديث: 332] قال للإمام علي: صف لنا العاقل، فقال: (هو الّذي يضع الشيء مواضعه) فقيل: فصف لنا الجاهل، فقال: (قد فعلت) (3)

[الحديث: 333] قال الإمام علي: (العقل حفظ التجارب وخير ما جرّبت ما وعظك) (4)

[الحديث: 334] قال الإمام علي: (العقل عقلان: عقل الطبع وعقل التجربة وكلاهما يؤدّي إلى المنفعة، والموثوق به صاحب العقل والدين، ومن فاته العقل والمروءة فرأس ماله المعصية، وصديق كلّ امرئ عقله، وعدوّه جهله، وليس العاقل من يعرف الخير من الشرّ، ولكنّ العاقل من يعرف خير الشرّين. ومجالسة العقلاء تزيد في الشرف.. والعقل الكامل قاهر الطبع السوء. وعلى العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين والرأي والأخلاق والأدب، فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب ويعمل في إزالتها) (5)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 250.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 31.

(3) نهج البلاغة حكمة 227 ص 1191.

(4) نهج البلاغة وصيّة 31 ص 931.

(5) مطالب السؤول كما في (البحار) ج 75 ص 6.

مكارم الأخلاق وفضائلها (68)

[الحديث: 335] قال الإمام علي: (العقل حسام قاطع، قاتل هواك بعقلك) (1)

[الحديث: 336] قال الإمام علي: (كمال المرء عقله وقيمته فضله) (2)

[الحديث: 337] قال الإمام علي: (ينبئ عن قيمة كلّ امرئ علمه وعقله) (3)

[الحديث: 338] قال الإمام علي: (من زاد علمه على عقله كان وبالا عليه) (4)

[الحديث: 339] قال الإمام علي: (الإنسان بعقله) (5)

[الحديث: 340] قال الإمام علي: (العقل رسول الحقّ) (6)

[الحديث: 341] قال الإمام علي: (العقل صديق مقطوع) (7)

[الحديث: 342] قال الإمام علي: (المرء صديق ما عقل) (8)

[الحديث: 343] قال الإمام علي: (العقل أقوى أساس) (9)

[الحديث: 344] قال الإمام علي: (العقل حسام قاطع) (10)

[الحديث: 345] قال الإمام علي: (العقل ثوب جديد لا يبلى) (11)

[الحديث: 346] قال الإمام علي: (العقل رقيّ إلى علّيين) (12)

[الحديث: 347] قال الإمام علي: (العقل شرف كريم لا يبلى) (13)

[الحديث: 348] قال الإمام علي: (العقل صاحب جيش الرّحمن، والهوى قائد جيش الشيطان، والنّفس متجاذبة بينهما، فأيّهما غلب كانت في حيّزه) (14)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 249، من كتاب (روضة الواعظين).

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 47.

(5) غرر الحكم ص 56.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (69)

[الحديث: 349] قال الإمام علي: (العقل صديق محمود) (1)

[الحديث: 350] قال الإمام علي: (أفضل حظّ الرجل عقله، إن ذلّ أعزّه وإن سقط رفعه وإن ضلّ أرشده وإن تكلّم سدّده) (2)

[الحديث: 351] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه يحبّ العقل القويم والعمل المستقيم) (3)

[الحديث: 352] قال الإمام علي: (إنّ أفضل الناس عند الله من أحيا عقله وأمات شهوته وأتعب نفسه لصلاح آخرته) (4)

[الحديث: 353] قال الإمام علي: (إذا أراد الله بعبد خيرا منحه عقلا قويما وعملا مستقيما) (5)

[الحديث: 354] قال الإمام علي: (تزكية الرّجل عقله) (6)

[الحديث: 355] قال الإمام علي: (حسب الرّجل عقله ومروءته خلقه) (7)

[الحديث: 356] قال الإمام علي: (صديق كلّ امرئ عقله وعدوّه جهله) (8)

[الحديث: 357] قال الإمام علي: (عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل) (9)

[الحديث: 358] قال الإمام علي: (غاية المرء حسن عقله) (10)

[الحديث: 359] قال الإمام علي: (الدّين لا يصلحه إلّا العقل) (11)

[الحديث: 360] قال الإمام علي: (على قدر العقل يكون الدّين) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (70)

[الحديث: 361] قال الإمام علي: (قيمة كلّ امرئ عقله) (1)

[الحديث: 362] قال الإمام علي: (كلّ الحسب متناه إلّا العقل والأدب) (2)

[الحديث: 363] قال الإمام علي: (كمال الإنسان العقل) (3)

[الحديث: 364] قال الإمام علي: (لكلّ شيء غاية، وغاية المرء عقله) (4)

[الحديث: 365] قال الإمام علي: (ما آمن المؤمن حتّى عقل) (5)

[الحديث: 366] قال الإمام علي: (ملاك الأمر العقل) (6)

[الحديث: 367] قال الإمام علي: (ما استودع الله سبحانه امرؤا عقلا إلّا ليستنقذه به يوما) (7)

[الحديث: 368] قال الإمام علي: (ميزة الرّجل عقله وجماله مروّته) (8)

[الحديث: 369] قال الإمام علي: (اعقل عقلك، واملك أمرك، وجاهد نفسك، واعمل للآخرة جهدك) (9)

[الحديث: 370] قال الإمام علي: (العقل فضيلة الإنسان) (10)

[الحديث: 371] قال الإمام علي: (العقل أفضل مرجوّ) (11)

[الحديث: 372] قال الإمام علي: (عنوان فضيلة المرء عقله وحسن خلقه) (12)

[الحديث: 373] قال الإمام علي: (غاية الفضائل العقل) (13)

[الحديث: 374] قال الإمام علي: (للإنسان فضيلتان: عقل ومنطق، فبالعقل

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (71)

يستفيد وبالمنطق يفيد) (1)

[الحديث: 375] قال الإمام علي: (ما جمّل الفضائل كاللّبّ) (2)

[الحديث: 376] قال الإمام علي: (ما قسم الله سبحانه بين عباده شيئا أفضل من العقل) (3)

[الحديث: 377] قال الإمام علي: (العقل سلاح (صلاح) كلّ أمر) (4)

[الحديث: 378] قال الإمام علي: (أفضل النعم العقل) (5)

[الحديث: 379] قال الإمام علي: (إنّ من رزقه الله عقلا قويما وعملا مستقيما فقد ظاهر لديه النّعمة وأعظم عليه المنّة) (6)

[الحديث: 380] قال الإمام علي: (خير المواهب العقل) (7)

[الحديث: 381] قال الإمام علي: (من كمال النعم وفور العقل) (8)

[الحديث: 382] قال الإمام علي: (لا نعمة أفضل من عقل) (9)

[الحديث: 383] قال الإمام علي: (العقل ينبوع الخير) (10)

[الحديث: 384] قال الإمام علي: (العقل زين، الحمق شين) (11)

[الحديث: 385] قال الإمام علي: (العقل زين لمن رزقه) (12)

[الحديث: 386] قال الإمام علي: (زين الدّين العقل) (13)

[الحديث: 387] قال الإمام علي: (لا جمال أزين من العقل) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (72)

[الحديث: 388] قال الإمام علي: (العقل أجمل زينة، والعلم أشرف مزيّة) (1)

[الحديث: 389] قال الإمام علي: (العقل أحسن حلية) (2)

[الحديث: 390] قال الإمام علي: (العقل أشرف مزيّة) (3)

[الحديث: 391] قال الإمام علي: (إنّما الشّرف بالعقل والأدب لا بالمال والحسب) (4)

[الحديث: 392] قال الإمام علي: (العقل أغناء الغناء وغاية الشّرف في الآخرة والدّنيا) (5)

[الحديث: 393] قال الإمام علي: (أغنى الغنى العقل) (6)

[الحديث: 394] قال الإمام علي: (كفى بالعقل غنى) (7)

[الحديث: 395] قال الإمام علي: (لا غنى كالعقل) (8)

[الحديث: 396] قال الإمام علي: (ثروة العاقل في علمه وعمله) (9)

[الحديث: 397] قال الإمام علي: (لا مال أعود من العقل) (10)

[الحديث: 398] قال الإمام علي: (عليك بالعقل، فلا مال أعود منه) (11)

[الحديث: 399] قال الإمام علي: (لا فقر لعاقل) (12)

[الحديث: 400] قال الإمام علي: (صلاح البرية العقل) (13)

[الحديث: 401] قال الإمام علي: (بالعقل صلاح البريّة) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (73)

[الحديث: 402] قال الإمام علي: (بالعقل صلاح كلّ أمر) (1)

[الحديث: 403] قال الإمام علي: (العقل مصلح كلّ أمر) (2)

[الحديث: 404] قال الإمام علي: (فكر العاقل هداية) (3)

[الحديث: 405] قال الإمام علي: (العقل يهدي وينجي، والجهل يغوي ويردي) (4)

[الحديث: 406] قال الإمام علي: (أين العقول المستصحبة لمصابيح الهدى) (5)

[الحديث: 407] قال الإمام علي: (العقل (العاقل) لا ينخدع) (6)

[الحديث: 408] قال الإمام علي: (من استرفد العقل أرفده) (7)

[الحديث: 409] قال الإمام علي: (كن لعقلك مسعفا ولهواك مسوّفا) (8)

[الحديث: 410] قال الإمام علي: (استرشد العقل وخالف الهوى تنجح) (9)

[الحديث: 411] قال الإمام علي: (حدّ العقل النّظر في العواقب، والرضا بما يجري به القضاء) (10)

[الحديث: 412] قال الإمام علي: (حدّ العقل الانفصال عن الفاني، والاتّصال بالباقي) (11)

[الحديث: 413] قال الإمام علي: (إنّما العقل في التّجنّب من الإثم، والنّظر في العواقب، والأخذ بالحزم) (12)

[الحديث: 414] قال الإمام علي: (أفضل العقل الرشاد) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (74)

[الحديث: 415] قال الإمام علي: (أفضل العقل مجانبة الهوى) (1)

[الحديث: 416] قال الإمام علي: (أفضل العقل معرفة الإنسان نفسه، فمن عرف نفسه عقل، ومن جهلها ضلّ) (2)

[الحديث: 417] قال الإمام علي: (أفضل العقل الاعتبار، وأفضل الحزم الاستظهار، وأكبر الحمق الاغترار) (3)

[الحديث: 418] قال الإمام علي: (أفضل الناس عقلا أحسنهم تقديرا لمعاشه، وأشدّهم اهتماما بإصلاح معاده) (4)

[الحديث: 419] قال الإمام علي: (إذا كمل العقل نقصت الشّهوة) (5)

[الحديث: 420] قال الإمام علي: (تمام العقل (تمام العمل) استكماله) (6)

[الحديث: 421] قال الإمام علي: (حسن العقل جمال الظّواهر والبواطن) (7)

[الحديث: 422] قال الإمام علي: (حسن العقل أفضل رائد) (8)

[الحديث: 423] قال الإمام علي: (من كمل عقله استهان بالشهوات) (9)

[الحديث: 424] قال الإمام علي: (من كمال عقلك استظهارك على عقلك) (10)

[الحديث: 425] قال الإمام علي: (أعقلكم أطوعكم) (11)

[الحديث: 426] قال الإمام علي: (أعقل الناس أطوعهم لله سبحانه) (12)

[الحديث: 427] قال الإمام علي: (أعقل الناس أقربهم من الله) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (75)

[الحديث: 428] قال الإمام علي: (أعقل الناس من أطاع العقلاء) (1)

[الحديث: 429] قال الإمام علي: (أعقل الإنسان محسن خائف) (2)

[الحديث: 430] قال الإمام علي: (أعقل الناس أعذرهم للناس) (3)

[الحديث: 431] قال الإمام علي: (أعقل الناس أبعدهم عن كلّ دنيّة) (4)

[الحديث: 432] قال الإمام علي: (أعقل الناس من كان بعيبه بصيرا، وعن عيب غيره ضريرا) (5)

[الحديث: 433] قال الإمام علي: (أعقل الناس من لا يتجاوز الصّمت في عقوبة الجهّال) (6)

[الحديث: 434] قال الإمام علي: (أعقل الناس من غلب جدّه هزله، واستظهر على هواه بعقله) (7)

[الحديث: 435] قال الإمام علي: (أعقل الناس من ذلّ للحقّ فأعطاه من نفسه، وعزّ بالحقّ فلم يهن إقامته (عن إقامته) وحسن العمل به) (8)

[الحديث: 436] قال الإمام علي: (أعقل الناس أنظرهم في العواقب) (9)

[الحديث: 437] قال الإمام علي: (غاية العقل الاعتراف بالجهل) (10)

[الحديث: 438] قال الإمام علي: (العقل قربة، الحمق غربة) (11)

[الحديث: 439] قال الإمام علي: (العقل شفاء) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (76)

[الحديث: 440] قال الإمام علي: (العقل يحسن (يصلح) الرّويّة) (1)

[الحديث: 441] قال الإمام علي: (العقل يوجب الحذر) (2)

[الحديث: 442] قال الإمام علي: (العقل حيث كان آلف مألوف) (3)

[الحديث: 443] قال الإمام علي: (العقل في الغربة قربة) (4)

[الحديث: 444] قال الإمام علي: (اعقل تدرك) (5)

[الحديث: 445] قال الإمام علي: (أسعد الناس العاقل) (6)

[الحديث: 446] قال الإمام علي: (أصل العقل الفكر، وثمرته السّلامة) (7)

[الحديث: 447] قال الإمام علي: (أدرك الناس لحاجته ذو العقل المترفّق) (8)

[الحديث: 448] قال الإمام علي: (إنّ بذوي العقول من الحاجة إلى الأدب كما يظمأ الزرع إلى المطر) (9)

[الحديث: 449] قال الإمام علي: (إذا تمّ العقل نقص الكلام) (10)

[الحديث: 450] قال الإمام علي: (بالعقل يستخرج غور الحكمة) (11)

[الحديث: 451] قال الإمام علي: (بالعقل تنال الخيرات) (12)

[الحديث: 452] قال الإمام علي: (بوفور العقل يتوفّر الحلم) (13)

[الحديث: 453] قال الإمام علي: (بالعقل كمال النّفس) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (77)

[الحديث: 454] قال الإمام علي: (ثمرة العقل الاستقامة) (1)

[الحديث: 455] قال الإمام علي: (ثمرة العقل لزوم الحقّ) (2)

[الحديث: 456] قال الإمام علي: (ثمرة العقل صحبة الأخيار) (3)

[الحديث: 457] قال الإمام علي: (ثمرة العقل العمل للنّجاة) (4)

[الحديث: 458] قال الإمام علي: (ثمرة العقل مداراة النّاس) (5)

[الحديث: 459] قال الإمام علي: (ثمرة العقل الصّدق) (6)

[الحديث: 460] قال الإمام علي: (ثمرة العقل مقت الدّنيا وقمع الهوى) (7)

[الحديث: 461] قال الإمام علي: (حفظ العقل بمخالفة الهوى والعزوف عن الدّنيا) (8)

[الحديث: 462] قال الإمام علي: (زيادة العقل تنجي) (9)

[الحديث: 463] قال الإمام علي: (غريزة العقل تأبى ذميم الفعل) (10)

[الحديث: 464] قال الإمام علي: (غطاء العيوب العقل) (11)

[الحديث: 465] قال الإمام علي: (كم من ذليل أعزّه عقله) (12)

[الحديث: 466] قال الإمام علي: (كلّما ازداد عقل الرّجل قوي إيمانه بالقدر، واستخفّ بالغير) (13)

[الحديث: 467] قال الإمام علي: (للحازم من عقله عن كلّ دنيّة (من كلّ دنيّة)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (78)

زاجر) (1)

[الحديث: 468] قال الإمام علي: (لن ينجع الأدب حتّى يقارنه العقل) (2)

[الحديث: 469] قال الإمام علي: (لو عقل المرء عقله لأحرز سرّه عمّن أفشاه إليه، ولم يطلع أحدا عليه) (3)

[الحديث: 470] قال الإمام علي: (من عقل عفّ) (4)

[الحديث: 471] قال الإمام علي: (من عقل استقال) (5)

[الحديث: 472] قال الإمام علي: (من استعان بالعقل سدّده) (6)

[الحديث: 473] قال الإمام علي: (من قدّم عقله على هواه حسنت مساعيه) (7)

[الحديث: 474] قال الإمام علي: (لا عقل كالتجاهل) (8)

[الحديث: 475] قال الإمام علي: (لا أشجع من لبيب) (9)

[الحديث: 476] قال الإمام علي: (لا يحلم عن السّفيه إلّا العاقل) (10)

[الحديث: 477] قال الإمام علي: (لا يزكو عند الله سبحانه إلّا عقل عارف ونفس عزوف) (11)

[الحديث: 478] قال الإمام علي: (للقلوب خواطر سوء، والعقول تزجر عنها) (12)

[الحديث: 479] قال الإمام علي: (العقل مركب العلم) (13)

[الحديث: 480] قال الإمام علي: (العقل أصل العلم وداعيّة الفهم) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (79)

[الحديث: 481] قال الإمام علي: (إنّك موزون بعقلك فزكّه بالعلم) (1)

[الحديث: 482] قال الإمام علي: (بالعقول تنال ذروة العلوم) (2)

[الحديث: 483] قال الإمام علي: (كلّ علم لا يؤيّده عقل مضلّة) (3)

[الحديث: 484] قال الإمام علي: (العقل غريزة تزيد بالعلم بالتّجارب) (4)

[الحديث: 485] قال الإمام علي: (العقل والعلم مقرونان في قرن لا يفترفان ولا يتباينان) (5)

[الحديث: 486] قال الإمام علي: (العقل منفعة، والعلم مرفعة، والصّبر مدفعة) (6)

[الحديث: 487] قال الإمام علي: (العقل داعي الفهم) (7)

[الحديث: 488] قال الإمام علي: (من عقل فهم) (8)

[الحديث: 489] قال الإمام علي: (العقل والشّهوة ضدّان، ومؤيّد العقل العلم، ومزيّن الشّهوة الهوى، والنّفس متنازعة بينهما، فأيّهما قهر كانت في جانبه) (9)

[الحديث: 490] قال الإمام علي: (العاقل من هجر شهوته وباع دنياه بآخرته) (10)

[الحديث: 491] قال الإمام علي: (العاقل من تورّع عن الذنوب، وتنزّه عن العيوب) (11)

[الحديث: 492] قال الإمام علي: (العاقل من عصى هواه، في طاعة ربّه) (12)

[الحديث: 493] قال الإمام علي: (العاقل من غلب هواه ولم يبع آخرته بدنياه) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (80)

[الحديث: 494] قال الإمام علي: (العاقل (الكامل) من قمع هواه بعقله) (1)

[الحديث: 495] قال الإمام علي: (حقّ على العاقل أن يقهر هواه قبل ضدّه) (2)

[الحديث: 496] قال الإمام علي: (العاقل من عقل لسانه) (3)

[الحديث: 497] قال الإمام علي: (العاقل لا يتكلّم إلّا بحاجته أو حجّته، ولا يشتغل إلّا بصلاح آخرته) (4)

[الحديث: 498] قال الإمام علي: (العاقل من عقل لسانه إلّا عن ذكر الله) (5)

[الحديث: 499] قال الإمام علي: (العاقل من صان لسانه عن الغيبة) (6)

[الحديث: 500] قال الإمام علي: (العاقل يطلب الكمال، الجاهل يطلب المال) (7)

[الحديث: 501] قال الإمام علي: (العاقل من تغمّد (تعمّد) الذنوب بالغفران) (8)

[الحديث: 502] قال الإمام علي: (العاقل من أحسن صنائعه، ووضع سعيه في مواضعه) (9)

[الحديث: 503] قال الإمام علي: (العاقل إذا سكت فكّر، وإذا نطق ذكر، وإذا نظر اعتبر) (10)

[الحديث: 504] قال الإمام علي: (العاقل من زهد في دنيا فانية دنيّة (دنيّة فانية) ورغب في جنّة سنيّة خالدة عالية) (11)

[الحديث: 505] قال الإمام علي: (العاقل من وضع الأشياء مواضعها، والجاهل

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (81)

ضدّ ذلك) (1)

[الحديث: 506] قال الإمام علي: (العاقل إذا علم عمل، وإذا عمل أخلص، وإذا أخلص اعتزل) (2)

[الحديث: 507] قال الإمام علي: (العاقل يجتهد في عمله، ويقصّر من أمله) (3)

[الحديث: 508] قال الإمام علي: (العاقل لا يفرط به عنف، ولا يقعد به ضعف) (4)

[الحديث: 509] قال الإمام علي: (العاقل من يملك نفسه إذا غضب، وإذا رغب، وإذا رهب) (5)

[الحديث: 510] قال الإمام علي: (العاقل يتقاضى نفسه بما يجب عليه، ولا يتقاضى لنفسه بما يجب له) (6)

[الحديث: 511] قال الإمام علي: (العقل أنّك تقتصد فلا تسرف، وتعد فلا تخلف، وإذا غضبت حلمت) (7)

[الحديث: 512] قال الإمام علي: (العقل أن تقول ما تعرف، وتعمل بما تنطق به) (8)

[الحديث: 513] قال الإمام علي: (العاقل من لا يضيع له نفسا فيما لا ينفعه ولا يقتني ما لا يصحبه) (9)

[الحديث: 514] قال الإمام علي: (العاقل من غلب نوازع أهويته) (10)

[الحديث: 515] قال الإمام علي: (العاقل من سلّم إلى القضاء، وعمل بالحزم) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (82)

[الحديث: 516] قال الإمام علي: (إنّ العاقل لا ينخدع للطمع) (1)

[الحديث: 517] قال الإمام علي: (إنّ العاقل من عقله في إرشاد (في ارتياد) ومن رأيه في ازدياد، فلذلك رأيه سديد وفعله حميد) (2)

[الحديث: 518] قال الإمام علي: (إنّ العاقل يتّعظ بالأدب، والبهائم لا تتّعظ إلّا بالضرب) (3)

[الحديث: 519] قال الإمام علي: (إنّ العاقل ينبغي أن يحذر الموت في هذه الدّار، ويحسن له التأهّب قبل أن يصل إلى دار يتمنّى فيها الموت فلا يجده) (4)

[الحديث: 520] قال الإمام علي: (حقّ على العاقل العمل للمعاد والاستكثار من الزاد) (5)

[الحديث: 521] قال الإمام علي: (إنّما اللبيب من استلّ الأحقاد) (6)

[الحديث: 522] قال الإمام علي: (إنّما البصير من سمع ففكّر، ونظر فأبصر، وانتفع بالعبر) (7)

[الحديث: 523] قال الإمام علي: (ثلاثة تدلّ على عقول أربابها: الرّسول والكتاب والهديّة) (8)

[الحديث: 524] قال الإمام علي: (حق على العاقل أن يستديم الاسترشاد، ويترك الاستبداد) (9)

[الحديث: 525] قال الإمام علي: (رغبة العاقل في الحكمة، وهمّة الجاهل في

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (83)

الحماقة) (1)

[الحديث: 526] قال الإمام علي: (كلّ عاقل مغموم) (2)

[الحديث: 527] قال الإمام علي: (كلّ عاقل محزون) (3)

[الحديث: 528] قال الإمام علي: (للعاقل في كلّ عمل إحسان) (4)

[الحديث: 529] قال الإمام علي: (للعاقل في كلّ كلمة نبل) (5)

[الحديث: 530] قال الإمام علي: (للعاقل في كلّ عمل ارتياص) (6)

[الحديث: 531] قال الإمام علي: (ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلّا في ثلاث حظوة: في معاد، أو مرمّة لمعاش، أو لذّة في غير محرّم) (7)

[الحديث: 532] قال الإمام علي: (ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب المريض) (8)

[الحديث: 533] قال الإمام علي: (ستّة تختبر بها عقول الناس: الحلم عند الغضب، والصبر عند الرهب، والقصد عند الرّغب، وتقوى الله في كلّ حال، وحسن المداراة، وقلّة المماراة) (9)

[الحديث: 534] قال الإمام علي: (رأي الرجل ميزان عقله) (10)

[الحديث: 535] قال الإمام علي: (رأي العاقل ينجي) (11)

[الحديث: 536] قال الإمام علي: (ألا وإنّ اللّبيب من استقبل وجوه الآراء بفكر

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (84)

صائب، ونظر في العواقب) (1)

[الحديث: 537] قال الإمام علي: (حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء، ويضمّ إلى علمه علوم الحكماء) (2)

[الحديث: 538] قال الإمام علي: (إذا أنكرت من عقلك شيئا فاقتد برأي عاقل يزيل ما أنكرته) (3)

[الحديث: 539] قال الإمام علي: (العاقل من اتّهم رأيه، ولم يثق بكلّ ما تسوّل له نفسه) (4)

[الحديث: 540] قال الإمام علي: (إذا قلّت العقول كثر الفضول) (5)

[الحديث: 541] قال الإمام علي: (فقد العقل شقاء) (6)

[الحديث: 542] قال الإمام علي: (من لا يعقل يهن، ومن يهن، لا يوقّر) (7)

[الحديث: 543] قال الإمام علي: (من لا عقل له لا ترتجيه) (8)

[الحديث: 544] قال الإمام علي: (من ضيّع عاقلا دلّ على ضعف عقله) (9)

[الحديث: 545] قال الإمام علي: (من قلّ عقله كثر هزله) (10)

[الحديث: 546] قال الإمام علي: (من قعد به العقل قام به الجهل) (11)

[الحديث: 547] قال الإمام علي: (من فاته العقل لم يعده الذّلّ) (12)

[الحديث: 548] قال الإمام علي: (من لم يكن له عقل يزينه لم ينبل) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (85)

[الحديث: 549] قال الإمام علي: (من لم يكمل عقله لم تؤمن بوائقه) (1)

[الحديث: 550] قال الإمام علي: (لا يثوب العقل مع اللّعب) (2)

[الحديث: 551] قال الإمام علي: (لا مرض أضنى من قلّة العقل) (3)

[الحديث: 552] قال الإمام علي: (لا دين لمن لا عقل له) (4)

[الحديث: 553] قال الإمام علي: (لا يوثق بعهد من لا عقل له) (5)

[الحديث: 554] قال الإمام علي: (ضلال العقل يبعد من الرّشاد ويفسد المعاد) (6)

[الحديث: 555] قال الإمام علي: (إذا أراد الله سبحانه إزالة نعمة عن عبد كان أول ما يغيّر عنه عقله، وأشدّ شيء عليه فقده) (7)

[الحديث: 556] قال الإمام علي: (يعجبني من الرّجل أن يرى عقله زائدا على لسانه ولا يرى لسانه زائدا على عقله) (8)

[الحديث: 557] قال الإمام علي: (أطع العاقل تغنم) (9)

[الحديث: 558] قال الإمام علي: (اتّهموا عقولكم، فإنّه من الثّقة بها يكون الخطأ) (10)

[الحديث: 559] قال الإمام علي: (إذا لوّحت للعاقل فقد أوجعته عتابا) (11)

[الحديث: 560] قال الإمام علي: (إذا شاب العاقل شبّ عقله) (12)

[الحديث: 561] قال الإمام علي: (تلويح زلّة العاقل له من أمضّ عتابه) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (86)

[الحديث: 562] قال الإمام علي: (رسولك ترجمان عقلك، واحتمالك دليل حلمك) (1)

[الحديث: 563] قال الإمام علي: (زلّة العاقل محذورة) (2)

[الحديث: 564] قال الإمام علي: (ضادّوا الهوى بالعقل) (3)

[الحديث: 565] قال الإمام علي: (ظنّ العاقل أصحّ من يقين الجاهل) (4)

[الحديث: 566] قال الإمام علي: (ظنّ ذوي النهى والألباب أقرب شيء من الصّواب) (5)

[الحديث: 567] قال الإمام علي: (عقوبة العقلاء التلويح) (6)

[الحديث: 568] قال الإمام علي: (لكلّ شيء زكاة وزكاة العقل احتمال الجهّال) (7)

[الحديث: 569] قال الإمام علي: (من ملك عقله كان حكيما) (8)

[الحديث: 570] قال الإمام علي: (من غلب عقله شهوته وحلمه غضبه كان جديرا بحسن السيرة) (9)

[الحديث: 571] قال الإمام علي: (الناس منقوصون مدخولون إلّا من عصم الله سبحانه: سائلهم متعنّت، ومجيبهم متكلّف، يكاد أفضلهم رأيا أن يردّه عن فضل رأيه الرّضى والسخط، ويكاد أصلبهم عودا تنكاه اللّحظة وتستحيله (تستميله) الكلمة الواحدة) (10)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (87)

[الحديث: 572] قال الإمام علي: (سبب فساد العقل حبّ الدّنيا) (1)

[الحديث: 573] قال الإمام علي: (زخارف الدّنيا تفسد العقول الضّعيفة) (2)

[الحديث: 574] قال الإمام علي: (حبّ الدّنيا يفسد العقل، ويصمّ القلب عن سماع الحكمة، ويوجب أليم العقاب) (3)

[الحديث: 575] قال الإمام علي: (لحبّ الدّنيا صمّت الأسماع عن سماع الحكمة، وعميت القلوب عن نور البصيرة) (4)

[الحديث: 576] قال الإمام علي: (من أحبّ شيئا لهج بذكره) (5)

[الحديث: 577] قال الإمام علي: (الأمانيّ تعمي عيون البصائر) (6)

[الحديث: 578] قال الإمام علي: (كثرة الأماني من فساد العقل) (7)

[الحديث: 579] قال الإمام علي: (الغضب يفسد الألباب ويبعد من الصّواب) (8)

[الحديث: 580] قال الإمام علي: (غير منتفع بالحكمة عقل معلول بالغضب والشّهوة) (9)

[الحديث: 581] قال الإمام علي: (المستبدّ متهوّر في الخطأ والغلط) (10)

[الحديث: 582] قال الإمام علي: (الاستبداد برأيك يزلّك ويهوّرك في المهاوي) (11)

[الحديث: 583] قال الإمام علي: (قد أخطأ المستبدّ) (12)

[الحديث: 584] قال الإمام علي: (قد خاطر من استغنى برأيه) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 65.

(2) غرر الحكم ص 65.

(3) غرر الحكم ص 65.

(4) غرر الحكم ص 65.

(5) غرر الحكم ص 65.

(6) غرر الحكم ص 65.

(7) غرر الحكم ص 65.

(8) غرر الحكم ص 65.

(9) غرر الحكم ص 65.

(10) غرر الحكم ص 65.

(11) غرر الحكم ص 65.

(12) غرر الحكم ص 65.

(13) غرر الحكم ص 65.

مكارم الأخلاق وفضائلها (88)

[الحديث: 585] قال الإمام علي: (فساد العقل الاغترار بالخدع) (1)

[الحديث: 586] قال الإمام علي: (الناس أعداء ما جهلوا) (2)

[الحديث: 587] قال الإمام علي: (ربّما عمي اللّبيب عن الصّواب) (3)

[الحديث: 588] قال الإمام علي: (فاقد البصر فاسد النّظر) (4)

[الحديث: 589] قال الإمام علي: (لقد أخطأ العاقل اللاهي الرّشد، وأصابه ذو الاجتهاد والجدّ) (5)

[الحديث: 590] قال الإمام علي: (من غفل جهل) (6)

[الحديث: 591] قال الإمام علي: (من ساء ظنّه ساءت طويّته) (7)

[الحديث: 592] قال الإمام علي: (ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال وسكر القدرة وسكر العلم وسكر المدح وسكر الشباب، فانّ لكلّ ذلك رياحا خبيثة تسلب العقل وتستخفّ الوقار) (8)

[الحديث: 593] قال الإمام علي: (الحكمة روضة العقلاء ونزهة النبلاء) (9)

[الحديث: 594] قال الإمام علي: (استشعر الحكمة وتجلبب السكينة فإنهما حلية الأبرار) (10)

[الحديث: 595] قال الإمام علي: (عليك بالحكمة فإنّها الحلية الفاخرة) (11)

[الحديث: 596] قال الإمام علي: (كلّ شيء يملّ ما خلا طرائف الحكم) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 65.

(2) غرر الحكم ص 65.

(3) غرر الحكم ص 65.

(4) غرر الحكم ص 65.

(5) غرر الحكم ص 65.

(6) غرر الحكم ص 65.

(7) غرر الحكم ص 65.

(8) غرر الحكم ص 65.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(12) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (89)

[الحديث: 597] قال الإمام علي: (من لهج بالحكمة فقد شرّف نفسه) (1)

[الحديث: 598] قال الإمام علي: (من خزائن الغيب تظهر الحكمة) (2)

[الحديث: 599] قال الإمام علي: (الفكر في غير الحكمة هوس) (3)

[الحديث: 600] قال الإمام علي: (لا تسكن الحكمة قلبا مع شهوة) (4)

[الحديث: 601] قال الإمام علي: (إنّ كلام الحكيم إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطاء كان داء) (5)

[الحديث: 602] قال الإمام علي: (خذ الحكمة أنى كانت فإنّ الحكمة ضالّة كلّ مؤمن) (6)

[الحديث: 603] قال الإمام علي: (خذ الحكمة ممّن أتاك بها وانظر إلى ما قال ولا تنظره إلى من قال) (7)

[الحديث: 604] قال الإمام علي: (الحكمة ضالّة كلّ مؤمن فخذوها ولو من أفواه المنافقين) (8)

[الحديث: 605] قال الإمام علي: (ضالّة الحكيم الحكمة فهو يطلبها حيث كانت) (9)

[الحديث: 606] قال الإمام علي: (ضالّة العاقل الحكمة فهو أحقّ بها حيث كانت) (10)

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (90)

[الحديث: 607] قال الإمام علي: (الحكيم من جازى الإساءة بالإحسان) (1)

[الحديث: 608] قال الإمام علي: (أعيى ما يكون الحكيم إذا خاطب سفيها) (2)

[الحديث: 609] قال الإمام علي: (حدّ الحكمة الإعراض عن دار الفناء، والتولّه بدار البقاء) (3)

[الحديث: 610] قال الإمام علي: (الحكمة شجرة تنبت في القلب، وتثمر على اللسان) (4)

[الحديث: 611] قال الإمام علي: (أوّل الحكمة ترك اللذّات وآخرها مقت الفانيات) (5)

[الحديث: 612] قال الإمام علي: (لا حكمة إلّا بعصمة) (6)

[الحديث: 613] قال الإمام علي: (قرنت الحكمة بالعصمة) (7)

[الحديث: 614] قال الإمام علي: (الحكمة عصمة، العصمة نعمة) (8)

[الحديث: 615] قال الإمام علي: (ثمرة الحكمة الفوز) (9)

[الحديث: 616] قال الإمام علي: (ثمرة الحكمة التنزّه عن الدنيا والوله بجنّة المأوى) (10)

[الحديث: 617] قال الإمام علي: (العلم ثمرة الحكمة، والصواب من فروعها) (11)

[الحديث: 618] قال الإمام علي: (بالحكمة يكشف غطاء العلم) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(12) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (91)

[الحديث: 619] قال الإمام علي: (حكمة الدنيّ ترفعه وجهل الشريف يضعه) (1)

[الحديث: 620] قال الإمام علي: (الحكيم يشفي السائل ويجود بالفضائل) (2)

[الحديث: 621] قال الإمام علي: (الحكماء أشرف الناس أنفسا وأكثرهم صبرا. وأسرعهم عفوا وأوسعهم أخلاقا) (3)

[الحديث: 622] قال الإمام علي: (لا خير في الصمت عن الحكمة كما أنّه لا خير في القول بالباطل) (4)

[الحديث: 623] قال الإمام علي: (رأس الحكمة لزوم الحقّ) (5)

[الحديث: 624] قال الإمام علي: (رأس الحكمة لزوم الحقّ وطاعة المحقّ) (6)

[الحديث: 625] قال الإمام علي: (كيف يصبر على مباينة الأضداد من لم تعنه الحكمة؟!) (7)

[الحديث: 626] قال الإمام علي: (كلّما قويت الحكمة ضعفت الشهوة) (8)

[الحديث: 627] قال الإمام علي: (من عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار) (9)

[الحديث: 628] قال الإمام علي: (من ثبتت له الحكمة عرف العبرة) (10)

[الحديث: 629] قال الإمام علي: (من الحكمة طاعتك لمن فوقك وإجلالك من في طبقتك وإنصافك لمن دونك) (11)

[الحديث: 630] قال الإمام علي: (من الحكمة أن لا تنازع من فوقك ولا تستذلّ

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (92)

من دونك، ولا تتعاطى ما ليس في قدرتك، ولا يخالف لسانك قلبك، ولا قولك فعلك ولا تتكلّم فيما لا تعلم ولا تترك الأمر عند الإقبال وتطلبه عند الإدبار) (1)

[الحديث: 631] قال الإمام علي: (الحكمة لا تحلّ قلب المنافق إلّا وهي على ارتحال) (2)

[الحديث: 632] قال الإمام علي: (بالعلم تعرف الحكمة) (3)

[الحديث: 633] قال الإمام علي: (قد يزلّ الحكيم) (4)

[الحديث: 634] قال الإمام علي: (قد يقول الحكمة غير الحكيم) (5)

[الحديث: 635] قال الإمام علي: (الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحقّ بها وأهلها) (6)

2 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 636] قال الإمام الصادق: (إنّ الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له) (7)

[الحديث: 637] قال الإمام الصادق: (دعامة الإنسان العقل والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم، وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما، حافظا، ذاكرا، فطنا، فهما فعلم بذلك كيف ولم وحيث، وعرف من نصحه ومن غشّه، فإذا عرف ذلك مجراه وموصوله ومفصوله وأخلص الوحدانيّة لله والإقرار بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات، وواردا على ما هو آت، يعرف ما هو فيه ولأيّ شيء هو هاهنا، ومن أين يأتيه وإلى ما هو صائر، وذلك كلّه من تأييد العقل) (8)

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 238.

(7) مشكاة الأنوار ص 248.

(8) أصول الكافي ج 1 ص 25.

مكارم الأخلاق وفضائلها (93)

[الحديث: 638] قال الإمام الصادق: (من كان عاقلا ختم له بالجنّة إن شاء الله) (1)

[الحديث: 639] قال الإمام الصادق: (من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنّة) (2)

[الحديث: 640] قال الإمام الصادق: (حجّة الله على العباد النبيّ، والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل) (3)

[الحديث: 641] قال الإمام الصادق: (ليس بين الإيمان والكفر إلّا قلّة العقل) قيل: وكيف ذاك يا ابن رسول الله؟ قال: (إنّ العبد يرفع رغبته إلى مخلوق فلو أخلص نيّته لله لأتاه الّذي يريد في أسرع من ذلك) (4)

[الحديث: 642] قال الإمام الصادق: (خمس من لم يكنّ فيه لم يكن فيه كثير مستمتع) قيل: وما هي؟ قال: (العقل والدّين والأدب والجود وحسن الخلق) (5)

[الحديث: 643] قال الإمام الصادق: (العقل دليل المؤمن) (6)

[الحديث: 644] قال الإمام الصادق: (لم يقسم الله بين الناس شيئا أقلّ من خمس: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر.. والّذي يكمل هذا كلّه العقل) (7)

[الحديث: 645] قال الصادق: (من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنّة) (8)

[الحديث: 646] ذكر للإمام الصادق عبادة بعضهم ودينه وفضله، فقال: (كيف عقله؟) قيل: لا ندري، فقال: (إنّ الثواب على قدر العقل، إنّ رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء، وإنّ ملكا من

__________

(1) ثواب الأعمال ص 29.

(2) ثواب الأعمال ص 29.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 25.

(4) اصول الكافي ج 1 ص 32.

(5) المحاسن ص 191.

(6) اصول الكافي ج 1 ص 25.

(7) المحاسن ص 192.

(8) اصول الكافي ج 1 ص 11.

مكارم الأخلاق وفضائلها (94)

الملائكة مرّ به فقال: يا ربّ أرني ثواب عبدك هذا فأراه الله تعالى ذلك؛ فاستقلّه الملك فأوحى الله تعالى إليه: أن اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسيّ فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك، فكان معه يومه ذلك فلمّا أصبح قال له الملك: إنّ مكانك لنزه وما يصلح إلّا للعبادة فقال له العابد: إنّ لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربّنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فانّ هذا الحشيش يضيع، فقال له ذلك الملك: وما لربّك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش، فأوحى الله إلى الملك: إنّما اثيبه على قدر عقله) (1)

[الحديث: 647] قيل للإمام الصادق: جعلت فداك إنّ لي جارا كثير الصّلاة كثير الصّدقة كثير الحجّ لا بأس به فقال: (كيف عقله؟) قيل: جعلت فداك ليس له عقل، فقال: (لا يرتفع بذلك منه) (2)

[الحديث: 648] قال الإمام الصادق: (إنّ أول الأمور ومبدأها وقوّتها وعمارتها الّتي لا ينتفع بشيء إلّا به العقل الّذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم وأنّهم مخلوقون وأنّه المدبّر لهم وأنّهم المدبّرون وأنّه الباقي وهم الفانون، واستدلّوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه من سمائه وأرضه وشمسه وقمره وليله ونهاره أنّ له ولهم خالقا ومدبّرا لم يزل ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح وأنّ الظّلمة في الجهل وأنّ النّور في العلم، فهذا ما دلّهم عليه العقل)، قيل له: فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره؟ قال: (إنّ العاقل لدلالة عقله الّذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته علم أنّ الله هو الحقّ وأنّه هو ربّه، وعلم أنّ لخالقه محبّة وأنّ له كراهة وأنّ له طاعة وأنّ له معصية فلم يجد عقله يدله على ذلك، وعلم أنه لا يوصل إليه إلّا بالعلم وطلبه وأنّه لا ينتفع بعقله إن لم يصب ذلك بعلمه فوجب

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 24.

مكارم الأخلاق وفضائلها (95)

على العاقل طلب العلم والأدب الّذي لا قوام له إلّا به) (1)

[الحديث: 649] قال الإمام الصادق: (لا غناء أخصب من العقل، ولا فقر أحطّ من الحمق، ولا استظهار في أمر بأكثر من المشورة فيه) (2)

[الحديث: 650] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (لا يفلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم، وسوف ينجب من يفهم، ويظفر من يحلم، والعلم جنّة والصّدق عزّ والجهل ذلّ والفهم مجد والجود نجح وحسن الخلق مجلبة للمودّة، والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللّوابس، والحزم مساءة الظّنّ وبين المرء والحكمة نعمة العالم والجاهل شقيّ بينهما والله وليّ من عرفه وعدوّ من تكلّفه، والعاقل غفور والجاهل ختور، وإن شئت أن تكرم فلن، وإن شئت أن تهان فاخشن، ومن كرم أصله لان قلبه، ومن خشن عنصره غلظ كبده، ومن فرّط تورّط، ومن خاف العاقبة تثبّت عن التوغّل فيما لا يعلم، ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه، ومن لم يعلم لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم، ومن لم يسلم لم يكرم، ومن لم يكرم يهضم ومن يهضم كان ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم) (3)

[الحديث: 651] قيل للإمام الصادق: ما العقل؟ قال: (ما عبد به الرّحمن واكتسب به الجنان) قيل: فالّذي كان في معاوية؟ فقال: (تلك النكراء تلك الشيطنة وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل) (4)

[الحديث: 652] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تعالى ركّب العقل في الملائكة بدون الشهوة، وركب الشهوة في البهائم بدون العقل، وركبهما جميعا في بني آدم، فمن غلب عقله على شهوته كان خيرا من الملائكة، ومن غلبت شهوته على عقله كان شرّا من البهائم) (5)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 28.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 29.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 26.

(4) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(5) مشكاة الأنوار ص 251.

مكارم الأخلاق وفضائلها (96)

[الحديث: 653] قال الإمام الصادق: (لم يقسم بين العباد أقلّ من الخمس: اليقين والقنوع والصبر والشكر، والذي يكمل به هذا كله العقل) (1)

[الحديث: 654] قال الإمام الصادق: (أصل الإنسان لبّه وعقله ودينه ومروّته حيث يجعل نفسه، والأيام دول، والناس إلى آدم شرع سواء) (2)

[الحديث: 655] قال الإمام الصادق: (ممّا أعطى العقل من الجند: الخير وضدّه الشّرّ، والإيمان وضدّه الكفر، والتّصديق وضدّه الجحود، والرّجاء وضدّه القنوط، والعدل وضدّه الجور، والرّضاء وضدّه السّخط، والشّكر وضدّه الكفران، والطّمع وضدّه اليأس، والتوكّل وضدّه الحرص، والرّأفة وضدّها القسوة، والرّحمة وضدّها الغضب، والعلم وضدّه الجهل، والفهم وضدّه الحمق، والعفّة وضدها التهتّك، والزهد وضدّه الرغبة، والرّفق وضدّه الخرق، والرّهبة وضدّها الجرأة، والتواضع وضده الكبر، والتؤدة وضدّها التسرّع، والحلم وضدّه السّفه، والصّمت وضدّه الهذر، والاستسلام وضدّه الاستكبار، والتسليم وضدّه الشكّ، والصبر وضدّه الجزع، والصفح وضدّه الانتقام، والغنى وضدّه الفقر، والتذكّر وضده السّهو، والحفظ وضدّه النسيان، والتعطّف وضدّه القطيعة، والقنوع وضدّه الحرص، والمؤاساة وضدّها المنع، والمودّة وضدّها العداوة، والوفاء وضدّه الغدر، والطاعة وضدّها المعصية، والخضوع وضدّه التّطاول، والسّلامة وضدّها البلاء، والحبّ وضدّه البغض، والصدق وضدّه الكذب، والحقّ وضدّه الباطل، والأمانة وضدها الخيانة، والإخلاص وضدّه الشّوب، والشّهامة وضدّها البلادة، والفهم وضدّه الغباوة، والمعرفة وضدّها الإنكار، والمداراة وضدّها المكاشفة، وسلامة الغيب وضدّها المماكرة، والكتمان وضدّه الإفشاء، والصّلاة وضدّها الإضاعة، والصّوم وضدّه الإفطار، والجهاد وضدّه

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 249.

(2) مشكاة الأنوار ص 251.

مكارم الأخلاق وفضائلها (97)

النّكول، والحجّ وضدّه نبذ الميثاق، وصون الحديث وضدّه النّميمة، وبرّ الوالدين وضده العقوق، والحقيقة وضدّها الرّياء، والمعروف وضدّه المنكر، والسّتر وضدّه التبرّج، والتقيّة وضدّها الإذاعة، والإنصاف وضدّه الحميّة، والتهيئة وضدّها البغي، والنظافة وضدّها القذر، والحياء وضدّها الخلع، والقصد وضدّه العدوان، والرّاحة وضدّها التّعب، والسّهولة وضدّها الصّعوبة، والبركة وضدّها المحق، والعافية وضدّها البلاء، والقوام وضدّه المكاثرة، والحكمة وضدّها الهوى، والوقار وضدّه الخفّة، والسّعادة وضدّها الشّقاوة، والتّوبة وضدّها الإصرار، والاستغفار وضدّه الاغترار، والمحافظة وضدّها التّهاون، والدّعاء وضدّه الاستنكاف، والنّشاط وضدّه الكسل، والفرح وضدّه الحزن، والألفة وضدّها الفرقة والسّخاء وضدّه البخل.. فلا تجتمع هذه الخصال كلّها من أجناد العقل إلّا في نبيّ أو وصيّ نبيّ أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، وأمّا سائر ذلك من موالينا فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتّى يستكمل وينقى من جنود الجهل، فعند ذلك يكون في الدّرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء، وإنّما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده وبمجانبة الجهل وجنوده، وفّقنا الله وإيّاكم لطاعته ومرضاته) (1)

[الحديث: 656] قال الإمام الصادق: (الحكمة ضالّة المؤمن فحيثما وجد أحدكم ضالّته فليأخذها) (2)

3 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 657] قال الإمام الكاظم: (ما بعث الله نبيا قط إلّا عاقلا وبعض النبيين أرجح من بعض، وما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله، واستخلف داود عليهما السّلام وهو ابن ثلاث عشر سنة، ومكث في ملكه أربعين سنة) (3)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 22.

(2) روضة الكافي ص 167.

(3) مشكاة الأنوار ص 248.

مكارم الأخلاق وفضائلها (98)

[الحديث: 658] قال الإمام الكاظم: (من أراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسّلامة في الدّين فليتضرّع إلى الله في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه ومن قنع بما يكفيه استغنى ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا) (1)

[الحديث: 659] قال الإمام الكاظم: (قليل العمل من العاقل مقبول، مضاعف. وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود) (2)

[الحديث: 660] قال الإمام الكاظم: (إنّ ضوء الجسد في عينه، فإن كان البصر مضيئا استضاء الجسد كلّه. وإنّ ضوء الرّوح العقل، فإذا كان العبد عاقلا كان عالما بربّه وإذا كان عالما بربّه أبصر دينه، وإنْ كان جاهلا بربّه لم يقم له دين. وكما لا يقوم الجسد إلّا بالنّفس الحيّة، فكذلك لا يقوم الدّين إلّا بالنّيّة الصّادقة، ولا تثبت النيّة الصادقة إلّا بالعقل) (3)

[الحديث: 661] قال الإمام الكاظم: (ما قسّم بين العباد أفضل من العقل. نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وما بعث الله نبيّا إلّا عاقلا حتّى يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين. وما أدّى العبد فريضة من فرائض الله حتّى عقل عنه) (4)

[الحديث: 662] قيل للإمام الكاظم: إنّ عندنا قوما لهم محبّة وليست لهم تلك العزيمة يقولون بهذا القول؟ فقال: (ليس أولئك ممن عاتب الله إنّما قال الله: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2]) (5)

[الحديث: 663] قال الإمام الكاظم: (إنّ الله خلق قلوب المؤمنين مطويّة مبهمة على الإيمان فإذا أراد استنارة ما فيها نضحها بالحكمة، وزرعها بالعلم وزارعها، والقيّم عليها ربّ العالمين) (6)

__________

(1) تحف العقول ص 388.

(2) تحف العقول ص 387.

(3) تحف العقول ص 396.

(4) تحف العقول ص 397.

(5) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 421.

مكارم الأخلاق وفضائلها (99)

4 ـ ما روي عن الإمام الرضا

[الحديث: 664] ذكر عند الإمام الرضا العقل، فقال: (لا يعبأ بأهل الدين ممّن لا عقل له)، قيل: جعلت فداك إنّ ممّن يصف هذا الأمر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول فقال: (ليس هؤلاء ممّن خاطب الله، إنّ الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك أو أحبّ إلى منك، بك آخذ وبك اعطي) (1)

[الحديث: 665] قال الإمام الرضا: (صديق كلّ امرئ عقله وعدوّه جهله) (2)

[الحديث: 666] سئل الإمام الرضا: ما الحجّة على الخلق اليوم؟ فقال: (العقل يعرف به الصادق على الله فيصدّقه والكاذب على الله فيكذّبه) (3)

[الحديث: 667] سئل الإمام الرضا فقيل: ما العقل؟ قال: (التجرّع للغصة ومداهنة الأعداء ومداراة الأصدقاء) (4)

[الحديث: 668] قال الإمام الرضا: (إنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أمرا حال بين المرء وقلبه، فإذا وقع القدر نفذ أمر الله ردّ إلى كل ذي عقل عقله) (5)

[الحديث: 669] قال الإمام الرضا: (إنّ الله تعالى يبغض القيل والقال، وإيضاع المال وكثرة السؤال.. إنّ بني إسرائيل شدّدوا فشدّد الله عليهم، قال لهم موسى عليه السّلام: اذبحوا بقرة، قالوا: ما لونها؟ فلم يزالوا شدّدوا حتّى ذبحوا بقرة يملأ جلدها ذهبا)، ثمّ قال: (إنّ الحكماء ضيّعوا الحكمة لما وضعوها عند غير أهلها) (6)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 27.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(3) تحف العقول ص 450.

(4) مشكاة الأنوار ص 249.

(5) مشكاة الأنوار ص 249.

(6) قصص الأنبياء ص 160.

مكارم الأخلاق وفضائلها (100)

المروءة والفتوة

المروءة والفتوة مصطلحان يقصد بهما الكثير من القيم الأخلاقية، وفي درجاتها العالية، وخاصة تلك التي لها علاقة بالخلق؛ فالفتى، أو صاحب المروءة، ومثلهما صاحب النخوة والشهامة، هو ذلك الذي يبذل نفسه وماله وجهده في خدمة غيره، ويتحمل كل أنواع أذى بنفس لينة سهلة متسامحة طيبة.

وبذلك؛ فإن كل ما ورد في القرآن الكريم من صفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومواقفه ومثلها صفات الأنبياء ومواقفهم مما يدخل في هذا الباب.

وقد اشتهر في العصور الإسلامية ابتداء من العصر الأول التعبير عن أصحاب المروءة بكونهم فتيانا، وبذلك انتقلت الفتوة من معناها اللغوي العادي إلى المعنى الدال على الكثير من القيم الأخلاقية من المروءة والنبل والشهامة وغيرها من المكارم.

وأول من وضع هذا المصطلح القرآن الكريم، وذلك عند ذكره لأولئك الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الحق الذي يحملونه، وتمثلت فيهم به أجمل الأوصاف والأخلاق، ومنهم إبراهيم عليه السلام الذي وصفه قومه بقولهم: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60]

ومثله أصحاب الكهف الذي وصفهم ربهم بقوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13]، وقال: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10]

ثم أصبح بعد ذلك كلمة تدل على المكارم الأخلاقية الكثيرة، وكان من أسبق المتحدثين عنها الإمام الصادق، فقد روي عن بعض أصحابه أنه قال: تذاكرنا أمر الفتوة عنده فقال: (أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور؟ إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول،

مكارم الأخلاق وفضائلها (101)

وبشر معروف، وأذى مكفوف، فأما تلك فشارة وفسق) (1)

وهذا النص يدل على أن هذا المصطلح كان معروفا، لكنه كان منصرفا للفسقة وغيرهم، فحوله الإمام إلى محله الصحيح.. والذي أصبح بعد ذلك علامة على المكارم الكثيرة.

ومن تلك المكارم ما عبر عنه الإمام الصادق عندما سئل عن الفتوة، فقال للسائل: (ما تقول أنت؟) فقال: (إن أعطيت شكرت وإن منعت صبرت)، فقال: (الكلاب عندنا كذلك)، فقال السائل: (يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما الفتوة عندكم؟)، فقال: (إن أعطينا آثرنا، وإن منعنا شكرنا) (2)

وهكذا تحدث كل الحكماء عنها، وعن صفاتها، وقد قال بعضهم في ذلك: (الفتوة: هي الصبر على المكاره، ألم تر إلى إبراهيم عليه السلام حين صبر على كل بلية فصارت نعمة وعطية، وصبر على إلقائه إلى النار، فصارت برداً وسلاماً، وصبر على ذبح ولده ففدى بذبح عظيم، وصبر يوسف عليه السلام على الجب والسجن فنال ملك مصر وقال له أخوته: {لَقَدْ آثَرَكَ الله عَلَيْنَا}) (3)

وقال آخر: (حقيقتها هي منزلة الإحسان إلى الناس، وكف الأذى عنهم، واحتمال أذاهم، فهي استعمال حسن الخلق معهم، فهي في الحقيقة نتيجة حسن الخلق واستعماله) (4)

وقال آخر: (الفتوة من أعظم خصال الخير جامعة كمال المروءة وحسن الخلق والإيثار على النفس واحتمال الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه والقوة على ذلك، حتى تكون فتوته على ذلك فتوة الفتيان والصفح عن العثرات ويكون خصما لربه على نفسه وينصف من نفسه

__________

(1) معاني الاخبار ص 119.

(2) أحمد الكمشخانوي النقشبندي، جامع الأصول في الأولياء، ج 2 ص 303.

(3) ابن المعمار البغدادي، كتاب الفتوة، ص 137، 138.

(4) مدارج السالكين:2/ 340.

مكارم الأخلاق وفضائلها (102)

ولا ينتصف ولا ينازع فقيرا ولا غنيا ويستوي عنده المدح والذم والدعاء والطرد ولا يحتجب ولا يدخر ولا يعتذر ويظهر النعمة ويحقق المحبة سرا وعلنا فإذا قوي على ذلك فهو الفتى وإذا اجتمع قوم على ذلك وتعاهدوا عليه فنعم ما هو) (1)

وهكذا وردت الكثير من التعريفات التي تربطها ببعض جوانب المروءة والأخلاق الحسنة، ومنها قول بعضهم: (الفتوة: هي العفو عن زلل الإخوان) (2)

وقال آخر: (الفتوة: هي الإيثار مع الاضطرار ولو بالطاعات يوم القيامة) (3)

وقال آخر: (الفتوة: هي أن تنظر الخلق كلهم بعين الأولياء، ولا تستقبح منهم إلا ما خالف الشرع) (4)

وقال آخر: (الفتوة عندي: هي أداء الإنصاف وترك مطالبة الإنصاف) (5)

وقال آخر: (الفتوة: هي ترك ما تهوى لما تخشى) (6)

وقال آخر: (الفتوة: هي أن تنصف وتنتصف) (7)

وقال آخر: (الفتوة: هي ترك دنياك لأخراك، ومخالفة هواك، والانفراد بمولاك) (8)

وقال آخر: (الفتوة: أن تكون خصم نفسك لربك) (9)

وقال آخر: (الفتوة: هي تصديق الله فيما وعد وأوعد، وهو الإيمان على الحقيقة، وأن لا يخالف ظاهرك باطنك ولا باطنك ظاهرك) (10)

__________

(1) فتاوى السبكي: 2/ 548.

(2) أبو عبد الرحمن السلمي، المقدمة في التصوف وحقيقته، ص 39.

(3) ابن المعمار البغدادي، كتاب الفتوة، ص 155، 156.

(4) أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ص 753.

(5) أبو عبد الرحمن السلمي، طبقات الصوفية، ص 118.

0

(6) أحمد الكمشخانوي النقشبندي، جامع الأصول في الأولياء، ج 2 ص 303.

(7) القشيري، الرسالة القشيرية، ص 177.

(8) ابن المعمار البغدادي، كتاب الفتوة، ص 155.

(9) كتاب الفتوة، ص 152، 153.

(10) أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ص 753.

مكارم الأخلاق وفضائلها (103)

وقال آخر: (الفتوة: أن يستوي عندك الطارئ والمقيم، وكذا تكون بيوت الفتيان، من نزل فيها فقد توسل بأجل ذريعة وأعظم حرمة، ألا ترى الله تعالى كيف وصف بيته فقال: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ}) (1)

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل المروءة والفتوة وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق، كالإيثار وغيره.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 670] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه) (2)

[الحديث: 671] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ كريم يحبّ الكرماء ويحبّ معالي الأمور، ويكره سفسافها (3)) (4)

[الحديث: 672] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق، اشتدّ عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثمّ خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش، فقال الرّجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الّذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفّه ماء ثمّ أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له. فغفر له) قالوا: يا رسول الله! وإنّ لنا في البهائم أجرا؟ فقال: (في كلّ ذات كبد رطبة أجر) (5)

[الحديث: 673] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في

__________

(1) أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ص 869.

(2) الحاكم (1/ 123)

(3) السفساف: الردي ء من كل شي ء، والأمر الحقير.

(4) الطبراني في الكبير والأوسط، مجمع الزوائد (8/ 188)

(5) البخاري (6009) ومسلم (2244)

مكارم الأخلاق وفضائلها (104)

سبيل الله وكالقائم لا يفتر، وكالصّائم لا يفطر) (1)

[الحديث: 674] عن أبي ذرّ قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله، وجهاد في سبيله). قلت: فأيّ الرّقاب أفضل؟ قال: (أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها)، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: (تعين صانعا، أو تصنع لأخرق. قال: فإن لم أفعل؟ قال: (تدع النّاس من الشّرّ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك) (2)

[الحديث: 675] عن شهاب بن عبّاد أنّه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاشتدّ فرحهم بنا، فلمّا انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا، فرحّب بنا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ودعا لنا، ثمّ نظر إلينا فقال: (من سيّدكم وزعيمكم؟) فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (أهذا الأشجّ؟) فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم لضربة بحافر حمار، قلنا: نعم، يا رسول الله. فتخلّف بعد القوم فعقل رواحلهم، وضمّ متاعهم، ثمّ أخرج عيبته (3) فألقى عنه ثياب السّفر، ولبس من صالح ثيابه، ثمّ أقبل إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد بسط النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رجله واتّكأ، فلمّا دنا منه الأشجّ، أوسع القوم له، وقالوا: هاهنا يا أشجّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واستوى قاعدا وقبض رجله: (ههنا يا أشجّ) فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرحّب به وألطفه وسألهم عن بلادهم وسمّى لهم قرية الصّنفا والمنقيرة وغير ذلك من قرى هجر فقال: بأبي وأمّي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قرانا منّا، فقال: (إنّي وطئت بلادكم وفسح لي فيها)، ثمّ أقبل على الأنصار، فقال: (يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم فإنّهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين، إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا)، فلمّا أصبحوا قال: (وكيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إيّاكم؟). قالوا: خير إخوان ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا،

__________

(1) البخاري (6007) ومسلم (2982)

(2) البخاري الفتح 5 (2518) ومسلم (84)

(3) العيبة: ما يوضع فيه الثياب.

مكارم الأخلاق وفضائلها (105)

وباتوا وأصبحوا يعلّموننا كتاب ربّنا تبارك وتعالى وسنّة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم، فأعجبت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وفرح بها ثمّ أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على من يعلّمنا وعلّمنا، فمنّا، من علم التّحيّات وأمّ الكتاب والسّورة والسّورتين والسنن، فأقبل علينا بوجهه فقال: (هل معكم من أزوادكم). ففرح القوم بذلك، وابتدروا رواحلهم، فأقبل كليب ـ رجل منهم ـ معه صرّة من تمر فوضعها على نطع بين يديه وأومأ بجريدة في يده كان يتخصّر بها فوق الذّراع ودون الذّراعين فقال: تسمّون هذا التّعضوض (1) قلنا: نعم. ثمّ أومأ إلى صرّة أخرى. فقال: (تسمّون هذا الصّرفان (2)) قلنا: نعم. ثمّ أومأ إلى صرّة أخرى. فقال: (تسمّون هذا البرنيّ (3)) قلنا: نعم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (أما إنّه من خير تمركم وأنفعه لكم) فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتّى صار أعظم نخلنا وتمرنا البرنيّ) (4)

[الحديث: 676] عن أبي هريرة قال: بعث النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (ما عندك يا ثمامة؟) فقال: عندي خير. يا محمّد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإنْ كنْت تريد المال فسل منه ما شئت. فترك حتّى كان الغد، ثمّ قال له: (ما عندك يا ثمامة؟) فقال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتّى كان بعد الغد، فقال: (ما عندك يا ثمامة؟) فقال: عندي ما قلت لك. فقال: (أطلقوا ثمامة). فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثمّ دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا رسول الله. يا محمّد، والله، ما كان على الأرض وجه أبغض إلى من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ. والله، ما كان من دين أبغض إلى من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدّين إليّ. والله، ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ.

__________

(1) التّعضوض نوع من أنواع التمر.

(2) الصرفان: وهو نوع من أجود أنواع التمر وأوزنه.

(3) البرني: نوع من التمر.

(4) البخاري (4368) مسلم (17)

مكارم الأخلاق وفضائلها (106)

وإنّ خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة، فما ذا ترى؟ فبشّره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمره أن يعتمر. فلمّا قدم مكّة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا والله، ولكن أسلمت مع محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم) (1)

[الحديث: 677] عن جابر قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة نجد، فلمّا أدركته القائلة وهو في واد كثير العضاه (2) فنزل تحت شجرة واستظلّ بها وعلّق سيفه، فتفرّق النّاس في الشّجر يستظلّون. وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجئنا. فإذا أعرابيّ قاعد بين يديه، فقال: (إنّ هذا أتاني وأنا نائم، فاخترط سيفي، فاستيقظت وهو قائم على رأسي مخترط سيفي صلتا (3)، قال: ما يمنعك منّي؟ قلت: الله، فشامه (4) ثمّ قعد، فهو هذا. قال: ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (5)

[الحديث: 678] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا أولى النّاس بالمؤمنين في كتاب الله عزّ وجلّ، فأيّكم ما ترك دينا أو ضيعة فادعوني فأنا وليّه. وأيّكم ما ترك مالا فليؤثر بماله عصبته من كان) (6)

[الحديث: 679] عن أبي هريرة أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلّا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يضيف هذا؟) فقال رجل من الأنصار: أنا فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني. فقال: هيّئي طعامك وأصبحي سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيّأت طعامها وأصبحت سراجها ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنّهما يأكلان فباتا طاويين، فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفسهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ

__________

(1) البخاري 7 (4372) ومسلم (1764)

(2) العضاهة: بالكسر أعظم الشجر أو كل ذات شوك، والجمع عضاه وعضون.

(3) الصّلت من السيوف: الصقيل الماضي.

(4) شامه: أي أغمده.

(5) البخاري (4139) ومسلم (843)

(6) مسلم (1619)

مكارم الأخلاق وفضائلها (107)

يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (1)

[الحديث: 680] عن المقداد قال: أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليس أحد منهم يقبلنا. فأتينا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فانطلق بنا إلى أهله. فإذا ثلاثة أعنز فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (احتلبوا هذا اللّبن بيننا)، فكنّا نحتلب فيشرب كلّ إنسان منّا نصيبه، ونرفع للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نصيبه، فيجيء من اللّيل فيسلّم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان، ثمّ يأتي المسجد فيصلّي ثمّ يأتي شرابه فيشرب. فأتاني الشّيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي، فقال: محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم. ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها. فلمّا أن وغلت في بطني، وعلمت أنّه ليس إليها سبيل ندمت، وقلت: ويحك ما صنعت؟ أشربت شراب محمّد؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك، وعليّ شملة إذا وضعتها على قدميّ خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النّوم، وأمّا صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت. فجاء النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم كما كان يسلّم ثمّ آتي المسجد فصلّى، ثمّ آتي شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا. فرفع رأسه إلى السّماء فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك. فقال: (اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني)، فعمدت: إلى الشّملة فشددتها عليّ وأخذت الشّفرة (2)، فانطلقت إلى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هي حافلة (3) وإذا هنّ حفّل كلّهنّ فعمدت إلى إناء لآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه؛ فحلبت فيه حتّى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أشربتم شرابكم اللّيلة؟) قلت يا رسول الله: اشرب. فشرب ثمّ ناولني. فقلت يا رسول الله: اشرب. فشرب ثمّ ناولني. فلمّا عرفت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت

__________

(1) البخاري (3798) ومسلم (2054)

(2) الشفرة: هي السكين العريضة.

(3) حافلة: كثيرة اللبن.

مكارم الأخلاق وفضائلها (108)

حتّى ألقيت إلى الأرض. فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إحدى سوآتك يا مقداد) فقلت: يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا. فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (ما هذه إلّا رحمة من الله. أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها)، فقلت: (والّذي بعثك بالحقّ ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من النّاس) (1)

[الحديث: 681] عن عائشة قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كلّ واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقّت التّمرة الّتي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الّذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (إنّ الله قد أوجب لها بها الجنّة أو أعتقها بها من النّار) (2)

[الحديث: 682] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طعام الاثنين كافي الثّلاثة، وطعام الثّلاثة كافي الأربعة)، وفي رواية: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثّمانية) (3)

[الحديث: 683] عن أنس بن مالك قال: قدم عبد الرّحمن بن عوف فآخى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين سعد بن الرّبيع الأنصاريّ فعرض عليه أن يناصفه ماله، فقال: بارك الله لك في مالك دلّوني على السّوق، فأتى السّوق فربح شيئا من أقط وشيئا من سمن فرآه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد أيّام وعليه وضر من صفرة (4)، فقال: مهيم يا عبد الرّحمن (5)؟ فقال: تزوّجت أنصاريّة. قال: (فما سقت؟) قال: وزن نواة من ذهب قال: (أو لم ولو بشاة) (6)

[الحديث: 684] عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا

__________

(1) مسلم (2055)

(2) مسلم (2630)

(3) البخاري (5392)، ومسلم (2058، 2059)

(4) وضر من صفرة: أي أثر من زعفران.

(5) مهيم: كلمة يستفهم بها، معناه ما حالك وما شأنك وهي كلمة معربة.

(6) البخاري (5072) ومسلم (1427)

مكارم الأخلاق وفضائلها (109)

من نخل ـ وكان أحبّ أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب، فلمّا أنزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ الله تبارك وتعالى يقول {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، وإنّ أحبّ أموالي إلى بيرحاء، وإنّها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بخ ذلك مال رابح. ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإنّي أرى أن تجعلها في الأقربين)، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمّه) (1)

[الحديث: 685] عن سهل بن سعد، قال: جاءت امرأة إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ببردة فقال سهل للقوم، أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها فقالت: يا رسول الله أكسوك هذه؟ فأخذها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم محتاجا إليها فلبسها فرآها عليه رجل من الصّحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها؟ فقال: (نعم) فلمّا قام النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أخذها محتاجا إليها ثمّ سألته إيّاها وقد عرفت أنّه لا يسأل شيئا فيمنعه فقال: رجوت بركتها حين لبسها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لعلّي أكفّن فيها) (2)

[الحديث: 686] عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشّهداء أشهدهم. فقال كفى بالله شهيدا. قال: فائتني بالكفيل. قال: كفى بالله كفيلا. قال: صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمّى. فخرج في البحر فقضى حاجته، ثمّ التمس مركبا يركبه يقدم عليه للأجل الّذي

__________

(1) البخاري (1461) ومسلم (998)

(2) البخاري (6036)

مكارم الأخلاق وفضائلها (110)

أجّله فلم يجد مركبا. فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه. ثمّ زجّج موضعها (1)، ثمّ أتى بها إلى البحر. فقال: اللهم إنّك تعلم أنّي كنت تسلّفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك. وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا فرضي بذلك، وإنّي جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الّذي له فلم أقدر، وإنّي أستودعكها. فرمى بها في البحر حتّى ولجت فيه، ثمّ انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرّجل الّذي كان أسلفه ينظر لعلّ مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة الّتي فيها المال. فأخذها لأهله حطبا، فلمّا نشرها وجد المال والصّحيفة، ثمّ قدم الّذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه. قال: هل كنت بعثت إلى بشيء؟ قال: أخبرك أنّي لم أجد مركبا قبل الّذي جئت فيه، قال: فإنّ الله قد أدّى عنك الّذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدّينار راشدا) (2)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 687] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تجافوا عقوبة ذوي المروءات، فو الّذي نفسي بيده إنّ أحدهم ليعثر ويده في يد الله تعالى) (3)

[الحديث: 688] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستّ من المروءة: ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر، فأمّا الّتي في الحضر: فتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ، وعمارة مساجد الله، واتّخاذ الإخوان في الله عزّ وجلّ؛ وأمّا الّتي في السفر: فبذل الزّاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي) (4)

[الحديث: 689] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم

__________

(1) زجّج موضعها: سوى موضع النقر وأصلحه.

(2) البخاري (2291)

(3) نزهة الناظر ص 11.

(4) الخصال ج 1 ص 324.

مكارم الأخلاق وفضائلها (111)

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم كانت ممّن حرمت غيبته، وكملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته) (1)

[الحديث: 690] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله عزّ وجلّ في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عزّ وجلّ عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن سرّ مسلما سرّه الله تعالى يوم القيامة) (2)

[الحديث: 691] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ستر مسلما ستره الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، ومن فكّ عن مكروب كربة، فكّ الله عزّ وجلّ عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) (3)

[الحديث: 692] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها، أو قضى له حاجة، أو فرّج عنه كربة، لم تزل الرحمة ظلّا عليه ممدودا ما كان في ذلك من النظر في حاجته.. ألا أنبئكم لم سمّي المؤمن مؤمنا؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم. ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر؟ من هجر السيّئات وما حرم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذلّه بها، أو لطمه لطمة، أو آتي إليه أمرا يكرهه، لعنته الملائكة حتّى يرضيه من حقّه ويتوب ويستغفر، فإيّاكم والعجلة إلى أحد، فلعلّه مؤمن وأنتم لا تعلمون وعليكم بالأناة واللين، والتسرّع من سلاح الشياطين، وما من شيء أحبّ إلى الله من الأناة واللين) (4)

[الحديث: 693] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أجرى الله تعالى فرجا لمسلم على يديه، فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة) (5)

__________

(1) عدّة الداعي ص 188.

(2) نزهة الناظر/41.

(3) عوالي اللآلئ 1/ 375.

(4) علل الشرائع/523.

(5) نزهة الناظر/40.

مكارم الأخلاق وفضائلها (112)

[الحديث: 694] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص) (1)

[الحديث: 695] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه)، فقال رجل من الأنصار: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، فإن كان المريض من أهل بيته أو ليس ذاك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة من أهل بيته قال: (نعم) (2)

[الحديث: 696] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الخلق عيال الله، فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله، وأدخل على أهل بيت سرورا، ومشى مع أخ مسلم في حاجة أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف شهرين في المسجد الحرام) (3)

[الحديث: 697] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلّا عن مكافئ) (4)

[الحديث: 698] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السّلام: يا داود إنّ العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنّة. قال داود: يا ربّ وما هذا العبد الّذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنّة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحبّ قضاءها، قضيت له أم لم تقض) (5)

[الحديث: 699] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لكلّ شيء حيلة وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال: مسح رؤوس اليتامى، والتعطّف على الأرامل، والسعي في حوائج المؤمنين،

__________

(1) أمالي الصدوق/422.

(2) أمالي الصدوق ص 422.

(3) الأشعثيّات ص 193.

(4) مكارم الأخلاق ص 15.

(5) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 229.

مكارم الأخلاق وفضائلها (113)

والتفقّد للفقراء والمساكين..) (1)

[الحديث: 700] عن أبي سعيد الخدريّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند منصرفه من أحد والناس محدقون به يقول: (أيّها النّاس أقبلوا على ما كلّفتموه من إصلاح آخرتكم، وأعرضوا عمّا ضمن لكم من دنياكم، ولا تستعملوا جوارح غذيت بنعمته في التعرّض لسخطه بمعصيته، واجعلوا شغلكم في التماس مغفرته، واصرفوا همّكم بالتقرّب إلى طاعته، من بدأ بنصيبه من الدنيا فاته نصيبه من الآخرة ولم يدرك منها ما يريد، ومن بدأ بنصيبه من الآخرة وصل إليه نصيبه من الدنيا وأدرك من الآخرة ما يريد) (2)

[الحديث: 701] عن أبي ذر قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ الصدقة أفضل؟ قال: (جهد من مقلّ إلى فقير في سرّ) (3)

[الحديث: 702] قال الإمام علي: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا احمرّ البأس، وأحجم الناس، قدّم أهل بيته فوقي بهم أصحابه حرّ السيوف والأسنّة، فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل حمزة يوم احد، وقتل جعفر يوم مؤتة) (4)

[الحديث: 703] روي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جاءه ضيف ولم يجد عنده ما يكرمه به، فقال: (من يكرم ضيفي هذا وأضمن له على الله الجنّة؟) فقال الإمام علي: (أنا يا رسول الله)، فأخذه وجاء به إلى فاطمة ولم يكن عندها سوى قرصتين قد هيأتهما للإفطار، فلمّا كان وقت العشاء أصلحت الزاد ثردة ووضعته بين يدي الضيف والإمام علي، ثمّ جاءت إلى المصباح كأنّها تصلحه فأطفأته، فأخذ الإمام علي يرفع يده ويضعها في الزاد، يوهم الضيف أنّه يطعم معه وهو لا يأكل شيئا ليكتفي الضيف، فلمّا استكفى الضيف آتي بالمصباح وبات عليّ وفاطمة عليها السّلام طاويين على صومهما، فأنزل الله في حقّهما: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ

__________

(1) الفضائل لابن شاذان ص 153.

(2) عدّة الداعي/307.

(3) أمالي الطوسيّ 2/ 153.

(4) نهج البلاغة مكتوب 9.

مكارم الأخلاق وفضائلها (114)

وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]) (1)

[الحديث: 704] عن ابن عباس قال: شرى عليّ نفسه، ولبس ثوب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألبسه بردة، وكانت قريش تريد أن تقتل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فجعلوا يرمون عليّا ويرونه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد لبس بردة، وجعل عليّ يتضوّر فإذا هو عليّ، فقالوا: إنّك للئيم، إنّك لتتضوّر وكان صاحبك لا يتضوّر ولقد استنكرناه منك) (2)

[الحديث: 705] عن أبي هريرة: أنّه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله إلى أزواجه فقلن: ما عندنا إلّا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لهذا الرجل الليلة؟) فقال أمير المؤمنين: (أنا يا رسول الله)، وأتى فاطمة وسألها: (ما عندك يا بنت رسول الله؟) فقالت: (ما عندنا إلّا قوت الصبية، لكنّا نؤثر به ضيفنا)، فقال عليّ: (يا بنت محمّد، نوّمي الصبية واطفئي المصباح)، وجعلا يمضغان بألسنتهما، ولمّا فرغ من الأكل أتت فاطمة بسرا فوجدت الجفنة مملوءة من فضل الله، فلمّا أصبح صلّى مع النبيّ، فلمّا سلّم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين وبكى بكاء شديدا، وقال: (يا أمير المؤمنين، لقد عجب الربّ من فعلكم البارحة) اقرأ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ أي مجاعة ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ يعني عليّا وفاطمة والحسن والحسين فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

__________

(1) كتاب (الفتوّة) لابن المعمار البغداديّ الحنبليّ،/284.

(2) الحاكم في (المستدرك): 3/ 4.

(3) مناقب ابن شهرآشوب 2/ 73.

مكارم الأخلاق وفضائلها (115)

[الحديث: 706] عن عمرو بن عثمان، قال: خرج الإمام علي على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة. فقال: (أين أنتم من كتاب الله؟) قالوا: يا أمير المؤمنين في أيّ موضع؟ فقال: (في قوله عزّ وجلّ: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]؛ فالعدل: الإنصاف، والإحسان: التفضّل) (1)

[الحديث: 707] سئل الإمام علي عن المروءة، فقال: (إطعام الطعام، وتعاهد الإخوان، وكفّ الأذى عن الجيران، ثمّ قرأ: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]) (2)

[الحديث: 708] قال الإمام علي: (قدر الرجل على قدر همّته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفّته على قدر غيرته) (3)

[الحديث: 709] قال الإمام علي: (من أفضل الدين المروءة، ولا خير في دين ليس فيه مروءة) (4)

[الحديث: 710] قال الإمام علي: (المروءة اسم جامع لسائر الفضائل والمحاسن) (5)

[الحديث: 711] قال الإمام علي: (لو انّ المروءة لم تشتدّ مؤنتها ويثقل محملها ما ترك اللئام الأغمار منها مبيت ليلة، ولكنّها اشتدّت مؤنتها وثقل محملها فحاد عنها اللئام الأغمار وحملها الكرام الأخيار) (6)

[الحديث: 712] قال الإمام علي: (من أفضل الدين المروءة، ولا خير في دين ليس له مروءة) (7)

[الحديث: 713] قال الإمام علي: (ما حمل الرّجل حملا أثقل من المروءة) (8)

__________

(1) معاني الأخبار ص 257.

(2) بحار الأنوار ج 75 ص 75.

(3) نهج البلاغة حكمة 44 ص 1110.

(4) غرر الحكم ص 732.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (116)

[الحديث: 714] قال الإمام علي: (مع الثّروة تظهر المروءة) (1)

[الحديث: 715] قال الإمام علي: (ميزة الرّجل عقله، وجماله مروءته) (2)

[الحديث: 716] قال الإمام علي: (مروءة الرّجل على قدر عقله) (3)

[الحديث: 717] قال الإمام علي: (المروءة انجاز الوعد) (4)

[الحديث: 718] قال الإمام علي: (المروءة اجتناب الدّنيّة) (5)

[الحديث: 719] قال الإمام علي: (إخفاء الفاقة والأمراض من المروءة) (6)

[الحديث: 720] قال الإمام علي: (المروءة تحثّ على المكارم) (7)

[الحديث: 721] قال الإمام علي: (المروءة من كلّ لؤم بريّة) (8)

[الحديث: 722] قال الإمام علي: (المروءة تمنع من كلّ دنيّة) (9)

[الحديث: 723] قال الإمام علي: (المروءة بريّة من الخيانة والغدر) (10)

[الحديث: 724] قال الإمام علي: (المروءة اجتناب الرّجل ما يشينه، واكتسابه ما يزينه) (11)

[الحديث: 725] قال الإمام علي: (المروءة العدل في الأمرة، والعفو مع القدرة، والمواساة في العشرة والعسرة) (12)

[الحديث: 726] قال الإمام علي: (المروءة بثّ المعروف، وقرى الضّيوف) (13)

[الحديث: 727] قال الإمام علي: (أوّل المروءة طاعة الله وآخرها التّنزّه عن

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

(9) غرر الحكم ص 258.

(10) غرر الحكم ص 258.

(11) غرر الحكم ص 258.

(12) غرر الحكم ص 258.

(13) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (117)

الدنايا) (1)

[الحديث: 728] قال الإمام علي: (أوّل المروءة طلاقة الوجه وآخرها التّودّد إلى الناس) (2)

[الحديث: 729] قال الإمام علي: (أوّل المروءة البشر وآخرها استدامة البرّ) (3)

[الحديث: 730] قال الإمام علي: (أشرف المروءة حسن الأخوّة) (4)

[الحديث: 731] قال الإمام علي: (أحسن المروءة حفظ الودّ) (5)

[الحديث: 732] قال الإمام علي: (أشرف المروءة ملك الغضب واماتة الشّهوة) (6)

[الحديث: 733] قال الإمام علي: (أفضل المروءة احتمال جنايات الإخوان) (7)

[الحديث: 734] قال الإمام علي: (أفضل المروءة استبقاء الرّجل ماء وجهه) (8)

[الحديث: 735] قال الإمام علي: (أفضل (أصل) المروءة الحياء وثمرته العفّة) (9)

[الحديث: 736] قال الإمام علي: (أصل المروءة الحياء وثمرتها العفّة) (10)

[الحديث: 737] قال الإمام علي: (افضل المروءة مواساة الإخوان بالأموال، ومساواتهم في الأحوال) (11)

[الحديث: 738] قال الإمام علي: (لا مروءة كالتّنزّه عن المآثم) (12)

[الحديث: 739] قال الإمام علي: (ثلاث فيهنّ المروءة: غضّ الطّرف، وغضّ الصّوت، ومشي القصد) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

(9) غرر الحكم ص 258.

(10) غرر الحكم ص 258.

(11) غرر الحكم ص 258.

(12) غرر الحكم ص 258.

(13) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (118)

[الحديث: 740] قال الإمام علي: (ثلاث هنّ جماع المروءة: عطاء من غير مسألة، ووفاء من غير عهد، وجود مع اقلال) (1)

[الحديث: 741] قال الإمام علي: (ثلاث هنّ المروءة: جود مع قلّة، واحتمال من غير مذلّة، وتعفّف عن المسألة) (2)

[الحديث: 742] قال الإمام علي: (جماع المروءة أن لا تعمل في السّرّ ما تستحيي منه في العلانية) (3)

[الحديث: 743] قال الإمام علي: (خصلتان فيهما جماع المروءة: اجتناب الرّجل ما يشينه، واكتسابه ما يزينه) (4)

[الحديث: 744] قال الإمام علي: (صدق الرّجل على قدر مروءته) (5)

[الحديث: 745] قال الإمام علي: (على قدر المروءة تكون السّخاوة) (6)

[الحديث: 746] قال الإمام علي: (ليس لملول مروءة) (7)

[الحديث: 747] قال الإمام علي: (لم يتّصف بالمروءة من لم يرع ذمّة اوليائه، وينصف اعدائه) (8)

[الحديث: 748] قال الإمام علي: (من لا مروءة له لا همّة له) (9)

[الحديث: 749] قال الإمام علي: (من صبر على شهوته تناهى في المروءة) (10)

[الحديث: 750] قال الإمام علي: (من شرائط المروءة التّنزّه عن الحرام) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

(9) غرر الحكم ص 258.

(10) غرر الحكم ص 258.

(11) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (119)

[الحديث: 751] قال الإمام علي: (من تمام المروءة التّنزّه عن الدّنيّة) (1)

[الحديث: 752] قال الإمام علي: (من تمام المروءة أن تنسى الحقّ لك وتذكر الحقّ عليك) (2)

[الحديث: 753] قال الإمام علي: (مباينة العوامّ من أفضل المروءة) (3)

[الحديث: 754] قال الإمام علي: (ملاك المروءة صدق اللسان وبذل الإحسان) (4)

[الحديث: 755] قال الإمام علي: (لا تكمل المروءة الّا باحتمال جنايات المعروف) (5)

[الحديث: 756] قال الإمام علي: (يستدلّ على المروءة بكثرة الحياء وبذل النّدى وكفّ الأذى) (6)

[الحديث: 757] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (اعلم أنّ مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر ومروءة في سفر، فأمّا مروءة الحضر: فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه والمحافظة على الصلاة في الجماعات؛ وأمّا مروءة السفر: فبذل الزّاد، وقلّة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر الله عزّ وجلّ في كلّ مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود) (7)

[الحديث: 758] قال الإمام علي: (ليكن أحبّ الناس إليك وأحظاهم لديك أكثرهم سعيا في منافع الناس) (8)

[الحديث: 759] قال الإمام علي: (من آثر محامد الله على محامد الناس كفاه الله مؤونة

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) الخصال ج 1 ص 54.

(8) غرر الحكم كما في (تصنيفه) ص 415.

مكارم الأخلاق وفضائلها (120)

الناس) (1)

[الحديث: 760] قال الإمام علي: (قد فرض الله التحمّل على الأبرار في كتاب الله)، قيل: وما التحمّل؟ قال: (إذا كان وجهك آثر عن وجهه التمست له) وقال في قول الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] قال: (لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك) (2)

[الحديث: 761] قال الإمام علي: (ثلاثة من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، والإنصاف من نفسك، وبذل السلام لجميع العالم) (3)

[الحديث: 762] رأى الإمام علي جماعة فقال: (من أنتم؟) قالوا: نحن قوم متوكّلون، فقال: (ما بلغ بكم توكّلكم؟) قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا، فقال: (هكذا يفعل الكلاب عندنا؟) فقالوا: كيف نفعل يا أمير المؤمنين؟ فقال: (كما نفعله، إذا فقدنا شكرنا، وإذا وجدنا آثرنا) (4)

[الحديث: 763] قال الإمام علي: (الإيثار فضيلة، والاحتكار رذيلة) (5)

[الحديث: 764] قال الإمام علي: (الإيثار اشرف الإحسان) (6)

[الحديث: 765] قال الإمام علي: (الإيثار شيمة الأبرار) (7)

[الحديث: 766] قال الإمام علي: (الإيثار أشرف الكرم، وأفضل الإحسان) (8)

[الحديث: 767] قال الإمام علي: (الإيثار أعلى الإحسان والإيمان) (9)

[الحديث: 768] قال الإمام علي: (الإيثار أعلى المكارم) (10)

__________

(1) أعلام الدين/265.

(2) المؤمن/44.

(3) الأشعثيّات/231.

(4) مستدرك الوسائل 1/ 540 عن تفسير أبي الفتوح.

(5) غرر الحكم (395).

(6) غرر الحكم (395).

(7) غرر الحكم (395).

(8) غرر الحكم (395).

(9) غرر الحكم (395).

(10) غرر الحكم (395).

مكارم الأخلاق وفضائلها (121)

[الحديث: 769] قال الإمام علي: (الإيثار اعلى مراتب الكرم، وأفضل الشيم) (1)

[الحديث: 770] قال الإمام علي: (الإيثار أفضل عبادة، وأجلّ سيادة) (2)

[الحديث: 771] قال الإمام علي: (الإيثار أحسن الإحسان، وأعلى مراتب الإيمان) (3)

[الحديث: 772] قال الإمام علي: (الإيثار سجيّة الأبرار، وشيمة الأخيار) (4)

[الحديث: 773] قال الإمام علي: (أفضل السخاء الإيثار) (5)

[الحديث: 774] قال الإمام علي: (أحسن الكرم الإيثار) (6)

[الحديث: 775] قال الإمام علي: (أعلى مراتب الكرم الإيثار) (7)

[الحديث: 776] قال الإمام علي: (بالإيثار يسترقّ الأحرار) (8)

[الحديث: 777] قال الإمام علي: (بالإيثار يستحقّ اسم الكرم) (9)

[الحديث: 778] قال الإمام علي: (بالإيثار على نفسك تملك الرقاب) (10)

[الحديث: 779] قال الإمام علي: (عند الإيثار على النفس تتبيّن جواهر الكرماء) (11)

[الحديث: 780] قال الإمام علي: (غاية المكارم الإيثار) (12)

[الحديث: 781] قال الإمام علي: (كفى بالإيثار مكرمة) (13)

[الحديث: 782] قال الإمام علي: (من آثر على نفسه بالغ في المروءة) (14)

__________

(1) غرر الحكم (395).

(2) غرر الحكم (395).

(3) غرر الحكم (395).

(4) غرر الحكم (395).

(5) غرر الحكم (395).

(6) غرر الحكم (395).

(7) غرر الحكم (395).

(8) غرر الحكم (395).

(9) غرر الحكم (395).

(10) غرر الحكم (395).

(11) غرر الحكم (395).

(12) غرر الحكم (395).

(13) غرر الحكم (395).

(14) غرر الحكم (395).

مكارم الأخلاق وفضائلها (122)

[الحديث: 783] قال الإمام علي: (من آثر على نفسه استحقّ اسم الفضيلة) (1)

[الحديث: 784] قال الإمام علي: (من شيم الأبرار حمل النفوس على الإيثار) (2)

[الحديث: 785] قال الإمام علي: (من أحسن الإحسان الإيثار) (3)

[الحديث: 786] قال الإمام علي: (من أفضل الاختيار التحلّي بالإيثار) (4)

[الحديث: 787] قال الإمام علي: (الإيثار غاية الإحسان) (5)

[الحديث: 788] قال الإمام علي: (كان الإيثار من شعار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وروي أنّ موسى بن عمران قال: يا ربّ، أرني بعض درجات محمّد وأمّته، قال: يا موسى، إنّك لن تطيق ذلك، لكنّي أريك منزلة من منازله، جليلة عظيمة، فضّلته بها عليك وعلى جميع خلقي، قال: فكشف له عن ملكوت السماوات، فنظر إلى منزلة كادت أن تتلف نفسه من أنوارها وقربها من الله، فقال: يا ربّ، بما ذا بلغت به إلى هذه الكرامة؟ قال تعالى: بخلق اختصصته به من بينهم، وهو الإيثار يا موسى، لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتا من عمره إلّا استحييت من محاسبته، وبوّأته من جنّتي حيث يشاء) (6)

[الحديث: 789] روي عن الإمام علي أنّه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتّى مجلت يده، ويتصدّق بالأجرة ويشدّ على بطنه حجرا (7).

