الكتاب: معارج الذكر والدعاء
الوصف: ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث حول أنواع الأذكار والأدعية وفضائلها
السلسلة: سنة بلا مذاهب
المؤلف: د. نور الدين أبو لحية
الناشر: دار الأنوار للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى، 1442 هـ
عدد الصفحات: 833 <
ISBN: 978-620-3-85899-0
لمطالعة الكتاب من تطبيق مؤلفاتي المجاني وهو أحسن وأيسر: هنا
يجمع هذا الكتاب ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث حول الذكر والدعاء، إما بالدعوة إليهما، والترغيب فيهما، وبيان الفضل المتعلق بهما، أو ببيان الهيئات التنفيذية لذلك.
وقد أوردنا فيه الصيغ المختلفة للأذكار والأدعية، سواء تلك التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، أو رويت عن ورثته من أئمة الهدى، والمتوافقة جميعا مع القرآن الكريم.
وقد اخترنا تسميته بـ[معارج الذكر والدعاء]، باعتبارهما ليسا مجرد ألفاظ تردد، وإنما هما معارج ووسائل لتحقيق كل الغايات الكبرى المرتبطة بالسير الصعودي التكاملي للإنسان.
ولهذا يُطلق على الدعاء لقب [القرآن الصاعد]، لأنه يعبر عن حاجات العبد التي يطلبها من ربه، كما أن القرآن المتنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعبر عن القيم والتكاليف التي يطلبها الله من عباده.
وبما أن الذكر والدعاء قد يقع فيهما الكثير من الأخطاء المرتبطة بمعرفة الله تعالى، أو كيفية التوجه إليه؛ فقد ورد في المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى ما يكفي للتدريب على ذلك، أو ما يكفي للاكتفاء به.
بل إن أذكارهم وأدعيتهم مدرسة متكاملة في المعرفة بالله وحقوقه، والتأدب معه، وكيفية السير إليه، وغيرها من النواحي حتى تلك التي ترتبط بالحاجات المختلفة.
لذلك أوردنا في هذا الكتاب أكثر ما وجدناه منها، مع التنبيه إلى أنا قطعنا الأحاديث الطويلة في الأدعية إلى قطع قصيرة، يسهل حفظها أو الدعاء بها، وقد اعتمدنا في ذلك على انتهاء المعنى في كل قطعة.
معارج الذكر والدعاء (9)
يجمع هذا الكتاب ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث حول الذكر والدعاء، إما بالدعوة إليهما، والترغيب فيهما، وبيان الفضل المتعلق بهما، أو ببيان الهيئات التنفيذية لذلك.
وقد أوردنا فيه الصيغ المختلفة للأذكار والأدعية، سواء تلك التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، أو رويت عن ورثته من أئمة الهدى، والمتوافقة جميعا مع القرآن الكريم.
وقد اخترنا تسميته بـ[معارج الذكر والدعاء]، باعتبارهما ليسا مجرد ألفاظ تردد، وإنما هما معارج ووسائل لتحقيق كل الغايات الكبرى المرتبطة بالسير الصعودي التكاملي للإنسان.
ولهذا يُطلق على الدعاء لقب [القرآن الصاعد]، لأنه يعبر عن حاجات العبد التي يطلبها من ربه، كما أن القرآن المتنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعبر عن القيم والتكاليف التي يطلبها الله من عباده.
وبما أن الذكر والدعاء قد يقع فيهما الكثير من الأخطاء المرتبطة بمعرفة الله تعالى، أو كيفية التوجه إليه؛ فقد ورد في المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى ما يكفي للتدريب على ذلك، أو ما يكفي للاكتفاء به.
بل إن أذكارهم وأدعيتهم مدرسة متكاملة في المعرفة بالله وحقوقه، والتأدب معه، وكيفية السير إليه، وغيرها من النواحي حتى تلك التي ترتبط بالحاجات المختلفة.
لذلك أوردنا في هذا الكتاب أكثر ما وجدناه منها، مع التنبيه إلى أنا قطعنا الأحاديث الطويلة في الأدعية إلى قطع قصيرة، يسهل حفظها أو الدعاء بها، وقد اعتمدنا في ذلك على انتهاء المعنى في كل قطعة.
معارج الذكر والدعاء (10)
وقد دعانا إلى ذلك ما نراه في الواقع من النفور من الأدعية الطويلة، أو عدم التمكن من الاستفادة منها، أو من أجزائها المختلفة، ولذلك كان في ذلك التقطيع مصالح كثيرة متعددة، منها ما يرجع إلى استعمال الدعاء نفسه، ومنها ما يرجع إلى الاستفادة منه في نواحي الاستدلال والاستنباط.
وقد وضعنا في التوثيق المرتبط بكل دعاء المصدر أو المرجع الذي يوجد فيه، ولذلك يمكن لمن أعجبته أي قطعة من القطع، أن يرجع للدعاء كاملا؛ فيكون الجزء مرغبا في الكل.
وننبه إلى أنا لم نورد في هذا الكتاب أكثر الأدعية التي أوردناها في الكتب السابقة حرصا على الاختصار، ومنها مثلا دعاء الجوشن الكبير الذي أوردناه في كتاب [الجلال والجمال الإلهي]، ودعاء كميل، والذي أوردناه في كتاب [الأنبياء والهدي المقدس]، وغيرها من الأدعية المرتبطة بالشعائر التعبدية ونحوها.
وننبه كذلك إلا أنا لم نبالغ في رد الأحاديث المرتبطة بالأدعية بسبب أسانيدها، بل راعينا صحة المعنى، وجمال التعبير عنه، وهو كاف في قبول الدعاء، سواء صحت نسبته سندا أو لم تصح، لأنه لا يبتدع عبادة جديدة، ولا يعد بجزاء مبالغ فيه، قد يصرف عن سائر الأعمال، ولهذا اهتممنا بذكر الأدعية دون الأجور المرتبطة بها، إلا ما كان صحيحا واردا في المصادر المعتبرة.
وقد قسمنا الأحاديث الواردة في الكتاب إلى اثني عشر فصلا، تضمن كل واحدا منها معراجا يصعد به المؤمن إلى مراقي الكمال، وهذه المعارج هي:
أولا ـ معراج الفضل والكمال: وهو المعراج الذي يحقق الاحتساب والنية والإخلاص، بالإضافة إلى أنه يبين مدى أهمية ما يُذكر فضله، لتزداد رغبة النفس فيه، وقد
معارج الذكر والدعاء (11)
أوردنا فيه ما ورد حول فضل الذكر، وما ورد حول فضل الدعاء
ثانيا ـ معراج الكثرة والدوام: وهو المعراج الذي يجعل من الكثرة والدوام وسائل للسير السريع إلى الله، والكمال المرتبط بذلك السير، وقد أوردنا فيه ما ورد حول فضل كثرة الذكر.. وما ورد حول فضل الدوام والاستمرار.
ثالثا ـ معراج الانتقاء والاختيار: وهو المعراج الذي يرغب فيما ورد في النصوص المقدسة من القرآن والسنة المطهرة من ألفاظ وتراكيب معينة في الذكر، لها دور كبير في السير التحققي إلى الله تعالى، وقد أوردنا فيه ما ورد حول فضل البسملة.. وما ورد حول فضل التسبيح.. وما ورد حول فضل الحمد.. وما ورد حول فضل التهليل.. وما ورد حول فضل التكبير.. وما ورد حول فضل الحوقلة.. وما ورد حول الاستثناء بالمشيئة.
رابعا ـ معراج الثناء والتمجيد: وهو المعراج الذي يعلم المؤمن كيف يتأدب أثناء دعائه بعدم الاكتفاء بطلب حاجاته، وإنما يقدم لها بالثناء على ربه وتمجيده وتسبيحه، ليكون الدعاء وسيلة للترقي والمعرفة، وقد أوردنا فيه ما ورد حول الأسماء والصفات.. وما ورد حول الحمد والثناء.
خامسا ـ معراج الأزمنة والأمكنة: وهو المعراج الذي يعلم المؤمن كيف يستثمر الزمان والمكان والنفحات المرتبطة بهما لطلب حاجاته، أو السير إلى ربه، وقد أوردنا فيه ما ورد حول الأذكار والأدعية المرتبطة بالصباح والمساء.. وبآناء الليل.. وبأزمنة الشعائر.. وبأزمنة الظواهر.. وبالأزمنة المباركة.. وبالأمكنة المباركة.
سادسا ـ معراج الضرورات والحاجات: وهو المعراج الذي يربط الضرورات والحاجات المعيشية للمؤمن بذكر ربه ودعائه له، حتى لا تصبح تلك الحاجات حجابا بينه وبين كماله، وقد أوردنا فيه ما ورد حول الأكل والشرب.. وما ورد حول النوم واليقظة..
معارج الذكر والدعاء (12)
وما ورد حول الطهارة والنظافة.. وما ورد حول اللباس والزينة.. وما ورد حول الركوب والسفر.. وما ورد حول البيوت والمجالس.. وما ورد حول شؤون المعيشة.. وما ورد حول الآداب الاجتماعية.
سابعا ـ معراج الإجابة والاستجابة: وهو المعراج الذي يعلم المؤمن صدق وعد الله بإجابته لدعاء عباده، وفي نفس الوقت يعلمه بشروط الإجابة، وأهلها، وموانعها، وقد أوردنا فيه ما ورد حول إجابة الله لعباده.. وما ورد حول موانع الإجابة.. وما ورد حول أهل الإجابة.
ثامنا ـ معراج الأدب والخشوع: وهو المعراج الذي يعلم المؤمن كيف يتأدب مع ربه أثناء ذكره أو دعائه له، وقد أوردنا فيه ما ورد حول الآداب الباطنة.. وما ورد حول الآداب الظاهرة.. وما ورد حول المحظورات والمكروهات.
تاسعا ـ معراج التزكية والترقية: وهو المعراج الذي يجعل من الذكر والدعاء وسائل للتربية بكافة أشكالها، سواء تلك التي ترتبط بالسير إلى الله، أو تلك التي ترتبط بالعلاقات المختلفة مع النفس والخلق، وقد أوردنا فيه ما ورد حول التخلية والتصفية.. وما ورد حول التحلية والترقية.
عاشرا ـ معراج الاستعاذة والتحصن: وهو المعراج الذي يعلم المؤمن كيف يستعيذ بربه، ويتحصن به من كل المكاره التي تنزل به، أو يخاف أن تنزل به، وقد أوردنا فيه ما ورد حول فضل الاستعاذة وتأثيرها.. وما ورد من الاستعاذات المأثورة.
الحادي عشر ـ معراج الاستغاثة والطلب: وهو المعراج الذي يعلم المؤمن كيف يلجأ إلى ربه لتحقيق حاجاته ومصالحه، أو لدفع ما ينزل به من البلاء، وقد أوردنا فيه ما ورد حول الاستغاثة لدفع البلاء.. وما ورد حول طلب الحاجات المختلفة.
معارج الذكر والدعاء (13)
الثاني عشر ـ معراج الولاء والبراء: وهو المعراج الذي يعلم المؤمن كيف يستعمل الدعاء وسيلة لتحقيق الولاء والبراء، حتى لا يبقى الدعاء محصورا في عالم النفس، وإنما تكون له أدواره المرتبطة بالمجتمع، بل بالأمة جميعا، وقد أوردنا فيه ما ورد حول الولاء والدعاء للمؤمنين.. وما ورد حول البراء والدعاء على المعتدين.
وننبه في الأخير إلى أنا لم نبالغ كثيرا في توثيق الأحاديث المرتبطة بهذا الباب، ولهذا اكتفينا بذكر مصادر أو مراجع محدودة لكل حديث، مع العلم أن أكثر الأحاديث الواردة في المصادر السنية يوجد نظير لها في المصادر الشيعية، ولهذا اكتفينا بإيرادها في المصادر السنية، مع التوثيق لها.
معارج الذكر والدعاء (14)
المعراج الأول من معارج الذكر والدعاء [معراج الفضل والكمال]، وإلى هذا المعراج الإشارة بقوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، ومثلها الآيات الكثيرة من القرآن الكريم التي تشير إلى أن كل الفضائل التي يرتقي بها الإنسان في معارج الكمال مرتبطة بمدى توجهه بقلبه وقالبه لله تعالى؛ ولا يتحقق ذلك بكماله إلا في الذكر والدعاء، ذلك أنه توجه محض خالص غير مشوب بأي شائبة.
ولهذا وردت الأحاديث الكثيرة في بيان الفضل العظيم الذي منّ الله به على من يذكره أو يدعوه، وقد خصصنا هذا الفصل ببعضها أو بما كان محضا خالصا بهذا الباب، وإلا فإن كل الكتاب يبين فضل الذكر والدعاء، إما على سبيل العموم ببيان فضل الذكر عموما، أو على سبيل الخصوص ببيان فضل بعض الأذكار أو الأدعية.
وقد جعلنا أحاديث الفضائل أول الفصول، باعتبارها الداعية للاحتساب والنية والإخلاص، بالإضافة إلى كونها تبين مدى أهمية ما يُذكر فضله، لتزداد رغبة النفس فيه.
وقد قسمت هذا الفصل إلى قسمين:
الأول: ما ورد حول فضل الذكر
الثاني: ما ورد حول فضل الدعاء
معارج الذكر والدعاء (15)
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل الذكر]، وهي تتوافق مع الآيات القرآنية الكثيرة الداعية إلى ذكر الله، بل كثرة ذكره، وتعد بالأجر العظيم على ذلك.
ومن الأمثلة عنها، بل من أعظمها قوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، والتي تعتبر ذكر الله لعبده، والذي يدل على قبوله ورضاه، منوطا بذكر العبد لربه.
ومثل ذلك الآيات التي تعد بالفلاح الذاكرين لله، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]، وقوله: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10]، والفلاح اسم جامع لكل أنواع المكارم التي وعد الله بها عباده، سواء ما وصفه منها، أو ما ظل مخبأ في خزائن الغيب الإلهي.
ولهذا؛ فإن كل الأحاديث المرتبطة بفضل الذكر تفصل المصاديق التي ينطبق عليها ذلك الفلاح.
ونحب أن ننبه هنا إلى أن ما ورد من الأحاديث في فضل الذكر على غيره من الأعمال، لا يعني تحقيرها أو الانتقاص منها، أو الدعوة إلى تركها، أو استبدالها بالذكر؛ وإنما تعني أن الذاكر الممارس لتلك الأعمال أفضل من الغافل الذي يمارسها من دون اصطحابها بالذكر، ذلك أن الذكر هو روحها وسرها وحياتها، كما قال تعالى عن الصلاة: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]
معارج الذكر والدعاء (16)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية:
[الحديث: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه (1).
[الحديث: 2] عن أبي سعيد الخدري، قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أعظم درجة؟ قال: الذاكرين الله (2).
[الحديث: 3] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري، واذكر بذكرهم (3).
[الحديث: 4] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من الناس مفاتيح لذكر الله؛ إذا رؤوا ذكر الله (4).
[الحديث: 5] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أنبئكم بخياركم؟.. خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل (5).
[الحديث: 6] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما توطن رجلٌ مسلمٌ المساجد للصلاة والذكر، إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم (6).
[الحديث: 7] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا انبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم،
__________
(1) ابن ماجة: 2/ 1246، أحمد: 3/ 647 8.
(2) شعب الإيمان: 1/ 419.
(3) حلية الأولياء: 1/ 6، المعجم الأوسط: 1/ 203.
(4) المعجم الكبير: 10/ 205 6.
(5) ابن ماجة: 2/ 1379، أحمد: 10/ 442 0.
(6) ابن ماجة: 1/ 262، أحمد: 3/ 220.
معارج الذكر والدعاء (17)
وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟! قال: ذكر الله (1).
[الحديث: 8] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا ذكر الله عز وجل على كل حال؛ فإنه ليس عملٌ أحب إلى الله تعالى ولا أنجى لعبد من كل سيئة في الدنيا والآخرة من ذكر الله، قالوا: ولا القتال في سبيل الله؟ قال: لولا ذكر الله لم يؤمر بالقتال في سبيل الله، ولو اجتمع الناس على ما أمروا به من ذكر الله تعالى ما كتب الله القتال على عباده، فإن ذكر الله تعالى لا يمنعكم من القتال في سبيله، بل هو عونٌ لكم على ذلك، قالوا: يا رسول الله، فإن ذكر الله لا يكفينا من الجهاد، قال: ولا الجهاد يكفي من ذكر الله، ولا يصلح الجهاد إلا بذكر الله، وإنما الجهاد شعبةٌ من شعب ذكر الله، وطوبى لمن أكثر في الجهاد من ذكر الله، وكل كلمة بسبعين ألف حسنة، كل حسنة بعشر، وعند الله من المزيد ما لا يحصيه غيره (2).
[الحديث: 9] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أعطي أربعا أعطي أربعا، وتفسير ذلك في كتاب الله عز وجل:.. من أعطي الذكر ذكره الله؛ لأن الله يقول: ﴿اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152] (3).
[الحديث: 10] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152] يقول: اذكروني يا معشر العباد بطاعتي، أذكركم بمغفرتي (4).
[الحديث: 11] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم (5).
__________
(1) ابن ماجة: 2/ 1245؛ الكافي: 2/ 499.
(2) كنز العمال: 2/ 243 عن ابن صصري في أماليه.
(3) شعب الإيمان: 4/ 126.
(4) الفردوس: 3/ 150.
(5) البخاري: 6/ 2694، مسلم: 4/ 2061.
معارج الذكر والدعاء (18)
[الحديث: 12] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: المستهترون في ذكر الله؛ يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافا (1).
[الحديث: 13] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يقول: إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه (2).
[الحديث: 14] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ذاكر الله في الغافلين كالذي يقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين مثل المصباح في البيت المظلم، وذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر، وذاكر الله في الغافلين يعرفه الله مقعده من الجنة، وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وأعجمي، فالفصيح بنو آدم والأعجمي البهائم (3).
[الحديث: 15] عن ابن عباس، قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعبد الله بن رواحة الأنصاري وهو يذكر أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنكم الملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معكم، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28]، أما إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معهم عدتهم من الملائكة، إن سبحوا الله سبحوه، وإن حمدوا الله حمدوه، وإن كبروا الله كبروه، ثم يصعدون، فيقولون: يا ربنا، عبادك سبحوك فسبحنا، وكبروك فكبرنا، وحمدوك فحمدنا، فيقول ربنا: يا ملائكتي، أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقولون: فيهم فلانٌ وفلانٌ الخطاء! فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم (4).
[الحديث: 16] عن أبي عثمان، قال: كان سلمان في عصابة يذكرون الله، فمر بهم
__________
(1) الترمذي: 5/ 577، كنزالعمال: 1/ 417.
(2) الترمذي: 5/ 570.
(3) حلية الأولياء: 6/ 181.
(4) المعجم الصغير: 2/ 109، حلية الأولياء: 5/ 117.
معارج الذكر والدعاء (19)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجاءهم قاصدا حتى دنا منهم، فكفوا عن الحديث إعظاما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: ما كنتم تقولون؟ فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم، فأحببت أن أشارككم فيها! (1).
[الحديث: 17] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يقعد قومٌ يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده (2).
[الحديث: 18] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما اجتمع قومٌ على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم: قوموا مغفورا لكم (3).
[الحديث: 19] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم، فقد بدلت سيئاتكم حسنات (4).
[الحديث: 20] عن جابر: خرج علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا أيها الناس، إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض، فارتعوا في رياض الجنة، قالوا: وأين رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله، وذكروه أنفسكم (5).
[الحديث: 21] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ، يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء؛ هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه (6).
[الحديث: 22] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اذكر الله؛ فإنه عونٌ لك على ما تطلب (7).
[الحديث: 23] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اتخذوا ذكر الله تجارة، يأتكم الرزق بغير
__________
(1) الحاكم: 1/ 210.
(2) مسلم: 4/ 2074؛ مكارم الأخلاق: 2/ 85.
(3) الإصابة: 3/ 175.
(4) أحمد: 4/ 286 6، مسند أبي يعلى: 4/ 161.
(5) الحاكم: 1/ 672؛ مكارم الأخلاق: 2/ 78.
(6) كنزالعمال: 1/ 438 عن المعجم الكبير.
(7) الخصال: ص 525، معاني الأخبار: ص 334؛ المعجم الكبير: 2/ 157.
معارج الذكر والدعاء (20)
بضاعة (1).
[الحديث: 24] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مكتوبٌ في التوراة التي لم تغير أن موسى عليه السلام سأل ربه فقال: يا رب، أقريبٌ أنت مني فأناجيك، أم بعيدٌ فأنأديك؟ فأوحى إليه: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، فقال موسى: فمن في سترك يوم لا ستر إلا سترك؟ فقال: الذين يذكروني فأذكرهم، ويتحابون في فأحبهم، فأولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم فدفعت عنهم بهم (2).
[الحديث: 25] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا: يا جارة، هل مر بك اليوم ذاكرٌ لله تعالى، أو عبدٌ وضع جبهته عليك ساجدا لله؟ فمن قائلة: لا، ومن قائلة: نعم، فإذا قالت: نعم، اهتزت وانشرحت، وترى أن لها فضلا على جارتها (3).
[الحديث: 26] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله من نجالس؟ قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله (4).
[الحديث: 27] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصف أولياء الله: تنعم الناس بالدنيا، وتنعموا بذكر الله (5).
[الحديث: 28] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة،
__________
(1) الفردوس: 2/ 119، فردوس الأخبار: 2/ 193.
(2) عدة الداعي: ص 235، الكافي: 2/ 496.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 373، بحار الأنوار: 77/ 84.
(4) الكافي: 1/ 39، تحف العقول: ص 44.
(5) إرشاد القلوب: ص 135.
معارج الذكر والدعاء (21)
ورمي الجمار؛ لإقامة ذكر الله (1).
[الحديث: 29] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أشرف الحديث ذكر الله تعالى، ورأس الحكمة طاعته، وأصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله (2).
[الحديث: 30] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال سبحانه: ﴿اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152] بنعمتي، واذكروني بالطاعة والعبادة أذكركم بالنعم والإحسان والرحمة والرضوان (3).
[الحديث: 31] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45] ذكر الله تعالى إياكم أكبر من ذكركم إياه (4).
[الحديث: 32] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: على كل قلب جاثمٌ من الشيطان، فإذا ذكر اسم الله خنس الشيطان وذاب، وإذا ترك الذكر التقمه الشيطان فجذبه وأغواه واستزله وأطغاه (5).
[الحديث: 33] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين، فجاءه ذكر الله عز وجل فنجاه من بينهم (6).
[الحديث: 34] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء (7).
[الحديث: 35] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ معصومون من إبليس وجنوده: الذاكرون
__________
(1) أبو داود: 2/ 179، أحمد: 9/ 331 5.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 402، الأمالي للصدوق: ص 576.
(3) عدة الداعي: ص 238، بحار الأنوار: 93/ 163.
(4) الفردوس: 4/ 406، الدر المنثور: 6/ 466 عن ابن السني وابن مردويه.
(5) عدة الداعي: ص 192، إرشاد القلوب: ص 61.
(6) فضائل الأشهر الثلاثة: ص 112؛ المعجم الكبير: 25/ 282.
(7) مسلم: 3/ 1598، أبو داود: 3/ 347.
معارج الذكر والدعاء (22)
لله، والباكون من خشية الله، والمستغفرون بالأسحار (1).
[الحديث: 36] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من اعطي لسانا ذاكرا، فقد أعطي خير الدنيا والآخرة (2).
[الحديث: 37] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا والآخرة، جعلت له قلبا خاشعا، ولسانا ذاكرا، وجسدا على البلاء صابرا، وزوجة مؤمنة (3).
[الحديث: 38] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند لسانك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت (4).
[الحديث: 39] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي: إن أهل الخير وأهل الآخرة أعينهم باكيةٌ، وقلوبهم ذاكرةٌ؛ إذا كتب الناس من الغافلين كتبوا من الذاكرين (5).
[الحديث: 40] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا خلوت فأكثر ذكر الله (6).
[الحديث: 41] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم رجلٌ ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (7).
[الحديث: 42] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل كلام لا يبدأ في أوله بذكر الله فهو أبتر (8).
[الحديث: 43] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الملائكة يمرون على حلق الذكر، فيقومون على رؤوسهم، ويبكون لبكائهم، ويؤمنون لدعائهم، فإذا صعدوا إلى السماء، يقول الله
__________
(1) إرشاد القلوب: ص 196؛ كنز العمال: 15/ 841 3 عن أبي الشيخ في الثواب.
(2) الكافي: 2/ 499.
(3) الكافي: 5/ 327، دعائم الإسلام: 2/ 194.
(4) كنز الفوائد: 2/ 31، بحار الأنوار: 77/ 171.
(5) إرشاد القلوب: ص 201، بحار الأنوار: 77/ 24.
(6) جامع الأخبار: ص 512.
(7) المحق: النقص والمحو والإبطال.
(8) عمل اليوم والليلة للنسائي: ص 346، أحمد: 3/ 281.
معارج الذكر والدعاء (23)
تعالى: يا ملائكتي أين كنتم؟ ـ وهو أعلم ـ فيقولون: يا ربنا إنا حضرنا مجلسا من مجالس الذكر، فرأينا أقواما يسبحونك ويمجدونك ويقدسونك، ويخافون نارك، فيقول الله سبحانه: يا ملائكتي، ازووها عنهم واشهدكم أني قد غفرت لهم، وآمنتهم مما يخافون، فيقولون: ربنا، إن فيهم فلانا وإنه لم يذكرك! فيقول: قد غفرت له بمجالسته لهم؛ فإن الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم (1).
[الحديث: 44] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكثر ذكر الله رزقه الله (2).
[الحديث: 45] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل أحد يموت عطشان، إلا ذاكر الله (3).
[الحديث: 46] قال الإمام علي: دخلت السوق فابتعت لحما بدرهم، وذرة بدرهم، فأتيت به فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجعٌ، وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعا، فقلت له: يا رسول الله، إن عندنا طعاما، فقام واتكأ علي، ومضينا نحو فاطمة، فلما دخلنا: قال: هلم طعامك يا فاطمة، فقدمت إليه البرمة والقرص، فغطى القرص وقال: اللهم بارك لنا في طعامنا.. ثم قال: اغرفي لعائشة فغرفت، ثم قال: اغرفي لأم سلمة فغرفت، فما زالت تغرف حتى وجهت إلى نسائه قرصة قرصة ومرقا، ثم قال: اغرفي لأبيك وبعلك، ثم قال: اغرفي وكلي وأهدي لجاراتك، ففعلت، وبقي عندهم أياما يأكلون (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
__________
(1) عدة الداعي: ص 241، أعلام الدين: ص 280.
(2) دعائم الإسلام: 2/ 116.
(3) الدعوات: ص 237.
(4) قرب الإسناد: ص 325.
معارج الذكر والدعاء (24)
[الحديث: 47] قال الإمام علي: ذاكر الله سبحانه مجالسه (1).
[الحديث: 48] قال الإمام علي: أهل الذكر، أهل الله وخاصته (2).
[الحديث: 49] قال الإمام علي في وصف الصادقين من شيعته: يصبح وشغله الذكر، ويمسي وهمه الشكر، خاشعا قلبه، ذاكرا ربه بينا صبره، كثيرا ذكره (3).
[الحديث: 50] قال الإمام علي: طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها، وهجرت في الليل غمضها.. في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم، ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]
[الحديث: 51] قال الإمام علي: إن الله سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاء للقلوب، تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة، وما برح لله ـ عزت آلاؤه ـ في البرهة بعد البرهة، وفي أزمان الفترات، عبادٌ ناجاهم في فكرهم، وكلمهم في ذات عقولهم، فاستصبحوا بنور يقظة في الأبصار والأسماع والأفئدة، يذكرون بأيام الله، ويخوفون مقامه، بمنزلة الأدلة في الفلوات، من أخذ القصد حمدوا إليه طريقه، وبشروه بالنجاة، ومن أخذ يمينا وشمالا ذموا إليه الطريق، وحذروه من الهلكة، وكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات، وأدلة تلك الشبهات، وإن للذكر لأهلا، أخذوه من الدنيا بدلا، فلم تشغلهم تجارةٌ ولا بيعٌ عنه، يقطعون به أيام الحياة، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه، فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها، فشاهدوا ما وراء ذلك، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في
__________
(1) غرر الحكم: ح 5159.
(2) غرر الحكم: ح 1467.
(3) مطالب السؤول: ص 54؛ التمحيص: ص 72.
معارج الذكر والدعاء (25)
طول الإقامة فيه، وحققت القيامة عليهم عداتها، فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا، حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس، ويسمعون ما لا يسمعون، فلو مثلتهم لعقلك ـ في مقاومهم المحمودة، ومجالسهم المشهودة، وقد نشروا دواوين أعمالهم، وفرغوا لمحاسبة أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة أمروا بها فقصروا عنها، أو نهوا عنها ففرطوا فيها، وحملوا ثقل أوزارهم ظهورهم، فضعفوا عن الاستقلال بها، فنشجوا نشيجا، وتجاوبوا نحيبا، يعجون إلى ربهم من مقام ندم واعتراف ـ لرأيت أعلام هدى، ومصابيح دجى، قد حفت بهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وفتحت لهم أبواب السماء، وأعدت لهم مقاعد الكرامات، في مقعد اطلع الله عليهم فيه، فرضي سعيهم، وحمد مقامهم، يتنسمون بدعائه روح التجاوز، رهائن فاقة إلى فضله، وأسارى ذلة لعظمته، جرح طول الأسى قلوبهم، وطول البكاء عيونهم، لكل باب رغبة إلى الله منهم يدٌ قارعةٌ، يسألون من لا تضيق لديه المنادح، ولا يخيب عليه الراغبون، فحاسب نفسك لنفسك، فإن غيرها من الأنفس لها حسيبٌ غيرك (1).
[الحديث: 52] قال الإمام علي: كن لله مطيعا، وبذكره آنسا، وتمثل في حال توليك عنه إقباله عليك؛ يدعوك إلى عفوه، ويتغمدك بفضله (2).
[الحديث: 53] قال الإمام علي: إن أحسن الحديث ذكر الله (3).
[الحديث: 54] قال الإمام علي: ذكر الله نور الإيمان (4).
[الحديث: 55] قال الإمام علي: ذكر الله شيمة المتقين (5).
[الحديث: 56] قال الإمام علي: الذكر لذة المحبين (6).
__________
(1) نهج البلاغة: الخطبة 222، بحار الأنوار: 69/ 325.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 223، بحار الأنوار: 71/ 192.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 521.
(4) غرر الحكم: ح 5161.
(5) غرر الحكم: ح 5163.
(6) غرر الحكم: ح 670.
معارج الذكر والدعاء (26)
[الحديث: 57] قال الإمام علي: ذكر الله مسرة كل متق، ولذة كل موقن (1).
[الحديث: 58] قال الإمام علي: اذكروا الله يذكركم؛ فإنه ذاكرٌ لمن ذكره، واسألوا الله من رحمته وفضله؛ فإنه لا يخيب عليه داع دعاه (2).
[الحديث: 59] قال الإمام علي: إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام، واذكروا الله عز وجل، ولا تولوهم الأدبار فتسخطوا الله تبارك وتعالى، وتستوجبوا غضبه (3).
[الحديث: 60] قال الإمام علي: اشحن الخلوة بالذكر، واصحب النعم بالشكر (4).
[الحديث: 61] قال الإمام علي: أفضل العبادة سهر العيون بذكر الله سبحانه (5).
[الحديث: 62] قال الإمام الحسن: اعلموا أن الله لم يخلقكم عبثا، وليس بتارككم سدى، قد كفاكم مؤونة الدنيا، وفرغكم لعبادته، وحثكم على الشكر، وافترض عليكم الذكر (6).
[الحديث: 63] قال الإمام الحسن ـ لرجل برئ من علة كانت به ـ: إن الله قد ذكرك فاذكره، وأقالك فاشكره (7).
[الحديث: 64] قال الإمام الباقر: لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله عز وجل؛ قائما كان أو جالسا أو مضطجعا، إن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا
__________
(1) غرر الحكم: ح 5174.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 432، مصباح المتهجد: ص 384.
(3) الكافي: 5/ 42، الخصال: ص 617، تحف العقول: ص 107.
(4) غرر الحكم: ح 2374.
(5) غرر الحكم: ح 3149.
(6) تحف العقول: ص 232، بحار الأنوار: 78/ 110.
(7) تحف العقول: ص 234 وص 280، بحار الأنوار: 78/ 106.
معارج الذكر والدعاء (27)
وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 190 - 191] (1).
[الحديث: 65] قال الإمام الباقر: إن أبناء الآخرة هم المؤمنون، العاملون، الزاهدون، أهل العلم والفقه، وأهل فكرة واعتبار واختبار، لا يملون من ذكر الله (2).
[الحديث: 66] قال الإمام الباقر: الآخرة دار قرار، والدنيا دار فناء وزوال، ولكن أهل الدنيا أهل غفلة، وكأن المؤمنين هم الفقهاء؛ أهل فكرة وعبرة، لم يصمهم عن ذكر الله جل اسمه ما سمعوا بآذانهم، ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم، ففازوا بثواب الآخرة، كما فازوا بذلك العلم (3).
[الحديث: 67] قال الإمام الباقر في قوله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]: يقول: ذكر الله لأهل الصلاة أكبر من ذكرهم إياه، ألا ترى أنه يقول: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]؟ (4).
[الحديث: 68] قال الإمام الباقر: تعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات (5).
[الحديث: 69] قال الإمام الباقر: إن في التوراة مكتوبا، فيما ناجى الله تعالى به موسى أن قال له: يا موسى اذكرني في خلوتك وعند سرور لذتك، أذكرك عند غفلاتك (6).
[الحديث: 70] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قيل: نعم، جعلت فداك! قال: الصوم جنةٌ، والصدقة تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل بذكر الله، ثم قرأ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا
__________
(1) الأمالي للمفيد: ص 310، تفسير العياشي: 1/ 211.
(2) تحف العقول: ص 287، بحار الأنوار: 78/ 165.
(3) الكافي: 2/ 133، بحار الأنوار: 73/ 36.
(4) تفسير القمي: 2/ 150، بحار الأنوار: 82/ 199.
(5) تحف العقول: ص 285، بحار الأنوار: 78/ 164.
(6) الكافي: 6/ 296، المحاسن: 2/ 213.
معارج الذكر والدعاء (28)
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة: 16] (1).
[الحديث: 71] قال الإمام الصادق: إن في الجنة قيعانا، فإذا أخذ الذاكر في الذكر أخذت الملائكه في غرس الأشجار، فربما وقف بعض الملائكة، فيقال له: لم وقفت؟ فيقول: إن صاحبي قد فتر ـ يعني عن الذكر ـ (2).
[الحديث: 72] قال الإمام الصادق: قال الله تعالى: ابن آدم، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، ابن آدم، اذكرني في خلاء أذكرك في خلاء، ابن آدم، اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملئك (3).
[الحديث: 73] قال الإمام الصادق: قال الله عز وجل: من ذكرني سرا ذكرته علانية (4).
[الحديث: 74] قال الإمام الصادق في قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201]: هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك، فذلك قوله: ﴿تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201] (5).
[الحديث: 75] قال الإمام الصادق: يا أهل الإيمان ومحل الكتمان، تفكروا وتذكروا عند غفلة الساهين (6).
[الحديث: 76] قال الإمام الصادق: شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيرا (7).
__________
(1) الكافي: 2/ 24، المحاسن: 1/ 451.
(2) عدة الداعي: ص 239، بحار الأنوار: 93/ 163.
(3) المحاسن: 1/ 110، بحار الأنوار: 93/ 158.
(4) الكافي: 2/ 501، عدة الداعي: ص 244.
(5) الكافي: 2/ 434، تفسير العياشي: 2/ 43.
(6) تحف العقول: ص 373، بحار الأنوار: 78/ 258.
(7) الكافي: 2/ 499.
معارج الذكر والدعاء (29)
[الحديث: 77] قال الإمام الرضا: كان نقش خاتم عيسى عليه السلام حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله، وويلٌ لعبد نسي الله من أجله (1).
[الحديث: 78] قيل للإمام الرضا: لم أمر الله العباد ونهاهم؟ قال: لأنه لا يكون بقاؤهم وصلاحهم إلا بالأمر والنهي، والمنع عن الفساد والتغاصب.. قيل: لم تعبّدهم؟ قال: لئلا يكونوا ناسين لذكره، ولا تاركين لأدبه، ولا لاهين عن أمره ونهيه، إذ كان فيه صلاحهم وفسادهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم الأمد، وقست قلوبهم (2).
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 542، عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 55.
(2) علل الشرائع: ص 256، بحار الأنوار: 6/ 63.
معارج الذكر والدعاء (30)
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل الدعاء]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الحث على الدعاء، وتعتبره من الأعمال الفاضلة التي قام بها الرسل الهداة الذين أمرنا بالاقتداء بهم، وفي ذلك أبلغ الرد على من توهموا أن التفويض والتسليم والتوكل على الله متناف مع الدعاء.
ومن تلك الآيات قوله تعالى في تلقي آدم عليه السلام من ربه الكلمات التي تعلمه كيفية التوبة: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 37]، وهي التي نص عليها قوله تعالى: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]
ومنها دعوات نوح عليه السلام، والتي ورد ذكرها في قوله تعالى: ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾ [هود: 45]، وقوله: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود: 47]، وقوله: ﴿قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ﴾ [المؤمنون: 26]، وقوله: ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ﴾ [الشعراء: 117] وقوله: ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا﴾ [نوح: 26 - 28]، وغيرها من الآيات الكريمة.
ومنها دعوات إبراهيم عليه السلام، والذي أخبر القرآن الكريم عن كثرة دعائه لله، كما قال تعالى: ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي
معارج الذكر والدعاء (31)
شَقِيًّا﴾ [مريم: 48]
ومن تلك الدعوات، ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: 124 - 129]
وقد ورد التعقيب عليها بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [البقرة: 130]، وفي ذلك إشارة إلى أن الكمال في الدعاء لا في تركه، بل إن في تركه رغبة عن سنة إبراهيم عليه السلام.
ومن دعواته التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ
معارج الذكر والدعاء (32)
الدُّعَاءِ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 35 - 41]
ومنها ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 83 - 89]، وغيرها من دعواته الكثيرة.
ومنها دعوات لوط عليه السلام، كما قال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ [الشعراء: 168 - 169]
ومنها دعوات يعقوب عليه السلام، كما قال تعالى: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 86]
ومنها دعوات يوسف عليه السلام، كما قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف: 33]، وقوله: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101]
وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي لا يمكن إيرادها جميعا هنا، وإنما ذكرناها لنبين مدى الانحراف الذي وقع فيه من توهموا أن الدعاء نقص، ومناف للكمال؛ فهؤلاء الكمل الذين أخبر الله عنهم، ودعا إلى الاهتداء بهديهم، كانوا يدعون الله في كل أحوالهم، ولكل حاجاتهم، وهو ما تؤكده الأحاديث التي سنوردها هنا.
معارج الذكر والدعاء (33)
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 79] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء مخ العبادة (1).
[الحديث: 80] عن النعمان بن بشير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] (2)
[الحديث: 81] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أشرف العبادة الدعاء (3).
[الحديث: 82] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيءٌ أكرم على الله تعالى من الدعاء (4).
[الحديث: 83] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله ما الأواه؟ قال: الأواه الخاشع الدعاء المتضرع، ثم قرأ: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114] (5).
[الحديث: 84] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يدع الله غضب الله عليه (6).
[الحديث: 85] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى: من لا يدعوني أغضب عليه (7).
[الحديث: 86] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تعجزوا في الدعاء؛ فإنه لا يهلك مع الدعاء أحدٌ (8).
[الحديث: 87] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء مخ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء
__________
(1) الترمذي: 5/ 656، عدة الداعي: ص 26.
(2) الترمذي: 5/ 376، أبو داوود: 2/ 76.
(3) الأدب المفرد: ص 216.
(4) الترمذي: 5/ 655، ابن ماجة: 2/ 1258.
(5) الزهد لابن المبارك: ص 605.
(6) أحمد: 3/ 668 وص 518 2، الترمذي: 5/ 656.
(7) كنز العمال: 2/ 63 عن العسكري في المواعظ.
(8) الحاكم: 1/ 671، الفردوس: 5/ 28، بحار الأنوار: 93/ 300.
معارج الذكر والدعاء (34)
أحدٌ (1).
[الحديث: 88] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: افزعوا إلى الله في حوائجكم، والجؤوا إليه في ملماتكم، وتضرعوا إليه وادعوه؛ فإن الدعاء مخ العبادة (2).
[الحديث: 89] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل العبادة الدعاء (3).
[الحديث: 90] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيءٌ أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل (4).
[الحديث: 91] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل عن صحف إبراهيم عليه السلام: كان فيها: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعاتٌ: ساعةٌ يناجي فيها ربه عز وجل، وساعةٌ يحاسب نفسه، وساعةٌ يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه، وساعةٌ يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال؛ فإن هذه الساعة عونٌ لتلك الساعات، واستجمامٌ للقلوب وتوزيعٌ لها (5).
[الحديث: 92] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعٌ من كن فيه أمن يوم الفزع الأكبر.. وإذا كانت له حاجةٌ سأل ربه (6).
[الحديث: 93] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد سلك واديا فيبسط كفيه فيذكر الله ويدعو، إلا ملأ الله ذلك الوادي حسنات، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر (7).
[الحديث: 94] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وبخوا نفوسكم قبل أن توبخوا، ادعوا الله عز وجل قبل أن تردوا عليه ولا تقدرون على ذلك (8).
__________
(1) الدعوات: ص 18.
(2) عدة الداعي: ص 36، أعلام الدين: ص 278.
(3) عدة الداعي: ص 35، إرشاد القلوب: ص 168.
(4) الكافي: 6/ 21، من لا يحضره الفقيه: 2/ 70.
(5) الخصال: ص 5?5، معاني الأخبار: ص ??4.
(6) تنبيه الخواطر: ?/???.
(7) ثواب الأعمال: ص ???.
(8) الفضائل: ص ???، بحار الأنوار: ?/?45.
معارج الذكر والدعاء (35)
[الحديث: 95] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يدخل الجنة رجلان كانا يعملان عملا واحدا، فيرى أحدهما صاحبه فوقه، فيقول: يا رب، بما أعطيته وكان عملنا واحدا؟ فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني (1).
[الحديث: 96] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، واتخذوا الكتاب شعارا، والدعاء لله دثارا (2).
[الحديث: 97] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل ليحيي قلب المؤمن بالدعاء (3).
[الحديث: 98] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ترك الدعاء معصيةٌ (4).
[الحديث: 99] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء (5).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 100] قال الإمام علي: أحب الأعمال إلى الله عز وجل في الأرض الدعاء، وأفضل العبادة العفاف (6).
[الحديث: 101] سئل الإمام علي: أي عمل أنجح؟ فقال: طلب ما عند الله عز وجل (7).
[الحديث: 102] قال الإمام علي: خير ما استنجحت به الأمور ذكر الله سبحانه (8).
__________
(1) عدة الداعي: ص ?6، بحار الأنوار: ?/???.
(2) الأمالي للطوسي: ص 532، مكارم الأخلاق: 2/ 370.
(3) الفردوس: 1/ 168
(4) تنبيه الخواطر: 2/ 120؛ المعجم الصغير: 1/ 251.
(5) الأمالي للمفيد: ص 317، الأمالي للطوسي: ص 89.
(6) الكافي: 2/ 667، عدة الداعي: ص 33.
(7) من لا يحضره الفقيه: 6/ 383، معاني الأخبار: ص 198.
(8) غرر الحكم: ح 4987.
معارج الذكر والدعاء (36)
[الحديث: 103] قال الإمام علي: ذكر الله طارد اللأواء والبؤس (1).
[الحديث: 104] قال الإمام علي: للمؤمن ثلاث ساعات: فساعةٌ يناجي فيها ربه، وساعةٌ يرم معاشه، وساعةٌ يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل (2).
[الحديث: 105] قال الإمام علي: قال الله عز وجل لعباده: أيها الفقراء إلى رحمتي، إني قد ألزمتكم الحاجة إلي في كل حال، وذلة العبودية في كل وقت؛ فإلي فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه وترجون تمامه وبلوغ غايته؛ فإني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم، وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم؛ فأنا أحق من سئل وأولى من تضرع إليه (3).
[الحديث: 106] قال الإمام علي: أعلم الناس بالله أكثرهم له مسألة (4).
[الحديث: 107] قال الإمام علي: اعملوا والعمل ينفع، والدعاء يسمع، والتوبة ترفع (5).
[الحديث: 108] قال الإمام علي: الدعاء زيادةٌ (6).
[الحديث: 109] قال الإمام علي: إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين، وأهل النار في النار معذبين.. أما الليل فصافون أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى ربهم: ربنا ربنا، يطلبون فكاك رقابهم (7).
[الحديث: 110] قال الإمام علي: التقرب إلى الله تعالى بمسألته، وإلى الناس بتركها (8).
__________
(1) غرر الحكم: ح 5170.
(2) نهج البلاغة: الحكمة ???، تحف العقول: ص ???.
(3) التوحيد: ص ???.
(4) غرر الحكم: ح ??6?، عيون الحكم والمواعظ: ص ???.
(5) غرر الحكم: ح 2560، عيون الحكم والمواعظ: ص 92.
(6) شرح نهج البلاغة: 20/ 261.
(7) تاريخ دمشق: 62/ 693، الكافي: 2/ 132.
(8) غرر الحكم: ح 1801، عيون الحكم والمواعظ: ص 56.
معارج الذكر والدعاء (37)
[الحديث: 111] قال الإمام علي: الحظوة عند الخالق بالرغبة فيما لديه، والحظوة عند المخلوق بالرغبة عما في يديه (1).
[الحديث: 112] قال الإمام علي في وصف الصادقين من الموالين: صفر الوجوه من السهر، ذبل الشفاه من الدعاء، عليهم غبرة الخاشعين (2).
[الحديث: 113] قال الإمام علي: أربعٌ للمرء لا عليه: الإيمان والشكر والاستغفار والدعاء؛ فإنه قال تعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ [الفرقان:] (3).
[الحديث: 114] قال الإمام علي لرجل سأله أن يعظه: لا تكن ممن يعجب بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاءٌ دعا مضطرا، وإن ناله رخاءٌ أعرض مغترا (4).
[الحديث: 115] قال الإمام السجاد: صلى الإمام علي الفجر، ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح، وأقبل على الناس بوجهه، فقال: والله، لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما، يخالفون بين جباههم وركبهم، كأن زفير النار في آذانهم، إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر، كأنما القوم باتوا غافلين.. ثم قام، فما رئي ضاحكا حتى قبض (5).
[الحديث: 116] قال الإمام الباقر: صلى الإمام علي بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله، ثم قال: أما والله، لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا، بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجدا وقياما، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم
__________
(1) غرر الحكم: ح 2055، عيون الحكم والمواعظ: ص 63 و1620.
(2) الإرشاد: 1/ 237، صفات الشيعة: ص 89.
(3) الأمالي للطوسي: ص 693.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 150.
(5) الكافي: 2/ 236، أعلام الدين: ص 111.
معارج الذكر والدعاء (38)
ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون (1).
[الحديث: 117] قال الإمام السجاد في دعائه لوداع شهر رمضان: اللهم أنت الذي دللتهم، وقلت: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، فسميت دعاءك عبادة وتركه استكبارا، وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين (2).
[الحديث: 118] قال الإمام السجاد في مناجاته: إلهي لا تجعلني ممن يبطره الرخاء، ويصرعه البلاء؛ فلا يدعوك إلا عند حلول نازلة، ولا يذكرك إلا عند وقوع جائحة، فيصرع لك خده، وترفع بالمسألة إليك يده (3).
[الحديث: 119] قال الإمام الباقر في قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]: هو الدعاء، وأفضل العبادة الدعاء (4).
[الحديث: 120] قيل للإمام الباقر: أي العبادة أفضل؟ قال: ما من شيء أفضل عند الله عز وجل من أن يسأل ويطلب مما عنده، وما أحدٌ أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده (5).
[الحديث: 121] قيل للإمام الباقر: أيهما أفضل في الصلاة، كثرة القراءة، أو طول اللبث في الركوع والسجود؟ فقال: كثرة اللبث في الركوع والسجود في الصلاة أفضل، أما
__________
(1) الكافي: 2/ 236، الأمالي للطوسي: ص 102.
(2) الصحيفة السجادية: ص 173 الدعاء 65.
(3) بحار الأنوار: 96/ 130 عن الكتاب العتيق الغروي.
(4) الكافي: 2/ 666.
(5) الكافي: 2/ 666، مكارم الأخلاق: 2/ 7.
معارج الذكر والدعاء (39)
تسمع لقول الله عز وجل: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ [المزمل: 20]، إنما عنى بإقامة الصلاة طول اللبث في الركوع والسجود، قيل: فأيهما أفضل كثرة القراءة أو كثرة الدعاء؟ فقال: كثرة الدعاء أفضل، أما تسمع لقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ [الفرقان: 77] (1).
[الحديث: 122] سئل الإمام الباقر عن قوله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114]، فقال: الأواه هو الدعاء (2).
[الحديث: 123] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: إنما شيعة علي الشاحبون الناحلون الذابلون، ذابلةٌ شفاههم.. إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشا، واستقبلوا الأرض بجباههم، كثيرٌ سجودهم، كثيرةٌ دموعهم، كثيرٌ دعاؤهم، كثيرٌ بكاؤهم، يفرح الناس وهم يحزنون (3).
[الحديث: 124] قال الإمام الباقر: قال سليمان بن داوود عليهما السلام: أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في الغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله عز وجل في كل حال (4).
[الحديث: 125] قال الإمام الباقر: لما كلم الله موسى عليه السلام، قال موسى: إلهي فما جزاء من لم يفتر لسانه عن ذكرك، والتضرع والاستعانة لك في الدنيا؟ قال: يا موسى، أعينه على شدائد الآخرة (5).
__________
(1) مستطرفات السرائر: ص 88، فلاح السائل: ص 80، عدة الداعي: ص 16.
(2) الكافي: 2/ 666، تفسير العياشي: 2/ 116.
(3) الخصال: ص 666، صفات الشيعة: ص 88.
(4) الخصال: ص 261، مشكاة الأنوار: ص 530.
(5) فضائل الأشهر الثلاثة: ص 88.
معارج الذكر والدعاء (40)
[الحديث: 126] قال الإمام الصادق: ثلاثٌ لا يضر معهن شيءٌ: الدعاء عند الكرب، والاستغفار عند الذنب، والشكر عند النعمة (1).
[الحديث: 127] قال الإمام الصادق ـ في قول الله عز وجل: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ [فاطر: 2] الدعاء (2).
[الحديث: 128] قيل للإمام الصادق: رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة، فتلا هذا القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه، ودعا هذا أكثر فكان دعاؤه أكثر من تلاوته، ثم انصرفا في ساعة واحدة، أيهما أفضل؟ قال: كلٌ فيه فضلٌ، كلٌ حسنٌ، قيل: إني قد علمت أن كلا حسنٌ وأن كلا فيه فضلٌ، فقال: الدعاء أفضل، أما سمعت قول الله عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر:]، هي والله العبادة، هي والله أفضل، هي والله أفضل، أليست هي العبادة؟! هي والله العبادة، هي والله العبادة، أليست هي أشدهن؟! هي والله أشدهن، هي والله أشدهن (3).
[الحديث: 129] قال الإمام الصادق: ادع ولا تقل: قد فرغ من الأمر؛ فإن الدعاء هو العبادة؛ إن الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60] (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 95، الأمالي للطوسي: ص 206.
(2) فلاح السائل: ص ?5، بحار الأنوار: ??/???.
(3) تهذيب الأحكام: 2/ 106، فلاح السائل: ص 79، عدة الداعي: ص 35.
(4) الكافي: 2/ 667.
معارج الذكر والدعاء (41)
[الحديث: 130] قال الإمام الكاظم: اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم (1).
[الحديث: 131] قال الإمام الرضا: الدعاء أفضل من قراءة القرآن؛ لأن الله جل وعز يقول: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ [الفرقان:] (2).
__________
(1) تحف العقول: ص 4??، الفقه المنسوب للإمام الرضا: ص ???.
(2) الفقه المنسوب للإمام الرضا: ص 365، مكارم الأخلاق: 2/ 238.
معارج الذكر والدعاء (42)
المعراج الثاني من معارج الذكر والدعاء [معراج الكثرة والدوام]، وإلى هذا المعراج الإشارة بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، وقوله: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10]
فالآية الكريمة الأولى تدعو إلى كثرة الذكر، والثانية تدعو إلى الدوام عليه، وفي كل الأحوال، حتى في حال الانتشار في الأرض، والسعي لتحصيل الكسب.
وسر ذلك يعود إلى أن الذكر يشبه الغذاء والدواء، فكما أنه لا يستغنى عن كليهما لحفظ الجسد؛ فكذلك لا يستغنى عن الذكر والدعاء لحفظ الروح والحقيقة الإنسانية التي لا دوام لها، ولا كمال من دون الارتباط بالله تعالى.
وقد قسمنا الأحاديث الدالة على كلا المعنيين إلى قسمين:
أولا ـ ما ورد حول فضل كثرة الذكر.
ثانيا ـ ما ورد حول فضل الدوام والاستمرار.
مع التنبيه إلى أنه نتيجة ارتباط الكثرة بالدوام، قد يرد في الحديث الواحد ما يدل على كليهما؛ فلذلك نكتفي بإيراده في أحد القسمين.
معارج الذكر والدعاء (43)
أولا ـ ما ورد حول فضل كثرة الذكر
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل كثرة الذكر]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من تخصيص الذكر وحده من بين العبادات جميعا بالدعوة إلى الإكثار منه، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 41]
وسر ذلك يعود إلى أن التأثير الحقيقي والكامل للذكر يكون في ذلك الإكثار، ولهذا يخبر الله تعالى عن قلة ذكر المنافقين لله، وهو يدل على أنه السبب في إصابتهم بمرض النفاق، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ الله إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142]
بل إن الله تعالى يذكر أن الاستفادة الحقيقية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو التربية على يديه، لا تكون إلا للمكثرين من ذكر الله، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]
ولهذا يعتبر الله الذكر الكثير من صفات الصالحين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]
وقد قال الإمام الصادق مشيرا إلى هذا المعنى: (ما من شي ء إلّا وله حدّ ينتهي إليه
معارج الذكر والدعاء (44)
إلّا الذكر، فليس له حدّ ينتهي إليه، فرض الله عزّ وجلّ الفرائض فمن أدّاهنّ فهو حدّهنّ، وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه، والحجّ فمن حجّ فهو حدّه إلّا الذكر فإنّ الله عزّ وجلّ لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدّا ينتهي إليه، ثمّ تلا هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 41]، وقال: (لم يجعل الله عزّ وجلّ له حدّا ينتهي إليه) (1)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 132] عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل: أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ فقال: ﴿الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ [الأحزاب: 35] (2).
[الحديث: 133] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكثر ذكر الله، فقد برئ من النفاق (3).
[الحديث: 134] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدو أن يجاهده، فليكثر من ذكر الله (4).
[الحديث: 135] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا ذكر الله عز وجل على كل حال؛ فليس عملٌ أحب إلى الله ولا أنجى لعبده من ذكر الله في الدنيا والآخرة (5).
__________
(1) الكافي 2/ 361.
(2) الترمذي: 5/ 458، أحمد: 4/ 151 0.
(3) المعجم الأوسط: 7/ 86.
(4) شعب الإيمان: 1/ 291، المعجم الكبير: 11/ 70 1.
(5) شعب الإيمان: 1/ 395.
معارج الذكر والدعاء (45)
[الحديث: 136] عن أم أنس أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله أوصني، قال: اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد، وأكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله بشيء أحب إليه من كثرة ذكره (1).
[الحديث: 137] عن معاذ، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أي المجاهدين أعظم أجرا؟ قال: أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، قال: فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال: أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا.. ثم ذكر الصلاة، والزكاة، والحج، والصدقة، كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا (2).
[الحديث: 138] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا، كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات (3).
[الحديث: 139] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيرا؛ فإنه ذكرٌ لك في السماء، ونورٌ لك في الأرض (4).
[الحديث: 140] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ذكر الله كثيرا كتبت له براءتان: براءةٌ من النار، وبراءةٌ من النفاق (5).
[الحديث: 141] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكثر ذكر الله، أظله الله في جنته (6).
[الحديث: 142] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا اخبركم بخير أعمالكم لكم، وأرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من الدينار والدرهم، وخير لكم من أن تلقوا
__________
(1) المعجم الكبير: 25/ 129.
(2) أحمد: 5/ 309 4.
(3) أبو داود: 2/ 70، ابن ماجة: 1/ 424؛ مجمع البيان: 8/ 561.
(4) غرر الحكم: ح 541.
(5) الكافي: 2/ 500.
(6) الكافي: 2/ 122 وص 500، تنبيه الخواطر: 2/ 191.
معارج الذكر والدعاء (46)
عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا: بلى، فقال: ذكر الله عز وجل كثيرا (1).
[الحديث: 143] قال الإمام الصادق: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: من خير أهل المسجد؟ فقال: أكثرهم لله ذكرا (2).
[الحديث: 144] قال الإمام علي لرجل من بني سعد: ألا احدثك عني وعن فاطمة الزهراء (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)؟ إنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرٌ شديدٌ، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل، فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده حداثا فاستحيت فانصرفت، فعلم صلى الله عليه وآله وسلم أنها قد جاءت لحاجة، فغدا علينا.. ثم قال: يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟.. فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وجرت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل، قال: أفلا أعلمكما ما هو خيرٌ لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثا وثلاثين تحميدة (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 145] قال الإمام علي: من اشتغل بذكر الله، طيب الله ذكره (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 499، المحاسن: 1/ 109.
(2) الكافي: 2/ 499، عدة الداعي: ص 234.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 320؛ أبو داود: 3/ 150.
(4) غرر الحكم: ح 8235.
معارج الذكر والدعاء (47)
[الحديث: 146] قال الإمام علي في كتابه لبعض عماله: إن أحب إخواني إلي أكثرهم لله ذكرا، وأشدهم منه خوفا، وأنا أرجو أن تكون منهم إن شاء الله (1).
[الحديث: 147] قال الإمام علي: إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه، وأعد القرى ليومه النازل به، فقرب على نفسه البعيد، وهون الشديد، نظر فأبصر، وذكر فاستكثر (2).
[الحديث: 148] قال الإمام علي: المؤمن وقورٌ ذكورٌ (3).
[الحديث: 149] قال الإمام علي: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، إن المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عز وجل: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142] (4).
[الحديث: 150] قال الإمام الباقر: ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، ولو كان شيءٌ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة (5).
[الحديث: 151] قال الإمام الصادق يوصي أصحابه: أكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار، فإن الله أمر بكثرة الذكر له، والله ذاكرٌ لمن ذكره من المؤمنين، واعلموا أن الله لم يذكره أحدٌ من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير (6).
__________
(1) تحف العقول: ص 177.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 87.
(3) غرر الحكم: ح 1933.
(4) الكافي: 2/ 501.
(5) الكافي: 3/ 343، تهذيب الأحكام: 2/ 105.
(6) الكافي: 8/ 7، تحف العقول: ص 314.
معارج الذكر والدعاء (48)
[الحديث: 152] قال الإمام الباقر في ذكر صفات الصادقين: ما كانوا يعرفون إلا بالتواضع، والتخشع، والأمانة، وكثرة ذكر الله (1).
[الحديث: 153] قيل للإمام الصادق: من أكرم الخلق على الله؟، فقال: أكثرهم ذكرا لله، وأعملهم بطاعته (2).
[الحديث: 154] قال الإمام الصادق: ما من شيء إلا وله حدٌ ينتهي إليه إلا الذكر؛ فليس له حدٌ ينتهي إليه، فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده، والحج فمن حج فهو حده، إلا الذكر؛ فإن الله عز وجل لم يرض منه بالقليل، ولم يجعل له حدا ينتهي إليه. ثم تلا هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41 - 42]، فلم يجعل الله عز وجل له حدا ينتهي إليه.. وكان أبي (الإمام الباقر) كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر (3).
[الحديث: 155] قال الإمام الصادق: تسبيح فاطمة الزهراء (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) من الذكر الكثير الذي قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41] (4).
[الحديث: 156] قال الإمام الصادق: من بات على تسبيح فاطمة (بنت رسول الله
__________
(1) الكافي: 2/ 74، صفات الشيعة: ص 90.
(2) المحاسن: 2/ 432، تحف العقول: ص 364.
(3) الكافي: 2/ 498، عدة الداعي: ص 233.
(4) الكافي: 2/ 500.
معارج الذكر والدعاء (49)
صلى الله عليه وآله وسلم)، كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات) (1).
[الحديث: 157] قيل للإمام الصادق: قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41] ما الذكر الكثير؟ قال: أن يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مرة (2).
[الحديث: 158] قال الإمام الصادق ـ في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]: إذا ذكر العبد ربه في اليوم مئة مرة، كان ذلك كثيرا (3).
[الحديث: 159] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه؛ فإنه لم يلزمه عبدٌ فشقي (4).
[الحديث: 160] قال الإمام الصادق: تسبيح فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) من ذكر الله الكثير الذي قال الله عز وجل: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152] (5).
[الحديث: 161] قال الإمام الصادق: من سبح تسبيح فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه، أوجب الله له الجنة (6).
[الحديث: 162] قال الإمام الصادق: من سبح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة الزهراء (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) مئة مرة، وأتبعها بـ (لا إله إلا الله) غفر الله له (7).
[الحديث: 163] قال الإمام الصادق: تسبيح فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) في كل يوم في دبر كل صلاة، أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم (8).
[الحديث: 164] عن محمد بن عذافر، قال: دخلت مع أبي على الإمام الصادق،
__________
(1) مجمع البيان: 8/ 561، بحار الأنوار: 22/ 176.
(2) تهذيب الأحكام: 2/ 107، قرب الإسناد: ص 169.
(3) النوادر للأشعري: ص 137، بحار الأنوار: 93/ 160.
(4) الكافي: 3/ 343، تهذيب الأحكام: 2/ 105.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 320؛ أبو داود: 3/ 150.
(6) فلاح السائل: ص 297.
(7) الكافي: 3/ 342، المحاسن: 1/ 106.
(8) الكافي: 3/ 343، ثواب الأعمال: ص 196.
معارج الذكر والدعاء (50)
فسأله أبي عن تسبيح فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: (الله أكبر) حتى أحصاها أربعا وثلاثين مرة، ثم قال: (الحمد لله) حتى بلغ سبعا وستين، ثم قال: (سبحان الله) حتى بلغ مئة، يحصيها بيده جملة واحدة (1).
[الحديث: 165] قال الإمام الصادق: في تسبيح فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، يبدأ بالتكبير أربعا وثلاثين، ثم التحميد ثلاثا وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين (2).
__________
(1) الكافي: 3/ 342، تهذيب الأحكام: 2/ 105، المحاسن: 1/ 106.
(2) الكافي: 3/ 342، تهذيب الأحكام: 2/ 106.
معارج الذكر والدعاء (51)
ثانيا ـ ما ورد حول فضل الدوام على الذكر
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل الدوام على الذكر]،، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الحض على الذكر في كل الأوقات والمناسبات.
ومن الأمثلة على ذلك ما ورد من الحض عليه في أشد الأوقات وأصعبها، وهو الوقت الذي يلاقي فيه المؤمنون أعداءهم، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا الله كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]
ومنها الدعوة إلى الحرص عليه في الصباح والمساء، قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ [طه: 130]، وقال: ﴿فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [الروم: 17، 18]
وفي الليل والنهار، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان: 62]
وعند الحج وبعده، قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا الله عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198]، وقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ [البقرة: 200]، وقال: ﴿وَاذْكُرُوا الله فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [البقرة: 203]
معارج الذكر والدعاء (52)
وعند الصلاة وبعدها، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]
وهكذا نجد القرآن الكريم يدعو إلى استعمال كل الهيئات فيه، والتي يتيسر على النفس ممارستها والدوام عليها من غير تكلف، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ [الأعراف: 205، 206]
ولذلك يمكن للذاكر أن يذكر الله، من غير أن يحرك شفتيه، ولا أن يتعب أي جارحة من جوارحه، بل يكتفي بحضوره مع ربه، أو ترديده للأذكار في سره.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 166] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سأل موسى عليه السلام ربه، فقال: يا رب، أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى (1).
[الحديث: 167] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله (2).
[الحديث: 168] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس،
__________
(1) صحيح ابن حبان: 14/ 101، الدر المنثور: 3/ 541.
(2) الزهد لابن المبارك: ص 328، التاريخ الكبير: 1/ 416.
معارج الذكر والدعاء (53)
والقمر، والنجوم، والأظلة؛ لذكر الله (1).
[الحديث: 169] عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه (2).
[الحديث: 170] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة، ومن جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة، ومن مشى ممشى لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة (3).
[الحديث: 171] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بئس العبد عبدٌ تخيل واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبدٌ تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى، بئس العبد عبدٌ سها ولها ونسي المقابر والبلى، بئس العبد عبدٌ عتا وطغى ونسي المبتدا والمنتهى، بئس العبد عبدٌ يختل الدنيا بالدين، بئس العبد عبدٌ يختل الدين بالشبهات، بئس العبد عبدٌ طمعٌ يقوده، بئس العبد عبدٌ هوى يضله، بئس العبد عبدٌ رغبٌ يذله (4).
[الحديث: 172] عن معاذ بن جبل، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطبٌ من ذكر الله (5).
[الحديث: 173] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اذكر الله حيثما كنت (6).
[الحديث: 174] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة (7).
[الحديث: 175] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعٌ لا يصيبهن إلا مؤمنٌ: الصمت؛ وهو
__________
(1) الحاكم: 1/ 115، السنن الكبرى: 1/ 558.
(2) مسلم: 1/ 282، أبو داود: 1/ 5.
(3) شعب الإيمان: 1/ 403، أبو داود: 4/ 264.
(4) الترمذي: 4/ 632، الحاكم: 4/ 351.
(5) صحيح ابن حبان: 3/ 100، المعجم الكبير: 20/ 93.
(6) كنز العمّال: 1/ 443 عن الترغيب في الذكر.
(7) أبو داود: 4/ 264، أحمد: 3/ 340.
معارج الذكر والدعاء (54)
أول العبادة، والتواضع لله سبحانه وتعالى، وذكر الله على كل حال، وقلة الشيء (1).
[الحديث: 176] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لمعاذ بن جبل: أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد واذكر ربك عند كل شجر وحجر (2).
[الحديث: 177] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نزل جبريل إلي، وقال لي: يا محمد! ربك يقرئك السلام، ويقول لك: كل ساعة تذكرني فيها فهي لك عندي مدخرةٌ، وكل ساعة لا تذكرني فيها فهي منك ضائعةٌ (3).
[الحديث: 178] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عز وجل، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 179] قال الإمام علي في وصيته لابنه الحسن: كن لله ذاكرا على كل حال (5).
[الحديث: 180] قال الإمام علي: المؤمن دائم الذكر، كثير الفكر، على النعماء شاكرٌ، وفي البلاء صابرٌ (6).
[الحديث: 181] قال الإمام علي: بدوام ذكر الله تنجاب الغفلة (7).
__________
(1) عدة الداعي: ص 234، بحار الأنوار: 93/ 162.
(2) تحف العقول: ص 26
(3) إرشاد القلوب: ص 49.
(4) الكافي: 2/ 497، عدة الداعي: ص 231.
(5) الأمالي للمفيد: ص 222، الأمالي للطوسي: ص 8.
(6) الرواح: نقيض الصباح، وهو اسمٌ للوقت من زوال الشمس إلى الليل.
(7) غرر الحكم: ح 4269.
معارج الذكر والدعاء (55)
[الحديث: 182] قال الإمام علي: اذكروا الله في كل مكان فإنه معكم (1).
[الحديث: 183] قال الإمام علي: إلهي إنه من لم يشغله الولوع بذكرك، ولم يزوه السفر بقربك، كانت حياته عليه ميتة، وميتته عليه حسرة (2).
[الحديث: 184] قال الإمام علي: اذكروا الله في كل مكان فإنه معكم.. أكثروا ذكر الله عزّ وجلّ إذا دخلتم الأسواق، وعند اشتغال الناس، فإنه كفارةٌ للذنوب، وزيادةٌ في الحسنات، ولا تُكتبوا في الغافلين (3).
[الحديث: 185] قال الإمام علي: أكثروا ذكر الله تعالى على الطعام ولا تطغوا، فإنها نعمةٌ من نعم الله ورزقٌ من رزقه، يجب عليكم فيه شكره وحمده (4).
[الحديث: 186] قال الإمام علي: إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلّوا الكلام، وأكثروا ذكر الله عزّ وجلّ (5).
[الحديث: 187] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: لا تدعن ذكر الله على كل حال، ولو سمعت المنادي ينادي بالأذان وأنت على الخلاء، فاذكر الله عز وجل وقل كما يقول المؤذن (6).
[الحديث: 188] قال الإمام الباقر: مكتوبٌ في التوراة التي لم تغير أن موسى عليه السلام سأل ربه فقال: إلهي إنه يأتي علي مجالس أعزك وأجلك أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى، إن ذكري حسنٌ على كل حال (7).
__________
(1) الخصال: ص 613
(2) بحار الأنوار: 94/ 95 عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) الخصال 2/ 157.
(4) الخصال 2/ 158.
(5) الخصال 2/ 159.
(6) من لا يحضره الفقيه: 1/ 288، علل الشرائع: ص 284.
(7) الكافي: 2/ 497
معارج الذكر والدعاء (56)
[الحديث: 189] قال الإمام الصادق: كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: (لا إله إلّا الله) وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر (1).
[الحديث: 190] قال الإمام الصادق: لا بأس بذكر الله وأنت تبول؛ فإن ذكر الله عز وجل حسنٌ على كل حال، فلا تسأم من ذكر الله (2).
__________
(1) الكافي 2/ 361.
(2) الكافي: 2/ 497
معارج الذكر والدعاء (57)
المعراج الثالث من معارج الذكر والدعاء [معراج الانتقاء والاختيار]، وإلى هذا المعراج الإشارة بقوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55]، وقوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر: 3]، وقوله: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: 111]
وغيرها من الآيات الكريمة التي تصف ألفاظا أو معاني معينة تدعو إلى ذكر الله بها، وهي بذلك تبين فضلها وشرفها على سائر الألفاظ وخصوصا المخترعة منها.
وقد أوردنا كل نوع منها في مبحث خاص، مع الإشارة إلى أن هناك ألفاظ أو تراكيب غيرها، سنوردها في سائر الفصول، وقد اكتفينا هنا بهذه الأقسام:
أولا ـ ما ورد حول فضل البسملة
ثانيا ـ ما ورد حول فضل التسبيح
ثالثا ـ ما ورد حول فضل الحمد
رابعا ـ ما ورد حول فضل التهليل
خامسا ـ ما ورد حول فضل التكبير
سادسا ـ ما ورد حول فضل الحوقلة
سابعا ـ ما ورد حول الاستثناء بالمشيئة
معارج الذكر والدعاء (58)
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل البسملة]، والتي يشير إليها ورودها في بداية كل السور القرآنية، وكفاها بذلك شرفا وفضلا.
بل إن الله تعالى أخبر أن الأنبياء عليهم السلام، كانوا يذكرونها، بل يبدؤون بها، كما قال تعالى عن سليمان عليه السلام: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]
وهكذا ورد الأمر بها عند الذبح، كما قال تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ﴾ [الأنعام: 118 - 119]
وكل ذلك يشير إلى فضلها، وارتباطها بكل الأعمال، سواء كانت من الشعائر التعبدية أو غيرها، وذلك لما تتضمنه من معان جليلة تربط المؤمن بربه الرحمن الرحيم، ليمارس حياته كلها تحت ظل تلك الرحمة، وببركاتها، وفي نفس الوقت يستشعر كل معاني الرحمة بالخلق، فيصير رحمة خالصة، اقتداء بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، الذي وصفه ربه بكونه رؤوفا رحيما، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
معارج الذكر والدعاء (59)
[الحديث: 191] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قرأ جبريل (بسم الله الرحمن الرحيم) علمت أن السورة قد ختمت (1).
[الحديث: 192] عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل (بسم الله الرحمن الرحيم) (2).
[الحديث: 193] عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفتتح صلاته بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) (3).
[الحديث: 194] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قرأتم (الحمد لله) فاقرؤوا: (بسم الله الرحمن الرحيم)، إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و(بسم الله الرحمن الرحيم) إحداها (4).
[الحديث: 195] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بسم الله الرحمن الرحيم) مفتاح كل كتاب (5).
[الحديث: 196] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ابتدأ بأمر وقال: (باسم الله)، غفر الله له (6).
[الحديث: 197] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بباسم الله فهو أجذم (7).
[الحديث: 198] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) موقنا
__________
(1) معجم السفر: ص 341، الحاكم: 1/ 355.
(2) الدر المنثور: 1/ 20.
(3) الترمذي: 2/ 14، الدارقطني: 1/ 304 وص 305.
(4) الدارقطني: 1/ 312، السنن الكبرى: 2/ 67.
(5) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 1/ 407.
(6) كنزالعمال: 10/ 164 4 عن الرافعي.
(7) تلخيص الحبير: 1/ 76، تفسير الفخر الرازي: 1/ 213.
معارج الذكر والدعاء (60)
سبحت معه الجبال، إلا أنه لا يسمع ذلك منها (1).
[الحديث: 199] عن الشعبي: كان أهل الجاهلية يكتبون (باسمك اللهم)، فكتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول ما كتب (باسمك اللهم)، حتى نزلت: (بسم الله مجراها ومرساها) فكتب (بسم الله)، ثم نزلت: (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) فكتب (بسم الله الرحمن)، ثم أنزلت الآية التي في طس: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]، فكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) (2).
[الحديث: 200] عن أبي تميمة الهجيمي عمن كان رديف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: كنت رديفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه، وقال: صرعته بقوتي، فإذا قلت: (باسم الله)، تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب (3).
[الحديث: 201] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كان جبريل إذا جاءني بالوحي أول ما يلقي علي: (بسم الله الرحمن الرحيم) (4).
[الحديث: 202] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: (بسم الله الرحمن الرحيم) قال الله جل جلاله: بدأ عبدي باسمي، وحقٌ علي أن أتمم له أموره، وأبارك له في أحواله (5).
__________
(1) الدر المنثور: 1/ 26 عن أبي نعيم والديلمي.
(2) الدر المنثور: 6/ 354 عن عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(3) أحمد: 7/ 349 4 وح 20615، أبو داود: 4/ 296.
(4) الدارقطني: 1/ 305.
(5) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 300، الأمالي للصدوق: ص 239.
معارج الذكر والدعاء (61)
[الحديث: 203] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يرد دعاءٌ أوله (بسم الله الرحمن الرحيم) (1).
[الحديث: 204] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمانٌ لأمتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن فقرؤوا: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67] ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [هود: 41] (2).
[الحديث: 205] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: ألا أعلمك كلمات؛ إذا وقعت في ورطة أو بلية فقل: (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، فإن الله عز وجل يصرف بها عنك ما يشاء من أنواع البلاء (3).
[الحديث: 206] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أمتي يأتون يوم القيامة وهم يقولون: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فتثقل حسناتهم في الميزان، فتقول الامم: ما أرجح موازين أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟! فتقول الأنبياء: إن ابتداء كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الله؛ لو وضعت في كفة الميزان، ووضعت سيئات الخلق في كفة أخرى، لرجحت حسناتهم (4).
[الحديث: 207] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا مر المؤمن على الصراط فيقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) طفئت لهب النيران، وتقول: جز يا مؤمن، فإن نورك قد أطفأ لهبي! (5).
[الحديث: 208] قال الإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) يرفع بها صوته، فإذا سمعها المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله جل ذكره: ﴿وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا﴾ [الإسراء: 46] (6).
__________
(1) منية المريد: ص 351، بحار الأنوار: 92/ 34؛ الدر المنثور: 1/ 27.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 370؛ المعجم الكبير: 12/ 97 1.
(3) جامع الأخبار: ص 120، بحار الأنوار: 92/ 258.
(4) ربيع الأبرار: 2/ 336.
(5) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 123.
(6) تفسير العياشي: 1/ 20.
معارج الذكر والدعاء (62)
[الحديث: 209] قال الإمام علي: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجهر في المكتوبات بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) (1).
[الحديث: 210] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كتبت (بسم الله الرحمن الرحيم) فبين السين فيه (2).
[الحديث: 211] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كتب أحدكم (بسم الله الرحمن الرحيم) فليمد الرحمن (3).
[الحديث: 212] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من رفع قرطاسا من الأرض مكتوبا عليه (بسم الله الرحمن الرحيم) إجلالا لله ولاسمه عن أن يداس، كان عند الله من الصديقين، وخفف عن والديه وإن كانا مشركين (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 213] قال الإمام علي: إن (بسم الله الرحمن الرحيم) آيةٌ من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات تمامها (بسم الله الرحمن الرحيم) (5).
[الحديث: 214] قال الإمام علي: قولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم: بسم الله الرحمن الرحيم (6).
[الحديث: 215] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: سم كل يوم باسم الله،
__________
(1) الحاكم: 1/ 439، الدارقطني: 1/ 303.
(2) تاريخ بغداد: 12/ 340، تاريخ دمشق: 16/ 6.
(3) منية المريد: ص 350؛ الفردوس: 1/ 296.
(4) تنبيه الخواطر: 1/ 32، إرشاد القلوب: ص 185.
(5) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 302، بحار الأنوار: 85/ 48.
(6) التوحيد: ص 232، بحار الأنوار: 92/ 233.
معارج الذكر والدعاء (63)
وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، وتوكل على الله (1).
[الحديث: 216] قيل للإمام الباقر: نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟ فقال: إن من عبد الاسم دون المسمى بالأسماء أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل اعبد الله الواحد الأحد الصمد المسمى بهذه الأسماء دون الأسماء، إن الأسماء صفاتٌ وصف بها نفسه (2).
[الحديث: 217] قال الإمام الصادق: من عبد الله بالتوهم فقد كفر، ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه، فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته؛ فأولئك هم المؤمنون حقا (3).
[الحديث: 218] قال الإمام الصادق: لقد دخل عبد الله بن يحيى على الإمام علي، فقال: يا أمير المؤمنين، ما تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم)؟ قال: إن العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملا ويقول (بسم الله): أي بهذا الاسم أعمل هذا العمل، فكل أمر يعمله يبدأ فيه بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فإنه يبارك له فيه (4).
[الحديث: 219] قال الإمام الصادق: (بسم الله الرحمن الرحيم) تيجان السور (5).
[الحديث: 220] قال الإمام الصادق: أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا
__________
(1) تحف العقول: ص 171، بشارة المصطفى: ص 25.
(2) الكافي: 1/ 87.
(3) الكافي: 1/ 87، التوحيد: ص 220.
(4) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: ص 25، بحار الأنوار: 92/ 242.
(5) نثر الدر: 1/ 352.
معارج الذكر والدعاء (64)
أبواب الطاعة بالتسمية (1).
[الحديث: 221] قال الإمام الصادق: لا تدع (بسم الله الرحمن الرحيم) وإن كان بعده شعرٌ (2).
[الحديث: 222] قال الإمام الصادق: لربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا (بسم الله الرحمن الرحيم)، فيمتحنه الله بمكروه؛ لينبهه على شكر الله تعالى والثناء عليه، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه قول: (بسم الله الرحمن الرحيم) (3).
[الحديث: 223] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: احتجز من الناس كلهم بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) وبـ (قل هو الله أحدٌ)، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، فإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات، واعقد بيدك اليسرى، ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده (4).
[الحديث: 224] عن صفوان الجمال، قال: صليت خلف الإمام الصادق أياما، فكان إذا كانت صلاةٌ لا يجهر فيها، جهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، وكان يجهر في السورتين جميعا (5).
[الحديث: 225] عن حنان بن سدير، قال: صليت خلف الإمام الصادق المغرب، فتعوذ جهارا: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله أن يحضرون، ثم جهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) (6).
[الحديث: 226] قال الإمام الصادق: اكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) من أجود
__________
(1) البلد الأمين: ص 100، المصباح للكفعمي: ص 144.
(2) الكافي: 2/ 672.
(3) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: ص 22، بحار الأنوار: 76/ 305.
(4) الكافي: 2/ 624، عدة الداعي: ص 275.
(5) الكافي: 3/ 315، تهذيب الأحكام: 2/ 68.
(6) قرب الإسناد: ص 124، تهذيب الأحكام: 2/ 289.
معارج الذكر والدعاء (65)
كتابك، ولا تمد الباء حتى ترفع السين (1).
[الحديث: 227] سئل الإمام الكاظم عن أعظم آية في كتاب الله، فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) (2).
[الحديث: 228] قيل للإمام الكاظم: إني صاحب صيد السبع، وأنا أبيت في الليل في الخرابات وأتوحش، فقال لي: قل إذا دخلت: (باسم الله أدخل) وأدخل رجلك اليمنى، وإذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى، وسم الله؛ فإنك لا ترى مكروها (3).
[الحديث: 229] سئل الإمام الرضا عن اسم الله واشتقاقه، فقال: الله مشتقٌ من إله، والإله يقتضي مألوها، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد.. قيل: زدني قال: إن لله تسعة وتسعين اسما، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء، وكلها غيره.. الخبز اسمٌ للمأكول، والماء اسمٌ للمشروب، والثوب اسمٌ للملبوس، والنار اسمٌ للمحرق (4).
[الحديث: 230] قال الإمام الرضا: أسماء الله تعبيرٌ، وأفعاله تفهيمٌ، وذاته حقيقةٌ (5).
__________
(1) الكافي: 2/ 672، مشكاة الأنوار: ص 250.
(2) تفسير العياشي: 1/ 21، بحار الأنوار: 92/ 238.
(3) الكافي: 2/ 570، المحاسن: 2/ 119.
(4) الكافي: 1/ 87 وص 114، التوحيد: ص 220.
(5) التوحيد: ص 36، الاحتجاج: 2/ 361.
معارج الذكر والدعاء (66)
ثانيا ـ ما ورد حول فضل التسبيح
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل التسبيح]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من التسبيحات الكثيرة، ابتداء من تسبيح الكون، وانتهاء بتسبيح الملائكة عليهم السلام.
وسر ذلك هو كون التسبيح ركنا أساسيا من أركان معرفة الله، لأنه ينفي عن الله كل ما لا يليق بجلاله وجماله وكماله وعظمته، ولهذا يقترن التسبيح بذكر مقولات الذين كذبوا على الله، كما قال تعالى مخبرا عن تنزهه عما يقوله المشركون: ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الأنعام: 100]
وأخبر عن أولئك الذين تصوروا الله جاهلا لا يعلم ما لا يعلمون، فقال: ﴿قُلْ أَتُنَبِّئُونَ الله بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [يونس: 18]
وهكذا يقترن التسبيح بالشرك وبكل ما لا يليق بالله تعالى مما يذكره الجاهلون بقدر الله، كما قال تعالى في معرض رده على مقولات المشركين، وبعدها عن مقتضيات العقول: ﴿أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: 40 - 44]
ولهذا تقترن كلمة التسبيح بكلمة (تعالى)، والتي تعني تعالي الله وتقدسه وتنزهه، كما قال تعالى: ﴿وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67]، وقال:
معارج الذكر والدعاء (67)
﴿أَتَى أَمْرُ الله فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النحل: 1]، وقال: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 43]
وتقترن ـ كذلك ـ بكلمة التقديس، كما في قوله تعالى عند ذكره لقول الملائكة عليهم السلام: ﴿قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ [البقرة: 30]
كما تقترن بالتعجب من العقول وجهلها وعدم استعمالها في إدراك الحقائق، كما قال تعالى: ﴿قَالُوا اتَّخَذَ الله وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى الله مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يونس: 68]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 231] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تفسير: (سبحان الله)، فقال: هو تنزيه الله عن كل سوء (1).
[الحديث: 232] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاصٌ عليك الوصية: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين: آمرك بـ (لا إله إلا الله)؛ فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت (لا إله إلا الله) في كفة، رجحت بهن (لا إله إلا الله). ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة،
__________
(1) الحاكم: 1/ 680.
معارج الذكر والدعاء (68)
قصمتهن (لا إله إلا الله)، و(سبحان الله وبحمده)؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك، والكبر (1).
[الحديث: 233] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (سبحان الله وبحمده) في يوم مئة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر (2).
[الحديث: 234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (لا إله إلا الله) دخل الجنة، ووجبت له الجنة، ومن قال: (سبحان الله وبحمده) مئة، كتب الله له ألف حسنة وأربعا وعشرين حسنة، قالوا: يا رسول الله، إذا لا يهلك منا أحدٌ، قال: بلى، إن أحدكم ليجيء بالحسنات لو وضعت على جبل أثقلته، ثم تجيء النعم فتذهب بتلك، ثم يتطاول الرب بعد ذلك برحمته (3).
[الحديث: 235] عن ربيعة بن كعب، قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع، حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجةٌ، فما أزال أسمعه يقول: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده، حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني، فأرقد (4).
[الحديث: 236] عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده (5).
[الحديث: 237] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قولوا: (سبحان الله وبحمده) مئة مرة؛ من
__________
(1) أحمد: 2/ 575، الحاكم: 1/ 113.
(2) البخاري: 5/ 2352، مسلم: 4/ 2071.
(3) الحاكم: 4/ 279.
(4) أحمد: 5/ 571 9، المعجم الكبير: 5/ 57.
(5) مسلم: 4/ 2093، الترمذي: 5/ 576.
معارج الذكر والدعاء (69)
قالها مرة كتبت له عشرا، ومن قالها عشرا كتبت له مئة، ومن قالها مئة كتبت له ألفا، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له (1).
[الحديث: 238] عن العرباض بن سارية، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: إن فيهن آية أفضل من ألف آية (2).
[الحديث: 239] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقد كان دعاء أخي يونس عجبا أوله تهليلٌ، وأواسطه تسبيحٌ، وآخره إقرارٌ بالذنب: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87] ما دعا به مهمومٌ ولا مغمومٌ ولا مكروبٌ ولا مديونٌ في يوم ثلاث مرات إلا استجيب له (3).
[الحديث: 240] عن عقبة بن عامر الجهني: لما نزلت: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: 74]، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: 1]، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجعلوها في سجودكم (4).
[الحديث: 241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم مثل أحد عملا؟ قالوا: يا رسول الله، ومن يستطيع أن يعمل كل يوم مثل أحد عملا؟! قال: كلكم يستطيعه، قالوا: يا رسول الله، ماذا؟ قال: (سبحان الله) أعظم من أحد، و(لا إله إلا الله) أعظم من أحد، و(الحمد لله) أعظم من أحد، و(الله أكبر) أعظم من أحد (5).
[الحديث: 242] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: المساجد، قيل: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: سبحان الله،
__________
(1) الترمذي: 5/ 513.
(2) أبو داود: 4/ 313، الترمذي: 5/ 181.
(3) الفردوس: 3/ 432.
(4) تهذيب الأحكام: 2/ 313، علل الشرائع: ص 333؛ ابن ماجة: 1/ 287، الدارمي: 1/ 318، أحمد: 6/ 141 9.
(5) المعجم الكبير: 18/ 175.
معارج الذكر والدعاء (70)
والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (1).
[الحديث: 243] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الكلام أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (2).
[الحديث: 244] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما سبحت ولا سبح الأنبياء قبلي بأفضل من: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (3).
[الحديث: 245] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأن أقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) أحب إلي مما طلعت عليه الشمس (4).
[الحديث: 246] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خمسٌ ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر ويحتسب (5).
[الحديث: 247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) قال الله: أسلم عبدي واستسلم (6).
[الحديث: 248] عن أبي الدرداء، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليك بـ (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) فإنهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها (7).
[الحديث: 249] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا من قول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)؛ فإنهن يأتين يوم القيامة لهن مقدماتٌ ومؤخراتٌ ومعقباتٌ، وهن الباقيات الصالحات (8).
[الحديث: 250] عن عائشة، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي: يا عائشة
__________
(1) الترمذي: 5/ 532.
(2) البخاري: 6/ 2459، ابن ماجة: 2/ 1253.
(3) الفردوس: 4/ 70.
(4) مسلم: 4/ 2072، الترمذي: 5/ 578.
(5) الخصال: ص 267؛ أحمد: 5/ 320 2.
(6) الحاكم: 1/ 681.
(7) ابن ماجة: 2/ 1253.
(8) ثواب الأعمال: ص 23 وص 26؛ شعب الإيمان: 1/ 426.
معارج الذكر والدعاء (71)
اغسلي هذين البردين، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، بالأمس غسلتهما! فقال لي: أما علمت أن الثوب يسبح، فإذا اتسخ انقطع تسبيحه (1).
[الحديث: 251] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبلال: يا بلال، إن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أُكل عنده (2).
[الحديث: 252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صمت الصائم تسبيحٌ، ونومه عبادةٌ، ودعاؤه مستجابٌ، وعمله مضاعفٌ (3).
[الحديث: 253] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قال العبد: (سبحان الله) فقد أنف لله، وحقٌ على الله أن ينصره (4).
[الحديث: 254] قال الإمام الحسن: جاء نفرٌ من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسأله أعلمهم فقال له: أخبرني عن تفسير: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: علم الله عز وجل أن بني آدم يكذبون على الله عز وجل، فقال: (سبحان الله)؛ براءة مما يقولون (5).
[الحديث: 255] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما.. وهي: الله، الإله.. السبوح (6).
[الحديث: 256] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده، إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، يثمر ثمرا كالرمان (7).
__________
(1) تاريخ بغداد: 9/ 245.
(2) ابن ماجة: 1/ 556.
(3) الفردوس: 2/ 397؛ من لا يحضره الفقيه: 2/ 76.
(4) المحاسن: 1/ 106، بحار الأنوار: 93/ 183.
(5) علل الشرائع: ص 251، الأمالي للصدوق: ص 255.
(6) التوحيد: ص 194، الخصال: ص 593.
(7) المحاسن: 1/ 288، بحار الأنوار: 8/ 138.
معارج الذكر والدعاء (72)
[الحديث: 257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصف إخوانه الذين يشتاق لهم: لو أن أحدا منهم يسبح تسبيحة خيرٌ له من أن يصير له جبال الدنيا ذهبا (1).
[الحديث: 258] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى: ليس كل من قال: (أحب الله) أحبني، حتى يشغل بذكري اشتغالا، ويكثر التسبيح دائما (2).
[الحديث: 259] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين، ولكن أوحي إلي أن: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 98 - 99] (3).
[الحديث: 260] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (سبحان الله العظيم وبحمده) غرست له نخلةٌ في الجنة (4).
[الحديث: 261] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال موسى: إلهي أريد من أشجار الجنة وثمارها، قال: ذلك لمن سبح تسبيحة في ليلة القدر (5).
[الحديث: 262] قال الإمام الباقر: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برجل يغرس غرسا في حائط له، فوقف له وقال: ألا أدلك على غرس أثبت أصلا، وأسرع إيناعا، وأطيب ثمرا وأبقى؟ قال: بلى، فدلني يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) فإن لك إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهن من الباقيات الصالحات (6).
[الحديث: 263] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي إلى السماء، دخلت الجنة فرأيت
__________
(1) التحصين لابن فهد: ص 25.
(2) إرشاد القلوب: ص 199 ـ 205، بحار الأنوار: 77/ 30.
(3) تفسير القرطبي: 10/ 64؛ الأمالي للطوسي: ص 531 ح 1162.
(4) الترمذي: 5/ 511، النسائي: 6/ 207 3.
(5) الإقبال: 1/ 345.
(6) ثواب الأعمال: ص 26، تهذيب الأحكام: 2/ 107.
معارج الذكر والدعاء (73)
فيها قيعانا يققا من مسك، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضة وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟ قالوا: حتى تأتينا النفقة، قلت: وما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)؛ فإذا قالهن بنينا، وإذا سكت وأمسك أمسكنا (1).
[الحديث: 264] قال الإمام الصادق: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه ذات يوم: أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية، ثم وضعتم بعضه على بعض أكنتم ترونه يبلغ السماء؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: ألا أدلكم على شيء أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته الفريضة: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ثلاثين مرة؛ فإن أصلهن في الأرض وفرعهن في السماء، وهن يدفعن الهدم، والحرق، والغرق، والتردي في البئر، وأكل السبع، وميتة السوء، والبلية التي تنزل من السماء على العبد في ذلك اليوم، وهن الباقيات (2).
[الحديث: 265] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حصنوا أموالكم بالزكاة، فإنه ما يصاد ما صيد من الطير إلا بتضييعهم التسبيح (3).
[الحديث: 266] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما صيد صيدٌ ولا قطعت شجرةٌ إلا بتضييع من التسبيح، وكل شيء من الخلق يسبح حتى يتغير عن أعلى خلقة التي خلقها الله، وإن كنتم تسمعون نقض جدركم وسقفكم فإنما هو تسبيحٌ (4).
[الحديث: 267] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو فهمهم الله عز وجل تسبيح الوحوش
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 474، تفسير القمي: 2/ 53 و1/ 21.
(2) معاني الأخبار: ص 194، تفسير العياشي: 1/ 67.
(3) قرب الإسناد: ص 117.
(4) الفردوس: 4/ 121، كنزالعمال: 1/ 445 عن أبي نعيم.
معارج الذكر والدعاء (74)
والطيور والسباع والجبال لطارت الأفئدة، ولكن أكن ذلك عنكم (1).
[الحديث: 268] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تضربوا الدواب على وجوهها؛ فإنها تسبح بحمد الله (2).
[الحديث: 269] عن ابن عباس، قال: قدم ملوك حضرموت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: كيف نعلم أنك رسول الله؟ فأخذ كفا من حصى فقال: هذا يشهد أني رسول الله، فسبح الحصى في يده، وشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
[الحديث: 270] عن ابن مسعود، قال: كنا نجلس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسمع الطعام يسبح ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل، وأتاه مكرزٌ العامري وسأله آية، فدعا تسع حصيات فسبحن في يده (4).
[الحديث: 271] عن أبي ذر، قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذ حصيات في كفه فسبحن، ثم وضعهن في الأرض فسكتن، ثم أخذهن فسبحن (5).
[الحديث: 272] قال الإمام الباقر: إن كل شيء عليك تصلي فيه يسبح معك، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا اقيمت الصلاة لبس نعليه وصلى فيهما (6).
[الحديث: 273] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعلموا العلم؛ فإن تعلمه حسنةٌ، ومدارسته تسبيحٌ، والبحث عنه جهادٌ (7).
[الحديث: 274] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنين المؤمن تسبيحٌ، وصياحه تهليلٌ، ونومه
__________
(1) الفردوس: 3/ 369.
(2) الكافي: 6/ 538، من لا يحضره الفقيه: 2/ 286.
(3) المناقب لابن شهر آشوب: 1/ 90، بحار الأنوار: 17/ 379.
(4) المناقب لابن شهر آشوب: 1/ 90، بحار الأنوار: 17/ 379.
(5) دلائل النبوة لأبي نعيم: ص 432.
(6) علل الشرائع: ص 336، بحار الأنوار: 83/ 274.
(7) تحف العقول: ص 28، الأمالي للصدوق: ص 713؛ الفردوس: 2/ 41.
معارج الذكر والدعاء (75)
على الفراش عبادةٌ (1).
[الحديث: 275] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن إذا حم حمى واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر فإن أن على فراشه فأنينه تسبيحٌ وصياحه تهليلٌ وتقلبه على فراشه كمن يضرب بسيفه في سبيل الله (2).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 276] عن يزيد بن الأصم، أنه سأل رجلٌ عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين، ما تفسير: سبحان الله؟ قال: إن في هذا الحائط رجلا كان إذا سئل أنبأ، وإذا سكت ابتدأ، فدخل الرجل؛ فإذا هو علي بن أبي طالب، فقال: يا أبا الحسن، ما تفسير: سبحان الله؟ قال: هو تعظيم جلال الله عز وجل، وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك، فإذا قالها العبد صلى عليه كل ملك (3).
[الحديث: 277] قال الإمام علي: من سبح الله كل يوم ثلاثين مرة، دفع الله عز وجل عنه سبعين نوعا من البلاء؛ أيسرها الفقر (4).
[الحديث: 278] قال الإمام علي: إن الإنسان إذا كان في الصلاة فإن جسده وثيابه وكل شيء حوله يسبح (5).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 4/ 364؛ تاريخ بغداد: 2/ 191.
(2) عدة الداعي: ص 116، إرشاد القلوب: ص 43.
(3) التوحيد: ص 312، معاني الأخبار: ص 9.
(4) الخصال: ص 505، روضة الواعظين: ص 499.
(5) علل الشرائع: ص 336، بحار الأنوار: 82/ 213.
معارج الذكر والدعاء (76)
[الحديث: 279] قال الإمام السجاد: إذا قلت: (سبحان الله وبحمده) رفعت الله تبارك وتعالى عما يقول العادلون به (1).
[الحديث: 280] عن أبي حازم، قال: قال رجلٌ للإمام السجاد: تعرف الصلاة؟ فحملت عليه، فقال: مهلا يا أبا حازم فإن العلماء هم الحلماء الرحماء، ثم واجه السائل فقال: نعم أعرفها! فسأله عن أفعالها وتروكها وفرائضها ونوافلها، حتى بلغ قوله: ما افتتاحها؟ قال: التكبير، قال: ما برهانها؟ قال: القراءة، قال: ما خشوعها؟ قال: النظر إلى موضع السجود، قال: ما تحريمها؟ قال: التكبير، قال: ما تحليلها؟ قال: التسليم، قال: ما جوهرها؟ قال: التسبيح (2).