2 ـ ما روي عن الإمام الحسن

[الحديث: 790] قال الإمام الحسن: (المروءة: العفاف وإصلاح المال) (8)

[الحديث: 791] سئل الإمام الحسن عن المروءة، فقال: (العفاف في الدين، وحسن

__________

(1) غرر الحكم (395).

(2) غرر الحكم (395).

(3) غرر الحكم (395).

(4) غرر الحكم (395).

(5) غرر الحكم (395).

(6) جامع السعادات 2/ 119.

(7) بحار الأنوار: 9/ 92، شرح نهج البلاغة: 1/ 7.

(8) معاني الأخبار ص 257.

مكارم الأخلاق وفضائلها (123)

التقدير في المعيشة والصّبر على النائبة) (1)

[الحديث: 792] سئل الإمام الحسن عن المروءة، فقال: (حفظ الرجل دينه، وقيامه في إصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وإفشاء السّلام، ولين الكلام، والتحبّب إلى الناس) (2)

[الحديث: 793] سئل الإمام الحسن عن الكرم، والنجدة، والمروءة، فقال: (أمّا الكرم فالتبرّع بالمعروف، والإعطاء قبل السؤال، والإطعام في المحل وأمّا النجدة فالذبّ عن الجار، والصبر في المواطن، والإقدام في الكريهة وأمّا المروءة فحفظ الرجل دينه، وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه بضيعته وأداء الحقوق، وإفشاء السّلام) (3)

[الحديث: 794] سئل الإمام الحسن عن المروءة، فقال: (شحّ الرّجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق) (4)

[الحديث: 795] عن ميمون بن مهران قال: كنت جالسا عند الإمام الحسن فأتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله إنّ فلانا له عليّ مال، ويريد أن يحبسني فقال: (والله ما عندي مال فأقضي عنك) قال: فكلّمه قال: فلبس نعله فقلت له: يا ابن رسول الله أنسيت اعتكافك؟ فقال له: (لم أنس ولكنّي سمعت أبي يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنمّا عبد الله عزّ وجلّ تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله) (5)

3 ـ ما روي عن الإمام الحسين

[الحديث: 796] قال عقبة بن سمعان: سرنا مع الإمام الحسين ساعة، فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول: (إِنَّا لله وإِنَّا إليه راجِعُونَ، والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ)، ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه عليّ بن الحسين فقال: ممّ حمدت الله واسترجعت؟

__________

(1) معاني الأخبار ص 258.

(2) مشكاة الأنوار ص 210.

(3) نزهة الناظر ص 79.

(4) معاني الأخبار ص 257.

(5) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 123.

مكارم الأخلاق وفضائلها (124)

قال: (يا بنيّ، إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا)، فقال له: يا أبت، لا أراك الله سوء ألسنا على الحقّ؟ قال: (بلى والله الّذي مرجع العباد إليه)، فقال: فإنّنا إذا ما نبالي أن نموت محقّين، فقال له الحسين: (جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده) (1)

[الحديث: 797] قال الإمام الحسين في خطبته عند قرب المساء من تاسوعاء: (أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ وأوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيرا، ألا وإنّي لأظنّ يوما لنا من هؤلاء، ألا وإنّي قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حلّ ليس عليكم حرج منّي ولا ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا)

فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: (لم نفعل ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا)، بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ واتبعته الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه، فقال الإمام الحسين: (يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم)، فقالوا: سبحان الله ما يقول الناس؟ نقول إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتّى نرد موردك، قبّح الله العيش بعدك.

وقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال: أنحن نخلّي عنك، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟ لا والله حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق ثمّ أحيى ثمّ

__________

(1) بحار الأنوار 44/ 379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (125)

أذرى، يفعل ذلك بيّ سبعين مرّة، ما فارقتك حتّى ألقي حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبدا.

وقام زهير بن القين فقال: والله لوددت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى اقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.. وتكلّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فجزاهم الحسين خيرا وانصرف إلى مضربه (1).

[الحديث: 798] قال الإمام الحسين: (ومن نفّس كربة مؤمن فرّج الله تعالى عنه كرب الدّنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحبّ المحسنين) (2)

4 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 799] قال الإمام السجّاد: (أما حقّ الشريك: فإن غاب كفيته وإن حضر رعيته ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه من ماله ولا تخونه فيما عزّ أوهان من أمره، فإن يد الله عزّ وجلّ مع الشريكين ما لم يتخاونا ولا قوّة إلّا بالله.. وأمّا حقّ مالك: فأن لا تأخذه إلّا من حلّه ولا تنفقه إلّا في وجهه ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك، فأعمل فيه بطاعة ربّك ولا تبخل فيه فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ولا قوّة إلّا بالله.. وأمّا حقّ غريمك الّذي يطالبك: فإن كنت موسرا أعطيته وإنْ كنْت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردّا لطيفا) (281)

[الحديث: 800] قال الإمام السجاد في دعائه في الاعتذار من تبعات العباد: (اللهم إنّي أعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف أسدي إلى فلم أشكره، ومن مسي ء اعتذر إلى فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أوثره، ومن حقّ ذي حقّ لزمني

__________

(1) بحار الأنوار 44/ 393.

(2) أعلام الدين/298.

مكارم الأخلاق وفضائلها (126)

فلم أوفّره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم استره، ومن كلّ إثم عرض لي فلم اهجره) (1)

[الحديث: 801] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد إذا كان اليوم الّذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطّع أعضاء وتطبخ، فإذا كان عند المساء أكبّ على القدور حتّى يجد ريح المرق وهو صائم، ثمّ يقول: هاتوا القصاع، أغرفوا لآل فلان، وأغرفوا لآل فلان، ثمّ يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه) (2)

[الحديث: 802] قال الإمام السجاد: (كان الإمام عليّ يباشر القتال بنفسه وكان لا يأخذ السلب) (3)

[الحديث: 803] قال الإمام السجاد: (من نفّس عن أخيه كربة، نفّس الله عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت) (4)

5 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 804] قال الإمام الباقر: (سخاء المرء عمّا في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس والبذل، ومروءة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفّف والغنى أكثر من مروءة الإعطاء، وخير المال الثقة بالله واليأس عمّا في أيدي الناس) (5)

[الحديث: 805] قال الإمام الباقر: (المعطون ثلاثة: الله المعطي، والمعطي من ماله، والساعي في ذلك معط) (6)

[الحديث: 806] قال الإمام الباقر: (ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته قضيت أو لم تقض إلّا ابتلي بالسعي في حاجة من يأثم عليه ولا يؤجر، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضى الله إلّا ابتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله) (7)

__________

(1) الصحيفة السجّاديّة/412.

(2) الكافي 4/ 68.

(3) الأشعثيّات/77.

(4) ثواب الأعمال/175.

(5) التهذيب ج 6 ص 387.

(6) الخصال ج 1 ص 134.

(7) تحف العقول ص 293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (127)

[الحديث: 807] سئل الإمام الباقر: أيّ الصدقة أفضل؟ قال: (جهد المقلّ، أما سمعت قول الله عزّ وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ترى هاهنا فضلا؟) (1)

[الحديث: 808] قال الإمام الباقر: (لله عزّ وجلّ جنّة لا يدخلها إلّا ثلاثة: رجل حكم في نفسه بالحقّ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله عزّ وجلّ) (2)

[الحديث: 809] قال الإمام الصادق: (إنّ من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحقّ وإن ضرّك على الباطل وإن نفعك، وأن لا يجوز منطقك علمك) (3)

[الحديث: 810] سئل الإمام الصادق: ما أدنى حقّ المؤمن على أخيه؟ قال: (أن لا يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه) (4)

[الحديث: 811] قال الإمام الصادق: (خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، يا جميل، أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك)، قيل له: من غرر أصحابي؟ قال: (هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر)، ثمّ قال: (أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله صاحب القليل فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (5)

[الحديث: 812] قيل للإمام الصادق: نخشى أن لا نكون مؤمنين، قال: (ولم ذاك؟) فقلت: وذلك إنّا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار

__________

(1) الكافي 4/ 18، من لا يحضره الفقيه 2/ 40.

(2) الخصال 1/ 131.

(3) المحاسن/205.

(4) الخصال 1/ 8.

(5) أمالي الطوسيّ 1/ 66.

مكارم الأخلاق وفضائلها (128)

والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين، فقال: (كلّا إنّكم مؤمنون.. ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذا لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرتم السماء، والّذي نفسي بيده إنّ في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلّها عندهم يعدل جناح بعوضة.. هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر والمؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] حليتهم طول السكوت بكتمان السرّ، والصلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر..) (1)

[الحديث: 813] سئل الإمام الصادق: أي الصدقة أفضل؟ قال: (جهد المقلّ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]؟) (2)

[الحديث: 814] عن سماعة قال: سألت الإمام الصادق عن الرجل ليس عنده إلّا قوت يومه، أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شيء، ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه، والسنة على نحو ذلك أم ذلك كلّه الكفاف الّذي لا يلام عليه؟ فقال: (هو أمران، أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة والأثرة على نفسه، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]، والأمر الآخر لا يلام على الكفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول) (3)

[الحديث: 815] عن مسعدة بن صدقة، قال: احتج الصوفية على الإمام الصادق

__________

(1) أصل زيد الزرّاد/6.

(2) جامع السعادات 2/ 119.

(3) الكافي 4/ 18.

مكارم الأخلاق وفضائلها (129)

بقوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]، فقال: (فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله عزّ وجلّ، وذلك إنّ الله أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم، وكان نهي الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكيلا يضرّوا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة الّذين لا يصبرون على الجوع، فإن تصدّقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا، فمن ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلها ما أنفقها الإنسان على والديه، ثمّ الثانية على نفسه وعياله، ثمّ الثالثة على قرابته الفقراء، ثمّ الرابعة على جيرانه الفقراء، ثمّ الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا)، ثمّ قال: حدّثني أبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ابدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى..) (1)

6 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 816] قال الإمام الصادق: (من سعى في حاجة أخيه المسلم، طلب وجه الله كتب الله عزّ وجلّ له ألف ألف حسنة، يغفر فيها لأقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه، ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له: ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عزّ وجلّ إلّا أن يكون ناصبا) (2)

[الحديث: 817] قال الإمام الصادق: (من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عزّ وجلّ له حجّة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما، وإن اجتهد فيها ولم يجر الله قضاءها على يديه كتب الله عزّ وجلّ له حجّة وعمرة) (3)

__________

(1) الكافي 5/ 65.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 197.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 198.

مكارم الأخلاق وفضائلها (130)

[الحديث: 818] قال الإمام الصادق: (قال الله عزّ وجلّ: الخلق عيالي، فأحبّهم إلى ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم) (1)

[الحديث: 819] قال الإمام الصادق: (إنّ المسلم إذا جاء أخوه المسلم فقام معه في حاجة كان كالمجاهد في سبيل الله عزّ وجلّ) (2)

[الحديث: 820] قال الإمام الصادق: (من سعى لأخيه المؤمن في حاجة من حوائج الدنيا قضى الله عزّ وجلّ له بها سبعين حاجة من حوائج الآخرة، أيسرها أن يزحزحه عن النار) (3)

[الحديث: 821] قال الإمام الصادق: (خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان. يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك) قال جميل: من غرر أصحابي؟ قال: (هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر)، ثمّ قال: (أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله صاحب القليل فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (4)

[الحديث: 822] قال الإمام الصادق: (من كان في حاجة أخيه المؤمن المسلم كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه) (5)

[الحديث: 823] قال الإمام الصادق: (من خالص الإيمان البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر) (6)

[الحديث: 824] قال الإمام الصادق: (قال الله عزّ وجلّ خلقي عيالي فأحبّهم إلى

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 199.

(2) كتاب المؤمن ص 56.

(3) كتاب المؤمن ص 56.

(4) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 65.

(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 94.

(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 246.

مكارم الأخلاق وفضائلها (131)

أعناهم بامورهم، وأقومهم بشأنهم، وأسعاهم في حوائجهم) (1)

[الحديث: 825] قال الإمام الصادق: (أوحى الله تعالى إلى موسى صلوات الله عليه: إنّ من عبادي من يتقرّب إلى بالحسنة فاحكمه في الجنّة، قال: وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي في حاجة مؤمن) (2)

[الحديث: 826] عن أبي قتادة القمّي قال: كنّا عند الإمام الصادق اذ تذاكروا عنده الفتوّة فقال: (ما الفتوّة، لعلّكم تظنّون أنّها بالفسوق والفجور! كلّا إنّما الفتوّة طعام موضوع ونائل مبذول ويسر مقبول وعفاف معروف وأذى مكفوف، وأمّا تلك فشطارة وفسوق) (3)

[الحديث: 827] سأل شقيق البلخي الإمام الصادق عن الفتوّة، فقال: (ما تقول أنت؟) فقال شقيق: إن اعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا، فقال الإمام: (الكلاب عندنا بالمدينة كذلك تفعل) فقال شقيق: يا ابن بنت رسول الله ما الفتوّة عندكم؟ فقال: (إن اعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا) (4)

[الحديث: 828] قال الإمام الصادق: (أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود عليه السّلام: أنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة، فأدخله الجنّة. قال: يا ربّ وما تلك الحسنة؟ قال: يفرّج عن المؤمن كربته ولو بتمرة؛ فقال داود عليه السّلام: حقّ على من عرفك أن لا يقطع رجاءه منك) (5)

[الحديث: 829] قال الإمام الصادق: (من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ إشباع جوعة المؤمن، أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه) (6)

[الحديث: 830] قال الإمام الصادق: (أيّما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة وهو معسر

__________

(1) مصادقة الإخوان ص 70.

(2) قصص الأنبياء ص 165.

(3) أمالي الطوسي 1/ 307.

(4) الرسالة القشيريّة (ص 115.

(5) معاني الأخبار/374.

(6) الكافي 4/ 51.

مكارم الأخلاق وفضائلها (132)

يسّر الله له حوائجه في الدّنيا والآخرة، قال: ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدّنيا والآخرة، قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه، فانتفعوا بالعظة وارغبوا في الخير) (1)

[الحديث: 831] قال الإمام الصادق: (من نفّس عن مؤمن كربة نفّس الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة سقاه الله من الرّحيق المختوم) (2)

[الحديث: 832] قال الإمام الصادق: (من فرّج عن أخيه المسلم كربة فرّج الله عنه كربة يوم القيامة، ويخرج من قبره مثلوج الصدر) (3)

[الحديث: 833] عن عليّ بن يقطين، عن أبيه، قال: ولّي علينا بالأهواز رجل من كتّاب يحيى بن خالد، وكان عليّ بقايا من خراج، كان فيها زوال نعمتي وخروجي من ملكي، فقيل لي: إنّه ينتحل هذا الأمر، فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون ما بلغني حقّا فيكون خروجي من ملكي وزوال نعمتي، فهربت منه إلى الله تعالى.. وأتيت الإمام الصادق مستجيرا، فكتب إليه رقعة صغيرة فيها: (بسم الله الرّحمن الرّحيم إنّ لله في ظلّ عرشه ظلّا لا يسكنه إلّا من نفّس عن أخيه كربة، وأعانه بنفسه، أو صنع إليه معروفا ولو بشقّ تمرة) (4)

[الحديث: 834] قال الإمام الصادق: (وما من مؤمن يفرّج عن أخيه كربة إلّا فرّج الله عنه كربة من كرب الآخرة) (5)

[الحديث: 835] قال الإمام الصادق: (من فرّج عن مؤمن كربة، جعل الله له شعلتين من نور على الصراط، يستضي ء بضوئهما عالم لا يحصيه إلّا ربّ العزّة) (6)

__________

(1) أصول الكافي 2/ 200.

(2) أصول الكافي 2/ 199.

(3) المؤمن/50.

(4) أعلام الدين/289.

(5) الاختصاص/27.

(6) عوالي اللآلئ 1/ 375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (133)

[الحديث: 836] عن سلمة بن محمّد قال: مرّ الإمام الصادق على رجل قد ارتفع صوته على رجل يقتضيه شيئا يسيرا، فقال: بكم تطالبه، قال: بكذا وكذا، فقال الإمام الصادق: (أما بلغك أنّه كان يقال: لا دين لمن لا مروءة له) (1)

[الحديث: 837] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أنّ ذلك من خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، قال: فذكر [ها] عشرة: أليقين والقناعة، والصّبر، والشّكر، والحلم، وحسن الخلق، والسّخاء، والغيرة، والشّجاعة والمروءة) (2)

[الحديث: 838] تذاكر الناس عند الإمام الصادق أمر الفتوّة فقال: (تظنّون أنّ الفتوّة بالفسق والفجور، إنّما الفتوّة والمروءة طعام موضوع، ونائل مبذول بشيء معروف، وأذى مكفوف، فأمّا تلك فشطّارة وفسق، ثمّ قال: ما المروءة؟ فقال الناس: لا نعلم، قال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروّتان: مروءة في الحضر، ومروءة فيّ السفر، فأمّا الّتي في الحضر: فتلاوة القرآن، ولزوم المساجد، والمشي مع الإخوان في الحوائج، والنعمة ترى على الخادم أنّها تسرّ الصّديق، وتكبت العدوّ، وأمّا التي في السفر: فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إيّاهم، وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزّ وجلّ، ثمّ قال عليه السّلام: والّذي بعث جدّي صلى الله عليه وآله وسلم بالحقّ نبيّا إنّ الله عزّ وجلّ ليرزق العبد على قدر المروءة، وإنّ المعونة تنزل على قدر المؤونة، وإنّ الصبر ينزل على قدر شدّة البلاء) (3)

[الحديث: 839] قال الإمام الصادق: (المروءة مروّتان: مروءة الحضر ومروءة السّفر، فأما مروءة الحضر فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنّظر في

__________

(1) الكافي ج 6 ص 438.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 56.

(3) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 192.

مكارم الأخلاق وفضائلها (134)

التّفقّه؛ أمّا مروءة السّفر فبذل الزّاد، والمزاح في غير ما يسخط الله وقلّة الخلاف على من صحبك وترك الرّواية عليهم إذا أنت فارقتهم) (1)

[الحديث: 840] قيل للإمام الصادق: يا ابن رسول الله، فيم المروءة؟ فقال: (ألّا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك من حيث أمرك) (2)

[الحديث: 841] سأل رجل الإمام الحسن شيئا فأعطاه، وأعطى الجمّال طيلسانه كراه، وقال: (تمام المروءة إعطاء الاجرة لحمل الصدقة) (3)

[الحديث: 842] قال الإمام الصادق: (ليس من المروءة أن يحدّث الرجل بما يلقى في سفره من خير أو شرّ) (4)

7 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 843] قال الإمام الكاظم: (إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سرورا فرّح الله قلبه يوم القيامة) (5)

[الحديث: 844] قيل للإمام الكاظم: أوصني، فقال: (آمرك بتقوى الله) ثمّ سكت، فشكا إليه السائل الفاقة، فقال: (صم وتصدّق)، قال: أتصدّق ممّا وصلني به إخواني وإنْ كان قليلا؟ قال: (تصدّق بما رزقك الله ولو آثرت على نفسك) (6)

[الحديث: 845] قال الإمام الرضا: (ظهر في بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها لتأكل فنادى السائل: يا أمة الله الجوع، فقالت المرأة: أتصدّق في مثل هذا الزمان، فأخرجتها من فيها فدفعتها إلى السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فاحتمله فوقعت الصيحة، فعدت

__________

(1) تحف العقول ص 374.

(2) الفقه المنسوب للامام الإمام الرضا ص 357.

(3) إرشاد القلوب ص 136.

(4) المحاسن ص 358.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 197.

(6) الكافي 4/ 18.

مكارم الأخلاق وفضائلها (135)

الامّ في أثر الذئب، فبعث الله تبارك وتعالى جبريل عليه السّلام فأخرج الغلام من فم الذئب فدفعه إلى أمّه، فقال لها جبريل عليه السّلام: يا أمة الله، أرضيت لقمة بلقمة) (1)

[الحديث: 846] قال الإمام الرضا: (من فرج عن مؤمن، فرّج الله عن قلبه يوم القيامة) (2)

[الحديث: 847] قال الإمام الجواد: (لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتّى يؤثر شهوته على دينه) (3)

__________

(1) ثواب الأعمال/168.

(2) أصول الكافي 2/ 200.

(3) بحار الأنوار 75/ 81 عن كشف الغمّة.

مكارم الأخلاق وفضائلها (136)

السخاء والكرم

السخاء والكرم من الصفات الضرورية التي لا تكتمل الأخلاق الحسنة إلا بها، ذلك أنهما يمدان النفس بكل معاني السماحة والطيبة التي تتولد عنها كل المكارم، ولذلك كان نقيضهما، وهو الشح والبخل المنبع الذي تنبع منه كل الرذائل.

ولذلك لم يكونا مجرد صفتين منفصلتين منفردتين، وإنما هما مثل الشجرة التي تمد أرض النفس بكل ثمار الأخلاق الطيبة.

والواقع يدل على ذلك؛ حيث أنا نرى الشحيح البخيل يعيش دائما في حال ضنك وضيق نفسي، حرصا على ماله أو متاعه أو أملاكه، حتى أنه يتوهم أن كل من يتودد إليه، أو يقترب منه لا يفعل ذلك إلا لأجل نهبه وسلبه، بل إن الشح قد يمتد في نفسه؛ فلا يبقى مرتبطا بالمال والمتاع، بل يتحول إلى غيرهما؛ فيتحول إلى مدد لكل المثالب والموبقات.. فالحسد ليس سوى نوع من الشح، ذلك أن الحسود يتوهم بأن النعم التي تنزلت على غيره كأنها خرجت من ملكيته إلى ملكية غيره.. وهكذا لكل المثالب؛ فهي مثل الأمراض الحسية يمد بعضها بعضا، ويزيد بعضها في قوة الآخر.

وقد أشار الله تعالى إلى هذه النفس الممتلئة بالشح في قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (الماعون:1 ـ 7)

فقوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}، هي المفتاح الذي تفسر به كل تلك الصفات، فالبخيل يكذب بالدين، لأنه يتوهم أن الداعي إلى الدين لص يريد أن يسرق ماله أو راحته أو أوقاته أو سعادته.. وهو يدع اليتيم طمعا في ماله ليزيد من خلال ذلك ثروته.. وهو لا يحض على طعام المسكين، لأن البخل سد في قلبه منافذ الرحمة، فصار لا يرى إلا الأموال..

مكارم الأخلاق وفضائلها (137)

وهو لذلك كله إن صلى لا يفعل ذلك لوجه الله، وإنما ليكسب رضا الناس، ثم يمد يده إلى أموالهم أو قلوبهم من خلال ذلك الجاه الذي يناله..

وهكذا تجتمع في نفس البخيل كل خلال اللؤم، حتى يصبح ممتلئا بالمثالب، والتي قد تطبع على قلبه؛ فلا يبصر الحق أبدا.

وعلى خلاف ذلك الكريم صاحب النفس المملوءة بالطهر والنبل، والذي يُمد غيره بكل ما يستطيع من العطاء؛ فإن لم يستطع اجتهد في أن يحض على الكرم الذي عجز عنه.

ولهذا ورد في القرآن الكريم ما يدل على قيمة الكرم، وفضله، وضرورته، ومنابعه، ومنها قوله تعالى في فضل الكرم، وبيان ثماره الزكية في الدنيا والآخرة: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 - 7]

فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن العطاء والبذل سيؤدي إلى التقوى والتصديق والإيمان، وكل ذلك سيؤدي به إلى اليسرى، والتي هي جنة الدنيا والآخرة.

بخلاف ذلك ذكر الله تعالى أنواع العسر التي يمر بها الحريص والبخيل، وكيف لا يغني عنه ماله شيئا، فقال: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل: 8، 9]

ولهذا كله قرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكرم بحسن الخلق، فقال: (إن الله تعالى استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوا دينكم بهما) (1)

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل السخاء والكرم، وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

__________

(1) الطبراني.

مكارم الأخلاق وفضائلها (138)

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 848] عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن النّاس، وكان أجود النّاس، وكان أشجع النّاس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصّوت. فتلقّاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راجعا، وقد سبقهم إلى الصّوت وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السّيف، وهو يقول: (لم تراعوا، لم تراعوا (1)) (2)

[الحديث: 849] عن عبد الله بن عبّاس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن. فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الرّيح المرسلة) (3)

[الحديث: 850] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنّه قال: (يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا. يا عبادي كلّكم ضالّ إلّا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلّكم جائع إلّا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلّكم عار إلّا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنّكم تخطئون باللّيل والنّهار، وأنا أغفر الذّنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممّا عندي إلّا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.

__________

(1) لم تراعوا: أي روعا مستقرّا أو روعا يضركم.

(2) البخاري (2820) ومسلم (2307)

(3) البخاري (5) ومسلم (2308)

مكارم الأخلاق وفضائلها (139)

يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثمّ أوفّيكم إيّاها. فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومّن إلّا نفسه، ذلك بأنّي جواد ماجد أفعل ما أريد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إذا أردت شيئا فإنّما أقول له كن فيكون) (1)

[الحديث: 851] عن جابر بن عبد الله قال: (ما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا قطّ فقال: لا) (2)

[الحديث: 852] عن أنس أنّ رجلا سأل النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم غنما بين جبلين. فأعطاه إيّاه. فأتى قومه. فقال: (أي قوم. أسلموا، فو الله إنّ محمّدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر) (3)

[الحديث: 853] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحّى ذلك السّحاب فأفرغ ماءه في حرّة (4) فإذا شرجة من تلك الشّراج (5) قد استوعبت ذلك الماء كلّه فتتبّع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحوّل الماء بمسحاته (6) فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الّذي سمع في السّحابة، فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ قال: إنّي سمعت صوتا في السّحاب الّذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أمّا إذ قلت هذا، فإنّي أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدّق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأردّ فيها ثلثه) (7)

[الحديث: 854] عن جبير بن مطعم أنّه قال: بينما أسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه النّاس مقفله (8) من حنين فعلقت النّاس يسألونه حتّى اضطرّوه إلى سمرة (9) فخطفت رداءه

__________

(1) مسلم (2577) الترمذي (2495) وابن ماجة (4257)

(2) البخاري (6034) ومسلم (2311)

أحمد (3/ 307)

(3) مسلم (2312)

(4) الحرة: أرض بها حجارة سود كثيرة.

(5) الشراج: مسايل الماء.

(6) المسحاة: آلة يحرف بها الطين.

(7) مسلم (2984)

(8) مقفله: جأي حين قفل عائدا إلى مكة.

(9) سمرة: أي ألجأوه إلى شجرة من شجر البادية ذات شوك.

مكارم الأخلاق وفضائلها (140)

فوقف النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أعطوني ردائي لو كان عدد هذه العضاه (1) نعما لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا) (2)

[الحديث: 855] عن ابن شهاب قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة الفتح، فتح مكّة. ثمّ خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمن معه من المسلمين. فاقتتلوا بحنين. فنصر الله دينه والمسلمين. وأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ صفوان بن أميّة مائة من النّعم. ثمّ مائة. ثمّ مائة. قال ابن شهاب: حدّثني سعيد بن المسيّب: أنّ صفوان قال: والله! لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أعطاني، وإنّه لأبغض النّاس إليّ. فما برح يعطيني حتّى إنّه لأحبّ النّاس إليّ) (3)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 856] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله جواد يحبّ الجود ومعالي الأمور، ويكره سفسافها، وانّ من أعظم إجلال الله تعالى ثلاثة إكرام ذي الشيّبة في الإسلام والإمام العادل، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه) (4)

[الحديث: 857] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنّة دار الأسخياء والّذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة بخيل ولا عاقّ والديه، ولا مانّ بما أعطى) (5)

[الحديث: 858] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخيّ محبّب في السماوات، محبّب في الأرض، والبخيل مبغّض في السماوات، مبغّض في الأرض) (6)

[الحديث: 859] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخاء شجرة في الجنّة أغصانها في الدنيا من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار) (7)

__________

(1) العضاه: هو شجر ذو شوك.

(2) البخاري (2821)

(3) مسلم (2313)

(4) الأشعثيّات ص 196.

(5) الأشعثيّات/251.

(6) الكافي 4/ 39.

(7) قرب الإسناد/55.

مكارم الأخلاق وفضائلها (141)

[الحديث: 860] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمّا خلق الله الجنّة قالت: يا رب لمن خلقتني، قال: لكلّ سخي تقي، قالت: رضيت يا ربّ) (1)

[الحديث: 861] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عليّ كن سخيا فإن الله يحبّ كلّ سخي، وإن أتاك أمرؤ في حاجة فاقضها له، فإن لم يكن له أهلا فأنت له أهل) (2)

[الحديث: 862] عن الإمام الصادق قال: (أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أيّ الناس أفضلهم إيمانا قال: (أبسطهم كفّا) (3)

[الحديث: 863] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يؤتى يوم القيامة برجل فيقال: احتجّ فيقول: يا ربّ خلقتني وهديتني فأوسعت عليّ فلم أزل أوسع على خلقك وايسّر عليهم لكي تنشر عليّ هذا اليوم رحمتك وتيسّره، فيقول الربّ جلّ ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي أدخلوه الجنّة) (4)

[الحديث: 864] قال الإمام علي: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس كفّا، وأكرمهم عشرة من خالطه فعرفه أحبه) (5)

[الحديث: 865] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وما جبل وليّ الله إلّا على السخاء) (6)

[الحديث: 866] عن الإمام الصادق قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلاما وأشدّهم استقصاء في محاجّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى التوى عرق الغضب بين عينيه وتربّد وجهه وأطرق إلى الأرض فأتاه جبريل عليه السّلام فقال: ربّك يقرئك السّلام ويقول لك: هذا رجل سخي يطعم الطعام فسكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغضب ورفع رأسه وقال له: لولا أنّ جبريل أخبرني عن الله عز وجلّ أنّك

__________

(1) إرشاد القلوب/138.

(2) روضة الواعظين 2/ 385.

(3) تحف العقول/390.

(4) تحف العقول/390.

(5) مكارم الأخلاق ص 17.

(6) مصباح الشريعة/34.

مكارم الأخلاق وفضائلها (142)

سخيّ تطعم الطعام لعاقبتك بما تستحق، فقال له الرجل: وإنّ ربّك ليحبّ السخاء؟ فقال: نعم، فقال: إني أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ لا رددت من مالي أحدا) (1)

[الحديث: 867] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرزق إلى السخي أسرع من السكّين إلى ذروة البعير، إنّ الله تعالى يباهي بمطعم الطعام الملائكة) (2)

[الحديث: 868] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تجافوا عن ذنب السخي، فإنّ الله آخذ بيده كلّما عثر، وفاتح له كلّما افتقر) (3)

[الحديث: 869] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى: إنّ هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلّا السخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما استطعتم) وفي رواية اخرى: (فأكرموه بهما ما صحبتموه) (4)

[الحديث: 870] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما جبل وليّ الله إلّا على السخاء وحسن الخلق) (5)

[الحديث: 871] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: (السخاء وحسن الخلق، فالزموهما تفوزوا) (6)

[الحديث: 872] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلقان يحبهما الله السخاء وحسن الخلق، وخلقان يبغضهما الله البخل وسوء الخلق، ولقد جمع الله تعالى ذلك في قوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]) (7)

[الحديث: 873] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أبواب البرّ: سخاء النفس، وطيب

__________

(1) الكافي 4/ 40.

(2) إرشاد القلوب/137.

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 171.

(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 170.

(5) الأشعثيّات/151.

(6) إرشاد القلوب/137.

(7) إرشاد القلوب/137.

مكارم الأخلاق وفضائلها (143)

الكلام، والصبر على الأذى) (1)

[الحديث: 874] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمّا أسرى بي إلى السماء رأيت مكتوبا على أبواب الجنّة: من أراد الدخول في هذه الأبواب الثمانية فليمسك بأربع خصال: وهي الصدقة والسخاء وحسن الخلق وكفّ الأذى عن عباد الله) (2)

[الحديث: 875] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أدّى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس) (3)

[الحديث: 876] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أسخى الناس من أدّى زكاة ماله، وأعظم الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل الدنيا عنده خطرا، وأقلّ الناس راحة البخيل، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه) (4)

[الحديث: 877] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيرا بعث الله إليه ملكا من خزّان الجنّة فيمسح صدره، فتستحي نفسه بالزكاة) (5)

[الحديث: 878] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يسمّى سخيّا إلّا الباذل في طاعة الله ولوجهه ولو كان برغيف أو شربة ماء) (6)

[الحديث: 879] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخيّ بما ملك وأراد به وجه الله، وأمّا المتسخّي في معصية الله فحمّال سخط الله وغضبه، وهو أبخل الناس على نفسه فكيف لغيره، حيث اتّبع هواه، وخالف أمر الله، قال الله عزّ وجلّ: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13]) (7)

[الحديث: 880] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله جاء بالإسلام فوضعه على السخاء) (8)

__________

(1) تحف العقول/8.

(2) الفضائل لابن شاذان/153.

(3) من لا يحضره الفقيه 2/ 34.

(4) روضة الواعظين 2/ 384.

(5) الأشعثيّات/53.

(6) مصباح الشريعة/35.

(7) مصباح الشريعة/35.

(8) لبّ اللباب كما في المستدرك 1/ 508.

مكارم الأخلاق وفضائلها (144)

[الحديث: 881] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طعام السخيّ دواء، وطعام الشحيح داء) (1)

[الحديث: 882] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني سلمة: يا بني سلمة، من سيّدكم؟ قالوا: يا رسول الله، سيّدنا رجل فيه بخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وأيّ داء أدوى من البخل) (2)

[الحديث: 883] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خصلتان لا تجتمعان في مسلم: البخل، وسوء الخلق) (3)

[الحديث: 884] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يمحق الإيمان شيء كتمحيق البخل له) (4)

[الحديث: 885] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن غرّ كريم، والمنافق خبث لئيم) (5)

[الحديث: 886] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنّة دار الأسخياء، والّذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة بخيل، ولا عاقّ والديه، ولا مانّ بما أعطى) (6)

[الحديث: 887] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخاء شجرة في الجنّة، أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة، والبخل شجرة في النار، أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار) (7)

[الحديث: 888] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخاء اسم شجرة في الجنّة، ترفع يوم القيامة كلّ سخيّ إلى الجنّة بأغصانها، والبخل شجرة في النار، تقود بأغصانها كلّ بخيل إلى النار) (8)

[الحديث: 889] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله عزّ وجلّ: حرمت الجنّة على: المنّان، والبخيل، والقتّات) (9)

__________

(1) بحار الأنوار 68/ 357، كتاب الإمامة والتبصرة.

(2) الكافي 4/ 44.

(3) الخصال 1/ 75.

(4) المستدرك 1/ 509 عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي.

(5) المستدرك 1/ 509 عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي.

(6) الأشعثيات/251.

(7) قرب الإسناد/55.

(8) إرشاد القلوب/139.

(9) أمالي الصدوق/344.

مكارم الأخلاق وفضائلها (145)

[الحديث: 890] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الجنّة تكلّمت وقالت: إنّي حرام على كلّ بخيل ومراء) (1)

[الحديث: 891] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تعالى قال للجنّة: تكلّمي، فقالت: (قد أفلح المؤمنون، ثمّ قالت: إنّي حرام على كلّ بخيل ومراء) (2)

[الحديث: 892] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقسم الله تعالى بعزّته وعظمته وجلاله لا يدخل الجنّة بخيلا ولا شحيحا) (3)

[الحديث: 893] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت على باب الجنّة مكتوبا: أنت محرّمة على كلّ بخيل ومرائي وعاقّ ونمّام) (4)

[الحديث: 894] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنّة جبّار، ولا بخيل، ولا سيّئ الملكة) (5)

[الحديث: 895] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البخل وعبوس الوجه يكسبان البغضة، ويباعدان من الله، ويدخلان النار) (6)

[الحديث: 896] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تكلّم النار يوم القيامة ثلاثة: أميرا وقارئا وذا ثروة من المال، فتقول للأمير: يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل، فتزدرده كما يزدرد الطير حبّ السمسم، وتقول للقارئ: يا من تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي فتزدرده، وتقول للغنيّ: يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا وسأله الفقير اليسير قرضا فأبى إلّا بخلا فتزدرده) (7)

[الحديث: 897] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وما شيء أبغض إلى الله عزّ وجلّ من البخل

__________

(1) بحار الأنوار 69/ 305، أسرار الصلاة.

(2) المستدرك: 1/ 510 عن القطب الراوندي في (لبّ اللباب).

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 172.

(4) إرشاد القلوب:/139.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 198.

(6) المستدرك 1/ 509 عن كتاب (الأخلاق).

(7) الخصال 1/ 111.

مكارم الأخلاق وفضائلها (146)

وسوء الخلق، وإنّه ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل) (1)

[الحديث: 898] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلقان يحبّهما الله: السخاء وحسن الخلق، وخلقان يبغضهما الله: البخل وسوء الخلق، ولقد جمع الله تعالى ذلك في قوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]) (2)

[الحديث: 899] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنّة بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنّة قريب من النار، والجاهل السخيّ أحبّ إلى الله من العابد البخيل) (3)

[الحديث: 900] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله تعالى: المعروف هديّة منّي إلى عبدي المؤمن.. وأيّما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان، وحسّنت خلقه، ولم أبتله بالبخل، فإنّي أريد به خيرا) (4)

[الحديث: 901] عن الإمام عليّ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها، وهي تقول: الحمد لله مات شهيدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفّي أيّتها المرأة، فلعلّه كان يبخل بما لا يضرّه، ويقول فيما لا يعنيه) (5)

[الحديث: 902] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما طلعت شمس قطّ إلّا ليجيئها ملكان، يقولان: اللهم عجّل لمنفق خلفا، ولممسك تلفا) (6)

[الحديث: 903] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه) (7)

[الحديث: 904] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس البخيل من أدّى الزكاة المفروضة من ماله، وأعطى البائنة في قومه، إنّما البخيل حقّ البخيل من لم يودّ الزكاة المفروضة من ماله،

__________

(1) مكارم الأخلاق/17.

(2) إرشاد القلوب/137.

(3) إرشاد القلوب/136.

(4) أمالي المفيد/259.

(5) الأشعثيّات/207.

(6) مستدرك الوسائل 1/ 510، الشيخ ابو الفتوح في (تفسيره).

(7) المواعظ للصدوق/106.

مكارم الأخلاق وفضائلها (147)

ولم يعط البائنة في قومه، وهو يبذّر فيما سوى ذلك) (1)

[الحديث: 905] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الصّدقة صدقة تكون عن فضل الكف) (2)

[الحديث: 906] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الصّدقة صدقة عن ظهر الغنى) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 907] سئل الإمام علي عن السخي فقال: (الّذي يأخذ المال من حلّه ويضعه في حلّه) (4)

[الحديث: 908] قال الإمام علي: (السخاء يمحّص الذنوب ويجلب محبّة القلوب) (5)

[الحديث: 909] قال الإمام علي يوصي أصحابه: (أوصيكم بالخشية من الله.. وليكن نظركم عبرا، وصمتكم فكرا، وقولكم ذكرا، وطبيعتكم السخاء، فإنّه لا يدخل الجنّة بخيل، ولا يدخل النار سخيّ) (6)

[الحديث: 910] قال الإمام عليّ: (ثلاث من أبواب البرّ: سخاء النفس، وطيب الكلام، والصبر على الأذى) (7)

[الحديث: 911] قال الإمام علي: (الكرم معدن الخير) (8)

__________

(1) الكافي 4/ 46.

(2) الكافي ج 4 ص 46.

(3) الكافي ج 4 ص 46.

(4) الأشعثيّات/152.

(5) غرر الحكم الفصل 1، رقم 1755.

(6) تحف العقول/390.

(7) الأشعثيّات/231.

(8) غرر الحكم/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (148)

[الحديث: 912] قال الإمام علي: (السخاء أفضل الشيم) (1)

[الحديث: 913] قال الإمام علي: (السخاء خلق الأنبياء) (2)

[الحديث: 914] قال الإمام علي: (الجود في الله عبادة المقرّبين) (3)

[الحديث: 915] قال الإمام علي: (السخاء والشجاعة غرائز شريفة يضعها الله سبحانه فيمن أحبّه وامتحنه) (4)

[الحديث: 916] قال الإمام علي: (أشجع الناس أسخاهم) (5)

[الحديث: 917] قال الإمام علي: (أحسن المكارم الجود) (6)

[الحديث: 918] قال الإمام علي: (أفضل الناس السخيّ الموقن) (7)

[الحديث: 919] قال الإمام علي: (أفضل الفضائل بذل الرغائب، وإسعاف الطالب، والإجمال في المطالب) (8)

[الحديث: 920] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه يحبّ كلّ سمح اليدين حريز الدين) (9)

[الحديث: 921] قال الإمام علي: (بذل اليد بالعطيّة أجمل منقبة وأفضل) (10)

[الحديث: 922] قال الإمام علي: (تحلّ بالسخاء والورع فهما حلية الإيمان وأشرف خلالك) (11)

[الحديث: 923] قال الإمام علي: (خير الناس من كان في يسره سخيّا شكورا) (12)

__________

(1) غرر الحكم/375.

(2) غرر الحكم/375.

(3) غرر الحكم/375.

(4) غرر الحكم/375.

(5) غرر الحكم/375.

(6) غرر الحكم/375.

(7) غرر الحكم/375.

(8) غرر الحكم/375.

(9) غرر الحكم/375.

(10) غرر الحكم/376.

(11) غرر الحكم/375.

(12) غرر الحكم/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (149)

[الحديث: 924] قال الإمام علي: (ما شكرت النعم بمثل بذلها) (1)

[الحديث: 925] قال الإمام علي: (ما أحسن بالإنسان أن يقنع بالقليل، ويجود بالجزيل) (2)

[الحديث: 926] قال الإمام علي: (السخاء يمحص الذنوب ويجلب محبّة القلوب) (3)

[الحديث: 927] قال الإمام علي: (سادة أهل الجنّة الأسخياء والمتّقون) (4)

[الحديث: 928] قال الإمام علي: (إنّكم إلى إنفاق ما اكتسبتم أحوج منكم إلى اكتساب ما تجمعون) (5)

[الحديث: 929] قال الإمام علي: (إنكم إلى إجراء ما أعطيتم أشدّ حاجة من السائل إلى ما أخذ منكم) (6)

[الحديث: 930] قال الإمام علي: (إنّكم أغبط بما بذلتم من الراغب إليكم فيما وصله منكم) (7)

[الحديث: 931] قال الإمام علي: (بسط اليد بالعطاء يجزل الأجر، ويضاعف الجزاء) (8)

[الحديث: 932] قال الإمام علي: (ليس لأحد من دنياه إلّا ما أنفقه على أخراه) (9)

[الحديث: 933] قال الإمام علي: (ما أكلته راح، وما أطعمته فاح) (10)

__________

(1) غرر الحكم/375.

(2) غرر الحكم/375.

(3) غرر الحكم/378.

(4) غرر الحكم/378.

(5) غرر الحكم/379.

(6) غرر الحكم/379.

(7) غرر الحكم/379.

(8) غرر الحكم/379.

(9) غرر الحكم/379.

(10) غرر الحكم/379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (150)

[الحديث: 934] قال الإمام علي: (الجواد في الدنيا محمود، وفي الآخرة مسعود) (1)

[الحديث: 935] قال الإمام علي: (إنّ أجزل ما استدرّت به الأرباح الباقية الصدقة) (2)

[الحديث: 936] قال الإمام عليّ: (سادة الناس في الدنيا الأسخياء وفي الآخرة الأتقياء) (3)

[الحديث: 937] قال الإمام علي: (السخاء سجيّة، الشّرف مزيّة) (4)

[الحديث: 938] قال الإمام علي: (السخاء خلق) (5)

[الحديث: 939] قال الإمام علي: (السخاء زين الإنسان) (6)

[الحديث: 940] قال الإمام علي: (السخاء أشرف عادة) (7)

[الحديث: 941] قال الإمام علي: (الكريم من جاء بالموجود) (8)

[الحديث: 942] قال الإمام علي: (السخاء إحدى السّعادتين) (9)

[الحديث: 943] قال الإمام علي: (الكرم إيثار عذوبة الثناء على حبّ المال) (10)

[الحديث: 944] قال الإمام علي: (السخاء أن تكون بمالك متبرّعا، وعن مال غيرك متورّعا) (11)

[الحديث: 945] قال الإمام علي: (السخاء ثمرة العقل، والقناعة برهان النّبل) (12)

[الحديث: 946] قال الإمام علي: (النّبل بالتحلّي بالجود والوفاء بالعهود) (13)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) أمالي الصدوق/32.

(4) غرر الحكم/375.

(5) غرر الحكم/375.

(6) غرر الحكم/375.

(7) غرر الحكم/375.

(8) غرر الحكم/375.

(9) غرر الحكم/375.

(10) غرر الحكم/375.

(11) غرر الحكم/375.

(12) غرر الحكم/375.

(13) غرر الحكم/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (151)

[الحديث: 947] قال الإمام علي: (الكريم من صان عرضه بماله، واللئيم من صان ماله بعرضه) (1)

[الحديث: 948] قال الإمام علي: (السّخاء والحياء أفضل الخلق) (2)

[الحديث: 949] قال الإمام علي: (ابذل مالك في الحقوق، وواس به الصديق، فإنّ السخاء بالحرّ أخلق) (3)

[الحديث: 950] قال الإمام علي: (أشجع الناس أسخاهم) (4)

[الحديث: 951] قال الإمام علي: (أحسن المكارم الجود) (5)

[الحديث: 952] قال الإمام علي: (نعم السجيّة السخاء) (6)

[الحديث: 953] قال الإمام علي: (لا فضيلة كالسخاء) (7)

[الحديث: 954] قال الإمام علي: (لا فخر في المال إلّا مع الجود) (8)

[الحديث: 955] قال الإمام علي: (أحسن الناس عيشا من عاش الناس في فضله) (9)

[الحديث: 956] قال الإمام علي: (أكرم الأخلاق السخاء، وأعمّها نفعا العدل) (10)

[الحديث: 957] قال الإمام علي: (أفضل الناس في الدّنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء) (11)

__________

(1) غرر الحكم/375.

(2) غرر الحكم/375.

(3) غرر الحكم/375.

(4) غرر الحكم/375.

(5) غرر الحكم/375.

(6) غرر الحكم/375.

(7) غرر الحكم/375.

(8) غرر الحكم/375.

(9) غرر الحكم/376.

(10) غرر الحكم/376.

(11) غرر الحكم/376.

مكارم الأخلاق وفضائلها (152)

[الحديث: 958] قال الإمام علي: (أفضل السخاء أن تكون بمالك متبرّعا، وعن مال غيرك متورّعا) (1)

[الحديث: 959] قال الإمام علي: (أفضل الشّيم السخاء والعفّة والسكينة) (2)

[الحديث: 960] قال الإمام علي: (إنّ إعطاء هذا المال قنية، وإنّ إمساكه فتنة) (3)

[الحديث: 961] قال الإمام علي: (تأميل الناس نوالك خير من خوفهم نكالك) (4)

[الحديث: 962] قال الإمام علي: (عليك بالسخاء فإنّه ثمرة العقل) (5)

[الحديث: 963] قال الإمام علي: (ليكن سجيّتك السخاء والإحسان) (6)

[الحديث: 964] قال الإمام علي: (لو رأيتم السخاء رجلا، لرأيتموه حسنا يسرّ الناظرين) (7)

[الحديث: 965] قال الإمام علي: (من جاد اصطنع) (8)

[الحديث: 966] قال الإمام علي: (من كمال النّعمة التّحلّي بالسخاء والتعفّف) (9)

[الحديث: 967] قال الإمام علي: (لا يكمل الشرف إلّا بالسخاء والتواضع) (10)

[الحديث: 968] قال الإمام علي: (الجود من كرم الطبيعة) (11)

[الحديث: 969] قال الإمام علي: (السخاء عنوان المروءة والنّبل) (12)

[الحديث: 970] قال الإمام علي: (الكرم بذل الجود وإنجاز الموعود) (13)

[الحديث: 971] قال الإمام علي: (إنّما سراة الناس أولو الأحلام الرغيبة والهمم

__________

(1) غرر الحكم/376.

(2) غرر الحكم/376.

(3) غرر الحكم/376.

(4) غرر الحكم/376.

(5) غرر الحكم/376.

(6) غرر الحكم/376.

(7) غرر الحكم/376.

(8) غرر الحكم/376.

(9) غرر الحكم/376.

(10) غرر الحكم/376.

(11) غرر الحكم/376.

(12) غرر الحكم/376.

(13) غرر الحكم/377.

مكارم الأخلاق وفضائلها (153)

الشريفة وذووا النّبل) (1)

[الحديث: 972] قال الإمام علي: (بكثرة الإفضال يعرف الكريم) (2)

[الحديث: 973] قال الإمام علي: (سنّة الكرام ترادف الإنعام) (3)

[الحديث: 974] قال الإمام علي: (سنّة الكرام الجود) (4)

[الحديث: 975] قال الإمام علي: (عادة الكرام الجود) (5)

[الحديث: 976] قال الإمام علي: (كثرة البذل آية النّبل) (6)

[الحديث: 977] قال الإمام علي: (لذّة الكرام في الإطعام، ولذّة اللّئام في الطعام) (7)

[الحديث: 978] قال الإمام علي: (من كرمت نفسه استهان بالبذل والإسعاف) (8)

[الحديث: 979] قال الإمام علي: (من شيم الكرام بذل النّدى) (9)

[الحديث: 980] قال الإمام علي: (مسرّة الكرام في بذل العطاء، ومسرّة اللّئام في سوء الجزاء) (10)

[الحديث: 981] قال الإمام علي: (يستدلّ على كرم الرجل بحسن بشره وبذل برّه) (11)

[الحديث: 982] قال الإمام علي: (السخاء يزرع المحبة) (12)

[الحديث: 983] قال الإمام علي: (السخاء يثير الصفاء) (13)

[الحديث: 984] قال الإمام علي: (السخاء يكسب المحبّة ويزيّن الأخلاق) (14)

__________

(1) غرر الحكم/377.

(2) غرر الحكم/377.

(3) غرر الحكم/377.

(4) غرر الحكم/377.

(5) غرر الحكم/377.

(6) غرر الحكم/377.

(7) غرر الحكم/377.

(8) غرر الحكم/377.

(9) غرر الحكم/377.

(10) غرر الحكم/377.

(11) غرر الحكم/377.

(12) غرر الحكم/378.

(13) غرر الحكم/378.

(14) غرر الحكم/378.

مكارم الأخلاق وفضائلها (154)

[الحديث: 985] قال الإمام علي: (رفق المرء وسخاؤه يحبّبه إلى أعدائه) (1)

[الحديث: 986] قال الإمام علي: (سبب المحبّة السخاء) (2)

[الحديث: 987] قال الإمام علي: (عليكم بالسخاء وحسن الخلق، فإنهما يزيدان الرزق ويوجبان المحبّة) (3)

[الحديث: 988] قال الإمام علي: (في السخاء المحبّة) (4)

[الحديث: 989] قال الإمام علي: (كثرة السخاء تكثر الأولياء وتستصلح الأعداء) (5)

[الحديث: 990] قال الإمام علي: (ما استجلبت المحبّة بمثل السخاء والرّفق وحسن الخلق) (6)

[الحديث: 991] قال الإمام علي: (الكرم إيثار العرض على المال) (7)

[الحديث: 992] قال الإمام علي: (حصّنوا الأعراض بالأموال) (8)

[الحديث: 993] قال الإمام علي: (ما حصّنت الأعراض بمثل البذل) (9)

[الحديث: 994] قال الإمام علي: (وقّوا أعراضكم ببذل أموالكم) (10)

[الحديث: 995] قال الإمام علي: (وفور الدّين والعرض بابتذال الأموال) (11)

[الحديث: 996] قال الإمام علي: (الكرم أفضل السّؤدد) (12)

[الحديث: 997] قال الإمام علي: (إنّما سادة أهل الدنيا والآخرة الأجواد) (13)

__________

(1) غرر الحكم/378.

(2) غرر الحكم/378.

(3) غرر الحكم/378.

(4) غرر الحكم/378.

(5) غرر الحكم/378.

(6) غرر الحكم/378.

(7) غرر الحكم/378.

(8) غرر الحكم/378.

(9) غرر الحكم/378.

(10) غرر الحكم/378.

(11) غرر الحكم/378.

(12) غرر الحكم/378.

(13) غرر الحكم/378.

مكارم الأخلاق وفضائلها (155)

[الحديث: 998] قال الإمام علي: (بالإفضال تعظم الأقدار) (1)

[الحديث: 999] قال الإمام علي: (بكثرة الاحتمال يكثر الفضل) (2)

[الحديث: 1000] قال الإمام علي: (تفضّل تخدم واحلم تقدّم) (3)

[الحديث: 1001] قال الإمام علي: (وفّر عرضك بعرضك تكرم، وتفضّل تخدم، واحلم تقدّم) (4)

[الحديث: 1002] قال الإمام علي: (وفور العرض بابتذال المال، وصلاح الدّين بإفساد الدنيا) (5)

[الحديث: 1003] قال الإمام علي: (سبب السيادة السخاء) (6)

[الحديث: 1004] قال الإمام علي: (من جاد ساد) (7)

[الحديث: 1005] قال الإمام علي: (لا سيادة لمن لا سخاء له) (8)

[الحديث: 1006] قال الإمام علي: (بالإفضال تسترقّ الأعناق) (9)

[الحديث: 1007] قال الإمام علي: (من تفضّل خدم) (10)

[الحديث: 1008] قال الإمام علي: (من بذل ماله استعبد) (11)

[الحديث: 1009] قال الإمام علي: (من بذل ماله استرقّ الرّقاب) (12)

[الحديث: 1010] قال الإمام علي: (من سمحت نفسه بالعطاء استعبد أبناء الدّنيا) (13)

__________

(1) غرر الحكم/378.

(2) غرر الحكم/378.

(3) غرر الحكم/378.

(4) غرر الحكم/378.

(5) غرر الحكم/378.

(6) غرر الحكم/378.

(7) غرر الحكم/379.

(8) غرر الحكم/379.

(9) غرر الحكم/379.

(10) غرر الحكم/379.

(11) غرر الحكم/379.

(12) غرر الحكم/379.

(13) غرر الحكم/379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (156)

[الحديث: 1011] قال الإمام علي: (السخاء ستر العيوب) (1)

[الحديث: 1012] قال الإمام علي: (غطاء العيوب السخاء والعفاف) (2)

[الحديث: 1013] قال الإمام علي: (غطّوا معايبكم بالسخاء، فإنّه ستر العيوب) (3)

[الحديث: 1014] قال الإمام علي: (السخاء يكسب الحمد) (4)

[الحديث: 1015] قال الإمام علي: (الجواد محبوب محمود، وإن لم يصل من جوده إلى مادحه شيء، والبخيل ضدّ ذلك) (5)

[الحديث: 1016] قال الإمام علي: (من يعطِ باليد القصيرة يعطَ باليد الطويلة) (6)

[الحديث: 1017] قال الإمام علي: (من بسط يده بالإنعام حصّن نعمته من الانصرام) (7)

[الحديث: 1018] قال الإمام علي: (البذل يكسب الحمد) (8)

[الحديث: 1019] قال الإمام علي: (أنعم تشكر، وارهب تحذر، ولا تمازح فتحقر) (9)

[الحديث: 1020] قال الإمام علي: (إنّ أفضل ما استجلب به الثناء السخاء) (10)

[الحديث: 1021] قال الإمام علي: (بتحمّل المؤن تكثر المحامد) (11)

[الحديث: 1022] قال الإمام علي: (بالبذل تكثر المحامد) (12)

[الحديث: 1023] قال الإمام علي: (جد بما تجد تحمد) (13)

__________

(1) غرر الحكم/379.

(2) غرر الحكم/379.

(3) غرر الحكم/379.

(4) غرر الحكم/379.

(5) غرر الحكم/379.

(6) غرر الحكم/379.

(7) غرر الحكم/379.

(8) غرر الحكم/379.

(9) غرر الحكم/380.

(10) غرر الحكم/380.

(11) غرر الحكم/380.

(12) غرر الحكم/380.

(13) غرر الحكم/380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (157)

[الحديث: 1024] قال الإمام علي: (من أحبّ الذّكر الجميل فليبذل ماله) (1)

[الحديث: 1025] قال الإمام علي: (ما شاع الذّكر بمثل البذل) (2)

[الحديث: 1026] قال الإمام علي: (أعط تصطنع) (3)

[الحديث: 1027] قال الإمام علي: (أسمحكم أربحكم.. أعلمكم أربحكم) (4)

[الحديث: 1028] قال الإمام علي: (إن تفضّلت خدمت) (5)

[الحديث: 1029] قال الإمام علي: (بالسخاء تزان الأفعال) (6)

[الحديث: 1030] قال الإمام علي: (ببذل النعمة تستدام النعمة) (7)

[الحديث: 1031] قال الإمام علي: (ثمرة الكرم صلة الرحم) (8)

[الحديث: 1032] قال الإمام علي: (لن يقدر أحد أن يستديم النعم بمثل شكرها، ولا يزينها بمثل بذلها) (9)

[الحديث: 1033] قال الإمام علي: (لم يرزق المال من لم ينفقه) (10)

[الحديث: 1034] قال الإمام علي: (من منع العطاء منع الثناء) (11)

[الحديث: 1035] قال الإمام علي: (من هان عليه بذل الأموال توجّهت إليه الآمال) (12)

[الحديث: 1036] قال الإمام علي: (من لم يسمح وهو محمود سمح وهو ملوم) (13)

[الحديث: 1037] قال الإمام علي: (من لم يجد لم يحمد) (14)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) غرر الحكم/380.

(4) غرر الحكم/380.

(5) غرر الحكم/380.

(6) غرر الحكم/380.

(7) غرر الحكم/380.

(8) غرر الحكم/380.

(9) غرر الحكم/380.

(10) غرر الحكم/380.

(11) غرر الحكم/380.

(12) غرر الحكم/380.

(13) غرر الحكم/380.

(14) غرر الحكم/380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (158)

[الحديث: 1038] قال الإمام علي: (من لم تعرف الكرم من طبعه فلا ترجه) (1)

[الحديث: 1039] قال الإمام علي: (من لم يكن له سخاء ولا حياء فالموت خير له من الحياة) (2)

[الحديث: 1040] قال الإمام علي: (ما أكمل السيادة من لم يسمح) (3)

[الحديث: 1041] قال الإمام علي: (الكرم بريء من الحسد) (4)

[الحديث: 1042] قال الإمام علي: (السخاء ما كان ابتداء، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء وتذمّم) (5)

[الحديث: 1043] قال الإمام علي: (كن بمالك متبرّعا، وعن مال غيرك متورّعا) (6)

[الحديث: 1044] قال الإمام علي: (لير عليك أثر ما أنعم الله به عليك) (7)

[الحديث: 1045] قال الإمام علي: (ما أحسن الجود مع الإعسار) (8)

[الحديث: 1046] قال الإمام علي: (الكريم إذا أيسر أسعف، وإذا أعسر خفّف) (9)

[الحديث: 1047] قال الإمام علي: (من لم يعط قاعدا منع قائما) (10)

[الحديث: 1048] قال الإمام علي: (من منع المال من يحمده ورّثه من لا يحمده) (11)

[الحديث: 1049] قال الإمام علي: (ابذل معروفك، وكفّ أذاك) (12)

[الحديث: 1050] قال الإمام علي: (أعط ما تعطيه معجّلا مهنّأ، وإن منعت فليكن في إجمال وإعذار) (13)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) غرر الحكم/380.

(4) غرر الحكم/381.

(5) نهج البلاغة حكمة 50/ 1112.

(6) غرر الحكم/376.

(7) غرر الحكم/376.

(8) غرر الحكم/376.

(9) غرر الحكم/377.

(10) غرر الحكم/380.

(11) غرر الحكم/380.

(12) غرر الحكم/380.

(13) غرر الحكم/380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (159)

[الحديث: 1051] قال الإمام علي: (بذل العطاء زكاة النّعماء) (1)

[الحديث: 1052] قال الإمام علي: (لا تستكثرنّ العطاء وإن كثر، فإنّ حسن الثناء أكثر منه) (2)

[الحديث: 1053] قال الإمام علي: (جودوا في الله وجاهدوا أنفسكم على طاعته يعظم لكم الجزاء ويحسن لكم الحباء) (3)

[الحديث: 1054] سئل الإمام عليّ عن الإيمان، فقال: (الإيمان على أربعة دعائم: الصبر، واليقين، والعدل والجود) (4)

[الحديث: 1055] قال الإمام علي: (جود الرجل يحبّبه إلى أضداده وبخله يبغّضه إلى أولاده) (5)

[الحديث: 1056] قال الإمام علي: (بالجود يبتنى المجد ويجتلب الحمد) (6)

[الحديث: 1057] قال الإمام علي: (الجود حارس الأعراض) (7)

[الحديث: 1058] قال الإمام علي: (بالجود تكون السيادة) (8)

[الحديث: 1059] قال الإمام علي: (جد تسد واصبر تظفر) (9)

[الحديث: 1060] قال الإمام علي: (جود الفقير يجلّه وبخل الغنيّ يذلّه) (10)

[الحديث: 1061] قال الإمام علي: (الجود رياسة، الملك سياسة) (11)

[الحديث: 1062] قال الإمام علي: (جودوا بما يفنى تعتاضوا عنه بما يبقى) (12)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) غرر الحكم ص 369.

(4) جامع الأخبار ص 36.

(5) غرر الحكم ص 378.

(6) غرر الحكم ص 378.

(7) غرر الحكم ص 378.

(8) غرر الحكم ص 378.

(9) غرر الحكم ص 378.

(10) غرر الحكم ص 378.

(11) غرر الحكم ص 378.

(12) غرر الحكم ص 379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (160)

[الحديث: 1063] قال الإمام علي: (السيّد من تحمّل المؤونة وجاد بالمعونة) (1)

[الحديث: 1064] قال الإمام علي: (أفضل الجود ما كان عن عسرة) (2)

[الحديث: 1065] قال الإمام علي: (ستّة أشياء حسن، ولكن من ستّة أحسن: العدل حسن وهو من الامراء أحسن، والصبر حسن وهو من الفقراء أحسن، والورع حسن وهو من العلماء أحسن، والسخاء حسن وهو من الأغنياء أحسن، والتوبة حسنة وهي من الشاب أحسن، والحياء حسن وهو من النساء أحسن، وأمير لا عدل له كغيم لا غيث له، وفقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له، وعالم لا ورع له كشجرة لا ثمرة لها، وغني لا سخاء له كمكان لا نبت له، وشاب لا توبة له كنهر لا ماء له، وامرأة لا حياء لها كطعام لا ملح له) (3)

[الحديث: 1066] قال الإمام علي: (البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به إلى كلّ سوء) (4)

[الحديث: 1067] قال الإمام علي: (البخل عار، والجبن منقصة) (5)

[الحديث: 1068] قال الإمام علي: (لا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل، ويعدك الفقر، ولا جبانا يضعفك عن الأمور، ولا حريصا يزيّن لك الشره بالجور، فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظنّ بالله) (6)

[الحديث: 1069] قال الإمام علي: (البخيل خازن لورثته) (7)

[الحديث: 1070] قال الإمام علي: (البخل بالموجود سوء الظنّ بالمعبود) (8)

__________

(1) غرر الحكم ص 375.

(2) غرر الحكم ص 381.

(3) إرشاد القلوب/193.

(4) نهج البلاغة حكمة 370/ 1266.

(5) نهج البلاغة حكمة 3/ 1089.

(6) نهج البلاغة عهد 53/ 998.

(7) غرر الحكم/292.

(8) غرر الحكم/292.

مكارم الأخلاق وفضائلها (161)

[الحديث: 1071] قال الإمام علي: (الحرص والشره والبخل نتيجة الجهل) (1)

[الحديث: 1072] قال الإمام علي: (البخيل يبخل على نفسه باليسير من دنياه، ويسمح لورّاثه بكلّها) (2)

[الحديث: 1073] قال الإمام علي: (البخيل يسمح من عرضه بأكثر ممّا أمسك من عرضه، ويضيّع من دينه أضعاف ما حفظ من نشبه) (3)

[الحديث: 1074] قال الإمام علي: (أربع تشين الرجل: البخل، والكذب، والشره، وسوء الخلق) (4)

[الحديث: 1075] قال الإمام علي: (آفة الاقتصاد البخل) (5)

[الحديث: 1076] قال الإمام علي: (بئس الخليقة البخل) (6)

[الحديث: 1077] قال الإمام علي: (تجنّبوا البخل والنفاق، فهما من أذمّ الأخلاق) (7)

[الحديث: 1078] قال الإمام علي: (لم يوفّق من بخل على نفسه بخيره، وخلّف ماله لغيره) (8)

[الحديث: 1079] قال الإمام علي: (من بخل بما لا يملكه فقد بالغ في الرذيلة) (9)

[الحديث: 1080] قال الإمام علي: (من لم يدع وهو محمود، يدع وهو مذموم) (10)

[الحديث: 1081] قال الإمام علي: (من لم يقدّم ماله لآخرته وهو مأجور، خلّفه

__________

(1) غرر الحكم/292.

(2) غرر الحكم/292.

(3) غرر الحكم/292.

(4) غرر الحكم/292.

(5) غرر الحكم/292.

(6) غرر الحكم/292.

(7) غرر الحكم/292.

(8) غرر الحكم/292.

(9) غرر الحكم/292.

(10) غرر الحكم/292.

مكارم الأخلاق وفضائلها (162)

وهو مأثوم) (1)

[الحديث: 1082] قال الإمام علي: (من بخل على المحتاج بما لديه، كثر سخط الله عليه) (2)

[الحديث: 1083] قال الإمام علي: (من سوء الخلق: البخل، وسوء التقاضي) (3)

[الحديث: 1084] قال الإمام علي: (من أقبح الخلائق الشحّ) (4)

[الحديث: 1085] قال الإمام علي: (ما أقبح البخل مع الإكثار) (5)

[الحديث: 1086] قال الإمام علي: (ما أقبح البخل بذوي النبل) (6)

[الحديث: 1087] قال الإمام علي: (ما عقد إيمانه من بخل بإحسانه) (7)

[الحديث: 1088] قال الإمام علي: (ما اجتلب سخط الله بمثل البخل) (8)

[الحديث: 1089] قال الإمام علي: (ما عقل من بخل بإحسانه) (9)

[الحديث: 1090] قال الإمام علي: (ويح البخيل المتعجّل الفقر الّذي منه هرب، والتارك الغنى الّذي إيّاه طلب) (10)

[الحديث: 1091] قال الإمام علي: (لا سوأة أسوأ من الشحّ) (11)

[الحديث: 1092] قال الإمام علي: (لا سوأة أسوأ من البخل) (12)

[الحديث: 1093] قال الإمام علي: (لو رأيتم البخل رجلا لرأيتموه شخصا مشوّها) (13)

__________

(1) غرر الحكم/292.

(2) غرر الحكم/292.

(3) غرر الحكم/292.

(4) غرر الحكم/292.

(5) غرر الحكم/292.

(6) غرر الحكم/292.

(7) غرر الحكم/292.

(8) غرر الحكم/292.

(9) غرر الحكم/292.

(10) غرر الحكم/292.

(11) غرر الحكم/292.

(12) غرر الحكم/292.

(13) غرر الحكم/293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (163)

[الحديث: 1094] قال الإمام علي: (لو رأيتم البخل رجلا لرأيتموه مشوّها، يغضّ عنه كلّ بصر، وينصرف عنه كلّ قلب) (1)

[الحديث: 1095] قال الإمام علي: (من لزم الشحّ عدم النصيح) (2)

[الحديث: 1096] قال الإمام علي: (من بخل على نفسه كان على غيره أبخل) (3)

[الحديث: 1097] قال الإمام علي: (لا مروءة لبخيل) (4)

[الحديث: 1098] قال الإمام علي: (أبخل الناس بقرضه أسخاهم بعرضه) (5)

[الحديث: 1099] قال الإمام علي: (أبخل الناس من بخل على نفسه بماله وخلّفه لورّاثه) (6)

[الحديث: 1100] قال الإمام علي: (البخل عار والجبن منقصة، كن سمحا ولا تكن مبذّرا، وكن مقدّرا ولا تكن مقترا، ولا تستحي من إعطاء القليل، فإنّ الحرمان أقلّ منه) (7)

[الحديث: 1101] قال الإمام علي: (عجبت للبخيل يستعجل الفقر الّذي هرب منه ويفوته الغنى الّذي إيّاه طلب، يعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء) (8)

[الحديث: 1102] قال الإمام علي: (البخل يزري بصاحبه) (9)

[الحديث: 1103] قال الإمام علي: (البخل يكسب الذمّ) (10)

__________

(1) غرر الحكم/293.

(2) غرر الحكم/293.

(3) غرر الحكم/293.

(4) غرر الحكم/293.

(5) غرر الحكم/293.

(6) غرر الحكم/293.

(7) مشكاة الأنوار/232.

(8) مشكاة الأنوار/232.

(9) غرر الحكم/293.

(10) غرر الحكم/293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (164)

[الحديث: 1104] قال الإمام علي: (البخل يذلّ مصاحبه، ويعزّ مجانبه) (1)

[الحديث: 1105] قال الإمام علي: (من قبض يده مخافة الفقر فقد تعجّل الفقر) (2)

[الحديث: 1106] قال الإمام علي: (الشحّ يكسب المسبّة) (3)

[الحديث: 1107] قال الإمام علي: (احذروا البخل، فإنّه لؤم ومسبّة) (4)

[الحديث: 1108] قال الإمام علي: (البخيل ذليل بين أعزّته) (5)

[الحديث: 1109] قال الإمام علي: (البخل يكسب العار، ويدخل النار) (6)

[الحديث: 1110] قال الإمام علي: (الباخل في الدنيا مذموم، وفي الآخرة معذّب ملوم) (7)

[الحديث: 1111] قال الإمام علي: (إيّاك والتحلّي بالبخل، فإنّه يزري بك عند القريب (الغريب)، ويمقّتك إلى النسيب القريب) (8)

[الحديث: 1112] قال الإمام علي: (من بخل بماله ذلّ) (9)

[الحديث: 1113] قال الإمام علي: (ما أذلّ النفس كالحرص، ولا شان العرض كالبخل) (10)

[الحديث: 1114] قال الإمام علي: (البخل فقر) (11)

[الحديث: 1115] قال الإمام علي: (البخيل متعجّل الفقر) (12)

[الحديث: 1116] قال الإمام علي: (البخل أحد الفقرين) (13)

__________

(1) غرر الحكم/293.

(2) غرر الحكم/293.

(3) غرر الحكم/293.

(4) غرر الحكم/293.

(5) غرر الحكم/293.

(6) غرر الحكم/293.

(7) غرر الحكم/293.

(8) غرر الحكم/293.

(9) غرر الحكم/293.

(10) غرر الحكم/293.

(11) غرر الحكم/293.

(12) غرر الحكم/293.

(13) غرر الحكم/293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (165)

[الحديث: 1117] قال الإمام علي: (إيّاك والشحّ، فإنّه جلباب المسكنة، وزمام يعاد

إلى كلّ دناءة) (1)

[الحديث: 1118] قال الإمام علي: (لا تبخل فتقتّر، ولا تسرف فتنفرط) (2)

[الحديث: 1119] قال الإمام علي: (تسعة أشياء من تسعة أنفس أقبح من غيرهم: ضيق الذرع من الملوك، والبخل من الأغنياء، وسرعة الغضب من العلماء، والصبا من الكهول، والقطيعة من الرؤوس، والكذب من القضاة، والدمانة من الأطباء، والبذاء من النساء) (3)

[الحديث: 1120] قال الإمام علي: (أبعد الخلائق من الله تعالى البخيل الغنيّ) (4)

[الحديث: 1121] قال الإمام علي: (البخل بإخراج ما افترضه الله سبحانه من الأموال أقبح البخل) (5)

[الحديث: 1122] قال الإمام علي: (أقبح البخل منع الأموال من مستحقّها) (6)

[الحديث: 1123] قال الإمام علي: (خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كلّ شيء يعرض لها) (7)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 1124] قال الإمام السجاد: (إنّي لأستحي من ربّي أن آوي الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنّة، وأبخل عليه بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنّة لك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل) (8)

__________

(1) غرر الحكم/293.

(2) غرر الحكم/293.

(3) نوادر الراوندي/55.

(4) غرر الحكم/292.

(5) غرر الحكم/295.

(6) غرر الحكم/295.

(7) نهج البلاغة حكمة 226/ 1191.

(8) مصادقة الإخوان/62.

مكارم الأخلاق وفضائلها (166)

[الحديث: 1125] قال الإمام السجاد: (الذنوب الّتي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نيّة الأداء، والإسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام، وسوء الخلق، وقلّة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين) (1)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 1126] عن أبي بصير قال: قلت للإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوّذ من البخل، فقال: (نعم يا أبا محمّد، في كلّ صباح ومساء، ونحن نتعوّذ بالله من البخل، يقول الله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]، وسأخبرك عن عاقبة البخل: إنّ قوم لوط كانوا أهل قرية أشحّاء على الطعام، فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم)، فقلت: وما أعقبهم؟ فقال: (إنّ قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلمّا كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا، بخلا ولؤما، فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنّما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتّى ينكل النازل عنهم، فشاع أمرهم في القرية وحذرهم النازلة، فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك، حتّى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل)، ثمّ قال: (فأيّ داء أدأى من البخل، ولا أضرّ عاقبة، ولا أفحش عند الله تعالى؟) (2)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1127] قال الإمام الصادق لبعض جلسائه: (ألا أخبرك بشيء يقرب من الله ويقرب من الجنّة ويباعد من النار؟) فقال: بلى، فقال: (عليك بالسخاء فإنّ الله خلق

__________

(1) معاني الأخبار/270.

(2) علل الشرائع/548.

مكارم الأخلاق وفضائلها (167)

خلقا برحمته لرحمته فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها، يسعى إليهم لكي يحيوهم كما يحيي المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة) (1)

[الحديث: 1128] قال الإمام الصادق: (طلبت الجنّة فوجدتها في السخاء، وطلبت العافية فوجدتها في العزلة) (2)

[الحديث: 1129] قال الإمام الصادق: (جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل) (3)

[الحديث: 1130] قال الإمام الصادق: (السخاء من أخلاق الأنبياء وهو عماد الإيمان، ولا يكون مؤمن إلّا سخيّا، ولا يكون سخيّا إلّا ذو يقين وهمّة عالية، لأنّ السخاء شعاع نور اليقين، ومن عرف ما قصد، هان عليه ما بذل) (4)

[الحديث: 1131] قال الإمام الصادق: (من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة؟ أنفق ولا تخف فقرا، وأنصف الناس من نفسك، وأفش السّلام في العالم، واترك المراء وإنْ كنْت محقّا) (5)

[الحديث: 1132] قال الإمام الصادق: (من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا) (6)

[الحديث: 1133] قال الإمام الصادق: (أربعة من أخلاق الأنبياء عليهم السّلام: البرّ، والسخاء، والصبر على النائبة، والقيام بحقّ المؤمن) (7)

[الحديث: 1134] قال الإمام الصادق: (إنّا لنحبّ من كان عاقلا فهما، فقيها، حليما، مداريا، صبورا، صدوقا، وفيّا.. إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله

__________

(1) الكافي 4/ 41.

(2) مستدرك الوسائل 2/ 357، مجموعة الشهيد.

(3) نزهة الناظر/108.

(4) مصباح الشريعة/34.

(5) من لا يحضره الفقيه 2/ 34.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 185.

(7) تحف العقول/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (168)

إيّاها)، قيل: وما هنّ؟ قال: (هنّ الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبرّ وصدق الحديث وأداء الأمانة) (1)

[الحديث: 1135] قال الإمام الصادق: (إنّ لله عزّ وجلّ وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجدا، والله عزّ وجلّ يحبّ مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله تعالى به نبيّه عليه السّلام أن قال له: يا محمد إنّك لعلى خلق عظيم) قال: (السخاء وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 1136] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ ارتضى لكم الإسلام دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (3)

[الحديث: 1137] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (عليك بالسخاء وحسن الخلق، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة) (4)

[الحديث: 1138] قال الإمام الصادق: (ما من عبد حسن خلقه، وبسط يده إلّا كان في ضمان الله لا محالة، وممن يهديه حتى يدخله الجنّة) (5)

[الحديث: 1139] قال الإمام الصادق: (لا يكمل إيمان العبد حتّى يكون فيه خصال أربع: يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله) (6)

[الحديث: 1140] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أنّ ذلك من خير، وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن

__________

(1) أصول الكافي 2/ 56.

(2) أمالي الطوسي 1/ 308.

(3) أصول الكافي 2/ 56.

(4) أمالي الطوسي 1/ 308.

(5) مشكاة الأنوار/230.

(6) أمالي الطوسي 1/ 235.

مكارم الأخلاق وفضائلها (169)

الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة والصدق وأداء الأمانة) (1)

[الحديث: 1141] قال الصادق: (ليس السخيّ المبذر الّذي ينفق ماله في غير حقّه، ولكنّه الّذي يؤدّي إلى الله عزّ وجلّ ما افترض عليه في ماله من الزكاة وغيرها. والبخيل الّذي لا يؤدّي حقّ الله عزّ وجلّ عليه في ماله) (2)

[الحديث: 1142] سئل الإمام الصادق عن حدّ السخاء، فقال: (تخرج من مالك الحقّ الّذي أوجبه الله عليك، فتضعه في موضعه) (3)

[الحديث: 1143] قال الإمام الصادق: (السخيّ الكريم، الّذي ينفق ماله في حقّ) (4)

[الحديث: 1144] قال الإمام الصادق: (السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه، فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة الله عزّ وجلّ) (5)

[الحديث: 1145] قال الإمام الصادق: (البخيل من بخل بالسلام) (6)

[الحديث: 1146] قال الإمام الصادق: (خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم) (7)

[الحديث: 1147] قال الإمام الصادق: (الحسد ما حق الحسنات، والزهو جالب المقت، والعجب صارف عن طلب العلم، داع إلى التخبّط في الجهل، والبخل أذمّ الأخلاق، والطمع سجيّة سيّئة) (8)

[الحديث: 1148] قال الإمام الصادق: (المؤمن حليم لا يجهل وإن جهل عليه

__________

(1) أصول الكافي 2/ 56.

(2) أمالي الطوسي 2/ 89.

(3) الكافي 4/ 38.

(4) معاني الأخبار/256.

(5) معاني الأخبار/256.

(6) مشكاة الأنوار/231.

(7) الخصال 1/ 96.

(8) نزهة الناظر/140.

مكارم الأخلاق وفضائلها (170)

يحلم، ولا يظلم وإن ظلم غفر، ولا يبخل وإن بخل عليه صبر) (1)

[الحديث: 1149] قال الإمام الصادق: (إنّ المؤمن لا تكون سجيّته الكذب والبخل والفجور، ولكن ربّما ألمّ بشيء من هذا لا يدوم عليه) (2)

[الحديث: 1150] قال الإمام الصادق: (ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم من يسأل بكفّه، ولا يكون فيهم بخيل، ولا يكون فيهم مأبون) (3)

[الحديث: 1151] قال الإمام الصادق: (حسب البخيل من بخله سوء الظنّ بربّه، من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة) (4)

[الحديث: 1152] قال الإمام الصادق: (ثلاث إذا كنّ في الرجل فلا تحرج أن تقول: إنّه في جهنّم: الجفاء والجبن والبخل، وثلاث إذا كنّ في المرأة فلا تحرج أن تقول: إنّها في جهنّم: البذاء والخيلاء والفجر) (5)

[الحديث: 1153] قال الإمام الصادق: (الدنيا بمنزلة صورة رأسها الكبر، وعينها الحرص، وأذنها الطمع، ولسانها الرياء، ويدها الشهوة، ورجلها العجب، وقلبها الغفلة، وكونها الفناء، وحاصلها الزوال، فمن أحبّها أورثته الكبر، ومن استحسنها أورثته الحرص، ومن طلبها أورثته الطمع، ومن مدحها ألبسته الرياء، ومن أرادها مكّنته من العجب، ومن ركن إليها أولته الغفلة، ومن أعجبه متاعها افتنته ولا تبقى له، ومن جمعها وبخل بها ردّته إلى مستقرّها وهي النار) (6)

[الحديث: 1154] قال الإمام الصادق: (جاهل سخيّ أفضل من ناسك بخيل) (7)

[الحديث: 1155] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تعالى رضي لكم الإسلام دينا،

__________

(1) أصول الكافي 2/ 235.

(2) الخصال 1/ 129.

(3) الخصال 1/ 131.

(4) الاختصاص/234.

(5) الخصال 1/ 158.

(6) مصباح الشريعة/139.

(7) بحار الأنوار 68/ 357 عن (الدرّة الباهرة).

مكارم الأخلاق وفضائلها (171)

فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 1156] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ الله أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167]: (هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا، ثمّ يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو في معصية الله، فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له، وإنْ كان عمل به في معصية الله قوّاه بذلك المال حتّى عمل به في معصية الله عزّ وجلّ) (2)

[الحديث: 1157] قال الإمام الصادق: (عجبت لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه أو يبخل بها وهي مدبرة عنه، فلا الإنفاق مع الإقبال يضرّه، ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه) (3)

[الحديث: 1158] قال الإمام الصادق: (خمس هنّ كما أقول: ليست لبخيل راحة، ولا لحسود لذّة، ولا لملوك وفاء، ولا لكذّاب مروءة، ولا يسود سفيه) (4)

[الحديث: 1159] قال الإمام الصادق: (انّ الله عزّ وجلّ يبغض الغنيّ الظلوم، والشيخ الفاجر، والصعلوك المختال)، ثمّ قال: (أتدري ما الصعلوك المختال؟) قيل: القليل المال، قال: (لا، ولكنّه الغنيّ الّذي لا يتقرّب إلى الله تعالى بشيء من ماله) (5)

[الحديث: 1160] قال الإمام الصادق: (إنّ البخيل من كسب مالا من غير حلّه، وأنفقه في غير حقّه) (6)

5 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 1161] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (ليكن نظركم عبرا،

__________

(1) مشكاة الأنوار/232.

(2) الكافي 4/ 42.

(3) مشكاة الأنوار/231.

(4) الخصال 1/ 271.

(5) كتاب حسين بن عثمان بن شريك/109.

(6) معاني الأخبار/245.

مكارم الأخلاق وفضائلها (172)

وصمتكم فكرا، وقولكم ذكرا، وطبيعتكم السخاء، فإنّه لا يدخل الجنّة بخيل، ولا يدخل النار سخيّ) (1)

[الحديث: 1162] قال الإمام الكاظم: (السخيّ: الحسن الخلق في كنف الله لا يستخلى الله منه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّا ولا وصيّا إلّا سخيّا، وما كان أحد من الصالحين إلّا سخيّا، وما زال أبي يوصيني بالسخاء حتّى مضى) (2)

[الحديث: 1163] سئل الإمام الكاظم عن الجواد، فقال: (إنّ لكلامك وجهين فإن كنت تسأل عن المخلوق فإنّ الجواد الّذي يؤدّي ما افترض الله عليه، وإنْ كنْت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع، لأنّه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك، وإن منعك منعك ما ليس لك) (3)

[الحديث: 1164] قال الإمام الكاظم: (إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سرورا فرّح الله قلبه يوم القيامة) (64)

6 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 1165] سئل الإمام الحسن عن الكرم، والنجدة، والمروّة؟ فقال: (أمّا الكرم: فالتبرّع بالمعروف، والإعطاء قبل السؤال، والإطعام في المحل، وأمّا النجدة: فالذبّ عن الجار، والصبر في المواطن، والإقدام في الكريهة، وأمّا المروّة: فحفظ الرجل دينه، وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه بضيعته، وأداء الحقوق، وإفشاء السّلام) (4)

[الحديث: 1166] سئل الإمام الحسن عن البخل؟ فقال: (هو أن يرى الرجل ما

__________

(1) تحف العقول/390.

(2) الكافي 4/ 39.

(3) الكافي 4/ 38.

(4) نزهة الناظر/79.

مكارم الأخلاق وفضائلها (173)

أنفقه تلفا، وما أمسكه شرفا) (1)

[الحديث: 1167] قال الإمام الباقر: (سخاء المرء عما في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس والبذل، ومروّة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفّف والغنى أكثر من مروءة الإعطاء، وخير المال الثقة بالله واليأس عما في أيدي الناس) (2)

[الحديث: 1168] قال الإمام الرضا: (إيّاك والسخيّ فإنّ الله عزّ وجلّ يأخذ بيده) (3)

[الحديث: 1169] قال الإمام الرضا: (السخيّ يأكل طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلّا يأكلوا من طعامه) (4)

[الحديث: 1170] قال الإمام الرضا: (إيّاكم والبخل فإنّه عاهة لا يكون في حرّ ولا مؤمن، إنّه خلاف الإيمان) (5)

[الحديث: 1171] قال الإمام الرضا: (السخاء شجرة في الجنّة، أغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن منها أدّته إلى الجنّة، والبخل شجرة في النار، أغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدّته إلى النار، أعاذنا الله وإيّاكم من النار) (6)

[الحديث: 1172] قال الإمام العسكري: (اعلم أن للحياء مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو ضعف، وللجود مقدارا فإن زاد على ذلك فهو سرف، وللحزم مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو جبن، وللاقتصاد مقدارا، فإن زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقدارا فإن زاد عليها فهو التهوّر) (7)

__________

(1) نزهة الناظر/33.

(2) التهذيب 6/ 387.

(3) الاختصاص/253.

(4) الكافي 4/ 41.

(5) فقه الإمام الرضا/338.

(6) فقه الإمام الرضا/362.

(7) نزهة الناظر ص 144.

مكارم الأخلاق وفضائلها (174)

الرفق والسماحة

الرفق والسماحة واللين واللطف وغيرها من الأخلاق الكريمة من الأركان الضرورية التي يقوم عليها بنيان الأخلاق القرآنية والنبوية؛ فلا يمكن للغليظ الخشن المتعصب المتطرف أن يكون صاحب خلق حسن، لأن النفوس تنفر منه، والنفور يتنافى مع الأخلاق.

ولهذا وصف الله تعالى من شرفهم بكونهم [عباد الرحمن]، وكيف كانوا يتكلمون، وكيف كانوا يسيرون، وكيف كان الهدوء والسلام ينبعث من جميع مواقفهم حتى مع أعدائهم، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 63 - 68]

وهذه الآيات الكريمة تدل على شمول السماحة واللين لكل الجهات، ابتداء من الأرض التي يسيرون عليها بكل تواضع، وانتهاء بالله تعالى عندما يسجدون له ويقومون، ثم بعد ذلك يطلبون منه أن يقيهم العذاب، وفي ذلك دليل على انتفاء الغرور والعجب عنهم.

كما وصفهم بذلك في قوله عند بيانه لتأثير قراءة القرآن الكريم في النفوس المطمئنة: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]

مكارم الأخلاق وفضائلها (175)

وهكذا؛ فإن السماحة والرفق من الأخلاق التي لا يمكن تقسيمها أو الأخذ ببعض أجزائها، وترك غيره.. بل هي خلق شامل مستوعب لكل المجالات، وإلا كان مجرد ادعاء، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قمة السماحة واللين، ومع كل الناس، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين، كم وصفه الله تعالى بذلك في قوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]

وقد ذكر الإمام علي في وصفه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من مظاهر لينه وسماحته، فقال: (كان صلى الله عليه وآله وسلم دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظّ ولا غليظ، ولا صخّاب ولا فحّاش، ولا عيّاب ولا مدّاح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه راجيه، ولا يخيّب فيه مؤمّليه. قد ترك نفسه من ثلاث: من المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه. إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطّير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه. ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه، حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم، وكان يقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه، وكان لا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز، فيقطعه بنهي أو قيام) (1)

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الرفق والسماحة وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

__________

(1) مكارم الاخلاق: 8.

مكارم الأخلاق وفضائلها (176)

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1173] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الرّفق لا يكون في شيء إلّا زانه، ولا ينزع من شيء إلّا شانه) (1)

[الحديث: 1174] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به) (2)

[الحديث: 1175] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعطي حظّه من الرّفق فقد أعطي حظّه من الخير، ومن حرم حظّه من الرّفق حرم حظّه من الخير) (3)

[الحديث: 1176] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يحرم الرّفق يحرم الخير) (4)

[الحديث: 1177] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صلّى أحدكم للنّاس فليخفّف فإنّ منهم الضّعيف والسّقيم والكبير وإذا صلّى أحدكم لنفسه فليطوّل ما شاء) (5)

[الحديث: 1178] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم أن تتّخذوا ظهور دوابّكم منابر، فإنّ الله إنّما سخّرها لكم لتبلّغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلّا بشقّ الأنفس وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم) (6)

[الحديث: 1179] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم والوصال) قالوا: فإنّك تواصل يا رسول الله، قال: (إنّكم لستم في ذلك مثلي إنّي أبيت يطعمني ربّي ويسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون) (7)

__________

(1) مسلم (2594)

(2) مسلم (1828)

(3) الترمذي (213)

(4) مسلم (2592)

(5) البخاري (703) ومسلم (467)

(6) أبو داود (2567) وقال محقق جامع الأصول (4/ 528):

إسناده حسن.

(7) البخاري (1966) ومسلم (1103)

مكارم الأخلاق وفضائلها (177)

[الحديث: 1180] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) (1)

[الحديث: 1181] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يسّروا ولا تعسّروا وسكّنوا ولا تنفّروا) (2)

[الحديث: 1182] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اسمح يسمح لك) (3)

[الحديث: 1183] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دخل رجل الجنّة بسماحته قاضيا ومتقاضيا) (4)

[الحديث: 1184] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) (5)

[الحديث: 1185] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الدين يسر، ولن يشادّ الدّين أحد إلّا غلبه، فسدّدوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرّوحة وشيء من الدّلجة) (6)

[الحديث: 1186] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أقال مسلما، أقال الله عثرته) (7)

[الحديث: 1187] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنظر معسرا أو وضع له، أظلّه الله يوم القيامة تحت ظلّ عرشه، يوم لا ظلّ إلّا ظلّه) (8)

[الحديث: 1188] عن مالك بن الحويرث قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رحيما رفيقا فلمّا رأى شوقنا إلى أهالينا، قال: (ارجعوا فكونوا

__________

(1) مسلم (2699)

(2) البخاري (6125) مسلم (1734)

(3) أحمد (1/ 248)

(4) أحمد (2/ 210)

(5) البخاري (2076)

(6) البخاري (39)

(7) أبو داود (3460) وابن ماجة (2199)

(8) الترمذي (1306)

مكارم الأخلاق وفضائلها (178)

فيهم وعلّموهم وصلّوا، فإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم وليؤمّكم أكبركم) (1)

[الحديث: 1189] عن عائشة أنّ يهود أتوا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: السّامّ عليكم. فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال: (مهلا يا عائشة عليك بالرّفق وإيّاك والعنف والفحش) قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟. قال: (أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم فيّ) (2)

[الحديث: 1190] عن ظهير بن رافع قال: لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر كان بنا رافقا. قيل: ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو حقّ. قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما تصنعون بمحاقلكم؟) قلت: نؤاجرها على الرّبيع (3) وعلى الأوسق من التّمر والشّعير. قال: (لا تفعلوا، ازرعوها، أو أزرعوها أو أمسكوها)، قال رافع: قلت سمعا وطاعة) (4)

[الحديث: 1191] عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسير له فحدا الحادي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أرفق يا أنجشة ويحك بالقوارير) (5)

[الحديث: 1192] عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال لها: (يا عائشة أرفقي فإنّ الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلّهم على باب الرّفق)، وفي رواية: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرّفق) (6)

[الحديث: 1193] عن سعد بن أبي وقّاص قال: استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده نساء من قريش يكلّمنه ويستكثرنه عالية أصواتهنّ فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضحك فقال عمر: أضحك الله سنّك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عجبت من هؤلاء اللّاتي كنّ عندي فلمّا سمعن صوتك

__________

(1) البخاري (628) ومسلم (674)

(2) البخاري (6030)

(3) الربيع: النهر الصغير.

(4) البخاري (2339)

(5) البخاري (6209)

(6) أحمد (6/ 104)

مكارم الأخلاق وفضائلها (179)

ابتدرن الحجاب) قال عمر: فأنت يا رسول الله أحقّ أن يهبن، ثمّ قال عمر: أي عدوّات أنفسهنّ أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلن: (نعم. أنت أغلظ وأفظّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (1)

[الحديث: 1194] عن أبي سعيد الخدريّ قال: أخبرني من هو خير منّي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمّار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: (بؤس ابن سميّة تقتلك فئة باغية) (2)

[الحديث: 1195] عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه يقول: لأقومنّ اللّيل ولأصومنّ النّهار ما عشت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنت الّذي تقول ذلك؟)، فقلت له: قد قلته يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فإنّك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشّهر ثلاثة أيّام، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدّهر) قلت: فإنّي أطيق أفضل من ذلك. قال: (صم يوما وأفطر يومين) قلت: فإنّي أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله، قال: (صم يوما وأفطر يوما، وذلك صيام داود عليه السّلام: وهو أعدل الصّيام) قال: قلت فإنّي أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا أفضل من ذلك قال عبد الله بن عمرو: لأن أكون قبلت الثّلاثة الأيام الّتي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبّ إلى من أهلي ومالي) (3)

[الحديث: 1196] عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فأسرّ إلى حديثا لا أحدّث به أحدا من النّاس؛ فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلمّا رأى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فمسح ذفراه (4)، فقال: (من ربّ هذا الجمل. لمن هذا الجمل؟) فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله. فقال: (أفلا تتّقي الله

__________

(1) البخاري (3683) ومسلم (2396)

(2) مسلم (2915)

(3) البخاري (1976)، ومسلم (1159)

(4) ذفراه: ذفرى البعير الموضع الذي يعرق من قفاه.

مكارم الأخلاق وفضائلها (180)

في هذه البهيمة الّتي ملّكك الله إيّاها، فإنّه شكى إلى أنّك تجيعه وتدئبه (1)) (2)

[الحديث: 1197] عن أبي هريرة قال: أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطّاب فاستقرأته آية من كتاب الله فدخل داره وفتحها عليّ فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم على رأسي فقال: (يا أبا هريرة) فقلت: لبّيك رسول الله وسعديك، فأخذ بيدي فأقامني وعرف الّذي بي، فانطلق بي إلى رحله، فأمر لي بعسّ من لبن فشربت منه ثمّ قال: (عد فاشرب يا أبا هرّ) فعدت فشربت، ثمّ قال: (عد) فعدت فشربت حتّى استوى بطني فسار كالقدح (3)، قال: فلقيت عمر وذكرت له الّذي كان من أمري، وقلت له تولّى ذلك من كان أحقّ به منك يا عمر، والله لقد استقرأتك الآية ولأنا أقرأ لها منك. قال عمر: والله لأن أكون أدخلتك أحبّ من أن يكون لي مثل حمر النّعم) (4)

[الحديث: 1198] عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النّار، وبمن تحرم عليه النّار، على كلّ قريب هيّن سهل) (5)

[الحديث: 1199] عن أبي هريرة أنّ أعرابيا بال في المسجد فثار إليه النّاس ليقعوا به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا (6) من ماء فإنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين) (7)

[الحديث: 1200] عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسوة قلبه، فقال له: (إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم) (8)

[الحديث: 1201] عن عائشة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها وعندها امرأة، قال: (من هذه؟)، قالت: فلانة تذكر من صلاتها. قال: (مه عليكم بما تطيقون فو الله لا يملّ الله حتّى

__________

(1) تدئبه: تتعبه وتشقيه.

(2) أبو داود (2549)

(3) القدح: بكسر القاف وسكون الدال: السهم الذي لا ريش له.

(4) البخاري (5375)

(5) الترمذي (2488))

(6) السجل: الدلو المملوءة الكبيرة.

(7) البخاري (6128)

(8) الحاكم في المستدرك (2/ 263) وهو في الصحيحة للألباني (854)

مكارم الأخلاق وفضائلها (181)

تملّوا وكان أحبّ الدّين إليه ما داوم عليه صاحبه) (1)

[الحديث: 1202] عن أنس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رأى شيخا يهادى بين ابنيه، قال: (ما بال هذا؟) قالوا: نذر أن يمشي، قال: (إنّ الله عن تعذيب هذا نفسه لغنيّ)، وأمره أن يركب) (2)

[الحديث: 1203] عن عثمان بن أبي العاص، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (أمّ قومك)، قال: قلت يا رسول الله، إنّي أجد في نفسي شيئا، قال: (ادنه) فجلّسني بين يديه ثمّ وضع كفّه في صدري بين ثديي، ثمّ قال: (تحوّل) فوضعها في ظهري بين كتفيّ، ثمّ قال: (أمّ قومك فمن أمّ قوما فليخفّف فإنّ منهم الكبير، وإنّ فيهم المريض، وإنّ فيهم الضّعيف، وإنّ فيهم ذا الحاجة، وإذا صلّى أحدكم وحده فليصلّ كيف شاء) (3)

[الحديث: 1204] عن أبي قتادة أنّه طلب غريما له فتوارى عنه ثمّ وجده فقال: إنّي معسر فقال: الله؟ قال: الله. قال: فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر أو يضع عنه) (4)

[الحديث: 1205] عن عائشة أنّها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كلّ واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقّت التّمرة الّتي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الّذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (إنّ الله قد أوجب لها بها الجنّة، أو أعتقها بها من النّار) (5)

[الحديث: 1206] عن أنس بن مالك أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنّي لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصّبيّ فأتجوّز ممّا أعلم من شدّة وجد أمّه من بكائه) (6)

[الحديث: 1207] عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تلقّت الملائكة روح رجل

__________

(1) البخاري (43)

(2) البخاري (1865)، ومسلم (1642)

يهادى يمشي بينهما متوكئا عليهما لضعفه.

(3) مسلم (468)

(4) مسلم (1563)

(5) مسلم (2630)

(6) البخاري (709) ومسلم (470)

مكارم الأخلاق وفضائلها (182)

ممّن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟. قال: لا. قالوا: تذكّر. قال: كنت أداين النّاس فامر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوّزوا عن الموسر. قال: قال الله عزّ وجلّ: تجوّزوا عنه) (1)

[الحديث: 1208] عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع النّاس عليه، وقد ظلّل عليه. فقال: (ماله؟) قالوا: رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس من البرّ أن تصوموا في السّفر) (2)

[الحديث: 1209] عن عائشة أنّها قالت: (ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أمرين إلّا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد النّاس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه إلّا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها) (3)

[الحديث: 1210] عن سهل بن الحنظليّة قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: (اتّقوا الله في هذه البهائم المعجمة (4)، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة) (5)

[الحديث: 1211] عن أبي هريرة أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يتقاضاه فأغلظ، فهمّ به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا)، ثمّ قال: (أعطوه سنّا مثل سنّه)، قالوا: يا رسول الله إلّا أمثل من سنّه. فقال: (اعطوه فإنّ من خيركم أحسنكم قضاء) (6)

[الحديث: 1212] عن ابن عبّاس قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ الأديان أحبّ إلى الله، قال: (الحنفيّة السّمحة) (7)

[الحديث: 1213] عن عائشة قالت: نزول الأبطح ليس بسنّة. إنّما نزله رسول الله

__________

(1) البخاري (2077) مسلم (1560)

(2) البخاري (1946)، ومسلم (115)

(3) البخاري (3560)، ومسلم (2327)

(4) المعجمة: التي لا تنطق.

(5) أبو داود (2548)

(6) البخاري (2306) ومسلم (1601)

(7) أحمد (1/ 236)

مكارم الأخلاق وفضائلها (183)

صلى الله عليه وآله وسلم لأنّه كان أسمح لخروجه إذا خرج) (1)

[الحديث: 1214] عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: (حرّ وعبد) قلت: ما الإسلام؟ قال: (طيب الكلام، وإطعام الطّعام)، قلت: ما الإيمان؟ قال: (الصّبر والسّماحة) قلت: أيّ الإسلام أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده) قلت: أيّ الإيمان أفضل؟ قال: (خلق حسن) قلت: أيّ الصّلاة أفضل؟ قال: (طول القنوت) قلت: أيّ الهجرة أفضل؟ قال: (أن تهجر ما كره ربّك عزّ وجلّ. قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه)، قلت: أيّ السّاعات أفضل؟ قال: (جوف اللّيل الآخر. ثمّ الصّلاة المكتوبة مشهودة حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فلا صلاة إلّا الركعتين حتّى تصلّي الفجر، فإذا صلّيت صلاة الصّبح فأمسك عن الصّلاة حتّى تطلع الشّمس، فإذا طلعت الشّمس فإنّها تطلع في قرني شيطان، وإنّ الكفّار يصلّون لها) (2)

[الحديث: 1215] عن عبد الله بن أبي قتادة؛ أنّ أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه. ثمّ وجده. فقال: إنّي معسر. فقال: الله؟ قال: الله. قال: فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر، أو يضع عنه) (3)

[الحديث: 1216] عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله! لا أفعل. فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أين المتألّي على الله، لا يفعل المعروف؟) فقال: أنا يا رسول الله! فله أيّ ذلك أحبّ) (4)

[الحديث: 1217] عن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: استسلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

__________

(1) البخاري (1765)، ومسلم (1311)

(2) أحمد (4/ 385)

(3) مسلم (1563)

(4) البخاري (2705) ومسلم (1557)

مكارم الأخلاق وفضائلها (184)

بكرا. فجاءته إبل من الصّدقة. قال أبو رافع: فأمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقضي الرّجل بكره. فقلت: لا أجد في الإبل إلّا جملا خيارا رباعيّا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعطه إيّاه. فإنّ خيار النّاس أحسنهم قضاء) (1)

[الحديث: 1218] عن جابر بن عبد الله أنّ عائشة في حجّة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أهلّت بعمرة.. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا سهلا (2) إذا هويت الشيء تابعها عليه. فأرسلها مع عبد الرّحمن بن أبي بكر فأهلّت بعمرة، من التّنعيم) (3)

[الحديث: 1219] عن البراء: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّا أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكّة يستأذنهم ليدخل مكّة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلّا ثلاث ليال، ولا يدخلها إلّا بجلبّان السّلاح (4)، ولا يدعو منهم أحدا. قال: فأخذ يكتب الشّرط بينهم عليّ بن أبي طالب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله. فقالوا: لو علمنا أنّك رسول الله لم نمنعك ولتابعناك، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبد الله. فقال: أنا والله محمّد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله. قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعليّ: امح رسول الله. فقال عليّ: والله لا أمحاه أبدا. قال: فأرنيه، قال: فأراه إيّاه، فمحاه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بيده. فلمّا دخل ومضت الأيام أتوا عليّا فقالوا: مر صاحبك فليرتحل. فذكر ذلك عليّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (نعم) فارتحل) (5)

[الحديث: 1220] عن أبي هريرة قال: كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنّ من الإبل، فجاءه يتقاضاه، فقال: (أعطوه)، فطلبوا سنّه، فلم يجدوا إلّا سنّا فوقها، فقال: (أعطوه)، فقال: أوفيتني أوفى الله بك، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ خياركم أحسنكم قضاء) (6)

__________

(1) الترمذي (1318)

(2) سهلا: أي سهل الخلق كريم الشمائل، لطيفا.

(3) مسلم (1213)

(4) جلبّان السّلاح هو ألطف من الجراب يكون من الأدم، يوضع فيه السيف مغمدا، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته ويعلقه في الرحل.

(5) البخاري (3184)، واللفظ له ومسلم (1783)

(6) البخاري (2393)

مكارم الأخلاق وفضائلها (185)

وفي رواية: أنّ رجلا تقاضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأغلظ له فهمّ به أصحابه، فقال: (دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا، واشتروا له بعيرا فأعطوه إيّاه) (1)

[الحديث: 1221] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التّأنّي من الله والعجلة من الشّيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما شيء أحبّ إلى الله من الحمد) (2)

[الحديث: 1222] عن عليّ بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن قاضيا، فقلت يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: (إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الآخر كما سمعت من الأوّل؛ فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء) قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد) (3)

[الحديث: 1223] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التّؤدة (4) في كلّ شيء إلّا في عمل الآخرة) (5)

[الحديث: 1224] عن فضالة بن عبيد الأوسيّ قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد الله ولم يصلّ على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عجلت أيّها المصلّي) ثمّ علّمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يصلّي فمجّد الله وحمده وصلّى على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ادع تجب وسل تعط) (6)

[الحديث: 1225] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي) (7)

[الحديث: 1226] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّمت الحسن والتّؤدة والاقتصاد جزء

__________

(1) البخاري (2390)، واللفظ له ومسلم (1601)

(2) أبو يعلى، الترغيب والترهيب، (3/ 418)

(3) أبو داود (3582)، ابن ماجة (2310)

(4) والتؤدة هي التأنّي والتمهل يقال: اتّئد في أمرك (أي تمهل وتأنّ)

(5) أبو داود (4810)

(6) النسائي (3/ 44)، الترمذي (6/ 347)

(7) البخاري (6340)، ومسلم (2735)

مكارم الأخلاق وفضائلها (186)

من أربعة وعشرين جزءا من النّبوّة) (1)

[الحديث: 1227] عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابيّ (ملويّ) جريء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن الهجرة، إليك أينما كنت، أو لقوم خاصّة أم إلى أرض معلومة أم إذا متّ انقطعت؟. قال: فسكت عنه يسيرا ثمّ قال: (أين السّائل؟) قال: ها هو ذا يا رسول الله. قال: (الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتقيم الصّلاة وتؤتي الزّكاة ثمّ أنت مهاجر وإن متّ بالحضر)، ثمّ قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنّة خلقا تخلق أم نسجا تنسج فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ممّ تضحكون؟ من جاهل يسأل عالما؟) ثمّ أكبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال: (أين السّائل؟) قال: هو ذا أنا يا رسول الله، قال: (بل تشقّق عنها ثمار الجنّة ثلاث مرّات) (2)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 1228] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو كان الرفق خلقا يرى ما كان ممّا خلق الله شيء أحسن منه) (3)

[الحديث: 1229] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلّا زانه، ولا نزع من شيء إلّا شأنه) (4)

[الحديث: 1230] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق يمن، والخرق شؤم) (5)

[الحديث: 1231] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ في الرفق الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير) (6)

__________

(1) الترمذى 4 (2010).

(2) أحمد (2/ 224 - 225)

(3) أصول الكافي 2/ 120.

(4) أصول الكافي 2/ 119.

(5) أصول الكافي 2/ 119.

(6) أصول الكافي 2/ 119.

مكارم الأخلاق وفضائلها (187)

[الحديث: 1232] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدوابّ العجف فأنزلوها منازلها، فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عنها، وإن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها) (1)

[الحديث: 1233] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله تعالى ليبغض المؤمن الضعيف الّذي لا رفق له) (2)

[الحديث: 1234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ في الرفق الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير) (3)

[الحديث: 1235] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق كرم، والحلم زين، والصبر خير مركب) (4)

[الحديث: 1236] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قائده، والرفق والده، والبرّ أخوه، والصبر أمير جنوده) (5)

[الحديث: 1237] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه، وما لا يطيق لم تقبل منها حسنة، وتلقى الله وهو عليها غضبان) (6)

[الحديث: 1238] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه بني الله له بيتا في الجنّة: من أوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه) (7)

[الحديث: 1239] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكسوة تظهر الغني، والإحسان إلى الخادم يكبت العدوّ) (8)

[الحديث: 1240] عن أنس بن مالك قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين فما

__________

(1) أصول الكافي 2/ 120.

(2) الأشعثيّات/150.

(3) أصول الكافي 2/ 119.

(4) الإمامة والتبصرة، لعليّ بن بابويه، كما في (البحار) 66/ 414.

(5) الشهاب كما في (البحار) 66/ 367.

(6) أمالي الصّدوق/422.

(7) من لا يحضره الفقيه 4/ 254.

(8) تحف العقول/40.

مكارم الأخلاق وفضائلها (188)

أعلمه قال لي قطّ: هلّا فعلت كذا وكذا ولا عاب عليّ شيئا قطّ) (1)

[الحديث: 1241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اصطحب اثنان إلّا كان أعظمهما أجرا أو أحبّهما إلى الله عزّ وجلّ أرفقهما بصاحبه) (2)

[الحديث: 1242] دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيضة ومعه صاحب له فقطع غصنين أحدهما أعوج والآخر مستقيم ودفع إلى صاحبه المستقيم وحبس لنفسه الأعوج فقال الرجل: أنت أحقّ بهذا منّي يا رسول الله، قال: (كلّا ما من مؤمن صاحب صاحبا إلّا وهو مسؤول عنه يوم القيامة ولو ساعة من نهار) (3)

[الحديث: 1243] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حقّ المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا) (4)

[الحديث: 1244] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كنتم في سفر فمرض أحدكم فأقيموا عليه ثلاثة أيّام) (5)

[الحديث: 1245] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عمل أحبّ إلى الله تعالى وإلى رسوله من الإيمان بالله والرفق بعباده، وما من عمل أبغض إلى الله تعالى من الإشراك بالله تعالى والعنف على عباده) (6)

[الحديث: 1246] عن الإمام الصادق عن آبائه: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال: أين صاحبها؟ مروه فليستعدّ غدا للخصومة) (7)

[الحديث: 1247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلّا من كان فيه ثلاث: رفقا بما يأمر به، رفيقا بما ينهى عنه، عدلا فيما يأمر به، عدلا فيما ينهى

__________

(1) مكارم الأخلاق/16.

(2) أصول الكافي 2/ 120.

(3) مشكاة الأنوار/193 نقلا عن (المحاسن).

(4) أصول الكافي 2/ 670.

(5) قرب الإسناد/64.

(6) نوادر الراوندي كما في البحار 72/ 54.

(7) المحاسن/361.

مكارم الأخلاق وفضائلها (189)

عنه، عالما بما يأمر به، عالما بما ينهى عنه) (1)

[الحديث: 1248] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) (2)

[الحديث: 1249] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقّههم في الدين ورزقهم الرفق في معايشهم والقصد في شأنهم، ووقّر صغيرهم كبيرهم، وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا) (3)

[الحديث: 1250] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التودّد إلى الناس نصف العقل، والرفق نصف العيش، وما عال امرؤ في اقتصاد) (4)

[الحديث: 1251] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أرشدهم للرفق والتأنّي) (5)

[الحديث: 1252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق نصف العيش) (6)

[الحديث: 1253] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا ارشدهم الرفق والتأني ومن حرم الرفق فقد حرم الخير) (7)

[الحديث: 1254] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أردت أمرا فعليك بالرفق والتؤدة حتّى يجعل الله لك منه فرجا) (8)

[الحديث: 1255] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله رفيق يحبّ الرفق في الأمور كلّها) (9)

[الحديث: 1256] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق رأس الحكمة، اللهم من ولي شيئا من

__________

(1) الأشعثيّات/88.

(2) المجازاة النبويّة كما في (البحار) 68/ 218.

(3) الأشعثيّات/149.

(4) الأشعثيّات/149.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 2/ 247.

(6) مشكاة الأنوار/179.

(7) كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي كما في (المستدرك) 2/ 305.

(8) كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي كما في (المستدرك) 2/ 305.

(9) كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي كما في (المستدرك) 2/ 305.

مكارم الأخلاق وفضائلها (190)

أمور أمتي فرفق بهم فارفق به، ومن شقّ عليهم فاشقق عليه) (1)

[الحديث: 1257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السماح شجرة في الجنّة أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى الجنّة.. والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى النار) (2)

[الحديث: 1258] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ البصر النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة) (3)

[الحديث: 1259] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (إنّ الله يحبّ الإنفاق ويبغض الإقتار، فأنفق وأطعم، ولا تصبر صبرا فيعسر عليك الطلب، واعلم أنّ الله يحبّ النظر النافذ عند مجي ء الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة) (4)

[الحديث: 1260] قيل: يا رسول الله أيّ الإيمان أفضل؟ قال: (الصبر والسماحة) (5)

[الحديث: 1261] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله عبدا سمحا قاضيا، وسمحا مقتضيا) (6)

[الحديث: 1262] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأناة من الله، والعجلة من الشيطان) (7)

[الحديث: 1263] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما أهلك الناس العجلة، ولو أنّ الناس تثبّتوا لم يهلك أحد) (8)

[الحديث: 1264] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها، أو

__________

(1) عوالي اللآلئ 1/ 371.

(2) روضة الواعظين ج 2 ص 385.

(3) بحار الأنوار ج 61 ص 269 عن الشهاب.

(4) نزهة الناظر ص 21.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 170.

(6) بحار الأنوار ج 100 ص 104، كتاب الإمامة والتبصرة.

(7) المحاسن ص 215 كتاب مصابيح الظلم باب 8.

(8) المحاسن ص 215 كتاب مصابيح الظلم باب 8.

مكارم الأخلاق وفضائلها (191)

قضى له حاجة، أو فرّج عنه كربة، لم تزل الرحمة ظلّا عليه ممدودا ما كان في ذلك من النظر في حاجته)، ثمّ قال: (ألا أنبئكم لم سمّي المؤمن مؤمنا؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر؟ من هجر السيئات وما حرّم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذلّه بها، أو لطمه لطمة، أو آتي إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتّى يرضيه من حقّه، ويتوب ويستغفر، فإيّاكم والعجلة إلى أحد، فلعلّه مؤمن وأنتم لا تعلمون، وعليكم بالأناة واللين، والتسرّع من سلاح الشياطين، وما من شيء أحبّ إلى الله من الأناة واللين) (1)

[الحديث: 1265] عن الإمام الصادق عن آبائه: أنّ رجلا أتى رسول الله، فقال: يا رسول الله أوصني، فقال له: هل أنت مستوص إن أوصيتك؟ حتّى قال ذلك ثلاثا في كلّها يقول الرجل: نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فإنّي أوصيك إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يكن رشدا فامضه، وإن يكن غيّا فانته عنه) (2)

[الحديث: 1266] عن الإمام الباقر قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: علّمني يا رسول الله، فقال: (عليك باليأس عمّا في أيدي الناس فإنّه الغنى الحاضر) قال: زدني يا رسول الله، قال: (إيّاك والطّمع فإنّه الفقر الحاضر) قال: زدني يا رسول الله، قال: (إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يك خيرا ورشدا فاتّبعه، وإن يك غيّا فدعه) (3)

[الحديث: 1267] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن كان خيرا فاسرع إليه، وإنْ كان شرّا فانته عنه) (4)

[الحديث: 1268] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نظر في العواقب سلم في النوائب) (5)

__________

(1) علل الشرائع ص 523.

(2) قرب الإسناد ص 32.

(3) المحاسن ص 16 كتاب الإشكال والقرائن باب 10.

(4) كنز الكراجكي ج 2 ص 31.

(5) عوالي اللآلئ ج 1 ص 296.

مكارم الأخلاق وفضائلها (192)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 1269] قال الإمام علي: (رأس العلم الرفق وآفته الخرق) (1)

[الحديث: 1270] قال الإمام علي: (ما ارتجّ امرؤ، وأحجم عليه الرأي، وأعيت به الحيل، إلّا كان الرفق مفتاحه) (2)

[الحديث: 1271] قال الإمام علي: (خير الأعمال ما زانه الرفق) (3)

[الحديث: 1272] قال الإمام علي: (الرفق عنوان النبل) (4)

[الحديث: 1273] قال الإمام علي: (الرفق عنوان سداد) (5)

[الحديث: 1274] قال الإمام علي: (الرفق أخو المؤمن) (6)

[الحديث: 1275] قال الإمام علي: (الرفق بالأتباع من كرم الطباع) (7)

[الحديث: 1276] قال الإمام علي: (الرفق مفتاح الصواب، وشيمة ذوي الألباب) (8)

[الحديث: 1277] قال الإمام علي: (التلطّف في الحيلة أجدى من الوسيلة) (9)

[الحديث: 1278] قال الإمام علي: (اخلط الشدّة برفق وارفق ما كان الرفق أوفق) (10)

[الحديث: 1279] قال الإمام علي: (أفضل الناس أعملهم بالرفق، وأكيسهم

__________

(1) تحف العقول/89.

(2) نزهة الناظر/106.

(3) تصنيف غرر الحكم/156.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

مكارم الأخلاق وفضائلها (193)

أصبرهم على الحقّ) (1)

[الحديث: 1280] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه وتعالى يحبّ السهل النفس السمح الخليقة القريب الأمر) (2)

[الحديث: 1281] قال الإمام علي: (إذا ملكت فارفق) (3)

[الحديث: 1282] قال الإمام علي: (إذا عاقبت فارفق) (4)

[الحديث: 1283] قال الإمام علي: (إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رخصا) (5)

[الحديث: 1284] قال الإمام علي: (بالرفق يتمّ المروءة) (6)

[الحديث: 1285] قال الإمام علي: (خير الخلائق الرفق) (7)

[الحديث: 1286] قال الإمام علي: (رأس العلم الرفق) (8)

[الحديث: 1287] قال الإمام علي: (عليك بالرّفق فإنّه مفتاح الصواب وسجيّة أولي الألباب) (9)

[الحديث: 1288] قال الإمام علي: (لكلّ دين خلق وخلق الإيمان الرفق) (10)

[الحديث: 1289] قال الإمام علي: (ليكن أحظى الناس عندك أعملهم بالرفق) (11)

[الحديث: 1290] قال الإمام علي: (نعم الرفيق الرفق) (12)

[الحديث: 1291] قال الإمام علي: (نعم الخليقة استعمال الرفق) (13)

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/243.

(2) تصنيف غرر الحكم/244.

(3) تصنيف غرر الحكم/243.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

(11) تصنيف غرر الحكم/243.

(12) تصنيف غرر الحكم/243.

(13) تصنيف غرر الحكم/243.

مكارم الأخلاق وفضائلها (194)

[الحديث: 1292] قال الإمام علي: (لا يجتمع العنف والرفق) (1)

[الحديث: 1293] قال الإمام علي: (لا سجيّة أشرف من الرفق) (2)

[الحديث: 1294] قال الإمام علي: (ارفق توفّق) (3)

[الحديث: 1295] قال الإمام علي: (بالرفق تدرك المقاصد) (4)

[الحديث: 1296] قال الإمام علي: (بالرفق تدوم الصحبة) (5)

[الحديث: 1297] قال الإمام علي: (عليك بالرفق، فمن رفق في أفعاله تمّ أمره) (6)

[الحديث: 1298] قال الإمام علي: (لن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك) (7)

[الحديث: 1299] قال الإمام علي: (من عامل بالرفق وفق) (8)

[الحديث: 1300] قال الإمام علي: (من استعمل الرفق غنم) (9)

[الحديث: 1301] قال الإمام علي: (من ترفّق في الأمور أدرك أربه منها) (10)

[الحديث: 1302] قال الإمام علي: (من استعمل الرفق استدرّ الرزق) (11)

[الحديث: 1303] قال الإمام علي: (من علامات الإقبال سداد الأقوال، والرفق في الأفعال) (12)

[الحديث: 1304] قال الإمام علي: (ما كان الرفق في شيء إلّا زانه) (13)

[الحديث: 1305] قال الإمام علي: (ما استجلبت المحبّة بمثل السخاء والرفق وحسن الخلق) (14)

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/243.

(2) تصنيف غرر الحكم/243.

(3) تصنيف غرر الحكم/243.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

(11) تصنيف غرر الحكم/243.

(12) تصنيف غرر الحكم/243.

(13) تصنيف غرر الحكم/243.

(14) تصنيف غرر الحكم/243.

مكارم الأخلاق وفضائلها (195)

[الحديث: 1306] قال الإمام علي: (لا ندم لكثير الرفق) (1)

[الحديث: 1307] قال الإمام علي: (الرفق ييسّر الصعاب ويسهّل شديد الأسباب) (2)

[الحديث: 1308] قال الإمام علي: (بالرفق تهون الصعاب) (3)

[الحديث: 1309] قال الإمام علي: (كم من صعب تسهّل بالرّفق) (4)

[الحديث: 1310] قال الإمام علي: (من استعمل الرفق لان له الشديد) (5)

[الحديث: 1311] قال الإمام علي: (الرفق في المطالب يسهّل الأسباب) (6)

[الحديث: 1312] قال الإمام علي: (الرفق مفتاح النجاح) (7)

[الحديث: 1313] قال الإمام علي: (الرفق مفتاح الصواب) (8)

[الحديث: 1314] قال الإمام علي: (الرفق يفلّ حدّ المخالفة) (9)

[الحديث: 1315] قال الإمام علي: (اليمن مع الرفق) (10)

[الحديث: 1316] قال الإمام علي: (الرفق يؤدّي إلى السلم) (11)

[الحديث: 1317] قال الإمام علي: (الرفق لقاح الصلاح وعنوان النجاح) (12)

[الحديث: 1318] قال الإمام علي: (أفضل شيء الرفق) (13)

[الحديث: 1319] قال الإمام علي: (أكبر البرّ الرفق) (14)

[الحديث: 1320] قال الإمام عليّ: (من أوى اليتيم ورحم الضعيف وارتفق على

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/243.

(2) تصنيف غرر الحكم/243.

(3) تصنيف غرر الحكم/243.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

(11) تصنيف غرر الحكم/243.

(12) تصنيف غرر الحكم/250.

(13) تصنيف غرر الحكم/250.

(14) تصنيف غرر الحكم/250.

مكارم الأخلاق وفضائلها (196)

والده ورفق على ولده ورفق بمملوكه، أدخله الله تعالى في رضوانه ويسّر عليه رحمته، ومن كفّ غضبه وبسط رضاه وبذل معروفه ووصل رحمه وأدى أمانته، جعله الله تعالى في نوره الأعظم يوم القيامة) (1)

[الحديث: 1321] قال الإمام عليّ: (من سافر منكم بدابّة فليبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها) (2)

[الحديث: 1322] قال الإمام علي قبل موته يوصي الإمام الحسن: (ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه، وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا)، فقال له الإمام الحسن: يا أباه قد قتلك هذا اللّعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرّفق به؟! فقال له: (نعم يا بنيّ نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلّا كرما وعفوا، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته، بحقّي عليك فأطعمه يا بنيّ ممّا تأكله، واسقه ممّا تشرب، ولا تقيّد له قدما، ولا تغلّ له يدا، فإن أنا متّ فاقتصّ منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة وتحرقه بالنار، ولا تمثّل بالرجل فإنّي سمعت جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور، وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلّا عفوا وكرما) (3)

[الحديث: 1323] قال الإمام علي: (خادع نفسك في العبادة، وارفق بها ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها إلّا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة، فإنّه لا بدّ من قضائها وتعاهدها عند محلّها، وإيّاك أن ينزل بك الموت وأنت آبق من ربّك في طلب الدنيا) (4)

[الحديث: 1324] قال الإمام علي: (كن سمحا ولا تكن مبذّرا، وكن مقدّرا ولا

__________

(1) الأشعثيّات/166.

(2) المحاسن/361.

(3) بحار الأنوار 42/ 287.

(4) نهج البلاغة، مكتوب 69/ 1070.

مكارم الأخلاق وفضائلها (197)

تكن مقتّرا) (1)

[الحديث: 1325] قال عمرو بن العاص في جواب معاوية: فإنّي أعلم أنّ عليّ بن أبي طالب على الحقّ وأنا على ضدّه فقال معاوية: مصر والله أعمتك، ولو لا مصر لألفيتك بصيرا. ثمّ ضحك معاوية ضحكا ذهب به كلّ مذهب قال: ممّ تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنّك، قال: (أضحك من حضور ذهنك يوم بارزت عليّا وإبدائك سوءتك، أما والله يا عمرو لقد واقعت المنايا ورأيت الموت عيانا ولو شاء لقتلك، ولكن أبى ابن أبي طالب في قتلك إلّا تكرّما) (2)

[الحديث: 1326] عن السدي قال: لمّا برز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأحد إلى المشركين، أمر الرماة فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين وقال لهم: (لا تبرحوا مكانكم إن رأيتم قد هزمناهم، فإنّا لا نزال غالبين ما ثبتّم مكانكم) وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير، ثمّ إنّ طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمّد إنّكم تزعمون أنّ الله عزّ وجلّ تعجّلنا بسيوفكم إلى النار وتعجّلكم بسيوفنا إلى الجنّة فهل منكم أحد تعجّله الله بسيفي إلى الجنّة أو تعجّلني بسيفه إلى النار، فقام إليه عليّ بن أبي طالب فقال: (والّذي نفسي بيده لا أفارقك حتّى يعجّلك الله عزّ وجلّ بسيفي إلى النار أو يعجّلني بسيفك إلى الجنّة) فضربه عليّ فقطع رجله فبدت عورته فقال: انشدك الله والرحم يا بن عمّ، فتركه فكبّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لعليّ أصحابه: ما منعك أن تجهّز عليه؟ قال: (إنّ ابن عمّي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييت منه) (3)

[الحديث: 1327] قال الإمام علي: (التأنّي حزم) (4)

__________

(1) نهج البلاغه حكمة 32 ص 1103.

(2) مروج الذهب ج 2 ص 47.

(3) الأغاني ج 14 ص 31.

(4) تصنيف غرر الحكم ص 477.

مكارم الأخلاق وفضائلها (198)

[الحديث: 1328] قال الإمام علي: (التّأنّي يوجب الاستظهار) (1)

[الحديث: 1329] قال الإمام علي: (في التّأنّي استظهار) (2)

[الحديث: 1330] قال الإمام علي: (المتأنّي حريّ بالإصابة) (3)

[الحديث: 1331] قال الإمام علي: (المتأنّي مصيب وإن هلك) (4)

[الحديث: 1332] قال الإمام علي: (أصاب متأنّ أو كاد، أخطأ مستعجل أو كاد) (5)

[الحديث: 1333] قال الإمام علي: (التأنّي في الفعل يؤمن الخطل) (6)

[الحديث: 1334] قال الإمام علي: (بالتّأنّي تسهل المطالب) (7)

[الحديث: 1335] قال الإمام علي: (بالتّأنّي تسهل الأسباب) (8)

[الحديث: 1336] قال الإمام علي: (رويّة المتأنّي أفضل من بديهة العجل) (9)

[الحديث: 1337] قال الإمام علي: (عليك بالأناة فإنّ المتأنّي حريّ بالإصابة) (10)

[الحديث: 1338] قال الإمام علي: (من اتّأد أمن من الزلل) (11)

[الحديث: 1339] قال الإمام علي: (لا تكن فيما تورد كحاطب ليل وغثاء سيل) (12)

[الحديث: 1340] قال الإمام علي: (لا إصابة لمن لا أناة له) (13)

[الحديث: 1341] قال الإمام علي: (أيّها الناس، ثلاث لا دين لهم: لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بطاعة من

__________

(1) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(2) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(3) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(4) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(5) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(6) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(7) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(8) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(9) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(10) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(11) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(12) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(13) تصنيف غرر الحكم ص 477.

مكارم الأخلاق وفضائلها (199)

عصى الله تبارك وتعالى)، ثمّ قال: (أيّها الناس لا خير في دين لا تفقّه فيه، ولا خير في دنيا لا تدبّر فيها، ولا خير في نسك لا ورع فيه) (1)

[الحديث: 1342] قال الإمام علي: (من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ، ومن تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرّض لمفظعات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، والعاقل من وعظته التجارب، وفي التجارب علم مستأنف، وفي تقلّب الأحوال علم جواهر الرجال) (2)

[الحديث: 1343] قال الإمام علي: (التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم) (3)

[الحديث: 1344] قال الإمام علي: (من تورّط في الأمور بغير نظر في العواقب فقد تعرّض للنّوائب، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم) (4)

[الحديث: 1345] قال الإمام علي: (من نظر في العواقب سلم من النوائب) (5)

[الحديث: 1346] قال الإمام علي: (من عجل ندم على العجل) (6)

[الحديث: 1347] قال الإمام علي: (الفكر في العواقب ينجي من المعاطب) (7)

[الحديث: 1348] قال الإمام علي: (ألا ومن تورّط في الأمور من غير نظر في العواقب فقد تعرّض لمفدحات النوائب) (8)

[الحديث: 1349] قال الإمام علي: (إذا قدّمت الفكر في أفعالك حسنت عواقبك في كلّ أمر) (9)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

__________

(1) المحاسن ص 5 كتاب الإشكال والقرائن باب 1.

(2) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 275.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 54.

(4) تحف العقول ص 90.

(5) غرر الحكم ص 630.

(6) غرر الحكم ص 631.

(7) غرر الحكم ص 54.

(8) غرر الحكم ص 164.

(9) غرر الحكم ص 319.

مكارم الأخلاق وفضائلها (200)

[الحديث: 1350] عن الإمام الصادق قال: (لقد سافر الإمام السجاد على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط) (1)

[الحديث: 1351] عن الإمام الصادق قال: (حجّ الإمام السجاد على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط ولقد بركت به سنة من سنواته فما قرعها بسوط) (2)

[الحديث: 1352] قال الإمام السجّاد: (حقّ الخصم المدّعي عليك، فإن كان ما يدّعي عليك حقّا كنت شاهده على نفسك ولا تظلمه وأوفيته حقّه، وإنْ كان ما يدّعي عليك باطلا رفقت به ولا تأت في أمره غير الرفق ولا تسخط ربّك في أمره ولا قوّة إلّا بالله.. وحقّ خصمك الّذي تدّعي عليه، فإن كنت محقّا في دعواك أجملت معاملته ولا تجحد حقّه، وإنْ كنْت مبطلا في دعواك اتّقيت الله عزّ وجلّ وتبت إليه وتركت الدعوى) (3)

[الحديث: 1353] قال الإمام السجاد: (كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران عليهما السّلام أن قال له: لا تعيّرنّ أحدا بذنب، وإنّ أحبّ الأمور إلى الله عزّ وجلّ ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلّا رفق الله عزّ وجلّ به يوم القيامة. ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى) (4)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 1354] قال الإمام الباقر: (إنّ لكلّ شيء قفلا وقفل الإيمان الرفق) (5)

[الحديث: 1355] قال الإمام الباقر: (من قسم له الرفق قسم له الإيمان) (6)

[الحديث: 1356] قال الإمام الباقر: (إنّ الله عزّ وجلّ رفيق يحبّ الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) (7)

__________

(1) المحاسن/361.

(2) المحاسن/361.

(3) مكارم الأخلاق/423.

(4) الخصال 1/ 111.

(5) أصول الكافي 2/ 118.

(6) أصول الكافي 2/ 118.

(7) أصول الكافي 2/ 119.

مكارم الأخلاق وفضائلها (201)

[الحديث: 1357] قال الإمام الباقر: (من أعطى الخلق والرفق، فقد أعطي الخير كلّه والراحة وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كلّ شرّ وبليّة إلّا من عصمه الله تعالى) (1)

[الحديث: 1358] قال الإمام الباقر: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه، وأعين على إيمانه، ومحّصت عنه ذنوبه، ولقي ربّه وهو عنه راض ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله عنه، وهي: الوفاء بما يجعل لله على نفسه، وصدق اللسان مع الناس، والحياء ممّا يقبح عند الله وعند الناس، وحسن الخلق مع الأهل والناس.. وأربع من كنّ فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى علّيّين، في غرف فوق غرف، في محلّ الشرف كلّ الشرف: من أوي اليتيم ونظر له فكان له أبا رحيما، ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه، ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرّهما ولم يحزنهما، ومن لم يخرق بمملوكه، وأعانه على ما يكلّفه، ولم يستسعه فيما لا يطيق) (2)

[الحديث: 1359] قال الإمام الباقر: (أربع من كنّ فيه بني الله له بيتا في الجنّة؛ من أوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه) (3)

[الحديث: 1360] عن الإمام الباقر قال: (إنّ أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط، وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه فبكى الغلام، وقال: الله يا عليّ بن الحسين تبعثني في حاجتك ثمّ تضربني؟.. فبكى أبي، وقال: يا بنيّ اذهب إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلّ ركعتين ثمّ قل: اللهم اغفر لعليّ بن الحسين خطيئته يوم الدين، ثمّ قال للغلام: (اذهب فأنت حرّ لوجه الله) قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك كان العتق كفّارة للذنب؟ فسكت (4).

[الحديث: 1361] قال الإمام الباقر: (إذا سرت في أرض مخصبة فارفق بالسير، وإذا

__________

(1) حلية الأولياء 3/ 186.

(2) أمالي المفيد/166.

(3) المحاسن/8.

(4) كتاب الزهد/43.

مكارم الأخلاق وفضائلها (202)

سرت في أرض مجدبة فعجّل السير) (1)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1362] قال الإمام الصادق: (من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس) (2)

[الحديث: 1363] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى رفيق يحبّ الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادّتهم لهواهم وقلوبهم، ومن رفقه بهم أنّه يدعهم على الأمر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقى عليهم عرى الإيمان ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا، فإذا أراد ذلك نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخا) (3)

[الحديث: 1364] قال الإمام الصادق: (ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إنّ العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللّين والده) (4)

[الحديث: 1365] عن حمّاد اللحّام، قال: مرّ قطار للإمام الصادق فرأى زاملة قد مالت فقال: (يا غلام اعدل على هذا الجمل فإنّ الله يحبّ العدل) (5)

[الحديث: 1366] قال الإمام الصادق: (ليس منّا من لم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، وممالحة من مالحه، ومخالقة من خالقه) (6)

[الحديث: 1367] قال الإمام الصادق: (إذا أراد الله عزّ وجلّ بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة) (7)

__________

(1) المحاسن/361.

(2) أصول الكافي 2/ 120.

(3) أصول الكافي 2/ 118.

(4) الخصال 2/ 406.

(5) المحاسن/361.

(6) الكافي 4/ 286.

(7) الكافي 5/ 88.

مكارم الأخلاق وفضائلها (203)

[الحديث: 1368] قال الإمام الصادق: (أيّما أهل بيت اعطوا حظّهم من الرفق فقد وسّع الله عليهم في الرزق؛ والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال، والرفق لا يعجز عنه شيء، والتبذير لا يبقى معه شيء، إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ الرفق) (1)

[الحديث: 1369] قال الإمام الصادق: (ما زوي الرفق عن أهل بيت إلّا زوي عنهم الخير) (2)

[الحديث: 1370] قيل للإمام الصادق: أيّ الخصال بالمرء أجمل؟ فقال: (وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا) (3)

[الحديث: 1371] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم وإنّ البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمن وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان.. أخبر بهذا غرر أصحابك) قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: (هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر)، ثمّ قال: (أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك وقد مدح الله عزّ وجلّ في ذلك صاحب القليل فقال في كتابه {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (4)

[الحديث: 1372] قال الإمام الصادق: (ليس لحاقن رأي، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح للقلوب) (5)

[الحديث: 1373] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (وقف عند كلّ أمر حتّى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم) (6)

__________

(1) أصول الكافي 2/ 119.

(2) أصول الكافي 2/ 119.

(3) اصول الكافي 2/ 240.

(4) الكافي 4/ 41.

(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 307.

(6) تحف العقول ص 304.

مكارم الأخلاق وفضائلها (204)

5 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 1374] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (عليك بالرفق، فإنّ الرفق يمن، والخرق شوم، إنّ الرفق والبرّ وحسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الرزق) (1)

[الحديث: 1375] قال الإمام الكاظم: (إنّه كان في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له جار كافر وكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدنيا، فلمّا أن مات الكافر بني الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرّها ويأتيه الرزق من غيرها، وقيل له: هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق وتولّيه من المعروف في الدنيا) (2)

[الحديث: 1376] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (ارفق بهم فإنّ كفر أحدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه) (3)

[الحديث: 1377] قال الإمام الكاظم: (الرفق نصف العيش) (4)

6 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 1378] قال الإمام الحسن: (السماحة: البذل في العسر واليسر) (5)

__________

(1) تحف العقول/395.

(2) ثواب الأعمال/203.

(3) أصول الكافي 2/ 119.

(4) أصول الكافي 2/ 120.

(5) معاني الأخبار ص 256.

مكارم الأخلاق وفضائلها (205)

المداراة والتقية

المداراة والتقية من الأخلاق الكريمة التي أسيء فهمها نتيجة الخطأ في الأغراض المرتبطة بها، ولذلك يمكن اعتبارها من المشتبهات التي تحتاج إلى حل وتوضيح.

زيادة على ذلك؛ فهي قد تختلط مع المداهنة، والتي تعني السكوت عن المنكر، وعدم السعي لتغييره إرضا للواقع فيه.

زيادة على ذلك؛ فإنه قد اشتهر القول بأنها خاصة بالمدرسة الشيعية، ولذلك صار النفور منها من لدن المدرسة السنية شديدا.

ولهذا؛ فإننا ـ قبل إيراد الأحاديث المرتبطة بها ـ نذكر هنا ما يدل عليها من القرآن الكريم، ومن اتفاق جميع العلماء من المدرستين على مشروعيتها، بل ضرورتها.

فعند الرجوع للقرآن الكريم، نجد أن للمداراة والتقية غرضان شرعيان ممتلئان بالقيم الأخلاقية العالية، أولهما حفظ الوحدة الإسلامية والعلاقات بين المسلمين، وثانيهما حفظ القائمين على الإسلام والدعاة إليه.

أما المقصد الأول؛ فيشير إليه قوله تعالى على لسان هارون عليه السلام في حواره مع أخيه موسى عليه السلام: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 94]

وذلك جوابا عن ذلك العتاب الذي تلقاه من أخيه بسبب عدم شدته مع السامري وأصحابه، وقال له في ذلك: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 92 - 94]

وقد قبل موسى عليه السلام العلة التي ذكرها هارون، لكونها علة شرعية، فالفتنة

مكارم الأخلاق وفضائلها (206)

الناتجة من التفرقة والصراع كانت أكبر من تلك الوثنية التي وقع فيها السامري وأصحابه.

وهكذا نجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمارس هذا النوع من التقية حرصا على وحدة الأمة الإسلامية في بداية نشأتها، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في الحديث عن عائشة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحِجرِ، فقال: هو من البيت، قلت: ما منعهم أن يدخلوه فيه؟ قال: عجزت بهم النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعاً، لا يُصعد إليه إلا بسلّم؟ قال: (ذلك فعل قومك، ليدخلوه من شاءوا ويمنعوه من شاءوا، ولولا أنّ قومك حديثو عهد بكفر مخافة أن تنفر قلوبهم، لنظرت هل أغيّره فأدخل فيه ما انتقص منه، وجعلت بابه بالأرض) (1)

ويدخل في هذا الباب كل الأحاديث الواردة في الدعوة للمداراة والصبر والتحمل، كما في الحديث المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) (2)، ولا يمكن للمؤمن أو غيره أن يصبر على الناس دون أن يداريهم أو يتعامل معهم بما يشتهون من المعاملة، وإن لم يكن راضيا عن ذلك.

وتفعيلا لهذه النصوص وغيرها، نجد أئمة الهدى يجيزون أن يترك الموالي لهم ما يراه من أحكام شرعية حتى لو كانت مبطلة لعمله حرصا على عدم صدع وحدة الأمة.. فالتقية بمفهومها عندهم لا تعني الحرص على النفس فقط حتى لا تؤذى، بل تعني كذلك الحرص على حفظ وحدة صف الأمة، وعدم التسبب في وقوع الشقاق بينها.

فمن الروايات في ذلك ما رواه جابر الجعفي، قال: سألت الإمام الباقر: (إن لي جيراناً، بعضهم يعرف هذا الأمر ـ أي ولاية أهل البيت صلى الله عليه وآله وسلم ـ وبعضهم لا يعرف، قد سألوني

__________

(1) البخاري 2: 179، ابن ماجة 2: 985/ 2955.

(2) سنن ابن ماجة 2: 1338/ 4032، والسنن الكبرى للبيهقي 10: 89.

مكارم الأخلاق وفضائلها (207)

أن أؤذّن لهم، وأصلي بهم، فخفت أن لا يكون ذلك موسَّعاً لي؟ فقال: (أذّن لهم، وصلِّ بهم، وتحرَّ الأوقات) (1)

وهكذا يفتي كبار علماء الشيعة ومراجعهم في القديم والحديث، فمن المتقدمين قال الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي: (ويستحبّ حضور جماعة العامة، كالخاصة، بل أفضل، فقد روي: من صلى معهم في الصف الأول كان كمَنْ صلى خلف رسول الله‘ فيه. ويتأكد مع المجاورة. ويقرأ في الجهرية سرّاً، ولو مثل حديث النفس، وتسقط لو فجأه ركوعهم، فيتمّ فيه إن أمكن، وإلا سقط) (2)

ومن المتأخرين قال السيد شرف الدين الموسوي: (حاشا أمير المؤمنين ـ علياً ـ أن يصلّي إلا تقرُّباً لله وأداءً لما أمره الله به، وصلاته خلفهم ـ أي الخلفاء ـ ما كانت إلا خالصة لوجهه الكريم، وقد اقتدينا به ع، فتقرّبنا إلى الله عزّ وجلّ بالصلاة خلف كثير من أئمّة جماعة أهل السنّة، مخلصين في تلك الصلوات لله تعالى. وهذا جائز في مذهب أهل البيت. ويُثاب المصلّي منّا خلف الإمام السني كما يُثاب بالصلاة خلف الشيعي. والخبير بمذهبنا يعلم أنّا نشترط العدالة في إمام الجماعة إذا كان شيعيّاً، فلا يجوز الائتمام بالفاسق من الشيعة، ولا بمجهول الحال، أمّا السنّي فقد يجوز الائتمام به مطلقاً) (3)

ونفس الموقف نجده عند الكثير من أئمة المدرسة السنية، فقد روي عن الشافعي أنه صلى الصبح في مسجد أبي حنيفة، وكان الشافعي يرى القنوت في صلاة الصبح، ويرى الجهر بالبسملة، لكنه لم يقنت ولم يجهر ببسم الله تأدباً مع أبي حنيفة واحتراما لأصحابه (4)..

وقد ذكر القرطبي أن ذلك كان شأن أئمة المذاهب الفقهية، فقال: (كان أبو حنيفة

__________

(1) جامع أحاديث الشيعة، حديث رقم 10996.

(2) محمد بن مكي العاملي، الدروس الشرعية، ضمن سلسلة الينابيع الفقهية، الصلاة 10: 651.

(3) أجوبة مسائل موسى جار الله 4: 73.

(4) طبقات الحنفية (1/ 433)

مكارم الأخلاق وفضائلها (208)

وأصحابه والشافعي وغيرهم يصلون خلف أئمة أهل المدينة من المالكية وإن كانوا لا يقرؤون البسملة لا سراً ولا جهراً.. وصلى أبو يوسف خلف الرشيد وقد احتجم وأفتاه مالك بأنه لا يتوضأ فصلَّى خلفه أبو يوسف ولم يُعد، رغم أنه يرى أن خروج الدم بحجامة أو غيرها ينقض الوضوء) (1)

أما الهدف الثاني من المداراة والتقية؛ فهو حفظ الدعاة إلى الإسلام، وقد ذكر القرآن الكريم مثالا لذلك بمؤمن آل فرعون، الذي أخبر أنه كان يكتم إيمانه، واستطاع بسبب ذلك أن يثني فرعون عمّا عزم عليه من جرم عظيم.

ومن هذا الباب ورد في القرآن الكريم من إجازة التقية للمؤمنين الذين يتعرضون للبلاء حرصا عليهم، لأنه لا يمكن أن تستمر الدعوة الإسلامية من دونهم، قال تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَإِلَى الله الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28]

ولهذا مارس الصحابة المستضعفون التقية في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روي في كتب السيرة في شأن تعذيب المشركين للمستضعفين من المسلمين: (.. فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا وقد وآتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً) (2)

وفي حديث آخر: (أخذ المشركون عمّار بن ياسر فعذّبوه حتّى باراهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنّاً بالإيمان، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (فإن عادوا فعد) (3)

وفي رواية أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عمّار: يا رسول الله إنّ عماراً كفر، فقال: (كلا،

__________

(1) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (23/ 375)

(2) سنن ابن ماجة 1: 53.

(3) جامع البيان، الطبري 14: 122.

مكارم الأخلاق وفضائلها (209)

إنّ عمّاراً مليء إيماناً من فرقه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه)، فأتى عمّار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه ويقول: ما لك؟ إن عادوا لك، فعد لهم بما قلت) (1)

وهكذا استمرت ممارستهم لها في كل المراحل حتى بعد مرور مرحلة الاستضعاف؛ فقد روى الحسن البصري أنّ عيوناً لمسيلمة الكذّاب أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما، فقال لأحدهما: أتشهد أنّ محمّداً رسول الله؟ قال: نعم. قال: أتشهد انّي رسول الله، فأبى ولم يشهد، فقتلهُ. وقال مثل ذلك للثاني فشهد لمسيلمة الكذّاب بما أراد، فأطلقه، فأتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبره بما جرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمّا صاحبك فمضى على إيمانه، وأمّا أنت فأخذت بالرخصة) (2)

وقد استمر الصحابة في ممارسة هذا النوع من التقية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روي عن أبي الدرداء أنّه كان يقول: (إنّا لنكشّر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم) (3)

وروي عن أبي هريرة قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاءين: فأمّا أحدهما فبثثته، وأمّا الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) (4)

وقد ذكر ابن حجر العسقلاني أن التقية هي التي حملت أبا هريرة على فعل ذلك، فقد قال: (وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي اُمراء السوء، وأحوالهم، وزمنهم. وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم، كقوله: (أعوذ بالله من رأس الستين، وإمارة الصبيان). يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية، لانّها كانت سنة ستين من الهجرة)، ثم نقل عن ابن المنير قوله: (وانما أراد أبو هريرة

__________

(1) سنن ابن ماجة 1: 53.

(2) تفسير القرطبي (10/ 189)

(3) رواه البخاري 8: 37.

(4) رواه البخاري 1: 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (210)

بقوله: (قُطع) أي: قَطع أهل الجور رأسه، إذا سمعوا عيبه لفعلهم، وتضليله لسعيهم) (1)

وحكى السرخسي ممارسة حذيفة بن اليمان للتقية، فقال: (وقد كان حذيفة رضي الله عنه ممن يستعمل التقية على ما روي أنّه يداري رجلاً، فقيل له: إنّك منافق!! فقال: لا، ولكني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كلّه) (2)

وهكذا وردت في الروايات ممارسة الكثير من الصحابة وغيرهم التقية في عهد معاوية ومن بعده من الأمراء الظلمة، فعن سعيد بن جبير قال: (كنت مع ابن عباس بعرفات، فقال ما لي لا اسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون من معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك فإنهم تركوا السنة من بغض علي) (3)

وهكذا استمر القول بالتقية والعمل بها عند التابعين ومن بعدهم، وبناء على ذلك أجازها الفقهاء من جميع المذاهب الإسلامية.

ومن الأمثلة على ذلك قول أبي يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة: (خمسة يجب على النّاس مداراتهم: الملك المسلّط، والقاضي لمتأوّل، والمريض، والمرأة، والعالم ليقبس من علمه) (4)

وقال الشّافعيّ (5):

لمّا عفوت ولم أحقد على أحد... أرحت نفسي من همّ العداوات

إنّي أحيّي عدوّي عند رؤيته... لأدفع الشّرّ عنّي بالتّحيّات

و أظهر البشر للإنسان أبغضه... كأنّما قد حشا قلبي محبّات

النّاس داء وداء النّاس قربهم... وفي اعتزالهم قطع المودّات

__________

(1) فتح الباري، 1: 175.

(2) المبسوط، السرخسي 24: 46..

(3) سنن النسائي 5: 253.

(4) المرجع السابق (3/ 477)

(5) أدب الدنيا والدين (223)

مكارم الأخلاق وفضائلها (211)

وقال ابن حبّان: (من التمس رضا جميع النّاس التمس ما لا يدرك، ولكن يقصد العاقل رضا من لا يجد من معاشرته بدّا، وإن دفعه الوقت إلى استحسان أشياء من العادات كان يستقبحها واستقباح أشياء كان يستحسنها، ما لم يكن مأثما، فإنّ ذلك من المداراة، وما أكثر من دارى فلم يسلم فكيف توجد السّلامة لمن لا يداري) (1)

وقال ابن بطّال: (المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي من أقوى أسباب الألفة بينهم. فإن قال بعضهم إنّ المداراة هي المداهنة، وهذا غلط، لأنّ المداراة مندوب إليها، والمداهنة محرّمة، والفرق بينهما أنّ المداهنة من الدّهان، وهو الّذي يظهر الشّي ء، ويستر باطنه وقد فسّرها العلماء بأنّها معاشرة الفاسق وإظهار الرّضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة: هي الرّفق بالجاهل في التّعليم وبالفاسق في النّهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيّما إذا احتيج إلى تألّفه) (2).

وقال الماورديّ: (إنّ الإنسان إن كان مأمورا بتألّف الأعداء، ومندوبا إلى مقاربتهم، فإنّه لا ينبغي له أن يكون لهم راكنا وبهم واثقا، بل يكون منهم على حذر، ومن مكرهم على تحرّز، فإنّ العداوة إذا استحكمت في الطّباع صارت طبعا لا يستحيل، وجبلّة لا تزول، وإنّما يستكفي بالتّألّف إظهارها (3)، ويستدفع به أضرارها، كالنّار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفاد به إنضاجها، وإن كانت محرقة متأجّجة في يابس الحطب لا يقربها إلّا تالف، ولا يدنو منها إلّا هالك) (4)

وقال ابن الجوزيّ: (من الابتلاء العظيم إقامة الرّجل في غير مقامه، مثل أن يحتاج الرّجل الصّالح إلى مداراة الظّالم والتّردّد إليه، وإلى مخالطته من لا يصلح، وإلى أعمال لا تليق به، وإلى أمور تقطع عليه مراده الّذي يؤثره، فقد يقال للعالم: تردّد على الأمير وإلّا خفنا

__________

(1) روضة العقلاء (71 - 72)

(2) فتح الباري (10/ 545)

(3) يستكفي: أي يستكفئ من قولهم كفأ القدر غطاه.

(4) أدب الدنيا والدين (405) بتصرف.

مكارم الأخلاق وفضائلها (212)

عليك سطوته، فيتردّد فيرى ما لا يصلح له ولا يمكنه أن ينكر أو يحتاج إلى شي ء من الدّنيا وقد منع حقّه، فيحتاج أن يعرّض بذكر ذلك أو يصرّح لينال بعض حقّه، ويحتاج إلى مداراة من تصعب مداراته، بل يتشتّت همّه لتلك الضّرورات) (1).

وقال أبو سليمان الخطّابيّ (2):

ما دمت حيّا فدار النّاس كلّهم... فإنّما أنت في دار المداراة

من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى... عمّا قليل نديما للنّدامات

وقال القاضي التّنوخيّ (3):

الق العدوّ بوجه لا قطوب به... يكاد يقطر من ماء البشاشات

فأحزم النّاس من يلقى أعاديه... في جسم حقد وثوب من مودّات

الرّفق يمن وخير القول أصدقه... وكثرة المزح مفتاح العداوات

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل المداراة والتقية وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1379] عن سويد بن حنظلة قال: خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدوّ له، فتحرّج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنّه أخي، فخلّى سبيله. فأتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبرته أنّ القوم تحرّجوا أن يحلفوا، وحلفت أنّه أخي، قال:

__________

(1) صيد الخاطر (290 - 291)

(2) الآداب الشرعية (1/ 54)

(3) أدب الدنيا والدين (223)

مكارم الأخلاق وفضائلها (213)

(صدقت، المسلم أخو المسلم) (1)

[الحديث: 1380] عن عائشة، قالت: (سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن الجَدْرِ (2) أمِن البيت هو؟ قال: (نعم)، فقلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إنّ قومك قصرت بهم النفقة. قلت: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: (فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا أنّ قومك حديثو عهد بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أُدخِلَ الجَدْرَ في البيت وأن الصق بابه في الأرض) (3)

وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتقي قومه في عدم رد الحِجْر إلى قواعد إبراهيم عليه السلام مخافة أن تنفر قلوبهم، لحداثة عهدهم بالكفر وقربهم من شرك الجاهلية.

ولهذا فشل ابن الزبير في تهديم الكعبة وإعادة بنائها وإدخال الحجر في البيت، إذ هدم عبدالملك بن مروان ما بناه ابن الزبير وأخرج الحجر من البيت ليعيده إلى ما كان عليه في عهد من لم يتمكن الإسلام يوماً في قلوب أكثرهم (4).

[الحديث: 1381] عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لولا حداثة قومِكِ بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإن قريشاً استقصرتْ بناءه وجعلتُ له خَلْفاً أي: باباً من الخلف) (5)

[الحديث: 1382] عن عروة بن الزبير، أن عائشة أخبرته أن رجلاً استأذن في الدخول إلى منزل النبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إئذنوا له فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله! قلت ما قلت ثم ألِنتَ له في

__________

(1) أبو داود (3256) الحاكم (4/ 300)

(2) الجَدْرُ والحِجْرُ بمعنى واحد، والمراد: حِجْر الكعبة المشرفة.

(3) البخاري 2/ 190 / 1584.

(4) انظر: مسند أحمد 7/ 360 / 25620.

(5) البخاري 2/ 190 / 1585.

مكارم الأخلاق وفضائلها (214)

القول؟ فقال: (أي عائشة، إنّ شرَّ الناس منزلة عند الله من تركه أو وَدَعَهُ الناس اتقاء فحشه) (1)

[الحديث: 1383] عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: (كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل رجل من قريش، فأدناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقرّبه، فلمّا قام، قال: (يا بريدة أتعرف هذا)؟ قلتُ: نعم، هذا أوسط قريش حسباً، وأكثرهم مالاً؛ ثلاثاً، فقلت: يا رسول الله أنبأتك بعلمي فيه، فأنت أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزناً) (2)

[الحديث: 1384] عن ابن أبي مليكة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أهديت له أقبية من ديباج مزرّدة بالذّهب، فقسمها فى أناس من أصحابه، وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة، فقام على الباب، فقال: ادعه لي، فسمع النّبىّ صلى الله عليه وآله وسلم صوته فأخذ قباء فتلقّاه به واستقبله بأزراره فقال: يا أبا المسور، خبأت هذا لك، وكان في خلقه شي ء) (3)

قال الكرماني في شرح الحديث: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبأت هذا لك. وكان ملتصقاً بالثوب وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يري مخرمة أزاره ليطيب قلبه به، لأنّه كان في خلق مخرمة نوع من الشكاسة) (4)

[الحديث: 1385] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف أنتم في قوم مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا حثالة؟ وشبّك بين أصابعه، قالوا: كيف نصنع؟ قال: اصبروا وخالقوا الناس بأخلاقهم، وخالفوهم بأعمالهم) (5)

[الحديث: 1386] عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، أنه قال: (أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتى باراهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

__________

(1) البخاري 8/ 38.

(2) المعجم الأوسط للطبراني 2/ 165 / 1304.

(3) البخاري (3127)

(4) صحيح البخاري بشرح الكرماني 22/ 7.

(5) كشف الأستار، مجمع الزوائد 4/ 113.

مكارم الأخلاق وفضائلها (215)

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئناً بالإيمان، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (فإن عادوا فعد) (1)

[الحديث: 1387] عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق) (2)

[الحديث: 1388] عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله، فأهوى إليه المقداد فقتله، فقال له رجل من أصحابه: قتلت رجلاً قال: لا إله إلّا الله، والله ليذكرن ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: يا رسول الله! إنَّ رجلاً شهد أن لا إله إلّا الله فقتله المقداد؟ فقال: ادعوا لي المقداد، فقال: يا مقداد قتلت رجلاً قال: لا إله إلّا الله، فكيف لك بـ (لا إله إلّا الله)؟ قال: فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ الله فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ الله مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ الله عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 94] فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كان رجلاً مؤمناً يخفي إيمانه مع قوم من الكفار فقتلته، وكذلك كنت أنت تخفي إيمانك بمكة) (3)

[الحديث: 1389] عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ لكعب بن الأشرف فإنّه قد آذى اللهَ ورسولَهُ؟ فقام محمد بن مَسْلَمَةَ، فقال: يا رسول الله! أتُحبُّ أنْ أقتُلَهُ؟ قال: نعم. قال فأذنْ لي أنْ أقول شيئاً. قال: قل. فأتاه محمد بن مسلمة، فقال: إنّ هذا الرجلَ قد سألنا صدقةً وإنّه قد عنانا، وإني قد أتيتك أستسلفك..) (4)

__________

(1) تفسير الطبري 14/ 122.

(2) الترمذي 4/ 522.

(3) المعجم الكبير للطبراني 12/ 24.

(4) البخاري 5/ 115.

مكارم الأخلاق وفضائلها (216)

[الحديث: 1390] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مداراة النّاس صدقة) (1)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 1391] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض) (2)

[الحديث: 1392] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّا أمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس كما امرنا بإقامة الفرائض) (3)

[الحديث: 1393] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمرت بمداراة الناس كما أمرت بتبليغ الرسالة) (4)

[الحديث: 1394] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما وضع الرفق على شيء إلّا زانه، ولا وضع الخرق على شيء إلّا شانه، فمن أعطي الرفق أعطي خير الدنيا والآخرة، ومن حرمه حرم خير الدنيا والآخرة) (5)

[الحديث: 1395] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش) (6)

[الحديث: 1396] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عاش مداريا مات شهيدا) (7)

[الحديث: 1397] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مداراة الناس صدقة) (8)

[الحديث: 1398] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر: ورع يحجزه عمّا حرّم الله عزّ وجلّ عليه، وحلم يردّ به جهل السفهاء، وخلق يداري به

__________

(1) ابن حبان (2/ 216) / 471)

(2) اصول الكافي ج 2 ص 117.

(3) أمالي الطوسي ج 2 ص 135.

(4) تحف العقول ص 48.

(5) نوادر الراوندي ص 4.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 117.

(7) روضة الواعظين ج 2 ص 380.

(8) روضة الواعظين ج 2 ص 380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (217)

الناس) (1)

[الحديث: 1399] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ) (2)

[الحديث: 1400] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعقل الناس أشدّهم مداراة للناس، أحزم الناس أكظمهم غيظا) (3)

[الحديث: 1401] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (إنّ الناس لو قارضتهم قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم أدركوك) قال: فاصنع ماذا؟ قال: (اقرضهم عرضك ليوم فقرك) (4)

[الحديث: 1402] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكن فيه لم يتمّ له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل) (5)

[الحديث: 1403] قال الإمام الصادق: (كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّا: يا عليّ أنهاك عن ثلاث خصال عظام: الحسد، والحرص، والكذب.. يا عليّ سيّد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله عزّ وجلّ، وذكر الله تبارك وتعالى على كلّ حال.. يا عليّ ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الإخوان، والإفطار في الصيام، والتهجّد من آخر الليل.. يا عليّ ثلاث من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل..) (6)

[الحديث: 1404] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الأنبياء إنّما فضّلهم الله على خلقه أجمعين لشدّة مداراتهم لأعداء دين الله، وحسن تقيّتهم لأجل إخوانهم في الله) (7)

__________

(1) مكارم الأخلاق ص 468.

(2) تحف العقول ص 42.

(3) روضة الواعظين ج 2 ص 379.

(4) مستدرك الوسائل ج 2 ص 92، السيّد عليّ بن طاووس في فتح الأبواب.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 116.

(6) الخصال ج 1 ص 124.

(7) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ص 355.

مكارم الأخلاق وفضائلها (218)

[الحديث: 1405] قال الإمام علي: (إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه.. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منزله إذ استأذن عليه عبد الله بن أبي بن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بئس أخو العشيرة، ائذنوا له. فأذنوا له. فلمّا دخل أجلسه وبشّر في وجهه، فلمّا خرج قالت له عائشة: يا رسول الله قلت فيه ما قلت، وفعلت به من البشر ما فعلت! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عويش، إنّ شرّ الناس عند الله يوم القيامة من يكرم اتّقاء شره) (1)

[الحديث: 1406] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحدّثوا الناس بما لا يعرفون أتحبّون أن يكذّب الله ورسوله) (2)

[الحديث: 1407] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لعبد نؤمة عرفه الله ولم يعرفه الناس، أولئك مصابيح الهدى، وينابيع العلم، تنجلي عنهم كلّ فتنة مظلمة، ليسوا بالمذاييع البذر، ولا بالجفاة المرائين) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 1408] قال الإمام علي: (إنّما أمرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلى صراط الّذين أنعم عليهم بالإيمان بالله وتصديق رسوله وبالولاية لمحمّد وآله الطاهرين، وأصحابه الخيّرين المنتجبين، وبالتقيّة الحسنة الّتي يسلم بها من شرّ عباد الله، ومن الزيادة في آثام أعداء الله وكفرهم، بأن تداريهم ولا تعزيهم بأذاك وأذى المؤمنين، وبالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين، فإنّه ما من عبد ولا أمة والى محمّدا وآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعادى من عاداهم إلّا كان قد اتّخذ من عذاب الله حصنا منيعا وجنّة حصينة، وما من عبد ولا أمة دارى عباد الله فأحسن

__________

(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ص 354.

(2) غيبة النعماني ص 34.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 225.

مكارم الأخلاق وفضائلها (219)

المداراة فلم يدخل بها في باطل ولم يخرج بها من حقّ إلّا جعل الله عزّ وجلّ نفسه تسبيحا، وزكّى عمله، وأعطاه بصيرة على كتمان سرّنا، واحتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا ثواب المتشحّط بدمه في سبيل الله..) (1)

[الحديث: 1409] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (دار المؤمن ما استطعت، فإنّ ظهره حمى الله، ونفسه كريمة على الله، وظالمه خصم الله فلا تكن خصمه) (2)

[الحديث: 1410] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (اعلم أنّ رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ مداراة الناس، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتّى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلا، فإنّي وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون ملء مكيال، ثلثاه استحسان وثلثه تغافل، وما خلق الله عزّ وجلّ شيئا أحسن من الكلام ولا أقبح منه، بالكلام ابيضّت الوجوه وبالكلام اسودّت الوجوه، واعلم أنّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم به، فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه..) (3)

[الحديث: 1411] قال الإمام عليّ يوصي بعض أهله: (دار الفاسق عن دينك) (4)

[الحديث: 1412] قال الإمام علي: (السلم علّة السلامة وعلامة الاستقامة) (5)

[الحديث: 1413] قال الإمام علي: (انّ أحسن الناس عيشا من حسن عيش الناس في عيشه) (6)

[الحديث: 1414] قال الإمام علي: (جمال الحكمة الرفق، وحسن المداراة) (7)

[الحديث: 1415] قال الإمام علي: (رأس الحكمة مداراة الناس) (8)

__________

(1) معاني الأخبار ص 36.

(2) مستدرك الوسائل ج 2 ص 92، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري.

(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 5.

(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 7.

(5) غرر الحكم ص 445.

(6) غرر الحكم ص 445.

(7) غرر الحكم ص 445.

(8) غرر الحكم ص 445.

مكارم الأخلاق وفضائلها (220)

[الحديث: 1416] قال الإمام علي: (عنوان العقل مداراة الناس) (1)

[الحديث: 1417] قال الإمام علي: (كن ليّنا من غير ضعف، شديدا من غير عنف) (2)

[الحديث: 1418] قال الإمام علي: (كمال الحزم استصلاح الأضداد، ومداجاة الأعداء) (3)

[الحديث: 1419] قال الإمام علي: (من عقل سمح) (4)

[الحديث: 1420] قال الإمام علي: (من لم يصلحه حسن المداراة، أصلحه سوء المكافاة) (5)

[الحديث: 1421] قال الإمام علي: (مداراة الرجال من أفضل الأعمال) (6)

[الحديث: 1422] قال الإمام علي: (مداراة الأحمق من أشدّ العناء) (7)

[الحديث: 1423] قال الإمام علي: (معالجة النزال تظهر شجاعة الأبطال) (8)

[الحديث: 1424] قال الإمام علي: (وجدت المسالمة ما لم يكن وهن في الإسلام أنجع من القتال) (9)

[الحديث: 1425] قال الإمام علي: (السلم ثمرة الحلم) (10)

[الحديث: 1426] قال الإمام علي: (المداراة أحمد الخلال) (11)

[الحديث: 1427] قال الإمام علي: (سلامة الدين والدنيا في مداراة الناس) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 445.

(2) غرر الحكم ص 445.

(3) غرر الحكم ص 445.

(4) غرر الحكم ص 445.

(5) غرر الحكم ص 445.

(6) غرر الحكم ص 445.

(7) غرر الحكم ص 445.

(8) غرر الحكم ص 445.

(9) غرر الحكم ص 445.

(10) غرر الحكم ص 445.

(11) غرر الحكم ص 445.

(12) غرر الحكم ص 445.

مكارم الأخلاق وفضائلها (221)

[الحديث: 1428] قال الإمام علي: (دار الناس تأمن غوائلهم، وتسلم من مكائدهم) (1)

[الحديث: 1429] قال الإمام علي: (دار الناس تستمتع بإخائهم، والقهم بالبشر تمت أضغانهم) (2)

[الحديث: 1430] قال الإمام علي: (سلامة العيش في المداراة) (3)

[الحديث: 1431] قال الإمام علي: (سالم الناس تسلم دنياك) (4)

[الحديث: 1432] قال الإمام علي: (سالم الناس تسلم، واعمل للآخرة تغنم) (5)

[الحديث: 1433] قال الإمام علي: (عوّد نفسك السماح، وتجنّب الإلحاح يلزمك الصلاح) (6)

[الحديث: 1434] قال الإمام علي: (من عامل بالرفق غنم) (7)

[الحديث: 1435] قال الإمام علي: (من دارى الناس سلم) (8)

[الحديث: 1436] قال الإمام علي: (من سالم الناس كثر أصدقاؤه وقلّ أعداؤه) (9)

[الحديث: 1437] قال الإمام علي: (من سالم الناس سترت عيوبه، ومن تتبّع عيوب الناس كشف عيوبه) (10)

[الحديث: 1438] قال الإمام علي: (من دارى الناس أمن مكرهم) (11)

[الحديث: 1439] قال الإمام علي: (من عامل الناس بالجميل كافؤوه به) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 445.

(2) غرر الحكم ص 445.

(3) غرر الحكم ص 445.

(4) غرر الحكم ص 445.

(5) غرر الحكم ص 445.

(6) غرر الحكم ص 445.

(7) غرر الحكم ص 445.

(8) غرر الحكم ص 445.

(9) غرر الحكم ص 445.

(10) غرر الحكم ص 445.

(11) غرر الحكم ص 445.

(12) غرر الحكم ص 445.

مكارم الأخلاق وفضائلها (222)

[الحديث: 1440] قال الإمام علي: (من سالم الناس ربح السلامة) (1)

[الحديث: 1441] قال الإمام علي: (من رضي من الناس بالمسالمة سلم من غوائلهم) (2)

[الحديث: 1442] قال الإمام علي: (من عامل الناس بالمسامحة استمتع بصحبتهم، وبالسماحة سلم من غوائلهم) (3)

[الحديث: 1443] قال الإمام علي: (من لم يدار من فوقه لم يدرك بغيته) (4)

[الحديث: 1444] قال الإمام علي: (من استصلح الأضداد بلغ المراد) (5)

[الحديث: 1445] قال الإمام علي: (مقاربة الرجال في خلائقهم أمن من غوائلهم) (6)

[الحديث: 1446] قال الإمام علي: (أبق يبق عليك) (7)

[الحديث: 1447] قال الإمام علي: (أحسن إلى من تملك رقّه يحسن إليك من تملّك (يملك) (8) رقّك) (9)

[الحديث: 1448] قال الإمام علي: (أتحبّون أن يكذب الله ورسوله؟ حدّثوا الناس ما يعرفون وأمسكوا عمّا ينكرون) (10)

[الحديث: 1449] قال الإمام علي: (قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا بالخير تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلا مرائين مذاييع، فإنّ خياركم الّذين إذا نظر إليهم ذكر الله،

__________

(1) غرر الحكم ص 445.

(2) غرر الحكم ص 445.

(3) غرر الحكم ص 445.

(4) غرر الحكم ص 445.

(5) غرر الحكم ص 445.

(6) غرر الحكم ص 445.

(7) غرر الحكم ص 445.

(8) غرر الحكم ص 445.

(9) غرر الحكم ص 445.

(10) غيبة النعماني ص 33. مستدرك الوسائل 2/ 384.

مكارم الأخلاق وفضائلها (223)

وشراركم المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبّة، المبتغون للبراء المعايب) (1)

[الحديث: 1450] قال الإمام علي: (إذاعة سرّ أودعته غدر) (2)

[الحديث: 1451] قال الإمام علي: (أقبح الغدر إذاعة السرّ) (3)

[الحديث: 1452] قال الإمام عليّ يوما لحذيفة بن اليمان: (يا حذيفة لا تحدّث الناس بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا، إنّ من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله، إنّ علمنا أهل البيت سينكر ويبطل وتقتل رواته ويساء إلى من يتلوه بغيا وحسدا لما فضّل الله به عترة وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (4)

[الحديث: 1453] قال الإمام علي: (حدّثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتحبّون أن يسبّ الله ورسوله؟) قالوا: وكيف يسبّ الله ورسوله؟ قال: (يقولون إذا حدّثتموهم بما ينكرون، لعن الله قائل هذا، وقد قاله الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم) (5)

[الحديث: 1454] قال الإمام علي: (إنّ حديثكم هذا وأمره تشمئزّ منه قلوب الجاهلين، فمن عرفه فزيدوه ومن أنكره فذروه) (6)

[الحديث: 1455] قال الإمام علي: (رحم الله عبدا يسمع من مكنون سرّنا فدفنه في قلبه) (7)

[الحديث: 1456] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (كلّ مصدور ينفث، فمن نفث إليك منّا بأمر فاستره بستر، وإيّاك أن تبديه، فليس لك من إبدائه توبة، فإذا لم تكن لك توبة فالمصير إلى لظى) (8)

[الحديث: 1457] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (إذاعة سرّ آل محمّد

__________

(1) اصول الكافي 2/ 225.

(2) غرر الحكم ص 321.

(3) غرر الحكم ص 183.

(4) غيبة النعماني ص 142.

(5) دعائم الإسلام ج 1 ص 60.

(6) دعائم الإسلام ج 1 ص 60.

(7) دعائم الإسلام ج 1 ص 61.

(8) مستدرك الوسائل ج 2 ص 384.

مكارم الأخلاق وفضائلها (224)

عليهم السّلام لا يقبل الله تعالى منها ولا يحتمل أحد عليها، يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلّا مؤمنا موفّقا، يا كميل لا تعلم الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها، فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها) (1)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 1458] عن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهري لقيت الإمام السجاد؟ قال: (نعم لقيته وما لقيت أحدا أفضل منه، والله ما علمت له صديقا في السرّ، ولا عدوّا في العلانية، فقيل له وكيف ذلك؟ قال: لأنّي لم أر أحدا وإنْ كان يحبّه إلّا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحدا وإنْ كان يبغضه إلّا وهو لشدّة مداراته له يداريه) (2)

[الحديث: 1459] قال الإمام السجاد: (وددت والله أنّي افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق، وقلّة الكتمان) (3)

[الحديث: 1460] قال الإمام السجاد: (حدّثوا الناس بما يعرفون ولا تحمّلوهم ما لا يطيقون فتعزّونهم بنا) (4)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 1461] قال الإمام الباقر: (من أطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم، وبسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه وإخوانه، فقد حوى من الخير والدرجات العالية عند الله ما لا يقادر قدره غيره) (5)

[الحديث: 1462] قال الإمام الباقر: (إيّاكم وأصحاب الخصومات والكذّابين فإنّهم تركوا ما أمروا به.. خالقوا الناس بأخلاقهم، وزايدوا في أموالهم.. إنّا لا نعدّ الرجل

__________

(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 384.

(2) علل الشرائع ص 230.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 221.

(4) غيبة النعماني ص 15.

(5) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ص 355.

مكارم الأخلاق وفضائلها (225)

عاقلا حتّى يعرف لحن القول، ثمّ قرأ ولَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (1)

[الحديث: 1463] قال الإمام الباقر: (في التوراة مكتوب ـ فيما ناجى الله عزّ وجلّ به موسى بن عمران عليه السّلام: يا موسى اكتم مكتوم سرّي في سريرتك، وأظهر في علانيتك المداراة عنّي لعدوّي وعدوّك من خلقي ولا تستسبّ لي عندهم بإظهار مكتوم سرّي فتشرك عدوّك وعدوّي في سبّي) (2)

[الحديث: 1464] قال الإمام الباقر: (يحشر العبد يوم القيامة وما ندى دما فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا ربّ إنّك تعلم أنك قبضتني وما سفكت دما، فيقول: بلى ولكنّك سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه فنقلت عليه حتّى صارت إلى فلان الجبّار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه) (3)

[الحديث: 1465] قال الإمام الباقر: (في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم أن يكون مالكا لنفسه، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، فاتّقوا الله ولا تذيعوا حديثنا) (4)

[الحديث: 1466] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (ليقوّ شديدكم ضعيفكم، وليعد غنيّكم على فقيركم، ولا تبثّوا سرّنا، ولا تذيعوا أمرنا) (5)

[الحديث: 1467] قال الإمام الباقر: (انّ أمرنا هذا مستور مقنّع بالميثاق من هتكه أذلّه الله) (6)

[الحديث: 1468] قال الإمام الباقر: (قال موسى بن عمران عليه السّلام: إلهي فمن ينزل دار القدس عندك؟ قال: الّذين لا تنظر أعينهم إلى الدنيا، ولا يذيعون أسرارهم

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 68.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 117.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 370.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 224.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 222.

(6) بصائر الدرجات ص 28.

مكارم الأخلاق وفضائلها (226)

في الدين ولا يأخذون في الحكومة الرشا، الحقّ في قلوبهم والصدق على ألسنتهم فأولئك في ستري في الدنيا وفي دار القدس عندي في الآخرة) (1)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1469] قال الإمام الصادق: (جاء جبريل عليه السّلام إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد ربك يقرئك السّلام ويقول لك: دار خلقي) (2)

[الحديث: 1470] قال الإمام الصادق: (خالطوا الأبرار سرّا، وخالطوا الفجّار جهارا، ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنّه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلّا من ظنّوا أنّه أبله، وصبّر نفسه على أن يقال له إنّه أبله لا عقل له) (3)

[الحديث: 1471] قال الإمام الصادق: (إنّ قوما من الناس قلّت مداراتهم للناس فأنفوا من قريش، وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس، وإنّ قوما من غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع)، ثمّ قال: (من كفّ يده عن الناس فإنّما يكفّ عنهم يدا واحدة، ويكفّون عنه أيدي كثيرة) (4)

[الحديث: 1472] قال الإمام الصادق: (كمال الأدب والمروءة في سبع خصال: العقل، والحلم، والصبر، والرفق، والصمت، وحسن الخلق، والمداراة) (5)

[الحديث: 1473] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (صانع المنافق بلسانك، وأخلص ودّك للمؤمن، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته) (6)

[الحديث: 1474] قال الإمام الصادق في قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]: (قولوا للناس كلّهم حسنا مؤمنهم ومخالفهم، أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه،

__________

(1) أمالي المفيد ص 85.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 116.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 117.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 117.

(5) مستدرك الوسائل ج 2 ص 92، السيّد عليّ بن طاووس في فتح الأبواب.

(6) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 289.

مكارم الأخلاق وفضائلها (227)

وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان، فإن استتر من ذلك يكفّ شرورهم عن نفسه وعن إخوانه المؤمنين) (1)

[الحديث: 1475] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (عليكم بتقوى الله وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وإفشاء السّلام، وإطعام الطعام، صلّوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم واتبعوا جنائزهم، فإنّ أبي حدّثني أنّ شيعتنا أهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم، إن كان فقيه كان منهم، وإنْ كان مؤذّن فهو منهم، وإنْ كان إمام كان منهم، وإنْ كان صاحب أمانة كان منهم، وإنْ كان صاحب وديعة كان منهم، وكذلك أحببونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم) (2)

[الحديث: 1476] قال الإمام الصادق: (اتّقوا الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم، إنّ الله يقول في كتابه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وصلّوا معهم في مساجدهم حتّى النفس، وحتّى يكون المباينة) (3)

[الحديث: 1477] قال الإمام الصادق: (عليكم بالصلاة في المساجد، وحسن الجوار للناس، وإقامة الشهادة، وحضور الجنائز أنّه لا بدّ لكم من الناس أنّ أحدا لا يستغني عن الناس بجنازته، فأمّا نحن نأتي جنائزهم، وإنّما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمّون، به والناس لا بدّ لبعضهم من بعض ما داموا على هذه الحال حتّى يكون ذلك، ثمّ ينقطع كلّ قوم إلى أهل أهوائهم) (4)

[الحديث: 1478] قال الإمام الصادق يوصي شيعته: (خالقوا الناس بأحسن أخلاقكم، صلّوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمّة والمؤذّنين فافعلوا، فإنّكم إذا فعلتم ذلك، قال الناس: هؤلاء الفلانيّة، رحم

__________

(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ص 353.

(2) صفات الشيعة ص 28.

(3) تفسير العيّاشي ج 1 ص 48.

(4) أمالي المفيد ص 185.

مكارم الأخلاق وفضائلها (228)

الله فلانا ما أحسن ما كان يؤدّب أصحابه) (1)

[الحديث: 1479] قال الإمام الصادق: (كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم تقيّة، وحرز لمن أخذ بها، وتحرّز من التعريض للبلاء في الدنيا) (2)

[الحديث: 1480] قال الإمام الصادق: (خالطوا الناس فإنّه لم ينفعكم حبّ عليّ وفاطمة فإنّه ليس شيء أبغض إليهم من ذكر عليّ وفاطمة) (3)

[الحديث: 1481] عن مرازم قال: حملني الإمام الصادق رسالة فلمّا خرجت دعاني فقال: (يا مرازم لم لا يكون بينك وبين الناس إلّا خير وإن شتمونا) (4)

[الحديث: 1482] قال الإمام الصادق: (إنّه ليس احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط، من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله فاقرؤوهم السّلام، وقل لهم: رحم الله عبدا اجترّ مودّة الناس إلينا، حدّثوهم بما يعرفون، واستروا عنهم ما ينكرون) (5)

[الحديث: 1483] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (يا سليمان إنّكم على دين من كتمه أعزّه الله، ومن أذاعه أذله الله) (6)

[الحديث: 1484] قال الإمام الصادق: (من استفتح نهاره بإذاعة سرّنا سلّط الله عليه حرّ الحديد وضيق المجالس) (7)

[الحديث: 1485] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ عيّر قوما بالإذاعة في قوله عزّ وجلّ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83]، فإيّاكم والإذاعة) (8)

[الحديث: 1486] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ

__________

(1) دعائم الإسلام ج 1 ص 66.

(2) مشكاة الأنوار ص 42.

(3) مشكاة الأنوار ص 68.

(4) مشكاة الأنوار ص 68.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 222.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 222.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 372.

(8) اصول الكافي ج 2 ص 369.