[الحديث: 281] قال الإمام السجاد في دعائه في الصلاة على حملة العرش: فصل عليهم، وعلى الملائكة الذين من دونهم؛ من سكان سماواتك، وأهل الأمانة على رسالاتك، والذين لا تدخلهم سأمةٌ من دؤوب، ولا إعياءٌ من لغوب، ولا فتورٌ، ولا تشغلهم عن تسبيحك الشهوات (3).
[الحديث: 282] قال الإمام السجاد: إن طالب العلم إذا خرج من منزله، لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الأرض، إلا سبحت له إلى الأرضين السابعة (4).
[الحديث: 283] قال الإمام الباقر: إن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب واشتهى، يتنعم فيهن كيف يشاء، وإذا أراد المؤمن شيئا أو اشتهى إنما دعواه فيها إذا أراد أن يقول: (سبحانك اللهم)، فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهى من غير أن يكون طلبه منهم أو
__________
(1) الخصال: ص 299.
(2) المناقب لابن شهر آشوب: 4/ 130.
(3) الصحيفة السجادية: ص 27.
(4) الخصال: ص 518.
معارج الذكر والدعاء (77)
أمر به، وذلك قول الله عز وجل: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾ [يونس: 10] يعني الخدام، قال: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس: 10] (1).
[الحديث: 284] قال الإمام الباقر: من قرأ المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وإن مات كان في جوار محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم (2).
[الحديث: 285] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: تدري أي شيء حد الركوع والسجود؟ قيل: لا، قال: تسبح في الركوع ثلاث مرات (سبحان ربي العظيم وبحمده)، وفي السجود (سبحان ربي الأعلى وبحمده) ثلاث مرات، فمن نقص واحدة نقص ثلث صلاته، ومن نقص ثنتين نقص ثلثي صلاته، ومن لم يسبح فلا صلاة له (3).
[الحديث: 286] قال الإمام الباقر: إن موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى، متى ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان منك، السماء تسبح لي وجلا، والملائكة من مخافتي مشفقون، والأرض تسبح لي طمعا، وكل الخلق يسبحون لي داخرون (4).
[الحديث: 287] قال الإمام الباقر: إذا أخرج أحدكم الحصاة من المسجد، فليردها مكانها أو في مسجد آخر؛ فإنها تسبح (5).
[الحديث: 288] قال الإمام الصادق: دخل رجلٌ على أبي (الإمام الباقر)، فقال له: فداك أبي وامي، إني أجد الله يقول في كتابه: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: 44]، فقال له: هو كما قال، فقال له: أتسبح الشجرة اليابسة؟
__________
(1) الكافي: 8/ 100، بحار الأنوار: 8/ 161.
(2) الكافي: 2/ 620، ثواب الأعمال: ص 146.
(3) الكافي: 3/ 329، تهذيب الأحكام: 2/ 157، الاستبصار: 1/ 324.
(4) الكافي: 8/ 42.
(5) تهذيب الأحكام: 3/ 256، من لا يحضره الفقيه: 1/ 237.
معارج الذكر والدعاء (78)
فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه، فسبحان الله على كل حال (1).
[الحديث: 289] قال الإمام الصادق ـ لهشام بن الحكم وقد سأله عن تفسير: (سبحان الله)، فقال: أنفةٌ لله، أما ترى الرجل إذا عجب من الشيء قال: سبحان الله (2).
[الحديث: 290] سئل الإمام الصادق عن التسبيح، فقال: هو اسمٌ من أسماء الله، ودعوى أهل الجنة (3).
[الحديث: 291] قال الإمام الصادق: إن المؤمن ليتنعم بتسبيح الحلي عليه في الجنة، في كل مفصل من المؤمن في الجنة ثلاثة أساور من ذهب وفضة ولؤلؤ (4).
[الحديث: 292] قال الإمام الصادق: ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفسه، إلا الله تبارك وتعالى (5).
[الحديث: 293] قال الإمام الصادق: من سبح الله مئة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم، إلا من قال مثل قوله (6).
[الحديث: 294] قيل للإمام الصادق: إن من سعادة المرء خف: وما في هذا من السعادة؟! إنما السعادة خفة ماضغيه بالتسبيح (7).
[الحديث: 295] قال الإمام الصادق: كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى عليه السلام: يا عيسى، تيقظ ولا تيأس من روحي، وسبحني مع من يسبحني، وبطيب الكلام
__________
(1) تفسير العياشي: 2/ 294.
(2) الكافي: 3/ 329، معاني الأخبار: ص 9.
(3) تفسير العياشي: 2/ 120.
(4) ربيع الأبرار: 4/ 26.
(5) فلاح السائل: ص 92، بحار الأنوار: 93/ 319.
(6) المحاسن: 1/ 107، بحار الأنوار: 93/ 183.
(7) علل الشرائع: ص 580، معاني الأخبار: ص 183.
معارج الذكر والدعاء (79)
فقدسني (1).
[الحديث: 296] قيل للإمام الصادق: من قال: (سبحان الله) مئة مرة، كان ممن ذكر الله كثيرا؟ قال: نعم (2).
[الحديث: 297] قال الإمام الصادق في وصف المؤمنين: فهم الحفي عيشهم، المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض، الخميصة بطونهم من الصيام، الذبلة شفاههم من التسبيح، العمش العيون من البكاء (3).
[الحديث: 298] قال الإمام الصادق: من قال: (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده) كتب الله له ثلاثة آلاف حسنة، ورفع له ثلاثة آلاف درجة، وخلق منها طائرا في الجنة يسبح الله وكان أجر تسبيحه له (4).
[الحديث: 299] قال الإمام الصادق: عجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87] فإني سمعت الله يقول: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 88] (5).
[الحديث: 300] قال الإمام الصادق: من قال: (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) ثلاثين مرة، استقبل الغنى واستدبر الفقر، وقرع باب الجنة (6).
[الحديث: 301] قال الإمام الصادق: من صلى صلاة مكتوبة، ثم سبح في دبرها ثلاثين مرة، لم يبق على بدنه شيءٌ من الذنوب إلا تناثر (7).
[الحديث: 302] عن أبان بن تغلب، قال: دخلت على الإمام الصادق وهو يصلي،
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 606 ـ 610، الكافي: 8/ 137.
(2) ثواب الأعمال: ص 27، عدة الداعي: ص 246.
(3) الاصول الستة عشر: ص 6.
(4) ثواب الأعمال: ص 27.
(5) من لا يحضره الفقيه: 4/ 392، الخصال: ص 218.
(6) الأمالي للصدوق: ص 355.
(7) الأمالي للصدوق: ص 345.
معارج الذكر والدعاء (80)
فعددت له في الركوع والسجود ستين تسبيحة (1).
[الحديث: 303] قال الإمام الصادق: لا يصاد من الطير إلا ما ضيع تسبيحه (2).
[الحديث: 304] قال الإمام الصادق: أقسم بالذي خلق الخلق وبسط الرزق، إنه ما ضاع مالٌ في بر ولا بحر إلا بترك الزكاة، وما صيد صيدٌ في بر ولا بحر إلا بتركه التسبيح في ذلك اليوم (3).
[الحديث: 305] قال الإمام الصادق في الدواب: لاتغنوا على ظهورها، أما يستحيي أحدكم أن يغني على ظهر دابة وهي تسبح؟! (4).
[الحديث: 306] قال الإمام الصادق: من اتخذ في بيته طيرا فليتخذ ورشانا (5)؛ فإنه أكثر شيء ذكرا لله عز وجل وأكثر تسبيحا (6).
[الحديث: 307] قال الإمام الصادق في دعائه: يا من سبح له ظلمة الليل وضوء النهار، وما على الأرض وقعر البحر (7).
[الحديث: 308] قال الإمام الصادق: أنزل الله تبارك وتعالى على داود عليه السلام الزبور، وعلمه صنعة الحديد فلينه له، وأمر الجبال والطير أن تسبح معه، وأعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا (8).
[الحديث: 309] قال الإمام الصادق: من مشى إلى المسجد، لم يضع رجلا على رطب ولا يابس إلا سبحت له الأرض إلى الأرض السابعة (9).
__________
(1) الكافي: 3/ 329، تهذيب الأحكام: 2/ 299.
(2) الكافي: 3/ 505، من لا يحضره الفقيه: 2/ 12.
(3) من لا يحضره الفقيه: 2/ 7، عوالي اللآلي: 1/ 370.
(4) المحاسن: 2/ 469، بحار الأنوار: 64/ 206.
(5) الورشان: نوع من الحمام البري، أكدر اللون فيه بياض فوق ذنبه.
(6) الكافي: 6/ 550.
(7) الدعوات: ص 119.
(8) تفسير العياشي: 2/ 294، بحار الأنوار: 60/ 177.
(9) تهذيب الأحكام: 3/ 255، من لا يحضره الفقيه: 1/ 233.
معارج الذكر والدعاء (81)
[الحديث: 310] قال الإمام الصادق: إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام، فيثبت الله له صلاته، ويكتب نفسه تسبيحا، ويجعل نومه عليه صدقة (1).
[الحديث: 311] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل يقول: إني لست كل كلام الحكيم أتقبل، إنما أتقبل هواه وهمه؛ فإن كان هواه وهمه في رضاي، جعلت همه تقديسا وتسبيحا (2).
__________
(1) علل الشرائع: ص 524، بحار الأنوار: 70/ 206.
(2) الكافي: 8/ 166.
معارج الذكر والدعاء (82)
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل الحمد]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى حمد الله، والتي تقترن أحيانا كثيرة بالدعوة لتنزيهه، ذلك أن كمال التنزيه يكون بالحمد، وكمال الحمد يكون بالتنزيه.
ذلك أن من يكتفي بتوحيد الله، أو تنزيهه عما لا يليق به، ثم لا يثبت له المحامد، ولا الكمالات لم يسبحه ولم يقدسه ولم يكبره.. لأن كمال الله ليس مرتبطا بتنزيهه فقط، وإنما بإثبات جميع صفات الكمال له.
بل إن التمجيد والحمد مندرج في التقديس والتنزيه؛ فلا يمكن أن يكون الله تعالى قدوسا وسبوحا ما لم يكن حميدا مجيدا.. ومثل ذلك التمجيد والتحميد، فهما مفتقران للتقديس والتنزيه؛ فلا يمكن ثبوت الكمال ما لم يثبت نفي النقص.
ولهذا يجتمع في القرآن الكريم كلا المعنيين: التقديس والتمجيد، كما قال تعالى: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ [الحجر: 98]، وقال: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: 44]، وقال: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾ [الفرقان: 58]، وقال: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55]، وقال: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ [الطور: 48]، وقال: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر: 3]، وغيرها من الآيات الكريمة.
ولذلك، فإن أكثر ما ورد في الأحاديث الشريفة من الثناء على التسبيح وبيان فضله
معارج الذكر والدعاء (83)
والأجور المرتبطة به، له علاقة بالحمد والتمجيد، ذلك أنهما مقترنان في أكثر ما ورد من صيغ الذكر.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 312] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحمد لله) رأس الشكر، ما شكر الله عبدٌ لا يحمده (1).
[الحديث: 313] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن إبراهيم سأل ربه عز وجل قال: يا رب ما جزاء من حمدك؟ قال: الحمد مفتاح الشكر وخاتم الشكر، والحمد يعرج به إلى عرش رب العالمين (2).
[الحديث: 314] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من شيء أحب إلى الله من الحمد (3).
[الحديث: 315] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيءٌ أحب إليه الحمد من الله تعالى، ولذلك أثنى على نفسه فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [الفاتحة: 2] (4).
[الحديث: 316] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أحدٌ أحب إليه الحمد من الله عز وجل (5).
[الحديث: 317] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يحب أن يحمد (6).
[الحديث: 318] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الدعاء الحمد لله (7).
__________
(1) نوادر الاصول: 1/ 412، الآداب للبيهقي: ص 459.
(2) الفردوس: 1/ 223، تاريخ دمشق: 6/ 242.
(3) مسند أبي يعلى: 4/ 206.
(4) تفسير الطبري: 1 الجزء 1 ص 60.
(5) مجمع البيان: 7/ 125؛ المعجم الكبير: 10/ 178 8.
(6) المعجم الكبير: 1/ 283.
(7) الترمذي: 5/ 462، ابن ماجة: 2/ 1249.
معارج الذكر والدعاء (84)
[الحديث: 319] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله ثمن كل نعمة (1).
[الحديث: 320] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنعم الله على عبد فحمد الله عليها، إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة وإن عظمت (2).
[الحديث: 321] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون (3).
[الحديث: 322] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وتبعدهم البصر، ثم يقوم مناد فينادي يقول: سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم، فيقول: أين الذين يحمدون الله في السراء والضراء؟ فيقومون وهم قليلون فيدخلون الجنة بغير حساب (4).
[الحديث: 323] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد على النعمة أمانٌ لزوالها (5).
[الحديث: 324] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم ليدع بما شاء (6).
[الحديث: 325] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (الحمد لله) غرس الله له بها شجرة في الجنة (7).
[الحديث: 326] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه، فشفي من مرض أو قدم من سفر يقول: الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات (8).
[الحديث: 327] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو
__________
(1) الدر المنثور: 1/ 32 عن ابن شاهين في السنة.
(2) المعجم الكبير: 8/ 193، شعب الإيمان: 4/ 98.
(3) المعجم الكبير: 18/ 124، أحمد: 7/ 208 6.
(4) مسند إسحاق بن راهويه: 5/ 180.
(5) الفردوس: 2/ 155، كنزالعمال: 3/ 255 عن شعب الإيمان.
(6) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 45، أبو داود: 2/ 77.
(7) المعجم الكبير: 1/ 232، الطبقات الكبرى: 7/ 88.
(8) الحاكم: 1/ 730.
معارج الذكر والدعاء (85)
أقطع (1).
[الحديث: 328] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر، ممحوقٌ من كل بركة (2).
[الحديث: 329] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وتبعدهم البصر، ثم يقوم مناد فينادي يقول: سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم، فيقول: أين الذين يحمدون الله في السراء والضراء؟ فيقومون وهم قليلون فيدخلون الجنة بغير حساب (3).
[الحديث: 330] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الاستجابة فليقل: (الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات)، ومن أبطأ عنه من ذلك شيءٌ فليقل: (الحمد لله على كل حال) (4).
[الحديث: 331] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنعم الله على عبد من نعمة فقال: (الحمد لله) إلا وقد أدى شكرها، فإن قالها الثانية جدد الله له ثوابها، فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه (5).
[الحديث: 332] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عجبت للمسلم إذا أصابه خيرٌ حمد الله وشكر، وإذا أصابته مصيبةٌ احتسب وصبر، المسلم يؤجر في كل شيء، حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه (6).
[الحديث: 333] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح
__________
(1) عمل اليوم والليلة للنسائي: ص 345، ابن ماجة: 1/ 610.
(2) كنزالعمال: 1/ 558 عن الرهاوي.
(3) مسند إسحاق بن راهويه: 5/ 180.
(4) الأسماء والصفات للبيهقي: 1/ 342.
(5) الحاكم: 1/ 688، شعب الإيمان: 4/ 98.
(6) أحمد: 1/ 375، مسند الطيالسي: ص 29.
معارج الذكر والدعاء (86)
وحمد نفسه، قل شكره وحبط عمله (1).
[الحديث: 334] قال الإمام علي: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية فقال: اللهم إن لك علي إن رددتهم سالمين غانمين أن أشكرك أحق الشكر، فما لبثوا أن جاؤوا كذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله على سابغ نعم الله (2).
[الحديث: 335] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التوحيد ثمن الجنة، والحمد لله وفاء شكر كل نعمة (3).
[الحديث: 336] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: يا خير حامد ومحمود، يا خير شاهد ومشهود (4).
[الحديث: 337] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علم الله أن العباد لا يؤدون شكر نعمته فحمد نفسه قبل أن يحمدوه وهو أول الكلام، لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بنعمته (5).
[الحديث: 338] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (الحمد لله كما هو أهله) فقد شغل كتاب السماوات، فيقولون: اللهم لا نعلم الغيب، فيقول الله: اكتبوها كما قالها عبدي، وعلي ثوابها (6).
[الحديث: 339] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إله إلا الله) نصف الميزان، و(الحمد لله) تملؤه (7).
[الحديث: 340] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جزاء من قال: (سبحان الله)، فقال: إذا
__________
(1) تفسير الطبري: 5 الجزء 8 ص 206.
(2) مشكاة الأنوار: ص 70.
(3) الأمالي للطوسي: ص 570، تنبيه الخواطر: 2/ 70؛ الدر المنثور: 1/ 32.
(4) البلد الأمين: ص 410.
(5) الأمالي للصدوق: ص 255.
(6) عدة الداعي: ص 245، ثواب الأعمال: ص 28.
(7) الأمالي للمفيد: ص 246؛ الفردوس: 5/ 9.
معارج الذكر والدعاء (87)
قال العبد: (سبحان الله) سبح معه ما دون العرش، فيعطى قائلها عشر أمثالها، وإذا قال: (الحمد لله) أنعم الله عليه بنعم الدنيا موصولا بنعم الآخرة، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها، وينقطع الكلام الذي يقولونه في الدنيا ما خلا الحمد لله؛ وذلك قوله تعالى: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس: 10] (1).
[الحديث: 341] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن الدنيا كلها لقمةٌ واحدةٌ، فأكلها العبد المسلم ثم قال: (الحمد لله)، لكان قوله ذلك خيرا لهٌ من الدنيا وما فيها (2).
[الحديث: 342] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله جل جلاله: حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي، وأن البلايا التي دفعت عنه فبطولي، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا (3).
[الحديث: 343] قال الإمام زين العابدين: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب حمد الله وأثنى عليه (4).
[الحديث: 344] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أنعم الله تعالى عليه نعمة فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ عليه الرزق فليستغفر الله، ومن حزنه أمرٌ فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله (5).
[الحديث: 345] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من نعمة ـ وإن تقادم عهدها ـ تذكرها العبد فقال: (الحمد لله)، إلا جدد الله له ثوابه كيوم وجدها (6).
__________
(1) علل الشرائع: ص 251، الأمالي للصدوق: ص 255.
(2) الأمالي للطوسي: ص 610.
(3) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 300.
(4) الأمالي للمفيد: ص 211.
(5) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 46؛ كنزالعمال: 3/ 259.
(6) الدعوات: ص 286.
معارج الذكر والدعاء (88)
[الحديث: 346] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ظهرت عليه النعمة، فليكثر ذكر: الحمد لله (1).
[الحديث: 347] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: قل عند كل شدة: (لا حول ولا قوة إلا بالله) تكفها، وقل عند كل نعمة: (الحمد لله) تزدد منها (2).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 348] قال الإمام علي: الحمد شكرٌ (3).
[الحديث: 349] سئل الإمام علي عن قول الله عز وجل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] ما تفسيره؟ فقال: (الحمد لله) هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا؛ إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل؛ لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف، فقال لهم: قولوا: الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين، وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات؛ وأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبر كلا منها بمصلحته، وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته؛ ويمسك المتصل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، ويمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره، إنه بعباده رؤوفٌ رحيمٌ (4).
[الحديث: 350] قال الإمام علي: إن الله له الحمد افتتح الحمد لنفسه، وختم أمر الدنيا ومحل الآخرة بالحمد لنفسه، فقال: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
__________
(1) معاني الأخبار: ص 161، الأمالي للصدوق: ص 562.
(2) تحف العقول: ص 174.
(3) شرح نهج البلاغة: 20/ 261.
(4) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 282.
معارج الذكر والدعاء (89)
الْعَالَمِينَ﴾ [الزمر: 75] (1).
[الحديث: 351] قال الإمام علي: لا يحمد حامدٌ إلا ربه، ولا يلم لائمٌ إلا نفسه (2).
[الحديث: 352] قال الإمام علي: إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون، ونطق به الناطقون، وتفوه به القائلون: حمد الله وثناءٌ عليه بما هو أهله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (3).
[الحديث: 353] قال الإمام علي في خطبة له: الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته (4).
[الحديث: 354] قال الإمام علي: أوصيكم أيها الناس بتقوى الله، وكثرة حمده على آلائه إليكم، ونعمائه عليكم، وبلائه لديكم (5).
[الحديث: 355] قال الإمام علي: يقال يوم القيامة: ليتقدم الحامدون، فتقدم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل الأمم، وهو مكتوبٌ: أمة محمد هم الحامدون؛ يحمدون الله تبارك وتعالى على كل منزلة، ويكبرونه على كل حال، مناديهم في جوف السماء، لهم دويٌ كدوي النحل (6).
[الحديث: 356] قال الإمام علي: السؤال بعد المدح، فامدحوا الله عز وجل ثم اسأ لوا الحوائج، أثنوا على الله عز وجل وامدحوه قبل طلب الحوائج (7).
[الحديث: 357] عن ابن العزرمي عن أبيه، قال: كان أمير المؤمنين (الإمام علي) إذا أراد أن يزوج قال: الحمد لله، أحمده وأستعينه واؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. فإن الله له الحمد على غابر ما يكون وماضيه، وله الحمد مفردا والثناء مخلصا بما منه كانت لنا نعمة مونقة وعلينا مجللة
__________
(1) الكافي: 1/ 141.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 16.
(3) تاريخ دمشق: 39/ 198، المناقب للخوارزمي: ص 299.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 188.
(6) النمل: 15.
(7) الخصال: ص 635، تحف العقول: ص 123.
معارج الذكر والدعاء (90)
وإلينا متزينة (1).
[الحديث: 358] قال الإمام الحسن في وصيته: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وإنه أولى من عبد وأحق من حمد (2).
[الحديث: 359] روي أن بغلة للإمام الباقر نفرت فيما بين مكة والمدينة، فقال: لئن ردها الله علي لأشكرنه حق شكره، فلما أخذها قال: (الحمد لله رب العالمين) ثلاث مرات، ثم قال ثلاث مرات: (شكرا لله) (3).
[الحديث: 360] عن حماد بن عثمان، قال: خرج الإمام الصادق من المسجد وقد ضاعت دابته، فقال: لئن ردها الله علي لأشكرن الله حق شكره، فما لبث أن أتي بها، فقال: الحمد لله، فقال له قائلٌ: جعلت فداك، أليس قلت: لأشكرن الله حق شكره، فقال الإمام الصادق: ألم تسمعني قلت: الحمد لله؟ (4).
[الحديث: 361] قيل للإمام الصادق: هل للشكر حدٌ إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قيل: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حقٌ أداه (5).
[الحديث: 362] قال الإمام الصادق: شكر النعمة اجتناب المحارم، وتمام الشكر
__________
(1) مسند إسحاق بن راهويه: 5/ 180.
(2) الأمالي للطوسي: ص 159.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 78.
(4) الكافي: 2/ 97؛ الشكر لابن أبي الدنيا: ص 54، حلية الأولياء: 3/ 186.
(5) الكافي: 2/ 96، تفسير العياشي: 1/ 67.
معارج الذكر والدعاء (91)
قول الرجل: الحمد لله رب العالمين (1).
[الحديث: 363] قال الإمام الصادق: شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمد الله عز وجل عليها (2).
[الحديث: 364] قال الإمام الصادق: ما أنعم الله على عبد بنعمة ـ صغرت أو كبرت ـ فقال: (الحمد لله) إلا أدى شكرها (3).
[الحديث: 365] قال الإمام الصادق: من قال أربع مرات إذا أصبح: (الحمد لله رب العالمين) فقد أدى شكر يومه، ومن قالها إذا أمسى فقد أدى شكر ليلته (4).
[الحديث: 366] قال الإمام الصادق: من قال في كل يوم سبع مرات: (الحمد لله على كل نعمة كانت أو هي كائنةٌ)، فقد أدى شكر ما مضى وشكر ما بقي (5).
[الحديث: 367] قال الإمام الصادق: من أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله، إن الله تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين، فقال: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 45] (6).
[الحديث: 368] قيل للإمام الصادق: علمني دعاء جامعا، فقال: احمد الله فإنه لايبقى أحدٌ يصلي إلا دعا لك، يقول: سمع الله لمن حمده (7).
[الحديث: 369] قال الإمام الصادق: ما أنعم الله على عبد بنعمة بالغة ما بلغت فحمد الله عليها، إلا كان حمده لله أفضل من تلك النعمة وأعظم وأوزن (8).
[الحديث: 370] سئل الإمام الصادق عن قول الله عز وجل: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ
__________
(1) الكافي: 2/ 95، مشكاة الأنوار: ص 71.
(2) الكافي: 2/ 95، الخصال: ص 21.
(3) الكافي: 2/ 96.
(4) الكافي: 2/ 503، ثواب الأعمال: ص 13؛ كنزالعمال: 2/ 136.
(5) ثواب الأعمال: ص 24.
(6) الكافي: 5/ 108.
(7) الكافي: 2/ 503، مكارم الأخلاق: 2/ 79.
(8) ثواب الأعمال: ص 216، مكارم الأخلاق: 2/ 78.
معارج الذكر والدعاء (92)
الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 112]، فقال: بشر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة والجنة، وقال: (التائبون) من الذنوب، (العابدون) الذين لا يعبدون إلا الله ولا يشركون به شيئا، (الحامدون) الذين يحمدون الله على كل حال في الشدة والرخاء (1).
[الحديث: 371] قال الإمام الصادق: إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها؛ فإن الله عز وجل قال في كتابه: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7] (2).
[الحديث: 372] قال الإمام الصادق: ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه، وحمد الله ظاهرا بلسانه، فتم كلامه؛ حتى يؤمر له بالمزيد (3).
[الحديث: 373] قال الإمام الصادق في صلاة الشكر: إذا أنعم الله عليك بنعمة فصل ركعتين، تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحدٌ)، وتقرأ في الثانية بفاتحة الكتاب و(قل يا أيها الكافرون)، وتقول في الركعة الاولى في ركوعك وسجودك: (الحمد لله شكرا شكرا وحمدا)، وتقول في الركعة الثانية في ركوعك وسجودك: (الحمد لله الذي استجاب دعائي وأعطاني مسألتي) (4).
[الحديث: 374] قال الإمام الصادق: إنا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا، إن الله عز وجل خص الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرع إلى الله عز وجل وليسأله
__________
(1) الكافي: 5/ 15، تهذيب الأحكام: 6/ 130.
(2) حلية الأولياء: 3/ 193؛ كشف الغمة: 2/ 368.
(3) الكافي: 2/ 95، تفسير القمي: 1/ 368.
(4) الكافي: 3/ 481، تهذيب الأحكام: 3/ 184.
معارج الذكر والدعاء (93)
إياها، قيل: جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبر، وصدق الحديث، وأداء الأمانة (1).
[الحديث: 375] قال الإمام الرضا: إن قوله عز وجل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [الفاتحة: 2] إنما هو أداءٌ لما أوجب الله عز وجل على خلقه من الشكر، وشكرٌ لما وفق عبده من الخير (2).
[الحديث: 376] قال الإمام الرضا في خطبة له: الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابه، وجعل الحمد أول جزاء محل نعمته، وآخر دعوى أهل جنته (3).
[الحديث: 377] قال الإمام الرضا: من حمد الله على النعمة فقد شكره، وكان الحمد أفضل من تلك النعمة (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 56، الأمالي للمفيد: ص 192.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 310.
(3) الكافي: 5/ 273.
(4) الكافي: 2/ 96.
معارج الذكر والدعاء (94)
رابعا ـ ما ورد حول فضل التهليل
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل التهليل]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى كلمة التوحيد، وترديدها واعتبار الدعوة إليها من أعظم أسباب الفتح الإلهي، والذي تزكى به النفس، وتطهر، وترتقي في معارج العرفان الكبرى، والتي تتيح لها القابلية لتنزلات الملائكة وما معها من روح القدس، كما قال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ [النحل:2]
وقد اعتبرها الله تعالى العروة الوثقى، التي لا يتمسك بها إلا الناجون، فقال: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِالله فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256]
واعتبرها العهد الذي عهد به إلى عباده، كما قال تعالى: ﴿لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ [مريم: 87]
واعتبرها الحسنى التي لا ينال اليسرى إلا من صدق بها، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ [الليل: 5 ـ 7]
واعتبرها كلمة الحق كما في قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86]
واعتبرها كلمة التقوى، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴾ [الفتح: 26]
واعتبرها القول الثابت، كما في قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: 27]
معارج الذكر والدعاء (95)
واعتبرها الكلمة الطيبة، كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ [إبراهيم: 24]
وهذه الآية الكريمة تشير إلى الآثار التي يحدثها ذكر الله تعالى في النفس؛ فالله تعالى شبه كلمة التوحيد بالنخلة، لأنها لا تنبت في كل أرض، وكذلك كلمة التوحيد لا تستقر في كل قلب، بل في قلب المؤمن فقط.. والنخلة عرقها ثابت بالأرض، وفرعها مرتفع، وكذلك كلمة التوحيد أصلُها ثابت في قلب المؤمن، فإذا تكلم بها وعمل بمقتضاها عرجت به في سموات المكارم والقيم الرفيعة، كما قال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10].. والنخلة تؤتي ثمرها كل حين، وكذلك عمل المؤمن يصعد به ويرتقي كل حين.
ولهذا كله كانت المحور الأعظم الذي تدور حوله دعوة الرسل عليهم السلام، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]
وأخبر أنهم جميعا دعوا إليها، فكلهم قال لقومه ﴿اعْبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 73]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 378] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف
معارج الذكر والدعاء (96)
نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول: لا إله إلا الله (1).
[الحديث: 379] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ [الفتح: 26]: لا إله إلا الله (2).
[الحديث: 380] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الذكر: لا إله إلا الله (3).
[الحديث: 381] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إله إلا الله)، لا يسبقها عملٌ، ولا تترك ذنبا (4).
[الحديث: 382] عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! أوصني، قال: إذا عملت سيئة، فأتبعها حسنة تمحها، قال: قلت: يا رسول الله، أمن الحسنات: (لا إله إلا الله)؟ قال: هي أفضل الحسنات (5).
[الحديث: 383] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لكل شيء مفتاحٌ، ومفتاح السماوات قول: لا إله إلا الله (6).
[الحديث: 384] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما قال عبدٌ: (لا إله إلا الله) قط مخلصا، إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش، ما اجتنب الكبائر (7).
[الحديث: 385] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التسبيح نصف الميزان، والحمد يملؤه، و(لا إله إلا الله) ليس لها دون الله حجابٌ حتى تخلص إليه (8).
[الحديث: 386] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (لا إله إلا الله) نفعته يوما من دهره،
__________
(1) أحمد: 3/ 281، الحاكم: 4/ 285.
(2) الترمذي: 5/ 386، أحمد: 8/ 53 2.
(3) الترمذي: 5/ 462، ابن ماجة: 2/ 1249.
(4) ابن ماجة: 2/ 1248، كنز العمال: 1/ 418.
(5) أحمد: 8/ 113 3.
(6) المعجم الكبير: 20/ 215.
(7) الترمذي: 5/ 575.
(8) الترمذي: 5/ 536.
معارج الذكر والدعاء (97)
أصابه قبل ذلك ما أصابه (1).
[الحديث: 387] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أفصح أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله (2).
[الحديث: 388] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ربى صغيرا حتى يقول: (لا إله إلا الله) لم يحاسبه الله عز وجل (3).
[الحديث: 389] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: افتحوا على صبيانكم أول كلمة بـ (لا إله إلا الله)، ولقنوهم عند الموت (لا إله إلا الله) (4).
[الحديث: 390] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: (لا إله إلا الله) خالصا من قلبه أو نفسه (5).
[الحديث: 391] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (لا إله إلا الله) مخلصا دخل الجنة، قيل: وما إخلاصها؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله عز وجل (6).
[الحديث: 392] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إله إلا الله) لا يسبقها عملٌ، ولا تترك ذنبا (7).
[الحديث: 393] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (لا إله إلا الله) في ساعة من ليل أو نهار، طلست ما في صحيفته من السيئات (8).
[الحديث: 394] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إله إلا الله) تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء أدناها الهم (9).
__________
(1) شعب الإيمان: 1/ 109، المعجم الأوسط: 4/ 12.
(2) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 150.
(3) المعجم الأوسط: 5/ 130.
(4) شعب الإيمان: 6/ 398.
(5) البخاري: 1/ 49.
(6) المعجم الأوسط: 2/ 56، حلية الأولياء: 9/ 254.
(7) ابن ماجة: 2/ 1248.
(8) التوحيد: ص 23؛ مسند أبي يعلى: 3/ 445.
(9) تاريخ دمشق: 17/ 172.
معارج الذكر والدعاء (98)
[الحديث: 395] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبدٌ حقا من قلبه فيموت على ذلك، إلا حرمه الله على النار: لا إله إلا الله (1).
[الحديث: 396] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله قد حرم على النار من قال: (لا إله إلا الله) يبتغي بذلك وجه الله (2).
[الحديث: 397] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان آخر كلامه: (لا إله إلا الله) دخل الجنة (3).
[الحديث: 398] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قولوا: (لا إله إلا الله) تفلحوا (4).
[الحديث: 399] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد القول: (لا إله إلا الله)، وخير العبادة الاستغفار (5).
[الحديث: 400] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل: لا إله إلا الله (6).
[الحديث: 401] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل العلم: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الاستغفار (7).
[الحديث: 402] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير العبادة قول: لا إله إلا الله (8).
[الحديث: 403] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل العبادة قول: لا إله إلا الله، ولا حول
__________
(1) الحاكم: 1/ 144.
(2) البخاري: 1/ 164، مسلم: 1/ 456.
(3) أبو داود: 3/ 190، أحمد: 8/ 240 5.
(4) أحمد: 53، الحاكم: 1/ 61.
(5) الجعفريات: ص 228، جامع الأحاديث للقمي: ص 87.
(6) التوحيد: ص 18، ثواب الأعمال: ص 17.
(7) جامع الأخبار: ص 134، بحار الأنوار: 93/ 282؛ الفردوس: 1/ 352.
(8) الكافي: 2/ 506، التوحيد: ص 18.
معارج الذكر والدعاء (99)
ولا قوة إلا بالله، وخير الدعاء الاستغفار، ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: 19] (1).
[الحديث: 404] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن (لا إله إلا الله) أنس المؤمن في حياته، وعند موته، وحين يبعث (2).
[الحديث: 405] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شعار المسلمين على الصراط يوم القيامة: لا إله إلا الله، وعلى الله فليتوكل المتوكلون (3).
[الحديث: 406] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيءٌ إلا وله شيءٌ يعدله، إلا الله عز وجل فإنه لا يعدله شيءٌ، و(لا إله إلا الله) فإنه لا يعدلها شيءٌ (4).
[الحديث: 407] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن (لا إله إلا الله) كلمةٌ عظيمةٌ كريمةٌ على الله عز وجل، من قالها مخلصا استوجب الجنة (5).
[الحديث: 408] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قال العبد: (أشهد أن لا إله إلا الله)، قال الله تعالى: يا ملائكتي، علم عبدي أنه ليس له ربٌ غيري، أشهدكم أني غفرت له (6).
[الحديث: 409] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقنوا موتاكم: (لا إله إلا الله) فإنها تهدم الذنوب، فقالوا: يا رسول الله، فمن قال في صحته؟ فقال: ذاك أهدم وأهدم وأهدم، إن (لا إله إلا الله) أنس المؤمن في حياته، وعند موته، وحين يبعث (7).
[الحديث: 410] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من الكلام كلمةٌ أحب إلى الله عز وجل من قول: (لا إله إلا الله)، وما من عبد يقول: (لا إله إلا الله) يمد بها صوته فيفرغ، إلا تناثرت
__________
(1) المحاسن: 1/ 453، بحار الأنوار: 93/ 190.
(2) ثواب الأعمال: ص 16، بحار الأنوار: 93/ 201.
(3) جامع الأحاديث للقمي: ص 89، بحار الأنوار: 93/ 204 عن الإمامة والتبصرة.
(4) ثواب الأعمال: ص 17، بحار الأنوار: 93/ 331.
(5) التوحيد: ص 23، كنزالعمال: 1/ 62 عن ابن النجار.
(6) تاريخ دمشق: 7/ 61.
(7) ثواب الأعمال: ص 16، بحار الأنوار: 81/ 235.
معارج الذكر والدعاء (100)
ذنوبه تحت قدميه كما يتناثر ورق الشجر تحتها (1).
[الحديث: 411] عن زيد بن خالد، قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي: بشر الناس أنه من قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) فله الجنة (2).
[الحديث: 412] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا اخبركم بما يكون به خير الدنيا والآخرة، وإذا كربتم واغتممتم دعوتم الله به ففرج عنكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قولوا: (لا إله إلا الله ربنا لا نشرك به شيئا) ثم ادعوا بما بدا لكم (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 413] سئل الإمام علي: أي القول أصدق؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله (4).
[الحديث: 414] قال الإمام علي: ما من عبد مسلم يقول: (لا إله إلا الله) إلا صعدت تخرق كل سقف، لا تمر بشيء من سيئاته إلا طلستها، حتى تنتهي إلى مثلها من الحسنات فتقف (5).
[الحديث: 415] قال الإمام علي: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مصاصها، نتمسك بها أبدا ما أبقانا، وندخرها لأهاويل ما يلقانا، فإنها عزيمة الإيمان، وفاتحة الإحسان، ومرضاة الرحمن، ومدحرة الشيطان (6).
__________
(1) التوحيد: ص 21، جامع الأحاديث للقمي: ص 196.
(2) التوحيد: ص 22، بحار الأنوار: 93/ 196.
(3) المحاسن: 1/ 100، الدعوات: ص 56.
(4) من لا يحضره الفقيه: 4/ 383، معاني الأخبار: ص 199.
(5) التوحيد: ص 21، ثواب الأعمال: ص 17.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 2، بحار الأنوار: 77/ 331.
معارج الذكر والدعاء (101)
[الحديث: 416] قال الإمام الباقر: ما من شيء أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله، إن الله عز وجل لا يعدله شيءٌ، ولا يشركه في الأمور أحدٌ (1).
[الحديث: 417] قال الإمام الباقر: من قال: (لا إله إلا الله) فلن يلج ملكوت السماء حتى يتم قوله بعمل صالح (2).
[الحديث: 418] قال الإمام الباقر: (لا إله إلا الله) إعزازٌ لأهل دعوته، الصلاة تثبيتٌ للإخلاص وتنزيهٌ عن الكبر (3).
[الحديث: 419] قال الإمام الصادق: من شهد أن لا إله إلا الله عند موته، دخل الجنة (4).
[الحديث: 420] قال الإمام الرضا: إن التهليل هو إقرارٌ لله تعالى بالتوحيد، وخلع الأنداد من دون الله، وهو أول الإيمان، وأعظم من التسبيح والتحميد (5).
[الحديث: 421] قال الإمام الرضا في حكمة الأذان: فإن قال قائلٌ: فلم جعل آخرها التهليل ولم يجعل آخرها التكبير كما جعل في أولها التكبير؟ قيل: لأن التهليل اسم الله في آخره فأحب الله تعالى أن يختم الكلام باسمه كما فتحه باسمه (6).
__________
(1) الكافي: 2/ 516، التوحيد: ص 19، المحاسن: 1/ 98.
(2) الأمالي للمفيد: ص 184، الزهد للحسين بن سعيد: ص 19.
(3) الأمالي للطوسي: ص 296، بحار الأنوار: 78/ 183.
(4) المحاسن: 1/ 103، بحار الأنوار: 81/ 236.
(5) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 106، علل الشرائع: ص 259.
(6) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 106، علل الشرائع: ص 259.
معارج الذكر والدعاء (102)
خامسا ـ ما ورد حول فضل التكبير
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل التكبير]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى التكبير، وهو قول [الله أكبر] بصيغها المختلفة.
وقد ورد الحث على ذلك في أوائل ما نزل من القرآن الكريم، فقد ورد في سورة المدثر، وهي من أوائل سور القرآن الكريم، قوله تعالى: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: 3]، وقد قرنها بالأمر بالإنذار، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: 1، 2]، ليبين من خلالها أنه لا يمكن أن يقوى أحد أو يصدق في الدعوة إلى ربه، من دون أن يكون مزودا بهذه المعرفة الجليلة معرفة عظم الله وكبره، حتى يصغر أمامه كل شيء.
وهكذا ورد في سورة الإسراء قوله تعالى: ﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: 111] بعد آيات كثيرة تبين المعاناة العظيمة التي عاناها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع تلك القلوب القاسية التي كانت تخاطبه بقولها: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾ [الإسراء: 90 - 93]
وهكذا يقرن القرآن الكريم بين وصف الله تعالى نفسه بالكبر والعلو مع وصف الأصنام التي تعبد من دون الله بالضعف والهوان، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ الله هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]، وقال: ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لله الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ [غافر: 12]
معارج الذكر والدعاء (103)
وقد كان من حكمة الله تعالى أن تكون الصيغة الدالة على كبر الله وجلاله وعظمته، على وزن أفعل التفضيل من غير تحديد للمفضول، وذلك حتى يدخل كل شيء ما يعقل وما لا يعقل..
بل قد ورد عن الإمام الصادق النهي عن تحديد أي شيء للدلالة على أكبرية الله عليه، لأن في ذلك تحديدا وتقييدا، فقد روي أنه قال لبعض أصحابه: أي شيء الله أكبر؟ فقال: الله أكبر من كل شيء، فقال: فكان ثم شيء فيكون أكبر منه؟ فقلت: فما هو؟ فقال: (الله أكبر من أن يوصف) (1)
وروي أن رجلا قال أمامه: الله أكبر من كل شيء، فقال له: حددته، فقال الرجل: وكيف أقول؟ فقال: (الله أكبر من أن يوصف) (2)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 422] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الملة، قيل: وما هي؟ قال: التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله (3).
[الحديث: 423] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التسبيح نصف الميزان، والحمد يملؤه، والتكبير يملأ ما بين السماء (4).
__________
(1) معانى الاخبار ص 11.
(2) المحاسن ص 241.
(3) الحاكم: 1/ 694، أحمد: 4/ 150 3.
(4) الترمذي: 5/ 536؛ الكافي: 2/ 506.
معارج الذكر والدعاء (104)
[الحديث: 424] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قال العبد: (لا إله إلا الله والله أكبر)، يقول الله عز وجل: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وأنا أكبر (1).
[الحديث: 425] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لكل شيء صفوةٌ، وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى (2).
[الحديث: 426] عن عبد الله بن مسعود، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكبر في كل رفع ووضع، وقيام وقعود (3).
[الحديث: 427] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثة أصوات يباهي الله بهن الملائكة: الأذان، والتكبير في سبيل الله، ورفع الصوت بالتلبية (4).
[الحديث: 428] عن سعد المؤذن، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكبر بين أضعاف الخطبة، يكثر التكبير في خطبة العيدين (5).
[الحديث: 429] عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى (6).
[الحديث: 430] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا وقعت كبيرةٌ أو هاجت ريحٌ مظلمةٌ فعليكم بالتكبير؛ فإنه يجلي العجاج الأسود (7).
[الحديث: 431] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: منّ علي ربي وقال: يا محمد جعلت لك ولأمتك الأرض كلها مسجدا، وترابها طهورا، وأعطيت لك ولأمتك التكبير، وقرنت
__________
(1) ابن ماجة: 2/ 1246، الحاكم: 1/ 46.
(2) مسند أبي يعلى: 5/ 422.
(3) الدارمي: 1/ 302، النسائي: 2/ 233، أحمد: 2/ 47.
(4) كنز العمال: 15/ 814 عن ابن النجار.
(5) ابن ماجة: 1/ 409، الحاكم: 3/ 703.
(6) الحاكم: 1/ 438، السنن الكبرى: 3/ 395.
(7) مسند أبي يعلى: 2/ 369، كنز العمال: 7/ 830 عن ابن السني.
معارج الذكر والدعاء (105)
ذكرك بذكري، حتى لا يذكرني أحدٌ من أمتك إلا ذكرك مع ذكري، طوبى لك يا محمد ولأمتك (1).
[الحديث: 432] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من هبط واديا فقال: (لا إله إلا الله والله أكبر) ملأ الله الوادي حسنات، فليعظم الوادي بعدا أو ليصغر (2).
[الحديث: 433] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من استقبل جنازة أو رآها فقال: (الله أكبر، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، اللهم زدنا إيمانا وتسليما، الحمد لله الذي تعزز بالقدرة، وقهر العباد بالموت)، لم يبق في السماء ملكٌ إلا بكى رحمة لصوته (3).
[الحديث: 434] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا نظرت في مرآة فكبر ثلاثا وقل: اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 435] قيل للإمام الباقر: التكبير في أيام التشريق في دبر الصلوات؟ فقال: التكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة، وفي سائر الأمصار في دبر عشر صلوات، وأول التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر؛ يقول فيه: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام (5).
[الحديث: 436] عن كامل بن العلاء، قال: كنت مع الإمام الباقر بالعريض فهبت
__________
(1) الخصال: ص 425، علل الشرائع: ص 128.
(2) المحاسن: 1/ 101.
(3) الكافي: 3/ 167، تهذيب الأحكام: 1/ 452.
(4) تحف العقول: ص 11، بحار الأنوار: 77/ 65.
(5) الكافي: 4/ 516، تهذيب الأحكام: 3/ 139.
معارج الذكر والدعاء (106)
ريحٌ شديدةٌ، فجعل يكبر، ثم قال: إن التكبير يرد الريح (1).
[الحديث: 437] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: أي شيء (الله أكبر)؟ قال: الله أكبر من كل شيء، فقال: وكان ثم شيءٌ فيكون أكبر منه؟ قيل: وما هو؟ قال: الله أكبر من أن يوصف (2).
[الحديث: 438] قال الإمام الصادق: أما إن في الفطر تكبيرا ولكنه مستورٌ، قيل: وأين هو؟ قال: في ليلة الفطر في المغرب والعشاء الآخرة، وفي صلاة الفجر، وفي صلاة العيد، ثم يقطع، قيل: كيف أقول؟ قال: تقول: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا)، وهو قول الله عز وجل: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185] يعني الصيام (3).
[الحديث: 439] قال الإمام الصادق: كبر مع كل حصاة تكبيرة إذا رميتها، ولا تقدم جمرة على جمرة، وقف بعد الفراغ من الرمي وادع بما قسم لك (4).
[الحديث: 440] قال الإمام الصادق: من أعجبه شيءٌ من أخيه المؤمن فليكبر عليه، فإن العين حقٌ (5).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 544.
(2) الكافي: 1/ 118 وح 8، التوحيد: ص 313.
(3) الكافي: 4/ 166، تهذيب الأحكام: 3/ 138.
(4) دعائم الإسلام: 1/ 323.
(5) طب الأئمة لابني بسطام: ص 121، بحار الأنوار: 95/ 127.
معارج الذكر والدعاء (107)
سادسا ـ ما ورد حول فضل الحوقلة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل الحوقلة]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى التوكل والاعتماد على الله وحده، وعدم الاعتزاز أو الاغترار بالقوة، كما قال تعالى في حوار صاحب الجنتين: ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا﴾ [الكهف: 37 - 40]
ويشير إليها كل ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة للاستعانة بالله وحده، وفي كل الشؤون، كما قال تعالى في سورة الفاتحة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 441] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ: أتدري ما تفسير: لا حول ولا قوة إلا بالله؟ لا حول عن معصية الله إلا بقوة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله (1).
[الحديث: 442] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلام أهل السماوات: لا حول ولا قوة إلا بالله (2).
__________
(1) الفردوس: 5/ 375.
(2) تاريخ بغداد: 8/ 333.
معارج الذكر والدعاء (108)
[الحديث: 443] عن قيس بن سعد بن عبادة، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. وقال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله (1).
[الحديث: 444] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل لما خلق الجنة جعل غرسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله (2).
[الحديث: 445] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها كنزٌ من كنوز الجنة (3).
[الحديث: 446] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أنعم الله عليه بنعمة فأراد بقاءها، فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [الكهف: 39] (4).
[الحديث: 447] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا من قول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)؛ فإنهن الباقيات الصالحات، وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها، وهن من كنوز الجنة (5).
[الحديث: 448] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما على الأرض أحدٌ يقول: (لا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) إلا كفرت عنه خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر (6).
[الحديث: 449] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من حزنه أمرٌ فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله (7).
[الحديث: 450] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى شيئا فأعجبه فقال: (ما شاء الله، لا
__________
(1) الترمذي: 5/ 571، أحمد: 8/ 256 0.
(2) كنزالعمال: 1/ 469 عن الشيرازي في الألقاب.
(3) الترمذي: 5/ 580، أحمد: 3/ 231.
(4) المعجم الكبير: 17/ 311.
(5) كنزالعمال: 1/ 466 عن الرامهرمزي في الأمثال.
(6) الترمذي: 5/ 509، أحمد: 2/ 551.
(7) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 46؛ تاريخ بغداد: 3/ 180.
معارج الذكر والدعاء (109)
قوة إلا بالله) لم يضره العين (يعني لا يصيبه العين) (1)
[الحديث: 451] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة أو بلية فقل: (بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)؛ فإن الله عز وجل يصرف بها عنك ما يشاء من أنواع البلاء (2).
[الحديث: 452] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قال العبد: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فقد فوض أمره إلى الله، وحقٌ على الله أن يكفيه (3).
[الحديث: 453] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد كنز الحديث فعليه بـ (لا حول ولا قوة إلا بالله) (4).
[الحديث: 454] عن أبي ذر، قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أستكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) فإنها من كنوز الجنة (5).
[الحديث: 455] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ملأ من أصحابه فقال: خذوا جنتكم، فقالوا: يا رسول الله حضر عدوٌ؟ قال: لا، جنتكم من النار، قولوا: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) فإنهن يوم القيامة مقدماتٌ منجياتٌ ومعقباتٌ، وهن عند الله الصالحات الباقيات (6).
[الحديث: 456] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن آدم شكا إلى الله عز وجل ما يلقى من حديث النفس والحزن، فنزل عليه جبريل فقال له: يا آدم قل: (لا حول ولا قوة إلا بالله)،
__________
(1) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 78؛ مجمع البيان: 10/ 866.
(2) الكافي: 2/ 573؛ عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 121.
(3) المحاسن: 1/ 112.
(4) معاني الأخبار: ص 139؛ التاريخ الكبير: 3/ 283.
(5) الخصال: ص 345.
(6) الأمالي للطوسي: ص 677.
معارج الذكر والدعاء (110)
فقالها فذهب عنه الوسوسة والحزن (1).
[الحديث: 457] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمانٌ لأمتي من الهم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه (2).
[الحديث: 458] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر (الحمد لله)، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)؛ ينفي الله عنه الفقر (3).
[الحديث: 459] قال الإمام السجاد: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع المؤذن قال كما يقول، فإذا قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على خير العمل، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 460] سئل الإمام علي عن تأويل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: لا حول لنا عن معاصي الله إلا بعصمة الله، ولا قوة لنا على طاعة الله إلا بعون الله (5).
[الحديث: 461] سئل الإمام علي عن معنى لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: إنا لا نملك مع الله شيئا، ولا نملك إلا ما ملكنا، فمتى ملكنا ما هو أملك به منا كلفنا، ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا (6).
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 637.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 371.
(3) الكافي: 8/ 93، المحاسن: 1/ 114؛ تاريخ بغداد: 2/ 52.
(4) دعائم الإسلام: 1/ 145؛ أحمد: 9/ 230 7.
(5) الاحتجاج: 2/ 494، تحف العقول: ص 468.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 404.
معارج الذكر والدعاء (111)
[الحديث: 462] سئل الإمام الصادق عن تفسير: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فقال: لا يحول بيننا وبين المعاصي إلا الله، ولا يقوينا على أداء الطاعة والفرائض إلا الله (1).
[الحديث: 463] قال الإمام الصادق: من بخل منكم بمال أن ينفقه، وبالجهاد أن يحضره، وبالليل أن يكابده، فلا يبخل بـ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله (2).
[الحديث: 464] قال الإمام الصادق: إذا قال العبد: (لا حول ولا قوة إلا بالله) قال الله عز وجل للملائكة: استسلم عبدي، اقضوا حاجته (3).
[الحديث: 465] قال الإمام الصادق: ما من رجل دعا فختم بقول: (ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله) إلا أجيبت حاجته (4).
[الحديث: 466] قال الإمام الصادق: إذا دعا الرجل، فقال بعدما دعا: ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله عز وجل: استبسل عبدي واستسلم لأمري، اقضوا حاجته (5).
[الحديث: 467] قال الإمام الصادق: إن آدم شكا إلى ربه حديث النفس، فقال: أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله (6).
[الحديث: 468] قال الإمام الصادق: من قال في كل يوم مئة مرة: (لا حول ولا قوة إلا بالله) دفع الله بها عنه سبعين نوعا من البلاء؛ أيسرها الهم (7).
__________
(1) المحاسن: 1/ 113.
(2) المحاسن: 1/ 107.
(3) المحاسن: 1/ 113 وح 111.
(4) ثواب الأعمال: ص 24.
(5) الكافي: 2/ 521.
(6) المحاسن: 1/ 112.
(7) ثواب الأعمال: ص 195.
معارج الذكر والدعاء (112)
[الحديث: 469] قال الإمام الصادق: من قال: (ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله) سبعين مرة، صرف عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء؛ أيسر ذلك الخنق (1).
[الحديث: 470] قال الإمام الصادق: إذا صليت المغرب والغداة فقل: (بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) سبع مرات؛ فإنه من قالها لم يصبه جذامٌ ولا برصٌ ولا جنونٌ، ولا سبعون نوعا من أنواع البلاء (2).
[الحديث: 471] قال الإمام الصادق: من قال: (ما شاء الله كان، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) مئة مرة حين يصلي الفجر، لم ير يومه ذلك شيئا يكرهه (3).
__________
(1) الكافي: 2/ 521، ثواب الأعمال: ص 194.
(2) جامع الأخبار: ص 175، بحار الأنوار: 84/ 26.
(3) الكافي: 2/ 530، بحار الأنوار: 86/ 162.
معارج الذكر والدعاء (113)
سابعا ـ ما ورد حول الاستثناء بالمشيئة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [الاستثناء بالمشيئة]، ونقصد بها ما ورد الأمر به في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾ [الكهف: 23 - 24]
وهي تعلم المؤمن ألا يجزم بفعل شيء دون أن يستعين بالله في ذلك، حتى لا يكون اعتماده على حوله وقوته، وإنما على حول الله وقوته، ولهذا يرتبط الاستثناء في بعض الأحيان بالحوقلة، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا﴾ [الكهف: 39]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب:
[الحديث: 472] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من إتمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديث (1).
[الحديث: 473] قال الإمام الصادق: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا قط فقال: لا؛ إن كان عنده أعطاه، وإن لم يكن عنده قال: يكون إن شاء الله (2).
[الحديث: 474] قال الإمام الصادق: للعبد أن يستثني ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه ناسٌ من اليهود فسألوه عن أشياء، فقال لهم: تعالوا غدا أحدثكم، ولم يستثن، فاحتبس جبريل عنه أربعين يوما، ثم أتاه فقال: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ
__________
(1) تفسير العياشي: 2/ 325، بحار الأنوار: 76/ 306.
(2) تفسير العياشي: 1/ 261، بحار الأنوار: 16/ 340.
معارج الذكر والدعاء (114)
إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف: 23 - 24] (1).
وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 475] قال الإمام علي: الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وإن كان بعد أربعين صباحا، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف: 24] (2).
[الحديث: 476] قال الإمام الباقر في قول الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾ [طه: 115]: إن الله عز وجل لما قال لآدم عليه السلام: ادخل الجنة، قال له: يا آدم، لا تقرب هذه الشجرة، وأراه إياها، فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟! فقال لهما: لا تقرباها يعني لا تأكلا منها، فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا لا نقربها ولا نأكل منها، ولم يستثنيا في قولهما: نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما وإلى ذكرهما، وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في الكتاب: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الكهف: 23 - 24] ألا أفعله، فتسبق مشيئة الله في ألا أفعله فلا أقدر على أن أفعله، فلذلك قال الله عز وجل (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)، أي استثن مشيئة الله في فعلك (3).
[الحديث: 477] قال الإمام الباقر في قول الله عز وجل: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف: 24]: إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني، فليستثن إذا ذكر (4).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 3/ 362.
(2) الكافي: 7/ 448.
(3) الكافي: 7/ 448، بحار الأنوار: 76/ 306.
(4) الكافي: 7/ 447، تهذيب الأحكام: 8/ 281.
معارج الذكر والدعاء (115)
[الحديث: 478] عن مرازم بن حكيم: أمر الإمام الصادق بكتاب في حاجة، فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناءٌ، فقال: كيف رجوتم أن يتم هذا وليس فيه استثناءٌ؟ انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناءٌ فاستثنوا فيه (1).
[الحديث: 479] سئل الإمام الصادق عن قول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف: 24] فقال: أن تستثني، ثم ذكرت بعد، فاستثن حين تذكر (2).
[الحديث: 480] قال الإمام الصادق: إذا دعا الرجل فقال بعد ما دعا: (ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)، قال الله عز وجل: استبسل عبدي، واستسلم لأمري، اقضوا حاجته (3).
[الحديث: 481] قال الإمام الصادق: من أحب أن لا يرد دعاؤه فليقدم هذا الدعاء أمام دعائه، وهو: ما شاء الله توجها إلى الله، ما شاء الله تعبدا لله، ما شاء الله تلطفا لله، ما شاء الله تذللا لله، ما شاء الله استنصارا بالله، ما شاء الله استكانة لله، ما شاء الله تضرعا إلى الله، ما شاء الله استغاثة بالله، ما شاء الله استعانة بالله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 673، مشكاة الأنوار: ص 251.
(2) الكافي: 3/ 324؛ الترمذي: 5/ 561، أحمد: 1/ 208.
(3) الكافي: 2/ 521.
(4) فلاح السائل: ص 194.
معارج الذكر والدعاء (116)
المعراج الثامن من معارج الذكر والدعاء [معراج الثناء والتمجيد]، وإلى هذا المعراج الإشارة بكل الآيات الكريمة التي تدعو إلى حمد الله والثناء عليه بأوصافه العليا وأسمائه الحسنى، كما قال تعالى: ﴿وَلله الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]، وذكر بعض تلك الأسماء، ودعا إلى ذكره بها، فقال: ﴿قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء: 110]
ومثل ذلك الآيات الكريمة التي تذكر ثناء الأنبياء عليهم السلام على ربهم، وفي المناسبات المختلفة، كما قال تعالى حاكيا عن هود عليه السلام: ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود: 56]
وقال حاكيا عن إبراهيم عليه السلام قوله: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: 78 - 82] بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود: 56]
وغيرها من الآيات الكريمة، والتي ورد في الأحاديث الكثير من الصيغ التي تبين كيفية الثناء على الله وتمجيده وحمده، وقد قسمناها إلى قسمين:
أولا ـ ما ورد حول الأسماء والصفات
ثانيا ـ ما ورد حول الحمد والثناء
معارج الذكر والدعاء (117)
أولا ـ ما ورد حول الأسماء والصفات
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول علاقة الذكر والدعاء بـ[الأسماء والصفات]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي تحض على ذلك، ومنها قوله تعالى: ﴿وَلله الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]
ومنها الآيات الكثيرة التي تعلمنا كيفية ذلك، والتي تندرج جميعا ضمن مفهوم قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء: 110]
ومنها ما ورد من أسماء لله، وهي كثيرة جدا، كقوله تعالى: ﴿هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ الله الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر: 23، 24]
ومثلها ما ورد في فواصل أكثر الآيات القرآنية، كقوله تعالى: ﴿فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 192]، وقوله: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [البقرة: 225]، وقوله: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 244]، وقوله: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ [المؤمنون: 116]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
معارج الذكر والدعاء (118)
[الحديث: 482] عن ابن عمر، قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يقول: يا كائنا قبل أن يكون شيءٌ، والمكون لكل شيء، والكائن بعدما لا يكون شيءٌ، أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الغافرات الواجبات المنجيات (1).
[الحديث: 483] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله ملكا موكلا بمن يقول: يا أرحم الراحمين، فمن قالها ثلاثا، قال الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك، فاسأل (2).
[الحديث: 484] عن أنس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برجل وهو يقول: يا أرحم الراحمين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سل فقد نظر الله إليك (3).
[الحديث: 485] عن ابن عباس، أن رجلا قال: يا رسول الله، هل من الدعاء شيءٌ لا يرد؟ قال: نعم، تقول: أسألك باسمك الأعلى الأعز الأجل الأكرم (4).
[الحديث: 486] عن معاذ بن جبل، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برجل وهو يدعو ويقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال له: قد استجيب لك، فسل (5).
[الحديث: 487] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألظوا (6) بـ (يا ذا الجلال والإكرام) (7)
[الحديث: 488] عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو: (يا حي يا قيوم) (8)
[الحديث: 489] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: هو اسمٌ
__________
(1) الأسماء والصفات للبيهقي: 1/ 63.
(2) الحاكم: 1/ 728؛ محاسبة النفس لابن طاووس: ص 35، الدعوات: ص 65.
(3) الحاكم: 1/ 728؛ محاسبة النفس لابن طاووس: ص 35.
(4) المعجم الكبير: 11/ 285 5، الدعاء للطبراني: ص 53؛ الدعوات: ص 50.
(5) معاني الأخبار: ص 230، بحار الأنوار: 95/ 135؛ الأدب المفرد: ص 217، أحمد: 8/ 266.
(6) ألظ بالشيء: لزمه وثابر عليه.
(7) الترمذي: 5/ 539 عن أنس، أحمد: 6/ 187 7، الحاكم: 1/ 676.
(8) عمل اليوم والليلة للنسائي: ص 397، المعجم الأوسط: 8/ 79.
معارج الذكر والدعاء (119)
من أسماء الله، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب (1).
[الحديث: 490] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 163]، وفاتحة سورة آل عمران: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [آل عمران: 2]) (2).
[الحديث: 491] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 26 - 27] (3).
[الحديث: 492] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة وآل عمران، وطه.. قال الراوي: في البقرة آية الكرسي، وفي آل عمران: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ﴾ [البقرة: 255] وفي طه: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا﴾ [طه: 111] (4).
[الحديث: 493] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس، حيث ناداه في الظلمات الثلاث: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87]، فقال رجلٌ: يا رسول الله، هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا تسمع قول الله عز وجل: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 88]؟ (5).
__________
(1) الحاكم: 1/ 738؛ مهج الدعوات: ص 381.
(2) أبو داوود: 2/ 80، الترمذي: 5/ 517، ابن ماجة: 2/ 1267.
(3) مهج الدعوات: ص 380؛ المعجم الكبير: 12/ 133.
(4) ابن ماجة: 2/ 1267، الحاكم: 1/ 686.
(5) الحاكم: 1/ 685، تفسير الطبري: ج 10 الجزء 17 ص 82.
معارج الذكر والدعاء (120)
[الحديث: 494] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر (1).
[الحديث: 495] عن البراء بن عازب، قال: قلت لعلي: يا أمير المؤمنين (الإمام علي)، أسألك بالله ورسوله إلا خصصتني بأعظم ما خصك به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واختصه به جبريل، وأرسله به الرحمن، فضحك ثم قال يا براء: إذا أردت أن تدعو الله عز وجل باسمه الأعظم فاقرأ من أول سورة الحديد إلى آخر ست آيات منها، إلى ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [الحديد: 6]، وآخر سورة الحشر، يعني أربع آيات، ثم ارفع يديك فقل: (يا من هو هكذا، أسألك بحق هذه الأسماء أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا مما تريد)، فوالله الذي لا إله غيره لتقبلن بحاجتك إن شاء الله (2).
[الحديث: 496] عن بريدة، قال: سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدٌ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى (3).
[الحديث: 497] عن أنس، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا في الحلقة ورجلٌ قائمٌ يصلي، فلما ركع وسجد فتشهد ثم قال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك.. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أتدرون بما دعا الله؟ قال: فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي
__________
(1) مهج الدعوات: ص 380؛ الفردوس: 1/ 616.
(2) كنز العمال: 2/ 268 عن ابن النجار.
(3) الترمذي: 5/ 515، أبو داوود: 2/ 79؛ مهج الدعوات: ص 380.
معارج الذكر والدعاء (121)
نفسي بيده لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى (1).
[الحديث: 498] عن أنس، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدعا رجلٌ فقال: يا بديع السماوات، يا حي يا قيوم، إني أسألك، فقال: أتدرون بما دعا؟ والذي نفسي بيده، دعا الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب (2).
[الحديث: 499] قال الإمام الباقر: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم عليا دعوة يدعو بها عند ما أهمه، فكان عليٌ يعلمها ولده: يا كائنا قبل كل شيء، ويا مكون كل شيء، ويا كائنا بعد كل شيء، افعل بي كذا وكذا (3).
[الحديث: 500] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم أنت الله، وأنت الرحمن، وأنت الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الحميد، المجيد، المبدئ، المعيد، الودود، الشهيد، القديم، العلي، العظيم، العليم، الصادق، الرؤوف، الرحيم، الشكور، الغفور، العزيز، الحكيم، ذو القوة، المتين، الرقيب، الحفيظ، ذو الجلال والإكرام، العظيم، العليم، الغني، الولي، الفتاح، القابض، الباسط، العدل، الوفي، الولي، الحق، المبين، الخلاق، الرزاق، الوهاب، التواب، الرب، الوكيل، اللطيف، الخبير، السميع، البصير، الديان، المتعالي، القريب، المجيب، الباعث، الوارث، الواسع، الباقي، الحي، الدائم الذي لا يموت، القيوم، النور، الغفار، الواحد، القهار، الأحد، الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحدٌ، ذو الطول، المقتدر، علام الغيوب، البديء، البديع، القابض، الباسط،
__________
(1) أحمد: 6/ 688 وص 316 1، أبو داوود: 2/ 79؛ الدعوات: ص 57.
(2) الأدب المفرد: ص 211.
(3) الأسماء والصفات: 1/ 62.
معارج الذكر والدعاء (122)
الداعي، الظاهر، المقيت، المغيث، الدافع، الضار، النافع، المعز، المذل، المطعم، المنعم، المهيمن، المكرم، المحسن، المجمل، الحنان، المفضل، المحيي، المميت، الفعال لما يريد، مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قديرٌ.. تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت، وتخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب.. فالق الإصباح وفالق الحب والنوى، يسبح له ما في السماوات والأرض، وهو العزيز الحكيم.. اللهم ما قلت من قول، أو حلفت من حلف، أو نذرت من نذر في يومي هذا وليلتي هذه فمشيتك بين يدي ذلك كله، ما شئت فيه كان، وما لم تشأ منه لم يكن، فادفع عني بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. اللهم بحق هذه الأسماء عندك، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي، وارحمني، وتب علي، وتقبل مني، وأصلح لي شأني، ويسر أموري، ووسع علي في رزقي، وأغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك، وصن وجهي ويدي ولساني عن مسألة غيرك، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا؛ فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت على كل شيء قديرٌ، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين (1).
[الحديث: 501] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لله عز وجل تسعةٌ وتسعون اسما، من دعا الله بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنة، وقال الله عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180] (2).
[الحديث: 502] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من رفع يديه إلى الله تعالى ويقول متضرعا: يا
__________
(1) مهج الدعوات: ص 122.
(2) التوحيد: ص 195.
معارج الذكر والدعاء (123)
رب ـ ثلاث مرات ـ ملأ الله تعالى يديه من الرحمة (1).
[الحديث: 503] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بسم الله الرحمن الرحيم) أقرب إلى الاسم الأعظم من سواد العين إلى بياضها (2).
[الحديث: 504] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255]، و﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 163] (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 505] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: إذا نزل بك أمرٌ عظيمٌ في دين أو دنيا، فتوضأ وارفع يديك وقل: يا الله يا الله ـ سبع مرات ـ فإنه يستجاب لك (4).
[الحديث: 506] قال الإمام السجاد: كنت أدعو الله سبحانه سنة عقيب كل صلاة أن يعلمني الاسم الأعظم، فإني ذات يوم قد صليت الفجر، إذ غلبتني عيناي وأنا قاعدٌ، وإذا أنا برجل قائم بين يدي يقول لي: سألت الله تعالى أن يعلمك الاسم الأعظم؟ قلت:
__________
(1) مستدرك الوسائل: 5/ 220 عن تفسير أبي الفتوح الرازي.
(2) عدة الداعي: ص 69، عيون أخبار الرضا: 2/ 5، الحاكم: 1/ 738.
(3) مهج الدعوات: ص 383.
(4) مكارم الأخلاق: 2/ 166، بحار الأنوار: 80/ 328.
معارج الذكر والدعاء (124)
نعم، قال: قل: (اللهم إني أسألك باسمك، الله، الله، الله، الله، الله، الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم)، فو الله ما دعوت بها لشيء إلا رأيت نجحه (1).
[الحديث: 507] قال الإمام الصادق: اشتكيت فمر بي أبي (الإمام الباقر)، فقال: قل يا بني عشر مرات: يا الله؛ فإنه لم يقلها عبدٌ إلا قال: لبيك، ومن قال: يا ربي يا الله، يا ربي يا الله حتى ينقطع النفس، أجيب فقيل له: لبيك، ما حاجتك (2).
[الحديث: 508] قال الإمام الصادق: إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربه وليمدحه؛ فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه، تقول: يا أجود من أعطى، ويا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدٌ، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من ليس كمثله شيءٌ، يا سميع يا بصير.. وأكثر من أسماء الله عز وجل؛ فإن أسماء الله كثيرةٌ، وصل على محمد وآله وقل: اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي، وأؤدي به عن أمانتي، وأصل به رحمي؛ ويكون عونا لي في الحج والعمرة (3).
[الحديث: 509] قال الإمام الصادق: من قال عشر مرات: يا رب يا رب، قيل له: لبيك، ما حاجتك؟ (4).
__________
(1) مكارم الأخلاق: 2/ 159، مهج الدعوات: ص 382.
(2) الدعوات: ص 66، بحار الأنوار: 93/ 235.
(3) الكافي: 2/ 685، فلاح السائل: ص 89.
(4) الكافي: 2/ 520.
معارج الذكر والدعاء (125)
[الحديث: 510] قال الإمام الصادق: إن العبد إذا سجد فقال: يا رب يا رب ـ حتى ينقطع نفسه ـ قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك ما حاجتك؟ (1).
[الحديث: 511] قال الإمام الصادق: إن الرجل منكم ليقف عند ذكر الجنة والنار، ثم يقول: أي رب أي رب أي رب ـ ثلاثا ـ فإذا قالها نودي من فوق رأسه: سل، ما حاجتك (2).
[الحديث: 512] قال الإمام الصادق: من قال: يا رب يا الله، يا رب يا الله ـ حتى ينقطع نفسه ـ قيل له: لبيك، ما حاجتك؟ (3).
[الحديث: 513] قال الإمام الصادق: من قال: يا من يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء أحدٌ غيره ـ ثلاث مرات ـ استجيب له، وهو الدعاء الذي لا يرد (4).
[الحديث: 514] عن الليث بن سعد عن الإمام الصادق ـ في دعاء سريع الإجابة ـ: يا الله يا الله يا الله ـ حتى انقطع نفسه ـ يا رحمن يا رحمن يا رحمن ـ حتى انقطع نفسه ـ يا رحيم يا رحيم ـ حتى انقطع نفسه ـ يا أرحم الراحمين ـ حتى انقطع نفسه ـ ثم سأل حاجته فحضرت في الحال (5).
[الحديث: 515] قال الإمام الصادق: (بسم الله الرحمن الرحيم) اسم الله الأكبر.. أو قال: الأعظم (6).
[الحديث: 516] قال الإمام الصادق: اسم الله الأعظم مقطعٌ في أم الكتاب (7).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 333، مكارم الأخلاق: 2/ 38.
(2) المحاسن: 1/ 105 عن أبي بصير، بحار الأنوار: 93/ 233.
(3) الكافي: 2/ 520، المحاسن: 1/ 105.
(4) الدعوات: ص 65، بحار الأنوار: 95/ 162.
(5) المجتنى: ص 66.
(6) مهج الدعوات: ص 379.
(7) ثواب الأعمال: ص 130، تفسير العياشي: 1/ 19.
معارج الذكر والدعاء (126)
[الحديث: 517] عن معاوية بن عمار، قال: قال لي الإمام الصادق ابتداء منه: يا معاوية أما علمت أن رجلا أتى الإمام علي فشكا الإبطاء عليه في الجواب في دعائه، فقال له: أين أنت عن الدعاء السريع الإجابة؟ فقال له الرجل: ما هو؟ قال: قل: اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم، الأجل الأكرم، المخزون المكنون، النور الحق البرهان المبين، الذي هو نورٌ مع نور، ونورٌ من نور، ونورٌ في نور، ونورٌ على نور، ونورٌ فوق كل نور، ونورٌ يضي ء به كل ظلمة ويكسر به كل شدة وكل شيطان مريد وكل جبار عنيد، لا تقر به أرضٌ ولا تقوم به سماءٌ، ويأمن به كل خائف، ويبطل به سحر كل ساحر، وبغي كل باغ، وحسد كل حاسد، ويتصدع لعظمته البر والبحر، ويستقل به الفلك حين يتكلم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيلٌ، وهو اسمك الأعظم الأعظم الأجل الأجل، النور الأكبر الذي سميت به نفسك واستويت به على عرشك، وأتوجه إليك بمحمد وأهل بيته، أسألك بك وبهم أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا (1).
[الحديث: 518] قال الإمام الرضا: وصف نفسه ـ تبارك وتعالى ـ بأسماء دعا الخلق ـ إذ خلقهم وتعبدهم وابتلاهم ـ إلى أن يدعوه بها، فسمى نفسه: سميعا، بصيرا، قادرا، قائما، ناطقا، ظاهرا، باطنا، لطيفا، خبيرا، قويا، عزيزا، حكيما، عليما وما أشبه هذه الأسماء (2).
[الحديث: 519] قال الإمام الرضا: من قال بعد صلاة الفجر: (بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) مائة مرة، كان أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها، وإنه دخل فيها اسم الله الأعظم (3).
__________
(1) الكافي: 2/ 582.
(2) الكافي: 1/ 120.
(3) مهج الدعوات: ص 379.
معارج الذكر والدعاء (127)
ثانيا ـ ما ورد حول الحمد والثناء
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول علاقة الذكر والدعاء بـ[الحمد والثناء]، ذلك أن كل الأذكار تحوي حمدا وثناء على الله، حتى تلك التي تسبح الله وتقدسه، فالثناء والحمد مندرج في التقديس والتنزيه؛ فلا يمكن أن يكون الله تعالى قدوسا وسبوحا ما لم يكن حميدا مجيدا..
ومثل ذلك الدعاء؛ فإن كماله في ارتباطه بالحمد والثناء والتنزيه والتعظيم، ولهذا نرى الأدعية القرآنية مرتبطة بذلك، كما قال تعالى في سورة الفاتحة: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 1 - 5]، وهذه الآيات كلها ثناء وتمجيد لله، وهي مقدمة للدعاء بعدها، والذي هو قوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 6 - 7]
ومثل ذلك ما ورد في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [آل عمران: 191، 192]
ومثل ذلك ما ورد في دعاء إبراهيم عليه السلام وتقديمه الثناء على الدعاء، حيث قال: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى الله مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ الْحَمْدُ لله الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [إبراهيم: 38، 39]، ثم ذكر طلبه بعدها، فقال: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 40، 41]
وهكذا نجد في السنة المطهرة اقتران الأدعية النبوية، وما ورد عن أئمة الهدى من
معارج الذكر والدعاء (128)
أدعية بالتمجيد والثناء على الله، لأنه أعظم وسيلة لتحقيق المطلوب، بل نراهم في بعض الأدعية يكتفون بالثناء وحده، لأنه كاف في تحقيق المطلوب.
وسر العلاقة بين الدعاء والثناء ليس مرتبطا فقط بكونه ذكرا لله، وإنما بكونه ميسرا لتحصيل اليقين في فضل الله، وهو شرط من شروط الدعاء؛ فتمجيد الله والثناء عليه ليس سوى تذكير للنفس بعظمة خالقها، ودعوتها للجوء إليه، وعدم تضييع الفرصة في التواصل معه، ولذلك فإن مصلحته المجردة تعود على العبد، أما الله، فهو غني بذاته عن أن يصل إليه النفع منه؛ فكيف يصله من غيره.
وذلك يشبه من يبحث عن طبيب أو مهندس أو خبير في أي شأن من الشؤون.. فإذا وجده، وسجل اسمه وعنوانه في دفتره.. لا يفعل ذلك إلا لحاجته إليه.
وهكذا ـ ولله المثل الأعلى ـ تذكير النفس بكون الله قادرا أو مريدا أو رحيما أو لطيفا أو عليما، أو غيرها من معاني عظمة الله ومجده، فهي إشعار للنفس بأنها في كنف إله يغنيها في كل حاجاتها، ويدعوها إلى التواصل معه، وعدم الاحتجاب عنه بأي حجاب.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 520] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين فقال: انظرا ماذا يقول لعواده، فإن هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله عز وجل، وهو أعلم، فيقول: لعبدي علي، إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن ابدل له
معارج الذكر والدعاء (129)
لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، وأن أكفر عنه سيئاته (1).
[الحديث: 521] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أول من يدعى إلى الجنة الحمادون؛ الذين يحمدون الله على السراء والضراء (2).
[الحديث: 522] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.. لم يصبه ذلك البلاء (3).
[الحديث: 523] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنك حميدٌ مجيدٌ، ودودٌ شكورٌ كريمٌ، وفيٌ مليٌ، اللهم إنك توابٌ وهابٌ سريع الحساب، جليلٌ عزيزٌ متكبرٌ، خالقٌ بارئٌ مصورٌ، واحدٌ أحدٌ، قادرٌ قاهرٌ، اللهم لا ينفد ما وهبت، ولا يرد ما منعت، فلك الحمد كما خلقت وصورت وقضيت، وأضللت وهديت، وأضحكت وأبكيت، وأمت وأحييت، وأفقرت وأغنيت، وأمرضت وشفيت، وأطعمت وسقيت، لك الحمد في كل ما قضيت، ولا ملجأ منك إلاإليك، يا واسع النعماء، يا كريم الآلاء، يا جزيل العطاء، يا قاضي القضاء، يا باسط الخيرات، يا كاشف الكربات، يا مجيب الدعوات، يا ولي الحسنات، يا رافع الدرجات، يا منزل البركات والآيات، اللهم إنك ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى، يا فالق الحب والنوى، ولك الحمد في الآخرة والأولى، اللهم إنك غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذو الطول، لا إله إلا أنت إليك المصير، وسعت كل شي ء رحمتك، ولا راد لأمرك، ولا معقب لحكمك، بلغت حجتك ونفذ أمرك، وبقيت أنت
__________
(1) الموطأ: 2/ 940، كنز العمال: 3/ 310 عن الدارقطني في الغرائب.
(2) المعجم الكبير: 12/ 15 5، الحاكم: 1/ 681؛ مكارم الأخلاق: 2/ 77.
(3) الترمذي: 5/ 494.
معارج الذكر والدعاء (130)
وحدك لا شريك في أمرك، ولا تخيب سائلك إذا سألك، أسألك بحق السائلين إليك الطالبين ما عندك، أسألك يا رب بأحب السائلين إليك، وبأسمائك التي إذا دعيت بها أجبت، وإذا سئلت بها أعطيت، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسألك باسمك العظيم الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا أقسم عليك به كفيت، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تكفينا ما أهمنا وما لم يهمنا من أمر ديننا ودنيانا وآخرتنا، وتعفو عنا وتغفر لنا وتقضي حوائجنا (1).
[الحديث: 524] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ورد عليه أمرٌ يسره قال: (الحمد لله على هذه النعمة)، وإذا ورد عليه أمرٌ يغتم به قال: (الحمد لله على كل حال) (2).
[الحديث: 525] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من نظر إلى صاحب بلاء، فقال: الحمد لله الذي عدل عني بلاءك، وفضلني عليك وعلى كثير ممن خلق تفضيلا.. كان حقا على الله تعالى أن لا يضربه بذلك البلاء (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 526] قال الإمام السجاد: أحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال (4).
__________
(1) البلد الأمين: ص 350، المصباح للكفعمي: ص 356.
(2) الكافي: 2/ 97، مشكاة الأنوار: ص 70.
(3) الجعفريات: ص 220.
(4) تحف العقول: ص 265.
معارج الذكر والدعاء (131)
[الحديث: 527] كان الإمام السجاد إذا قرأ هذه الآية: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 18] يقول: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلاالمعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم بأ نه لا يدركه، فشكر عز وجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته، وجعل معرفتهم بالتقصير شكرا، كما جعل علم العالمين أنهم لا يدركونه إيمانا، علما منه أنه قدر وسع العباد، فلا يجاوزون ذلك (1).
[الحديث: 528] قال الإمام السجاد: سبحان من جعل الاعتراف بالنعمة له حمدا، سبحان من جعل الاعتراف بالعجز عن الشكر شكرا (2).
[الحديث: 529] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إن أحدا لا يبلغ من شكرك غاية إلاحصل عليه من إحسانك ما يلزمه شكرا، ولا يبلغ مبلغا من طاعتك وإن اجتهد إلا كان مقصرا دون استحقاقك بفضلك، فأشكر عبادك عاجزٌ عن شكرك، وأعبدهم مقصرٌ عن طاعتك (3).
[الحديث: 530] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه، ولا أن ترضى عنه باستيجابه، فمن غفرت له فبطولك، ومن رضيت عنه فبفضلك، تشكر يسير ما شكرته، وتثيب على قليل ما تطاع فيه، حتى كأن شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم، وأعظمت عنه جزاءهم، أمرٌ ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم، أو لم يكن سببه بيدك فجازيتهم؟، بل ملكت يا إلهي أمرهم قبل أن يملكوا
__________
(1) تحف العقول: ص 283، الكافي: 8/ 394.
(2) تحف العقول: ص 283، الكافي: 8/ 394.
(3) الصحيفة السجادية: ص 43.
معارج الذكر والدعاء (132)
عبادتك، وأعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك؛ وذلك أن سنتك الإفضال، وعادتك الإحسان، وسبيلك العفو (1).
[الحديث: 531] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، كل البرية معترفةٌ بأنك غير ظالم لمن عاقبت، وشاهدةٌ بأنك متفضلٌ على من عافيت، وكلٌ مقرٌ على نفسه بالتقصير عما استوجبت؛ فلولا أن الشيطان يخدعهم عن طاعتك ما عصاك عاص، ولولا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضالٌ (2).
[الحديث: 532] قال الإمام السجاد في دعائه: سبحانك، ما أبين كرمك في معاملة من أطاعك أو عصاك، تشكر للمطيع ما أنت توليته له، وتملي للعاصي فيما تملك معاجلته فيه، أعطيت كلا منهما ما لم يجب له، وتفضلت على كل منهما بما يقصر عمله عنه، ولو كافأت المطيع على ما أنت توليته لأوشك أن يفقد ثوابك، وأن تزول عنه نعمتك، ولكنك بكرمك جازيته على المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة، وعلى الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية، ثم لم تسمه القصاص فيما أكل من رزقك الذي يقوى به على طاعتك، ولم تحمله على المناقشات في الآلات التي تسبب باستعمالها إلى مغفرتك، ولو فعلت ذلك به لذهب بجميع ما كدح له، وجملة ما سعى فيه، جزاء للصغرى من أياديك ومننك، ولبقي رهينا بين يديك بسائر نعمك، فمتى كان يستحق شيئا من ثوابك؟، لا، متى؟، هذا يا إلهي حال من أطاعك، وسبيل من تعبد لك، فأما العاصي أمرك والمواقع نهيك، فلم تعاجله بنقمتك، لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الإنابة إلى طاعتك، ولقد كان يستحق في أول ما هم بعصيانك كل ما أعددت لجميع خلقك من عقوبتك، فجميع ما أخرت عنه من
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 43.
(2) الصحيفة السجادية: ص 43.
معارج الذكر والدعاء (133)
العذاب، وأبطأت به عليه من سطوات النقمة والعقاب، تركٌ من حقك، ورضى بدون واجبك (1).
[الحديث: 533] قال الإمام السجاد في دعائه: من أكرم يا إلهي منك؟، ومن أشقى ممن هلك عليك؟ لا، من؟ فتباركت أن توصف إلا بالإحسان، وكرمت أن يخاف منك إلا العدل، لا يخشى جورك على من عصاك، ولا يخاف إغفالك ثواب من أرضاك، فصل على محمد وآله، وهب لي أملي، وزدني من هداك ما أصل به إلى التوفيق في عملي، إنك منانٌ كريمٌ (2).
[الحديث: 534] قال الإمام السجاد في مناجاة الشاكرين: إلهي، أذهلني عن إقامة شكرك تتابع طولك، وأعجزني عن إحصاء ثنائك فيض فضلك، وشغلني عن ذكر محامدك ترادف عوائدك، وأعياني عن نشر عوارفك توالي أياديك، وهذا مقام من اعترف بسبوغ النعماء، وقابلها بالتقصير، وشهد على نفسه بالإهمال والتضييع، وأنت الرؤوف الرحيم، البر الكريم، الذي لا يخيب قاصديه، ولا يطرد عن فنائه آمليه، بساحتك تحط رحال الراجين، وبعرصتك تقف آمال المسترفدين، فلا تقابل آمالنا بالتخييب والإياس، ولا تلبسنا سربال القنوط والإبلاس (3).
[الحديث: 535] قال الإمام السجاد في مناجاة الشاكرين: إلهي، تصاغر عند تعاظم آلائك شكري، وتضاءل في جنب إكرامك إياي ثنائي ونشري، جللتني نعمك من أنوار الإيمان حللا، وضربت علي لطائف برك من العز كللا، وقلدتني مننك قلائد لا تحل، وطوقتني أطواقا لا تفل، فآلاؤك جمةٌ ضعف لساني عن إحصائها، ونعماؤك كثيرةٌ قصر
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 43.
(2) الصحيفة السجادية: ص 43.
(3) بحار الأنوار: 94/ 146 نقلا عن بعض الكتب.
معارج الذكر والدعاء (134)
فهمي عن إدراكها فضلا عن استقصائها، فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إياك يفتقر إلى شكر؟، فكلما قلت: لك الحمد وجب علي لذلك أن أقول: لك الحمد (1).
[الحديث: 536] قال الإمام السجاد في مناجاة الشاكرين: إلهي، كما غذيتنا بلطفك، وربيتنا بصنعك، فتمم علينا سوابغ النعم، وادفع عنا مكاره النقم، وآتنا من حظوظ الدارين أرفعها وأجلها عاجلا وآجلا، ولك الحمد على حسن بلائك، وسبوغ نعمائك، حمدا يوافق رضاك، ويمتري العظيم من برك ونداك، يا عظيم يا كريم، برحمتك يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 537] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا، واخترعهم على مشيته اختراعا، ثم سلك بهم طريق إرادته، وبعثهم في سبيل محبته، لا يملكون تأخيرا عما قدمهم إليه، ولا يستطيعون تقدما إلى ما أخرهم عنه، وجعل لكل روح منهم قوتا معلوما مقسوما من رزقه، لا ينقص من زاده ناقصٌ، ولا يزيد من نقص منهم زائد، ثم ضرب له في الحياة أجلا موقوتا، ونصب له أمدا محدودا يتخطأ إليه بأيام عمره، ويرهقه بأعوام دهره، حتى إذا بلغ أقصى أثره واستوعب حساب عمره، قبضه إلى ما ندبه إليه من موفور ثوابه أو محذور عقابه ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى عدلا منه تقدست أسماؤه وتظاهرت آلاؤه لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون (3).
[الحديث: 538] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده على ما أبلاهم من مننه المتتابعة، وأسبغ عليهم من نعمه
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 146 نقلا عن بعض الكتب.
(2) بحار الأنوار: 94/ 146 نقلا عن بعض الكتب.
(3) الصحيفة السجادية: ص 19.
معارج الذكر والدعاء (135)
المتظاهرة؛ لتصرفوا في مننه فلم يحمدوه، وتوسعوا في رزقه فلم يشكروه، ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الإنسانية إلى حد البهيمية، فكانوا كما وصف في محكم كتابه: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44] (1).
[الحديث: 539] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله على ما عرفنا من نفسه، وألهمنا من شكره، وفتح لنا من أبواب العلم بربوبيته، ودلنا عليه من الإخلاص له في توحيده، وجنبنا من الإلحاد والشك في أمره، حمدا نعمر به فيمن حمده من خلقه، ونسبق به من سبق إلى رضاه وعفوه، حمدا يضي ء لنا به ظلمات البرزخ، ويسهل علينا به سبيل المبعث، ويشرف به منازلنا عند مواقف الأشهاد، يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون (2).
[الحديث: 540] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله حمدا يرتفع منا إلى أعلى عليين، في كتاب مرقوم يشهده المقربون.. حمدا تقر به عيوننا إذا برقت الأبصار، وتبيض به وجوهنا إذا اسودت الأبشار.. حمدا نعتق به من أليم نار الله إلى كريم جوار الله.. حمدا نزاحم به ملائكته المقربين، ونضام به أنبياءه المرسلين في دار المقامة التي لا تزول، ومحل كرامته التي لا تحول (3).
[الحديث: 541] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله الذي اختار لنا محاسن الخلق، وأجرى علينا طيبات الرزق، وجعل لنا الفضيلة بالملكة على جميع الخلق، فكل خليقته منقادةٌ لنا بقدرته، وصائرةٌ إلى طاعتنا بعزته (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 19.
(2) الصحيفة السجادية: ص 19.
(3) الصحيفة السجادية: ص 19.
(4) الصحيفة السجادية: ص 19.
معارج الذكر والدعاء (136)
[الحديث: 542] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله الذي أغلق عنا باب الحاجة إلا إليه، فكيف نطيق حمده؟ أم متى نؤدي شكره؟ لا، متى؟ (1).
[الحديث: 543] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله الذي ركب فينا آلات البسط، وجعل لنا أدوات القبض، ومتعنا بأرواح الحياة، وأثبت فينا جوارح الأعمال، وغذانا بطيبات الرزق، وأغنانا بفضله، وأقنانا بمنه، ثم أمرنا ليختبر طاعتنا، ونهانا ليبتلي شكرنا، فخالفنا عن طريق أمره، وركبنا متون زجره، فلم يبتدرنا بعقوبته، ولم يعاجلنا بنقمته، بل تأنانا برحمته تكرما، وانتظر مراجعتنا برأفته حلما (2).
[الحديث: 544] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نفدها إلامن فضله، فلو لم نعتدد من فضله إلا بها، لقد حسن بلاؤه عندنا، وجل إحسانه إلينا، وجسم فضله علينا، فما هكذا كانت سنته في التوبة لمن كان قبلنا، لقد وضع عنا ما لا طاقة لنا به، ولم يكلفنا إلاوسعا، ولم يجشمنا إلايسرا، ولم يدع لأحد منا حجة ولا عذرا، فالهالك منا من هلك عليه، والسعيد منا من رغب إليه (3).
[الحديث: 545] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله بكل ما حمده به أدنى ملائكته إليه، وأكرم خليقته عليه، وأرضى حامديه لديه، حمدا يفضل سائر الحمد، كفضل ربنا على جميع خلقه (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 19.
(2) الصحيفة السجادية: ص 19.
(3) الصحيفة السجادية: ص 19.
(4) الصحيفة السجادية: ص 19.
معارج الذكر والدعاء (137)
[الحديث: 546] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله مكان كل نعمة له علينا وعلى جميع عباده الماضين والباقين، عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء، ومكان كل واحدة منها عددها أضعافا مضاعفة أبدا سرمدا إلى يوم القيامة (1).
[الحديث: 547] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله حمدا لا منتهى لحده، ولا حساب لعدده، ولا مبلغ لغايته، ولا انقطاع لأمده (2).
[الحديث: 548] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله حمدا يكون وصلة إلى طاعته وعفوه، وسببا إلى رضوانه، وذريعة إلى مغفرته، وطريقا إلى جنته، وخفيرا من نقمته، وأمنا من غضبه، وظهيرا على طاعته، وحاجزا عن معصيته، وعونا على تأدية حقه ووظائفه (3).
[الحديث: 549] قال الإمام السجاد في حمد الله والثناء عليه: الحمد لله حمدا نسعد به في السعداء من أوليائه، ونصير به في نظم الشهداء بسيوف أعدائه، إنه وليٌ حميدٌ (4).
[الحديث: 550] عن طاووس اليماني، قال: كان الإمام السجاد يدعو بهذا الدعاء: إلهي، وعزتك وجلالك وعظمتك، لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك، بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الأبد، بحمد الخلائق وشكرهم أجمعين، لكنت مقصرا في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمك علي.. ولو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي، وحرثت أرضها بأشفار عيني، وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والأرضين دما وصديدا، لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب من حقك علي.. ولو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين، وعظمت للنار خلقي وجسمي، وملأت جهنم
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 19.
(2) الصحيفة السجادية: ص 19.
(3) الصحيفة السجادية: ص 19.
(4) الصحيفة السجادية: ص 19.
معارج الذكر والدعاء (138)
وأطباقها مني حتى لا يكون في النار معذبٌ غيري، ولا يكون لجهنم حطبٌ سواي، لكان ذلك بعدلك علي قليلا في كثير ما استوجبته من عقوبتك (1).
[الحديث: 551] قال الإمام السجاد في دعائه: يا الله الذي لا يخفى عليه شي ءٌ في الأرض ولا في السماء، وكيف يخفى عليك ـ يا إلهي ـ ما أنت خلقته، وكيف لا تحصي ما أنت صنعته، أو كيف يغيب عنك ما أنت تدبره، أو كيف يستطيع أن يهرب منك من لا حياة له إلابرزقك، أو كيف ينجو منك من لا مذهب له في غير ملكك؟، سبحانك، أخشى خلقك لك أعلمهم بك، وأخضعهم لك أعملهم بطاعتك، وأهونهم عليك من أنت ترزقه وهو يعبد غيرك (2).
[الحديث: 552] قال الإمام السجاد في دعائه: سبحانك، لا ينقص سلطانك من أشرك بك، وكذب رسلك، وليس يستطيع من كره قضاءك أن يرد أمرك، ولا يمتنع منك من كذب بقدرتك، ولا يفوتك من عبد غيرك، ولا يعمر في الدنيا من كره لقاءك، سبحانك، ما أعظم شأنك، وأقهر سلطانك، وأشد قوتك، وأنفذ أمرك، سبحانك، قضيت على جميع خلقك الموت، من وحدك ومن كفر بك، وكلٌ ذائق الموت، وكلٌ صائرٌ إليك، فتباركت وتعاليت لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، آمنت بك، وصدقت رسلك، وقبلت كتابك، وكفرت بكل معبود غيرك، وبرئت ممن عبد سواك (3).
[الحديث: 553] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إني أصبح وأمسي مستقلا لعملي، معترفا بذنبي، مقرا بخطاياي، أنا بإسرافي على نفسي ذليلٌ، عملي أهلكني، وهواي أرداني وشهواتي حرمتني، فأسألك يا مولاي سؤال من نفسه لاهيةٌ لطول أمله، وبدنه غافلٌ
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 375، بحار الأنوار: 94/ 90.
(2) الصحيفة السجادية: ص 221.
(3) الصحيفة السجادية: ص 221.
معارج الذكر والدعاء (139)
لسكون عروقه، وقلبه مفتونٌ بكثرة النعم عليه، وفكره قليلٌ لما هو صائرٌ إليه، سؤال من قد غلب عليه الأمل، وفتنه الهوى، واستمكنت منه الدنيا وأظله الأجل، سؤال من استكثر ذنوبه، واعترف بخطيئته، سؤال من لا رب له غيرك، ولا ولي له دونك، ولا منقذ له منك، ولا ملجأ له منك إلا إليك (1).
[الحديث: 554] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، أسألك بحقك الواجب على جميع خلقك، وباسمك العظيم الذي أمرت رسولك أن يسبحك به، وبجلال وجهك الكريم، الذي لا يبلى ولا يتغير، ولا يحول ولا يفنى، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغنيني عن كل شي ء بعبادتك، وأن تسلي نفسي عن الدنيا بمخافتك، وأن تثنيني بالكثير من كرامتك برحمتك، فإليك أفر، ومنك أخاف، وبك أستغيث وإياك أرجو، ولك أدعو وإليك ألجأ، وبك أثق، وإياك أستعين، وبك أؤمن، وعليك أتوكل وعلى جودك وكرمك أتكل (2).
[الحديث: 555] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، أحمدك ـ وأنت للحمد أهلٌ ـ على حسن صنيعك إلي، وسبوغ نعمائك علي، وجزيل عطائك عندي، وعلى ما فضلتني به من رحمتك، وأسبغت علي من نعمتك، فقد اصطنعت عندي ما يعجز عنه شكري، ولولا إحسانك إلي، وسبوغ نعمائك علي، ما بلغت إحراز حظي، ولا إصلاح نفسي، ولكنك ابتدأتني بالإحسان، ورزقتني في أموري كلها الكفاية، وصرفت عني جهد البلاء، ومنعت مني محذور القضاء (3).
[الحديث: 556] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، كم من بلاء جاهد قد صرفت عني، وكم من نعمة سابغة أقررت بها عيني، وكم من صنيعة كريمة لك عندي، أنت الذي
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 221.
(2) الصحيفة السجادية: ص 221.
(3) الصحيفة السجادية: ص 217.
معارج الذكر والدعاء (140)
أجبت عند الاضطرار دعوتي، وأقلت عند العثار زلتي، وأخذت لي من الأعداء بظلامتي (1).
[الحديث: 557] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، ما وجدتك بخيلا حين سألتك، ولا منقبضا حين أردتك، بل وجدتك لدعائي سامعا، ولمطالبي معطيا، ووجدت نعماك علي سابغة في كل شأن من شأني، وكل زمان من زماني (2).
[الحديث: 558] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، أنت عندي محمودٌ، وصنيعك لدي مبرورٌ، تحمدك نفسي ولساني وعقلي حمدا يبلغ الوفاء وحقيقة الشكر، حمدا يكون مبلغ رضاك عني، فنجني من سخطك (3).