مكارم الأخلاق وفضائلها (229)

حَقٍّ} [آل عمران: 112]: (أما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن أذاعوا عليهم وأفشوا سرّهم فقتلوا) (1)

[الحديث: 1487] قال الإمام الصادق: (إنّ من أمرنا مستور مقنع بالميثاق، فمن هتك علينا أذلّه الله) (2)

[الحديث: 1488] قال الإمام الصادق: (مذيع السرّ شاكّ، وقائله عند غير أهله كافر، ومن تمسّك بالعروة الوثقى فهو ناج) قلت: ما هو؟ قال: (التسليم) (3)

[الحديث: 1489] قال الإمام الصادق: (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح، وهمّه لأمرنا عبادة، وكتمانه لسرّنا جهاد في سبيل الله) (4)

[الحديث: 1490] سئل الإمام الصادق عن حديث فقال: (هل كتمت عليّ شيئا قطّ؟) فبقيت أتذكّر، فلمّا رأى ما بي، قال: (أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس، إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك) (5)

[الحديث: 1491] قال الإمام الصادق في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: 112]، والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنّهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداء ومعصية) (6)

[الحديث: 1492] قال الإمام الصادق: (من أذاع علينا حديثا فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا)، وقال: (المذيع لحديثنا كالجاحد له) (7)

[الحديث: 1493] قال الإمام الصادق: (ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 371.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 226.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 371.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 226.

(5) المحاسن ص 258.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 371.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 370.

مكارم الأخلاق وفضائلها (230)

قتلنا قتل عمد) (1)

[الحديث: 1494] قال الإمام الصادق: (من أذاع علينا حديثنا سلبه الله الإيمان) (2)

[الحديث: 1495] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (إنّ احتمال أمرنا ليس بمعرفته وقبوله، إنّ احتمال أمرنا هو صونه وسرّه عمّن ليس من أهله، فاقرأهم السّلام ورحمة الله ـ يعني الشيعة ـ وقل: قال لكم: رحم الله عبدا استجرّ مودّة الناس إلى نفسه وإلينا بأن يظهر لهم ما يعرفون ويكفّ لهم ما ينكرون) (3)

[الحديث: 1496] قال الإمام الصادق: (أمر الناس بخصلتين فضيّعوهما فصاروا منهما على غير شيء: الصبر والكتمان) (4)

[الحديث: 1497] قال الإمام الصادق: (لا تذيعوا أمرنا ولا تحدّثوا به إلّا أهله، فإنّ المذيع علينا أمرنا أشدّ علينا مؤنة من عدوّنا، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرّنا) (5)

[الحديث: 1498] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عيّر قوما بالإذاعة فقال: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83] فإيّاكم والإذاعة) (6)

[الحديث: 1499] قال الإمام الصادق: (المذيع لما أراد الله ستره مارق من الدين) (7)

[الحديث: 1500] قال الإمام الصادق لرجل قدم عليه من الكوفة: (ما حال شيعتنا؟) فاخبره فقال الإمام الصادق: (ليس احتمال أمرنا بالتصديق والقبول فقط، إنّ احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله، فأقرئهم السّلام وقل لهم: رحم الله عبدا اجترّ مودّة الناس إلينا وإلى نفسه، فحدّثهم بما يعرفون، وستّر عنهم ما ينكرون) (8)

[الحديث: 1501] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (لا يكون العبد

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 370.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 370.

(3) غيبة النعماني ص 34.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 222.

(5) المحاسن ص 255.

(6) المحاسن ص 256.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 372.

(8) دعائم الإسلام ج 1 ص 61.

مكارم الأخلاق وفضائلها (231)

مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث سنن: سنّة من الله، وسنّة من رسوله وسنّة من الإمام؛ فأمّا السنّة من الله جلّ وعزّ فهو أن يكون كتوما للأسرار يقول الله جلّ ذكره: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26]..) (1)

[الحديث: 1502] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله، اقرأ أصحابنا السّلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم: رحم الله امرئ اجترّ مودّة الناس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون) (2)

[الحديث: 1503] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (أي حبيب كفّ، خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم بأعمالكم، فانّ لكلّ امرئ ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحبّ، لا تحملوا الناس عليكم وعلينا فادخلوا في دهماء الناس، فإنّ لنا أيّاما ودولة يأتي بها الله إذا شاء) فسكت حبيب فقال: (أفهمت يا حبيب؟ لا تخالفوا أمري فتندموا) قال: لن اخالف أمرك (3).

[الحديث: 1504] قال الإمام الصادق: (ليس هذا الأمر معرفته وولايته فقط حتّى تستره عمّن ليس من أهله ويحسبكم أن تقولوا ما قلنا وتصمتوا عمّا صمتنا، فإنّكم إذا قلتم ما نقول وسلّمتم لنا فيما سكتنا عنه فقد آمنتم بمثل ما آمنّا وقال الله: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137]) (4)

[الحديث: 1505] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (يا مفضّل، إنّ هذا الأمر ليس بالقول فقط، لا والله حتّى يصونه كما صانه الله ويشرّفه كما شرّفه الله ويؤدّي حقّه

__________

(1) تحف العقول ص 312.

(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 84.

(3) أمالي المفيد ص 26.

(4) غيبة النعماني ص 15.

مكارم الأخلاق وفضائلها (232)

كما أمر الله) (1)

[الحديث: 1506] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (يا معلّى اكتم أمرنا ولا تذعه فإنّه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزّه الله به في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة، يا معلّى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذلّه الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلّى إنّ التقيّة من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقيّة له، يا معلّى إنّ الله يحبّ أن يعبد في السرّ كما يحبّ أن يعبد في العلانية، يا معلّى إنّ المذيع لأمرنا كالجاحد له) (2)

[الحديث: 1507] سئل الإمام الصادق عن حديث كثير فقال: (هل كتمت عليّ شيئا قطّ؟) فبقيت أذّكّر، فلمّا رأى ما بي قال: (أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس به، إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك) (3)

[الحديث: 1508] قال الإمام الصادق: (من أفشى سرّنا أهل البيت أذاقه الله حرّ الحديد) (4)

[الحديث: 1509] قال الإمام الصادق: (إيّاكم إيّاكم على دين، من كتمه أعزّه الله، ومن أذاعه أذلّه الله) (5)

[الحديث: 1510] قال الإمام الصادق: (لا خير فيمن لا تقيّة له) (6)

[الحديث: 1511] قال الإمام الصادق: (الناطق علينا بما نكره أشدّ مؤنة علينا من المذيع) (7)

[الحديث: 1512] قال الإمام الصادق: (كفّوا ألسنتكم، والزموا بيوتكم..) (8)

__________

(1) غيبة النعماني ص 37.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 223.

(3) مشكاة الأنوار ص 41.

(4) جامع الأخبار ص 96.

(5) جامع الأخبار ص 95.

(6) جامع الأخبار ص 95.

(7) المحاسن ص 256.

(8) اصول الكافي ج 2 ص 225.

مكارم الأخلاق وفضائلها (233)

[الحديث: 1513] قال الإمام الصادق في قول الله: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا} [القصص: 54]: (بما صبروا على التقيّة) {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [القصص: 54]: (الحسنة التقيّة، والإذاعة السيّئة) (1)

[الحديث: 1514] سئل الإمام الصادق عن عذاب القبر، فقال: (إنّ الإمام الباقر حدّثنا: إنّ رجلا أتى سلمان الفارسي فقال: حدّثني، فسكت عنه، ثمّ عاد فسكت فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] فقال له: أقبل، إنّا لو وجدنا أمينا لحدّثناه..) (2)

[الحديث: 1515] قال الإمام الصادق: (خالطوا الناس بما يعرفون، ودعوهم ممّا ينكرونه ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا، إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان) (3)

[الحديث: 1516] قال الإمام الصادق في أوصاف المؤمنين: (قلوبهم خائفة وجلة من الله، ألسنتهم مسجونة، وصدورهم وعاء لسرّ الله؛ إن وجدوا له أهلا نبذوا إليه نبذا، وإن لم يجدوا أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالا غيّبوا مفاتيحها وجعلوا على أفواههم أوكية صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منه شيء) (4)

[الحديث: 1517] قال الإمام الصادق: (طوبى لعبد نؤمة عرف الناس، فصاحبهم ببدنه ولم يصاحبهم في أعمالهم بقلبه، فعرفوه في الظاهر وعرفهم في الباطن) (5)

[الحديث: 1518] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (اقرأ موالينا السّلام

__________

(1) المحاسن ص 256.

(2) تفسير العيّاشي ج 1 ص 71.

(3) بصائر الدرجات ص 26.

(4) كتاب زيد الزرّاد ص 7.

(5) معاني الأخبار ص 380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (234)

وأعلمهم أن يجعلوا حديثنا في حصون حصينة وصدور فقيهة وأحلام رزينة والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما الشاتم لنا عرضا والناصب لنا حربا بأشدّ مؤنة من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله) (1)

[الحديث: 1519] قال الإمام الصادق: (من أذاع علينا حديثا فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا) (2)

[الحديث: 1520] قال الإمام الصادق: (إنّي لأحدّث الرجل الحديث، فينطلق فيحدّث به عنّي كما سمعه، فاستحلّ به لعنه والبراءة منه) (3)

[الحديث: 1521] قال الإمام الصادق: (قوم يزعمون إنّي إمامهم والله ما أنا لهم بإمام لعنهم الله كلّما سترت سترا هتكوه، أقول كذا وكذا فيقولون إنّما عنى كذا وكذا أنا إمام من أطاعني) (4)

[الحديث: 1522] قال الإمام الصادق: (أما والله لو كانت على أفواهكم أوكية لحدثت كلّ امرئ منكم بما له، والله لو وجدت أتقياء لتكلّمت والله المستعان) (5)

[الحديث: 1523] قال الإمام الصادق: (من أذاع لنا سرّا فقد نصب لنا العداوة، ثمّ قال: سمعت أبي رضوان الله عليه يقول: من أذاع سرّنا ثمّ وصلنا بجبال من ذهب لم يزدد منّا إلّا بعدا) (6)

[الحديث: 1524] قال الإمام الصادق: (رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم، ليس كمن يذيع أسرارنا) (7)

[الحديث: 1525] قيل للإمام الصادق: ألهذا الأمر أمد نريح إليه أبداننا وننتهي

__________

(1) الاختصاص ص 252.

(2) غيبة النعماني ص 38.

(3) غيبة النعماني ص 38.

(4) غيبة النعماني ص 38.

(5) غيبة النعماني ص 38.

(6) دعائم الإسلام ج 1 ص 58.

(7) تحف العقول ص 301.

مكارم الأخلاق وفضائلها (235)

إليه؟ قال: (بلى ولكنّكم أذعتم فزاد الله فيه) (1)

[الحديث: 1526] روي أن قوما اجتمعوا عند الإمام الصادق؛ فتكلّموا فيما هم فيه وذكروا الفرج وقالوا: متى نراه يكون، يا ابن رسول الله؟ فقال: (أيسرّكم هذا الّذي تتمنّون)؟ قالوا: إي والله، قال: (أفتخلّفون الأهل والأحبّة وتركبون الخيل وتلبسون السلاح؟) قالوا: نعم، قال: (وتقاتلون أعداءكم؟) قالوا: نعم، قال: (قد سألناكم ما هو أيسر من هذا فلم تفعلوه) فسكت القوم، فقال رجل منهم: أيّ شيء هو، جعلت فداك؟ قال: (قلنا لكم: اسكتوا، فإنّكم إن كففتم رضينا، وإن خالفتم اوذينا، فلم تفعلوا) (2)

5 ـ ما روي عن الإمام الرضا

[الحديث: 1527] قال الإمام الرضا: (لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنّة من وليّه، فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه قال الله عزّ وجلّ: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26]، وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم بمداراة الناس فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء) (3)

[الحديث: 1528] قال الإمام الرضا: (عليكم بتقوى الله والورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه وآله وسلم صلّوا في عشائركم، وصلوا أرحامكم، وعودوا مرضاكم، وأحضروا جنائزهم، كونوا زينا ولا تكونوا شينا، حبّبونا إلى الناس ولا تبغضونا، جرّوا إلينا كلّ مودّة، ادفعوا عنّا كلّ قبيح) (4)

6 ـ ما روي عن سائر الأئمة

__________

(1) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص 263.

(2) دعائم الإسلام ج 1 ص 60.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 241.

(4) فقه الإمام الرضا ص 356.

مكارم الأخلاق وفضائلها (236)

[الحديث: 1529] قال الإمام الكاظم: (إن كان في يدك هذه شيء فإن استطعت أن لا تعلم هذه فافعل)، وكان عنده إنسان فتذاكروا الإذاعة، فقال: (احفظ لسانك تعزّ، ولا تمكّن الناس من قياد رقبتك فتذلّ) (1)

[الحديث: 1530] عن بكر بن صالح قال: كتب صهر لي إلى الإمام الجواد أنّ أبي ناصب خبيث الرأي وقد لقيت منه شدّة وجهدا فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي، وما ترى جعلت فداك؟ أفترى أن اكاشفه أم اداريه؟ فكتب: (قد فهمت كتابك، وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء لك إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين، ثبّتك الله على ولاية من تولّيت، نحن وأنتم في وديعة الله الّتي لا تضيع ودائعه)، قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه حتّى صار لا يخالفه في شيء (2)

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 225.

(2) أمالي المفيد ص 191.

مكارم الأخلاق وفضائلها (237)

الرأفة والرحمة

الرأفة والرحمة من الأركان التي تقوم عليها الأخلاق الحسنة، فلا يمكن للجافي القاسي الغليظ، مهما كان له من المكارم أن يعتبر صاحب خلق حسن، ذلك أن قسوته وغلظته ستفسد عليه كل ما بنته سائر أخلاقه.

ولهذا كان أكثر الناس مواجهة للأنبياء والأولياء هم أولئك الطغاة المستكبرين المستبدين الذين خلت قلوبهم من الرحمة؛ كما أخبر الله تعالى عن مثالهم وقدوتهم فرعون حين ذكر جرائمه الناشئة عن قسوته، فقال: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4]

ومثلهم أولئك الذين سماهم الله تعالى أصحاب الأخدود، وقال عنهم: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِالله الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 4 - 10]

ومنهم أولئك الذين لم يرض قسوة قلوبهم كل ما صبوه من ألوان الإهانة والتحقير لنبي الله إبراهيم عليه السلام، وإنما أضافوا إليه رميه في النيران، لتناسبها مع النيران التي تغلي في قلوبهم، قال تعالى: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} [الأنبياء: 68 - 70]

وهكذا كان حال جميع الأنبياء عليهم السلام الذي تفنن قساة القلوب من أقوامهم في مواجهتهم وحربهم، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال عنه ربه: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 76]

مكارم الأخلاق وفضائلها (238)

ثم ذكر أن ذلك سنة الأنبياء والصالحين مع أقوامهم، قال تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: 77]

وهذا كله يدل على أن الإيمان الحقيقي بالله وبوسائط هدايته لا يكون إلا في القلوب الرحيمة اللينة، وأما غيرها، فهي وإن ادعت الإيمان، فإنه يظل مجرد دعوى، كما قال تعالى عن الأعراب القساة الذين توهموا أنهم بإقامة بعض الشعائر التعبدية قد صاروا من المؤمنين: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14]

ولهذا أخبر الله تعالى عن تلك الرحمة التي أودعها في قلوب أتباع المسيح عليه السلام، ليستحقوا بها جميل اتباعه، فقال: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً} [الحديد: 27]

وسر ذلك يعود إلى أن الإيمان بالله ورسله والهداة إليه، ينشر قيمه في نفس المؤمن، فيذعن لها، ويتحول سلوكه إلى نسخة موافقة لإيمانه، ولذلك يستحيل على من يؤمن برحمة الله، ولطفه بعباده، وحلمه عليهم، وحنانه ومودته.. ثم بعد ذلك يكون قاسيا أو غليظا، ذلك أن من مقتضيات عبوديته للرؤوف الرحيم تحليه بالرأفة والرحمة، كما عبر بعض الحكماء عن ذلك، فقال: (عبد الرؤوف: هو من جعله الله تعالى مظهراً لرأفته ورحمته، فهو أرأف خلق الله بالناس إلا في الحدود الشرعية؛ لأنه يرى الحد وما أوجبه عليه من الذنب الذي جرى على يده بحكم الله وقضائه رحمة منه عليه، وإن كانت ظاهرة نقمة، وهذا مما لا يعرفه إلا خاصة الخاصة بالذوق؛ فإقامة الحد عليه ظاهراً عين الرأفة به باطناً) (1)

ولهذا يرد في القرآن الكريم كثيرا وصف الله تعالى بالرأفة والرحمة، وفي المجالات المختلفة، لا لتتقرر تلك المعاني باعتبارها أوصافا لله تعالى فقط في نفوس المؤمنين، وإنما

__________

(1) كمال الدين القاشاني، اصطلاحات الصوفية، ص 126.

مكارم الأخلاق وفضائلها (239)

لتتحول إلى قيم أخلاقية تضبط سلوكهم.

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الرأفة والرحمة وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1531] عن أسامة بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن عليّ على فخذه الآخر، ثمّ يضمّهما، ثمّ يقول: (اللهم ارحمهما فإنّي أرحمهما) (1)

[الحديث: 1532] عن عوف بن مالك الأشجعيّ قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: (اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النّار) قال: حتّى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت) (2)

[الحديث: 1533] عن مالك بن الحويرث قال: أتينا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ونحن شببة (3) متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: (ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم، ومروهم، وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم) (4)

__________

(1) البخاري (6003)

(2) مسلم (963)

(3) شببة: جمع شاب، مثل بررة جمع بار.

(4) البخاري (6008) ومسلم (674)

مكارم الأخلاق وفضائلها (240)

[الحديث: 1534] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه ـ أو صاحبه ـ يرحمك الله، فإذا قال يرحمك الله، فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم) (1)

[الحديث: 1535] عن أبي موسى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسمّي لنا نفسه أسماء. فقال: (أنا محمّد، وأحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبيّ التّوبة، ونبيّ الرّحمة) (2)

[الحديث: 1536] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمّا خلق الله الخلق كتب: إنّ رحمتي تغلب غضبي) (3)

[الحديث: 1537] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم. وعفيف متعفّف ذو عيال.. وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له (4)، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك) وذكر البخل أو الكذب، والشّنظير (5) الفحّاش) (6)

[الحديث: 1538] عن سلمان الفارسيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله خلق يوم خلق السّماوات والأرض مائة رحمة، كلّ رحمة طباق ما بين السّماء والأرض. فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطّير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرّحمة) (7)

[الحديث: 1539] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تحاجّت الجنّة والنّار، فقالت النّار: أوثرت بالمتكبّرين والمتجبّرين. وقالت الجنّة: ما لي لا يدخلني إلّا ضعفاء النّاس وسقطهم؟ قال الله تبارك وتعالى للجنّة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنّار: إنّما أنت عذاب

__________

(1) البخاري (6224)، ومسلم (2992) مثله من حديث أبي موسى.

(2) مسلم (2355)

(3) البخاري (7404)، ومسلم (2751)

(4) لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي.

(5) الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش، وهو السي ء الخلق.

(6) مسلم (2865)

(7) مسلم (2753)

مكارم الأخلاق وفضائلها (241)

أعذّب بك من أشاء من عبادي. ولا يظلم الله عزّ وجلّ من خلقه أحدا) (1)

[الحديث: 1540] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسّهر والحمّى) (2)

[الحديث: 1541] عن عائشة قالت: جاء أعرابيّ إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: تقبّلون الصّبيان فما نقبّلهم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرّحمة) (3)

[الحديث: 1542] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جعل الله الرّحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين. وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق. حتّى ترفع الدّابّة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) (4)

[الحديث: 1543] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) (5)

[الحديث: 1544] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله رجلا قام من اللّيل فصلّى، ثمّ أيقظ امرأته فصلّت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من اللّيل فصلّت، ثمّ أيقظت زوجها فصلّى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) (6)

[الحديث: 1545] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرّاحمون يرحمهم الرّحمن) (7)

[الحديث: 1546] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سدّدوا (8) وقاربوا (9) وأبشروا، فإنّه لا يدخل أحدا الجنّة عمله)، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (و لا أنا، إلّا أن يتغمّدني الله بمغفرة ورحمة) (10)

__________

(1) البخاري (4850) ومسلم (2846)

(2) البخاري (6011) ومسلم (2586)

(3) البخاري (5998) ومسلم (2317)

(4) البخاري (6000)، ومسلم (2752)

(5) البخاري (2076)

(6) أبو داود (1308) وابن ماجة (1336)

(7) أبو داود (4941) والترمذي (1924)

(8) سددوا: اطلبوا السداد أي الصواب.

(9) قاربوا: لا تفرطوا في العبادة.

(10) البخاري (6467) ومسلم (2816)

مكارم الأخلاق وفضائلها (242)

[الحديث: 1547] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذّئب فذهب بابن إحداهما، فقالت صاحبتها: إنّما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنّما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى. فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه فقال: آتوني بالسّكّين أشقّه بينهما. فقالت الصّغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصّغرى) (1)

[الحديث: 1548] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تنزع الرّحمة إلّا من شقيّ) (2)

[الحديث: 1549] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يرحم الله من لا يرحم النّاس) (3)

[الحديث: 1550] عن أبي هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابيّ وهو في الصّلاة: اللهم ارحمني ومحمّدا ولا ترحم معنا أحدا. فلمّا سلّم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال للأعرابيّ: (لقد حجّرت واسعا) يريد رحمة الله) (4)

[الحديث: 1551] عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لن تؤمنوا حتّى ترحموا) قالوا: كلّنا رحيم يا رسول الله، قال: (إنّه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنّها رحمة النّاس، رحمة العامّة) (5)

[الحديث: 1552] عن أبيّ بن كعب أنّه جاءه ابن الدّيلميّ، فقال: وقع في نفسي شيء من القدر، فحدّثني بشيء لعلّ الله أن يذهبه من قلبي، فقال: (لو أنّ الله عذّب أهل سماواته وأهل أرضه عذّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتّى تؤمن بالقدر، وتعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو متّ على غير هذا لدخلت النّار)،

__________

(1) البخاري (3427)، ومسلم (1720)

(2) الترمذي (1923) وأبو داود (4942)

(3) البخاري (7376) ومسلم (2319)

(4) البخاري (6010)

(5) الأدب للبيهقي (167)

مكارم الأخلاق وفضائلها (243)

قال: ثمّ أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، قال: ثمّ أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل ذلك، قال: ثمّ أتيت زيد بن ثابت، فحدّثني عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مثل ذلك) (1)

[الحديث: 1553] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو تعلمون قدر رحمة الله لاتّكلتم) (2)

[الحديث: 1554] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا) (3)

[الحديث: 1555] عن أبي هريرة قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التّميميّ جالسا، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال: (من لا يرحم لا يرحم) (4)

[الحديث: 1556] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أحبّ أنّ لي الدّنيا وما فيها بهذه الآية {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]) (5)

[الحديث: 1557] عن عمران بن حصين قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الوثاق. قال: يا محمّد، فأتاه. فقال: (ما شأنك؟) فقال: بم أخذتني؟، وبم أخذت سابقة الحاجّ. فقال ـ إعظاما لذلك ـ: (أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف) ثمّ انصرف عنه فناداه. فقال: يا محمّد، يا محمّد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحيما رقيقا. فرجع إليه فقال: (ما شأنك؟) قال: إنّي مسلم. قال: (لو قلتها وأنت تملك أمرك، أفلحت كلّ الفلاح)، ثمّ انصرف فناداه فقال: يا محمّد، يا محمّد،

__________

(1) أبو داود (4699) وابن ماجة (77)، وأحمد (5/ 185)

(2) البزار، مجمع الزوائد (10/ 213)

(3) الترمذي (1920) وأحمد (1/ 257)

(4) البخاري (5997) ومسلم (2318)

(5) رواه أحمد (5/ 275)

مكارم الأخلاق وفضائلها (244)

فأتاه فقال: (ما شأنك؟) قال: إنّي جائع فأطعمني. وظمآن فاسقني. قال: (هذه حاجتك) ففدي بالرّجلين) (1)

[الحديث: 1558] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، التّحدّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب) (2)

[الحديث: 1559] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الملائكة تصلّي على أحدكم ما دام في مصلّاه الّذي صلّى فيه ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه) (3)

[الحديث: 1560] عن شدّاد بن أوس أنّه قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته) (4)

[الحديث: 1561] عن عائشة قالت: أعتم (5) النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، حتّى ذهب عامّة اللّيل، وحتّى نام أهل المسجد ثمّ خرج فصلّى، فقال: (إنّه لوقتها لولا أن أشقّ على أمتي) (6)

[الحديث: 1562] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صلّى أحدكم للنّاس فليخفّف، فإنّ في النّاس الضّعيف والسّقيم وذا الحاجة) (7)

[الحديث: 1563] عن عبد الله بن مسعود قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حمّرة (8) معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمّرة فجعلت تفرّش (9)، جاء النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها)، ورأى قرية نمل

__________

(1) مسلم (1641)

(2) أحمد (4/ 278)

(3) البخاري (445) ومسلم (649)

(4) مسلم (1955)

(5) أعتم: أخر العشاء حتى اشتد الظلام.

(6) البخاري (569) ومسلم (638)

(7) البخاري (702) ومسلم (467)

(8) الحمرة: طائر صغير يشبه العصفور.

(9) تفرش: هو أن تفرش جناحيها وتقرب من الأرض وترفرف.

مكارم الأخلاق وفضائلها (245)

قد حرّقناها، فقال: (من حرّق هذه؟) قلنا: نحن، قال: (إنّه لا ينبغي أن يعذّب بالنّار إلّا ربّ النّار) (1)

[الحديث: 1564] عن أنس بن مالك أنّه دخل دار الحكم بن أيّوب فرأى غلمانا ـ أو فتيانا ـ نصبوا دجاجة يرمونها، فقال أنس: (نهى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن تصبر البهائم (2)) (3)

[الحديث: 1565] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّي لأقوم في الصّلاة أريد أن أطوّل فيها. فأسمع بكاء الصّبيّ فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمّه) (4)

[الحديث: 1566] عن أبي هريرة أنّه قال: قيل: يا رسول الله، ادع على المشركين. قال: (إنّي لم أبعث لعّانا، وإنّما بعثت رحمة) (5)

[الحديث: 1567] عن أبي قتادة قال: (خرج علينا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلّى، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها) (6)

[الحديث: 1568] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسّواك مع كلّ صلاة) (7)

[الحديث: 1569] عن أنس بن مالك قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أبي سيف القين (8)، وكان ظئرا (9) لإبراهيم عليه السّلام. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إبراهيم فقبّله وشمّه، ثمّ دخلنا عليه بعد ذلك ـ وإبراهيم يجود بنفسه ـ فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تذرفان، فقال له عبد الرّحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: (يا ابن عوف إنّها رحمة. ثمّ أتبعها بأخرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلّا ما يرضى ربّنا،

__________

(1) سنن أبي داود (5268) وقال الألباني (3/ 988) حديث (4388): صحيح.

(2) تصبر البهائم: أي تحبس لترمى حتى تموت.

(3) البخاري (5513)، ومسلم (1959)

(4) البخاري (707) ومسلم (470)

(5) مسلم (2599)

(6) البخاري (5996) ومسلم (543)

(7) البخاري (887) ومسلم (252)

(8) القين: الحداد. ويطلق على كل صانع.

(9) ظئرا لإبراهيم: الظئر: زوج المرضعة، وإبراهيم هو ابن النبي (.

مكارم الأخلاق وفضائلها (246)

وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) (1)

[الحديث: 1570] عن عائشة أنّها قالت للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟. قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت. وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلّا وأنا بقرن الثّعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلّم عليّ، ثمّ قال: يا محمّد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا) (2)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 1571] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ رحيم يحبّ كلّ رحيم) (3)

[الحديث: 1572] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لا يرحم لا يرحم) (4)

[الحديث: 1573] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى: إن كنتم تريدون رحمتي، فارحموا خلقي) (5)

[الحديث: 1574] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله تعالى) (6)

[الحديث: 1575] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل من رجل يدخل الجنّة بغير حساب؟ قال: (نعم كلّ رحيم صبور) (7)

[الحديث: 1576] عن الإمام عليّ قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس ونحن حوله إذ

__________

(1) البخاري (1303)، ومسلم (2315) بسياق مختلف وفي أوله قال أنس: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول اللّه (.

(2) البخاري (3231) ومسلم (1795)

(3) أمالي الطوسي 2/ 130.

(4) المواعظ للصدوق/53.

(5) عوالي اللآلئ 1/ 377.

(6) الأشعثيّات/167.

(7) مسكّن الفؤاد/50.

مكارم الأخلاق وفضائلها (247)

أرسلت ابنة له، تقول: إنّ ابني في السوق، فإن رأيت أن تأتيني، فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرسول انطلق إليها فاعلمها إنّ لله تعالى ما اعطى، ولله ما أخذ و{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]، ثمّ ردّت القول، فقالت: هو أطيب لنفسي أن تأتيني، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن معه فانتهى إلى الصبي وإنّ نفسه ليقعقع بين جنبيه كأنّها في شن فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول الله تبكي وتنهانا عن البكاء، فقال: (لم أنهكم عن البكاء ولكن نهيتكم عن النوح، وإنّما هذه رحمة يجعلها الله في قلب من يشاء من خلقه ويرحم الله من يشاء وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء) (1)

[الحديث: 1577] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لله تعالى ابنية في الأرض فأحبّها إلى الله تعالى ما صفي منها ورقّ وصلب، وهي القلوب، فأمّا ما رقّ منها فرقّة على الإخوان، وأمّا ما صلب منها فقول الرجل في الحقّ لا يخاف في الله لومة لائم، وأمّا ما صفي منها فصفت من الذنوب) (2)

[الحديث: 1578] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وحجّ وعمرة فيتجاوزون به إلى السماء السادسة، فيقول الملك: قفوا أنا صاحب الرحمة واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، واطمسوا عينيه لأن صاحبه لم يرحم شيئا إذا أصاب عبدا من عباد الله ذنب للآخرة أو ضرّ في الدنيا شمت به أمرني به ربّي أن لا أدع عمله يجاوزني) (3)

[الحديث: 1579] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنكر منكم قساوة قلبه، فليدن يتيما فيلاطفه وليمسح رأسه، يلين قلبه بإذن الله عزّ وجلّ، فإنّ لليتيم حقّا) (4)

__________

(1) الأشعثيّات/208.

(2) الأشعثيّات/196.

(3) عدّة الداعي/243.

(4) من لا يحضره الفقيه 1/ 119.

مكارم الأخلاق وفضائلها (248)

[الحديث: 1580] قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف فضلنا أهل البيت) (1)

[الحديث: 1581] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه بني الله له بيتا في الجنّة: من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه) (2)

[الحديث: 1582] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتّقوا الله في الضعيفين: النساء، واليتيم) (3)

[الحديث: 1583] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حقّ المرأة على زوجها أن يسدّ جوعتها، وأن يستر عورتها، ولا يقبح لها وجها، فإذا فعل ذلك فقد أدّى والله حقّها) (4)

[الحديث: 1584] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والّذي نفسي بيده، لا يضع الله الرحمة، إلّا على رحيم) قيل: يا رسول الله كلّنا رحيم، قال: (ليس الّذي يرحم نفسه وأهله خاصّة، ذاك الّذي يرحم المسلمين) (5)

[الحديث: 1585] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ضحك على جنازة أهانه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق ولا يستجاب دعاؤه، ومن ضحك في المقبرة رجع عليه من الوزر مثل جبل احد، ومن ترحّم عليهم نجا من النار) (6)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 1586] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (يا كميل إنّ الله كريم حليم عظيم رحيم دلّنا على أخلاقه وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها، فقد أدّيناها غير

__________

(1) الأشعثيّات/183.

(2) من لا يحضره الفقيه 4/ 254.

(3) عدّة الداعي/91.

(4) عدّة الداعي/91.

(5) عوالي اللآلئ 1/ 376.

(6) إرشاد القلوب/175.

مكارم الأخلاق وفضائلها (249)

متخلّفين وأرسلناها غير منافقين وصدّقناها غير مكذّبين وقبلناها غير مرتابين) (1)

[الحديث: 1587] قال الإمام علي: (عجبت لمن يرجو رحمة من فوقه كيف لا يرحم من دونه) (2)

[الحديث: 1588] قال الإمام علي: (من لم يَرحم لم يُرحم) (3)

[الحديث: 1589] قال الإمام علي: (من لم يرحم الناس منعه الله رحمته) (4)

[الحديث: 1590] قال الإمام علي: (كما ترحم ترحم) (5)

[الحديث: 1591] قال الإمام علي: (من لم تسكن الرحمة قلبه قلّ لقاؤها له عند حاجته) (6)

[الحديث: 1592] قال الإمام علي: (من الكرام تكون الرحمة) (7)

[الحديث: 1593] قال الإمام علي: (من أوكد أسباب العقل رحمة الجهّال) (8)

[الحديث: 1594] قال الإمام علي: (أولى الناس بالرحمة المحتاج إليها) (9)

[الحديث: 1595] قال الإمام علي: (أحقّ الناس بالرحمة عالم يجري عليه حكم جاهل، وكريم يستولي عليه لئيم، وبرّ تسلّط عليه فاجر) (10)

[الحديث: 1596] قال الإمام علي: (أبلغ ما تستدرّ به الرحمة أن تضمر لجميع الناس الرحمة) (11)

[الحديث: 1597] قال الإمام علي: (إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها.. منها

__________

(1) تحف العقول/175.

(2) غرر الحكم/449.

(3) غرر الحكم/449.

(4) غرر الحكم/449.

(5) غرر الحكم/449.

(6) غرر الحكم/449.

(7) غرر الحكم/449.

(8) غرر الحكم/449.

(9) غرر الحكم/449.

(10) غرر الحكم/449.

(11) غرر الحكم/449.

مكارم الأخلاق وفضائلها (250)

رحمة الضعفاء) (1)

[الحديث: 1598] قال الإمام عليّ: (من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وارتفق على والده، ورفق على ولده، ورفق بمملوكه، أدخله الله تعالى في رضوانه، ويسّر عليه رحمته، ومن كفّ غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه، ووصل رحمه، وأدى أمانته، جعله الله تعالى في نوره الأعظم يوم القيامة) (2)

[الحديث: 1599] قال الإمام علي: (رحمة الضعفاء تستنزل الرحمة) (3)

[الحديث: 1600] قال الإمام عليّ: (إذا عجز عن الضعفاء نيلك فلتسعهم رحمتك) (4)

2 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1601] عن سماعة قال: سألت الإمام الصادق عن قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة شديدة وليس تسعهم الزكاة، وما يسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم، فإنّ الزمان شديد، فقال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحرمه ويحقّ على المسلمين الاجتهاد له، والتواصل على العطف، والمواساة لأهل الحاجة، والتعطّف منكم، يكونون على أمر الله رحماء بينهم متراحمين، مهمّين لما غاب عنكم من أمرهم، على ما مضى عليه [معشر] الانصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (5)

[الحديث: 1602] قال الإمام الصادق: (تواصلوا وتباذلوا وتبّاروا وتراحموا وكونوا إخوانا بررة كما أمركم الله تعالى) (6)

[الحديث: 1603] قال الإمام الصادق: (يحقّ على المسلمين الاجتهاد في التواصل،

__________

(1) أصول الكافي 2/ 239.

(2) الأشعثيّات/166.

(3) غرر الحكم/449.

(4) غرر الحكم/320.

(5) كتاب المؤمن/43.

(6) مستدرك الوسائل 2/ 95.

مكارم الأخلاق وفضائلها (251)

والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض حتّى تكونوا كما أمركم الله عزّ وجلّ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] متراحمين، مغتمّين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (1)

3 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 1604] قال الإمام السجّاد: (حقّ الصغير: رحمته في تعليمه، والعفو عنه، والستر عليه، والرفق به، والمعونة له) (2)

[الحديث: 1605] قال الإمام الباقر: (أربع من كنّ فيه بني الله له بيتا في الجنّة، من أوي اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه) (3)

__________

(1) أصول الكافي 2/ 175.

(2) مكارم الأخلاق/423.

(3) المحاسن/8.

مكارم الأخلاق وفضائلها (252)

أداء الأمانة

أداء الأمانة والوفاء بالعقود من مكارم الأخلاق الضرورية؛ ذلك أن الغدر والخيانة من صفات المنافقين، ويستحيل أن يجتمعا مع سائر الأخلاق، ذلك أنهما ينطلقان من منبع الكذب والبهتان والزور، وهو منبع يتعارض مع الصدق والأمانة، اللتين يتأسس عليهما الإيمان والإسلام وكل مقامات الدين.. فالدين كله صدق وأمانة.. ومن لا صدق ولا أمانة له لا حظ له من الدين.

ولذلك سمى الله تعالى كل التكاليف التي كلف بها خلقه [أمانة]، فقال: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72]

وبذلك؛ فإن كل الدين وقيمه الرفيعة أمانة من الله تعالى لعباده، والتقصير في تنفيذ أي جزء منه خيانة لهذه الأمانة العظيمة..

والدين كذلك عقد بين العبد وربه، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، فالعقود التي يجب الوفاء بها لا تتوقف على عقود البيع والشراء، بل تعم جميع العقود التي يعقدها العبد مع ربه، كما عبر عن ذلك ابن عباس بقوله: (العهود ما أحل الله وما حرم، وما فرض وما حد في القرآن كله، ولا تغدروا ولا تنكثوا)

ولهذا كتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً لعمرو ابن حزم، حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنّة، ويأخذ صدقاتهم، فكتب له كتاباً وعهداً، وأمره فيه بأمره، فكتب: (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، عهد من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن، أمره بتقوى الله في أمره

مكارم الأخلاق وفضائلها (253)

كله؛ فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) (1)

وهكذا يقرن القرآن الكريم بين التكاليف الشرعية المختلفة والعقود والعهود والمواثيق، كما قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34]

ولذلك كان الغدر هو مخالفة تلك العقود والمعاهدات والمواثيق، وهو يتفق في ذلك مع الخيانة، فكلاهما يتناقضان لا مع العقود البسيطة فقط، وإنما مع جميع التكاليف الشرعية، بل مع غيرها أيضا.

فالله تعالى أودع عباده الكثير من الأمانات، كالصحة والعافية والوقت والأسرة والمجتمع وغيرها.. فكل تفريط في التكاليف المرتبطة بهذه الأمانات خيانة.. وكل مخالفة للعقود المرتبطة بها غدر..

ولهذا نجد أكثر المواضع التي يثني الله تعالى فيها على عباده الصالحين، يذكر وفاءهم بالعهود والعقود، كما قال تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ الله وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 19 - 22]

فهذه الآيات الكريمة تجعل الوفاء بالعهود أول صفات هؤلاء الصالحين من أولي الألباب، ثم تذكر بعدها صفاتهم، وكأنها تعتبرها نتيجة لذلك الوفاء.

ومثل ذلك ما ورد في أوصاف الأبرار الذين وصف الله نعيمهم، فقال: {إِنَّ الْأَبْرَارَ

__________

(1) رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

مكارم الأخلاق وفضائلها (254)

يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 5 - 9]

وفي مقابل ذلك يذكر الله الغادرين والخائنين، ثم يذكر بعدها ما ينجر عن غدرهم وخيانتهم من الآثام، قال تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ الله مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 26 - 27]، وقال: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ الله مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25]، وقال: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13]

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل أداء الأمانة وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1606] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) (1)

[الحديث: 1607] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك) (2)

__________

(1) البخاري (33)، ومسلم (59)

(2) أبو داود (3535) والترمذى (1264)

مكارم الأخلاق وفضائلها (255)

[الحديث: 1608] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا حدّث الرّجل الحديث ثمّ التفت فهي أمانة) (1)

[الحديث: 1609] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) (2)

[الحديث: 1610] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإمام ضامن والمؤذّن مؤتمن (3) اللهم أرشد الأئمّة واغفر للمؤذّنين) (4)

[الحديث: 1611] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يبغض الفحش والتّفحّش. والّذي نفس محمّد بيده لا تقوم السّاعة حتّى يخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن حتّى يظهر الفحش والتّفحّش. وقطيعة الأرحام وسوء الجوار. والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذّهب، نفخ عليها صاحبها فلم تغيّر ولم تنقص. والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل النّحلة أكلت طيّبا. ووضعت طيّبا. ووقعت فلم تكسر ولم تفسد)، وقال: (ألا إنّ لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكّة، وإنّ فيه من الأباريق مثل الكواكب، هو أشدّ بياضا من اللّبن وأحلى من العسل. من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا) (5)

[الحديث: 1612] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة: الرّجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثمّ ينشر سرّها) وفي رواية: (من أشرّ النّاس) (6)

[الحديث: 1613] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الخازن الأمين الّذي يؤدّي ما أمر به طيّبة

__________

(1) الترمذي 4 (1959) أبو داود 4 (4868)

(2) البخاري (34) ومسلم (58)

(3) يعنى أن المؤذن أمين الناس على صلاتهم وصيامهم.

(4) الترمذي 1 (207)

(5) أحمد (2/ 162، 199، 238) وابن ماجة 2 (4036)

(6) مسلم (1437)

مكارم الأخلاق وفضائلها (256)

نفسه أحد المتصدّقين) (1)

[الحديث: 1614] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس من جاء بهنّ مع إيمان دخل الجنّة: من حافظ على الصّلوات الخمس على وضوئهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ ومواقيتهنّ. وصام رمضان. وحجّ البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزّكاة طيّبة بها نفسه. وأدى الأمانة) (2)

[الحديث: 1615] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف بكم، وبزمان يوشك أن يأتي يغربل النّاس (3) فيه غربلة، ثمّ تبقى حثالة (4) من النّاس قد مرجت (5) عهودهم وأماناتهم، فاختلفوا هكذا) وشبّك بين أصابعه ـ قالوا: كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟ قال: (تأخذون بما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على خاصّتكم، وتذرون أمر عوامّكم) (6)

[الحديث: 1616] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المستشار مؤتمن) (7)

[الحديث: 1617] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن من أمنه النّاس على دمائهم وأموالهم) (8)

[الحديث: 1618] عن عبد الله بن عبّاس قال: أخبرني أبو سفيان أنّ هرقل قال له: سألتك ما ذا يأمركم فزعمت أنّه يأمر بالصّلاة والصّدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة. قال: وهذه صفة نبيّ) (9)

[الحديث: 1619] عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ: أنّ أباه استشهد يوم أحد وترك ستّ بنات وترك عليه دينا، قال: (فلمّا حضر جذاذ النّخل أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا

__________

(1) البخاري (2260)، ومسلم (1023)

(2) أبو داود (1/ 429)

(3) يغربل الناس: يذهب خيارهم ويبقى شرارهم.

(4) حثالة من الناس: الحثالة الردي ء من كل شيء.

(5) مرجت: اختلفت وفسدت.

(6) ابن ماجة (3958) أبو داود (4343)

(7) الترمذي (2822، 2823) وأبو داود (5128)

(8) الترمذي 5 (2627) النسائي (8/ 104، 105)

(9) البخاري (6)، ومسلم (1773)

مكارم الأخلاق وفضائلها (257)

رسول الله، قد علمت أنّ والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا وإنّي أحبّ أن يراك الغرماء. قال: (اذهب فبيدر كلّ تمر على ناحية. ففعلت ثمّ دعوته فلمّا نظروا إليه أغروا بي تلك السّاعة. فلمّا رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرّات. ثمّ جلس عليه ثمّ قال: (ادع أصحابك) فما زال يكيل لهم حتّى أدّى الله أمانة والدي. وأنا والله راض أن يؤدّي الله أمانة والدي، ولا أرجع إلى أخواتي تمرة. فسلم ـ والله ـ البيادر كلّها حتّى إنّي أنظر إلى البيدر الّذي عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأنّه لم ينقص تمرة واحدة) (1)

[الحديث: 1620] عن أم سلمة في حديث هجرة الحبشة، ومن كلام جعفر في مخاطبة النّجاشيّ، فقال له: (أيّها الملك، كنّا قوما أهل جاهليّة، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوىّ منّا الضّعيف، فكنّا على ذلك حتّى بعث الله إلينا رسولا منّا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله، لنوحّده ونعبده ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث. وأداء الأمانة، وصلة الرّحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدّماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزّور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصّيام، قال: فعدّد عليه أمور الإسلام. فصدّقناه وآمنّا، واتّبعناه على ما جاء به) (2)

[الحديث: 1621] عن أبي هريرة قال: بينما النّبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس يحدّث القوم جاء أعرابيّ فقال: متى السّاعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدّث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتّى إذا قضى حديثه قال: (أين أراه السّائل عن السّاعة؟) قال: ها أنا يا رسول الله. قال: (فإذا ضيّعت الأمانة فانتظر السّاعة)، قال: كيف

__________

(1) البخاري (2781)

(2) أحمد (1/ 202)

مكارم الأخلاق وفضائلها (258)

إضاعتها؟ قال: (إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السّاعة) (1)

[الحديث: 1622] عن حذيفة بن اليمان قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدّثنا أنّ الأمانة نزلت في جذر قلوب الرّجال، ثمّ علموا من القرآن ثمّ علموا من السّنّة. وحدّثنا عن رفعها. قال: (ينام الرّجل النّومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظلّ أثرها مثل أثر الوكت (2) ثمّ ينام النّومة فتقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل (3)، كجمر دحرجته على رجلك فنفط (4) فتراه منتبرا (5) وليس فيه شيء، ويصبح النّاس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدّي الأمانة، فيقال: إنّ في بني فلان رجلا أمينا. ويقال للرّجل ما أعقله، وما أظرفه! وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان. ولقد آتي عليّ زمان ولا أبالي أيّكم بايعت لئن كان مسلما ردّه عليّ الإسلام، وإنْ كان نصرانيّا ردّه عليّ ساعيه، وأمّا اليوم فما كنت أبايع إلّا فلانا وفلانا) (6)

[الحديث: 1623] عن عبد الله بن مسعود قال: كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمرّ بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر، فقال: (يا غلام، هل من لبن؟) قال قلت: نعم. ولكنّي مؤتمن. قال: (فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟) فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن، فحلبه في إناء، فشرب وسقى أبا بكر. ثمّ قال للضّرع: (اقلص) فقلص، قال: ثمّ أتيته بعد هذا. فقلت: يا رسول الله، علّمني من هذا القول، فمسح رأسي، وقال: (يرحمك الله، فإنّك غليّم معلّم) (7)

[الحديث: 1624] عن عبد الله بن عمر أنّه كان يقول للرّجل إذا أراد سفرا: ادن

__________

(1) البخاري (59)

(2) الوكت: هو الأثر اليسير أو سواد يسير.

(3) المجل: أثر العمل في اليد.

(4) نفط: إذا صار بين الجلد واللحم ماء.

(5) منتبرا: مرتفعا.

(6) البخاري (7086)، ومسلم (143)

(7) أحمد 5 (3598)

مكارم الأخلاق وفضائلها (259)

منّي أودّعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يودّعنا: (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك) (1)

[الحديث: 1625] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العامل على الصّدقة بالحقّ كالغازي في سبيل الله حتّى يرجع إلى بيته) (2)

[الحديث: 1626] عن أبي زرارة الكنديّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطا فما فوقه، كان غلولا يأتي به يوم القيامة)، فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأنّي أنظر إليه. فقال: يا رسول الله اقبل عنّي عملك، قال: وما لك؟ قال: سمعتك تقول: كذا وكذا. قال: وأنا أقوله الآن. من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيرة. فما أوتي منه أخذ، وما نهي عنه انتهى) (3)

[الحديث: 1627] عن أبي سعيد الخدريّ قال: بعث عليّ بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اليمن بذهيبة (4) في أديم مقروظ (5)، لم تحصّل من ترابها (6) فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرّابع إمّا علقمة وإمّا عامر بن الطّفيل. فقال رجل من أصحابه: كنّا نحن أحقّ بهذا من هؤلاء. فبلغ ذلك النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السّماء، يأتيني خبر السّماء صباحا ومساء؟) قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين (7)، ناشز الجبهة (8) كثّ اللّحية، محلوق الرّأس، مشمّر الإزار. فقال: يا رسول الله اتّق الله! قال: (ويلك: أولست أحقّ أهل الأرض أن يتّقي الله؟) قال: ثمّ ولّى الرّجل. قال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: (لا؛ لعلّه أن يكون

__________

(1) الترمذي (3443) وأبو داود (2600)

(2) الحاكم (1/ 406)

(3) مسلم (1833) أبو داود (3581)

(4) ذهيبة: تصغير ذهبة وأنثها على معنى القطعة.

(5) أديم مقروظ: أي في جلد مدبوغ بالقرظ، والقرظ حب يؤخذ من ثمر شجر العضاه.

(6) لم تحصّل من ترابها: لم تميز ولم تصفّ من تراب معدنها.

(7) مشرف الوجنتين: أي غليظهما. والوجنتان تثنية وجنة وهي ما ارتفع من لحم الخد.

(8) ناشز الجبهة: أي مرتفعها.

مكارم الأخلاق وفضائلها (260)

يصلّي) فقال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّي لم أومر أن أنقّب قلوب النّاس (1) ولا أشقّ بطونهم) ثمّ نظر إليه وهو مقفّ (2) فقال: (إنّه يخرج من ضئضئ (3) هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود (4)) (5)

[الحديث: 1628] عن عائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبان قطريّان غليظان. فكان إذا قعد فعرق، ثقلا عليه، فقدم بزّ (6) من الشّام لفلان اليهوديّ. فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة. فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد. إنّما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كذب قد علم أنّي من أتقاهم لله وآداهم للأمانة) (7)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 1629] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حافّتا الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فإذا مرّ الوصول للرحم، المؤدّي للأمانة نفذ إلى الجنّة، وإذا مرّ الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل وتكفّأ به الصراط في النار) (8)

[الحديث: 1630] عن الإمام الباقر، قال: أتى أبا ذر رجل فبشّره بغنم له قد ولدت، فقال: يا أبا ذر ابشر، فقد ولدت غنمك وكثرت، فقال: ما يسّرني كثرتها، فما أحبّ ذلك، فما قلّ منها وكفى أحبّ إلى ممّا كثر وألهى، إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (على حافّتي الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فإذا مرّ عليه الموصل للرحم والمؤدّي للأمانة لم يتكفّأ به في النار) (9)

__________

(1) لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس: أي أفتش وأكشف.

(2) وهو مقفّ: أي ذهب موليا وكأنه من القفا أي أعطاه قفاه وظهره.

(3) ضئضى ء هذا: هو أصل الشيء. وهو بالمعجمتين والمهملتين.

(4) قتل ثمود: يعني الاستئصال.

(5) البخاري (4351) واللفظ له، مسلم (1064)

(6) البزّ: الثياب وقيل: ضرب من الثياب. لسان العرب (بزز)

(7) الترمذي 3 (1213)

(8) أصول الكافي 2/ 152.

(9) (كتاب الزهد):/40 و41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (261)

[الحديث: 1631] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أقربكم منّي غدا وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم لسانا، وآداكم للأمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (1)

[الحديث: 1632] عن الإمام علي قال: قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أفضل حال أعطي للرجل؟ فقال: (الخلق الحسن، إنّ أدناكم منّي وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (2)

[الحديث: 1633] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منّا من أخلف بالأمانة) (3)

[الحديث: 1634] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأمانة تجلب الرزق، والخيانة تجلب الفقر) (4)

[الحديث: 1635] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحجّ والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة) (5)

[الحديث: 1636] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ولا صلاة لمن لا يتمّ ركوعها وسجودها) (6)

[الحديث: 1637] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال أمتي بخير ما تحابّوا وتهادّوا وأدّوا الأمانة واجتنبوا الحرام ووقّروا الضيف وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين) (7)

[الحديث: 1638] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنما، والصدقة مغرما) (8)

[الحديث: 1639] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أنبئكم بالمؤمن؟ المؤمن من ائتمنه

__________

(1) أمالي الصدوق/508.

(2) الأشعثيّات/150.

(3) الكافي 5/ 133.

(4) الكافي 5/ 133.

(5) عيون الأخبار 2/ 51.

(6) الأشعثيّات/36.

(7) عيون الأخبار 2/ 29.

(8) نزهة الناظر/15.

مكارم الأخلاق وفضائلها (262)

المؤمنون على أموالهم وأمورهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيّئات وترك ما حرّمه الله عليه) (1)

[الحديث: 1640] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من مكارم الأخلاق صدق الحديث، وإعطاء السائل وصدق الناس، وصلة الرحم، وأداء الأمانة، والتذمّم للجار، والتذمّم للصاحب، وإقراء الضيف) (2)

[الحديث: 1641] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السرّ تطفئ غضب الربّ، وصلة الرحم تزيد في العمر وتدفع ميتة السوء وتنفي الفقر وتزيد في العمر، ومن كفّ غضبه وبسط رضاه وبذل معروفه ووصل رحمه وأدى أمانته أدخله الله تعالى في النور الأعظم، ومن لم يتعزّ بعزاء الله تقطّعت نفسه حسرات، ومن لم ير أنّ لله عنده نعمة إلّا في مطعم ومشرب قلّ عمله وكثر جهله، ومن نظر إلى ما في أيدي الناس طال حزنه ودام أسفه) (3)

[الحديث: 1642] عن الضحّاك قال: سأل رجل عن ابن عباس ما الّذي أخفى الله تبارك وتعالى من الجنة وقد أخبر عن أزواجها وعن خدمها وطيبها وشرابها وثمرها وما ذكر الله تبارك وتعالى من أمرها وأنزله في كتابه، فقال ابن عباس: هي جنّة عدن خلقها الله يوم الجمعة ثمّ أطبق عليها فلم يرها مخلوق من أهل السماوات والأرض حتّى يدخلها أهلها، قال لها عزّ وجلّ ثلاث مرّات: تكلّمي فقالت: طوبى للمؤمنين، قال جلّ جلاله: طوبى للمؤمنين وطوبى لك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا من كان فيه ستّ خصال فإنّه منهم: من صدق حديثه، وأنجز موعوده، وأدى أمانته، وبرّ والديه، ووصل رحمه، واستغفر من ذنبه، فهو مؤمن) (4)

__________

(1) نزهة الناظر/15.

(2) الأشعثيّات/151.

(3) الدين/294.

(4) أمالي الصدوق/273.

مكارم الأخلاق وفضائلها (263)

[الحديث: 1643] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستّ من عمل بواحدة منهنّ جادلت عنه يوم القيامة حتّى تدخله الجنّة، تقول: أي ربّ قد كان يعمل بي في الدنيا: الصلاة، والزكاة، والحجّ، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم) (1)

[الحديث: 1644] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن من أمنه المسلمون على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيّئات) (2)

[الحديث: 1645] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أدناكم منّي وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (3)

[الحديث: 1646] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كفّ غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه، ووصل رحمه، وأدى أمانته، أدخله الله عزّ وجلّ يوم القيامة في نوره الأعظم) (4)

[الحديث: 1647] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اكفلوا لي ستّة، أكفل لكم بالجنّة: إذا تحدّث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا اؤتمن فلا يخن، غضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم، واحفظوا فروجكم) (5)

[الحديث: 1648] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منّا من خان بالأمانة) (6)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 1649] قال الإمام علي: (من أوى اليتيم ورحم الضعيف وارتفق على والده ورفق على ولده ورفق مملوكه أدخله الله تعالى في رضوانه ويسّر عليه رحمته، ومن كفّ

__________

(1) أمالي الطوسي 1/ 9.

(2) من لا يحضره الفقيه 4/ 254.

(3) الأشعثيّات/150.

(4) نزهه الناظر/14.

(5) نزهة الناظر/27.

(6) مشكاة الأنوار/52.

مكارم الأخلاق وفضائلها (264)

غضبه وبسط رضاه وبذل معروفه ووصل رحمه وأدى أمانته جعله الله تعالى في نوره الأعظم يوم القيامة) (1)

[الحديث: 1650] قال الإمام علي: (الأمانة تجرّ الرزق، والخيانة تجرّ الفقر) (2)

[الحديث: 1651] قال الإمام علي: (أدّ الأمانة إذا ائتمنت، ولا تتّهم غيرك إذا ائتمنته فإنّه لا إيمان لمن لا أمانة له) (3)

[الحديث: 1652] قال أمير المؤمنين: (أصل الدين أداء الأمانة، والوفاء بالعهود) (4)

[الحديث: 1653] قال الإمام علي: (ثلاث من كانت فيه واحدة منها زوّجه الله من الحور العين: رجل ائتمن على أمانة خفيّة شهيّة فأدّاها مخافة من الله عزّ وجلّ، ورجل عفا عن قاتله، ورجل قرأ (قل هو الله أحد) عشر مرّات في دبر كلّ صلاة) (5)

[الحديث: 1654] قال الإمام علي: (أربع إذا كنّ فيك لم تبل ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة)

[الحديث: 1655] قال الإمام علي: (أربع من اعطيهنّ أعطي خير الدنيا والآخرة: صدق حديث، وأداء أمانة، وعفّة بطن، وحسن خلق) (6)

[الحديث: 1656] قال الإمام علي: (إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها.. منها: أداء الأمانة) (7)

[الحديث: 1657] قال الإمام علي: (إنّ أفضل ما يتوسّل به المتوسّلون الإيمان بالله.. وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم) (8)

__________

(1) الأشعثيّات/166.

(2) تحف العقول/221.

(3) غرر الحكم الفصل 2 رقم 171.

(4) غرر الحكم الفصل 1 رقم 1777.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 2/ 226.

(6) غرر الحكم الفصل 1 رقم 2151.

(7) أصول الكافي 2/ 239.

(8) المحاسن/289 كتاب مصابيح الظلم باب 64.

مكارم الأخلاق وفضائلها (265)

[الحديث: 1658] قال الإمام علي: (الأمانة إيمان، البشاشة إحسان) (1)

[الحديث: 1659] قال الإمام علي: (الأمانة صيانة) (2)

[الحديث: 1660] قال الإمام علي: (الأمانة فوز لمن رعاها) (3)

[الحديث: 1661] قال الإمام علي: (الأمانة فضيلة لمن أداها) (4)

[الحديث: 1662] قال الإمام علي: (الأمانة تؤدّي إلى الصدق) (5)

[الحديث: 1663] قال الإمام علي: (الأمانة والوفاء صدق الأفعال والكذب والافتراء خيانة الأقوال) (6)

[الحديث: 1664] قال الإمام علي: (أفضل الأمانة الوفاء بالعهد) (7)

[الحديث: 1665] قال الإمام علي: (أقلّ شيء الصدق والأمانة) (8)

[الحديث: 1666] قال الإمام علي: (إذا قويت الأمانة كثر الصدق) (9)

[الحديث: 1667] قال الإمام علي: (إذا أحبّ الله عبدا حبّب إليه الأمانة) (10)

[الحديث: 1668] قال الإمام علي: (توخّ الصدق والأمانة ولا تكذّب من كذّبك ولا تخن من خانك) (11)

[الحديث: 1669] قال الإمام علي: (رأس الإسلام الأمانة) (12)

[الحديث: 1670] قال الإمام علي: (صحّة الأمانة عنوان حسن المعتقد) (13)

[الحديث: 1671] قال الإمام علي: (عليك بالأمانة فإنّها أفضل ديانة) (14)

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/250.

(2) تصنيف غرر الحكم/250.

(3) تصنيف غرر الحكم/250.

(4) تصنيف غرر الحكم/250.

(5) تصنيف غرر الحكم/250.

(6) تصنيف غرر الحكم/250.

(7) تصنيف غرر الحكم/250.

(8) تصنيف غرر الحكم/250.

(9) تصنيف غرر الحكم/250.

(10) تصنيف غرر الحكم/250.

(11) تصنيف غرر الحكم/250.

(12) تصنيف غرر الحكم/250.

(13) تصنيف غرر الحكم/250.

(14) تصنيف غرر الحكم/250.

مكارم الأخلاق وفضائلها (266)

[الحديث: 1672] قال الإمام علي: (كلّ شيء لا يحسن نشره أمانة وإن لم يستكتم) (1)

[الحديث: 1673] قال الإمام علي: (ليصدق ورعك ويشتدّ تحرّيك وتخلص نيّتك في الأمانة واليمين) (2)

[الحديث: 1674] قال الإمام علي: (من عمل بالأمانة فقد اكمل الديانة) (3)

[الحديث: 1675] قال الإمام علي: (رأس الإيمان الأمانة) (4)

[الحديث: 1676] قال الإمام علي: (أفضل الإيمان الأمانة) (5)

[الحديث: 1677] قال الإمام علي: (من لا أمانة له لا إيمان له) (6)

[الحديث: 1678] قال الإمام علي: (لا إيمان لمن لا أمانة له) (7)

[الحديث: 1679] قال الإمام علي: (لا أمانة لمن لا دين له) (8)

[الحديث: 1680] قال الإمام علي: (أدّ الأمانة إذا ائتمنت، ولا تتّهم غيرك إذا ائتمنته فإنّه لا إيمان لمن لا أمانة له) (9)

[الحديث: 1681] قال الإمام علي: (إذا ائتمنت فلا تستخن) (10)

[الحديث: 1682] قال الإمام علي: (آفة الأمانة الخيانة) (11)

[الحديث: 1683] قال الإمام علي: (إذا ائتمنت فلا تخن) (12)

[الحديث: 1684] قال الإمام علي: (فساد الأمانة طاعة الخيانة) (13)

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/250.

(2) تصنيف غرر الحكم/250.

(3) تصنيف غرر الحكم/250.

(4) تصنيف غرر الحكم/250.

(5) تصنيف غرر الحكم/250.

(6) تصنيف غرر الحكم/250.

(7) تصنيف غرر الحكم/250.

(8) تصنيف غرر الحكم/250.

(9) تصنيف غرر الحكم/250.

(10) تصنيف غرر الحكم/250.

(11) تصنيف غرر الحكم/250.

(12) تصنيف غرر الحكم/250.

(13) تصنيف غرر الحكم/250.

مكارم الأخلاق وفضائلها (267)

[الحديث: 1685] قال الإمام علي: (من استهان بالأمانة وقع في الخيانة) (1)

[الحديث: 1686] قال الإمام علي لكميل: (يا كميل افهم واعلم أنّا لا نرخّص في ترك أداء الأمانة لأحد من الخلق فمن روى عنّي في ذلك رخصة فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب، أقسم لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا: يا أبا الحسن أد الأمانة إلى البرّ والفاجر فيما جلّ وقلّ حتّى الخيط والمخيط) (2)

[الحديث: 1687] قال الإمام علي: (أدّوا الأمانة ولو إلى قاتل ولد الأنبياء) (3)

2 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 1688] قال الإمام الباقر: (يا جابر، أيكتفي من انتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟ فو الله ما شيعتنا إلّا من أتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتواضع، والتخشّع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبرّ بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس، إلّا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء) (4)

[الحديث: 1689] قال الإمام الباقر: (ثلاث لم يجعل الله عزّ وجلّ لأحد فيهنّ رخصة: أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين) (5)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1690] سئل الإمام الصادق عن قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/250.

(2) تحف العقول/175.

(3) الكافي 5/ 133.

(4) أصول الكافي 2/ 74.

(5) أصول الكافي 2/ 162.

مكارم الأخلاق وفضائلها (268)

ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72]، ما الّذي عرض عليهنّ؟ وما الّذي حمل الإنسان؟ وما كان هذا؟ قال: فقال: (عرض عليهنّ الأمانة بين الناس، وذلك حين خلق الخلق) (1)

[الحديث: 1691] عن أبي كهمس قال: قلت للإمام الصادق: عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السّلام، قال: (عليك وعليه السّلام، إذا أتيت عبد الله فاقرأه السّلام وقل له: إنّ جعفر بن محمّد يقول لك: انظر ما بلغ به عليّ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالزمه، فإنّ عليّا إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصدق الحديث وأداء الأمانة) (2)

[الحديث: 1692] قال الإمام الصادق: (أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ رجل صدوق في حديثه، محافظ على صلاته وما افترض الله عليه، مع أداء الأمانة)، ثمّ قال: (من اؤتمن على أمانة فأدّاها فقد حلّ ألف عقدة من عنقه من عقد النار، فبادروا بأداء الأمانة، فإنّ من اؤتمن على أمانة وكلّ به إبليس مائة شيطان من مردة أعوانه ليضلّوه ويوسوسوا إليه حتّى يهلكوه إلّا من عصم الله عزّ وجلّ) (3)

[الحديث: 1693] قال الإمام الصادق: (لا تغترّوا بكثرة صلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربّما لهج بالصلاة والصوم حتّى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة) (4)

[الحديث: 1694] قال الإمام الصادق: (عليك بصدق الحديث وأداء الأمانة تشرك الناس في أموالهم هكذا، وجمع بين أصابعه)، قال الراوي: فحفظت ذلك عنه فزكّيت ثلاثمائة ألف درهم (5).

[الحديث: 1695] قيل للإمام الصادق: امرأة بالمدينة كان الناس يضعون عندها

__________

(1) مشكاة الأنوار/52.

(2) أصول الكافي 2/ 104.

(3) أمالي الصدوق/295.

(4) أصول الكافي 3/ 162.

(5) الكافي 5/ 134.

مكارم الأخلاق وفضائلها (269)

الجواري فتصلحهنّ، ما رأينا مثل ما صبّ عليها من الرزق، فقال: (إنّها صدقت الحديث وأدّت الأمانة، وذلك يجلب الرزق) (1)

[الحديث: 1696] قال الإمام الصادق: (لا دين لمن لا عهد له، ولا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا زكاة له، ولا زكاة لمن لا ورع له) (2)

[الحديث: 1697] قال الإمام الصادق: (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم) (3)

[الحديث: 1698] عن الفضيل بن يسار قال: كنت عند الإمام الصادق ودخلت امرأة وكنت أقرب القوم إليها، فقالت لي: فقلت: عمّا ذا؟ فقالت: إنّ ابني مات وترك مالا كان في يد أخي فأتلفه ثمّ أفاد مالا فأودعنيه، فلي أن آخذ منه بقدر ما أتلف من شيء؟ فأخبرته بذلك، فقال: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أدّ الامانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك) (4)

[الحديث: 1699] عن إسماعيل بن عمّار قال: قال لي الإمام الصادق: (أوصيك بتقوى الله، والورع، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الجوار، وكثرة السجود، فبذلك أمرنا محمّد) (5)

[الحديث: 1700] عن فضيل بن عثمان، عن الإمام الصادق قال: قلت له أوصني، قال: (أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الصحابة لمن صحبك، وإذا كان قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فعليك بالدعاء واجتهد ولا تمتنع بشي ء تطلبه من ربّك ولا تقل: هذا ما لا أعطاه، وادع فإنّ الله يفعل ما يشاء) (6)

__________

(1) الكافي 5/ 132.

(2) مشكاة الأنوار/46.

(3) معاني الأخبار) /239.

(4) التهذيب 6/ 348.

(5) مشكاة الأنوار/66..

(6) كتاب الزهد/19.

مكارم الأخلاق وفضائلها (270)

[الحديث: 1701] عن ابن أسامة، عن الإمام الصادق قال: (اقرأ من ترى أنّه يطيعني ويأخذ بقولي منهم السّلام، وأوصهم بتقوى الله، والورع في دينهم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه وآله وسلم) (1)

[الحديث: 1702] قال الإمام الصادق يوصي بعض شيعته: (أخذ قوم كذا وقوم كذا، حتّى وصف خمسة أصناف، وأخذتم بأمر أهل بيت نبيّكم، فعليكم بتقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، فإنّه لا ينال ما عند الله إلّا بطاعته) (2)

[الحديث: 1703] قال الإمام الصادق يوصي بعض شيعته: (عليكم بالورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والتمسّك بما أنتم عليه، فإنّما يغتبط أحدكم إذا انتهت نفسه إلى هاهنا) وأومأ بيده إلى حلقه (3).

[الحديث: 1704] قال الإمام الصادق: (قال لقمان لابنه: يا بنيّ صاحب مائة ولا تعاد واحدا؛ يا بنيّ إنّما هو خلاقك وخلقك، فخلاقك دينك، وخلقك بينك وبين الناس، فلا تتبغّض إليهم، وتعلّم محاسن الأخلاق، يا بنيّ كن عبدا للأخيار ولا تكن ولدا للأشرار؛ يا بنيّ أدّ الأمانة تسلم لك دنياك وآخرتك، وكن أمينا تكن غنيّا) (4)

[الحديث: 1705] قال الإمام الصادق: (المكارم عشر، فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن، فإنها تكون في الرجل ولا تكون في ولده، وتكون في الولد ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ)، قيل: وما هنّ؟ قال: (صدق البأس، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرّحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل، والمكافاة على الصنائع، والتذمّم للجار، والتذمّم للصاحب، ورأسهنّ الحياء) (5)

__________

(1) مشكاة الأنوار/64 و65.

(2) دعائم الإسلام 1/ 64.

(3) دعائم الإسلام 1/ 66.

(4) معاني الأخبار/253.

(5) أصول الكافي 2/ 55.

مكارم الأخلاق وفضائلها (271)

[الحديث: 1706] قال الإمام الصادق: (إنّا لنحبّ من كان عاقلا؛ فهما، فقيها، حليما، مداريا، صبورا، صدوقا، وفيّا، إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله إيّاها)، قلت: جعلت فداك وما هنّ؟ قال: (هنّ: الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبرّ، وصدق الحديث، وأداء الأمانة) (1)

[الحديث: 1707] قال الإمام الصادق: (أنصف الناس من نفسك، وواسهم في مالك، وارض لهم بما ترضى لنفسك، واذكر الله كثيرا، وإيّاك والكسل والضجر، فإنّ أبي بذلك كان يوصيني، وبذلك كان يوصيه أبوه، وكذلك في صلاة الليل، إنّك إذا كسلت لم تؤدّ إلى الله حقّه، وإن ضجرت لم تودّ إلى أحد حقّا، وعليك بالصدق والورع وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف) (2)

[الحديث: 1708] قال الإمام الصادق: (عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الصحبة لمن صحبكم وطول السجود، فإنّ ذلك من سنن الأوّابين) (3)

[الحديث: 1709] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه يوصيهم: (اتّقوا الله، وأحسنوا صحبة من تصاحبونه وجوار من تجاورونه، وأدّوا الأمانات إلى أهلها، ولا تسمّوا الناس خنازير، إن كنتم شيعتنا تقولون ما نقول واعملوا بما نأمركم تكونوا لنا شيعة، ولا تقولوا فينا ما لا نقول في أنفسنا ولا تكونوا لنا شيعة، إنّ أبي حدّثني أنّ الرجل من شيعتنا يكون في الحيّ فيكون ودائعهم عنده ووصاياهم إليه فكذلك أنتم) (4)

[الحديث: 1710] قال الإمام الصادق: (عليكم بتقوى الله، والورع، والاجتهاد،

__________

(1) أصول الكافي 2/ 56.

(2) أمالي الشيخ المفيد/181 و182.

(3) تفسير العيّاشي 2/ 286.

(4) دعائم الإسلام 1/ 61.

مكارم الأخلاق وفضائلها (272)

وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم بطول الركوع والسجود، فإنّ أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويلتاه أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت) (1)

[الحديث: 1711] قال الإمام الصادق: (أربع من كنّ فيه كمل إيمانه وإنْ كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك: الصدق، وأداء الأمانة، والحياء، وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 1712] عن عبد الله ابن زياد، قال: سلّمنا على الإمام الصادق بمنى، ثمّ قلت: يا ابن رسول الله، إنّا قوم مجتازون، لسنا نطيق هذا المجلس منك كلّما أردناه فأوصنا قال عليه السّلام: (عليكم بتقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وإفشاء السّلام، وإطعام الطعام، صلّوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واتبعوا جنائزهم، فإنّ أبي حدّثني أنّ شيعتنا أهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم، إن كان فقيه كان منهم، وإنْ كان مؤذّن كان منهم، وإنْ كان إمام كان منهم، وإنْ كان صاحب أمانة كان منهم، وإنْ كان صاحب وديعة كان منهم، وكذلك كونوا، حبّبونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم) (3)

[الحديث: 1713] روي أنّ نفرا أتوا الإمام الصادق من الكوفة من شيعته يسمعون منه، ويأخذون عنه، فأقاموا بالمدينة ما أمكنهم المقام؛ وهم يختلفون إليه، ويتردّدون عليه، ويسمعون منه، ويأخذون عنه، فلمّا حضرهم الانصراف وودّعوه، قال له بعضهم: أوصنا يا ابن رسول الله فقال: (اوصيكم بتقوى الله، والعمل بطاعته، واجتناب معاصيه، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم، وحسن الصحابة لمن صحبتموه) (4)

[الحديث: 1714] قال الإمام الصادق: (أدّوا الأمانة ولو إلى قاتل الحسين بن

__________

(1) المحاسن/18.

(2) أصول الكافي 2/ 99.

(3) صفات الشيعة/28.

(4) دعائم الإسلام 1/ 56.

مكارم الأخلاق وفضائلها (273)

عليّ) (1)

[الحديث: 1715] قال الإمام الصادق: (اتّقوا الله، وعليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم، فلو أنّ قاتل عليّ ائتمنني على الأمانة لأدّيتها إليه) (2)

[الحديث: 1716] عن عبد الله بن سنان، قال: دخلت على الإمام الصادق وقد صلّى العصر وهو جالس مستقبل القبلة في المسجد، فقلت: يا ابن رسول الله، إنّ بعض السلاطين يأمننا على الأموال، يستودعناها وليس يدفع اليكم خمسكم، أفنؤدّيها إليهم؟ قال: (وربّ هذه القبلة (ثلاث مرّات) لو أنّ ابن ملجم قاتل أبي فإنّي اطلبه يتستّر لأنّه قتل أبي ائتمنني على الأمانة لأدّيتها إليه) (3)

[الحديث: 1717] قال الإمام الصادق: (ما بعث الله نبيّا قط إلّا بصدق الحديث وأداء الأمانة) (4)

[الحديث: 1718] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّا إلّا بصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر) (5)

[الحديث: 1719] قال الإمام الصادق: (ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد إلى البرّ والفاجر، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين) (6)

[الحديث: 1720] قال الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه أنّ أمير المؤمنين علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه.. إلى أن قال: (أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء) (7)

[الحديث: 1721] قال الإمام الصادق: (اتّقوا الله، وعليكم بأداء الأمانة إلى من

__________

(1) مشكاة الأنوار/52.

(2) مشكاة الأنوار/52.

(3) مشكاة الأنوار/52.

(4) مشكاة الأنوار/52.

(5) أصول الكافي 2/ 104.

(6) الكافي 5/ 132.

(7) الخصال 2/ 614.

مكارم الأخلاق وفضائلها (274)

ائتمنكم، ولو أنّ قاتل الإمام علي ائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه) (1)

[الحديث: 1722] قال الإمام الصادق: (أدّوا الأمانة إلى البرّ والفاجر، فلو أنّ قاتل الإمام علي ائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه) (2)

[الحديث: 1723] قال الإمام الصادق: (عليكم بالورع، والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها، برّا كان أو فاجرا، فلو أنّ قاتل الإمام علي ائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه) (3)

[الحديث: 1724] قال الإمام الصادق: (إنّ ضارب عليّ بالسيف وقاتله لو ائتمنني واستنصحني واستشارني ثمّ قبلت ذلك منه لأدّيت إليه الأمانة) (4)

[الحديث: 1725] قال الإمام الصادق: (عليكم بالورع، والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم، فلو أنّ قاتل الحسين عليه السّلام ائتمنني على السيف الّذي قتله به لأتيته إليه) (5)

[الحديث: 1726] عن إسماعيل بن عبد الله القرشيّ، أنّ رجلا قال للإمام الصادق: الناصب يحلّ لي اغتياله قال: (أدّ الأمانة إلى من ائتمنك وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الإمام الحسين) (6)

[الحديث: 1727] قال الإمام الصادق يصف الصالحين: (دينهم الورع، والصدق، والصلاح، والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وطول السجود، وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الصحبة، وحسن الجوار) (7)

[الحديث: 1728] عن أبي شبل قال: قال لي الإمام الصادق ابتداء منه: (أحببتمونا

__________

(1) الكافي 5/ 132.

(2) الإختصاص:/241.

(3) تحف العقول):/299.

(4) (تنبيه الخواطر ونزهة النواظر): 1/ 12، و(تحف العقول):/374.

(5) إرشاد القلوب/101.

(6) روضة الكافي/293 ح 448.

(7) عيون الأخبار 1/ 54.

مكارم الأخلاق وفضائلها (275)

وأبغضنا الناس... إلى أن قال: فاتّقوا الله فإنّكم في هدنة، وأدّوا الأمانة، فإذا تميّز الناس ذهب كلّ قوم بهواهم، وذهبتم بالحقّ ما أطعتمونا... إلى أن قال: فاتقوا الله وأدّوا الأمانة إلى الأسود والأبيض، وإنْ كان حروريّا، وإنْ كان شاميّا) (1)

[الحديث: 1729] عن الحسين الشيبانيّ، عن الإمام الصادق قال: قلت له: رجل من مواليك يستحلّ مال بني أميّة ودمائهم وإنّه وقع لهم عنده وديعة، فقال: (أدّوا الأمانات إلى أهلها وإنْ كانوا مجوسا) (2)

[الحديث: 1730] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى أوجب عليكم حبّنا وموالاتنا، وفرض عليكم طاعتنا، ألا فمن كان منّا فليقتد بنا، وإنّ من شأننا الورع، والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، والعفو عن المسيء، ومن لم يقتد بنا فليس منّا)، وقال: (لا تسفهوا، فإنّ أئمّتكم ليسوا بسفهاء) (3)

[الحديث: 1731] عن محمّد بن عليّ الحلبي قال: استودعني رجل من موالي بني مروان ألف دينار، فغاب فلم أدر ما أصنع بالدنانير، فأتيت الإمام الصادق فذكرت ذلك له، وقلت له: أنت أحقّ بها، فقال: (لا، إنّ أبي كان يقول: إنّما نحن فيهم بمنزلة هدنة نؤدّي أمانتهم، ونردّ ضالّتهم، ونقيم الشهادة لهم وعليهم، فإذا تفرّقت الأهواء لم يسع أحد المقام) (4)

[الحديث: 1732] عن معاوية بن وهب قال: قلت للإمام الصادق: كيف ينبغي لنا أن نضع فيما بيننا وبين قومنا، وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس؟ فقال: (تؤدّون الأمانة إليهم، وتقيمون الشهادة لهم وعليهم، وتعودون مرضاهم، وتشهدون جنائزهم) (5)

__________

(1) روضة الكافي/236 ح 316.

(2) الكافي 5/ 132.

(3) الإختصاص/241.

(4) التهذيب 6/ 350.

(5) مشكاة الأنوار/189.

مكارم الأخلاق وفضائلها (276)

[الحديث: 1733] عن إبراهيم المخارقيّ، قال: وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد ديني، فقلت: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله، وأنّ عليّا إمام عدل بعده، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ أنت، فقال: (رحمك الله) ثمّ قال: (اتّقوا الله، اتّقوا الله، اتّقوا الله، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفّة البطن والفرج تكونوا معنا بالرفيق الأعلى) (1)

5 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 1734] عن أبي حمزة الثماليّ، قال: سمعت سيّد العابدين، عليّ بن الحسين يقول لشيعته: (عليكم بأداء الأمانة، فو الّذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا لو أنّ قاتل أبي الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام ائتمنني على السيف الّذي قتله به لأدّيته إليه) (2)

[الحديث: 1735] قال الإمام الكاظم: (وأداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق، والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق) (3)

[الحديث: 1736] عن محمّد بن القاسم، قال: سألت الإمام الكاظم عن رجل استودع رجلا مالا له قيمة، والرجل الّذي عليه المال رجل من العرب يقدر على أن لا يعطيه شيئا ولا يقدر له على شيء، والرجل الّذي استودعه خبيث خارجيّ، فلم أدع شيئا، فقال لي: (قل له: ردّه عليه، فإنّه ائتمنه عليه بأمانة الله)، قلت: فرجل أشتري من امرأة من العبّاسيّين بعض قطائعهم فكتب كتابا أنّها قد قبضت المال ولم تقبضه، فيعطيها المال أم يمنعها؟ قال: (قل له: يمنعها أشدّ المنع، فإنّها باعته ما لم تملك) (4)

__________

(1) أمالي الطوسي 1/ 226.

(2) أمالي الصدوق/246.

(3) تحف العقول/403.

(4) الكافي 5/ 132.

مكارم الأخلاق وفضائلها (277)

التواضع والذلة

التواضع والذلة من أعظم مكارم الأخلاق؛ لأنها تعبر عن تصور المتخلق بها لحقيقته، وأنها محض العبودية لله، ولذلك لا يستكبر ولا يغتر ولا يعجب ولا تصيبه كل تلك الأمراض النفسية التي تحول بينه وبين البحث عن الكمال أو السير في طريقه.

ولهذا قدم الله تعالى هذا الوصف على غيره من الأوصاف عند ذكره لعباد الرحمن، فقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْنًا وإذا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا} [سورة الفرقان: 63]

ومثله وصف الصالحين الذين يستبدل بهم المفرطين والمقصرين بهذا الوصف، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَالله وَاسِعٌ عَلِيم} [سورة المائدة: 54]

وفي جمع الآية الكريمة بين الذلة والعزة إشارة إلى أن الذلة ليست وصفا قبيحا مطلقا، وإنما قبحها يرتبط بالجهة التي وجهت لها.. فإن وضعت في محلها الصحيح، واستقبلت بها الجهة التي هي أهلها كانت وصفا صحيحا سليما، بل وصفا كريما طيبا، يميز الصالحين عن غيرهم.

ذلك أنها تدل في أصل وضعها على الخضوع والاستكانة واللّين، والذي قد يكون بسيطا قاصرا، فيسمى تواضعا، وقد يزيد إلى درجات عالية، فيسمى ذلة، أو قد يراه الناس كذلك.

وهي بهذا الوصف لا تمدح، ولا تذم، ولكن ينظر إلى الجهة التي صرفت إليها تلك الاستكانة واللين، فإن كانت جديرة بذلك كان الوصف مدحا، وإن وجهت لغير أهلها

مكارم الأخلاق وفضائلها (278)

كان الوصف ذما.

ولنفهم هذا جيدا نحتاج إلى فهم المعنى الحسي لهذه الكلمة، ذلك أنها تستعمل للدلالة على الحس والمعنى.. فهم يذكرون أن الأرض العزيزة هي الأرض الصّلبة الشّديدة، والأرض الذليلة هي الأرض اللينة السهلة (1).

والوصف المرتبط بكلا الأرضين لا يحمل مدحا ولا ذما.. ذلك أن الأرض الصلبة نحتاج إليها لبناء المساكن القوية، أو الطرق الصالحة، أو غيرها.. والأرض الذليلة نحتاج إليها في الزراعة.. فلولا ذلها ما قبلت الزرع، ولا أنبتته.

ولهذا ذكر الله تعالى أن من نعمه على خلقه تذليل ما يحتاجونه من مرافق لييسر لهم التعامل معها، فقد قال تعالى عن الأنعام، وتذليلها في مصلحة الإنسان: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} [يس: 71 - 73]

فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن الله تعالى كان قادرا على أن يجعل كل الحيوانات صاحبة عزة وأنفة كالأسود والنمور وغيرها من الحيوانات المتوحشة، لكنه رحم عباده بتلك الحيوانات الأليفة الذليلة لهم، ليتمكنوا من الاستفادة منها.

وهكذا وصف الله تعالى فاكهة الجنة ونعيمها بتذليله لأهلها، فقال: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان: 14]، وهذا يعني أن توفر النعمة وحدها لا يكفي، ما لم تكن مذللة ميسرة يمكن الحصول عليها.

ولهذا فإن الله تعالى عندما أمر الأبناء بمقابلة رحمة الوالدين وتضحيتهما بالذل، كان يقصد هذا المعنى، فقد قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا

__________

(1) مقاييس اللغة (2/ 345)

مكارم الأخلاق وفضائلها (279)

كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]

ذلك أن الوالدين لا يمكن أن يربيا أو يوجها أو يعطيا ثمرة تجاربهما للأولاد إلا بعد أن يكون فيهم من اليسر والسهولة والتواضع والاستكانة ما يتمكنون به من ذلك.. ولذلك كان الذل لهما في محله الصحيح.. فهم لا يستثمرون تلك الذلة إلا في مصلحة الأولاد، بحكم الفطرة التي فطروا عليها.

وهكذا كانت الذلة للمعلم والأستاذ والمربي، في محلها الصحيح، لأنها تعطيه الفرصة لأن يلقي ثمرة علومه لتلميذه، وقد أشار إلى ذلك ابن عباس، فقال: (ذللت طالبا، فعززت مطلوبا) (1)

وأشار إلى ذلك الشاعر بقوله:

العلم حرب للفتى المتعالي... كالسيل حرب للمكان العالي

بل أشار إلى ذلك القرآن الكريم عندما أخبر أن حقائق العلم لا تصل إلا لمن توفرت فيهم هذه الصفة، فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]

ولذلك، فإن أولئك المعترضين المجادلين الذين يقابلون الحقائق بالتكبر، لن ينالوا شيئا منها، فالحقائق عزيزة، ولا يستقبلها إلا من كان فيهم من اللين والسهولة ما ييسر تلقيها وقبولها، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك، وبين سببه، فقال: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 204 - 206]

__________

(1) إحياء علوم الدين (1/ 9)

مكارم الأخلاق وفضائلها (280)

فالله تعالى ذكر في هذه الآيات السبب في فساد هذا المستكبر.. وهو تكبره على الحق، واستعلاؤه على الناصحين، بل استعلاؤه على الله.. ولذلك كانت عاقبته هي الهوان العظيم والذلة الكبرى.

ولذلك كانت الذلة لله أعظم صفات المؤمنين، وهي أشرف مراتبهم وأكرمها.. فالله تعالى هو الرحيم اللطيف بعباده.. ولذلك كانت الذلة له السبيل الوحيد لاجتناء ثمار أسمائه الحسنى.

فالذي يظهر بمظهر الفقر لله، ستمطر عليه صدقات الله التي لا حدود لها.. كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]

والذي لا يفعل ذلك، ويظهر بمظهر المستغني عن الله، فإن الله تعالى لن يمن عليه من فضله، وكيف يمن عليه، وهو من حرم نفسه من التعرض لصدقات الله، قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60]

ولهذا أمرنا الله تعالى بالرجوع إليه كل حين، وأخبر أنه ينزل علينا من البلاء ما يجعلنا نحتاج إلى ذلك التضرع والتذلل بين يديه، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 42، 43]

فهاتان الآيتان الكريمتان تبينان عواقب المستكبرين على الله، أولئك الذي استقبلوا أمواج البلاء بالتعنت، لا بالتضرع، ولذلك كان جزاؤهم مضاعفة البلاء، والوقوع في الذلة للخلق الذين يسومونهم الخسف.

وقد ضرب الله تعالى المثال على ذلك باليهود الذي أنفوا من أن يذلوا لله، فوقعوا في الذلة لخلقه، قال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ

مكارم الأخلاق وفضائلها (281)

النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: 112]

فهؤلاء الذين استكبروا على الله وعلى أنبيائه، بل راحوا يقتلونهم، عوقبوا من جنس عملهم، حيث ضربت عليهم الذلة والهوان، والتعرض لكل أصناف القتل والتشريد.

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل التواضع والذلة، وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1737] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن تواضع في غير منقصة (1)، وذلّ في نفسه من غير مسألة، وأنفق مالا جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذّلّ والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة. طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن النّاس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله) (2)

[الحديث: 1738] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله أوحى إلى أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) (3)

[الحديث: 1739] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من امرئ إلّا وفي رأسه حكمة والحكمة بيد ملك إن تواضع قيل للملك: ارفع الحكمة، وإن أراد أن يرفع قيل للملك: ضع الحكمة أو حكمته) (4)

__________

(1) منقصة: أي معصية وارتكاب دنيئة.

(2) رواه الطبراني الترغيب والترهيب (3/ 558)

(3) مسلم (2865)

(4) البزار مجمع الزوائد (8/ 83)

مكارم الأخلاق وفضائلها (282)

[الحديث: 1740] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلّا عزّا، وما تواضع أحد لله إلّا رفعه الله) (1)

[الحديث: 1741] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك اللّباس تواضعا لله، وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره من أيّ حلل الإيمان شاء يلبسها) (2)

[الحديث: 1742] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذّهب، جاءني ملك، فقال: إنّ ربّك يقرأ عليك السّلام ويقول: إن شئت نبيّا عبدا. وإن شئت نبيّا ملكا. فنظرت إلى جبريل عليه السّلام. فأشار إلى أن ضع نفسك، فقلت: نبيّا عبدا) (3)

[الحديث: 1743] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ابغوني في ضعفائكم فإنّما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) (4)

[الحديث: 1744] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأهل الجنّة؟) قالوا: بلى. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلّ ضعيف متضعّف لو أقسم على الله لأبرّه)، ثمّ قال: (ألا أخبركم بأهل النّار؟) قالوا: بلى. قال: (كلّ عتلّ (5) جوّاظ (6) مستكبر) (7)

[الحديث: 1745] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الشّيطان يحضر أحدكم عند كلّ شيء من شأنه حتّى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللّقمة فليمط ما كان بها من أذى ثمّ ليأكلها، ولا يدعها للشّيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيّ طعامه تكون البركة) (8)

__________

(1) مسلم (2588)

(2) أحمد (3/ 439) والترمذي (2481)

(3) البغوي في شرح السنة (13/ 348)

(4) الترمذي (1702)

(5) العتل: الجافي الشديد الخصومة. وقيل: الفظ الغليظ.

(6) الجواظ: الضخم المختال في مشيته.

(7) البخاري (6071) مسلم (2853)

(8) مسلم (2033)

مكارم الأخلاق وفضائلها (283)

[الحديث: 1746] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البذاذة (1) من الإيمان) (2)

[الحديث: 1747] ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما عنده الدّنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا تسمعون، ألا تسمعون، إنّ البذاذة من الإيمان.. إنّ البذاذة من الإيمان) (3)

[الحديث: 1748] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعس عبد الدّينار وعبد الدّرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس (4) وإذا شيك فلا انتقش (5)، طوبى (6) لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السّاقة كان في السّاقة، إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفّع) (7)

[الحديث: 1749] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ربّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه) (8)

[الحديث: 1750] عن أنس قال: كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسمّى العضباء، وكانت لا تسبق، فجاء أعرابيّ على قعود له فسبقها، فاشتدّ ذلك على المسلمين، وقالوا: سبقت العضباء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ حقّا على الله أن لا يرفع شيئا من الدّنيا إلّا وضعه) (9)

[الحديث: 1751] عن سراقة بن مالك بن جعشم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنّة وأهل النّار)؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: (أمّا أهل النّار فكلّ

__________

(1) البذاذة: رثاثة الهيئة وترك الزينة والمراد التواضع في اللباس وترك التبجح به.