[الحديث: 559] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، يا كهفي حين تعييني المذاهب، ويا مقيلي عثرتي، فلولا سترك عورتي لكنت من المفضوحين، ويا مؤيدي بالنصر، فلولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، ويا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقها، فهم من سطواته خائفون، ويا أهل التقوى، ويا من له الأسماء الحسنى (4).
[الحديث: 560] عن أبي حمزة، قال: كان علي بن الحسين إذا رأى جنازة قد أقبلت، قال: الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم (5).
[الحديث: 561] قال الإمام السجاد في دعائه إذا ابتلي أو رأى مبتلى: اللهم لك الحمد على سترك بعد علمك، ومعافاتك بعد خبرك، فكلنا قد اقترف العائبة فلم تشهره، وارتكب الفاحشة فلم تفضحه، وتستر بالمساوئ فلم تدلل عليه.. كم نهي لك قد أتيناه،
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 217.
(2) الصحيفة السجادية: ص 217.
(3) الصحيفة السجادية: ص 217.
(4) الصحيفة السجادية: ص 217.
(5) ثواب الأعمال: ص 141، بحار الأنوار: 92/ 301.
معارج الذكر والدعاء (141)
وأمر قد وقفتنا عليه فتعديناه، وسيئة اكتسبناها، وخطيئة ارتكبناها، كنت المطلع عليها دون الناظرين، والقادر على إعلانها فوق القادرين، كانت عافيتك لنا حجابا دون أبصارهم، وردما دون أسماعهم؛ فاجعل ما سترت من العورة، وأخفيت من الدخيلة، واعظا لنا، وزاجرا عن سوء الخلق، واقتراف الخطيئة، وسعيا إلى التوبة الماحية، والطريق المحمودة، وقرب الوقت فيه، ولا تسمنا الغفلة عنك، إنا إليك راغبون، ومن الذنوب تائبون، وصل على خيرتك من خلقك، محمد وعترته الصفوة من بريتك الطاهرين، واجعلنا لهم سامعين ومطيعين كما أمرت (1).
[الحديث: 562] قال الإمام الباقر في دعائه: بسم الله الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، آمنت بالله وبجميع رسله، وبجميع ما أنزل به على جميع الرسل، وأن وعد الله حقٌ، ولقاءه حقٌ، وصدق الله، وبلغ المرسلون، والحمد لله رب العالمين، وسبحان الله كلما سبح الله شي ءٌ وكما يحب الله أن يسبح، والحمد لله كلما حمد الله شي ءٌ وكما يحب الله أن يحمد، ولا إله إلا الله كلما هلل الله شي ءٌ وكما يحب الله أن يهلل، والله أكبر كلما كبر الله شي ءٌ وكما يحب الله أن يكبر (2).
[الحديث: 563] عن مسعدة بن صدقة، قال: هذا من محامد الإمام الصادق عند الشي ء من الرزق إذا كان تجدد له: الحمد لله الذي نعمه تغدو علينا وتروح، ونظل بها نهارا ونبيت فيها ليلا، فنصبح فيها برحمته مسلمين، ونمسي فيها بمنته مؤمنين، من البلوى
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 137.
(2) الكافي: 2/ 587، تهذيب الأحكام: 3/ 76.
معارج الذكر والدعاء (142)
معافين، الحمد لله المنعم المفضل، المحسن المجمل، ذي الجلال والإكرام، ذي الفواضل والنعم، الحمد لله الذي لم يخذلنا عند شدة، ولم يفضحنا عند سريرة، ولم يسلمنا عند جريرة (1).
[الحديث: 564] قال الإمام الصادق في شكر الله تعالى: الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني، والحمد لله الذي استوجب الشكر علي بفضله وإن كنت قليلا شكري، والحمد لله الذي وكلني الناس إليه فأكرمني ولم يكلني إليهم فيهينوني، فرضيت بلطفك يا رب لطفا، وبكفايتك خلفا.. اللهم يا رب، ما أعطيتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم وما زويت عني مما أحب فاجعله قواما لي فيما تحب، اللهم أعطني ما أحب واجعله خيرا لي، واصرف عني ما أكره، واجعله خيرا لي.. اللهم ما غيبت عني من الأمور فلا تغيبني عن حفظك، وما فقدت فلا أفقد عونك، وما نسيت فلا أنسى ذكرك، وما مللت فلا أمل شكرك، عليك توكلت، حسبي الله ونعم الوكيل (2).
[الحديث: 565] سئل الإمام الصادق عن دعاء يُعصم به من الذنوب جامعا للدنيا والآخرة، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، ولم يهتك الستر عني، يا كريم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئ كل نعمة قبل استحقاقها، يا رباه يا سيداه يا مولاه يا غياثاه، صل على محمد وآل محمد، وأسألك أن لا تجعلني في النار.. ثم تسأل ما بدا لك (3).
__________
(1) قرب الإسناد، بحار الأنوار: 93/ 209.
(2) مهج الدعوات: ص 188.
(3) الكافي: 2/ 578.
معارج الذكر والدعاء (143)
[الحديث: 566] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الحليم الكريم، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الواحد القهار، وأنت الله لا إله إلا أنت الملك الجبار، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحيم الغفار، وأنت الله لا إله إلا أنت شديد المحال، وأنت الله لا إله إلا أنت الكبير المتعال، وأنت الله لا إله إلا أنت السميع البصير، وأنت الله لا إله إلا أنت المنيع القدير، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الشكور، وأنت الله لا إله إلا أنت الحميد المجيد، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الودود، وأنت الله لا إله إلا أنت الحنان المنان، وأنت الله لا إله إلا أنت الحليم الديان، وأنت الله لا إله إلا أنت الجواد الماجد، وأنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد، وأنت الله لا إله إلا أنت الغائب الشاهد، وأنت الله لا إله إلا أنت الظاهر الباطن، وأنت الله لا إله إلا أنت بكل شي ء عليمٌ.. تم نورك فهديت، وبسطت يدك فأعطيت، ربنا وجهك أكرم الوجوه، وجهتك خير الجهات، وعطيتك أفضل العطايا وأهنؤها، تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت، تجيب المضطر، وتكشف السوء، وتقبل التوبة، وتعفو عن الذنوب، لا تجازى أياديك، ولا تحصى نعمك، ولا يبلغ مدحتك قول قائل (1).
[الحديث: 567] قال الإمام الصادق: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها، وأدى إلى الله شكرها، كانت كعبادة ستين سنة، قيل: ما قبولها؟ قال: يصبر عليها ولا يخبر بما كان فيها، فإذا أصبح حمد الله على ما كان (2).
[الحديث: 568] قال الإمام الصادق: إن المؤمن من الله عز وجل لبأفضل مكان ـ ثلاثا ـ إنه ليبتليه بالبلاء ثم ينزع نفسه عضوا عضوا من جسده، وهو يحمد الله على ذلك (3).
__________
(1) الكافي: 2/ 583.
(2) الكافي: 3/ 167، من لا يحضره الفقيه: 1/ 177.
(3) الكافي: 2/ 254، تنبيه الخواطر: 2/ 204.
معارج الذكر والدعاء (144)
[الحديث: 569] قال الإمام الصادق: ما من عبد يرى مبتلى فيقول: (الحمد لله الذي عدل عني ما ابتلاك به، وفضلني عليك بالعافية، اللهم عافني مما ابتليته به)، إلالم يبتل بذلك البلاء (1).
[الحديث: 570] قال الإمام الصادق: من نظر إلى ذي عاهة أو من قد مثل به، أو صاحب بلاء، فليقل سرا في نفسه من غير أن يسمعه: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، ولو شاء لفعل بي ذلك) ثلاث مرات؛ فإنه لا يصيبه ذلك البلاء أبدا (2).
[الحديث: 571] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، كم من باغ بغاني بمكائده، ونصب لي أشراك مصائده، ووكل بي تفقد رعايته، وأضبأ إلي إضباء السبع لطريدته؛ انتظارا لانتهاز فرصته، وهو يظهر لي بشاشة الملق، ويبسط لي وجها غير طلق، فلما رأيت دغل سريرته، وقبح ما انطوى عليه لشريكه في ملبه، وأصبح مجلبا إلي في بغيه، أركسته لأم رأسه، وأتيت بنيانه من أساسه، فصرعته في زبيته، وأرديته في مهوى حفرته، ورميته بحجره، وخنقته بوتره، وذكيته بمشاقصه، وكببته لمنخره، ورددت كيده في نحره، ووبقته بندامته، وفتنته بحسرته، فاستخذل واستخذأ، وتضاءل بعد نخوته، وانقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله، التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته، وقد كدت لولا رحمتك يحل بي ما حل بساحته، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (3).
__________
(1) الكافي: 2/ 97.
(2) الأمالي للصدوق: ص 339.
(3) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (145)
[الحديث: 572] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، كم من حاسد شرق بحسده، وشجي بغيظه، وسلقني بحد لسانه، ووخزني بمؤق عينه، وجعل عرضي غرضا لمراميه، وقلدني خلالا لم يزل فيه، فناديتك يا رب مستجيرا بك، واثقا بسرعة إجابتك، متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك، عالما أنه لم يضطهد من أوى إلى ظل كنفك، وأن لا تقرع الفوادح من لجأ إلى معقل الانتصار بك، فحصنتني من بأسه بقدرتك، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (1).
[الحديث: 573] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، كم من سحائب مكروه قد جليتها، وسماء نعمة أمطرتها، وجداول كرامة أجريتها، وأعين أحداث طمستها، وناشئة رحمة نشرتها، وجنة عافية ألبستها، وغوامر كربات كشفتها، وأمور جارية قدرتها، لم تعجزك إذ طلبتها، ولم تمتنع عليك إذ أردتها، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لانعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (2).
[الحديث: 574] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي كم من ظن حسن حققت، ومن عدم إملاق جبرت، ومن مسكنة فادحة حولت، ومن صرعة مهلكة أنعشت، ومن مشقة أزحت، لا تسأل يا سيدي عما تفعل وهم يسألون، ولا ينقصك ما أنفقت ولقد سئلت فأعطيت، ولم تسأل فابتدأت، واستميح باب فضلك فما أكديت، أبيت إلاإنعاما وامتنانا، وإلا تطولا يا رب وإحسانا، وأبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك، واجتراء
__________
(1) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(2) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (146)
على معاصيك، وتعديا لحدودك، وغفلة عن وعيدك، وطاعة لعدوي وعدوك، لم يمنعك يا إلهي وناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك، ولا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك.. اللهم فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد، وأقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك، وشهد لك بسبوغ نعمتك عليه، وجميل عاداتك عنده، وإحسانك إليه، فهب لي يا إلهي وسيدي من فضلك ما أريده سببا إلى رحمتك، وأتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك، وآمن به من سخطك بعزتك وطولك، وبحق محمد نبيك والأئمة صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (1).
[الحديث: 575] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، كم من عبد أمسى وأصبح في كرب الموت، وحشرجة الصدر، والنظر إلى ما تقشعر منه الجلود، وتفزع إليه القلوب، وأنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (2).
[الحديث: 576] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، كم من عبد أمسى وأصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين وعويل، يتقلب في غمه، ولا يجد محيصا، ولا يسيغ طعاما، ولا يستعذب شرابا، ولا يستطيع ضرا ولا نفعا، وهو في حسرة وندامة، وأنا في صحة من البدن، وسلامة من العيش، كل ذلك منك، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا
__________
(1) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(2) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (147)
يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (1).
[الحديث: 577] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، كم من عبد أمسى وأصبح خائفا مرعوبا مسهدا، مشفقا وحيدا وجلا، هاربا طريدا أو منحجزا في مضيق، أو مخبأة من المخابي، قد ضاقت عليه الأرض برحبها، ولا يجد حيلة ولا منجى، ولا مأوى ولا مهربا، وأنا في أمن وأمان، وطمأنينة وعافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لانعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (2).
[الحديث: 578] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي وسيدي، كم من عبد أمسى وأصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة، لا يرحمونه، فقيدا من أهله وولده، منقطعا عن إخوانه وبلده، يتوقع كل ساعة بأية قتلة يقتل، وبأي مثلة يمثل، وأنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (3).
[الحديث: 579] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي وسيدي، كم من عبد أمسى وأصبح يقاسي الحرب ومباشرة القتال بنفسه، قد غشيته الأعداء من كل جانب، والسيوف والرماح وآلة الحرب، يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده، ولا يعرف حيلة، ولا يهتدي سبيلا، ولا يجد مهربا، قد أدنف بالجراحات، أو متشحطا بدمه تحت السنابك والأرجل، يتمنى شربة من ماء أو نظرة إلى أهله وولده، ولا يقدر عليها، وأنا في عافية من
__________
(1) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(2) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(3) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (148)
ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (1).
[الحديث: 580] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، وكم من عبد أمسى وأصبح في ظلمات البحار، وعواصف الرياح والأهوال والأمواج، يتوقع الغرق والهلاك، لا يقدر على حيلة، أو مبتلى بصاعقة، أو هدم أو غرق، أو حرق أو شرق، أو خسف أو مسخ أو قذف، وأنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (2).
[الحديث: 581] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، وكم من عبد أمسى وأصبح مسافرا شاحطا عن أهله ووطنه وولده، متحيرا في المفاوز، تائها مع الوحوش والبهائم والهوام، وحيدا فريدا، لا يعرف حيلة، ولا يهتدي سبيلا، أو متأذيا ببرد أو حر، أو جوع أو عري، أو غيره من الشدائد، مما أنا منه خلوٌ، وأنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (3).
[الحديث: 582] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي، وكم من عبد أمسى وأصبح فقيرا عائلا عاريا، مملقا مخفقا مهجورا، جائعا خائفا ظمآن، ينتظر من يعود عليه بفضل، أو عبد وجيه هو أوجه مني عندك، وأشد عبادة لك، مغلولا مقهورا، قد حمل ثقلا من تعب العناء، وشدة العبودية وكلفة الرق، وثقل الضريبة، أو مبتلى ببلاء شديد
__________
(1) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(2) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(3) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (149)
لا قبل له به، إلابمنك عليه، وأنا المخدوم المنعم المعافى المكرم في عافية مما هو فيه، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين (1).
[الحديث: 583] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: إلهي ومولاي وسيدي، وكم من عبد أمسى وأصبح شريدا طريدا، حيران متحيرا، جائعا خائفا، حاسرا في الصحاري والبراري، أحرقه الحر والبرد، وهو في ضر من العيش، وضنك من الحياة، وذل من المقام، ينظر إلى نفسه حسرة، لا يقدر على ضر ولا نفع، وأنا خلوٌ من ذلك كله بجودك وكرمك، فلا إله إلا أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 584] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: مولاي وسيدي، كم من عبد أمسى وأصبح عليلا مريضا، سقيما مدنفا على فرش العلة، وفي لباسها ينقلب يمينا وشمالا، لا يعرف شيئا من لذة الطعام، ولا من لذة الشراب، ينظر إلى نفسه حسرة، لا يستطيع لها ضرا ولا نفعا، وأنا خلوٌ من ذلك كله بجودك وكرمك، فلا إله إلا أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لك من العابدين، ولأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين (3).
__________
(1) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(2) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(3) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (150)
[الحديث: 585] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: مولاي وسيدي، كم من عبد أمسى وأصبح قد دنا يومه من حتفه، وقد أحدق به ملك الموت في أعوانه، يعالج سكرات الموت وحياضه، تدور عيناه يمينا وشمالا، ينظر إلى أحبائه وأودائه وأخلائه، قد منع عن الكلام، وحجب عن الخطاب، ينظر إلى نفسه حسرة، فلا يستطيع لها نفعا ولا ضرا، وأنا خلوٌ من ذلك كله بجودك وكرمك، فلا إله إلا أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين (1).
[الحديث: 586] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: مولاي وسيدي، وكم من عبد أمسى وأصبح في مضائق الحبوس والسجون، وكربها وذلها وحديدها، يتداوله أعوانها وزبانيتها، فلا يدري أي حال يفعل به، وأي مثلة يمثل به، فهو في ضر من العيش، وضنك من الحياة، ينظر إلى نفسه حسرة، لا يستطيع لها ضرا ولا نفعا، وأنا خلوٌ من ذلك كله بجودك وكرمك، فلا إله إلا أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 587] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: مولاي وسيدي، وكم من عبد أمسى وأصبح قد استمر عليه القضاء، وأحدق به البلاء، وفارق أوداءه وأحباءه وأخلاءه، وأمسى حقيرا أسيرا، ذليلا في أيدي الكفار والأعداء، يتداولونه يمينا وشمالا، قد حمل في المطامير، وثقل بالحديد، لا يرى شيئا من ضياء الدنيا ولا من روحها،
__________
(1) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(2) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (151)
ينظر إلى نفسه حسرة، لا يستطيع لها ضرا ولا نفعا، وأنا خلوٌ من ذلك كله بجودك وكرمك، فلا إله إلا أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين (1).
[الحديث: 588] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: مولاي وسيدي، كم من عبد أمسى وأصبح قد اشتاق إلى الدنيا؛ للرغبة فيها إلى أن خاطر بنفسه وماله؛ حرصا منه عليها، قد ركب الفلك، وكسرت به، وهو في آفاق البحار وظلمها، ينظر إلى نفسه حسرة، لا يقدر لها على ضر ولا نفع، وأنا خلوٌ من ذلك كله بجودك وكرمك، فلا إله إلا أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين (2).
[الحديث: 589] قال الإمام الكاظم في حمد الله على صرف البلاء: مولاي وسيدي، كم من عبد أمسى وأصبح قد استمر عليه القضاء، وأحدق به البلاء والكفار والأعداء، وأخذته الرماح والسيوف والسهام، وجدل صريعا، وقد شربت الأرض من دمه، وأكلت السباع والطيور من لحمه، وأنا خلوٌ من ذلك كله بجودك وكرمك، لا باستحقاق مني، يا لا إله إلا أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صل على محمد وآل محمد، واجعلني لنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين (3).
__________
(1) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(2) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
(3) مهج الدعوات: ص 218، البلد الأمين: ص 326.
معارج الذكر والدعاء (152)
المعراج الرابع من معارج الذكر والدعاء [معراج الأزمنة والأمكنة]، وإلى هذا المعراج الإشارة بما ورد في القرآن الكريم من الإشادة والثناء على أزمنة أو أمكنة خاصة، وذلك ما يدل على كونها محال لتحقق الإجابة.
ومن الأمثلة عنها ما ورد في القرآن في حق ليلة القدر، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 1 - 5]، وهي تدل على أن تلك الليلة المباركة تتشرف بمضاعفة أعمال العاملين فيها، وأن ذلك بسبب تنزلات خاصة من الملائكة عليهم السلام، وأنه يحصل فيها من الخير ما لا يحصل في غيرها.
وقد قسمنا هذا الفصل بناء على ما ورد في الأحاديث الشريفة من الإشادة بأزمنة وأمكنة خاصة إلى الأقسام التالية:
أولا ـ ما ورد حول الصباح والمساء
ثانيا ـ ما ورد حول آناء الليل
ثالثا ـ ما ورد حول أزمنة الشعائر
رابعا ـ ما ورد حول أزمنة الظواهر
خامسا ـ ما ورد حول الأزمنة المباركة
سادسا ـ ما ورد حول الأمكنة المباركة
معارج الذكر والدعاء (153)
أولا ـ ما ورد حول الصباح والمساء
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية الخاصة بـ[الصباح والمساء]، أو التي يستحسن ذكرها في تلك الأوقات.
وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات الكثيرة التي تخص هذين الوقتين بالمزيد من الذكر والدعاء والتوجه إلى الله، كما قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28]
وقال: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ [الروم: 17 - 19]
وقال: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [الرعد: 15]
وقال: ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [آل عمران: 41]
وقال: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 205]
وغيرها من الآيات الكثيرة التي ورد في الأحاديث تأكيدها، والترغيب فيها، وبيان الهيئات والصيغ المثلى لتنفيذها.
معارج الذكر والدعاء (154)
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 590] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها، ولأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها (1).
[الحديث: 591] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا صليتم الصبح فافزعوا إلى الدعاء، وباكروا في طلب الحوائج، اللهم بارك لأمتي في بكورها (2).
[الحديث: 592] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سبح عند غروب الشمس سبعين تسبيحة، غفر له سائر عمله (3).
[الحديث: 593] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شر ما خلق وذرأ وبرأ) من قالهن عصم من كل ساحر، وكاهن، وشيطان، وحاسد (4).
[الحديث: 594] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من صباح يصبح العباد إلاصارخٌ يصرخ: أيها الخلائق، سبحوا الملك القدوس (5).
[الحديث: 595] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ
__________
(1) شعب الإيمان: 1/ 409.
(2) تاريخ بغداد: 12/ 155 الرقم 6628، تاريخ دمشق: 26/ 266.
(3) الفردوس: 3/ 523.
(4) المعجم الأوسط: 4/ 310.
(5) مسند أبي يعلى: 1/ 327، الترمذي: 5/ 563.
معارج الذكر والدعاء (155)
مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ [الروم: 17 - 19] أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته (1).
[الحديث: 596] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما سمى الله نوحا عبدا شكورا؛ لأنه كان إذا أمسى وأصبح قال: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [الروم: 17 - 18] (2).
[الحديث: 597] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي ءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي (3).
[الحديث: 598] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح وحين يمسي: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) لم يضره شي ءٌ (4).
[الحديث: 599] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي: (حسبي الله لا إله إلاهو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) سبع مرات، كفاه الله عز وجل همه من أمر الدنيا والآخرة (5).
[الحديث: 600] عن سلمان الفارسي، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا سلمان، إذا أصبحت فقل: (اللهم أنت ربي لا شريك لك، أصبحنا وأصبح الملك لله لا شريك له) تقولها ثلاثا، وإذا أمسيت فقل ذلك؛ فإنهن يكفرن ما بينهن من خطيئة (6).
__________
(1) أبو داود: 4/ 319، المعجم الكبير: 12/ 185 1، الدعاء للطبراني: ص 123.
(2) الدر المنثور: 5/ 237 عن ابن مردويه.
(3) أبو داود: 4/ 323، أحمد: 1/ 158.
(4) المعجم الأوسط: 1/ 167، صحيح ابن حبان: 3/ 299.
(5) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 30، أبو داود: 4/ 321.
(6) الأمالي للمفيد: ص 228، الأمالي للطوسي: ص 186، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 28.
معارج الذكر والدعاء (156)
[الحديث: 601] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال في يوم إذا أصبح وإذا أمسى: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شي ء قديرٌ)، غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر (1).
[الحديث: 602] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سره أن ينسئ الله في عمره وينصره على عدوه ويقيه ميتة السوء، فليقل حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات: سبحان الله مل ء الميزان، ومنتهى العلم، ومبلغ الرضا، وزنة العرش (2).
[الحديث: 603] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أهله: قولي حين تصبحين: (سبحان الله وبحمده، لا قوة إلابالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شي ء قديرٌ، وأن الله قد أحاط بكل شي ء علما)؛ فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح (3).
[الحديث: 604] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (سبحان الله عدد ما خلق، وسبحان الله مل ء ما خلق، وسبحان الله عدد ما في السماوات والأرض، وسبحان الله مل ء ما أحصى كتابه، وسبحان الله مل ء كل شي ء)، وقال: (الحمد لله) مثل ذلك، و(الله أكبر) مثل ذلك حين يصبح، فقد قال مثل ما قال الناس كلهم إلامن قال مثل قوله، أو أكثر، ومن قالها حين يمسي، قال مثل ما قال الناس في ليلتهم إلامن قال مثل قوله أو أكثر (4).
__________
(1) مسند البزار: 3/ 260.
(2) المجتنى: ص 107، بحار الأنوار: 86/ 160؛ كنز العمال: 2/ 635 عن الديلمي.
(3) أبو داود: 4/ 319، النسائي: 6/ 7.
(4) داعي الفلاح: ص 104.
معارج الذكر والدعاء (157)
[الحديث: 605] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح: (اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك، وحدك لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر)، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته (1).
[الحديث: 606] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح أو يمسي: (اللهم إني أصبحت اشهدك، واشهد حملة عرشك وملائكتك، وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك)، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار (2).
[الحديث: 607] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: (اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني، وأنت تطعمني وأنت تسقيني، وأنت تميتني وأنت تحييني)، لم يسأل شيئا إلاأعطاه الله إياه (3).
[الحديث: 608] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: (ربي الله الذي لا إله إلاهو العلي العظيم، توكلت على الله وهو رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شي ء قديرٌ، وأن الله قد أحاط بكل شي ء علما)، ثم مات، دخل الجنة (4).
[الحديث: 609] عن طلق بن حبيب: جاء رجلٌ إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء، احترق بيتك، فقال: ما احترق بيتي، ثم جاء آخر، فقال: يا أبا الدرداء احترق بيتك، فقال: ما احترق بيتي، ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء اتبعت النار، فلما انتهت إلى بيتك طفيت، فقال: قد علمت أن الله عز وجل لم يكن ليفعل، فقال رجلٌ: يا أبا الدرداء ما ندري أي
__________
(1) أبو داود: 4/ 318، شعب الإيمان: 4/ 89، النسائي: 6/ 5.
(2) أبو داود: 4/ 317 وص 493، الترمذي: 5/ 527.
(3) المعجم الأوسط: 1/ 306.
(4) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 20.
معارج الذكر والدعاء (158)
كلامك أعجب؟ قولك: ما احترق، أو قولك: قد علمت أن الله عز وجل لم يكن ليفعل، قال: ذاك لكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من قالهن حين يصبح لم تصبه مصيبةٌ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي لم تصبه مصيبةٌ حتى يصبح: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش الكريم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلابالله، أعلم أن الله على كل شي ء قديرٌ، وأن الله قد أحاط بكل شي ء علما، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم (1).
[الحديث: 610] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شي ء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم (2).
[الحديث: 611] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أصبح أحدكم فليقل: (اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير)، وإذا أمسى فليقل: (اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور) (3).
[الحديث: 612] عن عبد الله بن مسعود، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمسى قال: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شي ء قديرٌ، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك
__________
(1) الدعاء للطبراني: ص 128، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 25.
(2) الترمذي: 5/ 542، الأدب المفرد: ص 352، أحمد: 2/ 633.
(3) الترمذي: 5/ 466، النسائي: 6/ 145 9، أبو داود: 4/ 317.
معارج الذكر والدعاء (159)
من عذاب في النار، وعذاب في القبر)، وإذا أصبح قال ذلك أيضا: (أصبحنا وأصبح الملك لله) (1).
[الحديث: 613] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمسى قال: (أمسينا وأمسى الملك لله الواحد القهار، الحمد لله الذي ذهب بالنهار وجاء بالليل ونحن منه في عافية، اللهم هذا خلقٌ لك جديدٌ قد جاء، فما عملت فيه من سيئة فتجاوز عنها، وما عملت فيه من حسنة فتقبلها وأضعفها أضعافا مضاعفة، اللهم إنك بجميع حاجتي عالمٌ، وإنك على جميع نجحها قادرٌ، اللهم أنجح الليلة كل حاجة لي ولا تزدني في دنياي، ولا تنقصني في آخرتي)، وإذا أصبح قال مثل ذلك (2).
[الحديث: 614] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ـ ثلاث مرات ـ: (رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا)، إلاكان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة (3).
[الحديث: 615] عن عبد الرحمن بن أبزي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى: أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (4).
[الحديث: 616] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح ـ ثلاث مرات ـ: (اللهم لك الحمد، لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصا لك ديني، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيئ عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا
__________
(1) مسلم: 4/ 2089، أبو داود: 4/ 318، الترمذي: 5/ 466.
(2) المعجم الأوسط: 7/ 334.
(3) أحمد: 7/ 12 و9/ 44 2، ابن ماجة: 2/ 1273، النسائي: 6/ 4.
(4) أحمد: 5/ 238 وص 239 7، النسائي: 6/ 3.
معارج الذكر والدعاء (160)
أنت)، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة، وإن قال حين يمسي ـ ثلاث مرات ـ فمات في تلك الليلة إلا دخل الجنة (1).
[الحديث: 617] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح أو حين يمسي: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك، وأبوء بذنبي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، فمات من يومه، أو من ليلته دخل الجنة (2).
[الحديث: 618] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أهله: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين (3).
[الحديث: 619] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أصبح أحدكم فليقل: (أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه، وشر ما بعده)، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك (4).
[الحديث: 620] عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح، وإذا أمسى: (اللهم إني أسألك من فجأة الخير، وأعوذ بك من فجأة الشر)؛ فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذا أصبح، وإذا أمسى (5).
[الحديث: 621] عن أبي سعيد الخدري، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسا
__________
(1) المعجم الكبير: 8/ 196، المعجم الأوسط: 3/ 263، الدعاء للطبراني: ص 118.
(2) أبو داود: 4/ 317، ابن ماجة: 2/ 1274، أحمد: 9/ 24 5، الحاكم: 1/ 696.
(3) الحاكم: 1/ 730، النسائي: 6/ 147 5.
(4) أبو داود: 4/ 322، المعجم الكبير: 3/ 296.
(5) مسند أبي يعلى: 3/ 360، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 19.
معارج الذكر والدعاء (161)
في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: همومٌ لزمتني وديونٌ يا رسول الله، قال: أفلا اعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني (1).
[الحديث: 622] عن ابن عمر، قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرعوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي (2).
[الحديث: 623] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا أمسى: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلابإذنه، من شر ما خلق وذرأ وبرأ)، من قالهن عصم من كل ساحر وكاهن وشيطان وحاسد (3).
[الحديث: 624] عن الحارث الأعور، قال: دخلت على علي بن أبي طالب بعد العشاء، فقال: ما جاء بك هذه الساعة؟ قلت: إني أحبك، قال: آلله إنك تحبني؟ قلت: آلله إني أحبك، قال: ألا اعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قلت: بلى، قال: قل: اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وآله وسلم، وعملا بكتابك (4).
[الحديث: 625] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أصبح أحدكم فليقل: (أصبحنا وأصبح
__________
(1) أبو داود: 2/ 93.
(2) أبو داود: 4/ 319، ابن ماجة: 2/ 1273، أحمد: 2/ 254.
(3) الدعاء للطبراني: ص 129، المعجم الأوسط: 4/ 310.
(4) الدعاء للطبراني: ص 428، المعجم الأوسط: 2/ 72 و5/ 289.
معارج الذكر والدعاء (162)
الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، فتحه ونصره، ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه، وشر ما بعده)، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك (1).
[الحديث: 626] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شي ء قديرٌ عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحط عنه بها عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات، وكن له مسلحة من أول نهاره إلى آخره؛ ما لم يعمل يومئذ عملا يقهرهن (2).
[الحديث: 627] عن ابن عباس، أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يصيبه الآفات، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قل إذا أصبحت: (باسم الله على نفسي وأهلي ومالي) فإنه لا يذهب لك شي ءٌ، فقالهن الرجل فذهبت عنه الآفات (3).
[الحديث: 628] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يصبح: (الحمد لله الذي تواضع كل شي ء لعظمته)، كتبت له عشر حسنات (4).
[الحديث: 629] عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أصبح قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا (5).
[الحديث: 630] عن عبد الله بن القاسم، قال: حدثتني جارةٌ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها كانت تسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عند طلوع الفجر: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة القبر (6).
__________
(1) أبو داود: 4/ 322.
(2) بحار الأنوار: 86/ 192؛ أحمد: 9/ 144 7، المعجم الكبير: 4/ 128، الدعاء للطبراني، ص 126.
(3) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 23.
(4) المعجم الكبير: 23/ 370، الدعاء للطبراني: ص 123.
(5) مسند أبي يعلى: 6/ 264، مسند الحميدي: 1/ 143.
(6) أحمد: 8/ 312 1.
معارج الذكر والدعاء (163)
[الحديث: 631] عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح الملك والكبرياء، والعظمة والخلق، والليل والنهار وما سكن فيها، لله وحده لا شريك له، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا، وأوسطه فلاحا، وآخره نجاحا، وأسألك خير الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 632] عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أصبح يقول: (أصبحت يا رب اشهدك، وأشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك، وجميع خلقك على شهادتي على نفسي، أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأؤمن بك، وأتوكل عليك)، يقولها ثلاثا (2).
[الحديث: 633] عن زيد بن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمه دعاء، وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم، قال: قل كل يوم حين تصبح: لبيك اللهم لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وبك وإليك، اللهم ما قلت من قول أو نذرت من نذر، أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلابك، إنك على كل شي ء قديرٌ.. اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت، إنك أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلما وألحقني بالصالحين.. أسألك اللهم الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الممات، ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك، من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، أعوذ بك أن أظلم أو أظلم، أو أعتدي أو يعتدى علي، أو أكتسب خطيئة محبطة أو ذنبا لا يغفر.. اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ذا الجلال والإكرام، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا واشهدك وكفى بك
__________
(1) الزهد لابن المبارك: ص 384، الدعاء للطبراني: ص 113.
(2) المعجم الأوسط: 9/ 141، الدعاء للطبراني: ص 114.
معارج الذكر والدعاء (164)
شهيدا، إني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك، ولك الحمد وأنت على كل شي ء قديرٌ، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حقٌ، ولقاءك حقٌ والجنة حقٌ، والساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور، وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلابرحمتك فاغفر لي ذنبي كله، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم (1).
[الحديث: 634] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أصبحت غداة قط، إلا استغفرت الله فيها مئة مرة (2).
[الحديث: 635] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: يابن آدم، اذكرني بعد الفجر ساعة، واذكرني بعد العصر ساعة، أكفك ما أهمك (3).
[الحديث: 636] قال الإمام الباقر: إن إبليس إنما يبث جنود الليل من حين تغيب الشمس إلى مغيب الشفق، ويبث جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشمس، وإن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: أكثروا ذكر الله عز وجل في هاتين الساعتين، وتعوذوا بالله عز وجل من شر إبليس وجنوده، وعوذوا صغاركم في هاتين الساعتين، فإنهما ساعتا غفلة (4).
[الحديث: 637] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده، لدعاء الرجل بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أنجح في الحاجات من الضارب بماله في الأرض (5).
[الحديث: 638] قال الإمام الصادق: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقف عند طلوع كل فجر على
__________
(1) أحمد: 8/ 156 4، الحاكم: 1/ 697.
(2) النسائي: 6/ 115 5.
(3) تهذيب الأحكام: 2/ 138، من لا يحضره الفقيه: 1/ 329.
(4) من لا يحضره الفقيه: 1/ 501، الكافي: 2/ 522.
(5) دعائم الإسلام: 1/ 167.
معارج الذكر والدعاء (165)
باب علي وفاطمة، فيقول: الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل، الذي بنعمته تتم الصالحات، سمع سامعٌ بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا (1).
[الحديث: 639] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد يقول إذا أصبح: (الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا، وأشهد أن لا إله إلا الله) إلا ظل يغفر له ذنوبه حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى بات يغفر له ذنوبه حتى يصبح (2).
[الحديث: 640] قال الإمام علي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل يوم إذا أصبح وطلعت الشمس يقول: (الحمد لله رب العالمين كثيرا طيبا على كل حال) يقول ثلاثمئة وستين مرة شكرا (3).
[الحديث: 641] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي إلى السماء نوديت: يا محمد، من كثرت ذنوبه من أمتك فيما دون الكبائر حتى يشهر بكثرتها، ويمقت على اتباعها، فليعتمدني عند طلوع الفجر أو قبل أفول الشفق، ولينصب وجهه إلي (4).
[الحديث: 642] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان، واستجيب الدعاء، فطوبى لمن رفع له عند ذلك عملٌ صالحٌ (5).
[الحديث: 643] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصبح قال: (الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال) ثلاثمئة وستين مرة، وإذا أمسى قال مثل ذلك (6).
[الحديث: 644] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: اغد باسم الله؛ فإن الله بارك لأمتي في بكورها (7).
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 208.
(2) الكافي: 8/ 93، تنبيه الخواطر: 2/ 136، المحاسن: 1/ 114.
(3) الأمالي للطوسي: ص 597، تنبيه الخواطر: 2/ 76.
(4) البلد الأمين: ص 505.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 209، الأمالي للصدوق: ص 671.
(6) الكافي: 2/ 503.
(7) تاريخ بغداد: 3/ 54، الأمالي للطوسي: ص 136.
معارج الذكر والدعاء (166)
[الحديث: 645] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أصبح ولا يذكر أربعة أشياء أخاف عليه زوال النعمة: أولها أن يقول: الحمد لله الذي عرفني نفسه ولم يتركني عميان القلب.. والثاني يقول: الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. والثالث يقول: الحمد لله الذي جعل رزقي في يديه ولم يجعل رزقي في أيدي الناس.. والرابع يقول: الحمد لله الذي ستر ذنوبي وعيوبي ولم يفضحني بين الناس (1).
[الحديث: 646] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من صباح إلا وملكان يناديان، يقولان: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر انته، هل من داع فيستجاب له! هل من مستغفر فيغفر له! هل من تائب فيتاب عليه! هل من مغموم فينفس عنه غمه! اللهم عجل للمنفق ماله خلفا، وللممسك تلفا. فهذا دعاؤهما حتى تغرب الشمس (2).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 647] قال الإمام علي: من قال حين يمسي ثلاث مرات: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [الروم: 17 - 18] لم يفته خيرٌ يكون في تلك الليلة، وصرف عنه جميع شرها، ومن قال مثل ذلك حين يصبح، لم يفته خيرٌ يكون في ذلك اليوم، وصرف عنه جميع شره (3).
[الحديث: 648] قال الإمام علي: من قال حين يمسي ثلاث مرات: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾
__________
(1) الدعوات: ص 81.
(2) الأمالي للصدوق: ص 701.
(3) ثواب الأعمال: ص 199، الأمالي للصدوق: ص 674.
معارج الذكر والدعاء (167)
[الروم: 17 - 19] لم يفته خيرٌ يكون في تلك الليلة، وصرف عنه جميع شرها، ومن قال مثل ذلك حين يصبح لم يفته خيرٌ يكون في ذلك اليوم، وصرف عنه جميع شره (1).
[الحديث: 649] قال الإمام الصادق: كان الإمام علي يقول إذا أصبح: (سبحان الله الملك القدوس) ثلاثا، (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك، ومن درك الشقاء، ومن شر ما سبق) (2).
[الحديث: 650] قال الإمام علي: من قال حين يصبح: (الحمد لله على حسن المساء، والحمد لله على حسن المبيت، والحمد لله على حسن الصباح)، فقد أدى شكر ليلته ويومه (3).
[الحديث: 651] قال الإمام الكاظم: كان الإمام علي يقول إذا أصبح: سبحان الله الملك القدوس ـ ثلاثا ـ اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك، ومن درك الشقاء، ومن شر ما سبق في الكتاب، اللهم إني أسألك بعزة ملكك، وشدة قوتك، وبعظيم سلطانك، وبقدرتك على خلقك (4).
[الحديث: 652] كان الإمام الحسن يقول إذا طلعت الشمس: سمع سامعٌ بحمد الله الأعظم، لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل، شي ء قديرٌ (5).
[الحديث: 653] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد إذا أصبح قال: (أبتدئ يومي هذا بين يدي نسياني وعجلتي باسم الله وما شاء الله)، فإذا فعل ذلك العبد أجزأه مما
__________
(1) ثواب الأعمال: ص 199، الأمالي للصدوق: ص 674.
(2) الكافي: 2/ 527.
(3) شعب الإيمان: 4/ 95.
(4) الكافي: 2/ 532.
(5) المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 99.
معارج الذكر والدعاء (168)
نسي في يومه (1).
[الحديث: 654] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد يقول: ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس والجن: باسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك ألجأت ظهري، وإليك فوضت أمري، اللهم احفظني بحفظ الإيمان من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، ومن قبلي وادفع عني بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك (2).
[الحديث: 655] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: الحمد لله الذي خلق الليل والنهار بقوته، وميز بينهما بقدرته، وجعل لكل واحد منهما حدا محدودا، وأمدا ممدودا، يولج كل واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به، وينشئهم عليه، فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات النصب، وجعله لباسا ليلبسوا من راحته ومنامه، فيكون ذلك لهم جماما وقوة، ولينالوا به لذة وشهوة، وخلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله، وليتسببوا إلى رزقه، ويسرحوا في أرضه، طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم، ودرك الآجل في أخراهم، بكل ذلك يصلح شأنهم ويبلو أخبارهم، وينظر كيف هم في أوقات طاعته، ومنازل فروضه ومواقع أحكامه ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ [النجم: 31]، اللهم فلك الحمد على ما فلقت لنا من الإصباح، ومتعتنا به من ضوء النهار، وبصرتنا من مطالب الأقوات، ووقيتنا فيه من طوارق الآفات (3).
__________
(1) الكافي: 2/ 523، الاصول الستة عشر: ص 151.
(2) الكافي: 2/ 559.
(3) الصحيفة السجادية: ص 39.
معارج الذكر والدعاء (169)
[الحديث: 656] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم أصبحنا وأصبحت الأشياء كلها بجملتها لك، سماؤها وأرضها، وما بثثت في كل واحد منهما، ساكنه ومتحركه، ومقيمه وشاخصه، وما علا في الهواء وما كن تحت الثرى (1).
[الحديث: 657] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم أصبحنا في قبضتك، يحوينا ملكك وسلطانك، وتضمنا مشيتك، ونتصرف عن أمرك، ونتقلب في تدبيرك، ليس لنا من الأمر إلاما قضيت، ولا من الخير إلاما أعطيت، وهذا يومٌ حادثٌ جديدٌ وهو علينا شاهدٌ عتيدٌ، إن أحسنا ودعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذم، اللهم صل على محمد وآله، وارزقنا حسن مصاحبته، واعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة أو اقتراف صغيرة أو كبيرة، وأجزل لنا فيه من الحسنات، وأخلنا فيه من السيئات، واملأ لنا ما بين طرفيه حمدا وشكرا وأجرا وذخرا وفضلا وإحسانا (2).
[الحديث: 658] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم يسر على الكرام الكاتبين مؤونتنا، واملأ لنا من حسناتنا صحائفنا، ولا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا.. اللهم اجعل لنا في كل ساعة من ساعاته حظا من عبادتك، ونصيبا من شكرك، وشاهد صدق من ملائكتك (3).
[الحديث: 659] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم احفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن جميع نواحينا، حفظا عاصما من معصيتك، هاديا إلى طاعتك، مستعملا لمحبتك (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 39.
(2) الصحيفة السجادية: ص 39.
(3) الصحيفة السجادية: ص 39.
(4) الصحيفة السجادية: ص 39.
معارج الذكر والدعاء (170)
[الحديث: 660] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم وفقنا في يومنا هذا وليلتنا هذه وفي جميع أيامنا لاستعمال الخير، وهجران الشر، وشكر النعم، واتباع السنن، ومجانبة البدع، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وحياطة الإسلام، وانتقاص الباطل وإذلاله، ونصرة الحق وإعزازه، وإرشاد الضال، ومعاونة الضعيف، وإدراك اللهيف (1).
[الحديث: 661] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم اجعل يومنا أيمن يوم عهدناه، وأفضل صاحب صحبناه، وخير وقت ظللنا فيه، واجعلنا من أرضى من مر عليه الليل والنهار من جملة خلقك، أشكرهم لما أوليت من نعمك، وأقومهم بما شرعت من شرائعك، وأوقفهم عما حذرت من نهيك (2).
[الحديث: 662] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا، وأشهد سماءك وأرضك ومن أسكنتهما من ملائكتك، وسائر خلقك، في يومي هذا، وساعتي هذه، وليلتي هذه، ومستقري هذا، أني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، قائمٌ بالقسط، عدلٌ في الحكم، رؤوفٌ بالعباد، مالك الملك، رحيمٌ بالخلق، وأن محمدا عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك، حملته رسالتك فأداها، وأمرته بالنصح لامته فنصح لها (3).
[الحديث: 663] قال الإمام السجاد في دعائه في الصباح والمساء: اللهم صل على محمد وآله أكثر ما صليت على أحد من خلقك، وآته عنا أفضل ما آتيت أحدا من عبادك، واجزه عنا أفضل وأكرم ما جزيت أحدا من أنبيائك عن أمته، إنك أنت المنان بالجسيم،
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 39.
(2) الصحيفة السجادية: ص 39.
(3) الصحيفة السجادية: ص 39.
معارج الذكر والدعاء (171)
الغافر للعظيم، وأنت أرحم من كل رحيم، فصل على محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأنجبين (1).
[الحديث: 664] قال الإمام الباقر: إن الله عز وجل يحب من عباده المؤمنين كل عبد دعاء؛ فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس؛ فإنها ساعةٌ تفتح فيها أبواب السماء، وتقسم فيها الأرزاق، وتقضى فيها الحوائج العظام (2).
[الحديث: 665] قال الإمام الباقر: من قال إذا أصبح: (اللهم إني أصبحت في ذمتك وجوارك، اللهم إني أستودعك ديني ونفسي ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، وأعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعا، وأعوذ بك من شر ما يبلس به إبليس وجنوده)، إذا قال هذا الكلام، لم يضره يومه ذلك شيءٌ، وإذا أمسى فقاله، لم يضره تلك الليلة شيءٌ إن شاء الله تعالى (3).
[الحديث: 666] قال الإمام الباقر: إن إبليس ـ عليه لعائن الله ـ يبث جنود الليل من حيث تغيب الشمس وتطلع، فأكثروا ذكر الله عز وجل في هاتين الساعتين، وتعوذوا بالله من شر إبليس وجنوده، وعوذوا صغاركم في تلك الساعتين، فإنهما ساعتا غفلة (4).
[الحديث: 667] قال الإمام الباقر: إن نوحا عليه السلام إنما سمي عبدا شكورا لأ نه كان يقول إذا أمسى وأصبح: اللهم إني اشهدك أنه ما أمسى وأصبح بي من نعمة أو عافية
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 39.
(2) الكافي: 2/ 678، مكارم الأخلاق: 2/ 16.
(3) الكافي: 2/ 528.
(4) الكافي: 2/ 522، من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 501.
معارج الذكر والدعاء (172)
في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى، وبعد الرضا، إلهنا (1).
[الحديث: 668] قال الإمام الصادق: لا تدع أن تدعو بهذا الدعاء ثلاث مرات إذا أصبحت وثلاث مرات إذا أمسيت: اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد، فإن أبي (الإمام الباقر) كان يقول: هذا من الدعاء المخزون (2).
[الحديث: 669] قال الإمام الكاظم: سمعت الإمام الباقر يقول إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملك لله الواحد القهار، والحمد لله رب العالمين الذي ذهب بالنهار وجاء بالليل، ونحن في عافية منه، اللهم هذا خلقٌ جديدٌ قد غشانا، فما عملت فيه من خير فسهله لي وقيضه واكتبه أضعافا مضاعفة، وما عملت فيه من شر فتجاوز عنه برحمتك.. أمسيت لا أملك ما أرجو، ولا أدفع شر ما أخشى، أمسى الأمر لغيري، وأمسيت مرتهنا بكسبي، وأمسيت لا فقير أفقر مني، فلتسع لفقري من سعتك مما كتبت على نفسك، وأسألك التقوى ما أبقيتني، والكرامة إذا توفيتني، والصبر على ما أبليتني، والبركة في ما رزقتني، والعزم على طاعتك في ما بقي من عمري، والشكر لك في ما أنعمت به علي (3).
[الحديث: 670] قال الإمام الباقر: ما من عبد يقول إذا أصبح قبل طلوع الشمس: (الله أكبر، الله أكبر كبيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله رب العالمين كثيرا، لا شريك له، وصلى الله على محمد وآله) إلاابتدرهن ملكٌ وجعلهن في جوف جناحه وصعد بهن إلى السماء الدنيا (4).
__________
(1) علل الشرائع: ص 29، من لا يحضره الفقيه: 1/ 335.
(2) الكافي: 2/ 534.
(3) الأمالي للطوسي: ص 371.
(4) الكافي: 2/ 526.
معارج الذكر والدعاء (173)
[الحديث: 671] قال الإمام الباقر: إذا أصبحت فقل: اللهم اجعل لي سهما وافرا في كل حسنة أنزلتها من السماء إلى الأرض في هذا اليوم، واصرف عني كل مصيبة أنزلتها من السماء إلى الأرض في هذا اليوم، وعافني من طلب ما لم تقدر لي من رزق، وما قدرت لي من رزق فسقه إلي في يسر منك وعافية آمين.. ثلاث مرات (1).
[الحديث: 672] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول إذا أصبح: باسم الله وبالله، وإلى الله وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك فوضت أمري، وعليك توكلت يا رب العالمين، اللهم احفظني بحفظ الإيمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي، لا إله إلا أنت، لا حول ولا قوة إلابالله، نسألك العفو والعافية من كل سوء وشر في الدنيا والآخرة.. اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن ضغطة القبر ومن ضيق القبر، وأعوذ بك من سطوات الليل والنهار، اللهم رب المشعر الحرام، ورب البلد الحرام، ورب الحل والحرام، أبلغ محمدا وآل محمد عني السلام (2).
[الحديث: 673] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول إذا أصبح: اللهم إني أعوذ بدرعك الحصينة، وأعوذ بجمعك أن تميتني غرقا أو حرقا أو شرقا، أو قودا أو صبرا أو مسما، أو ترديا في بئر، أو أكيل السبع، أو موت الفجأة، أو بشي ء من ميتات السوء، ولكن أمتني على فراشي في طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وآله وسلم، مصيبا للحق غير مخطئ، أو في الصف الذي نعتهم في كتابك: ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف: 4]) (3)
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 371.
(2) الكافي: 2/ 525.
(3) الكافي: 2/ 525.
معارج الذكر والدعاء (174)
[الحديث: 674] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول إذا أصبح: أعيذ نفسي وولدي وما رزقني ربي بـ (قل أعوذ برب الفلق) ـ حتى يختم السورة ـ وأعيذ نفسي وولدي وما رزقني ربي ب (قل أعوذ برب الناس) حتى يختم السورة (1).
[الحديث: 675] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول إذا أصبح: الحمد لله عدد ما خلق الله، والحمد لله مثل ما خلق الله، والحمد لله مل ء ما خلق الله، والحمد لله مداد كلماته، والحمد لله زنة عرشه، والحمد لله رضا نفسه، ولا إله إلا الله الحليم الكريم، ولا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات والأرضين، وما بينهما ورب العرش العظيم (2).
[الحديث: 676] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول إذا أصبح: اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، وأعوذ بك من الفقر والوقر، وأعوذ بك من سوء المنظر في الأهل والمال والولد (3).
[الحديث: 677] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) إذا أصبح ويصلي على محمد وآل محمد عشر مرات (4).
[الحديث: 678] قال الإمام الباقر: تقول إذا أصبحت: أصبحت بالله مؤمنا على دين محمد وسنته، ودين علي وسنته، ودين الأوصياء وسنتهم، آمنت بسرهم وعلانيتهم وشاهدهم وغائبهم، وأعوذ بالله مما استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليٌ والأوصياء، وأرغب إلى الله فيما رغبوا إليه، ولا حول ولا قوة إلابالله (5).
__________
(1) الكافي: 2/ 525.
(2) الكافي: 2/ 525.
(3) الكافي: 2/ 525.
(4) الكافي: 2/ 525.
(5) الكافي: 2/ 522.
معارج الذكر والدعاء (175)
[الحديث: 679] قال الإمام الصادق: التعقيب بعد صلاة الفجر ـ يعني بالدعاء ـ أبلغ في طلب الرزق من الضارب في البلاد (1).
[الحديث: 680] قال الإمام الصادق: الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب والدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض (2).
[الحديث: 681] سئل الإمام الصادق عن قول الله عز وجل: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾ [طه: 130] غروبها)، فقال: فريضةٌ على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قديرٌ.. قيل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، فقال: يا هذا، لا شك في أن الله يحيي ويميت، ويميت ويحيي، ولكن قل كما أقول (3).
[الحديث: 682] قال الإمام الصادق: الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وهي ساعة إجابة (4).
[الحديث: 683] قال الإمام الصادق: إن الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، سنةٌ واجبةٌ مع طلوع الفجر والمغرب (5).
[الحديث: 684] قال الإمام الصادق: إذا كان قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فعليك بالدعاء، واجتهد ولا تمتنع بشيء تطلبه من ربك، ولا تقل: هذا ما لا أعطاه، وادع
__________
(1) دعائم الإسلام: 1/ 170.
(2) تهذيب الأحكام: 2/ 138، من لا يحضره الفقيه: 1/ 329.
(3) الخصال: ص 452.
(4) الكافي: 2/ 522.
(5) الكافي: 2/ 532.
معارج الذكر والدعاء (176)
فإن الله يفعل ما يشاء (1).
[الحديث: 685] سئل الإمام الصادق عن قول الله عز وجل: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾ [طه: 130]، فقال: فريضةٌ على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شي ء قديرٌ (2).
[الحديث: 686] قال الإمام الصادق في قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [الرعد: 15]: هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وهي ساعة إجابة (3).
[الحديث: 687] قال الإمام الصادق: إذا تغيرت الشمس فاذكر الله عز وجل، وإن كنت مع قوم يشغلونك فقم وادع (4).
[الحديث: 688] قال الإمام الصادق: من قال إذا أصبح قبل أن تطلع الشمس، وإذا أمسى قبل أن تغرب الشمس: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأن الدين كما شرع، والإسلام كما وصف، والقول كما حدث، والكتاب كما أنزل، وأن الله هو الحق المبين)، وذكر محمدا وآل محمد بخير، وحيى محمدا وآل محمد بالسلام، فتح الله له ثمانية أبواب الجنة، وقيل له: ادخل من أي أبوابها شئت ومحا عنه خنا ذلك اليوم (5).
__________
(1) الزهد للحسين بن سعيد: ص 19.
(2) الخصال: ص 452، المحاسن: 1/ 99.
(3) الكافي: 2/ 522.
(4) الكافي: 2/ 524.
(5) الأمالي للمفيد: ص 84.
معارج الذكر والدعاء (177)
[الحديث: 689] قال الإمام الصادق: من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شي ء قديرٌ)، كانت كفارة لذنوبه ذلك اليوم (1).
[الحديث: 690] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: قل: (أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله أن يحضرون إن الله هو السميع العليم)، وقل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحيي ويميت وهو على كل شي ء قديرٌ)، فقال له رجلٌ: مفروضٌ هو؟ قال: نعم، مفروضٌ محدودٌ تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات، فإن فاتك شي ءٌ فاقضه من الليل والنهار (2).
[الحديث: 691] قال الإمام الصادق: إن الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها سنةٌ واجبةٌ مع طلوع الفجر والمغرب، تقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شي ء قديرٌ) عشر مرات، وتقول: (أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون، إن الله هو السميع العليم) عشر مرات، قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، فإن نسيت قضيت كما تقضي الصلاة إذا نسيتها (3).
[الحديث: 692] قال الإمام الصادق: ما على أحدكم أن يقول إذا أصبح وأمسى ـ ثلاث مرات ـ: اللهم مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وأجرني من النار برحمتك، اللهم امدد
__________
(1) الكافي: 2/ 518، من لا يحضره الفقيه: 1/ 335.
(2) الكافي: 2/ 533.
(3) الكافي: 2/ 532.
معارج الذكر والدعاء (178)
لي في عمري، وأوسع علي في رزقي، وانشر علي رحمتك، وإن كنت عندك في أم الكتاب شقيا فاجعلني سعيدا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب (1).
[الحديث: 693] قيل للإمام الصادق: علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال: قل: الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره، الحمد لله كما يحب الله أن يحمد، الحمد لله كما هو أهله، اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد، وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد، وصلى الله على محمد وآل محمد (2).
[الحديث: 694] قال الإمام الصادق: تقول إذا أصبحت وأمسيت: أصبحنا والملك، والحمد، والعظمة، والكبرياء، والجبروت، والحلم، والعلم، والجلال، والجمال، والكمال، والبهاء، والقدرة، والتقديس، والتعظيم، والتسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، والسماح، والجود، والكرم، والمجد، والمن، والخير، والفضل، والسعة، والحول، والسلطان، والقوة، والعزة، والقدرة، والفتق، والرتق، والليل، والنهار، والظلمات، والنور، والدنيا والآخرة، والخلق جميعا، والأمر كله، وما سميت، وما لم اسم، وما علمت منه، وما لم أعلم، وما كان، وما هو كائنٌ، لله رب العالمين (3).
[الحديث: 695] قال الإمام الصادق: تقول إذا أصبحت وأمسيت: الحمد لله الذي أذهب بالليل، وجاء بالنهار وأنا في نعمة منه وعافية وفضل عظيم، الحمد لله الذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم، والحمد لله الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وهو عليمٌ بذات الصدور، اللهم بك نمسي وبك نصبح، وبك نحيا وبك نموت، وإليك نصير، وأعوذ بك أن أذل أو
__________
(1) فلاح السائل: ص 385، مصباح المتهجد: ص 108 وص 211.
(2) الكافي: 2/ 529.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 337.
معارج الذكر والدعاء (179)
اذل، أو أضل أو اضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي، يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك وطاعة رسولك، اللهم لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (1).
[الحديث: 696] قال الإمام الصادق: تقول إذا أصبحت وأمسيت: (اللهم إن الليل والنهار خلقان من خلقك، فلا تبتليني فيهما بجرأة على معاصيك، ولا ركوب لمحارمك، وارزقني فيهما عملا متقبلا، وسعيا مشكورا وتجارة لن تبور (2).
[الحديث: 697] قال الإمام الصادق: من قال هذا حين يمسي حف بجناح من أجنحة جبريل عليه السلام حتى يصبح: أستودع الله العلي الأعلى الجليل العظيم نفسي ومن يعنيني أمره، أستودع الله نفسي المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كل شي ء (ثلاث مرات) (3).
[الحديث: 698] قال الإمام الصادق: من قال عند غروب الشمس في كل يوم: (يا من ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، اختم لي في يومي هذا بخير، وشهري بخير، وسنتي بخير، وعمري بخير)، فمات في تلك الليلة أو في الجمعة أو في ذلك الشهر أو في تلك السنة، دخل الجنة (4).
[الحديث: 699] قال الإمام الصادق: إذا أمسيت قل: اللهم إني أسألك عند إقبال ليلك وإدبار نهارك، وحضور صلواتك وأصوات دعائك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وادع بما أحببت (5).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 337.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 337.
(3) الكافي: 2/ 523.
(4) فلاح السائل: ص 384.
(5) الكافي: 2/ 523.
معارج الذكر والدعاء (180)
[الحديث: 700] قال الإمام الصادق: إذا ادخل عليك الصباح فقل: اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس، ولا تحرمنا نورك يوم نلقاك، اللهم واجعل لنا نورا، إنك نورٌ، لا إله إلا أنت (1).
[الحديث: 701] قال الإمام الصادق: لا تدع أن تقول: (باسم الله وبالله) في كل صباح ومساء، فإن في ذلك إصرافا لكل سوء (2).
[الحديث: 702] قال الإمام الصادق: تقول: (أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون، إن الله هو السميع العليم) عشر مرات، قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، فإن نسيت قضيت كما تقضي الصلاة إذا نسيتها (3).
[الحديث: 703] قال الإمام الصادق: تقول إذا أصبحت وأمسيت: اللهم بك نمسي وبك نصبح، وبك نحيا وبك نموت وإليك نصير، وأعوذ بك من أن أذل أو اذل، أو أضل أو اضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي (4).
[الحديث: 704] قال الإمام الصادق: إذا أصبحت فقل: اللهم إني أعوذ بك من شر ما خلقت وذرأت وبرأت في بلادك وعبادك، اللهم إني أسألك بجلالك وجمالك وحلمك وكرمك، كذا وكذا (5).
[الحديث: 705] قال الإمام الصادق في دعائه في الصباح: بسم الله الرحمن الرحيم، أصبحت بالله ممتنعا، وبعزته محتجبا، وبأسمائه عائذا من شر الشيطان والسلطان، ومن شر كل دابة ربي آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ
__________
(1) مكارم الأخلاق: 2/ 43.
(2) المقنع: ص 543، الدعوات: ص 85.
(3) الكافي: 2/ 533 وح 32.
(4) من لا يحضره الفقيه: 1/ 337.
(5) الكافي: 2/ 527.
معارج الذكر والدعاء (181)
إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة: 129]، اللهم ارزقني من فضلك ولا تجعل لي حاجة إلى أحد من خلقك، اللهم ألبسني العافية وارزقني عليها الشكر، يا واحد يا أحد يا صمد، يا الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدٌ، يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مالك الملك، ويا الله يا لا إله إلا أنت، اشفني بشفائك من كل داء وسقم، فإني عبدك وابن عبدك أتقلب في قبضتك (1).
[الحديث: 706] قال الإمام الكاظم: إذا أمسيت فنظرت إلى الشمس في غروب وإدبار فقل: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريكٌ في الملك، الحمد لله الذي يصف ولا يوصف، ويعلم ولا يعلم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أعوذ بوجه الله الكريم وباسم الله العظيم من شر ما ذرأ وما برأ، ومن شر ما تحت الثرى، ومن شر ما ظهر وما بطن، ومن شر ما كان في الليل والنهار، ومن شر أبي مرة وما ولد، ومن شر الرسيس، ومن شر ما وصفت وما لم أصف، فالحمد لله رب العالمين)، ذكر أنها أمانٌ من السبع ومن الشيطان الرجيم ومن ذريته (2).
__________
(1) الكافي: 2/ 524.
(2) الكافي: 2/ 532، المحاسن: 2/ 118.
معارج الذكر والدعاء (182)
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية الخاصة بـ[آناء الليل]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى الاهتمام بالليل، والتوجه إلى الله بأصناف العبادة فيه، كما قال تعالى في وصف المؤمنين الصادقين: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات: 17 - 18]، وقال عنهم: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ [آل عمران: 17]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 707] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه (1).
[الحديث: 708] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا مضى شطر الليل أو ثلث الليل، أمر الله عز وجل مناديا فنادى: هل من داع يستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟ (2).
[الحديث: 709] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يمهل، حتى إذا ذهب من الليل نصفه أو ثلثاه، قال: لا يسألن عبادي غيري، من يدعني أستجب له، من يسألني اعطه، من
__________
(1) أبو داوود: 6/ 310، أحمد: 8/ 262 وص 255 3.
(2) مسند أبي يعلى: 5/ 356، مسلم: 1/ 522.
معارج الذكر والدعاء (183)
يستغفرني أغفر له، حتى يطلع الفجر (1).
[الحديث: 710] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن في الليل لساعة لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة (2).
[الحديث: 711] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كان لداوود نبي الله من الليل ساعةٌ يوقظ فيها أهله فيقول: يا آل داود، قوموا فصلوا؛ فإن هذه ساعةٌ يستجيب الله فيها الدعاء، إلا لساحر أو عشار (3).
[الحديث: 712] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا بقي ثلث الليل قال تبارك وتعالى: من ذا الذي يستكشف الضر أكشف عنه؟ من ذا الذي يسترزقني أرزقه؟ من ذا الذي يسألني أعطيه (4).
[الحديث: 713] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر (5).
[الحديث: 714] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات (6).
[الحديث: 715] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، هل من ساعة أقرب من الأخرى أو هل من ساعة يبتغى ذكرها؟ قال: نعم، إن أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد جوف الليل الآخر؛ فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة
__________
(1) ابن ماجة: 1/ 635، الدارمي: 1/ 370.
(2) مسلم: 1/ 521، أحمد: 5/ 68 وص 86.
(3) أحمد: 5/ 692 1، المعجم الكبير: 9/ 55.
(4) مسند الطيالسي: ص 329، كنز العمال: 2/ 113 عن الطبراني في الكبير وشعب الإيمان.
(5) أبو داوود: 2/ 25، أحمد: 6/ 683 9.
(6) الترمذي: 5/ 526، المصنف لعبد الرزاق: 2/ 626.
معارج الذكر والدعاء (184)
فكن (1).
[الحديث: 716] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل يستاك ويقرأ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190] (2).
[الحديث: 717] عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، ثم يقول: (لا إله إلا الله) ثلاثا، ثم يقول: (الله أكبر كبيرا) ثلاثا، (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه) ثم يقرأ (3).
[الحديث: 718] عن عاصم بن حميد: سألت عائشة: بأي شي ء كان يفتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيام الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شي ء ما سألني عنه أحدٌ قبلك؛ كان إذا قام كبر عشرا، وحمد الله عشرا، وسبح عشرا، وهلل عشرا، واستغفر عشرا، وقال: (اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني)، ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة (4).
[الحديث: 719] عن ربيعة الجرشي، قال: سألت عائشة قلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ إذا قام يصلي من الليل وبما كان يستفتح؟ قالت: كان يكبر عشرا، ويحمد عشرا، ويسبح عشرا، ويهلل عشرا، ويستغفر الله عشرا، ويقول: (اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني) عشرا، ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب) عشرا (5).
__________
(1) النسائي: 1/ 279، الترمذي: 5/ 570.
(2) التهجد لابن أبي الدنيا: ص 122.
(3) أبو داود: 1/ 206، الترمذي: 2/ 9، الدارمي: 1/ 299.
(4) أبو داود: 1/ 203، ابن ماجة: 1/ 431.
(5) النسائي: 6/ 218 6، أحمد: 9/ 475 6.
معارج الذكر والدعاء (185)
[الحديث: 720] عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلاوقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلاوقف فتعوذ، ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة (1).
[الحديث: 721] عن حذيفة بن اليمان، قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد العتمة، فقلت: يا رسول الله ائذن لي أن أتعبد بعبادتك الليلة، فذهب وذهبت معه إلى البئر، فأخذت ثوبه فسترت عليه ووليته ظهري، ثم أخذ ثوبي فستر علي حتى اغتسلت، ثم أتى المسجد فاستقبل القبلة وأقامني عن يمينه، ثم قرأ فاتحة الكتاب، ثم استفتح البقرة، لا يمر بآية رحمة إلاسأل، ولا آية خوف إلا استعاذ، ولا مثل إلا فكر، حتى ختمها، ثم كبر فركع، فسمعته يقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) ويردد فيه شفتيه حتى أظن أنه يقول: (وبحمده)، فمكث في ركوعه قريبا من قيامه، ورفع رأسه ثم سجد، فسمعته يقول في سجوده: (سبحان ربى الأعلى) ويردد شفتيه، فأظن أنه يقول: (وبحمده) فمكث في سجوده قريبا من قيامه، ثم نهض حين فرغ من سجدتيه، فقرأ بفاتحة الكتاب، ثم استفتح آل عمران، لا يمر بآية رحمة إلاسأل، ولا آية خوف إلا استعاذ، ولا مثل إلافكر، حتى ختمها، ثم فعل في الركوع والسجود كفعله الأول، ثم سمعت النداء بالصبح، قال حذيفة: فما تعبدت بعبادة كانت أشد علي منها (2).
__________
(1) أبو داود: 1/ 231، السنن الكبرى: 2/ 439.
(2) حلية الأولياء: 6/ 128.
معارج الذكر والدعاء (186)
[الحديث: 722] عن ابن عباس، قال: بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل، فلما صلى الركعتين قبل الفجر قال: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي، وترد بها ألفتي، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدي، وتعصمني بها من كل سوء.. اللهم أعطني إيمانا صادقا، ويقينا ليس بعده كفرٌ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة.. اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء.. اللهم أنزلت بك حاجتي، وإن قصر رأيي وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور.. اللهم ما قصر عنه رأيي، وضعف عنه عملي، ولم تبلغه أمنيتي، من خير وعدته أحدا من عبادك، أو خير أنت معطيه أحدا من خلقك، فإني أرغب إليك فيه، وأسألك يا رب العالمين.. اللهم اجعلنا هادين مهديين، غير ضالين ولا مضلين، حربا لأعدائك، وسلما لأوليائك، نحب بحبك الناس، ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك.. اللهم هذا الدعاء وعليك الاستجابة، اللهم وهذا الجهد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلابالله.. اللهم ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود، مع المقربين الشهود، والركع السجود، والموفين بالعهود، إنك رحيمٌ ودودٌ، وإنك تفعل ما تريد.. سبحان الذي تعطف بالعز وقال به، سبحان الذي لا ينبغي الحمد إلاله، سبحان ذي العرش والبهاء، سبحان ذي المقدرة والكرم، سبحان الذي أحصى كل شي ء بعلمه.. اللهم اجعل لي نورا في قلبي، ونورا في قبري، ونورا في سمعي، ونورا في بصري، ونورا في شعري، ونورا في بشري، ونورا في
معارج الذكر والدعاء (187)
لحمي، ونورا في دمي، ونورا في عظامي، ونورا بين يدي، ونورا من خلفي، ونورا عن يميني، ونورا عن شمالي، ونورا من فوقي، ونورا من تحتي، اللهم زدني نورا، وأعظم لي نورا، واجعل لي نورا (1).
[الحديث: 723] عن أبي بن كعب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سلم في الوتر قال: سبحان الملك القدوس (2).
[الحديث: 724] عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد، أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حقٌ، وقولك حقٌ، والجنة حقٌ، والنار حقٌ، والنبيون حقٌ، ومحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم حقٌ، والساعة حقٌ.. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت (3).
[الحديث: 725] عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم (4).
__________
(1) الترمذي: 5/ 482، صحيح ابن خزيمة: 2/ 166.
(2) أبو داود: 2/ 65، النسائي: 6/ 183 5، أحمد: 8/ 24.
(3) البخاري: 1/ 377 و5/ 2328، مسلم: 1/ 532، أبو داود: 1/ 205.
(4) مسلم: 1/ 534، أبو داود: 1/ 204، الترمذي: 5/ 484.
معارج الذكر والدعاء (188)
[الحديث: 726] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك (1).
[الحديث: 727] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في آخر وتره: اللهم اجعل في بصري نورا، ومن خلفي نورا، ومن تحتي نورا، ومن فوقي نورا، وعن يميني نورا، وأعظم لي نورا (2).
[الحديث: 728] قال الإمام الحسن: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت (3).
[الحديث: 729] عن أبي محمد، أن الإمام الحسين كان يقول في قنوت الوتر: اللهم إنك ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى، وإن إليك الرجعى، وإن لك الآخرة والأولى، اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل ونخزى (4).
[الحديث: 730] عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل: لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار؟ قال: أخرهم إلى السحر؛ لأن دعاء السحر مستجابٌ (5).
[الحديث: 731] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي إلى السماء نوديت يا محمد، ومن
__________
(1) أبو داود: 2/ 64، ابن ماجة: 1/ 373، النسائي: 3/ 249.
(2) الدعاء للطبراني: ص 238.
(3) أبو داود: 2/ 63، الترمذي: 2/ 328، ابن ماجة: 1/ 372.
(4) المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 113 و2/ 200.
(5) الدر المنثور: 6/ 586 عن أبي الشيخ وابن مردويه، وتفسير القمي: 1/ 355.
معارج الذكر والدعاء (189)
كانت له حاجةٌ سرا ـ بالغة ما بلغت، إلي أو إلى غيري ـ فليدعني في جوف الليل خاليا (1).
[الحديث: 732] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه، فإذا قال: يا رب يا رب، ناداه الجليل جل جلاله: لبيك عبدي، سلني أعطك، وتوكل علي أكفك (2).
[الحديث: 733] قيل للإمام الصادق: إن الناس يروون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في الليل لساعة لا يدعو فيها عبدٌ مؤمنٌ بدعوة إلا استجيب له؟ قال: نعم. قيل: متى هي؟ قال: ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي، قيل: ليلةٌ من الليالي أو كل ليلة؟ فقال: كل ليلة (3).
[الحديث: 734] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان آخر الليل يقول الله سبحانه وتعالى: هل من داع فاجيبه؟ هل من سائل فاعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ (4).
[الحديث: 735] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه، أثبت الله النور في قلبه، فإذا قال: (يا رب يا رب) ناداه الجليل جل جلاله: (لبيك عبدي سلني اعطك، وتوكل علي أكفك)، ثم يقول جل جلاله لملائكته: يا ملائكتي، انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطالون لاهون، والغافلون نيامٌ، اشهدوا أني قد غفرت له (5).
[الحديث: 736] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش، فدخلها من ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت،
__________
(1) البلد الأمين: ص 511.
(2) الأمالي للصدوق: ص 356.
(3) تهذيب الأحكام: 2/ 118، الأمالي للطوسي: ص 169.
(4) عدة الداعي: ص 60، الاصول الستة عشر: ص 69.
(5) الأمالي للصدوق: ص 354.
معارج الذكر والدعاء (190)
حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائمٌ رافعٌ يديه يبكي، وهو يقول: اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا، اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم لا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا.. فانصرفت أم سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبكائها، فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة؟ فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا، ولا حاسدا، وأن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، وأن لا ينزع عنك صالح ما أعطاك أبدا، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا، فقال: يا أم سلمة، وما يؤمنني؟ وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين، فكان منه ما كان (1).
[الحديث: 737] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمرا، فيرقد ما شاء الله، ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات، ثم يرقد، ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات، ثم يرقد حتى إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر، ثم صلى الركعتين، ثم قال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21] (2).
[الحديث: 738] قال الإمام الصادق في صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كان يؤتى بطهور فيخمر عند رأسه، ويوضع سواكه تحت فراشه، ثم ينام ما شاء الله، فإذا استيقظ جلس، ثم قلب بصره في السماء، ثم تلا الآيات من آل عمران ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]، ثم يستن ويتطهر، ثم يقوم إلى المسجد
__________
(1) تفسير القمي: 2/ 75.
(2) الكافي: 3/ 445، دعائم الإسلام: 2/ 211.
معارج الذكر والدعاء (191)
فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه، وسجوده على قدر ركوعه، يركع حتى يقال: متى يرفع رأسه؟ ويسجد حتى يقال: متى يرفع رأسه؟ ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء، ثم يستن ويتطهر، ويقوم إلى المسجد فيصلي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء، ثم يستن ويتطهر، ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلي الركعتين، ثم يخرج إلى الصلاة (1).
[الحديث: 739] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد شيئا من قيام الليل وأخذ مضجعه فليقل: (بسم الله، اللهم لا تؤمني مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين، أقوم ساعة كذا وكذا)، إلا وكل الله عزو جل به ملكا ينبهه تلك الساعة (2).
[الحديث: 740] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من خاف أن ينام عن صلاة الليل فليقرأ عند منامه: اللهم ابعثني من مضجعي لذكرك وشكرك، وصلواتك واستغفارك، وتلاوة كتابك، وحسن عبادتك، يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 741] قال الإمام الصادق: ما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نوم إلا خر لله عز وجل ساجدا، وكان إذا نام تنام عيناه ولا ينام قلبه، ويقول: (إن قلبي ينتظر الوحي).. وكان إذا راعه شي ءٌ في منامه قال: (هو الله لا شريك له)، وكان كثير الرؤيا، ولا يرى رؤيا إلاجاءت مثل فلق الصبح، وكان إذا استيقظ من نومه يقول: (سبحان الذي يحى الموتى وهو على كل شي ء قدير). وإذا قام للصلاة قال: الحمد لله نور السماوات والأرض، والحمد لله قيوم السماوات والأرض، والحمد لله رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق،
__________
(1) تهذيب الأحكام: 2/ 334.
(2) الكافي: 2/ 540.
(3) إرشاد القلوب: ص 91.
معارج الذكر والدعاء (192)
وقولك الحق، ولقاؤك حقٌ، والجنة حقٌ، والنار حقٌ، والساعة حقٌ. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت، ثم يستاك قبل الوضوء (1).
[الحديث: 742] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: صل من الليل ولو قدر حلب شاة، وبالأسحار فادع، لا ترد لك دعوةٌ؛ فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ [آل عمران: 17] (2).
[الحديث: 743] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير وقت دعوتم الله عز وجل فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يوسف: 98] وقال: أخرهم إلى السحر (3).
[الحديث: 744] سئل الإمام الصادق عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ [آل عمران: 17]، فقال: استغفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وتره سبعين مرة (4).
[الحديث: 745] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله في الوتر سبعين مرة ويقول: (هذا مقام العائذ بك من النار) سبع مرات (5).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
__________
(1) مكارم الأخلاق: 2/ 50 - 2125.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 56.
(3) الكافي: 2/ 677.
(4) تفسير العياشي: 1/ 165، تهذيب الأحكام: 2/ 130.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 489.
معارج الذكر والدعاء (193)
[الحديث: 746] قال الإمام علي: إن داود قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنها لساعةٌ لا يدعو فيها عبدٌ إلا استيجب له، إلا أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا، أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة (1).
[الحديث: 747] قال الإمام علي في دعائه في قنوت الوتر: اللهم خلقتني بتقدير وتدبير وتبصير بغير تقصير، وأخرجتني من ظلمات ثلاث بحولك وقوتك، أحاول الدنيا ثم أزاولها ثم أزايلها، وآتيتني فيها الكلأ والمرعى، وبصرتني فيها الهدى، فنعم الرب أنت ونعم المولى، فيا من كرمني وشرفني ونعمني، أعوذ بك من الزقوم، وأعوذ بك من الحميم، وأعوذ بك من مقيل في النار، بين أطباق النار، في ظلال النار، يوم النار، يا رب النار.. اللهم إني أسألك مقيلا في الجنة بين أنهارها وأشجارها، وثمارها وريحانها، وخدمها وأزواجها، اللهم إني أسألك خير الخير: رضوانك والجنة، وأعوذ بك من شر الشر: سخطك والنار.. هذا مقام العائذ بك من النار ـ ثلاث مرات ـ.. اللهم اجعل خوفك في جسدي كله، واجعل قلبي أشد مخافة لك مما هو، واجعل لي في كل يوم وليلة حظا ونصيبا من عمل بطاعتك، واتباع مرضاتك.. اللهم أنت منتهى غايتي ورجائي، ومسألتي وطلبتي، أسألك يا إلهي كمال الإيمان، وتمام اليقين، وصدق التوكل عليك، وحسن الظن بك.. يا سيدي، اجعل إحساني مضاعفا، وصلاتي تضرعا، ودعائي مستجابا، وعملي مقبولا، وسعيي مشكورا، وذنبي مغفورا، ولقني منك نضرة وسرورا (2).
__________
(1) نهج البلاغة: الحكمة 106، حلية الأولياء: 1/ 79.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 491.
معارج الذكر والدعاء (194)
[الحديث: 748] كان الإمام السجاد يقول: (العفو العفو) ثلاثمئة مرة في الوتر في السحر (1).
[الحديث: 749] عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان الإمام السجاد يقول في آخر وتره وهو قائمٌ: رب، أسأت وظلمت نفسي، وبئس ما صنعت، وهذه يداي جزاء بما صنعتا.. ثم يبسط يديه جميعا قدام وجهه ويقول: وهذه رقبتي خاضعةٌ لك لما أتت.. ثم يطأطئ رأسه ويخضع برقبته، ثم يقول: وها أنا ذا بين يديك، فخذ لنفسك الرضا من نفسي حتى ترضى، لك العتبى، لا أعود، لا أعود، لا أعود (2).
[الحديث: 750] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي لا تؤدبني بعقوبتك، ولا تمكر بي في حيلتك، من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلامن عندك، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلابك، لا الذي أحسن استغنى عن عونك ورحمتك ولا الذي أساء واجترأ عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك، يا رب يا رب يا رب ـ حتى ينقطع النفس ـ بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت (3).
[الحديث: 751] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني، والحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي وأخلو به حيث شئت لسري بغير شفيع فيقضي لي حاجتي (4).
[الحديث: 752] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: الحمد لله الذي لا أدعو غيره، ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي، والحمد لله الذي لا أرجو غيره، ولو رجوت
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 489.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 491.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (195)
غيره لأخلف رجائي، والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني، والحمد لله الذي تحبب إلي وهو غنيٌ عني، والحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لاذنب لي، فربي أحمد شي ء عندي وأحق بحمدي (1).
[الحديث: 753] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء إليك مترعة، والاستعانة بفضلك لمن أملك مباحة، وأبواب الدعاء إليك للصارخين مفتوحة، وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة وللملهوفين بمرصد إغاثة، وأن في اللهف إلى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين ومندوحة عما في أيدي المستأثرين، وأن الراحل إليك قريب المسافة، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلاأن تحجبهم الأعمال دونك، وقد قصدت إليك بطلبتي وتوجهت إليك بحاجتي، وجعلت بك استغاثتي وبدعائك توسلي من غير استحقاق لاستماعك مني ولا استيجاب لعفوك عني، بل لثقتي بكرمك وسكوني إلى صدق وعدك ولجئي إلى الإيمان بتوحيدك، ويقيني بمعرفتك مني ألا رب لي غيرك، ولا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك (2).
[الحديث: 754] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم أنت القائل وقولك حقٌ ووعدك صدقٌ: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [النساء: 32]، وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية، وأنت المنان بالعطيات على أهل مملكتك والعائد عليهم بتحنن رأفتك (3).
[الحديث: 755] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرا ونوهت باسمي كبيرا، فيا من رباني في الدنيا بإحسانه وتفضله ونعمه،
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (196)
وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه، معرفتي يا مولاي دليلي عليك، وحبي لك شفيعي إليك، وأنا واثقٌ من دليلي بدلالتك وساكنٌ من شفيعي إلى شفاعتك (1).
[الحديث: 756] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه، رب أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه، أدعوك يا رب راهبا راغبا راجيا خائفا، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت، وإذا رأيت كرمك طمعت، فإن عفوت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم (2).
[الحديث: 757] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: حجتي يا ألله في جرأتي على مسألتك مع إتياني ما تكره: جودك وكرمك، وعدتي في شدتي مع قلة حيائي: رأفتك ورحمتك، وقد رجوت ألا تخيب بين ذين وذين منيتي، فحقق رجائي واسمع دعائي يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج (3).
[الحديث: 758] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: عظم يا سيدي أملي وساء عملي، فأعطني من عفوك بمقدار أملي ولا تؤاخذني بأسوء عملي، فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين، وحلمك يكبر عن مكافاة المقصرين، وأنا يا سيدي عائذٌ بفضلك هاربٌ منك إليك، متنجزٌ ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا، وما أنا يا رب وما خطري، هبني بفضلك وتصدق علي بعفوك (4).
[الحديث: 759] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: أي رب جللني بسترك واعف عن توبيخي بكرم وجهك، فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته، لا لأنك أهون الناظرين إلي وأخف المطلعين علي، بل لأنك يا
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (197)
رب خير الساترين وأحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين، ستار العيوب غفار الذنوب علام الغيوب، تستر الذنب بكرمك وتؤخر العقوبة بحلمك، فلك الحمد على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد قدرتك، ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي، ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك وعظيم عفوك (1).
[الحديث: 760] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا حليم يا كريم، يا حي يا قيوم، يا غافر الذنب يا قابل التوب، يا عظيم المن يا قديم الإحسان، أين سترك الجميل؟ أين عفوك الجليل؟ أين فرجك القريب؟ أين غياثك السريع؟ أين رحمتك الواسعة؟ أين عطاياك الفاضلة؟ أين مواهبك الهنيئة؟ أين صنائعك السنية؟ أين فضلك العظيم؟ أين منك الجسيم؟ أين إحسانك القديم؟ أين كرمك يا كريم؟ به فاستنقذني وبرحمتك فخلصني (2).
[الحديث: 761] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا محسن يا مجمل، يا منعم يا مفضل، لسنا نتكل في النجاة من عقابك على أعمالنا، بل بفضلك علينا لأنك أهل التقوى وأهل المغفرة، تبدئ بالإحسان نعما وتعفو عن الذنب كرما، فما ندري ما نشكر، أجميل ما تنشر أم قبيح ما تستر؟ أم عظيم ما أبليت وأوليت؟ أم كثير ما منه نجيت وعافيت؟ (3).
[الحديث: 762] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا حبيب من تحبب إليك، ويا قرة عين من لاذ بك وانقطع إليك، أنت المحسن ونحن المسيؤون، فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك، وأي جهل يا رب لا يسعه جودك، أو أي زمان أطول من
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (198)
أناتك، وما قدر أعمالنا في جنب نعمك، وكيف نستكثر أعمالا نقابل بها كرمك، بل كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك (1).
[الحديث: 763] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، فوعزتك يا سيدي لو نهرتني ما برحت من بابك ولا كففت عن تملقك لما انتهى إلي من المعرفة بجودك وكرمك، وأنت الفاعل لما تشاء، تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشاء، وترحم من تشاء بما تشاء كيف تشاء، لا تسأل عن فعلك، ولا تنازع في ملكك، ولا تشارك في أمرك، ولا تضاد في حكمك ولا يعترض عليك أحدٌ في تدبيرك، لك الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين (2).
[الحديث: 764] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا رب هذا مقام من لاذ بك واستجار بكرمك وألف إحسانك ونعمك، وأنت الجواد الذي لا يضيق عفوك ولا ينقص فضلك ولا تقل رحمتك، وقد توثقنا منك بالصفح القديم والفضل العظيم والرحمة الواسعة، أفتراك يا رب تخلف ظنوننا أو تخيب آمالنا؟ كلا يا كريم ليس هذا ظننا بك ولا هذا فيك طمعنا (3).
[الحديث: 765] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا رب، إن لنا فيك أملا طويلا كثيرا، إن لنا فيك رجاء عظيما، عصيناك ونحن نرجو أن تستر علينا، ودعوناك ونحن نرجو أن تستجيب لنا، فحقق رجاءنا مولانا فقد علمنا ما نستوجب بأعمالنا، ولكن علمك فينا وعلمنا بأنك لا تصرفنا عنك حثنا على الرغبة إليك، وإن كنا غير مستوجبين لرحمتك
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (199)
فأنت أهلٌ أن تجود علينا وعلى المذنبين بفضل سعتك، فامنن علينا بما أنت أهله وجد علينا فإنا محتاجون إلى نيلك (1).
[الحديث: 766] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا غفار بنورك اهتدينا، وبفضلك استغنينا، وبنعمتك أصبحنا وأمسينا، ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك، تتحبب إلينا بالنعم ونعارضك بالذنوب، خيرك إلينا نازلٌ وشرنا إليك صاعدٌ، ولم يزل ولا يزال ملكٌ كريمٌ يأتيك عنا بعمل قبيح فلا يمنعك ذلك أن تحوطنا بنعمك وتتفضل علينا بآلائك، فسبحانك ما أحلمك وأعظمك وأكرمك مبدئا ومعيدا، تقدست أسماؤك وجل ثناؤك وكرم صنائعك وفعالك، أنت إلهي أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بفعلي وخطيئتي، فالعفو العفو سيدي سيدي سيدي (2).
[الحديث: 767] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم اشغلنا بذكرك، وأعذنا من سخطك وأجرنا من عذابك، وارزقنا من مواهبك، وأنعم علينا من فضلك، وارزقنا حج بيتك وزيارة قبر نبيك صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليه وعلى أهل بيته إنك قريبٌ مجيبٌ، وارزقنا عملا بطاعتك، وتوفنا على ملتك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم (3).
[الحديث: 768] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا، اجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات غفرانا (4).
[الحديث: 769] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وتابع بيننا وبينهم في الخيرات (5).
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(5) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (200)
[الحديث: 770] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم اغفر لحينا وميتنا، شاهدنا وغائبنا، ذكرنا وانثانا، صغيرنا وكبيرنا، حرنا ومملوكنا (1).
[الحديث: 771] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا (2).
[الحديث: 772] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم اختم لي بخير واكفني ما أهمني من أمر دنياي وآخرتي ولا تسلط علي من لا يرحمني، واجعل علي منك واقية باقية، ولا تسلبني صالح ما أنعمت به علي، وارزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيبا (3).
[الحديث: 773] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم احرسني بحراستك واحفظني بحفظك واكلأني بكلاءتك، وارزقني حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام وزيارة قبر نبيك، ولا تخلني يا رب من تلك المشاهد الشريفة والمواقف الكريمة (4).
[الحديث: 774] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم تب علي حتى لا أعصيك وألهمني الخير والعمل به، وخشيتك بالليل والنهار ما أبقيتني يا رب العالمين (5).
[الحديث: 775] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إني كلما قلت: قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك، ألقيت علي نعاسا إذا أنا صليت، وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت، ما لي كلما قلت: قد صلحت سريرتي وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرضت لي بليةٌ أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك.. سيدي لعلك
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(5) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (201)
عن بابك طردتني وعن خدمتك نحيتني، أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك فأقصيتني، أو لعلك رأيتني معرضا عنك فقليتني، أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني، أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني، أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني، أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني، أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني، أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني، أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني، فإن عفوت يا رب فطالما عفوت عن المذنبين قبلي؛ لأن كرمك أي رب يجل عن مجازاة المذنبين، وحلمك يكبر عن مكافاة المقصرين، وأنا عائذٌ بفضلك هاربٌ منك إليك، متنجزٌ ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا (1).
[الحديث: 776] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي أنت أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بعملي، أو أن تستزلني بخطيئتي، وما أنا يا سيدي وما خطري؟، هبني بفضلك سيدي، وتصدق علي بعفوك وجللني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك (2).
[الحديث: 777] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي أنا الصغير الذي ربيته، وأنا الجاهل الذي علمته، وأنا الضال الذي هديته، وأنا الوضيع الذي رفعته، وأنا الخائف الذي آمنته، والجائع الذي أشبعته، والعطشان الذي أرويته، والعاري الذي كسوته والفقير الذي أغنيته، والضعيف الذي قويته، والذليل الذي أعززته، والسقيم الذي شفيته،
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (202)
والسائل الذي أعطيته، والمذنب الذي سترته والخاطئ الذي أقلته، وأنا القليل الذي كثرته، والمستضعف الذي نصرته، وأنا الطريد الذي آويته (1).
[الحديث: 778] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: أنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ولم أراقبك في الملأ، أنا صاحب الدواهي العظمى، أنا الذي على سيده اجترى، أنا الذي عصيت جبار السماء، أنا الذي أعطيت على معاصي الجليل الرشا، أنا الذي حين بشرت بها خرجت إليها أسعى، أنا الذي أمهلتني فما ارعويت، وسترت علي فما استحييت، وعملت بالمعاصي فتعديت، وأسقطتني من عينك فما باليت، فبحلمك أمهلتني وبسترك سترتني، حتى كأنك أغفلتني، ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كأنك استحييتني (2).
[الحديث: 779] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحدٌ، ولا بأمرك مستخفٌ، ولا لعقوبتك متعرضٌ، ولا لوعيدك متهاونٌ، لكن خطيئةٌ عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواي وأعانتني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ ومن أيدي الخصماء غدا من يخلصني؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني؟ فوا سوأتا على ما أحصى كتابك من عملي الذي لولا ما أرجو من كرمك وسعة رحمتك، ونهيك إياي عن القنوط لقنطت عندما أتذكرها، يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج (3).
[الحديث: 780] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم بذمة الإسلام أتوسل إليك، وبحرمة القرآن أعتمد عليك، وبحب النبي الامي القرشي الهاشمي العربي
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (203)
التهامي المكي المدني أرجو الزلفة لديك، فلا توحش استيناس إيماني، ولا تجعل ثوابي ثواب من عبد سواك، فإن قوما آمنوا بألسنتهم ليحقنوا به دماءهم فأدركوا ما أملوا، وإنا آمنا بك بألسنتنا وقلوبنا لتعفو عنا فأدركنا ما أملنا، وثبت رجاءك في صدورنا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (1).
[الحديث: 781] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: وعزتك لو انتهرتني ما برحت من بابك ولا كففت عن تملقك لما ألهم قلبي من المعرفة بكرمك وسعة رحمتك، إلى من يذهب العبد إلا إلى مولاه، وإلى من يلتجئ المخلوق إلا إلى خالقه (2).
[الحديث: 782] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي لو قرنتني بالأصفاد، ومنعتني سيبك من بين الأشهاد، ودللت على فضائحي عيون العباد، وأمرت بي إلى النار وحلت بيني وبين الأبرار، ما قطعت رجائي منك وما صرفت تأميلي للعفو عنك، ولا خرج حبك من قلبي، أنا لا أنسى أياديك عندي وسترك علي في دار الدنيا (3).
[الحديث: 783] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي أخرج حب الدنيا من قلبي، واجمع بيني وبين المصطفى وآله خيرتك من خلقك وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسلم، وانقلني إلى درجة التوبة إليك، وأعني بالبكاء على نفسي فقد أفنيت بالتسويف والآمال عمري، وقد نزلت منزلة الآيسين من خيري (4).
[الحديث: 784] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي.. من يكون أسوأ حالا مني إن أنا نقلت على مثل حالي إلى قبري، لم أمهده لرقدتي ولم أفرشه بالعمل الصالح لضجعتي، وما لي لا أبكي وما أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني وأيامي
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (204)
تخاتلني؟ وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت، فما لي لا أبكي؟، أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي، أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري، أنظر مرة عن يميني واخرى عن شمالي، إذ الخلائق في شأن غير شأني، لكل امرى منهم يومئذ شأنٌ يغنيه، وجوهٌ يومئذ مسفرةٌ ضاحكةٌ مستبشرةٌ، ووجوهٌ يومئذ عليها غبرةٌ ترهقها قترةٌ وذلةٌ (1).
[الحديث: 785] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي عليك معولي ومعتمدي ورجائي وتوكلي، وبرحمتك تعلقي، تصيب برحمتك من تشاء وتهدي بكرامتك من تحب، فلك الحمد على ما نقيت من الشرك قلبي، ولك الحمد على بسط لساني، أفبلساني هذا الكال أشكرك؟ أم بغاية جهدي في عملي ارضيك؟ وما قدر لساني يا رب في جنب شكرك وما قدر عملي في جنب نعمك وإحسانك إلي (2).
[الحديث: 786] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي إن جودك بسط أملي، وشكرك قبل عملي، سيدي إليك رغبتي وإليك رهبتي وإليك تأميلي، قد ساقني إليك أملي وعليك يا واحدي علقت همتي وفيما عندك انبسطت رغبتي، ولك خالص رجائي وخوفي، وبك أنست محبتي وإليك ألقيت بيدي، وبحبل طاعتك مددت رهبتي (3).
[الحديث: 787] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: مولاي بذكرك عاش قلبي، وبمناجاتك بردت ألم الخوف عني، فيا مولاي ويا مؤملي ويا منتهى سؤلي، فرق بيني وبين ذنبي المانع لي من لزوم طاعتك، فإنما أسألك لقديم الرجاء فيك وعظيم الطمع منك،
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (205)
الذي أوجبته على نفسك من الرأفة والرحمة، فالأمر لك وحدك، والخلق كلهم عيالك وفي قبضتك، وكل شي ء خاضعٌ لك تباركت يا رب العالمين (1).
[الحديث: 788] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي ارحمني إذا انقطعت حجتي، وكل عن جوابك لساني وطاش عند سؤالك إياي لبي، فيا عظيم رجائي لا تخيبني إذا اشتدت فاقتي، ولا تردني لجهلي، ولا تمنعني لقلة صبري، أعطني لفقري وارحمني لضعفي (2).
[الحديث: 789] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي عليك معتمدي ومعولي ورجائي وتوكلي، وبرحمتك تعلقي وبفنائك أحط رحلي، ولجودك أقصد طلبتي، وبكرمك أي رب أستفتح دعائي، ولديك أرجو غنى فاقتي، وبغناك أجبر عيلتي، وتحت ظل عفوك قيامي، وإلى جودك وكرمك أرفع بصري، وإلى معروفك أديم نظري، فلا تحرقني بالنار وأنت موضع أملي، ولا تسكني الهاوية فإنك قرة عيني (3).
[الحديث: 790] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي لا تكذب ظني بإحسانك ومعروفك، فإنك ثقتي ولا تحرمني ثوابك فإنك العارف بفقري (4).
[الحديث: 791] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي إن كان قد دنا أجلي ولم يقربني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف إليك بذنبي وسائل عللي (5).
[الحديث: 792] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي إن عفوت فمن أولى منك؟ وإن عذبت فمن أعدل منك في الحكم؟ (6).
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(5) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(6) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (206)
[الحديث: 793] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: ارحم في هذه الدنيا غربتي، وعند الموت كربتي، وفي القبر وحدتي، وفي اللحد وحشتي، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذل موقفي، واغفر لي ما خفي على الآدميين من عملي، وأدم لي ما به سترتني، وارحمني صريعا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي، وتفضل علي ممدودا على المغتسل يقلبني صالح جيرتي، وتحنن علي محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي، وجد علي منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي، وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي حتى لا أستأنس بغيرك (1).
[الحديث: 794] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي إن وكلتني إلى نفسي هلكت، سيدي فبمن أستغيث إن لم تقلني عثرتي؟ فإلى من أفزع إن فقدت عنايتك في ضجعتي؟ وإلى من ألتجئ إن لم تنفس كربتي؟ سيدي من لي ومن يرحمني إن لم ترحمني؟ وفضل من أؤمل إن عدمت فضلك يوم فاقتي؟ وإلى من الفرار من الذنوب إذا انقضى أجلي؟ (2).
[الحديث: 795] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي لا تعذبني وأنا أرجوك.. إلهي حقق رجائي وآمن خوفي فإن كثرة ذنوبي لا أرجو فيها إلاعفوك (3).
[الحديث: 796] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي أنا أسألك ما لا أستحق وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة فاغفر لي، وألبسني من نظرك ثوبا يغطي علي التبعات وتغفرها لي ولا اطالب بها، إنك ذو من قديم وصفح عظيم وتجاوز كريم (4).
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (207)
[الحديث: 797] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي أنت الذي تفيض سيبك على من لا يسألك وعلى الجاحدين بربوبيتك، فكيف سيدي بمن سألك وأيقن أن الخلق لك والأمر إليك؟ تباركت وتعاليت يا رب العالمين (1).
[الحديث: 798] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: سيدي عبدك ببابك أقامته الخصاصة بين يديك، يقرع باب إحسانك بدعائه ويستعطف جميل نظرك بمكنون رجائه، فلا تعرض بوجهك الكريم عني واقبل مني ما أقول، فقد دعوتك بهذا الدعاء وأنا أرجو ألا تردني معرفة مني برأفتك ورحمتك.. إلهي أنت الذي لايحفيك سائلٌ ولا ينقصك نائلٌ؛ أنت كما تقول وفوق ما نقول (2).
[الحديث: 799] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إني أسألك صبرا جميلا وفرجا قريبا وقولا صادقا وأجرا عظيما، أسألك يا رب من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم.. أسألك اللهم من خير ما سألك منه عبادك الصالحون (3).
[الحديث: 800] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا خير من سئل وأجود من أعطى، أعطني سؤلي في نفسي وأهلي ووالدي وولدي وأهل حزانتي وإخواني فيك، وأرغد عيشي وأظهر مروتي وأصلح جميع أحوالي، واجعلني ممن أطلت عمره وحسنت عمله، وأتممت عليه نعمتك ورضيت عنه، وأحييته حياة طيبة في أدوم السرور وأسبغ الكرامة وأتم العيش، إنك تفعل ما تشاء ولا يفعل ما يشاء غيرك (4).
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (208)
[الحديث: 801] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم خصني منك بخاصة ذكرك، ولا تجعل شيئا مما أتقرب به في آناء الليل وأطراف النهار رياء ولا سمعة ولا أشرا ولا بطرا واجعلني لك من الخاشعين (1).
[الحديث: 802] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم أعطني السعة في الرزق، والأمن في الوطن، وقرة العين في الأهل والمال والولد والمقام في نعمك عندي، والصحة في الجسم والقوة في البدن والسلامة في الدين، واستعملني بطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم أبدا ما استعمرتني، واجعلني من أوفر عبادك عندك نصيبا في كل خير أنزلته وتنزله في شهر رمضان في ليلة القدر وما أنت منزله في كل سنة، من رحمة تنشرها وعافية تلبسها وبلية تدفعها وحسنات تتقبلها وسيئات تتجاوز عنها، وارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام، وارزقني رزقا واسعا من فضلك الواسع، واصرف عني يا سيدي الأسواء، واقض عني الدين والظلامات حتى لا أتأذى بشي ء منه، وخذ عني بأسماع وأبصار أعدائي وحسادي والباغين علي وانصرني عليهم، وأقر عيني وفرح قلبي، واجعل لي من همي وكربي فرجا ومخرجا، واجعل من أرادني بسوء من جميع خلقك تحت قدمي، واكفني شر الشيطان وشر السلطان وسيئات عملي، وطهرني من الذنوب كلها، وأجرني من النار بعفوك وأدخلني الجنة برحمتك، وألحقني بأوليائك الصالحين محمد وآله الأبرار الطيبين الطاهرين الأخيار صلواتك عليهم وعلى أجسادهم وأرواحهم ورحمة الله وبركاته (2).
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (209)
[الحديث: 803] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي وسيدي وعزتك وجلالك لئن طالبتني بذنوبي لاطالبنك بعفوك، ولئن طالبتني بلؤمي لاطالبنك بكرمك، ولئن أدخلتني النار لاخبرن أهل النار بحبي لك (1).
[الحديث: 804] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي وسيدي إن كنت لا تغفر إلا لأوليائك وأهل طاعتك فإلى من يفزع المذنبون؟ وإن كنت لاتكرم إلاأهل الوفاء بك فبمن يستغيث المسيؤون؟ (2).
[الحديث: 805] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: إلهي إن أدخلتني النار ففي ذلك سرور عدوك، وإن أدخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك، وأنا والله أعلم أن سرور نبيك أحب إليك من سرور عدوك (3).
[الحديث: 806] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إني أسألك أن تملأ قلبي حبا لك وخشية منك وتصديقا لك وإيمانا بك وفرقا منك وشوقا إليك، يا ذا الجلال والإكرام، حبب إلي لقاءك وأحبب لقائي، واجعل لي في لقائك الراحة والفرج والكرامة (4).
[الحديث: 807] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم ألحقني بصالح من مضى واجعلني من صالح من بقي، وخذ بي سبيل الصالحين وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم، واختم عملي بأحسنه واجعل ثوابي منه الجنة برحمتك، وأعني على صالح ما أعطيتني، وثبتني يا رب ولا تردني في سوء استنقذتني منه يا رب العالمين (5).
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(5) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (210)
[الحديث: 808] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إني أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك، أحيني ما أحييتني عليه وتوفني إذا توفيتني عليه، وابعثني إذا بعثتني عليه وأبرئ قلبي من الرياء والشك والسمعة في دينك حتى يكون عملي خالصا لك (1).
[الحديث: 809] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم أعطني بصيرة في دينك وفهما في حكمك وفقها في علمك، وكفلين من رحمتك وورعا يحجزني عن معاصيك وبيض وجهي بنورك واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفني في سبيلك وعلى ملة رسولك صلى الله عليه وآله وسلم (2).
[الحديث: 810] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إني أعوذ بك من الكسل والفشل والهم والجبن والبخل والغفلة والقسوة والذلة والمسكنة والفقر والفاقة وكل بلية، والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك من نفس لا تقنع وبطن لا يشبع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع وعمل لاينفع، وأعوذ بك يا رب على نفسي وديني ومالي وعلى جميع ما رزقتني من الشيطان الرجيم إنك أنت السميع العليم (3).
[الحديث: 811] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إنه لا يجيرني منك أحدٌ ولا أجد من دونك ملتحدا، فلا تجعل نفسي في شي ء من عذابك، ولا تردني بهلكة ولا تردني بعذاب أليم (4).
[الحديث: 812] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم تقبل مني وأعل ذكري وارفع درجتي وحط وزري ولا تذكرني بخطيئتي، واجعل ثواب مجلسي وثواب
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
معارج الذكر والدعاء (211)
منطقي وثواب دعائي رضاك والجنة، أعطني يا رب جميع ما سألتك وزدني من فضلك، إني إليك راغبٌ يا رب العالمين (1).
[الحديث: 813] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إنك أنزلت في كتابك أن نعفو عمن ظلمنا، وقد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا فإنك أولى بذلك منا، وأمرتنا ألا نرد سائلا عن أبوابنا وقد جئتك سائلا فلا تردني إلابقضاء حاجتي، وأمرتنا بالإحسان إلى ما ملكت أيماننا ونحن أرقاؤك فأعتق رقابنا من النار (2).
[الحديث: 814] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: يا مفزعي عند كربتي، ويا غوثي عند شدتي، إليك فزعت وبك استغثت ولذت، لا ألوذ بسواك ولا أطلب الفرج إلامنك، فصل على محمد وآل محمد فأغثني وفرج عني، يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الرحيم الغفور (3).
[الحديث: 815] قال الإمام السجاد في دعائه في السحر: اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي، ويقينا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلاما كتبت لي، ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين (4).
[الحديث: 816] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: تعرض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم (5).
[الحديث: 817] قال الإمام الباقر: ينادي مناد حين يمضي ثلث الليل: يا باغي الخير
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(2) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(3) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(4) مصباح المتهجد: ص 582 ح 691.
(5) تحف العقول: ص 285، بحار الأنوار: 78/ 166.
معارج الذكر والدعاء (212)
أقبل، يا طالب الشر أقصر، هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل فيعطى؟ حتى تطلع الشمس (1).
[الحديث: 818] قال الإمام الباقر: إذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده.. فإذا سمعت صوت الديوك فقل: سبوحٌ قدوسٌ رب الملائكة والروح، سبقت رحمتك غضبك، لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، عملت سوءا، وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. فإذا قمت فانظر في آفاق السماء وقل: اللهم إنه لا يواري عنك ليلٌ ساج، ولا سماءٌ ذات أبراج، ولا أرضٌ ذات مهاد، ولا ظلماتٌ بعضها فوق بعض، ولا بحرٌ لجيٌ، تدلج بين يدي المدلج من خلقك، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، غارت النجوم، ونامت العيون، وأنت الحي القيوم، لا تأخذك سنةٌ ولا نومٌ، سبحان رب العالمين، وإله المرسلين، والحمد لله رب العالمين.. ثم اقرأ الخمس الآيات من آخر آل عمران: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: 190 - 194]، ثم استك وتوضأ، فإذا وضعت يدك في الماء، فقل: بسم الله وبالله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.. فإذا فرغت فقل: (الحمد لله رب العالمين).. فإذا قمت إلى صلاتك فقل: بسم
__________
(1) دعائم الإسلام: 1/ 210.
معارج الذكر والدعاء (213)
الله وبالله، وإلى الله ومن الله، وما شاء الله، ولا حول ولا قوة إلابالله، اللهم اجعلني من زوار بيتك وعمار مساجدك، وافتح لي باب توبتك، وأغلق عني باب معصيتك وكل معصية، الحمد لله الذي جعلني ممن يناجيه، اللهم أقبل علي بوجهك، جل ثناؤك.. ثم افتتح الصلاة بالتكبير (1).
[الحديث: 819] قال الإمام الباقر: القنوت في الوتر كقنوتك يوم الجمعة، تقول في دعاء القنوت: اللهم تم نورك فهديت فلك الحمد ربنا، وبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد ربنا، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد ربنا، وجهك أكرم الوجوه، وجهتك خير الجهات، وعطيتك أفضل العطيات وأهنؤها، تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت، تجيب المضطر، وتكشف الضر، وتشفي السقيم، وتنجي من الكرب العظيم، لا يجزي بآلائك أحدٌ، ولا يحصي نعماءك قول قائل.. اللهم إليك رفعت الأبصار، ونقلت الأقدام، ومدت الأعناق، ورفعت الأيدي، ودعيت بالألسن؛ وتحوكم إليك في الأعمال، ربنا اغفر لنا وارحمنا، وافتح بيننا وبين خلقك بالحق، وأنت خير الفاتحين.. اللهم إليك نشكو غيبة نبينا، وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن، وتظاهر الأعداء، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، فافرج ذلك يا رب بفتح منك تعجله، ونصر منك تعزه، وإمام عدل تظهره، إله الحق رب العالمين.. ثم تقول في قنوت الوتر بعد هذا: (أستغفر الله وأتوب إليه) سبعين مرة، وتعوذ بالله من النار كثيرا.. وتقول في دبر الوتر بعد التسليم: (سبحان الله ربي الملك القدوس العزيز الحكيم) ثلاث مرات، (الحمد لرب الصباح، الحمد لفالق الإصباح) ثلاث مرات (2).
__________
(1) الكافي: 3/ 445 و2/ 538.
(2) الأمالي للصدوق: ص 474.
معارج الذكر والدعاء (214)
[الحديث: 820] قال الإمام الباقر: من داوم على صلاة الليل والوتر، واستغفر الله في كل وتر سبعين مرة، ثم واظب على ذلك سنة، كتب من المستغفرين بالأسحار (1).
[الحديث: 821] قال الإمام الصادق: من بات على وضوء بات وفراشه مسجده، فإن تحفف وصلى ثم ذكر الله، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه (2).
[الحديث: 822] قال الإمام الصادق: إن في الليل لساعة، ما يوافقها عبدٌ مسلمٌ يصلي ويدعو الله عز وجل فيها، إلا استجيب له في كل ليلة، قيل: أصلحك الله، فأي ساعة هي من الليل؟ قال: إذا مضى نصف الليل، في السدس الأول من النصف الباقي (3).
[الحديث: 823] قال الإمام الصادق: من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده، فإن قام من الليل فذكر الله تناثرت عنه خطاياه، فإن قام من آخر الليل فتطهر وصلى ركعتين وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه، إما أن يعطيه الذي يسأله بعينه، وإما أن يدخر له ما هو خيرٌ له منه (4).
[الحديث: 824] قال الإمام الصادق: كان فيما ناجى الله عز وجل به موسى عليه السلام أن قال له: يا موسى، كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني؛ أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟! ها أنا ذا مطلعٌ على أحبائي، إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلموني عن الحضور، يا
__________
(1) تفسير العياشي: 1/ 165.
(2) المحاسن: 1/ 118.
(3) الكافي: 3/ 667 و2/ 678، تهذيب الأحكام: 2/ 117.
(4) الكافي: 3/ 668.
معارج الذكر والدعاء (215)
موسى هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني؛ فإنك تجدني قريبا مجيبا (1).
[الحديث: 825] قال الإمام الصادق: إذا أردت أن تقوم إلى صلاة الليل فقل: اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وآله، وأقدمهم بين يدي حوائجي، فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، اللهم ارحمني بهم ولا تعذبني بهم، واهدني بهم ولا تضلني بهم، وارزقني بهم ولا تحرمني بهم، واقض لي حوائجي للدنيا والآخرة، إنك على كل شي ء قديرٌ، وبكل شي ء عليمٌ (2).
[الحديث: 826] عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: كان الإمام الصادق إذا قام آخر الليل يرفع صوته حتى يسمع أهل الدار ويقول: اللهم أعني على هول المطلع، ووسع علي ضيق المضجع، وارزقني خير ما قبل الموت، وارزقني خير ما بعد الموت (3).
[الحديث: 827] قال الإمام الصادق: إن أفضل ما دعوتم الله بالأسحار، قال الله تعالى: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات: 18] (4).
[الحديث: 828] قال الإمام الصادق: عليكم بالدعاء والإلحاح على الله عز وجل في الساعة التي لا يخيب الله عز وجل فيها برا ولا فاجرا، قيل: جعلت فداك! وأي ساعة هي؟ قال: هي الساعة التي دعا فيها أيوب وشكا إلى الله عز وجل بليته، فكشف الله عز وجل ما به من ضر، ودعا فيها يعقوب فرد الله يوسف وكشف الله كربته، ودعا فيها محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم فكشف الله عز وجل كربته، ومكنه من أكتاف المشركين بعد اليأس، أنا ضامنٌ أن لا يخيب الله عز وجل في ذلك الوقت برا ولا فاجرا، البر يستجاب له في نفسه وغيره، والفاجر
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 438.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 483.
(3) الكافي: 2/ 539، من لا يحضره الفقيه: 1/ 480.
(4) قصص الأنبياء: ص 188 عن الفضل بن أبي قرة.
معارج الذكر والدعاء (216)
يستجاب له في غيره، ويصرف الله إجابته إلى ولي من أوليائه، فاغتنموا الدعاء في ذلك الوقت (1).
[الحديث: 829] قال الإمام الصادق في قول الله عز وجل: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات: 18]: في الوتر في آخر الليل سبعين مرة (2).
[الحديث: 830] قال الإمام الصادق: القنوت في الفريضة الدعاء، وفي الوتر الاستغفار (3).
[الحديث: 831] سئل الإمام الصادق عن القنوت في الوتر، هل فيه شي ءٌ موقتٌ يتبع ويقال؟ فقال: لا، أثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستغفر لذنبك العظيم، ثم قال: كل ذنب عظيمٌ (4).
[الحديث: 832] قال الإمام الصادق: استغفر الله في الوتر سبعين مرة، تنصب يدك اليسرى وتعد باليمنى الاستغفار (5).
[الحديث: 833] قال الإمام الصادق: من قال آخر قنوته في الوتر: (أستغفر الله وأتوب إليه) مئة مرة أربعين ليلة، كتبه الله من المستغفرين بالأسحار (6).
[الحديث: 834] قال الإمام الكاظم: من أراد أن يقوم من ليله للصلاة فلا يذهب به النوم، فليقل حين يأوي إلى فراشه: اللهم لا تؤمني مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تول عني وجهك، ولا تهتك عني سترك، ولا تأخذني على تمردي، ولا تجعلني من الغافلين،
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 699.
(2) تهذيب الأحكام: 2/ 130، علل الشرائع: ص 364.
(3) الكافي: 3/ 340 وص 450، تهذيب الأحكام: 2/ 131.
(4) الكافي: 3/ 450، تهذيب الأحكام: 2/ 131.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 489، علل الشرائع: ص 364.
(6) بحار الأنوار: 87/ 224 عن المصباح للكفعمي.
معارج الذكر والدعاء (217)
وأيقظني من رقدتي، وسهل لي القيام في هذه الليلة في أحب الأوقات إليك، وارزقني فيها الصلاة والشكر والدعاء، حتى أسألك فتعطيني، وأدعوك فتستجيب لي، وأستغفرك فتغفر لي، إنك أنت الغفور الرحيم (1).
__________
(1) فلاح السائل: ص 499، مصباح المتهجد: ص 123.
معارج الذكر والدعاء (218)
ثالثا ـ ما ورد حول أزمنة الشعائر
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية الخاصة بـ[أزمنة الشعائر]، ونقصد بها الأزمنة التي تمارس فيها الشعائر التعبدية، باعتبارها لم تقم إلا لإقامة ذكر الله وتعظيمه، كما قال تعالى عن الصلاة: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]
وننبه إلى أنا خصصنا مبحثا خاصا بالأزمنة المباركة، وهي أزمنة قد تقام فيها الشعائر أيضا، وميزناها عنها، باعتبار الشعائر فيها ليست عامة للجميع، ولكن مع ذلك يمكن أن ينال غيرهم فضلها، مثل يوم عرفة الذي هو زمن مبارك، تقام فيه الشعائر الخاصة بالحجاج، لكن غيرهم يمكن أن ينال ذلك الفضل أيضا بكثرة ذكره ودعائه وتوجهه إلى الله تعالى.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 835] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوةٌ: رجلٌ يكون في برية حيث لا يراه أحدٌ، فيقوم فيصلي، فيقول الله عز وجل لملائكته: أرى عبدي هذا يعلم أن له ربا يغفر الذنوب، فانظروا ما ذا يطلب، فتقول الملائكة: أي رب، رضاك ومغفرتك، فيقول: اشهدوا أني قد غفرت له.. ورجلٌ يكون معه فئةٌ فيفر عنه أصحابه، ويثبت هو في مكانه، فيقول الله للملائكة: انظروا ما يطلب عبدي، فتقول الملائكة: يا رب، بذل مهجته لك يطلب رضاك، فيقول: اشهدوا أني قد غفرت له.. ورجلٌ يقوم من آخر الليل، فيقول
معارج الذكر والدعاء (219)
الله للملائكة: اشهدوا أني قد غفرت له (1).
[الحديث: 836] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ساعتان لا ترد على داع دعوته: حين تقام الصلاة، وفي الصف في سبيل الله (2).
[الحديث: 837] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا (3).
[الحديث: 838] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، فلم ترد فيهما دعوةٌ: حضور الصلاة، وعند الزحف للقتال (4).
[الحديث: 839] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تحروا الدعاء في الفيافي، وثلاثةٌ لا يرد دعاؤهم: عند النداء، وعند الصف في سبيل الله، وعند نزول القطر (5).
[الحديث: 840] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث ساعات للمرء المسلم، ما دعا فيهن إلا استجيب له، ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثما، قيل: يا رسول الله، أية ساعة؟ قال: حين يؤذن المؤذن بالصلاة حتى يسكت، وحين يلتقي الصفان حتى يحكم الله بينهما، وحين ينزل المطر حتى يسكن (6).
[الحديث: 841] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تفتح أبواب السماء، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة (7).
__________
(1) أسد الغابة: 2/ 270، معرفة الصحابة لأبي نعيم: 2/ 1102.
(2) صحيح ابن حبان: 5/ 61، المعجم الكبير: 6/ 160؛ مكارم الأخلاق: 2/ 66، الأمالي للشجري: 1/ 235.
(3) أبو داوود: 3/ 21، الدارمي: 1/ 288، الحاكم: 1/ 313.
(4) حلية الأولياء: 6/ 363، صحيح ابن حبان: 5/ 5.
(5) حلية الأولياء: 6/ 363.
(6) حلية الأولياء: 9/ 320.
(7) السنن الكبرى: 3/ 502، المعجم الكبير: 8/ 169؛ الأمالي للشجري: 1/ 226.
معارج الذكر والدعاء (220)
[الحديث: 842] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تفتح أبواب السماء لخمس: لقراءة القرآن، وللقاء الزحفين، ولنزول القطر، ولدعوة المظلوم، وللأذان (1).
[الحديث: 843] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أذن بالأذان، فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء (2).
[الحديث: 844] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان فيما بينه وبين الروحاء حتى لا يسمع صوت التأذين، وفتحت أبواب السماء وأبواب الجنان، واستجيب الدعاء (3).
[الحديث: 845] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء، فمن نزل به كربٌ أو شدةٌ فليتحين المنادي، فإذا كبر كبر، وإذا تشهد تشهد، وإذا قال: حي على الصلاة، قال: حي على الصلاة، وإذا قال: حي على الفلاح، قال: حي على الفلاح، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة الصادقة المستجابة، المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى، أحينا عليها وأمتنا عليها، وابعثنا عليها، واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا، ثم يسأل الله حاجته (4).
[الحديث: 846] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا: اللهم افتح أقفال قلوبنا بذكرك، وأتمم علينا نعمتك من فضلك، واجعلنا من عبادك الصالحين (5).
__________
(1) المعجم الأوسط: 6/ 66، المعجم الصغير: 1/ 169.
(2) حلية الأولياء: 6/ 308.
(3) المعجم الأوسط: 9/ 83.
(4) الحاكم: 1/ 731، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 39.
(5) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 40.
معارج الذكر والدعاء (221)
[الحديث: 847] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا، غفر له ذنبه (1).
[الحديث: 848] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سمع النداء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل عليه وبلغه درجة الوسيلة عندك، واجعلنا في شفاعته يوم القيامة، وجبت له الشفاعة (2).
[الحديث: 849] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة (3).
[الحديث: 850] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة (4).
[الحديث: 851] عن أم سلمة، قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقول عند أذان المغرب: اللهم، إن هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، فاغفر لي (5).
[الحديث: 852] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء؛ فمن نزل به كربٌ أو شدةٌ فليتحين المنادي، فإذا كبر كبر وإذا تشهد
__________
(1) مسلم: 1/ 290، أبو داود: 1/ 145، النسائي: 2/ 26.
(2) المعجم الكبير: ج 12 ص 66 4.
(3) البخاري: 1/ 222، أبو داود: 1/ 146، الترمذي: 1/ 413.
(4) مسلم: 1/ 288، أبو داود: 1/ 144، الترمذي: 5/ 586.
(5) أبو داود: 1/ 146، الحاكم: 1/ 314.
معارج الذكر والدعاء (222)
تشهد، وإذا قال: حي على الصلاة، قال: حي على الصلاة، وإذا قال: حي على الفلاح، قال: حي على الفلاح، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة الصادقة المستجابة، المستجاب لها، دعوة الحق وكلمة التقوى، أحينا عليها وأمتنا عليها، وابعثنا عليها، واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا، ثم يسأل الله حاجته (1).
[الحديث: 853] عن عبد الله بن عمرو، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه (2).
[الحديث: 854] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة (3).
[الحديث: 855] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء بين الأذان والإقامة مستجابٌ؛ فادعوا (4).
[الحديث: 856] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات (5).
[الحديث: 857] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل صلاة لا يدعى فيها للمؤمنين والمؤمنات، فصلاة خداج (6).
[الحديث: 858] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلوا صلاة الصبح، ثم سلوا الله حوائجكم البتة (7).
[الحديث: 859] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من الدعاء المستجاب الذي لا يرد، الدعاء
__________
(1) الحاكم: 1/ 731، حلية الأولياء: 10/ 213.
(2) أبو داوود: 1/ 166، أحمد: 2/ 580.
(3) أبو داوود: 1/ 166، الترمذي: 1/ 616 و5/ 577؛ الدعوات: ص 36، بحار الأنوار: 93/ 368.
(4) مسند أبي يعلى: 6/ 15، أحمد: 6/ 312 5، صحيح ابن خزيمة: 1/ 222.
(5) الترمذي: 5/ 526.
(6) الفردوس: 3/ 259.
(7) تاريخ دمشق: 65/ 205.
معارج الذكر والدعاء (223)
بين المغرب والعشاء (1).
[الحديث: 860] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان طالبا إلى الله عز وجل حاجة في أمر دنياه وآخرته، فليطلبها في العشاء الآخرة؛ فإنها صلاةٌ لم يصلها أحدٌ من الأمم قبلكم (2).
[الحديث: 861] عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ (3).
[الحديث: 862] عن جبير بن مطعم، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا افتتح الصلاة قال: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا ـ ثلاث مرات ـ اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه ونفثه ونفخه (4).
[الحديث: 863] عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك (5).
[الحديث: 864] عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استفتح الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162 - 163] (6).
__________
(1) كنز العمال: 2/ 110 عن أبي الشيخ.
(2) الفردوس: 3/ 516.
(3) أبو داود: 1/ 231، الدارمي: 1/ 318.
(4) الحاكم: 1/ 360، أبو داود: 1/ 203.
(5) أبو داود: 1/ 206، الترمذي: 2/ 11، ابن ماجة: 1/ 265.
(6) الدعاء للطبراني: ص 172، المعجم الكبير: 12/ 271 4.
معارج الذكر والدعاء (224)
[الحديث: 865] قال الإمام علي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا استفتح الصلاة قال: لا إله إلا أنت سبحانك، ظلمت نفسي وعملت سوء، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (1).
[الحديث: 866] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام إلى الصلاة قال: ﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 79]، إن ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162 - 163]، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك (2).
[الحديث: 867] عن أبي امامة، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات (3).
[الحديث: 868] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا صليتم الصبح فافزعوا إلى الدعاء (4).
[الحديث: 869] عن ثوبان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام (5).
__________
(1) السنن الكبرى: 2/ 50.
(2) الترمذي: 5/ 486 و3423، مسلم: 1/ 534.
(3) الترمذي: 5/ 527، النسائي: 6/ 32.
(4) تاريخ بغداد: 12/ 155.
(5) مسلم: 1/ 414، الترمذي: 2/ 98، ابن ماجة: 1/ 300.
معارج الذكر والدعاء (225)
[الحديث: 870] عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه، قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني وعافني وارزقني (1).
[الحديث: 871] عن المغيرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شي ء قديرٌ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (2).
[الحديث: 872] عن جابر، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقول خلف كل صلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي ء قديرٌ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أبديت وما أخفيت، أنت إلهي لا إله إلا أنت (3).
[الحديث: 873] عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول قبل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (4).
[الحديث: 874] عن عوف بن مالك، قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلاوقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلاوقف فتعوذ، ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة (5).
__________
(1) مسلم: 4/ 2073.
(2) البخاري: 1/ 289 و5/ 2332، مسلم: 1/ 414.
(3) الدعاء للطبراني: ص 215.
(4) المصنف لعبد الرزاق: 2/ 86، وسائل الشيعة: 6/ 135.
(5) أبو داود: 1/ 231، النسائي: 2/ 223، أحمد: 9/ 256 5.
معارج الذكر والدعاء (226)
[الحديث: 875] عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، يتأول القرآن (1).
[الحديث: 876] قال الإمام علي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، خشع سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي، وما استقلت به قدمي، لله رب العالمين (2).
[الحديث: 877] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى، ثم يقول: بسم الله الذي لا إله إلاهو، الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الهم والحزن (3).
[الحديث: 878] عن عبد الله بن الزبير، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شي ء قديرٌ، لا حول ولا قوة إلابالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون (4).
[الحديث: 879] عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قضى الصلاة قال: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، ما علمت منه وما لم أعلم (5).
__________
(1) البخاري: 1/ 282 وص 274، مسلم: 1/ 350، أبو داود: 1/ 232.
(2) مسلم: 1/ 535
(3) الدعاء للطبراني: ص 210، المعجم الأوسط: 3/ 66، من لا يحضره الفقيه: 1/ 331.
(4) مسلم: 1/ 415، أبو داود: 2/ 82 و1507، النسائي: 3/ 70.
(5) الدعاء للطبراني: ص 208، مسند الطيالسي: ص 106.
معارج الذكر والدعاء (227)
[الحديث: 880] عن معاذ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيده وقال: يا معاذ، والله، إني لأحبك، وأوصيك: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (1).
[الحديث: 881] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو في أثر الصلاة، فيقول: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع (2).
[الحديث: 882] عن أبي بردة الأسلمي عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى الصبح رفع صوته حتى يسمع أصحابه، يقول: (اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة) ثلاث مرات (اللهم أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي) ثلاث مرات (اللهم أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي) ثلاث مرات (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك) ثلاث مرات (اللهم أعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) (3).
[الحديث: 883] عن مسلم بن أبي بكرة، قال: كان أبي يقول في دبر الصلاة: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر)، فكنت أقولهن، فقال: أي بني عمن أخذت هذا؟ قلت: عنك، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقولهن في دبر الصلاة (4).
__________
(1) أبو داود: 2/ 86، النسائي: 3/ 53، أحمد: 8/ 265 7.
(2) كنز الفوائد: 1/ 385، بحار الأنوار: 86/ 18؛ أبو داود: 2/ 92، النسائي: 8/ 263.
(3) الأمالي للطوسي: ص 158، بحار الأنوار: 86/ 134؛ النسائي: 3/ 73.
(4) النسائي: 3/ 74، أحمد: 7/ 306 وص 312 1، صحيح ابن خزيمة: 1/ 367.
معارج الذكر والدعاء (228)
[الحديث: 884] عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول بعد التشهد: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات (1).
[الحديث: 885] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى بأصحابه أقبل على القوم فقال: اللهم إني أعوذ بك من عمل يخزيني، اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني، اللهم إني أعوذ بك من صاحب يرديني، اللهم إني أعوذ بك من أمل يلهيني، اللهم إني أعوذ بك من فقر ينسيني (2).
[الحديث: 886] عن أبي أيوب الأنصاري، قال: ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم إلاسمعته حين ينصرف من صلاته يقول: اللهم اغفر لي أخطائي وذنوبي كلها، اللهم أنعمني وأحيني وارزقني، واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها إلا أنت، ولا يصرف عن سيئها إلا أنت (3).
[الحديث: 887] قال الإمام علي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سلم من الصلاة قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت (4).
[الحديث: 888] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة (5).
[الحديث: 889] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ختم القرآن فله دعوةٌ مستجابةٌ (6).
__________
(1) أبو داود: 1/ 259، الترمذي: 5/ 525، أحمد: 1/ 521 وص 638.
(2) الدعاء للطبراني: ص 209، مسند أبي يعلى: 4/ 240.
(3) الحاكم: 3/ 523، المعجم الكبير: 4/ 125.
(4) أبو داود: 2/ 83، سنن الدار قطني: 1/ 297، السنن الكبرى: 2/ 264، مسلم: 1/ 536؛ دعائم الإسلام: 1/ 170.
(5) شعب الإيمان: 2/ 376، حلية الأولياء: 7/ 260.
(6) المعجم الكبير: 18/ 259، شعب الإيمان: 2/ 376.
معارج الذكر والدعاء (229)
[الحديث: 890] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة؛ فإن شاء صاحبها عجلها في الدنيا، وإن شاء أخرها إلى الآخرة (1).
[الحديث: 891] عن زر بن حبيش، قال: كان عبد الله بن مسعود قائما يصلي، فلما بلغ المئة من النساء، قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: سل تعطه، فقال: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك في أعلى جنة الخلد (2).
[الحديث: 892] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سجدتم فاجتهدوا في الدعاء، فإنه قمنٌ أن يستجاب لكم (3).
[الحديث: 893] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجدٌ؛ فأكثروا الدعاء (4).
[الحديث: 894] عن عبد الله بن مسعود، قال: كان نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان ساجدا قال: سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك (5).
[الحديث: 895] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره (6).
[الحديث: 896] عن الإمام علي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سجد قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين (7).
__________
(1) كنز العمال: 1/ 513 عن ابن مردويه.
(2) حلية الأولياء: 6/ 257، أحمد: 2/ 173.
(3) النسائي: 2/ 218، مسلم: 1/ 368، أبو داوود: 1/ 232.
(4) مسلم: 1/ 350، أبو داوود: 1/ 231، النسائي: 2/ 226؛ بحار الأنوار: 86/ 216 عن جامع البزنطي.
(5) الدعاء للطبراني: ص 192، المعجم الأوسط: 10/ 124، المعجم الكبير: 10/ 155 2.
(6) مسلم: 1/ 350، أبو داود: 1/ 232، الحاكم: 1/ 395.
(7) مسلم: 1/ 534، الترمذي: 5/ 486، أبو داود: 1/ 202.
معارج الذكر والدعاء (230)
[الحديث: 897] عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه ـ وهو في المسجد ـ وهما منصوبتان، وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك (1).
[الحديث: 898] عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد قال: اللهم سجد لك سوادي وخيالي، وبك آمن فؤادي، أبوء بنعمتك علي، وهذا ما جنيت على نفسي، يا عظيم يا عظيم اغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب العظيمة إلاالرب العظيم (2).
[الحديث: 899] عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مضجعه فجعلت ألتمسه، فوقعت يدي عليه وهو ساجدٌ، وهو يقول: اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت (3).
[الحديث: 900] عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره (4).
[الحديث: 901] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم؛ فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه (5).
__________
(1) مسلم: 1/ 352، أبو داود: 1/ 232، الترمذي: 5/ 524.
(2) الحاكم: 1/ 716، مسند أبي يعلى: 4/ 348؛ بحار الأنوار: 86/ 239 عن اختيار ابن الباقي.
(3) النسائي: 2/ 220، أحمد: 9/ 482 4، مسند الطيالسي: ص 200.
(4) مسلم: 1/ 350، الحاكم: 1/ 395، صحيح ابن حبان: 5/ 258.
(5) عيون أخبار الرضا: 1/ 295.
معارج الذكر والدعاء (231)
[الحديث: 902] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أدى فريضة فله عند الله دعوةٌ مستجابةٌ (1).
[الحديث: 903] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوةٌ مستجابةٌ (2).
[الحديث: 904] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا فرغ العبد من الصلاة، ولم يسأل الله تعالى حاجته، يقول الله تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي، فقد أدى فريضتي ولم يسأل حاجته مني، كأنه قد استغنى عني (3).
[الحديث: 905] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يستحيي من عبده إذا صلى في جماعة، ثم يسأله حاجة أن ينصرف حتى يقضيها (4).
[الحديث: 906] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما صلاة المغرب، فهي الساعة التي تاب الله عز وجل فيها على آدم، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء، فوعدني ربي عز وجل أن يستجيب لمن دعاه فيها (5).
[الحديث: 907] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كانت له حاجةٌ فليطلبها في العشاء؛ فإنه لم يعطها أحدٌ من الأمم قبلكم، يعني العشاء الآخرة (6).
[الحديث: 908] قال الإمام السجاد: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع المؤذن قال كما يقول، فإذا قال: (حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على خير العمل) قال: لا حول
__________
(1) الأمالي للمفيد: ص 118؛ المعجم الكبير: 18/ 259.
(2) الأمالي للطوسي: ص 289، الدعوات: ص 27.
(3) بحار الأنوار: 85/ 325.
(4) حلية الأولياء: 7/ 256؛ تنبيه الخواطر: 1/ 6، إرشاد القلوب: ص 183، بحار الأنوار: 88/ 6.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 213.
(6) المجتنى: ص 68، عدة الداعي: ص 39.
معارج الذكر والدعاء (232)
ولا قوة إلا بالله، فإذا انقضت الإقامة، قال: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، أعط محمدا سؤله يوم القيامة، وبلغه الدرجة الوسيلة من الجنة، وتقبل شفاعته في أمته (1).
[الحديث: 909] قال الإمام الصادق: إذا قال المؤذن: (الله أكبر) فقل: الله أكبر، وإذا قال: (أشهد أن لا إله إلا الله) فقل: أشهد أن لا إله إلا الله، وإذا قال: (أشهد أن محمدا رسول الله)، فقل: أشهد أن محمدا رسول الله، فإذا قال: (قد قامت الصلاة) فقل: اللهم أقمها وأدمها، واجعلني من خير صالحي أهلها عملا (2).
[الحديث: 910] قال الإمام الصادق: من قال حين يسمع أذان الصبح: (اللهم إني أسألك بإقبال نهارك، وإدبار ليلك، وحضور صلواتك، وأصوات دعاتك، أن تتوب علي، إنك أنت التواب الرحيم)، وقال مثل ذلك حين يسمع أذان المغرب، ثم مات من يومه أو ليلته، مات تائبا (3).
[الحديث: 911] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله: يابن آدم، اذكرني بعد الفجر ساعة، واذكرني بعد العصر ساعة، أكفك ما أهمك (4).
[الحديث: 912] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن لا يؤاخذه الله تعالى يوم القيامة على قبيح أعماله ولا ينشر له ديوانٌ، فليدع هذا الدعاء في دبر كل صلاة: اللهم إن مغفرتك أرجى من عملي، وإن رحمتك أوسع من ذنبي، اللهم إن كان ذنبي عندك عظيما فعفوك أعظم
__________
(1) دعائم الإسلام: 1/ 145.
(2) دعائم الإسلام: 1/ 145.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 287، ثواب الأعمال: ص 183.
(4) تهذيب الأحكام: 2/ 138، من لا يحضره الفقيه: 1/ 329.
معارج الذكر والدعاء (233)
من ذنبي، اللهم إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك فرحمتك أهلٌ أن تبلغني وتسعني لأنها وسعت كل شي ء، برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 913] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني؛ إنك أنت الغفور الرحيم (2).
[الحديث: 914] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تقول في دبر كل صلاة: اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك (3).
[الحديث: 915] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد الانصراف عن الصلاة مسح جبهته بيده اليمنى، ثم يقول: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، عالم الغيب والشهادة، اللهم أذهب عنا الهم والحزن والفتن ما ظهر منها وما بطن، وقال: ما أحدٌ من أمتي يفعل ذلك إلاأعطاه الله عز وجل ما سأل (4).
[الحديث: 916] قال الإمام الجواد: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا فرغ من صلاته: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وإسرافي على نفسي، وما أنت أعلم به مني، اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أجمعين، ما علمت الحياة خيرا لي فأحيني، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في السر والعلانية، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا ينقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وبركة الموت بعد العيش، وبرد العيش بعد الموت، ولذة المنظر إلى وجهك، وشوقا إلى رؤيتك ولقائك،
__________
(1) المصباح للكفعمي: ص 30.
(2) النسائي: 6/ 53 7، البخاري: 1/ 287، مسلم: 4/ 2078.
(3) تهذيب الأحكام: 2/ 107، ثواب الأعمال: ص 191.
(4) الجعفريات: ص 40.
معارج الذكر والدعاء (234)
من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين، اللهم اهدنا فيمن هديت، اللهم إني أسألك عزيمة الرشاد والثبات في الأمر والرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عافيتك وأداء حقك، وأسألك يا رب قلبا سليما ولسانا صادقا، وأستغفرك لما تعلم، وأسألك خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، فإنك تعلم ولا نعلم وأنت علام الغيوب (1).
[الحديث: 917] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعدٌ: اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك، وسكان سماواتك وأرضك، وأنبيائك ورسلك، أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسرٌ، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من عسري يسرا (2).
[الحديث: 918] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد يبسط كفيه في دبر صلاته، ثم يقول: اللهم إلهي وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف، وإله جبريل وميكائيل وإسرافيل، أسألك أن تستجيب لي دعوتي فإني مضطرٌ، وتعصمني في ديني، فإني مبتلى، وتنالني برحمتك، فإني مذنبٌ، وتنفي عني الفقر؛ فإني مسكينٌ.. إلا كان حقا على الله ألا يرد يديه خائبتين (3).
[الحديث: 919] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، أي الرجال خيرٌ؟ قال: الحال المرتحل، قيل: يا رسول الله وما الحال المرتحل؟ قال: الفاتح الخاتم، الذي يفتح القرآن ويختمه، فله عند الله دعوةٌ مستجابةٌ (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 548، من لا يحضره الفقيه: 1/ 327.
(2) كمال الدين: ص 265، عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 60.
(3) الدعوات: ص 50، بحار الأنوار: 86/ 34؛ تاريخ دمشق: 16/ 383.
(4) ثواب الأعمال: ص 127.
معارج الذكر والدعاء (235)
[الحديث: 920] قال الإمام السجاد: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ختم القرآن حمد الله بمحامد وهو قائمٌ، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين (1).
[الحديث: 921] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا وضع وجهه للسجود: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي، فاغفر لي ذنوبي، يا حيا لا يموت (2).
[الحديث: 922] قال الإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عائشة ذات ليلة، فقام يتنفل، فاستيقظت عائشة، فضربت بيدها فلم تجده، فقامت تطوف عليه، فوطئته وهو ساجدٌ باك، يقول: سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، أبوء إليك بالنعم، وأعترف لك بالذنب العظيم، عملت سوءا وظلمت نفسي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت.. أعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا أبلغ مدحك والثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، أستغفرك وأتوب إليك (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 923] قال الإمام علي: لا ينفتل العبد من صلاته حتى يسأل الله الجنة ويستجير به من النار، ويسأ له أن يزوجه من الحور العين (4).
__________
(1) كنز العمال: 2/ 349 عن شعب الإيمان.
(2) بحار الأنوار: 86/ 218 عن الجعفريات.
(3) الكافي: 3/ 324، شعب الإيمان: 3/ 385، فضائل الأوقات للبيهقي: ص 127.
(4) الخصال: ص 629.
معارج الذكر والدعاء (236)
[الحديث: 924] قال الإمام علي: إذا انصرفت من الصلاة قل: اللهم اجعلني مع محمد وآل محمد في كل عافية وبلاء، واجعلني مع محمد وآل محمد في كل مثوى ومنقلب.. اللهم اجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم، واجعلني معهم في المواطن كلها، ولا تفرق بيني وبينهم، إنك على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 925] عن محمد بن الحنفية، قال: بينا الإمام علي يطوف بالبيت، إذا رجلٌ متعلقٌ بالأستار، وهو يقول: يا من لا يشغله سمعٌ عن سمع، يا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك، فقال له: هذا دعاؤك؟ قال له الرجل: وقد سمعته؟ قال: نعم، قال: فادع به في دبر كل صلاة، فوالله ما يدعو به أحدٌ من المؤمنين في أدبار الصلاة إلاغفر الله له ذنوبه (2).
[الحديث: 926] قال الإمام علي: من قرأ مائة آية من القرآن ـ من أي القرآن شاء ـ ثم قال: يا الله ـ سبع مرات ـ فلو دعا على الصخرة لقلعها إن شاء الله (3).
[الحديث: 927] قال الإمام علي: إذا استفتحت الصلاة فقل: الله أكبر، وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وحده لا شريك له، وبذلك امرت وأنا من المسلمين (4).
[الحديث: 928] عن عاصم بن ضمرة، قال: كان عليٌ إذا افتتح الصلاة قال: الله أكبر، لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، لبيك
__________
(1) الكافي: 2/ 544.
(2) الأمالي للمفيد: ص 92، فلاح السائل: ص 302، تاريخ بغداد: 4/ 118.
(3) ثواب الأعمال: ص 130، مكارم الأخلاق: 2/ 161.
(4) دعائم الإسلام: 1/ 157.
معارج الذكر والدعاء (237)
وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، وعبدك بين يديك، ومنك، وإليك، ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب البيت (1).
[الحديث: 929] قال الإمام الباقر: كان الإمام علي يصلي صلاة الخوف على الدابة مستقبل القبلة، ثم يركع ويقول: (لك خشعت وبك آمنت وأنت ربي)، ثم يخفض رأسه من الركوع من غير أن يمس جبهته شي ءٌ، ثم يقول: لك سجدت وبك آمنت وأنت ربي (2).
[الحديث: 930] عن الحارث، قال: كان الإمام علي إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، [اللهم] بحولك وقوتك أقوم وأقعد (3).
[الحديث: 931] قال الإمام علي: من أحب الكلام إلى الله عز وجل أن يقول العبد وهو ساجدٌ: رب ظلمت نفسي فاغفر لي (4).
[الحديث: 932] عن عاصم بن ضمرة، قال: كان الإمام علي إذا سجد قال: اللهم لك سجدت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وأنت ربي، سجد لك سمعي وبصري، ولحمي ودمي، وعظامي وعصبي، وشعري وبشري، سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله (5).
[الحديث: 933] عن الأصبغ بن نباتة، قال: كان الإمام علي يقول في سجوده: أناجيك يا سيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه، وأطلب إليك طلب من يعلم أنك تعطي
__________
(1) المصنف لعبد الرزاق: 2/ 79.
(2) النوادر للراوندي: ص 198، الجعفريات: ص 47.
(3) المصنف لابن أبي شيبة: 1/ 278، الدعاء للطبراني: ص 189.
(4) الدعاء للطبراني: ص 195.
(5) المصنف لعبد الرزاق: 2/ 163.
معارج الذكر والدعاء (238)
ولا ينقص مما عندك شي ءٌ، وأستغفرك استغفار من يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وأتوكل عليك توكل من يعلم أنك على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 934] قال الإمام الصادق: كان الإمام علي يقول لأصحابه: من سجد بين الأذان والإقامة، فقال في سجوده: (رب لك سجدت خاضعا خاشعا ذليلا) يقول الله تعالى: ملائكتي؛ وعزتي وجلالي، لأجعلن محبته في قلوب عبادي المؤمنين، وهيبته في قلوب المنافقين (2).
[الحديث: 935] قال الإمام الصادق: كان الإمام علي يقول وهو ساجدٌ: ارحم ذلي بين يديك، وتضرعي إليك، ووحشتي من الناس، وآنسني بك يا كريم.. وكان يقول: وعظتني فلم أتعظ، وزجرتني عن محارمك فلم أنزجر، وعمرتني أياديك فما شكرت، عفوك عفوك يا كريم، أسألك الراحة عند الموت، وأسألك العفو عند الحساب (3).
[الحديث: 936] قال الإمام الرضا: كان الإمام علي يقول في سجوده: اللهم ارحم ذلي بين يديك، وتضرعي إليك، ووحشتي من الناس، وأنسي بك يا كريم، فإني عبدك وابن عبدك، أتقلب في قبضتك، يا ذا المن والفضل والجود والغنى والكرم، ارحم ضعفي، وشيبتي من النار يا كريم (4).
[الحديث: 937] قال الإمام الباقر: كان الإمام علي يقول في دعائه وهو ساجدٌ: اللهم إني أعوذ بك أن تبتليني ببلية تدعوني ضرورتها على أن أتغوث بشي ء من معاصيك، اللهم ولا تجعل لي حاجة إلى أحد من شرار خلقك ولئامهم، فإن جعلت لي حاجة إلى أحد
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 327.
(2) فلاح السائل: ص 272.
(3) الكافي: 3/ 327، المصباح للكفعمي: ص 43.
(4) فقه الرضا: ص 141.
معارج الذكر والدعاء (239)
من خلقك، فاجعلها إلى أحسنهم وجها وخلقا وخلقا، وأسخاهم بها نفسا، وأطلقهم بها لسانا، وأسمحهم بها كفا، وأقلهم بها علي امتنانا (1).
[الحديث: 938] عن عبد الرحمن بن الأسود، قال: صلى الإمام علي بنا في مسجد بني كاهل الفجر، فقنت بنا، فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونستهديك ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من ينكرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحقٌ، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيمن أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك، ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286] (2).
[الحديث: 939] قال الإمام علي في القنوت: اللهم إليك شخصت الأبصار، ونقلت الأقدام، ورفعت الأيدي ومدت الأعناق، وأنت دعيت بالألسن، وإليك سرهم ونجواهم في الأعمال، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا وقلة عددنا وكثرة عدونا، وتظاهر الأعداء علينا، ووقوع الفتن بنا، ففرج ذلك اللهم بعدل تظهره، وإمام حق نعرفه، إله الحق آمين رب العالمين (3).
__________
(1) قرب الإسناد: ص 1.
(2) المزار الكبير: ص 121، المزار للشهيد الأول: ص 276.
(3) ذكرى الشيعة: 3/ 290، كشف المحجة: ص 247 عن كتاب الرسائل للكليني.
معارج الذكر والدعاء (240)
[الحديث: 940] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم إنك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نورا، وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته، وفضلته على كل حديث قصصته، وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك، وقرآنا أعربت به عن شرائع أحكامك، وكتابا فصلته لعبادك تفصيلا، ووحيا أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه وآله تنزيلا، وجعلته نورا نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتباعه، وشفاء لمن أنصت بفهم التصديق إلى استماعه، وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه، ونور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه، وعلم نجاة لا يضل من أم قصد سنته، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته.. اللهم فإذ أفدتنا المعونة على تلاوته، وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته، ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه وموضحات بيناته (1).
[الحديث: 941] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم مجملا، وألهمته علم عجائبه مكملا، وورثتنا علمه مفسرا، وفضلتنا على من جهل علمه، وقويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله.. اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة، وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله، فصل على محمد الخطيب به، وعلى آله الخزان له، واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه، ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه (2).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 157.
(2) الصحيفة السجادية: ص 157.
معارج الذكر والدعاء (241)
[الحديث: 942] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم اجعلنا ممن يعتصم بحبله، ويأوي من المتشابهات إلى حرز معقله، ويسكن في ظل جناحه، ويهتدي بضوء صباحه، ويقتدي بتبلج إسفاره، ويستصبح بمصباحه، ولا يلتمس الهدى في غيره (1).
[الحديث: 943] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم وكما نصبت به محمدا علما للدلالة عليك، وأنهجت بآله سبل الرضا إليك، فصل على محمد وآله، واجعل القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة، وسلما نعرج فيه إلى محل السلامة، وسببا نجزى به النجاة في عرصة القيامة، وذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة (2).
[الحديث: 944] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم احطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار، وهب لنا حسن شمائل الأبرار، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار، حتى تطهرنا من كل دنس بتطهيره، وتقفو بنا آثار الذين استضاؤوا بنوره، ولم يلههم الأمل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره (3).
[الحديث: 945] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم اجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مونسا، ومن نزغات الشيطان وخطرات الوسواس حارسا، ولأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابسا، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا، ولجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجرا، ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا، حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه، وزاجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 157.
(2) الصحيفة السجادية: ص 157.
(3) الصحيفة السجادية: ص 157.
(4) الصحيفة السجادية: ص 157.
معارج الذكر والدعاء (242)
[الحديث: 946] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم أدم بالقرآن صلاح ظاهرنا، واحجب به خطرات الوسواس عن صحة ضمائرنا، واغسل به درن قلوبنا وعلائق أوزارنا، واجمع به منتشر أمورنا، وأرو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا، واكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا (1).
[الحديث: 947] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم اجبر بالقرآن خلتنا من عدم الإملاق، وسق إلينا به رغد العيش وخصب سعة الأرزاق، وجنبنا به الضرائب المذمومة ومداني الأخلاق، واعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق، حتى يكون لنا في القيامة إلى رضوانك وجنانك قائدا، ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدي حدودك ذائدا، ولما عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهدا (2).
[الحديث: 948] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم هون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق، وجهد الأنين، وترادف الحشارج إذا بلغت النفوس التراقي وقيل من راق، وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب، ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق، وداف لها من ذعاف الموت كأسا مسمومة المذاق، ودنا منا إلى الآخرة رحيلٌ وانطلاقٌ، وصارت الأعمال قلائد في الأعناق، وكانت القبور هي المأوى إلى ميقات يوم التلاق (3).
[الحديث: 949] قال الإمام السجاد في دعائه عند ختم القرآن: اللهم بارك لنا في حلول دار البلى، وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا، وافسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا، ولا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 157.
(2) الصحيفة السجادية: ص 157.
(3) الصحيفة السجادية: ص 157.
معارج الذكر والدعاء (243)
آثامنا، وارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا، وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا، ونور به قبل البعث سدف قبورنا، ونجنا به من كل كرب يوم القيامة، وشدائد أهوال يوم الطامة، وبيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة، واجعل لنا في صدور المؤمنين ودا، ولا تجعل الحياة علينا نكدا (1).
[الحديث: 950] قيل للإمام الباقر: ما أقول إذا سمعت الأذان؟ قال: اذكر الله مع كل ذاكر (2).
[الحديث: 951] قال الإمام الباقر: إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصبٌ: (الله أكبر)، ثم اركع وقل: (اللهم لك ركعت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وأنت ربي، خشع لك قلبي، وسمعي وبصري، وشعري وبشري، ولحمي ودمي، ومخي وعظامي وعصبي، وما أقلته قدماي، غير مستنكف ولا مستكبر ولا مستحسر، سبحان ربي العظيم وبحمده) ثلاث مرات في ترتيل (3).
[الحديث: 952] قال الإمام الباقر: المسألة قبل الصلاة وبعدها (4).
[الحديث: 953] قال الإمام الباقر في قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [الشرح: 7 - 8]: إذا قضيت الصلاة بعد أن تسلم وأنت جالسٌ فانصب في الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، وإذا فرغت من الدعاء فارغب إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يتقبلها منك (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 157.
(2) علل الشرائع: ص 284.
(3) الكافي: 3/ 319، تهذيب الأحكام: 2/ 77.
(4) دعائم الإسلام: 1/ 166.
(5) قرب الإسناد: ص 7.
معارج الذكر والدعاء (244)
[الحديث: 954] قال الإمام الباقر: لما كلم الله عز وجل موسى عليه السلام قال موسى: إلهي، ما جزاء من صلى الصلاة لوقتها، لم يشغله عن وقتها دنيا؟ قال: يا موسى، أعطيه سؤله وأبيحه جنتي (1).
[الحديث: 955] قال الإمام الباقر: أقل ما يجزئك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك، اللهم إني أسألك عافيتك في أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (2).
[الحديث: 956] قال الإمام الباقر بعد دعاء ذكره لقنوت الوتر: ثم تقول في قنوت الوتر بعد هذا: (أستغفر الله وأتوب إليه) سبعين مرة، وتعوذ بالله من النار كثيرا (3).
[الحديث: 957] قال الإمام الباقر: الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا، وبذلك جرت السنة (4).
[الحديث: 958] قال الإمام الباقر: لا تنسوا الموجبتين في دبر كل صلاة، قيل: وما الموجبتان؟ قال: تسأل الله الجنة، وتعوذ بالله من النار (5).
[الحديث: 959] قال الإمام الباقر في قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [الشرح: 7 - 8]: إذا قضيت الصلاة بعد أن تسلم وأنت جالسٌ، فانصب في الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، وإذا فرغت من الدعاء فارغب إلى الله تبارك وتعالى أن يتقبلها منك (6).
__________
(1) فضائل الأشهر الثلاثة: ص 89، الأمالي للصدوق: ص 277.
(2) الكافي: 3/ 343، تهذيب الأحكام: 2/ 107.
(3) الأمالي للطوسي: ص 433.
(4) من لا يحضره الفقيه: 1/ 328، الكافي: 3/ 342.
(5) الكافي: 3/ 343، تهذيب الأحكام: 2/ 108.
(6) قرب الإسناد: ص 7.
معارج الذكر والدعاء (245)
[الحديث: 960] قال الإمام الباقر: من استغفر الله بعد صلاة الفجر سبعين مرة، غفر الله له (1).
[الحديث: 961] قال الإمام الباقر: من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثني رجليه: أستغفر الله الذي لا إله إلاهو الحي القيوم، ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه (ثلاث مرات) غفر الله عز وجل له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (2).
[الحديث: 962] قال الإمام الباقر: أقل ما يجزئك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك، اللهم إني أسألك عافيتك في أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (3).
[الحديث: 963] قال الإمام الباقر: ادع في طلب الرزق في المكتوبة وأنت ساجدٌ: يا خير المسؤولين، ويا خير المعطين، ارزقني وارزق عيالي من فضلك الواسع، فإنك ذو الفضل العظيم (4).
[الحديث: 964] قال الإمام الباقر: تقول في قنوت الفريضة في الأيام كلها ـ إلافي الجمعة ـ: اللهم إني أسألك لي ولوالدي، ولولدي ولأهل بيتي، وإخواني المؤمنين فيك، اليقين، والعفو، والمعافاة، والرحمة، والمغفرة، والعافية، في الدنيا والآخرة (5).
[الحديث: 965] قال الإمام الصادق: من أذن ثم سجد، فقال (لا إله إلا أنت ربي، سجدت لك خاضعا خاشعا) غفر الله له ذنوبه (6).
__________
(1) ثواب الأعمال: ص 198، الخصال: ص 581.
(2) الكافي: 2/ 521، مكارم الأخلاق: 2/ 93؛ المعجم الصغير: 2/ 26، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 53.
(3) الكافي: 3/ 343 و2/ 578، تهذيب الأحكام: 2/ 108.
(4) الكافي: 2/ 551.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 318.
(6) فلاح السائل: ص 272.
معارج الذكر والدعاء (246)
[الحديث: 966] عن معاوية بن وهب، قال: سمعت الإمام الصادق يقول بين الأذان والإقامة: سبحان من لا تبيد معالمه، سبحان من لا ينسى من ذكره، سبحان من لا يخيب سائله، سبحان من ليس له حاجبٌ يغشى، ولا بوابٌ يرشى، ولا ترجمانٌ يناجى، سبحان من اختار لنفسه أحسن الأسماء، سبحان من فلق البحر لموسى، سبحان من لا يزداد على كثرة العطاء إلاكرما وجودا، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره (1).
[الحديث: 967] قال الإمام الصادق: يقول الرجل إذا فرغ من الأذان وجلس: اللهم اجعل قلبي بارا، وعيشي قارا، ورزقي دارا، واجعل لي عند قبر نبيك صلى الله عليه وآله وسلم قرارا ومستقرا (2).
[الحديث: 968] قال الإمام الصادق: عليكم بالدعاء في أدبار الصلاة؛ فإنه مستجابٌ (3).
[الحديث: 969] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل فرض عليكم الصلوات الخمس في أفضل الساعات؛ فعليكم بالدعاء في أدبار الصلوات (4).
[الحديث: 970] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل فرض عليكم الصلاة في أحب الأوقات إليه؛ فاسألوا الله حوائجكم عقيب فرائضكم (5).
[الحديث: 971] قال الإمام الصادق: ما من مؤمن يؤدي فريضة من فرائض الله إلا كان له عند أدائها دعوةٌ مستجابةٌ (6).
[الحديث: 972] قال الإمام الصادق في قول الله عز وجل: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ
__________
(1) فلاح السائل: ص 273، مكارم الأخلاق: 2/ 64.
(2) الكافي: 3/ 308، تهذيب الأحكام: 2/ 64.
(3) الخصال: ص 688.
(4) الخصال: ص 278، تفسير القمي: 1/ 67.
(5) عدة الداعي: ص 58.
(6) المحاسن: 1/ 122.
معارج الذكر والدعاء (247)
وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [الشرح: 7 - 8]: الدعاء بعد الفريضة، إياك أن تدعه؛ فإن فضله بعد الفريضة كفضل الفريضة على النافلة، إن الله عز وجل يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] وأفضل العبادة الدعاء، وإياه عنى (1).
[الحديث: 973] قال الإمام الصادق: من قال: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، أربعين مرة في دبر كل صلاة فريضة قبل أن يثني رجليه، ثم سأل الله أعطي ما سأل (2).
[الحديث: 974] قال الإمام الصادق: من قال إذا صلى المغرب ثلاث مرات: (الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره) أعطي خيرا كثيرا (3).
[الحديث: 975] سئل الإمام الصادق عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة؟ قال: نعم، تعوذ بالله من الشيطان الرجيم (4).
[الحديث: 976] عن صفوان الجمال، قال: شهدت الإمام الصادق استقبل القبلة قبل التكبير، وقال: اللهم لا تؤيسني من روحك، ولا تقنطني من رحمتك، ولا تؤمني مكرك، فإنه لا يأمن مكر الله إلاالقوم الخاسرون (5).
[الحديث: 977] قال الإمام الصادق: إذا قمت إلى الصلاة، فقل: اللهم إني أقدم إليك محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بين يدي حاجتي، وأتوجه به إليك، فاجعلني به وجيها عندك في الدنيا
__________
(1) دعائم الإسلام: 1/ 166.
(2) الأمالي للصدوق: ص 269.
(3) الكافي: 2/ 545، من لا يحضره الفقيه: 1/ 326.
(4) تفسير العياشي: 2/ 270.
(5) الكافي: 2/ 544.
معارج الذكر والدعاء (248)
والآخرة ومن المقربين، اجعل صلاتي به مقبولة، وذنبي به مغفورا، ودعائي به مستجابا، إنك أنت الغفور الرحيم (1).
[الحديث: 978] قال الإمام الصادق: إذا قمت إلى الصلاة فقل: بسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، وكما شاء الله ولا قوة إلابالله، اللهم اجعلني من زوارك وعمار مساجدك، وافتح لي باب رحمتك، وأغلق عني باب معصيتك، الحمد لله الذي جعلني ممن يناجيه، اللهم أقبل علي بوجهك، جل ثناؤك.. ثم افتح الصلاة (2).
[الحديث: 979] قال الإمام الصادق: إن القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا، فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها، وسل الله عز وجل الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها، وتعوذ بالله من النار (3).
[الحديث: 980] قال الإمام الصادق لرجل تعوذ بعد التوجه من الشيطان، تقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (4).
[الحديث: 981] قال الإمام الصادق: لا تدع في دبر كل صلاة: أعيذ نفسي وما رزقني ربي بالله الواحد الصمد ـ حتى تختمها ـ وأعيذ نفسي وما رزقني ربي برب الفلق ـ حتى تختمها ـ واعيذ نفسي وما رزقني ربي برب الناس ـ حتى تختمها ـ (5).
[الحديث: 982] قال الإمام الصادق في دعائه في قنوت صلاة العيد: اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك المخلصون (6).
__________
(1) الكافي: 3/ 309، تهذيب الأحكام: 2/ 287.
(2) دعائم الإسلام: 1/ 167.
(3) الكافي: 2/ 617.
(4) دعائم الإسلام: 1/ 157.
(5) الكافي: 3/ 343 وص 346، تهذيب الأحكام: 2/ 108.
(6) من لا يحضره الفقيه: 1/ 513 وص 523.
معارج الذكر والدعاء (249)
[الحديث: 983] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل فرض عليكم الصلوات الخمس في أفضل الساعات؛ فعليكم بالدعاء في أدبار الصلوات (1).
[الحديث: 984] قال الإمام الصادق: يستجاب الدعاء في أربعة مواطن: في الوتر، وبعد الفجر، وبعد الظهر، وبعد المغرب (2).
[الحديث: 985] قال الإمام الصادق: الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب والدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض (3).
[الحديث: 986] قال الإمام الصادق: قل بعد التسليم: الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شي ء قديرٌ، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم (4).
[الحديث: 987] قال الإمام الصادق: من قال في دبر الفريضة: أستودع الله العظيم الجليل نفسي وأهلي وولدي ومن يعنيني أمره، وأستودع الله المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كل شي ء نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن يعنيني أمره.. حف بجناح من أجنحة جبريل عليه السلام، وحفظ في نفسه وأهله وماله (5).
[الحديث: 988] قال الإمام الصادق: إذا صليت فقل بعقب صلاتك: اللهم لك صليت، وبك آمنت، وإياك دعوت، وإياك رجوت، فأسألك أن تجعل لي في صلاتي ودعائي بركة تكفر بها سيئاتي، وتبيض بها وجهي وتكرم بها مقامي، وتحط بها عني وزري، اللهم
__________
(1) الخصال: ص 278، تفسير القمي: 1/ 67.
(2) الكافي: 2/ 477.
(3) تهذيب الأحكام: 2/ 138، من لا يحضره الفقيه: 1/ 329، بحار الأنوار: 10/ 90.
(4) تهذيب الأحكام: 2/ 106.
(5) الكافي: 2/ 573.
معارج الذكر والدعاء (250)
احطط عني وزري، واجعل ما عندك خيرا لي، الحمد لله الذي قضى عني صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا (1).
[الحديث: 989] قال الإمام الصادق: الحواميم رياحين القرآن، فإذا قرأتموها فاحمدوا الله واشكروه كثيرا لحفظها وتلاوتها، إن العبد ليقوم ويقرأ الحواميم، فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر، وإن الله عز وجل ليرحم تاليها وقارئها (2).
[الحديث: 990] قيل للإمام الصادق: أدعو وأنا راكعٌ أو ساجدٌ؟ فقال: نعم، ادع وأنت ساجدٌ؛ فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجدٌ، ادع الله عز وجل لدنياك وآخرتك (3).
[الحديث: 991] قيل للإمام الصادق: أدعو وأنا ساجدٌ؟ فقال: نعم؛ ادع للدنيا والآخرة؛ فإنه رب الدنيا والآخرة (4).
[الحديث: 992] قال الإمام الصادق: أقرب ما يكون العبد من ربه، إذا دعا ربه وهو ساجدٌ (5).
[الحديث: 993] قال الإمام الصادق: إذا نزلت برجل نازلةٌ أو شديدةٌ، أو كربه أمرٌ، فليكشف عن ركبتيه وذراعيه وليلصقهما بالأرض، وليلزق جؤجؤه بالأرض، ثم ليدع بحاجته وهو ساجدٌ (6).
[الحديث: 994] قال الإمام الصادق: إذا أصابك أمرٌ فبلغ منك مجهودك، فاسجد على الأرض، وقل: يا مذل كل جبار، يا معز كل ذليل، قد وحقك بلغ بي مجهودي، فصل
__________
(1) دعائم الإسلام: 1/ 169.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 310.
(3) الاصول الستة عشر: ص 61.
(4) الكافي: 3/ 323، تهذيب الأحكام: 2/ 299.
(5) الكافي: 3/ 323.
(6) الكافي: 2/ 556، عدة الداعي: ص 260.
معارج الذكر والدعاء (251)
على محمد وآل محمد وفرج عني (1).
[الحديث: 995] عن عبد الله بن هلال، قال: شكوت إلى الإمام الصادق تفرق أموالنا، وما دخل علينا، فقال: عليك بالدعاء وأنت ساجدٌ؛ فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجدٌ (2).
[الحديث: 996] قال الإمام الصادق: إذا قال العبد وهو ساجدٌ: يا الله، يا رباه، يا سيداه ـ ثلاث مرات ـ أجابه تبارك وتعالى: لبيك عبدي، سل حاجتك (3).
[الحديث: 997] قال الإمام الصادق: إن العبد إذا سجد فقال: يا رب يا رب، حتى ينقطع نفسه، قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك، ما حاجتك؟ (4).
[الحديث: 998] سئل الإمام الصادق عن القنوت وما يقال فيه، فقال: ما قضى الله على لسانك، ولا أعلم له شيئا موقتا (5).
[الحديث: 999] سئل الإمام الصادق عن القنوت، فيه قولٌ معلومٌ؟ فقال: أثن على ربك، وصل على نبيك، واستغفر لذنبك (6).
[الحديث: 1000] قال الإمام الصادق: يجزئك في القنوت: اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، في الدنيا والآخرة، إنك على كل شي ء قديرٌ (7).
[الحديث: 1001] قال الإمام الصادق في دعائه في قنوت يوم الجمعة في الركعة الأولى بعد القراءة: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم،
__________
(1) الدعوات: ص 51.
(2) الكافي: 3/ 326.
(3) الأمالي للصدوق: ص 696.
(4) من لا يحضره الفقيه: 1/ 333، مكارم الأخلاق: 2/ 38.
(5) الكافي: 3/ 340، تهذيب الأحكام: 2/ 314.
(6) من لا يحضره الفقيه: 1/ 316.
(7) الكافي: 3/ 340، تهذيب الأحكام: 2/ 87.
معارج الذكر والدعاء (252)
والحمد لله رب العالمين.. اللهم صل على محمد كما هديتنا به، اللهم صل على محمد كما أكرمتنا به، اللهم اجعلنا ممن اخترته لدينك وخلقته لجنتك، اللهم ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8] (1).
[الحديث: 1002] قال الإمام الصادق في دعائه قبل قراءة القرآن: اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكلامك الناطق على لسان نبيك، جعلته هاديا منك إلى خلقك، وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك، اللهم إني نشرت عهدك وكتابك، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة، وقراءتي فيه فكرا وفكري فيه اعتبارا، واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه، واجتنب معاصيك، ولا تطبع عند قراءتي على قلبي ولا على سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوة، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها، بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه، آخذا بشرائع دينك، ولا تجعل نظري فيه غفلة، ولا قراءتي هذرا، إنك أنت الرؤوف الرحيم (2).
[الحديث: 1003] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم ربنا لك الحمد بما علمتنا من الحكمة والقرآن العظيم المبين، اللهم أنت علمتناه قبل رغبتنا في تعلمه، واختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه، اللهم فإذا كان ذلك منا منك وفضلا وجودا ولطفا بنا، ورحمة لنا وامتنانا علينا من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا، اللهم فحبب إلينا حسن تلاوته، وحفظ آياته، وإيمانا بمتشابهه، وعملا بمحكمه، وسببا في تأويله، وهدى في تدبيره، وبصيرة بنوره (3).
__________
(1) الكافي: 3/ 426، تهذيب الأحكام: 3/ 18.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 140، الإقبال: 1/ 231.
(3) الكافي: 2/ 573.
معارج الذكر والدعاء (253)
[الحديث: 1004] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم كما أنزلت القرآن شفاء لأوليائك، وشقاء على أعدائك، وعمى على أهل معصيتك، ونورا لأهل طاعتك، اللهم فاجعله لنا حصنا من عذابك، وحرزا من غضبك، وحاجزا عن معصيتك، وعصمة من سخطك، ودليلا على طاعتك، ونورا يوم نلقاك، نستضي ء به في خلقك، ونجوز به على صراطك، ونهتدي به إلى جنتك (1).
[الحديث: 1005] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم إنا نعوذ بك من الشقوة في حمله، والعمى عن عمله، والجور عن حكمه، والعلو عن قصده، والتقصير دون حقه.. اللهم احمل عنا ثقله، وأوجب لنا أجره، وأوزعنا شكره، واجعلنا نراعيه ونحفظه (2).
[الحديث: 1006] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم اجعلنا نتبع حلاله، ونجتنب حرامه، ونقيم حدوده، ونؤدي فرائضه.. اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته، ونشاطا في قيامه، ووجلا في ترتيله، وقوة في استعماله في آناء الليل وأطراف النهار (3).
[الحديث: 1007] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم اجعل لقلوبنا ذكاء عند عجائبه التي لا تنقضي، ولذاذة عند ترديده، وعبرة عند ترجيعه، ونفعا بينا عند استفهامه (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 573.
(2) الكافي: 2/ 573.
(3) الكافي: 2/ 573.
(4) الكافي: 2/ 573.
معارج الذكر والدعاء (254)
[الحديث: 1008] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم إنا نعوذ بك من تخلفه في قلوبنا، وتوسده عند رقادنا، ونبذه وراء ظهورنا، ونعوذ بك من قساوة قلوبنا لما به وعظتنا (1).
[الحديث: 1009] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم انفعنا بما صرفت فيه من الآيات، وذكرنا بما ضربت فيه من المثلات، وكفر عنا بتأويله السيئات، وضاعف لنا به جزاء في الحسنات، وارفعنا به ثوابا في الدرجات، ولقنا به البشرى بعد الممات (2).
[الحديث: 1010] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم اجعله لنا زادا تقوينا به في الموقف بين يديك، وطريقا واضحا نسلك به إليك، وعلما نافعا نشكر به نعماءك، وتخشعا صادقا نسبح به أسماءك، فإنك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذرنا، واصطنعت به عندنا نعمة قصر عنها شكرنا (3).
[الحديث: 1011] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل، ودليلا يهدينا لصالح العمل، وعونا هاديا يقومنا من الميل، وعونا يقوينا من الملل حتى يبلغ بنا أفضل الأمل (4).
[الحديث: 1012] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء، وسلاحا يوم الارتقاء، وحجيجا يوم القضاء، ونورا يوم الظلماء، يوم لا أرض ولا سماء، يوم يجزى كل ساع بما سعى (5).
__________
(1) الكافي: 2/ 573.
(2) الكافي: 2/ 573.
(3) الكافي: 2/ 573.
(4) الكافي: 2/ 573.
(5) الكافي: 2/ 573.
معارج الذكر والدعاء (255)
[الحديث: 1013] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم اجعله لنا ريا يوم الظمأ، وفوزا يوم الجزاء، من نار حامية قليلة البقيا على من بها اصطلى وبحرها تلظى، اللهم اجعله لنا برهانا على رؤوس الملأ، يوم يجمع فيه أهل الأرض وأهل السماء (1).
[الحديث: 1014] قال الإمام الصادق في دعائه عند قراءة القرآن: اللهم ارزقنا منازل الشهداء، وعيش السعداء، ومرافقة الأنبياء، إنك سميع الدعاء (2).
[الحديث: 1015] قال الإمام الصادق في دعائه عند الفراغ من قراءة القرآن: اللهم إني قد قرأت ما قضيت لي من كتابك، الذي أنزلته على نبيك الصادق صلواتك عليه وآله، فلك الحمد ربنا، اللهم اجعلني ممن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه، واجعله لي انسا في قبري، وأنسا في حشري، واجعلني ممن ترقيه بكل آية قرأتها لي درجة في أعلى عليين، آمين رب العالمين (3).
[الحديث: 1016] قال الإمام الصادق في الدعاء لحفظ القرآن: تقول: اللهم إني أسألك ولم يسأل العباد مثلك، أسألك بحق محمد نبيك ورسولك، وإبراهيم خليلك وصفيك، وموسى كليمك ونجيك، وعيسى كلمتك وروحك، وأسألك بصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داوود، وإنجيل عيسى، وقرآن محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبكل وحي أوحيته، وقضاء أمضيته، وحق قضيته، وغني أغنيته، وضال هديته، وسائل أعطيته، وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم، وباسمك الذي وضعته على النهار فاستنار، وباسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت، ودعمت به السماوات فاستقلت، ووضعته على الجبال فرست، وباسمك الذي بثثت به الأرزاق، وأسألك باسمك الذي تحيي به
__________
(1) الكافي: 2/ 573.
(2) الكافي: 2/ 573.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 141، الإقبال: 1/ 233.
معارج الذكر والدعاء (256)
الموتى، وأسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن ترزقني حفظ القرآن وأصناف العلم، وأن تثبتها في قلبي وسمعي وبصري، وأن تخالط بها لحمي ودمي وعظامي ومخي، وتستعمل بها ليلي ونهاري برحمتك وقدرتك، فإنه لا حول ولا قوة إلابك، يا حي يا قيوم (1).
[الحديث: 1017] قال الإمام الصادق في الدعاء لحفظ القرآن: تقول: أسألك باسمك الذي دعاك به عبادك الذين استجبت لهم، وأنبياؤك فغفرت لهم ورحمتهم، وأسألك بكل اسم أنزلته في كتبك، وباسمك الذي استقر به عرشك، وباسمك الواحد الأحد الفرد الوتر المتعال، الذي يملأ الأركان كلها، الطاهر الطهر، المبارك المقدس، الحي القيوم، نور السماوات والأرض، الرحمن الرحيم، الكبير المتعال، وكتابك المنزل بالحق، وكلماتك التامات، ونورك التام، وبعظمتك وأركانك (2).
[الحديث: 1018] عن جهم بن أبي جهم، قال: رأيت الإمام الكاظم وقد سجد بعد الثلاث الركعات من المغرب، فقلت له: جعلت فداك! رأيتك سجدت بعد الثلاث؟ فقال: ورأيتني؟ قلت: نعم. قال: فلا تدعها؛ فإن الدعاء فيها مستجابٌ (3).
[الحديث: 1019] عن جعفر بن علي، قال: رأيت الإمام الكاظم وقد سجد بعد الصلاة، فبسط ذراعيه على الأرض، وألصق جؤجؤه بالأرض، في دعائه (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 576، المصباح للكفعمي: ص 265؛ الدعاء للطبراني: ص 397.
(2) الكافي: 2/ 576، المصباح للكفعمي: ص 265؛ الدعاء للطبراني: ص 397.
(3) تهذيب الأحكام: 2/ 116، من لا يحضره الفقيه: 1/ 331.
(4) الكافي: 3/ 326، تهذيب الأحكام: 2/ 85.
معارج الذكر والدعاء (257)
[الحديث: 1020] عن رجاء بن الضحاك، قال: كان الإمام الرضا في طريق خراسان، يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى، وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار (1).
[الحديث: 1021] عن رجاء بن أبي الضحاك، قال: كان قنوت الإمام الرضا في جميع صلاته: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأجل الأكرم (2).
__________
(1) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 182.
(2) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 182.
معارج الذكر والدعاء (258)
رابعا ـ ما ورد حول أزمنة الظواهر
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية الخاصة بالأزمنة التي تظهر فيها بعض الظواهر التي نطلق عليها ظواهر طبيعية، وهي في حقيقتها آيات إلهية، تنبه الخلق إلى العودة إلى خالقهم.
وإليها الإشارة بقوله تعالى: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [النمل: 60 - 64]
فهذه الآيات الكريمة تدعو المؤمنين إلى التأمل في عناية الله تعالى بعباده، وتوفيره لكل حاجاتهم، وهي تدعوهم بذلك إلى تسبيح الله وتعظيمه وسؤال فضله.
وقد ذكر الله تعالى المواقف المختلفة للبشر من تلك الآيات في قوله: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا﴾ [الإسراء: 65 - 69]
معارج الذكر والدعاء (259)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1022] عن عبد الله بن السائب، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: إنها ساعةٌ تفتح فيها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عملٌ صالحٌ (1).
[الحديث: 1023] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تحروا الدعاء عند فيء الأفياء (2).
[الحديث: 1024] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا فاءت الأفياء، وهبت الأرواح، فاذكروا حوائجكم؛ فإنها ساعة الأوابين (3).
[الحديث: 1025] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا (4).
[الحديث: 1026] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله، فإنه لا يصيب ذاكرا (5).
[الحديث: 1027] عن عبد الله بن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك (6).
__________
(1) الترمذي: 2/ 363.
(2) كنز العمال: 2/ 103 عن حلية الأولياء.
(3) المصنف لعبد الرزاق: 3/ 67.
(4) كنزالعمال: 6/ 156 عن أبي داوود في مراسيله.
(5) المعجم الكبير: 11/ 132 1.
(6) الترمذي: 5/ 503، النسائي: 6/ 230 4.
معارج الذكر والدعاء (260)
[الحديث: 1028] عن عقبة بن عامر، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريحٌ وظلمةٌ شديدةٌ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ ب (أعوذ برب الفلق) و(أعوذ برب الناس) ويقول: يا عقبة تعوذ بهما، فما تعوذ متعوذٌ بمثلهما (1).
[الحديث: 1029] عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا هاجت ريحٌ شديدةٌ قال: اللهم إني أسألك من خير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شر ما أرسلت به (2).
[الحديث: 1030] عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به (3).
[الحديث: 1031] عن عثمان بن أبي العاص، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا اشتدت الريح الشمال، قال: اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت به (4).
[الحديث: 1032] عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا هاجت ريحٌ استقبلها وجثا على ركبتيه، وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا (5).
[الحديث: 1033] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لاتسبوا الريح، فإذا رأيتم منها ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح ومن شر ما فيها ومن شر ما أرسلت به (6).
__________
(1) أبو داود: 2/ 73، السنن الكبرى: 2/ 552.
(2) الأدب المفرد: ص 215، الدعاء للطبراني: ص 301.
(3) مسلم: 2/ 616، الترمذي: 5/ 503.
(4) الدعاء للطبراني: ص 301، المعجم الكبير: 9/ 47.
(5) الدعاء للطبراني: ص 303، المعجم الكبير: 11/ 170 3.
(6) النسائي: 6/ 231 9، الترمذي: 4/ 521.
معارج الذكر والدعاء (261)
[الحديث: 1034] عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى المطر قال: اللهم اجعله صيبا هنيا (1).
[الحديث: 1035] عن المطلب بن حنطب، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول عند المطر: اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب، ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم على الظراب ومنابت الشجر، اللهم حوالينا ولا علينا (2).
[الحديث: 1036] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا زالت الشمس، فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان، واستجيب الدعاء، فطوبى لمن رفع له عند ذلك عملٌ صالحٌ (3).
[الحديث: 1037] عن عبد الله بن مطر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال: هلال خير، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا، وجاء بشهر كذا وكذا (4).
[الحديث: 1038] قال رسول الله يوصي بعض أصحابه: إذا رأيت الهلال فكبر ثلاثا وقل: الحمد لله الذي خلقني وخلقك، وقدرك منازل، وجعلك آية للعالمين (5).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1039] قال الإمام علي: تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت: عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الأذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع
__________
(1) النسائي: 6/ 228 4، ابن ماجة: 2/ 1280، أحمد: 9/ 378.
(2) السنن الكبرى: 3/ 497، معرفة السنن والآثار: 3/ 100.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 209.
(4) الكافي: 5/ 371، الحاكم: 4/ 22.
(5) تحف العقول: ص 10.
معارج الذكر والدعاء (262)
الفجر (1).
[الحديث: 1040] قال الإمام علي: اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم؛ فإنها ليس لها حجابٌ دون العرش (2).
[الحديث: 1041] قال الإمام علي: من كانت له إلى ربه عز وجل حاجةٌ، فليطلبها في ثلاث ساعات: ساعة في الجمعة. وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح، وتفتح أبواب السماء، وتنزل الرحمة، ويصوت الطير، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر؛ فإن ملكين يناديان: هل من تائب يتاب عليه! هل من سائل يعطى! هل من مستغفر فيغفر له! هل من طالب حاجة فتقضى له! فأجيبوا داعي الله، واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض وهي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده (3).
[الحديث: 1042] قال الإمام علي: إذا مالت الأفياء وراجت الأرواح، فاطلبوا الحوائج إلى الله عز وجل؛ فإنها ساعة الأوابين، ثم قرأ: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾ [الإسراء: 25] (4).
[الحديث: 1043] كان الإمام علي إذا سمع الرعد قال: سبحان من سبحت له (5).
[الحديث: 1044] كان الإمام علي يقرأ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر: 41] يقولها عند
__________
(1) الخصال: ص 303 وص 618.
(2) الأمالي للصدوق: ص 171.
(3) الخصال: ص 615.
(4) الزهد لهناد: 2/ 657.
(5) كنزالعمال: 6/ 170 عن ابن جرير.
معارج الذكر والدعاء (263)
الزلزلة، ويقول: ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحج: 65] (1).
[الحديث: 1045] قال الإمام الباقر: كان أبي (الإمام السجاد) إذا كانت له إلى الله حاجةٌ طلبها في هذه الساعة، يعني زوال الشمس (2).
[الحديث: 1046] قال الإمام السجاد في دعائه إذا نظر إلى البرق وسمع صوت الرعد: اللهم إن هذين آيتان من آياتك، يبتدران طاعتك برحمة نافعة أو نقمة ضارة، فلا تمطرنا بهما مطر السوء، ولا تلبسنا بهما لباس البلاء (3).
[الحديث: 1047] قال الإمام السجاد في دعائه إذا نظر إلى البرق وسمع صوت الرعد: اللهم أنزل علينا نفع هذه السحائب وبركتها، واصرف عنا أذاها ومضرتها، ولا تصبنا فيها بآفة، ولا ترسل على معايشنا عاهة (4).
[الحديث: 1048] قال الإمام السجاد في دعائه إذا نظر إلى البرق وسمع صوت الرعد: اللهم وإن كنت بعثتها نقمة، وأرسلتها سخطة، فإنا نستجيرك من غضبك، ونبتهل إليك في سؤال عفوك، فمل بالغضب إلى المشركين، وأدر رحى نقمتك على الملحدين (5).
[الحديث: 1049] قال الإمام السجاد في دعائه إذا نظر إلى البرق وسمع صوت الرعد: اللهم أذهب محل بلادنا بسقياك، وأخرج وحر صدورنا برزقك، ولا تشغلنا عنك بغيرك، ولا تقطع عن كافتنا مادة برك، فإن الغني من أغنيت، وإن السالم من وقيت، ما عند
__________
(1) علل الشرائع: ص 555.
(2) الكافي: 2/ 677.
(3) الصحيفة السجادية: ص 141.
(4) الصحيفة السجادية: ص 141.
(5) الصحيفة السجادية: ص 141.
معارج الذكر والدعاء (264)
أحد دونك دفاعٌ، ولا بأحد عن سطوتك امتناعٌ، تحكم بما شئت على من شئت، وتقضي بما أردت فيمن أردت، فلك الحمد على ما وقيتنا من البلاء، ولك الشكر على ما خولتنا من النعماء، حمدا يخلف حمد الحامدين وراءه، حمدا يملأ أرضه وسماءه، إنك المنان بجسيم المنن، الوهاب لعظيم النعم، القابل يسير الحمد، الشاكر قليل الشكر، المحسن المجمل ذو الطول، لا إله إلا أنت، إليك المصير (1).
[الحديث: 1050] قال الإمام الباقر: اطلب الإجابة عند اقشعرار الجلد، وعند إفاضة العبرة، وعند قطر المطر، وإذا كانت الشمس في كبد السماء أو قد زاغت؛ فإنها ساعةٌ تفتح فيها أبواب السماء، ويرجى فيها العون من الملائكة، والإجابة من الله تبارك وتعالى (2).
[الحديث: 1051] قال الإمام الباقر في وقت الزوال: تفتح في تلك الساعة أبواب السماء، ويستجاب الدعاء، وتهب الرياح، وينظر الله إلى خلقه (3).
[الحديث: 1052] قال الإمام الباقر: إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء، وهبت الرياح، وقضي فيها الحوائج الكبار (4).
[الحديث: 1053] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس، فإذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدق به، وشم شيئا من طيب، وراح إلى المسجد ودعا في حاجته بما شاء الله (5).
[الحديث: 1054] عن داوود: كنا عند الإمام الباقر، فارتعدت السماء فقال هو:
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 141.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 96.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 227.
(4) فلاح السائل: ص 193، بحار الأنوار: 87/ 55.
(5) الكافي: 2/ 677.
معارج الذكر والدعاء (265)
سبحان من يسبح له الرعد بحمده، والملائكة من خيفته (1).
[الحديث: 1055] قال الإمام الباقر: ما بعث الله عز وجل ريحا إلارحمة أو عذابا، فإذا رأيتموها فقولوا: (اللهم إنا نسألك خيرها وخير ما أرسلت له، ونعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت له)، وكبروا وارفعوا أصواتكم بالتكبير، فإنه يكسرها (2).
[الحديث: 1056] قال الإمام الصادق: اطلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح، وزوال الأفياء، ونزول القطر، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن؛ فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء (3).
[الحديث: 1057] قال الإمام الصادق: ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله تعالى: في أثر المكتوبة، وعند نزول المطر، وظهور آية معجزة لله في أرضه (4).
[الحديث: 1058] قال الإمام الصادق: إذا نقص الظل حتى يبلغ غايته ثم زاد فقد زالت الشمس، وتفتح أبواب السماء، وتهب الرياح، وتقضى الحوائج العظام (5).
[الحديث: 1059] قال الإمام الصادق: إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء، وهبت الرياح، ونظر الله عز وجل إلى خلقه، وإني لأحب أن يصعد لي عند ذلك إلى السماء عملٌ صالحٌ (6).
[الحديث: 1060] قال الإمام الصادق: إذا كانت لك إلى الله حاجةٌ، فاطلبها عند زوال الشمس (7).
__________
(1) تفسير العياشي: 2/ 207.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 544.
(3) الكافي: 2/ 676، مكارم الأخلاق: 2/ 13.
(4) الأمالي للطوسي: ص 280.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 226، دعائم الإسلام: 1/ 209.
(6) الخصال: ص 688.
(7) فلاح السائل: ص 193.
معارج الذكر والدعاء (266)
[الحديث: 1061] قال الإمام الصادق: الوقت الذي لا يرد فيه الدعاء هو ما بين وقتكم في الظهر إلى وقتكم في العصر (1).
[الحديث: 1062] قال الإمام الصادق: إن الصاعقة تصيب المؤمن والكافر، ولا تصيب ذاكرا (2).
[الحديث: 1063] قال الإمام الصادق: إن الصواعق لا تصيب ذاكرا، قيل: وما الذاكر؟ قال: من قرأ مئة آية (3).
[الحديث: 1064] قال الإمام الصادق: إذا هبت الرياح فأكثر من التكبير، وقل: اللهم إني أسألك خير ما هاجت به الرياح وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم اجعلها علينا رحمة وعلى الكافرين عذابا، وصلى الله على محمد وآل محمد (4).
[الحديث: 1065] قال الإمام الصادق: من أصابته زلزلةٌ فليقرأ: يا من ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر: 41]، صل على محمد وآل محمد وأمسك عنا السوء، إنك على كل شي ء قديرٌ.. ومن قرأها عند النوم لم يسقط عليه البيت إن شاء الله تعالى (5).
[الحديث: 1066] سئل الإمام الصادق عن الزلزلة ما هي؟ فقال: آيةٌ.. قيل: فإذا كان ذلك فما أصنع؟ قال: صل صلاة الكسوف، فإذا فرغت خررت لله عز وجل ساجدا وتقول في سجودك: يا من ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ
__________
(1) الدعوات: ص 36.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 544، حلية الأولياء.
(3) الكافي: 2/ 500.
(4) مكارم الأخلاق: 2/ 160.
(5) تهذيب الأحكام: 3/ 294.
معارج الذكر والدعاء (267)
أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر: 41]، يا من ﴿يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [الحج: 65]، أمسك عنا السوء إنك على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 1067] قال الإمام الصادق: إذا نظرت إلى السماء فقل: سبحان من جعل في السماء بروجا، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وجعل لنا نجوما وقبلة نهتدي بها إلى التوجه إليه في ظلمات البر والبحر.. اللهم كما هديتنا إلى التوجه إليك وإلى قبلتك المنصوبة لخلقك، فاهدنا إلى نجومك التي جعلتها أمانا لأهل الأرض ولأهل السماء حتى نتوجه بهم إليك، فلا يتوجه المتوجهون إليك إلابهم، ولا يسلك الطريق إليك من سلك من غيرهم، ولا لزم المحجة من لم يلزمهم.. استمسكت بعروة الله الوثقى واعتصمت بحبل الله المتين، وأعوذ بالله من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما خرج منها، ولا حول ولا قوة إلابالله (2).
[الحديث: 1068] عن زيد الزراد، قال: كان الإمام الصادق إذا نظر إلى السماء قرأ هذه الآية: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]، وقرأ آية السخرة: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، ثم يقول: اللهم إنك جعلت في السماء نجوما ثاقبة وشهبا بها حرست السماء من سراق السمع من مردة الشياطين، اللهم فاحرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واجعلني في
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 543.
(2) الاصول الستة عشر (أصل زيد النرسي): ص 208.
معارج الذكر والدعاء (268)
وديعتك التي لا تضيع، وفي درعك الحصينة ومنعك المنيع، وفي جوارك، عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك (1).
__________
(1) الاصول الستة عشر (أصل زيد الزراد): ص 136.
معارج الذكر والدعاء (269)
خامسا ـ ما ورد حول الأزمنة المباركة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية الخاصة بـ[الأزمنة المباركة]، وهي الأزمنة التي ورد الثناء عليها في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، باعتبارها من أيام الله التي دعينا إلى الاهتمام الخاص بها، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [إبراهيم: 5]
وقد ورد في القرآن الكريم الدعوة إلى الاهتمام بأيام خاصة، وكثرة ذكر الله فيها، ومنها ما نص عليه قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [البقرة: 203]
وقوله: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 27 - 28]
وقوله: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ [البقرة: 200]
وقوله: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198]
ومثلها ما ورد في الأحاديث الواردة في فضل الأيام والليالي والأشهر هي تفصيلات لما ورد في القرآن الكريم من كون الله تعالى ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: 68]، فكما
معارج الذكر والدعاء (270)
اختار من الأمكنة ما اقتضاه علمه وحكمته، كذلك اختار من الأزمنة وغيرها، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وورثته السائرون على هديه، أولى من يعرفنا بها وبالأعمال المناسبة لها.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1069] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك؟.. إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر؛ فإنها ساعةٌ مشهودةٌ، والدعاء فيها مستجابٌ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يوسف: 98] يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة (1).
[الحديث: 1070] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تسبيحةٌ في يوم الجمعة، أفضل من ألف تسبيحة في غير يوم الجمعة (2).
[الحديث: 1071] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن في الجمعة ساعة، لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه (3).
[الحديث: 1072] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن في الجمعة لساعة، ما دعا الله فيها عبدٌ مؤمنٌ بشيء إلا استجاب الله له (4).
[الحديث: 1073] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن في الجمعة لساعة، لا يوافقها مسلمٌ يسأل
__________
(1) الترمذي: 5/ 566، الحاكم: 1/ 661.
(2) الفردوس: 3/ 383.
(3) النسائي: 3/ 115، أحمد: 3/ 128.
(4) أحمد: 3/ 366، المصنف لابن أبي شيبة: 2/ 57.
معارج الذكر والدعاء (271)
الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه.. وهي ساعةٌ خفيفةٌ (1).
[الحديث: 1074] عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلي، يسأل الله تعالى شيئا، إلا أعطاه إياه (2).
[الحديث: 1075] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن جبريل أتاني بمرآة في وسطها كالنكتة السوداء، فقلت له: يا جبريل ما هذه؟ قال: هذه الجمعة، فقلت: وما الجمعة؟ قال: لكم فيها خيرٌ كثيرٌ، فقلت: وما الخير الكثير؟ فقال: تكون لك عيدا ولأمتك من بعدك إلى يوم القيامة، فقلت: وما لنا فيها؟ قال: لكم فيها ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يسأل الله مسألة فيها ـ وهي له قسمٌ في الدنيا ـ إلا أعطاها، وإن لم يكن له قسمٌ في الدنيا، ذخرت له في الآخرة أفضل منها (3).
[الحديث: 1076] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه، قالوا: يا رسول الله، أية ساعة هي؟ قال: حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها (4).
[الحديث: 1077] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ساعة الجمعة.. ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة (5).
[الحديث: 1078] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس (6).
[الحديث: 1079] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى الجمعة كتبت له حجةٌ متقبلةٌ؛ فإن
__________
(1) مسلم: 2/ 586، أحمد: 3/ 676 و9/ 207 2.
(2) البخاري: 1/ 316 و5/ 2029، مسلم: 2/ 586.
(3) المصنف لابن أبي شيبة: 2/ 58.
(4) الترمذي: 2/ 361، ابن ماجة: 1/ 360.
(5) مسلم: 2/ 586، أبو داوود: 1/ 276.
(6) الترمذي: 2/ 360، المعجم الكبير: 1/ 258.
معارج الذكر والدعاء (272)
صلى العصر كانت له عمرةٌ؛ فإن يمسي في مكانه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه (1).
[الحديث: 1080] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبدٌ مسلمٌ يسأل الله عز وجل شيئا إلا آتاه عز وجل إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر (2).
[الحديث: 1081] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فضل يوم الجمعة: في آخر ثلاث ساعات منها ساعةٌ من دعا الله عز وجل فيها استجيب له (3).
[الحديث: 1082] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الدعاء، دعاء يوم عرفة (4).
[الحديث: 1083] عن ابن عباس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو بعرفة، يداه إلى صدره كاستطعام المسكين (5).
[الحديث: 1084] عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بعرفة، ويرفع يديه هكذا، يجعل ظاهرهما مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض (6).
[الحديث: 1085] عن عباس بن مرداس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء، فأوحى الله تعالى إليه: إني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها (7).
[الحديث: 1086] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ذاكر الله في رمضان مغفورٌ له، وسائل الله فيه لا يخيب (8).
__________
(1) كنز العمال: 7/ 720 عن الديلمي.
(2) النسائي: 3/ 99، أبو داوود: 1/ 275، الحاكم: 1/ 615.
(3) أحمد: 3/ 186.
(4) الموطأ: 1/ 215، السنن الكبرى: 6/ 670 و5/ 190.
(5) السنن الكبرى: 5/ 190، المعجم الأوسط: 3/ 189.
(6) المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 65.
(7) السنن الكبرى: 5/ 192، أحمد: 5/ 676 7؛ عوالي اللآلي: 1/ 126.
(8) المعجم الأوسط: 7/ 226.
معارج الذكر والدعاء (273)
[الحديث: 1087] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ذاكر الله في رمضان مغفورٌ له، وسائل الله فيه لا يخيب (1).
[الحديث: 1088] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر (2).
[الحديث: 1089] عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو وهو ساجدٌ ليلة النصف من شعبان، يقول: أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل وجهك، وقال: أمرني جبريل أن أرددهن في سجودي، فتعلمتهن وعلمتهن (3).
[الحديث: 1090] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يفتح أبواب السماوات في ليلة القدر (4).
[الحديث: 1091] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل فاعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل، ويا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء (5).
[الحديث: 1092] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن يوم الجمعة سيد الأيام، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات، ويكشف
__________
(1) المعجم الأوسط: 7/ 226، شعب الإيمان: 3/ 311.
(2) تاريخ دمشق: 10/ 608.
(3) تاريخ دمشق: 36/ 195، مصباح المتهجد: ص 860.
(4) الإقبال: 1/ 365.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 621، التوحيد: ص 176.
معارج الذكر والدعاء (274)
فيه الكربات، ويقضي فيه الحوائج العظام، وهو يوم المزيد، لله فيه عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا به أحدٌ من الناس ـ وقد عرف حقه وحرمته ـ إلا كان حقا على الله عز وجل أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار (1).
[الحديث: 1093] قال الإمام الباقر: أول وقت الجمعة، ساعة تزول الشمس إلى أن تمضي ساعةٌ، فحافظ عليها؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يسأل الله عز وجل عبدٌ فيها خيرا إلا أعطاه (2).
[الحديث: 1094] عن زيد بن علي، عن آبائه، عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن في الجمعة لساعة، لا يراقبها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه، فقلت: يا رسول الله أي ساعة هي؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب (3).
[الحديث: 1095] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن ليلة عرفة يستجاب فيها ما دعا من خير.. وهي ليلة المناجاة، وفيها يتوب الله على من تاب (4).
[الحديث: 1096] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد (5).
[الحديث: 1097] قال الإمام علي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب يوم النحر، وهو يقول: هذا يوم الثج والعج. والثج: ما تهريقون فيه من الدماء، فمن صدقت نيته كانت أول قطرة له كفارة لكل ذنب، والعج: الدعاء، فعجوا إلى الله، فوالذي نفس محمد بيده، لا
__________
(1) الكافي: 3/ 616، تهذيب الأحكام: 3/ 2.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 616.