(2) أبو داود (4161) ابن ماجة (4118)

(3) أبو داود (4161)

(4) انتكس: انقلب على رأسه.

(5) اذا شيك فلا انتقش: أي إذا أصابته شوكة لا يستطيع إخراجها.

(6) طوبى: شجرة في الجنّة.

(7) البخاري (2887)

(8) مسلم (2622)

(9) البخاري (6501)

مكارم الأخلاق وفضائلها (284)

جعظريّ (1) جوّاظ (2) مستكبر، وأمّا أهل الجنّة فالضّعفاء المغلوبون) (3)

[الحديث: 1752] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) (4)

[الحديث: 1753] عن أبي سعيد الخدريّ قال: أحبّوا المساكين فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دعائه: (اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة) (5)

[الحديث: 1754] عن أنس بن مالك أنّ جدّته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لطعام صنعته فأكل منه ثمّ قال: (قوموا فأصلّي لكم)، قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسودّ من طول ما لبس فنضحته بماء فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركعتين ثمّ انصرف) (6)

[الحديث: 1755] عن أنس أنّه مرّ على صبيان فسلّم عليهم، وقال: (كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يفعله) (7)

[الحديث: 1756] عن أبي بردة قال: أخرجت لنا عائشة كساء وإزارا غليظا، فقالت: (قبض روح النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في هذين) (8)

[الحديث: 1757] عن عثمان بن عفّان أنه قال في خطبة له: (إنّا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السّفر والحضر، وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير) (9)

__________

(1) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر.

(2) الجواظ: المختال في مشيته.

(3) الحاكم (4/ 619)

(4) شرح السنة للبغوي (13/ 248)

(5) الترمذي (2471)

(6) البخاري (727) ومسلم (658)

(7) البخاري (6247) ومسلم (2168)

(8) البخاري (5818) ومسلم (2080)

(9) أحمد في المسند رقم (504) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.

مكارم الأخلاق وفضائلها (285)

[الحديث: 1758] عن أنس بن مالك قال: إن كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ليخالطنا حتّى يقول لأخ لي صغير (يا أبا عمير ما فعل النّغير؟ (1)) (2)

[الحديث: 1759] عن عروة بن الزّبير قال: سأل رجل عائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل في بيته؟ قالت: نعم. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخصف نعله (3)، ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) (4)

[الحديث: 1760] عن عائشة وقد سئلت عمّا كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يصنع في أهله قالت: (كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصّلاة قام إلى الصّلاة) (5)

[الحديث: 1761] عن عبد الله بن أبي أوفى قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر الذّكر ويقلّ اللّغو ويطيل الصّلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة) (6)

[الحديث: 1762] عن جابر قال: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نجني الكباث (7) وإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عليكم بالأسود منه فإنّه أطيبه) قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: (و هل من نبيّ إلّا وقد رعاها) (8)

[الحديث: 1763] عن جابر بن عبد الله قال: كنت مع النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا، فأتى عليّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: (جابر؟) فقلت: نعم. قال: (ما شأنك؟) قلت: أبطأ عليّ جملي وأعيا فتخلّفت، فنزل يحجنه بمحجنه (9) ثمّ قال: (اركب) فركبت. فلقد رأيته

__________

(1) النغير: طائر معروف يشبه العصفور والراجح أنه طائر أحمر المنقار.

(2) البخاري (6129) ومسلم (0215)

(3) يخصف نعله: يطبق طاقة على طاقة ويخرزها. وأصل الخصف الجمع والضم.

(4) البغوي في شرح السنة (13/ 242)

(5) البخاري (6039)

(6) النسائي (3/ 109)

(7) الكباث: النضيج من ثمر الأراك.

(8) البخاري (3406) ومسلم (2050)

(9) يحجنه بمحجنه: أي يجذبه بالمحجن وهو عصا معوجة.

مكارم الأخلاق وفضائلها (286)

أكفّه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..) (1)

[الحديث: 1764] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تطروني كما أطرت النّصارى ابن مريم، فإنّما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله) (2)

[الحديث: 1765] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما ينبغي لعبد أن يقول إنّي خير من يونس بن متّى) (3)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 1766] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما تواضع أحد إلّا رفعه الله) (4)

[الحديث: 1767] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن تواضع لله رفعه الله، ومن سعى في رضوان الله أرضاه الله) (5)

[الحديث: 1768] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ التواضع لا يزيد العبد إلّا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله والصدقة لا تزيد المال إلّا كثرة فتصدقوا يرحمكم الله والعفو لا يزيد العبد إلّا عزّا فاعفوا يعزّكم الله) (6)

[الحديث: 1769] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والله لو أن المتواضع في قعر بئر لبعث الله عزّ وجلّ إليه ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار) (7)

[الحديث: 1770] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يزيد الله بهن إلا خيرا: التواضع: لا يزيد الله به إلّا ارتفاعا، وذل النفس: لا يزيد الله به إلّا عزّا. والتعفف لا يزيد الله به إلّا غنى) (8)

__________

(1) البخاري (2097) ومسلم (1089)

(2) البخاري (3445)

(3) البخاري (3413) ومسلم (2377)

(4) أمالي الطوسي 1/ 56.

(5) أمالي الطوسي 1/ 185.

(6) الوسائل) 11/ 215، عن كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي.

(7) من لا يحضره الفقيه 4/ 254.

(8) عدة الداعي/178.

مكارم الأخلاق وفضائلها (287)

[الحديث: 1771] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس من عبد إلّا وملك أخذ بحكمة رأسه إن هو تواضع لله رفعه الله وإن هو تكبر وضعه الله) (1)

[الحديث: 1772] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود عليه السّلام: يا داود كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها وكما لا تضر الطيرة من لا يتطير منها كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون وكما أن أقرب الناس منّي يوم القيامة المتواضعون كذلك أبعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون) (2)

[الحديث: 1773] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحبّكم إلى وأقربكم منّي يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا وأشدّكم تواضعا وانّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون) (3)

[الحديث: 1774] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله أوحي إلى أن تواضعوا) (4)

[الحديث: 1775] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا تواضع العبد رفعه الله إلى السماء السابعة) (5)

[الحديث: 1776] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا حسب إلّا التواضع ولا كرم إلّا التقّوى ولا عمل إلّا بنيّة ولا عبادة إلّا بيقين) (6)

[الحديث: 1777] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا هدى الله عبدا للإسلام وحسّن صورته وجعله في موضع غير شائن له ورزقه مع ذلك تواضعا فذلك من صفوة الله) (7)

[الحديث: 1778] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مالي لا أرى عليكم حلاوة العبادة)، قالوا: وما حلاوة العبادة؟ قال: (التواضع) (8)

__________

(1) روضة الواعظين 2/ 382.

(2) أمالي الصدوق/251.

(3) قرب الإسناد/22.

(4) الجواهر السنيّة/167.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 201.

(6) الأشعثيّات/150.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 201.

(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 201.

مكارم الأخلاق وفضائلها (288)

[الحديث: 1779] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من التواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون شرف المجلس، وأن يسلّم على من لقى، وأن يترك المراء، وإنْ كان حقّا، وأن لا يحبّ أن يحمد على البرّ والتقوى) (1)

[الحديث: 1780] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس التواضع أن تبدأ بالسلام على من لقيت، وترد على من سلم عليك، وأن ترضى بالدون من المجلس، ولا تحب المدحة والتزكية والبر) (2)

[الحديث: 1781] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك لبس ثوب جمال هو يقدر عليه تواضعا كساه الله تعالى حلّة الكرامة) (3)

[الحديث: 1782] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك زينة لله ووضع ثيابا حسنة تواضعا لله وابتغاء وجهه، كان حقّا على الله أن يدخله عبقريّ الجنّة) (4)

[الحديث: 1783] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّه ليعجبني أن يحمل الرجل الشيء في يده يكون مهنئا لأهله يدفع به الكبر عن نفسه) (5)

[الحديث: 1784] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر) (6)

[الحديث: 1785] عن الإمام الباقر قال: (لقد أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات من غير أن ينقصه الله عما أعدَّ له يوم القيامة شيئا، فاختار التواضع لربّه) (7)

[الحديث: 1786] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع لا يصيبهنّ إلّا مؤمن: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع لله سبحانه وتعالى، وذكر الله على كلّ حال، وقلّة الشيء، يعني قلّة

__________

(1) الأشعثيّات/149.

(2) روضة الواعظين 2/ 382.

(3) جامع الأخبار كما في (المستدرك) 2/ 307.

(4) بحار الأنوار 70/ 207.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 201.

(6) مشكاة الأنوار/228 من كتاب الناصح أبي البركات.

(7) مشكاة الأنوار/224 من كتاب (المحاسن).

مكارم الأخلاق وفضائلها (289)

المال) (1)

[الحديث: 1787] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وأنفق مالا جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه والرحمة، وأهل الفقر والمسكنة، طوبى لمن ذلّ في نفسه، وصلحت سريرته، وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، ووسعته السنّة، ولم يتعدّها إلى بدعة) (2)، وفي رواية: (أيّها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن حسنت خليقته، وصلحت سريرته، وعزل عن الناس شرّه طوبى لمن تواضع في غير معصية وذلّ من غير مسكنة)

[الحديث: 1788] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم والتواضع لغني فما تواضع أحد لغني إلّا ذهب نصيبه من الجنّة) (3)

[الحديث: 1789] عن الإمام الصادق قال: (أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان الثياب قال: فقال جعفر عليه السّلام: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلمّا رأى ما بنا وتغيّر وجوهنا قال: الحمد لله الّذي نصر محمّدا وأقرّ عينه، ألا ابشّركم؟ فقلت: بلى أيّها الملك، فقال: إنّه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني إنّ الله عزّ وجلّ قد نصر نبيّه محمّدا صلى الله عليه وآله وسلم وأهلك عدوّه واسر فلان وفلان وفلان، التقوا بواد يقال له بدر كثير الأراك لكأنّي أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيّدي هناك وهو رجل من بني ضمرة فقال له جعفر: أيّها الملك مالي أراك جالسا على التراب وعليك هذه الخلقان؟ فقال له: يا جعفر إنّا نجد فيما أنزل الله على عيسى عليه السّلام أنّ من حقّ الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة فلمّا أحدث الله عزّ وجلّ لي نعمة بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم أحدثت لله هذا

__________

(1) عدة الداعي/249.

(2) نزهة الناظر) /36.

(3) جامع الاخبار/156.

مكارم الأخلاق وفضائلها (290)

التواضع فلمّا بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: إنّ الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدّقوا يرحمكم الله، وإنّ التواضع يزيد صاحبه رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله، وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّا، فاعفوا يعزّكم الله) (1)

[الحديث: 1790] عن الإمام الصادق قال: (ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متّكئا منذ بعثه الله عزّ وجلّ إلى أن قبضه تواضعا لله عزّ وجلّ وما رأى ركبتيه إمام جليسه في مجلس قطّ ولا صافح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا قطّ فنزع يده من يده حتّى يكون الرجل هو الّذي ينزع يده ولا كافأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسيّئة قطّ قال الله تعالى له: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ففعل وما منع سائلا قطّ، إن كان عنده أعطى وإلّا قال: يأتي الله به، ولا أعطى على الله عزّ وجلّ شيئا قطّ، إلّا أجازه الله إن كان ليعطي الجنّة فيجيز الله عزّ وجلّ له ذلك قال: وكان أخوه من بعده والّذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قطّ حتّى خرج منها والله إن كان ليعرض له الأمران كلاهما لله عزّ وجلّ طاعة فيأخذ بأشدّهما على بدنه) (2)

[الحديث: 1791] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الاسراء: (هبط مع جبريل ملك لم يطأ الأرض قط معه مفاتيح خزان الأرض فقال: يا محمّد إن ربك يقرئك السّلام ويقول لك: هذه مفاتيح خزائن الأرض فإن شئت فكن نبيّا عبدا وإن شئت فكن نبيّا ملكا، فأشار إليه جبريل فقال: تواضع يا محمّد، فقال: بل أكون نبيّا عبدا بل أكون نبيّا عبدا) (3)

[الحديث: 1792] عن الإمام الصادق قال: أفطر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشيّة خميس في مسجد قبا، فقال: (هل من شراب؟) فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعسّ مخيض بعسل، فلمّا وضعه على فيه نحّاه ثمّ قال: (شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرّمه،

__________

(1) أصول الكافي 2/ 121.

(2) روضة الكافي/164.

(3) الجواهر السنيّة/133.

مكارم الأخلاق وفضائلها (291)

ولكن أتواضع لله فإنّ من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبّر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبّه الله) (1)

[الحديث: 1793] قال الإمام الصادق: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويأكل مع العبيد ويجلس على الأرض، ويركب الحمار ويردف، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله، ويصافح الغني والفقير ولا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها، ويسلم على من استقبله من كبير وصغير وغني وفقير، ولا يحقر ما دعي إليه ولو إلى خشف التمرة، وكان خفيف المؤنة كريم الطبيعة جميل المعاشرة طلق الوجه بشاشا من غير ضحك محزونا من غير عبوس متواضعا من غير مذلة جوادا من غير سرف رقيق القلب رحيما بكلّ مسلم، ولم يتجشأ من شبع قط ولم يمد يده إلى طمع وكفاه مدحا، قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]) (2)

[الحديث: 1794] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل استوفز على إحدى رجليه واطمأنّ بالآخرى ويقول: (أجلس كما يجلس العبد وآكل كما يأكل العبد) (3)

[الحديث: 1795] عن الإمام الصادق قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد ويعلم أنه عبد) (4)

[الحديث: 1796] قال الإمام الصادق: (ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متّكئا منذ بعثه الله حتّى قبض، وكان يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد)، قيل: ولم ذلك؟ قال: (تواضعا لله) (5)

[الحديث: 1797] عن الإمام الباقر قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل أكل العبد

__________

(1) أصول الكافي 2/ 122.

(2) إرشاد القلوب/115.

(3) دعائم الإسلام 2/ 118.

(4) التهذيب 9/ 93.

(5) المحاسن/457.

مكارم الأخلاق وفضائلها (292)

ويجلس جلسة العبد وكان يأكل على الحضيض وينام على الحضيض) (1)

[الحديث: 1798] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس: لا أدعهن حتّى الممات، الأكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان ليكون سنة من بعدي) (2)

[الحديث: 1799] قال الإمام الصادق: (ما صافح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا قطّ فنزع يده حتّى يكون هو الّذي ينزع يده منه) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 1800] قال الإمام علي: (تواضع لله يرفعك الله) (4)

[الحديث: 1801] قال الإمام علي: (التواضع يرفع، والتكبر يضع) (5)

[الحديث: 1802] قال الإمام علي: (التواضع يرفع الوضيع) (6)

[الحديث: 1803] قال الإمام علي: (أعظم الناس رفعة من وضع نفسه) (7)

[الحديث: 1804] قال الإمام علي: (إنّك إن تواضعت رفعك الله) (8)

[الحديث: 1805] قال الإمام علي: (بالتواضع تزان الرفعة) (9)

[الحديث: 1806] قال الإمام علي: (تواضع الشريف يدعو إلى كرامته) (10)

__________

(1) المحاسن/456.

(2) عيون الأخبار 2/ 81.

(3) أصول الكافي 2/ 182.

(4) تحف العقول/141.

(5) غرر الحكم/249.

(6) غرر الحكم/249.

(7) غرر الحكم/249.

(8) غرر الحكم/249.

(9) غرر الحكم/249.

(10) غرر الحكم/249.

مكارم الأخلاق وفضائلها (293)

[الحديث: 1807] قال الإمام علي: (كما تتواضع تعظم) (1)

[الحديث: 1808] قال الإمام علي: (من تواضع رفع، من ترفّع وضع) (2)

[الحديث: 1809] قال الإمام علي: (من حقّر نفسه عظم) (3)

[الحديث: 1810] قال الإمام علي: (من تواضع عظّمه الله ورفعه) (4)

[الحديث: 1811] قال الإمام علي: (من لم يتّضع عند نفسه لم يرتفع عند غيره) (5)

[الحديث: 1812] قال الإمام علي: (ما اكتسب الشرف بمثل التواضع) (6)

[الحديث: 1813] قال الإمام علي: (ما تواضع أحد إلّا زاده الله تعالى جلالة) (7)

[الحديث: 1814] قال الإمام علي: (نزّل نفسك دون منزلتها تنزّلك الناس فوق منزلتك) (8)

[الحديث: 1815] قال الإمام علي: (وتواضع لله الّذي رفعك) (9)

[الحديث: 1816] قال الإمام علي: (بكثرة التواضع يتكامل الشرف) (10)

[الحديث: 1817] قال الإمام علي في وصيته: (أوصيكم بالتواضع فإنّه من أفضل العبادة) (11)

[الحديث: 1818] قال الإمام علي: (لا حسب كالتواضع، ولا وحدة أوحش من العجب وعجبت للمتكبر الّذي كان بالأمس نطفة ويكون غدا جيفة) (12)

[الحديث: 1819] قال الإمام علي: (أحسن حلية المؤمن التواضع وجماله التعفّف

__________

(1) غرر الحكم/249.

(2) غرر الحكم/249.

(3) غرر الحكم/249.

(4) غرر الحكم/249.

(5) غرر الحكم/249.

(6) غرر الحكم/249.

(7) غرر الحكم/249.

(8) غرر الحكم/249.

(9) غرر الحكم/249.

(10) غرر الحكم/249.

(11) أمالي الطوسي 1/ 6.

(12) روضة الواعظين 2/ 382.

مكارم الأخلاق وفضائلها (294)

وشرفه التفقّه وعزّه ترك القال والقيل) (1)

[الحديث: 1820] قال الإمام علي: (التواضع يكسبك السلامة) (2)

[الحديث: 1821] قال الإمام علي: (زينة الشريف التواضع) (3)

[الحديث: 1822] قال الإمام علي: (ما عبد الله بشيء أفضل من العقل، وما تم عقل امرئ حتّى تكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف نصيبه من الدنيا القوت، لا يشبع من العلم دهره، الذلّ أحبّ إليه مع الله من العزّ مع غيره، والتواضع أحبّ إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقل كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلّهم خيرا منه، وإنّه شرهم في نفسه، وهو تمام الأمر) (4)

[الحديث: 1823] قال الإمام علي: (التواضع ثمرة العلم) (5)

[الحديث: 1824] قال الإمام علي: (التواضع عنوان النبل) (6)

[الحديث: 1825] قال الإمام علي: (التواضع ينشر الفضيلة) (7)

[الحديث: 1826] قال الإمام علي: (التواضع زكاة الشرف) (8)

[الحديث: 1827] قال الإمام علي: (التواضع أشرف السؤدد) (9)

[الحديث: 1828] قال الإمام علي: (التواضع من مصائد الشرف) (10)

[الحديث: 1829] قال الإمام علي: (التواضع أفضل الشرفين) (11)

__________

(1) تحف العقول/172.

(2) كنز الفوائد 1/ 320.

(3) كنز الفوائد 1/ 320.

(4) أصول الكافي 1/ 13.

(5) غرر الحكم/248.

(6) غرر الحكم/248.

(7) غرر الحكم/248.

(8) غرر الحكم/248.

(9) غرر الحكم/248.

(10) غرر الحكم/248.

(11) غرر الحكم/248.

مكارم الأخلاق وفضائلها (295)

[الحديث: 1830] قال الإمام علي: (التواضع مع الرفعة كالعفو مع القدرة) (1)

[الحديث: 1831] قال الإمام علي: (التواضع رأس العقل، والتكبر رأس الجهل) (2)

[الحديث: 1832] قال الإمام علي: (الزموا الأرض واصبروا على البلاء ولا تحرّكوا بأيديكم وهوى ألسنتكم) (3)

[الحديث: 1833] قال الإمام علي: (أعظم الشرف التواضع) (4)

[الحديث: 1834] قال الإمام علي: (أجلّ الناس من وضع نفسه) (5)

[الحديث: 1835] قال الإمام علي: (أشرف الخلائق التواضع والحلم ولين الجانب) (6)

[الحديث: 1836] قال الإمام علي: (إذا أردت أن تعظم محاسنك عند الناس فلا تعظم في عينك) (7)

[الحديث: 1837] قال الإمام علي: (تواضعوا لمن تتعلّمون منه العلم ولمن تعلّمونه، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم) (8)

[الحديث: 1838] قال الإمام علي: (سلّم الشرف التواضع والسخاء) (9)

[الحديث: 1839] قال الإمام علي: (ضادّوا الكبر بالتواضع) (10)

[الحديث: 1840] قال الإمام علي: (كفى بالمرء فضيلة أن ينقص نفسه) (11)

__________

(1) غرر الحكم/248.

(2) غرر الحكم/248.

(3) غرر الحكم/248.

(4) غرر الحكم/248.

(5) غرر الحكم/248.

(6) غرر الحكم/248.

(7) غرر الحكم/248.

(8) غرر الحكم/248.

(9) غرر الحكم/248.

(10) غرر الحكم/248.

(11) غرر الحكم/248.

مكارم الأخلاق وفضائلها (296)

[الحديث: 1841] قال الإمام علي: (من كان متواضعا لم يعدم الشرف) (1)

[الحديث: 1842] قال الإمام علي: (ما نقّص نفسه إلّا كامل) (2)

[الحديث: 1843] قال الإمام علي: (ما حقّر نفسه إلّا عاقل) (3)

[الحديث: 1844] قال الإمام علي: (ما تواضع إلّا رفيع) (4)

[الحديث: 1845] قال الإمام علي: (وجيه الناس من تواضع مع رفعة وذلّ مع منعة) (5)

[الحديث: 1846] قال الإمام علي: (لا تسرعنّ إلى أرفع موضع في المجلس، فإنّ الموضع الّذي ترفع إليه خير من الموضع الّذي تحطّ عنه) (6)

[الحديث: 1847] قال الإمام علي: (ثمرة التواضع المحبّة) (7)

[الحديث: 1848] قال الإمام علي: (بخفض الجناح تنتظم الامور) (8)

[الحديث: 1849] قال الإمام علي: (ثلاثة يوجبن المحبّة، الدين والتواضع والسخاء) (9)

[الحديث: 1850] قال الإمام علي: (حاصل التواضع الشرف) (10)

[الحديث: 1851] قال الإمام علي: (لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعّظم، فإنّ رفعة الّذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له، وسلامة الّذين يعلمون ما قدرته أن يستسلموا له) (11)

__________

(1) غرر الحكم/248.

(2) غرر الحكم/248.

(3) غرر الحكم/248.

(4) غرر الحكم/248.

(5) غرر الحكم/248.

(6) غرر الحكم/248.

(7) غرر الحكم/248.

(8) غرر الحكم/248.

(9) غرر الحكم/248.

(10) غرر الحكم/248.

(11) نهج البلاغة، خطبة 147،/450.

مكارم الأخلاق وفضائلها (297)

[الحديث: 1852] قال الإمام علي (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتواضع من غير منقصة وجالس أهل الفقه والرحمة وخالط أهل الذل والمسكنة وانفق مالا جمعه في غير معصية) (1)

[الحديث: 1853] قال الإمام علي: (ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على الله) (2)

[الحديث: 1854] قال الإمام علي: (مكتوب في التوراة من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح لقضاء الله ساخطا، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو الله، ومن أتى غنيّا فتواضع لغنائه ذهب الله بثلثي دينه، ومن قرء القرآن من هذه الأمة ثمّ دخل النار فهو ممّن كان يتّخذ آيات الله هزوا ومن لم يستشر يندم والفقر الموت الأكبر، ومن أصبح من المؤمنين يشكو مصيبة نزلت به إلى من يخالفه على دينه فإنّما يشكو ربّه إلى عدوّه) (3)

[الحديث: 1855] عن أبي صالح بيّاع الأكسية أنّ جدّته لقيت عليّا بالكوفة ومعه تمر يحمله فسلّمت عليه وقالت له: أعطني يا أمير المؤمنين هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك فقال: (أبو العيال أحقّ بحمله) قالت: ثمّ قال لي: (ألا تأكلين منه؟) فقلت: لا أريده، قالت: فانطلق به إلى منزله ثمّ رجع مرتديا بتلك الشملة وفيها قشور التمر فصلّى بالنّاس فيها الجمعة (4).

[الحديث: 1856] قال الإمام الصادق: (كان الإمام علي يحطب ويستسقي ويكنس، وكانت فاطمة تطحن وتعجن وتخبز) (5)

[الحديث: 1857] عن الإمام الصادق أنّه كان يجلس جلسة العبد ويضع يده على

__________

(1) تفسير القمّي) 2/ 70.

(2) روضة الواعظين/458.

(3) تفسير العيّاشي 1/ 120.

(4) شرح النهج لابن أبي الحديد 1/ 182.

(5) مناقب ابن شهر آشوب 2/ 104.

مكارم الأخلاق وفضائلها (298)

الأرض ويأكل بثلاث أصابع، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل هكذا ليس كما يفعل الجبّارون أحدهم يأكل بإصبعيه (1).

[الحديث: 1858] قال الإمام الباقر: (والله إن كان الإمام عليّ ليأكل أكلة العبد، ويجلس جلسة العبد) (2)

2 ـ ما روي عن الإمام الحسن

[الحديث: 1859] قال الإمام الحسن: (أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاء لها، أعظمهم عند الله شأنا، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصدّيقين، ومن شيعة عليّ حقّا) (3)

[الحديث: 1860] مرّ الإمام الحسن بصبيان معهم كسر خبز فاستضافوه فنزل وأكل معهم ثمّ حملهم إلى منزله وأطعمهم وكساهم وقال: (اليد لهم لأنّهم لم يجدوا غير ما أطعموني ونحن نجد أكثر منه) (4)

[الحديث: 1861] عن ابن مهدي أنّ الإمام الحسن مر على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض، وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له: هلمّ يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء قال: فنزل وقال: (إنّ الله لا يحبّ المستكبرين) وجعل يأكل معهم حتّى اكتفوا والزاد على حاله ببركته ثمّ دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم (5).

3 ـ ما روي عن الإمام الحسين

[الحديث: 1862] قال الإمام الحسين: (الشرف في التواضع، والعزّ في التقوى، والغنى في القناعة) (6)

__________

(1) الكافي 6/ 297.

(2) وسائل الشيعة 3/ 73، والطبرسي في (مجمع البيان).

(3) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري/325.

(4) ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) 11/ 198.

(5) مناقب ابن شهر آشوب 4/ 23.

(6) نزهة الناظر/92.

مكارم الأخلاق وفضائلها (299)

[الحديث: 1863] رؤي الإمام الحسين يطوف بالبيت، ثمّ صار إلى المقام فصلّى، ثمّ وضع خدّه على المقام فجعل يبكي ويقول: (عبيدك ببابك خويدمك ببابك سائلك ببابك مسكينك ببابك) يردّد ذلك مرارا، ثمّ انصرف فمرّ بمساكين معهم فلق خبز يأكلون فسلّم عليهم فدعوه إلى طعامهم فجلس معهم وقال: (لولا أنّه صدقة لأكلت معكم)، ثمّ قال: (قوموا إلى منزلي فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم) (1)

[الحديث: 1864] عن مسعدة بن صدقة قال: مرّ الإمام الحسين بمساكين قد بسطوا كساء لهم فألقوا عليه كسرا فقالوا: هلمّ يا ابن رسول الله، فثنّى وركه فأكل معهم، ثمّ تلا: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [النحل: 23] ثمّ قال: (قد أجبتكم فأجيبوني؟) قالوا: نعم يا ابن رسول الله وتعمى عين؛ فقاموا معه حتّى أتوا منزله، فقال للرباب: (اخرجي ما كنت تدّخرين) (2)

4 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 1865] قال الإمام السجاد: (لا حسب لقرشيّ ولا لعربيّ إلّا بتواضع، ولا كرم إلّا بتقوى، ولا عمل إلّا بنيّة، ألا وإنّ أبغض الناس إلى الله عزّ وجلّ من يقتدي بسنّة إمام ولا يقتدي بأعماله) (3)

[الحديث: 1866] قال الإمام الصادق: (كان الإمام السجاد لا يسافر إلّا مع رفقة لا يعرفونه ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرّة مع قوم فرآه رجل فعرفه، فقال لهم: أتدرون من هذا؟ قالوا: لا قال: هذا الإمام السجاد فوثبوا فقبلوا يده ورجله، وقالوا: يا ابن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت منا إليك يد أو لسان أما كنا قد هلكنا آخر الدهر فما الّذي يحملك على هذا؟ فقال: (إنّي كنت قد

__________

(1) ربيع الأبرار للزمخشري/210، ابن شهر اشوب في (المناقب) 4/ 66.

(2) تفسير العيّاشي 2/ 257.

(3) الخصال 1/ 18.

مكارم الأخلاق وفضائلها (300)

سافرت مرّة مع قوم يعرفونني، فأعطوني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا أستحق به، فإنّي أخاف أن تعطوني مثل ذلك، فصار كتمان أمري أحب إلي) (1)

[الحديث: 1867] قال الإمام الصادق: (كان الإمام السجاد يقول: ما تجرعت جرعة غيظ قط أحب إلى من جرعة غيظ أعقبها صبرا، وما أحب أن لي بذلك حمر النعم.. وكان يقول: الصدّقة تطفئ غضب الربّ.. وكان لا تسبق يمينه شماله.. وكان يقبّل الصدقة قبل أن يعطيها السائل قيل له: ما يحملك على هذا؟ قال: لست اقبّل يد السائل إنّما اقبّل يد ربّي، إنها تقع في يد ربّي قبل أن تقع في يد السائل (2).. ولقد كان يمر على المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته ينحيها بيده عن الطريق.. ولقد مرّ بمجذومين فسلم عليهم وهم يأكلون فمضى ثمّ قال: إنّ الله لا يحب المتكبّرين فرجع إليهم فقال: إنّي صائم وقال: ايتوني بهم في المنزل. قال: فأتوه فأطعمهم ثمّ أعطاهم) (3)

[الحديث: 1868] قال الإمام الصادق: (إنّ الإمام السجاد خرج في ثياب حسان فرجع مسرعا يقول: يا جارية ردّي عليّ ثيابي فقد مشيت في ثيابي هذه فكأنّي لست عليّ بن الحسين، وكان إذا مشى كأن الطير على رأسه لا يسبق يمينه شماله) (4)

[الحديث: 1869] قال الإمام السجاد: (إن الجسد إذا لبس الثوب اللين طغى) (5)

5 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 1870] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟ فو الله ما شيعتنا إلّا من أتقي الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتواضع والتخشّع والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة،

__________

(1) عيون الاخبار 2/ 145.

(2) طبعا هذا بناء على المفاهيم التنزيهية التي ذكرها كل الأئمة الهدى بما فيهم الإمام السجاد.

(3) أمالي الطوسي 2/ 285.

(4) مكارم الأخلاق/111.

(5) مكارم الأخلاق/111.

مكارم الأخلاق وفضائلها (301)

والبرّ بالوالدين، والتعهّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس، إلّا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء) (1)

[الحديث: 1871] عن الإمام الصادق قال: دخل على أبي رجل وكانت معه صحيفة فيها مسائل وأشياء فيها تشبه الخصومة فقال له: (هذه صحيفة رجل مخاصم يسألني عن الدين الّذي يقبل الله فيه العمل) فقال له الرجل: رحمك الله هذا الّذي أريد فطواها، ثمّ قال له: (شهادة أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أهل بيته والاقرار بما جاء من عند الله وولايتنا والبراءة من أعدائنا والتسليم لأمرنا والتواضع والورع والطمأنينة وانتظار قائمنا فإنّ الله إن أراد أن ينصرنا نصرنا) (2)

[الحديث: 1872] روي أن محمّد بن مسلم كان رجلا شريفا موسرا فقال له الإمام الباقر: (تواضع يا محمّد)، فلمّا انصرف إلى الكوفة أخذ قوصرة من تمرّ مع الميزان، وجلس على باب مسجد الجامع، وجعل ينادي عليه فأتاه قومه فقالوا له: فضحتنا، فقال: إنّ مولاي أمرني بأمر فلن اخالفه ولن أبرح حتّى أفرغ من بيع ما في هذه القوصرة فقال له قومه: أمّا إذا أبيت إلّا أن تشتغل ببيع وشراء فاقعد في الطحّانين فهيّأ رحى وجملا وجعل يطحن (3).

6 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1873] قال الإمام الصادق: (إنّه ليس من عبد يرفع نفسه إلّا وضعه الله وما من عبد وضع نفسه إلّا رفعه الله وشرّفه) (4)

[الحديث: 1874] قال الإمام الصادق: (من تواضع لله رفعه الله ومن تكبّر وضعه

__________

(1) أصول الكافي 2/ 74.

(2) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي/71.

(3) الإختصاص/51.

(4) رجال الكشي/135.

مكارم الأخلاق وفضائلها (302)

الله) (1)

[الحديث: 1875] قال الإمام الصادق: (لا عزّ إلّا لمن تذلّل لله ولا رفعة إلّا لمن تواضع لله) (2)

[الحديث: 1876] قال الإمام الصادق: (إنّ في السماء ملكين موكّلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبّر وضعاه) (3)

[الحديث: 1877] قال الإمام الصادق: (فيما أوحي الله عزّ وجلّ إلى داود عليه السّلام: يا داود كما أنّ أقرب الناس من الله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله المتكبّرون) (4)

[الحديث: 1878] قال الإمام الصادق: (إن أفضل العمل العبادة والتواضع) (5)

[الحديث: 1879] قال الإمام الصادق: (أفضل العبادة العلم بالله والتواضع له) (6)

[الحديث: 1880] قال الإمام الصادق: (ثلاثة تورث المحبّة: الدين. والتواضع. والبذل) (7)

[الحديث: 1881] قال الإمام الصادق: (من برئ من ثلاثة نال ثلاثة: من برئ من الشرّ نال العزّ. ومن برئ من الكبر نال الكرامة. ومن برئ من البخل نال الشرف) (8)

[الحديث: 1882] قال الإمام الصادق: (من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس، وأن تسلّم على من تلقى، وأن تترك المراء وإنْ كنْت محقّا، وأن لا تحبّ أن تحمد على التقوى) (9)

__________

(1) كامل الزيارات/271.

(2) مشكاة الأنوار/226.

(3) أصول الكافي 2/ 122.

(4) أصول الكافي 2/ 123.

(5) تحف العقول/304.

(6) تحف العقول/364.

(7) تحف العقول/364.

(8) تحف العقول/316.

(9) أصول الكافي 2/ 122.

مكارم الأخلاق وفضائلها (303)

[الحديث: 1883] قال الإمام الصادق: (إنّ من التواضع أن يجلس الرجل دون شرفه) (1)

[الحديث: 1884] عن يونس بن يعقوب قال: نظر الإمام الصادق إلى رجل من أهل المدينة قد اشترى لعياله شيئا وهو يحمله، فلمّا رآه الرجل أستحيي منه، فقال الإمام الصادق: (اشتريته لعيالك وحملته إليهم، أما والله لولا أهل المدينة لأحببت أن أشتري لعيالي الشيء ثمّ أحمله إليهم) (2)

[الحديث: 1885] قال الإمام الصادق: (التواضع أصل كلّ شرف نفيس ومرتبة رفيعة، ولو كان للتواضع لغة يفهمها الخلق لنطق عن حقائق ما في مخفيّات العواقب، والتواضع ما يكون لله وفي لله، وما سواه مكر، ومن تواضع لله شرّفه الله على كثير من عباده) (3)

[الحديث: 1886] قال الإمام الصادق: (من أراد أن يدخله الله عزّ وجلّ ويسكنه جنته فليحسن خلقه، وليعط النصفة من نفسه وليرحم اليتيم، وليعن الضعيف، وليتواضع لله الّذي خلقه) (4)

[الحديث: 1887] قال الإمام الصادق: (فيما أوحي الله إلى موسى: ألق كفيك ذلا بين يديّ كفعل العبد المستصرخ إلى سيّده، فإذا فعلت ذلك رحمت وأنا أكرم القادرين، يا موسى سلني من فضل رحمتي فإنّها بيدي ولا يملكها أحد غيري وانظر حين تسألني كيف رغبتك فيما عندي، لكلّ عامل جزاء، وقد يجزى الكفور بما سعى) (5)

[الحديث: 1888] قال الإمام الصادق: (أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود مالي أراك

__________

(1) أصول الكافي 2/ 123.

(2) أصول الكافي 2/ 123.

(3) مصباح الشريعة/38.

(4) أمالي الطوسي 2/ 46.

(5) الجواهر السنيّة/75.

مكارم الأخلاق وفضائلها (304)

ساكتا؟ قال: خشيتك أسكتتني، قال: يا داود مالي أراك نصبا؟ قال: حبك نصبني، قال: يا داود مالي أراك فقيرا؟ قال: القيام بحقك أفقرني، قال: يا داود مالي أراك متذلّلا؟ قال: عظم جلالك الّذي لا يوصف ذللني، قال: يا داود أبشر بالفضل مني فيما تحب يوم تلقاني، خالط الناس بأخلاقهم وزايلهم بدينك تنل مني ما تريد يوم القيامة) (1)

[الحديث: 1889] قال الإمام الصادق: (اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين؛ فيذهب باطلكم بحقّكم) (2)

[الحديث: 1890] قال الإمام الصادق: (أوحى الله تعالى إلى موسى: (أتدري لم ناجيتك وبعثتك إلى خلقي؟) قال: لا يا ربّ، قال: (إنّي قلبت عبادي واختبرتهم فلم أر أذل لي قلبا منك فأحببت أن أرفعك من بين خلقي لأني عند المنكسر قلوبهم وينبغي للعاقل أن لا يرى لنفسه على أحد فضلا والعزّ في التواضع والتقوى ومن طلبه في الكبر لم يجده) (3)

7 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 1891] قال الإمام الكاظم: (ما من عبد إلّا وملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع إلّا رفعه الله ولا يتعاظم إلّا وضعه الله) (4)

[الحديث: 1892] قال الإمام الكاظم: (طوبى للمتواضعين في الدنيا، أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة) (5)

[الحديث: 1893] قال الإمام الكاظم: (لا عزّ إلّا لمن تذلّل لله، ولا رفعة إلّا لمن تواضع لله، ولا أمن إلّا لمن خاف الله، ولا ربح إلّا لمن باع الله نفسه) (6)

__________

(1) الإمام مشكاة الأنوار/227.

(2) روضة الواعظين) 1/ 10.

(3) إرشاد القلوب/115.

(4) تحف العقول/386.

(5) تحف العقول/394.

(6) اعلام الدين) /120.

مكارم الأخلاق وفضائلها (305)

[الحديث: 1894] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (إنّ الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبار، لأنّ الله جعل التواضع آلة العقل وجعل التكبّر من آلة الجهل، ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السقف برأسه شجّه ومن خفض رأسه استظلّ تحته وأكنّه. وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله. ومن تواضع لله رفعه.. واعلم أنّ الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده) (1)

قال الإمام الكاظم: (التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، ولا يحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يأتوا إليه، وإنْ كان سيئة درأها بالحسنة، ويكون كاظم الغيظ عافيا عن الناس والله يحبّ المحسنين) (2)

8 ـ ما روي عن الإمام الرضا

[الحديث: 1895] قال الإمام الرضا: (التواضع أن تعطي الناس ما تحبّ أن تعطاه) (3)

[الحديث: 1896] سئل الإمام الرضا: ما حدّ التواضع الّذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟ فقال: (التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يؤتى إليه، إن رأى سيّئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ، عاف عن الناس، والله يحبّ المحسنين) (4)

[الحديث: 1897] عن إبراهيم بن العبّاس، قال: ما رأيت الإمام الرضا جفا أحدا بكلمة قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحدا عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجله بين يدي جليس له قط ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته

__________

(1) تحف العقول/396.

(2) مشكاة الأنوار/225.

(3) أصول الكافي 2/ 124.

(4) أصول الكافي 2/ 124.

مكارم الأخلاق وفضائلها (306)

شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البواب السائس، وكان قليل النوم بالليل كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّق) (1)

__________

(1) عيون الأخبار 2/ 184.

مكارم الأخلاق وفضائلها (307)

الحلم والعفو

الحلم والعفو من الصفات الضرورية لصاحب الخلق الحسن، ذلك أنها تدل على سعة صدره، وقدرة تحمله، ولذلك تعتبر في العادة علامة على الخلق الحسن.

وكيف لا تكون كذلك، وهي تضم الكثير من المنابع التي تمد الأخلاق بما تحتاجه من سلوك طيب، وقد أشار الماورديّ إلى ذلك، فقال: (الحلم من أشرف الأخلاق وأحقّها بذوي الألباب لما فيه من سلامة العرض وراحة الجسد واجتلاب الحمد) (1)

ثم ذكر الأسباب الباعثة عليه، أو المنابع الأخلاقية التي تمد صاحبها بتلك القوة التي تجعله يتحمل جهل الجاهلين، وهي:

1. الرّحمة للجهّال، وذلك من خير يوافق رقّة، وقد قيل في منثور الحكم: من أوكد أسباب الحلم رحمة الجهّال.

2. القدرة على الانتصار، وذلك من سعة الصّدر وحسن الثّقة.

3. التّرفّع عن السّباب، وذلك من شرف النّفس وعلوّ الهمّة.

4. الاستحياء من جزاء الجواب، والباعث عليه صيانة النّفس وكمال المروءة، ولذلك قيل: ما أفحش حليم ولا أوحش كريم.

5. التّفضّل على السّابّ، ويبعث عليه الكرم وحبّ التّألّف.

6. استنكاف السّبابّ وقطع سببه، والباعث عليه الحزم.

7. الخوف من العقوبة على الجواب، ويبعث عليه ضعف النّفس وربّما أوجبه الرّأي واقتضاه الحزم وقد قيل: الحلم حجاب الآفات.

__________

(1) أدب الدنيا والدين، ص 303.

مكارم الأخلاق وفضائلها (308)

8. الرّعاية ليد سالفة وحرمة لازمة: والباعث عليه الوفاء وحسن العهد.

وغيرها من الأسباب والبواعث الكثيرة التي لها علاقة بجميع الأخلاق، ولهذا ورد في القرآن الكريم الدعوة إليه، والثناء على أهله، كما قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]

وقال في وصف المتقين: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]

ودعا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى التحلي به، وخاصة مع أصناف الجهلة والمعتدين الذين كلف بدعوتهم، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 87 - 89]

ولهذا؛ فإن الذي يحتج بأن بيئته منحرفة لا يمكن أن يتعامل معها بالحلم والعفو، يرد عليه بأن بيئة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والأعداء الذين كلف بدعوتهم كانوا أعظم انحرافا وظلما وعداوة، ومع ذلك أمره الله تعالى بالصفح الجميل عنهم.

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الحلم والعفو وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1898] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلّا الحدود) (1)

[الحديث: 1899] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أقال مسلما أقال الله عثرته يوم

__________

(1) أبو داود (4375)

مكارم الأخلاق وفضائلها (309)

القيامة) (1)

[الحديث: 1900] عن أبي هريرة أنّه قال: إنّ رجلا قال: يا رسول الله، إنّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ. فقال: (لئن كنت كما قلت، فكأنّما تسفّهم الملّ (2) ولا يزال معك من الله ظهير (3) عليهم ما دمت على ذلك) (4)

[الحديث: 1901] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأشجّ عبد القيس: (إنّ فيك لخصلتين يحبّهما الله: الحلم والأناة) (5)

[الحديث: 1902] عن ابن عبّاس قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يدعو عند الكرب يقول: (لا إله إلّا الله العظيم الحليم، لا إله إلّا الله ربّ السّماوات والأرض وربّ العرش العظيم) (6)

[الحديث: 1903] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التّأنّي من الله، والعجلة من الشّيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحبّ إلى الله من الحلم) (7)

[الحديث: 1904] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّمت الحسن والتّؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النّبوّة) (8)

[الحديث: 1905] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته) (9)

[الحديث: 1906] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي

__________

(1) أبو داود (3460) وابن ماجة (2199)

(2) الملّ: الرماد الحار.

(3) الظهير: المعين والدافع.

(4) مسلم (2558)

(5) مسلم (18)، والبخاري (87)

(6) البخاري (6345) ومسلم (2730)

(7) أبو يلعى مجمع الزوائد (8/ 19) الترمذي رقم (2012)

(8) الترمذي (2010)

(9) الطبراني في الأوسط والصغير الترغيب والترهيب (4/ 232 ـ 233)

مكارم الأخلاق وفضائلها (310)

يملك نفسه عند الغضب) (1)

[الحديث: 1907] عن أبي هريرة قال: إنّ رجلا قال للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أوصني، قال: (لا تغضب) فردّد مرارا قال: (لا تغضب) (2)

[الحديث: 1908] عن أبي هريرة قال: إنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يتقاضاه فأغلظ، فهمّ به أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوه فإنّ لصاحب الحقّ مقالا) ثمّ قال: (أعطوه سنّا مثل سنّه)، قالوا: يا رسول الله، إلّا أمثل من سنّه، فقال: (أعطوه، فإنّ من خيركم أحسنكم قضاء) (3)

[الحديث: 1909] عن عبد الله بن مسعود قال: كأنّي أنظر إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحكي: (نبيّا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، فهو يمسح الدّم عن وجهه ويقول: ربّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون) (4)

[الحديث: 1910] عن أنس بن مالك أنّه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه برد نجرانيّ غليظ الحاشية فأدركه أعرابيّ فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتّى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أثّرت بها حاشية البرد من شدّة جبذته ثمّ قال: يا محمّد مر لي من مال الله الّذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ ضحك ثمّ أمر له بعطاء) (5)

[الحديث: 1911] عن عائشة أنها قالت للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟. قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلّا وأنا بقرن الثّعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد

__________

(1) البخاري (6114) ومسلم (2069)

(2) البخاري (6116)

(3) البخاري (2306) ومسلم (1601)

(4) البخاري (6929) ومسلم (1792)

(5) البخاري (5809) ومسلم (1057)

مكارم الأخلاق وفضائلها (311)

أظلّتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلّم عليّ ثمّ قال: يا محمّد فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) (1)

[الحديث: 1912] عن عبد الله بن عمرو؛ أنّ هذه الآية الّتي في القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] قال في التّوراة: (يا أيّها النبي إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وحرزا (2) للأمّيّين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ (3) ولا غليظ (4) ولا سخّاب بالأسواق (5)، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتّى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلّا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبنا غلفا) (6)

[الحديث: 1913] سئلت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: (لم يكن فاحشا ولا متفحّشا ولا صخّابا في الأسواق، ولا يجزي بالسّيّئة السّيّئة ولكن يعفو ويصفح) (7)

[الحديث: 1914] عن عروة بن الزّبير: أنّ أسامة بن زيد أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركب على حمار عليه قطيفة فدكيّة وأسامة وراءه يعود سعد بن عبادة في بني حارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسارا، حتّى مرّا بمجلس فيه عبد الله بن أبيّ ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبيّ، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المسلمين عبد الله بن رواحة. فلمّا غشيت المجلس عجاجة الدّابّة (8) خمّر (9) ابن

__________

(1) البخاري (3231) ومسلم (1795)

(2) حرزا: وعاء حصينا لحفظ الأميين.

(3) فظّ: الفظ هو الجافي السيء.

(4) غليظ: شديد صعب.

(5) سخاب بالأسواق: بمعنى الصياح بصوت عال وهي بالسين والصاد.

(6) البخاري (4838)

(7) أحمد (6/ 174) الترمذي (2016)

(8) عجاجة الدابة: ما ارتفع من غبار حوافرها.

(9) خمّر: غطّى.

مكارم الأخلاق وفضائلها (312)

أبيّ أنفه بردائه، وقال: لا تغبّروا علينا، فسلّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم، ثمّ وقف، فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبيّ بن سلول: أيّها المرء، لا أحسن ممّا تقول إن كان حقّا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، فمن جاءك، فاقصص عليه. قال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا في مجالسنا، فإنّا نحبّ ذلك فاستبّ المسلمون والمشركون واليهود حتّى كادوا يتساورون (1) فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخفّضهم (2) حتّى سكنوا. ثمّ ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دابّته، فسار حتّى دخل على سعد بن عبادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أي سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب؟) يريد عبد الله بن أبيّ. قال كذا وكذا. فقال سعد بن عبادة: أي رسول الله، بأبي أنت، اعف عنه واصفح، فو الّذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحقّ الّذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوّجوه ويعصّبوه بالعصابة، فلمّا ردّ الله ذلك بالحقّ الّذي أعطاك شرق (3) بذلك. فذلك فعل به ما رأيت. فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال الله تعالى {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186]، وقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتأوّل في العفو عنهم ما أمره الله به، حتّى أذن له فيهم، فلمّا غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدرا فقتل الله بها من قتل من صناديد الكفّار وسادة قريش. فقفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه منصورين غانمين معهم أسارى من صناديد الكفّار وسادة قريش. قال ابن أبيّ ابن سلول ومن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجّه (4

__________

(1) يتساورون: يتشاجرون ويأخذون برأس بعضهم في العراك.

(2) يخفّضهم: يسكّنهم ويهدّئهم.

(3) شرق: غصّ أي حسد النبي (.

(4) هذا أمر توجه: يريدون انطلقت السيادة لمحمد وصحبه فبايعوا لما أفلسوا.

مكارم الأخلاق وفضائلها (313)

فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الإسلام، فأسلموا) (1)

[الحديث: 1915] عن عليّ بن أبي طالب قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله تعالى حدّثنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وسأفسّرها لك يا عليّ: (ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدّنيا فبما كسبت أيديكم، والله تعالى أكرم من أن يثنّي عليهم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله تعالى عنه في الدّنيا فالله تعالى أحلم من أن يعود بعد عفوه) (2)

[الحديث: 1916] عن أنس بن مالك أنّ الرّبيّع ابنة النّضر كسرت ثنيّة جارية فطلبوا الأرش (3)، وطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأمرهم بالقصاص. فقال أنس بن النّضر: أتكسر ثنيّة الرّبيّع يا رسول الله؟ لا والّذي بعثك بالحقّ لا تكسر (4) ثنيّتها. فقال: (يا أنس، كتاب الله القصاص) فرضي القوم وعفوا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه) (5)

[الحديث: 1917] عن كعب بن مالك أنّ كعب بن الأشرف كان يهجو النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ويحرّض عليه كفّار قريش. وكان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، حين قدم المدينة وأهلها أخلاط، منهم المسلمون والمشركون يعبدون الأوثان واليهود، وكانوا يؤذون النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه؛ فأمر الله عزّ وجلّ نبيّه بالصّبر والعفو. ففيهم أنزل: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186] فلمّا أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أمر

__________

(1) البخاري الفتح 10 (6207) ومسلم (1798)

(2) أحمد (1/ 85)

(3) الأرش: في الحكومات، وهو الذي يأخذه المشتري من البائع إذا اطلع على عيب في المبيع، وأروش الجنايات والجراحات من ذلك.

(4) قوله (لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها): ليس من باب العصيان لأمر رسول اللّه (، وإنما من باب الرجاء والدعاء أن يلهمهم اللّه العفو ويعفو.

(5) البخاري (2703) ومسلم (1675)

مكارم الأخلاق وفضائلها (314)

النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا يقتلونه، فبعث محمّد بن مسلمة ـ وذكر قصّة قتله ـ فلمّا قتلوه فزعت اليهود والمشركون فغدوا على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: طرق (1) صاحبنا فقتل، فذكر لهم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الّذي كان يقول، ودعاهم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا ينتهون إلى ما فيه، فكتب النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبينهم وبين المسلمين عامّة صحيفة) (2)

[الحديث: 1918] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعافوا (3) فيما بينكم، فما بلغني من حدّ فقد وجب) (4)

[الحديث: 1919] عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! كم نعفو عن الخادم؟. فصمت!، ثمّ أعاد عليه الكلام، فصمت!، فلمّا كان في الثّالثة، قال: (اعفوا عنه في كلّ يوم سبعين مرّة) (5)

[الحديث: 1920] عن أبي هريرة قال: لمّا فتح الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مكّة قام في النّاس فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: (ومن قتل له قتيل فهو بخير النّظرين، إمّا أن يعفو وإمّا أن يقتل) (6)

[الحديث: 1921] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدَّعون له الولد ثمّ يعافيهم ويرزقهم) (7)

[الحديث: 1922] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصاب حدّا فعجّل عقوبته في الدّنيا، فالله أعدل من أن يثنّي على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حدّا فستره الله عليه وعفا عنه، فالله أكرم من أن يعود إلى شيء قد عفا عنه) (8)

[الحديث: 1923] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم، ويل

__________

(1) طرق: أي أتي ليلا (فطرق عليه بابه)

(2) أبو داود (3000)

(3) تعافوا: أمر بالعفو وهو التجاوز عن الذنب.

(4) أبو داود (4376)

(5) أبو داود (5164)

(6) الترمذي (4/ 1405) النسائي (8/ 38) أبو داود (4505)

(7) البخاري (7378) ومسلم (2804)

(8) الترمذي (2626) وابن ماجة (2604)

مكارم الأخلاق وفضائلها (315)

لأقماع القول، ويل للمصرّين الّذين يصرّون على ما فعلوا وهم يعلمون) (1)

[الحديث: 1924] عن جابر بن عبد الله أنّه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل نجد، فلمّا قفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتفرّق النّاس يستظلّون بالشّجر فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرة وعلّق بها سيفه ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابيّ. فقال: (إنّ هذا اخترط عليّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا)، فقال: من يمنعك منّي؟. فقلت: (الله) (ثلاثا) ولم يعاقبه وجلس) (2)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 1925] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحبّ السبيل إلى الله عزّ وجلّ جرعتان: جرعة غيظ تردّها بحلم، وجرعة مصيبة تردّها بصبر) (3)

[الحديث: 1926] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما جرع عبد جرعة أعظم أجرا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله عزّ وجلّ) (4)

[الحديث: 1927] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كظم غيظا وهو قادر على انفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد) (5)

[الحديث: 1928] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر خطبة له: (ومن كظم غيظه وعفا عن أخيه المسلم أعطاه الله أجر شهيد) (6)

[الحديث: 1929] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتّى يخير من أي الحور شاء) (7)

__________

(1) أحمد (6541)

(2) البخاري (2910) ومسلم (843)

(3) اصول الكافي ج 2 ص 110.

(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 124.

(5) أمالي الصدوق ص 422.

(6) عقاب الأعمال ص 335.

(7) روضة الواعظين ج 2 ص 380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (316)

[الحديث: 1930] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت في ليلة المعراج غرفا في أعلى الجنّة فقلت لمن هي قال: للكاظمين الغيظ وللعافين عن الناس وللمحسنين) (1)

[الحديث: 1931] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحزم الناس أكظمهم غيظا) (2)

[الحديث: 1932] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله) (3)

[الحديث: 1933] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة أمنا وإيمانا يجد طعمه) (4)

[الحديث: 1934] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن كظم غيظا ملأ الله جوفه إيمانا) (5)

[الحديث: 1935] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أو يعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم) قالوا: وما أبو ضمضم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كان رجل فيمن قبلكم إذا أصبح يقول: اللهم إنّي أتصدّق اليوم بعرضي على من ظلمني) (6)

[الحديث: 1936] قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا اخبركم بأشبهكم بي؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال: (أحسنكم خلقا وألينكم كنفا، وأبرّكم بقرابته، وأشدّكم حبّا لإخوانه في دينه، وأصبركم على الحقّ وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفوا، وأشدّكم من نفسه إنصافا في الرضا والغضب) (7)

[الحديث: 1937] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقا: أحسنكم خلقا وأعظمكم حلما، وأبرّكم بقرابته، وأشدّكم من نفسه إنصافا) (8)

__________

(1) المستدرك ج 2 ص 87 عن تفسير أبي الفتوح.

(2) معاني الأخبار ص 195.

(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 272.

(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 185.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 124.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 240.

(8) الصدوق في (المواعظ) ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (317)

[الحديث: 1938] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن للنار بابا لا يدخله إلّا من شفا غيظه) (1)

[الحديث: 1939] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس القوي من يصرع الفرسان؛ إنّما القوي من يغلب غيظه ويكظمه) (2)

[الحديث: 1940] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء: رجل يدفع إليه قاتل وليّه ليقتله فعفا عنه، ورجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردّها إلى من ائتمنه عليها، ورجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه الله) (3)

[الحديث: 1941] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبعة من كنّ فيه فقد استكمل حقيقة الإيمان وأبواب الجنّة مفتّحة له: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيته) (4)

[الحديث: 1942] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كفّ غضبه كفّ الله منه عذابه، ومن حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم) (5)

[الحديث: 1943] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كفّ نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة، ومن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة) (6)

[الحديث: 1944] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خزن لسانه ستر الله عورته، ومن كفّ غضبه كفّ الله عنه عذابه، من اعتذر إلى الله عزّ وجلّ قبل عذره وتجاوز عنه) (7)

[الحديث: 1945] مرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوم يتشاءلون حجرا، فقال: (ما هذا؟)

__________

(1) إرشاد القلوب ص 117.

(2) مستدرك الوسائل ج 2 ص 87 أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(3) مستدرك الوسائل ج 2 ص 87 أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(5) عيون الأخبار ج 2 ص 71.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 305.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 4.

مكارم الأخلاق وفضائلها (318)

فقالوا: نختبر أشدّنا وأقوانا، فقال: (ألا اخبركم بأشدّكم وأقواكم؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (أشدّكم وأقواكم الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له بحقّ) (1)

[الحديث: 1946] خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما وقوم يدحون حجرا، فقال: (أشدّكم من ملك نفسه عند الغضب، وأحملكم من عفا بعد المقدرة) (2)

[الحديث: 1947] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (لا تغضب) ثمّ أعاد عليه، فقال: (لا تغضب) ثمّ قال: (ليس الشديد بالصرعة إنّما الشديد الّذي يملك نفسه عند الغضب) (3)

[الحديث: 1948] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الشديد بالصرعة إنّما الشديد يملك عند الغضب) (4)

[الحديث: 1949] قيل للإمام الصادق: علّمني عظة أتّعظ بها، فقال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه رجل فقال له: يا رسول الله علّمني عظة أتّعظ بها، فقال له: انطلق ولا تغضب، ثمّ أعاد إليه فقال له: انطلق ولا تغضب ثلاث مرّات) (5)

[الحديث: 1950] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كنّ فيه يستكمل خصال الإيمان: الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له) (6)

[الحديث: 1951] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (لا تغضب، فإذا غضبت فاقعد وتفكّر في قدرة الربّ على العباد وحلمه عنهم، وإذا قيل لك: اتّق الله فانبذ

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 291.

(2) تحف العقول ص 45.

(3) تحف العقول ص 47.

(4) روضة الواعظين ج 2 ص 380.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 303.

(6) المحاسن ص 6.

مكارم الأخلاق وفضائلها (319)

غضبك وراجع حلمك. يا عليّ احتسب بما تنفق على نفسك تجده عند الله مذخورا) (1)

[الحديث: 1952] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كفّ لسانه ستر الله عورته، ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه، ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره) (2)

[الحديث: 1953] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا ومن حفظ نفسه عند الغضب فهو كالمجاهد في سبيل الله) (3)

[الحديث: 1954] قال رسول الله: (المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حقّ) (4)

[الحديث: 1955] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ الحييّ الحليم العفيف المتعفّف) (5)

[الحديث: 1956] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (احتمل ممّن هو أكبر منك، وممّن هو أصغر منك، وممّن هو خير منك، وممّن هو شرّ منك، وممّن هو فوقك، وممّن هو دونك، فإن كنت كذلك باهي الله بك الملائكة) (6)

[الحديث: 1957] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يكمل المؤمن في إيمانه حتّى تكون فيه ثلاث خصال: حلم يردعه عن الجهل، وورع يحجزه عن المعاصي، وكرم يحسن به صحبته) (7)

[الحديث: 1958] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم تكن فيه فليس منّي ولا من الله عزّ وجلّ: حلم يردّ به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في النّاس، وورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ) (8)

[الحديث: 1959] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر:

__________

(1) تحف العقول ص 12.

(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 105.

(3) مستدرك الوسائل ج 2 ص 326 مجموعة الشهيد.

(4) بحار الأنوار ج 75 ص 355 نقلا عن كتاب الدرّ.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(6) لبّ اللباب كما في (المستدرك) ج 2 ص 305.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 304.

(8) الخصال ج 1 ص 145.

مكارم الأخلاق وفضائلها (320)

ورع يحجزه عمّا حرّم الله عزّ وجلّ عليه، وحلم يردّ به جهل السفهاء، وخلق يداري به الناس) (1)

[الحديث: 1960] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكن فيه لم يتمّ له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل) (2)

[الحديث: 1961] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكن فيه أو واحدة منهنّ فلا تعتدنّ بشيء من عمله: تقوى يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، أو حلم يكفّ به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس) (3)

[الحديث: 1962] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أعزّ الله بجهل قطّ، ولا أذلّ بحلم قطّ) (4)

[الحديث: 1963] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمّا الحلم: فمنه ركوب الجميل، وصحبة الأبرار، ورفع من الضّعة ورفع من الخساسة، وتشهّي الخير، وتقرّب صاحبه من معالي الدرجات، والعفو والمهل والمعروف، والصّمت؛ فهذا ما يتشعّب للعاقل بحلمه) (5)

[الحديث: 1964] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ المؤمن ليدرك بالحلم واللّين درجة العابد المتهجّد) (6)

[الحديث: 1965] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مرارة الحلم أعذب من حلاوة الانتقام) (7)

[الحديث: 1966] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عبد يصبح صائما فيشتم فيقول: إنّي صائم سلام عليك، إلّا قال الربّ تبارك وتعالى لملائكته: استجار عبدي بالصوم من عبدي أجيروه من ناري وأدخلوه جنّتي) (8)

__________

(1) مكارم الأخلاق ص 468.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 116.

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(5) تحف العقول ص 16.

(6) كتاب الأخلاق كما في (المستدرك) ج 2 ص 304.

(7) إرشاد القلوب ص 74.

(8) ثواب الأعمال ص 76.

مكارم الأخلاق وفضائلها (321)

[الحديث: 1967] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم عمّن جهل عليك) (1)

[الحديث: 1968] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق نادى مناد ليقم أهل الفضل، فيقوم فئام من الناس فتستقبلهم الملائكة يبشّرونهم بالجنّة ويقولون: ما فضلكم هذا الّذي تدخلون به الجنّة قبل الحساب؟ فيقولون: كنّا نعفو عمّن ظلمنا، ونصل من قطعنا، ونحلم إذا جهل علينا، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة، فنعم أجر العاملين) (2)

[الحديث: 1969] روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بقوم فيهم رجل يرفع حجرا يقال له: حجر الأشدّاء، وهم يعجبون منه فقال: ما هذا؟ قالوا: رجل يرفع حجرا يقال له: حجر الأشدّاء. قال: (أفلا أخبركم بما هو أشدّ منه: رجل سبّه رجل فحلم عنه فغلب نفسه، وغلب شيطانه، وشيطان صاحبه) (3)

[الحديث: 1970] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم) (4)

[الحديث: 1971] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والّذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم) (5)

[الحديث: 1972] عن الإمام الصادق: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقبل إلى الجعرانة فقسّم فيها الأموال، وجعل الناس يسألونه ويعطيهم حتّى ألجؤوه إلى شجرة فأخذت برده وخدشت ظهره حتّى رحلوه عنها وهم يسألونه، فقال: أيّها الناس ردّوا عليّ بردي، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسّمته بينكم، ثمّ ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا. ثمّ خرج

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(2) دعائم الإسلام ج 2 ص 325.

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 10.

(4) الخصال ج 1 ص 4.

(5) الخصال ج 1 ص 4.

مكارم الأخلاق وفضائلها (322)

من الجعرانة في ذي القعدة)، قال: (فما رأيت تلك الشجرة إلّا خضراء كأنّما يرشّ عليها الماء) (1)

[الحديث: 1973] عن الإمام علي: أنّ يهوديّا كان له على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دنانير فتقاضاه فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك قال: فإنّي لا أفارقك يا محمّد حتّى تقضيني فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتّى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله يتهدّدونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم فقال: ما الّذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لم يبعثني ربّي عزّ وجلّ بأن أظلم معاهدا ولا غيره فلمّا علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الّذي فعلت إلّا لأنظر إلى نعتك في التوراة، فإنّي قرأت في التوراة: محمّد بن عبد الله مولده بمكّة ومهاجره بطيبة، وليس بفظّ ولا غليظ ولا سخاب ولا متزين بالفحش ولا قول الخنا، وأنا أشهد أنّ لا إله إلّا الله وإنّك رسول الله، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله) (2)

[الحديث: 1974] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من خطوة أحبّ إلى الله من خطوتين: خطوة يسدّ بها مؤمن صفّا في سبيل الله، وخطوة يخطوها مؤمن إلى ذي رحم قاطع يصلها؛ وما من جرعة أحبّ إلى الله من جرعتين: جرعة غيظ يردّها مؤمن بحلم، وجرعة جزع يردّها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله) (3)

[الحديث: 1975] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وجبت محبّة الله عزّ وجلّ على من اغضب

__________

(1) الخرائج ج 1 ص 98.

(2) أمالي الصدوق ص 465.

(3) أمالي المفيد ص 11.

مكارم الأخلاق وفضائلها (323)

فحلم) (1)

[الحديث: 1976] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عزّ وجلّ بعثني بها، وإن مكارم الأخلاق يعفو الرجل عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، وأن يعود من لا يعوده) (2)

[الحديث: 1977] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما زاد الله عبدا بعفو إلّا عزّا، وما تواضع أحد لله إلّا رفعه الله) (3)

[الحديث: 1978] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوصاني ربّي بسبع، أوصاني بالإخلاص في السرّ والعلانية، وأن أعفو عمّن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكرا، ونظري عبرا) (4)

[الحديث: 1979] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خير أهل الدنيا وأهل الآخرة أخلاقا من يعفو عمّن ظلمه، ومن يعطي من حرمه، ومن يصل من قطعه من ذوي أرحامه وأهل ولايته) (5)

[الحديث: 1980] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث والّذي نفسي بيده: إن كنت لحالفا عليهنّ ما نقصت صدقة من مال فتصدّقوا. ولا عفا رجل عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلّا زاده الله بها يوم القيامة. ولا فتح رجل باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر) (6)

[الحديث: 1981] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا جثت الامم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نودوا: ليقم من كان أجره على الله تعالى فلا يقوم إلّا من عفا في الدنيا عن مظلمته) (7)

[الحديث: 1982] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرجل: (أوصيك بتقوى الله والعفو عن

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 309.

(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 92.

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 200.

(4) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 11.

(5) مستدرك الوسائل ج 2 ص 87، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 125.

(7) بحار الأنوار ج 72 ص 244.

مكارم الأخلاق وفضائلها (324)

الناس) (1)

[الحديث: 1983] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا اخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة العفو عمّن ظلمك، وأن تصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك وإعطاء من حرمك، وفي التباغض الحالقة، لا أعني حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين) (2)

[الحديث: 1984] عن الإمام الصادق: أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إنّ لي أهلا قد كنت أصلهم وهم يؤذونني وقد أردت رفضهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذن يرفضكم الله جميعا قال: وكيف أصنع؟ قال: تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك كان الله عزّ وجلّ لك ظهيرا) قال عبد الله بن طلحة: فقلت للإمام الصادق: ما الظهير؟ قال: (العون) (3)

[الحديث: 1985] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة) قالوا بلى يا رسول الله قال: (من وصل من قطعه وأعطى من حرمه وعفا عمّن ظلمه، ومن سره أن ينسأ له في عمره ويوسع له في رزقه فليتق الله وليصل رحمه) (4)

[الحديث: 1986] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقيلوا ذوي الهناة عثراتهم) (5)

[الحديث: 1987] شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خدمه فقال له: (اعف عنهم تستصلح به قلوبهم) فقال: يا رسول الله إنّهم يتفاوتون في سوء الأدب فقال: (اعف عنهم)، ففعل وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر في كلّ مجالسه بالعفو وينهى عن المثلة وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عبد يعفو عن عبد في حال جهله إلّا زاده الله بذلك عزّا) (6)

[الحديث: 1988] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: {و فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ

__________

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 250.

(2) أمالي المفيد ص 180.

(3) كتاب الزهد ص 36.

(4) كتاب الزهد ص 39.

(5) تحف العقول ص 58.

(6) مستدرك الوسائل ج 2 ص 88.

مكارم الأخلاق وفضائلها (325)

عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]: (إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من كان له على الله أجر فليقم عند ذلك أهل العفو فيدخلون الجنّة بغير حساب) (1)

[الحديث: 1989] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بالعفو، فإنّ العفو لا يزيد العبد إلّا عزّا، فتعافوا يعزّكم الله) (2)

[الحديث: 1990] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن التواضع لا يزيد العبد إلّا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله، والصدقة لا تزيد المال إلّا كثرة فتصدقوا يرحمكم الله، والعفو لا يزيد العبد إلّا عزا فاعفوا يعزكم الله) (3)

[الحديث: 1991] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عفو الملك أبقى للملك) (4)

[الحديث: 1992] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ولي شيئا من أمور أمتي فحسنت سريرته لهم رزقه الله تعالى الهيبة في قلوبهم، ومن بسط كفّه لهم بالمعروف رزق المحبّة منهم، ومن كفّ عن أموالهم وفّر الله عز وجلّ ماله، ومن أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنّة مصاحبا، ومن كثر عفوه مدّ في عمره، ومن عمّ عدله نصر على عدوّه، ومن خرج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة آنسه الله عزّ وجلّ بغير أنيس وأعانه بغير مال) (5)

[الحديث: 1993] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعرض عن مجرم أبدله الله بعبادة تسرّه، ومن عفا عن مظلمة أبدله الله بها عزّا في الدنيا والآخرة) (6)

[الحديث: 1994] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن يعف يعف الله عنه) (7)

[الحديث: 1995] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما يؤتى الناس يوم القيامة من إحدى ثلاث: إمّا من شبهة في الدّين ارتكبوها، أو شهوة للذّة آثروها، أو عصبيّة لحمة أعملوها،

__________

(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 88.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 108.

(3) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص 77.

(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 273.

(5) كنز الكراجكي ج 1 ص 513.

(6) أمالي الطوسي ج 1 ص 185.

(7) تفسير القمّي ج 1 ص 290.

مكارم الأخلاق وفضائلها (326)

فإذا لاحت لكم شبهة في الدّين فاجلوها باليقين، وإذا عرضت لكم شهوة فاقمعوها بالزهد، وإذا عنّت لكم غضبة فأدّوها بالعفو، إنّه ينادي مناد يوم القيامة: من كان له على الله أجرا فليقم، فلا يقوم إلّا العافون ألم تسمعوا قوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]) (1)

[الحديث: 1996] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا جثت الأمم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نودوا: ليقم من كان أجره على الله تعالى، فلا يقوم إلّا من عفا في الدّنيا عن مظلمته) (2)

[الحديث: 1997] عن الإمام الباقر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن خيار العباد فقال: (الّذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا) (3)

[الحديث: 1998] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد، وينادي مناد من عند الله يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم يقول: أين أهل الصبر؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم: ما كان صبركم هذا الّذي صبرتم؟ فيقولون: صبّرنا أنفسنا على طاعة الله وصبّرناها عن معصية الله)، فينادي مناد من عند الله: صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب)، ثمّ ينادي مناد آخر يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم فيقول: أين أهل الفضل. فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون: ما فضلكم هذا الّذي نوديتم به؟ فيقولون: كنّا يجهل علينا في الدنيا فنحتمل ويساء إلينا فنعفو)، فينادي مناد من عند الله تعالى: صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب..) (4)

__________

(1) أعلام الدين ص 337.

(2) أعلام الدين ص 337.

(3) أمالي الصدوق ص 10.

(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 100.

مكارم الأخلاق وفضائلها (327)

[الحديث: 1999] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ادرؤوا الحدود بالشبهات، وأقيلوا الكرام عثراتهم إلّا من حد) (1)

[الحديث: 2000] قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم، فصمت عنه رسول الله، ثم قال: (كلّ يوم سبعين مرّة) (2)

[الحديث: 2001] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله من أعان ولده على برّه وهو أن يعفو عن سيّئته، ويدعو له فيما بينه وبين الله) (3)

[الحديث: 2002] عن الإمام الباقر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتي باليهوديّة الّتي سمّت الشّاة للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيّا لم يضرّه وإنْ كان ملكا أرحت النّاس منه) قال: (فعفا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنها) (4)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 2003] قال الإمام علي: (تجرّع الغيظ فإنّي لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذّ مغبّة) (5)

[الحديث: 2004] قال الإمام علي: (الكظم ثمرة الحلم) (6)

[الحديث: 2005] قال الإمام علي: (الكاظم من أمات أضغانه) (7)

[الحديث: 2006] قال الإمام علي: (اكظم الغيظ عند الغضب وتجاوز مع الدولة تكن لك العاقبة) (8)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 210.

(2) مشكاة الأنوار ص 178.

(3) عدّة الداعي كما في (البحار) ج 101 ص 98.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 108.

(5) نهج البلاغة وصيّة 31، ص 933.

(6) غرر الحكم ص 246.

(7) غرر الحكم ص 246.

(8) غرر الحكم ص 246.

مكارم الأخلاق وفضائلها (328)

[الحديث: 2007] قال الإمام علي: (أقدر الناس على الصواب من لم يغضب) (1)

[الحديث: 2008] قال الإمام علي: (أفضل الناس من كظم غيظه وحلم عن قدرة) (2)

[الحديث: 2009] قال الإمام علي: (بالكظم يكون الحلم) (3)

[الحديث: 2010] قال الإمام علي: (رأس الحلم الكظم) (4)

[الحديث: 2011] قال الإمام علي: (طوبى لمن كظم غيظه ولم يطلقه، وعصى أمر نفسه فلم يهلكه) (5)

[الحديث: 2012] قال الإمام علي: (ظفر الشيطان بمن ملكه غضبه) (6)

[الحديث: 2013] قال الإمام علي: (كم من غيظ تجرّع مخافة ما هو أشدّ منه) (7)

[الحديث: 2014] قال الإمام علي: (متى أشفي غيظي إذا غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام فيقال لي لو صبرت، أم حين أقدر عليه فيقال لي لو عفوت؟) (8)

[الحديث: 2015] قال الإمام عليّ: (من آوى اليتيم ورحم الضعيف وارتفق على والده ورفق على ولده ورفق بمملوكه أدخله الله تعالى في رضوانه ويسّر عليه رحمته، ومن كف غضبه وبسط رضاه وبذل معروفه ووصل رحمه وأدى أمانته جعله الله تعالى في نوره الأعظم يوم القيامة) (9)

[الحديث: 2016] قال الإمام علي: (الغضب شرّ إن أطعته دمّر) (10)

__________

(1) غرر الحكم ص 246.

(2) غرر الحكم ص 246.

(3) غرر الحكم ص 246.

(4) غرر الحكم ص 246.

(5) غرر الحكم ص 246.

(6) غرر الحكم ص 246.

(7) غرر الحكم ص 246.

(8) نهج البلاغة حكمة 185 ص 1175.

(9) الأشعثيّات ص 166.

(10) غرر الحكم ص 42.

مكارم الأخلاق وفضائلها (329)

[الحديث: 2017] قال الإمام علي: (الغضب عدوّ فلا تملّكه نفسك) (1)

[الحديث: 2018] قال الإمام علي: (الغضب يفسد الألباب يبعد من الصواب) (2)

[الحديث: 2019] قال الإمام علي: (الحلم عند شدّة الغضب يؤمن غضب الجبّار) (3)

[الحديث: 2020] قال الإمام علي: (الغضب نار موقدة من كظمه أطفأها ومن أطلقه كان أول محترق بها) (4)

[الحديث: 2021] قال الإمام علي: (العاقل من يملك نفسه إذا غضب، وإذا رغب وإذا رهب) (5)

[الحديث: 2022] قال الإمام علي: (الحلم يطفئ نار الغضب والحدّة تؤجّج إحراقه) (6)

[الحديث: 2023] قال الإمام علي: (احترسوا من سورة الغضب وأعدّوا له ما تجاهدونه به من الكظم والحلم) (7)

[الحديث: 2024] قال الإمام علي: (احذر الغضب فإنّه نار محرقة) (8)

[الحديث: 2025] قال الإمام علي: (إيّاك والغضب فأوّله جنون وآخره ندم) (9)

[الحديث: 2026] قال الإمام علي: (أفضل الملك ملك الغضب) (10)

[الحديث: 2027] قال الإمام علي: (أعظم الناس سلطانا على نفسه من قمع غضبه

__________

(1) غرر الحكم ص 48.

(2) غرر الحكم ص 49.

(3) غرر الحكم ص 71.

(4) غرر الحكم ص 71.

(5) غرر الحكم ص 89.

(6) غرر الحكم ص 92.

(7) غرر الحكم ص 133.

(8) غرر الحكم ص 142.

(9) غرر الحكم ص 147.

(10) غرر الحكم ص 177.

مكارم الأخلاق وفضائلها (330)

وأمات شهوته) (1)

[الحديث: 2028] قال الإمام علي: (أعدى عدوّ للمرء غضبه وشهوته فمن ملكهما علت درجته وبلغ غايته) (2)

[الحديث: 2029] قال الإمام علي: (إنّكم إن اطعتم سورة الغضب أوردتكم نهاية العطب) (3)

[الحديث: 2030] قال الإمام علي: (بئس القرين الغضب يبدئ المعايب ويدني الشرّ ويباعد الخير) (4)

[الحديث: 2031] قال الإمام علي: (رأس الفضائل ملك الغضب واماتة الشهوة) (5)

[الحديث: 2032] قال الإمام علي: (سبب العطب طاعة الغضب) (6)

[الحديث: 2033] قال الإمام علي: (فاز بالفضيلة من غلب غضبه وملك نوازع شهوته) (7)

[الحديث: 2034] قال الإمام علي: (ليس لإبليس رهق أعظم من الغضب والنساء) (8)

[الحديث: 2035] قال الإمام علي: (من أطلق غضبه تعجّل حتفه) (9)

[الحديث: 2036] قال الإمام علي: (من غلب عليه غضبه وشهوته فهو في حيّز البهائم) (10)

__________

(1) غرر الحكم ص 202.

(2) غرر الحكم ص 203.

(3) غرر الحكم ص 292.

(4) غرر الحكم ص 342.

(5) غرر الحكم ص 411.

(6) غرر الحكم ص 430.

(7) غرر الحكم ص 519.

(8) غرر الحكم ص 595.

(9) غرر الحكم ص 625.

(10) غرر الحكم ص 680.

مكارم الأخلاق وفضائلها (331)

[الحديث: 2037] قال الإمام علي: (إنّما الحليم من إذا أوذي صبر وإذا ظلم غفر) (1)

[الحديث: 2038] قال الإمام علي: (بكثرة الاحتمال يعرف الحليم) (2)

[الحديث: 2039] قال الإمام علي: (الحليم الّذي لا تشقّ عليه مؤونة الحلم) (3)

[الحديث: 2040] قال الإمام علي: (عند غلبة الغيظ والغضب يختبر حلم الحلماء) (4)

[الحديث: 2041] قال الإمام علي: (الحلم تمام العقل) (5)

[الحديث: 2042] قال الإمام علي: (الحلم نور جوهره العقل) (6)

[الحديث: 2043] قال الإمام علي: (لن يزان العقل حتّى يؤازره الحلم) (7)

[الحديث: 2044] قال الإمام علي: (من أحسن العقل التحلّي بالحلم) (8)

[الحديث: 2045] قال الإمام علي: (مع العقل يتوفّر الحلم) (9)

[الحديث: 2046] قال الإمام علي: (لا خير في عقل لا يقارنه حلم) (10)

[الحديث: 2047] قال الإمام علي: (الحلم فدام السفيه) (11)

[الحديث: 2048] قال الإمام علي: (إنّ الله كريم حليم عظيم رحيم دلّنا على أخلاقه وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها، فقد أدّيناها غير متخلّفين، وأرسلناها غير منافقين، وصدّقناها غير مكذّبين، وقبلناها غير مرتابين) (12)

[الحديث: 2049] قال الإمام علي: (تعلّموا الحلم فإنّ الحلم خليل المؤمن ووزيره،

__________

(1) غرر الحكم ص 286.

(2) غرر الحكم ص 286.

(3) غرر الحكم ص 286.

(4) غرر الحكم ص 286.

(5) غرر الحكم ص 286.

(6) غرر الحكم ص 286.

(7) غرر الحكم ص 286.

(8) غرر الحكم ص 286.

(9) غرر الحكم ص 286.

(10) غرر الحكم ص 286.

(11) غرر الحكم ص 287.

(12) تحف العقول ص 175.

مكارم الأخلاق وفضائلها (332)

والعلم دليله، والرفق أخوه، والعقل رفيقه، والصّبر أمير جنوده) (1)

[الحديث: 2050] قال الإمام علي: (حبّ العلم وحسن الحلم ولزوم الصواب من فضائل اولي الألباب) (2)

[الحديث: 2051] قال الإمام علي: (إذا أحبّ الله عبدا زيّنه بالسكينة والحلم) (3)

[الحديث: 2052] قال الإمام علي: (الحلم سجيّة فاضلة) (4)

[الحديث: 2053] قال الإمام علي: (من حلم عن عدوّه ظفر به) (5)

[الحديث: 2054] قال الإمام علي: (لا نسب أنفع من الحلم، ولا حسب أنفع من الأدب، ولا نصب أوجع من الغضب) (6)

[الحديث: 2055] قال الإمام علي: (أوّل عوض الحليم من حلمه أنّ الناس يكونون أنصاره) (7)

[الحديث: 2056] سئل الإمام علي: أيّ الخلق أقوى، قال: (الحليم) (8)

[الحديث: 2057] قال الإمام علي: (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، إنّما الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك) (9)

[الحديث: 2058] قال الإمام علي: (لا فضيلة كالحلم) (10)

[الحديث: 2059] قال الإمام علي: (لا ظهير كالحلم) (11)

[الحديث: 2060] قال الإمام علي: (لا شرف أعلى من الحلم) (12)

__________

(1) تحف العقول ص 222.

(2) غرر الحكم الفصل 28 رقم 13.

(3) غرر الحكم ص 285.

(4) كنز الفوائد ج 1 ص 319.

(5) كنز الفوائد ج 1 ص 319.

(6) كنز الكراجكي ج 1 ص 319.

(7) كتاب الأخلاق كما في (المستدرك) ج 2 ص 304.

(8) مستدرك الوسائل ج 2 ص 304.

(9) غرر الحكم ص 285.

(10) غرر الحكم ص 285.

(11) غرر الحكم ص 285.

(12) غرر الحكم ص 285.

مكارم الأخلاق وفضائلها (333)

[الحديث: 2061] قال الإمام علي: (الحلم عشيرة) (1)

[الحديث: 2062] قال الإمام علي: (الحلم زين الخلق) (2)

[الحديث: 2063] قال الإمام علي: (الحلم عنوان الفضل) (3)

[الحديث: 2064] قال الإمام علي: (الحلم نظام أمر المؤمن) (4)

[الحديث: 2065] قال الإمام علي: (الحلم أحد المنقبتين) (5)

[الحديث: 2066] قال الإمام علي: (أحياكم أحلمكم) (6)

[الحديث: 2067] قال الإمام علي: (أزين الشّيم الحلم والعفاف) (7)

[الحديث: 2068] قال الإمام علي: (أقوى النّاس من قوي على غضبه بحلمه) (8)

[الحديث: 2069] قال الإمام علي: (أشجع الناس من غلب الجهل بالحلم) (9)

[الحديث: 2070] قال الإمام علي: (جمال الرجل حلمه) (10)

[الحديث: 2071] قال الإمام علي: (عليك بالحلم فإنّه خلق مرضيّ) (11)

[الحديث: 2072] قال الإمام علي: (إنّ أفضل أخلاق الرجال الحلم) (12)

[الحديث: 2073] قال الإمام علي: (لا خير في خلق لا يزينه حلم) (13)

[الحديث: 2074] قال الإمام علي: (لا يعرف السّفيه حقّ الحليم) (14)

[الحديث: 2075] قال الإمام علي: (مزيّن الرجل علمه وحلمه) (15)

__________

(1) غرر الحكم ص 285.

(2) غرر الحكم ص 285.

(3) غرر الحكم ص 285.

(4) غرر الحكم ص 285.

(5) غرر الحكم ص 285.

(6) غرر الحكم ص 285.

(7) غرر الحكم ص 285.

(8) غرر الحكم ص 285.

(9) غرر الحكم ص 285.

(10) غرر الحكم ص 285.

(11) غرر الحكم ص 285.

(12) غرر الحكم ص 285.

(13) غرر الحكم ص 286.

(14) غرر الحكم ص 286.

(15) غرر الحكم ص 286.

مكارم الأخلاق وفضائلها (334)

[الحديث: 2076] قال الإمام علي: (وقار الحلم زينة العلم) (1)

[الحديث: 2077] قال الإمام علي: (حسن الحلم دليل وفور العلم) (2)

[الحديث: 2078] قال الإمام علي: (رأس العلم الحلم) (3)

[الحديث: 2079] قال الإمام علي: (من ارتوى من مشرب العلم تجلبب جلباب الحلم) (4)

[الحديث: 2080] قال الإمام علي: (من أشرف العلم التّحلّي بالحلم) (5)

[الحديث: 2081] قال الإمام علي: (ليس الحليم من عجز فهجم، وإذا قدر انتقم، إنّما الحليم من إذا قدر عفا، وكان الحلم غالبا على كلّ أمره) (6)

[الحديث: 2082] قال الإمام علي: (من كمال الحلم تأخير العقوبة) (7)

[الحديث: 2083] قال الإمام علي: (ما أفحش حليم) (8)

[الحديث: 2084] قال الإمام علي: (لا نفع الحلم من لم يحلم) (9)

[الحديث: 2085] قال الإمام علي: (احلم تكرم) (10)

[الحديث: 2086] قال الإمام علي: (من حلم أكرم) (11)

[الحديث: 2087] قال الإمام علي: (احلم توقّر) (12)

[الحديث: 2088] قال الإمام علي: (إن كان في الغضب الانتصار ففي الحلم ثواب الأبرار) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 286.

(2) غرر الحكم ص 286.

(3) غرر الحكم ص 286.

(4) غرر الحكم ص 286.

(5) غرر الحكم ص 286.

(6) غرر الحكم ص 286.

(7) غرر الحكم ص 286.

(8) غرر الحكم ص 286.

(9) غرر الحكم ص 286.

(10) غرر الحكم ص 287.

(11) غرر الحكم ص 287.

(12) غرر الحكم ص 287.

(13) غرر الحكم ص 287.

مكارم الأخلاق وفضائلها (335)

[الحديث: 2089] قال الإمام علي: (ثمرة الحلم الرفق) (1)

[الحديث: 2090] قال الإمام علي: (ردّوا البادرة بالحلم) (2)

[الحديث: 2091] قال الإمام علي: (سبب الوقار الحلم) (3)

[الحديث: 2092] قال الإمام علي: (كفى بالحلم وقارا) (4)

[الحديث: 2093] قال الإمام علي: (من كثر حلمه نبل) (5)

[الحديث: 2094] قال الإمام علي: (من تحلّى بالحلم سكن طيشه) (6)

[الحديث: 2095] قال الإمام علي: (من لم يحمل قليلا لم يسمع جميلا) (7)

[الحديث: 2096] قال الإمام علي: (من استعان بالحلم عليك غلبك وتفضّل عليك) (8)

[الحديث: 2097] قال الإمام علي: (احلم تقدّم) (9)

[الحديث: 2098] قال الإمام علي: (وجدت الحلم والاحتمال أنصر لي من شجعان الرجال) (10)

[الحديث: 2099] قال الإمام علي: (لا عزّ أرفع من الحلم) (11)

[الحديث: 2100] قال الإمام علي: (آفة الحلم الذّلّ) (12)

[الحديث: 2101] قال الإمام علي: (قد يزهق الحليم) (13)

[الحديث: 2102] قال الإمام علي: (قد يتزيا بالحلم غير الحليم) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 287.

(2) غرر الحكم ص 287.

(3) غرر الحكم ص 287.

(4) غرر الحكم ص 287.

(5) غرر الحكم ص 287.

(6) غرر الحكم ص 287.

(7) غرر الحكم ص 287.

(8) غرر الحكم ص 287.

(9) غرر الحكم ص 287.

(10) غرر الحكم ص 287.

(11) غرر الحكم ص 287.

(12) غرر الحكم ص 287.

(13) غرر الحكم ص 287.

(14) غرر الحكم ص 287.

مكارم الأخلاق وفضائلها (336)

[الحديث: 2103] قال الإمام علي: (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكنّ الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربّك، وإذا أحسنت حمدت الله، وإذا أسأت استغفرت الله) (1)

[الحديث: 2104] قال الإمام علي: (إنّ أول عوض الحليم من حلمه أنّ الناس كلّهم أعوانه على الجاهل) (2)

[الحديث: 2105] قال الإمام علي: (إذا حلمت عن السّفيه غمّمته فزده غمّا بحلمك عنه) (3)

[الحديث: 2106] قال الإمام علي: (من غاظك بقبح السّفه عليك فغظه بحسن الحلم عنه) (4)

[الحديث: 2107] قال الإمام علي: (إن جهل عليكم جاهل فليسعه حلمكم) (5)

[الحديث: 2108] قال الإمام علي: (بالحلم تكثر الأنصار) (6)

[الحديث: 2109] قال الإمام علي: (بالاحتمال والحلم يكون لك الناس أنصارا وأعوانا) (7)

[الحديث: 2110] قال الإمام علي: (العلم قائد الحلم) (8)

[الحديث: 2111] قال الإمام علي: (العلم مركب الحلم) (9)

[الحديث: 2112] قال الإمام علي: (العلم أصل الحلم) (10)

__________

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 125.