(3) معاني الأخبار: ص 399، دلائل الإمامة: ص 71.
(4) الإقبال: 2/ 69.....
(5) أحمد: 2/ 365، المعجم الصغير: 2/ 45.
معارج الذكر والدعاء (275)
ينصرف من هذا الموضع أحدٌ إلا مغفورا له، إلا صاحب كبيرة مصرا عليها، لا يحدث نفسه بالإقلاع عنها (1).
[الحديث: 1098] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رمضان شهر الله ـ تبارك وتعالى ـ استكثروا فيه من التهليل والتكبير والتحميد والتمجيد والتسبيح (2).
[الحديث: 1099] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تبارك وتعالى في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات: هل من سائل فاعطيه سؤله! هل من تائب فأتوب عليه! هل من مستغفر فأغفر له! (3).
[الحديث: 1100] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتاكم رمضان، شهرٌ مباركٌ فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء (4).
[الحديث: 1101] قال الإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل بوجهه إلى الناس فيقول: يا معشر الناس، إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين، وفتحت أبواب السماء، وأبواب الجنان، وأبواب الرحمة، وغلقت أبواب النار، واستجيب الدعاء، وكان لله فيه عند كل فطر عتقاء يعتقهم الله من النار، وينادي مناد كل ليلة: هل من سائل! هل من مستغفر! اللهم أعط كل منفق خلفا، وأعط كل ممسك تلفا (5).
[الحديث: 1102] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فضل شهر رمضان: هو شهرٌ أوله رحمةٌ، وأوسطه مغفرةٌ، وآخره الإجابة والعتق من النار، ولا غنى بكم عن أربع خصال؛ خصلتين ترضون الله بهما، وخصلتين لا غنى بكم عنهما؛ فأما اللتان ترضون الله عز وجل بهما: فشهادة
__________
(1) دعائم الإسلام: 1/ 186 و2/ 181.
(2) النوادر للأشعري: ص 17، بحار الأنوار: 96/ 381.
(3) الأمالي للمفيد: ص 230؛ شعب الإيمان: 3/ 335.
(4) النسائي: 6/ 129، أحمد: 6/ 666 7.
(5) الكافي: 6/ 67، تهذيب الأحكام: 6/ 193.
معارج الذكر والدعاء (276)
أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة، وتسألون العافية، وتعوذون به من النار (1).
[الحديث: 1103] قال الإمام علي: لما حضر شهر رمضان، قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، كفاكم الله عدوكم من الجن والإنس، وقال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، ووعدكم الإجابة، ألا وقد وكل الله عز وجل بكل شيطان مريد سبعين من ملائكته، فليس بمحلول حتى ينقضي شهركم هذا، ألا وأبواب السماء مفتحةٌ من أول ليلة منه، ألا والدعاء فيه مقبولٌ (2).
[الحديث: 1104] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكا يقال له: الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباح: (طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين)، ويقول الله تعالى: أنا جليس من جالسني، ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلا بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصل إلي (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1105] قال الإمام علي في خطبته يوم الجمعة: إن هذا اليوم يومٌ جعله الله لكم عيدا، وهو سيد أيامكم، وأفضل أعيادكم، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى
__________
(1) الكافي: 6/ 67، تهذيب الأحكام: 6/ 153 و3/ 58.
(2) من لا يحضره الفقيه: 2/ 98، ثواب الأعمال: ص 90.
(3) الإقبال: 3/ 176، بحار الأنوار: 98/ 377.
معارج الذكر والدعاء (277)
ذكره، فلتعظم رغبتكم فيه، ولتخلص نيتكم فيه، وأكثروا فيه التضرع والدعاء ومسألة الرحمة والغفران؛ فإن الله عز وجل يستجيب لكل من دعاه، ويورد النار من عصاه، وكل مستكبر عن عبادته. قال الله عز وجل: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وفيه ساعةٌ مباركةٌ لا يسأل الله عبدٌ مؤمنٌ فيها شيئا إلا أعطاه (1).
[الحديث: 1106] قال الإمام علي: أكثروا المسألة في يوم الجمعة والدعاء؛ فإن فيه ساعات يستجاب فيها الدعاء والمسألة، ما لم تدعوا بقطيعة أو معصية أو عقوق، واعلموا أن الخير والشر يضاعفان يوم الجمعة (2).
[الحديث: 1107] قال الإمام علي في خطبته يوم الفطر: ألا وإن هذا اليوم، يومٌ جعله الله لكم عيدا، وجعلكم له أهلا، فاذكروا الله يذكركم، وادعوه يستجب لكم (3).
[الحديث: 1108] قال الإمام علي: لا عرفة إلا بمكة، ولا بأس بأن يجتمعوا في الأمصار يوم عرفة يدعون الله (4).
[الحديث: 1109] قال الإمام علي: اذكروا الله في أيام معلومات: عشر ذي الحجة، وأيام معدودات: أيام التشريق (5).
[الحديث: 1110] قال الإمام علي في يوم النحر: إن هذا يومٌ حرمته عظيمةٌ، وبركته مأمولةٌ، والمغفرة فيه مرجوةٌ، فأكثروا ذكر الله تعالى، واستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم (6).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 631.
(2) المحاسن: 1/ 131.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 517.
(4) تهذيب الأحكام: 5/ 679.
(5) الأمالي للمفيد: ص 210.
(6) من لا يحضره الفقيه: 1/ 520.
معارج الذكر والدعاء (278)
[الحديث: 1111] قال الإمام علي: عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء، فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء، وأما الاستغفار فيمحى ذنوبكم (1).
[الحديث: 1112] قال الإمام علي: يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه في السنة أربع ليال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان، وأول ليلة من رجب (2).
[الحديث: 1113] قال الإمام علي: إن استطعت أن تحافظ على ليلة الفطر، وليلة النحر، وأول ليلة من المحرم، وليلة عاشوراء، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان فافعل، وأكثر فيهن من الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن (3).
[الحديث: 1114] قال الإمام الباقر في ذكر الإمام السجاد: لقد نظر يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم! أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم؟! إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكونوا سعداء (4).
[الحديث: 1115] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير، فإذا أفطر قال: اللهم إن شئت أن تفعل فعلت (5).
[الحديث: 1116] عن زيد بن علي، قال: كان علي بن الحسين (الإمام السجاد) يجمعنا جميعا ليلة النصف من شعبان، ثم يجزئ الليل أجزاء ثلاثة، فيصلي بنا جزءا، ثم يدعو ونؤمن على دعائه، ثم يستغفر الله ونستغفره ونسأله الجنة حتى ينفجر الصبح (6).
__________
(1) الكافي: 6/ 88.
(2) مصباح المتهجد: ص 852، قرب الإسناد: ص 56.
(3) مصباح المتهجد: ص 852.
(4) الخصال: ص 517، من لا يحضره الفقيه: 2/ 211.
(5) الكافي: 6/ 88.
(6) مصباح المتهجد: ص 853.
معارج الذكر والدعاء (279)
[الحديث: 1117] عن الفضيل بن يسار، قال: كان الإمام الباقر إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، أخذ في الدعاء حتى يزول الليل، فإذا زال الليل صلى (1).
[الحديث: 1118] قال الإمام الباقر: إن الله تعالى لينادي كل ليلة جمعة، من أول الليل إلى آخره: ألا عبدٌ مؤمنٌ يدعوني لآخرته ودنياه قبل طلوع الفجر لأجيبه؟ ألا عبدٌ مؤمنٌ يتوب إلي من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه؟ ألا عبدٌ مؤمنٌ قد قترت عليه رزقه فيسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأزيده وأوسع عليه؟ ألا عبدٌ مؤمنٌ سقيمٌ يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأعافيه؟ ألا عبدٌ مؤمنٌ محبوسٌ مغمومٌ يسألني أن أطلقه من حبسه وأخلي سربه؟ ألا عبدٌ مؤمنٌ مظلومٌ يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له، وآخذ له بظلامته؟.. فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر (2).
[الحديث: 1119] قال الإمام الباقر: في يوم الجمعة ساعةٌ لا يسأل الله عبدٌ مؤمنٌ فيها حاجة إلا أعطاه، وهي من حين تزول الشمس إلى حين ينادى بالصلاة (3).
[الحديث: 1120] قال الإمام الباقر: إن يوم عرفة يوم دعاء ومسألة (4).
[الحديث: 1121] سئل الإمام الباقر عن فضل ليلة النصف من شعبان، فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله تعالى العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها؛ فإنها ليلةٌ آلى الله على نفسه أن لا يرد سائلا له فيها، ما لم يسأل معصية، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت، بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم،
__________
(1) الكافي: 6/ 155، الخصال: ص 519.
(2) تهذيب الأحكام: 3/ 5، من لا يحضره الفقيه: 1/ 620.
(3) دعائم الإسلام: 1/ 181.
(4) تهذيب الأحكام: 6/ 299، من لا يحضره الفقيه: 2/ 88.
معارج الذكر والدعاء (280)
فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله عز وجل؛ فإنه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة، وحمده مائة مرة، وكبره مائة مرة غفر الله تعالى له ما سلف من معاصيه، وقضى له حوائج الدنيا والآخرة؛ ما التمسه منه، وما علم حاجته إليه وإن لم يلتمسه منه، كرما منه تعالى وتفضلا على عباده (1).
[الحديث: 1122] قيل للإمام الصادق: الساعة التي في يوم الجمعة، التي لا يدعو فيها مؤمنٌ إلا استجيب له؟ قال: نعم إذا خرج الإمام، قيل: إن الإمام يعجل ويؤخر، قال: إذا زاغت الشمس (2).
[الحديث: 1123] قال الإمام الصادق: الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصفوف، وساعةٌ أخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس (3).
[الحديث: 1124] سئل الإمام الصادق عن صوم يوم عرفة، فقال: عيدٌ من أعياد المسلمين، ويوم دعاء ومسألة (4).
[الحديث: 1125] قال الإمام الصادق: يقف الناس بعرفة يدعون، ويرغبون، ويسألون الله من فضله بما قدروا عليه، حتى تغرب الشمس (5).
[الحديث: 1126] قال الإمام الصادق: ما يمنع أحدكم من أن يحج كل سنة؟ قيل: لا يبلغ ذلك أموالنا! فقال: أما يقدر أحدكم إذا خرج أخوه أن يبعث معه بثمن أضحية،
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 297، مصباح المتهجد: ص 831.
(2) الكافي: 3/ 616، تهذيب الأحكام: 3/ 6.
(3) الكافي: 3/ 616، تهذيب الأحكام: 3/ 235.
(4) الأمالي للطوسي: ص 667.
(5) دعائم الإسلام: 1/ 320.
معارج الذكر والدعاء (281)
ويأمره أن يطوف عنه أسبوعا بالبيت ويذبح عنه، فإذا كان يوم عرفة، لبس ثيابه وتهيأ وأتى المسجد، فلا يزال في الدعاء حتى تغرب الشمس (1).
[الحديث: 1127] قال الإمام الصادق: من صلى يوم عرفة قبل أن يخرج إلى الدعاء في ذلك ويكون بارزا تحت السماء ركعتين، واعترف لله عز وجل بذنوبه، وأقر له بخطاياه، نال ما نال الواقفون بعرفة من الفوز، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2).
[الحديث: 1128] قال الإمام الصادق: في يوم عرفة يجتمعون بغير إمام في الأمصار، يدعون الله عز وجل (3).
[الحديث: 1129] قال الإمام الصادق: يوم سبعة وعشرين من رجب نبئ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى فيه أي وقت شاء اثنتي عشرة ركعة.. ثم يقول: (الله الله ربي لا أشرك به شيئا) أربع مرات، ثم يدعو، فلا يدعو بشيء إلا استجيب له في كل حاجة، إلا أن يدعو في جائحة قوم، أو قطيعة رحم (4).
[الحديث: 1130] قال الإمام الصادق: إن أبواب السماء تفتح في رمضان (5).
[الحديث: 1131] عن الريان بن شبيب، قال: دخلت على الإمام الرضا في أول يوم من المحرم، فقال: يا ابن شبيب أصائمٌ أنت؟ قلت: لا، فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه عز وجل، فقال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [آل عمران: 38]،فاستجاب الله له، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائمٌ يصلي في المحراب:
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 2/ 518، عوالي اللآلي: 3/ 171.
(2) الإقبال: 2/ 67.
(3) تهذيب الأحكام: 3/ 136.
(4) الكافي: 3/ 669، تهذيب الأحكام: 3/ 185.
(5) الكافي: 6/ 157، تهذيب الأحكام: 3/ 59.
معارج الذكر والدعاء (282)
﴿أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى﴾ [آل عمران: 39]، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له، كما استجاب الله لزكريا (1).
[الحديث: 1132] سئل الإمام الرضا عن ليلة النصف من شعبان، فقال: هي ليلةٌ يعتق الله فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها الذنوب الكبار. قيل: فهل فيها صلاةٌ زيادة على صلاة سائر الليالي؟ فقال: ليس فيها شيءٌ موظفٌ، ولكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشيء، فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب، وأكثر فيها من ذكر الله عز وجل ومن الاستغفار والدعاء؛ فإن أبي كان يقول: الدعاء فيها مستجابٌ، قيل: إن الناس يقولون: إنها ليلة الصكاك (2).؟ فقال: تلك ليلة القدر في شهر رمضان (3).
__________
(1) عيون أخبار الرضا: 1/ 299، الأمالي للصدوق: ص 192.
(2) الصك: كتاب كالسجل يكتب في المعاملات.
(3) عيون أخبار الرضا: 1/ 293، فضائل الأشهر الثلاثة: ص 65.
معارج الذكر والدعاء (283)
سادسا ـ ما ورد حول الأمكنة المباركة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية الخاصة بـ[الأمكنة المباركة]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي تبين فضل محال معينة على غيرها، كقوله تعالى عن المساجد: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 114]، وقوله: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: 18]، وقوله: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108]، وقوله: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: 18]
ومثل ذلك إشادته بمكة المكرمة: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96 - 97]
ومثلها المدينة المنورة التي ورد الحديث عنها صراحة أو إشارة في القرآن الكريم، لارتباطها بأكثر الأحداث الواردة في السيرة المطهرة، ويكفيها ذلك شرفا.
ومثلها القدس ومسجدها الأقصى، والتي ورد الحديث عنها في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]
معارج الذكر والدعاء (284)
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1133] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المسجد يضع رجله اليمنى ويقول: باسم الله، وعلى الله توكلت، ولا حول ولا قوة إلا بالله (1).
[الحديث: 1134] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا رياء ولا سمعة، وخرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. أقبل الله عليه بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك (2).
[الحديث: 1135] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه إذا خرج إلى الصلاة: اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في بصري نورا، واجعل من خلفي نورا، ومن أمامي نورا، واجعل من فوقي نورا، ومن تحتي نورا، اللهم أعطني نورا (3).
[الحديث: 1136] عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج إلى الصلاة يقول: اللهم اجعلني أقرب من تقرب إليك، وأوجه من توجه إليك، وأنجح من سألك وطلب إليك، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا الله (4).
__________
(1) المعجم الأوسط: 7/ 371.
(2) ابن ماجة: 1/ 256، أحمد، 4/ 42 6.
(3) مسلم: 1/ 530، أبو داود: 2/ 44، البخاري: 5/ 2328.
(4) الدعاء للطبراني: ص 150، المعجم الكبير: 23/ 370.
معارج الذكر والدعاء (285)
[الحديث: 1137] قالت فاطمة: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المسجد يقول: (باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك)، وإذا خرج قال: (باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك) (1).
[الحديث: 1138] عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المسجد قال: باسم الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وسهل علي أبواب رزقك (2).
[الحديث: 1139] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: (اللهم افتح لي أبواب رحمتك)، وإذا خرج فليقل: (اللهم إني أسألك من فضلك) (3).
[الحديث: 1140] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليقل: (اللهم افتح لي أبواب رحمتك)، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليقل: (اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم) (4).
[الحديث: 1141] عن ابن عمر، قال: علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول: (اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وافتح لنا أبواب رحمتك)، وإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (اللهم افتح لنا أبواب فضلك) (5).
[الحديث: 1142] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن: حين يفتتح الصلاة، وحين يدخل المسجد الحرام فينظر إلى البيت، وحين يقوم على الصفا، وحين يقوم على المروة، وحين يقف مع الناس عشية عرفة، وبجمع، والمقامين، حين يرمي الجمرة (6).
__________
(1) ابن ماجة: 1/ 253، الترمذي: 2/ 128، أحمد: 10/ 159 و26481.
(2) المصنف لعبد الرزاق: 1/ 426، المصنف لابن أبي شيبة: 1/ 373.
(3) مسلم: 1/ 494، النسائي: 2/ 53، أحمد: 5/ 434 7.
(4) ابن ماجة: 1/ 254، النسائي: 6/ 27.
(5) المعجم الأوسط: 6/ 358.
(6) المعجم الكبير: 11/ 305 2.
معارج الذكر والدعاء (286)
[الحديث: 1143] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ في ذكر مظان الدعاء ـ: ترفع الأيدي: في الصلاة، وإذا رئي البيت، وعلى الصفا والمروة، وعشية عرفة، وبجمع، وعند الجمرتين، وعلى الميت (1).
[الحديث: 1144] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما دعا أحدٌ بشيء في هذا الملتزم، إلا استجيب له (2).
[الحديث: 1145] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل جلوس في المسجد لغوٌ إلا ثلاثة: قراءة مصل، أو ذكر الله، أو سائلٌ عن علم (3).
[الحديث: 1146] قالت فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المسجد يقول: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك (4).
[الحديث: 1147] قال الإمام الصادق: إذا دخلت المسجد فاحمد الله وأثن عليه، وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (5).
[الحديث: 1148] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخل العبد المسجد وقال: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، قال الشيطان الرجيم: كسر ظهري، وكتب الله له بها عبادة سنة، وإذا خرج من المسجد وقال مثل ذلك، كتب الله له بكل شعرة على بدنه مئة حسنة، ورفع له مئة
__________
(1) السنن الكبرى: 5/ 117.
(2) الفردوس: 6/ 96.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 375، تنبيه الخواطر: 2/ 62.
(4) ابن ماجة: 1/ 253، أحمد: 10/ 159 9.
(5) تهذيب الأحكام: 2/ 65.
معارج الذكر والدعاء (287)
درجة (1).
[الحديث: 1149] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا صلى أحدكم المكتوبة وخرج من المسجد فليقف بباب المسجد ثم ليقل: اللهم دعوتني فأجبت دعوتك، وصليت مكتوبتك، وانتشرت في أرضك كما أمرتني، فأسألك من فضلك العمل بطاعتك، واجتناب سخطك، والكفاف من الرزق برحمتك (2).
[الحديث: 1150] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا دخل المسجد قال: (اللهم افتح لي أبواب رحمتك)، فإذا خرج قال: (اللهم افتح لي أبواب رزقك) (3).
[الحديث: 1151] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد الدنيا والآخرة فليؤم هذا البيت؛ فما أتاه عبدٌ يسأل الله دنيا إلا أعطاه الله منها، ولا يسأله آخرة إلا ادخر له منها (4).
[الحديث: 1152] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه ليس من عبد يتوضأ، ثم يستلم الحجر، ثم يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، ثم يرجع فيضع يده على باب الكعبة فيحمد الله، ثم لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إن شاء الله (5).
[الحديث: 1153] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى تطول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله (6).
[الحديث: 1154] قال الإمام علي: لما كان عشية عرفة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقفٌ أقبل على الناس بوجهه، فقال: مرحبا بوفد الله ـ ثلاث مرات ـ الذين إذا سألوا الله أعطاهم (7).
__________
(1) جامع الأخبار: ص 176.
(2) الكافي: 3/ 309.
(3) الأمالي للطوسي: ص 596.
(4) مسند زيد: ص 220، دعائم الإسلام: 1/ 295.
(5) النوادر للأشعري: ص 160، المقنعة: ص 389.
(6) ابن ماجة: 2/ 1006.
(7) مسند زيد: ص 221، دعائم الإسلام: 1/ 293، الفردوس: 6/ 161.
معارج الذكر والدعاء (288)
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1155] قال الإمام الحسين: كان الإمام علي إذا دخل المسجد قال: باسم الله وبالله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1).
[الحديث: 1156] قال الإمام علي: زوروا موتاكم؛ فإنهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أمه، بما يدعو لهما (2).
[الحديث: 1157] كان الإمام الحسن إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه وقال: إلهي ضيفك ببابك، يا محسن، قد أتاك المسي ء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك، يا كريم (3).
[الحديث: 1158] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: الحمد لله الذي ليس لقضائه دافعٌ، ولا لعطائه مانعٌ، ولا كصنعه صنع صانع، وهو الجواد الواسع، فطر أجناس البدائع، وأتقن بحكمته الصنائع، لا يخفى عليه الطلائع، ولا تضيع عنده الودائع، أتى بالكتاب الجامع، وبشرع الإسلام النور الساطع، وهو للخليقة صانعٌ، وهو المستعان على الفجائع، جازي كل صانع، ورائش كل قانع، وراحم كل ضارع، ومنزل المنافع والكتاب الجامع بالنور الساطع، وهو للدعوات سامعٌ، وللدرجات رافعٌ، وللكربات دافعٌ،
__________
(1) مسند زيد: ص 154.
(2) الكافي: 3/ 230.
(3) المناقب لابن شهر آشوب: 4/ 14.
معارج الذكر والدعاء (289)
وللجبابرة قامعٌ، وراحم عبرة كل ضارع، ودافع ضرعة كل ضارع، فلا إله غيره، ولا شي ء يعدله، وليس كمثله شي ءٌ، وهو السميع البصير، اللطيف الخبير، وهو على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 1159] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم إني أرغب إليك، وأشهد بالربوبية لك، مقرا بأنك ربي، وأن إليك مردي، ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا، وخلقتني من التراب، ثم أسكنتني الأصلاب، أمنا لريب المنون واختلاف الدهور، فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم الأيام الماضية، والقرون الخالية، لم تخرجني ـ لرأفتك بي، ولطفك لي وإحسانك إلي ـ في دولة أيام الكفرة، الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني رأفة منك وتحننا علي للذي سبق لي من الهدى، الذي فيه يسرتني، وفيه أنشأتني، ومن قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك وسوابغ نعمتك؛ فابتدعت خلقي من مني يمنى، ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث، بين لحم وجلد ودم، لم تشهرني بخلقي، ولم تجعل إلي شيئا من أمري، ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا، وحفظتني في المهد طفلا صبيا، ورزقتني من الغذاء لبنا مريا، وعطفت علي قلوب الحواضن، وكفلتني الامهات الرحائم، وكلأتني من طوارق الجان، وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمن، حتى إذا استهللت ناطقا بالكلام، أتممت علي سوابغ الإنعام، فربيتني زائدا في كل عام، حتى إذا كملت فطرتي، واعتدلت سريرتي، أوجبت علي حجتك بأن ألهمتني معرفتك، وروعتني بعجائب فطرتك، وأنطقتني لما ذرأت في سمائك وأرضك من بدائع خلقك، ونبهتني لذكرك وشكرك وواجب طاعتك وعبادتك، وفهمتني ما جاءت به رسلك،
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (290)
ويسرت لي تقبل مرضاتك، ومننت علي في جميع ذلك بعونك ولطفك، ثم إذ خلقتني من حر الثرى، لم ترض لي يا إلهي بنعمة دون اخرى، ورزقتني من أنواع المعاش وصنوف الرياش بمنك العظيم علي، وإحسانك القديم إلي، حتى إذا أتممت علي جميع النعم، وصرفت عني كل النقم، لم يمنعك جهلي وجرأتي عليك أن دللتني على ما يقربني إليك، ووفقتني لما يزلفني لديك، فإن دعوتك أجبتني، وإن سألتك أعطيتني، وإن أطعتك شكرتني، وإن شكرتك زدتني، كل ذلك إكمالا لأنعمك علي، وإحسانك إلي.. فسبحانك سبحانك، من مبدئ معيد حميد مجيد، وتقدست أسماؤك، وعظمت آلاؤك (1).
[الحديث: 1160] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة أي أنعمك يا إلهي احصي عددا أو ذكرا، أم أي عطاياك أقوم بها شكرا، وهي يا رب أكثر من أن يحصيها العادون، أو يبلغ علما بها الحافظون، ثم ما صرفت ودرأت عني اللهم من الضر والضراء أكثر مما ظهر لي من العافية والسراء (2).
[الحديث: 1161] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: أنا أشهد يا إلهي بحقيقة إيماني، وعقد عزمات يقيني، وخالص صريح توحيدي، وباطن مكنون ضميري، وعلائق مجاري نور بصري، وأسارير صفحة جبيني، وخرق مسارب نفسي، وخذاريف مارن عرنيني، ومسارب صماخ سمعي، وما ضمت وأطبقت عليه شفتاي، وحركات لفظ لساني، ومغرز حنك فمي وفكي، ومنابت أضراسي، وبلوغ حبائل بارع عنقي، ومساغ مطعمي ومشربي، وحمالة أم رأسي، وجمل حمائل حبل وتيني، وما اشتمل عليه تامور صدري، ونياط حجاب قلبي، وأفلاذ حواشي كبدي، وما حوته شراسيف أضلاعي، وحقاق مفاصلي،
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (291)
وأطراف أناملي، وقبض عواملي، ودمي وشعري وبشري، وعصبي وقصبي وعظامي، ومخي وعروقي، وجميع جوارحي، وما انتسج على ذلك أيام رضاعي، وما أقلت الأرض مني، ونومي ويقظتي، وسكوني وحركتي، وحركات ركوعي وسجودي؛ أن لو حاولت واجتهدت مدى الأعصار والأحقاب لو عمرتها، أن أؤدي شكر واحدة من أنعمك، ما استطعت ذلك، إلابمنك الموجب علي شكرا آنفا جديدا، وثناء طارفا عتيدا (1).
[الحديث: 1162] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: إلهي.. لو حرصت والعادون من أنامك أن نحصي مدى إنعامك، سالفة وآنفة، لما حصرناه عددا، ولا أحصيناه أبدا، هيهات، أنى ذلك، وأنت المخبر عن نفسك في كتابك الناطق، والنبأ الصادق: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34]، صدق كتابك اللهم ونبؤك، وبلغت أنبياؤك ورسلك ما أنزلت عليهم من وحيك، وشرعت لهم من دينك، غير أني أشهد بجدي وجهدي، ومبالغ طاقتي ووسعي، وأقول مؤمنا موقنا: الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثا، ولم يكن له شريكٌ في الملك فيضاده فيما ابتدع، ولا وليٌ من الذل فيرفده فيما صنع، سبحانه سبحانه سبحانه، لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا وتفطرتا، فسبحان الله الواحد الحق الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدٌ (2).
[الحديث: 1163] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين، وآله الطاهرين المخلصين (3).
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (292)
[الحديث: 1164] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك، وخر لي في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت (1).
[الحديث: 1165] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم اجعل غناي في نفسي، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني، ومتعني بجوارحي، واجعل سمعي وبصري الوارثين مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني فيه مآربي وثاري، وأقر بذلك عيني (2).
[الحديث: 1166] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم اكشف كربتي، واستر عورتي، واغفر لي خطيئتي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعل لي يا إلهي الدرجة العليا في الآخرة والأولى (3).
[الحديث: 1167] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعا بصيرا، ولك الحمد كما خلقتني فجعلتني حيا سويا، رحمة بي وكنت عن خلقي غنيا (4).
[الحديث: 1168] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: رب بما برأتني فعدلت فطرتي، رب بما أنشأتني فأحسنت صورتي، يا رب بما أحسنت بي وفي نفسي عافيتني، رب بما كلأتني ووفقتني، رب بما أنعمت علي فهديتني، رب بما آويتني ومن كل خير آتيتني وأعطيتني، رب بما أطعمتني وسقيتني، رب بما أغنيتني وأقنيتني، رب بما أعنتني وأعززتني، رب بما ألبستني من ذكرك الصافي، ويسرت لي من صنعك الكافي، صل على محمد وآل محمد،
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(4) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (293)
وأعني على بوائق الدهر، وصروف الأيام والليالي، ونجني من أهوال الدنيا وكربات الآخرة، واكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض (1).
[الحديث: 1169] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم ما أخاف فاكفني، وما أحذر فقني، وفي نفسي وديني فاحرسني، وفي سفري فاحفظني، وفي أهلي ومالي وولدي فاخلفني، وفيما رزقتني فبارك لي، وفي نفسي فذللني، وفي أعين الناس فعظمني، ومن شر الجن والإنس فسلمني، وبذنوبي فلا تفضحني، وبسريرتي فلا تخزني، وبعملي فلا تبسلني، ونعمك فلا تسلبني، وإلى غيرك فلا تكلني (2).
[الحديث: 1170] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: إلهي.. إلى من تكلني؟ إلى القريب يقطعني؟، أم إلى البعيد يتهجمني؟، أم إلى المستضعفين لي؟، وأنت ربي ومليك أمري، أشكو إليك غربتي وبعد داري، وهواني على من ملكته أمري (3).
[الحديث: 1171] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تحلل بي غضبك، فإن لم تكن غضبت علي فلا أبالي سواك، غير أن عافيتك أوسع لي؛ فأسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الأرض والسماوات، وانكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين، ألا تميتني على غضبك، ولا تنزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى من قبل ذلك، لا إله إلا أنت، رب البلد الحرام، والمشعر الحرام، والبيت العتيق، الذي أحللته البركة، وجعلته للناس أمنة (4).
[الحديث: 1172] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: يا من عفا عن العظيم من الذنوب بحلمه، يا من أسبغ النعمة بفضله، يا من أعطى الجزيل بكرمه، يا عدتي في كربتي،
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(4) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (294)
ويا مونسي في حفرتي، يا ولي نعمتي، يا إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل، ورب محمد خاتم النبيين وآله المنتجبين، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم، ومنزل كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم، أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها، وتضيق علي الأرض بما رحبت، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين، وأنت مقيل عثرتي، ولولا سترك إياي لكنت من المفضوحين، وأنت مؤيدي بالنصر على الأعداء، ولولا نصرك لي لكنت من المغلوبين (1).
[الحديث: 1173] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: يا من خص نفسه بالسمو والرفعة، وأولياؤه بعزه يعتزون، يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وغيب ما تأتي به الأزمان والدهور (2).
[الحديث: 1174] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: يا راد يوسف على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيمٌ.. يا كاشف الضر والبلاء عن أيوب.. يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد أن كبر سنه وفني عمره.. يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا.. يا من أخرج يونس من بطن الحوت.. يا من فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين.. يا من أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته.. يا من لا يعجل على من عصاه من خلقه.. يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود، وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقه ويعبدون غيره، وقد حادوه ونادوه وكذبوا رسله.. يا الله يا بدي ء لا بدء لك، يا دائما لا نفاد لك، يا حي يا قيوم، يا محيي الموتى، يا من
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (295)
هو قائمٌ على كل نفس بما كسبت، يا من قل له شكري فلم يحرمني، وعظمت خطيئتي فلم يفضحني، ورآني على المعاصي فلم يخذلني.. يا من حفظني في صغري، يا من رزقني في كبري، يا من أياديه عندي لا تحصى، يا من نعمه عندي لا تجازى، يا من عارضني بالخير والإحسان وعارضته بالإساءة والعصيان، يا من هداني بالإيمان قبل أن أعرف شكر الامتنان.. يا من دعوته مريضا فشفاني، وعريانا فكساني، وجائعا فأطعمني، وعطشانا فأرواني، وذليلا فأعزني، وجاهلا فعرفني، ووحيدا فكثرني، وغائبا فردني، ومقلا فأغناني، ومنتصرا فنصرني، وغنيا فلم يسلبني، وأمسكت عن جميع ذلك فابتدأتني، فلك الحمد يا من أقال عثرتي، ونفس كربتي، وأجاب دعوتي، وستر عورتي وذنوبي، وبلغني طلبتي، ونصرني على عدوي، وإن أعد نعمك ومننك وكرائم منحك لا أحصيها (1).
[الحديث: 1175] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: يا مولاي، أنت الذي أنعمت، أنت الذي أحسنت، أنت الذي أجملت، أنت الذي أفضلت، أنت الذي مننت، أنت الذي أكملت، أنت الذي رزقت، أنت الذي أعطيت، أنت الذي أغنيت، أنت الذي أقنيت، أنت الذي آويت، أنت الذي كفيت، أنت الذي هديت، أنت الذي عصمت، أنت الذي سترت، أنت الذي غفرت، أنت الذي أقلت، أنت الذي مكنت، أنت الذي أعززت، أنت الذي أعنت، أنت الذي عضدت، أنت الذي أيدت، أنت الذي نصرت، أنت الذي شفيت، أنت الذي عافيت، أنت الذي أكرمت، تباركت ربي وتعاليت، فلك الحمد دائما، ولك الشكر واصبا (2).
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (296)
[الحديث: 1176] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي، أنا الذي أخطأت، أنا الذي أغفلت، أنا الذي جهلت، أنا الذي هممت، أنا الذي سهوت، أنا الذي اعتمدت، أنا الذي تعمدت، أنا الذي وعدت، أنا الذي أخلفت، أنا الذي نكثت، أنا الذي أقررت (1).
[الحديث: 1177] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: إلهي أعترف بنعمك عندي، وأبوء بذنوبي فاغفر لي، يا من لا تضره ذنوب عباده، وهو الغني عن طاعتهم، والموفق من عمل منهم صالحا بمعونته ورحمته، فلك الحمد (2).
[الحديث: 1178] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: إلهي أمرتني فعصيتك، ونهيتني فارتكبت نهيك، فأصبحت لا ذا براءة فأعتذر، ولا ذا قوة فأنتصر، فبأي شي ء أستقيلك يا مولاي؛ أبسمعي، أم ببصري، أم بلساني، أم بيدي، أم برجلي؟ أليس كلها نعمك عندي؟ وبكلها عصيتك يا مولاي، فلك الحجة والسبيل علي (3).
[الحديث: 1179] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: يا من سترني من الآباء والأمهات أن يزجروني، ومن العشائر والإخوان أن يعيروني، ومن السلاطين أن يعاقبوني، ولو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه مني إذا ما أنظروني، ولرفضوني وقطعوني.. ها أنا ذا بين يديك يا سيدي، خاضعا ذليلا حصيرا حقيرا، لا ذو براءة فأعتذر، ولا ذو قوة فأنتصر، ولا حجة لي فأحتج بها، ولا قائلٌ لم أجترح ولم أعمل سوءا، وما عسى الجحود لو جحدت يا مولاي ينفعني، وكيف وأنى ذلك وجوارحي كلها شاهدةٌ علي بما قد عملت وعلمت يقينا غير ذي شك أنك سائلي عن عظائم الأمور، وأنك الحكم العدل الذي لا
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (297)
يجور، وعدلك مهلكي، ومن كل عدلك مهربي، فإن تعذبني فبذنوبي يا مولاي بعد حجتك علي، وإن تعف عني فبحلمك وجودك وكرمك (1).
[الحديث: 1180] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المستغفرين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الوجلين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين الراغبين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين المسبحين.. لا إله إلا أنت ربي ورب آبائي الأولين (2).
[الحديث: 1181] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم هذا ثنائي عليك ممجدا، وإخلاصي لك موحدا، وإقراري بآلائك معددا، وإن كنت مقرا أني لا أحصيها لكثرتها وسبوغها، وتظاهرها وتقادمها، إلى حادث ما لم تزل تتغمدني به معها، مذ خلقتني وبرأتني من أول العمر؛ من الإغناء بعد الفقر، وكشف الضر، وتسبيب اليسر، ودفع العسر، وتفريج الكرب، والعافية في البدن، والسلامة في الدين، ولو رفدني على قدر ذكر نعمك علي جميع العالمين من الأولين والآخرين، لما قدرت ولا هم على ذلك (3).
[الحديث: 1182] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: تقدست وتعاليت من رب عظيم كريم رحيم، لا تحصى آلاؤك، ولا يبلغ ثناؤك، ولا تكافى نعماؤك، صل على محمد وآل محمد، وأتمم علينا نعمتك، وأسعدنا بطاعتك، سبحانك لا إله إلا أنت (4).
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(4) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (298)
[الحديث: 1183] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم إنك تجيب دعوة المضطر إذا دعاك، وتكشف السوء، وتغيث المكروب، وتشفي السقيم، وتغني الفقير، وتجبر الكسير، وترحم الصغير، وتعين الكبير، وليس دونك ظهيرٌ، ولا فوقك قديرٌ، وأنت العلي الكبير (1).
[الحديث: 1184] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: يا مطلق المكبل الأسير، يا رازق الطفل الصغير، يا عصمة الخائف المستجير، يا من لا شريك له ولا وزير، صل على محمد وآل محمد، وأعطني في هذه العشية أفضل ما أعطيت وأنلت أحدا من عبادك من نعمة توليها، وآلاء تجددها، وبلية تصرفها، وكربة تكشفها، ودعوة تسمعها، وحسنة تتقبلها، وسيئة تغفرها، إنك لطيفٌ خبيرٌ، وعلى كل شي ء قديرٌ (2).
[الحديث: 1185] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم إنك أقرب من دعي، وأسرع من أجاب، وأكرم من عفا، وأوسع من أعطى، وأسمع من سئل، يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ليس كمثلك مسؤولٌ، ولا سواك مأمولٌ، دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني، ورغبت إليك فرحمتني، ووثقت بك فنجيتني، وفزعت إليك فكفيتني (3).
[الحديث: 1186] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين، وتمم لنا نعماءك، وهنئنا عطاءك، واجعلنا لك شاكرين، ولآلائك ذاكرين، آمين رب العالمين (4).
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(4) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (299)
[الحديث: 1187] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم يا من ملك فقدر، وقدر فقهر، وعصي فستر، واستغفر فغفر، يا غاية رغبة الراغبين، ومنتهى أمل الراجين، يا من أحاط بكل شي ء علما، ووسع المستقيلين رأفة وحلما (1).
[الحديث: 1188] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم إنا نتوجه إليك في هذه العشية التي شرفتها وعظمتها، بمحمد نبيك ورسولك وخيرتك، وأمينك على وحيك، اللهم فصل على البشير النذير، السراج المنير، الذي أنعمت به على المسلمين، وجعلته رحمة للعالمين.. اللهم فصل على محمد وآله كما محمدٌ أهل ذلك يا عظيم، فصل عليه وعلى آل محمد المنتجبين الطيبين الطاهرين أجمعين، وتغمدنا بعفوك عنا، فإليك عجت الأصوات بصنوف اللغات، واجعل لنا في هذه العشية نصيبا في كل خير تقسمه، ونور تهدي به، ورحمة تنشرها، وعافية تجللها، وبركة تنزلها، ورزق تبسطه، يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 1189] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم اقلبنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين، ولا تجعلنا من القانطين، ولا تخلنا من رحمتك، ولا تحرمنا ما نؤمله من فضلك، ولا تردنا خائبين، ولا من بابك مطرودين، ولا تجعلنا من رحمتك محرومين، ولا لفضل ما نؤمله من عطاياك قانطين، يا أجود الأجودين ويا أكرم الأكرمين (3).
[الحديث: 1190] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم إليك أقبلنا موقنين، ولبيتك الحرام آمين قاصدين، فأعنا على منسكنا، وأكمل لنا حجنا، واعف اللهم عنا وعافنا، فقد مددنا إليك أيدينا، وهي بذلة الاعتراف موسومةٌ (4).
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(4) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (300)
[الحديث: 1191] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم أعطنا في هذه العشية ما سألناك، واكفنا ما استكفيناك، فلا كافي لنا سواك، ولا رب لنا غيرك، نافذٌ فينا حكمك، محيطٌ بنا علمك، عدلٌ فينا قضاؤك، اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير (1).
[الحديث: 1192] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر، وكريم الذخر، ودوام اليسر، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين، ولا تهلكنا مع الهالكين، ولا تصرف عنا رأفتك، برحمتك يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 1193] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم اجعلنا في هذا الوقت ممن سألك فأعطيته، وشكرك فزدته، وتاب إليك فقبلته، وتنصل إليك من ذنوبه فغفرتها له، يا ذا الجلال والإكرام (3).
[الحديث: 1194] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم وفقنا وسددنا واعصمنا واقبل تضرعنا، يا خير من سئل، ويا أرحم من استرحم، يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون، ولا لحظ العيون، ولا ما استقر في المكنون، ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب، ألا كل ذلك قد أحصاه علمك، ووسعه حلمك، سبحانك وتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، تسبح لك السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شي ء إلايسبح بحمدك، فلك الحمد والمجد، وعلو الجد، يا ذا الجلال والإكرام، والفضل والإنعام، والأيادي الجسام، وأنت الجواد الكريم، الرؤوف الرحيم، أوسع علي من رزقك، وعافني في بدني وديني، وآمن خوفي، وأعتق رقبتي من النار (4).
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(4) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
معارج الذكر والدعاء (301)
[الحديث: 1195] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تمكر بي ولا تستدرجني ولا تخذلني، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس (1).
[الحديث: 1196] قال الإمام الحسين في دعائه يوم عرفة: يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد، وأسألك اللهم حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك فكاك رقبتي من النار، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شي ء قديرٌ، يا رب يا رب يا رب (2).
[الحديث: 1197] قال الإمام السجاد: إذا كان عشية عرفة، ينزل الله ملائكة إلى سماء الدنيا، ثم يقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا، أرسلت إليهم رسولا فصدقوه، ثم قصدوني فسألوني ودعوني، اشهدوا أن حقا علي أن أجيبهم اليوم، قد شفعت محسنهم في مسيئهم، وتقبلت من محسنهم، فليفيضوا مغفورا لهم، ثم يأمر ملكين بالمأزمين، فيقف هذا من هذا الجانب، وهذا من هذا الجانب، يقولان: اللهم سلم سلم، فما يكاد يرى صريعا ولا كسيرا (3).
[الحديث: 1198] قال الإمام الباقر: كان أبي (الإمام السجاد) يقف على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيسلم عليه، ويشهد له بالبلاغ، ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره إلى المروة الخضراء الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر، ويسند ظهره إلى القبر، ويستقبل القبلة فيقول: اللهم إليك ألجأت أمري، وإلى قبر محمد عبدك ورسولك أسندت ظهري، والقبلة التي
__________
(1) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(2) زاد المعاد: 260 ـ 280، البلد الامين: 251 ـ 258.
(3) المقنعة: ص 386، روضة الواعظين: ص 396، المحاسن: 1/ 160.
معارج الذكر والدعاء (302)
رضيت لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم استقبلت، اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي خير ما أرجو، ولا أدفع عنها شر ما أحذر عليها، وأصبحت الأمور بيدك، فلا فقير أفقر مني، إني لما أنزلت إلي من خير فقيرٌ، اللهم ارددني منك بخير، فإنه لا راد لفضلك، اللهم إني أعوذ بك من أن تبدل اسمي، أو تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني، اللهم كرمني بالتقوى، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية، وارزقني شكر العافية (1).
[الحديث: 1199] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم هذا يوم عرفة يومٌ شرفته وكرمته وعظمته، نشرت فيه رحمتك، ومننت فيه بعفوك، وأجزلت فيه عطيتك، وتفضلت به على عبادك، اللهم وأنا عبدك الذي أنعمت عليه قبل خلقك له وبعد خلقك إياه، فجعلته ممن هديته لدينك، ووفقته لحقك، وعصمته بحبلك، وأدخلته في حزبك، وأرشدته لموالاة أوليائك، ومعاداة أعدائك، ثم أمرته فلم يأتمر، وزجرته فلم ينزجر، ونهيته عن معصيتك فخالف أمرك إلى نهيك، لا معاندة لك، ولا استكبارا عليك، بل دعاه هواه إلى ما زيلته وإلى ما حذرته، وأعانه على ذلك عدوك وعدوه، فأقدم عليه عارفا بوعيدك، راجيا لعفوك، واثقا بتجاوزك، وكان أحق عبادك مع ما مننت عليه ألا يفعل.. وها أنا ذا بين يديك صاغرا ذليلا خاضعا خاشعا خائفا، معترفا بعظيم من الذنوب تحملته، وجليل من الخطايا اجترمته، مستجيرا بصفحك، لائذا برحمتك، موقنا أنه لا يجيرني منك مجيرٌ، ولا يمنعني منك مانعٌ، فعد علي بما تعود به على من اقترف من تغمدك، وجد علي بما تجود به على من ألقى بيده إليك من عفوك، وامنن علي بما لا يتعاظمك أن تمن به على من أملك من غفرانك، واجعل لي في هذا اليوم نصيبا أنال به حظا من رضوانك، ولا تردني صفرا مما
__________
(1) الكافي: 6/ 551.
معارج الذكر والدعاء (303)
ينقلب به المتعبدون لك من عبادك، وإني وإن لم أقدم ما قدموه من الصالحات فقد قدمت توحيدك ونفي الأضداد والأنداد والأشباه عنك، وأتيتك من الأبواب التي أمرت أن تؤتى منها، وتقربت إليك بما لا يقرب أحدٌ منك إلابالتقرب به، ثم أتبعت ذلك بالإنابة إليك، والتذلل والاستكانة لك، وحسن الظن بك، والثقة بما عندك، وشفعته برجائك الذي قل ما يخيب عليه راجيك، وسألتك مسألة الحقير الذليل البائس الفقير الخائف المستجير، ومع ذلك خيفة وتضرعا وتعوذا وتلوذا، لا مستطيلا بتكبر المتكبرين، ولا متعاليا بدالة المطيعين، ولا مستطيلا بشفاعة الشافعين، وأنا بعد أقل الأقلين وأذل الأذلين، ومثل الذرة أو دونها (1).
[الحديث: 1200] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم يامن لم يعاجل المسيئين، ولا ينده المترفين، ويا من يمن بإقالة العاثرين، ويتفضل بإنظار الخاطئين؛ أنا المسي ء المعترف، الخاطئ العاثر، أنا الذي أقدم عليك مجترئا، أنا الذي عصاك متعمدا، أنا الذي استخفى من عبادك وبارزك، أنا الذي هاب عبادك وأمنك، أنا الذي لم يرهب سطوتك، ولم يخف بأسك، أنا الجاني على نفسه، أنا المرتهن ببليته، أنا القليل الحياء، أنا الطويل العناء، بحق من انتجبت من خلقك، وبمن اصطفيته لنفسك، بحق من اخترت من بريتك، ومن اجتبيت لشأنك، بحق من وصلت طاعته بطاعتك، ومن جعلت معصيته كمعصيتك، بحق من قرنت موالاته بموالاتك، ومن نطت معاداته بمعاداتك، تغمدني في يومي هذا بما تتغمد به من جأر إليك متنصلا، وعاذ باستغفارك تائبا، وتولني بما تتولى به أهل طاعتك والزلفى
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 185.
معارج الذكر والدعاء (304)
لديك والمكانة منك، وتوحدني بما تتوحد به من وفى بعهدك، وأتعب نفسه في ذاتك، وأجهدها في مرضاتك (1).
[الحديث: 1201] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تؤاخذني بتفريطي في جنبك، وتعدي طوري في حدودك، ومجاوزة أحكامك، ولا تستدرجني بإملائك لي استدراج من منعني خير ما عنده ولم يشركك في حلول نعمته بي، ونبهني من رقدة الغافلين، وسنة المسرفين، ونعسة المخذولين، وخذ بقلبي إلى ما استعملت به القانتين، واستعبدت به المتعبدين، واستنقذت به المتهاونين (2).
[الحديث: 1202] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم أعذني مما يباعدني عنك، ويحول بيني وبين حظي منك، ويصدني عما احاول لديك، وسهل لي مسلك الخيرات إليك، والمسابقة إليها من حيث أمرت، والمشاحة فيها على ما أردت، ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفين بما أوعدت، ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرضين لمقتك، ولا تتبرني فيمن تتبر من المنحرفين عن سبلك، ونجني من غمرات الفتنة، وخلصني من لهوات البلوى، وأجرني من أخذ الإملاء (3).
[الحديث: 1203] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم حل بيني وبين عدو يضلني، وهوى يوبقني، ومنقصة ترهقني، ولا تعرض عني إعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك، ولا تؤيسني من الأمل فيك فيغلب علي القنوط من رحمتك، ولا تمنحني بما لا طاقة لي به فتبهظني مما تحملنيه من فضل محبتك، ولا ترسلني من يدك إرسال من لا خير فيه، ولا حاجة بك إليه، ولا إنابة له، ولا ترم بي رمي من سقط من عين رعايتك، ومن اشتمل عليه
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 185.
(2) الصحيفة السجادية: ص 185.
(3) الصحيفة السجادية: ص 185.
معارج الذكر والدعاء (305)
الخزي من عندك، بل خذ بيدي من سقطة المتردين، ووهلة المتعسفين، وزلة المغرورين، وورطة الهالكين، وعافني مما ابتليت به طبقات عبيدك وإمائك، وبلغني مبالغ من عنيت به، وأنعمت عليه، ورضيت عنه، فأعشته حميدا، وتوفيته سعيدا (1).
[الحديث: 1204] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم طوقني طوق الإقلاع عما يحبط الحسنات، ويذهب بالبركات، وأشعر قلبي الازدجار عن قبائح السيئات، وفواضح الحوبات، ولا تشغلني بما لا أدركه إلابك عما لا يرضيك عني غيره، وانزع من قلبي حب دنيا دنية تنهى عما عندك، وتصد عن ابتغاء الوسيلة إليك، وتذهل عن التقرب منك، وزين لي التفرد بمناجاتك بالليل والنهار، وهب لي عصمة تدنيني من خشيتك، وتقطعني عن ركوب محارمك، وتفكني من أسر العظائم (2).
[الحديث: 1205] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم هب لي التطهير من دنس العصيان، وأذهب عني درن الخطايا، وسربلني بسربال عافيتك، وردني رداء معافاتك، وجللني سوابغ نعمائك، وظاهر لدي فضلك وطولك، وأيدني بتوفيقك وتسديدك، وأعني على صالح النية، ومرضي القول، ومستحسن العمل، ولا تكلني إلى حولي وقوتي دون حولك وقوتك (3).
[الحديث: 1206] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تخزني يوم تبعثني للقائك، ولا تفضحني بين يدي أوليائك، ولا تنسني ذكرك، ولا تذهب عني شكرك، بل ألزمنيه في أحوال السهو عند غفلات الجاهلين لآلائك، وأوزعني أن أثني بما أوليتنيه،
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 185.
(2) الصحيفة السجادية: ص 185.
(3) الصحيفة السجادية: ص 185.
معارج الذكر والدعاء (306)
وأعترف بما أسديته إلي، واجعل رغبتي إليك فوق رغبة الراغبين، وحمدي إياك فوق حمد الحامدين (1).
[الحديث: 1207] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تخذلني عند فاقتي إليك، ولا تهلكني بما أسديته إليك، ولا تجبهني بما جبهت به المعاندين لك، فإني لك مسلمٌ، أعلم أن الحجة لك، وأنك أولى بالفضل، وأعود بالإحسان، وأهل التقوى وأهل المغفرة، وأنك بأن تعفو أولى منك بأن تعاقب، وأنك بأن تستر أقرب منك إلى أن تشهر (2).
[الحديث: 1208] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم أحيني حياة طيبة تنتظم بما أريد، وتبلغ ما أحب من حيث لا آتي ما تكره، ولا أرتكب ما نهيت عنه، وأمتني ميتة من يسعى نوره بين يديه وعن يمينه، وذللني بين يديك، وأعزني عند خلقك، وضعني إذا خلوت بك، وارفعني بين عبادك، وأغنني عمن هو غنيٌ عني، وزدني إليك فاقة وفقرا (3).
[الحديث: 1209] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم أعذني من شماتة الأعداء، ومن حلول البلاء، ومن الذل والعناء، تغمدني فيما اطلعت عليه مني بما يتغمد به القادر على البطش لو لا حلمه، والآخذ على الجريرة لولا أناته، وإذا أردت بقوم فتنة أو سوءا فنجني منها لواذا بك، وإذ لم تقمني مقام فضيحة في دنياك فلا تقمني مثله في آخرتك، واشفع لي أوائل مننك بأواخرها، وقديم فوائدك بحوادثها، ولا تمدد لي مدا يقسو معه قلبي، ولا تقرعني قارعة يذهب لها بهائي، ولا تسمني خسيسة يصغر لها قدري، ولا نقيصة يجهل من أجلها مكاني، ولا ترعني روعة ابلس بها، ولا خيفة أوجس دونه (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 185.
(2) الصحيفة السجادية: ص 185.
(3) الصحيفة السجادية: ص 185.
(4) الصحيفة السجادية: ص 185.
معارج الذكر والدعاء (307)
[الحديث: 1210] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم اجعل هيبتي في وعيدك، وحذري من إعذارك وإنذارك، ورهبتي عند تلاوة آياتك، واعمر ليلي بإيقاظي فيه لعبادتك، وتفردي بالتهجد لك، وتجردي بسكوني إليك، وإنزال حوائجي بك، ومنازلتي إياك في فكاك رقبتي من نارك، وإجارتي مما فيه أهلها من عذابك (1).
[الحديث: 1211] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تذرني في طغياني عامها، ولا في غمرتي ساهيا حتى حين، ولا تجعلني عظة لمن اتعظ، ولا نكالا لمن اعتبر، ولا فتنة لمن نظر، ولا تمكر بي فيمن تمكر به، ولا تستبدل بي غيري، ولا تغير لي اسما، ولا تبدل لي جسما، ولا تتخذني هزوا لخلقك، ولا سخريا لك، ولا تبعا إلالمرضاتك، ولا ممتهنا إلابالانتقام لك (2).
[الحديث: 1212] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم أوجدني برد عفوك، وحلاوة رحمتك وروحك وريحانك، وجنة نعيمك، وأذقني طعم الفراغ لما تحب بسعة من سعتك، والاجتهاد فيما يزلف لديك وعندك، وأتحفني بتحفة من تحفاتك، واجعل تجارتي رابحة، وكرتي غير خاسرة، وأخفني مقامك، وشوقني لقاءك، وتب علي توبة نصوحا لا تبق معها ذنوبا صغيرة ولا كبيرة، ولا تذر معها علانية ولا سريرة (3).
[الحديث: 1213] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم انزع الغل من صدري للمؤمنين، واعطف بقلبي على الخاشعين، وكن لي كما تكون للصالحين، وحلني حلية المتقين، واجعل لي لسان صدق في الغابرين، وذكرا ناميا في الآخرين، وواف بي عرصة الأولين (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 185.
(2) الصحيفة السجادية: ص 185.
(3) الصحيفة السجادية: ص 185.
(4) الصحيفة السجادية: ص 185.
معارج الذكر والدعاء (308)
[الحديث: 1214] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم تمم سبوغ نعمتك علي، وظاهر كراماتها لدي، املأ من فوائدك يدي، وسق كرائم مواهبك إلي، وجاور بي الأطيبين من أوليائك في الجنان التي زينتها لأصفيائك، وجللني شرائف نحلك في المقامات المعدة لأحبائك (1).
[الحديث: 1215] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم اجعل لي عندك مقيلا آوي إليه مطمئنا، ومثابة أتبوؤها، وأقر عينا، ولا تقايسني بعظيمات الجرائر، ولا تهلكني يوم تبلى السرائر، وأزل عني كل شك وشبهة، واجعل لي في الحق طريقا من كل رحمة، وأجزل لي قسم المواهب من نوالك، ووفر علي حظوظ الإحسان من إفضالك (2).
[الحديث: 1216] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم اجعل قلبي واثقا بما عندك، وهمي مستفرغا لما هو لك، واستعملني بما تستعمل به خالصتك، وأشرب قلبي عند ذهول العقول طاعتك، واجمع لي الغنى والعفاف والدعة والمعافاة والصحة والسعة والطمأنينة والعافية (3).
[الحديث: 1217] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تحبط حسناتي بما يشوبها من معصيتك، ولا خلواتي بما يعرض لي من نزغات فتنتك، وصن وجهي عن الطلب إلى أحد من العالمين، وذبني عن التماس ما عند الفاسقين (4).
[الحديث: 1218] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم لا تجعلني للظالمين ظهيرا، ولا لهم على محو كتابك يدا ونصيرا، وحطني من حيث لا أعلم حياطة تقيني بها، وافتح لي أبواب توبتك ورحمتك ورأفتك ورزقك الواسع، إني إليك من الراغبين، وأتمم لي
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 185.
(2) الصحيفة السجادية: ص 185.
(3) الصحيفة السجادية: ص 185.
(4) الصحيفة السجادية: ص 185.
معارج الذكر والدعاء (309)
إنعامك إنك خير المنعمين، واجعل باقي عمري في الحج والعمرة ابتغاء وجهك، يا رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام عليه وعليهم أبد الآبدين (1).
[الحديث: 1219] قال الإمام الباقر: إذا دخلت المسجد وأنت تريد أن تجلس فلا تدخله إلاطاهرا، وإذا دخلت فاستقبل القبلة، ثم ادع الله واسأله، وسم حين تدخله، واحمد الله وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (2).
[الحديث: 1220] قال الإمام الباقر: ما أفضل من رجل يجيء، يقود بأهله والناس وقوفٌ بعرفات يمينا وشمالا، يأتي بهم الحج فيسأل بهم الله تعالى (3).
[الحديث: 1221] قال الإمام الباقر: ما يقف أحدٌ على تلك الجبال ـ برٌ ولا فاجرٌ ـ إلا استجاب الله له؛ فأما البر فيستجاب له في آخرته ودنياه، وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه (4).
[الحديث: 1222] قال الإمام الصادق: إذا دخلت المسجد فاحمد الله وأثن عليه، وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (5).
[الحديث: 1223] قال الإمام الصادق في دعائه عند دخول المسجد: اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك (6).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 185.
(2) تهذيب الأحكام: 3/ 263.
(3) علل الشرائع: ص 657.
(4) الكافي: 6/ 262.
(5) تهذيب الأحكام: 2/ 65.
(6) فلاح السائل: ص 183.
معارج الذكر والدعاء (310)
[الحديث: 1224] قال الإمام الصادق: إذا دخلت المسجد فصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا خرجت فافعل ذلك (1).
[الحديث: 1225] قال الإمام الصادق: من دخل سوقا أو مسجد جماعة فقال مرة واحدة: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله، عدلت له حجة مبرورة (2).
[الحديث: 1226] قال الإمام الصادق: من أسبغ وضوءه في بيته وتمشط وتطيب، ثم مشى من بيته غير مستعجل، وعليه السكينة والوقار إلى مصلاه؛ رغبة في جماعة المسلمين، لم يرفع قدما ولم يضع أخرى إلاكتبت له حسنةٌ، ومحيت عنه سيئةٌ، ورفعت له درجةٌ، فإذا ما دخل المسجد قال: باسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن الله وإلى الله، وما شاء الله، ولا قوة إلابالله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك، وأغلق عني أبواب سخطك وغضبك، اللهم منك الروح والفرج، اللهم إليك غدوي ورواحي، وبفنائك أنخت أبتغي رحمتك ورضوانك وأتجنب سخطك، اللهم وأسألك الروح والراحة والفرج، ثم قال: اللهم إني أتوجه إليك بمحمد وعلي أمير المؤمنين، فاجعلني من أوجه من توجه إليك بهما، وأقرب من تقرب إليك بهما، وقربني بهما منك زلفى، ولا تباعدني عنك، آمين يا رب العالمين.. ثم افتتح الصلاة مع الإمام جماعة، إلاوجبت له من الله المغفرة والجنة من قبل أن يسلم الإمام (3).
[الحديث: 1227] سئل الإمام الصادق عن مقام جبريل فقال: تحت الميزاب الذي
__________
(1) الكافي: 3/ 309.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 199، المحاسن: 1/ 111.
(3) الاصول الستة عشر (أصل زيد النرسي): ص 191.
معارج الذكر والدعاء (311)
إذا خرجت من الباب ـ الذي يقال له باب فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ـ بحيال الباب، والميزاب فوقك، والباب من وراء ظهرك، فإن قدرت أن تصلي فيه ركعتين مندوبا فافعل؛ فإنه لا يدعو أحدٌ هناك إلا استجيب له (1).
[الحديث: 1228] قال الإمام الصادق: إن ملكا موكلا بالركن اليماني، منذ خلق الله السماوات والأرضين ليس له هجيرٌ إلا التأمين على دعائكم، فلينظر عبدٌ بما يدعو، قيل: ما الهجير؟ فقال: كلامٌ من كلام العرب، أي ليس له عملٌ (2).
[الحديث: 1229] قال الإمام الصادق في الدعاء عند الركن اليماني: ما من مؤمن يدعو بدعاء عنده، إلا صعد دعاؤه حتى يلصق بالعرش، ما بينه وبين الله حجابٌ (3).
[الحديث: 1230] قال الإمام الصادق: إذا فرغت من الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فائت المنبر، فامسحه بيدك وخذ برمانتيه وهما السفلاوان، وامسح عينيك ووجهك به، فإنه يقال: إنه شفاء العين، وقم عنده فاحمد الله وأثن عليه، وسل حاجتك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما بين منبري وبيتي روضةٌ من رياض الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة ـ والترعة هي الباب الصغير (4). ـ.
[الحديث: 1231] قال الإمام الصادق: إن كانت لك حاجةٌ، فاجعل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلف كتفيك، واستقبل القبلة وارفع يديك، واسأل حاجتك؛ فإنك أحرى أن تقضى إن شاء الله (5).
[الحديث: 1232] قال الإمام الصادق: إذا دخلت المسجد، فإن استطعت أن تقيم
__________
(1) المزار الكبير: ص 83.
(2) الكافي: 6/ 608.
(3) الكافي: 6/ 609، تهذيب الأحكام: 5/ 106.
(4) الكافي: 6/ 553، تهذيب الأحكام: 6/ 7.
(5) الكافي: 6/ 551، تهذيب الأحكام: 6/ 6.
معارج الذكر والدعاء (312)
ثلاثة أيام، الأربعاء والخميس والجمعة، فصل ما بين القبر والمنبر يوم الأربعاء عند الأسطوانة التي تلي القبر، فتدعو الله عندها وتسأله كل حاجة تريدها في آخرة أو دنيا، واليوم الثاني عند أسطوانة التوبة، ويوم الجمعة عند مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مقابل الأسطوانة الكثيرة الخلوق، فتدعو الله عندهن لكل حاجة، وتصوم تلك الثلاثة الأيام (1).
[الحديث: 1233] قال الإمام الصادق: صم الأربعاء والخميس والجمعة، وصل ليلة الأربعاء ويوم الأربعاء عند الأسطوانة التي تلي رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليلة الخميس ويوم الخميس عند أسطوانة أبي لبابة، وليلة الجمعة ويوم الجمعة عند الأسطوانة التي تلي مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وادع بهذا الدعاء لحاجتك وهو: اللهم إني أسألك بعزتك وقوتك وقدرتك، وجميع ما أحاط به علمك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا (2).
[الحديث: 1234] عن علي بن جعفر، قال: رأيت أخي (الإمام الكاظم) يطوف السبوعين، والثلاثة يقرنها، غير أنه يقف في المستجار، فيدعو في كل أسبوع، ويأتي الحجر فيستلمه، ثم يطوف (3).
__________
(1) الكافي: 6/ 558.
(2) الكافي: 6/ 558.
(3) قرب الإسناد: ص 261.
معارج الذكر والدعاء (313)
المعراج الخامس من معارج الذكر والدعاء [معراج الضرورات والحاجات]، وإلى هذا المعراج الإشارة بقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [النحل: 114]، وقوله: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ [سبأ: 15]
وغيرها من الآيات الكريمة، وكلها تحث على حمد الله وشكره والثناء عليه عند القيام بما تقتضيه الحياة من ضرورات الأكل والشرب، ومثلها ما يقتضيه غيرها.
وقد ورد في السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى، ما يدل على فضل ذكر الله ودعائه في هذه المحال، مع بيان الهيئات المثلى لذلك، وقد جمعناها في هذا الفصل، تحت العناوين التالية:
أولا ـ ما ورد حول الأكل والشرب
ثانيا ـ ما ورد حول النوم واليقظة
ثالثا ـ ما ورد حول الطهارة والنظافة
رابعا ـ ما ورد حول اللباس والزينة
خامسا ـ ما ورد حول الركوب والسفر
سادسا ـ ما ورد حول البيوت والمجالس
سابعا ـ ما ورد حول شؤون المعيشة
ثامنا ـ ما ورد حول الآداب الاجتماعية
معارج الذكر والدعاء (314)
أولا ـ ما ورد حول الأكل والشرب
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[الأكل والشرب]، وهي تندرج ضمن ما ذكرناه سابقا من فضل ذكر الله تعالى في كل الحالات، وكلها مما يجعل حياة المؤمن متوجهة لله تعالى بكل كلياتها وجزئياتها، كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162 - 163]
وذلك أيضا مما يفرق بين المؤمن عند ممارسته لهذه الحاجات، وغير المؤمن الذي وصف الله تعالى وقوفه عند التلذذ بالطعام والشراب والتمتع بهما واختصار الحياة فيهما، فقال: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ (الأحقاف:20)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1235] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها (1).
__________
(1) مسلم: 4/ 2095، الترمذي: 4/ 265.
معارج الذكر والدعاء (315)
[الحديث: 1236] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: (اللهم بارك لنا فيه؛ وأطعمنا خيرا منه)، وإذا سقي لبنا فليقل: (اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه)؛ فإنه ليس شي ءٌ يجزئ من الطعام والشراب إلااللبن (1).
[الحديث: 1237] عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فرغ من الطعام، قال: الحمد لله الذي من علينا فهدانا، وكل بلاء حسن أبلانا (2).
[الحديث: 1238] عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فرغ من طعامه، قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين (3).
[الحديث: 1239] عن أبي أيوب الأنصاري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل أو شرب، قال: الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه وجعل له مخرجا (4).
[الحديث: 1240] عن أبي أمامة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رفع مائدته، قال: الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه، ربنا (5).
[الحديث: 1241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه، من غير حول مني ولا قوة.. غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (6).
__________
(1) أبو داود: 3/ 339، الترمذي: 5/ 507، ابن ماجة: 2/ 1103، أحمد: 1/ 484.
(2) الدعاء للطبراني: ص 279، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 91.
(3) أبو داود: 3/ 366، ابن ماجة: 2/ 1092، الترمذي: 5/ 508.
(4) أبو داود: 3/ 366، النسائي: 6/ 79 7.
(5) البخاري: 5/ 2078، أبو داود: 3/ 366، ابن ماجة: 2/ 1092.
(6) أبو داود: 4/ 42، ابن ماجة: 2/ 1093، الترمذي: 5/ 508، أحمد: 5/ 312.
معارج الذكر والدعاء (316)
[الحديث: 1242] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قرب إليه طعامه يقول: (بسم الله)، وإذا فرغ من طعامه قال: اللهم، أطعمت وأسقيت، وأغنيت وأقنيت، وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت (1).
[الحديث: 1243] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا طعم، قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وأشبعنا وأروانا، وكفانا وأولانا، فكم من مكفوف لا كافي له ولا مأوى، ومصيره إلى النار (2).
[الحديث: 1244] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من طعامه قال: اللهم لك الحمد، أطعمت وسقيت، وأشبعت وأرويت، فلك الحمد غير مكفور ولا مودع، ولا مستغنى عنك (3).
[الحديث: 1245] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا أكلت فقل: (باسم الله)، وإذا فرغت فقل: (الحمد لله)؛ فإن حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حتى تبعده عنك (4).
[الحديث: 1246] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن ليشبع من الطعام والشراب فيحمد الله؛ فيعطيه الله من الأجر ما لا يعطي الصائم، إن الله شاكرٌ عليمٌ يحب أن يحمد (5).
[الحديث: 1247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رفعت المائدة فقل: الحمد لله رب العالمين، اللهم اجعلها نعمة مشكورة (6).
__________
(1) أحمد: 5/ 577، النسائي: 4/ 202.
(2) الدعاء للطبراني: ص 279.
(3) أحمد: 6/ 310 3، الإقبال: 1/ 245.
(4) المحاسن: 2/ 210.
(5) المحاسن: 2/ 214.
(6) مكارم الأخلاق: 1/ 310
معارج الذكر والدعاء (317)
[الحديث: 1248] قال الإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا برحمته، ولم يسقنا ملحا أجاجا بذنوبنا (1).
[الحديث: 1249] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح وجهك وعينيك قبل أن تمسح بالمنديل، وتقول: اللهم إني أسألك الزينة والمحبة، وأعوذ بك من المقت والبغضة (2).
[الحديث: 1250] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضعت المائدة بين يديه، قال: سبحانك اللهم ما أحسن ما تبتلينا، سبحانك ما أكثر ما تعطينا، سبحانك ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات (3).
[الحديث: 1251] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضعت المائدة بين يديه قال: اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل بها نعمة الجنة (4).
[الحديث: 1252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الطعام إذا جمع أربع خصال فقد تم: إذا كان من حلال، وكثرت الأيدي، وسمي في أوله، وحمد الله عز وجل في آخره (5).
[الحديث: 1253] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضع يده في الطعام قال: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، وعليك خلفه (6).
[الحديث: 1254] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل بعض اللقمة قال: اللهم لك الحمد، أطعمت وسقيت وأرويت، فلك الحمد غير مكفور، ولا مودع، ولا مستغنى عنك (7).
__________
(1) الدعاء للطبراني: ص 280، الكافي: 6/ 384.
(2) المحاسن: 2/ 204.
(3) الكافي: 6/ 293، المحاسن: 2/ 215.
(4) مكارم الأخلاق: 1/ 309، الجعفريات: ص 216.
(5) الكافي: 6/ 273.
(6) مكارم الأخلاق: 1/ 69.
(7) الإقبال: 1/ 245.
معارج الذكر والدعاء (318)
[الحديث: 1255] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا، ولم يسقنا ملحا أجاجا، ولم يؤاخذنا بذنوبنا (1).
[الحديث: 1256] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفعت المائدة من بين يديه، يقول: الحمد لله (2).
[الحديث: 1257] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفعت المائدة من بين يديه، قال: اللهم اجعلها نعمة محضورة مشكورة موصولة بالجنة (3).
[الحديث: 1258] قال الإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفعت المائدة قال: اللهم أكثرت وأطبت وباركت، فأشبعت وأرويت، الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم (4).
[الحديث: 1259] عن أبي هريرة، قال: دعا رجلٌ من الأنصار ـ من أهل قباء ـ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يديه قال: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم، من علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصر من العمى، وفضل على كثير من خلقه تفضيلا، الحمد لله رب العالمين (5).
[الحديث: 1260] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لقوم تناول الطعام عندهم: اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم (6).
__________
(1) الكافي: 6/ 384، المحاسن: 2/ 406.
(2) الجعفريات: ص 160.
(3) الجعفريات: ص 216.
(4) الكافي: 6/ 294، المحاسن: 2/ 216.
(5) النسائي: 6/ 82 3، الحاكم: 1/ 731.
(6) مسلم: 3/ 1616، الترمذي: 5/ 568، النسائي: 4/ 202.
معارج الذكر والدعاء (319)
[الحديث: 1261] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا غسلت يدك بعد الطعام، فقل: اللهم إني أسألك الزينة والمحبة، وأعوذ بك من المقت والبغضة (1).
[الحديث: 1262] كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من غسل اليد بعد الطعام، مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه، ثم يقول: الحمد لله الذي هدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء صالح أولانا (2).
[الحديث: 1263] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه بعد غسله ليديه من غمر الطعام: اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجوههم قترٌ ولا ذلةٌ (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1264] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: إذا أكلت الطعام فسم باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ، وهو الشفاء من جميع الأسواء (4).
[الحديث: 1265] قال الإمام علي: من أكل طعاما فسمى الله على أوله، وحمد الله على آخره، لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام كائنا ما كان (5).
[الحديث: 1266] قال الإمام علي في دعائه عند الأكل والشرب: اللهم إن هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه، واخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه، من غير حول منا ولا قوة، رزقت فأحسنت فلك الحمد، رب اجعلنا من الشاكرين (6).
__________
(1) المحاسن: 2/ 204، الدعوات: ص 143.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 304.
(3) مكارم الأخلاق: 1/ 302، المحاسن: 2/ 204.
(4) بشارة المصطفى: ص 25، تحف العقول: ص 171.
(5) قرب الإسناد: ص 90، الكافي: 6/ 294.
(6) المحاسن: 2/ 216.
معارج الذكر والدعاء (320)
[الحديث: 1267] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: يا بني لا تطعمن لقمة من حار ولا بارد، ولا تشربن شربة ولا جرعة إلاوأنت تقول قبل أن تأكله، وقبل أن تشربه: اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلامة من وعكه، والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني، وأن تشجعني بقوتها على عبادتك، وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك.. فإنك إن فعلت ذلك أمنت وعثه وغائلته (1).
[الحديث: 1268] عن ابن أعبد، قال: قال لي علي بن أبي طالب: يا ابن أعبد، هل تدري ما حق الطعام؟ قلت: وما حقه يابن أبي طالب؟ قال: تقول: (بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا). قال: وتدري ما شكره إذا فرغت؟ قلت: وما شكره؟ قال: تقول: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا) (2).
[الحديث: 1269] قال الإمام علي: اذكروا الله عز وجل على الطعام ولا تلغطوا، فإنه نعمةٌ من نعم الله ورزقٌ من رزقه، يجب عليكم فيه شكره وذكره وحمده (3).
[الحديث: 1270] قال الإمام علي في دعائه إذا فرغ من طعامه: الحمد لله الذي كفانا وأكرمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله الذي كفانا المؤونة، وأسبغ علينا (4).
__________
(1) مكارم الأخلاق: 1/ 309.
(2) أحمد: 1/ 322، الدعاء للطبراني: ص 95.
(3) الكافي: 6/ 296، المحاسن: 2/ 213.
(4) المحاسن: 2/ 216.
معارج الذكر والدعاء (321)
[الحديث: 1271] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد إذا وضع الطعام بين يديه قال: اللهم هذا من منك وفضلك وعطائك، فبارك لنا فيه وسوغناه، وارزقنا خلفا إذا أكلناه، ورب محتاج إليه، رزقت فأحسنت، اللهم واجعلنا من الشاكرين (1).
[الحديث: 1272] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد إذا رفع الخوان قال: الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا (2).
[الحديث: 1273] عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان الإمام السجاد إذا طعم قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وأيدنا وآوانا، وأنعم علينا وأفضل، الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم (3).
[الحديث: 1274] عن أبي بصير، قال: تغديت مع الإمام الباقر، فلما وضعت المائدة قال: باسم الله، فلما فرغ قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، ورزقنا وعافانا، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلنا مسلمين (4).
[الحديث: 1275] قال الإمام الباقر في دعائه بعد شرب الماء: الحمد لله الذي سقاني فأرواني، وأعطاني فأرضاني، وعافاني وكفاني، اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتسعده بمرافقته، يا أرحم الراحمين (5).
__________
(1) الكافي: 6/ 294، المحاسن: 2/ 212.
(2) الكافي: 6/ 294، المحاسن: 2/ 212.
(3) من لا يحضره الفقيه: 3/ 358، المحاسن: 2/ 216.
(4) المحاسن: 2/ 217.
(5) مكارم الأخلاق: 1/ 324.
معارج الذكر والدعاء (322)
[الحديث: 1276] عن أبي بصير، قال: تغديت مع الإمام الباقر، فلما وضعت المائدة قال: (بسم الله)، فلما فرغ قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، ورزقنا وعافانا، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وجعلنا مسلمين (1).
[الحديث: 1277] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول: الحمد لله الذي أشبعنا في جائعين، وأروانا في ظامئين، وآوانا في ضائعين، وحملنا في راجلين، وآمننا في خائفين، وأخدمنا في عانين (2).
[الحديث: 1278] قال الإمام الباقر: كان سلمان إذا رفع يده من الطعام قال: اللهم أكثرت وأطبت فزد، وأشبعت وأرويت فهنئه (3).
[الحديث: 1279] قيل للإمام الصادق: كيف أسمي على الطعام؟ فقال: إذا اختلفت الآنية، فسم على كل إناء، قيل: فإن نسيت أن أسمي؟ قال: تقول: باسم الله على أوله وآخره (4).
[الحديث: 1280] قال الإمام الصادق: إذا شرب أحدكم الماء فقال: (باسم الله) ثم شرب، ثم قطعه فقال: (الحمد لله)، ثم شرب فقال: (باسم الله)، ثم قطعه فقال: (الحمد لله)، ثم شرب فقال: (باسم الله)، ثم قطعه فقال: (الحمد لله)؛ سبح ذلك الماء له مادام في بطنه إلى أن يخرج (5).
[الحديث: 1281] قال الإمام الصادق: من قدم إليه طعامٌ فأكله فقال: (الحمد لله
__________
(1) المحاسن: 2/ 217.
(2) الكافي: 6/ 295، المحاسن: 2/ 217.
(3) المحاسن: 2/ 218، الاصول الستة عشر (أصل عاصم بن حميد الحناط): ص 160.
(4) الكافي: 6/ 295، تهذيب الأحكام: 9/ 99، المحاسن: 2/ 220.
(5) الكافي: 6/ 384، المحاسن: 2/ 406.
معارج الذكر والدعاء (323)
الذي رزقنيه بلا حول ولا قوة مني) غفر له قبل أن يقوم، أو قال: قبل أن يرفع طعامه (1).
[الحديث: 1282] عن عبيد بن زرارة، قال: أكلت مع الإمام الصادق طعاما فما أحصي كم مرة قال: الحمد لله الذي جعلني أشتهيه (2).
[الحديث: 1283] قال الإمام الصادق: إذا وضع الخوان فقل: (بسم الله)، وإذا أكلت فقل: (بسم الله على أوله وآخره)، وإذا رفع فقل: (الحمد لله) (3).
[الحديث: 1284] قال الإمام الكاظم: كان الإمام الصادق إذا قدم إليه الطعام يقول: بسم الله وبالله، وهذا من فضل الله، وبركة رسول الله وآل رسول الله، اللهم كما أشبعتنا فأشبع كل مؤمن ومؤمنة، وبارك لنا في طعامنا وشرابنا وأجسادنا وأموالنا (4).
[الحديث: 1285] قال الإمام الصادق: اذكر اسم الله عز وجل على الطعام، فإذا فرغت فقل: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم (5).
[الحديث: 1286] قال الإمام الصادق في دعائه لصاحب الطعام: أكل طعامك الأبرار، وصلت عليك الملائكة الأخيار (6).
__________
(1) المحاسن: 2/ 212.
(2) الكافي: 6/ 295.
(3) الكافي: 6/ 292، تهذيب الأحكام: 9/ 99، المحاسن: 2/ 212.
(4) بحار الأنوار: 66/ 383 ذيل ح 49 عن الراوندي في النوادر.
(5) الكافي: 6/ 294، المحاسن: 2/ 214.
(6) المحاسن: 2/ 221.
معارج الذكر والدعاء (324)
ثانيا ـ ما ورد حول النوم واليقظة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[النوم واليقظة]، باعتبارها من دلائل شكر الله تعالى على هذه النعم التي ورد ذكرها والدعوة إلى الاهتمام بها في القرآن الكريم، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [القصص: 71 - 73]
ومثلها الآيات الكثيرة التي تذكر المؤمنين بنعم الله عليهم بالليل والسكون والراحة فيه، أو بالنهار وجوه المناسب للقيام بشؤون الحياة، كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [يونس: 67]، وقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 60]، وقال: ﴿قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: 42]، وقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ [الفرقان: 47]، وقال: ﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [النمل: 86]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
معارج الذكر والدعاء (325)
[الحديث: 1287] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا أوى إلى فراشه: (الحمد لله الذي كفاني وآواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، الحمد لله الذي من علي فأفضل، اللهم إني أسألك بعزتك أن تنجيني من النار)، فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم (1).
[الحديث: 1288] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي (2).
[الحديث: 1289] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره (3).
[الحديث: 1290] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنها من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لن تضره (4).
[الحديث: 1291] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أنت أويت إلى فراشك، فتعوذ بالله من كرب يوم القيامة وسوء الحساب (5).
[الحديث: 1292] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليقل أحدكم حين يريد أن ينام: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت، وعد الله حقٌ وصدق المرسلون، اللهم إني أعوذ بك من طوارق هذا الليل، إلا طارقا يطرق بخير (6).
[الحديث: 1293] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ـ إذا قام من الليل ـ: أعوذ بالله السميع العليم
__________
(1) الحاكم: 1/ 730، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 252.
(2) مسلم: 4/ 2085، أبو داود: 4/ 312، الترمذي: 5/ 470.
(3) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 8.
(4) البخاري: 6/ 2582، الترمذي: 5/ 505.
(5) تفسير الطبري: ج 15 الجزء 30 ص 93.
(6) المعجم الكبير: 3/ 297.
معارج الذكر والدعاء (326)
من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه (1).
[الحديث: 1294] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: (أعوذ بكلمات الله التامات، من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) فإنها لن تضره (2).
[الحديث: 1295] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره، فلينفث عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله مما رأى (3).
[الحديث: 1296] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين (4).
[الحديث: 1297] عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا اضطجع للنوم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، فاغفر لي ذنبي (5).
[الحديث: 1298] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف إزاره؛ فإنه لا يدري ما يحدث عليه، ثم ليقل: اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين (6).
[الحديث: 1299] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه إذا أخذ مضجعه: اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية (7).
__________
(1) أبو داود: 1/ 206، الترمذي: 2/ 10.
(2) الترمذي: 5/ 541، أبو داود: 4/ 12.
(3) النسائي: 6/ 225 1، المعجم الكبير: 23/ 260.
(4) البخاري: 5/ 2329 و6/ 2691، مسلم: 4/ 2084.
(5) أحمد: 2/ 584، النسائي: 6/ 192 6، الدعاء للطبراني: ص 104.
(6) علل الشرائع: ص 589.
(7) مسلم: 4/ 2083، النسائي: 6/ 199 2، أحمد: 2/ 374.
معارج الذكر والدعاء (327)
[الحديث: 1300] عن أبي الأزهر الأنماري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: باسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى (1).
[الحديث: 1301] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم ارزقني، واستر عورتي، وأد عني أمانتي، واقض عني ديني (2).
[الحديث: 1302] عن حفصة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أراد أن يرقد، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاث مرار (3).
[الحديث: 1303] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يأوي إلى فراشه: (أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلاهو الحي القيوم، وأتوب إليه) ثلاث مرات، غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر (4).
[الحديث: 1304] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاإليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت)، فإنك إن مت في ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت أجرا (5).
[الحديث: 1305] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عند مضجعه: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامة، من شر ما أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت تكشف
__________
(1) أبو داود: 4/ 313، الحاكم: 1/ 724 وص 733.
(2) الدعاء للطبراني: ص 106.
(3) أبو داود: 4/ 310، الترمذي: 5/ 471.
(4) الترمذي: 5/ 470، أحمد: 4/ 23 4.
(5) البخاري: 6/ 2722، مسلم: 4/ 2082، أبو داود: 4/ 311، الترمذي: 5/ 567.
معارج الذكر والدعاء (328)
المأثم والمغرم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك (1).
[الحديث: 1306] قال الإمام علي: بت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فكنت أسمعه إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه يقول: اللهم إني أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، اللهم لا أستطيع ثناء عليك ولو حرصت، ولكن أنت كما أثنيت على نفسك (2).
[الحديث: 1307] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا أوى إلى فراشه: اللهم رب السماوات والأرض، ورب كل شي ء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من كل ذي شر أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شي ءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شي ءٌ، وأنت الظاهر فليس فوقك شي ءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شي ءٌ، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر (3).
[الحديث: 1308] عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: أخرج لنا عبد الله بن عمرو قرطاسا وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا، يقول: (اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شي ء، وإله كل شي ء، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، والملائكة يشهدون، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما أو أجره على مسلم)، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو، أن يقول ذلك حين يريد أن ينام (4).
__________
(1) النسائي: 4/ 413، أبو داود: 4/ 312، الدعاء للطبراني: ص 97.
(2) النسائي: 6/ 222 7، المعجم الأوسط: 2/ 283،؛ مكارم الأخلاق: 1/ 93، بحار الأنوار: 76/ 202.
(3) الأدب المفرد: ص 354، مسلم: 4/ 2084، الترمذي: 5/ 472.
(4) أحمد: 2/ 579، الدعاء للطبراني: ص 105.
معارج الذكر والدعاء (329)
[الحديث: 1309] قالت فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلمات وقال: إذا أخذت مضجعك فقولي: (الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى، سمع الله لمن دعا، ليس من الله ملجأٌ، ولا وراء الله ملتجأٌ، ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود: 56]، ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: 111] (1).
[الحديث: 1310] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا أوى إلى فراشه: (الحمد لله الذي كفاني وآواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، الحمد لله الذي من علي فأفضل، اللهم إني أسألك بعزتك أن تنجيني من النار)، فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم (2).
[الحديث: 1311] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال عند منامه: (اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تنسنا ذكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تجعلنا من الغافلين، اللهم ابعثنا في أحب الأوقات إليك، حتى نذكرك فتذكرنا، ونسألك فتعطينا، وندعوك فتستجيب لنا، ونستغفرك فتغفر لنا)، إلابعث الله تعالى إليه ملكا في أحب الساعات إليه فيوقظه، فإن قام وإلا صعد الملك فيعبد الله في السماء، ثم يعرج إليه ملكٌ آخر فيوقظه، فإن قام وإلا صعد الملك فقام مع صاحبه، فإن قام بعد ذلك ودعا استجيب له، فإن لم يقم كتب الله له ثواب اولئك الملائكة (3).
[الحديث: 1312] عن بريدة، شكا خالد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السماوات السبع
__________
(1) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 256.
(2) الحاكم: 1/ 730، شعب الإيمان: 4/ 93.
(3) كنز العمال: 15/ 348 6.
معارج الذكر والدعاء (330)
وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا، أن يفرط علي أحدٌ، أو أن يبغي علي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، ولا إله إلا أنت (1).
[الحديث: 1313] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)، فإنها لن تضره (2).
[الحديث: 1314] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره (3).
[الحديث: 1315] عن أبي سعيد، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل قال: (لا إله إلا الله) ثلاثا (4).
[الحديث: 1316] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه: سبحان الذي يحيي الموتى، وهو على كل شي ء قديرٌ (5).
[الحديث: 1317] عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا تقلب من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار (6).
__________
(1) الترمذي: 5/ 539، الدعاء للطبراني: ص 332.
(2) الترمذي: 5/ 541، أبو داود: 4/ 12، مكارم الأخلاق: 2/ 45، بحار الأنوار: 76/ 196.
(3) الترمذي: 5/ 473، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 8.
(4) الدعاء للطبراني: ص 244.
(5) تاريخ بغداد: 11/ 279 الرقم 6051؛ مكارم الأخلاق: 2/ 51.
(6) النسائي: 4/ 400 و6/ 216 0، ابن حبان: 12/ 340، الحاكم: 1/ 724.
معارج الذكر والدعاء (331)
[الحديث: 1318] عن عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا أنت، سبحانك اللهم، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب (1).
[الحديث: 1319] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا استيقظ من منامه: (سبحان الذي يحيي الموتى وهو على كل شي ء قديرٌ، اللهم اغفر لي ذنوبي يوم تبعثني من قبري، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)، قال الله عز وجل: صدق عبدي وشكر (2).
[الحديث: 1320] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من رجل ينتبه من نومه فيقول: (الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة، الحمد لله الذي بعثني سالما سويا، أشهد أن الله يحيي الموتى وهو على كل شي ء قديرٌ)، إلا قال الله: صدق عبدي (3).
[الحديث: 1321] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا استيقظ الإنسان من منامه، ابتدره ملكٌ وشيطانٌ، فيقول الملك: افتح بخير، ويقول الشيطان: افتح بشر، فإن قال: الحمد لله الذي أحيا نفسي بعد موتها، والحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، والحمد لله الذي يمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى، طرد الملك الشيطان، وظل يكلؤه (4).
[الحديث: 1322] عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا تعار من الليل قال: رب اغفر وارحم، واهد للسبيل الأقوم (5).
[الحديث: 1323] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رد الله عز وجل إلى العبد المسلم نفسه من
__________
(1) أبو داود: 4/ 314، النسائي: 6/ 216 1، ابن حبان: 12/ 341، الحاكم: 1/ 724.
(2) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص، مسند ابن الجعد: ص 300.
(3) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 10، الفردوس: 4/ 20.
(4) الدعاء للطبراني: ص 110، النسائي: 6/ 213 9.
(5) المعجم الكبير: 23/ 303، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 34.
معارج الذكر والدعاء (332)
الليل، فسبحه واستغفره ودعاه، تقبل منه (1).
[الحديث: 1324] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت (2).
[الحديث: 1325] قال الإمام الصادق: ألا أخبركم بما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا أوى إلى فراشه؟ قيل: بلى، قال: كان يقرأ آية الكرسي، ويقول: باسم الله، آمنت بالله وكفرت بالطاغوت، اللهم احفظني في منامي وفي يقظتي (3).
[الحديث: 1326] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عند منامه: باسم الله أموت وأحيا، وإلى الله المصير، اللهم آمن روعتي، واستر عورتي، وأد عني أمانتي (4).
[الحديث: 1327] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا أخذت مضجعك فعليك بالاستغفار والصلاة علي، وقل: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم)، وأكثر من قراءة (قل هو الله أحدٌ)؛ فإنها نور القرآن، وعليك بقراءة آية الكرسي؛ فإن في كل حرف منها ألف بركة وألف رحمة (5).
[الحديث: 1328] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد شيئا من قيام الليل، وأخذ مضجعه، فليقل: (باسم الله، اللهم لا تؤمني مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين، أقوم ساعة كذا وكذا)، إلاوكل الله عز وجل به ملكا ينبهه تلك الساعة (6).
[الحديث: 1329] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أوى إلى فراشه، قال:
__________
(1) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 263.
(2) الكافي: 2/ 539؛ البخاري: 5/ 2326 وص 2330، أبو داود: 4/ 311.
(3) الكافي: 2/ 536.
(4) مكارم الأخلاق: 1/ 93.
(5) الدعوات: ص 84.
(6) الكافي: 2/ 540.
معارج الذكر والدعاء (333)
(اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت)، فإذا قام من نومه قال: (الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني، وإليه النشور) (1).
[الحديث: 1330] قال الإمام علي: دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا علي، إذا أخذت مضجعك فعليك بالاستغفار، والصلاة علي (2).
[الحديث: 1331] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول حين يستيقظ من منامه: الحمد لله الذي بعثني من مرقدي هذا ولو شاء لجعله إلى يوم القيامة، الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، الحمد لله الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا، لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين، الحمد لله الذي لا تجن منه البحور، ولا تكن منه الستور، ولا يخفى عليه ما في الصدور (3).
[الحديث: 1332] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. إذا قام من نومه قال: الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني، وإليه النشور (4).
[الحديث: 1333] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قال العبد عند منامه: (بسم الله الرحمن الرحيم)، يقول الله: ملائكتي، اكتبوا بالحسنات نفسه إلى الصباح (5).
[الحديث: 1334] قال الإمام الصادق: قال جبريل لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: قل يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه، أو رأى أحدٌ من المؤمنين فليقل: (أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون، وأنبياء الله المرسلون، وعباده الصالحون، من شر ما رأيت من رؤياي)، ويقرأ الحمد، والمعوذتين، وقل هو الله أحدٌ، ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فإنه لا يضره ما
__________
(1) الكافي: 2/ 539؛ البخاري: 5/ 2327، مسلم: 4/ 2083.
(2) الدعوات: ص 84.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 51، بحار الأنوار: 76/ 203.
(4) الكافي: 2/ 539؛ البخاري: 5/ 2326، أبو داود: 4/ 311، الترمذي: 5/ 481.
(5) جامع الأخبار: ص 120.
معارج الذكر والدعاء (334)
رأى (1).
[الحديث: 1335] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من انتبه من فراشه، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله، آمنت بالله، وكفرت بالجبت والطاغوت)، غفر الله جميع ذنوبه (2).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1336] عن عاصم بن ضمرة، قال: كان الإمام علي يقول عند المنام إذا نام: باسم الله، وعلى سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
[الحديث: 1337] عن أبي عبيد الله الجدلي، قال: كان الإمام علي إذا أوى إلى فراشه قال: (عذت بالذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلابإذنه من الشيطان الرجيم) سبع مرات (4).
[الحديث: 1338] قال الإمام علي: إذا أراد أحدكم النوم، فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، وليقل: باسم الله، وضعت جنبي لله، على ملة إبراهيم ودين محمد، وولاية من افترض الله طاعته، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن (5).
[الحديث: 1339] قال الإمام الصادق: كان الإمام علي يقول عند النوم: اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام ومن سوء الأحلام، وأن يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام (6).
__________
(1) تفسير القمي: 2/ 356.
(2) الجعفريات: ص 217.
(3) المصنف لابن أبي شيبة: 3/ 211 و7/ 138.
(4) كنز العمال: 15/ 511 نقلا عن الخرائطي في مكارم الأخلاق.
(5) الخصال: ص 631.
(6) الكافي: 2/ 536، فلاح السائل: ص 490.
معارج الذكر والدعاء (335)
[الحديث: 1340] قال الإمام علي: إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل: (لا إله إلا الله الحليم الكريم، الحي القيوم، وهو على كل شي ء قديرٌ، سبحان رب النبيين وإله المرسلين، وسبحان رب السماوات السبع وما فيهن، ورب الأرضين السبع وما فيهن، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين)، فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم: (حسبي الله، حسبي الرب من العباد، حسبي الذي هو حسبي منذ كنت، حسبي الله ونعم الوكيل) (1).
[الحديث: 1341] عن أبي همام، قال: كان الإمام علي إذا قام من الليل قال: الله أكبر، أهلٌ أن يكبر، وأهلٌ أن يذكر، وأهلٌ أن يشكر، من نفعه نفعٌ، وضره ضرٌ (2).
[الحديث: 1342] قال الإمام السجاد: من قال إذا أوى إلى فراشه: (اللهم أنت الأول فلا شي ء قبلك، وأنت الظاهر فلا شي ء فوقك، وأنت الباطن فلا شي ء دونك، وأنت الآخر فلا شي ء بعدك، اللهم رب السماوات السبع، ورب الأرضين السبع، ورب التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان الحكيم، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم)، نفى الله عنه الفقر، وصرف عنه شر كل دابة (3).
[الحديث: 1343] قال الإمام الباقر: إذا توسد الرجل يمينه، فليقل: (باسم الله، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، توكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت)، ثم يسبح تسبيح فاطمة الزهراء
__________
(1) الخصال: ص 625.
(2) كنز العمال: 15/ 511 نقلا عن الخرائطي.
(3) فلاح السائل: ص 494.
معارج الذكر والدعاء (336)
(بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[الحديث: 1344] قال الإمام الباقر: إذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده (2).
[الحديث: 1345] قال الإمام الباقر: لا يدع الرجل أن يقول عند منامه: (أعيذ نفسي وذريتي، وأهل بيتي ومالي، بكلمات الله التامات، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، فذلك الذي عوذ به جبريل الحسن والحسين (3).
[الحديث: 1346] عن محمد بن مسلم، قال: قال لي الإمام الباقر: إذا توسد الرجل يمينه فليقل: (باسم الله، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، توكلت عليك، رهبة منك ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاإليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت)، ثم يسبح تسبيح فاطمة الزهراء (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن أصابه فزعٌ عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي (4).
[الحديث: 1347] قال الإمام الباقر: لا يدع الرجل أن يقول عند منامه: (أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي، بكلمات الله التامات، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، فذلك الذي عوذ به جبريل عليه السلام الإمام الحسين (5).
[الحديث: 1348] قال الإمام الباقر: من استغفر الله مئة مرة حين ينام، بات وقد تحاتت الذنوب كلها عنه كما يتحات الورق من الشجر، ويصبح وليس عليه ذنبٌ (6).
__________
(1) تهذيب الأحكام: 2/ 116، من لا يحضره الفقيه: 1/ 469.
(2) الكافي: 2/ 538 و3/ 445، تهذيب الأحكام: 2/ 123.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 470، تهذيب الأحكام: 2/ 116.
(4) تهذيب الأحكام: 2/ 116، من لا يحضره الفقيه: 1/ 469.
(5) تهذيب الأحكام: 2/ 116، من لا يحضره الفقيه: 1/ 470.
(6) ثواب الأعمال: ص 197.
معارج الذكر والدعاء (337)
[الحديث: 1349] قال الإمام الباقر: إذا أويت إلى فراشك فقل: (باسم الله وضعت جنبي الأيمن لله، على ملة إبراهيم، حنيفا لله مسلما وما أنا من المشركين) (1).
[الحديث: 1350] قال الإمام الباقر: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل: اللهم إني احتبست نفسي عندك، فاحتبسها في محل رضوانك ومغفرتك، وإن رددتها إلى بدني فارددها مؤمنة عارفة بحق أوليائك، حتى تتوفاها على ذلك (2).
[الحديث: 1351] قال الإمام الباقر: إذا أويت إلى فراشك فاضطجع على شقك الأيمن، وقل: باسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاإليك، اللهم آمنت بكل كتاب أنزلته، وبكل رسول أرسلته (3).
[الحديث: 1352] قيل للإمام الباقر: إن أنا قمت في آخر الليل، أي شي ء أقول إذا قمت؟ فقال: قل: الحمد لله رب العالمين وإله المرسلين، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويبعث من في القبور، فإنك إذا قلتها ذهب عنك رجز الشيطان ووسواسه، إن شاء الله تعالى (4).
[الحديث: 1353] قال الإمام الصادق: من قال حين يأوي إلى فراشه: (لا إله إلا الله) مئة مرة، بنى الله بيتا له في الجنة، ومن استغفر الله حين يأوي إلى فراشه مئة مرة، تحاتت ذنوبه، كما يسقط ورق الشجرة (5).
__________
(1) الكافي: 2/ 538.
(2) الكافي: 2/ 536.
(3) فلاح السائل: ص 479.
(4) من لا يحضره الفقيه: 1/ 482، علل الشرائع: ص 365.
(5) الخصال: ص 594، ثواب الأعمال: ص 18.
معارج الذكر والدعاء (338)
[الحديث: 1354] عن معاوية بن وهب عن الإمام الصادق، أنه أتاه ابنٌ له ليلة، فقال له: يا أبه، أريد أن أنام، فقال: يا بني، قل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، أعوذ بعظمة الله، وأعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله، وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بسلطان الله، إن الله على كل شي ء قديرٌ، وأعوذ بعفو الله، وأعوذ بغفران الله، وأعوذ برحمة الله، من شر السامة والهامة، ومن شر كل دابة صغيرة أو كبيرة، بليل أو نهار، ومن شر فسقة الجن والإنس، ومن شر فسقة العرب والعجم، ومن شر الصواعق والبرد، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك (1).
[الحديث: 1355] كان الإمام الصادق يقول عند منامه: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت، اللهم احفظني في منامي وفي يقظتي (2).
[الحديث: 1356] قال الإمام الصادق: إذا أصابك الأرق فقل: سبحان الله ذي الشأن، دائم السلطان، عظيم البرهان، كل يوم هو في شأن (3).
[الحديث: 1357] قيل للإمام الصادق: إن امرأة تفزعني في المنام بالليل، فقال: اجعل مسباحا، وكبر الله أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبح الله ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمد الله ثلاثا وثلاثين، وقل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي، بيده الخير، وله اختلاف الليل والنهار، وهو على كل شي ء قديرٌ) عشر مرات (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 537.
(2) الكافي: 2/ 536.
(3) فلاح السائل: ص 492.
(4) الكافي: 2/ 536.
معارج الذكر والدعاء (339)
[الحديث: 1358] قال الإمام الصادق لمن كان يتفزع: يقول عند النوم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو حيٌ لا يموت) عشر مرات، ويسبح تسبيح الزهراء (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنه يزول ذلك (1).
[الحديث: 1359] قال الإمام الصادق: إذا قام أحدكم من الليل فليقل: سبحان رب النبيين، وإله المرسلين، ورب المستضعفين، والحمد لله الذي يحيي الموتى، وهو على كل شي ء قديرٌ، يقول الله عز وجل: صدق عبدي وشكر (2).
[الحديث: 1360] قال الإمام الكاظم: من بات في بيت وحده، أو في دار أو في قرية وحده فليقل: اللهم آنس وحشتي، وأعني على وحدتي (3).
__________
(1) فلاح السائل: ص 488 نقلا عن كتاب المشيخة، بحار الأنوار: 76/ 211.
(2) الكافي: 2/ 538، من لا يحضره الفقيه: 1/ 480.
(3) المحاسن: 2/ 119.
معارج الذكر والدعاء (340)
ثالثا ـ ما ورد حول الطهارة والنظافة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[الطهارة والنظافة]، وهي تكمل وتبين ما ورد في القرآن الكريم من أحكام وقيم مرتبطة بها، باعتبارها من صفات المؤمنين الأساسية التي يكرم الله عباده ويحبهم على أساسها، كما قال تعالى: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108]
بالإضافة إلى كونها تبين المستحبات المتعلقة بأركان الطهارة وأحكامها المنصوص عليها في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 6]
بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقا من ربط الحياة بجميع معانيها بالله تعالى، حتى لا تقع الغفلة التي لا يجد الشيطان سلاحا مثلها لاختراق الإنسان.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1361] عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني
معارج الذكر والدعاء (341)
أعوذ بك من الخبث والخبائث (1).
[الحديث: 1362] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل: الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني، وأمسك علي ما ينفعني (2).
[الحديث: 1363] عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني (3).
[الحديث: 1364] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس، الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم (4).
[الحديث: 1365] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم البيت يدخله الرجل المسلم بيت الحمام؛ وذلك لأ نه إذا دخله سأل الله الجنة، واستعاذ به من النار (5).
[الحديث: 1366] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند وضوئه: اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي (6).
[الحديث: 1367] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة (7).
[الحديث: 1368] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال عند فراغه: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم
__________
(1) البخاري: 1/ 66.
(2) المصنف لابن أبي شيبة: 1/ 12 و7/ 149.
(3) ابن ماجة: 1/ 110.
(4) ابن ماجة: 1/ 109، المعجم الكبير: 8/ 210،؛ الجعفريات: ص 13.
(5) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 114.
(6) النسائي: 6/ 24، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 62، الدعاء للطبراني: ص 209.
(7) النسائي: 6/ 25، الحاكم: 1/ 753، المعجم الأوسط: 2/ 123.
معارج الذكر والدعاء (342)
اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء (1).
[الحديث: 1369] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد دخول المتوضأ قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس، الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم، اللهم أمط عني الأذى، وأعذني من الشيطان الرجيم (2).
[الحديث: 1370] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا انكشف أحدكم لبول أو غير ذلك فليقل: (بسم الله) فإن الشيطان يغض بصره (3).
[الحديث: 1371] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد إلاوبه ملكٌ موكلٌ يلوي عنقه حتى ينظر إلى حدثه، ثم يقول له الملك: يا ابن آدم، هذا رزقك، فانظر من أين أخذته وإلى ما صار، فعند ذلك ينبغي للعبد أن يقول: اللهم ارزقني الحلال، وجنبني الحرام (4).
[الحديث: 1372] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن قال العبد في أول وضوئه: (بسم الله الرحمن الرحيم)، طهرت أعضاؤه كلها من الذنوب (5).
[الحديث: 1373] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا اغتسلتم فقولوا: بسم الله، اللهم استرنا بسترك (6).
__________
(1) الترمذي: 1/ 78، ابن ماجة: 1/ 159.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 23.
(3) تهذيب الأحكام: 1/ 353.
(4) تنبيه الخواطر: 2/ 26، من لا يحضره الفقيه: 1/ 23.
(5) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: ص 521.
(6) مستدرك الوسائل: 1/ 478 عن قطب الدين الراوندي في لب اللباب.
معارج الذكر والدعاء (343)
[الحديث: 1374] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي، إذا توضأت فقل: (بسم الله، اللهم إني أسألك تمام الوضوء، وتمام الصلاة، وتمام رضوانك، وتمام مغفرتك)، فهذا زكاة الوضوء (1).
[الحديث: 1375] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مسلم يتوضأ ثم يقول عند فراغه من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، واغفر لي إنك على كل شي ء قديرٌ، إلا كتبت في رق ثم ختم عليها، ثم وضعت تحت العرش، حتى تدفع إليه بخاتمها يوم القيامة (2).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1376] قال الإمام علي: إذا أراد أحدكم الخلاء فليقل: (بسم الله، اللهم أمط عني الأذى، وأعذني من الشيطان الرجيم)، وليقل إذا جلس: (اللهم كما أطعمتنيه طيبا وسوغتنيه فاكفنيه) (3).
[الحديث: 1377] قال الإمام علي عند الاستنجاء: اللهم حصن فرجي وأعفه، واستر عورتي وحرمها على النار (4).
[الحديث: 1378] قال الإمام علي: لا يتوضأ الرجل حتى يسمي؛ يقول قبل أن يمس الماء: باسم الله وبالله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين (5).
__________
(1) جامع الأخبار: ص 165.
(2) مسند زيد: ص 78، دعائم الإسلام: 1/ 105.
(3) تحف العقول: ص 117.
(4) الكافي: 3/ 70، تهذيب الأحكام: 1/ 53.
(5) الخصال: ص 628.
معارج الذكر والدعاء (344)
[الحديث: 1379] قال الإمام علي: لا يتوضأ الرجل حتى يسمي، يقول قبل أن يمس الماء: بسم الله وبالله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فإذا فرغ من طهوره قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فعندها يستحق المغفرة (1).
[الحديث: 1380] كان الإمام علي إذا توضأ قال: بسم الله وبالله وخير الأسماء لله وأكبر الأسماء لله، وقاهرٌ لمن في السماء، وقاهرٌ لمن في الأرض، الحمد لله الذي جعل من الماء كل شي ء حي، وأحيا قلبي بالإيمان، اللهم تب علي وطهرني واقض لي بالحسنى، وأرني كل الذي أحب، وافتح لي بالخيرات من عندك، يا سميع الدعاء (2).
[الحديث: 1381] قال الإمام الصادق: بينا الإمام علي ذات يوم جالسٌ مع ابن الحنفية، إذ قال له: يا محمد، إيتني بإناء من ماء أتوضأ للصلاة، فأتاه محمدٌ بالماء فأكفاه بيده اليسرى على يده اليمنى، ثم قال: (بسم الله، والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا).. ثم تمضمض فقال: (اللهم لقني حجتي يوم ألقاك، وأطلق لساني بذكرك).. ثم استنشق فقال: (اللهم لا تحرم علي ريح الجنة، واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها).. ثم غسل وجهه فقال: (اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه، ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه).. ثم غسل يده اليمنى، فقال: (اللهم أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري، وحاسبني حسابا يسيرا).. ثم غسل يده اليسرى فقال: (اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، وأعوذ بك من مقطعات النيران).. ثم مسح رأسه فقال: (اللهم غشني برحمتك وبركاتك).. ثم مسح رجليه فقال: (اللهم ثبتني على الصراط
__________
(1) الخصال: ص 628.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 43، مصباح المتهجد: ص 298.
معارج الذكر والدعاء (345)
يوم تزل فيه الأقدام، واجعل سعيي فيما يرضيك عني).. ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد فقال: يا محمد، من توضأ مثل وضوئي، وقال مثل قولي، خلق الله له من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره، فيكتب الله له ثواب ذلك إلى يوم القيامة (1).
[الحديث: 1382] عن سالم بن أبي الجعد: كان الإمام علي إذا فرغ من وضوئه قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رب اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين (2).
[الحديث: 1383] قال الإمام الباقر: من أخذ من أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذ: (باسم الله وبالله، وعلى سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، لم يسقط منه قلامةٌ ولا جزازةٌ إلا كتب الله له بها عتق نسمة (3).
[الحديث: 1384] قال الإمام الباقر: إذا وضعت يدك في الماء فقل: (بسم الله وبالله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)، فإذا فرغت فقل: (الحمد لله رب العالمين) (4).
[الحديث: 1385] قال الإمام الصادق: إذا دخلت المخرج فقل: باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبيث المخبث، الرجس النجس، الشيطان الرجيم (5).
__________
(1) تهذيب الأحكام: 1/ 53، الكافي: 3/ 70.
(2) المصنف لابن أبي شيبة: 1/ 13، المصنف لعبد الرزاق: 1/ 186.
(3) الكافي: 6/ 491.
(4) الكافي: 3/ 445، تهذيب الأحكام: 1/ 76.
(5) الكافي: 3/ 16، تهذيب الأحكام: 1/ 25.
معارج الذكر والدعاء (346)
[الحديث: 1386] قال الإمام الصادق: من كثر عليه السهو في الصلاة، فليقل إذا دخل الخلاء: بسم الله وبالله، أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم (1).
[الحديث: 1387] قال الإمام الصادق: إذا دخلت إلى المخرج وأنت تريد الغائط فقل: بسم الله وبالله، أعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (2).
[الحديث: 1388] كان الإمام الصادق إذا دخل الخلاء يقنع رأسه ويقول في نفسه: بسم الله وبالله ولا إله إلا الله، رب أخرج عني الأذى سرحا بغير حساب، واجعلني لك من الشاكرين فيما تصرفه عني من الأذى والغم الذي لو حبسته عني هلكت، لك الحمد اعصمني من شر ما في هذه البقعة، وأخرجني منها سالما، وحل بيني وبين طاعة الشيطان الرجيم (3).
[الحديث: 1389] عن عبد الله بن مسكان، قال: كنا جماعة من أصحابنا دخلنا الحمام، فلما خرجنا لقينا الإمام الصادق فقال لنا: من أين أقبلتم؟ فقلنا له: من الحمام، فقال: أنقى الله غسلكم، فقلنا له: جعلنا فداك، وإنا جئنا معه حتى دخل الحمام، فجلسنا له حتى خرج فقلنا له: أنقى الله غسلك، فقال: طهركم الله (4).
[الحديث: 1390] قال الإمام الصادق: إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام: طاب حمامك، فقل: أنعم الله بالك (5).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 25.
(2) فلاح السائل: ص 118.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 24.
(4) الكافي: 6/ 500.
(5) من لا يحضره الفقيه: 1/ 125، الخصال: ص 635.
معارج الذكر والدعاء (347)
[الحديث: 1391] قال الإمام الصادق: إذا أخذت الدهن على راحتك فقل: اللهم إني أسألك الزين والزينة والمحبة، وأعوذ بك من الشين والشنآن والمقت.. ثم اجعله على يافوخك؛ ابدأ بما بدأ الله به (1).
[الحديث: 1392] قال الإمام الصادق: إذا اغتسلت من الجنابة فقل: اللهم طهر قلبي، وتقبل سعيي، واجعل ما عندك خيرا لي، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.. وإذا اغتسلت للجمعة فقل: اللهم طهر قلبي من كل آفة تمحق بها ديني، وتبطل بها عملي، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين (2).
[الحديث: 1393] قال الإمام الصادق: إذا توضأت فقل: أشهد أن لا إله إلا الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، والحمد لله رب العالمين (3).
__________
(1) الكافي: 6/ 519.
(2) تهذيب الأحكام: 1/ 367، الكافي: 3/ 43.
(3) الكافي: 3/ 16، تهذيب الأحكام: 1/ 25.
معارج الذكر والدعاء (348)
رابعا ـ ما ورد حول اللباس والزينة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[اللباس والزينة]، وهي تبين بعض النواحي العملية المرتبطة بما ورد في القرآن الكريم من أحكام وقيم مرتبطة بالزينة واللباس ونحوهما، وهي ترجع إلى أمرين:
أولهما ـ إباحة كل ما يرتبط بذلك، ما دام منضبطا بالضوابط الشرعية والأخلاقية، كما قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]
ورد على الذين توهموا خلاف ذلك، فقال: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 32]
وأخبر عن نعمة الله تعالى على عباده باللباس، فقال: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 26]
ثانيهما ـ التحذير من الاغترار بالزينة واللباس والعجب بهما، والتكبر على الخلق بسببهما، كما قال تعالى عن قارون: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾ [القصص: 79 - 81]
وبذلك؛ فإن الأذكار والأدعية المرتبطة بهذا الجانب لها دوران:
معارج الذكر والدعاء (349)
1. دور يرتبط بتذكر نعم الله، وشكره عليها، وعدم استخدامها فيما لا يحل.
2. دور في تزكية النفس وتطهيرها وإبعاد الغرور والعجب والكبرياء عنها.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1394] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لبس ثوبا جديدا فقال: (الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي) كان في كنف الله (1).
[الحديث: 1395] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من أمتي من يأتي السوق فيبتاع القميص بنصف دينار أو ثلث دينار فيحمد الله إذا لبسه، فلا يبلغ ركبتيه حتى يغفر له (2).
[الحديث: 1396] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لبس ثوبا فقال: (الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة) غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3).
[الحديث: 1397] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به؛ كان في كنف الله، وفي حفظ الله، وفي ستر الله حيا وميتا (4).
__________
(1) الترمذي: 5/ 558.
(2) المعجم الكبير: 8/ 246؛ مشكاة الأنوار: ص 66.
(3) أبو داود: 4/ 42، الحاكم: 1/ 687 و4/ 213.
(4) الترمذي: 5/ 558، ابن ماجة: 2/ 1178.
معارج الذكر والدعاء (350)
[الحديث: 1398] عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استجد ثوبا ـ سماه باسمه: عمامة أو قميصا أو رداء ـ ثم يقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له (1).
[الحديث: 1399] عن أبي مطر البصري، قال: اشترى الإمام علي ثوبا بثلاثة دراهم، فلما لبسه قال: (الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي)، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (2).
[الحديث: 1400] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي أكمل خلقي، وأحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري، وهداني للإسلام، ومن علي بالنبوة (3).
[الحديث: 1401] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وصور صورة وجهي فحسنها، وجعلني من المسلمين (4).
[الحديث: 1402] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا لبس ثيابه واستوى قائما قبل أن يخرج، وقال: اللهم بك استترت وإليك توجهت، وبك اعتصمت، وعليك توكلت، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم به وما أنت أعلم به مني، عز جارك،
__________
(1) الترمذي: 4/ 239، أبو داود: 4/ 41، أحمد: 4/ 60 8.
(2) أحمد: 1/ 331 و1354، مسند أبي يعلى: 1/ 181؛ الأمالي للطوسي: ص 387، دعائم الإسلام: 2/ 156.
(3) الجعفريات: ص 186، النوادر للراوندي: ص 112، الدعاء للطبراني: ص 144، مسند أبي يعلى: 3/ 103.
(4) المعجم الأوسط: 1/ 240، الشكر لابن أبي الدنيا: ص 59.
معارج الذكر والدعاء (351)
وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير حيثما توجهت، ثم يندفع لحاجته (1).
[الحديث: 1403] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا لبس ثوبا جديدا قال: الحمد لله الذي كساني ما يواري عورتي وأتجمل به في الناس (2).
[الحديث: 1404] قال الإمام علي: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا لبست ثوبا جديدا أن أقول: الحمد لله الذي كساني من اللباس ما أتجمل به في الناس، اللهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها لمرضاتك وأعمر فيها مساجدك، وقال: يا علي، من قال ذلك لم يتقمصه حتى يغفر الله له (3).
[الحديث: 1405] قال الإمام الحسين: أتى أمير المؤمنين (الإمام علي) أصحاب القمص فساوم شيخا منهم، فقال: يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم، فقال الشيخ: حبا وكرامة، فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين، وأتى المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم قال: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأؤدي فيه فريضتي، وأستر به عورتي، فقال له رجلٌ: يا أمير المؤمنين، أعنك نروي هذا، أو شي ءٌ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: بل شي ءٌ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ذلك عند الكسوة (4).
[الحديث: 1406] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا نظرت في مرآة فكبر ثلاثا وقل: اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي (5).
__________
(1) مكارم الأخلاق: 1/ 88 ص 168.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 88.
(3) الكافي: 6/ 458.
(4) الإمالي للطوسي: ص 365.
(5) تحف العقول: ص 11، مكارم الأخلاق: 1/ 161.
معارج الذكر والدعاء (352)
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1407] قال الإمام علي: إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل: الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي، وصورني فأحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري، وأكرمني بالإسلام (1).
[الحديث: 1408] قال الإمام علي: إذا كسا الله تعالى المؤمن ثوبا جديدا، فليتوضأ وليصل ركعتين يقرأ فيهما أم الكتاب وآية الكرسي و(قل هو الله أحدٌ) و(إنا أنزلناه)، ثم ليحمد الله الذي ستر عورته وزينه في الناس وليكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلابالله) فإنه لا يعصي الله فيه، وله بكل سلك فيه ملكٌ يقدس له ويستغفر له، ويترحم عليه (2).
[الحديث: 1409] سئل الإمام الباقر عن دعاء لبس الثوب الجديد، فقال: يقول: باسم الله وبالله، اللهم اجعله ثوب يمن وتقوى وبركة، اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك، وعملا بطاعتك، وأداء شكر نعمتك، الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في الناس (3).
__________
(1) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 229، أبو داود: 4/ 324، الخصال: ص 612.
(2) الكافي: 6/ 459.
(3) مكارم الأخلاق: 1/ 222، الكافي: 6/ 458.
معارج الذكر والدعاء (353)
[الحديث: 1410] سئل الإمام الباقر عن الرجل يلبس الثوب الجديد، فقال: يقول: اللهم اجعله ثوب يمن وتقى وبركة، اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك، وعملا بطاعتك، وأداء شكر نعمتك، الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في الناس (1).
[الحديث: 1411] قال الإمام الصادق: إذا لبست ثوبا فقل: اللهم ألبسني لباس الإيمان، وزيني بالتقوى، اللهم اجعل جديده ابليه في طاعتك وطاعة رسولك، وأبدلني بخلقه حلل الجنة، ولا تجعلني أبليه في معصيتك، ولا تبدلني بخلقه مقطعات النيران (2).
[الحديث: 1412] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: إذا لبست ثوبا جديدا فقل: (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله)؛ تبرأ من الآفة (3).
[الحديث: 1413] قال الإمام الكاظم: قد ينبغي لأحدكم إذا لبس الثوب الجديد أن يمر يده عليه ويقول: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في الناس، وأتزين به بينهم (4).
[الحديث: 1414] قال الإمام الرضا: إذا لبست الخف أو النعل، فابدأ برجلك اليمنى قبل اليسرى، وإذا أردت لبسه فقل: بسم الله والحمد لله، اللهم صل على محمد وآل
__________
(1) الكافي: 6/ 458، مكارم الأخلاق: 1/ 222.
(2) الأمالي للطوسي: ص 700.
(3) الكافي: 6/ 459.
(4) الكافي: 6/ 459.
معارج الذكر والدعاء (354)
محمد، اللهم وطئ قدمي في الدنيا والآخرة، وثبتهما على الإيمان، ولا تزلهما يوم زلزلة الأقدام، اللهم وقني من جميع الآفات والعاهات والأذى (1).
[الحديث: 1415] قال الإمام الرضا: إذا أردت أن تأخذ شعرك فابدأ بالناصية فإنها من السنة، وقل: بسم وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته، حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، اللهم أعطني بكل شعرة نورا ساطعا يوم القيامة.. فإذا فرغت فقل: (اللهم زيني بالتقى، وجنبني الردى) (2).
[الحديث: 1416] قال الإمام الرضا: إذا أردت أن تمشط لحيتك فخذ المشط بيدك اليمنى وقل: (بسم الله)، وضع المشط على أم رأسك، ثم تسرح مقدم رأسك وقل: (اللهم حسن شعري وبشري، وطيب عيشي، وافرق عني السوء)، ثم تسرح مؤخر رأسك وقل: (اللهم لا تردني على عقبي، واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه مني)، ثم سرح حاجبيك وقل: (اللهم زيني بزينة أهل التقوى)، ثم تسرح لحيتك من فوق وقل: (اللهم سرح عني الغموم والهموم ووسوسة الصدور)، ثم أمر المشط على صدغك (3).
[الحديث: 1417] قال الإمام الرضا: إذا أردت أن تكتحل، فخذ الميل بيدك اليمنى، واضربه في المكحلة وقل: (بسم الله)، وإذا جعلت الميل في عينك فقل: اللهم نور بصري، واجعل فيه نورا أبصر به حقك، واهدني إلى طريق الحق، وأرشدني إلى سبيل الرشاد، اللهم نور علي دنياي وآخرتي (4).
__________
(1) فقه الرضا: ص 397.
(2) فقه الرضا: ص 394.
(3) فقه الرضا: ص 397، المقنع: ص 543.
(4) فقه الرضا: ص 397.
معارج الذكر والدعاء (355)
خامسا ـ ما ورد حول الركوب والسفر
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[الركوب والسفر]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من إشارات وتصريحات بذلك، ومنها قوله تعالى عند ذكر الأنعام: ﴿وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 12 - 14]
وقال عن المراكب البحرية: ﴿وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [هود: 41]
وقال في دعاء النزول والوصول: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ [المؤمنون: 29]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1418] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه (1).
__________
(1) الدعاء للطبراني: ص 260، النسائي: 6/ 131 2.
معارج الذكر والدعاء (356)
[الحديث: 1419] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرا أو غيره، فقال حين يخرج: باسم الله، آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلابالله، إلا رزق خير ذلك المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج (1).
[الحديث: 1420] قال الإمام علي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد سفرا قال: بك اللهم أصول، وبك أجول، وبك أسير (2).
[الحديث: 1421] عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر قال: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر، والكآبة في المنقلب، اللهم اقبض لنا الأرض، وهون علينا السفر (3).
[الحديث: 1422] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر قال: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال، اللهم اطو لنا الأرض، وهون علينا السفر (4).
[الحديث: 1423] عن عبد الله بن سرجسن قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر يقول: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال (5).
[الحديث: 1424] عن البراء، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج إلى سفر قال: اللهم بلاغا يبلغ خيرا، مغفرة منك ورضوانا، بيدك الخير، إنك على كل شي ء قديرٌ، اللهم أنت
__________
(1) أحمد: 1/ 144،عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 173.
(2) أحمد: 1/ 195 وص 318.
(3) أحمد: 1/ 642 وص 550، صحيح ابن حبان: 6/ 431.
(4) أبو داود: 3/ 33، النسائي: 6/ 128، أحمد: 3/ 428.
(5) النسائي: 6/ 128 3، الترمذي: 5/ 497، ابن ماجة: 2/ 1279.
معارج الذكر والدعاء (357)
الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم هون علينا السفر، واطو لنا الأرض، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب (1).
[الحديث: 1425] عن أنس، قال: لم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سفرا إلاقال حين ينهض من جلوسه: اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، أنت ثقتي ورجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم به، وما أنت أعلم به مني، اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني إلى الخير حيثما توجهت، ثم يخرج (2).
[الحديث: 1426] عن أنس، قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ يريد سفرا، فقال له: أوصني، فقال له: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة، وخالق الناس بخلق حسن، فلما ودعه قال له: زودك الله التقوى، وجنبك الردى، وغفر لك ذنبك، ووجهك إلى الخير حيثما توجهت (3).
[الحديث: 1427] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ودع المؤمن قال: رحمكم الله، وزودكم التقوى، ووجهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلم لكم دينكم ودنياكم، وردكم سالمين إلى سالمين (4).
[الحديث: 1428] عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول للشاخص: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك (5).
[الحديث: 1429] عن أبي هريرة، قال: ودعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه (6).
__________
(1) النسائي: 6/ 129 5، مسند أبي يعلى: 2/ 282.
(2) السنن الكبرى: 5/ 410 6، الدعاء للطبراني: ص 255.
(3) الجعفريات: ص 249؛ المعجم الأوسط: 1/ 305.
(4) الترمذي: 5/ 499، النسائي: 6/ 131 5.
(5) النسائي: 6/ 130 0، أبو داود: 3/ 34، الترمذي: 5/ 499.
(6) ابن ماجة: 2/ 943، أحمد: 3/ 368.
معارج الذكر والدعاء (358)
[الحديث: 1430] عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول: أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك (1).
[الحديث: 1431] عن عبد الله الخطمي، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يستودع الجيش قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم (2).
[الحديث: 1432] عن أنس، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد سفرا فزودني، قال: (زودك الله التقوى)، قال: زدني، قال: (وغفر ذنبك)، قال: زدني بأبي أنت وامي، قال: (ويسر لك الخير حيثما كنت) (3).
[الحديث: 1433] عن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله، إني أريد أن اسافر فأوصني، قال: عليك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف، فلما أن ولى الرجل قال: اللهم اطو له الأرض، وهون عليه السفر (4).
[الحديث: 1434] عن أنس، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا نبي الله، إني أريد السفر، فقال له: متى؟ قال: غدا إن شاء الله، فأتاه فأخذه بيده، فقال له: في حفظ الله وفي كنفه، زودك الله التقوى وغفر لك ذنبك، ووجهك للخير أينما توجهت (5).
[الحديث: 1435] عن ابن عمر، قال: جاء غلامٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أريد الحج، فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا غلام، زودك الله التقوى، ووجهك في الخير، وكفاك
__________
(1) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 188.
(2) أبو داود: 3/ 34، النسائي: 6/ 130 1.
(3) الترمذي: 5/ 500، الحاكم: 2/ 107.
(4) الترمذي: 5/ 500، أحمد: 3/ 449.
(5) الدارمي: 2/ 740، الدعاء للطبراني: ص 259.
معارج الذكر والدعاء (359)
المهم، فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرفع رأسه إليه فقال: يا غلام، قبل الله حجك، وغفر ذنبك، وأخلف نفقتك (1).
[الحديث: 1436] عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سافر فركب راحلته كبر ثلاثا، ويقول: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، (2).
[الحديث: 1437] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا ركب دابته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي ءٌ، سبحانه ليس له سميٌ، ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وعليهم السلام، قالت الدابة: بارك الله عليك من مؤمن حللت على ظهري، وأطعت ربك عز وجل، وأحسنت إلى نفسك، بارك الله لك في سفرك، وأنجح حاجتك (3).
[الحديث: 1438] عن علي بن ربيعة، قال: شهدت الإمام علي وأتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: (بسم الله)، فلما استوى على ظهرها قال: (الحمد لله)، ثم قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، ثم قال: (الحمد لله) ثلاث مرات، ثم قال: (الله أكبر) ثلاث مرات، ثم قال: (سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أي شي ء ضحكت؟ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل كما فعلت، ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله، من أي شي ء ضحكت؟ قال: إن ربك يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري (4).
__________
(1) الزخرف: 12 - 14.
(2) الترمذي: 5/ 501، أحمد: 2/ 517.
(3) الدعاء للطبراني: ص 247.
(4) أبو داود: 3/ 34، الترمذي: 5/ 501.
معارج الذكر والدعاء (360)
[الحديث: 1439] عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبر ثلاثا، ثم قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: (آيبون تائبون، عابدون لربنا حامدون) (1).
[الحديث: 1440] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر فركب راحلته قال بإصبعه: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا بنصحك، واقلبنا بذمة، اللهم ازو لنا الأرض، وهون علينا السفر، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب (2).
[الحديث: 1441] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من صباح ولارواح إلا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضا: يا جارة هل مر بك اليوم عبدٌ صالحٌ صلى عليك أو ذكر الله؟ فإن قالت: نعم، رأت لها بذلك عليها فضلا (3).
[الحديث: 1442] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمانٌ لأمتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن فقرؤوا: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67]، ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [هود: 41] (4).
__________
(1) مسلم: 2/ 978، أبو داود: 3/ 33.
(2) الترمذي: 5/ 497، أحمد: 3/ 364.
(3) المعجم الأوسط: 1/ 177، حلية الأولياء: 6/ 174.
(4) من لا يحضره الفقيه: 4/ 370، الدعاء للطبراني: ص 255، مسند أبي يعلى: 6/ 181، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 176.
معارج الذكر والدعاء (361)
[الحديث: 1443] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه إذا أراد سفرا: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال، اللهم اطو لنا الأرض، وهون علينا السفر (1).
[الحديث: 1444] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا نزل أحدكم منزلا فليقل: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، فإنه لا يضره شيءٌ حتى يرتحل منه (2).
[الحديث: 1445] عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، ثم قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14] (3).
[الحديث: 1446] عن علي بن ربيعة الأسدي، قال: ركب الإمام علي، فلما وضع رجله في الركاب قال: (بسم الله)، فلما استوى على الدابة قال: الحمد لله الذي أكرمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، ثم سبح الله ثلاثا، وحمد الله ثلاثا، وكبر الله ثلاثا، ثم قال: رب اغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم قال: كذا فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا، وأنا رديفه (4).
[الحديث: 1447] عن الحارث، أن الإمام علي خرج من باب القصر، فوضع رجله في الغرز، فقال: (بسم الله)، فلما استوى على الدابة قال: الحمد لله الذي كرمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، ﴿سُبْحَانَ الَّذِي
__________
(1) أبو داود: 3/ 33، النسائي: 6/ 128 4.
(2) مسلم: 4/ 2081، الترمذي: 5/ 496.
(3) مسلم: 2/ 978، أبو داود: 3/ 33.
(4) الأمالي للطوسي: 515، الحاكم: 2/ 108، صحيح ابن حبان: 6/ 414.
معارج الذكر والدعاء (362)
سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، ثم قال: رب اغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله عز وجل لعجب من عبده إذا قال: (رب اغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) (1).
[الحديث: 1448] عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا صعد أكمة أو نشزا قال: اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حمد (2).
[الحديث: 1449] عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: سمع سامعٌ بحمد الله، وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا، عائذا بالله من النار (3).
[الحديث: 1450] عن حسان بن عطية، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في سفره حين هاجر: الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئا مذكورا، اللهم أعني على أهاويل الدنيا، وبوائق الدهر، ومصيبات الليالي والأيام، واكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض، اللهم في سفري فاصحبني، وفي أهلي فاخلفني، وفيما رزقتني فبارك لي، ولك في نفسي فذللني، وفي أعين الصالحين فعظمني، وفي خلقي فقومني، وإليك رب فحببني، إلى من تكلني رب المستضعفين وأنت ربي (4).
[الحديث: 1451] عن عبد الله بن عمرو، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال: يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك،
__________
(1) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 176؛ بحار الأنوار: 76/ 294.
(2) أحمد: 4/ 255 3، مسند أبي يعلى: 4/ 220.
(3) مسلم: 4/ 2086، أبو داود: 4/ 323.
(4) عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/ 137، المصنف لعبد الرزاق: 5/ 156.
معارج الذكر والدعاء (363)
ومن شر ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد (1).
[الحديث: 1452] عن علي بن ربيعة، قال: حملني الإمام علي خلفه ثم سار في جبانة الكوفة، ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: اللهم اغفر ذنوبي؛ إنه لا يغفر الذنوب أحدٌ غيرك (2).
[الحديث: 1453] عن صهيب، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يرى قرية يريد دخولها إلاقال حين يراها: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها (3).
[الحديث: 1454] عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أشرف على أرض يريد دخولها قال: اللهم إني أسألك من خير هذه الأرض وخير ما جمعت فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما جمعت فيها، اللهم ارزقنا حياها، وأعذنا من وباها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا (4).
[الحديث: 1455] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شي ءٌ حتى يرتحل من منزله ذلك (5).
__________
(1) أبو داود: 3/ 34، أحمد: 2/ 491 و4/ 249 1، فلاح السائل: ص 478، بحار الأنوار: 76/ 260.
(2) الدعاء للطبراني: ص 247، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 63.
(3) النسائي: 5/ 256، الحاكم: 1/ 614 و2/ 110.
(4) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 186.
(5) مسلم: 4/ 2080، الترمذي: 5/ 496.
معارج الذكر والدعاء (364)
[الحديث: 1456] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما استخلف رجلٌ على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفر، يقول: اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي، إلا أعطاه الله عز وجل ما سأل (1).
[الحديث: 1457] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شد ثياب سفره خيرٌ من أربع ركعات يضعهن في بيته، يقرأ في كل ركعة منهن بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحدٌ)، ويقول: اللهم إني أتقرب بهن إليك، فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي، فهن خليفته في أهله وماله وداره حتى يرجع إلى أهله (2).
[الحديث: 1458] قال الإمام الصادق: ودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا فقال له: سلمك الله وغنمك، والميعاد لله (3).
[الحديث: 1459] عن خلاد، قال: ودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي، فقال له: زودك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ووجه لك الخير حيثما توجهت (4).
[الحديث: 1460] قال الإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ودع رجلا قال: أستودع الله دينك وأمانتك، وخواتيم عملك، ووجهك للخير حيثما توجهت، وزودك التقوى، وغفر لك الذنوب (5).
[الحديث: 1461] ودع الإمام الصادق رجلا، فقال: أستودع الله نفسك وأمانتك ودينك، وزودك زاد التقوى، ووجهك الله للخير حيث توجهت، ثم قال: هذا وداع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي إذا وجهه في وجه من الوجوه (6).
__________
(1) الكافي: 4/ 283، تهذيب الأحكام: 5/ 49.
(2) الأمان: ص 44، بحار الأنوار: 76/ 239؛ كنز العمال: 6/ 714 عن الحاكم في تاريخه والخرائطي في مكارم الأخلاق.
(3) المحاسن: 2/ 96.
(4) الاصول الستة عشر (أصل خلاد السندي): ص 315.
(5) المحاسن: 2/ 96.
(6) المحاسن: 2/ 96.
معارج الذكر والدعاء (365)
[الحديث: 1462] قال الإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ودع مسافرا أخذ بيده، ثم قال: أحسن الله لك الصحابة، وأكمل لك المعونة، وسهل لك الحزونة، وقرب لك البعيد، وكفاك المهم، وحفظ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك، ووجهك لكل خير.. عليك بتقوى الله، أستودع الله نفسك، سر على بركة الله عز وجل (1).
[الحديث: 1463] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا ركب الدابة: بسم الله، لا حول ولا قوة إلابالله، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 43]، و﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل (2).
[الحديث: 1464] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إنه ليس من أحد يركب ما أنعم الله عليه، ثم يقرأ آية السخرة، ثم يقول: أستغفر الله الذي لا إله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، إلا قال السيد الكريم: يا ملائكتي، عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه (3).
[الحديث: 1465] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا ركب الدابة: باسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 43] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 2/ 276، المحاسن: 2/ 95.
(2) الكافي: 6/ 540، تهذيب الأحكام: 6/ 165.
(3) من لا يحضره الفقيه: 2/ 273، المحاسن: 2/ 92.
معارج الذكر والدعاء (366)
لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ [الزخرف: 13] (1).
[الحديث: 1466] روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: جاءني جبريل فقال: ربك يقرئك السلام ويقول لك: يا محمد، من أراد من أمتك أن أحفظه في سفره، وأؤديه سالما، فليقل: بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله.. فإذا وضعت رجلك على بابك للخروج فقل: باسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله (2).
[الحديث: 1467] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد سلك واديا فيبسط كفيه فيذكر الله ويدعو، إلا ملأ الله ذلك الوادي حسنات، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر (3).
[الحديث: 1468] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفره إذا هبط سبح، وإذا صعد كبر (4).
[الحديث: 1469] عن علي بن ربيعة، قال: ركب علي بن أبي طالب، فلما وضع رجله في الركاب قال: (باسم الله) فلما استوى على الدابة قال: (الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ [الزخرف: 13]، ثم سبح الله ثلاثا، وحمد الله ثلاثا، وكبر الله ثلاثا، ثم قال: (رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، ثم قال: فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا وأنا رديفه (5).
[الحديث: 1470] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها: اللهم إني أسألك خيرها، وأعوذ بك من شرها، اللهم حببنا إلى أهلها وحبب
__________
(1) الكافي: 6/ 540، تهذيب الأحكام: 6/ 165.
(2) المزار الكبير: ص 49، المزار للمفيد: ص 62.
(3) ثواب الأعمال: ص 183.
(4) الكافي: 4/ 287، من لا يحضره الفقيه: 2/ 273.
(5) الأمالي للطوسي: ص 515؛ صحيح ابن حبان: 6/ 414.
معارج الذكر والدعاء (367)
صالحي أهلها إلينا (1).
[الحديث: 1471] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه ليس من أحد يركب ما أنعم الله عليه، ثم يقرأ آية السخرة، ثم يقول: (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) إلا قال السيد الكريم: يا ملائكتي، عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه (2).
[الحديث: 1472] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفره إذا هبط سبح، وإذا صعد كبر (3).
[الحديث: 1473] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها: اللهم إني أسألك خيرها، وأعوذ بك من شرها، اللهم حببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا (4).
[الحديث: 1474] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا نزلت منزلا فقل: ﴿رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ [المؤمنون: 29]، ترزق خيره، ويدفع عنك شره (5).
[الحديث: 1475] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا نزلت منزلا فقل: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ [المؤمنون: 29]، وأيدني بما أيدت به الصالحين، وهب لي السلامة والعافية في كل وقت وحين، أعوذ بكلمات الله التامات كلها، من شر ما خلق وذرأ وبرأ.. ثم صل ركعتين وقل: اللهم ارزقنا خير هذه البقعة، وأعذنا من
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 2/ 298.
(2) من لا يحضره الفقيه: 2/ 273.
(3) الكافي: 4/ 287، من لا يحضره الفقيه: 2/ 273.
(4) من لا يحضره الفقيه: 2/ 298، مكارم الأخلاق: 1/ 553.
(5) من لا يحضره الفقيه: 2/ 298، الخصال: ص 634.
معارج الذكر والدعاء (368)
شرها، اللهم أطعمنا من جناها، وأعذنا من وباها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا، وإذا أردت الرحيل فصل ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة، وودع الموضع وأهله، فإن لكل موضع أهلا من الملائكة، وقل: السلام على ملائكة الله الحافظين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته (1).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1476] قال الإمام علي: إذا خرج أحدكم في سفر فليقل: اللهم أنت الصاحب في السفر، والحامل على الظهر، والخليفة في الأهل والمال والولد (2).
[الحديث: 1477] قال الإمام علي في دعائه إذا برز للسفر: أشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من خير أمة اخرجت للناس، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، والمستعان على الأمر، اطو لنا البعيد، وسهل لنا الحزونة، واكفنا المهم، إنك على كل شي ء قديرٌ (3).
[الحديث: 1478] قال الإمام علي: إذا ركبتم الدواب فاذكروا الله عز وجل، وقولوا: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، (4).
__________
(1) مكارم الأخلاق: 1/ 552.
(2) الخصال: ص 634.
(3) دعائم الاسلام: 1/ 347.
(4) الخصال: ص 634.
معارج الذكر والدعاء (369)
[الحديث: 1479] عن هلال بن خباب، أن عليا أتي بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال: (بسم الله)، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلنا في خير أمة أخرجت للناس، اللهم لاطير إلاطيرك، ولا خير إلاخيرك، ولا إله إلا أنت (1).
[الحديث: 1480] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: اعلم أن مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءةٌ في حضر، ومروءةٌ في سفر.. وأما مروءة السفر: فبذل الزاد، وقلة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر الله عز وجل في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود (2).
[الحديث: 1481] قال الإمام علي: من ركب سفينة فليقل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [هود: 41]، اللهم بارك لنا في مركبنا، وأحسن سيرنا، وعافنا من شر بحرنا (3).
[الحديث: 1482] قال الإمام الباقر: كان الإمام علي إذا عثرت به دابته قال: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك (4).
[الحديث: 1483] عن المنذر بن الجارود، قال: لما قدم الإمام علي البصرة دخل مما يلي الطف، فأتى الزاوية، فخرجت أنظر إليه، فورد موكبٌ.. فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، فصلى أربع ركعات، وعفر خديه على التراب، وقد خالط ذلك دموعه، ثم رفع يديه يدعو: اللهم رب السماوات وما أظلت، والأرضين وما أقلت، ورب العرش
__________
(1) كنز العمال: 9/ 196 عن رسته.
(2) الخصال: ص 54، بحار الأنوار: 1/ 200.
(3) دعائم الإسلام: 1/ 349.
(4) قرب الإسناد: ص 84.
معارج الذكر والدعاء (370)
العظيم، هذه البصرة أسألك من خيرها، وأعوذ بك من شرها، اللهم أنزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين (1).
[الحديث: 1484] عن أبي مجلز، عن الإمام الحسين أنه رأى رجلا ركب دابة فقال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، فقال له: وبهذا أمرت؟ قال: فكيف أقول؟ قال: تقول: (الحمد لله الذي هداني للإسلام، ومن علي بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلني في خير أمة أخرجت للناس)، فهذه النعمة، تبدأ بهذا لقوله عز وجل: ﴿لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ [الزخرف: 13] (2).
[الحديث: 1485] عن بريد بن معاوية، قال: كان الإمام الباقر إذا أراد سفرا جمع عياله في بيت، ثم قال: اللهم إني أستودعك الغداة نفسي ومالي وأهلي وولدي، الشاهد منا والغائب، اللهم احفظنا واحفظ علينا، اللهم اجعلنا في جوارك، اللهم لا تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك (3).
[الحديث: 1486] قال الإمام الباقر في دعائه عندما ركب: (الحمد لله الذي هدانا بالإسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، الحمد لله ﴿الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، والحمد لله رب العالمين (4).
__________
(1) مروج الذهب: 2/ 368.
(2) الدعاء للطبراني: ص 246.
(3) الكافي: 4/ 283، المحاسن: 2/ 87
(4) الكافي: 8/ 276، المحاسن: 2/ 92.
معارج الذكر والدعاء (371)
[الحديث: 1487] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: إذا عزم الله لك على البحر فقل الذي قال الله عز وجل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [هود: 41]، فإذا اضطرب بك البحر، فاتك على جانبك الأيمن وقل: بسم الله، اسكن بسكينة الله، وقر بقرار الله، واهدأ بإذن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله (1).
[الحديث: 1488] قال الإمام الباقر: إذا كنت في سفر فقل: اللهم اجعل مسيري عبرا، وصمتي تفكرا، وكلامي ذكرا (2).
[الحديث: 1489] قال الإمام الصادق في دعائه إذا أراد سفرا: اللهم خل سبيلنا، وأحسن تسييرنا، وأعظم عافيتنا (3).
[الحديث: 1490] قال الإمام الصادق: كنا أمرنا بالخروج إلى الشام فقلت: اللهم إن كان هذا الوجه الذي هممت به خيرا لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري ولجميع المسلمين، فيسره لي وبارك لي فيه، وإن كان ذلك شرا لي، فاصرفه عني إلى ما هو خيرٌ لي منه، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، أستخير الله (4).
[الحديث: 1491] قال الإمام الصادق: إذا خرجت في سفر فقل: اللهم إني خرجت في وجهي هذا بلا ثقة مني بغيرك، ولا رجاء آوي إليه إلاإليك، ولا قوة أتكل عليها، ولا حيلة ألجأ إليها، إلاطلب فضلك وابتغاء رزقك، وتعرضا لرحمتك، وسكونا إلى حسن عادتك، وأنت أعلم بما سبق لي في علمك في سفري هذا مما أحب أو أكره، فإنما أوقعت عليه
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 459.
(2) من لا يحضره الفقيه: 2/ 273.
(3) من لا يحضره الفقيه: 2/ 271، المحاسن: 2/ 88، مكارم الأخلاق: 1/ 525
(4) فتح الأبواب: ص 252.
معارج الذكر والدعاء (372)
يا رب من قدرك فمحمودٌ فيه بلاؤك، ومنتصحٌ عندي فيه قضاؤك، وأنت تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، اللهم فاصرف عني مقادير كل بلاء، ومقضي كل لأواء، وابسط علي كنفا من رحمتك، ولطفا من عفوك، وسعة من رزقك، وتماما من نعمتك، وجماعا من معافاتك، وأوقع علي فيه جميع قضائك على موافقة جميع هواي في حقيقة أحسن أملي، وادفع ما أحذر فيه وما لا أحذر، على نفسي وديني ومالي مما أنت أعلم به مني، واجعل ذلك خيرا لآخرتي ودنياي، مع ما أسألك يا رب أن تحفظني فيمن خلفت ورائي من ولدي وأهلي، ومالي ومعيشتي وحزانتي، وقرابتي وإخواني، بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة وحفظ من كل مضيعة، وتمام كل نعمة، وكفاية كل مكروه، وستر كل سيئة، وصرف كل محذور، وكمال كل ما يجمع لي الرضا والسرور في جميع أموري، وافعل ذلك بي بحق محمد وآل محمد، وصل على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته (1).
[الحديث: 1492] قال الإمام الصادق في دعائه إذا خرج في سفره: اللهم احفظني واحفظ ما معي، وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن، بالله أستفتح، وبالله أستنجح، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتوجه، اللهم سهل لي كل حزونة، وذلل لي كل صعوبة، وأعطني من الخير كله أكثر مما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أحذر في عافية، يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 1493] قال الإمام الصادق في دعائه إذا خرج في سفره: أسأل الله الذي بيده ما دق وجل، وبيده أقوات الملائكة، أن يهب لنا في سفرنا أمنا وإيمانا، وسلامة وإسلاما، وفقها وتوفيقا، وبركة وهدى، وشكرا وعافية، ومغفرة وعزما لا يغادر ذنبا (3).
__________
(1) الكافي: 4/ 288.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 526
(3) مكارم الأخلاق: 1/ 526
معارج الذكر والدعاء (373)
[الحديث: 1494] قال الإمام الصادق: من يخرج في سفر وحده فليقل: ما شاء الله، لا قوة إلابالله، اللهم آنس وحشتي، وأعني على وحدتي، وأد غيبتي (1).
[الحديث: 1495] قال الإمام الصادق: إذا أردت سفرا فاشتر سلامتك من ربك بما طابت به نفسك، ثم تخرج ذلك وتقول: (اللهم إني أريد سفر كذا وكذا، وإني قد اشتريت سلامتي في سفري هذا بهذا)، وتضعه حيث يصلح، وتفعل مثل ذلك إذا وصلت شكرا (2).
[الحديث: 1496] عن هشام بن سالم، قال: دعا الإمام الصادق لقوم من أصحابه مشاة حجاج، فقال: اللهم احملهم على أقدامهم، وسكن عروقهم (3).
[الحديث: 1497] عن الحسين بن موسى، قال: دخلنا على الإمام الصادق نودعه فقال: اللهم اغفر لنا ما أذنبنا، وها نحن مذنبون، وثبتنا وإياهم بالقول الثابت في الآخرة والدنيا، وعافنا وإياهم من شر ما قضيت في عبادك وبلادك في سنتنا هذه المستقبلة، وعجل نصر آل محمد ووليهم، وأخز عدوهم عاجلا (4).
[الحديث: 1498] كان الإمام الصادق إذا وضع رجله في الركاب يقول: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، ويسبح الله سبعا، ويحمد الله سبعا، ويهلل الله سبعا (5).
[الحديث: 1499] قال الإمام الصادق: إذا خرجت من بيتك تريد الحج والعمرة إن شاء الله، فادع دعاء الفرج.. فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، باسم الله والله أكبر (6).
__________
(1) الكافي: 4/ 288.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 521
(3) المحاسن: 2/ 98.
(4) المحاسن: 2/ 97.
(5) من لا يحضره الفقيه: 2/ 272، المحاسن: 2/ 93.
(6) الكافي: 4/ 284، تهذيب الأحكام: 5/ 50.
معارج الذكر والدعاء (374)
[الحديث: 1500] قال الإمام الصادق في دعائه عند السفر: اللهم إني أعوذ بك من سطوات النكال، وعواقب الوبال، وفتنة الضلال، ومن أن نلقى بمكروه، وأعوذ بك من الحبس واللبس، ومن وسوسة الشيطان، وطوارق السوء، وشر كل ذي شر، ومن شر شياطين الجن والإنس، ومن شر من ينصب لأولياء الله العداوة، ومن أن يفرطوا علي أو أن يطغوا، وأعوذ بك من شر عيون الظلمة، ومن شر كل ذي شر، وشرك إبليس، ومن أن يرد عن الخير باللسان واليد (1).
[الحديث: 1501] قال الإمام الصادق: من قرأ آية الكرسي في السفر في كل ليلة سلم وسلم ما معه، ويقول: اللهم اجعل مسيري عبرا، وصمتي تفكرا، وكلامي ذكرا (2).
[الحديث: 1502] قال الإمام الصادق: قل: اللهم إني أسألك لنفسي اليقين والعفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم أنت ثقتي، وأنت رجائي، وأنت عضدي، وأنت ناصري، بك أحل وبك أسير (3).
[الحديث: 1503] عن حذيفة بن منصور، قال: صحبت الإمام الصادق وهو متوجهٌ إلى مكة، فلما صلى قال: (اللهم خل سبيلنا، وأحسن تسييرنا، وأحسن عافيتنا). وكلما صعد أكمة قال: (اللهم لك الشرف على كل شرف) (4).
[الحديث: 1504] قال الإمام الصادق: إذا سافرت فدخلت المدينة التي تريدها فقل حين تشرف عليها وتراها: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع
__________
(1) كامل الزيارات: ص 395.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 542.
(3) الكافي: 4/ 288.
(4) الكافي: 4/ 287، المحاسن: 2/ 94.
معارج الذكر والدعاء (375)
وما أقلت، ورب الرياح وما ذرت، ورب الشياطين وما أضلت، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسألك من خير هذه القرية وما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها (1).
[الحديث: 1505] قال الإمام الكاظم: لو كان الرجل منكم إذا أراد سفرا قام على باب داره تلقاء وجهه الذي يتوجه له، فقرأ (الحمد) أمامه وعن يمينه وعن شماله، والمعوذتين أمامه وعن يمينه وعن شماله، و(قل هو الله أحدٌ) أمامه وعن يمينه وعن شماله، وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله، ثم قال: اللهم احفظني واحفظ ما معي، وسلمني وسلم ما معي، وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل.. لحفظه الله وحفظ ما معه، وسلمه وسلم ما معه، وبلغه وبلغ ما معه، أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه، ويبلغ ولا يبلغ ما معه ويسلم ولا يسلم ما معه (2).
[الحديث: 1506] عن موسى بن بكر الواسطي، قال: أردت وداع الإمام الكاظم فكتب إلي رقعة: كفاك الله المهم، وقضى لك بالخير، ويسر لك حاجتك في صحبة الله وكنفه (3).
[الحديث: 1507] قيل للإمام الرضا: جعلت فداك، ما ترى آخذ برا أو بحرا؛ فإن طريقنا مخوفٌ شديد الخطر؟ فقال: اخرج برا، ولا عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتصلي ركعتين في غير وقت فريضة، ثم لتستخير الله مئة مرة ومرة، ثم تنظر فإن عزم الله لك على البحر، فقل الذي قال الله عز وجل: ﴿وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
__________
(1) المحاسن: 2/ 124.
(2) الكافي: 2/ 543.
(3) المحاسن: 2/ 98.
معارج الذكر والدعاء (376)
إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [هود: 41]، فإن اضطرب بك البحر فاتك على جانبك الأيمن وقل: بسم الله، اسكن بسكينة الله، وقر بوقار الله، واهدأ بإذن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإن خرجت برا فقل الذي قال الله عز وجل: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، فإنه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة، فيصيبه شي ءٌ بإذن الله، فإذا خرجت من منزلك فقل: بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلابالله، فإن الملائكة تضرب وجوه الشياطين، ويقولون: قد سمى الله، وآمن بالله، وتوكل على الله، وقال: لا حول ولا قوة إلابالله (1).
[الحديث: 1508] قال الإمام الرضا: إذا وضعت رجلك في الركاب فقل: بسم الله وبالله، و﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف: 43] وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله)، الحمد لله ﴿الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13 - 14]، ومن علينا بالإيمان وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم (2).
__________
(1) الكافي: 3/ 471.
(2) فقه الرضا: ص 398.
معارج الذكر والدعاء (377)
سادسا ـ ما ورد حول البيوت والمجالس
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[البيوت والمجالس]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة لإقامة ذكر الله في كل المحال والمجالس، كما قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ [الطور: 48]
وقد أوردنا هنا الأحاديث المتعلقة بالأذكار والأدعية المرتبطة بالدخول والخروج وختم المجالس ونحوها.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1509] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت (1).
[الحديث: 1510] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال إذا خرج من بيته: (بسم الله)، قال الملكان: هديت، فإن قال: (لا حول ولا قوة إلابالله)، قالا: وقيت، فإن قال: (توكلت على الله)، قالا: كفيت.. فيقول الشيطان: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي؟ (2).
__________
(1) مسلم: 1/ 539؛ مكارم الأخلاق: 2/ 85.
(2) ثواب الأعمال: ص 195، الأمالي للصدوق: ص 675؛ ابن ماجة: 2/ 1278، الدعاء للطبراني: ص 146.
معارج الذكر والدعاء (378)
[الحديث: 1511] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا خرج الرجل من بيته فقال: (بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلابالله)، يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين (1).
[الحديث: 1512] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا خرج أحدكم من بيته فليقل: بسم الله، لا حول ولا قوة إلابالله، ما شاء الله، توكلت على الله، حسبي الله ونعم الوكيل (2).
[الحديث: 1513] عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا خرج من بيته، قال: بسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل، أو نضل، أو نظلم أو نظلم، أو نجهل أو يجهل علينا (3).
[الحديث: 1514] عن عائشة، قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم من مجلس إلا قال: سبحانك اللهم ربي وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقلت له: يا رسول الله ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت، قال: لا يقولهن من أحد حين يقوم من مجلسه، إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس (4).
[الحديث: 1515] عن ابن عمر، قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ
__________
(1) أبو داود: 4/ 325، النسائي: 6/ 26.
(2) الدعاء للطبراني: ص 146، المعجم الكبير: 22/ 396.
(3) الترمذي: 5/ 490، النسائي: 6/ 26، أحمد: 10/ 201 8.
(4) الحاكم: 1/ 674.
معارج الذكر والدعاء (379)
علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا (1).
[الحديث: 1516] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم (2).
[الحديث: 1517] عن أنس، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن كفارة المجلس أن تقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك (3).
[الحديث: 1518] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من جلس فقال: (سبحانك ربنا وبحمدك) فهو كفارةٌ (4).
[الحديث: 1519] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)، إلاغفر له ما كان في مجلسه ذلك (5).
[الحديث: 1520] عن عائشة، قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم من مجلس إلاقال: سبحانك اللهم ربي وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقلت له: يا رسول الله، ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت؟ قال: لا يقولهن من أحد حين يقوم من مجلسه، إلاغفر له ما كان منه في ذلك المجلس (6).
[الحديث: 1521] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له (7).
__________
(1) الترمذي: 5/ 528، الزهد لابن المبارك: ص 144.
(2) أبو داود: 4/ 261؛ عدة الداعي: ص 245، تنبيه الخواطر: 2/ 31.
(3) تاريخ بغداد: 11/ 278، الدعاء للطبراني: ص 536.
(4) التاريخ الكبير: 4/ 105.
(5) الترمذي: 5/ 494، النسائي: 6/ 105 0.
(6) الحاكم: 1/ 674، النسائي: 6/ 106 1.
(7) الحاكم: 1/ 720، المعجم الكبير: 2/ 139.
معارج الذكر والدعاء (380)
[الحديث: 1522] عن أبي برزة الأسلمي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)، فقال رجلٌ: يا رسول الله، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى، قال: هذا كفارةٌ لما يكون في المجلس (1).
[الحديث: 1523] عن رافع بن خديج، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأخرة، إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءا، وظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فقلنا: يا رسول الله، إن هذه كلماتٌ أحدثتهن؟ قال: أجل، جاءني جبريل صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد، هن كفارات المجلس (2).
[الحديث: 1524] عن أبي أمامة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جلس مجلسا فأراد أن يقوم، استغفر الله عشرا إلى خمس عشرة (3).
[الحديث: 1525] عن ابن عمر، قال: كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المجلس الواحد مئة مرة من قبل أن يقوم: رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور (4).
[الحديث: 1526] عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو بهذه الدعوات في آخر قوله وبها يختم قوله: اللهم أصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، واصرف عنا الفحشاء ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في
__________
(1) أبو داود: 4/ 265، النسائي: 6/ 113 9.
(2) النسائي: 6/ 113، الحاكم: 1/ 721.
(3) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 160.
(4) الترمذي: 5/ 494، أبو داود: 2/ 85.
معارج الذكر والدعاء (381)
أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا ومعاشنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم اجعلنا شاكرين لأنعمك، مثنين بها قائليها (1).
[الحديث: 1527] عن ابن عمر، قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا (2).
[الحديث: 1528] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول بيني وبين معصيتك، وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني، اللهم وخذ بثأري ممن ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي، اللهم ولا تسلط علي من لا يرحمني (3).
[الحديث: 1529] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا خرج الرجل من بيته فقال: (باسم الله)، قالت الملائكة له: سلمت، فإذا قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، قالت له الملائكة: كفيت،
__________
(1) الدعوات الكبير: ص 167، الدعاء للطبراني: ص 423.
(2) الترمذي: 5/ 528، النسائي: 6/ 106 4، بحار الأنوار: 95/ 361.
(3) الحاكم: 1/ 709، المعجم الصغير: 2/ 37.
معارج الذكر والدعاء (382)
فإذا قال: (توكلت على الله)، قالت الملائكة له: وقيت (1).
[الحديث: 1530] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ختم مجلسه بهؤلاء الكلمات، إن كان مسيئا كن كفارات الإساءة، وإن كان محسنا ازداد إحسانا، وهي: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك (2).
[الحديث: 1531] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة، فليكن آخر كلامه في مجلسه: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين) (3).
[الحديث: 1532] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقوم من مجلس وإن خف، حتى يستغفر الله عز وجل خمسا وعشرين مرة (4).
[الحديث: 1533] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من حديثه، وأراد أن يقوم من مجلسه يقول: اللهم اغفر لنا ما أخطأنا وما تعمدنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت (5).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1534] قال الإمام علي: البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه، تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما تضيء
__________
(1) قرب الإسناد: ص 66.
(2) الجعفريات: ص 226.
(3) الكافي: 2/ 496؛ حلية الأولياء: 7/ 123.
(4) الكافي: 2/ 504.
(5) منية المريد: ص 219.
معارج الذكر والدعاء (383)
الكواكب لأهل الأرض، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، ولا يذكر الله عز وجل فيه، تقل بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين (1).
[الحديث: 1535] عن أبي حمزة عن الإمام الباقر أنه كان إذا خرج من البيت قال: باسم الله خرجت، وعلى الله توكلت، لا حول ولا قوة إلا بالله (2).
[الحديث: 1536] كان الإمام الباقر يقول إذا خرج من البيت: بسم الله خرجت، وعلى الله توكلت، لا حول ولا قوة إلابالله (3).
[الحديث: 1537] قال الإمام الباقر: إذا خرجت من بيتك فقل: بسم الله على ديني ونفسي وولدي وأهلي ومالي ـ ثلاث مرات ـ ثم قل: اللهم بارك لنا في قدرك، ورضنا بقضائك حتى لا نحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت (4).
[الحديث: 1538] قال الإمام الباقر: من قال حين يخرج من منزله: (بسم الله، حسبي الله، توكلت على الله، اللهم إني أسألك خير أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)، كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته (5).
[الحديث: 1539] قال الإمام الباقر: من قال حين يخرج من باب داره: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله من شر هذا اليوم الجديد الذي إذا غابت شمسه لم تعد، من شر نفسي ومن شر غيري ومن شر الشياطين، ومن شر من نصب لأولياء الله، ومن شر الجن والإنس،
__________
(1) الكافي: 2/ 610.
(2) الكافي: 2/ 543، المحاسن: 2/ 90.
(3) الكافي: 2/ 543.
(4) الكافي: 5/ 488.
(5) الكافي: 2/ 541، المحاسن: 2/ 90.
معارج الذكر والدعاء (384)
ومن شر السباع والهوام ومن شر ركوب المحارم كلها، أجير نفسي بالله من كل شر.. غفر الله له، وتاب عليه، وكفاه الهم، وحجزه عن السوء، وعصمه من الشر (1).
[الحديث: 1540] قال الإمام الباقر: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل إذا أراد أن يقوم من مجلسه: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين (2).
[الحديث: 1541] عن أبي حمزة، قال: رأيت الإمام الصادق يحرك شفتيه حين أراد أن يخرج وهو قائمٌ على الباب، فقلت: إني رأيتك تحرك شفتيك حين خرجت، فهل قلت شيئا؟ قال: نعم، إن الإنسان إذا خرج من منزله قال حين يريد أن يخرج: (الله أكبر، الله أكبر ـ ثلاثا ـ بالله أخرج وبالله أدخل وعلى الله أتوكل ـ ثلاث مرات ـ اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير واختم لي بخير، وقني شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم) لم يزل في ضمان الله عز وجل حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه (3).
[الحديث: 1542] قال الإمام الصادق: من قرأ: (قل هو الله أحدٌ) حين يخرج من منزله عشر مرات، لم يزل في حفظ الله عز وجل وكلاءته، حتى يرجع إلى منزله (4).
[الحديث: 1543] قال الإمام الصادق: إذا خرجت من منزلك فقل: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلابالله، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له، وأعوذ بك
__________
(1) الكافي: 2/ 541، المحاسن: 2/ 89.
(2) الكافي: 2/ 496.
(3) الكافي: 2/ 540.
(4) الكافي: 2/ 542، عدة الداعي: ص 281.
معارج الذكر والدعاء (385)
من شر ما خرجت له، اللهم أوسع علي من فضلك، وأتمم علي نعمتك، واستعملني في طاعتك، واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفني على ملتك وملة رسولك صلى الله عليه وآله وسلم (1).
[الحديث: 1544] قال الإمام الصادق: من قال حين يخرج من منزله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، باسم الله دخلت، وباسم الله خرجت، وعلى الله توكلت، ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله، اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر غيري، ومن شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.. كان في ضمان الله حتى يرجع إلى منزله.. ثم يقول: توكلت على الله، ما شاء الله، لا قوة إلابالله، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له، وأعوذ بك من شر ما خرجت له، اللهم أوسع علي من فضلك، وأتمم علي من نعمتك، واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك، ثم اقرأ آية الكرسي والمعوذتين، ثم اقرأ سورة الإخلاص بين يديك ثلاث مرات، ومن فوقك مرة، ومن تحتك مرة، ومن خلفك ثلاث مرات، وعن يمينك ثلاث مرات، وعن شمالك ثلاث مرات، وتوكل على الله (2).
[الحديث: 1545] عن أبي خديجة، قال: كان الإمام الصادق إذا خرج يقول: اللهم بك خرجت ولك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، اللهم بارك لي في يومي هذا، وارزقني فوزه وفتحه ونصره، وطهوره وهداه وبركته، واصرف عني شره وشر ما فيه، بسم الله وبالله والله أكبر، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني قد خرجت فبارك لي في خروجي، وانفعني به.. وإذا دخل في منزله قال ذلك (3).
__________
(1) الكافي: 2/ 542، المحاسن: 2/ 91.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 527.
(3) الكافي: 2/ 542، المحاسن: 2/ 89.
معارج الذكر والدعاء (386)
[الحديث: 1546] عن أبي حمزة، قال: رأيت الإمام الصادق يحرك شفتيه حين أراد أن يخرج وهو قائمٌ على الباب، فقلت: إني رأيتك تحرك شفتيك حين خرجت، فهل قلت شيئا؟ قال: نعم، إن الإنسان إذا خرج من منزله، قال حين يريد أن يخرج: الله أكبر الله أكبر ـ ثلاثا ـ بالله أخرج وبالله أدخل وعلى الله أتوكل ـ ثلاث مرات ـ اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير، واختم لي بخير، وقني شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.. لم يزل في ضمان الله عز وجل، حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه (1).
[الحديث: 1547] قال الإمام الصادق: إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدق بصدقة، وليقل: اللهم أظلني من تحت كنفك، وهب لي السلامة في وجهي هذا ابتغاء السلامة والعافية والمغفرة، واصرف عني أنواع البلاء، اللهم فاجعله لي أمانا في وجهي هذا، وحجابا وسترا ومانعا، وحاجزا من كل مكروه ومحذور وجميع أنواع البلاء، إنك وهابٌ جوادٌ ماجدٌ كريمٌ (2).
[الحديث: 1548] قال الإمام الرضا: كان أبي (الإمام الكاظم) إذا خرج من منزله قال: بسم الله الرحمن الرحيم، خرجت بحول الله وقوته، لا بحول مني ولا قوتي، بل بحولك وقوتك يا رب، متعرضا لرزقك، فأتني به في عافية (3).
[الحديث: 1549] قال الإمام الرضا: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: (بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلابالله)، فتلقاه
__________
(1) الكافي: 2/ 540.
(2) الاصول الستة عشر (أصل زيد الزراد): ص 133.
(3) الكافي: 2/ 542، عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 6.
معارج الذكر والدعاء (387)
الشياطين فتنصرف، وتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه وقد سمى الله وآمن به وتوكل عليه وقال: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلابالله (1).
__________
(1) الكافي: 2/ 543.
معارج الذكر والدعاء (388)
سابعا ـ ما ورد حول شؤون المعيشة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[شؤون المعيشة]، ونقصد بها ما يرتبط بطلب الرزق والسعي في الأرض ونحوهما.
وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى الجمع بين ذلك وبين عبادة الله وذكره، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9 - 10]
وذكر في مقابل ذلك الغافلين الذين انشغلوا باللهو والتجارة عن ذكر الله وعبادته، فقال: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [الجمعة: 11]
وجمع بين إقامة الذكر وشؤون الحياة المختلفة، فقال: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
معارج الذكر والدعاء (389)
[الحديث: 1550] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: السوق دار سهو وغفلة، فمن سبح فيها تسبيحة كتب الله له بها ألف ألف حسنة، ومن قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) كان في جوار الله تعالى عز وجل حتى يمسي (1).
[الحديث: 1551] عن أبي بريدة عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج إلى السوق قال: بسم الله، اللهم إني أسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شر هذه السوق وشر ما فيها، وأعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة (2).
[الحديث: 1552] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه إذا دخل السوق: باسم الله، اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة، أو صفقة خاسرة (3).
[الحديث: 1553] عن بريدة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا دخل السوق قال: اللهم إني أسألك من خير هذه السوق، وأعوذ بك من الكفر والفسوق (4).
[الحديث: 1554] عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قليل الخطوات في السوق، وكان يقول إذا خطا فيها: اللهم إني أعوذ بك من شر السوق، وأعوذ بك من الفسوق، وأعوذ بك من كل صفقة خاسرة، ومن كل يمين كاذبة (5).
[الحديث: 1555] عن أبي هريرة، قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا،
__________
(1) الفردوس: 2/ 344.
(2) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 69، الحاكم: 1/ 723.
(3) الحاكم: 1/ 723.
(4) الدعاء للطبراني: ص 252، المعجم الأوسط: 5/ 371؛ مستدرك الوسائل: 13/ 265 عن لب اللباب.
(5) ربيع الأبرار: 1/ 349.
معارج الذكر والدعاء (390)
وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه.. ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر (1).
[الحديث: 1556] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ذكر الله في السوق مخلصا عند غفلة الناس وشغلهم بما هم فيه، كتب الله له ألف حسنة، ويغفر الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر (2).
[الحديث: 1557] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما أريتنا أولها في عافية، فأرنا آخرها في عافية (3).
[الحديث: 1558] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من بنى مسكنا فليذبح كبشا سمينا وليطعم لحمه المساكين، ثم يقول: (اللهم ادحر عني مردة الجن والإنس والشياطين، وبارك لنا في بيوتنا)، إلا أعطي ما سأل (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1559] قال الإمام علي: أكثروا ذكر الله عز وجل إذا دخلتم الأسواق
__________
(1) مسلم: 2/ 1000، الترمذي: 5/ 506.
(2) عدة الداعي: ص 242.
(3) الأمالي للصدوق: ص 338؛ تاريخ بغداد: 14/ 217 ع، المراسيل: ص 231.
(4) الكافي: 6/ 299.
معارج الذكر والدعاء (391)
عند اشتغال الناس؛ فإنه كفارةٌ للذنوب، وزيادةٌ في الحسنات، ولا تكتبوا في الغافلين (1).
[الحديث: 1560] كان الإمام عليٌ يخرج إلى السوق، فيقول: إني أعوذ بك من الفسوق، ومن شر هذه السوق (2).
[الحديث: 1561] قال الإمام علي: إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق، فقولوا حين تدخلون الأسواق: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة، ويمين فاجرة، وأعوذ بك من بوار الأيم (3).
[الحديث: 1562] قال الإمام الباقر: إذا اشتريت متاعا فكبر الله ثلاثا، ثم قل: (اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من خيرك فاجعل لي فيه خيرا، اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من فضلك فاجعل لي فيه فضلا، اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقا)، ثم أعد كل واحدة منها ثلاث مرات (4).
[الحديث: 1563] قال الإمام الباقر: من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرها وحامضها، فليقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أسألك من فضلك، وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم (5).
[الحديث: 1564] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: أما لك مكانٌ تقعد فيه فتعامل الناس؟ قال: بلى، قال: ما من رجل مؤمن يروح أو يغدو إلى مجلسه أو سوقه، فيقول حين
__________
(1) الخصال: ص 614، تحف العقول: ص 104.
(2) الغارات: 1/ 114.
(3) الخصال: ص 634، تحف العقول: ص 122.
(4) من لا يحضره الفقيه: 3/ 200.
(5) المحاسن: 1/ 110.
معارج الذكر والدعاء (392)
يضع رجله في السوق: (اللهم إني أسألك من خيرها وخير أهلها) إلاوكل الله عز وجل به من يحفظه ويحفظ عليه، حتى يرجع إلى منزله، فيقول له: قد أجرت من شرها وشر أهلها يومك هذا بإذن الله عز وجل، وقد رزقت خيرها وخير أهلها في يومك هذا.. فإذا جلس مجلسه قال حين يجلس: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أسألك من فضلك حلالا طيبا، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم، وأعوذ بك من صفقة خاسرة ويمين كاذبة.. فإذا قال ذلك قال له الملك الموكل به: أبشر فما في سوقك اليوم أحدٌ أوفر منك حظا، قد تعجلت الحسنات، ومحيت عنك السيئات، وسيأتيك ما قسم الله لك موفرا، حلالا طيبا مباركا فيه (1).
[الحديث: 1565] قال الإمام الباقر: تقول إذا غرست أو زرعت: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ [إبراهيم: 24] (2).
[الحديث: 1566] قال الإمام الصادق: إذا دخلت سوقك فقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها، اللهم إني أعوذ بك من أن أظلم أو أظلم، أو أبغي أو يبغى علي، أو أعتدي أو يعتدى علي، اللهم إني أعوذ بك من شر إبليس وجنوده، وشر فسقة العرب والعجم، وحسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (3).
[الحديث: 1567] قال الإمام الصادق: من قال في السوق: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) كتب الله له ألف ألف حسنة (4).
__________
(1) الكافي: 5/ 155، من لا يحضره الفقيه: 3/ 200.
(2) الكافي: 5/ 263.
(3) الكافي: 5/ 156، تهذيب الأحكام: 7/ 9.
(4) الأمالي للصدوق: ص 704، المحاسن: 1/ 111.
معارج الذكر والدعاء (393)
[الحديث: 1568] قال الإمام الصادق: من دخل سوقا فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أعوذ بك من الظلم والمأثم والمغرم) كتب الله له من الحسنات عدد من فيها من فصيح وأعجم (1).
[الحديث: 1569] قال الإمام الصادق: من دخل سوقا أو مسجد جماعة، فقال مرة واحدة: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله.. عدلت له حجة مبرورة (2).
[الحديث: 1570] قال الإمام الصادق: إذا دخلت السوق فقل: لا إله إلا الله عدد ما ينطقون، سبحان الله عدد ما يسومون، تبارك الله أحسن الخالقين ـ ثلاث مرات ـ سبحان الله عدد ما يلغون، سبحان الله عدد ما ينطقون، سبحان الله عدد ما يسومون، تبارك الله رب العالمين (3).
[الحديث: 1571] قال الإمام الصادق: إذا اشتريت شيئا من متاع أو غيره فكبر، ثم قل: اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من فضلك، فصل على محمد وآل محمد، اللهم فاجعل لي فيه فضلا، اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من رزقك، اللهم فاجعل لي فيه رزقا.. ثم أعد كل واحدة ثلاث مرات (4).
[الحديث: 1572] قال الإمام الصادق: إذا أردت أن تشتري شيئا فقل: يا حي يا قيوم يا دائم، يا رؤوف يا رحيم، أسألك بعزتك وقدرتك وما أحاط به علمك، أن تقسم
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 145.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 199، المحاسن: 1/ 111.
(3) الاصول الستة عشر (أصل عبد الله بن يحيى الكاهلي): ص 327.
(4) الكافي: 5/ 156، تهذيب الأحكام: 7/ 9.
معارج الذكر والدعاء (394)
لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا، وأوسعها فضلا، وخيرها عاقبة، فإنه لا خير فيما لا عاقبة له (1).
[الحديث: 1573] قال الإمام الصادق: إذا اشتريت دابة، فقل: اللهم اقدر لي أطولها حياة، وأكثرها منفعة، وخيرها عاقبة (2).
[الحديث: 1574] قال الإمام الصادق: إذا اشتريت دابة فقل: اللهم إن كانت عظيمة البركة، فاضلة المنفعة، ميمونة الناصية، فيسر لي شراءها، وإن كانت غير ذلك فاصرفني عنها إلى الذي هو خيرٌ لي منها، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب.. تقول ذلك ثلاث مرات (3).
[الحديث: 1575] قال الإمام الصادق: إذا أحرزت متاعا فقل: اللهم إني أستودعكه يا من لا يضيع وديعته، وأستحرسكه، فاحفظه علي، واحرسه لي بعينك التي لا تنام، وبركنك الذي لا يرام، وبعزك الذي لا يذل، وبسلطانك القاهر الغالب لكل شي ء (4).
[الحديث: 1576] قيل للإمام الصادق: علمني دعاء إذا أنا أحرزت شيئا لم أخف عليه ضيعة، قال: تقول: يا الله، يا حافظ الغلامين بصلاح أبيهما، احفظني واحفظ علي ديني وأمانتي ومالي؛ فإنه لا حافظ حفظ ضيعة أحفظ على مالي منك إنك حافظٌ حفيظٌ أخذت بسمع الله وبصره وقدرته على كل من أرادني وأراد مالي ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم (5).
__________
(1) الكافي: 5/ 157، تهذيب الأحكام: 7/ 10.
(2) الكافي: 5/ 157، تهذيب الأحكام: 7/ 10.
(3) الكافي: 5/ 157.
(4) الاصول الستة عشر (أصل زيد النرسي): ص 207.
(5) الأمالي للطوسي: ص 700.
معارج الذكر والدعاء (395)
[الحديث: 1577] قال الإمام الصادق: إذا أردت أن تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة، وقل: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ [الواقعة: 63 - 64] ثلاث مرات، ثم تقول: (بل الله الزارع) ثلاث مرات، ثم قل: (اللهم اجعله حبا مباركا، وارزقنا فيه السلامة)، ثم انثر القبضة التي في يدك في القراح (1).
[الحديث: 1578] قال الإمام الصادق: إذا بذرت فقل: اللهم قد بذرت وأنت الزارع، فاجعله حبا متراكما (2).
[الحديث: 1579] قال الإمام الصادق: لما هبط بآدم إلى الأرض احتاج إلى الطعام والشراب، فشكا ذلك إلى جبريل عليه السلام، فقال له جبريل: يا آدم، كن حراثا، قال: فعلمني دعاء، قال: قل: اللهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول دون الجنة، وألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة (3).
[الحديث: 1580] قال الإمام الصادق: إذا غرست غرسا أو نبتا فاقرأ على كل عود أو حبة: (سبحان الباعث الوارث)؛ فإنه لا يكاد يخطئ إن شاء الله (4).
__________
(1) الكافي: 5/ 262، مكارم الأخلاق: 2/ 161.
(2) الكافي: 5/ 263.
(3) الكافي: 5/ 260.
(4) الكافي: 5/ 263.
معارج الذكر والدعاء (396)
ثامنا ـ ما ورد حول الآداب الاجتماعية
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية المتعلقة بـ[الآداب الاجتماعية]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم مما يتعلق بهذا الجانب، كقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ [النساء: 86]، وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: 104]
وهي تشير جميعا إلى أن المسلم في كل أحواله وعلاقاته يراعي كلماته؛ فلا يتحدث إلا بما يوافق مرضاة الله، ويدعم العلاقات الاجتماعية.
وقد ورد في السنة المطهرة ما يبين الكيفيات المرتبطة بذلك، وهو ما حاولنا جمعه هنا، وليس المقصود منه طبعا الحصر:
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1581] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، وإن لم يحمد الله عز وجل فلا تشمتوه (1).
[الحديث: 1582] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا عطس أحدكم فليقل: (الحمد لله على كل حال)، وليقل الذي يرد عليه: (يرحمك الله)، وليقل هو: (يهديكم الله ويصلح بالكم) (2).
__________
(1) أحمد: 7/ 165 6، الحاكم: 4/ 295.
(2) الترمذي: 5/ 83، ابن ماجة: 2/ 1224.
معارج الذكر والدعاء (397)
[الحديث: 1583] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا عطس أحدكم فليقل: (الحمد لله) وليقل له أخوه أو صاحبه: (يرحمك الله)، فإذا قال له: (يرحمك الله) فليقل: (يهديكم الله ويصلح بالكم) (1).
[الحديث: 1584] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا عطس أحدكم فليقل: (الحمد لله رب العالمين)، وليقل له من يرد عليه: (يرحمك الله)، وليقل: (يغفر الله لنا ولكم) (2).
[الحديث: 1585] قال الإمام الحسين: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. إذا هنأ قال: بارك الله لكم، وبارك عليكم (3).
[الحديث: 1586] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اكتم الخطبة، ثم توضأ فأحسن وضوءك، ثم صل ما كتب الله لك، ثم احمد ربك ومجده، ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، فإن رأيت لي فلانة ـ تسميها باسمها ـ خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي، وإن كان غيرها خيرا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي بها ـ أو قل ـ: فاقدرها لي (4).
[الحديث: 1587] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا تزوج أحدكم امرأة، فليقل: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها، ومن شر ما جبلتها عليه (5).
[الحديث: 1588] عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج، قال: بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير (6).
__________
(1) البخاري: 5/ 2298، أبو داود: 4/ 308.
(2) الترمذي: 5/ 82، النسائي: 6/ 66 5.
(3) تاريخ أصبهان: 1/ 118، بحار الأنوار: 82/ 95.
(4) الحاكم: 1/ 458 و2/ 179، أحمد: 9/ 151 7.
(5) أبو داود: 2/ 248، النسائي: 6/ 74 3.
(6) أبو داود: 2/ 241، الترمذي: 3/ 400.
معارج الذكر والدعاء (398)
[الحديث: 1589] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولدٌ في ذلك لم يضره الشيطان أبدا (1).
[الحديث: 1590] عن أبي خالد الوالبي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عزى رجلا فقال: يرحمك الله ويأجرك (2).
[الحديث: 1591] عن معاذ بن جبل، أنه مات ابنٌ له، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعزيه بابنه، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى معاذ بن جبل: سلامٌ عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاهو، أما بعد، فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، يمتع بها إلى أجل ويقبضها إلى وقت معلوم، وإنا نسأله الشكر على ما أعطى والصبر إذا ابتلى، وكان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير؛ الصلاة والرحمة والهدى إن احتسبته، فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا، وما هو نازلٌ فكأن قد، والسلام (3).
[الحديث: 1592] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صنع إليه معروفٌ فقال لفاعله: (جزاك الله خيرا)، فقد أبلغ في الثناء (4).
__________
(1) البخاري: 6/ 2692 و1/ 66، مسلم: 2/ 1058.
(2) النسائي: 4/ 99، المصنف لابن أبي شيبة: 3/ 260.
(3) المعجم الكبير: 20/ 156، الحاكم: 3/ 306،؛ أعلام الدين: ص 295.
(4) الترمذي: 4/ 380، النسائي: 6/ 53 8، ابن حبان: 8/ 202.
معارج الذكر والدعاء (399)
[الحديث: 1593] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا اثني عليك في وجهك، فقل: اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون (1).
[الحديث: 1594] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا زفت إلى الرجل زوجته، وأدخلت إليه، فليصل ركعتين وليمسح على ناصيتها، ثم ليقل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لها في، وما جمعت بيننا فاجمع بيننا في خير ويمن وبركة، وإذا جعلتها فرقة فاجعلها فرقة إلى كل خير، ثم ليقل: الحمد لله الذي هدى ضلالتي، وأغنى فقري، ونعش خمولي، وأعز ذلتي، وآوى عيلتي، وزوج عزبتي، وأخدم مهنتي، وآنس وحشتي، ورفع خسيستي، حمدا كثيرا طيبا مباركا على ما أعطيت يا رب، وعلى ما قسمت، وعلى ما أكرمت (2).
[الحديث: 1595] قال الإمام الصادق: عق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الإمام الحسن بيده، وقال: بسم الله، عقيقةٌ عن الحسن، وقال: اللهم عظمها بعظمه، ولحمها بلحمه، ودمها بدمه، وشعرها بشعره، اللهم اجعلها وقاء لمحمد وآله (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1596] قال الإمام علي عندما مدحه قومٌ في وجهه: اللهم إنك أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون، واغفر لنا ما لا يعلمون (4).
__________
(1) تحف العقول: ص 12.
(2) دعائم الإسلام: 2/ 210، الجعفريات: ص 109.
(3) الكافي: 6/ 32.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 100.
معارج الذكر والدعاء (400)
[الحديث: 1597] قال الإمام علي في صفة المتقين: إذا زكي أحدٌ منهم خاف مما يقال له، فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربي أعلم بي مني بنفسي، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون (1).
[الحديث: 1598] قال الإمام علي: اللهم إني أعوذ بك من أن تحسن في لامعة العيون علانيتي، وتقبح فيما أبطن لك سريرتي، محافظا على رئاء الناس من نفسي بجميع ما أنت مطلعٌ عليه مني، فأبدي للناس حسن ظاهري، وأفضي إليك بسوء عملي، تقربا إلى عبادك، وتباعدا من مرضاتك (2).
[الحديث: 1599] قال الإمام علي: من أراد منكم التزويج فليصل ركعتين، وليقرأ فيهما فاتحة الكتاب ويس، فإذا فرغ من الصلاة، فليحمد الله تعالى، وليثن عليه، وليقل: اللهم ارزقني زوجة ودودا ولودا شكورا غيورا، إن أحسنت شكرت، وإن أسأت غفرت، وإن ذكرت الله تعالى أعانت، وإن نسيت ذكرت، وإن خرجت من عندها حفظت، وإن دخلت عليها سرتني، وإن أمرتها أطاعتني، وإن أقسمت عليها أبرت قسمي، وإن غضبت عليها أرضتني، يا ذا الجلال والإكرام، هب لي ذلك، فإنما أسألك ولا آخذ إلا ما مننت وأعطيت.. من فعل ذلك أعطاه الله ما سأل (3).
[الحديث: 1600] قيل للإمام علي: إني تزوجت فادع الله لي، فقال: قل: اللهم بكلماتك استحللتها، وبأمانتك أخذتها، اللهم اجعلها ولودا ودودا لا تفرك، تأكل مما راح، ولا تسأل عما سرح (4).
__________
(1) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 276.
(3) الجعفريات: ص 109، النوادر للراوندي: ص 211.
(4) الكافي: 5/ 501.
معارج الذكر والدعاء (401)
[الحديث: 1601] قال الإمام علي: إذا أتى أحدكم أهله، فليقل: بسم الله وبالله، اللهم جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني، فإن قضى الله بينهما ولدا لا يضره الشيطان بشي ء أبدا (1).
[الحديث: 1602] قال الإمام علي: إذا هنأتم الرجل عن مولود، فقولوا: بارك الله لك في هبته، وبلغه أشده، ورزقك بره (2).
[الحديث: 1603] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا عزى قال: آجركم الله ورحمكم (3).
[الحديث: 1604] قال الإمام علي يعزي قوما: عليكم بالصبر، فإن به يأخذ الحازم، وإليه يرجع الجازع (4).
[الحديث: 1605] قال الإمام الحسن لرجل قال له عندما خرج من الحمام: طاب لك استحمامك: قل: طهر ما طاب منك، وطاب ما طهر منك (5).
[الحديث: 1606] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول في سجوده: اللهم إن ظن الناس بي حسنٌ، فاغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون، وأنت علام الغيوب (6).
__________
(1) الكافي: 5/ 503.
(2) الخصال: ص 635.
(3) مسكن الفؤاد: ص 108؛ تاريخ أصبهان: 1/ 118.
(4) أعلام الدين: ص 296، خصائص الأئمة:: ص 111.
(5) الكافي: 6/ 500.
(6) قرب الإسناد: ص 8.
معارج الذكر والدعاء (402)
[الحديث: 1607] قال الإمام الباقر: إذا ذبحت فقل: بسم الله وبالله، والحمد لله والله أكبر، إيمانا بالله، وثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والعصمة لأمره، والشكر لرزقه، والمعرفة بفضله علينا أهل البيت (1).
[الحديث: 1608] قال الإمام الصادق: للمسلم على أخيه من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه، ويسمته إذا عطس؛ يقول: (الحمد لله رب العالمين لا شريك له)، ويقول له: (يرحمك الله)، فيجيبه فيقول له: (يهديكم الله ويصلح بالكم) (2).
[الحديث: 1609] قال الإمام الصادق: من قال إذا سمع عاطسا: (الحمد لله على كل حال، ما كان من أمر الدنيا والآخرة، وصلى الله على محمد وآله) لم ير في فمه سوءا (3).
[الحديث: 1610] قيل للإمام الصادق: أسمع العطسة وأنا في الصلاة فأحمد الله وأصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، وإذا عطس أخوك وأنت في الصلاة فقل: (الحمد لله) وصل على النبي، وإن كان بينك وبين صاحبك اليم، صل على محمد وآله (4).
[الحديث: 1611] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: إذا تزوج أحدكم كيف يصنع؟ قال: لا أدري، قال: إذا هم بذلك، فليصل ركعتين ويحمد الله، ثم يقول: اللهم إني أريد أن أتزوج، فقدر لي من النساء أعفهن، وأحفظهن لي في نفسها وفي مالي، وأوسعهن رزقا، وأعظمهن بركة، وقدر لي ولدا طيبا تجعله خلفا صالحا في حياتي وبعد مماتي (5).
__________
(1) الكافي: 6/ 30، تهذيب الأحكام: 7/ 443.
(2) الكافي: 2/ 653.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 163.
(4) الكافي: 3/ 366، تهذيب الأحكام: 2/ 332.
(5) الكافي: 3/ 482.
معارج الذكر والدعاء (403)
[الحديث: 1612] قال الإمام الصادق: هنأ رجلٌ رجلا أصاب ابنا، فقال: يهنئك الفارس، فقال له الإمام الحسن: ما علمك يكون فارسا أو راجلا؟ قال: جعلت فداك، فما أقول؟ قال: تقول: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، وبلغ أشده، ورزقك بره (1).
[الحديث: 1613] قال الإمام الصادق: تقول على العقيقة إذا عققت: بسم الله وبالله، اللهم عقيقةٌ عن فلان، لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه، اللهم اجعله وقاء لآل محمد (2).
[الحديث: 1614] قال الإمام الصادق: إذا أردت أن تذبح العقيقة قلت: ﴿يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 78 - 80]، ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ﴾ [الأنعام: 162 - 163] وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك، بسم الله والله أكبر، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتقبل من فلان بن فلان، وتسمي المولود باسمه، ثم تذبح (3).
[الحديث: 1615] قال الإمام الصادق: يقال عند العقيقة: اللهم منك ولك ما وهبت وأنت أعطيت، اللهم فتقبل منا على سنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتسمي وتذبح، وتقول: لك سفكت الدماء، لا شريك لك، والحمد لله رب العالمين، اللهم اخسأ الشيطان الرجيم (4).
[الحديث: 1616] قال الإمام الصادق في الصبي إذا ختن: يقول: اللهم هذه سنتك وسنة نبيك صلواتك عليه وآله واتباعٌ منا لك ولنبيك، بمشيئتك وبإرادتك وقضائك، لأمر
__________
(1) الكافي: 6/ 17، تهذيب الأحكام: 7/ 437.
(2) الكافي: 6/ 30.
(3) الكافي: 6/ 31، من لا يحضره الفقيه: 3/ 487.
(4) الكافي: 6/ 31.
معارج الذكر والدعاء (404)
أنت أردته وقضاء حتمته، وأمر أنفذته فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته، لأمر أنت أعرف به مني، اللهم فطهره من الذنوب، وزد في عمره، وادفع الآفات عن بدنه، والأوجاع عن جسمه، وزده من الغنى، وادفع عنه الفقر، فإنك تعلم ولا نعلم.. أي رجل لم يقلها عند ختان ولده، فليقلها عليه من قبل أن يحتلم، فإن قالها كفي حر الحديد من قتل أو غيره (1).
[الحديث: 1617] قال الإمام الصادق يعزي قوما قد أصيبوا بمصيبة: جبر الله وهنكم، وأحسن عزاءكم، ورحم متوفاكم (2).
[الحديث: 1618] قال الإمام الرضا: إذا أردت التزويج فاستخر وامض، ثم صل ركعتين، وارفع يديك وقل: اللهم إني أريد التزويج، فسهل لي من النساء أحسنهن خلقا وخلقا، وأعفهن، وأحفظهن نفسا في وفي مالي، وأكملهن جمالا، وأكثرهن أولادا (3).
[الحديث: 1619] قال الإمام الرضا: إذا أردت ذبحه فقل: بسم الله وبالله، منك وبك ولك وإليك، عقيقة فلان بن فلان على ملتك ودينك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بسم الله وبالله، والحمد لله والله أكبر، إيمانا بالله، وثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والعصمة بأمره، والشكر لرزقه، والمعرفة لفضله علينا أهل البيت (4).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 3/ 488.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 174.
(3) فقه الرضا: ص 234.
(4) فقه الرضا: ص 239.
معارج الذكر والدعاء (405)
المعراج السادس من معارج الذكر والدعاء [معراج الإجابة والاستجابة]، وإلى هذا المعراج الإشارة بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]
وقد ذكرنا فيه ثلاثة نواح مهمة مرتبطة بالدعاء خصوصا، وهي:
أولا ـ ما ورد حول إجابة الله لعباده: حيث ذكرنا الأحاديث التي تبين صدق وعد الله بإجابته دعاء من سأله، وأن تأخر الإجابة في بعض الأحيان لا يعني عدمها، بل لكونه مرتبطا بمصالح معينة ظاهرة أو خفية.
ثانيا ـ ما ورد حول موانع الإجابة: حيث ذكرنا الأحاديث التي تبين الشروط التي على الداعي مراعاتها لتتحقق له الإجابة؛ وهو ما يساهم في تربيته وتزكيته حتى لا يتهم ربه بعدم إجابة دعائه، بل يتهم نفسه بعدم توفير شروط الاستجابة.
ثالثا ـ ما ورد حول أهل الإجابة: حيث ذكرنا الأحاديث التي تذكر صفات من توفر فيهم القابلية لاستجابة الدعاء، وهو ما يجعل الداعي الذي يريد إجابة دعوته يبذل كل جهده لتوفيرها، وهو ما يجعل الدعاء مدرسة تربوية وإصلاحية، وليس مجرد وسيلة لتحقيق المصالح.
معارج الذكر والدعاء (406)
أولا ـ ما ورد حول إجابة الله لعباده
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [إجابة الله لعباده]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من وعود الله لعباده بإجابة دعواتهم، ومنها قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]
وقوله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]
﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: 34]
وأخبر عن الفرق بين دعاء الله ودعاء غيره، فقال: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [الرعد: 14]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1620] قال الإمام علي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تعجزوا عن الدعاء؛ فإن الله أنزل علي: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، فقال رجلٌ: يا رسول الله، ربنا يسمع الدعاء، أم كيف ذلك؟ فأنزل
معارج الذكر والدعاء (407)
الله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186] (1).
[الحديث: 1621] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: أكثر من الدعاء؛ فإن الدعاء يرد القضاء المبرم (2).
[الحديث: 1622] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء جندٌ من أجناد الله مجندٌ، يرد القضاء بعد أن يبرم (3).
[الحديث: 1623] عن عبادة بن الصامت، قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قاعدٌ في ظل الحطيم بمكة، فقيل: يا رسول الله، أتي على مال أبي فلان بسيف البحر (4) فذهب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما تلف مالٌ في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه (5).
[الحديث: 1624] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يخرج من النار رجلٌ فيقول له ربه تعالى: ما تعطيني إن أخرجتك؟ فيقول: يا رب أعطيك ما تسألني، فيقول له: كذبت، وعزتي قد سألتك ما هو أهون من ذلك فلم تعطني؛ سألتك أن تسألني فأعطيك، وتدعوني فأستجيب لك، وتستغفرني فأغفر لك (6).
[الحديث: 1625] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة؛ لأن الله عز وجل يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60] (7).
__________
(1) كنز العمال: 2/ 612 عن الحاكم.
(2) الفردوس: 5/ 366.
(3) تاريخ دمشق: 62/ 236 8.
(4) سيف البحر: ساحله.
(5) الدعاء للطبراني: ص 31.
(6) الفردوس: 5/ 512، الدر المنثور: 8/ 337 عن ابن مردويه.
(7) شعب الإيمان: 6/ 125؛ الكافي: 2/ 65، الخصال: ص 101.
معارج الذكر والدعاء (408)
[الحديث: 1626] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا فتح الله على عبد الدعاء فليدع؛ فإن الله يستجيب له (1).
[الحديث: 1627] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله إذا أراد أن يستجيب لعبد، أذن له في الدعاء (2).
[الحديث: 1628] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أذن الله عز وجل لعبد في الدعاء حتى أذن له في الإجابة (3).
[الحديث: 1629] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل العبادات الدعاء، وإذا أذن الله للعبد في الدعاء فتح له باب الرحمة، إنه لن يهلك مع الدعاء أحدٌ (4).
[الحديث: 1630] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله عز وجل: من أعظم مني جودا؟! أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، ومن كرمي أني أقبل توبة التائب حتى كأنه لم يزل تائبا، من ذا الذي قرع بابي فلم أفتح له؟! من ذا الذي سألني فلم أعطه؟! أبخيلٌ أنا فيبخلني عبدي؟!) (5)
[الحديث: 1631] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال ربكم عز وجل: ثلاثةٌ، واحدةٌ لي، وواحدةٌ لك يا ابن آدم، وواحدةٌ بيني وبينك؛ فأما التي لي فتخلص لي لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فأحوج ما تكون إلى عملك أوفيكه، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة (6).
[الحديث: 1632] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما رفع قومٌ أكفهم إلى الله عز وجل يسألونه
__________
(1) نوادر الاصول: 1/ 619، الفردوس: 1/ 336.
(2) الدر المنثور: 1/ 673.
(3) حلية الأولياء: 3/ 263، الفردوس: 6/ 86.
(4) انضوى إليه: ضوى، أي مال وانضم إليه.
(5) الفردوس: 5/ 247.
(6) عيون الأخبار لابن قتيبة: 2/ 277 عن أنس، المعجم الكبير: 6/ 253.
معارج الذكر والدعاء (409)
شيئا إلا كان حقا على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوا (1).
[الحديث: 1633] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن ربكم ـ تبارك وتعالى ـ حييٌ كريمٌ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا (2).