(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 125.

(3) غرر الحكم ص 285.

(4) غرر الحكم ص 285.

(5) غرر الحكم ص 285.

(6) غرر الحكم ص 287.

(7) غرر الحكم ص 287.

(8) غرر الحكم ص 44.

(9) غرر الحكم ص 44.

(10) غرر الحكم ص 44.

مكارم الأخلاق وفضائلها (337)

[الحديث: 2113] قال الإمام علي: (إنّ أفضل العلم السّكينة والحلم) (1)

[الحديث: 2114] قال الإمام علي: (بالعلم تدرك درجة الحلم) (2)

[الحديث: 2115] قال الإمام علي: (تعلّموا العلم، وتعلّموا مع العلم السّكينة والحلم؛ فإنّ العلم خليل المؤمن والحلم وزيره) (3)

[الحديث: 2116] قال الإمام علي: (غاية العلم السّكينة والحلم) (4)

[الحديث: 2117] قال الإمام علي: (لن يثمر العلم حتّى يقارنه الحلم) (5)

[الحديث: 2118] قال الإمام علي: (نعم قرين العلم الحلم) (6)

[الحديث: 2119] قال الإمام علي: (يحتاج العلم إلى الحلم) (7)

[الحديث: 2120] قال الإمام علي: (يحتاج العلم إلى الكظم) (8)

[الحديث: 2121] قال الإمام علي: (لا شيء أحسن من عقل مع علم، وعلم مع حلم، وحلم مع قدرة) (9)

[الحديث: 2122] قال الإمام علي: (الحلم ثمرة العلم) (10)

[الحديث: 2123] قال الإمام علي: (تجرّع مضض الحلم فإنّه رأس الحكمة وثمرة العلم) (11)

[الحديث: 2124] قال الإمام علي: (عليك بالحلم فإنّه ثمرة العلم) (12)

[الحديث: 2125] قال الإمام علي: (الحلم زينة العلم) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 44.

(2) غرر الحكم ص 44.

(3) غرر الحكم ص 44.

(4) غرر الحكم ص 44.

(5) غرر الحكم ص 44.

(6) غرر الحكم ص 44.

(7) غرر الحكم ص 44.

(8) غرر الحكم ص 44.

(9) غرر الحكم ص 44.

(10) غرر الحكم ص 286.

(11) غرر الحكم ص 286.

(12) غرر الحكم ص 286.

(13) غرر الحكم ص 286.

مكارم الأخلاق وفضائلها (338)

[الحديث: 2126] قال الإمام علي: (الحلم حلية العلم وعلّة السّلم) (1)

[الحديث: 2127] قال الإمام علي: (زين العلم الحلم) (2)

[الحديث: 2128] قال الإمام علي: (نعم وزير العلم الحلم) (3)

[الحديث: 2129] قال الإمام علي: (لا علم لمن لا حلم له) (4)

[الحديث: 2130] قال الإمام علي: (جهاد الغضب بالحلم برهان النّبل) (5)

[الحديث: 2131] قال الإمام علي: (خير الناس من إن أغضب حلم، وإن ظلم غفر، وإن أسيئ إليه أحسن) (6)

[الحديث: 2132] قال الإمام علي: (ضادّوا الغضب بالحلم) (7)

[الحديث: 2133] قال الإمام علي: (قوّة الحلم عند الغضب أفضل من القوّة على الانتقام) (8)

[الحديث: 2134] قال الإمام علي: (كن حليما في الغضب، صبورا في الرهب، مجملا في الطلب) (9)

[الحديث: 2135] قال الإمام علي: (ردّ الغضب بالحلم ثمرة العلم) (10)

[الحديث: 2136] قال الإمام علي: (من كظم غيظه كمل حلمه) (11)

[الحديث: 2137] قال الإمام علي: (من عصى غضبه أطاع الحلم) (12)

[الحديث: 2138] قال الإمام علي: (إنّما الحلم كظم الغيظ وملك النّفس) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 286.

(2) غرر الحكم ص 286.

(3) غرر الحكم ص 286.

(4) غرر الحكم ص 286.

(5) غرر الحكم ص 285.

(6) غرر الحكم ص 285.

(7) غرر الحكم ص 285.

(8) غرر الحكم ص 285.

(9) غرر الحكم ص 285.

(10) غرر الحكم ص 286.

(11) غرر الحكم ص 285.

(12) غرر الحكم ص 285.

(13) غرر الحكم ص 285.

مكارم الأخلاق وفضائلها (339)

[الحديث: 2139] قال الإمام علي: (أفضل الحلم كظم الغيظ وملك النّفس مع القدرة) (1)

[الحديث: 2140] قال الإمام علي: (اكظم الغيظ تزدد حلما) (2)

[الحديث: 2141] قال الإمام علي: (الحلم عند شدّة الغضب يؤمن غضب الجبّار) (3)

[الحديث: 2142] قال الإمام علي: (الحلم يطفئ نار الغضب، والحدّة تؤجّج إحراقه) (4)

[الحديث: 2143] قال الإمام علي: (من غلب عقله شهوته وحلمه غضبه، كان جديرا بحسن السيرة) (5)

[الحديث: 2144] قال الإمام علي: (تجرّع غصص الحلم يطفئ نار الغضب) (6)

[الحديث: 2145] قال الإمام علي: (ضادّوا الغضب بالحلم تحمدوا عواقبكم في كلّ أمر) (7)

[الحديث: 2146] قال الإمام علي: (خير الحلم التحلّم) (8)

[الحديث: 2147] قال الإمام علي: (إن لم تكن حليما فتحلّم، فإنّه قلّ من تشبّه بقوم إلّا أوشك أن يصير منهم) (9)

[الحديث: 2148] قال الإمام علي: (إن لم تكن حليما فتحلّم، فإنّه قلّ من تشبّه بقوم إلّا أو شك أن يكون منهم) (10)

__________

(1) غرر الحكم ص 285.

(2) غرر الحكم ص 285.

(3) غرر الحكم ص 287.

(4) غرر الحكم ص 287.

(5) غرر الحكم ص 287.

(6) غرر الحكم ص 287.

(7) غرر الحكم ص 287.

(8) غرر الحكم ص 286.

(9) غرر الحكم ص 286.

(10) نهج البلاغة حكمة 198 ص 1180.

مكارم الأخلاق وفضائلها (340)

[الحديث: 2149] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (لا يكوننّ أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته، ولا على الاساءة إليك أقدر منك على الإحسان إليه) (1)

[الحديث: 2150] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (لا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا تكونن على الاساءة أقوى منك على الإحسان ولا على البخل أقوى منك على البذل، ولا على التقصير أقوى منك على الفضل ولا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك، فإنّما يسعى في مضرّته ونفعك وليس جزاء من سرّك أن تسوءه) (2)

[الحديث: 2151] قال الإمام علي يوصي أصحابه: (أوصيكم بالخشية من الله في السرّ والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والاكتساب في الفقر والغنى، وأن تصلوا من قطعكم، وتعفوا عمّن ظلمكم، وتعطفوا على من حرمكم) (3)

[الحديث: 2152] قال الإمام علي: (إيّاك والتسرّع إلى العقوبة فإنّه ممقتة عند الله ومقرب من الغير) (4)

[الحديث: 2153] قال الإمام علي: (قلّة العفو أقبح العيوب، والتسرع إلى الانتقام أعظم الذنوب) (5)

[الحديث: 2154] قال الإمام علي: (ليس من شيم الكرام تعجيل الانتقام) (6)

[الحديث: 2155] قال الإمام علي: (من عاقب المذنب فسد فضله) (7)

[الحديث: 2156] قال الإمام علي: (العفو أحسن الإحسان) (8)

[الحديث: 2157] قال الإمام علي: (العفو زكاة الظفر) (9)

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 279.

(2) مستدرك الوسائل ج 2 ص 87، السيّد عليّ بن طاووس في كشف المحجّة.

(3) تحف العقول ص 390.

(4) غرر الحكم ص 465.

(5) غرر الحكم ص 465.

(6) غرر الحكم ص 465.

(7) غرر الحكم ص 465.

(8) غرر الحكم ص 245.

(9) غرر الحكم ص 465.

مكارم الأخلاق وفضائلها (341)

[الحديث: 2158] قال الإمام علي: (العفو عنوان النبل) (1)

[الحديث: 2159] قال الإمام علي: (العفو تاج المكارم) (2)

[الحديث: 2160] قال الإمام علي: (العفو أفضل الإحسان) (3)

[الحديث: 2161] قال الإمام علي: (الصفح أحسن الشيم) (4)

[الحديث: 2162] قال الإمام علي: (المبادرة إلى العفو من أخلاق الكرام) (5)

[الحديث: 2163] قال الإمام علي: (العفو أعظم الفضيلتين) (6)

[الحديث: 2164] قال الإمام علي: (الصفح أن يعفو الرجل عمّا يجنى عليه ويحلم عما يغيظه) (7)

[الحديث: 2165] قال الإمام علي: (اغتفر ما أغضبك لما أرضاك) (8)

[الحديث: 2166] قال الإمام علي: (أعط الناس من عفوك وصفحك مثل ما تحبّ أن يعطيك الله سبحانه وعلى عفو فلا تندم) (9)

[الحديث: 2167] قال الإمام علي: (أحسن من استيفاء حقّك العفو عنه) (10)

[الحديث: 2168] قال الإمام علي: (أعرف الناس بالله أعذرهم للناس وإن لم يجد لهم عذرا) (11)

[الحديث: 2169] قال الإمام علي: (إذا جنى عليك فاغتفر) (12)

[الحديث: 2170] قال الإمام علي: (جاز بالحسنة وتجاوز عن السيّئة ما لم يكن ثلما

__________

(1) غرر الحكم ص 465.

(2) غرر الحكم ص 465.

(3) غرر الحكم ص 465.

(4) غرر الحكم ص 465.

(5) غرر الحكم ص 465.

(6) غرر الحكم ص 465.

(7) غرر الحكم ص 465.

(8) غرر الحكم ص 465.

(9) غرر الحكم ص 465.

(10) غرر الحكم ص 465.

(11) غرر الحكم ص 465.

(12) غرر الحكم ص 465.

مكارم الأخلاق وفضائلها (342)

في الدّين أو وهنا في سلطان الإسلام) (1)

[الحديث: 2171] قال الإمام علي: (خذ العفو من الناس، ولا تبلغ من أحد مكروهه) (2)

[الحديث: 2172] قال الإمام علي: (شرّ الناس من لا يعفو عن الزلّة ولا يستر العورة) (3)

[الحديث: 2173] قال الإمام علي: (كفى بالظفر شافعا للمذنب) (4)

[الحديث: 2174] قال الإمام علي: (من عفا عن الجرائم فقد أخذ بجوامع الفضل) (5)

[الحديث: 2175] قال الإمام علي: (من لم يحسن العفو أساء بالانتقام) (6)

[الحديث: 2176] قال الإمام علي: (من أحسن الفضل قبول عذر الجاني) (7)

[الحديث: 2177] قال الإمام علي: (من الدين التجاوز عن الجرم) (8)

[الحديث: 2178] قال الإمام علي: (من الكرم أن تتجاوز عن الإساءة إليك) (9)

[الحديث: 2179] قال الإمام علي: (ما كلّ مذنب يعاقب) (10)

[الحديث: 2180] قال الإمام علي: (لا تعاجل الذنب بالعقوبة، واترك بينهما للعفو موضعا تحرز به الأجر والمثوبة) (11)

[الحديث: 2181] قال الإمام علي: (ما عفا عن الذنب من قرّع به) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 465.

(2) غرر الحكم ص 465.

(3) غرر الحكم ص 465.

(4) غرر الحكم ص 465.

(5) غرر الحكم ص 465.

(6) غرر الحكم ص 465.

(7) غرر الحكم ص 465.

(8) غرر الحكم ص 465.

(9) غرر الحكم ص 465.

(10) غرر الحكم ص 465.

(11) غرر الحكم ص 465.

(12) غرر الحكم ص 465.

مكارم الأخلاق وفضائلها (343)

[الحديث: 2182] قال الإمام علي: (معاجلة الذنوب بالغفران من أخلاق الكرام) (1)

[الحديث: 2183] قال الإمام علي: (نصف العاقل احتمال ونصفه تغافل) (2)

[الحديث: 2184] قال الإمام علي: (هب ما أنكرت لما عرفت، وما جهلت لما علمت) (3)

[الحديث: 2185] قال الإمام علي: (لا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك، فانّه يسعى في مضرّته ونفعك، وما جزاء من يسرّك أن تسوءه) (4)

[الحديث: 2186] قال الإمام علي: (اقبل العذر وإنْ كان كذبا ودع الجواب عن قدرة وإنْ كان لك) (5)

[الحديث: 2187] قال الإمام علي: (لا حلم كالصفح) (6)

[الحديث: 2188] قال الإمام علي: (لا حلم كالتغافل) (7)

[الحديث: 2189] قال الإمام علي: (لا يقابل مسيء قطّ بأفضل من العفو عنه) (8)

[الحديث: 2190] قال الإمام علي: (يعجبني من الرجل أن يعفو عمّن ظلمه، ويصل من قطعه، ويعطي من حرمه، ويقابل الإساءة بالإحسان) (9)

[الحديث: 2191] قال الإمام علي: (الكريم إذا قدر صفح، وإذا ملك سمح، وإذا سئل أنجح) (10)

[الحديث: 2192] قال الإمام علي: (الكريم يعفو مع القدرة ويعدل مع الإمرة

__________

(1) غرر الحكم ص 465.

(2) غرر الحكم ص 465.

(3) غرر الحكم ص 465.

(4) غرر الحكم ص 465.

(5) غرر الحكم ص 465.

(6) غرر الحكم ص 465.

(7) غرر الحكم ص 465.

(8) غرر الحكم ص 465.

(9) غرر الحكم ص 465.

(10) غرر الحكم ص 465.

مكارم الأخلاق وفضائلها (344)

ويكفّ إساءته ويبذل إحسانه) (1)

[الحديث: 2193] قال الإمام علي: (أحسن الجود عفو بعد مقدرة) (2)

[الحديث: 2194] قال الإمام علي: (أحسن أفعال المقتدر العفو) (3)

[الحديث: 2195] قال الإمام علي: (أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة) (4)

[الحديث: 2196] قال الإمام علي: (أحسن المكارم عفو المقتدر وجود المفتقر) (5)

[الحديث: 2197] قال الإمام علي: (أحسن العفو ما كان عن قدرة) (6)

[الحديث: 2198] قال الإمام علي: (إنّ أفضل الناس من حلم عن قدرة وزهد عن غنية وأنصف عن قوّة) (7)

[الحديث: 2199] قال الإمام علي: (كن جميل العفو إذا قدرت عاملا بالعدل إذا ملكت) (8)

[الحديث: 2200] قال الإمام علي: (من أحسن أفعال القادر أن يغضب فيحلم) (9)

[الحديث: 2201] قال الإمام علي: (ما أحسن العفو مع الاقتدار) (10)

[الحديث: 2202] قال الإمام علي: (لا شيء أحسن من عفو قادر) (11)

[الحديث: 2203] قال الإمام علي: (كن عفوّا في قدرتك، جوادا في عسرتك مؤثرا مع فاقتك يكمل لك الفضل) (12)

[الحديث: 2204] قال الإمام علي: (العفو يوجب المجد) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 465.

(2) غرر الحكم ص 465.

(3) غرر الحكم ص 465.

(4) غرر الحكم ص 465.

(5) غرر الحكم ص 465.

(6) غرر الحكم ص 465.

(7) غرر الحكم ص 465.

(8) غرر الحكم ص 465.

(9) غرر الحكم ص 465.

(10) غرر الحكم ص 465.

(11) غرر الحكم ص 465.

(12) غرر الحكم ص 465.

(13) غرر الحكم ص 465.

مكارم الأخلاق وفضائلها (345)

[الحديث: 2205] قال الإمام علي: (العفو يوجب المجد والحمد) (1)

[الحديث: 2206] قال الإمام علي: (العفو أحسن الانتصار) (2)

[الحديث: 2207] قال الإمام علي: (أعف تنصر) (3)

[الحديث: 2208] قال الإمام علي: (أقل تقل) (4)

[الحديث: 2209] قال الإمام علي: (إذا سمعت من المكروه ما يؤذيك فتطأطأ له يخطك) (5)

[الحديث: 2210] قال الإمام علي: (بالعفو تستنزل الرحمة) (6)

[الحديث: 2211] قال الإمام علي: (ببذل الرحمة تستنزل الرحمة) (7)

[الحديث: 2212] قال الإمام علي: (تجاوز عن الزلل وأقل العثرات ترفع لك الدرجات) (8)

[الحديث: 2213] قال الإمام علي: (ما أعتب من افتقر) (9)

[الحديث: 2214] قال الإمام علي: (لا تندمنّ على عفو ولا تبهجنّ بعقوبة) (10)

[الحديث: 2215] عن جابر قال: سمع الإمام علي رجلا يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه الإمام علي: (مهلا يا قنبر، دع شاتمك مهانا ترض الرحمن، وتسخط الشّيطان، وتعاقب عدوّك.. فو الّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشّيطان بمثل الصّمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السّكوت عنه) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 465.

(2) غرر الحكم ص 465.

(3) غرر الحكم ص 465.

(4) غرر الحكم ص 465.

(5) غرر الحكم ص 465.

(6) غرر الحكم ص 465.

(7) غرر الحكم ص 465.

(8) غرر الحكم ص 465.

(9) غرر الحكم ص 465.

(10) غرر الحكم ص 465.

(11) أمالي المفيد ص 118.

مكارم الأخلاق وفضائلها (346)

[الحديث: 2216] قال الإمام علي للحسين: (يا بنيّ ما الحلم؟) قال: (كظم الغيظ، وملك النفس) (1)

[الحديث: 2217] قال الإمام علي: (أسد حطوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان ظلوم خير من فتن تدوم) (2)

[الحديث: 2218] قال الإمام علي: (أولى الناس بالعفو، أقدرهم على العقوبة) (3)

[الحديث: 2219] قال الإمام علي: (إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه) (4)

[الحديث: 2220] قال الإمام علي يوصي بعض عماله: (فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه) (5)

[الحديث: 2221] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (لا تطلبن مجازاة أخيك ولوحثا التراب بفيك) (6)

[الحديث: 2222] قال الإمام علي: (أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم، فما يعثر منهم عاثر إلّا ويده بيد الله يرفعه) (7)

[الحديث: 2223] عن أبي مطر البصريّ: أنّ الإمام علي مرّ بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال: (يا جارية ما يبكيك؟) فقالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمرا فأتيتهم به فلم يرضوه. فلمّا أتيته به أبي أن يقبله، قال: (يا عبد الله إنّها خادم وليس لها أمر، فاردد إليها درهمها وخذ التمر) فقام إليه الرجل فلكزه، فقال الناس: هذا الإمام علي، فربا الرجل واصفرّ وأخذ التمر وردّ إليها درهمها ثمّ قال: يا أمير المؤمنين أرض عنّي، فقال:

__________

(1) نزهة الناظر ص 138.

(2) كنز الكراجكي ج 1 ص 513.

(3) نهج البلاغة ص 1112.

(4) نهج البلاغة ص 1093.

(5) نهج البلاغة عهد 53 ص 993.

(6) نهج البلاغة ص 933.

(7) نهج البلاغة حكمة 19 ص 1095.

مكارم الأخلاق وفضائلها (347)

(ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك ووفيت الناس حقوقهم) (1)

[الحديث: 2224] عن يزيد بن بلال قال: شهدت مع الإمام عليّ صفّين، فكان إذا أتي بالأسير قال: (لن أقتلك صبرا إنّي أخاف الله ربّ العالمين)، وكان إذا أخذ الأسير أخذ سلاحه وحلّفه أن لا يقاتله وأعطاه دراهم ويخلّي سبيله (2).

[الحديث: 2225] قال ابن أبي الحديد: (لمّا ملك عسكر معاوية الماء وأحاطوا بشريعة الفرات وقالت رؤساء الشام له: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا سألهم الإمام عليّ وأصحابه أن يسوغوا لهم شرب الماء فقالوا: لا والله ولا قطرة حتّى تموت ظمأ كما مات ابن عفان، فلمّا رأى أنّه الموت لا محالة تقدّم بأصحابه وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة حتّى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريع سقطت منه الرؤوس والأيدي وملكوا عليهم الماء، وصار أصحاب معاوية في الفلاة لا ماء لهم فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ولا تسقهم منه قطرة واقتلهم بسيوف العطش وخذهم قبضا بالأيدي فلا حاجة لك إلى الحرب فقال: (لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم أفسحوا لهم عن بعض الشريعة ففي هذا السّيف ما يغني عن ذلك) (3)

[الحديث: 2226] عن الإمام الباقر: (أنّ الإمام عليّا كان يخرج إلى صلاة الصبح وفي يده درّة فيوقظ الناس بها، فضربه ابن ملجم لعنه الله فقال: (أطعموه واسقوه وأحسنوا أزاره، فإن عشت فأنا وليّ دمي أغفر إن شئت وإن شئت استقدت) (4)

2 ـ ما روي عن الإمام الحسن

[الحديث: 2227] قال الإمام الحسن: (اعلموا أنّ الحلم زينة، والوقار مروءة،

__________

(1) المناقب لابن شهرآشوب ج 2 ص 112.

(2) الكنى والأسماء) ج 2 ص 42.

(3) شرح النهج) ج 1 ص 8.

(4) الأشعثيات ص 53.

مكارم الأخلاق وفضائلها (348)

والصّلة نعمة) (1)

[الحديث: 2228] روي أنه كان للإمام الحسن شاة تعجبه فوجدها يوما مكسورة الرجل فقال للغلام: (من كسر رجلها؟) قال: أنا، قال: (لم؟) قال: لأغمّنك، قال الحسن: (لأفرحنّك أنت حرّ لوجه الله تبارك وتعالى) (2)

[الحديث: 2229] قال الإمام الحسن: (لو شتمني أحد في إحدى اذني ثمّ اعتذر في الاخرى لقبلت) (3)

[الحديث: 2230] روي أنه كان للإمام الحسن جار يهودي انخرق جداره إلى منزل الحسن، فصارت النّجاسة تنزل إلى داره واليهودي لا يعلم بذلك، فدخلت زوجته يوما، فرأت النّجاسة قد اجتمعت في دار الحسن، فأخبرت زوجها بذلك، فجاء اليهودي إليه معتذرا، فقال: (أمرني جدّي صلى الله عليه وآله وسلم بإكرام الجار، فأسلم اليهودي) (4)

[الحديث: 2231] روي أنّ شاميّا رأى الإمام الحسن راكبا فجعل يلعنه، والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن فسلّم عليه وضحك فقال: (أيّها الشيخ أظنّك غريبا ولعلّك شبّهت؛ فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإنْ كنْت جائعا أشبعناك، وإنْ كنْت عريانا كسوناك، وإنْ كنْت محتاجا أغنيناك، وإنْ كنْت طريدا آويناك، وإنْ كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا)، فلمّا سمع الرجل كلامه، بكى ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّ خلق

__________

(1) كتاب الأخلاق كما في (المستدرك) ج 2 ص 304.

(2) مقتل الإمام الحسين للخوارزمي ص 127.

(3) نزهة المجالس (ج 1 ص 209.

(4) نزهة المجالس ومنتخب النفائس ج 1 ص 238.

مكارم الأخلاق وفضائلها (349)

الله إليّ، وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقدا لمحبّتهم (1).

[الحديث: 2232] عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميرا علينا فكان يسبّ عليّا كلّ جمعة على المنبر وحسن يسمع فلا يردّ شيئا، ثمّ أرسل إليه رجلا يقول له: بعلي وبعليّ وبعليّ وبك وبك وما وجدت مثلك إلّا مثل البغلة يقال لها: من أبوك، فتقول: امّي الفرس، فقال له الحسن: (ارجع إليه فقل له: إنّي والله لا أمحو عنك شيئا ممّا قلت بأن أسبّك، ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقا جزاك الله بصدقك، وإنْ كنْت كاذبا فالله أشدّ نقمة) (2)

[الحديث: 2233] عن جويرية بن أسماء قال: لمّا مات الحسن بن عليّ وأخرجوا جنازته حمل مروان سريره، فقال له الحسين: (أتحمل سريره أما والله لقد كنت تجرعه الغيظ) فقال مروان: إنّي كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال (3).

3 ـ ما روي عن الإمام الحسين

[الحديث: 2234] قال الإمام الحسين: (الحلم: كظم الغيظ وملك النفس) (4)

[الحديث: 2235] قال الإمام الحسين: (إنّ الحلم زينة، والوفاء مروءة، والصلة نعمة والاستكبار صلف، والعجلة سفه، والسفه ضعف، والعلوّ ورطة، ومجالسة الدناة شين، ومجالسة أهل الفسق ريبة) (5)

4 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 2236] قال الإمام الصادق: (كان الإمام السجاد يقول: ما احبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النعم وما تجرّعت جرعة أحبّ إلى من جرعة غيظ لا أكافي بها صاحبها) (6)

__________

(1) بحار الأنوار ج 43 ص 344.

(2) تاريخ الخلفاء ص 190 عن ابن سعد.

(3) مقاتل الطالبيين (ص 75.

(4) مشكاة الأنوار ص 216.

(5) نزهة الناظر ص 81.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 109.

مكارم الأخلاق وفضائلها (350)

[الحديث: 2237] قال الإمام السجاد: (ما من خطوة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من خطوتين: خطوة يسدّ بها المؤمن صفّا في سبيل الله، وخطوة إلى ذي رحم قاطع، وما من جرعة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من جرعتين: جرعة غيظ ردّها مؤمن بحلم، وجرعة مصيبة ردّها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلّا الله عزّ وجلّ) (1)

[الحديث: 2238] عن عبد الرزّاق قال: جعلت جارية للإمام السجاد تسكب الماء عليه وهو يتوضأ للصلاة فسقط الأبريق من يد الجارية على وجهه فشجه فرفع الإمام السجاد رأسه إليها فقالت الجارية إن الله عزّ وجلّ يقول: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134]، فقال لها: (قد كظمت غيظي) قالت: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134] قال: (قد عفا الله عنك) قالت: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] قال: (اذهبي فانت حرة) (2)

[الحديث: 2239] قال الإمام السجاد: (إنّ المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلّة مرائه، وحلمه وصبره، وحسن خلقه) (3)

[الحديث: 2240] قال الإمام السجاد: (إنّه ليعجبني الرجل أنّه يدركه حلمه عند غضبه) (4)

[الحديث: 2241] روي عن الإمام السجاد أنّه سبّه رجل فرمى عليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم فقال بعضهم: جمع فيه خمس خصال: الحلم، وإسقاط الأذى، وتخليص الرجل ممّا يبعده عن الله، وحمله على الندم والتوبة، ورجوعه إلى المدح بعد الذمّ،

__________

(1) الخصال ج 1 ص 50.

(2) أمالي الصدوق ص 201.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 240.

(4) مشكاة الأنوار ص 216.

مكارم الأخلاق وفضائلها (351)

واشترى جميع ذلك بيسير من الدنيا (1).

[الحديث: 2242] شتم بعضهم الإمام السجاد، فقصده غلمانه فقال: (دعوه فإنّ ما خفي منّا أكثر ممّا قالوا)، ثمّ قال له: (ألك حاجة يا رجل؟) فخجل الرجل، فأعطاه ثوبه وأمر له بألف درهم، فانصرف الرجل صارخا يقول: أشهد أنّك ابن رسول الله (2).

[الحديث: 2243] عن الإمام الصادق قال: (كان بالمدينة رجل بطّال يضحك الناس منه فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه ـ يعني الإمام السجاد ـ فمر الإمام السجاد وخلفه موليان له فجاء الرجل حتّى انتزع ردائه من رقبته ثمّ مضى، فلم يلتفت إليه الإمام السجاد فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاؤوا به فطرحوه عليه فقال لهم: من هذا فقالوا له: هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة فقال: (قولوا له إنّ لله يوما يخسر فيه المبطلون) (3)

[الحديث: 2244] [الحديث: 2245] قال الإمام السجاد في دعائه إذا اعتدي عليه أو رأى من الظالمين ما لايحب: (يامن لا يخفى عليه أنبآء المتظلمين ويا من لا يحتاج في قصصهم إلى شهادات الشاهدين ويا من قربت نصرته من المظلومين ويا من بعد عونه عن الظالمين قد علمت يا إلهي ما نالني من [فلان بن فلان] مما حظرت وانتهكه مني مما حجزت عليه بطرا في نعمتك عنده واغترارا بنكيرك عليه فصل اللهم على محمد وآله وخذ ظالمي وعدوي عن ظلمي بقوتك وافلل حده عني بقدرتك واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا عما يناويه اللهم وصل على محمد وآله ولا تسوغ له ظلمي وأحسن عليه عوني، واعصمني من مثل أفعاله، ولا تجعلني في مثل حاله.. اللهم صل على محمد وآله، وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي به شفاء، ومن حنقي عليه وفاء.. اللهم صل على محمد وآله وعوضني من ظلمه لي عفوك، وأبدلني بسوء صنيعه بي رحمتك، فكل مكروه جلل دون

__________

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 125.

(2) مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 157.

(3) أمالي الصدوق ص 183.

مكارم الأخلاق وفضائلها (352)

سخطك، وكل مرزئة سواء مع موجدتك.. اللهم فكما كرهت إلي أن أظلم فقني من أن أظلم.. اللهم لا أشكو إلى أحد سواك، ولا أستعين بحاكم غيرك حاشاك فصل على محمد وآله، وصل دعائي بالإجابة، واقرن شكايتي بالتغيير. اللهم لا تفتني بالقنوط من إنصافك، ولا تفتنه بالأمن من إنكارك، فيصر على ظلمي ويحاضرني بحقي وعرفه عما قليل ما أوعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت من إجابة المضطرين.. اللهم صل على محمد وآله، ووفقني لقبول ما قضيت لي وعلي، ورضني بما أخذت لي ومني واهدني للتي هي أقوم واستعملني بما هو أسلم.. اللهم وإن كانت الخيرة لي عندك في تأخير الأخذ لي وترك الانتقام ممن ظلمني إلى يوم الفصل ومجمع الخصم، فصل على محمد وآله، وأيدني منك بنية صادقة وصبر دائم، وأعذني من سوء الرغبة، وهلع أهل الحرص، وصور في قلبي مثال ما ادخرت لي من ثوابك، وأعددت لخصمي من جزائك وعقابك، واجعل ذلك سببا لقناعتي بما قضيت، وثقتي بما تخيرت، آمين رب العالمين، إنك ذو الفضل العظيم، وأنت على كل شيء قدير) (1)

[الحديث: 2246] قال الإمام السجاد: (إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأوّلين والآخرين في صعيد واحد، ثمّ ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقّاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنّا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمّن ظلمنا، قال: فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنّة) (2)

[الحديث: 2247] قال الإمام السجاد: (كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران عليهما السّلام أن قال له: لا تعيّرنّ أحدا بذنب، وإنّ أحبّ الأمور إلى الله عز وجلّ ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدّنيا إلّا رفق الله عز وجلّ به يوم القيامة، ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى) (3)

__________

(1) الصحيفة السجّادية ص 414.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(3) الخصال ج 1 ص 111.

مكارم الأخلاق وفضائلها (353)

[الحديث: 2248] قال الإمام السجاد: (حقّ من ساءك: أن تعفو عنه وإن علمت أنّ العفو يضر انتصرت، قال الله تبارك وتعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى: 41]) (1)

[الحديث: 2249] قال الإمام السجاد في قول الله عزّ وجلّ: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} [الحجر: 85]: (العفو من غير عتاب) (2)

[الحديث: 2250] قال الإمام السجاد لمن شمته: (يا فتى إنّ بين أيدينا عقبة كؤودا، فإن جزت منها فلا أبالي بما تقول، وإن أتحيّر فيها فأنا شرّ ممّا تقول) (3)

5 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 2251] قال الإمام الباقر: (قال لي أبي: يا بنيّ ما من شيء أقرّ لعين أبيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر، وما من شيء يسرّني أنّ لي بذلّ نفسي حمر النّعم) (4)

[الحديث: 2252] قال الإمام الباقر: (من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة) (5)

[الحديث: 2253] قال الإمام الباقر: (من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب؛ حرّم الله جسده على النار) (6)

[الحديث: 2254] قال الإمام الباقر: (في التوراة مكتوب فيما ناجى الله عزّ وجلّ به موسى بن عمران عليه السّلام: يا موسى خفني في سر أمرك أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلواتك وعند سرور لذّتك أذكرك عند غفلاتك، واملك غضبك عمّن ملكتك عليه أكف عنك غضبي واكتم مكنون سري في سريرتك واظهر في علانيتك المداراة عني

__________

(1) مكارم الأخلاق ص 423.

(2) أمالي الصدوق ص 336.

(3) مناقب ابن شهرآشوب) ج 4 ص 157.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 110.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 110.

(6) تفسير القمّي ج 2 ص 277.

مكارم الأخلاق وفضائلها (354)

لعدوي وعدوك من خلقي ولا تستب لي عندهم باظهارك مكنون سري فتشرك عدوّك وعدوّي في سبي) (1)

[الحديث: 2255] قال الإمام الباقر: (من كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه عذاب يوم القيامة) (2)

[الحديث: 2256] عن هشام بن معاذ قال: كنت جليسا لعمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فأمر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب، فآتى الإمام الباقر فدخل إليه مولاه مزاحم فقال: إنّ محمّد بن عليّ بالباب، فقال له: أدخله يا مزاحم، قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع، فقال له محمّد بن عليّ: (ما أبكاك يا عمر؟) فقال هشام: أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله، فقال محمّد بن عليّ: (يا عمر إنّما الدنيا سوق من الأسواق، منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرّهم، وكم من قوم قد ضرّهم بمثل الّذي أصبحنا فيه حتّى أتاهم الموت فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبّوا من الآخرة عدّة، ولا ممّا كرهوا جنّة، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم، وصاروا إلى من لا يعذرهم، فنحن والله محقوقون أن ننظر إلى تلك الأعمال الّتي كنّا نغبطهم بها فنوافقهم فيها وننظر إلى تلك الأعمال الّتي كنّا نتخوّف عليهم منها فنكفّ عنها، فاتّق الله، واجعل في قلبك اثنتين: تنظر الّذي تحبّ أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فقدمه بين يديك، وتنظر الّذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فابتغ فيه البدل ولا تذهبنّ إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك، واتّق الله عزّ وجلّ يا عمر، وافتح الأبواب وسهّل الحجاب وانصر المظلوم، وردّ الظالم)، ثمّ قال: (ثلاث من كنّ فيه استكمل الإيمان بالله) فجثى عمر على ركبتيه، ثمّ قال: إيه يا أهل بيت النبوّة، فقال: (نعم يا عمر من إذا

__________

(1) أمالي الصدوق ص 254.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 305.

مكارم الأخلاق وفضائلها (355)

رضي لم يدخله رضاه في الباطل وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له) فدعا عمر بدواة وقرطاس وكتب (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ردّ عمر بن عبد العزيز ظلامة محمّد بن عليّ فدك) (1)

[الحديث: 2257] قال الإمام الباقر: (إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ الحييّ الحليم) (2)

[الحديث: 2258] قال الإمام الباقر: (ما يعبأ بمن يؤمّ هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله تعالى، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحابة لمن صحبه) (3)

[الحديث: 2259] قال الإمام الباقر: (ما شيب شيء بشيء أحسن من علم بحلم) (4)

[الحديث: 2260] قال الإمام الباقر: (ما يعبؤ من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحبة لمن صحبه) (5)

[الحديث: 2261] قال الإمام الباقر: (ما من جرعة يتجرّعها عبد أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من جرعة غيظ يردّها في قلبه، وردّها بصبر أو ردّها بحلم) (6)

[الحديث: 2262] قال الإمام الباقر: (الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة) (7)

[الحديث: 2263] قال الإمام الباقر: (ثلاث لا يزيد الله بهنّ المرء المسلم إلّا عزّا: الصّفح عمّن ظلمه، وإعطاء من حرمه، والصّلة لمن قطعه) (8)

__________

(1) الخصال ج 1 ص 104.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(3) الخصال ج 1 ص 148.

(4) خلاصة الأكسير ص 12.

(5) الكافي ج 4 ص 286.

(6) مشكاة الأنوار ص 216.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 108.

(8) اصول الكافي ج 2 ص 108.

مكارم الأخلاق وفضائلها (356)

[الحديث: 2264] قال الإمام الباقر: (ما ظلم أحد بظلامة فقدر أن يكافي بها ولم يفعل إلّا أبدله الله مكانها عزّا) (1)

[الحديث: 2265] قال الإمام الباقر: (مكتوب في التوراة فيما ناجى الله به موسى عليه السّلام: يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي. قال موسى يا رب أي عبادك أعز عليك؟ قال الذي إذا قدر عفا) (2)

[الحديث: 2266] قال الإمام الباقر في بعض أدعيته: (اللهم أعنّي على الدنيا بالغنى، وعلى الآخرة بالعفو) (3)

6 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 2267] قال الإمام الصادق: (ما من جرعة يتجرّعها العبد أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من جرعة غيظ يتجرّعها عند تردّدها في قلبه، إما بصبر وإمّا بحلم) (4)

[الحديث: 2268] قال الإمام الصادق: (ما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرة دمع في سواد الليل يقطرها العبد مخافة من الله لا يريد بها غيره) (5)

[الحديث: 2269] قال الإمام الصادق: (ثلاث من كنّ فيه زوّجه الله من الحور العين كيف شاء: كظم الغيظ، والصبر على السيوف لله، ورجل أشرف على مال حرام فتركه لله) (6)

[الحديث: 2270] قال الإمام الصادق: (ما من عبد كظم غيضا إلّا زاده الله عزّ وجلّ عزّا في الدنيا والآخرة، وقد قال الله عزّ وجلّ: {والْكاظِمِينَ الْغَيْظَ والْعافِينَ عَنِ النَّاسِ والله يُحِبُ الْمُحْسِنِينَ} وأثابه الله مكان غيظه ذلك) (7)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 217.

(2) الجواهر السنية ص 76.

(3) نزهة الناظر ص 100.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 111.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 111.

(6) المحاسن ص 6.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 110.

مكارم الأخلاق وفضائلها (357)

[الحديث: 2271] قال الإمام الصادق: (من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه أملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه) (1)

[الحديث: 2272] قال الإمام الصادق: (ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الإيمان: من صبر على الظلم، وكظم غيظه واحتسب، وعفا، وغفر، كان ممّن يدخله الله الجنّة بغير حساب، ويشفّعه في مثل ربيعة ومضر) (2)

[الحديث: 2273] قال الإمام الصادق: (نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها، فإنّ عظيم الأجر لمن عظيم البلاء وما أحبّ الله قوما إلّا ابتلاهم) (3)

[الحديث: 2274] قال الإمام الصادق: (ثلاث من كنّ فيه زوّجه الله من الحور العين كيف شاء: كظم الغيظ، والصبر على السيوف لله، ورجل أشرف على مال حرام فتركه لله) (4)

[الحديث: 2275] قال الإمام الصادق في رسالته إلى أصحابه: (فاتّقوا الله أيّتها العصابة الناجية إن اتم الله لكم ما أعطاكم به فإنّه لا يتمّ الأمر حتّى يدخل عليكم مثل الّذي دخل على الصالحين قبلكم، وحتّى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم، وحتّى تسمعوا من اعداء الله أذى كثيرا فتصبروا وتعركوا بجنوبكم حتّى يستذلّوكم ويبغضوكم، وحتّى يحملوا عليكم الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدّار الآخرة، وحتّى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عزّ وجلّ يجترمونه إليكم، وحتّى يكذبوكم بالحقّ ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كلّه في كتاب الله الّذي أنزله جبريل عليه السّلام على نبيّكم صلى الله عليه وآله وسلم سمعتم قول الله عزّ وجلّ لنبيّكم صلى الله عليه وآله وسلم: {فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 110.

(2) الخصال ج 1 ص 104.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 109.

(4) المحاسن ص 6.

مكارم الأخلاق وفضائلها (358)

أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ولا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}..) (1)

[الحديث: 2276] قال الإمام الصادق: (كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم تقيّة حزم لمن أخذ به وتحرّز من التعرض للبلاء في الدنيا ومعاندة الأعداء في دولاتهم ومماظّتهم في غير تقيّة ترك أمر الله فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلّوا) (2)

[الحديث: 2277] قال الإمام الصادق: (أورع الناس من وقف عند الشبهة، وأعبد الناس من أقام الفرائض، وأزهد الناس من ترك المحارم، وأشدّ الناس إجتهادا من ترك الذنب) (3)

[الحديث: 2278] قال الإمام الصادق: (من كفّ غضبه ستر الله عورته) (4)

[الحديث: 2279] قال الإمام الصادق: (أوحى الله عزّ وجلّ إلى بعض أنبيائه: يا ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق وارض بي منتصرا فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك) (5)

[الحديث: 2280] قال الإمام الصادق: (إنّ في التوراة مكتوبا: يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك) (6)

[الحديث: 2281] قال الإمام الصادق: (من كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة) (7)

[الحديث: 2282] قال الإمام الصادق: (من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب، وإذا

__________

(1) روضة الكافي ص 5.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 109.

(3) نهج البلاغة حكمة 185 ص 1175.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 303.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 303.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 304.

(7) مكارم الأخلاق ص 350.

مكارم الأخلاق وفضائلها (359)

أشتهي وإذا غضب فإذا رضي حرّم الله جسده على النار) (1)

[الحديث: 2283] قال الإمام الصادق: (ثلاث هم أقرب الخلق إلى الله يوم القيامة حتّى يفرغ من الحساب: رجل لم يدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال الحقّ فيما عليه وله) (2)

[الحديث: 2284] قال الإمام الصادق: (يا شيعة آل محمّد إنّه ليس منّا من لم يملك نفسه عند الغضب، ولم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، ومصالحة من صالحه، ومخالفة من خالفه. يا شيعة آل محمد اتّقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوّة إلّا بالله) (3)

[الحديث: 2285] قال الإمام الصادق: (شرف المؤمن صلاة الليل، وعزّ المؤمن كفّه عن الناس) (4)

[الحديث: 2286] قال الإمام الصادق: (ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، أنّ العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنده، والرفق أخوه والدين والده) (5)

[الحديث: 2287] قال الإمام الصادق: (إنّ الصبر والبرّ والحلم وحسن الخلق من أخلاق الأنبياء) (6)

[الحديث: 2288] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى زيّن شيعتنا بالحلم، وغشّاهم بالعلم، لعلمه بهم قبل أن يخلق آدم عليه السّلام) (7)

__________

(1) المواعظ للصدوق ص 95.

(2) روضة الواعظين ج 2 ص 380.

(3) تحف العقول ص 380.

(4) ثواب الأعمال ص 63.

(5) روضة الواعظين ج 2 ص 292.

(6) الخصال ج 1 ص 251.

(7) روضة الكافي ص 315.

مكارم الأخلاق وفضائلها (360)

[الحديث: 2289] قال الإمام الصادق: (الحلم سراج الله يستضي ء به صاحبه إلى جواره، ولا يكون حليما إلّا المؤيّد بأنوار المعرفة والتوحيد، والحلم يدور على خمسة أوجه: أن يكون عزيزا فيذلّ، أو يكون صادقا فيتّهم، أو يدعو إلى الحقّ فيستخفّ به، أو أن يؤذى بلا جرم، أو أن يطلب بالحقّ ويخالفوه فيه، فإن آتيت كلّا منها حقّه فقد أصبت، وقابل السفيه بالإعراض عنه وترك الجواب، تكن الناس أنصارك، لأنّ من جاوب السفيه فكأنّه قد وضع الحطب على النار) (1)

[الحديث: 2290] قال الإمام الصادق: (من لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الإيمان: حلم يردّ به جهل الجاهل، وورع يحجزه عن طلب المحارم، وخلق يداري به الناس) (2)

[الحديث: 2291] قال الإمام الصادق: (تمسّكوا بالخمس، وقدّموا الاستخارة، وتبرّكوا بالسهولة، وتزيّنوا بالحلم، واجتنبوا الكذب، وأوفوا المكيال والميزان) (3)

[الحديث: 2292] قال الإمام الصادق: (ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك) (4)

[الحديث: 2293] قال الإمام الصادق: (المؤمن حليم لا يجهل وإن جهل عليه يحلم، ولا يظلم إن ظلم غفر، ولا يبخل وإن بخل عليه صبر) (5)

[الحديث: 2294] قال الإمام الصادق: (إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسّفيه منهما: قلت وقلت وأنت أهل لما قلت ستجزى بما قلت، ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر الله لك إن أتممت ذلك، قال: فإن ردّ الحليم عليه ارتفع

__________

(1) مصباح الشريعة ص 154.

(2) تحف العقول ص 324.

(3) الاصول الستّة عشر، نوادر عليّ بن أسباط ص 131.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 235.

مكارم الأخلاق وفضائلها (361)

الملكان) (1)

[الحديث: 2295] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (اوصيك بتسعة أشياء فإنّها وصيّتي لمريدي الطّريق إلى الله، والله أسأل أن يوفّقك لاستعماله، ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإيّاك والتهاون بها: أمّا اللواتي في الحلم فمن قال لك: إن قلت واحدة سمعت عشرا، فقلت: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، ومن شتمك فقل: إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي، وإنْ كنْت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك، ومن وعدك بالخنا فعده بالنصيحة والرعاء..) (2)

[الحديث: 2296] قال الإمام الصادق: (عليك بالحلم فإنّه ركن العلم، واملك نفسك عند أسباب القدرة فإنّك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظا أو تداوى حقدا أو يحبّ أن يذكر بالصولة، واعلم بأنّك إن عاقبت مستحقّا لم تكن غاية ما توصف به إلّا العدل، ولا أعرف حالا أفضل من حال العدل، والحال الّتي توجب الشكر أفضل من الحال الّتي توجب الصبر) (3)

[الحديث: 2297] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله، واعلموا أنّ ذلك من خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها: اليقين والقناعة والصّبر والشّكر والحلم وحسن الخلق والسّخاء والغيرة والشّجاعة والمروءة)، وزاد بعضهم: (الصّدق وأداء الأمانة) (4)

[الحديث: 2298] قال الإمام الصادق: (إنّا لنحبّ من كان عاقلا؛ فهما، فقيها، حليما، مداريا، صبورا، صدوقا، وفيّا.. إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(2) مستدرك الوسائل ج 2 ص 304، الشيخ البهائي في الكشكول.

(3) أمالي الصدوق ص 611.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 56.

مكارم الأخلاق وفضائلها (362)

إيّاها) قيل: جعلت فداك وما هنّ؟ قال: (هنّ الورع والقناعة والصّبر والشّكر والحلم والحياء والسّخاء والشّجاعة والغيرة والبرّ وصدق الحديث وأداء الأمانة) (1)

[الحديث: 2299] عن حفص بن أبي عائشة قال: بعث الإمام الصادق غلاما له في حاجة فأبطأ، فخرج الإمام الصادق على أثره لمّا أبطأ، فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروّحه حتّى انتبه، فلمّا اتنبه قال له الإمام الصادق: (يا فلان والله ما ذلك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار) (2)

[الحديث: 2300] قال الإمام الصادق: (ما من جرعة أفضل من جرعة غيظ يتجرّعها العبد يردّها في قلبه إمّا بحلم وإمّا بصبر) (3)

[الحديث: 2301] قال الإمام الصادق: (كفى بالحلم ناصرا) (4)

[الحديث: 2302] قال الإمام الصادق: (إذا لم تكن حليما فتحلّم) (5)

[الحديث: 2303] قال الإمام الصادق: (إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها، ألا وإن مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب الله عزّ وجلّ {خُذِ الْعَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ} وتفسيره أن تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك) (6)

[الحديث: 2304] قال الإمام الصادق: (مكارم الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك) (7)

[الحديث: 2305] قال الإمام الصادق: (قال عيسى بن مريم عليه السّلام لبعض أصحابه: ما لا تحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد، وإن لطم أحد خدّك الأيمن فأعطه

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 56.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(3) مشكاة الأنوار ص 218.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 258.

(7) إرشاد القلوب ص 135.

مكارم الأخلاق وفضائلها (363)

الأيسر) (1)

[الحديث: 2306] قال الإمام الصادق يوصي بعضهم: (وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك، فإنّ المكالي ليس بالواصل إنّما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها) (2)

[الحديث: 2307] قال الإمام الصادق: (ثلاث لا يزيد الله من فعلهنّ إلّا خيرا: الصفح عمّن ظلمه، واعطاء من حرمه، وصلة من قطعه) (3)

[الحديث: 2308] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (صل من قطعك، واعط من حرمك، واحسن إلى من اساء إليك، وسلّم على من سبّك، وانصف من خاصمك، واعف عمّن ظلمك كما أنّك تحبّ أن يعفى عنك) (4)

[الحديث: 2309] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تعالى أوحي إلى داود عليه السّلام: مالي أراك منفردا؟ قال: إي ربّ عاداني الخلق فيك قال: فماذا تريد؟ قال: محبّتك، قال: فإنّ محبّتي التّجاوز عن عبادي) (5)

[الحديث: 2310] قال الإمام الصادق: (المعروف زكاة النّعم، والشّفاعة زكاة الجاه، والعلل زكاة الأبدان، والعفو زكاة الظفر، وما ادّيت زكاته فهو مأمون السّلب) (6)

[الحديث: 2311] قال الإمام الصادق: (العفو عند القدرة من سنن المرسلين والمتّقين) (7)

[الحديث: 2312] قال الإمام الصادق: (بعث علي غلاما له في حاجة فأبطأ عليه فلما جاءه قال: اسع فسعى ثم أقبل فقال له الإمام علي: ما أرى إلّا وقد اشفقت عليك

__________

(1) روضة الواعظين ج 2 ص 470.

(2) أمالي الصدوق ص 613.

(3) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص 71.

(4) تحف العقول ص 305.

(5) قصص الأنبياء ص 199.

(6) تحف العقول ص 381.

(7) مصباح الشريعة ص 39.

مكارم الأخلاق وفضائلها (364)

فاذهب فأنت حرّ) (1)

7 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 2313] عن ربيع بن عبد الرحمن قال: (كان والله الإمام الكاظم من المتوسمين يعلم من يقف عليه بعد موته وكان يكظم غيظه عليهم ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم فسمّي الكاظم لذلك) (2)

[الحديث: 2314] قال الإمام الكاظم: (من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة، وإنّ الصمت يكسب المحبّة، [و] إنّه دليل على كلّ خير) (3)

[الحديث: 2315] روي أنّ رجلا من ولد عمر كان بالمدينة يؤذي الإمام الكاظم ويسبّه إذا رآه ويشتم الإمام عليّا فقال له بعض جلسائه يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي وزجرهم أشدّ الزجر، فسأل عن العمري فذكر أنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه فوجده في مزرعة له، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا توطأ زرعنا فتوطأه الإمام الكاظم بالحمار حتّى وصل إليه، فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه، وقال له: (كم غرمت في زرعك هذا؟) فقال له: مائة دينار قال: (وكم ترجو أن تصيب؟) قال: لست أعلم الغيب، قال له: (إنّما قلت لك ترجوا أن يجيئك فيه) قال: أرجو أن يجيئني فيه مائتا دينار قال: فأخرج الإمام الكاظم صرّة فيها ثلاث مائة دينار، وقال: (هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو)، فقام العمري فقبّل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه، فتبسّم إليه الإمام الكاظم وانصرف، قال: وراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا فلمّا نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته (4).

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 178.

(2) الخصال ج 1 ص 158.

(3) الخصال ج 1 ص 158.

(4) الإرشاد ص 297.

مكارم الأخلاق وفضائلها (365)

[الحديث: 2316] قال الإمام الكاظم: (إنّ العاقل لا يحدّث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه. ولا يعد ما لا يقدر عليه. ولا يرجو ما يعنّف برجائه. ولا يتقدّم على ما يخاف العجز عنه) (1)

[الحديث: 2317] قال الإمام الكاظم: (ما التقت فئتان قطّ إلّا نصر أعظمهما عفوا) (2)

[الحديث: 2318] عن معتّب قال: كان الإمام الكاظم في حائط له يصرم فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط فأتيته وأخذته وذهبت به إليه، فقلت: جعلت فداك إنّي وجدت هذا وهذه الكارة. فقال للغلام: (يا فلان) قال: لبّيك. قال: (أتجوع؟) قال: لا يا سيّدي. قال: (فتعرى؟) قال: لا يا سيدي. قال: (فلأيّ شيء أخذت هذه؟) قال: اشتهيت ذلك. قال: (اذهب فهي لك) وقال: (خلّوا عنه) (3)

8 ـ ما روي عن الإمام الرضا

[الحديث: 2319] قال الإمام الرضا: (أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه إذا أصبحت. فأوّل شيء يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه؛ فلمّا أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف، وقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن آكل هذا، وبقي متحيّرا. ثمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ ربّي جلّ جلاله لا يأمرني إلّا بما أطيق فمشى إليه ليأكله فلمّا دنا منه صغر حتّى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها، فوجدها أطيب شيء أكله، ثمّ مضى فوجد طستا من ذهب قال: أمرني ربّي أن أكتم هذا فحفر له وجعله فيه، وألقى عليه التراب، ثمّ مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر قال: قد فعلت ما أمرني ربّي عزّ وجلّ، فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن

__________

(1) تحف العقول ص 390.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 108.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 108.

مكارم الأخلاق وفضائلها (366)

أقبل هذا ففتح كمّه فدخل الطير فيه، فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيّام فقال: إنّ ربّي عزّ وجلّ أمرني أن لا أويس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثمّ مضى، فلمّا مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدوّد، فقال: أمرني ربّي أن أهرب من هذا فهرب منه ورجع.. ورأى في المنام كأنّه قد قيل له: إنّك قد فعلت ما أمرت به، فهل تدري ما ذا كان؟ قال: لا، قيل له: أما الجبل فهو الغضب إنّ العبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه، كانت عاقبته كاللقمة الطيّبة التي أكلتها، وأمّا الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبي الله عزّ وجلّ إلّا أن يظهره ليزيّنه به، مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة وأمّا الطير فهو الرجل الّذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته، وأمّا البازي فهو الرجل الّذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه، وأمّا اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها) (1)

[الحديث: 2320] قال الإمام الرضا: (لا يكون الرجل عابدا حتّى يكون حليما؛ وإنّ الرجل كان إذا تعبّد في بني إسرائيل لم يعدّ عابدا حتّى يصمت قبل ذلك عشر سنين) (2)

[الحديث: 2321] قال الإمام الرضا: (اتّقوا الله وعليكم بالصمت والصبر والحلم فإنّه لا يكون الرجل عابدا حتّى يكون حليما) (3)

[الحديث: 2322] قال الإمام الرضا: (لا يكون عاقلا حتّى يكون حليما) (4)

9 ـ ما روي عن الإمام الهادي

[الحديث: 2323] قال الإمام الهادي: (الحلم أن تملك نفسك، وتكظم غيظك، ولا يكون ذلك إلّا مع القدرة) (5)

__________

(1) عيون الأخبار ج 1 ص 275.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 111.

(3) المشكاة) ص 216.

(4) المشكاة ص 216.

(5) نزهة الناظر ص 138.

مكارم الأخلاق وفضائلها (367)

[الحديث: 2324] قال الإمام الهادي: (إنّ الظّالم الحالم يكاد أن يعفى على ظلمه بحلمه، وإنّ المحقّ السّفيه يكاد أن يطفئ نور حقّه بسفهه) (1)

__________

(1) تحف العقول ص 483.

مكارم الأخلاق وفضائلها (368)

الحياء والعفاف

الحياء والعفاف من مكارم الأخلاق الكبرى التي لها تأثيرها الكبير في صياغة شخصية الإنسان بحيث تتناسب مع الكمال الذي أتيح له، ونقصها يؤثر كثيرا فيه، بحيث يجعله عرضة لكل المساوئ والمنكرات، وهما متشابهان في أمور كثيرة، ولذلك وردا في الأحاديث والروايات مقترنين، كما قال الإمام علي: (إنّ الحياء والعفّة من خلائق الإيمان، وإنّهما لسجيّة الأحرار، وشيمة الأبرار) (1)، وقال: (أعفّكم أحياكم) (2)، وقال: (سبب العفّة الحياء) (3)

وقد قال الجرجانيّ في تعريف العفاف: (العفّة: هي هيئة للقوّة الشّهويّة متوسّطة بين الفجور الّذي هو إفراط هذه القوّة والخمود الّذي هو تفريطه؛ فالعفيف من يباشر الأمور على وفق الشّرع والمروءة) (4)

وقال الرّاغب: (العفّة حصول حالة للنّفس تمتنع بها عن غلبة الشّهوة، والمتعفّف هو المتعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر) (5)، وقال: (العفّة هي ضبط النّفس عن الملاذّ الحيوانيّة، وهي حالة متوسّطة من إفراط، وهو الشّره، وتفريط وهو جمود الشّهوة) (6)

وذكر ارتباط العفة بكل لطائف وجوارح الإنسان، فقال: (لا يكون الإنسان تامّ العفّة حتّى يكون عفيف اليد واللّسان والسّمع والبصر فمن عدمها في اللّسان السّخرية، والتّجسّس والغيبة والهمز والنّميمة والتّنابز بالألقاب، ومن عدمها في البصر: مدّ العين إلى المحارم وزينة الحياة الدّنيا المولّدة للشّهوات الرّديئة، ومن عدمها في السّمع: الإصغاء إلى

__________

(1) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(2) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(3) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(4) التعريفات (151)

(5) المفردات (339)

(6) الذريعة إلى مكارم الشريعة (315)

مكارم الأخلاق وفضائلها (369)

المسموعات القبيحة.. وعماد عفّة الجوارح كلّها أن لا يطلقها صاحبها في شي ء ممّا يختصّ بكلّ واحد منها إلّا فيما يسوّغه العقل والشّرع دون الشّهوة والهوى) (1)

ولهذا نرى العفاف في القرآن الكريم مرتبطا بنواح متعددة، منها ارتباطه بالمال، كما قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273]، وقال: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [النساء: 6]

ومنها ارتباطه بالكف عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، كما قال تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 33]، وقال: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 60]

أما الحياء؛ فقد عُرف بأنه (التغيّر والانكسار الذي يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به) (2)، أو (هو انقباض النّفس من شي ء وتركه حذرا عن اللّوم فيه) (3)، أو هو (خلق يبعث على ترك القبح ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحقّ) (4)، أو (هو ملكة راسخة للنّفس تدفعها إلى إيفاء الحقوق وترك القطيعة والعقوق) (5)

وبذلك؛ فإن لكلا الصفتين الأثر الكبير في السلوك، سواء من ناحية ردع من يتحلى

__________

(1) الذريعة إلى مكارم الشريعة (319)

(2) الفتح (1/ 52)

(3) التعريفات (94)

(4) رياض الصالحين (272)

(5) دليل الفالحين (3/ 158)

مكارم الأخلاق وفضائلها (370)

بهما وزجره عن كل ما لا يليق، أو من ناحية دعوته إلى الترقي، والبحث عن الكمال المتاح له.. وهو ما يرفعه كل حين إلى المراتب العالية التي يحرم منها فاقدو العفة والحياء.

ولهذا تقترن الجرأة على المعاصي بفقدان الحياء، وقد قال بعضهم معبرا عن ذلك: (من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الّذي هو مادّة حياة القلب.. ذلك أنّ الذّنوب تضعف الحياء من العبد، حتّى ربّما انسلخ منه بالكلّيّة حتّى إنّه ربّما لا يتأثّر بعلم النّاس بسوء حاله، ولا باطّلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع.. ومن لا حياء فيه ميّت في الدّنيا شقيّ في الآخرة، وبين الذّنوب وقلّة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطّرفين، وكلّ منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثا) (1)

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الحياء والعفاف، وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 2325] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استحيوا من الله حقّ الحياء) قالوا: يا رسول الله إنّا نستحيي والحمد لله، قال: (ليس ذاك، ولكنّ الاستحياء من الله حقّ الحياء: أن تحفظ الرّأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدّنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقّ الحياء) (2)

[الحديث: 2326] عن سعيد بن زيد الأنصاريّ: أنّ رجلا قال يا رسول الله:

__________

(1) الداء والدواء (131 ـ 133)

(2) الترمذي (2458)

مكارم الأخلاق وفضائلها (371)

أوصني، قال: (أوصيك أن تستحيي من الله عزّ وجلّ كما تستحيي رجلا من صالحي قومك) (1)

[الحديث: 2327] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتّعطّر، والسّواك، والنّكاح) (2)

[الحديث: 2328] عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله: إنّ البكر تستحيي، قال: (رضاها صمتها) (3)

[الحديث: 2329] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ ربّكم حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه يدعوه أن يردّهما صفرا، ليس فيهما شيء) (4)

[الحديث: 2330] عن أشجّ عبد القيس أنّه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ فيك خلّتين يحبّهما الله عزّ وجلّ) قلت: ما هما؟ قال: (الحلم والحياء) قلت: أقديما كان فيّ أم حديثا؟ قال: (بل قديما) قلت: (الحمد لله الّذي جبلني على خلّتين يحبّهما) (5)

[الحديث: 2331] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لكلّ دين خلقا وخلق الإسلام الحياء) (6)

[الحديث: 2332] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) (7)

[الحديث: 2333] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ موسى كان حييّا ستّيرا، لا يرى من جلده شيء استحياء من الله) (8)

__________

(1) الزهد لأحمد (ص 46)، والشعب للبيهقي (2/ 462)

(2) الترمذي (1080)

(3) البخاري (5137) ومسلم (1420)

(4) الترمذي (3556)، وأبو داود (1488)

(5) أحمد (4/ 206) وابن ماحه (4188)

(6) ابن ماجه (4181)

(7) البخاري (6120)

(8) البخاري (3404) ومسلم (339)، هذا ما نراه مقبولا من الحديث، أما الباقي؛ فظاهر أنه من الإسرائيليات المشوهة للنبوة، وقد أدرج في الحديث من باب الشرح والتفصيل كما جرت عادتهم.

مكارم الأخلاق وفضائلها (372)

[الحديث: 2334] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان بضع وستّون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان) (1)

[الحديث: 2335] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء (2) من الجفاء، والجفاء في النّار) (3)

[الحديث: 2336] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) (4)

[الحديث: 2337] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء والعيّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النّفاق) (5)

[الحديث: 2338] عن عمران بن حصين قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء لا يأتي إلّا بخير)، فقال بشير بن كعب: مكتوب في الحكمة: إنّ من الحياء وقارا وإنّ من الحياء سكينة. فقال له عمران: (أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتحدّثني عن صحيفتك) (6)

[الحديث: 2339] عن أبي سعيد الخدريّ قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها (7)) (8)

[الحديث: 2340] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس المسكين الّذي تردّه الأكلة والأكلتان، ولكنّ المسكين الّذي ليس له غنى ويستحيي أن يسأل النّاس إلحافا) (9)

[الحديث: 2341] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه) (10)

__________

(1) البخاري (9) ومسلم (35)

(2) البذاء: الفحش في الكلام، قاله الترمذي.

(3) الترمذي (2009)

(4) الحاكم (1/ 22)

(5) الترمذي (2027)

(6) البخاري (6117) ومسلم (37)

(7) خدرها: سترها الذي تستتر به.

(8) البخاري (6119) ومسلم (2320)

(9) البخاري (1476) ومسلم (1039)

(10) الترمذي (1974)

مكارم الأخلاق وفضائلها (373)

[الحديث: 2342] عن عبد الله بن عمر قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعه فإنّ الحياء من الإيمان) (1)

[الحديث: 2343] عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا بلغه عن الرّجل شيء لم يقل: لم قلت كذا وكذا؟ ولكنّه يعمّ فيقول: ما بال أقوام..) (2)

[الحديث: 2344] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنّة من أيّ أبواب الجنّة شئت) (3)

[الحديث: 2345] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اضمنوا لي ستّا من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: اصدقوا إذّا حدّثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدّوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغضّوا أبصاركم وكفّوا أيديكم) (4)

[الحديث: 2346] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا شباب قريش لا تزنوا. ألا من حفظ فرجه فله الجنّة) (5)

[الحديث: 2347] عن أبي إمامة أنّ فتى من قريش أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزّنى. فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا: مه مه. فقال: (ادنه) فدنا منه قريبا فقال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله! جعلني الله فداءك. قال: (ولا النّاس يحبّونه لأمّهاتهم) قال: (أفتحبّه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: (و لا النّاس يحبّونه لبناتهم) قال: (أفتحبّه لأختك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا النّاس يحبّونه لأخواتهم) قال: (أفتحبّه لعمّتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (و لا النّاس يحبّونه لعمّاتهم) قال: (أفتحبّه لخالتك؟)، قال: لا والله يا

__________

(1) البخاري (6118)، ومسلم (59)

(2) ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (70)

(3) أحمد (1/ 191)

(4) أحمد (5/ 323)، وابن حبان (271)، والحاكم (4/ 359)

(5) الحاكم (4/ 358)

مكارم الأخلاق وفضائلها (374)

رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا النّاس يحبّونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه وقال: (اللهم اغفر ذنبه وطهّر قلبه وحصّن فرجه)، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء) (1)

[الحديث: 2348] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما أخشى عليكم شهوات الغيّ في بطونكم وفروجكم ومضلّات الهوى) (2)

[الحديث: 2349] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل النّاس الجنّة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق)، وسئل عن أكثر ما يدخل النّاس النّار. فقال: (الفم والفرج) (3)

[الحديث: 2350] عن معاوية بن حيدة قلت: يا رسول الله، عوراتنا: ما نأتي منها وما نذر؟ قال: (احفظ عورتك إلّا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك) قلت: يا رسول الله، فالرّجل يكون مع الرّجل؟ قال: (إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل)، قلت: فالرّجل يكون خاليا؟ قال: (الله أحقّ أن يستحيي منه النّاس) (4)

[الحديث: 2351] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من توكّل لي ما بين رجليه وما بين لحييه (5) توكّلت له بالجنّة) (6)

[الحديث: 2352] عن جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يأكل الرّجل بشماله، أو يمشي في نعل واحدة. وأن يشتمل الصّمّاء (7)، وأن يحتبي (8) في ثوب واحد، كاشفا عن فرجه) (9)

[الحديث: 2353] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك من

__________

(1) أحمد (5/ 257)

(2) رواه أحمد (4/ 420، 423)

(3) أحمد (2/ 472، 2/ 291)

(4) أبو داود (4017) والترمذي (2794)

(5) ما بين لحييه: لسانه.

(6) البخاري (6807)

(7) اشتمال الصماء: هو أن يتجلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبا كالصخرة الصماء.

(8) يحتبي بثوبه: أي يشتمله.

(9) مسلم (2099)

مكارم الأخلاق وفضائلها (375)

الدّنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة) (1)

[الحديث: 2354] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعفّ (2) النّاس قتلة: أهل الإيمان) (3)

[الحديث: 2355] عن أبي طلحة الأنصاريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقرأ قومك السّلام فإنّهم ما علمت أعفّة صبر) (4)

[الحديث: 2356] عن عبد الله بن مسعود عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يقول: (اللهم إنّي أسألك الهدى والتّقى والعفاف والغنى) (5)

[الحديث: 2357] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم وعفّوا تعفّ نساؤكم) (6)

[الحديث: 2358] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة حقّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الّذي يريد الأداء، والنّاكح الّذي يريد العفاف) (7)

[الحديث: 2359] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأن يأتي أحدكم صبيرا ثمّ يحمله يبيعه فيستعفّ منه خير له من أن يأتي رجلا يسأله) (8)

[الحديث: 2360] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لصاحب الحقّ: (خذ حقّك في عفاف واف أو غير واف) (9)

[الحديث: 2361] عن أبي سعيد الخدريّ قال: (سرّحتني أمّي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتيته وقعدت فاستقبلني وقال: (من استغنى أغناه الله عزّ وجلّ ومن استعفّ أعفّه الله عزّ وجلّ ومن استكفى كفاه الله عزّ وجلّ، ومن سأل وله قيمة أوقيّة، فقد ألحف) فقلت:

__________

(1) أحمد (2/ 177)

(2) العفة: النزاهة. ومعناها أنهم إذا قتلوا لا يمثلون.

(3) أبو داود (2666) وابن ماجة (2681، 2682)

(4) الترمذي (3903)

(5) مسلم (2721)

(6) الطبراني، الترغيب والترهيب (3/ 318) ا

(7) الترمذي (1655) والنسائي (6/ 61)

(8) أحمد (2/ 513) رقم (1669)

(9) ابن ماجة (2422)

مكارم الأخلاق وفضائلها (376)

(ناقتي الياقوتة خير من أوقيّة فرجعت ولم أسأله) (1)

[الحديث: 2362] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عرض عليّ أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة: شهيد وعفيف متعفّف وعبد أحسن عبادة الله، ونصح لمواليه) (2)

[الحديث: 2363] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس المسكين الّذي تردّه التّمرة والتّمرتان. ولا اللّقمة ولا اللّقمتان. إنّما المسكين الّذي يتعفّف، اقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ الله لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273]) (3)

[الحديث: 2364] عن أبي سعيد الخدريّ أنّه قال: (إنّ ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعطاهم، ثمّ سألوه فأعطاهم. حتّى إذا نفد ما عنده. قال: (ما يكن عندي من خير فلن أدّخره عنكم. ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله. ومن يصبر يصبّره الله. وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصّبر) (4)

[الحديث: 2365] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنفق على نفسه نفقة يستعفّ بها فهي صدقة، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة) (5)

[الحديث: 2366] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طالب حقّا فليطلبه في عفاف واف أو غير واف) (6)

[الحديث: 2367] عن أبي ذرّ قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمارا وأردفني خلفه، وقال: (يا أبا ذرّ، أرأيت إن أصاب النّاس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك،

__________

(1) النسائي (5/ 98) وأبو داود (1628)

(2) الترمذي (1642)

(3) البخاري (4539) ومسلم (1039)

(4) البخاري (1469) ومسلم (1053)

(5) الطبراني، الترغيب والترهيب (3/ 62)

(6) ابن ماجة (2421)

مكارم الأخلاق وفضائلها (377)

كيف تصنع؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: (تعفّف) قال يا أبا ذرّ! أرأيت إن أصاب النّاس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد ـ يعني القبر ـ كيف تصنع؟) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (اصبر) قال: (يا أبا ذرّ أرأيت إن قتل النّاس بعضهم بعضا حتّى تغرق حجارة الزّيت (1) من الدّماء كيف تصنع؟) قال: الله ورسوله أعلم. قال: (اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك) قال: فإن لم أترك؟ قال: (فائت من أنت منهم فكن فيهم) قال: فاخذ سلاحي؟ قال: (إذا تشاركهم فيما هم فيه ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السّيف فألق طرف ردائك على وجهك حتّى يبوء بإثمه وإثمك) (2)

[الحديث: 2368] عن معاوية بن حيدة القشيريّ النّيسابوريّ أنّه قلت: يا رسول الله إنّا قوم نتساءل أموالنا. قال: (يتساءل الرّجل في الجائحة أو الفتق ليصلح به بين قومه، فإذا بلغ أو كرب استعفّ) (3)

[الحديث: 2369] عن كعب بن عجرة أنّه قال: مرّ على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رجل، فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جلده ونشاطه. فقالوا: يا رسول الله! لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشّيطان) (4)

[الحديث: 2370] عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وهو على المنبر، وهو يذكر الصّدقة والتّعفّف عن المسألة: (اليد العليا خير من اليد السّفلى. واليد العليا المنفقة، والسّفلى السّائلة) (5)

__________

(1) حجارة الزيت: اسم موضع بالقرب من المدينة أحجاره لامعة.

(2) أبو داود (4261) والحاكم (4/ 424)

(3) أحمد (5/ 3).

(4) الطبراني في الكبير (19/ 129)

(5) البخاري (1429) ومسلم (1033)

مكارم الأخلاق وفضائلها (378)

[الحديث: 2371] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استغنوا عن النّاس، وما قلّ من السّؤال فهو خير) قالوا: ومنك يا رسول الله؟. قال: (و منّي) (1)

[الحديث: 2372] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اضمنوا لي ستّا من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: أصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم) (2)

[الحديث: 2373] عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ونحن عنده: (طوبى للغرباء) فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: (أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممّن يطيعهم) قال: وكنّا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما آخر حين طلعت الشّمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيأتي أناس من أمتي يوم القيامة نورهم كضوء الشّمس) قلنا: من أولئك يا رسول الله؟. فقال: (فقراء المهاجرين الّذين تتّقى بهم المكاره، يموت أحدهم وحاجته في صدره، يحشرون من أقطار الأرض) (3)

[الحديث: 2374] عن عوف بن مالك الأشجعيّ أنّه قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال: (ألا تبايعون رسول الله؟)، وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثمّ قال: (ألا تبايعون رسول الله؟) فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثمّ قال: (ألا تبايعون رسول الله؟) قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. فعلام نبايعك؟. قال: (على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. والصّلوات الخمس. وتطيعوا (و أسرّ كلمة خفيّة) ولا تسألوا النّاس شيئا. فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم. فما يسأل أحدا يناوله إيّاه) (4)

[الحديث: 2375] عن حكيم بن حزام أنّه قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأعطاني ثمّ سألته

__________

(1) الطبراني في الكبير (11/ 444)

(2) أحمد (5/ 323)

(3) أحمد (2/ 177)

(4) مسلم (1043)

مكارم الأخلاق وفضائلها (379)

فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: (إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس (1) لم يبارك له فيه، وكان كالّذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السّفلى) (2)

[الحديث: 2376] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: الإمام العادل، وشابّ نشأ في عبادة الله عزّ وجلّ، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) (3)

[الحديث: 2377] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا وقنّعه الله بما آتاه) (4)

[الحديث: 2378] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدّق به، ويستغني به من النّاس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه. ذلك، فإنّ اليد العليا أفضل من اليد السّفلى، وابدأ بمن تعول) (5)

[الحديث: 2379] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس) (6)

[الحديث: 2380] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصابته فاقة فأنزلها بالنّاس لم تسدّ فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى، إمّا بموت عاجل أو غنى عاجل) (7)

[الحديث: 2381] عن رجل من بني أسد أنّه قال: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد

__________

(1) بإشراف نفس: أي بتطلّع وطمع فيه.

(2) البخاري (1472) مسلم (1035)

(3) البخاري (1423) ومسلم (1031)

(4) مسلم (1054)

(5) مسلم (1042) البخاري (1471)

(6) البخاري (6446) ومسلم (1051)

(7) أبو داود (1645)

مكارم الأخلاق وفضائلها (380)

فقالت لي أهلي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسله لنا شيئا نأكله، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده رجلا يسأله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا أجد ما أعطيك فولّى الرّجل عنه، وهو مغضب وهو يقول: لعمري إنّك لتعطي من شئت. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّه ليغضب على أن لا أجد ما أعطيه، من سأل منكم وله أوقيّة أو عدلها فقد سأل إلحافا) قال الأسدي: (فقلت: للقحة لنا خير من أوقيّة ـ والأوقيّة أربعون درهما. فرجعت ولم أسأله ـ فقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك شعير وزبيب فقسم لنا منه حتّى أغنانا الله عزّ وجلّ) (1)

[الحديث: 2382] عن أنس بن مالك: أنّ رجلا من الأنصار أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يسأله، فقال: (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى. حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء. قال: (ائتني بهما)، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده، وقال: (من يشتري هذين) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: (من يزيد على درهم؟) مرّتين أو ثلاثا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إيّاه، وأخذ الدّرهمين وأعطاهما الأنصاريّ، وقال: (اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فأتني به)، فأتاه به، فشدّ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عودا بيده، ثمّ قال له: (اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينّك خمسة عشر يوما) فذهب الرّجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إنّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع) (2)

[الحديث: 2383] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّي لأنقلب إلى أهلي فأجد التّمرة ساقطة على فراشي، ثمّ أرفعها لآكلها ثمّ أخشى أن تكون صدقة فألقيها) (3)

__________

(1) النسائي (5/ 98 ـ 99)

(2) أبو داود (1641) وابن ماجة (2198) والترمذي (1218)

(3) البخاري (2432) ومسلم (1070)

مكارم الأخلاق وفضائلها (381)

[الحديث: 2384] عن أنس بن مالك أنّه قال: مرّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بتمرة في الطّريق قال: (لولا أنّي أخاف أن تكون من الصّدقة لأكلتها) (1)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 2385] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء من الإيمان) (2)

[الحديث: 2386] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء شعبة من الإيمان) (3)

[الحديث: 2387] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه كمل إيمانه وإنْ كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك: الصدق وأداء الأمانة والحياء وحسن الخلق) (4)

[الحديث: 2388] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه، وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدّلها الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر) (5)

[الحديث: 2389] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء من الإيمان فمن لا حياء له لا خير فيه ولا إيمان له) (6)

[الحديث: 2390] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوّل ما ينزع الله تعالى من العبد الحياء فيصير ماقتا ممقتا، ثمّ ينزع منه الإيمان، ثمّ ينزع منه الرحمة، ثمّ يخلع دين الإسلام عن عنقه، فيصير شيطانا لعينا) (7)

[الحديث: 2391] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله عزّ وجلّ هلاك عبد نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلّا خائنا مخونا، فإذا كان خائنا مخونا نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلّا فظّا غليظا، فإذا كان فظّا غليظا نزعت منه ربقة الإيمان، فإذا نزعت منه ربقة الإيمان لم تلقه إلّا شيطانا ملعونا) (8)

__________

(1) البخاري (2431) ومسلم (171)

(2) إرشاد القلوب ص 111.

(3) عوالي اللآلئ ج 1 ص 59.

(4) التمحيص ص 67.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(6) إرشاد القلوب ص 111.

(7) معاني الأخبار ص 410.

(8) معاني الأخبار ص 410.

مكارم الأخلاق وفضائلها (382)

[الحديث: 2392] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ينزع الله من العبد الحياء فيصير ماقتا ممقتا، ثمّ ينزع منه الحياء، ثمّ الرحمة، ثمّ يخلع دين الإسلام من عنقه فيصير شيطانا لعينا) (1)

[الحديث: 2393] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء والإيمان كلّه في قرن واحد، فإذا سلب أحدهما أتبعه الآخر) (2)

[الحديث: 2394] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوقار، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع) (3)

[الحديث: 2395] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ الحيّي الحليم العفيف المتعفّف.. إلّا وإنّ الله يبغض الفاحشة البذي السائل الملحف العيي المتعفّف، وإنّ الله يبغض البليغ من الرجال) (4)

[الحديث: 2396] عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حييّا، لا يسأل شيئا إلّا أعطاه (5).

[الحديث: 2397] عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه (6).

[الحديث: 2398] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما كان الفحش في شيء إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه) (7)

[الحديث: 2399] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لكلّ دين خلقا، وإنّ خلق الإسلام عارضه الحياء) (8)

[الحديث: 2400] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء خير كلّه) ونظر صلى الله عليه وآله وسلم إلى رجل يغتسل

__________

(1) معاني الأخبار ص 410.

(2) معاني الأخبار ص 410.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 46.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 112.

(5) مكارم الأخلاق ص 17.

(6) مكارم الأخلاق ص 17.

(7) أمالي الطوسي ج 1 ص 193.

(8) روضة الواعظين ج 2 ص 460.

مكارم الأخلاق وفضائلها (383)

بحيث يراه النّاس فقال: (أيّها الناس إنّ الله يحبّ من عباده الحياء والستر، فأيّكم اغتسل فليتوار من الناس، فإنّ الحياء زينة الإسلام) (1)

[الحديث: 2401] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قلّة الحياء الكفر) (2)

[الحديث: 2402] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء نظام الدين) (3)

[الحديث: 2403] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحياء خير كلّه) (4)

[الحديث: 2404] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمّا الحياء: فيتشعّب منه الليّن والرأفة والمراقبة لله في السرّ والعلانية والسلامة واجتناب الشرّ والبشاشة والسماحة والظفر وحسن الثناء على المرء في الناس، فهذا ما أصاب العاقل بالحياء، فطوبى لمن قبل نصيحة الله وخاف فضيحته) (5)

[الحديث: 2405] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لم يبق من أمثال الأنبياء عليهم السّلام إلّا قول الناس: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) (6)

[الحديث: 2406] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أبا ذرّ أتحبّ أن تدخل الجنّة؟)، قال: نعم.. قال: (فاقصر من الأمل واجعل الموت نصب عينك واستحي من الله حقّ الحياء)، قال: يا رسول الله كلّنا نستحي من الله قال: (ليس كذلك الحياء ولكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى، والجوف وما وعى، والرأس وما حوى، فمن أراد كرامة الأجر فليدع زينة الدنيا، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله) (7)

[الحديث: 2407] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استحيوا من الله حقّ الحياء)، قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: (إن كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدكم إلّا وأجله بين عينيه، وليحفظ

__________

(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 85.

(2) مشكاة الأنوار ص 235.

(3) نزهة الناظر ص 32.

(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 272.

(5) تحف العقول ص 17.

(6) عيون الأخبار ج 2 ص 56.

(7) امالي الطوسي ج 2 ص 147.

مكارم الأخلاق وفضائلها (384)

الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر القبر والبلى، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا) (1)

[الحديث: 2408] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استحيوا من الله حقّ الحياء)، قيل: يا رسول الله: ومن يستحي من الله حقّ الحياء؟ فقال: (من استحى من الله حقّ الحياء فليكتب أجله بين عينيه وليزهد في الدنيا وزينتها، ويحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما طوى، ولا ينسى المقابر والبلى) (2)

[الحديث: 2409] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله عبدا استحيا من ربّه حقّ الحياء، فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر القبر والبلى، وذكر أنّ له في الآخرة معادا) (3)

[الحديث: 2410] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، فقال: (استحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) (4)

[الحديث: 2411] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة أنبت الله تعالى لطائفة من أمتي أجنحة، فيطيرون من قبورهم إلى الجنان، يسرحون فيها، ويتنعّمون كيف يشاؤون، فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم الحساب؟ فيقولون: ما رأينا حسابا، فيقولون: هل جزتم الصراط؟ فيقولون: ما رأينا صراطا، فيقولون: هل رأيتم جهنّم؟ فيقولون: ما رأينا شيئا، فيقولون: نشدناكم الله، حدّثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا؟ فيقولون: خصلتان كانتا فينا، فبلّغنا الله تعالى هذه المنزلة بفضل رحمته، فيقولون: وما هما؟ فيقولون: كنّا إذا خلونا نستحي أن نعصيه، ونرضى باليسير ممّا قسم لنا، فتقول الملائكة: حقّ لكم هذا) (5)

__________

(1) الخصال ج 1 ص 293.

(2) كتاب الزهد ص 45.

(3) الاختصاص ص 229.

(4) روضة الواعظين ج 2 ص 460.

(5) مسكّن الفؤاد ص 80.

مكارم الأخلاق وفضائلها (385)

[الحديث: 2412] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة تجلّى الله لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثمّ يغفر الله ولا يطلع الله على ذلك ملكا مقرّبا ولا نبيّا مرسلا، وستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثمّ يقول لسيّئاته كنّ حسنات) (1)

[الحديث: 2413] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستّة أشياء حسن، ولكن من ستّة أحسن: العدل حسن وهو من الامراء أحسن، والصبر حسن وهو من الفقراء أحسن، والورع حسن وهو من العلماء أحسن، والسخاء حسن وهو من الأغنياء أحسن، والتوبة حسنة وهي من الشابّ أحسن، والحياء حسن وهو من النساء أحسن، وأمير لا عدل له كغيم لا غيث له، وفقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له، وعالم لا ورع له كشجرة لا ثمرة لها، وغنيّ لا سخاء له كمكان لا نبت له، وشابّ لا توبة له كنهر لا ماء له، وامرأة لا حياء لها كطعام لا ملح له) (2)

[الحديث: 2414] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بالعفاف وترك الفجور) (3)

[الحديث: 2415] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من وقى شرّ ثلاث فقد وقى الشرّ كلّه: لقلقه وقبقبه وذبذبه، فلقلقه لسانه وقبقبه بطنه وذبذبه فرجه) (4)

[الحديث: 2416] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلّكم على أهل الجنّة كلّ ضعيف متعفّف لو أقسم على الله لأبرّه، وأهل النار كلّ متكبّر جوّاظ) (5)

[الحديث: 2417] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة له: (ومن قدر على امرأة أو جارية حرام فتركها مخافة الله حرّم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأدخله الجنّة، فإن أصابها حراما حرّم الله عليه الجنّة وأدخله النار) (6)

__________

(1) صحيفة الإمام الرضا ص 35.

(2) إرشاد القلوب ص 193.

(3) الكافي ج 5 ص 554.

(4) كنز الكراجكي ج 2 ص 10.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 182.

(6) عقاب الأعمال ص 334.

مكارم الأخلاق وفضائلها (386)

[الحديث: 2418] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بئس العون على الدّين قلب نخيب وبطن رغيب) (1)

[الحديث: 2419] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله يحبّ الحيي الحليم الغني المتعفف ألا وإن الله يبغض الفاحشة البذيء السائل الملحف) (2)

[الحديث: 2420] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمفي قول الله عزّ وجلّ: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]: (قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم، فإنّ الله تعالى يبغض اللعّان السبّاب الطعّان على المؤمنين الفاحش المتفحّش السائل الملحف، ويحبّ الحيّي الحليم العفيف المتعفّف) (3)

[الحديث: 2421] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمّا العفاف فيتشعّب منه الرضى والاستكانة والحظّ والراحة والتفقّد والخشوع والتذكّر والتفكّر والجود والسخاء، فهذا ما يتشعّب للعاقل بعفافه رضي بالله وبقسمه) (4)

[الحديث: 2422] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحبّ العفاف إلى الله عفاف البطن والفرج) (5)

[الحديث: 2423] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ثلاث أخافهنّ على أمتي من بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلّات الفتن، وشهوة البطن والفرج) (6)

[الحديث: 2424] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ضمن لي اثنتين ضمنت له على الله الجنّة، من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له على الله الجنّة) (7)

[الحديث: 2425] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما زيّن الله رجلا بزينة خير من عفاف

__________

(1) الأشعثيات ص 165.

(2) كتاب الزهد ص 10.

(3) روضة الواعظين ج 2 ص 370.

(4) تحف العقول ص 17.

(5) مستدرك الوسائل ج 2 ص 301، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 79.

(7) معاني الأخبار ص 411.

مكارم الأخلاق وفضائلها (387)

بطنه) (1)

[الحديث: 2426] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان: البطن والفرج) (2)

[الحديث: 2427] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما يرد به أمتي النار البطن والفرج، وأكثر ما يلج به أمتي الجنّة تقوى الله وحسن الخلق) (3)

[الحديث: 2428] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوّل من يدخل الجنّة شهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربّه ونصح لسيّده، ورجل عفيف متعفّف ذو عبادة) (4)

[الحديث: 2429] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع إذا كنّ فيك لم تبل ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة) (5)

[الحديث: 2430] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من استغنى أغناه الله، ومن استعفّ أعفّه الله، ومن سأل أعطاه الله، ومن فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لا يسدّ أدناها شيء) (6)

[الحديث: 2431] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الأعمال عند الله عزّ وجلّ إيمان لا شكّ فيه، وغزو لا غلول فيه، وحجّ مبرور. وأوّل من يدخل الجنّة شهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربّه ونصح لسيّده، ورجل عفيف متعفّف ذو عيال. وأوّل من يدخل النار أمير متسلّط لم يعدل، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقّه، وفقير فخور) (7)

[الحديث: 2432] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ عبده الفقير المتعفّف أبا العيال) (8)

__________

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 229.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 79.

(3) الاختصاص ص 228.

(4) عيون الأخبار ج 2 ص 28.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 9.

(6) عدّة الداعي ص 100.

(7) عيون الأخبار ج 2 ص 25.

(8) إرشاد القلوب ص 184.

مكارم الأخلاق وفضائلها (388)

[الحديث: 2433] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يزيد الله بهنّ إلّا خيرا: التواضع: لا يزيد الله به إلّا ارتفاعا، وذل النفس: لا يزيد الله به إلّا عزا. والتعفف لا يزيد الله به الّا غنى) (1)

[الحديث: 2434] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (القناعة بركة) (2)

[الحديث: 2435] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لقي الله بهنّ فهو من أفضل الناس، من أتى الله بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس) (3)

[الحديث: 2436] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله) (4)

[الحديث: 2437] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (القناعة كنز لا يفنى) (5)

[الحديث: 2438] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أحب الله عبدا ألهمه الطاعة وألزمه القناعة، وفقّهه في الدين وقوّاه باليقين، فاكتفى بالكفاف، واكتسى بالعفاف) (6)

[الحديث: 2439] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: (كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس، وأحبّ للناس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، واقلل من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) (7)

[الحديث: 2440] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقار عند الهزاهز، وصبر عند البلاء وشكر عند الرخاء، وقنوع بما رزقه الله عزّ وجلّ، ولا يظلم الأعداء، ولا يتحامل على الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة) (8)

__________

(1) عدّة الداعي ص 178.

(2) الأشعثيّات ص 160.

(3) الخصال ج 1 ص 125.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 37 1.

(5) روضة الواعظين ج 2 ص 456.

(6) أعلام الدين ص 135.

(7) إرشاد القلوب ص 118.