[الحديث: 1634] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله جوادٌ كريمٌ، يستحي من العبد المسلم إذا دعاه أن يرد يديه صفرا ليس فيهما شيءٌ، وإذا دعا العبد فأشار بإصبعه، قال الرب: أخلص عبدي، وإذا رفع يديه قال الله: إني لأستحي من عبدي أن أرده (3).
[الحديث: 1635] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو عرفتم الله حق معرفته، لزالت بدعائكم الجبال (4).
[الحديث: 1636] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد ليشرف على حاجة من حوائج الدنيا، فيذكره الله، فيقول: ملائكتي إن عبدي هذا قد أشرف على حاجة من حوائج الدنيا؛ فإن فتحتها له فتحت بابا إلى النار، ولكن ازووها عنه، فيصبح العبد عاضا على أنامله، يقول: من سبقني؟ من دهاني؟ وما هي إلا رحمةٌ رحمه الله بها (5).
[الحديث: 1637] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة، فيقول: عبدي، إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجبت لك، فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك، فهل ليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا؟ قال: نعم يا
__________
(1) المعجم الكبير: 6/ 256.
(2) أبو داوود: 2/ 78، الترمذي: 5/ 556؛ مكارم الأخلاق: 2/ 22.
(3) حلية الأولياء: 3/ 263.
(4) كنز العمال: 3/ 166 عن ابن السني؛ عوالي اللآلي: 6/ 132.
(5) حلية الأولياء: 7/ 208 و3/ 305، ومشكاة الأنوار: ص 516 وبحار الأنوار: 67/ 263.
معارج الذكر والدعاء (410)
رب، فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا.. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له، إما أن يكون عجل له في الدنيا، وإما أن يكون ادخر له في الآخرة، فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه (1).
[الحديث: 1638] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الرجل ليطلب الحاجة فيزويها الله عنه لما هو خيرٌ له، فيتهم الناس ظالما لهم، فيقول: من شبعني (2)؟) (3)
[الحديث: 1639] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أراد الله أن يصافي عبدا من عبيده صب عليه البلاء صبا، وثج عليه البلاء ثجا، فإذا دعا قالت الملائكة: صوتٌ معروفٌ، وقال جبريل: يا رب هذا عبدك فلانٌ يدعوك فاستجب له، فيقول الله تبارك وتعالى: إني أحب أن أسمع صوته، فإذا قال: يا رب، قال: لبيك عبدي، لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك على إحدى ثلاث خصال: إما أن أعجل لك ما تسألني، وإما أن أدخر لك في الآخرة ما هو أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء مثل ذلك (4).
[الحديث: 1640] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذ دعا أحدكم بدعوة فلم يستجب له، كتبت له حسنةٌ (5).
[الحديث: 1641] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.. قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر (6).
__________
(1) الحاكم: 1/ 671، حلية الأولياء: 6/ 208.
(2) المتشبع: المتزين بأكثر مما عنده، يتكثر بذلك ويتزين بالباطل.
(3) المعجم الكبير: 11/ 286 1.
(4) مسند زيد: ص 620؛ الدر المنثور: 7/ 215 عن ابن مردويه.
(5) تاريخ بغداد: 12/ 205 الرقم 6666.
(6) أحمد: 6/ 37 3، الأدب المفرد: ص 213، الحاكم: 1/ 670، بحار الأنوار: 93/ 366.
معارج الذكر والدعاء (411)
[الحديث: 1642] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن البلاء يتعلق بين السماء والأرض مثل القناديل، فإذا سأل العبد ربه العافية صرف الله تعالى البلاء عنه وقد أبرم له إبراما (1).
[الحديث: 1643] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء (2).
[الحديث: 1644] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الحذر لا ينجي من القدر، ولكن ينجي من القدر الدعاء، فتقدموا في الدعاء قبل أن ينزل بكم البلاء، إن الله يدفع بالدعاء ما نزل من البلاء وما لم ينزل (3).
[الحديث: 1645] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تملوا من الدعاء؛ فإنكم لا تدرون متى يستجاب لكم (4).
[الحديث: 1646] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كان الله ليفتح باب الدعاء ويغلق باب الإجابة؛ لأنه يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60] (5).
[الحديث: 1647] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مما أعطى الله أمتي وفضلهم به على سائر الأمم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلا نبيٌ، وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له: إذا أحزنك أمرٌ تكرهه فادعني أستجب لك، وإن الله تعالى أعطى أمتي ذلك حيث يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60] (6).
[الحديث: 1648] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: أوصيك بالدعاء؛ فإن معه الإجابة، وبالشكر؛ فإن معه المزيد (7).
[الحديث: 1649] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما فتح لأحد باب دعاء إلا فتح الله له فيه
__________
(1) الجعفريات: ص 220، مكارم الأخلاق: 2/ 10.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 7، الدعوات: ص 21.
(3) الدعوات: ص 286.
(4) عوالي اللآلي: 1/ 662.
(5) تنبيه الخواطر: 2/ 237، نهج البلاغة: الحكمة 635، عدة الداعي: ص 23.
(6) عدة الداعي: ص 35، تنبيه الخواطر: 2/ 237.
(7) الأمالي للطوسي: ص 597.
معارج الذكر والدعاء (412)
باب إجابة، فإذا فتح لأحدكم باب دعاء فليجهد؛ فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا (1).
[الحديث: 1650] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: من سألني ـ وهو يعلم أني أضر وأنفع ـ استجبت له (2).
[الحديث: 1651] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض؛ فعليكم بالدعاء وأخلصوا النية (3).
[الحديث: 1652] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مؤمن يدعو بدعوة إلا استجيب له؛ فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة (4).
[الحديث: 1653] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مؤمن يدعو الله إلا استجاب له؛ فإما أن يعجل له في الدنيا، أو يؤجل له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بمأثم (5).
[الحديث: 1654] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه سبحانه يبتلي العبد، حتى يسمع دعاءه وتضرعه (6).
[الحديث: 1655] قال الإمام علي: كان جبريل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه.. فقال له جبريل: اعلم ـ يا محمد ـ أن الله لم يشدد عليك، وما من أحد من خلقه أكرم عليه منك، ولكنه أحب أن يسمع صوتك ودعاءك، حتى تلقاه مستوجبا للدرجة والثواب الذي أعد الله لك، والكرامة والفضيلة على الخلق (7).
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 6.
(2) ثواب الأعمال: ص 186.
(3) جامع الأحاديث للقمي: ص 76، صحيفة الإمام الرضا: ص 225.
(4) مسند زيد: ص 156.
(5) عدة الداعي: ص 36.
(6) إرشاد القلوب: ص 168.
(7) كشف الغمة: 1/ 17.
معارج الذكر والدعاء (413)
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1656] قال الإمام علي: الدعاء يرد القضاء المبرم فاتخذوه عدة (1).
[الحديث: 1657] قال الإمام علي: يدعى بالكافر الفقير فيقول: يا ابن آدم، ما فعلت فيما أمرتك؟ فيقول: ابتليتني ببلاء الدنيا حتى أنسيتني ذكرك وشغلتني عما خلقتني له، فيقول له: فهلا دعوتني فأرزقك، وسألتني فأعطيك، فإن قال: يا رب نسيت، هلك، وإن قال: لم أدر ما أنت، هلك، فيقول له: لو تعلم ما لك عندي لبكيت كثيرا (2).
[الحديث: 1658] قال الإمام علي: من قرع باب الله فتح له (3).
[الحديث: 1659] قال الإمام علي: من استأذن على الله أذن له (4).
[الحديث: 1660] قال الإمام علي: من دعا الله أجابه (5).
[الحديث: 1661] قال الإمام علي: من توكل على الله كفاه، ومن سأله أعطاه (6).
[الحديث: 1662] قال الإمام علي: إن كرم الله سبحانه لا ينقض حكمته، فلذلك لا يقع الإجابة في كل دعوة (7).
[الحديث: 1663] قال الإمام علي: ربما سألت الشيء فلم تعطه وأعطيت خيرا منه (8).
[الحديث: 1664] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: ربما سألت الشيء فلا تؤتاه، وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خيرٌ لك، فلرب أمر قد طلبته فيه
__________
(1) الخصال: ص 620.
(2) تفسير القمي: 2/ 288.
(3) غرر الحكم: ح 8292، عيون الحكم والمواعظ: ص 667.
(4) غرر الحكم: ح 8291، عيون الحكم والمواعظ: ص 667.
(5) غرر الحكم: ح 9100، عيون الحكم والمواعظ: ص 625.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 90، غرر الحكم: ح 8073.
(7) غرر الحكم: ح 3678، عيون الحكم والمواعظ: ص 151.
(8) غرر الحكم: ح 5371، عيون الحكم والمواعظ: ص 267.
معارج الذكر والدعاء (414)
هلاك دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، وينفى عنك وباله، فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له (1).
[الحديث: 1665] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: لا يقنطنك إبطاء إجابته؛ فإن العطية على قدر النية، وربما أخرت عنك الإجابة، ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل (2).
[الحديث: 1666] قال الإمام السجاد: الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل (3).
[الحديث: 1667] قال الإمام السجاد: إن الدعاء يرد القضاء، ينقضه كما ينقض السلك وقد أبرم إبراما (4).
[الحديث: 1668] قال الإمام السجاد في مناجاة الراجين: (إلهي من الذي نزل بك ملتمسا قراك فما قريته؟! ومن الذي أناخ ببابك مرتجيا نداك فما أوليته؟! أيحسن أن أرجع عن بابك بالخيبة مصروفا ولست أعرف سواك مولى بالإحسان موصوفا؟!) (5)
[الحديث: 1669] قال الإمام السجاد في زيارة أمين الله: اللهم إن أصوات الداعين إليك صاعدةٌ، وأبواب الإجابة لهم مفتحةٌ، ودعوة من ناجاك مستجابةٌ (6).
[الحديث: 1670] قال الإمام السجاد في دعائه: (يا من لا تبدل حكمته الوسائل (7)) (8)
__________
(1) نهج البلاغة: الكتاب 31، تحف العقول: ص 75.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) الكافي: 2/ 669.
(4) الكافي: 2/ 669، مكارم الأخلاق: 2/ 12.
(5) بحار الأنوار: 94/ 144
(6) كامل الزيارات: ص 93.
(7) والمعنى أن حكمته تعالى إذا اقتضت وقوع أمر أو عدم وقوعه فلا بد من تحقق ما اقتضته حكمته، ولا تغير ذلك الوسائل من الأعمال التي يتوسل بها إليه كالدعاء وغيره.
(8) الصحيفة السجادية: ص 57.
معارج الذكر والدعاء (415)
[الحديث: 1671] قال الإمام السجاد: المؤمن من دعائه على ثلاث: إما أن يدخر له، وإما أن يعجل له، وإما أن يدفع عنه بلاءٌ يريد أن يصيبه (1).
[الحديث: 1672] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: ألا أدلك على شيء لم يستثن فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قيل: بلى، قال: الدعاء، يرد القضاء وقد أبرم إبراما (وضم أصابعه) (2)
[الحديث: 1673] قال الإمام الباقر: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا، وثجه بالبلاء ثجا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي، لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادرٌ، ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خيرٌ لك (3).
[الحديث: 1674] قال الإمام الباقر: إن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة إلا من أحب، وإن المؤمن ليسأل ربه موضع سوط من الدنيا فلا يعطيه، ويسأله الآخرة فيعطيه ما شاء، ويعطي الكافر من الدنيا قبل أن يسأله ما شاء، ويسأله موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه إياه (4).
[الحديث: 1675] عن أحمد بن محمد، قال: قلت لأبي الحسن (الإمام الكاظم): جعلت فداك، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطائها شيءٌ، فقال: يا أحمد، إياك والشيطان أن يكون له عليك سبيلٌ حتى يقنطك، إن الإمام الباقر كان يقول: إن المؤمن يسأل الله عز وجل حاجة، فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبا لصوته واستماع نحيبه. ثم قال: والله، ما أخر الله عز وجل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خيرٌ لهم مما عجل لهم فيها، وأي شيء الدنيا؟ إن الإمام الباقر كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه
__________
(1) تحف العقول: ص 280.
(2) الكافي: 2/ 670، عدة الداعي: ص 13.
(3) الكافي: 2/ 253.
(4) فضائل الشيعة: ص 71، التمحيص: ص 51.
معارج الذكر والدعاء (416)
في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة، ليس إذا أعطي فتر، فلا تمل الدعاء؛ فإنه من الله عز وجل بمكان، وعليك بالصبر، وطلب الحلال، وصلة الرحم، وإياك ومكاشفة الناس؛ فإنا أهل البيت نصل من قطعنا، ونحسن إلى من أساء إلينا، فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة.. إن صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأعطي، طلب غير الذي سأل، وصغرت النعمة في عينه، فلا يشبع من شيء، وإذا كثرت النعم، كان المسلم من ذلك على خطر؛ للحقوق التي تجب عليه، وما يخاف من الفتنة فيها، أخبرني عنك، لو أني قلت لك قولا، أكنت تثق به مني؟ فقلت له: جعلت فداك! إذا لم أثق بقولك فبمن أثق، وأنت حجة الله على خلقه؟ قال: فكن بالله أوثق، فإنك على موعد من الله، أليس الله عز وجل يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]، وقال: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]، وقال: ﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 268]؟ فكن بالله عز وجل أوثق منك بغيره، ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا؛ فإنه مغفورٌ لكم (1).
[الحديث: 1676] قال الإمام الصادق: إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وقد أبرم إبراما (2).
[الحديث: 1677] سئل الإمام الصادق عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحبة السوداء، فقال: قد قال ذلك. قيل: وما قال؟ قال: فيها شفاءٌ من كل داء إلا السام ـ يعني الموت.. ثم قال
__________
(1) الكافي: 2/ 688، قرب الإسناد: ص 385.
(2) الكافي: 2/ 669، مكارم الأخلاق: 2/ 237.
معارج الذكر والدعاء (417)
للسائل: ألا أدلك على ما لم يستثن فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قيل: بلى، قال: الدعاء؛ فإنه يرد القضاء وقد أبرم إبراما (وضم أصابعه من كفيه جميعا وجمعهما جميعا واحدة إلى الأخرى) (1)
[الحديث: 1678] سئل الإمام الصادق عن قول الله تعالى: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [الرعد: 39]، فقال: إن ذلك الكتاب كتابٌ يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوبٌ عليه: الذي يرد به القضاء، حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا (2).
[الحديث: 1679] قال الإمام الصادق: من لم يسأل الله عز وجل من فضله فقد افتقر (3).
[الحديث: 1680] قال الإمام الصادق: أكثروا من أن تدعوا الله؛ فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه، وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة، والله مصيرٌ دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة (4).
[الحديث: 1681] قال الإمام الصادق: الدعاء كهف الإجابة، كما أن السحاب كهف المطر (5).
[الحديث: 1682] قال الإمام الصادق: كان فيما ناجى الله عز وجل به موسى عليه السلام أن قال له: يا ابن عمران، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني؛ فإنك تجدني قريبا مجيبا (6).
[الحديث: 1683] قال الإمام الصادق: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه
__________
(1) دعائم الإسلام: 2/ 136.
(2) تفسير العياشي: 2/ 220.
(3) الكافي: 2/ 667، عدة الداعي: ص 23.
(4) الكافي: 8/ 7.
(5) الكافي: 2/ 671، مكارم الأخلاق: 2/ 9.
(6) الأمالي للصدوق: ص 638.
معارج الذكر والدعاء (418)
السلام: يا عيسى، ابغني عند وسادك تجدني، وادعني وأنت لي محبٌ؛ فإني أسمع السامعين، أستجيب للداعين إذا دعوني (1).
[الحديث: 1684] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: ادع ولا تقل: إن الأمر قد فرغ منه، إن عند الله عز وجل منزلة لا تنال إلا بمسألة، ولو أن عبدا سد فاه ولم يسأل لم يعط شيئا، فسل تعط.. إنه ليس من باب يقرع إلا يوشك أن يفتح لصاحبه (2).
[الحديث: 1685] قال الإمام الصادق في بعض أدعيته: يا من لا يخيب سائله، ولا ينقص نائله (3).
[الحديث: 1686] قال الإمام الصادق: أوحى الله عز وجل إلى آدم: إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات. قال: يا رب وما هن؟ قال: واحدةٌ لي، وواحدةٌ لك، وواحدةٌ فيما بيني وبينك، وواحدةٌ فيما بينك وبين الناس، قال: يا رب، بينهن لي حتى أعلمهن، قال: أما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك (4).
[الحديث: 1687] قال الإمام الصادق في قوله تعالى: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]: يعلمون أني أقدر على أن أعطيهم ما يسألون (5).
[الحديث: 1688] قال الإمام الصادق: إن الرب ليلي حساب المؤمن، فيقول: تعرف هذا الحساب؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: دعوتني في ليلة كذا وكذا، في ساعة كذا
__________
(1) الكافي: 8/ 131، تنبيه الخواطر: 2/ 163.
(2) الكافي: 2/ 666.
(3) تهذيب الأحكام: 5/ 276.
(4) الكافي: 2/ 166.
(5) تفسير العياشي: 1/ 83.
معارج الذكر والدعاء (419)
وكذا، فذخرتها لك، قال: فما ترى من عطية ثواب الله؟ يقول: يا رب، ليت أنك لم تكن عجلت لي شيئا وادخرته لي (1).
[الحديث: 1689] قيل للإمام الصادق: إن الله تعالى قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقد نرى المضطر يدعوه فلا يجاب له، والمظلوم يستنصره على عدوه فلا ينصره؟.. قال: ويحك! ما يدعوه أحدٌ إلا استجاب له؛ أما الظالم فدعاؤه مردودٌ إلى أن يتوب إلى الله، وأما المحق فإنه إذا دعاه استجاب له، وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه، أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه، وإن لم يكن الأمر الذي سأل العبد خيرا له إن أعطاه أمسك عنه، والمؤمن العارف بالله ربما عز عليه أن يدعوه فيما لا يدري أصوابٌ ذلك أم خطأٌ، وقد يسأل العبد ربه إهلاك من لم تنقطع مدته، ويسأل المطر وقتا ولعله أوان لا يصلح فيه المطر؛ لأنه أعرف بتدبير ما خلق من خلقه، وأشباه ذلك كثيرةٌ، فافهم هذا (2).
[الحديث: 1690] قيل للإمام الصادق: يستجاب للرجل الدعاء، ثم يؤخر؟ قال: نعم، عشرين سنة (3).
[الحديث: 1691] قال الإمام الصادق: إن المؤمن ليدعو، فيؤخر إجابته إلى يوم الجمعة (4).
[الحديث: 1692] قيل للإمام الصادق: ربما دعا الرجل بالدعاء فاستجيب له، ثم أخر ذلك إلى حين؟ فقال: نعم، قيل: ولم ذاك؟ ليزداد من الدعاء؟ قال: نعم (5).
[الحديث: 1693] قيل للإمام الصادق: ما أصاب المؤمن من بلاء فبذنب؟ قال: لا،
__________
(1) التمحيص: ص 65.
(2) الاحتجاج: 2/ 228.
(3) الكافي: 2/ 689، عدة الداعي: ص 189.
(4) الكافي: 2/ 690.
(5) الكافي: 2/ 689، عدة الداعي: ص 189.
معارج الذكر والدعاء (420)
ولكن ليسمع أنينه وشكواه ودعاؤه، الذي يكتب له بالحسنات، وتحط عنه السيئات، وتدخر له يوم القيامة (1).
[الحديث: 1694] قال الإمام الكاظم: عليكم بالدعاء؛ فإن الدعاء لله والطلب إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضي ولم يبق إلا إمضاؤه، فإذا دعي الله عز وجل وسئل صرف البلاء صرفه (2).
[الحديث: 1695] قال الإمام الكاظم: إن الدعاء يرد ما قد قدر وما لم يقدر، قيل: ما قد قدر عرفته، فما لم يقدر؟ قال: حتى لا يكون (3).
[الحديث: 1696] قال الإمام الكاظم: قال قومٌ للصادق: ندعو فلا يستجاب لنا، قال: لأنكم تدعون من لا تعرفونه (4).
__________
(1) المؤمن: ص 26، عدة الداعي: ص 260.
(2) الكافي: 2/ 670، فلاح السائل: ص 76.
(3) الكافي: 2/ 669، عدة الداعي: ص 12.
(4) التوحيد: ص 288.
معارج الذكر والدعاء (421)
ثانيا ـ ما ورد حول موانع الإجابة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [موانع الإجابة]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من أن الله تعالى مع كرمه وفضله وجوده إلا أنه أخبر عن عدم استجابته دعاء من لا يستحق ذلك، ردعا وتربية له، كما قال تعالى عن عدم استجابته لأهل جهنم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [غافر: 49 - 50]
وقال عن المفرطين والمقصرين الذين يتركون العمل طيلة حياتهم، ثم يطلبون أن يؤجلوا عند حضور الوفاة: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 99 - 100]
ومثل ذلك ذكر القرآن الكريم بعض المحرمات المرتبطة بالدعاء، ومنها الاعتداء في الدعاء، كما قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]
وقد ذكر نماذج عنه، ومنها قول ذلك المشرك المستكبر: ﴿اللهمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال: 32]
أو ذلك الذي ذكره الله تعالى، فقال: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾ [المعارج: 1، 2]
أو أولئك الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ [العنكبوت:53]، وقال: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ﴾ [ص:16]
معارج الذكر والدعاء (422)
ولذلك؛ فإن الدعاء مثل القرآن الكريم، قد يكون دواء، وقد يكون داء، وقد يكون نورا، وقد يكون ظلمة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه) (1)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1697] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجلٌ كانت تحته امرأةٌ سيئةٌ فلم يطلقها، ورجلٌ كان له على رجل مالٌ فلم يشهد عليه، ورجلٌ آتى سفيها ماله، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ﴾ [النساء: 5] (2).
[الحديث: 1698] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكل لقمة من حرام لم تقبل له صلاةٌ أربعين ليلة، ولم يستجب له دعوةٌ أربعين صباحا (3).
[الحديث: 1699] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أطب كسبك تستجب دعوتك؛ فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه من حرام، فما تستجاب له دعوةٌ أربعين يوما (4).
[الحديث: 1700] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيها الناس، إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكر: الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرامٌ، ومشربه حرامٌ، وملبسه
__________
(1) ابن أبي حاتم في تفسيره ج:6 ص:2017.
(2) الحاكم: 2/ 331، السنن الكبرى: 10/ 267 7.
(3) الفردوس: 3/ 591؛ بحار الأنوار: 66/ 316.
(4) مكارم الأخلاق: 2/ 20؛ الفردوس: 5/ 363.
معارج الذكر والدعاء (423)
حرامٌ، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك (1).
[الحديث: 1701] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه (2).
[الحديث: 1702] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حتمٌ على الله أن لا يستجيب دعوة مظلوم ولأحد قبله مثل مظلمته (3).
[الحديث: 1703] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تظلموا فتدعوا فلا يستجاب لكم، وتستسقوا فلا تسقوا، وتستنصروا فلا تنصروا (4).
[الحديث: 1704] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخمر: (من وضعها على كفه لم تقبل له دعوةٌ، ومن أدمن على شربها سقي من الخبال (5)) (6)
[الحديث: 1705] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها الناس، إن الله عز وجل يقول: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم (7).
[الحديث: 1706] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه؛ فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض رزقه؛ فإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن استغفرني غفرت له (8).
__________
(1) مسلم: 2/ 703، الترمذي: 5/ 220، أحمد: 3/ 220.
(2) الترمذي: 5/ 517، الحاكم: 1/ 671؛ فلاح السائل: ص 99، الدعوات: ص 30.
(3) كنز العمال: 3/ 503 عن ابن عدي في الكامل.
(4) مجمع الزوائد: 5/ 623 عن الطبراني في المعجم الأوسط.
(5) الخبال عصارة أهل النار.
(6) المعجم الكبير: 19/ 376.
(7) أحمد: 9/ 506 0، السنن الكبرى: 10/ 160.
(8) الأمالي للطوسي: ص 585، تنبيه الخواطر: 2/ 76؛ كنز العمال: 3/ 703 عن العسكري.
معارج الذكر والدعاء (424)
[الحديث: 1707] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوحى الله عز وجل إلى موسى: إن قومك بنوا مساجدهم، وخربوا قلوبهم، وتسمنوا كما تسمن الخنازير يوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فلعنتهم، فلا أستجيب لهم ولا أعطيهم مسألتهم (1).
[الحديث: 1708] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟.. فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوة إلا استجاب الله له، إلا زانيةٌ أو عشارٌ (2).
[الحديث: 1709] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يطلب طعمه فلا عليه أن لا يكثر الدعاء (3).
[الحديث: 1710] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ لا يجيبهم ربك عز وجل: رجلٌ نزل بيتا خربا، ورجلٌ نزل على طريق السبيل، ورجلٌ أرسل دابته ثم جعل يدعو الله أن يحبسها (4).
[الحديث: 1711] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يستجيب للمظلومين، ما لم يكونوا أكثر من الظالمين، فإذا كانوا أكثر من الظالمين فلا يستجيب لهم (5).
[الحديث: 1712] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: من لم يقبل من عبادي الميسور، ولم يدع المعسور، لم أنفس كربته، ولم أسمع دعاءه، ولم أستجب له (6).
[الحديث: 1713] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل؛ يقول: دعوت فلم يستجب لي (7).
__________
(1) الفردوس: 1/ 162.
(2) المعجم الكبير: 9/ 59.
(3) كنز العمال: 6/ 12 عن الديلمي.
(4) تاريخ دمشق: 36/ 669.
(5) الفردوس: 1/ 169.
(6) الفردوس: 5/ 261.
(7) البخاري: 5/???5، مسلم: 4/???5؛ مكارم الأخلاق: ?/?5?.
معارج الذكر والدعاء (425)
[الحديث: 1714] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو إبطه، يسأل الله مسألة، إلا آتاها إياه ما لم يعجل، قالوا: يا رسول الله، وكيف عجلته؟ قال: يقول: قد سألت وسألت ولم أعط شيئا (1).
[الحديث: 1715] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قالوا: يا رسول الله كيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي (2).
[الحديث: 1716] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء (3).
[الحديث: 1717] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أحد يدعو الله بشيء إلا استجاب له؛ إما أن يعجله وإما أن يكفر عنه من خطاياه بمثل ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل، قيل: يا رسول الله! وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي، أو ما أغنيت شيئا (4).
[الحديث: 1718] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مؤمن ينصب وجهه إلى الله يسأل مسألة، إلا أعطاه إياها، إما عجلها له في الدنيا، وإما ذخرها له في الآخرة، ما لم يعجل، قالوا: يا رسول الله، وما عجلته؟ قال: يقول: دعوت ودعوت، ولا أراه يستجاب لي (5).
[الحديث: 1719] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يقول أحدكم: قد دعوت فلم يستجب
__________
(1) الترمذي: 5/?4?.
(2) أحمد: 4/??5 وص 4?? ?، المعجم الأوسط: ?/65 و6/???،؛ تنبيه الخواطر: ?/6، إرشاد القلوب: ص ??4.
(3) مسلم: 4/???6، السنن الكبرى: ?/4??، الأدب المفرد: ص ???.
(4) مسند إسحاق بن راهويه: ?/???.
(5) الأدب المفرد: ص ???، شعب الإيمان: ?/4?.
معارج الذكر والدعاء (426)
لي (1).
[الحديث: 1720] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خمسةٌ لا يستجاب لهم: رجلٌ جعل الله بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه وعنده ما يعطيها، ولم يخل سبيلها، ورجلٌ أبق مملوكه ثلاث مرات ولم يبعه، ورجلٌ مر بحائط مائل وهو يقبل إليه ولم يسرع المشي حتى سقط عليه، ورجلٌ أقرض رجلا مالا فلم يشهد عليه، ورجلٌ جلس في بيته وقال: اللهم ارزقني ولم يطلب (2).
[الحديث: 1721] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أحب أن يستجاب دعائي، فقال: طهر مأكلك، ولا تدخل بطنك الحرام (3).
[الحديث: 1722] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سره أن يستجاب دعوته فليطيب كسبه (4).
[الحديث: 1723] عن ابن عباس، قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ [البقرة: 168]، فقام سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه، ما يتقبل منه عملٌ أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به (5).
[الحديث: 1724] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ
__________
(1) حلية الأولياء: ?/?6?.
(2) الخصال: ص 299.
(3) عدة الداعي: ص 128.
(4) الجعفريات: ص 65.
(5) المعجم الأوسط: 6/ 311.
معارج الذكر والدعاء (427)
بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [البقرة: 267]: إن أحدهم يرفع يديه إلى السماء ويقول: يا رب يا رب، ومطعمه من حرام، ومكسبه من حرام، وغذي من حرام، فأنى يستجاب لهذا! وأي عمل يقبل لهذا وهو ينفق فيه من غير حل (1).
[الحديث: 1725] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أحدكم ليرفع يديه إلى السماء، فيقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرامٌ وملبسه حرامٌ، فأي دعاء يستجاب لهذا! وأي عمل يقبل منه وهو ينفق من غير حل! إن حج حج حراما، وإن تصدق تصدق بحرام، وإن تزوج تزوج بحرام، وإن صام أفطر على حرام.. فيا ويحه! ما علم أن الله طيبٌ لا يقبل إلا الطيب، وقد قال في كتابه: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27] (2).
[الحديث: 1726] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد ليرفع يده إلى الله ومطعمه حرامٌ؛ فكيف يستجاب له وهذا حاله (3).
[الحديث: 1727] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي: منك الدعاء وعلي الإجابة؛ فلا تحتجب عني دعوةٌ، إلا دعوة آكل الحرام (4).
[الحديث: 1728] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء مع حضور القلب لا يرد (5).
[الحديث: 1729] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يقبل الله دعاء قلب ساه (6).
[الحديث: 1730] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيأتي على الناس زمانٌ تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوفٌ، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم (7).
__________
(1) تنبيه الخواطر: 2/ 226.
(2) إرشاد القلوب: ص 69.
(3) إرشاد القلوب: ص 169.
(4) عدة الداعي: ص 128.
(5) تنبيه الخواطر: 2/ 118.
(6) من لا يحضره الفقيه: 6/ 367.
(7) الكافي: 2/ 296 و8/ 306.
معارج الذكر والدعاء (428)
[الحديث: 1731] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يأتي على أمتي زمانٌ يكون أمراؤهم على الجور، وعلماؤهم على الطمع وقلة الورع، وعبادهم على الرياء، وتجارهم على أكل الربا وكتمان العيب في البيع والشراء، ونساؤهم على زينة الدنيا، فعند ذلك يسلط عليهم أشرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم (1).
[الحديث: 1732] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مر موسى برجل من أصحابه وهو ساجدٌ، وانصرف من حاجته وهو ساجدٌ، فقال: لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك، فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى، لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته، أو يتحول عما أكره إلى ما أحب (2).
[الحديث: 1733] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قطيعة الرحم تحجب الدعاء (3).
[الحديث: 1734] قال الإمام الباقر: وجدنا في كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:.. إذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي، سلط الله عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم (4).
[الحديث: 1735] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تدخل الملائكة بيتا فيه خمرٌ أو دفٌ أو طنبورٌ أو نردٌ، ولا يستجاب دعاؤهم ويرفع الله عنهم البركة (5).
[الحديث: 1736] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أراد صاحبكم أن لا يسأل ربه إلا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، ولا يكونن له رجاءٌ عند غير الله؛ فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه (6).
__________
(1) أعلام الدين: ص 285.
(2) عدة الداعي: ص 166، الكافي: 8/ 129.
(3) نزهة الناظر: ص 37.
(4) الكافي: 2/ 376، ثواب الأعمال: ص 301.
(5) إرشاد القلوب: ص 176، عوالي اللآلي: 1/ 261.
(6) تيسير المطالب: ص 235.
معارج الذكر والدعاء (429)
[الحديث: 1737] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأبغض الرجل فاغرا فاه إلى ربه، يقول: ارزقني، ويترك الطلب (1).
[الحديث: 1738] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من زوج كريمته بفاسق، نزل عليه كل يوم ألف لعنة، ولا يصعد له عملٌ إلى السماء، ولا يستجاب له دعاؤه، ولا يقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ (2).
[الحديث: 1739] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ضحك على جنازة، أهانه الله يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، ولا يستجاب دعاؤه (3).
[الحديث: 1740] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يقبل الله دعاء المرائي، ولا اللاعب، ولا يقبل إلا الدعاء من الدعاء (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1741] قال الإمام علي: إذا دعا أحدكم للميت فلا يدعو له وقلبه لاه عنه، ولكن ليجتهد له في الدعاء (5).
[الحديث: 1742] قال الإمام علي: للدعاء شروطٌ أربعة: الأول: إحضار النية، والثاني: إخلاص السريرة، والثالث: معرفة المسؤول، والرابع: الإنصاف في المسألة (6).
[الحديث: 1743] قيل للإمام علي: إني دعوت الله فلم أر الإجابة، فقال: لقد
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 3/ 192.
(2) إرشاد القلوب: ص 176.
(3) إرشاد القلوب: ص 175.
(4) الجعفريات: ص 170.
(5) الكافي: 2/ 673.
(6) إرشاد القلوب: ص 169.
معارج الذكر والدعاء (430)
وصفت الله بغير صفاته، وإن للدعاء أربع خصال: إخلاص السريرة، وإحضار النية، ومعرفة الوسيلة، والإنصاف في المسألة؛ فهل دعوت وأنت عارفٌ بهذه الأربعة؟ قيل: لا، قال: فاعرفهن (1).
[الحديث: 1744] قال الإمام علي: المعصية تمنع الإجابة (2).
[الحديث: 1745] قال الإمام علي: لا تستبطئ إجابة دعائك، وقد سددت طريقه بالذنوب (3).
[الحديث: 1746] قال الإمام علي: العجب ممن يدعو ويستبطئ الإجابة، وقد سد طريقها بالمعاصي (4).
[الحديث: 1747] قال الإمام علي في دعائه: اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء (5).
[الحديث: 1748] قال الإمام علي في دعائه: اللهم عظم بلائي، وأفرط بي سوء حالي، وقصرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي، وحبسني عن نفعي بعد أملي، وخدعتني الدنيا بغرورها، ونفسي بجنايتها ومطالي، يا سيدي، فأسألك بعزتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي (6).
[الحديث: 1749] قال الإمام علي في دعائه: أعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء (7).
[الحديث: 1750] قال الإمام علي: إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى عليه السلام: قل للملأ من بني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة،
__________
(1) تنبيه الخواطر: 1/ 302.
(2) غرر الحكم: ح 792 و928.
(3) غرر الحكم: ح 10329.
(4) تذكرة الخواص: ص 137؛ بحار الأنوار: 78/ 72.
(5) مصباح المتهجد: ص 866، الكافي: 6/ 72.
(6) مصباح المتهجد: ص 865.
(7) الدعوات: ص 61.
معارج الذكر والدعاء (431)
وأكف نقية، وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمةٌ (1).
[الحديث: 1751] قال الإمام علي في كتابه إلى أمراء الأجناد: أما بعد، فإني أبرأ إليكم وإلى أهل الذمة من معرة الجيش.. فاعزلوا الناس عن الظلم والعدوان، وخذوا على أيدي سفهائكم، واحترسوا أن تعملوا أعمالا لا يرضى الله بها عنا، فيرد علينا وعليكم دعاءنا؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ [الفرقان:] فإن الله إذا مقت قوما هلكوا، فلا تألوا أنفسكم خيرا (2).
[الحديث: 1752] قال الإمام علي: لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الله أمركم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم (3).
[الحديث: 1753] قال الإمام علي لصاحبه نوف البكالي: انقطع إلى الله سبحانه؛ فإنه يقول: وعزتي وجلالي، لأقطعن أمل كل من يؤمل غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس، ولأبعدنه من قربي، ولأقطعنه عن وصلي، ولأخملن ذكره حين يرعى غيري.. أيؤمل ـ ويله ـ لشدائده غيري، وكشف الشدائد بيدي؟!.. ويرجو سواي، وأنا الحي الباقي؟!.. ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقةٌ؟!.. ويترك بابي وهو مفتوحٌ؟!.. فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاءه؟!.. جعلت آمال عبادي متصلة بي، وجعلت رجاءهم مذخورا لهم عندي، وملأت سماواتي ممن لا يمل تسبيحي، وأمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي، ألم يعلم من فدحته نائبةٌ من نوائبي أن لا يملك أحدٌ كشفها إلا بإذني؟!.. فلم يعرض العبد بأمله عني، وقد أعطيته ما لم يسألني، فلم يسألني
__________
(1) الخصال: ص 337، فلاح السائل: ص 93، إرشاد القلوب: ص 20؛ حلية الأولياء: 1/ 79.
(2) وقعة صفين: ص 125.
(3) الكافي: 7/ 52.
معارج الذكر والدعاء (432)
وسأل غيري؟.. أفتراني أبتدئ خلقي من غير مسألة، ثم أسأل فلا أجيب سائلي؟!.. أبخيلٌ أنا فيبخلني عبدي؟!.. أوليس الدنيا والآخرة لي؟!.. أوليس الكرم والجود صفتي؟!.. أوليس الفضل والرحمة بيدي؟!.. أوليس الآمال لا تنتهي إلا إلي، فمن يقطعها دوني؟ وما عسى أن يؤمل المؤملون من سواي؟!.. وعزتي وجلالي، لو جمعت آمال أهل الأرض والسماء، ثم أعطيت كل واحد منهم، ما نقص من ملكي بعض عضو الذرة، وكيف ينقص نائلٌ أنا أفضته؟ يا بؤسا للقانطين من رحمتي، يا بؤسا لمن عصاني وتوثب على محارمي ولم يراقبني واجترأ علي (1).
[الحديث: 1754] قال الإمام علي: أيها الناس، سبع مصائب عظام نعوذ بالله منها: عالمٌ زل، وعابدٌ مل، ومؤمنٌ خل، ومؤتمنٌ غل، وغنيٌ أقل، وعزيزٌ ذل، وفقيرٌ اعتل.. فقام إليه رجلٌ فقال: صدقت يا أمير المؤمنين، أنت القبلة إذا ما ضللنا، والنور إذا ما أظلمنا، ولكن نسألك عن قول الله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60] فما بالنا ندعو فلا نجاب؟ قال: لأن قلوبكم خانت بثمان خصال: أولها: أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا.. والثانية: أنكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمتم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم؟.. والثالثة: أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم فلم تعملوا به، وقلتم: سمعنا وأطعنا ثم خالفتم.. والرابعة: أنكم قلتم، إنكم تخافون من النار، وأنتم في كل وقت تقدمون أجسامكم إليها بمعاصيكم، فأين خوفكم؟.. والخامسة: أنكم قلتم، إنكم ترغبون في الجنة، وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها؟.. والسادسة: أنكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها.. والسابعة: أن الله أمركم
__________
(1) بحار الأنوار: 96/ 95 عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (433)
بعداوة الشيطان، وقال: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر: 6]، فعاديتموه بلا قول، وواليتموه بلا مخالفة.. والثامنة: أنكم جعلتم عيوب الناس نصب أعينكم، وعيوبكم وراء ظهوركم، تلومون من أنتم أحق باللوم منه، فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا؟ وقد سددتم أبوابه وطرقه، فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فيستجيب الله لكم دعاءكم (1).
[الحديث: 1755] قال الإمام السجاد ـ في مناجاته: فإن كان ذنوبي حالت بين دعائي وإجابتك، فلم يحل كرمك بيني وبين مغفرتك (2).
[الحديث: 1756] قال الإمام السجاد: الذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة، والنفاق مع الإخوان، وترك التصديق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عز وجل بالبر والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول (3).
[الحديث: 1757] قال الإمام الباقر: إن العبد يسأل الله الحاجة، فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، فيذنب العبد ذنبا، فيقول الله ـ تبارك وتعالى ـ للملك: لا تقض حاجته واحرمه إياها؛ فإنه تعرض لسخطي، واستوجب الحرمان مني (4).
[الحديث: 1758] قال الإمام الباقر: يا بني، إن من ائتمن شارب الخمر على أمانة فلم يؤدها إليه، لم يكن له على الله ضمانٌ ولا أجرٌ ولا خلفٌ، ثم إن ذهب ليدعو الله عليه، لم
__________
(1) أعلام الدين: ص 269.
(2) بحار الأنوار: 96/ 169 عن كتاب أنيس العابدين.
(3) معاني الأخبار: ص 271.
(4) الكافي: 2/ 271، فلاح السائل: ص 95.
معارج الذكر والدعاء (434)
يستجب الله دعاءه (1).
[الحديث: 1759] قال الإمام الصادق: أربعة لا تستجاب لهم دعوةٌ: رجلٌ جالسٌ في بيته يقول: اللهم ارزقني فيقال له: ألم آمرك بالطلب؟ ورجلٌ كانت له امرأةٌ فدعا عليها، فيقال له: ألم أجعل أمرها إليك؟ ورجلٌ كان له مالٌ فأفسده، فيقول: اللهم ارزقني، فيقال له: ألم آمرك بالاقتصاد؟ ألم آمرك بالإصلاح؟ ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: 67]، ورجلٌ كان له مالٌ فأدانه بغير بينة، فيقال له: ألم آمرك بالشهادة؟ (2).
[الحديث: 1760] قال الإمام الصادق: إن الله تبارك وتعالى في غير آية من كتاب الله يقول: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، فنهاهم عن الإسراف، ونهاهم عن التقتير ولكن أمرٌ بين أمرين، لا يعطي جميع ما عنده، ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له؛ للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجلٌ يدعو على والديه، ورجلٌ يدعو على غريم ذهب له بمال، فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه، ورجلٌ يدعو على امرأته وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده، ورجلٌ يقعد في بيته ويقول: رب ارزقني، ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عز وجل له: عبدي، ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب، والضرب في الأرض بجوارح صحيحة؟ فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري، ولكيلا تكون كلا على أهلك، فإن شئت رزقتك، وإن شئت قترت عليك، وأنت غير معذور عندي، ورجلٌ رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه، ثم أقبل يدعو: يا رب
__________
(1) الاصول الستة عشر: ص 50 عن زيد النرسي.
(2) الكافي: 2/ 511، عدة الداعي: ص 126.
معارج الذكر والدعاء (435)
ارزقني، فيقول الله عز وجل: ألم أرزقك رزقا واسعا؟ فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف، وقد نهيتك عن الإسراف؟ ورجلٌ يدعو في قطيعة رحم (1).
[الحديث: 1761] قال الإمام الصادق: إذا أراد أحدكم أن يستجاب له، فليطيب كسبه، وليخرج من مظالم الناس، وإن الله لا يرفع إليه دعاء عبد وفي بطنه حرامٌ، أو عنده مظلمةٌ لأحد من خلقه (2).
[الحديث: 1762] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك، ثم استيقن بالإجابة (3).
[الحديث: 1763] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس (4).
[الحديث: 1764] قيل للإمام الصادق: إنا ندعو الله فلا يستجاب لنا، فقال: (إنكم تدعون من لا تهابونه وتعصونه، وكيف يستجيب لكم؟!) (5)
[الحديث: 1765] قال الإمام الصادق: كان فيما وعظ الله ـ تبارك وتعالى ـ به عيسى عليه السلام أن قال له: يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل: لا تدعوني والسحت تحت أحضانكم، والأصنام في بيوتكم؛ فإني وعدت أن أجيب من دعاني، وأن أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا (6).
[الحديث: 1766] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها، ولأحد عنده مثل تلك المظلمة (7).
__________
(1) الكافي: 5/ 67.
(2) فلاح السائل: ص 101.
(3) الكافي: 2/ 673.
(4) الكافي: 2/ 676.
(5) إرشاد القلوب: ص 152.
(6) الأمالي للصدوق: ص 608، الكافي: 8/ 133.
(7) ثواب الأعمال: ص 321، فلاح السائل: ص 95، كنز العمال: 3/ 503.
معارج الذكر والدعاء (436)
[الحديث: 1767] قال الإمام الصادق: من عذر ظالما بظلمه، سلط الله عليه من يظلمه؛ فإن دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته (1).
[الحديث: 1768] قال الإمام الصادق: إذا ظلم الرجل فظل يدعو على صاحبه، قال الله جل جلاله: إن هاهنا آخر يدعو عليك يزعم أنك ظلمته، فإن شئت أجبتك وأجبت عليك، وإن شئت أخرتكما فيوسعكما عفوي (2).
[الحديث: 1769] قال الإمام الصادق: الذنوب التي تغير النعم البغي، والتي ترد الدعاء وتظل الهواء عقوق الوالدين (3).
[الحديث: 1770] قال الإمام الصادق: بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك (4).
[الحديث: 1771] قيل للإمام الصادق: إن الله يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وإنا ندعو فلا يستجاب لنا، قال: لأنكم لا تفون لله بعهده، وإن الله يقول: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ [البقرة: 40]، والله لو وفيتم لله لوفى الله لكم (5).
[الحديث: 1772] قيل للإمام الصادق: يا ابن رسول الله، ما بال المؤمن إذا دعا ربما استجيب له، وربما لم يستجب له، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، فقال: إن العبد إذا دعا الله ـ تبارك وتعالى ـ بنية صادقة وقلب مخلص، استجيب له بعد وفائه بعهد الله عز وجل، وإذا دعا الله عز وجل لغير نية وإخلاص، لم يستجب له؛ أليس الله تعالى يقول: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ [البقرة: 40]؟ فمن وفى
__________
(1) الكافي: 2/ 336، ثواب الأعمال: ص 323.
(2) الأمالي للصدوق: ص 396، روضة الواعظين: ص 511؛ كنز العمال: 3/ 376 عن الحاكم في تاريخه.
(3) الكافي: 2/ 667، علل الشرائع: ص 586.
(4) الكافي: 6/ 633.
(5) تفسير القمي: 1/ 66.
معارج الذكر والدعاء (437)
أوفي له (1).
[الحديث: 1773] عن الحسين بن علوان، قال: كنا في مجلس نطلب فيه العلم، وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا، فقال: إذا والله لا تسعف حاجتك، ولا يبلغك أملك، ولا تنجح طلبتك، قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: إن الإمام الصادق حدثني أنه قرأ في بعض الكتب: أن الله تبارك وتعالى يقول: وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل مؤمل من الناس غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس، ولأنحينه من قربي، ولأبعدنه من فضلي، أيؤمل غيري في الشدائد، والشدائد بيدي؟!.. ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقةٌ، وبابي مفتوحٌ لمن دعاني؟!.. فمن ذا الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها؟!.. ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني؟!.. جعلت آمال عبادي عندي محفوظة، فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي، فلم يثقوا بقولي.. ألم يعلم أن من طرقته نائبةٌ من نوائبي، أنه لا يملك كشفها أحدٌ غيري إلا من بعد إذني؟!.. فما لي أراه لاهيا عني؟!.. أعطيته بجودي ما لم يسألني، ثم انتزعته عنه فلم يسألني رده، وسأل غيري، أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة، ثم أسأل فلا أجيب سائلي؟!.. أبخيلٌ أنا فيبخلني عبدي؟!.. أوليس الجود والكرم لي؟!.. أوليس العفو والرحمة بيدي؟!.. أوليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني؟!.. أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري؟!.. فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا، ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة، وكيف ينقص ملكٌ
__________
(1) الاختصاص: ص 262.
معارج الذكر والدعاء (438)
أنا قيمه؟ فيا بؤسا للقانطين من رحمتي، ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني (1).
[الحديث: 1774] قال الإمام الصادق: كان في بني إسرائيل رجلٌ، فدعا الله أن يرزقه غلاما ثلاث سنين، فلما رأى أن الله لا يجيبه قال: يا رب، أبعيدٌ أنا منك فلا تسمعني، أم قريبٌ أنت مني فلا تجيبني؛ فأتاه آت في منامه فقال: إنك تدعو الله عز وجل منذ ثلاث سنين بلسان بذيء، وقلب عات غير تقي، ونية غير صادقة، فاقلع عن بذائك، وليتق الله قلبك ولتحسن نيتك، ففعل الرجل ذلك، ثم دعا الله فولد له غلامٌ (2).
[الحديث: 1775] عن الوليد بن صبيح، قال: صحبت الإمام الصادق بين مكة والمدينة، فجاءه سائلٌ فأمر أن يعطى، ثم جاء آخر فأمر أن يعطى، ثم جاء آخر فأمر أن يعطى، ثم جاء الرابع فقال: يشبعك الله، ثم التفت إلينا فقال: أما عندنا ما نعطيه، ولكن أخشى أن نكون كأحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوةٌ: رجلٌ أعطاه الله مالا فأنفقه في غير حقه، ثم قال: اللهم ارزقني؛ فلا يستجاب له، ورجلٌ يدعو على امرأته أن يريحه منها، وقد جعل الله عز وجل أمرها إليه، ورجلٌ يدعو على جاره، وقد جعل الله عز وجل له السبيل إلى أن يتحول عن جواره ويبيع داره (3).
[الحديث: 1776] قيل للإمام الصادق: رجلٌ قال: لأقعدن في بيتي ولأصلين ولأصومن ولأعبدن ربي، فأما رزقي فسيأتيني، فقال: هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم (4).
[الحديث: 1777] قال الإمام الصادق: إني لأركب في الحاجة التي كفاها الله، ما أركب فيها إلا التماس أن يراني الله اضحي في طلب الحلال، أما تسمع قول الله عز اسمه:
__________
(1) الكافي: 2/ 66.
(2) الكافي: 2/ 326، فلاح السائل: ص 96.
(3) الكافي: 2/ 510.
(4) الكافي: 5/ 77، تهذيب الأحكام: 6/ 323.
معارج الذكر والدعاء (439)
﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10]؟ أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا وطين عليه بابه، ثم قال: رزقي ينزل علي، كان يكون هذا؟ أما إنه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم. قيل: من هؤلاء الثلاثة؟ قال: رجلٌ تكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له؛ لأن عصمتها في يده، لو شاء أن يخلي سبيلها لخلى سبيلها، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجحده حقه، فيدعو عليه فلا يستجاب له؛ لأنه ترك ما أمر به، والرجل يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر، ولا يطلب ولا يلتمس حتى يأكله، ثم يدعو فلا يستجاب له (1).
[الحديث: 1778] عن كليب الصيداوي، قال: قلت للإمام الصادق: ادع الله عز وجل لي في الرزق فقد التاثت علي أموري، فأجابني مسرعا: لا، اخرج فاطلب (2).
[الحديث: 1779] عن أيوب، قال: كنا جلوسا عند الإمام الصادق، إذ أقبل العلاء بن كامل، فجلس قدامه، فقال: ادع الله أن يرزقني في دعة، فقال: لا أدعو لك، اطلب كما أمرك الله عز وجل (3).
[الحديث: 1780] عن علي بن عبد العزيز: قال لي الإمام الصادق: ما فعل عمر بن مسلم؟ قلت: جعلت فداك! أقبل على العبادة، وترك التجارة.. فقال: ويحه! أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له؟ إن قوما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نزلت: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2 - 3] أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة، وقالوا: قد كفينا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأرسل إليهم، فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟ قالوا: يا رسول الله، تكفل لنا بأرزاقنا، فأقبلنا على العبادة، فقال: إنه من فعل ذلك
__________
(1) عدة الداعي: ص 81.
(2) الكافي: 5/ 79.
(3) الكافي: 5/ 78، تهذيب الأحكام: 6/ 326.
معارج الذكر والدعاء (440)
لم يستجب له، عليكم بالطلب (1).
[الحديث: 1781] قال الإمام الصادق: إن العبد إذا دعا، لم يزل الله ـ تبارك وتعالى ـ في حاجته ما لم يستعجل (2).
[الحديث: 1782] قال الإمام الصادق: لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل، فيقنط ويترك الدعاء، قيل له: كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا، وما أرى الإجابة (3).
[الحديث: 1783] قال الإمام الصادق: إن العبد إذا عجل فقام لحاجته، يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج (4).
[الحديث: 1784] قال الإمام الكاظم في دعائه: اللهم اغفر لي كل ذنب يحبس رزقي ويحجب مسألتي، أو يقصر بي عن بلوغ مسألتي، أو يصد بوجهك الكريم عني (5).
[الحديث: 1785] قال الإمام الرضا: سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء: من استغفر بلسانه ولم يندم فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه، ومن استحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزأ بنفسه، ومن تعوذ بالله من النار ولم يترك الشهوات فقد استهزأ بنفسه، ومن ذكر الله ولم يستبق إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه (6).
__________
(1) الكافي: 5/ 86، تهذيب الأحكام: 6/ 323.
(2) الكافي: ?/4?4، عدة الداعي: ص ?4?.
(3) الكافي: ?/4??، عدة الداعي: ص ???.
(4) الكافي: ?/4?4.
(5) مصباح المتهجد: ص 502، البلد الأمين: ص 88.
(6) كنزالفوائد: 1/ 330.
معارج الذكر والدعاء (441)
ثالثا ـ ما ورد حول أهل الإجابة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [أهل الإجابة]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من ذكر إجابة الله لعباده الصالحين، وبيان كون صلاحهم سببا في تلك الإجابة.
ومن الأمثلة عنها إجابته لدعاء موسى وهارون عليهما السلام، كما قال تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: 89]
وقال عن إجابته ليونس عليه السلام: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 87 - 88]
وقال عن إجابته لزكريا عليه السلام: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾ [الأنبياء: 89 - 90]
وغيرها من الآيات الكريمة التي يقترن فيها ذكر الصلاح بإجابة الدعاء، كما قال تعالى تعقيبا على إجابته لدعوات أنبيائه عليهم السلام: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]
وكل ذلك يشجع على التزكية والتربية، ليتحول الدعاء إلى مدرسة تربوية تحقق أهدافها في النفس والمجتمع، وليس مجرد وسيلة لتحقيق المصالح المحدودة.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
معارج الذكر والدعاء (442)
[الحديث: 1786] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكثر الدعاء قالت الملائكة: صوتٌ معروفٌ، ودعاءٌ مستجابٌ، وحاجةٌ مقضيةٌ (1).
[الحديث: 1787] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء (2).
[الحديث: 1788] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا ذكر العبد ربه عز وجل في الرخاء، أغاثه عند البلاء (3).
[الحديث: 1789] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثٌ يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة: الصبر على البلايا، والرضاء بالقضاء، والدعاء في الرخاء (4).
[الحديث: 1790] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن يونس النبي حين نادى وهو في بطن الحوت، قال: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فأقبلت الدعوة تحن بالعرش، فقالت الملائكة: يا رب هذا صوتٌ ضعيفٌ معروفٌ من بلاد غريبة، قال: أما تعرفون ذلك؟ قالوا: يا ربنا من هو؟ قال: ذلك عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم تزل ترفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة؟ قال: نعم، قالوا: يا رب، أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى، قال: فأمر الحوت فطرحته بالعراء (5).
[الحديث: 1791] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يمسك عن عبده الخير الكثير، ويقول: لا أعطي عبدي حتى يسألني (6).
__________
(1) حلية الأولياء: 6/?5.
(2) الترمذي: 5/ 662، مسند أبي يعلى: 6/ 62، الحاكم: 1/ 729.
(3) الدعاء للطبراني: ص 35، حلية الأولياء: 1/ 270.
(4) كنز العمال: 15/ 808 عن أبي الشيخ.
(5) الدعاء للطبراني: ص 35، الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا: ص 29.
(6) الفردوس: 1/ 169؛ مستدرك الوسائل: 5/ 175 عن القطب الراوندي في لب اللباب.
معارج الذكر والدعاء (443)
[الحديث: 1792] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوحى الله عز وجل إلى أخي العزير: يا عزير اعصني بقدر طاقتك على عذابي، وسلني حوائجك على مقدار عملك لي (1).
[الحديث: 1793] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوحى الله إلى داود: ما من عبد يطيعني، إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني، ومستجيبٌ له قبل أن يسألني، وغافرٌ له قبل أن يستغفرني (2).
[الحديث: 1794] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الإمام العادل لا ترد دعوته (3).
[الحديث: 1795] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي، وما تقرب إلي عبدٌ بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها؛ إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وما ترددت عن شيء أنا فاعله، كترددي عن موت المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته (4).
[الحديث: 1796] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفعٌ بالأبواب، لو أقسم على الله عز وجل لأبره (5).
[الحديث: 1797] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يجتمع ملأٌ فيدعو بعضهم، ويؤمن البعض، إلا أجابهم الله (6).
[الحديث: 1798] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما اجتمع ثلاثةٌ قط بدعوة، إلا كان حقا على الله أن لا ترد أيديهم (7).
[الحديث: 1799] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يجتمع أربعون رجلا يدعون الله في أمر
__________
(1) الفردوس: 1/ 166.
(2) الفردوس: 1/ 160، كنز العمال: 3/ 102 عن تمام وابن عساكر.
(3) أحمد: 3/ 669، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 571.
(4) المعجم الكبير: 8/ 206، والكافي: 2/ 352.
(5) مسلم: 6/ 2026، والتوحيد: ص 600.
(6) الحاكم: 3/ 390، المعجم الكبير: 6/ 22.
(7) حلية الأولياء: 3/ 226.
معارج الذكر والدعاء (444)
واحد، إلا استجاب الله لهم، حتى لو دعوا على جبل لأزالوه (1).
[الحديث: 1800] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لكل مسلم دعوة مستجابة، يدعوها فيستجيب له (2).
[الحديث: 1801] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: للمؤمن في كل يوم دعوةٌ مستجابةٌ (3).
[الحديث: 1802] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: احذروا دعوة المؤمن وفراسته؛ فإنه ينظر بنور الله، وينظر بالتوفيق (4).
[الحديث: 1803] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا أذى المجاهدين في سبيل الله؛ فإن الله عز وجل يغضب لهم، كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم، كما يستجيب للرسل (5).
[الحديث: 1804] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصائم لا ترد دعوته (6).
[الحديث: 1805] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد (7).
[الحديث: 1806] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نوم الصائم عبادةٌ، وسكوته تسبيحٌ، ودعاؤه مستجابٌ، وعمله متقبلٌ (8).
[الحديث: 1807] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته، فليفرج عن معسر (9).
[الحديث: 1808] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اتق دعوة المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجابٌ (10).
__________
(1) الفردوس: 5/ 156؛ الدعوات: ص 30، بحار الأنوار: 93/ 396.
(2) حلية الأولياء: 9/ 319 و8/ 257.
(3) كنز العمال: 1/ 165 عن تمام.
(4) حلية الأولياء: 6/ 81.
(5) الفردوس: 1/ 95.
(6) أحمد: 3/ 519 7،؛ عدة الداعي: ص 117، بحار الأنوار: 96/ 256.
(7) ابن ماجة: 1/ 557، شعب الإيمان: 3/ 607.
(8) شعب الإيمان: 3/ 615؛ من لا يحضره الفقيه: 2/ 76.
(9) أحمد: 2/ 268، مسند أبي يعلى: 5/ 277.
(10) البخاري: 2/ 866، أبو داوود: 2/ 106.
معارج الذكر والدعاء (445)
[الحديث: 1809] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا دعوات المظلوم؛ فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارٌ (1).
[الحديث: 1810] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا دعوة المظلوم ـ وإن كان كافرا ـ فإنه ليس دونها حجابٌ (2).
[الحديث: 1811] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صحف إبراهيم عليه السلام: دعوة المظلوم.. إني لا أردها وإن كانت من كافر (3).
[الحديث: 1812] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوة المظلوم مستجابةٌ، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه (4).
[الحديث: 1813] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد إذا ظلم فلم ينتصر، ولم يكن له من ينصره، رفع طرفه إلى السماء، فدعا الله، قال الله عز وجل: لبيك عبدي أنا أنصرك عاجلا وآجلا (5).
[الحديث: 1814] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إياك ودعوة المظلوم؛ فإنما يسأل الله حقه، وإن الله لا يمنع ذا حق حقه (6).
[الحديث: 1815] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ لجابر بن سليم ـ: أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضرٌ فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فضلت راحلتك، فدعوته، ردها عليك (7).
__________
(1) الحاكم: 1/ 83.
(2) أحمد: 6/ 306 1.
(3) صحيح ابن حبان: 2/ 78، الخصال: ص 525.
(4) أحمد: 3/ 296، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 59؛ الأمالي للطوسي: ص 311، بحار الأنوار: 93/ 356.
(5) الفردوس: 1/ 196؛ تنبيه الخواطر: 2/ 200، بحار الأنوار: 75/ 329.
(6) الفردوس: 1/ 389.
(7) أبو داوود: 6/ 56، السنن الكبرى: 10/ 399 3.
معارج الذكر والدعاء (446)
[الحديث: 1816] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء: ما بال عبادي يدخلون بيوتي بقلوب غير طاهرة، وأبدان غير نقية؟ أبي يغترون؟ أو إياي يخادعون؟ وعزتي وجلالي، وعلو مكاني، لأبتلينهم ببلية أترك الحليم فيها حيران، لا ينجو من نجا منهم إلا بدعاء كدعاء الغريق (1).
[الحديث: 1817] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رجلان من أمتي؛ يقوم أحدهما الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقده فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدةٌ، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدةٌ، وإذا مسح برأسه انحلت عقدةٌ، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدةٌ، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني، ما سألني عبدي فهو له (2).
[الحديث: 1818] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عودوا المرضى، ومروهم فليدعوا لكم؛ فإن دعوة المريض مستجابةٌ، وذنبه مغفورٌ (3).
[الحديث: 1819] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسلمان: إن المبتلى مستجاب الدعوة؛ فادع وتخير من الدعاء، وادع أنت وأؤمن أنا، فدعا سلمان وأمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (4).
[الحديث: 1820] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك؛ فإن دعاءه كدعاء الملائكة (5).
[الحديث: 1821] عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا عاد المريض جلس عند رأسه، ثم قال ـ سبع مرات ـ: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك، فإن كان في أجله تأخيرٌ عوفي من وجعه ذلك (6).
__________
(1) الفردوس: 1/ 165.
(2) أحمد: 6/ 236 6، صحيح ابن حبان: 3/ 330.
(3) المعجم الأوسط: 6/ 160.
(4) الفردوس: 5/ 387.
(5) ابن ماجة: 1/ 663.
(6) النسائي: 6/ 258 2، الأدب المفرد: ص 166.
معارج الذكر والدعاء (447)
[الحديث: 1822] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء المحسن إليه للمحسن لا يرد (1).
[الحديث: 1823] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء أطفال أمتي مستجابٌ، ما لم يقاربوا الذنوب (2).
[الحديث: 1824] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيءٌ إلا بينه وبين الله حجابٌ، إلا قول: (لا إله إلا الله)، ودعاء الوالد (3).
[الحديث: 1825] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل شيء بينه وبين الله تعالى حجابٌ، إلا شهادة أن لا إله إلا الله، ودعاء الوالد لولده (4).
[الحديث: 1826] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث دعوات مستجاباتٌ: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم (5).
[الحديث: 1827] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث دعوات مستجاباتٌ لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده (6).
[الحديث: 1828] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر (7).
[الحديث: 1829] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ لا يرد الله دعاءهم: الذاكر الله كثيرا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط (8).
[الحديث: 1830] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر،
__________
(1) الفردوس: 2/ 213.
(2) صحيفة الإمام الرضا: ص 113؛ الفردوس: 2/ 213.
(3) الدر المنثور: 7/ 693 عن ابن مردويه.
(4) الجامع الصغير: 2/ 282، كنز العمال: 2/ 99 كلاهما عن ابن النجار.
(5) فضائل الأشهر الثلاثة: ص 163؛ شعب الإيمان: 3/ 300، كنز العمال: 2/ 99 عن البزار.
(6) الترمذي: 6/ 316، ابن ماجة: 2/ 1270؛ الجعفريات: ص 187، مكارم الأخلاق: 2/ 20.
(7) السنن الكبرى: 3/ 681.
(8) شعب الإيمان: 1/ 619.
معارج الذكر والدعاء (448)
والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي، لأنصرنك ولو بعد حين (1).
[الحديث: 1831] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم (2).
[الحديث: 1832] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حتى يستنصر، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المجاهد حتى يقفل، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب.. وأسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب (3).
[الحديث: 1833] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: من شغله ذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين (4).
[الحديث: 1834] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: من شغله ذكري عن مسألتي، أعطيته قبل أن يسألني (5).
[الحديث: 1835] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: احفظ الله يحفظك، واحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله عز وجل (6).
[الحديث: 1836] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثٌ من رزقهن فقد رزق خير الدارين:
__________
(1) الترمذي: 5/ 578، ابن ماجة: 1/ 557.
(2) ابن ماجة: 2/ 966، المعجم الكبير: 12/ 323 6.
(3) شعب الإيمان: 2/ 66.
(4) التاريخ الكبير: 2/ 115، الترمذي: 5/ 186؛ الكافي: 2/ 501، المحاسن: 1/ 109.
(5) الفردوس: 3/ 168، حلية الأولياء: 7/ 313.
(6) من لا يحضره الفقيه: 6/ 612، مكارم الأخلاق: 2/ 377.
معارج الذكر والدعاء (449)
الرضا بالقضاء، والصبر على البلاء، والدعاء في الرخاء (1).
[الحديث: 1837] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر (2).
[الحديث: 1838] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح (3).
[الحديث: 1839] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عمل البر كله نصف العبادة والدعاء نصفٌ؛ فإذا أراد الله بعبد خيرا امتحن قلبه للدعاء (4).
[الحديث: 1840] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أطيعوا الله عز وجل يطعكم (5).
[الحديث: 1841] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى: يا ابن آدم، أنا غنيٌ لا أفتقر، أطعني فيما أمرتك، أجعلك غنيا لا تفتقر.. يا ابن آدم، أنا حيٌ لا أموت، أطعني فيما أمرتك أجعلك حيا لا تموت.. يا ابن آدم، أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك، أجعلك تقول للشيء كن فيكون (6).
[الحديث: 1842] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اغتنموا دعاء العالم؛ فإن الله يستجيب دعاءه فيمن دعاه (7).
[الحديث: 1843] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعا موسى وأمن هارون وأمنت الملائكة، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا﴾ [يونس: 89]، ومن غزا في سبيل الله أستجيب له، كما استجيب لكما إلى يوم القيامة (8).
[الحديث: 1844] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المؤذنون أمناء المؤمنين على صلواتهم
__________
(1) مسكن الفؤاد: ص 69، الدعوات: ص 121.
(2) الجعفريات: ص 226.
(3) الأمالي للطوسي: ص 536، مكارم الأخلاق: 2/ 372.
(4) الفردوس: 3/ 60، كنز العمال: 2/ 65 عن ابن منيع.
(5) الجعفريات: ص 215.
(6) عدة الداعي: ص 291، إرشاد القلوب: ص 75.
(7) جامع الأخبار: ص 111.
(8) الكافي: 2/ 510.
معارج الذكر والدعاء (450)
وصومهم، ولحومهم ودمائهم، لا يسألون الله عز وجل شيئا إلا أعطاهم، ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا (1).
[الحديث: 1845] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره (2).
[الحديث: 1846] قال الإمام الصادق: إياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم، ويستجاب له فيكم؛ فإن أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابةٌ (3).
[الحديث: 1847] قال الإمام الباقر: كان دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الأحزاب: يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا كاشف غمي، اكشف عني غمي وهمي وكربي؛ فإنك تعلم حالي وحال أصحابي، واكفني هول عدوي (4).
[الحديث: 1848] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسلمان: يا سلمان، إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال: أنت من الله ـ تبارك وتعالى ـ بذكر، ودعاؤك فيها مستجابٌ، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك (5).
[الحديث: 1849] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إياكم ودعوة الوالد؛ فإنها أحد من السيف (6).
[الحديث: 1850] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ من حلل الله، منهم رجلٌ زار أخاه المؤمن في الله فهو زور الله، وحقٌ على الله أن يكرم زوره ويعطيه ما سأل (7).
[الحديث: 1851] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث دعوات مستجابةٌ: دعاء الحاج في
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 292، الأمالي للصدوق: ص 280.
(2) مكارم الأخلاق: 1/ 69، المقنعة: ص 320.
(3) الكافي: 8/ 8.
(4) الكافي: 2/ 561.
(5) من لا يحضره الفقيه: 6/ 375.
(6) الكافي: 2/ 509، عدة الداعي: ص.
(7) تحف العقول: ص 7، مصادقة الإخوان: ص 161.
معارج الذكر والدعاء (451)
تخلف أهله، ودعاء المريض فلا تؤذوه ولا تضجروه، ودعاء المظلوم (1).
[الحديث: 1852] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ لا ترد دعوتهم: المريض، والتائب، والسخي (2).
[الحديث: 1853] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة لا ترد لهم دعوةٌ، حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش: الوالد لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حتى يرجع، والصائم حتى يفطر (3).
[الحديث: 1854] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة لا ترد لهم دعوةٌ: إمامٌ عادلٌ، ووالدٌ لولده، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، والمظلوم؛ يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي، لأنتصرن لك ولو بعد حين (4).
[الحديث: 1855] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شغلته عبادة الله عن مسألته، أعطاه الله أفضل ما يعطي السائلين (5).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1856] قال الإمام علي: تقدموا بالدعاء قبل نزول البلاء (6).
[الحديث: 1857] قال الإمام علي: ما من أحد ابتلي ـ وإن عظمت بلواه ـ بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء (7).
__________
(1) الدعوات: ص 30، بحار الأنوار: 93/ 360.
(2) إرشاد القلوب: ص 196.
(3) الكافي: 2/ 510.
(4) الخصال: ص 197.
(5) عدة الداعي: ص 233، تنبيه الخواطر: 2/ 108.
(6) الخصال: ص 618، تحف العقول: ص 108.
(7) من لا يحضره الفقيه: 6/ 399، الأمالي للصدوق: ص 337.
معارج الذكر والدعاء (452)
[الحديث: 1858] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى الله الواحد القهار؛ فإنك تلجئها إلى كهف حصين وحرز حريز ومانع عزيز. وأخلص المسألة لربك؛ فإن بيده الخير والشر والإعطاء والمنع والصلة والحرمان (1).
[الحديث: 1859] قال الإمام علي: طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه (2).
[الحديث: 1860] قال الإمام علي: لا يخطئ المخلص في الدعاء إحدى ثلاث: ذنبٌ يغفر، أو خيرٌ يعجل، أو شرٌ يؤجل (3).
[الحديث: 1861] قال الإمام علي: عليك بإخلاص الدعاء؛ فإنه أخلق بالإجابة (4).
[الحديث: 1862] قال الإمام علي: من عظم أوامر الله أجاب سؤاله (5).
[الحديث: 1863] قال الإمام علي: الناس في الدنيا عاملان.. عاملٌ عمل في الدنيا لما بعدها، فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل، فأحرز الحظين معا، وملك الدارين جميعا، فأصبح وجيها عند الله، لا يسأل الله حاجة فيمنعه (6).
[الحديث: 1864] قال الإمام علي: إن دعوة المظلوم مجابةٌ عند الله سبحانه؛ لأنه يطلب حقه، والله تعالى أعدل أن يمنع ذا حق حقه (7).
[الحديث: 1865] قال الإمام علي: اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنه يسأل الله حقه، والله سبحانه أكرم من أن يسأل حقا إلا أجاب (8).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 6/ 386، نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) الكافي: 2/ 16.
(3) شرح نهج البلاغة: 20/ 276.
(4) غرر الحكم: ح 6091، عيون الحكم والمواعظ: ص 335.
(5) كنزالفوائد: 1/ 278.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 269.
(7) غرر الحكم: ح 3698.
(8) غرر الحكم: ح 2510، عيون الحكم والمواعظ: ص 88.
معارج الذكر والدعاء (453)
[الحديث: 1866] قال الإمام علي: أنفذ السهام دعوة المظلوم (1).
[الحديث: 1867] قال الإمام علي: إذا ناولتم السائل الشيء فاسألوه أن يدعو لكم؛ فإنه يجاب فيكم، ولا يجاب في نفسه؛ لأنهم يكذبون (2).
[الحديث: 1868] قال الإمام علي: أربعة لا ترد لهم دعوةٌ: الإمام العادل لرعيته، والوالد البار لولده، والولد البار لوالده، والمظلوم، يقول الله عز اسمه: وعزتي وجلالي، لأنتصرن لك ولو بعد حين (3).
[الحديث: 1869] قال الإمام الحسن: إن لكل صائم عند فطوره دعوة مستجابة (4).
[الحديث: 1870] قال الإمام الحسن: بين السماء والأرض: دعوة المظلوم، ومد البصر (5).
[الحديث: 1871] قال الإمام الحسن: كيف يكون المؤمن مؤمنا بالله وهو يسخط قسمه، ويحقر منزلته، والحاكم عليه الله؟ وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا، أن يدعو الله فيستجاب له (6).
[الحديث: 1872] قال الإمام السجاد: لم أر مثل التقدم في الدعاء؛ فإن العبد ليس يحضره الإجابة في كل وقت (7).
[الحديث: 1873] قال الإمام السجاد: من تقدم في الدعاء قبل أن ينزل به البلاء
__________
(1) غرر الحكم: ح 2979.
(2) الخصال: ص 619.
(3) الإرشاد: 1/ 306، مصادقة الإخوان: ص 182.
(4) الإقبال: 1/ 266..
(5) الخصال: ص 661، الاحتجاج: 2/ 15.
(6) الكافي: 2/ 62، مشكاة الأنوار: ص 76.
(7) الإرشاد: 2/ 151، كشف الغمة: 2/ 300.
معارج الذكر والدعاء (454)
استجيب له إذا نزل به البلاء، ومن لم يتقدم في الدعاء ثم نزل به البلاء لم يستجب له (1).
[الحديث: 1874] قال الإمام السجاد: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود عليه السلام: يا داوود، اذكرني في أيام سرائك، كي أستجيب لك في أيام ضرائك (2).
[الحديث: 1875] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة: اللهم اجعلني ممن يدعوك مخلصا في الرخاء، دعاء المخلصين المضطرين لك في الدعاء، إنك حميدٌ مجيدٌ (3).
[الحديث: 1876] قال الإمام السجاد: لكن الرجل، كل الرجل، نعم الرجل، هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله، وقواه مبذولة في رضى الله، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل.. فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم فبه فتوسلوا؛ فإنه لا ترد له دعوةٌ، ولا تخيب له طلبةٌ (4).
[الحديث: 1877] قال الإمام السجاد في دعائه: سبحانك! نحن المضطرون الذين أوجبت إجابتهم، وأهل السوء الذين وعدت الكشف عنهم (5).
[الحديث: 1878] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي أنت الذي أجبت عند الاضطرار دعوتي، وأقلت عند العثار زلتي، وأخذت لي من الأعداء بظلامتي (6).
[الحديث: 1879] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة: اللهم صل على محمد وآله.. واجعلني ممن يدعوك مخلصا في الرخاء، دعاء المخلصين المضطرين لك في الدعاء، إنك حميدٌ مجيدٌ (7).
[الحديث: 1880] قال الإمام السجاد في دعائه في الظلامات: اللهم وعرفني ما
__________
(1) فلاح السائل: ص 107.
(2) الجعفريات: ص 215، قصص الأنبياء: ص 198.
(3) الصحيفة السجادية: ص 96 الدعاء 22.
(4) الاحتجاج: 2/ 162.
(5) الصحيفة السجادية: ص 69.
(6) الصحيفة السجادية: ص 218.
(7) الصحيفة السجادية: ص 96.
معارج الذكر والدعاء (455)
وعدت من إجابة المضطرين (1).
[الحديث: 1881] قال الإمام السجاد في دعائه في مكارم الأخلاق: اللهم اجعلني أصول بك عند الضرورة، وأسألك عند الحاجة، وأتضرع إليك عند المسكنة، ولا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت، ولا بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتضرع إلى من دونك إذا رهبت، فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك، يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 1882] قال الإمام السجاد: دعوة السائل الفقير لا ترد (3).
[الحديث: 1883] قال الإمام السجاد: ما من رجل تصدق على مسكين مستضعف، فدعا له المسكين بشيء تلك الساعة، إلا استجيب له (4).
[الحديث: 1884] قال الإمام السجاد: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس، ومن لم يرج الناس في شيء، ورد أمره إلى الله عز وجل في جميع أموره، استجاب الله عز وجل له في كل شيء (5).
[الحديث: 1885] قال الإمام الباقر: إن الرجل العالم من شيعتنا إذا حفظ لسانه، وطاب نفسا بطاعة أوليائه.. إن سأل أعطي، وإن دعا أجيب، وإن طلب أدرك، وإن نصر مظلوما عز (6).
[الحديث: 1886] قال الإمام الباقر: أيما مؤمن فطر مؤمنا ليلة من شهر رمضان، كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق نسمة مؤمنة، ومن فطره شهر رمضان كله، كتب الله
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 62.
(2) الصحيفة السجادية: ص 86.
(3) عدة الداعي: ص 59.
(4) ثواب الأعمال: ص 176.
(5) الكافي: 2/ 168.
(6) دعائم الإسلام: 1/ 65.
معارج الذكر والدعاء (456)
تعالى له بذلك أجر من أعتق ثلاثين نسمة مؤمنة، وكان له بذلك عند الله دعوةٌ مستجابةٌ (1).
[الحديث: 1887] قال الإمام الباقر: اتقوا الظلم؛ فإن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء (2).
[الحديث: 1888] قال الإمام الباقر: إذا كان يوم القيامة أوتي العبد المؤمن إلى الله عز وجل، فيحاسبه حسابا يسيرا.. ثم يقول الله عز وجل: هل تعرف فلان بن فلان؟ فيقول: نعم، فيقول: ما منعك أن تعوده حيث مرض؟ أما لو عدته لعدتني، ثم لوجدتني عند سؤالك، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك، ثم لم أردك عنها (3).
[الحديث: 1889] قال الإمام الباقر: اشحنوا قلوبكم بالخوف من الله تعالى، فإن لم تسخطوا شيئا من صنع الله تعالى يلم بكم، فاسألوا ما شئتم (4).
[الحديث: 1890] قال الإمام الباقر: إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره، فيوكل الله عز وجل به ملكا، فيضع جناحا في الأرض، وجناحا في السماء يظله، فإذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم لحقي، المتبع لآثار نبيي، حقٌ علي إعظامك، سلني اعطك، ادعني أجبك، اسكت أبتدئك (5).
[الحديث: 1891] قال الإمام الباقر: خمس دعوات لا تحجبن عن الرب تبارك وتعالى: دعوة الإمام المقسط، ودعوة المظلوم؛ يقول الله عز وجل: لأنتقمن لك ولو بعد حين، ودعوة الولد الصالح لوالديه، ودعوة الوالد الصالح لولده، ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب، فيقول: ولك مثله (6).
__________
(1) المقنعة: ص 362، المحاسن: 2/ 158.
(2) الكافي: 2/ 509.
(3) المؤمن: ص 61، مكارم الأخلاق: 2/ 176.
(4) نزهة الناظر: ص 97.
(5) الكافي: 2/ 178.
(6) الكافي: 2/ 509، عدة الداعي: ص 120.
معارج الذكر والدعاء (457)
[الحديث: 1892] قال الإمام الباقر: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة، ليس إذا أعطي فتر؛ فلا تمل الدعاء؛ فإنه من الله عز وجل بمكان (1).
[الحديث: 1893] قال الإمام الصادق: من تخوف من بلاء يصيبه فتقدم فيه بالدعاء، لم يره الله عز وجل ذلك البلاء أبدا (2).
[الحديث: 1894] قال الإمام الصادق: إن الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء (3).
[الحديث: 1895] قال الإمام الصادق: كان جدي يقول: تقدموا في الدعاء؛ فإن العبد إذا كان دعاء فنزل به البلاء فدعا، قيل: صوتٌ معروفٌ، وإذا لم يكن دعاء فنزل به بلاءٌ فدعا، قيل: أين كنت قبل اليوم؟! (4).
[الحديث: 1896] قال الإمام الصادق: من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: صوتٌ معروفٌ ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء، وقالت الملائكة: إن ذا الصوت لا نعرفه (5).
[الحديث: 1897] قال الإمام الصادق: إذا دعا العبد في البلاء ولم يدع في الرخاء حجبت الملائكة صوته، وقالوا: هذا صوتٌ غريبٌ، أين كنت قبل اليوم؟! (6).
[الحديث: 1898] قال الإمام الصادق: إن الله تعالى أوحى إلى داود، أن بلغ قومك أنه ليس من عبد منهم آمره بطاعتي فيطيعني، إلا كان حقا علي أن أعينه على طاعتي؛ فإن
__________
(1) الكافي: 2/ 688، قرب الإسناد: ص 386.
(2) الكافي: 2/ 672، فلاح السائل: ص 77.
(3) الكافي: 2/ 672، عدة الداعي: ص 121.
(4) الكافي: 2/ 672، الاختصاص: ص 223.
(5) الكافي: 2/ 672، عدة الداعي: ص 127.
(6) فلاح السائل: ص 108.
معارج الذكر والدعاء (458)
سألني أعطيته وإن دعاني أجبته، وإن اعتصم بي عصمته، وإن استكفاني كفيته، وإن توكل علي حفظته، وإن كاده جميع خلقي كدت دونه (1).
[الحديث: 1899] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: قال الله جل وعز في بعض ما أوحى: إنما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعظم على خلقي، ويطعم الجائع ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أجعل له في الظلمة نورا، وفي الجهالة حلما، أكلؤه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فالبيه، ويسألني فأعطيه (2).
[الحديث: 1900] قال الإمام الصادق: إن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: بلغ قومك أنه ليس من عبد منهم آمره بطاعتي فيطيعني، إلا كان حقا علي أن أعينه على طاعتي؛ فإن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته، وإن اعتصم بي عصمته، وإن استكفاني كفيته، وإن توكل علي حفظته، وإن كاده جميع خلقي كدت دونه (3).
[الحديث: 1901] قال الإمام الصادق: أيما ثلاثة مؤمنين اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه، ولا يخافون غوائله، ويرجون ما عنده، إن دعوا الله أجابهم، وإن سألوا أعطاهم، وإن استزادوا زادهم، وإن سكتوا ابتدأهم (4).
[الحديث: 1902] قال الإمام الصادق: ما اجتمع ثلاثةٌ من المؤمنين فصاعدا إلا حضر من الملائكة مثلهم، فإن دعوا بخير أمنوا، وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها (5).
__________
(1) قصص الأنبياء: ص 198، عدة الداعي: ص 292.
(2) تحف العقول: ص 306، المحاسن: 1/ 79 وص 658.
(3) قصص الأنبياء: ص 198، عدة الداعي: ص 292.
(4) الكافي: 2/ 178.
(5) الكافي: 2/ 187.
معارج الذكر والدعاء (459)
[الحديث: 1903] قال الإمام الصادق: ما اجتمع أربعة رهط قط على أمر واحد فدعوا الله، إلا تفرقوا عن إجابة (1).
[الحديث: 1904] قال الإمام الصادق: ما من رهط أربعين رجلا، اجتمعوا فدعوا الله عز وجل في أمر إلا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعين فأربعةٌ يدعون الله عز وجل عشر مرات، إلا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعة فواحدٌ يدعو الله أربعين مرة، فيستجيب الله العزيز الجبار له (2).
[الحديث: 1905] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) إذا حزنه أمرٌ، جمع النساء والصبيان، ثم دعا وأمنوا (3).
[الحديث: 1906] قال الإمام الصادق: كان فيما وعظ الله ـ تبارك وتعالى ـ به عيسى عليه السلام: يا عيسى، تب إلي بعد الذنب، وذكر بي الأوابين، وآمن بي، وتقرب إلى المؤمنين، ومرهم يدعوني معك (4).
[الحديث: 1907] قال الإمام الصادق: استكثروا من الإخوان؛ فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة (5).
[الحديث: 1908] قال الإمام الصادق: لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة، ولأظلهم الغمام، ولأشرقوا نهارا، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم (6).
[الحديث: 1909] قال الإمام الصادق: إن المؤمن إذا دعا الله عز وجل أجابه ـ قال
__________
(1) الكافي: 2/ 687، ثواب الأعمال: ص 193.
(2) الكافي: 2/ 687، مكارم الأخلاق: 2/ 17.
(3) الكافي: 2/ 687، عدة الداعي: ص 166.
(4) الأمالي للصدوق: ص 606 ـ 609، الكافي: 8/ 136.
(5) مصادقة الإخوان: ص 150.
(6) تحف العقول: ص 302.
معارج الذكر والدعاء (460)
الراوي: فشخص بصري نحوه إعجابا بما قال ـ فقال: إن الله واسعٌ لخلقه (1).
[الحديث: 1910] قال الإمام الصادق: أيما مؤمن أطعم مؤمنا ليلة من شهر رمضان، كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة مؤمنة، وكان له بذلك عند الله عز وجل دعوةٌ مجابةٌ (2).
[الحديث: 1911] عن عبد الله بن سنان، قال: دخلت أنا وأبي على الإمام الصادق، فقال: كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى ولا علما يرى؟!.. فلا ينجو من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الغريق، فقال أبي: هذا والله البلاء، فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟ قال: إذا كان ذلك ـ ولن تدركه ـ فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر (3).
[الحديث: 1912] قال الإمام الصادق يوصي أصحابه: ستصيبكم شبهةٌ فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى، لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قيل: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.. قيل: يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلبي على دينك.. قال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول لك: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك (4).
[الحديث: 1913] قال الإمام الصادق: إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له، فليسأله يدعو له؛ فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة (5).
[الحديث: 1914] قال الإمام الصادق: عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء؛ فإنه
__________
(1) المؤمن: ص 36.
(2) ثواب الأعمال: ص 166.
(3) الغيبة للنعماني: ص 159، كمال الدين: ص 368.
(4) كمال الدين: ص 352، مهج الدعوات: ص 396.
(5) الكافي: 3/ 117.
معارج الذكر والدعاء (461)
يعدل دعاء الملائكة (1).
[الحديث: 1915] قال الإمام الصادق: من عاد مريضا في الله، لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له (2).
[الحديث: 1916] قال الإمام الصادق: تبحروا قلوبكم، فإن أنقاها الله من حركة الواجس لسخط شيء من صنعه، فإذا وجدتموها كذلك، فاسألوه ما شئتم (3).
[الحديث: 1917] قال الإمام الصادق: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاءٌ إلا عند الله، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه (4).
[الحديث: 1918] قال الإمام الصادق: ثلاثةٌ دعوتهم مستجابةٌ: الحاج فانظروا كيف تخلفونه، والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه، والمريض فلا تغيظوه ولا تضجروه (5).
[الحديث: 1919] قال الإمام الصادق: ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى: دعاء الوالد لولده إذا بره، ودعوته عليه إذا عقه، ودعاء المظلوم على ظالمه، ودعاؤه لمن انتصر له منه، ورجلٌ مؤمنٌ دعا لأخ له مؤمن واساه فينا، ودعاؤه عليه إذا لم يواسه، مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه (6).
[الحديث: 1920] قال الإمام الصادق: إن العبد ليكون له الحاجة إلى الله عز وجل، فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد، حتى ينسى حاجته، فيقضيها الله له من
__________
(1) مكارم الأخلاق: 2/ 173.
(2) ثواب الأعمال: ص 230.
(3) الأمالي للمفيد: ص 56.
(4) الكافي: 2/ 168 و8/ 163، الأمالي للمفيد: ص 276.
(5) الكافي: 2/ 509، عدة الداعي: ص 115.
(6) الأمالي للطوسي: ص 280.
معارج الذكر والدعاء (462)
غير أن يسأله إياها (1).
[الحديث: 1921] قال الإمام الصادق في دعائه: يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة؛ واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة؛ فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم (2).
[الحديث: 1922] قال الإمام الكاظم: إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه؛ فإنه ليس من أحد إلا وله دعوةٌ مستجابةٌ (3).
__________
(1) الكافي: 2/ 501، عدة الداعي: ص 233.
(2) الإقبال: 3/ 211، الكافي: 2/ 586.
(3) الكافي: 3/ 117.
معارج الذكر والدعاء (463)
المعراج السابع من معارج الذكر والدعاء [معراج الأدب والخشوع]، وإلى هذا المعراج الإشارة بالآيات التي تتحدث عن أحوال الصالحين أثناء ذكرهم ودعواتهم لله تعالى، ومنها قوله تعالى عن زكريا وغيره من الأنبياء عليهم السلام: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]
وقال عن غيرهم: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الأنعام: 63]
وقد قسمنا الأحاديث الواردة في هذا الباب إلى الأقسام الثلاثة التالية:
أولا ـ ما ورد حول الآداب الباطنة
ثانيا ـ ما ورد حول الآداب الظاهرة
ثالثا ـ ما ورد حول المحظورات والمكروهات
معارج الذكر والدعاء (464)
أولا ـ ما ورد حول الآداب الباطنة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [الآداب الباطنة للذكر والدعاء]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي تذكر هذا، وتحض عليه، ومنها قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد: 16]
وقال: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [الحج: 34 - 35]
وقال: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]
وقال عن علة ما يحصل من أنواع البلاء والفتنة: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ [الأنعام: 42]، وقال: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76]، وقال: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 1923] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يقبل الله ذكره إلا ممن اتقى وطهر قلبه،
معارج الذكر والدعاء (465)
وأكرموا الله أن يرى منكم ما نهاكم عنه (1).
[الحديث: 1924] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ويلٌ لمن يكثر ذكر الله بلسانه، ويعصي الله في عمله (2).
[الحديث: 1925] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته، ومن عصى الله فقد نسي الله، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن (3).
[الحديث: 1926] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذكر ذكران: ذكر الله باللسان فحسنٌ، وذكر الله عند ما حرم عليك فتمسك نفسك عنه فذلك أفضل (4).
[الحديث: 1927] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوحى الله عز وجل إلى داوود أن قل للظلمة لا يذكروني، فإني أذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم (5).
[الحديث: 1928] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير الدعاء الخفي، قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55] (6).
[الحديث: 1929] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: اذكر الله ذكرا خاملا، قال: يا رسول الله، ما الذكر الخامل؟ قال: الذكر الخفي (7).
[الحديث: 1930] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير الذكر الخفي (8).
[الحديث: 1931] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذكر الذي لا يسمعه الحفظة يزيد على
__________
(1) كنز العمال: 2/ 243 عن ابن صصري في أماليه.
(2) الفردوس: 4/ 400.
(3) المعجم الكبير: 22/ 154.
(4) الفردوس: 2/ 249.
(5) الفردوس: 1/ 141، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 466؛ فلاح السائل: ص 94.
(6) إرشاد القلوب: ص 156،؛ أحمد: 1/ 366، مسند أبي يعلى: 1/ 365.
(7) الأمالي للطوسي: ص 530؛ الزهد لابن المبارك: ص 50.
(8) أحمد: 1/ 364 وص 381، مسند أبي يعلى: 1/ 345.
معارج الذكر والدعاء (466)
الذكر الذي يسمعه الحفظة سبعين ضعفا (1).
[الحديث: 1932] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: عبدي عند ظنه بي، وأنا معه إذا دعاني (2).
[الحديث: 1933] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه (3).
[الحديث: 1934] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من عمل برضائي ألزمه ثلاث خصال: أعرفه شكرا لا يخالطه الجهل، وذكرا لا يخالطه النسيان، ومحبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين (4).
[الحديث: 1935] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أعلام الجاهل، فقال: لا يحب الله ولا يراقبه، ولا يستحيي من الله ولا يذكره (5).
[الحديث: 1936] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: البكاء من خشية الله مفتاح الرحمة، وعلامة القبول، وباب الإجابة (6).
[الحديث: 1937] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أحسستم من أنفسكم رقة، فاغتنموا الدعاء (7).
[الحديث: 1938] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اغتنموا الدعاء عند الرقة؛ فإنها رحمةٌ (8).
__________
(1) شعب الإيمان: 1/ 407، الفردوس: 2/ 249.
(2) أحمد: 3/ 525 وص 666 1، حلية الأولياء: 6/ 98.
(3) الترمذي: 5/ 517، الحاكم: 1/ 671؛ فلاح السائل: ص 99، الدعوات: ص 30.
(4) إرشاد القلوب: ص 204.
(5) تحف العقول: ص 18.
(6) إرشاد القلوب: ص 98.
(7) كنز العمّال: 2/ 108 عن الديلمي
(8) مسند الشهاب: 1/ 602؛ الدعوات: ص 30، بحار الأنوار: 93/ 313.
معارج الذكر والدعاء (467)
[الحديث: 1939] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذاكر بلا عمل، كالرامي بلا وتر (1).
[الحديث: 1940] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: ليعظم جلال الله في صدرك، فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب: (اللهم أخزه)، وعند الخنزير: (اللهم أخزه) (2).
[الحديث: 1941] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثٌ لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر الله على كل حال، وليس هو: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف الله عز وجل عنده وتركه (3).
[الحديث: 1942] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء السر يزيد على الجهر سبعين ضعفا، وأثنى الله سبحانه على زكريا بقوله: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ [مريم: 3] (4).
[الحديث: 1943] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوةٌ في السر تعدل سبعين دعوة في العلانية (5).
[الحديث: 1944] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لما أسري بي إلى السماء نوديت: يا محمد، ومن كثرت همومه من أمتك، فليدعني سرا (6).
[الحديث: 1945] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة (7).
[الحديث: 1946] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من صوت أحب إلى الله من صوت عبد
__________
(1) جامع الأحاديث للقمي: ص 79.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 370، تنبيه الخواطر: 2/ 58.
(3) من لا يحضره الفقيه: 4/ 358، الخصال: ص 125.
(4) إرشاد القلوب: ص 156.
(5) الدعوات: ص 18.
(6) البلد الأمين: ص 506.
(7) الكافي: 2/ 237.
معارج الذكر والدعاء (468)
لهفان. قيل: وما هو؟ قال: عبدٌ يصيب الذنب فيملأ جوفه فرقا من الله، فيقول: يا رب، فيقول اللهٌ: أنا ربك، أغفر لك إذا استغفرتني، وأجيبك إذا دعوتني (1).
[الحديث: 1947] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أسألك مسألة المستكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم أنفه لك (2).
[الحديث: 1948] عن عائشة، قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي ويقرأ القرآن ويبكي، ثم يجلس يقرأ ويدعو ويبكي، ثم جلس يقرأ ويدعو ويبكي، حتى إذا فرغ اضطجع وهو يقرأ ويبكي حتى بلت الدموع خديه ولحيته، قيل: يا رسول الله، أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: بلى، أفلا أكون عبدا شكورا؟ (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 1949] قال الإمام علي: اذكروا الله ذكرا خالصا؛ تحيوا به أفضل الحياة، وتسلكوا به طريق النجاة (4).
[الحديث: 1950] قال الإمام علي في دعائه: وأسألك أن ترزقني قوة في عبادتك، ونشاطا لذكرك ما استعمرتني في أرضك (5).
[الحديث: 1951] قال الإمام علي: لا تذكر الله سبحانه ساهيا، ولا تنسه لاهيا،
__________
(1) مستدرك الوسائل: 5/ 318 عن القطب الراوندي في لب اللباب؛ حلية الأولياء: 8/ 216.
(2) المعجم الكبير: 11/ 160 5، المعجم الصغير: 1/ 267؛ بحار الأنوار: 96/ 225 عن الاختيار لابن الباقي.
(3) إرشاد القلوب: ص 91.
(4) الكافي: 8/ 17، تحف العقول: ص 202.
(5) مهج الدعوات: ص 130.
معارج الذكر والدعاء (469)
واذكره كاملا يوافق فيه قلبك لسانك، ويطابق إضمارك إعلانك، ولن تذكره حقيقة الذكر حتى تنسى نفسك في ذكرك، وتفقدها في أمرك (1).
[الحديث: 1952] قال الإمام علي: سامع ذكر الله ذاكرٌ (2).
[الحديث: 1953] قال الإمام علي: الذكر ذكران: ذكر الله عز وجل عند المصيبة، وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم عليك فيكون حاجزا (3).
[الحديث: 1954] قال الإمام علي: طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه، ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه، ولم يحزن صدره بما أعطي غيره (4).
[الحديث: 1955] قال الإمام علي في صفة المؤمن: حزنه في قلبه، وبشره في وجهه.. قلبه بذكر الله معمورٌ (5).
[الحديث: 1956] قال الإمام علي: طوبى لمن شغل قلبه بالفكر، ولسانه بالذكر (6).
[الحديث: 1957] قال الإمام علي: اشغلوا أنفسكم بالطاعة، وألسنتكم بالذكر، وقلوبكم بالرضا فيما أحببتم وكرهتم (7).
[الحديث: 1958] قال الإمام علي: ليكن جل كلامكم ذكر الله عز وجل (8).
[الحديث: 1959] قال الإمام علي في دعائه: واجعل لساني بذكرك لهجا، وقلبي بحبك متيما (9).
[الحديث: 1960] قال الإمام علي: كل ما ألهى عن ذكر الله فهو من إبليس (10).
__________
(1) غررالحكم: ح 10359.
(2) غرر الحكم: ح 5579.
(3) الكافي: 2/ 90.
(4) الكافي: 2/ 16.
(5) ذكره الخواص: ص 138؛ بحار الأنوار: 78/ 73.
(6) غررالحكم: ح 5942.
(7) غررالحكم: ح 2498.
(8) الخصال: ص 620.
(9) مصباح المتهجد: ص 850، الإقبال: 3/ 337.
(10) تنبيه الخواطر: 2/ 170.
معارج الذكر والدعاء (470)
[الحديث: 1961] قال الإمام علي: من صدئ بالإثم، عشا عن ذكر الله عز وجل (1).
[الحديث: 1962] قال الإمام علي: اعلموا أن الأمل يسهي العقل، وينسي الذكر (2).
[الحديث: 1963] قال الإمام علي: ليس في المعاصي أشد من اتباع الشهوة، فلا تطيعوها فيشغلكم عن الله (3).