(8) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

مكارم الأخلاق وفضائلها (389)

[الحديث: 2441] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لقي الله عزّ وجلّ بهن فهو من أفضل الناس: من أوفى الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس) (1)

[الحديث: 2442] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدنيا دول فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك، ومن انقطع رجاه مما فاته استراحت نفسه، ومن قنع بما رزقه الله تعالى قرت عيناه) (2)

[الحديث: 2443] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ يقول: وضعت خمسة في خمسة والناس يطلبونها في خمسة فلا يجدونها وضعت الغنى في القناعة والناس يطلبونها في كثرة المال فلا يجدونه، ووضعت العزّ في خدمتي والناس يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه، ووضعت الفخر في التقوى والناس يطلبونه بالأنساب فلا يجدونه، ووضعت الراحة في الجنّة والناس يطلبونه في الدنيا فلا يجدونه) (3)

[الحديث: 2444] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أفضل الناس عبد أخذ من الدنيا الكفاف، وصاحب فيها العفاف، وتزوّد للرحيل، وتأهّب للمسير) (4)

[الحديث: 2445] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم يؤتى كلّ يوم برزقك وأنت تحزن، وينقص كلّ يوم من عمرك وأنت تفرح، أنت فيما يكفيك وتطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع) (5)

[الحديث: 2446] عن الإمام الصادق قال: اشتدّت حال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له امرأته: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألته فجاء إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا رآه

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(2) مشكاة الأنوار ص 131.

(3) عوالي اللآلئ ج 4 ص 61.

(4) أعلام الدين ص 337.

(5) أعلام الدين ص 337.

مكارم الأخلاق وفضائلها (390)

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله، فقال الرجل: ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأعلمها، فقالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشر فأعلمه فأتاه فلمّا رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله. حتّى فعل الرجل ذلك ثلاثا، ثمّ ذهب الرجل فاستعار معولا ثمّ أتى الجبل، فصعده فقطع حطبا ثمّ جاء به فباعه بنصف مدّ من دقيق فرجع به فأكله، ثمّ ذهب من الغد؛ فجاء بأكثر من ذلك فباعه، فلم يزل يعمل ويجمع حتّى اشترى معولا، ثمّ جمع حتّى اشترى بكرين وغلاما، ثمّ أثرى حتّى أيسر فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعلمه كيف جاء يسأله، وكيف سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قلت لك: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله) (1)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 2447] قال الإمام علي: (لا إيمان كالحياء والصبر) (2)

[الحديث: 2448] قال الإمام علي: (أفضل ما تخلّق به متخلّق الحياء) (3)

[الحديث: 2449] قال الإمام علي في وصيّته: (من كساه الحياء ثوبه اختفى عن العيون عيبه) (4)

[الحديث: 2450] قال الإمام علي: (من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه) (5)

[الحديث: 2451] قال الإمام علي: (إذا رأيتم المرء لا يستحي ممّا قال، ولا ممّا قيل له، فأعلموا أنّه لعنة أو شرك شيطان) (6)

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 139.

(2) نهج البلاغة حكمة 109 ص 1139.

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 246.

(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 279.

(5) نهج البلاغة ص 1185.

(6) دعائم الإسلام ج 2 ص 458.

مكارم الأخلاق وفضائلها (391)

[الحديث: 2452] قال الإمام علي: (الحياء تمام الكرم) (1)

[الحديث: 2453] قال الإمام علي: (الحياء قرين العفاف) (2)

[الحديث: 2454] قال الإمام علي: (الحياء خلق جميل) (3)

[الحديث: 2455] قال الإمام علي: (الحياء خلق مرضيّ) (4)

[الحديث: 2456] قال الإمام علي: (العقل شجرة ثمرها الحياء والسخاء) (5)

[الحديث: 2457] قال الإمام علي: (الحياء تمام الكرم وأحسن الشيم) (6)

[الحديث: 2458] قال الإمام علي: (الايمان والحياء مقرونان في قرن ولا يفترقان) (7)

[الحديث: 2459] قال الإمام علي: (أعفّكم أحياكم) (8)

[الحديث: 2460] قال الإمام علي: (أعقل الناس أحياهم) (9)

[الحديث: 2461] قال الإمام علي: (أحسن ملابس الدين الحياء) (10)

[الحديث: 2462] قال الإمام علي: (إنّ الحياء والعفّة من خلائق الإيمان، وإنّهما لسجيّة الأحرار، وشيمة الأبرار) (11)

[الحديث: 2463] قال الإمام علي: (تسربل الحياء وادّرع الوفاء واحفظ الإخاء وأقلل محادثة النساء يكمل لك السناء) (12)

[الحديث: 2464] قال الإمام علي: (سبب العفّة الحياء) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(2) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(3) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(4) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(5) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(6) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(7) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(8) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(9) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(10) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(11) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(12) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(13) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

مكارم الأخلاق وفضائلها (392)

[الحديث: 2465] قال الإمام علي: (عليك بالحياء فإنّه عنوان النبل) (1)

[الحديث: 2466] قال الإمام علي: (كثرة حياء الرجل دليل إيمانه) (2)

[الحديث: 2467] قال الإمام علي: (نعم قرين السخاء الحياء) (3)

[الحديث: 2468] قال الإمام علي: (نعم قرين الإيمان الحياء) (4)

[الحديث: 2469] قال الإمام علي: (لا شيمة كالحياء) (5)

[الحديث: 2470] قال الإمام علي: (لا إيمان كالحياء والسخاء) (6)

[الحديث: 2471] قال الإمام علي: (الحياء مفتاح كلّ الخير) (7)

[الحديث: 2472] قال الإمام علي: (الحياء يصدّ عن فعل القبيح) (8)

[الحديث: 2473] قال الإمام علي: (ثمرة الحياء العفّة) (9)

[الحديث: 2474] قال الإمام علي: (من كساه الحياء ثوبه خفي عن الناس عيبه) (10)

[الحديث: 2475] قال الإمام علي: (من صحبه الحياء في قوله زائله الخناء في فعله) (11)

[الحديث: 2476] قال الإمام علي: (القحة عنوان الشرّ) (12)

[الحديث: 2477] قال الإمام علي: (إيّاك والقحة فإنّها تحدوك على ركوب القبائح، والتهجّم على السيّئات) (13)

[الحديث: 2478] قال الإمام علي: (بئس الوجه الوقاح) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(2) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(3) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(4) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(5) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(6) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(7) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(8) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(9) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(10) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(11) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(12) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(13) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(14) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

مكارم الأخلاق وفضائلها (393)

[الحديث: 2479] قال الإمام علي: (رأس كلّ شرّ القحة) (1)

[الحديث: 2480] قال الإمام علي: (شرّ الأشرار من لا يستحي من الناس، ولا يخاف الله سبحانه) (2)

[الحديث: 2481] قال الإمام علي: (من لا حياء له فلا خير فيه) (3)

[الحديث: 2482] قال الإمام علي: (من قلّ حياؤه قلّ ورعه) (4)

[الحديث: 2483] قال الإمام علي: (من لم يكن له سخاء ولا حياء فالموت خير له من الحياة) (5)

[الحديث: 2484] قال الإمام علي: (من لم يستح من الناس لم يستح من الله سبحانه) (6)

[الحديث: 2485] قال الإمام علي: (من لم يتّق وجوه الرجال لم يتّق الله سبحانه) (7)

[الحديث: 2486] قال الإمام علي: (ما أبعد الصلاح من ذي الشرّ الوقاح) (8)

[الحديث: 2487] قال الإمام علي: (وقاحة الرجل تشينه) (9)

[الحديث: 2488] قال الإمام علي: (الحياء محرمة) (10)

[الحديث: 2489] قال الإمام علي: (الحياء يمنع الرزق) (11)

[الحديث: 2490] قال الإمام علي: (الحياء مقرون بالحرمان) (12)

[الحديث: 2491] قال الإمام علي: (قرن الحياء بالحرمان) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(2) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(3) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(4) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(5) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(6) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(7) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(8) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(9) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(10) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(11) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(12) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(13) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

مكارم الأخلاق وفضائلها (394)

[الحديث: 2492] قال الإمام علي: (من استحيا حرم) (1)

[الحديث: 2493] قال الإمام علي: (أفضل الحياء استحياؤك من الله) (2)

[الحديث: 2494] قال الإمام علي: (الحياء من الله يمحو كثيرا من الخطايا) (3)

[الحديث: 2495] قال الإمام علي: (الحياء من الله سبحانه وتعالى يقي من عذاب النار) (4)

[الحديث: 2496] قال الإمام علي: (أحسن الحياء استحياؤك من نفسك) (5)

[الحديث: 2497] قال الإمام علي: (غاية الحياء أن يستحيي المرء من نفسه) (6)

[الحديث: 2498] قال الإمام علي: (من تمام المروءة أن تستحيي من نفسك) (7)

[الحديث: 2499] قال الإمام علي: (ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجرا ممّن قدر فعفّ، لكاد العفيف أن يكونّ ملكا من الملائكة) (8)

[الحديث: 2500] قال الإمام علي: (أفضل العبادة العفاف) (9)

[الحديث: 2501] قال الإمام عليّ: (أحبّ الأعمال إلى الله سبحانه في الأرض الدعاء، وأفضل العبادة العفاف) (10)

[الحديث: 2502] قال الإمام علي: (إنّ أحبّ ما تمتثله العباد إلى الله بعد الإقرار به وبأوليائه التعفّف والتحمّل والاصطبار) (11)

[الحديث: 2503] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (ومن لم يعط نفسه شهوتها

__________

(1) غرر الحكم ص 256 ـ 257.

(2) غرر الحكم ص 257.

(3) غرر الحكم ص 257.

(4) غرر الحكم ص 257.

(5) غرر الحكم ص 257.

(6) غرر الحكم ص 236.

(7) غرر الحكم ص 236.

(8) نهج البلاغة حكمة 466 ص 1303.

(9) اصول الكافي ج 2 ص 79.

(10) فلاح السائل ص 27.

(11) تحف العقول ص 173.

مكارم الأخلاق وفضائلها (395)

أصاب رشده) (1)

[الحديث: 2504] قال الإمام علي: (أحسن حلية المؤمن التواضع وجماله التعفّف وشرفه التفقّه وعزّه ترك القال والقيل) (2)

[الحديث: 2505] قال الإمام علي: (قدر الرجل على قدر همّته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته) (3)

[الحديث: 2506] قال الإمام علي: (العفّة رأس كلّ خير) (4)

[الحديث: 2507] قال الإمام علي: (العفاف زهادة) (5)

[الحديث: 2508] قال الإمام علي: (العفّة أفضل (أصل) الفتوّة) (6)

[الحديث: 2509] قال الإمام علي: (العفاف أفضل شيمة) (7)

[الحديث: 2510] قال الإمام علي: (العفّة شيمة الأكياس) (8)

[الحديث: 2511] قال الإمام علي: (أهل العفاف أشرف الأشراف) (9)

[الحديث: 2512] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه يحبّ المتعفّف الحيّي التقيّ الراضي) (10)

[الحديث: 2513] قال الإمام علي: (تاج الرجل عفافه وزينه إنصافه) (11)

[الحديث: 2514] قال الإمام علي: (حسن العفاف من شيم الأشراف) (12)

[الحديث: 2515] قال الإمام علي: (دليل غيرة الرجل عفّته) (13)

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 279.

(2) تحف العقول ص 172.

(3) نهج البلاغة ص 1110.

(4) غرر الحكم ص 255.

(5) غرر الحكم ص 256.

(6) غرر الحكم ص 256.

(7) غرر الحكم ص 256.

(8) غرر الحكم ص 256.

(9) غرر الحكم ص 256.

(10) غرر الحكم ص 256.

(11) غرر الحكم ص 256.

(12) غرر الحكم ص 256.

(13) غرر الحكم ص 256.

مكارم الأخلاق وفضائلها (396)

[الحديث: 2516] قال الإمام علي: (زكاة الجمال العفاف) (1)

[الحديث: 2517] قال الإمام علي: (ضادّوا الشره بالعفّة) (2)

[الحديث: 2518] قال الإمام علي: (عليك بالعفّة فإنّها نعم القرين) (3)

[الحديث: 2519] قال الإمام علي: (عليك بالعفاف فإنّه أفضل شيم الأشراف) (4)

[الحديث: 2520] قال الإمام علي: (عليكم بلزوم العفّة والأمانة فإنهما أشرف ما أسررتم، وأحسن ما أعلنتم وافضل ما ادّخرتم) (5)

[الحديث: 2521] قال الإمام علي: (على قدر الحياء تكون العفّة) (6)

[الحديث: 2522] قال الإمام علي: (كما تشتهي عفّ) (7)

[الحديث: 2523] قال الإمام علي: (لم يتحلّ بالعفّة من أشتهي ما لا يجد) (8)

[الحديث: 2524] قال الإمام علي: (من كمال النعمة التحلّي بالسخاء والتعفّف) (9)

[الحديث: 2525] قال الإمام علي: (لا تكمل المكارم إلّا بالعفاف والإيثار) (10)

[الحديث: 2526] قال الإمام علي: (يستدلّ على عقل الرجل بالتحلّي بالعفّة والقناعة) (11)

[الحديث: 2527] قال الإمام علي: (العفاف يصون النفس وينزّهها عن الدنايا) (12)

[الحديث: 2528] قال الإمام علي: (العفّة تضعّف الشهوة) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 256.

(2) غرر الحكم ص 256.

(3) غرر الحكم ص 256.

(4) غرر الحكم ص 256.

(5) غرر الحكم ص 256.

(6) غرر الحكم ص 256.

(7) غرر الحكم ص 256.

(8) غرر الحكم ص 256.

(9) غرر الحكم ص 256.

(10) غرر الحكم ص 256.

(11) غرر الحكم ص 256.

(12) غرر الحكم ص 256.

(13) غرر الحكم ص 256.

مكارم الأخلاق وفضائلها (397)

[الحديث: 2529] قال الإمام علي: (بالعفاف تزكوا الأعمال) (1)

[الحديث: 2530] قال الإمام علي: (ثمرة العفّة الصيانة) (2)

[الحديث: 2531] قال الإمام علي: (ثمرة العفّة القناعة) (3)

[الحديث: 2532] قال الإمام علي: (سبب القناعة العفاف) (4)

[الحديث: 2533] قال الإمام علي: (من عفّ خفّ وزره، وعظم عند الله قدره) (5)

[الحديث: 2534] قال الإمام علي: (من اتحف العفّة والقناعة خالفه العزّ) (6)

[الحديث: 2535] قال الإمام علي: (من عفّت أطرافه حسنت أوصافه) (7)

[الحديث: 2536] قال الإمام علي: (ما زنى عفيف) (8)

[الحديث: 2537] قال الإمام علي: (لا فاقة مع عفاف) (9)

[الحديث: 2538] قال الإمام علي: (أربع من اعطيهن أعطي خير الدنيا والآخرة: صدق حديث، وأداء أمانة، وعفّة بطن، وحسن خلق) (10)

[الحديث: 2539] قال الإمام علي: (العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى) (11)

[الحديث: 2540] قال الإمام علي: (طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعزّة ومذهبة للحياء) (12)

[الحديث: 2541] سئل الإمام علي عن قول الله عزّ وجلّ: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]، فقال: (هي القناعة) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 256.

(2) غرر الحكم ص 256.

(3) غرر الحكم ص 256.

(4) غرر الحكم ص 256.

(5) غرر الحكم ص 256.

(6) غرر الحكم ص 256.

(7) غرر الحكم ص 256.

(8) غرر الحكم ص 256.

(9) غرر الحكم ص 256.

(10) غرر الحكم الفصل 1 رقم 2151.

(11) نهج البلاغة حكمة 65 ص 1116.

(12) مشكاة الأنوار ص 184.

(13) نهج البلاغة حكمة 221 ص 1188.

مكارم الأخلاق وفضائلها (398)

[الحديث: 2542] قال الإمام علي: (القناعة مال لا ينفد) (1)

[الحديث: 2543] قال الإمام علي: (كفى بالقناعة ملكا، وبحسن الخلق نعيما) (2)

[الحديث: 2544] قال الإمام علي: (لن تلقى المؤمن إلّا قانعا) (3)

[الحديث: 2545] قال الإمام علي: (أشكر الناس أقنعهم، وأكفرهم للنعم أجشعهم) (4)

[الحديث: 2546] قال الإمام علي: (إن الله سبحانه وضع خمسة في خمسة: العز في الطاعة، والذل في المعصية، والحكمة في خلو البطن، والهيبة في صلاة الليل، والغناء في القناعة) (5)

[الحديث: 2547] قال الإمام علي: (القناعة نعمة) (6)

[الحديث: 2548] قال الإمام علي: (المروءة القناعة والتجمّل والتحمّل) (7)

[الحديث: 2549] قال الإمام علي: (العبد حرّ ما قنع، الحرّ عبد ما طمع) (8)

[الحديث: 2550] قال الإمام علي: (القناعة علامة الأتقياء) (9)

[الحديث: 2551] قال الإمام علي: (القنوع عنوان الرضا) (10)

[الحديث: 2552] قال الإمام علي: (القناعة سيف لا ينبو) (11)

[الحديث: 2553] قال الإمام علي: (المتّقي قانع متنزّه متعفّف) (12)

[الحديث: 2554] قال الإمام علي: (اقنع بما أوتيته تكن مكفيّا) (13)

__________

(1) نهج البلاغة، حكمة 467 ص 1303.

(2) نهج البلاغة، حكمة 220 ص 1188.

(3) غرر الحكم، الفصل 72 رقم 6.

(4) إرشاد القلوب ص 160.

(5) إرشاد القلوب ص 119.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

(12) غرر الحكم ص 391.

(13) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (399)

[الحديث: 2555] قال الإمام علي: (انتقم من حرصك بالقنوع كما تنتقم من عدوّك بالقصاص) (1)

[الحديث: 2556] قال الإمام علي: (أطيب العيش القناعة) (2)

[الحديث: 2557] قال الإمام علي: (أهنأ الأقسام القناعة وصحّة الأجسام) (3)

[الحديث: 2558] قال الإمام علي: (أعون شيء على صلاح النفس القناعة) (4)

[الحديث: 2559] قال الإمام علي: (إنكم إلى القناعة بيسير الرزق أحوج منكم إلى اكتساب الحرص في الطلب) (5)

[الحديث: 2560] قال الإمام علي: (إذا حرمت فاقنع) (6)

[الحديث: 2561] قال الإمام علي: (إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه القناعة وأصلح له زوجه) (7)

[الحديث: 2562] قال الإمام علي: (إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه الطاعة وحبّب إليه القناعة فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف) (8)

[الحديث: 2563] قال الإمام علي: (تأدّم بالجوع وتأدّب بالقنوع) (9)

[الحديث: 2564] قال الإمام علي: (جمال العيش القناعة) (10)

[الحديث: 2565] قال الإمام علي: (حفظ ما في يدك خير لك من طلب ما في يد غيرك) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (400)

[الحديث: 2566] قال الإمام علي: (سعادة المرء القناعة والرضا) (1)

[الحديث: 2567] قال الإمام علي: (طوبى لمن تجلبب بالقنوع وتجنّب الإسراف) (2)

[الحديث: 2568] قال الإمام علي: (غاية الاقتصاد القناعة) (3)

[الحديث: 2569] قال الإمام علي: (كن مؤمنا تقيّا متقنّعا عفيفا) (4)

[الحديث: 2570] قال الإمام علي: (لم يتحل بالقناعة من لم يكتف بيسير ما وجد) (5)

[الحديث: 2571] قال الإمام علي: (من عقل قنع) (6)

[الحديث: 2572] قال الإمام علي: (من أكرم الخلق التحلّي بالقناعة) (7)

[الحديث: 2573] قال الإمام علي: (من شرف الهمّة لزوم القناعة) (8)

[الحديث: 2574] قال الإمام علي: (ما استغنيت عنه خير ممّا استغنيت به) (9)

[الحديث: 2575] قال الإمام علي: (ما أحسن بالإنسان أن يقنع بالقليل ويجود بالجزيل) (10)

[الحديث: 2576] قال الإمام علي: (نعم الحظّ القناعة) (11)

[الحديث: 2577] قال الإمام علي: (نعم الخليقة القناعة) (12)

[الحديث: 2578] قال الإمام علي: (نعم عون الورع القنوع) (13)

[الحديث: 2579] قال الإمام علي: (لا كنز كالقناعة) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

(12) غرر الحكم ص 391.

(13) غرر الحكم ص 391.

(14) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (401)

[الحديث: 2580] قال الإمام علي: (ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم القناعة والعفّة) (1)

[الحديث: 2581] قال الإمام علي: (إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون) (2)

[الحديث: 2582] قال الإمام علي: (القناعة عزّ) (3)

[الحديث: 2583] قال الإمام علي: (القناعة أبقى عزّ) (4)

[الحديث: 2584] قال الإمام علي: (القناعة عزّ وغناء) (5)

[الحديث: 2585] قال الإمام علي: (القناعة تؤدّي إلى العزّ) (6)

[الحديث: 2586] قال الإمام علي: (بالقناعة يكون العزّ) (7)

[الحديث: 2587] قال الإمام علي: (ثمرة القناعة العزّ) (8)

[الحديث: 2588] قال الإمام علي: (عزّ القنوع خير من ذلّ الخضوع) (9)

[الحديث: 2589] قال الإمام علي: (غنى العاقل بحكمته وعزّه بقناعته) (10)

[الحديث: 2590] قال الإمام علي: (كفى بالقناعة ملكا) (11)

[الحديث: 2591] قال الإمام علي: (من قنعت نفسه عزّ معسرا) (12)

[الحديث: 2592] قال الإمام علي: (من قنع كفي مذلّة الطّلب) (13)

[الحديث: 2593] قال الإمام علي: (من كثر قنوعه قلّ خضوعه) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

(12) غرر الحكم ص 391.

(13) غرر الحكم ص 391.

(14) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (402)

[الحديث: 2594] قال الإمام علي: (من قنع عزّ واستغنى) (1)

[الحديث: 2595] قال الإمام علي: (من تجلبب الصبر والقناعة عزّ ونبل) (2)

[الحديث: 2596] قال الإمام علي: (من التحف العفّة والقناعة حالفه العزّ) (3)

[الحديث: 2597] قال الإمام علي: (من عزّ النفس لزوم القناعة) (4)

[الحديث: 2598] قال الإمام علي: (نال العزّ من رزق القناعة) (5)

[الحديث: 2599] قال الإمام علي: (لا أعزّ من قانع) (6)

[الحديث: 2600] قال الإمام علي: (القناعة تغني) (7)

[الحديث: 2601] قال الإمام علي: (القناعة رأس الغنى) (8)

[الحديث: 2602] قال الإمام علي: (الغنيّ من استغنى بالقناعة) (9)

[الحديث: 2603] قال الإمام علي: (الغنيّ من آثر القناعة) (10)

[الحديث: 2604] قال الإمام علي: (أخو الغنى من التحف بالقناعة) (11)

[الحديث: 2605] قال الإمام علي: (القناعة والطاعة توجبان الغنى والعزّة) (12)

[الحديث: 2606] قال الإمام علي: (القانع غنيّ وإن جاع وعرى) (13)

[الحديث: 2607] قال الإمام علي: (القناعة أفضل الغنائين) (14)

[الحديث: 2608] قال الإمام علي: (أغنى الناس القانع) (15)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

(12) غرر الحكم ص 391.

(13) غرر الحكم ص 391.

(14) غرر الحكم ص 391.

(15) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (403)

[الحديث: 2609] قال الإمام علي: (أغنى الغنى القناعة والتحمّل في الفاقة) (1)

[الحديث: 2610] قال الإمام علي: (إنّ أكرم (أكيس) الناس من اقتنى اليأس ولزم القنوع والورع وبرئ من الحرص والطمع، فإنّ الطمع والحرص الفقر الحاضر، وإنّ اليأس والقناعة الغنى الظاهر) (2)

[الحديث: 2611] قال الإمام علي: (إنّكم إن قنعتم حزتم الغناء وخفّت عليكم مؤن الدنيا) (3)

[الحديث: 2612] قال الإمام علي: (إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة) (4)

[الحديث: 2613] قال الإمام علي: (ثمرة القناعة الغناء) (5)

[الحديث: 2614] قال الإمام علي: (حسبك من القناعة غناك بما قسم لك الله سبحانه) (6)

[الحديث: 2615] قال الإمام علي: (عليك بالقنوع فلا شيء أدفع للفاقة منه) (7)

[الحديث: 2616] قال الإمام علي: (طوبى لمن ذلّ في نفسه، وعزّ بطاعته، وغني بقناعته) (8)

[الحديث: 2617] قال الإمام علي: (في القناعة الغناء) (9)

[الحديث: 2618] قال الإمام علي: (قرن القنوع بالغناء) (10)

[الحديث: 2619] قال الإمام علي: (كلّ قانع غنيّ) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (404)

[الحديث: 2620] قال الإمام علي: (كلّ الغنى في القناعة والرضا) (1)

[الحديث: 2621] قال الإمام علي: (كن قنعا تكن غنيّا) (2)

[الحديث: 2622] قال الإمام علي: (من قنع غني) (3)

[الحديث: 2623] قال الإمام علي: (من قنع شبع) (4)

[الحديث: 2624] قال الإمام علي: (من قنع بقسم الله استغنى) (5)

[الحديث: 2625] قال الإمام علي: (من رضي بالمقدور اكتفى بالميسور) (6)

[الحديث: 2626] قال الإمام علي: (من قنع برزق الله استغنى عن الخلق) (7)

[الحديث: 2627] قال الإمام علي: (من لزم القناعة زال فقره) (8)

[الحديث: 2628] قال الإمام علي: (من قنع بقسم الله استغنى عن الخلق) (9)

[الحديث: 2629] قال الإمام علي: (من اكتفى باليسير استغنى عن الكثير) (10)

[الحديث: 2630] قال الإمام علي: (نال الغنى من رزق اليأس عمّا في أيدي الناس، والقناعة بما أوتي، والرضا بالقضاء) (11)

[الحديث: 2631] قال الإمام علي: (لا غنى كالقنوع) (12)

[الحديث: 2632] قال الإمام علي: (لا غنى إلّا بالقناعة) (13)

[الحديث: 2633] قال الإمام علي: (القناعة عفاف) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

(12) غرر الحكم ص 391.

(13) غرر الحكم ص 391.

(14) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (405)

[الحديث: 2634] قال الإمام علي: (القناعة أفضل العفّتين) (1)

[الحديث: 2635] قال الإمام علي: (ألا وانّ القناعة وغلبة الشهوة من أكبر العفاف) (2)

[الحديث: 2636] قال الإمام علي: (حسن القناعة من العفاف) (3)

[الحديث: 2637] قال الإمام علي: (على قدر العفّة تكون القناعة) (4)

[الحديث: 2638] قال الإمام علي: (كلّ قانع عفيف) (5)

[الحديث: 2639] قال الإمام علي: (من قنعت نفسه أعانته على النزاهة والعفاف) (6)

[الحديث: 2640] قال الإمام علي: (من اقتنع بالكفاف أدّاه الى العفاف) (7)

[الحديث: 2641] قال الإمام علي: (المستريح من الناس القانع) (8)

[الحديث: 2642] قال الإمام علي: (القناعة أهنأ عيش) (9)

[الحديث: 2643] قال الإمام علي: (القانع ناج من آفات المطامع) (10)

[الحديث: 2644] قال الإمام علي: (اقنعوا بالقليل من دنياكم لسلامة دينكم، فإنّ المؤمن البلغة اليسيرة من الدنيا تقنعه) (11)

[الحديث: 2645] قال الإمام علي: (أنعم الناس عيشا من منحه الله سبحانه القناعة وأصلح له زوجه) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

(12) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (406)

[الحديث: 2646] قال الإمام علي: (إنّ أهنأ الناس عيشا من كان بما قسم الله له راضيا) (1)

[الحديث: 2647] قال الإمام علي: (ثمرة القناعة الإجمال في المكتسب والعزوف عن الطلب) (2)

[الحديث: 2648] قال الإمام علي: (ضادّوا الحرص بالقنوع) (3)

[الحديث: 2649] قال الإمام علي: (عليك بالعفاف والقنوع، فمن أخذ به خفّت عليه المؤن) (4)

[الحديث: 2650] قال الإمام علي: (كلّ مؤن الدنيا خفيفة على القانع والعفيف) (5)

[الحديث: 2651] قال الإمام علي: (لن توجد القناعة حتّى يفقد الحرص) (6)

[الحديث: 2652] قال الإمام علي: (من تقنّع قنع) (7)

[الحديث: 2653] قال الإمام علي: (من قنع لم يغتمّ) (8)

[الحديث: 2654] قال الإمام علي: (من قنع حسنت عبادته) (9)

[الحديث: 2655] قال الإمام علي: (من قنع قلّ طمعه) (10)

[الحديث: 2656] قال الإمام علي: (من وهبت له القناعة صانته) (11)

[الحديث: 2657] قال الإمام علي: (العجز اشتغالك بالمضمون لك عن المفروض عليك وترك القناعة بما اوتيت) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) غرر الحكم ص 391.

(6) غرر الحكم ص 391.

(7) غرر الحكم ص 391.

(8) غرر الحكم ص 391.

(9) غرر الحكم ص 391.

(10) غرر الحكم ص 391.

(11) غرر الحكم ص 391.

(12) غرر الحكم ص 391.

مكارم الأخلاق وفضائلها (407)

[الحديث: 2658] قال الإمام علي: (من لم يقنع بما قدّر له تعنّى) (1)

[الحديث: 2659] قال الإمام علي: (من عدته القناعة لم يغنه المال) (2)

[الحديث: 2660] قال الإمام علي: (من عدم القناعة لم يغنه المال) (3)

[الحديث: 2661] قال الإمام علي: (من كان بيسير الدنيا لا يقنع لم يغنه من كثيرها ما يجمع) (4)

[الحديث: 2662] قال الإمام علي: (من رضي من الدّنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه، ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شيء يكفيه) (5)

[الحديث: 2663] قال الإمام علي: (آفة الورع قلّة القناعة) (6)

[الحديث: 2664] قال الإمام علي في ذكر خبّاب بن الأرتّ: (يرحم الله خبّاب بن الأرتّ فلقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله، وعاش مجاهدا، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله) (7)

[الحديث: 2665] قال الإمام علي: (ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإنّ أيسر ما فيها يكفيك، وإن كنت إنّما تريد ما لا يكفيك فإنّ كلّ ما فيها لا يكفيك) (8)

2 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 2666] قال الإمام الباقر: (أفضل العبادة عفّة بطن وفرج وما شيء أحبّ إلى الله من أن يسأل، وإنّ أسرع الشرّ عقوبة البغي، وإنّ أسرع الخير ثوابا البرّ، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه عن نفسه، أو ينهى الناس عمّا لا يستطيع التحوّل عنه،

__________

(1) غرر الحكم ص 391.

(2) غرر الحكم ص 391.

(3) غرر الحكم ص 391.

(4) غرر الحكم ص 391.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 139.

(6) غرر الحكم ص 274.

(7) نهج البلاغة حكمة 41 ص 1108.

(8) اصول الكافي ج 2 ص 37 1.

مكارم الأخلاق وفضائلها (408)

وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه) (1)

[الحديث: 2667] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (إيّاك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك، فكفى بما قال الله عزّ وجلّ لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم: {وَلَا تُعْجِبْكَ أموالهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ الله أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أنفسهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 85]، وقال: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131] فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّما كان قوته الشعير وحلواه التّمر ووقوده السعف إذا وجده) (2)

[الحديث: 2668] قال الإمام الباقر: (الدنيا دول، فما كان لك فيها أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك أتاك ولم تمتنع منه بقوّه.. ومن يئس ممّا فات أراح بدنه، ومن قنع بما أوتي قرّت عينه) (3)

[الحديث: 2669] قيل للإمام الباقر: أصلحك الله إنّا نتّجر إلى هذه الجبال فنأتي منها على أمكنة لا نستطيع أن نصلّي إلّا على الثلج، فقال: (ألا تكون مثل فلان ـ يعني رجلا عنده ـ يرضى بالدون ولا يطلب التجارة في أرض لا يستطيع أن يصلّي إلّا على الثلج) (4)

[الحديث: 2670] قال الإمام الباقر: (الحياء والإيمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه) (5)

[الحديث: 2671] قال الإمام الباقر: (من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس) (6)

[الحديث: 2672] قال الإمام الباقر: (قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم، فإنّ الله يبغض اللّعّان السبّاب الطّعّان على المؤمنين، الفاحش المتفحّش، السائل الملحف،

__________

(1) المحاسن ص 292.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 37 1.

(3) الخصال ج 1 ص 258.

(4) مشكاة الأنوار ص 131.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 106.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 139.

مكارم الأخلاق وفضائلها (409)

ويحبّ الحييّ الحليم العفيف المتعفّف) (1)

3 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 2673] قال الإمام الصادق: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة) (2)

[الحديث: 2674] قال الإمام الصادق: (الحياء والعفاف والعيّ ـ أعني عيّ اللّسان لا عيّ القلب ـ من الإيمان) (3)

[الحديث: 2675] قال الإمام الصادق: (لا إيمان لمن لا حياء له) (4)

[الحديث: 2676] قال الإمام الصادق: (لا إيمان لمن لا حياء له، ولا مال لمن لا تقدير له، ولا جديد لمن لا خلق له) (5)

[الحديث: 2677] قال الإمام الصادق: (المكارم عشر، فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن، فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده، وتكون في الولد ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ: صدق البأس، وصدق اللّسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل، والمكافأة على الصنائع، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، ورأسهنّ الحياء) (6)

[الحديث: 2678] قال الإمام الصادق: (إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض يقسمها الله حيث يشاء، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده: صدق الحديث، وصدق الناس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، وقرى الضيف، ورأسهنّ الحياء) (7)

[الحديث: 2679] قال الإمام الصادق: (إنّا لنحبّ من كان عاقلا؛ فهما، فقيها،

__________

(1) تحف العقول) ص 300.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 106.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 106.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 106.

(5) الكافي ج 6 ص 460.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 55.

(7) أمالي الطوسي ج 1 ص 308.

مكارم الأخلاق وفضائلها (410)

حليما، مداريا، صبورا، صدوقا، وفيّا، إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله إيّاها: الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبرّ وصدق الحديث وأداء الأمانة) (1)

[الحديث: 2680] قال الإمام الصادق: (من أراد أن يطوّل الله عمره فليقم أمره، ومن أراد أن يحطّ وزره فليرخ ستره، ومن أراد أن يرفع ذكره فليخمل أمره) (2)

[الحديث: 2681] قال الإمام الصادق: (ثلاث من لم يكن فيه فلا يرجى خيره أبدا: من لم يخش الله في الغيب، ولم يرع عند الشيب، ولم يستح من العيب) (3)

[الحديث: 2682] قال الإمام الصادق: (الحياء نور جوهره صدر الإيمان، وتفسيره التثبت عند كلّ شيء ينكره التوحيد والمعرفة) (4)

[الحديث: 2683] قال الإمام الصادق: (أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود رسول الله عليه السّلام يا داود إنّ عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثمّ رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيا منّي عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين) (5)

[الحديث: 2684] قال الإمام الصادق: (من خلا بذنب فراقب الله تعالى ذكره فيه واستحيى من الحفظة غفر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه، وإن كانت مثل ذنوب الثقلين) (6)

[الحديث: 2685] قال الإمام الصادق: (رحم الله عبدا عفّ وتعفّف فكفّ عن المسألة فإنّه يتعجّل الدنيّة في الدنيا ولا يغني الناس عنه شيئا) (7)

[الحديث: 2686] قال الإمام الصادق: (إيّاك والسفلة، فإنّما شيعة عليّ من عفّ

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 56.

(2) تحف العقول ص 378.

(3) روضة الواعظين ج 2 ص 460.

(4) مصباح الشريعة ص 63.

(5) ثواب الأعمال ص 158.

(6) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 294.

(7) الكافي ج 4 ص 21.

مكارم الأخلاق وفضائلها (411)

بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر) (1)

[الحديث: 2687] قال الإمام الصادق: (أبعد ما يكون العبد من الله ما لم يهمه إلّا بطنه وفرجه) (2)

[الحديث: 2688] قال الإمام الصادق: (برّوا آبائكم يبرّكم أبناؤكم، وعفّوا عن نساء الناس تعفّ نساؤكم) (3)

[الحديث: 2689] قال الإمام الصادق: (من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل) (4)

[الحديث: 2690] قال الإمام الصادق: (مكتوب في التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته وزكت مكسبته وخرج من حدّ الفجور) (5)

[الحديث: 2691] قال الإمام الصادق: (خمس من لم يكنّ فيه لم يتهنّأ بالعيش: الصحّة، والأمن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق) (6)

[الحديث: 2692] قال الإمام الصادق: (من اعتصم بالله عزّ وجلّ هدي، ومن توكّل على الله عزّ وجلّ كفي، ومن قنع بما رزقه الله عزّ وجلّ أغنى، ومن اتّقى الله عزّ وجلّ نجا فاتّقوا الله عباد الله بما استطعتم، وأطيعوا وسلّموا الأمر لأهله تفلحوا، واصبروا إنّ الله مع الصابرين، {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر: 19 - 20]) (7)

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 233.

(2) مشكاة الأنوار ص 158.

(3) الكافي ج 5 ص 554، أمالي الصدوق ص 388.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 37 1.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 37 1.

(6) المحاسن ص 9.

(7) بحار الأنوار ج 69 ص 399 عن بشارة المصطفى.

مكارم الأخلاق وفضائلها (412)

[الحديث: 2693] قال الإمام الصادق لرجل: (اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك، ولا تتمنّ ما لست نائله، فإنّه من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظّك من آخرتك) (1)

[الحديث: 2694] قال الإمام الصادق: (ما هلك من عرف قدره، وما يبكي الناس على القوت، إنما يبكون على الفضول) ثمّ قال: (فكم عسى أن يكفي الإنسان؟) (2)

[الحديث: 2695] شكا رجل إلى الإمام الصادق أنّه يطلب فيصيب ولا يقنع، وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه وقال: علّمني شيئا أنتفع به، فقال الإمام الصادق: (إن كان ما يكفيك يغنيك، فأدنى ما فيها يغنيك، وإن كان ما يكفيك لا يغنيك فكلّ ما فيها لا يغنيك) (3)

[الحديث: 2696] قال الإمام الصادق: (كان أبي ربّما اختبر السؤال ليعلم القانع من غيره وإذا وقف به السائل أعطاه الرأس فإن قبله قال دعه وأعطاه من اللحم، وإن لم يقبله تركه ولم يعطه شيئا) (4)

4 ـ ما روي عن عن سائر الأئمة

[الحديث: 2697] قال الإمام السجاد: (أربع من كنّ فيه كمل إيمانه، ومحّصت عنه ذنوبه، ولقى ربّه وهو عنه راض؛ من وفي لله بما يجعل على نفسه للنّاس، وصدق لسانه مع النّاس، واستحيى من كلّ قبيح عند الله وعند النّاس، ويحسن خلقه مع أهله) (5)

[الحديث: 2698] قال الإمام السجاد: (من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس) (6)

__________

(1) روضة الكافي ج 2 ص 52.

(2) مشكاة الأنوار ص 131.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 139.

(4) دعائم الإسلام ج 2 ص 185.

(5) المحاسن ص 8 كتاب الأشكال والقرائن.

(6) مشكاة الأنوار ص 130.

مكارم الأخلاق وفضائلها (413)

[الحديث: 2699] روى عن الإمام السجاد أنّه كان إذا أعطى السائل شيئا فيسخطه انتزعه منه وأعطاه غيره (1)

[الحديث: 2700] قال الإمام الكاظم في وصيّته: (رحم الله من استحيا من الله حقّ الحياء، فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر الموت والبلى، وعلم أنّ الجنّة محفوفة بالمكاره، والنّار محفوفة بالشهوات) (2)

[الحديث: 2701] قال الإمام الرضا: (من ألقي جلباب الحياء فلا غيبة له) (3)

[الحديث: 2702] قال الإمام الرضا: (من لم يقنعه من الرزق إلّا الكثير لم يكفه من العمل إلّا الكثير، ومن كفاه من الرزق القليل فإنّه يكفيه من العمل القليل) (4)

__________

(1) دعائم الإسلام ج 2 ص 340.

(2) تحف العقول ص 390.

(3) الاختصاص ص 242.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 37 1.

مكارم الأخلاق وفضائلها (414)

الشجاعة والتضحية

الشجاعة والتضحية بالمال والنفس والجاه وغيرها، من أعلى وأفضل وأكرم الأخلاق، ذلك لأنها تمثل المروءة والفتوة في أعلى درجاتها؛ فالأخلاق العالية لا تعني الكسل ولا الذلة ولا الهوان، بل تعني الجد والنشاط والقوة والإيجابية والتأثير، وفي كل المجالات، ولا يمكن أن يتحقق ذلك من دون مجاهدة وجهاد، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]

ولذلك كانت الشجاعة من مكارم الأخلاق الأساسية، لأنه لولاها لم تتحقق التضحية، ولولاهما لم يتحقق الكمال، ولذلك وصف الله تعالى المؤمنين الحقيقيين المتمسكين بالدين الأصيل بهذه الأوصاف، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54]

وتأثير الشجاعة والتضحية ليس قاصرا على الجوانب المتعدية، بل هو يشمل أيضا الجوانب النفسية، ذلك أنهما أصل من أصول الأخلاق، ولهما علاقة بها جميعا، ولا يمكن للنفس أن تتهذب من دونهما، وقد قال بعضهم معبرا عن دور الشجاعة في التحقق بجميع الفضائل الخلقية: (اعلم أن كل كريهة ترفع، أو مكرمة تكتسب لا تتحقق إلا بالشجاعة، ألا ترى أنك إذا هممت أن تمنح شيئا من مالك خار طبعك، ووهن قلبك، وعجزت نفسك، فشححت به، وإذا حققت عزمك، وقويت نفسك، وقهرت ذلك العجز، أخرجت المال المضنون به، وعلى قدر قوة القلب وضعفه تكون طيبة النفس بإخراجه، أو كراهية النفس لإخراجه مع إخراجه، وعلى هذا النمط جميع الفضائل، مهما لم تقارنها قوة نفس لم تتحقق، وكانت مخدوعة. فالجبان يفر عن أمه وأبيه. والشجاع يقاتل عمن لا يثوب به إلى رحله،

مكارم الأخلاق وفضائلها (415)

فبقوة القلب يصاب امتثال الأوامر والانتهاء عن الزواجر، وبقوة القلب يصاب اكتساب الفضائل، وبقوة القلب ينتهى عن اتباع الهوى والتضمخ بالرذائل. وبقوة القلب يصبر الجليس على إيذاء الجليس وجفاء الصاحب، وبقوة القلب يكتم الأسرار ويدفع العار، وبقوة القلب يقتحم الأمور الصعاب، وبقوة القلب يتحمل أثقال المكاره، وبقوة القلب يصبر على أخلاق الرجال، وبقوة القلب تنفذ كل عزيمة أوجبها الحزم والعدل) (1)

ولهذا وصف الله تعالى المنافقين بالخور والعجز، فقال ـ مخبرا عن حالهم يوم الأحزاب ـ: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب: 19 - 20]

وقال في وصف حالتهم مطلقا: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4]

ولهذا كله كانت الشجاعة والصفات المرتبطة بها، من صفات الكمّل من الصالحين، وعلى رأسهم الأنبياء وورثتهم، الذين واجهوا أقوامهم بكل قوة، ولم يدخل قلوبهم فزع ولا هيبة ولا جبن، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ

__________

(1) سراج الملوك، الطرطوشي، (2/ 668 - 670)

مكارم الأخلاق وفضائلها (416)

الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 146 - 148]

وضرب بعض النماذج عن ذلك، ومنهم داود عليه السلام الذي ذكر أنه كان من النفر القليل الثابتين في جهادهم ضد عدو بني إسرائيل، وأنه كان بشجاعته وإقدامه سبب انتصاراتهم، قال تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 250 - 251]

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الشجاعة والتضحية، وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 2703] عن معاذ بن جبل أنّه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (لا تشرك بالله شيئا، وإن قتلت وحرّقت. ولا تعقّنّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك. ولا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمّدا؛ فإنّ من ترك صلاة مكتوبة متعمّدا فقد برئت منه ذمّة الله. ولا تشربنّ خمرا فإنّه رأس كلّ فاحشة. وإيّاك والمعصية؛ فإنّ بالمعصية حلّ سخط الله عزّ وجلّ ـ وإيّاك والفرار من الزّحف وإن هلك النّاس وإذا أصاب النّاس موتان (1) وأنت فيهم فاثبت. وأنفق على عيالك من طولك) (2)

[الحديث: 2704] عن عبد الله بن أبي أوفى أنّه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في بعض

__________

(1) الموت، والموتان ـ محركة ـ ضد الحياة.

(2) أحمد (5/ 238) وابن ماجه 4034.

مكارم الأخلاق وفضائلها (417)

أيّامه الّتي لقي فيها العدوّ ينتظر حتّى إذا مالت الشّمس قام فيهم فقال: (يا أيّها النّاس لا تتمنّوا لقاء العدوّ واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف) ثمّ قام النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم) (1)

[الحديث: 2705] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) (2)

[الحديث: 2706] عن عبادة بن الصّامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السّمع والطّاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكارهنا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالعدل أين كنّا لا نخاف في الله لومة لائم) (3)

[الحديث: 2707] عن ابن عبّاس قال: حَسْبُنَا الله ونِعْمَ الْوَكِيلُ قالها إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم حين ألقي في النّار، وقالها محمّد صلى الله عليه وآله وسلم حين قالوا: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]) (4)

[الحديث: 2708] عن عبد الله بن مسعود أنّه قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لأن أكون صاحبه أحبّ إلى ممّا عدل به: أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى {إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، ولكنّا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أشرق وجهه وسرّه؛ يعني قوله) (5)

[الحديث: 2709] قال أنس بن مالك: (عمّي الّذي سمّيت به لم يشهد مع رسول

__________

(1) البخاري (2818) ومسلم (1742)

(2) الترمذي (2174) وأبو داود (1344)

(3) البخاري (7199) و(7200) ومسلم (709)

(4) البخاري (4563)

(5) البخاري (3952)

مكارم الأخلاق وفضائلها (418)

الله صلى الله عليه وآله وسلم بدرا. فشقّ عليه. قال: أوّل مشهد شهده رسول الله غيّبت عنه. وإن أراني الله مشهدا، فيما بعد، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليراني الله ما أصنع. فهاب أن يقول غيرها. فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد. فاستقبله سعد بن معاذ. فقال له أنس: يا أبا عمرو! أين؟ فقال: واها لريح الجنّة. أجده دون أحد. فقاتلهم حتّى قتل. فوجد في جسده بضع وثمانون. من بين ضربة وطعنة ورمية. فقالت أخته، عمّتي الرّبيع بنت النّضر: فما عرفت أخي إلّا ببنانه. ونزلت هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، فكانوا يرون أنّها نزلت فيه وفي أصحابه) (1)

[الحديث: 2710] عن سعد بن أبي وقّاص قال: رأيت أخي عمير بن أبي وقّاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إنّي أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيستصغرني فيردّني، وأنا أحبّ الخروج لعلّ الله أن يرزقني الشّهادة. قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فردّه، فبكى فأجازه. فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره، فقتل وهو ابن ستّ عشرة سنة) (2)

[الحديث: 2711] سأل رجل البراء فقال: يا أبا عمارة! أولّيتم يوم حنين؟ قال البراء وأنا أسمع: أمّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يولّ يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلمّا غشيه المشركون نزل فجعل يقول: أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطّلب. قال: فما رئي من النّاس يومئذ أشدّ منه) (3)

[الحديث: 2712] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل العمل: الإيمان بالله، والجهاد في سبيله) (4)

[الحديث: 2713] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبرك برأس الأمر كلّه وعموده وذروة

__________

(1) البخاري (2805) ومسلم (1903)

(2) الإصابة (5/ 36)

(3) البخاري (3042) ومسلم (1776)

(4) البخاري (2518) ومسلم (84)

مكارم الأخلاق وفضائلها (419)

سنامه؟) قلت: بلى يا رسول الله قال: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد) (1)

[الحديث: 2714] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ في الجنّة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدّرجتين كما بين السّماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنّه أوسط الجنّة، وأعلى الجنّة، وفوقه عرش الرّحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنّة) (2)

[الحديث: 2715] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ العمل أفضل؟ فقال: (إيمان بالله ورسوله) قيل: ثمّ ماذا؟. قال: (الجهاد في سبيل الله) قيل: ثمّ ماذا؟ قال: (حجّ مبرور) (3)

[الحديث: 2716] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تكفّل الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلّا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنّة، أو أرجعه إلى منزله الّذي خرج منه بما نال من أجر، أو غنيمة، والّذي نفس محمّد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل الله إلّا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم. لونه لون دم، وريحه ريح مسك. والّذي نفس محمّد بيده، لولا أن يشقّ على المسلمين ما قعدت خلاف سريّة تغزو في سبيل الله أبدا. ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشقّ عليهم أن يتخلّفوا عنّي، والّذي نفس محمّد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثمّ أغزو فأقتل، ثمّ أغزو فأقتل) (4)

[الحديث: 2717] عن أبي سعيد الخدريّ قال: جاء أعرابيّ إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: يا رسول الله أيّ النّاس خير؟. قال: (رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشّعاب يعبد ربّه ويدع النّاس من شرّه) (5)

[الحديث: 2718] عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: دلّني

__________

(1) الترمذي (2616)

(2) البخاري (2790)

(3) البخاري (26) ومسلم (83)

(4) البخاري (3123) ومسلم 3 (1876)

(5) البخاري (6494)

مكارم الأخلاق وفضائلها (420)

على عمل يعدل الجهاد. قال: (لا أجده) قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟) قال: ومن يستطيع ذلك؟. قال أبو هريرة: إنّ فرس المجاهد ليستنّ (1) في طوله (2) فيكتب له حسنات) (3)

[الحديث: 2719] عن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمّر أميرا على جيش أو سريّة أوصاه في خاصّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثمّ قال: (اغزوا باسم الله في سبيل الله فاقتلوا من كفر بالله (4) اغزوا ولا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا) (5)

[الحديث: 2720] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيّة، وإذا استنفرتم فانفروا) (6)

[الحديث: 2721] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من نبيّ بعثه الله في أمّة قبلي إلّا كان له من أمّته حواريّون وأصحاب يأخذون بسنّته ويقتدون بأمره ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل) (7)

[الحديث: 2722] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المجاهد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ـ كمثل الصّائم القائم، وتوكّل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفّاه أن يدخله الجنّة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة) (8)

__________

(1) استن الفرس يستن استنانا: أي عدا لمرحه ونشاطه شوطا أو شوطين ولا راكب على ظهره.

(2) الطول والطيل بالكسر: الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره والآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى.

(3) البخاري (2785)

(4) االمراد بالكفر هنا ليس الاعتقاد، وإنما ما ينتج عنه من الظلم والعدوان.

(5) مسلم (1731)

(6) البخاري (2783) ومسلم (1864)

(7) مسلم (50)

(8) البخاري (2787) ومسلم (1876)

مكارم الأخلاق وفضائلها (421)

[الحديث: 2723] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من آمن بالله وبرسوله وأقام الصّلاة وصام رمضان كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة. جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه الّتي ولد فيها) فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشّر النّاس؟ قال: (إنّ في الجنّة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله. ما بين الدّرجتين كما بين السّماء والأرض. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنّه أوسط الجنّة وأعلى الجنّة، وفوقه عرش الرّحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنّة) (1)

[الحديث: 2724] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنّة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصّلاة دعي من باب الصّلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصّيام دعي من باب الرّيّان، ومن كان من أهل الصّدقة دعي من باب الصّدقة) (2)

[الحديث: 2725] عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا أبا سعيد من رضي بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد نبيّا، وجبت له الجنّة) فعجب لها أبو سعيد. فقال: أعدها عليّ يا رسول الله. ففعل. ثمّ قال: (و أخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنّة. ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض) قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: (الجهاد في سبيل الله. الجهاد في سبيل الله) (3)

[الحديث: 2726] عن البراء بن عازب قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رجل مقنّع بالحديد. فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: (أسلم ثمّ قاتل)؛ فأسلم ثمّ قاتل فقتل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عمل قليلا وأجر كثيرا) (4)

[الحديث: 2727] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إنّ القوّة الرّمي) (5)

__________

(1) البخاري (2790)

(2) البخاري (1897) ومسلم (1027)

(3) مسلم (1884)

(4) البخاري (2808)

(5) مسلم (1917)

مكارم الأخلاق وفضائلها (422)

[الحديث: 2728] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند صلح الحديبية: (إنّا لم نجأ لقتال أحد ولكنّا جئنا معتمرين، وإنّ قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم مدّة ويخلّوا بيني وبين النّاس، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه النّاس فعلوا، وإلّا فقد جمّوا (1) وإن هم أبوا فوالّذي نفسي بيده لأقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفتي، ولينفذنّ الله أمره) (2)

[الحديث: 2729] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعس عبد الدّينار والدّرهم والقطيفة والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبّرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السّاقة كان في السّاقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفّع) (3)

[الحديث: 2730] جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: الرّجل يقاتل حميّة، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء فأيّ ذلك في سبيل الله؟ قال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) (4)

[الحديث: 2731] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدّنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنّة خير من الدّنيا وما عليها، والرّوحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدّنيا وما عليها) (5)

[الحديث: 2732] عن جابر بن عبد الله قال: قال رجل للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت أنا؟ فأين أنا؟ قال: (في الجنّة) فألقى تمرات في يده، ثمّ قاتل حتّى قتل) (6)

__________

(1) جمّوا: أي استراحوا وكثروا.

(2) البخاري (2731 ـ 2732)

(3) البخاري (2887)

(4) البخاري (7458) ومسلم (1904)

(5) البخاري (2892)

(6) أبو داود (2500) والترمذي (1621)

مكارم الأخلاق وفضائلها (423)

[الحديث: 2733] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلّ الميّت يختم على عمله إلّا المرابط في سبيل الله، فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمّن من فتّان القبر) (1)

[الحديث: 2734] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم (2) في سبيله، إلّا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب (3)، اللّون لون دم والرّيح ريح مسك) (4)

[الحديث: 2735] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لغدوة في سبيل الله، أو روحة، خير من الدّنيا وما فيها) (5)

[الحديث: 2736] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لقاب قوس في الجنّة خير ممّا تطلع عليه الشمس وتغرب) وقال: (لغدوة أو روحة في سبيل الله خير ممّا تطلع عليه الشّمس وتغرب) (6)

[الحديث: 2737] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يلج النّار رجل بكى من خشية الله، حتّى يعود اللّبن في الضّرع، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنّم) (7)

[الحديث: 2738] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لن يبرح هذا الدّين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتّى تقوم السّاعة) (8)

[الحديث: 2739] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أحد يدخل الجنّة يحبّ أن يرجع إلى الدّنيا وله ما على الأرض من شيء إلّا الشّهيد يتمنّى أن يرجع إلى الدّنيا فيقتل عشر مرّات، لما يرى من الكرامة) (9)

__________

(1) البخاري (7311) ومسلم (156)

(2) يكلم بضم أوله: أي يجرح.

(3) يثعب: أي يجري.

(4) البخاري (2803) ومسلم (1876)

(5) البخاري (2792) ومسلم (1880)

(6) البخاري (2793)

(7) الترمذي (1633)

(8) مسلم (1922)

(9) البخاري (2817) وأحمد (3/ 103)

مكارم الأخلاق وفضائلها (424)

[الحديث: 2740] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اغبرّتا قدما عبد في سبيل الله فتمسّه النّار) (1)

[الحديث: 2741] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله. ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني. وإنّما الإمام جنّة يقاتل من ورائه ويتّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإنّ له بذلك أجرا. وإن قال بغيره فإنّ عليه منه) (2)

[الحديث: 2742] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا) (3)

[الحديث: 2743] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب الشهادة صادقا أعطيها وإن لم تصبه) (4)

[الحديث: 2744] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قاتل في سبيل الله فواق ناقة (5) وجبت له الجنّة، ومن سأل الله القتل في سبيل الله صادقا من نفسه ثمّ مات أو قتل فإنّ له أجر شهيد، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة، فإنّها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزّعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله، فإنّ عليه طابع الشّهداء) (6)

[الحديث: 2745] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف، وفي كلّ خير) (7)

[الحديث: 2746] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خير معاش النّاس لهم: رجل ممسك

__________

(1) البخاري (2811)

(2) البخاري (2957) ومسلم (1841)

(3) مسلم (1895)

(4) مسلم (1908)

(5) فواق ناقة: أي قدر مدة حلب الناقة.

(6) أبو داود (2541) والترمذي (1657)

(7) مسلم (2664)

مكارم الأخلاق وفضائلها (425)

عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلّما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانّه (1)، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة (2) من هذه الشّعف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، ويعبد ربّه حتّى يأتيه اليقين، ليس من النّاس إلّا في خير) (3)

[الحديث: 2747] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من علم الرّمي، ثمّ تركه، فليس منّا، أو قد عصى) (4)

[الحديث: 2748] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات ولم يغز، ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من نفاق) (5)

[الحديث: 2749] عن خبّاب بن الأرتّ قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله ومنّا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئا، كان منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد لم يترك إلّا نمرة (6) كنّا إذا غطّينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطّي بها رجلاه خرج رأسه؛ فقال لنا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (غطّوا بها رأسه واجعلوا على رجله الإذخر، أو قال: ألقوا على رجله من الإذخر. ومنّا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها (7)) (8)

[الحديث: 2750] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف) (9)

[الحديث: 2751] عن جندب بن سفيان أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في بعض المشاهد قد دميت إصبعه فقال: (هل أنت إلّا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت) ((10)

__________

(1) والموت مظانه: يعني يطلبه من مواطنه التي يرجى فيها لشدة رغبته في الشهادة.

(2) شعفة: أعلى الجبل.

(3) مسلم (1889)

(4) مسلم (1919)

(5) مسلم (1910)

(6) النمرة: كل شملة مخططة من مآزر الأعراب وجمعها نمار.

(7) يهدبها: أي يجنيها. من قولهم هدب الثمرة جناها.

(8) البخاري (4047)

(9) البخاري (2818) ومسلم (1902)

(10) البخاري (2802)

مكارم الأخلاق وفضائلها (426)

[الحديث: 2752] عن سهل بن سعد أنّه سئل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد فقال: (أما والله إنّي لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن كان يسكب الماء وبما دووي، كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تغسله وعليّ يسكب الماء بالمجنّ (1) فلمّا رأت فاطمة أنّ الماء لا يزيد الدّم إلّا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدّم. وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه، وكسرت البيضة (2) على رأسه) (3)

[الحديث: 2753] عن بريدة عن أبيه قال: (غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهنّ) (4)

[الحديث: 2754] عن البراء بن عازب أنّ رجلا سأله فقال: أكنتم ولّيتم يوم حنين؟ يا أبا عمارة فقال: (أشهد على نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ولّى. ولكنّه انطلق أخفّاء من النّاس وحسّر إلى هذا الحيّ من هوازن. وهم قوم رماة. فرموهم برشق من نبل. كأنّها رجل من جراد فانكشفوا. فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته. فنزل ودعا واستنصر وهو يقول: (أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطّلب، اللهم نزّل نصرك) قال البراء: (كنّا والله إذا احمرّ البأس نتّقي به، وإنّ الشّجاع منّا للّذي يحاذي به يعني النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم) (5)

[الحديث: 2755] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (و الّذي نفسي بيده، لولا أنّ رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا عنّي ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلّفت عن سريّة تغدو في سبيل الله، والّذي نفسي بيده لوددت أنّي أقتل في سبيل الله، ثمّ أحيا ثمّ أقتل، ثمّ أحيا ثمّ أقتل، ثمّ أحيا ثمّ أقتل) (6)

[الحديث: 2756] عن أنس قال: (كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أحسن النّاس وأجود النّاس

__________

(1) المجن: الترس الذي يواري حامله أثناء القتال.

(2) البيضة: الخوذة من المعدن يلبسها المقاتل.

(3) البخاري (4075) ومسلم (1790)

(4) مسلم (1814)

(5) مسلم (1776)

(6) البخاري (2797)

مكارم الأخلاق وفضائلها (427)

وأشجع النّاس. ولقد فزع أهل المدينة، ذات ليلة فانطلق النّاس قبل الصّوت فاستقبلهم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد سبق النّاس إلى الصّوت وهو يقول: (لم تراعوا، لم تراعوا) (1) وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال: لقد وجدته بحرا (2)، أو إنّه لبحر) (3)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 2757] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ البصر النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة) (4)

[الحديث: 2758] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فوق كلّ ذي برّ برّ حتّى يقتل في سبيل الله، فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر، وفوق كلّ ذي عقوق عقوق حتّى يقتل أحد والديه فإذا قتل أحد والديه فليس فوقه عقوق) (5)

[الحديث: 2759] قيل: يا رسول الله أيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ؟ فقال: (إيمان بالله، وجهاد في سبيله) (6)

[الحديث: 2760] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحبّ الأعمال إلى الله الصلاة والبرّ والجهاد) (7)

[الحديث: 2761] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ؟ قال: (الصلاة لوقتها) قيل: ثمّ أيّ شيء؟ قال: (برّ الوالدين) قلت: ثمّ أيّ شيء؟ قال: (الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ) (8)

[الحديث: 2762] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أبخل الناس من بخل بالسلام، وأجود

__________

(1) لم تراعوا: أي روعا مستقرّا، أو روعا يضركم.

(2) بحر: أي فرس واسع الجري.

(3) البخاري (6033) ومسلم (2307)

(4) بحار الأنوار ج 61 ص 269، الشهاب.

(5) التهذيب ج 6 ص 122.

(6) الخصال ج 2 ص 523.

(7) الخصال ج 1 ص 185.

(8) الخصال ج 1 ص 163.

مكارم الأخلاق وفضائلها (428)

الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل الله) (1)

[الحديث: 2763] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من خطوة أحبّ إلى الله من خطوتين: خطوة يسدّ بها مؤمن صفّا في سبيل الله، وخطوة يخطوها مؤمن إلى ذي رحم قاطع يصلها، وما من جرعة أحبّ إلى الله من جرعتين: جرعة غيظ يردّها مؤمن بحلم، وجرعة جزع يردّها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله) (2)

[الحديث: 2764] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حملة القران عرفاء أهل الجنّة، والمجاهدون في سبيل الله قوّادها، والرسل سادة أهل الجنّة) (3)

[الحديث: 2765] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (للجنّة باب يقال له: باب المجاهدين، يمضون إليه فإذا هو مفتوح، وهم متقلّدون بسيوفهم، والجمع في الموقف، والملائكة ترحّب بهم، ثمّ قال: فمن ترك الجهاد ألبسه الله عزّ وجلّ ذلّا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه) (4)

[الحديث: 2766] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيول الغزاة هي خيولهم في الجنّة) (5)

[الحديث: 2767] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بالجهاد في سبيل الله مع كلّ إمام عدل، فإنّ الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة) (6)

[الحديث: 2768] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ في الجنّة شجرة يخرج من أصلها خيل بلق لا تروث ولا تبول مسرحة بلجمة لجمها الذهب ومركبها الذهب، وسروجها الدرّ والياقوت، فيستوي عليها أهل علّيين فيمرّون على من أسفل عنهم فيقولون: يا أهل الجنّة أنصفونا.. أي ربّ بما بلغت عبادك هذه المنزلة، فيقول عزّ وجلّ: كانوا يصومون وكنتم

__________

(1) نوادر الراوندي ص 20.

(2) أمالي المفيد ص 11.

(3) الأشعثيّات ص 76.

(4) الكافي ج 5 ص 2.

(5) ثواب الأعمال ص 225.

(6) دعائم الإسلام ج 1 ص 343.

مكارم الأخلاق وفضائلها (429)

تأكلون، وكانوا يقومون الليل وكنتم تنامون، وكانوا يتصدّقون وكنتم تبخلون، وكانوا يجاهدون وكنتم تجنبون؛ فبذلك بلّغتهم هذه المرتبة) (1)

[الحديث: 2769] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعا موسى وأمّن هارون وأمّنت الملائكة، فقال الله تبارك وتعالى: قد أجيبت دعوتكما فاستقيما، ومن غزا في سبيل الله استجيب له كما استجيب لكما إلى يوم القيامة) (2)

[الحديث: 2770] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يباهي الله تعالى الملائكة بخمسة: بالمجاهدين، والفقراء الّذين يتواضعون لله تعالى، والغني الّذي يعطي الفقراء كثيرا ولا يمن عليهم، ورجل يبكي في خلوة من خشية الله عزّ وجلّ) (3)

[الحديث: 2771] عن الإمام الباقر قال: (أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنّي راغب نشيط في الجهاد، قال: فجاهد في سبيل الله فإنّك إن تقتل كنت حيّا عند الله ترزق، وإن متّ فقد وقع أجرك على الله، وان رجعت خرجت من الذنوب إلى الله) (4)

[الحديث: 2772] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من رمى بسهم في سبيل الله، فبلغ أخطأ أو أصاب كان سهمه ذلك، كعدل رقبة من ولد إسماعيل. ومن خرجت به شيبة في سبيل الله، كان له نورا يوم القيامة، ومن أعتق مسلما، كانت فكاكه من النار، ومن قام إلى الوضوء يراه حقا عليه فمضمض فاه، غفرت له ذنوبه، من أوّل قطرة من طهوره، فإذا غسل وجهه فمثل ذلك، وإذا غسل يديه فمثل ذلك، فإن جلس جلس سالما وان صلّى تقبل الله منه) (5)

[الحديث: 2773] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (غدوة في سبيل الله، أو روحة؛ خير من الدنيا وما فيها) (6)

__________

(1) الأشعثيّات ص 36.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 510.

(3) جامع الأخبار ص 96.

(4) تفسير العيّاشي ج 1 ص 206.

(5) عوالي اللآلئ، ج 1 ص 84.

(6) عوالي اللآلئ ج 3 ص 182.

مكارم الأخلاق وفضائلها (430)

[الحديث: 2774] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ جبريل أخبرني بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي قال: يا محمّد من غزا غزاة في سبيل الله من أمّتك فما أصابه قطرة من السماء أو صداع إلّا كانت له شهادة يوم القيامة) (1)

[الحديث: 2775] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من اغتاب مؤمنا غازيا، أو آذاه، أو خلفه في أهله بسوء نصب عمله يوم القيامة ليستغرق حسناته، ثمّ يركس في النار ركسا إذا كان الغازي في طاعة الله عزّ وجلّ) (2)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 2776] قال الإمام علي: (الشجاعة زين) (3)

[الحديث: 2777] قال الإمام علي: (الشجاعة عزّ حاضر) (4)

[الحديث: 2778] قال الإمام علي: (آفة الشجاع إضاعة الحزم) (5)

[الحديث: 2779] قال الإمام علي: (ثمرة الشجاعة الغيرة) (6)

[الحديث: 2780] قال الإمام علي: (على قدر الحميّة تكون الشجاعة) (7)

[الحديث: 2781] قال الإمام علي: (الشجاعة أحد العزّين) (8)

[الحديث: 2782] قال الإمام علي: (الشجاعة نصرة حاضرة وفضيلة ظاهرة) (9)

[الحديث: 2783] قال الإمام علي: (إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله سبحانه

__________

(1) الكافي ج 5 ص 8.

(2) عقاب الأعمال ص 305.

(3) غرر الحكم ص 259.

(4) غرر الحكم ص 259.

(5) غرر الحكم ص 259.

(6) غرر الحكم ص 259.

(7) غرر الحكم ص 259.

(8) غرر الحكم ص 259.

(9) غرر الحكم ص 259.

مكارم الأخلاق وفضائلها (431)

وتعالى الإيمان به وبرسوله، والجهاد في سبيله فإنّه ذروة الإسلام) (1)

[الحديث: 2784] قال الإمام علي: (إنّ الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام، وهو قوام الّدين والأجر فيه عظيم مع العزّة والمنعة، وهو الكرّة، فيه الحسنات والبشرى بالجنّة بعد الشهادة، وبالرزق غدا عند الربّ، والكرامة يقول الله عزّ وجلّ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171]) (2)

[الحديث: 2785] عن مالك بن أعين قال: حرّض الإمام علي صلى الله عليه وآله وسلم الناس بصفّين فقال: (إنّ الله عزّ وجلّ دلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، وتشفي بكم على الخير الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله، وجعل ثوابه مغفرة للذّنب، ومساكن طيّبة في جنّات عدن، وقال: عزّ وجلّ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]) (3)

[الحديث: 2786] قال الإمام علي: (ثواب الجهاد أعظم الثواب) (4)

[الحديث: 2787] سئل الإمام علي عن الإيمان، فقال: (إنّ الله عزّ وجلّ جعل الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد ـ إلى أن قال ـ والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق، وأمن كيده، ومن صدق في المواطن قضى الّذي عليه، ومن شنأ الفاسقين غضب لله ومن غضب لله غضب الله

__________

(1) (()) نهج البلاغة خطبة 109 ص 338.

(2) (()) الكافي ج 5 ص 36.

(3) (()) الكافي ج 5 ص 39.

(4) (()) غرر الحكم الفصل 25 رقم 10.

مكارم الأخلاق وفضائلها (432)

له، فذلك الإيمان ودعائمه وشعبه) (1)

[الحديث: 2788] قال الإمام علي: (الجهاد عماد الدين ومنهاج السعداء) (2)

[الحديث: 2789] قال الإمام علي: (إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة، فتحه الله لخاصّة أوليائه، وسوّغهم كرامة منه لهم ونعمة ذخرها، والجهاد هو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنّته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلّ، وشمله البلاء وفارق الرضا، وديّث بالصغار والقماءة، وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحقّ منه بتضييع الجهاد، وسئم الخسف ومنع النصف) (3)

[الحديث: 2790] قال الإمام علي: (إنّ الله عزّ وجلّ فرض الجهاد وعظّمه وجعله نصره وناصره. والله ما صلحت دنيا ولا دين إلّا به) (4)

[الحديث: 2791] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم، فإنّما يجاهد في سبيل الله رجلان إمام هدى، ومطيع له مقتد بهداه) (5)

[الحديث: 2792] قال الإمام علي: (المجاهدون تفتح لهم أبواب السماء) (6)

[الحديث: 2793] قال الإمام علي: (إنّ أكرم الموت القتل، والّذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من ميتة على الفراش) (7)

[الحديث: 2794] كتب الإمام علي إلى عثمان بن حنيف: (لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها، ولو أمكنت الفرصة من رقابها لسارعت إليها) (8)

[الحديث: 2795] قال الإمام علي: (الجهاد على أربع شعب على الأمر بالمعروف

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 50.

(2) غرر الحكم ص 333.

(3) الكافي ج 5 ص 4.

(4) الكافي ج 5 ص 8.

(5) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 139.

(6) غرر الحكم، رقم 1393.

(7) غرر الحكم ص 333.

(8) مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 84.

مكارم الأخلاق وفضائلها (433)

والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن والغضب لله، وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسق، ومن صدق في المواطن قضى الّذي عليه، ومن شنأ الفاسقين وغضب لله غضب الله له) (1)

2 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 2796] قال الإمام الباقر: (ألا أخبركم بالإسلام فرعه وأصله وذروته وسنامه؟) قيل: بلى جعلت فداك قال: (أمّا أصله فالصلاة، وأمّا فرعه فالزكاة، وأمّا ذروته وسنامه فالجهاد) (2)

[الحديث: 2797] قال الإمام الباقر: (كلّ ذنب يكفّره القتل في سبيل الله إلّا الدَين لا كفّارة له إلّا أداؤه أو يقضى عن صاحبه أو يعفو الّذي له الحقّ) (3)

3 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 2798] سئل الإمام الصادق: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: (الصلاة لوقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ) (4)

[الحديث: 2799] قال الإمام الصادق: (الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض) (5)

[الحديث: 2800] عن حديرة قال: قلت للإمام الصادق جعلت فداك أيّما أفضل الحجّ أو الصدقة؟ قال: (هذه مسألة فيها مسألتان.. كم المال يكون ما يحمل صاحبه إلى الحجّ؟) قلت: لا، قال: (إذا كان ما لا يحمل إلى الحجّ فالصدقة لا تعدل الحجّ، الحجّ أفضل، وإن كانت لا تكون إلّا القليل، فالصدقة) قلت: فالجهاد قال: (الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض في وقت الجهاد، ولا جهاد إلّا مع الإمام) (6)

__________

(1) كتاب سليم بن قيس ص 101.

(2) كتاب الزهد ص 13.

(3) علل الشرائع ص 528.

(4) (()) اصول الكافي ج 2 ص 158.

(5) (()) الكافي ج 5 ص 3.

(6) بحار الأنوار ج 96 ص 10 عن (فضائل الشيعة).

مكارم الأخلاق وفضائلها (434)

[الحديث: 2801] قال الإمام الصادق: (ألا أخبركم بأصل الإسلام وفرعه وذروة سنامه؟) قيل: بلى، قال: (أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أخبرك بأبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تحط الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يناجي ربّه، ثمّ تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]) (1)

[الحديث: 2802] قال الإمام الصادق: (ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاجّ، فانظروا كيف تخلّفونه، والغازي في سبيل الله، فانظروا كيف تخلّفونه، والمريض فلا تغيظوه ولا تضجروه) (2)

[الحديث: 2803] سئل الإمام الصادق عن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111] هذا لكلّ من جاهد في سبيل الله أم لقوم دون قوم؟ فقال: (إنه لما نزلت هذه الآية على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم سأله بعض أصحابه عن هذا فلم يجبه، فأنزل الله عزّ وجلّ عليه بعقب ذلك: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112] فأبان الله عزّ وجلّ بهذا صفة المؤمنين الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم، فمن أراد الجنّة فليجاهد في سبيل الله على هذه الشرائط، وإلّا فهو من جملة من قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ينصر الله هذا الدين بقوم لا خلاق لهم) (3)

4 ـ ما روي عن الإمام الرضا

__________

(1) المشكاة ص 154.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 509.

(3) دعائم الإسلام ج 1 ص 341.

مكارم الأخلاق وفضائلها (435)

[الحديث: 2804] سئل الإمام الرضا عن قول الإمام علي لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش فقال: (في سبيل الله) (1)

__________

(1) التهذيب ج 6 ص 123.

مكارم الأخلاق وفضائلها (436)

الصدق والوفاء

الصدق والوفاء خلقان مرتبطان ببعضهما، لا يكمل أحدهما إلا بالآخر، كما قال الإمام علي: (إنّ الوفاء توأم الصدق، وما أعرف جنة أوقى منه) (1)، وقال: (أفضل الصّدق الوفاء بالعهود) (2)، ولذلك يمكن اعتبار الصدق وفاء، والوفاء صدقا.

وبذلك فإن القيمة التي يمثلها الصدق والوفاء ضرورية جدا لبناء الشخصية الخلقية في أجمل صورها، ولذلك ورد في الأحاديث أنه بقدر ترسخ هذه القيمة في النفس تكون درجتها ومرتبتها في سلم الكمال الإنساني، وخلوها منه، أو من بعضه دليل على تسلط الأهواء والشياطين عليها، ولذلك وصف الصالحون بالصديقية، كما قال تعالى عند ذكر المنعم عليهم: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]، وقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [الحديد: 19]

وقال عن إبراهيم عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: 41]

وقال عن إدريس عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: 56]

وقال عن يوسف عليه السلام، وما قال له صاحباه: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 46]

__________

(1) غرر الحكم ص 251.

(2) غرر الحكم ص 252.

مكارم الأخلاق وفضائلها (437)

وقال عن المسيح وأمه عليهما السلام: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المائدة: 75]

وهكذا وصف الله تعالى المؤمنين بالصدق، واعتبره المنبع الأصلي لأعمالهم الصالحة، فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15)، وقال: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر: 8)، وقال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (الأحزاب: 23)

وأخبر تعالى بأن الغرض من أنواع البلاء هو تمحيص الصادقين وتمييزهم عن غيرهم، فقال: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت: 3)

وأخبر عن الجزاء العظيم المعد للصادقين، فقال: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (المائدة: 119)

ولهذا كله أمر الله تعالى بالصدق، وبالكينونة مع الصادقين، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119)

وهو ما يدل على أنه يستحيل أن ينال الإنسان المراتب الرفيعة في الكمال من دون الصدق والوفاء، وأنه بقدر تعمقه في الصدق وتحققه به تكون مرتبته إلى أن ينال تلك المرتبة الشريفة المعبر عنها بالصديقية.

وسر ذلك أن الصدق معناه المطابقة التامة للواقع، وفي كل شيء، ولذلك كان

مكارم الأخلاق وفضائلها (438)

الصادق الحقيقي هو الذي لا ينحرف عن حقيقته قيد أنملة؛ فإن تعدى حقيقته بادعاء حقيقة أخرى، فإنه يعتبر كاذبا في تلك الدعوى.

وبما أن حقيقة الإنسان ليست سوى عبوديته لله؛ فإن تخلفه عن هذه العبودية في أي سلوك أو موقف؛ أو بأي دعوى من الدعاوى، يعني تخلفه عن الصدق، وتحول المدعي بموجبه إلى كاذب ومفتر.

ولهذا اتفق كل الحكماء على شمول الصدق لكل التصرفات القولية والفعلية والوجدانية وغيرها، وعدم انحصاره فيما اُشتهر فيه من الصدق في الأقوال وحدها.

وقد اختلفت تعبيراتهم في ذلك، وكلها تؤول إلى ما ذكرت.. ومن أمثلتها قول بعضهم: (الصدق ثلاثة أقسام: صدق النية، وصدق اللسان، وصدق العمل.. فصدق النية: أن لا يريد بجميع أقواله وأفعاله وأحواله إلا الله.. وصدق اللسان: معروف.. وصدق العمل: أن يكون حريصاً عليه لا يقطعه إلا قهراً واضطراراً) (1)

وقال آخر: (الصدق في الأقوال: هو موافقة الضمير القول في وقته.. والصدق في الأعمال: إقامتها على رؤية الحق سبحانه وتعالى ونسيان رؤيتها.. والصدق في الأحوال: إقامتها على رؤية الخواطر للحق فلا يكدرها مطالعة رقيب ولا منازعة فقيه) (2)

وقال آخر: (الصدق يستعمل في ستة معان: صدق في القول.. وصدق في النية والإرادة.. وصدق في العزم.. وصدق في الوفاء بالعزم.. وصدق في العمل.. وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها.. فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك: فهو صدّيق لأنه مبالغة في الصدق) (3)

وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كل هذه المعاني عندما ذكر أن الصدق هو الباب الذي

__________

(1) جامع الأصول في الأولياء، ج 2 ص 329.

(2) الفتح المبين فيما يتعلق بترياق المحبين، ص 38.

(3) إحياء علوم الدين، ج 4 ص 356.

مكارم الأخلاق وفضائلها (439)

تفتح به أبواب البر، فقال: (إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتّى يكون صدّيقا، وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند الله كذّابا) (1)

فهذا الحديث يشير إلى أن حرص الصادق على الصدق في كل شيء يهديه إلى البر، ذلك أن أصول البر كلها ترجع إلى الصدق؛ فكل عمل صالح ظاهر وباطن فمنشؤه الصدق.

وأضداد ذلك من الرياء والعجب والكبر والفخر، وغيرها كلها نوع من أنواع الكذب.. وبذلك فإن كل عمل فاسد ظاهر وباطن يرجع إلى الكذب ويؤول إليه.

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هداية الصدق إلى كل أنواع البر إلى الدرجة التي يصبح فيها الصادق صديقا، وذلك لتدخل العناية الإلهية مع الصادقين.. فلذلك لا يسلك الصادق سبيلا إلا صحبه فيه توفيق الله وبركاته.. بينما الكاذب أهل للخذلان لا للتوفيق.. ولهذا أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80]

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الصدق والوفاء، وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 2805] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي

__________

(1) البخاري (6094) مسلم (2607)

مكارم الأخلاق وفضائلها (440)

إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتّى يكون صدّيقا، وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند الله كذّابا) (1)

[الحديث: 2806] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك في الدّنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة) (2)

[الحديث: 2807] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا أوّل شفيع في الجنّة. لم يصدّق نبيّ من الأنبياء ما صدّقت. وإنّ من الأنبياء نبيّا ما يصدّقه من أمّته إلّا رجل واحد) (3)

[الحديث: 2808] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا أو قال: حتّى يتفرّقا ـ فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما) (4)

[الحديث: 2809] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دع ما يريبك (5) إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، والكذب ريبة) (6)

[الحديث: 2810] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمّهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلّا بالله، ولا تحلفوا بالله عزّ وجلّ إلّا وأنتم صادقون) (7)

[الحديث: 2811] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّانا) (8)

[الحديث: 2812] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أتى كاهنا فصدّقه بما يقول فقد برأ ممّا أنزل الله على محمّد) (9)

[الحديث: 2813] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب الشّهادة صادقا، أعطيها ولو لم تصبه) (10)

__________

(1) البخاري (6094) مسلم (2607)

(2) أحمد (2/ 177)

(3) مسلم (196)

(4) البخاري (2079) ومسلم (1532)

(5) يريبك: من الريب وهو الشك والتهمة، ويروى بفتح الياء وضمها.

(6) رواه الترمذي (2518) والنسائي (8/ 327، 328)

(7) أبو داود (3248) والنسائي (7/ 5)

(8) مسلم (2597)

(9) أبو داود (3904) والترمذي (135)

(10) مسلم (1908)

مكارم الأخلاق وفضائلها (441)

[الحديث: 2814] عن عبادة بن الصّامت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (اضمنوا لي ستّا من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: أصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم) (1)

[الحديث: 2815] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده الله عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها، وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقّا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته، فوزرهما سواء) (2)

[الحديث: 2816] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا اقترب الزّمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا. ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النّبوّة. والرّؤيا ثلاثة: فرؤيا الصّالحة بشرى من الله. ورؤيا تحزين من الشّيطان. ورؤيا ممّا يحدّث المرء نفسه. فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصلّ، ولا يحدّث بها النّاس) (3)

[الحديث: 2817] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت في المنام أنّي أهاجر من مكّة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي (4) إلى أنّها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة، يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أنّي هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد. ثمّ هززته

__________

(1) الحاكم (4/ 359) أحمد (5/ 233، 323)

(2) أحمد (4/ 230) والترمذي (2325)

(3) البخاري (7017)، ومسلم (2263)

(4) وهلى: وهمي واعتقادي.

مكارم الأخلاق وفضائلها (442)

بأخرى، فعاد أحسن ما يكون، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرا، والله خير، فإذا هم النّفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير، وثواب الصّدق الّذي آتانا الله بعد، يوم بدر) (1)

[الحديث: 2818] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أهل الجنّة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدّرّيّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: (بلى والّذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين) (2)

[الحديث: 2819] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم. رجل كان له فضل ماء بالطّريق فمنعه من ابن السّبيل، ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلّا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر. فقال: والله الّذي لا إله غيره لقد أعطيت بهذا كذا وكذا، فصدّقه رجل، ثمّ قرأ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]) (3)

[الحديث: 2820] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه وأدرك النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فامن به، واتّبعه وصدّقه، فله أجران. وعبد مملوك أدّى حقّ الله تعالى وحقّ سيّده، فله أجران. ورجل كانت له أمة فغذّاها فأحسن غذاءها، ثمّ أدّبها فأحسن أدبها، ثمّ أعتقها وتزوّجها، فله أجران) (4)

[الحديث: 2821] عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}

__________

(1) البخاري (3622) ومسلم (2272)

(2) البخاري (3256) ومسلم (2831)

(3) البخاري (2358)

(4) البخاري (2544) ومسلم (154)

مكارم الأخلاق وفضائلها (443)

[الشعراء: 214] صعد النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على الصّفا فجعل ينادي: (يا بني فهر، يا بني عديّ) لبطون قريش حتّى اجتمعوا، فجعل الرّجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدّقيّ؟) قالوا: نعم، ما جرّبنا عليك إلّا صدقا. قال: (فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب: تبّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد: 1 - 5]) (1)

[الحديث: 2822] عن طلحة بن عبيد الله أنّ أعرابيّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثائر الرّأس؛ فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصّلاة؟ فقال: (الصّلوات الخمس إلّا أن تطوّع شيئا) فقال: أخبرني بما فرض الله عليّ من الصّيام؟ فقال: (شهر رمضان إلّا أن تطوّع شيئا) فقال: أخبرني ما فرض الله عليّ من الزّكاة؟ قال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشرائع الإسلام. قال: والّذي أكرمك بالحقّ، لا أتطوّع شيئا ولا أنقص ممّا فرض الله عليّ شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفلح إن صدق، أو دخل الجنّة إن صدق) (2)

[الحديث: 2823] عن أمّ سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال: (إنّما أنا بشر، وإنّه يأتيني الخصم، فلعلّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنّه صادق، فأقضي له بذلك. فمن قضيت له بحقّ مسلم، فإنّما هي قطعة من النّار، فليأخذها أو ليتركها) (3)

[الحديث: 2824] عن رفاعة أنّه خرج مع النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى المصلّى فرأى النّاس يتبايعون. فقال: (يا معشر التّجّار)! فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم

__________

(1) البخاري (4770)

(2) البخاري (1891) ومسلم (11)

(3) البخاري (7181) ومسلم (1713)

مكارم الأخلاق وفضائلها (444)

إليه فقال: (إنّ التّجّار يبعثون يوم القيامة فجّارا، إلّا من اتّقى الله وبرّ وصدق) (1)

[الحديث: 2825] عن كعب بن مالك في حديث توبته وصاحبيه قال: لم أتخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة غزاها قطّ. إلّا في غزوة تبوك. غير أنّي قد تخلّفت في غزوة بدر. ولم يعاتب أحدا تخلّف عنه، إنّما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون يريدون غير قريش. حتّى جمع الله بينهم وبين عدوّهم، على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة. حين تواثقنا على الإسلام (2) وما أحبّ أنّ لي بها مشهد بدر. وإن كانت بدر أذكر في النّاس منها. وكان من خبري، حين تخلّفت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك، أنّي لم أكن قطّ أقوى، ولا أيسر منّي حين تخلّفت عنه في تلك الغزوة. والله ما جمعت قبلها راحلتين قطّ. حتّى جمعتهما في تلك الغزوة. فغزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حرّ شديد. واستقبل سفرا بعيدا ومفازا (3) واستقبل عدوّا كثيرا. فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهّبوا أهبة غزوهم. فأخبرهم بوجههم الّذي يريد. والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثير. ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك الدّيوان) قال كعب: فقلّ رجل يريد أن يتغيّب، يظنّ أنّ ذلك سيخفى له، ما لم ينزل فيه وحي من الله عزّ وجلّ وغزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلك الغزوة حين طابت الثّمار والظّلال. فأنا إليها أصعر (4) فتجهّز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون معه. وطفقت أغدو لكي أتجهّز معهم. فأرجع ولم أقض شيئا. وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك، إذا أردت. فلم يزل ذلك يتمادى بي حتّى استمرّ بالنّاس الجدّ. فأصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غاديا والمسلمون معه. ولم أقض من جهازي شيئا. ثمّ غدوت فرجعت ولم أقض شيئا. فلم يزل ذلك يتمادى بي حتّى أسرعوا وتفارط (5) الغزو. فهممت أن أرتحل فأدركهم. فيا ليتني فعلت، ثمّ لم يقدّر ذلك لي.

__________

(1) الترمذي (1210) الحاكم (2/ 6)

(2) تواثقنا على الإسلام: أي تبايعنا عليه وتعاهدنا.

(3) مفازا: أي برية طويلة قليلة الماء. يخاف فيها الهلاك.

(4) أصعر: أميل.

(5) تفارط: أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا.

مكارم الأخلاق وفضائلها (445)

فطفقت إذا خرجت في النّاس، بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحزنني أنّي لا أرى لي أسوة. إلّا رجلا مغموصا (1) عليه في النّفاق. أو رجلا ممّن عذر الله من الضّعفاء. ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى بلغ تبوكا، فقال، وهو جالس في القوم بتبوك: (ما فعل كعب بن مالك؟) قال رجل من بني سلمة: يا رسول الله! حبسه برداه والنّظر في عطفيه (2) فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت. والله! يا رسول الله! ما علمنا عليه إلّا خيرا. فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فبينما فهو على ذلك رأى رجلا مبيّضا (3) يزول به (4) السّراب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كن أبا خيثمة) فإذا هو أبو خيثمة الأنصاريّ. وهو الّذي تصدّق بصاع التّمر حين لمزه (5) المنافقون. فقال كعب بن مالك: فلمّا بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد توجّه قافلا من تبوك، حضرني بثّي (6)، فطفقت أتذكّر الكذب، وأقول: بم أخرج من سخطه غدا؟ وأستعين على ذلك كلّ ذي رأي من أهلي. فلمّا قيل لي: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أظلّ قادما، زاح عنّي الباطل، حتّى عرفت أنّي لن أنجو منه بشيء أبدا. فأجمعت صدقه (7) وصبّح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قادما. وكان إذا قدم من سفر، بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين. ثمّ جلس للنّاس، فلمّا فعل ذلك جاءه المخلّفون، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا. فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، حتّى جئت، فلمّا سلّمت، تبسّم تبسّم المغضب، ثمّ قال: (تعال) فجئت أمشي حتّى جلست بين يديه. فقال لي: (ما خلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟) قال: قلت يا رسول الله! إنّي، والله! لو جلست عند غيرك من أهل الدّنيا، لرأيت أنّي سأخرج من سخطه بعذر. ولقد أعطيت جدلا (8) ولكنّي، والله! لقد علمت، لئن حدّثتك اليوم حديث كذب ترضى به عنّي، ليوشكنّ الله أن يسخطك عليّ.

__________

(1) مغموصا: متهما به.

(2) عطفيه: جانبيه وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه ولباسه.

(3) مبيّضا: لابس البياض.

(4) يزول به: يتحرك به.

(5) لمزه: عابوه واحتقروه.

(6) بثّي: البث هو أشد الحزن.

(7) أجمعت صدقه: أي عزمت عليه.

(8) أعطيت جدلا: أي فصاحة وقوة في الكلام وبراعة.

مكارم الأخلاق وفضائلها (446)

ولئن حدّثتك حديث صدق تجد عليّ فيه (1)، إنّي لأرجو فيه عقبى الله (2) والله! ما كان لي عذر. والله! ما كنت قطّ أقوى ولا أيسر منّي حين تخلّفت عنك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمّا هذا فقد صدق. فقم حتّى يقضي الله فيك)، فقمت. وثار رجال من بني سلمة فاتّبعوني، فقالوا لي: والله! ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما اعتذر به إليه المخلّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لك. قال: فو الله! ما زالوا يؤنّبونني حتّى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأكذّب نفسي. قال: ثمّ قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟. قالوا: نعم. لقيه معك رجلان. قالا مثل ما قلت. فقيل لهما مثل ما قيل لك. قلت: من هما؟. قالوا: مرارة بن ربيعة العامريّ، وهلال بن أميّة الواقفيّ. قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، فيهما أسوة. قال: فمضيت حين ذكروهما لي. قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين عن كلامنا، أيّها الثّلاثة، من بين من تخلّف عنه. قال: فاجتنبنا النّاس. وقال: تغيّروا لنا حتّى تنكّرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض الّتي أعرف. فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأمّا صاحباي، فاستكانا (3) وقعدا في بيوتهما يبكيان. وأمّا أنا فكنت أشبّ القوم (4) وأجلدهم. فكنت أخرج فأشهد الصّلاة وأطوف في الأسواق ولا يكلّمني أحد. وآتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلّم عليه، وهو في مجلسه بعد الصّلاة. فأقول في نفسي: هل حرّك شفتيه بردّ السّلام، أم لا؟. ثمّ أصلّي قريبا منه وأسارقه النّظر. فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلى وإذا التفتّ نحوه أعرض عنّي. حتّى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين، مشيت حتّى تسوّرت (5) جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمّي، وأحبّ النّاس إليّ. فسلّمت عليه فوالله! ما ردّ عليّ السّلام. فقلت له: يا أبا قتادة! أنشدك

__________

(1) تجد عليّ فيه: أي تغضب.

(2) إني لأرجو فيه عقبى اللّه: أي يعقبني خيرا وأن يثيبني عليه.

(3) استكانا: خضعا.

(4) أشب القوم: أصغرهم سنّا.

(5) تسورت: صعدت سوره.

مكارم الأخلاق وفضائلها (447)

بالله هل تعلمنّ أنّي أحبّ الله ورسوله؟ قال: فسكت. فعدت فناشدته، فسكت، فعدت فناشدته. فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتولّيت، حتّى تسوّرت الجدار. فبينا أنا أمشي في سوق المدينة، إذا نبطيّ (1) من نبط أهل الشّام، ممّن قدم بالطّعام يبيعه بالمدينة. يقول: من يدلّ على كعب بن مالك. قال: فطفق النّاس يشيرون له إليّ. حتّى جاءني فدفع إلى كتابا من ملك غسّان. وكنت كاتبا. فقرأته فإذا فيه: أمّا بعد. فإنّه قد بلغنا أنّ صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة. فالحق بنا نواسك. قال: فقلت، حين قرأتها: وهذه أيضا من البلاء. فتياممت (2) بها التّنّور فسجرتها (3) بها. حتّى إذا مضت أربعون من الخمسين، واستلبث (4) الوحي، إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتيني فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك. قال: فقلت: أطلّقها أم ماذا أفعل؟. قال: لا. بل اعتزلها. فلا تقربنّها. قال: فأرسل إلى صاحبيّ بمثل ذلك. قال: فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتّى يقضي الله في هذا الأمر. قال: فجاءت امرأة هلال بن أميّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت له: يا رسول الله إنّ هلال بن أميّة شيخ ضائع، ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟. قال: (لا. ولكن لا يقربنّك) ووالله! ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا. قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في امرأتك؟. فقد أذن لامرأة هلال بن أميّة أن تخدمه. قال: فقلت: لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وما يدريني ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شابّ. فلبثت بذلك عشر ليال. فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا. ثمّ صلّيت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة، على ظهر بيت من بيوتنا. فبينا أنا جالس على الحال الّتي ذكر الله عزّ وجلّ منّا قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت

__________

(1) نبطيّ: هم فلاحو العجم.

(2) فتياممت: قصدت.

(3) سجرتها: أحرقتها.

(4) استلبث: أبطأ.

مكارم الأخلاق وفضائلها (448)

عليّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى (1) على سلع (2) يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبشر. فخررت ساجدا. وعرفت أن قد جاء فرج. فأذن (3) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النّاس بتوبة الله علينا حين صلّى صلاة الفجر. فذهب النّاس يبشّروننا. فذهب قبل صاحبيّ مبشّرون. وركض رجل إلى فرسا، وسعى ساع من أسلم قبلي، وأوفى الجبل. فكان الصّوت أسرع من الفرس. فلمّا جاءني الّذي سمعت صوته يبشّرني. فنزعت له ثوبيّ فكسوتهما إيّاه ببشارته. والله! ما أملك غيرهما يومئذ. واستعرت ثوبين فلبستهما. فانطلقت أتأمّم (4) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتلقّاني النّاس فوجا فوجا، يهنّئوني بالتّوبة ويقولون: لتهنك توبة الله عليك. حتّى دخلت المسجد. فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في المسجد وحوله النّاس. فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتّى صافحني وهنّأني. فلمّا سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال، وهو يبرق وجهه من السّرور ويقول: (أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمّك) قال: فقلت: أمن عندك يا رسول الله! أم من عند الله؟. فقال: (لا. بل من عند الله)، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سرّ استنار وجهه. كأنّ وجهه قطعة قمر. قال: وكنّا نعرف ذلك. قال: فلمّا جلست بين يديه قلت: يا رسول الله! إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمسك بعض مالك. فهو خير لك) فقلت: فإنّي أمسك سهمي الّذي بخيبر. وقلت: يا رسول الله! إنّما أنجاني بالصّدق. وإنّ من توبتي أن لا أحدّث إلّا صدقا ما بقيت. قال: فو الله! ما علمت أنّ أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث، منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومي هذا، أحسن ممّا أبلاني الله به. والله! ما تعمّدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلى يومي هذا. وإنّي لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي. قال: فأنزل الله عزّ وجلّ: {لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ

__________

(1) أوفى: صعد وارتفع.

(2) سلع: جبل بالمدينة.

(3) فاذن: فأعلم.

(4) أتأمّم: أقصد.

مكارم الأخلاق وفضائلها (449)

بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ الله إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117 - 119] قال كعب: والله ما أنعم الله عليّ من نعمة قطّ، بعد إذ هداني الله للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الّذين كذبوا. إنّ الله قال للّذين كذبوا، حين أنزل الوحي، شرّ ما قال لأحد. وقال الله: {سَيَحْلِفُونَ بِالله لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ الله لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95 - 96] قال كعب: كنّا خلّفنا، أيّها الثّلاثة، عن أمر أولئك الّذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا حتّى قضى الله فيه. فبذلك قال الله عزّ وجلّ: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ الله إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] وليس الذي ذكر الله ممّا خلّفنا، تخلّفنا عن الغزو وإنّما هو تخليفه إيّانا، وإرجاؤه أمرنا، عمّن حلف له واعتذر إليه فقبل منه) (1)

[الحديث: 2826] عن زيد بن أرقم قال: كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبيّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينفضّوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ. فذكرت ذلك لعمّي ـ أو لعمر ـ فذكره للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فدعاني فحدّثته. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عبد الله بن أبيّ وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذّبني

__________

(1) البخاري (4418)، ومسلم 4 (2769)

مكارم الأخلاق وفضائلها (450)

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدّقه، فأصابني همّ لم يصبني مثله قطّ فجلست في البيت، فقال لي عمّي: ما أردت إلى أن كذّبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومقتك، فأنزل الله تعالى {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَالله يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1]؛ فبعث إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقرأ فقال: (إنّ الله قد صدّقك يا زيد) (1)

[الحديث: 2827] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحقّ ما أوفيتم من الشّروط أن توفوا به شروط النكاح) (2)

[الحديث: 2828] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطّريق يمنع منه ابن السّبيل. ورجل بايع إماما لا يبايعه إلّا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفي له، وإلّا لم يف له. ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا، فصدّقه فأخذها، ولم يعط بها) (3)

[الحديث: 2829] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلمون تتكافأ دماؤهم: يسعى بذمّتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم، يردّ مشدّهم على مضعفهم، ومتسرّعهم على قاعدهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده) (4)

[الحديث: 2830] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صلّى الصّبح، فهو في ذمّة الله. فلا تخفروا الله في عهده. فمن قتله، طلبه الله حتّى يكبّه في النّار على وجهه) (5)

[الحديث: 2831] عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يؤتى بالرّجل المتوفّى عليه الدّين، فيسأل: هل ترك لدينه فضلا؟ فإن حدّث أنّه ترك لدينه وفاء صلّى، وإلّا قال للمسلمين: صلّوا على صاحبكم. فلمّا فتح الله عليه الفتوح قال: (أنا أولى بالمؤمنين من

__________

(1) البخاري (4900) ومسلم (2772)

(2) البخاري (5151) ومسلم (1418)

(3) البخاري الفتح 13 (7212) ومسلم (108)

(4) أبو داود (2751)

(5) الترمذي (2164) ابن ماجه (3945)

مكارم الأخلاق وفضائلها (451)

أنفسهم، فمن توفّي من المؤمنين فترك دينا فعليّ قضاؤه، ومن ترك مالا فلورثته) (1)

[الحديث: 2832] عن ابن عبّاس أنّ امرأة من جهينة جاءت إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: إنّ أمّي نذرت أن تحجّ فلم تحجّ حتّى ماتت، أفأحجّ عنها؟ قال: (نعم، حجّي عنها، أرأيت لو كان على أمّك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله، فالله أحقّ بالوفاء) (2)

[الحديث: 2833] عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته: (أوفوا بحلف الجاهليّة، فإنّ الإسلام لم يزده إلّا شدّة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام) (3)

[الحديث: 2834] عن عبادة بن الصّامت وكان شهد بدرا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفي منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره الله فهو إلى الله: إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه) فبايعناه على ذلك) (4)

[الحديث: 2835] عن عمر أنّه قال: يا رسول الله، إنّي نذرت في الجاهليّة أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (أوف نذرك) فاعتكف ليلة) (5)

[الحديث: 2836] عن عبد الله بن عامر أنّه قال: دعتني أمّي يوما ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (و ما أردت أن تعطيه)؟ قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما إنّك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة) (6)

[الحديث: 2837] عن عائشة قالت: ابتاع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رجل من الأعراب

__________

(1) البخاري (2298)

(2) البخارى (1852) ومسلم (1334)

(3) أحمد (2/ 207) والترمذي (1585)

(4) البخاري الفتح 1 (18) ومسلم (709)

(5) البخاري (2042) ومسلم (1656)

(6) أبو داود (4991) وأحمد 3 (447)

مكارم الأخلاق وفضائلها (452)

جزورا (1) أو جزائر بوسق من تمر الذّخرة ـ وتمر الذّخرة العجوة ـ فرجع به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيته والتمس له التّمر فلم يجده فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: (يا عبد الله! إنّا قد ابتعنا منك جزورا أو جزائر بوسق من تمر الذّخرة فالتمسناه فلم نجده، فقال الأعرابيّ: واغدراه، قالت: فنهمه (2) النّاس وقالوا: قاتلك الله، أيغدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا)، ثمّ عاد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يا عبد الله إنّا ابتعنا منك جزائرك ونحن نظنّ أنّ عندنا ما سمّينا لك، فالتمسناه فلم نجده) فقال الأعرابيّ: واغدراه، فنهمه النّاس، وقالوا: قاتلك الله، أيغدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا)، فردّد ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّتين أو ثلاثا، فلمّا رآه لا يفقه عنه قال لرجل من أصحابه: اذهب إلى خويلة بنت حكيم بن أميّة فقل لها: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لك: إن كان عندك وسق من تمر فأسلفيناه حتّى نؤدّيه إليك إن شاء الله) فذهب إليها الرّجل، ثمّ رجع الرّجل فقال: قالت: نعم، هو عندي يا رسول الله فابعث من يقبضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرّجل: (اذهب به فأوفه الّذي له) قال: فذهب به فأوفاه الّذي له. قالت: فمرّ الأعرابيّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس في أصحابه فقال: جزاك الله خيرا. فقد أوفيت وأطيبت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أولئك خيار عباد الله عند الله الموفون المطيّبون) (3)

[الحديث: 2838] عن أبي رافع قال: بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلمّا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألقي في قلبي الإسلام. فقلت: يا رسول الله، إنّي والله لا أرجع إليهم أبدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّي لا أخيس بالعهد (4)، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع، فإن كان في نفسك، الّذي في نفسك الآن، فارجع) قال: فذهبت، ثمّ أتيت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلمت) (5)

__________

(1) الجزور- بفتح الجيم- البعير ذكرا كان أو أنثى إلا أن اللفظة مؤنثة، والجمع جزر- بضمتين- وجزائر.

(2) فنهمه الناس: أي زجروه.

(3) رواه أحمد (6/ 268)

(4) لا أخيس بالعهد: أي لا أنقضه.

(5) أبو داود (2758)

مكارم الأخلاق وفضائلها (453)

[الحديث: 2839] عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلّا أنّي خرجت أنا وأبي حسيل. فأخذنا كفّار قريش. قالوا: إنّكم تريدون محمّدا؟ فقلنا: ما نريده. ما نريد إلّا المدينة. فأخذوا منّا عهد الله وميثاقه لننصرفنّ إلى المدينة ولا نقاتل معه. فأتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرناه الخبر. فقال: (انصرفا. نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم) (1)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 2840] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدّلها الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر) (2)

[الحديث: 2841] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحجّ والمعروف وطنطنتهم بالليل، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة) (3)

[الحديث: 2842] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بم يعرف المؤمن قال: (بوقاره ولينه وصدق حديثه) (4)

[الحديث: 2843] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ما عمل أهل الجنّة؟ فقال: (الصدق: إذا صدق العبد برّ، وإذا برّ أمن، وإذا أمن دخل الجنّة)، فقال: يا رسول الله ما عمل أهل النار؟ قال: (الكذب: إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار) (5)

[الحديث: 2844] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اضمنوا لي ستّا من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: اصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم) (6)

__________

(1) مسلم (1787)

(2) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(3) أمالي الصدوق ص 303.

(4) مستدرك الوسائل ج 2 ص 84، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 43.

(6) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 11.

مكارم الأخلاق وفضائلها (454)

[الحديث: 2845] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اكفلوا لي ستّة، أكفل لكم بالجنة: إذا تحدّث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا اؤتمن فلا يخن، غضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم، واحفظوا فروجكم) (1)

[الحديث: 2846] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تحرّوا الصدق، فإن رأيتم فيه الهلكة فإنّ فيه النجاة) (2)

[الحديث: 2847] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بالصدق فإنّه من البرّ وإنّها في الجنّة) (3)

[الحديث: 2848] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من مكارم الأخلاق صدق الحديث وإعطاء السائل وصدق الناس وصلة الرحم وأداء الأمانة والتذمّم للجار والتذمّم للصاحب وإقراء الضيف) (4)

[الحديث: 2849] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ألهم الصدق في كلامه، والإنصاف من نفسه، وبرّ والديه، ووصل رحمه، أنسئ له في أجله، ووسّع عليه في رزقه، ومتّع بعقله، ولقن حجّته وقت مساءلته) (5)

[الحديث: 2850] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أقربكم مني غدا وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم لسانا، وأداكم للأمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (6)

[الحديث: 2851] قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أفضل حال أعطي للرجل؟ فقال: (الخلق الحسن. إنّ أدناكم منّي وأوجبكم علىّ شفاعة أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من النّاس) (7)

__________

(1) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 11.

(2) مستدرك الوسائل ج 2 ص 84، القطب الراوندي في لبّ اللباب.

(3) مستدرك الوسائل ج 2 ص 84، القطب الراوندي في لبّ اللباب.

(4) الأشعثيات ص 151.

(5) إعلام الدين ص 265.

(6) أمالي الصدوق ص 508.

(7) أمالي الصدوق ص 508.

مكارم الأخلاق وفضائلها (455)

[الحديث: 2852] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صدّيقا ولا يزال يكذب حتى يكتبه الله كذّابا) (1)

[الحديث: 2853] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (زينة الحديث الصدق) (2)

[الحديث: 2854] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (إيّاك والكذب، فإنّ الكذب يسوّد الوجه، ثمّ يكتب عند الله كذّابا، وإنّ الصدق يبيّض الوجه، ويكتب عند الله صادقا. واعلم أنّ الصّدق مبارك، والكذب مشؤوم) (3)

[الحديث: 2855] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع إذا كنّ فيك لم تبل ما فاتك من الدّنيا: حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفّة في طعمة) (4)

[الحديث: 2856] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الصحة والصدق يجلبان الرزق) (5)

[الحديث: 2857] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عنّي.. أمّا الأولى فالصدق ولا تخرجنّ من فيك كذبة أبدا) (6)

[الحديث: 2858] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: (أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، ولين الكلام، ولزوم الإيمان، والتفقّه في القرآن، وخفض الجناح.. وأنهاك أن تكيد مسلما، أو تكذّب صادقا، أو تطيع آثما، أو تعصي إماما عادلا.. وأوصيك بذكر الله تعالى عند كلّ حجر ومدر، وأن تحدّث لكلّ ذنب توبة السرّ بالسرّ والعلانية بالعلانية) (7)

[الحديث: 2859] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث يحسن فيهنّ الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والإصلاح بين النّاس.. وثلاث يقبح فيهنّ الصدق: النميمة،

__________

(1) إرشاد القلوب ص 131.

(2) بحار الأنوار ج 68 ص 17 نقلا عن كتاب الإمامة والتبصرة.

(3) تحف العقول ص 12.

(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 9.

(5) إرشاد القلوب ص 132.

(6) روضة الكافي ج 1 ص 212.

(7) نزهة الناظر ص 30.

مكارم الأخلاق وفضائلها (456)

وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه، وتكذيبك الرجل عن الخبر.. وثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال، والحديث مع النساء (1)، ومجالسة الأغنياء) (2)

[الحديث: 2860] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ أحبّ الكذب في الصلاح وأبغض الصدق في الفساد) (3)

[الحديث: 2861] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحلفوا إلّا بالله، ومن حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض، ومن حلف له بالله فلم يرض فليس من الله عزّ وجلّ) (4)

[الحديث: 2862] عن الإمام الصادق: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن إتيان العرّاف، وقال: (ومن أتاه وصدقه فقد برئ مما أنزل الله على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم) (5)

[الحديث: 2863] سئل ابن عباس: ما الذي أخفى الله تبارك وتعالى من الجنة وقد أخبر عن أزواجها وعن خدمها وطيبها وشرابها وثمرها وما ذكر الله تبارك وتعالى من أمرها وأنزله في كتابه فقال: (هي جنة عدن خلقها الله يوم الجمعة، ثمّ أطبق عليها فلم يرها مخلوق من أهل السموات والأرض حتّى يدخلها أهلها قال لها عزّ وجلّ ثلاث مرّات: تكلمي فقالت: طوبى للمؤمنين قال جل جلاله: طوبى للمؤمنين وطوبى لك)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا من كان فيه ست خصال فإنّه منهم: من صدق حديثه وأنجز موعوده وأدى أمانته وبرّ والديه وصل رحمه واستغفر من ذنبه فهو مؤمن) (6)

[الحديث: 2864] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أنفق مؤمن من نفقة هي أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من قول الحقّ في الرضا والغضب) (7)

__________

(1) المقصود ليس مطلق المحادثة؛ فرسول الله (كان يحادثهن، وإنما محادثة اللهو واللعب.

(2) الخصال ج 1 ص 87.

(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(4) الكافي ج 7 ص 438.

(5) مكارم الأخلاق ص 425.

(6) أمالي الصدوق ص 273.

(7) الخصال ج 1 ص 60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (457)

[الحديث: 2865] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمرني ربّي بسبع خصال: حبّ المساكين والدنو منهم، وأن أكثر من لا حول ولا قوّة إلّا بالله، وأن أصل برحمي وإن قطعني، وأن أنظر إلى من أسفل مني ولا انظر إلى من هو فوقي، وأن لا يأخذني في الله لومة لائم، وأن أقول الحقّ وإنْ كان مرا، وأن لا أسأل أحدا شيئا) (1)

[الحديث: 2866] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قل الحقّ وإنْ كان مرّا) (2)

[الحديث: 2867] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قل الحقّ ولو على نفسك) (3)

[الحديث: 2868] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتقى الناس من قال الحقّ فيما له وعليه) (4)

[الحديث: 2869] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لله تعالى آنية في الأرض فأحبّها إلى الله تعالى ما صفا منها ورق وصفت وهي القلوب، فأمّا ما رقّ منها فرّقه على الإخوان، وأمّا ما صفت منها فقول الرجل في الحقّ لا يخافون في الله لومة لائم، وأمّا ما صفا منها صفت من الذنوب) (5)

[الحديث: 2870] عن الإمام الصادق قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوم يرفعون حجرا فقال (ما هذا؟) فقالوا: نعرف بذلك أشدنا وأقوانا فقال: (ألا اخبركم بأشدكم وأقواكم؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (أشدكم وأقواكم الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس بحقّ) (6)

[الحديث: 2871] عن أبي ذرّ قال: (أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبع: أوصاني أن أنظر إلى من هودوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأوصاني بحبّ المساكين والدنوّ منهم، وأوصاني أن أقول الحقّ وإنْ كان مرّا، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن

__________

(1) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص 75.

(2) مكارم الأخلاق ص 473.

(3) كنز الفوائد ج 2 ص 31.

(4) معاني الأخبار ص 195.

(5) الأشعثيّات ص 196.

(6) المشكاة ص 218 عن (روضة الواعظين).

مكارم الأخلاق وفضائلها (458)

لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني أن أستكثر من قول (لا حول ولا قوّة إلّا بالله؛ فإنّها من كنوز الجنّة) (1)

[الحديث: 2872] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقلّ الناس وفاء الملوك، وأقلّ الناس صديقا الملوك وأشقى الناس الملوك) (2)

[الحديث: 2873] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نزل عليّ جبريل فقال: يا محمّد إنّ الله يقرأ عليك السّلام ويقول: اشتققت للمؤمن اسما من أسمائي سمّيته مؤمنا، فالمؤمن منّي وأنا منه، من استهان مؤمنا فقد استقبلني بالمحاربة) (3)

[الحديث: 2874] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تعالى لما خلق الجنّة قال لها: تكلّمي، فقالت: سعد من يدخلني، فقال الجبار جلّ شأنه: وعزّتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية من الناس: لا يسكن فيك مدمن خمر، ولا مصرّ على الزنا، ولا قتات وهو النمام، ولا ديّوث، ولا شرطي، ولا مخنث، ولا قاطع رحم، ولا للّذي يقول (عليّ عهد الله إن لم أفعل كذا وكذا) ثمّ لم يف به) (4)

[الحديث: 2875] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ولا صلاة لمن لا يتمّ ركوعها وسجودها) (5)

[الحديث: 2876] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم غدا منّي في الموقف: أصدقكم للحديث، وأداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (6)

[الحديث: 2877] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما خلق الله جنّة عدن خلق لبنها من ذهب يتلألأ ومسك مدوف، ثمّ أمرها فاهتزّت ونطقت فقالت: أنت الله لا إله أنت الحيّ القيّوم،

__________

(1) الخصال ج 2 ص 345.

(2) أمالي الصدوق ص 21.

(3) الجواهر السنيّة ص 165.

(4) الجواهر السنيّة ص 165.

(5) الأشعثيّات ص 36.

(6) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 233.

مكارم الأخلاق وفضائلها (459)

فطوبى لمن قدّر له دخولي قال الله تعالى: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يدخلك: مدمن خمر، ولا مصرّ على ربا، ولا فتان وهو النمام، ولا ديوث وهو الّذي لا يغار ويجتمع في بيته على الفجور، ولا تلاع وهو الّذي يسعى بالناس عند السلطان ليهلكهم، ولا حيوف وهو الغياش، ولا حشار وهو الّذي لا يوفي بالعهد) (1)

[الحديث: 2878] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليف إذا وعد) (2)

[الحديث: 2879] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عدة المؤمن أخذ باليد يجب على المؤمن الوفاء بالمواعيد والصّدق فيها) (3)

[الحديث: 2880] عن أبي الحميساء قال: تابعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يبعث فواعدنيه مكانا فنسيته يومي والغد فأتيته يوم الثالث فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لقد شققت عليّ، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيّام) (4)

[الحديث: 2881] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحبّوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئا ففوا لهم، فإنّهم لا يدرون إلّا أنّكم ترزقونهم) (5)

[الحديث: 2882] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا واعد أحدكم صبيّه فلينجز) (6)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 2883] قال الإمام علي: (علامة الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرّك

__________

(1) نوادر الراوندي ص 17.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 364.

(3) مستدرك الوسائل ج 2 ص 85.

(4) مكارم الأخلاق ص 21.

(5) الكافي ج 6 ص 49.

(6) الأشعثيّات ص 166.

مكارم الأخلاق وفضائلها (460)

على الكذب حيث ينفعك، وأن لا يكون في حديثك فضل عن علمك، وأن تتّقي الله في حديث غيرك) (1)

[الحديث: 2884] قال الإمام علي: (رأس الإيمان الصدق) (2)

[الحديث: 2885] قال الإمام علي: (رأس الإسلام لزوم الصدق) (3)

[الحديث: 2886] قال الإمام عليّ: (إنّ من حقيقة الإيمان أن يؤثر العبد الصدق حيث يضر على الكذب حيث ينفع، ولا يعدو المرء بمقاله عمله) (4)

[الحديث: 2887] قال الإمام علي: (أفضل الخلق أقضاهم بالحقّ، وأجلّهم إلى الله أقولهم للصدق) (5)

[الحديث: 2888] قال الإمام علي: (عليكم بالصدق فإنّ الله مع الصادقين، المغبون من غبن دينه.. جانبوا الكذب فإنّه مجانب الإيمان، والصادق على سبيل نجاة وكرامة، والكاذب على شفا هلك وهون) (6)

[الحديث: 2889] قال الإمام علي: (إن أفضل ما يتوسل به المتوسّلون: الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيل الله، وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقام الصلاة فإنّها الملّة، وإيتاء الزكاة فإنّها من فرائض الله عزّ وجلّ، والصوم فانه جنّة من عذابه، وحجّ البيت فإنّه منفاة للفقر ومدحضة للذنب، وصلة الرحم فإنّها مثراة في المال ومنسأة في الأجل، وصدقة السر فإنّها تطفئ الخطيئة وتطفئ غضب الله عزّ وجلّ، وصنائع المعروف فإنّها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان. ألا فاصدقوا فإنّ الله مع الصادقين، وجانبوا الكذب فإنّه يجانب الإيمان ألا إنّ الصادق على شفا منجاة وكرامة، ألا إنّ الكاذب على شفا مخزاة وهلكة، ألا

__________

(1) نهج البلاغة، حكمة 450 ص 1296.

(2) غرر الحكم، الفصل 34 رقم 1.

(3) غرر الحكم، الفصل 35 رقم 42.

(4) مشكاة الأنوار ص 172.

(5) غرر الحكم، الفصل 8 رقم 497.

(6) بحار الأنوار ج 75 ص 9 نقلا عن كتاب مطالب السؤول.

مكارم الأخلاق وفضائلها (461)

وقولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، وصلوا أرحام من قطعكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم) (1)

[الحديث: 2890] قال الإمام عليّ: (الصدق يهدي إلى البرّ، والبرّ يدعو إلى الجنة، وما يزال أحدكم يصدق حتّى لا يبقى في قلبه موضع إبرة من كذب حتى يكون عند الله صادقا) (2)

[الحديث: 2891] قال الإمام علي: (أربع من أعطيهنّ أعطي خير الدنيا والآخرة: صدق حديث وأداء امانة وعفّة بطن وحسن خلق) (3)

[الحديث: 2892] قال الإمام علي: (أشرف الأقوال الصدق) (4)

[الحديث: 2893] قال الإمام علي: (أحسن الأقوال ما وافق الحق، وأفضل المقال ما طابق الصدق) (5)

[الحديث: 2894] قال الإمام علي: (الزم الصدق وإن خفت ضرّه، فإنّه خير لك من الكذب المرجوّ نفعه) (6)

[الحديث: 2895] قال الإمام علي: (لسان الصدق خير للمرء من المال يأكله ويورثه) (7)

[الحديث: 2896] قال الإمام علي: (الصادق على شرف منجاة وكرامة، والكاذب على شفا مهواة ومهانة) (8)

[الحديث: 2897] قال الإمام علي: (الصدق سيف الله في أرضه وسمائه أينما هوى

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 131.

(2) مشكاة الأنوار ص 172.

(3) غرر الحكم الفصل 1 رقم 2151.

(4) غرر الحكم الفصل 8 رقم 496.

(5) غرر الحكم الفصل 8 رقم 498.

(6) غرر الحكم الفصل 2 رقم 129 ص 115.

(7) الاختصاص ص 365.

(8) إرشاد القلوب ص 131.

مكارم الأخلاق وفضائلها (462)

به يقدّ) (1)

[الحديث: 2898] قال الإمام علي: (الصادق لا يراه أحد إلّا هابه) (2)

[الحديث: 2899] قال الإمام علي: (الصّدق فضيلة، الكذب رذيلة) (3)

[الحديث: 2900] قال الإمام علي: (الصدق أخو العدل) (4)

[الحديث: 2901] قال الإمام علي: (الصدق لسان الحقّ) (5)

[الحديث: 2902] قال الإمام علي: (الصدق خير القول) (6)

[الحديث: 2903] قال الإمام علي: (الصدق حقّ صادع) (7)

[الحديث: 2904] قال الإمام علي: (الصدق أشرف رواية) (8)

[الحديث: 2905] قال الإمام علي: (الصدق لباس (لسان) الحقّ) (9)

[الحديث: 2906] قال الإمام علي: (الصدق أفضل رواية) (10)

[الحديث: 2907] قال الإمام علي: (إخوان الصدق أفضل عدّة) (11)

[الحديث: 2908] قال الإمام علي: (الصدق خير مبنيّ) (12)

[الحديث: 2909] قال الإمام علي: (الصدق أشرف خلائق الموقن) (13)

[الحديث: 2910] قال الإمام علي: (أربع من اعطيهنّ فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: صدق حديث وأداء أمانة وعفّة بطن وحسن خلق) (14)

__________

(1) مصباح الشريعة ص 51.

(2) مصباح الشريعة ص 64.

(3) غرر الحكم ص 217.

(4) غرر الحكم ص 217.

(5) غرر الحكم ص 217.

(6) غرر الحكم ص 217.

(7) غرر الحكم ص 217.

(8) غرر الحكم ص 217.

(9) غرر الحكم ص 217.

(10) غرر الحكم ص 217.

(11) غرر الحكم ص 217.

(12) غرر الحكم ص 217.

(13) غرر الحكم ص 217.

(14) غرر الحكم ص 217.

مكارم الأخلاق وفضائلها (463)

[الحديث: 2911] قال الإمام علي: (الزم الصدق والأمانة، فإنّها سجيّة الأبرار) (1)

[الحديث: 2912] قال الإمام علي: (اغتنم الصدق في كل موطن تغنم، واجتنب الشرّ والكذب تسلم) (2)

[الحديث: 2913] قال الإمام علي: (اصدقوا في أقوالكم، وأخلصوا في أعمالكم، وتزكّوا بالورع) (3)

[الحديث: 2914] قال الإمام علي: (أجلّ شيء الصدق) (4)

[الحديث: 2915] قال الإمام علي: (ألا وإنّ اللسان الصادق يجعله الله للمرء في الناس خير من المال، يورثه من لا يحمده) (5)

[الحديث: 2916] قال الإمام علي: (أصدق المقال ما نطق به لسان الحال) (6)

[الحديث: 2917] قال الإمام علي: (أشرف الأقوال الصدق) (7)

[الحديث: 2918] قال الإمام علي: (إذا نطقت فاصدق) (8)

[الحديث: 2919] قال الإمام علي: (إذا حدّثت فاصدق) (9)

[الحديث: 2920] قال الإمام علي: (إذا أحبّ الله عبدا ألهمه الصدق) (10)

[الحديث: 2921] قال الإمام علي: (بالصدق تتزيّن الأقوال) (11)

[الحديث: 2922] قال الإمام علي: (تحرّي الصدق وتجنّب الكذب أجمل شيمة وأفضل أدب) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 217.

(2) غرر الحكم ص 217.

(3) غرر الحكم ص 217.

(4) غرر الحكم ص 217.

(5) غرر الحكم ص 217.

(6) غرر الحكم ص 217.

(7) غرر الحكم ص 217.

(8) غرر الحكم ص 217.

(9) غرر الحكم ص 217.

(10) غرر الحكم ص 217.

(11) غرر الحكم ص 217.

(12) غرر الحكم ص 217.

مكارم الأخلاق وفضائلها (464)

[الحديث: 2923] قال الإمام علي: (خير الكلام الصدق) (1)

[الحديث: 2924] قال الإمام علي: (خير الخلال صدق المقال ومكارم الأفعال) (2)

[الحديث: 2925] قال الإمام علي: (لكلّ شيء حيلة، وحيلة المنطق الصدق) (3)

[الحديث: 2926] قال الإمام علي: (ليكن مرجعك إلى الصدق، فإنّ الصدق خير قرين) (4)

[الحديث: 2927] قال الإمام علي: (لسان الصّدق خير للمرء من المال، يورثه من لا يحمده) (5)

[الحديث: 2928] قال الإمام علي: (من تجنّب الكذب صدقّت أقواله) (6)

[الحديث: 2929] قال الإمام علي: (مروءة الرجل صدق لسانه) (7)

[الحديث: 2930] قال الإمام علي: (لا ترجمان أوضح من الصدق) (8)

[الحديث: 2931] قال الإمام علي: (الصدق أمانة اللسان) (9)

[الحديث: 2932] قال الإمام علي: (الصدق أمانة اللسان وحلية الإيمان) (10)

[الحديث: 2933] قال الإمام علي: (الصدق أمانة، الكذب خيانة) (11)

[الحديث: 2934] قال الإمام علي: (الصدق لباس الدين) (12)

[الحديث: 2935] قال الإمام علي: (الصدق لباس اليقين) (13)

[الحديث: 2936] قال الإمام علي: (الصدق رأس الدين) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 217.

(2) غرر الحكم ص 217.

(3) غرر الحكم ص 217.

(4) غرر الحكم ص 217.

(5) غرر الحكم ص 217.

(6) غرر الحكم ص 217.

(7) غرر الحكم ص 217.

(8) غرر الحكم ص 217.

(9) غرر الحكم ص 217.

(10) غرر الحكم ص 217.

(11) غرر الحكم ص 217.

(12) غرر الحكم ص 217.

(13) غرر الحكم ص 217.

(14) غرر الحكم ص 217.

مكارم الأخلاق وفضائلها (465)

[الحديث: 2937] قال الإمام علي: (الصدق أقوى دعائم الإيمان) (1)

[الحديث: 2938] قال الإمام علي: (الصدق عماد الإسلام ودعامة الإيمان) (2)

[الحديث: 2939] قال الإمام علي: (الصدق رأس الإيمان وزين الإنسان) (3)

[الحديث: 2940] قال الإمام علي: (الصدق جمال الإنسان ودعامة الإيمان) (4)

[الحديث: 2941] قال الإمام علي: (رأس الإيمان الصدق) (5)

[الحديث: 2942] قال الإمام علي: (رأس الإيمان لزوم الصدق) (6)

[الحديث: 2943] قال الإمام علي: (على الصدق والأمانة مبنى الإيمان) (7)

[الحديث: 2944] قال الإمام علي: (من صدق أصلح ديانته) (8)

[الحديث: 2945] قال الإمام علي: (ملاك الإسلام صدق اللّسان) (9)

[الحديث: 2946] قال الإمام علي: (الصدق نجاح، الكذب فضاح) (10)

[الحديث: 2947] قال الإمام علي: (الصدق ينجى الكذب يردى البخل يزري) (11)

[الحديث: 2948] قال الإمام علي: (الصدق نجاة (منجاة) وكرامة) (12)

[الحديث: 2949] قال الإمام علي: (النجاة مع الصدق) (13)

[الحديث: 2950] قال الإمام علي: (الصدق ينجيك وإن خفته) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 217.

(2) غرر الحكم ص 217.

(3) غرر الحكم ص 217.

(4) غرر الحكم ص 217.

(5) غرر الحكم ص 217.

(6) غرر الحكم ص 217.

(7) غرر الحكم ص 217.

(8) غرر الحكم ص 217.

(9) غرر الحكم ص 217.

(10) غرر الحكم ص 217.

(11) غرر الحكم ص 217.

(12) غرر الحكم ص 217.

(13) غرر الحكم ص 217.

(14) غرر الحكم ص 217.

مكارم الأخلاق وفضائلها (466)

[الحديث: 2951] قال الإمام علي: (الصادق على شرف منجاة وكرامة) (1)

[الحديث: 2952] قال الإمام علي: (اصدق تنجح) (2)

[الحديث: 2953] قال الإمام علي: (الزم الصدق وإن خفت ضرّه، فإنّه خير لك من الكذب المرجوّ نفعه) (3)

[الحديث: 2954] قال الإمام علي: (أنجحكم أصدقكم.. وأصدقكم أكيسكم) (4)

[الحديث: 2955] قال الإمام علي: (بالصدق تكون النجاة) (5)

[الحديث: 2956] قال الإمام علي: (عاقبة الصدق نجاة وسلامة) (6)

[الحديث: 2957] قال الإمام علي: (من قال بالصدق أنجح) (7)

[الحديث: 2958] قال الإمام علي: (من صدق نجا) (8)

[الحديث: 2959] قال الإمام علي: (لا سبيل أنجى من الصدق) (9)

[الحديث: 2960] قال الإمام علي: (الصدق وسيلة والعفو فضيلة) (10)

[الحديث: 2961] قال الإمام علي: (الصدق مرفعة ومدفعة) (11)

[الحديث: 2962] قال الإمام علي: (الصادق مكرم جليل) (12)

[الحديث: 2963] قال الإمام علي: (الصدق حياة التقوى.. والدعوى) (13)

[الحديث: 2964] قال الإمام علي: (الصدق روح الكلام) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 217.

(2) غرر الحكم ص 217.

(3) غرر الحكم ص 217.

(4) غرر الحكم ص 217.

(5) غرر الحكم ص 217.

(6) غرر الحكم ص 217.

(7) غرر الحكم ص 217.

(8) غرر الحكم ص 217.

(9) غرر الحكم ص 217.

(10) غرر الحكم ص 217.

(11) غرر الحكم ص 217.

(12) غرر الحكم ص 217.

(13) غرر الحكم ص 217.

(14) غرر الحكم ص 217.

مكارم الأخلاق وفضائلها (467)

[الحديث: 2965] قال الإمام علي: (الصدق أنجح دليل) (1)

[الحديث: 2966] قال الإمام علي: (الصدق كمال النبل) (2)

[الحديث: 2967] قال الإمام علي: (الصدق صلاح كلّ شيء) (3)

[الحديث: 2968] قال الإمام علي: (إنّ الصادق لمكرم جليل، وإنّ الكاذب لمهان ذليل) (4)

[الحديث: 2969] قال الإمام علي: (بالصدق تكمل المروءة) (5)

[الحديث: 2970] قال الإمام علي: (بالصدق والوفاء تكمل المروءة لأهلها) (6)

[الحديث: 2971] قال الإمام علي: (عليك بالصدق، فمن صدق في أقواله أجلّ قدره) (7)

[الحديث: 2972] قال الإمام علي: (قوّم لسانك تسلم) (8)

[الحديث: 2973] قال الإمام علي: (كن صادقا تكن وفيّا) (9)

[الحديث: 2974] قال الإمام علي: (للصّدق نجعة) (10)

[الحديث: 2975] قال الإمام علي: (ليكن أوثق النّاس لديك أنطقهم بالصدق) (11)

[الحديث: 2976] قال الإمام علي: (لو تميّزت الأشياء لكان الصدق مع الشجاعة، وكان الجبن مع الكذب) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 217.

(2) غرر الحكم ص 217.

(3) غرر الحكم ص 217.

(4) غرر الحكم ص 217.

(5) غرر الحكم ص 217.

(6) غرر الحكم ص 217.

(7) غرر الحكم ص 217.

(8) غرر الحكم ص 217.

(9) غرر الحكم ص 217.

(10) غرر الحكم ص 217.

(11) غرر الحكم ص 217.

(12) غرر الحكم ص 217.

مكارم الأخلاق وفضائلها (468)

[الحديث: 2977] قال الإمام علي: (من كان صدوقا لم يعدم الكرامة والسلامة) (1)

[الحديث: 2978] قال الإمام علي: (من صدق مقاله زاد جلاله) (2)

[الحديث: 2979] قال الإمام علي: (من صدقت لهجته قويت حجّته) (3)

[الحديث: 2980] قال الإمام علي: (من عرف بالصدق جاز كذبه) (4)

[الحديث: 2981] قال الإمام علي: (من صدقت لهجته صحّت حجّته) (5)

[الحديث: 2982] قال الإمام علي: (لا مخبر أفضل من الصدق) (6)

[الحديث: 2983] قال الإمام علي: (لا يغلب من يحتجّ بالصدق) (7)

[الحديث: 2984] قال الإمام علي: (يبلغ الصادق بصدقه ما لا يبلغه الكاذب باحتياله) (8)

[الحديث: 2985] قال الإمام علي: (يكتسب الصادق بصدقه ثلاثا: حسن الثّقة به، والمحبّة له، والمهابة عنه) (9)

[الحديث: 2986] قال الإمام عليّ: (ثلاث منجيات وثلاث مهلكات: فأمّا المنجيات: فتقوى الله في السرّ والعلانية، وقول الحقّ في الغضب والرضاء، واعطاء الحقّ من نفسك، وامّا المهلكات: فشحّ مطاع، وهواء متّبع، واعجاب المرء برأيه) (10)

[الحديث: 2987] قال الإمام علي: (أخسر الناس من قدر على أن يقول الحقّ ولم يقل) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 217.

(2) غرر الحكم ص 217.

(3) غرر الحكم ص 217.

(4) غرر الحكم ص 217.

(5) غرر الحكم ص 217.

(6) غرر الحكم ص 217.

(7) غرر الحكم ص 217.

(8) غرر الحكم ص 217.

(9) غرر الحكم ص 217.

(10) الأشعثيّات ص 245.

(11) غرر الحكم ص 70.

مكارم الأخلاق وفضائلها (469)

[الحديث: 2988] قال الإمام علي: (قولوا الحقّ تغنموا، واسكتوا عن الباطل تسلموا) (1)

[الحديث: 2989] قال الإمام علي: (من قال بالحقّ صدّق) (2)

[الحديث: 2990] قال الإمام علي: (من أستحيي من قول الحقّ فهو أحمق) (3)

[الحديث: 2991] قال الإمام علي: (وقر سمع لم تسمع الداعية) (4)

[الحديث: 2992] قال الإمام علي: (لا تمسك عن إظهار الحقّ إذا وجدت له أهلا) (5)

[الحديث: 2993] قال الإمام علي: (لا خير في السكوت عن الحقّ كما أنّه لا خير في القول بالجهل) (6)

[الحديث: 2994] قال الإمام علي: (أصدق القول ما طابق الحقّ) (7)

[الحديث: 2995] قال الإمام علي: (إنّ الوفاء توأم الصدق ولا أعلم جنّة أوقى منه) (8)

[الحديث: 2996] قال الإمام علي: (الوفاء كرم، المودّة رحم) (9)

[الحديث: 2997] قال الإمام علي: (الوفاء سجيّة الكرام) (10)

[الحديث: 2998] قال الإمام علي: (الوفاء توأم الصّدق) (11)

[الحديث: 2999] قال الإمام علي: (الوفاء حصن السّؤدد) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 70.

(2) غرر الحكم ص 70.

(3) غرر الحكم ص 70.

(4) غرر الحكم ص 70.

(5) غرر الحكم ص 70.

(6) غرر الحكم ص 70.

(7) غرر الحكم ص 70.

(8) نهج البلاغة كلام 41 ص 126.

(9) غرر الحكم ص 251.

(10) غرر الحكم ص 251.

(11) غرر الحكم ص 251.

(12) غرر الحكم ص 251.

مكارم الأخلاق وفضائلها (470)

[الحديث: 3000] قال الإمام علي: (الوفاء عنوان وفور الدين وقوّة الأمانة) (1)

[الحديث: 3001] قال الإمام علي: (الوفاء حلية العقل وعنوان النّبل) (2)

[الحديث: 3002] قال الإمام علي: (الوفاء توأم الأمانة وزين الأخوّة) (3)

[الحديث: 3003] قال الإمام علي: (الوفاء حفظ الذّمام، والمروءة تعهّد ذوي الأرحام) (4)

[الحديث: 3004] قال الإمام علي: (أشرف الخلائق الوفاء) (5)

[الحديث: 3005] قال الإمام علي: (إنّ الوفاء توأم الصدق، وما أعرف جنة أوقى منه) (6)

[الحديث: 3006] قال الإمام علي: (إذا عاقدت فأتمم) (7)

[الحديث: 3007] قال الإمام علي: (بحسن الوفاء يعرف الأبرار) (8)

[الحديث: 3008] قال الإمام علي: (حسب الخلائق الوفاء) (9)

[الحديث: 3009] قال الإمام علي: (دار الوفاء لا تخلوا من كريم، ولا يستقرّ بها لئيم) (10)

[الحديث: 3010] قال الإمام علي: (فاز من تجلبب الوفاء وادّرع الأمانة) (11)

[الحديث: 3011] قال الإمام علي: (من كان ذا حفاظ ووفاء لم يعدم حسن الإخاء) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 251.

(2) غرر الحكم ص 251.

(3) غرر الحكم ص 251.

(4) غرر الحكم ص 251.

(5) غرر الحكم ص 251.

(6) غرر الحكم ص 251.

(7) غرر الحكم ص 251.

(8) غرر الحكم ص 251.

(9) غرر الحكم ص 251.

(10) غرر الحكم ص 251.

(11) غرر الحكم ص 251.

(12) غرر الحكم ص 251.

مكارم الأخلاق وفضائلها (471)

[الحديث: 3012] قال الإمام علي: (من أحسن الوفاء استحقّ الاصطفاء) (1)

[الحديث: 3013] قال الإمام علي: (من ورد مناهل الوفاء روى من مشارب الصّفاء) (2)

[الحديث: 3014] قال الإمام علي: (من سكن الوفاء صدره أمن الناس غدره) (3)

[الحديث: 3015] قال الإمام علي: (ما أحسن الوفاء وأقبح الجفاء) (4)

[الحديث: 3016] قال الإمام علي: (ما أخلق من غدر أن لا يوفى له) (5)

[الحديث: 3017] قال الإمام علي: (نعم الخليقة الوفاء) (6)

[الحديث: 3018] قال الإمام علي: (نعم قرين الأمانة الوفاء) (7)

[الحديث: 3019] قال الإمام علي: (نعم قرين الصّدق الوفاء) (8)

[الحديث: 3020] قال الإمام علي: (لا تنفع الصّنيعة إلّا في ذي وفاء وحفيظة) (9)

[الحديث: 3021] قال الإمام عليّ: (قولوا الحقّ تعرفوا به، واعلموا الحقّ تكونوا من أهله، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، ولا تخونوا من خانكم، وصلوا أرحام من قطعكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، أوفوا إذا عاهدتم، واعدلوا إذا حكمتم، لا تفاخروا بالآباء، ولا تنابزوا بالألقاب، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، وافشوا السّلام، وردّوا التحيّة بأحسن منها، وارحموا الأرملة واليتيم، وأعينوا الضعيف والمظلوم وأطيبوا المكسب، وأجملوا في الطلب) (10)

[الحديث: 3022] قال الإمام علي: (إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها، منها

__________

(1) غرر الحكم ص 251.

(2) غرر الحكم ص 251.

(3) غرر الحكم ص 251.

(4) غرر الحكم ص 251.

(5) غرر الحكم ص 251.

(6) غرر الحكم ص 251.

(7) غرر الحكم ص 251.

(8) غرر الحكم ص 251.

(9) غرر الحكم ص 251.

(10) غرر الحكم ص 251.

مكارم الأخلاق وفضائلها (472)

الوفاء بالعهد) (1)

[الحديث: 3023] قال الإمام علي: (أصل الدين أداء الأمانة والوفاء بالعهود) (2)

[الحديث: 3024] قال الإمام علي: (الكريم إذا وعد وفى وإذا توعّد عفى) (3)

[الحديث: 3025] قال الإمام علي: (إنجاز الوعد أحد العتقين) (4)

[الحديث: 3026] قال الإمام علي: (الوعد أحد الرقّين) (5)

[الحديث: 3027] قال الإمام علي: (إنجاز الوعد من دلائل المجد) (6)

[الحديث: 3028] قال الإمام علي: (أفضل الصّدق الوفاء بالعهود) (7)

[الحديث: 3029] قال الإمام علي: (أشرف الهمم رعاية الذّمام) (8)

[الحديث: 3030] قال الإمام علي: (أحسن الصّدق الوفاء بالعهد، وأفضل الجود بذل الجهد) (9)

[الحديث: 3031] قال الإمام علي: (إنّ حسن العهد من الإيمان) (10)

[الحديث: 3032] قال الإمام علي: (إن العهود قلائد في الأعناق إلى يوم القيامة، فمن وصلها وصله الله، ومن نقضها خذله الله، ومن استخفّ بها خاصمته إلى الّذي أكّدها وأخذ خلقه بحفظها) (11)

[الحديث: 3033] قال الإمام علي: (إن وقعت بينك وبين عدوّك قصّة عقدت بها صلحا، وألبسته بها ذمّة، فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة، واجعل نفسك جنة

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 239.

(2) غرر الحكم ص 70.

(3) غرر الحكم ص 252.

(4) غرر الحكم ص 252.

(5) غرر الحكم ص 252.

(6) غرر الحكم ص 252.

(7) غرر الحكم ص 252.

(8) غرر الحكم ص 252.

(9) غرر الحكم ص 252.

(10) غرر الحكم ص 252.

(11) غرر الحكم ص 252.

مكارم الأخلاق وفضائلها (473)

بينك وبين ما أعطيت من عهدك) (1)

[الحديث: 3034] قال الإمام علي: (إذا وعدت فأنجز) (2)

[الحديث: 3035] قال الإمام علي: (حط عهدك بالوفاء يحسن لك الجزاء) (3)

[الحديث: 3036] قال الإمام علي: (خلوص الودّ والوفاء بالوعد من حسن العهد) (4)

[الحديث: 3037] قال الإمام علي: (زين الشيم رعي الذمم) (5)

[الحديث: 3038] قال الإمام علي: (سنة الكرام الوفاء بالعهود) (6)

[الحديث: 3039] قال الإمام علي: (كن منجزا للوعد، موفيا بالنذر) (7)

[الحديث: 3040] قال الإمام علي: (من حفظ عهده كان وفيّا) (8)

[الحديث: 3041] قال الإمام علي: (من وفى بعهده أعرب عن كرمه) (9)

[الحديث: 3042] قال الإمام علي: (من الكرم الوفاء بالذّمم) (10)

[الحديث: 3043] قال الإمام علي: (من أحسن الأمانة رعي الذّمم) (11)

[الحديث: 3044] قال الإمام علي: (من أشرف الشيم حياطة الذّمم) (12)

[الحديث: 3045] قال الإمام علي: (من تمام المروءة إنجاز الوعد) (13)

[الحديث: 3046] قال الإمام علي: (من دلائل الإيمان الوفاء بالعهد) (14)

[الحديث: 3047] قال الإمام علي: (من المروءة أن تقتصد فلا تسرف، وتعد فلا

__________

(1) غرر الحكم ص 252.

(2) غرر الحكم ص 252.

(3) غرر الحكم ص 252.

(4) غرر الحكم ص 252.

(5) غرر الحكم ص 252.

(6) غرر الحكم ص 252.

(7) غرر الحكم ص 252.

(8) غرر الحكم ص 252.

(9) غرر الحكم ص 252.

(10) غرر الحكم ص 252.

(11) غرر الحكم ص 252.

(12) غرر الحكم ص 252.

(13) غرر الحكم ص 252.

(14) غرر الحكم ص 252.

مكارم الأخلاق وفضائلها (474)

تخلف) (1)

[الحديث: 3048] قال الإمام علي: (من أشرف الشّيم الوفاء بالذمم) (2)

[الحديث: 3049] قال الإمام علي: (من أفضل الإسلام الوفاء بالذّمام) (3)

[الحديث: 3050] قال الإمام علي: (ملاك الوعد إنجازه) (4)

[الحديث: 3051] قال الإمام علي: (وعد الكريم نقد وتعجيل) (5)

[الحديث: 3052] قال الإمام علي: (وفاء بالذّمم زينة الكرم) (6)

[الحديث: 3053] قال الإمام علي: (لا تضمن ما لا تقدر على الوفاء به) (7)

[الحديث: 3054] قال الإمام علي: (لا تعد بما تعجز عن الوفاء به) (8)

[الحديث: 3055] قال الإمام علي: (لا تغدرنّ بعهدك، ولا تحقرنّ ذمتك، ولا تختل عدوّك، فقد جعل الله سبحانه عهده وذمته أمنا له) (9)

[الحديث: 3056] قال الإمام علي: (لا عهد لمن لا وفاء له) (10)

[الحديث: 3057] قال الإمام علي: (الوعد مرض والبرء انجازه) (11)

[الحديث: 3058] قال الإمام علي: (آفة العهود قلّة الرّعاية) (12)

[الحديث: 3059] قال الإمام علي: (آفة الوفاء الغدر) (13)

[الحديث: 3060] قال الإمام علي: (غير موف بالعهود من أخلف الوعود) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 252.

(2) غرر الحكم ص 252.

(3) غرر الحكم ص 252.

(4) غرر الحكم ص 252.

(5) غرر الحكم ص 252.

(6) غرر الحكم ص 252.

(7) غرر الحكم ص 252.

(8) غرر الحكم ص 252.

(9) غرر الحكم ص 252.

(10) غرر الحكم ص 252.

(11) غرر الحكم ص 252.

(12) غرر الحكم ص 252.

(13) غرر الحكم ص 252.

(14) غرر الحكم ص 252.

مكارم الأخلاق وفضائلها (475)

[الحديث: 3061] قال الإمام علي: (لكلّ ناكث شبهة) (1)

[الحديث: 3062] قال الإمام علي: (من أخفر ذمّة اكتسب مذمّة) (2)

[الحديث: 3063] قال الإمام علي: (من ساء عقده سرّ فقده) (3)

[الحديث: 3064] قال الإمام علي: (من ذا الّذي يثق بك اذا غدرت بذوي رحمك) (4)

[الحديث: 3065] قال الإمام علي: (من علامات اللؤم الغدر بالمواثيق) (5)

[الحديث: 3066] قال الإمام علي: (من أفحش الخيانة خيانة الودائع) (6)

[الحديث: 3067] قال الإمام علي: (ما أنجز الوعد من مطل به) (7)

[الحديث: 3068] قال الإمام علي: (ما أيقن بالله من لم يرع عهوده وذمّته) (8)

[الحديث: 3069] قال الإمام علي: (وعد اللّئيم تسويف وتعليل) (9)

[الحديث: 3070] قال الإمام علي: (لا تحلّنّ عقدا يعجزك إيثاقه) (10)

[الحديث: 3071] قال الإمام علي: (لا تعدنّ عدة لا تثق من نفسك بإنجازها) (11)

[الحديث: 3072] قال الإمام علي يوصي بعض عماله: (وإيّاك والمنّ على رعيّتك بإحسانك أو التزيد فيما كان من فعلك، وأن تعدهم فتتبع موعودك بخلفك فإن المنّ يبطل الإحسان، والتزيد يذهب بنور الحقّ، والخلف يوجب المقت عند الله وعند الناس قال الله سبحانه: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 252.

(2) غرر الحكم ص 252.

(3) غرر الحكم ص 252.

(4) غرر الحكم ص 252.

(5) غرر الحكم ص 252.

(6) غرر الحكم ص 252.

(7) غرر الحكم ص 252.

(8) غرر الحكم ص 252.

(9) غرر الحكم ص 252.

(10) غرر الحكم ص 252.

(11) غرر الحكم ص 252.

(12) نهج البلاغة ص 1031.

مكارم الأخلاق وفضائلها (476)

[الحديث: 3073] قال الإمام علي: (المنع الجميل أحسن من الوعد الطّويل) (1)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 3074] قال الإمام السجاد: (أربع من كنّ فيه كمل إيمانه ومحصت عنه ذنوبه ولقى ربّه وهو عنه راض: من وفى لله بما جعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله) (2)

[الحديث: 3075] قيل للإمام السجاد: أخبرني بجميع شرائع الدّين، فقال: (قول الحقّ، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد) (3)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 3076] قال الإمام الباقر: (قال موسى بن عمران عليه السّلام: الهي من أصفياؤك من خلقك؟ قال: الريّ الكفّين الريّ القدمين، يقول صادقا، ويمشي هونا، فأولئك يزول الجبال ولا يزولون قال: إلهي فمن ينزل دار القدس عندك؟ قال: الّذين لا تنظر أعينهم إلى الدنيا، ولا يذيعون أسرارهم في الدين، ولا يأخذون على الحكومة الرشاء. الحقّ في قلوبهم، والصدق على ألسنتهم، فأولئك في ستري في الدنيا وفي دار القدس عندي في الآخرة) (4)

[الحديث: 3077] قال الإمام الباقر: (إنّ الرجل ليصدق حتّى يكتبه الله صدّيقا) (5)

[الحديث: 3078] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (يا معشر شيعتنا اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا إلى أوليائنا، اصدقوا في قولكم، وبرّوا في إيمانكم لأوليائكم وأعدائكم) (6)

__________

(1) غرر الحكم ص 381.

(2) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 71.

(3) الخصال ج 1 ص 113.

(4) أمالي المفيد ص 85.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 105.

(6) دعائم الإسلام ج 1 ص 64.

مكارم الأخلاق وفضائلها (477)

[الحديث: 3079] عن عمرو بن أبي المقدام قال: قال لي الإمام الباقر في أول دخلة دخلت عليه: (تعلموا الصّدق قبل الحديث) (1)

[الحديث: 3080] قال الإمام الباقر: (قال سليمان بن داود عليهما السّلام: أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في الغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحقّ في الرضا والغضب، والتضرّع إلى الله عزّ وجلّ في كلّ حال) (2)

[الحديث: 3081] قال الإمام الباقر: (يقال للموفي بعهوده ـ في الدنيا في نذوره وأيمانه ومواعيده ـ: يا أيّتها الملائكة وفى هذا العبد في الدنيا بعهوده. فأوفوا له هاهنا بما وعدناه، وسامحوه، وتنافسوه. فحينئذ تصيره الملائكة إلى الجنان) (3)

[الحديث: 3082] قال الإمام الباقر: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه، وأعين على إيمانه، ومحصت ذنوبه، ولقى ربّه وهو عنه راض ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله تعالى عنه، منها: الوفاء بما يجعل الله على نفسه) (4)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 3083] قال الإمام الصادق: (لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإنّ ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته) (5)

[الحديث: 3084] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (انظر ما بلغ به عليّ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالزمه، فإنّ عليّا إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصدق الحديث

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 104.

(2) الخصال ج 1 ص 241.

(3) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ص 208.

(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 192.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 105.

مكارم الأخلاق وفضائلها (478)

وأداء الأمانة)

[الحديث: 3085] قال الإمام الصادق: (أربع من كنّ فيه كمل إيمانه: الصّدق وأداء الأمانة والحياء وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 3086] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (اتّقوا الله اتّقوا الله اتقوا الله، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن والفرج تكونوا معنا بالرفيق الأعلى) (2)

[الحديث: 3087] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّا إلّا بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر) (3)

[الحديث: 3088] قال الإمام الصادق: (إنّ الصبر والصدق والحلم وحسن الخلق من أخلاق الأنبياء، وما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة شيء أفضل من حسن الخلق) (4)

[الحديث: 3089] قال الإمام الصادق: (المؤمن أصدق على نفسه من سبعين مؤمنا عليه) (5)

[الحديث: 3090] قال الإمام الصادق: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه، وأعين على إيمانه، ومحّصت ذنوبه، ولقى ربّه وهو عنه راض، ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله تعالى عنه، وهي: الوفاء بما يجعل الله على نفسه، وصدق اللسان مع الناس، والحياء ممّا يقبح عند الله وعند الناس، وحسن الخلق مع الأهل والناس) (6)

[الحديث: 3091] قال الإمام الصادق: (أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ رجل صدوق في حديثه، محافظ على صلاته وما افترض الله عليه مع أداء الأمانة.. من اؤتمن على أمانة

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 99.

(2) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 226.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 104.

(4) إرشاد القلوب ص 133.

(5) صفات الشيعة ص 37.

(6) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 192.

مكارم الأخلاق وفضائلها (479)

فأدّاها فقد حلّ ألف عقدة من عنقه من عقد النار، فبادروا بأداء الأمانة، فإنّ من اوتمن على أمانة وكّل به إبليس مائة شيطان من مردة أعوانه ليضلّوه ويوسوسوا إليه حتّى يهلكوه، إلّا من عصم الله عزّ وجلّ) (1)

[الحديث: 3092] قال الإمام الصادق: (المكارم عشر، فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن، فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده وتكون في الولد ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ) قيل: وما هنّ؟ قال: (صدق البأس وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء الضيف وإطعام السائل والمكافاة على الصنائع والتّذمّم للجار والتذمّم للصاحب ورأسهنّ الحياء) (2)

[الحديث: 3093] قال الإمام الصادق: (من صدق لسانه زكى عمله، فمن حسنت نيّته زيد في رزقه، ومن حسن برّه بأهل بيته مدّ له في عمره) (3)

[الحديث: 3094] قال الإمام الصادق: (الصدق عزّ والجهل ذلّ) (4)

[الحديث: 3095] قال الإمام الصادق: (إنّ العبد إذا صدق كان أول من يصدّقه الله ونفسه تعلم أنّه صادق، وإذا كذب كان أول من يكذّبه الله ونفسه تعلم أنّه كاذب) (5)

[الحديث: 3096] قال الإمام الصادق: (إنّ العبد ليصدق حتّى يكتب عند الله من الصادقين، ويكذب حتى يكتب عند الله من الكاذبين، فإذا صدق قال الله عزّ وجلّ: صدق وبرّ، وإذا كذب قال الله عزّ وجلّ: كذب وفجر) (6)

[الحديث: 3097] قال الإمام الصادق: (طلبت العزّ فوجدته في الصدق) (7)

[الحديث: 3098] قال الإمام الصادق: (الصدق نور غير متشعشع إلّا في عالمه،

__________

(1) أمالي الصدوق ص 295.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 55.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 105.

(4) اصول الكافي ج 1 ص 26.

(5) ثواب الأعمال ص 213.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 105.

(7) المستدرك ج 2 ص 357، مجموعة الشهيد.

مكارم الأخلاق وفضائلها (480)

كالشمس يستضيء بها كلّ شيء يغشاه من غير نقصان يقع على معناها) (1)

[الحديث: 3099] عن إسماعيل بن عمار قال: قال لي الإمام الصادق: (أوصيك بتقوى الله والورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار وكثرة السجود، فبذلك أمرنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم) (2)

[الحديث: 3100] عن أبي بصير قال: قال لي الإمام الصادق: (يا أبا محمّد عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الصّحابة لمن صحبكم وطول السجود، فإنّ ذلك من سنن الأوّابين) (3)

[الحديث: 3101] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (عليكم بالورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة والتمسّك بما أنتم عليه، فإنّما يغتبط أحدكم إذا انتهت نفسه إلى هاهنا) وأومأ بيده إلى حلقه (4).

[الحديث: 3102] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (عليك بصدق الحديث وأداء الأمانة) (5)

[الحديث: 3103] عن فضيل بن عثمان عن الإمام الصادق قال: قلت له أوصني قال: (اوصيك بتقوى الله وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الصحابة لمن صحبك، وإذا كان قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فعليك بالدعاء واجتهد ولا تمتنع بشيء تطلبه من ربك، ولا تقل: هذا مالا أعطاه، وادع فإنّ الله يفعل ما يشاء) (6)

[الحديث: 3104] قال الإمام الصادق: (عليكم بتقوى الله والورع، والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الامانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم

__________

(1) مصباح الشريعة ص 51.

(2) مشكاة الأنوار ص 66.

(3) مشكاة الأنوار ص 66.

(4) دعائم الإسلام ج 1 ص 66.

(5) الكافي ج 5 ص 134.

(6) كتاب الزهد ص 19.

مكارم الأخلاق وفضائلها (481)

بغير ألسنتكم بطول الركوع والسجود، فإنّ أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويلتاه أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت) (1)

[الحديث: 3105] عن فضيل بن يسار قال: قال الإمام الصادق: (يا فضيل إنّ الصادق أول من يصدّقه الله عزّ وجلّ يعلم أنّه صادق وتصدّقه نفسه تعلم أنّه صادق) (2)

[الحديث: 3106] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (عليك بالصدق وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف) (3)

[الحديث: 3107] قال الإمام الصادق: (ثلاثة يدخلهم الله الجنّة بغير حساب: إمام عادل، وتاجر صدوق، وشيخ أفنى عمره في طاعة الله) (4)

[الحديث: 3108] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه في التجارة: (عليك بصدق اللّسان في حديثك، ولا تكتم عيبا يكون في تجارتك، ولا تغبن المسترسل فإنّ غبنه ربا، ولا ترض للنّاس إلّا ما ترضاه لنفسك، وأعط الحقّ وخذه، ولا تحف ولا تخن، فإنّ التاجر الصدوق مع السفرة الكرام البررة يوم القيامة) (5)

[الحديث: 3109] قال الإمام الصادق: (أيّما مسلم سئل عن مسلم فصدق فأدخل على ذلك المسلم مضرّة كتب من الكاذبين، ومن سئل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة كتب عند الله من الصادقين) (6)

[الحديث: 3110] قال الإمام الصادق: (من حلف بالله فليصدّق، ومن لم يصدق فليس من الله. ومن حلف له بالله عزّ وجلّ فليرض، ومن لم يرض فليس من الله عزّ وجلّ) (7)

__________

(1) المحاسن ص 18.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 104.

(3) أمالي الشيخ المفيد ص 182.

(4) ثواب الأعمال ص 162.

(5) بحار الأنوار ج 100 ص 101 عن فتح الأبواب.

(6) الاختصاص ص 224.

(7) الكافي ج 7 ص 438.

مكارم الأخلاق وفضائلها (482)

[الحديث: 3111] قال الإمام الصادق: (إن بلغك عن أخيك شيء وشهد أربعون أنّهم سمعوه منه فقال: لم أقل، فاقبل منه) (1)

[الحديث: 3112] قال الإمام الصادق: (لمّا انزلت المائدة على عيسى قال للحواريين: لا تأكلوا منها حتى آذن لكم، فأكل منها رجل منهم، فقال بعض الحواريّين: يا روح الله أكل منها فلان، فقال له عيسى: أكلت منها؟ قال له: لا، فقال الحواريّون: بلى والله يا روح الله، لقد أكل منها، فقال له عيسى: صدّق أخاك وكذّب بصرك) (2)

[الحديث: 3113] قال الإمام الصادق: (إنّي أردت أن أستبضع فلانا بضاعة إلى اليمن، فأتيت إلى الإمام الباقر فقلت: إنّي أريد أن أستبضع فلانا فقال لي: أما علمت أنّه يشرب الخمر؟ فقلت: قد بلغني من المؤمنين أنّهم يقولون ذلك، فقال: صدّقهم فإنّ الله يقول: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 61] فقال: يعني يصدّق الله ويصدّق المؤمنين لأنّه كان رؤوفا رحيما بالمؤمنين) (3)

[الحديث: 3114] قال الإمام الصادق: (إيّاك والرئاسة، وإيّاك أن تطأ أعقاب الرجال)، قيل له: جعلت فداك أمّا الرئاسة فقد عرفتها، وأمّا أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلّا ممّا وطأت أعقاب الرجال، فقال: (ليس حيث تذهب، إيّاك أن تنصب رجلا دون الحجّة فتصدّقه في كلّ ما قال) (4)

[الحديث: 3115] جاء رجل إلى الإمام الصادق فقال: يا ابن رسول الله أخبرني بمكارم الأخلاق. فقال: (العفو عمّن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحقّ ولو على نفسك) (5)

__________

(1) كتاب الأخوان ص 82.

(2) تفسير العياشي ج 1 ص 350.

(3) تفسير العياشي ج 2 ص 95.

(4) معاني الأخبار ص 169.

(5) معاني الأخبار ص 191.

مكارم الأخلاق وفضائلها (483)

[الحديث: 3116] قال الإمام الصادق: (ثلاث هم أقرب الخلق إلى الله يوم القيامة حتّى يفرغ من الحساب: رجل لم يدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال الحقّ فيما عليه وله) (1)

[الحديث: 3117] قال الإمام الصادق: (لا دين لمن لا عهد له، ولا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا زكاة له، ولا زكاة لمن لا ورع له) (2)

[الحديث: 3118] سئل الإمام الصادق: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يسعى بذمّتهم أدناهم) قال: (لو أنّ جيشا من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فأشرف رجل فقال: أعطوني الأمان حتّى ألقى صاحبكم، وأناظره فأعطاه أدناهم الأمان وجب على أفضلهم الوفاء به) (3)

[الحديث: 3119] قال الإمام الصادق: (من اشترط شرطا مخالفا لكتاب الله فلا يجوز له، ولا يجوز على الّذي اشترط عليه، والمسلمون عند شروطهم فيما وافق كتاب الله عزّ وجلّ) (4)

[الحديث: 3120] قال الإمام الصادق: (المسلمون عند شروطهم إلّا كلّ شرط خالف كتاب الله عزّ وجلّ فلا يجوز) (5)

[الحديث: 3121] قال الإمام الصادق: (ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد إلى البرّ والفاجر، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين) (6)

[الحديث: 3122] قال الإمام الصادق: (عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن

__________

(1) روضة الواعظين ج 2 ص 380.

(2) المشكاة ص 46.

(3) وسائل الشيعة ج 11 ص 49.

(4) الكافي ج 5 ص 169.

(5) التهذيب ج 7 ص 22.

(6) الكافي ج 5 ص 132.

مكارم الأخلاق وفضائلها (484)

أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرّض وذلك قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3]) (1)

5 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 3123] قال الإمام الكاظم: (قل الحقّ وإنْ كان فيه هلاكك، فإنّ فيه نجاتك، ودع الباطل وإنْ كان فيه نجاتك، فإنّ فيه هلاكك) (2)

[الحديث: 3124] قال الإمام الكاظم: (أداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق، والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق) (3)

[الحديث: 3125] قال الإمام الكاظم: (إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم، فإنّهم يرون أنّكم الّذين ترزقونهم، إنّ الله عزّ وجلّ ليس يغضب لشيء كغضبه للنّساء والصبيان) (4)

6 ـ ما روي عن الإمام الرضا

[الحديث: 3126] قال الإمام الرضا: (على الإمام إذا حكم عدل وإذا وعد وفي وإذا حدّث صدق. وإنّما حرّم الله الحرام بعينه ما قلّ منه وما كثر، وأحلّ الله الحلال بعينه ما قلّ منه وما كثر) (5)

[الحديث: 3127] قال الإمام الرضا يوصي بعض أصحابه: (إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل.. وعليك بالصدق وطلب الحلال..) (6)

[الحديث: 3128] قال الإمام الرضا: (إنّا أهل بيت نرى وعدنا علينا دينا كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (7)

[الحديث: 3129] قال الإمام الرضا: (من شهد على مسلم بما يثلمه، أو يثلم ماله،

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 363.

(2) الاختصاص ص 32.

(3) تحف العقول ص 403.

(4) الكافي ج 6 ص 50.

(5) مكارم الأخلاق ص 98.

(6) قرب الإسناد ص 171.

(7) تحف العقول ص 446.

مكارم الأخلاق وفضائلها (485)

أو مروءته، سماه الله كذّابا وإنْ كان صادقا، ومن شهد لمؤمن ما يحيي به ماله، أو يعينه على عدوّه، أو يحفظ دمه، سمّاه الله صادقا وإنْ كان كاذبا) (1)

__________

(1) عوالي اللآلئ ج 1 ص 314.

مكارم الأخلاق وفضائلها (486)

الثناء والمكافأة

نقصد بالثناء والمكافأة الاعتراف بالجميل للوسائط الذين جعلهم الله تعالى وسيلة للخيرات التي تصل إلينا؛ لأننا تجاهها نحتاج إلى خلقين:

أولهما: شكر الله تعالى وحمده باعتباره صاحب النعمة، ولولاه لم تتحقق ولم تتنزل، وقد ذكرنا الأحاديث المرتبطة بذلك في الجزء السابق، باعتبار الشكر من المراتب الروحية، بل هو من أعلى المراتب، كما قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]

وثانيها: شكر الواسطة والوسيلة، وهي فرع عن شكر الله تعالى، ذلك أن الله تعالى صاحب النعمة هو الذي دعانا إلى ذلك، واعتبره واجبا علينا، مع أنه صاحب الفضل الأول، كما قال تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 237]

ولذلك؛ فإن هذا الخلق الثاني مرتبط بهذا الكتاب، لأن من أدوار الأخلاق الحسنة تحقيق التآلف الاجتماعي، ولذلك كان هذا الخلق، والذي يمكن تسميته شكرا وحمدا، من الأخلاق الدالة على الكرم والسماحة والتواضع والأدب وغيرها.

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الثناء والمكافأة، وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 3130] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه

مكارم الأخلاق وفضائلها (487)

فادعوا له حتّى تروا أنّكم قد كافأتموه) (1)

[الحديث: 3131] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثّناء) (2)

[الحديث: 3132] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبّوا أصحابي، لا تسبّوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه) (3)

[الحديث: 3133] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يشكر النّاس لم يشكر الله عزّ وجلّ) (4)

[الحديث: 3134] عن زيد بن خالد الجهنيّ أنّه قال: صلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصّبح بالحديبية ـ على أثر سماء كانت من اللّيلة ـ فلمّا انصرف أقبل على النّاس، فقال: (هل تدرون ماذا قال ربّكم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي، وكافر بالكوكب، وأمّا من قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب) (5)

[الحديث: 3135] عن عبد الله بن الزّبير أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يهلّل دبر كلّ صلاة حين يسلّم، ويقول: (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، لا حول ولا قوّة إلّا بالله، لا إله إلّا الله، ولا نعبد إلّا إيّاه له النّعمة، وله الفضل وله الثّناء الحسن لا إله إلّا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون) (6)

[الحديث: 3136] عن أبي هريرة أنّه قال: أتى جبريل النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السّلام

__________

(1) النسائي (5/ 82) وأبو داود (1672)

(2) الترمذي (2035) والنسائي في عمل اليوم والليلة (75)

(3) مسلم (2540) والبخاري (3673)

(4) أحمد (2/ 258) أبو داود (4811) والترمذي (3 (132)

(5) البخاري (846) واللفظ له، ومسلم (71)

(6) مسلم (594)

مكارم الأخلاق وفضائلها (488)

من ربّها عزّ وجلّ ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب) (1)

[الحديث: 3137] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا، فآتي الأبرص فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن ويذهب عنّي الّذي قد قذرني النّاس. قال فمسحه فذهب عنه قذره. وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الإبل (أو قال: البقر) إلّا أنّ الأبرص أو الأقرع قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر ـ قال فأعطي ناقة عشراء فقال: بارك الله لك فيها. فآتي الأقرع فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عنّي هذا الّذي قذرني النّاس. فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملا.. فقال: بارك الله لك فيها. فآتي الأعمى فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: أن يردّ الله إلى بصري فأبصر به النّاس. فمسحه فردّ الله إليه بصره. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟. قال: الغنم. فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولّد هذا فكان لهذا واد من الإبل. ولهذا واد من البقر. ولهذا واد من الغنم. ثمّ إنّه آتي الأبرص في صورته وهيئته. فقال: رجل مسكين. قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلّا بالله ثم بك. أسألك، بالّذي أعطاك اللّون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلّغ عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأنّي أعرفك. ألم تكن أبرص يقذرك النّاس؟ فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنّما ورثت هذا المال كابرا عن كابر فقال: إن كنت كاذبا، فصيّرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا. وردّ عليه مثل ما ردّ على هذا. فقال: إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت، وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل. انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلّا بالله ثمّ بك. أسألك

__________

(1) البخاري (7497) ومسلم (2433)

مكارم الأخلاق وفضائلها (489)

ـ بالّذي ردّ عليك بصرك ـ شاة أتبلّغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فردّ الله إلى بصري فخذ ما شئت، ودع ما شئت. فو الله لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله. فقال: أمسك مالك. فإنّما ابتليتم. فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك) (1)

[الحديث: 3138] عن أنس بن مالك أنّه قال: مرّ أبو بكر والعبّاس بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم منّا. فدخل على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بذلك، قال: فخرج النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصعد المنبر ـ ولم يصعده بعد ذلك اليوم ـ فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: (أوصيكم بالأنصار فإنّهم كرشي (2) وعيبتي (3) وقد قضوا الّذي عليهم، وبقي الّذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم) (4)

[الحديث: 3139] عن جرير بن عبد الله قال: لمّا بعث النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أتيته فقال: يا جرير لأيّ شيء جئت؟ قال: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله، قال: فألقى إلى كساءه ثمّ أقبل على أصحابه وقال: (إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه)، وقال: وكان لا يراني بعد ذلك إلّا تبسّم في وجهي) (5)

[الحديث: 3140] عن أنس أنّه قال: لمّا قدم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا قوما أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنأ حتّى خفنا أن يذهبوا بالأجر كلّه. فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (لا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم) (6)

[الحديث: 3141] عن عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد ـ أخت خديجة ـ

__________

(1) البخاري (3464) ومسلم (2964)

(2) كرشي: أي جماعتي وموضع ثقتي وفي الكلام تشبيه لهم بالكرش.

(3) عيبتي: موضع سري وأمانتي أي إنهم بطانتي وخاصتي.

(4) البخاري (3799) ومسلم (2510)

(5) ابن ماجة (3712)

(6) أبو داود (4812) والترمذي (2487)

مكارم الأخلاق وفضائلها (490)

على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعرف استئذان خديجة، فارتاح لذلك فقال: اللهم هالة بنت خويلد، فغرت فقلت: (و ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشّدقين هلكت في الدّهر فأبدلك الله خيرا منها)، فغضب، ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء)، قالت عائشة: (فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداً) (1)

[الحديث: 3142] عن عائشة أنّها قالت: ما غرت على نساء النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، إلّا على خديجة، وإنّي لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا ذبح الشّاة، فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّي قد رزقت حبّها) (2)

[الحديث: 3143] عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازنيّ أنّه قال: لمّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين قسم في النّاس في المؤلّفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنّهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب النّاس فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلّالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرّقين فألّفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ كلّما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟. قال: كلّما شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا. ألا ترضون أن يذهب النّاس بالشّاة والبعير، وتذهبون بالنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرؤا من الأنصار، ولو سلك النّاس واديا وشعبا لسلكت وأدى الأنصار وشعبها. الأنصار شعار (3) والنّاس دثار (4) إنّكم ستلقون بعدي أثرة (5) فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض) (6)

__________

(1) البخاري (3821) مسلم (2437)

(2) البخاري (3816) ومسلم (2435)

(3) شعار: ما يلي الجسد.

(4) دثار: ما يتدثر به الإنسان وهو ما يلقيه عليه من كساء أو غيره فوق الشعار.

(5) أثرة: استئثار بأمور الدنيا.

(6) البخاري (4330) ومسلم (1061)

مكارم الأخلاق وفضائلها (491)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 3144] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أتي إليه معروف فليكافئ به، فإن عجز فليثن عليه، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة) (1)

[الحديث: 3145] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سألكم بالله تعالى فاعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن دعاكم بالله فأجيبوه، ومن اصطنع إليكم معروفا فكافئوه) (2)

[الحديث: 3146] قال هند بن أبي هالة في جملة سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يقبل الثناء إلّا من مكافئ) (3)

[الحديث: 3147] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من اصطنع إليه المعروف فاستطاع أن يكافئ عنه فليكافئ ومن لم يستطع فليثن خيرا، فإنّ من اثنى كمن جزى) (4)

[الحديث: 3148] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كافئ بالحسنة ولا تكافئ بالسيّئة) (5)

[الحديث: 3149] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أولى معروفا فلم يكن عنده خير يكافئ به عنه فاثنى على مولاه فقد شكره، ومن شكر معروفا فقد كافاه) (6)

[الحديث: 3150] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من اصطنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا مكافأة فادعوا له فكفى ثناء الرجل على أخيه إذا أسدى إليه معروفا فلم يجد عنده مكافأة أن يقول جزاه الله خيرا فإذا هو قد كافاه) (7)

[الحديث: 3151] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفاك بثنائك على أخيه إذا أسدى إليك

__________

(1) الكافي ج 4 ص 33.

(2) الأشعثيّات ص 152.

(3) عيون الأخبار ج 1 ص 319.

(4) مستدرك الوسائل ج 2 ص 396، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(5) مستدرك الوسائل ج 2 ص 396، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(6) مستدرك الوسائل ج 2 ص 396، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 396، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.

مكارم الأخلاق وفضائلها (492)

معروفا أن تقول له: جزاك الله خيرا، وإذا ذكر وليس هو في المجلس أن تقول: جزاه الله خيرا، فإذا أنت قد كافيته) (1)

[الحديث: 3152] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يد الله عزّ وجلّ فوق رؤوس المكفرين ترفرف بالرحمة) (2)

[الحديث: 3153] عن الإمام الباقر قال: كان غلام من اليهود يأتي رسول الله كثيرا حتّى استخفه وربّما أرسله في حاجة وربّما كتب له الكتاب إلى قوم فافتقده أيّاما فسأل عنه فقال قائل: تركته في آخر يوم من أيّام الدنيا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناس من أصحابه وكان صلى الله عليه وآله وسلم بركة لا يكاد يكلم أحدا إلّا أجابه، فقال يا فلان ففتح عينه فقال: لبّيك يا أبا القاسم فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وإنّي رسول الله، فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثمّ ناداه رسول الله الثانية وقال له: مثل قوله الأول فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثمّ ناداه رسول الله الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه فقال أبوه: إن شئت فقل وإن شئت فلا، فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله ومات مكانه، فقال رسول الله لأبيه: أخرج عنا، ثمّ قال لأصحابه: غسلوه وكفنوه وأئتوني به أصلّي عليه ثمّ خرج وهو يقول: الحمد لله الّذي أنجى بي اليوم نسمة من النار) (3)

[الحديث: 3154] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله عزّ وجلّ بعثني بها، وإنّ من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، وأن يعود من لا يعوده) (4)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

__________

(1) كتاب الزهد ص 33.

(2) علل الشرايع ص 560.

(3) مشكاة الأنوار ص 156.

(4) أمالي الطوسي ج 2 ص 92.

مكارم الأخلاق وفضائلها (493)

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 3155] قال الإمام عليّ: (حقّ على من أنعم عليه أن يحسن مكافأة المنعم، فإن قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء، فإن كلّ عن ذلك لسانه فعليه بمعرفة النعمة ومحبّة المنعم بها، فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل) (1)

[الحديث: 3156] قال الإمام علي: (المعروف رقّ والمكافاة عتق) (2)

[الحديث: 3157] قال الإمام علي: (المعروف فرض والشكر مفروض) (3)

[الحديث: 3158] قال الإمام علي: (المعروف غلّ لا يكفّه إلّا شكر أو مكافاة) (4)

[الحديث: 3159] قال الإمام علي: (أطل يدك في مكافأة من أحسن إليك، فإن لم تقدر فلا أقلّ من أن تشكره) (5)

[الحديث: 3160] قال الإمام علي: (إذا قصرت يدك على المكافأة فأطل لسانك بالشكر) (6)

[الحديث: 3161] قال الإمام علي: (من شكر المعروف فقد قضى حقّه) (7)

[الحديث: 3162] قال الإمام علي: (من شكر من النعم عليه فقد كافاه) (8)

[الحديث: 3163] قال الإمام علي: (لا يزهدنك في المعروف من لا يشكره لك، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه، وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر ممّا أضاع الكافر، والله يحبّ المحسنين) (9)

[الحديث: 3164] قال الإمام عليّ: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكفرا لا يشكر معروفه،

__________

(1) أمالي الطوسي ج 2 ص 115.

(2) غرر الحكم ص 7.

(3) غرر الحكم ص 9.

(4) غرر الحكم ص 70.

(5) غرر الحكم ص 118.

(6) غرر الحكم ص 659.

(7) غرر الحكم ص 659.

(8) غرر الحكم ص 666.

(9) نهج البلاغة ص 1178.

مكارم الأخلاق وفضائلها (494)

ولقد كان معروفه على القرشيّ والعربيّ والعجميّ، ومن كان أعظم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معروفا على هذا الخلق، وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم) (1)

[الحديث: 3165] قال الإمام علي: (من همّ أن يكافئ على المعروف وعجز فقد كافأ) (2)

[الحديث: 3166] قال الإمام علي: (إذا حيّيت بتحيّة فحييّ بأحسن منها، وإذا اسديت إليك يد فكافئها بما يربي عليها، والفضل مع ذلك للبادي) (3)

[الحديث: 3167] عن الإمام الصادق قال: كان الإمام علي يقول: (من صنع بمثل ما صنع إليه فإنّما كافأه، ومن أضعفه كان شكورا، ومن شكر كان كريما، ومن علم أنّ ما صنع إنّما صنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم، ولم يستزدهم في مودّتهم، ولا تلتمس من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك، ووقيت به عرضك، واعلم أنّ الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن ردّه) (4)

2 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 3168] قال الإمام الصادق: (من حقّ الشكر لله تعالى أن يشكر من أجري تلك النعمة على يده) (5)

[الحديث: 3169] قال الإمام الصادق: (إنّ المؤمن مكفر، وذلك أنّ معروفه يصعد إلى الله عزّ وجلّ فلا ينشر في الناس، والكافر مشكور وذلك أنّ معروفه للناس ينتشر في الناس ولا يصعد إلى السماء) (6)

__________

(1) علل الشرايع ص 560.

(2) غرر الحكم ص 390.

(3) نهج البلاغة، حكمة 59 ص 1114.

(4) الكافي ج 4 ص 28.

(5) الشيخ المفيد في العيون والمحاسن.

(6) علل الشرايع ص 560.

مكارم الأخلاق وفضائلها (495)

[الحديث: 3170] قال الإمام الصادق: (ما أقلّ من شكر المعروف) (1)

[الحديث: 3171] قال الإمام الصادق: (إنّ الله خلق خلقا من عباده فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم بذلك) (2)

[الحديث: 3172] قال الإمام الصادق: (آية في كتاب الله مسجلة قلت: ما هي؟ قال: قول الله تبارك وتعالى في كتابه: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60] جرت في الكافر والمؤمن والبرّ والفاجر من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به وليست المكافأة أن يصنع كما صنع به بل حتّى يرى مع فعله لذلك أن له الفضل المبتدئ) (3)

3 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 3173] قال الإمام الحسين: (مهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أن لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته فإنّه أجزل عطاء وأعظم أجرا) (4)

[الحديث: 3174] يروى أن الإمام الحسن خرج إلى سفر فأضلّ طريقه ليلا فمرّ براعي غنم فنزل عنده فألطفه وبات عنده، فلمّا أصبح دلّه على الطريق فقال له الحسن: (إنّي ماض إلى ضيعتي ثمّ أعود إلى المدينة ووقّت له وقتا وقال له: تأتيني به، فلمّا جاء الوقت شغل الحسن بشيء من أموره عن قدوم المدينة، فجاء الراعي وكان عبدا لرجل من أهل المدينة فصار إلى الحسين وهو يظنّه الحسن فقال: أنا العبد الّذي بتّ عندي ليلة كذا، ووعدتني أن أصير إليك في هذا الوقت وأراه علامات عرف الحسين أنّه الحسن، فقال الحسين له: (لمن أنت يا غلام؟) فقال: لفلان، فقال: (كم غنمك؟) قال: ثلاثمائة فأرسل إلى الرجل فرغّبه حتّى باعه الغنم والعبد فأعتقه، ووهب له الغنم مكافأة لما صنع مع أخيه

__________

(1) الكافي ج 4 ص 33.

(2) كتاب الزهد ص 33.

(3) كتاب الزهد ص 31.

(4) مستدرك الوسائل ج 2 ص 396، كشف الغمّة.

مكارم الأخلاق وفضائلها (496)

وقال: (إنّ الّذي بات عندك أخي وقد كافأتك بفعلك معه) (1)

[الحديث: 3175] قال الإمام السجاد في دعاء مكارم الأخلاق: (وأجز من هجرني بالبرّ، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافئ من قطعني بالصلة، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذّكر) (2)

__________

(1) مقتل الحسين، ج 1 ص 153.

(2) كتب الأدعية.

مكارم الأخلاق وفضائلها (497)

هذا الكتاب

يجمع هذا الكتاب أكثر من 3000 حديث من المصادر السنية والشيعية حول [مكارم الأخلاق وفضائها]، ونقصد بها ما ورد من الأحاديث في الأخلاق الحسنة، أو الصفات النفسية الراسخة التي تصدر عنها المواقف والأعمال الصالحة بسهولة ويسر.

وسر ترتيبه بعد الكتاب السابق المرتبط بالسلوك الروحي هو كون الأخلاق الحسنة هي الثمرة الأولى لذلك السلوك؛ فمن عرف ربه، وتواصل معه، رزقه الله من الأدب والأخلاق، ما يكون دليلا على ذلك التواصل.

ولهذا كان القرآن الكريم كله كتاب أخلاق، حتى آياته المرتبطة بالأحكام الفقهية، أو بالقصص، أو بالتعريف بالله تعالى؛ فكل ذلك مما يثمر في التالي المتدبر له المعاني العميقة المرتبطة بالأخلاق.

ولهذا كان في الرجوع إلى النبوة والإمامة في هذا المجال توضيحا لتلك المعاني القرآنية الجميلة، أو تجسيد لها؛ وذلك ما ييسر ترسيخها في النفس؛ فهي تفر من كل شيء نظري مجرد ما لم يكن له في الواقع ما يثبته أو يدل عليه.

بناء على هذا حاولنا أن نجمع في هذا الكتاب أكثر ما ورد في المصادر السنية والشيعية من الأحاديث المرتبطة بالأخلاق الحسنة.