[الحديث: 1964] قال الإمام علي: ليس في البدن شيءٌ أقل شكرا من العين، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله عز وجل (4).
[الحديث: 1965] قال الإمام علي: من اشتغل بذكر الناس، قطعه الله سبحانه عن ذكره (5).
[الحديث: 1966] قال الإمام علي: إذا رأيت الله يؤنسك بخلقه، ويوحشك من ذكره، فقد أبغضك (6).
[الحديث: 1967] قال الإمام علي في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76]: أي لم يتواضعوا في الدعاء ولم يخضعوا، ولو خضعوا لله عز وجل لاستجاب لهم (7).
[الحديث: 1968] قال الإمام علي: نعم عون الدعاء الخشوع (8).
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 503، الكافي: 2/ 301.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(3) غرر الحكم: ح 7520.
(4) الخصال: ص 629، تحف العقول: ص 119.
(5) غرر الحكم: ح 8234.
(6) غرر الحكم: ح 4041.
(7) الجعفريات: ص 223؛ كنز العمال: 2/ 673 عن العسكري في المواعظ.
(8) غرر الحكم: ح 9965، عيون الحكم والمواعظ: ص 693.
معارج الذكر والدعاء (471)
[الحديث: 1969] قال الإمام علي: عليكم بمسألة ذل وخضوع، وتملق وخشوع، وتوبة ونزوع (1).
[الحديث: 1970] قال الإمام علي: ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع، وشكر وخشوع، بتوبة وتورع، وندم ورجوع (2).
[الحديث: 1971] قال الإمام علي: إذا تمنى المسلم فليسأل الله عز وجل ويبتهل إليه (3).
[الحديث: 1972] قال الإمام علي في دعائه المعروف بدعاء كميل: اللهم إني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع، أن تسامحني وترحمني.. اللهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته، وعظم فيما عندك رغبته (4).
[الحديث: 1973] قال الإمام علي: بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء، ولو أن عبدا بكى في أمة، لرحم الله تعالى تلك الأمة لبكاء ذلك العبد (5).
[الحديث: 1974] عن أبي صالح، قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية، فقال له: صف لي عليا، فقال: أوتعفيني قال: لا أعفيك، قال: أما إذ لابد فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى.. كان والله غزير العبرة.. فأشهد بالله، لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، يميل في محرابه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا، يتضرع إليه (6).
__________
(1) مطالب السؤول: ص 60؛ بحار الأنوار: 77/ 361.
(2) كفاية الطالب: ص 395.
(3) الخصال: ص 626.
(4) مصباح المتهجد: ص 865، الإقبال: 3/ 332.
(5) مكارم الأخلاق: 2/ 96، بحار الأنوار: 93/ 336.
(6) حلية الأولياء: 1/ 86، عدة الداعي: ص 196، إرشاد القلوب: ص 218.
معارج الذكر والدعاء (472)
[الحديث: 1975] عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية، فقال له: صف لي عليا، قال: أوتعفيني، فقال: لا، بل صفه لي، فقال: رحم الله عليا.. كان والله طويل السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، ويجود لله بمهجته، ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور، ولا يستلين الاتكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في محرابه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وهو قابضٌ على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين (1).
[الحديث: 1976] قال الإمام السجاد في دعائه: اجعل قوتي في طاعتك، ونشاطي في عبادتك، ورغبتي في ثوابك (2).
[الحديث: 1977] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنه يحجبني عن مسألتك خلالٌ ثلاثٌ، وتحدوني عليها خلةٌ واحدةٌ، يحجبني أمرٌ أمرت به فأبطأت عنه، ونهيٌ نهيتني عنه فأسرعت إليه، ونعمةٌ أنعمت بها علي فقصرت في شكرها، ويحدوني على مسألتك تفضلك على من أقبل بوجهه إليك، ووفد بحسن ظنه إليك، إذ جميع إحسانك تفضلٌ، وإذ كل نعمك ابتداءٌ (3).
[الحديث: 1978] قال الإمام السجاد: اعلم ويحك يابن آدم أن قسوة البطنة، وكظة الملأة، وسكر الشبع، وغرة الملك، مما يثبط ويبطئ عن العمل، وينسي الذكر (4).
[الحديث: 1979] قال الإمام السجاد في دعائه: أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وقلت حيلته، وضعفت قوته، دعاء الغريق الغريب المضطر، الذي لا يجد لكشف ما هو فيه
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 726.
(2) المصباح للكفعمي: ص 169، البلد الأمين: ص 132.
(3) الصحيفة السجادية: ص 53.
(4) تحف العقول: ص 273.
معارج الذكر والدعاء (473)
إلا أنت، يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 1980] قال الإمام الباقر: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام: يا عيسى.. اعلم أن دنياك مؤديتك إلي، وأني آخذك بعلمي، فكن ذليل النفس عند ذكري، خاشع القلب حين تذكرني، يقظان عند نوم الغافلين (2).
[الحديث: 1981] قال الإمام الباقر: من أشد ما عمل العباد: إنصاف المرء من نفسه، ومواساة المرء أخاه، وذكر الله على كل حال، قيل: أصلحك الله، وما وجه ذكر الله على كل حال؟ قال: يذكر الله عند المعصية يهم بها، فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية، وهو قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201] (3).
[الحديث: 1982] قال الإمام الباقر: أيما مؤمن حافظ على صلاة الفريضة فصلاها لوقتها فليس هو من الغافلين، فإن قرأ فيها بمئة آية فهو من الذاكرين (4).
[الحديث: 1983] قال الإمام الباقر: لا يكتب الملك إلا ما سمع، وقال الله عز وجل: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً﴾ [الأعراف: 205] فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عز وجل لعظمته (5).
[الحديث: 1984] قال الإمام الباقر: إن التضرع والصلاة من الله تعالى بمكان، إذا كان العبد ساجدا لله، فإن سالت دموعه، فهنالك تنزل الرحمة، فاغتنموا في تلك الساعة
__________
(1) الكافي: 2/ 561.
(2) الكافي: 8/ 131.
(3) معاني الأخبار: ص 192، الخصال: ص 131.
(4) المحاسن: 1/ 123.
(5) الكافي: 2/ 502، الزهد للحسين بن سعيد: ص 53.
معارج الذكر والدعاء (474)
المسألة وطلب الحاجة (1).
[الحديث: 1985] قال الإمام الصادق: قال الله عز وجل لموسى: أكثر ذكري بالليل والنهار، وكن عند ذكري خاشعا، وعند بلائي صابرا، واطمئن عند ذكري، واعبدني ولا تشرك بي شيئا، إلي المصير (2).
[الحديث: 1986] قال الإمام الصادق: إن العبد إذا ذكر الله تعالى بالتعظيم خالصا؛ ارتفع كل حجاب بينه وبين الله من قبل ذلك.. وإذا غفل عن ذكر الله؛ كيف تراه بعد ذلك موقوفا محجوبا، قد قسا وأظلم منذ فارق نور التعظيم (3).
[الحديث: 1987] قال الإمام الصادق: من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا.. لا أعني: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) وإن كان منه، ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرم؛ فإن كان طاعة عمل بها، وإن كان معصية تركها (4).
[الحديث: 1988] قال الإمام الصادق: من كان ذاكرا لله على الحقيقة فهو مطيعٌ، ومن كان غافلا عنه فهو عاص، والطاعة علامة الهداية، والمعصية علامة الضلالة، وأصلهما من الذكر والغفلة، فاجعل قلبك قبلة للسانك، لا تحركه إلا بإشارة القلب، وموافقة العقل، ورضى الإيمان؛ فإن الله عالمٌ بسرك وجهرك، وهو عالمٌ بما في الصدور فضلا عن غيره، وكن كالنازع روحه أو كالواقف في العرض الأكبر، غير شاغل نفسك عما عناك مما كلفك به ربك؛ في أمره ونهيه ووعده ووعيده، واغسل قلبك بماء الحزن، ولا تشغلها بدون ما كلفك، واجعل ذكر الله من أجل ذكره لك؛ فإنه ذكرك وهو غنيٌ عنك، فذكره لك أجل وأشهى
__________
(1) مكارم الأخلاق: 2/ 97، بحار الأنوار: 93/ 366.
(2) الكافي: 2/ 497.
(3) مصباح الشريعة: ص 22.
(4) الكافي: 2/ 80 وص 145.
معارج الذكر والدعاء (475)
وأتم من ذكرك له وأسبق، ومعرفتك بذكره لك يورثك الخضوع، والاستحياء، والانكسار، ويتولد من ذلك رؤية كرمه وفضله السابق، وتخلص لوجهه، وتصغر عند ذلك طاعاتك وإن كثرت في جنب مننه، ورؤيتك ذكرك له تورثك الرياء، والعجب، والسفه، والغلظة في خلقه، واستكثار الطاعة، ونسيان كرمه وفضله، ولا يزداد بذلك من الله إلا بعدا، ولا يستجلب به على مضي الأيام إلا وحشة، والذكر ذكران؛ ذكرٌ خالصٌ بموافقة القلب، وذكرٌ صارفٌ ينفي ذكر غيره، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لا أحصي ثناء عليك؛ أنت كما أثنيت على نفسك، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يجعل لذكره مقدارا عند علمه بحقيقة سابقة ذكر الله عز وجل له من قبل ذكره له، فمن دونه أولى، فمن أراد أن يذكر الله، فليعلم أنه ما لم يذكر الله العبد بالتوفيق لذكره، لا يقدر العبد على ذكره (1).
[الحديث: 1989] قال الإمام الصادق: ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفسه، إلا الله تبارك وتعالى (2).
[الحديث: 1990] قال الإمام الصادق: قال لقمان عليه السلام لابنه: عليك بقراءة كتاب الله عز وجل ما دمت راكبا، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا، وعليك بالدعاء ما دمت خاليا (3).
[الحديث: 1991] قال الإمام الصادق: إذا دعوت فأقبل بقلبك، وظن حاجتك بالباب (4).
[الحديث: 1992] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل لا يستجيب دعاء بظهر
__________
(1) مصباح الشريعة: ص 43.
(2) فلاح السائل: ص 92.
(3) الكافي: 8/ 369، من لا يحضره الفقيه: 2/ 298.
(4) الكافي: 2/ 673، مكارم الأخلاق: 2/ 12.
معارج الذكر والدعاء (476)
قلب ساه؛ فإذا دعوت فأقبل بقلبك، ثم استيقن بالإجابة (1).
[الحديث: 1993] قال الإمام الصادق: كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى عليه السلام: يا عيسى، أحي ذكري بلسانك، وليكن ودي في قلبك.. يا عيسى، ابك على نفسك في الصلاة، وانقل قدميك إلى مواضع الصلوات، وأسمعني لذاذة نطقك بذكري، فإن صنيعي إليك حسنٌ (2).
[الحديث: 1994] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم اجعل اليقين في قلبي، والنور في بصري، والنصيحة في صدري، وذكرك بالليل والنهار على لساني (3).
[الحديث: 1995] قال الإمام الصادق: ما اجتمع من أصحابنا جماعةٌ في ذكر الله أو في شيء من ذكرنا، إلا بعث إبليس شيطانا في عنقه شريطٌ ليفرق جماعتهم (4).
[الحديث: 1996] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم لا تشغلني في الدنيا عن شكر نعمتك، ولا بإكثار فيها فتلهيني عجائب بهجتها، وتفتنني زهرتها (5).
[الحديث: 1997] قال الإمام الصادق: إياكم والخصومة في الدين؛ فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عز وجل (6).
[الحديث: 1998] قال الإمام الصادق: الملاهي التي تصد عن ذكر الله تبارك وتعالى مكروهةٌ؛ كالغناء وضرب الأوتار (7).
[الحديث: 1999] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام: إذا وقفت بين يدي، فقف موقف الذليل الفقير (8).
__________
(1) الكافي: 2/ 673، عدة الداعي: ص 126.
(2) الأمالي للصدوق: ص 607، الكافي: 8/ 132.
(3) تهذيب الأحكام: 3/ 75، المقنعة: ص 176.
(4) شرح الأخبار: 3/ 459.
(5) من لا يحضره الفقيه: 2/ 598.
(6) غرة: أي اغترار.
(7) الخصال: ص 610، تحف العقول: ص 423.
(8) الكافي: 2/ 615.
معارج الذكر والدعاء (477)
[الحديث: 2000] قال الإمام الصادق: كان فيما وعظ الله ـ تبارك وتعالى ـ به عيسى عليه السلام: يا عيسى، ارفق بالضعيف، وارفع طرفك الكليل إلى السماء، وادعني فإني منك قريبٌ، ولا تدعني إلا متضرعا إلي، وهمك همٌ واحدٌ، فإنك متى تدعني كذلك أجبك (1).
[الحديث: 2001] قال الإمام الصادق: قال الله تعالى لموسى عليه السلام: يا موسى، ألق كفيك ذلا بين يدي، كفعل العبد المستصرخ إلى سيده؛ فإنك إذا فعلت ذلك رحمت، وأنا أكرم القادرين.. يا موسى، سلني من فضلي ورحمتي فإنهما بيدي لا يملكهما أحدٌ غيري، وانظر حين تسألني، كيف رغبتك فيما عندي، وادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي، النادم على ما قدمت يداه (2).
[الحديث: 2002] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين، وأبتغي إليك ابتغاء البائس الفقير، وأتضرع إليك تضرع الضعيف الضرير، وأبتهل ابتهال المذنب الخاطئ، مسألة من خضعت لك نفسه، ورغم لك أنفه، وسقطت لك ناصيته، وانهملت لك دموعه، وفاضت لك عبرته، واعترف بخطيئته، وقلت عنه حيلته، وأسلمته ذنوبه (3).
[الحديث: 2003] قال الإمام الصادق: إذا اقشعر جلدك، ودمعت عيناك، فدونك دونك، فقد قصد قصدك (4).
[الحديث: 2004] قال الإمام الصادق: إذا رق أحدكم فليدع؛ فإن القلب لا يرق
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 606 ـ 608، الكافي: 8/ 131 ـ 133.
(2) الكافي: 8/ 66 وص 69، عدة الداعي: ص 182.
(3) مصباح المتهجد: ص 393، جمال الاسبوع: ص 296.
(4) الكافي: 2/ 678، الخصال: ص 81.
معارج الذكر والدعاء (478)
حتى يخلص (1).
[الحديث: 2005] قيل للإمام الصادق: إني أتباكى في الدعاء، وليس لي بكاءٌ؟ قال: نعم، ولو مثل رأس الذباب (2).
[الحديث: 2006] قيل للإمام الصادق: أكون أدعو فأشتهي البكاء ولا يجيئني، وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرق وأبكي، فهل يجوز ذلك؟ فقال: نعم، فتذكرهم، فإذا رققت فابك، وادع ربك تبارك وتعالى (3).
[الحديث: 2007] قال الإمام الكاظم: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: قل لعبادي لا يجعلوا بيني وبينهم عالما مفتونا بالدنيا؛ فيصدهم عن ذكري وعن طريق محبتي ومناجاتي، أولئك قطاع الطريق من عبادي، إن أدنى ما أنا صانعٌ بهم أن أنزع حلاوة محبتي ومناجاتي من قلوبهم (4).
[الحديث: 2008] قال الإمام الرضا: من ذكر الله ولم يشتق إلى لقائه، فقد استهزأ بنفسه (5).
[الحديث: 2009] قال الإمام الرضا: دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية (6).
[الحديث: 2010] قال الإمام الرضا في علة رفع اليدين في التكبير: أحب الله عز
__________
(1) الكافي: 2/ 677، عدة الداعي: ص 116.
(2) الكافي: 2/ 683، تهذيب الأحكام: 2/ 287.
(3) الكافي: 2/ 683، عدة الداعي: ص 160.
(4) تحف العقول: ص 397.
(5) تنبيه الخواطر: 2/ 111.
(6) الكافي: 2/ 676، ثواب الأعمال: ص 193.
معارج الذكر والدعاء (479)
وجل أن يكون العبد في وقت ذكره له متبتلا متضرعا مبتهلا (1).
__________
(1) عيون أخبار الرضا: 2/ 111، علل الشرائع: ص 266.
معارج الذكر والدعاء (480)
ثانيا ـ ما ورد حول الآداب الظاهرة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [الآداب الظاهرة للذكر والدعاء]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى الاهتمام بهذه الآداب، ومنها قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 205]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 2011] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 110]: ذلك في الدعاء، لا ترفع صوتك في الدعاء، فتذكر ذنوبك، فيسمع منك، فتعير بها (1).
[الحديث: 2012] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى كره لكم ثلاثا: اللغو عند قراءة القرآن، والتخصر في الصلاة، ورفع الأصوات بالدعاء وعند الدعاء (2).
[الحديث: 2013] عن أبي موسى، قال: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خيبر، أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو
__________
(1) التاريخ الكبير: 3/ 256، الدر المنثور: 5/ 351 عن سعيد بن منصور.
(2) كنز العمال: 16/ 66 عن الديلمي.
معارج الذكر والدعاء (481)
معكم (1).
[الحديث: 2014] عن أبي موسى، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فلما دنوا من المدينة كبر الناس ورفعوا أصواتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها الناس، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إن الذي تدعونه، بينكم وبين أعناق ركابكم (2).
[الحديث: 2015] عن ابن عباس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو بعرفة، ويداه إلى صدره كاستطعام المسكين (3).
[الحديث: 2016] عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت في أثره، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البقيع، رافعا يديه إلى السماء يدعو (4).
[الحديث: 2017] عن أنس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه في الدعاء، حتى يرى بياض إبطيه (5).
[الحديث: 2018] عن البراء بن عازب، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصابته شدةٌ فدعا، رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه (6).
[الحديث: 2019] عن طاوس، قال: دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قوم فرفع يديه جدا في السماء، فجالت الناقة، فأمسكها بإحدى يديه، والأخرى قائمةٌ في السماء (7).
[الحديث: 2020] عن أسامة، قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامها، فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافعٌ يده الأخرى (8).
__________
(1) البخاري: 6/ 1561، أحمد: 7/ 166 6؛ عدة الداعي: ص 266.
(2) أبو داوود: 2/ 87، الترمذي: 5/ 657.
(3) المعجم الأوسط: 3/ 189، السنن الكبرى: 5/ 190.
(4) مسند إسحاق بن راهويه: 2/ 327، ابن ماجة: 1/ 666.
(5) مسلم: 2/ 612، البخاري: 5/ 2335.
(6) كنز العمال: 7/ 71 عن أبي يعلى.
(7) المصنف لعبد الرزاق: 2/ 267.
(8) النسائي: 5/ 256، أحمد: 8/ 192.
معارج الذكر والدعاء (482)
[الحديث: 2021] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رفع الأيدي من الاستكانة التي قال الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76] (1).
[الحديث: 2022] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيار أمتي ـ فيما أنبأني الملأ الأعلى ـ قومٌ يدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا، ويسألونه بأيديهم خفضا ورفعا، ويقبلون بقلوبهم عودا وبدءا (2).
[الحديث: 2023] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سألتم الله، فاسألوه ببطون أكفكم، ثم لا تردوها حتى تمسحوا بها وجوهكم؛ فإن الله جاعلٌ فيها بركة (3).
[الحديث: 2024] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم (4).
[الحديث: 2025] عن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفع يديه في الدعاء، لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه (5).
[الحديث: 2026] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن ربكم حييٌ كريمٌ، يستحيي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرا لا خير فيهما، فإذا رفع أحدكم يديه فليقل: يا حي، لا إله إلا أنت، يا أرحم الراحمين ـ ثلاث مرات ـ ثم إذا رد يديه فليفرغ ذلك الخير إلى وجهه (6).
[الحديث: 2027] عن سهل بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجعل إصبعيه بحذاء منكبيه ويدعو (7).
__________
(1) الحاكم: 2/ 586، السنن الكبرى: 2/ 110.
(2) الحاكم: 3/ 19، شعب الإيمان: 1/ 678.
(3) كنز العمال: 2/ 86 عن ابن نصر، والدعاء للطبراني: ص 87.
(4) أبو داوود: 2/ 78، السنن الكبرى: 2/ 301، ابن ماجة: 2/ 1272؛ عوالي اللآلي: 1/ 181.
(5) الترمذي: 5/ 666، أحمد: 6/ 278 5.
(6) المعجم الكبير: 12/ 323 7، الفردوس: 1/ 221.
(7) الحاكم: 1/ 718، الدعوات الكبير: 1/ 160.
معارج الذكر والدعاء (483)
[الحديث: 2028] عن أبي مالك عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ـ ويجمع أصابعه إلا الإبهام ـ فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك (1).
[الحديث: 2029] عن عبد الله بن الزبير، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحركها (2).
[الحديث: 2030] عن سعد بن أبي وقاص، قال: مر علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أدعو بإصبعي فقال: (أحد أحد) وأشار بالسبابة (3).
[الحديث: 2031] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا العبد، فأشار بإصبعه، قال الرب تبارك وتعالى: أخلص عبدي (4).
[الحديث: 2032] عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: هكذا الإخلاص؛ يشير بإصبعه التي تلي الإبهام، وهذا الدعاء؛ فرفع يديه حذو منكبيه. وهذا الابتهال؛ فرفع يديه مدا (5).
[الحديث: 2033] عن الزهري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب يوم الجمعة دعا، فأشار بإصبعه وأمن الناس (6).
[الحديث: 2034] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الإخلاص هكذا؛ ورفع إصبعا واحدة من اليد اليمنى، والدعاء هكذا؛ ورفع يديه، وجعل بطونهما مما يلي السماء، والابتهال هكذا؛ ومد يده شيئا، وجعل ظهور الكف مما يلي السماء (7).
__________
(1) مسلم: 6/ 2073، ابن ماجة: 2/ 1266.
(2) أبو داوود: 1/ 260، النسائي: 3/ 37، السنن الكبرى: 2/ 189.
(3) أبو داوود: 2/ 80، النسائي: 3/ 38.
(4) الدعاء للطبراني: ص 89، كنز العمال: 2/ 86 عن الديلمي.
(5) الحاكم: 6/ 356، السنن الكبرى: 2/ 192، الدعاء للطبراني: ص 86.
(6) السنن الكبرى: 3/ 298 ذيل ح 5776.
(7) الدعوات الكبير: 2/ 36.
معارج الذكر والدعاء (484)
[الحديث: 2035] عن أم عبد الرحمن بن طارق، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا جاء مكانا في دار يعلى استقبل القبلة ودعا (1).
[الحديث: 2036] عن يزيد بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقبل ومعه نفرٌ حتى وقف على القرن دون المريطاء، رافعا يديه مستقبل القبلة يدعو (2).
[الحديث: 2037] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين، فدعا ربه كانت دعوته مستجابة؛ معجلة أو مؤخرة (3).
[الحديث: 2038] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (الحمد لله رب العالمين) أربع مرات، قال الله عز وجل: سل تعطه (4).
[الحديث: 2039] عن ميمونة بنت سعد، قالت: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسلمان وهو يدعو في دبر الصلاة، فقال: يا سلمان ألك حاجةٌ إلى ربك؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فقدم بين يدي دعائك ثناء على ربك، وصفه كما وصف نفسه، وسبحه تسبيحا وتحميدا وتهليلا، فقال سلمان: وكيف أقدم ثناء يا رسول الله؟ قال: تقرأ فاتحة الكتاب ثلاثا، فإنها ثناء الله تعالى، قال: فكيف أصفه؟ قال: تقرأ سورة الصمد ثلاثا فإنها صفة الله، وصف بها نفسه، قال: فكيف أسبح؟ قال: قل: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ثم تسأل حاجتك (5).
[الحديث: 2040] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما دعا به في حجة الوداع ـ: أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المستكين،
__________
(1) النسائي: 5/ 213، أحمد: 5/ 575 و9/ 58 6، أبو داوود: 2/ 209.
(2) المعجم الأوسط: 8/ 376.
(3) مجمع الزوائد: 2/ 233 عن الطبراني في المعجم الكبير.
(4) الدعاء للطبراني: ص 691.
(5) تنبيه الغافلين: ص 566.
معارج الذكر والدعاء (485)
وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير (1).
[الحديث: 2041] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجعلوني كقدح الراكب؛ فإن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء، اجعلوني في أول الدعاء، وفي آخره، وفي وسطه (2).
[الحديث: 2042] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه ـ جل وعز ـ والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء (3).
[الحديث: 2043] عن فضالة بن عبيد، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعدٌ إذ دخل رجلٌ فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ثم ادعه، قال: ثم صلى رجلٌ آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أيها المصلي، ادع تجب (4).
[الحديث: 2044] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا الصلاة علي؛ فإن صلاتكم علي مغفرةٌ لذنوبكم، واطلبوا لي الدرجة والوسيلة؛ فإن وسيلتي عند ربي شفاعةٌ لكم (5).
[الحديث: 2045] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: اللهم، إن شئت فاعطني؛ فإن الله لا مستكره له (6).
[الحديث: 2046] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيءٌ أعطاه (7).
[الحديث: 2047] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت،
__________
(1) المعجم الكبير: 11/ 160 5، المعجم الصغير: 1/ 267؛ بحار الأنوار: 96/ 225 عن كتاب الاختيار لابن الباقي.
(2) الكافي: 2/ 692؛ المصنف لعبد الرزاق: 2/ 216، شعب الإيمان: 2/ 216.
(3) أبو داوود: 2/ 77، الترمذي: 5/ 517، أحمد: 9/ 265 2، الحاكم: 1/ 356.
(4) الترمذي: 5/ 516، النسائي: 3/ 66؛ مكارم الأخلاق: 2/ 17، عدة الداعي: ص 168.
(5) تاريخ دمشق: 61/ 381 1.
(6) مسلم: 6/ 2063، البخاري: 5/ 2336.
(7) مسلم: 6/ 2063، الأدب المفرد: ص 186.
معارج الذكر والدعاء (486)
اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإنه لا مكره له (1).
[الحديث: 2048] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من دعاء أحب إلى الله من أن يقول العبد: اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة (2).
[الحديث: 2049] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من عم بدعائه المؤمنين والمؤمنات، استجيب له (3).
[الحديث: 2050] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أعمم؛ يعني في الدعاء ففضل ما بين العموم والخصوص، كما بين السماء والأرض (4).
[الحديث: 2051] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يؤم رجلٌ قوما فيخص نفسه بالدعاء دونهم؛ فإن فعل فقد خانهم (5).
[الحديث: 2052] عن عبد الله بن عمرو، أن رجلا قال: اللهم اغفر لي ولمحمد وحدنا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لقد حجبتها عن ناس كثير! (6).
[الحديث: 2053] عن أبي هريرة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابيٌ وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا، فلما سلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال للأعرابي: لقد حجرت واسعا! (7).
[الحديث: 2054] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سأل أحدكم فليكثر؛ فإنه يسأل ربه (8).
[الحديث: 2055] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء
__________
(1) البخاري: 5/ 2336، أبو داوود: 2/ 77، الترمذي: 5/ 526.
(2) تاريخ بغداد: 6/ 157، الفردوس: 6/ 66.
(3) كنز العمال: 5/ 32 عن الديلمي.
(4) السنن الكبرى: 3/ 185، المراسيل: ص 101، الفردوس: 2/ 26.
(5) أبو داوود: 1/ 23، الترمذي: 2/ 189، ابن ماجة: 1/ 298.
(6) الأدب المفرد: ص 189، أحمد: 2/ 633 وص 685.
(7) البخاري: 5/ 2238، أبو داوود: 1/ 103، الترمذي: 1/ 276.
(8) صحيح ابن حبان: 3/ 172، المعجم الأوسط: 2/ 301.
معارج الذكر والدعاء (487)
فيها، أعطيها أو منعها (1).
[الحديث: 2056] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يحب الملحين في الدعاء (2).
[الحديث: 2057] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده، إن العبد ليدعو الله وهو عليه غضبان فيعرض عنه، ثم يدعوه فيعرض عنه، فيقول لملائكته: أبى عبدي أن يدعو غيري فقد استحييت منه، يدعوني وأعرض عنه، أشهدكم أني قد استجبت له (3).
[الحديث: 2058] عن ابن مسعود، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا (4).
[الحديث: 2059] عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثا، ويستغفر ثلاثا (5).
[الحديث: 2060] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سأل الله الجنة ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار (6).
[الحديث: 2061] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا أحدكم فليؤمن على دعائه (7).
[الحديث: 2062] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آمين) خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين (8).
[الحديث: 2063] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا أحدكم فليختم بآمين؛ فإن آمين في
__________
(1) شعب الإيمان: 2/ 50، تاريخ بغداد: 3/ 299.
(2) نوادر الاصول: 2/ 19، مسند الشهاب: 2/ 165،؛ الدعوات: ص 20، جامع الأخبار: ص 363.
(3) حلية الأولياء: 6/ 208 وبحار الأنوار: 93/ 375.
(4) مسلم: 3/ 1618؛ المواعظ العددية: ص 396.
(5) أبو داوود: 2/ 86، عمل اليوم والليلة للنسائي: ص 331، أحمد: 2/ 68.
(6) الترمذي: 6/ 700، النسائي: 8/ 279، ابن ماجة: 2/ 1653.
(7) الفردوس: 1/ 316.
(8) الدعاء للطبراني: ص 89.
معارج الذكر والدعاء (488)
الدعاء، مثل الطابع على الصحيفة (1).
[الحديث: 2064] عن أبي مصبح المقرائي، قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري ـ وكان من الصحابة ـ فيتحدث أحسن الحديث، فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال: اختمه بآمين؛ فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة.. أخبركم عن ذلك، خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألح في المسألة، فوقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أوجب إن ختم) فقال رجلٌ من القوم: بأي شيء يختم؟ قال: (بآمين، فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب)، فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأتى الرجل فقال: اختم يا فلان بآمين، وأبشر (2).
[الحديث: 2065] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الداعي والمؤمن في الأجر شريكان (3).
[الحديث: 2066] عن عطاء، قال: لما نزلت هذه الآيات: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286] فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: آمين رب العالمين (4).
[الحديث: 2067] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المبتلى مستجاب الدعوة؛ فادع وتخير من الدعاء، وادع أنت وأؤمن أنا (5).
[الحديث: 2068] عن أنس، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلوسا، فقال: إن الله أعطاني خصالا ثلاثة، فقال رجلٌ من جلسائه: وما هذه الخصال يا رسول الله؟ قال: أعطاني صلاة في الصفوف، وأعطاني التحية؛ إنها لتحية أهل الجنة، وأعطاني التأمين، ولم يعطه أحدا من
__________
(1) أسد الغابة: 6/ 120.
(2) أبو داوود: 1/ 267، الدعاء للطبراني: ص 89،؛ بحار الأنوار: 93/ 396 نقلا من خط الشهيد.
(3) الجعفريات: ص 31، الكافي: 2/ 687؛ الفردوس: 2/ 225.
(4) الدر المنثور: 2/ 286 عن عبد بن حميد.
(5) الفردوس: 5/ 387.
معارج الذكر والدعاء (489)
النبيين قبل، إلا أن يكون الله أعطى هارون؛ يدعو موسى ويؤمن هارون (1).
[الحديث: 2069] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الاستجابة، فليقل: الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات، ومن أبطأ عنه من ذلك شيءٌ فليقل: الحمد لله على كل حال (2).
[الحديث: 2070] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه، فشفي من مرض أو قدم من سفر، يقول: الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات (3).
[الحديث: 2071] قال الإمام الصادق: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رجل وهو رافعٌ بصره إلى السماء يدعو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: غض بصرك فإنك لن تراه، ومر على رجل رافع يديه إلى السماء وهو يدعو، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اقصر من يديك فإنك لن تناله (4).
[الحديث: 2072] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقريبٌ ربنا فنناجيه، أم بعيدٌ فنناديه؟ فنزل قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186] (5).
[الحديث: 2073] سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقواما يجاهرون بالدعاء، فقال: لا ترفعوا بأصواتكم؛ فإن ربكم ليس بأصم (6).
[الحديث: 2074] عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام آخر الليل يرفع صوته حتى يسمع أهل الدار، ويقول: اللهم أعني على هول المطلع، ووسع علي ضيق
__________
(1) صحيح ابن خزيمة: 3/ 39.
(2) الأسماء والصفات: 1/ 362، الدعوات الكبير: 2/ 86.
(3) الحاكم: 1/ 730.
(4) التوحيد: ص 107، الجعفريات: ص 38.
(5) عوالي اللآلي: 2/ 82.
(6) إرشاد القلوب: ص 156.
معارج الذكر والدعاء (490)
المضجع، وارزقني خير ما قبل الموت، وارزقني خير ما بعد الموت (1).
[الحديث: 2075] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: عليك برفع يديك إلى ربك، وكثرة تقلبها (2).
[الحديث: 2076] قال الإمام الحسين: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه إذا ابتهل ودعا، كما يستطعم المسكين (3).
[الحديث: 2077] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه بباطن الكفين، وإذا استعذتموه فاستعيذوه بظاهرهما (4).
[الحديث: 2078] قال الإمام علي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنا: دعاء الرغبة هكذا؛ وبسط يديه، ودعاء الرهبة هكذا؛ وقلب يديه، ودعاء التضرع هكذا؛ وقال: بسطها وقلبها، ودعاء الاستكانة هكذا؛ وقبض يديه إلى منكبه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لا يكون ذلك إلا في الخلاء (5).
[الحديث: 2079] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تعالى: من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني، ومن أحدث وتوضأ ولم يصل ركعتين ولم يدعني فقد جفاني، ومن أحدث وتوضأ وصلى ركعتين ودعاني فلم أجبه فيما يسأل عن أمر دينه ودنياه فقد جفوته، ولست برب جاف (6).
[الحديث: 2080] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أردت أن تدعو الله فقدم صلاة أو صدقة، أو خيرا أو ذكرا (7).
[الحديث: 2081] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يرد دعاءٌ أوله: (بسم الله الرحمن الرحيم)
__________
(1) الكافي: 2/ 538، من لا يحضره الفقيه: 1/ 680.
(2) المحاسن: 1/ 82.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 8، عدة الداعي: ص 182؛ تاريخ بغداد: 8/ 63.
(4) الجعفريات: ص 226.
(5) الجعفريات: ص 226.
(6) إرشاد القلوب: ص 60 وص 96.
(7) عوالي اللآلي: 1/ 110.
معارج الذكر والدعاء (491)
(1).
[الحديث: 2082] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من حزنه أمرٌ تعاطاه فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) وهو مخلصٌ لله يقبل بقلبه إليه، لم ينفك من إحدى اثنتين: إما بلوغ حاجته في الدنيا، وإما يعد له عند ربه ويدخر لديه، وما عند الله خيرٌ وأبقى للمؤمنين (2).
[الحديث: 2083] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن كل دعاء لا يكون قبله تمجيدٌ فهو أبتر، إنما التمجيد ثم الدعاء، قيل: ما أدنى ما يجزئ من التمجيد؟ قال: قل: اللهم أنت الأول فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ، وأنت العزيز الحكيم (3).
[الحديث: 2084] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلاتكم علي مجوزةٌ لدعائكم، ومرضاةٌ لربكم، وزكاةٌ لأبدانكم (4).
[الحديث: 2085] عن الإمام الصادق، أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني جعلت ثلث صلواتي لك، فقال له خيرا، فقال له: يا رسول الله، إني جعلت نصف صلواتي لك، فقال له: ذاك أفضل، فقال: إني جعلت كل صلواتي لك، فقال: إذا يكفيك الله عز وجل ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك، فقال له رجلٌ: أصلحك الله، كيف يجعل صلاته له؟ فقال الإمام الصادق: لا يسأل الله عز وجل شيئا إلا بدأ بالصلاة على محمد وآله (5).
[الحديث: 2086] قال الإمام الصادق: دخل رجلٌ المسجد فابتدأ قبل الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عاجل العبد ربه، ثم دخل آخر فصلى وأثنى
__________
(1) تنبيه الخواطر: 1/ 32، الدعوات: ص 52.
(2) التوحيد: ص 232.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 80، الكافي: 2/ 506.
(4) الجعفريات: ص 215.
(5) الكافي: 2/ 693، ثواب الأعمال: ص 188.
معارج الذكر والدعاء (492)
على الله عز وجل وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سل تعطه (1).
[الحديث: 2087] قيل للإمام الصادق: لي غلامٌ، وهو يبكي ويفزع بالليل، قال: فأين أنت من الدعاء؟ قم من آخر الليل وتوضأ وأسبغ الوضوء، وصل ركعتين، فاحمد الله، وإياك أن تسأله حتى تمدحه ـ ردد ذلك عليه مرارا يأمره بالمدحة ـ فإذا فرغت من مدحة ربك فصل على نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سله يعطك، أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى على رجل وهو يصلي، فلما قضى الرجل الصلاة أقبل يسأل ربه حاجته، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: عجل العبد على ربه، وأتى على آخر وهو يصلي، فلما قضى صلاته مدح ربه، فلما فرغ من مدحة ربه صلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: سل تعط، سل تعط (2).
[الحديث: 2088] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي: يا علي، إذا هالك أمرٌ أو نزلت بك شدةٌ فقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من هذا الغم (3).
[الحديث: 2089] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا أحدكم فليعم؛ فإنه أوجب للدعاء (4).
[الحديث: 2090] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثٌ لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص الدعوة لله تعالى، والنصيحة لولاة الأمر في الحق حيث كان، وأن يعم بدعوته جميع المسلمين، فإن الدعوة تحيط من ورائهم (5).
[الحديث: 2091] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى بقوم فاختص نفسه بالدعاء، فقد
__________
(1) الكافي: 2/ 685.
(2) فلاح السائل: ص 90.
(3) مهج الدعوات: ص 15.
(4) الكافي: 2/ 687، ثواب الأعمال: ص 196.
(5) الجعفريات: ص 223.
معارج الذكر والدعاء (493)
خانهم (1).
[الحديث: 2092] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يحب السائل اللحوح (2).
[الحديث: 2093] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: يا من لا يبرمه إلحاح الملحين (3).
[الحديث: 2094] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحم الله عبدا طلب من الله عز وجل حاجة فألح في الدعاء، استجيب له أو لم يستجب له، وتلا هذه الآية: ﴿وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا﴾ [مريم: 48] (4).
[الحديث: 2095] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعا موسى وأمن هارون عليهما السلام وأمنت الملائكة، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: 89] (5).
[الحديث: 2096] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أسألك موجبات رحمتك.. اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته.. ولا حاجة هي لك رضا ولي فيها صلاحٌ إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين، آمين رب العالمين (6).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 2097] قيل للإمام علي: لم يرفع الداعي يديه إلى السماء؟ قال: أما تقرأ في القرآن: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات: 22]؟ فمن أين يطلب الرزق إلا من
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 281.
(2) عدة الداعي: ص 163.
(3) المصباح للكفعمي: ص 368، البلد الأمين: ص 611، الكافي: 2/ 596.
(4) الكافي: 2/ 675.
(5) الكافي: 2/ 510.
(6) فلاح السائل: ص 310.
معارج الذكر والدعاء (494)
موضعه، وموضع الرزق وما وعد الله السماء (1).
[الحديث: 2098] قال الإمام علي: إذا سألت الله فاسأله ببطن كفيك، وإذا تعوذت فبظهر كفيك، وإذا دعوت فإصبعيك (2).
[الحديث: 2099] قال الإمام علي: السؤال بعد المدح، فامدحوا الله عز وجل ثم اسأ لوا الحوائج، أثنوا على الله عز وجل وامدحوه قبل طلب الحوائج (3).
[الحديث: 2100] قال الإمام علي: لا قراءة في ركوع ولا سجود، إنما فيهما المدحة لله عز وجل ثم المسألة، فابتدئوا قبل المسألة بالمدحة لله عز وجل ثم اسألوا بعد (4).
[الحديث: 2101] قال الإمام الصادق: في كتاب الإمام علي: إن الثناء على الله والصلاة على رسوله قبل المسألة، وإن أحدكم ليأتي الرجل يطلب الحاجة فيحب أن يقول له خيرا قبل أن يسأله حاجته (5).
[الحديث: 2102] قال الإمام الصادق: في كتاب الإمام علي: (إن المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عز وجل فمجده)، قيل: كيف أمجده؟ قال: تقول: يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا فعالا لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من هو ليس كمثله شيءٌ (6).
[الحديث: 2103] قال الإمام علي: من صلى على محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورفعت دعوته (7).
[الحديث: 2104] قال الإمام علي: صلوا على محمد وآل محمد؛ فإن الله عز وجل
__________
(1) تهذيب الأحكام: 2/ 322، علل الشرائع: ص 366.
(2) قرب الإسناد: ص 165.
(3) الخصال: ص 635.
(4) قرب الإسناد: ص 162.
(5) الكافي: 2/ 686.
(6) الكافي: 2/ 686، مكارم الأخلاق: 2/ 16.
(7) الخصال: ص 630.
معارج الذكر والدعاء (495)
يقبل دعاءكم عند ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودعائكم له وحفظكم إياه صلى الله عليه وآله وسلم (1).
[الحديث: 2105] قال الإمام علي في بيان فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى جعل دعاء أمته فيما يسألون ربهم ـ جل ثناؤه ـ مرفوعا من إجابته حتى يصلوا فيه عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا أكبر وأعظم مما أعطى الله ـ تبارك وتعالى ـ لآدم عليه السلام (2).
[الحديث: 2106] قال الإمام علي: إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجةٌ فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ثم سل حاجتك؛ فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الأخرى (3).
[الحديث: 2107] قال الإمام علي: اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش.. فاسأ لوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله، واعلموا أنه شافعٌ مشفعٌ (4).
[الحديث: 2108] قال الإمام علي: من استدام قرع الباب ولج ولج (5).
[الحديث: 2109] قال الإمام علي في دعائه: الحمد لله الذي مرضاته في الطلب إليه والتماس ما لديه، وسخطه في ترك الإلحاح في المسألة عليه (6).
[الحديث: 2110] قال الإمام الحسن: يا ابن آدم، من مثلك وقد خلي ربك بينه وبينك؟ متى شئت أن تدخل إليه توضأت وقمت بين يديه، ولم يجعل بينك وبينه حجابا ولا بوابا، تشكو إليه همومك وفاقتك، وتطلب منه حوائجك، وتستعينه على أمورك (7).
__________
(1) الخصال: ص 613.
(2) إرشاد القلوب: ص 608.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 361، الدعوات: ص 22.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(5) غرر الحكم: ح 9160، عيون الحكم والمواعظ: ص 656.
(6) البلد الأمين: ص 127.
(7) إرشاد القلوب: ص 77.
معارج الذكر والدعاء (496)
[الحديث: 2111] عن بشر وبشير في ذكر دعاء الإمام الحسين يوم عرفة: ثم رفع صوته وبصره إلى السماء، وعيناه قاطرتان كأنهما مزادتان، وقال بأعلى صوته: يا أسمع السامعين.. ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس، وأفاض وأفاض الناس معه (1).
[الحديث: 2112] قال الإمام السجاد في دعائه: يا من لا يحتقر أهل الحاجة إليه، ويا من لا يخيب الملحين عليه، ويا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه (2).
[الحديث: 2113] قال الإمام السجاد في دعائه: سيدي إن آمالي فيك يتجاوز آمال الآملين، وسؤالي إياك لا يشبه سؤال السائلين؛ لأن السائل إذا منع امتنع عن السؤال، وأنا فلا غناء بي عنك في كل حال (3).
[الحديث: 2114] قال الإمام الباقر: كان أبي (الإمام السجاد) يلح في الدعاء، يقول: يا رب يا رب، حتى ينقطع النفس، ثم يعود، ثم يعود (4).
[الحديث: 2115] قال الإمام السجاد عند دعائه لجيرانه وأوليائه: وزدهم بصيرة في حقي ومعرفة بفضلي، حتى يسعدوا بي وأسعد بهم آمين رب العالمين (5).
[الحديث: 2116] كان الإمام السجاد عند استجابة دعائه يدعو بهذا الدعاء: اللهم قد أكدى الطلب، وأعيت الحيل إلا عندك، وضاقت المذاهب، وامتنعت المطالب، وعسرت
__________
(1) البلد الأمين: ص 258.
(2) الصحيفة السجادية: ص 181.
(3) بحار الأنوار: 96/ 169.
(4) محاسبة النفس لابن طاووس: ص 38.
(5) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
معارج الذكر والدعاء (497)
الرغائب، وانقطعت الطرق إلا إليك، وتصرمت الآمال، وانقطع الرجاء إلا منك، وخابت الثقة، وأخلف الظن إلا بك، اللهم إني أجد سبل المطالب إليك منهجة، ومناهل الرجاء إليك مفتحة، وأعلم أنك لمن دعاك بموضع إجابة، وللصارخ إليك بمرصد إغاثة، وأن القاصد إليك لقريب المسافة منك، ومناجاة العبد إياك غير محجوبة عن استماعك، وأن في اللهف إلى جودك، والرضا بعدتك، والاستراحة إلى ضمانك، عوضا من منع الباخلين، ومندوحة عما قبل المستأثرين، ودركا من خير الوارثين، فاغفر بلا إله إلا أنت ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وافتح لي أبواب رحمتك وجودك التي لا تغلقها عن أحبائك وأصفيائك، يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 2117] سئل الإمام الباقر عن قول الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76]، فقال: الاستكانة هي الخضوع، والتضرع رفع اليدين، والتضرع بهما (2).
[الحديث: 2118] قال الإمام الباقر: والله لا يلح عبدٌ مؤمنٌ على الله عز وجل في حاجته، إلا قضاها له (3).
[الحديث: 2119] قيل للإمام الباقر: علمني دعاء، فقال: أين أنت عن دعاء الإلحاح.. ألح في الطلب؛ فإنه يحب إلحاح الملحين من عباده المؤمنين (4).
[الحديث: 2120] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: اخفض الصوت، إن
__________
(1) الدعوات ص 72.
(2) الكافي: 2/ 681 وص 680.
(3) الكافي: 2/ 675، عدة الداعي: ص 163.
(4) قرب الإسناد: ص 6.
معارج الذكر والدعاء (498)
ربك الذي يعلم ما تسرون وما تعلنون، قد علم ما تريدون قبل أن تسألوه (1).
[الحديث: 2121] قيل للإمام الصادق: ما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء، وبين أن تخفضوها نحو الأرض؟ قال: في علمه وإحاطته وقدرته سواء، ولكنه عز وجل أمر أوليائه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش لأنه جعله معدن الرزق، فثبتنا ما ثبته القرآن والأخبار عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: ارفعوا أيديكم إلى الله عز وجل (2).
[الحديث: 2122] قال الإمام الصادق في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76]: التضرع رفع اليدين (3).
[الحديث: 2123] قال الإمام الصادق: ما أبرز عبدٌ يده إلى الله العزيز الجبار، إلا استحيا الله عز وجل أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه (4).
[الحديث: 2124] قال الإمام الصادق: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني ارغب إلى الله وسله، وحرك أصابعك إليه (5).
[الحديث: 2125] قال الإمام الصادق: إن الاستكانة في الدعاء أن يضع يديه على منكبيه حين دعائه (6).
[الحديث: 2126] قال الإمام الصادق: الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء، والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء، وقوله: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ [المزمل: 8] الدعاء بإصبع واحدة تشير بها، والتضرع تشير بإصبعيك وتحركهما، والابتهال رفع اليدين وتمدهما
__________
(1) تحف العقول: ص 305.
(2) التوحيد: ص 268، الاحتجاج: 2/ 199.
(3) معاني الأخبار: ص 369.
(4) الكافي: 2/ 671، فلاح السائل: ص 78
(5) قصص الأنبياء: ص 195.
(6) فلاح السائل: ص 88، عدة الداعي: ص 186.
معارج الذكر والدعاء (499)
وذلك عند الدمعة، ثم ادع (1).
[الحديث: 2127] قال الإمام الصادق: الرغبة تبسط يديك وتظهر باطنهما، والرهبة تبسط يديك وتظهر ظهرهما، والتضرع تحرك السبابة اليمنى يمينا وشمالا، والتبتل تحرك السبابة اليسرى، ترفعها في السماء رسلا وتضعها، والابتهال تبسط يديك وذراعيك إلى السماء، والابتهال حين ترى أسباب البكاء (2).
[الحديث: 2128] قيل للإمام الصادق: كيف المسألة إلى الله تبارك وتعالى؟ قال: تبسط كفيك، قيل: كيف الاستعاذة؟ قال: تفضي بكفيك والتبتل الإيماء بالإصبع، والتضرع تحريك الإصبع، والابتهال أن تمد يديك جميعا (3).
[الحديث: 2129] سئل الإمام الصادق عن الدعاء ورفع اليدين، فقال: على أربعة أوجه: أما التعوذ فتستقبل القبلة بباطن كفيك، وأما الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتفضي بباطنهما إلى السماء، وأما التبتل فإيماءٌ بإصبعك السبابة، وأما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك، ودعاء التضرع أن تحرك إصبعك السبابة مما يلي وجهك، وهو دعاء الخيفة (4).
[الحديث: 2130] قال الإمام الصادق: من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما، ثم جلس فأثنى على الله عز وجل وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سأل الله حاجته فقد طلب الخير في مظانه، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب (5).
[الحديث: 2131] قال الإمام الصادق: من جاع فليتوضأ وليصل ركعتين، ثم يقول: يا رب إني جائعٌ فأطعمني، فإنه يطعم من ساعته (6).
__________
(1) الكافي: 2/ 479.
(2) الكافي: 2/ 680، عدة الداعي: ص 186.
(3) الكافي: 2/ 681.
(4) الكافي: 2/ 681، مكارم الأخلاق: 2/ 15.
(5) الكافي: 3/ 678، تهذيب الأحكام: 3/ 313.
(6) الكافي: 3/ 675، تهذيب الأحكام: 3/ 313.
معارج الذكر والدعاء (500)
[الحديث: 2132] قال الإمام الصادق: إذا أردت أن تدعو فمجد الله عز وجل، واحمده، وسبحه، وهلله، وأثن عليه، وصل على محمد النبي وآله، ثم سل تعط (1).
[الحديث: 2133] قال الإمام الصادق: إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عز وجل والمدح له، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يسأل الله حوائجه (2).
[الحديث: 2134] قيل للإمام الصادق: علمني دعاء أرجو إجابته، قال: أكثر من حمد الله سبحانه، وادعه بما شئت، فقال الرجل: وما الحمد من الدعاء؟ فقال: إن جميع من في الأرض من المسلمين يدعون ليلهم ونهارهم أن يستجيب للحامدين، فما ظنك بمن يشفع له عند الله جميع المسلمين؟ قيل: وكيف ذلك؟ قال: أليس يقولون في كل ركعة يركعونها: سمع الله لمن حمده؟ فعليك بحمد الله عز وجل يستجب الله دعاءك (3).
[الحديث: 2135] قال الإمام الصادق: إنما هي المدحة، ثم الثناء، ثم الإقرار بالذنب، ثم المسألة؛ إنه والله ما خرج عبدٌ من ذنب إلا بالإقرار (4).
[الحديث: 2136] قيل للإمام الصادق: آيتان في كتاب الله عز وجل أطلبهما فلا أجدهما، قال: وما هما؟ قيل: قول الله عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، فندعوه ولا نرى إجابة، قال: أفترى الله عز وجل أخلف وعده؟ قيل: لا، قال: فمم ذلك؟ قيل: لا أدري، قال: لكني أخبرك، من أطاع الله عز وجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه، قيل: وما جهة الدعاء؟ قال: تبدأ فتحمد الله، وتذكر نعمه عندك، ثم تشكره،
__________
(1) الكافي: 2/ 685، مكارم الأخلاق: 2/ 16.
(2) الكافي: 2/ 686، مكارم الأخلاق: 2/ 16.
(3) الدعاء المأثور للطرطوشي: ص 68.
(4) الكافي: 2/ 686، عدة الداعي: ص 168.
معارج الذكر والدعاء (501)
ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تذكر ذنوبك فتقر بها، ثم تستعيذ منها، فهذا جهة الدعاء (1).
[الحديث: 2137] قيل للإمام الصادق: آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما، فقال: وما هما؟ قيل: قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، ثم أدعو فلا أرى الإجابة، قال: أفترى الله ـ تبارك وتعالى ـ أخلف وعده؟ قيل: لا، فقال: الآية الأخرى؟ قال: قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39] فأنفق فلا أرى خلفا، قال: أفترى الله أخلف وعده؟ قيل: لا، قال: فمه؟ قيل: لا أدري، قال: لكني أخبرك إن شاء الله تعالى، أما إنكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثم دعوتموه لأجابكم، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم، وأما قولك: تنفقون فلا ترون خلفا، أما إنكم لو كسبتم المال من حله ثم أنفقتموه في حقه لم ينفق رجلٌ درهما إلا أخلفه الله عليه، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم وإن كنتم عاصين، قيل: وما جهة الدعاء؟ قال: إذا أديت الفريضة، مجدت الله وعظمته وتمدحه بكل ما تقدر عليه، وتصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتجتهد في الصلاة عليه، وتشهد له بتبليغ الرسالة، وتصلي على أئمة الهدى، ثم تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أبلاك وأولاك، وتذكر نعمه عندك وعليك وما صنع بك، فتحمده وتشكره على ذلك، ثم تعترف بذنوبك، وتقر بها، أو بما ذكرت منها، وتجمل ما خفي عليك منها فتتوب إلى الله من جميع معاصيك، وأنت تنوي أن لا تعود، وتستغفر منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء، ويكون من قولك: اللهم إني أعتذر إليك من ذنوبي، وأستغفرك وأتوب إليك، فأعني على طاعتك، ووفقني لما أوجبت علي من كل ما يرضيك، فإني لم أر أحدا بلغ شيئا من طاعتك إلا بنعمتك عليه قبل طاعتك، فأنعم علي
__________
(1) الكافي: 2/ 686، عدة الداعي: ص 16.
معارج الذكر والدعاء (502)
بنعمة أنال بها رضوانك والجنة، ثم تسأل بعد ذلك حاجتك، فإني أرجو أن لا يخيبك إن شاء الله تعالى (1).
[الحديث: 2138] قال الإمام الصادق ـ في زيارة البيت يوم النحر ـ: أسألك مسألة العليل الذليل المعترف بذنبه، أن تغفر لي ذنوبي (2).
[الحديث: 2139] قال الإمام الصادق: لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد (3).
[الحديث: 2140] قيل للإمام الصادق: ما معنى أجعل صلواتي كلها لك؟ فقال: يقدمه بين يدي كل حاجة، فلا يسأل الله عز وجل شيئا حتى يبدأ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه (4).
[الحديث: 2141] قال الإمام الصادق: من كانت له إلى الله عز وجل حاجةٌ فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثم يسأل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد؛ فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه (5).
[الحديث: 2142] قال الإمام الصادق: من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفرف الدعاء على رأسه، فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع الدعاء (6).
[الحديث: 2143] قال الإمام الصادق: إن لله ـ تبارك وتعالى ـ رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين، فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين (7).
__________
(1) فلاح السائل: ص 96.
(2) الكافي: 6/ 511، تهذيب الأحكام: 5/ 252.
(3) الكافي: 2/ 691، مكارم الأخلاق: 2/ 18.
(4) الكافي: 2/ 692، مكارم الأخلاق: 2/ 18.
(5) الكافي: 2/ 696.
(6) الكافي: 2/ 691.
(7) كمال الدين: ص 366.
معارج الذكر والدعاء (503)
[الحديث: 2144] قال الإمام الصادق: إن الله عز وجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحب ذلك لنفسه، إن الله عز وجل يحب أن يسأل ويطلب ما عنده (1).
[الحديث: 2145] قال الإمام الصادق: لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق، لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها (2).
[الحديث: 2146] قال الإمام الصادق: الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراما، فأكثر من الدعاء؛ فإنه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا ينال ما عند الله عز وجل إلا بالدعاء، وإنه ليس بابٌ يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه (3).
[الحديث: 2147] قال الإمام الصادق في وداع شهر رمضان: اجعلني ممن كتبته في هذا الشهر من حجاج بيتك الحرام، المبرور حجهم، المغفور لهم ذنبهم، المتقبل عملهم، آمين آمين آمين، رب العالمين (4).
[الحديث: 2148] قال الإمام الكاظم: التبتل: أن تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت، والابتهال: أن تبسطهما وتقدمهما، والرغبة: أن تستقبل براحتيك السماء، وتستقبل بهما وجهك، والرهبة: أن تكفئ كفيك فترفعهما إلى الوجه، والتضرع: أن تحرك إصبعيك وتشير بهما (5).
[الحديث: 2149] قال الإمام الكاظم: من دعا قبل الثناء على الله والصلاة على النبي
__________
(1) الكافي: 2/ 675، عدة الداعي: ص 163.
(2) الكافي: 2/ 261 وص 266، التمحيص: ص 69.
(3) الكافي: 2/ 670، مكارم الأخلاق: 2/ 9.
(4) تهذيب الأحكام: 3/ 126، الإقبال: 1/ 632.
(5) معاني الأخبار: ص 370، مسائل علي بن جعفر: ص 337.
معارج الذكر والدعاء (504)
صلى الله عليه وآله وسلم، كان كمن رمى بسهم بلا وتر (1).
[الحديث: 2150] قال الإمام الكاظم عن آبائه: كانت فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات، ولا تدعو لنفسها، فقيل لها: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنك تدعين للناس ولا تدعين لنفسك، فقالت: الجار ثم الدار (2).
[الحديث: 2151] قال الإمام الكاظم في دعائه: يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا جودا وكرما (3).
[الحديث: 2152] سئل الإمام الكاظم عن الرجل يدعو وحوله إخوانه، أيجب عليهم أن يؤمنوا؟ قال: إن شاءوا فعلوا، وإن شاءوا سكتوا، فإن دعا بحق وقال لهم: أمنوا، وجب عليهم أن يفعلوا (4).
[الحديث: 2153] قيل للإمام الرضا: ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم إلى السماء؟ قال: إن الله استعبد خلقه بضروب من العبادة، ولله مفازع يفزعون إليه ومستعبدٌ، فاستعبد عباده بالقول والعلم والعمل والتوجه ونحو ذلك؛ استعبدهم بتوجه الصلاة إلى الكعبة، ووجه إليها الحج والعمرة، واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرع ببسط الأيدي ورفعها إلى السماء لحال الاستكانة، وعلامة العبودية والتذلل له (5).
[الحديث: 2154] عن رجاء بن أبي الضحاك، قال: كان الإمام الرضا يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد وآله، ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها (6).
__________
(1) تحف العقول: ص 603.
(2) علل الشرائع: ص 182.
(3) الكافي: 3/ 328.
(4) مسائل علي بن جعفر: ص 155، قرب الإسناد: ص 298.
(5) الاحتجاج: 2/ 377.
(6) عيون أخبار الرضا: 2/ 182.
معارج الذكر والدعاء (505)
ثالثا ـ ما ورد حول المحظورات والمكروهات
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [المحظورات والمكروهات] المتعلقة بالذكر والدعاء، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي تتحدث عن بعض هذه المحظورات، ومنها قوله تعالى: ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾ [الإسراء: 11]
وقال في النهي عن الاعتداء في الدعاء: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]
وما نورده هنا من الأحاديث ليس قاصرا على المحظورات، بل يشمل المكروهات، أو ما هو خلاف الأولى، وهو ما يحمل عليه قوله تعالى بشأن دعاء نوح عليه السلام لربه حول ابنه: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [هود: 46]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 2155] عن أبي هريرة، قال: جاءت امرأةٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها لممٌ فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يشفيني، فقال: إن شئت دعوت الله أن يشفيك، وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك، قالت: بل أصبر ولا حساب علي (1).
__________
(1) أحمد: 3/ 666، صحيح ابن حبان: 7/ 170، الحاكم: 6/ 263.
معارج الذكر والدعاء (506)
[الحديث: 2156] عن عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها (1).
[الحديث: 2157] عن عطاء عن عائشة، أنها سرقت ملحفةٌ لها، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تسبخي (2) عنه (3).
[الحديث: 2158] عن مولى لسعد، أن سعدا سمع ابنا له يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها، ونحوا من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال: لقد سألت الله خيرا كثيرا، وتعوذت بالله من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنه سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء، وقرأ هذه الآية: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]، وإن حسبك أن تقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل (4).
[الحديث: 2159] عن أبي نعامة، أن عبد الله بن مغفل قال لابنه: يا بني سل الله الجنة وتعوذه من النار؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سيكون بعدي قومٌ من هذه الأمة يعتدون في الدعاء والطهور (5).
[الحديث: 2160] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إياكم والسجع في الدعاء، حسب أحدكم أن يقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما
__________
(1) البخاري: 5/ 2160، مسلم: 6/ 1996، الأدب المفرد: ص 156.
(2) أي لا تخففي عنه الإثم الذي استحقه بالسرقة.
(3) أبو داوود: 2/ 80 و6/ 278، أحمد: 9/ 297 8.
(4) أحمد: 1/ 365.
(5) أحمد: 5/ 629 1، ابن ماجة: 2/ 1271.
معارج الذكر والدعاء (507)
قرب إليها من قول أو عمل (1).
[الحديث: 2161] عن ابن عباس، قال: انظر السجع من الدعاء فاجتنبه؛ فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك (2).
[الحديث: 2162] عن عائشة، أنها قالت لابن السائب قاص أهل مكة: اجتنب السجع من الدعاء؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك (3).
[الحديث: 2163] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنيا للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي (4).
[الحديث: 2164] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت؛ إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب (5).
[الحديث: 2165] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تمنوا الموت؛ فإنه يقطع العمل، ولا يرد الرجل فيستعتب (6).
[الحديث: 2166] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدعو به من قبل أن يأتيه؛ إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله عنه، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا (7).
[الحديث: 2167] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تمنوا الموت؛ فإن هول المطلع شديدٌ، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد، ويرزقه الله الإنابة (8).
__________
(1) ربيع الأبرار: ?/???.
(2) البخاري: 5/???4.
(3) أحمد: ??/?? ?، المصنف لابن أبي شيبة: ?/??.
(4) البخاري: 5/ 2337، مسلم: 6/ 2066، ابن ماجة: 2/ 1625، النسائي: 6/ 3؛ بحار الأنوار: 82/ 176 عن منتهى المطلب.
(5) البخاري: 5/ 2167، أحمد: 3/ 83، النسائي: 6/ 2.
(6) المعجم الكبير: 18/ 36.
(7) السنن الكبرى: 3/ 529، مسلم: 6/ 2065، أحمد: 3/ 263.
(8) أحمد: 5/ 87 0، الزهد لابن حنبل: ص 29، شعب الإيمان: 7/ 362 9؛ الدعوات: ص 122.
معارج الذكر والدعاء (508)
[الحديث: 2168] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يتمن أحدكم الموت؛ فإنه لا يدري ما قدم لنفسه (1).
[الحديث: 2169] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تمن الموت؛ فإن كنت من أهل الجنة فالبقاء خيرٌ لك، وإن كنت من أهل النار فما يعجلك إليها (2).
[الحديث: 2170] عن قيس، قال: أتيت خبابا ـ وقد اكتوى سبعا في بطنه ـ فسمعته يقول: لولا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به (3).
[الحديث: 2171] عن أم الفضل، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على العباس وهو يشتكي، فتمنى الموت، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا عباس، يا عم رسول الله، لا تتمن الموت، إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خيرٌ لك، وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب خيرٌ لك، فلا تتمن الموت (4).
[الحديث: 2172] عن أبي أمامة، قال: جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرنا ورققنا، فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء، فقال: يا ليتني مت، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا سعد، أعندي تتمنى الموت؟! فردد ذلك ثلاث مرات، ثم قال: يا سعد، إن كنت خلقت للجنة، فما طال عمرك أو حسن من عملك فهو خيرٌ لك (5).
[الحديث: 2173] عن الحسن، قال: قال الحكم بن عمرو الغفاري: يا طاعون خذني إليك، فقال له رجلٌ من القوم: لم تقول هذا، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به؟ قال: قد سمعت ما سمعتم، ولكني أبادر ستا: بيع
__________
(1) تاريخ بغداد: 6/ 125.
(2) كنز العمال: 15/ 553 8.
(3) البخاري: 5/ 2337 وص 2362.
(4) أحمد: 10/ 256 8، الحاكم: 1/ 689.
(5) أحمد: 8/ 306 6، المعجم الكبير: 8/ 217.
معارج الذكر والدعاء (509)
الحكم، وكثرة الشرط، وإمارة الصبيان، وسفك الدماء، وقطيعة الرحم، ونشأ يكونون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير (1).
[الحديث: 2174] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون (2).
[الحديث: 2175] عن أبي الغصين الطائي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما هو يصلي فسمع رجلا من خلفه وهو يصلي، وهو يقول: اللهم أرني الدنيا كما تراها، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من صاحب الدعوة؟ قال الرجل: أنا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله لا يرى الدنيا كالذي تراها، فإذا كنت سائلا فقل: اللهم أرني الدنيا كالذي يراها صالحو عبادك (3).
[الحديث: 2176] عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سبحان الله لا تطيقه ـ أو لا تستطيعه ـ! أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار؟.. فدعا الله له، فشفاه (4).
[الحديث: 2177] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تسخطوا نعم الله، ولا تقترحوا على الله، وإذا ابتلي أحدكم في رزقه ومعيشته فلا يحدثن شيئا يسأله، لعل في ذلك حتفه وهلاكه، ولكن ليقل: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين إن كان ما كرهته من أمري هذا خيرا لي وأفضل في ديني فصبرني عليه، وقوني على احتماله، ونشطني بثقله، وإن كان خلاف ذلك خيرا لي
__________
(1) الحاكم: 3/ 501.
(2) مسلم: 2/ 636، أبو داوود: 3/ 191، أحمد: 10/ 185 5.
(3) الدعاء لمحمد بن فضيل الضبي: ص 18.
(4) مسلم: 6/ 2068، أحمد: 6/ 215 9، الترمذي: 5/ 521.
معارج الذكر والدعاء (510)
فجد علي به، ورضني بقضائك على كل حال، فلك الحمد (1).
[الحديث: 2178] قال الإمام الصادق: إن رجلا مكفوف البصر أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرد علي بصري، فدعا الله له فرد عليه بصره، ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ادع الله لي أن يرد علي بصري، فقال: الجنة أحب إليك أم أن يرد عليك بصرك؟ قال: يا رسول الله، وإن ثوابها الجنة؟ فقال: إن الله أكرم من أن يبتلي عبده المؤمن بذهاب بصره ثم لا يثيبه الجنة (2).
[الحديث: 2179] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم، أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني ما يصلحك (3).
[الحديث: 2180] قال الإمام علي: قلت: اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي، لا تقولن هكذا، فليس من أحد إلا وهو محتاجٌ إلى الناس، فقلت: يا رسول الله، فما أقول؟ قال: قل: اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك، قلت: يا رسول الله، ومن شرار خلقه؟ قال: الذين إذا أعطوا منوا، وإذا منعوا عابوا (4).
[الحديث: 2181] قال الإمام علي: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسٌ إذ سأل عن رجل من أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ الذي لا ريش عليه، فأتاه صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال: نعم، كنت أقول: يا رب، أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة، فاجعلها لي في الدنيا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ألا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار،
__________
(1) عدة الداعي: ص 30، تنبيه الخواطر: 2/ 102.
(2) بصائر الدرجات: ص 272.
(3) الخصال: ص 6، الأمالي للصدوق: ص 398.
(4) تنبيه الخواطر: 1/ 39.
معارج الذكر والدعاء (511)
فقالها الرجل، فكأنما نشط من عقال، وقام صحيحا، وخرج معنا (1).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 2182] قال الإمام علي: رب أمر حرص الإنسان عليه، فلما أدركه ود أن لم يكن أدركه (2).
[الحديث: 2183] قال الإمام علي: إياكم والدعاء باللعن والخزي؛ فإن الله عز وجل قد أحكم في كتابه، فقال عز وجل: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]؛ فمن تعدى بدعائه بلعن أو خزي فهو من المعتدين (3).
[الحديث: 2184] قال الإمام علي: قال الله عز وجل: يا عبادي، أطيعوني فيما أمرتكم به، ولا تعلموني بما يصلحكم؛ فإني أعلم به، ولا أبخل عليكم بمصالحكم (4).
[الحديث: 2185] قال الإمام علي: يا صاحب الدعاء، لا تسأل عما لا يكون ولا يحل (5).
[الحديث: 2186] قيل للإمام علي: أي دعوة أضل؟ قال: الداعي بما لا يكون (6).
[الحديث: 2187] قال الإمام الصادق: سمع الإمام علي رجلا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فقال: أراك تتعوذ من مالك وولدك! يقول الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [الأنفال: 28]، ولكن قل: اللهم إني أعوذ بك من مضلات
__________
(1) الاحتجاج: 1/ 529.
(2) عدّة الداعي: ص 17.
(3) الجعفريات: ص 226.
(4) عدة الداعي: ص 31، إرشاد القلوب: ص 152، تنبيه الخواطر: 2/ 108.
(5) الخصال: ص 635.
(6) من لا يحضره الفقيه: 6/ 381، معاني الأخبار: ص 198.
معارج الذكر والدعاء (512)
الفتن (1).
[الحديث: 2188] عن الإمام علي أنه سمع رجلا يدعو لصاحبه، فقال: لا أراك الله مكروها، فقال: إنما دعوت له بالموت؛ لأن من عاش في الدنيا لا بد أن يرى المكروه (2).
[الحديث: 2189] قال الإمام الصادق: كم من نعمة لله على عبده في غير أمله، وكم من مؤمل أملا الخيار في غيره، وكم من ساع إلى حتفه وهو مبطئٌ عن حظه (3).
[الحديث: 2190] قال الإمام الصادق: إن قوما فيما مضى قالوا لنبي لهم: ادع لنا ربك يرفع عنا الموت، فدعا لهم فرفع الله عنهم الموت، فكثروا حتى ضاقت عليهم المنازل وكثر النسل، ويصبح الرجل يطعم أباه وجده وأمه وجد جده ويوضيهم ويتعاهدهم، فشغلوا عن طلب المعاش، فقالوا: سل لنا ربك أن يردنا إلى حالنا التي كنا عليها، فسأل نبيهم ربه فردهم إلى حالهم (4).
[الحديث: 2191] قال الإمام الصادق: إن بني إسرائيل أتوا موسى فسألوه أن يسأل الله عز وجل أن يمطر السماء عليهم إذا أرادوا ويحبسها إذا أرادوا، فسأل الله عز وجل ذلك لهم، فقال الله عز وجل: ذلك لهم يا موسى، فأخبرهم موسى، فحرثوا ولم يتركوا شيئا إلا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على إرادتهم وحبسوه على إرادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والآجام، ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسى، وقالوا: إنما سألناك أن تسأل الله أن يمطر السماء علينا إذا أردنا فأجابنا، ثم صيرها علينا ضررا، فقال: يا رب، إن بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: ومم ذاك يا موسى؟ قال: سألوني أن
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 580.
(2) شرح نهج البلاغة: 20/ 289.
(3) الأمالي للطوسي: ص 132، قرب الإسناد: ص 60.
(4) الكافي: 3/ 260، التوحيد: ص 401
معارج الذكر والدعاء (513)
أسألك أن تمطر السماء إذا أرادوا، وتحبسها إذا أرادوا فأجبتهم، ثم صيرتها عليهم ضررا، فقال: يا موسى، أنا كنت المقدر لبني إسرائيل فلم يرضوا بتقديري، فأجبتهم إلى إرادتهم فكان ما رأيت (1).
[الحديث: 2192] قال الإمام الصادق: إن العبد ليكون مظلوما، فما يزال يدعو حتى يكون ظالما (2).
[الحديث: 2193] قال الإمام الصادق: قضاء الحوائج إلى الله، وأسبابها ـ بعد الله ـ العباد تجري على أيديهم؛ فما قضى الله من ذلك فاقبلوا من الله بالشكر، وما زوى عنكم منها فاقبلوه عن الله بالرضا والتسليم والصبر، فعسى أن يكون ذلك خيرا لكم؛ فإن الله أعلم بما يصلحكم وأنتم لا تعلمون (3).
[الحديث: 2194] قال الإمام الصادق لرجل قال: ادع الله لي أن يغنيني عن خلقه: إن الله قسم رزق من شاء على يدي من شاء، ولكن سل الله أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك إلى لئام خلقه (4).
[الحديث: 2195] قال الإمام الكاظم: جاء رجلٌ إلى الإمام الصادق، فقال: قد سئمت الدنيا، فأتمنى على الله الموت؟ فقال: تمن الحياة لتطيع لا لتعصي، فلأن تعيش فتطيع خيرٌ لك من أن تموت فلا تعصي ولا تطيع (5).
[الحديث: 2196] قال الإمام الكاظم: سمع موسى عليه السلام رجلا يتمنى
__________
(1) الكافي: 5/ 262.
(2) الكافي: 2/ 333، ثواب الأعمال: ص 323.
(3) تحف العقول: ص 365، بحار الأنوار: 78/ 268.
(4) الكافي: 2/ 266.
(5) عيون أخبار الرضا: 2/ 3.
معارج الذكر والدعاء (514)
الموت، فقال: هل بينك وبين الله قرابةٌ يحابيك بها؟ قال: لا، قال: فهل لك حسناتٌ قدمتها تزيد على سيئاتك؟ قال: لا. قال: فأنت إذا تتمنى هلاك الأبد (1).
[الحديث: 2197] عن الكاهلي، قال: كتبت إلى الإمام الكاظم في دعاء: الحمد لله منتهى علمه، فكتب إلي: لا تقولن منتهى علمه؛ فليس لعلمه منتهى، ولكن قل: منتهى رضاه (2).
__________
(1) نثر الدر: 1/ 360، كشف الغمة: 3/ 62.
(2) الكافي: 1/ 107، التوحيد: ص 136.
معارج الذكر والدعاء (515)
المعراج التاسع من معارج الذكر والدعاء [معراج التزكية والترقية]، وإلى هذا المعراج الإشارة بقوله تعالى حكاية عن دعاء إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 128]، وقوله: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم: 40]
وهي تشير إلى أن القصد من الذكر والدعاء تهذيب النفس وتزكيتها والعروج بها في معارج الكمال، وليس مجرد وسيلة لتحقيق المصالح.
ولهذا حاولنا أن نذكر هنا أكبر قدر ممكن من الأدعية والمناجيات التي تهذب النفس وترتقي بها، وقد صنفناها إلى صنفين:
أولا ـ ما ورد حول التخلية والتصفية
ثانيا ـ ما ورد حول التحلية والترقية
معارج الذكر والدعاء (516)
أولا ـ ما ورد حول التخلية والتصفية
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية التي لها علاقة بـ[التخلية والتصفية]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات الكريمة التي تبين اهتمام المؤمنين بهذه الجوانب، بدل المصالح الدنيوية المحدودة، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 15 - 18]
وقال عن آدم وحواء عليهما السلام: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 22 - 23]
وقال في تعليم المؤمنين كيفية دعاء ربهم: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286]
معارج الذكر والدعاء (517)
وقال عن دعاء الصالحين لربهم: ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 147 - 148]
وقد أوردنا هنا الكثير من الأدعية المرتبطة بذلك، مع التنبيه إلى أنها قد تختلط بغيرها من أنواع الأدعية، سواء ما ارتبط بمصالح الدنيا، أو بما سنورده في القسم الثاني من الأدعية والأذكار الخاصة بالتحلية والترقية.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 2198] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لكل شيء سقالة، وإن سقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله (1).
[الحديث: 2199] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ذكر الله شفاء القلوب (2).
[الحديث: 2200] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليكم بذكر الله فإنه شفاءٌ، وإياكم وذكر الناس فإنه داءٌ (3).
[الحديث: 2201] عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، رب أعوذ بك من أن أزل، أو أضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي (4).
[الحديث: 2202] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أسألك علما نافعا، وأعوذ بك من
__________
(1) شعب الإيمان: 1/ 396.
(2) كنز العمال: 1/ 414 عن الديلمي.
(3) تنبيه الخواطر: 1/ 8؛ شعب الإيمان: 1/ 459.
(4) النسائي: 8/ 268، ابن ماجة: 2/ 1278.
معارج الذكر والدعاء (518)
علم لا ينفع (1).
[الحديث: 2203] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، وقول لا يسمع (2).
[الحديث: 2204] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أعوذ بك من ضراء مضرة، وفتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين (3).
[الحديث: 2205] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعوذوا بالله من خشوع النفاق، قالوا: يا رسول الله، وما خشوع النفاق؟ قال: خشوع البدن ونفاق القلب (4).
[الحديث: 2206] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استعيذوا بالله من الرغب (5).
[الحديث: 2207] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء (6).
[الحديث: 2208] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق (7).
[الحديث: 2209] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الذنوب التي تمنع إجابتك، اللهم إني أعوذ بك من الذنوب التي تمنع رزقك، اللهم إني أعوذ بك من الذنوب التي تحل النقم (8).
[الحديث: 2210] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملته
__________
(1) النسائي: 4/ 444، ابن ماجة: 2/ 1263.
(2) أحمد: 4/ 507 5، صحيح ابن حبان: 1/ 284.
(3) النسائي: 3/ 55، أحمد: 6/ 366.
(4) شعب الإيمان: 5/ 364، نوادر الاصول: 1/ 389.
(5) الدعاء للطبراني: ص 413، نوادر الاصول: 2/ 142.
(6) الترمذي: 5/ 575، صحيح ابن حبان: 3/ 240.
(7) أبو داود: 2/ 91، النسائي: 8/ 264.
(8) الدعاء للطبراني: ص 410.
معارج الذكر والدعاء (519)
نفسي (1).
[الحديث: 2211] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: قل: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي (2).
[الحديث: 2212] عن سالم بن عبد الله، قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ارزقني عينين هطالتين يبكيان بذروف الدموع، ويشفيان من خشيتك، قبل أن تكون الدموع دما، والأضراس جمرا (3).
[الحديث: 2213] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قل كل يوم حين تصبح: أسألك اللهم الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الممات، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقا إلى لقائك (4).
[الحديث: 2214] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو فيقول: اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلابك، اللهم فأعطنا منها ما يرضيك عنا (5).
[الحديث: 2215] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوةٌ للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي (6).
[الحديث: 2216] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو يقول أحدكم إذا غضب (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ذهب عنه غضبه (7).
[الحديث: 2217] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عودوا ألسنتكم الاستغفار، فإن الله لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم (8).
[الحديث: 2218] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر فيها من
__________
(1) أحمد: 9/ 272 8.
(2) الترمذي: 5/ 520، التاريخ الكبير: 3/ 1.
(3) الزهد لابن حنبل: ص 15، الزهد لابن المبارك: ص 165.
(4) أحمد: 8/ 156 4، مسند الشاميين: 2/ 352.
(5) تاريخ أصبهان: 2/ 90، تاريخ دمشق: 36/ 321.
(6) الترمذي: 4/ 607؛ الأمالي للطوسي: ص 3.
(7) المعجم الصغير: 2/ 91؛ الدعوات: ص 52.
(8) تاريخ بغداد: 14/ 206؛ الدعوات: ص 31.
معارج الذكر والدعاء (520)
الاستغفار (1).
[الحديث: 2219] عن أبي هريرة، قال: ما رأيت أحدا أكثر أن يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه) من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).
[الحديث: 2220] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والله، إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة (3).
[الحديث: 2221] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة (4).
[الحديث: 2222] عن حذيفة بن اليمان، قال: قلت: يا رسول الله، إني رجلٌ ذرب اللسان، وإن عامة ذلك على أهلي، قال: فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم ـ أو قال في اليوم والليلة ـ مئة مرة (5).
[الحديث: 2223] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلح من وجد في صحيفته استغفارا كثيرا (6).
[الحديث: 2224] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لا يستغفر الله لا يغفر الله له، ومن لا يتوب لا يتوب الله عليه، ومن لا يرحم لا يرحمه الله (7).
[الحديث: 2225] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من استغفر غفر الله له (8).
[الحديث: 2226] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: يابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم
__________
(1) المعجم الأوسط: 1/ 256.
(2) النسائي: 6/ 118 8، صحيح ابن حبان: 3/ 207.
(3) البخاري: 5/ 2324.
(4) مسلم: 4/ 2075؛ المجازات النبوية: ص 390.
(5) النسائي: 6/ 117 2.
(6) الفردوس: 1/ 421.
(7) الفردوس: 3/ 629، كنز العمال: 4/ 227 عن أبي الشيخ.
(8) الترمذي: 5/ 513؛ معاني الأخبار: ص 411.
معارج الذكر والدعاء (521)
استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي (1).
[الحديث: 2227] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الشيطان قال: وعزتك يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، قال الرب: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني (2).
[الحديث: 2228] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين: 14] (3).
[الحديث: 2229] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنزل الله علي أمانين لأمتي: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33]، فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة (4).
[الحديث: 2230] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب (5).
[الحديث: 2231] عن ابن عمر، قال: كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المجلس الواحد مئة مرة من قبل أن يقوم: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور (6).
[الحديث: 2232] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلاأنت..
__________
(1) الترمذي: 5/ 548.
(2) أحمد: 4/ 58 7، الحاكم: 4/ 290.
(3) الترمذي: 5/ 434، النسائي: 6/ 509 8.
(4) الترمذي: 5/ 270، كنز العمال: 1/ 477.
(5) النسائي: 6/ 118.
(6) الترمذي: 5/ 494، أبو داود: 2/ 85، ابن ماجة: 2/ 1253.
معارج الذكر والدعاء (522)
قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة (1).
[الحديث: 2233] عن عمران بن حصين: كان عامة دعاء نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اغفر لي ما أخطأت وما تعمدت، وما أسررت وما أعلنت، وما جهلت وما علمت (2).
[الحديث: 2234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي، وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شي ء قديرٌ (3).
[الحديث: 2235] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أستغفرك لما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، إنك أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شي ء قديرٌ (4).
[الحديث: 2236] عن سعد، قال: جاء أعرابيٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: علمني كلاما أقوله، قال: قل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلابالله العزيز الحكيم)، قال: فهؤلاء لربي فما لي؟ قال: قل: (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني) (5)
[الحديث: 2237] عن جابر بن عبد الله: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وا ذنوباه، وا ذنوباه، فقال هذا القول مرتين أو ثلاثا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قل: (اللهم
__________
(1) البخاري: 5/ 2324، الترمذي: 5/ 467، النسائي: 8/ 279.
(2) أحمد: 7/ 214 5، المعجم الكبير: 18/ 121.
(3) البخاري: 5/ 2350، مسلم: 4/ 2087، الأدب المفرد: ص 205.
(4) أحمد: 7/ 124 6، الحاكم: 1/ 692، الإقبال: 2/ 221.
(5) مسلم: 4/ 2072، أحمد: 1/ 382 وص 392، صحيح ابن حبان: 3/ 226.
معارج الذكر والدعاء (523)
مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي)، فقالها، ثم قال: عد، فعاد، ثم قال: عد، فعاد، فقال: قم، فقد غفر الله لك (1).
[الحديث: 2238] عن أنس، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أذنبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أذنبت فاستغفر ربك، قال: فإني أستغفره ثم أعود فأذنب، قال: فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك، قال: فإني أستغفر ثم أعود فأذنب، قال: إذا أذنبت فعد فاستغفر ربك، فقالها في الرابعة، فقال: إذا أذنبت فاستغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور (2).
[الحديث: 2239] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بذكر الله تحيا القلوب، وبنسيانه موتها (3).
[الحديث: 2240] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: نبه بالذكر قلبك، وجاف عن النوم جنبك، واتق الله ربك (4).
[الحديث: 2241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كابدوا الليل بالصلاة، واذكروا الله كثيرا؛ يكفر عنكم سيئاتكم (5).
[الحديث: 2242] قيل للإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من البخل؟ فقال: نعم، في كل صباح ومساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل، يقول الله عز وجل: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9] (6).
[الحديث: 2243] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استعيذوا بالله من محبة أعدائنا، وعداوة
__________
(1) الحاكم: 1/ 728.
(2) مجمع الزوائد: 10/ 332 عن البزار، الدعاء للطبراني: ص 504.
(3) تنبيه الخواطر: 2/ 120.
(4) تنبيه الخواطر: 2/ 117.
(5) الأمالي للمفيد: ص 189.
(6) علل الشرائع: ص 548.
معارج الذكر والدعاء (524)
أوليائنا، فتعاذوا من بغضنا وعداوتنا؛ فإنه من أحب أعداءنا فقد عادانا، ونحن منه براءٌ، والله عز وجل منه بريءٌ (1).
[الحديث: 2244] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ في كل يوم من ست خصال: من الشك والشرك، والحمية والغضب، والبغي والحسد (2).
[الحديث: 2245] قال الإمام علي: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، إن نفسي لا تشبع ولا تقنع، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قل: اللهم رضني بقضائك، وصبرني على بلائك، وبارك لي في أقدارك، حتى لا أحب تعجيل شي ء أخرته، ولا أحب تأخير شي ء عجلته (3).
[الحديث: 2246] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المستغفر من الذنب وهو مقيمٌ عليه كالمستهزئ بربه، وإن الرجل إذا قال: أستغفرك وأتوب إليك، ثم عاد فقالها، ثم عاد ـ ثلاث مرات ـ كتب في الرابعة من الكذابين (4).
[الحديث: 2247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: عليك بالاستغفار فإنها المنجاة (5).
[الحديث: 2248] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله عز وجل في كل يوم سبعين مرة، ويتوب إلى الله عز وجل سبعين مرة، قيل: كان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال: كان يقول: (أستغفر الله، أستغفر الله) سبعين مرة، ويقول: (وأتوب إلى الله، وأتوب إلى الله) سبعين مرة (6).
[الحديث: 2249] قال الإمام الصادق: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله
__________
(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: ص 584.
(2) الخصال: ص 329.
(3) الجعفريات: ص 220.
(4) تنبيه الخواطر: 2/ 223؛ كنز العمال: 4/ 228 0.
(5) الجعفريات: ص 186، من لا يحضره الفقيه: 4/ 361.
(6) الكافي: 2/ 505، الزهد للحسين بن سعيد: ص 73.
معارج الذكر والدعاء (525)
ويستغفره في كل يوم وليلة مئة مرة من غير ذنب (1).
[الحديث: 2250] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب: أستغفر الله (2).
[الحديث: 2251] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن إذا أحسن استبشر، وإذا أساء استغفر (3).
[الحديث: 2252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير العبادة الاستغفار، وذلك قول الله عز وجل في كتابه: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾ [محمد: 19] (4).
[الحديث: 2253] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير الدعاء الاستغفار وخير العبادة قول: (لا إله إلا الله) (5).
[الحديث: 2254] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من الذكر شيءٌ أفضل من قول: (لا إله إلا الله)، وما من الدعاء شيءٌ أفضل من الاستغفار، ثم تلا: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾ [محمد: 19] (6).
[الحديث: 2255] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يعجب من عبده إذا قال: (رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) يقول: يا ملائكتي، عبدي هذا قد علم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أني قد غفرت له (7).
__________
(1) الكافي: 2/ 450، معاني الأخبار: ص 384.
(2) ثواب الأعمال: ص 197.
(3) عوالي اللآلي: 1/ 437.
(4) الكافي: 2/ 517، المحاسن: 1/ 98.
(5) الجعفريات: ص 228، الكافي: 2/ 504؛ الفردوس: 2/ 179.
(6) الدعوات: ص 20؛ كنز العمال: 1/ 423.
(7) تحف العقول: ص 13.
معارج الذكر والدعاء (526)
[الحديث: 2256] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الاستغفار ممحاةٌ للذنوب (1).
[الحديث: 2257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تنسين الاستغفار في صلاتك؛ فإنها ممحاةٌ للخطايا برحمة الله (2).
[الحديث: 2258] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ظلم أحدا ففاته، فليستغفر الله له فإنه كفارةٌ له (3).
[الحديث: 2259] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كبيرةٌ بكبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرةٌ بصغيرة مع الإصرار (4).
[الحديث: 2260] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن للقلوب صدأ كصدإ النحاس، فاجلوها بالاستغفار (5).
[الحديث: 2261] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر (الحمد لله)، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) ينفي عنه الفقر (6).
[الحديث: 2262] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا الاستغفار؛ فإنه يجلب الرزق (7).
[الحديث: 2263] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خير وقت دعوتم الله عز وجل فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يوسف: 98]، وقال: أخرهم إلى السحر (8).
__________
(1) الكافي: 2/ 439، الزهد للحسين بن سعيد: ص 69، بحار الأنوار: 6/ 38.
(2) ثواب الأعمال: ص 197، بحار الأنوار: 93/ 279؛ كنز العمال: 1/ 479.
(3) الأمالي للطوسي: ص 346.
(4) الكافي: 2/ 334.
(5) عدة الداعي: ص 249؛ تاريخ دمشق: 62/ 80 4.
(6) الكافي: 8/ 93، المحاسن: 1/ 114؛ تاريخ بغداد: 2/ 52.
(7) كنز الفوائد: 2/ 197، الخصال: ص 615.
(8) الكافي: 2/ 477.
معارج الذكر والدعاء (527)
[الحديث: 2264] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثةٌ معصومون من شر إبليس وجنوده: الذاكرون الله كثيرا بالليل والنهار، والمستغفرون بالأسحار، والباكون من خشية الله (1).
[الحديث: 2265] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تبارك وتعالى: إن أحب العباد إلي المتحابون من أجلي، المتعلقة قلوبهم بالمساجد، والمستغفرون بالأسحار، أولئك إذا أردت بأهل الأرض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم (2).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 2266] قال الإمام علي: ذكر الله جلاء الصدور، وطمأنينة القلوب (3).
[الحديث: 2267] قال الإمام علي: الذكر يشرح الصدر (4).
[الحديث: 2268] قال الإمام علي: إن الله سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاء للقلوب، تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة (5).
[الحديث: 2269] قال الإمام علي: ذكر الله دواء أعلال النفوس (6).
[الحديث: 2270] قال الإمام علي: أصل صلاح القلب اشتغاله بذكر الله (7).
[الحديث: 2271] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الجهل والهزل، ومن شر القول والفعل (8).
__________
(1) دعائم الإسلام: 1/ 210.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 375، تنبيه الخواطر: 2/ 62
[2 الكافي: 3/ 450 وص 340.
(3) غرر الحكم: ح 5165.
(4) غرر الحكم: ح 835.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 122.
(6) غرر الحكم: ح 5169.
(7) غرر الحكم: ح 3083.
(8) مهج الدعوات: ص 132.
معارج الذكر والدعاء (528)
[الحديث: 2272] قال الإمام الصادق: سمع الإمام علي رجلا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فقال: أراك تتعوذ من مالك وولدك؛ يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [التغابن: 15]، ولكن قل: اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن (1).
[الحديث: 2273] قال الإمام علي استعيذوا بالله من لواقح الكبر، كما تستعيذونه من طوارق الدهر (2).
[الحديث: 2274] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من أن تحسن في لامعة العيون علانيتي، وتقبح فيما أبطن لك سريرتي، محافظا على رياء الناس من نفسي بجميع ما أنت مطلعٌ عليه مني، فأبدي للناس حسن ظاهري، وأفضي إليك بسوء عملي، تقربا إلى عبادك، وتباعدا من مرضاتك (3).
[الحديث: 2275] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أعوذ بك أن أعادي لك وليا، أو أوالي لك عدوا، أو أرضى لك سخطا أبدا.
[الحديث: 2276] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من ذنب يحبط العمل، وأعوذ بك من ذنب يعجل النقم، وأعوذ بك من ذنب يغير النعم، وأعوذ بك من ذنب يمنع الرزق، وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء، وأعوذ بك من ذنب يمنع التوبة، وأعوذ بك من ذنب يهتك العصمة، وأعوذ بك من ذنب يورث الندم، وأعوذ بك من ذنب يحبس القسم (4).
[الحديث: 2277] قال الإمام علي في دعائه: نعوذ بالله مما نعظ به ثم نقصر عنه (5).
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 580، تنبيه الخواطر: 2/ 72.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 276.
(4) الدعوات: ص 60.
(5) مستطرفات السرائر: ص 142؛ كنز العمال: ج 16 ص 200 ح 44221.
معارج الذكر والدعاء (529)
[الحديث: 2278] قال الإمام علي في قوله تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67]: إنما يعني نسوا الله في دار الدنيا، لم يعملوا بطاعته، فنسيهم في الآخرة؛ أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئا فصاروا منسيين من الخير (1).
[الحديث: 2279] قال الإمام علي: من نسي الله سبحانه، أنساه الله نفسه وأعمى قلبه (2).
[الحديث: 2280] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أسألك سلوا عن الدنيا ومقتا لها، فإن خيرها زهيدٌ وشرها عتيدٌ، وصفوها يتكدر، وجديدها يخلق، وما فات فيها لم يرجع، وما نيل فيها فتنةٌ إلا من أصابته منك عصمةٌ وشملته منك رحمةٌ، فلا تجعلني ممن رضي بها، واطمأن إليها، ووثق بها، فإن من اطمأن إليها خانته، ومن وثق بها غرته (3).
[الحديث: 2281] قال الإمام علي: الاستغفار اسمٌ واقعٌ لمعان ست: أولها: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك العود أبدا، والثالث: أن تؤدي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم، والرابع: أن تؤدي حق الله في كل فرض، والخامس: أن تذيب اللحم الذي نبت على السحت والحرام حتى يرجع الجلد إلى عظمه، ثم تنشئ فيما بينهما لحما جديدا، والسادس: أن تذيق البدن ألم الطاعات، كما أذقته لذات المعاصي (4).
[الحديث: 2282] قال الإمام علي: الاستغفار مع الإصرار ذنوبٌ مجددةٌ (5).
[الحديث: 2283] قال الإمام علي: من الغرة بالله أن يصر العبد على المعصية، ويتمنى على الله المغفرة (6).
__________
(1) التوحيد: ص 259، تفسير العياشي: 2/ 96.
(2) غرر الحكم: ح 8875.
(3) إرشاد القلوب: ص 26؛ تاريخ دمشق: 19/ 459.
(4) تحف العقول: ص 197، بحار الأنوار: 6/ 27.
(5) تحف العقول: ص 223.
(6) الأمالي للطوسي: ص 580.
معارج الذكر والدعاء (530)
[الحديث: 2284] قال الإمام علي: عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار (1).
[الحديث: 2285] قال الإمام علي: العجب لمن يهلك والنجاة معه، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار (2).
[الحديث: 2286] قال الإمام علي: ثلاثٌ يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، وخفض الجانب، وكثرة الصدقة (3).
[الحديث: 2287] قال الإمام علي: التوبة على أربع دعائم: ندم بالقلب، واستغفار باللسان وعمل بالجوارح، وعزم أن لا يعود (4).
[الحديث: 2288] قيل للإمام علي: ما التوبة النصوح؟ فقال: ندمٌ بالقلب، واستغفارٌ باللسان، والقصد على أن لا يعود (5).
[الحديث: 2289] قال الإمام علي: طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها، وهجرت في الليل غمضها، حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، وتوسدت كفها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22] (6).
[الحديث: 2290] قال الإمام علي: أفضل التوسل الاستغفار (7).
[الحديث: 2291] قال الإمام علي: سلاح المذنب الاستغفار (8).
__________
(1) نهج البلاغة: الحكمة 87.
(2) الدعوات: ص 31؛ كنز العمال: 2/ 258.
(3) كشف الغمة: 3/ 139.
(4) كشف الغمة: 3/ 139.
(5) تحف العقول: ص 210.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(7) غرر الحكم: ح 2887.
(8) غرر الحكم: ح 5562.
معارج الذكر والدعاء (531)
[الحديث: 2292] قال الإمام علي: لا شفيع أنجح من الاستغفار (1).
[الحديث: 2293] قال الإمام علي: تعطروا بالاستغفار، لا تفضحكم روائح الذنوب (2).
[الحديث: 2294] قال الإمام علي: لو أن الناس حين عصوا أنابوا واستغفروا، لم يعذبوا ولم يهلكوا (3).
[الحديث: 2295] قال الإمام علي: كان في الأرض أمانان من عذاب الله، وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به، أما الأمان الذي رفع فهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأما الأمان الباقي فالاستغفار، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33] (4).
[الحديث: 2296] شكى أعرابي إلى الإمام علي شكوى لحقته، وضيقا في الحال وكثرة من العيال، فقال له: عليك بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10 - 12] (5).
[الحديث: 2297] قال الإمام علي: الاستغفار يزيد في الرزق (6).
[الحديث: 2298] قال الإمام علي: إذا أبطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله، يوسع عليك فيها (7).
[الحديث: 2299] قال الإمام علي: قد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور
__________
(1) غرر الحكم: ح 10658.
(2) تاريخ دمشق: 6/ 394.
(3) غرر الحكم: ح 7583.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 88.
(5) الفرج بعد الشدة للتنوخي: 1/ 42، كنز العمال: 2/ 258 عن ابن النجار.
(6) الخصال: ص 505، مشكاة الأنوار: ص 230.
(7) تحف العقول: ص 174، بشارة المصطفى: ص 27.
معارج الذكر والدعاء (532)
الرزق، ورحمة الخلق، فقال سبحانه: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10 - 12] فرحم الله امرؤا استقبل توبته، واستقال خطيئته، وبادر منيته (1).
[الحديث: 2300] قال الإمام علي في دعائه: اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني، فإن عدت فعد علي بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ، وسقطات الألفاظ، وشهوات الجنان، وهفوات اللسان (2).
[الحديث: 2301] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إن ذنوبي لا تضرك، وإن رحمتك إياي لا تنقصك، فاغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك (3).
[الحديث: 2302] قال الإمام الصادق: أتى رجل الإمام علي، فقال: يا أمير المؤمنين، كان لي مالٌ ورثته ولم أنفق منه درهما في طاعة الله عز وجل، ثم اكتسبت منه مالا فلم أنفق منه درهما في طاعة الله، فعلمني دعاء يخلف علي ما مضى ويغفر لي ما عملت، أو عملا أعمله، قال: قل: يا نوري في كل ظلمة، ويا أنسي في كل وحشة، ويا رجائي في كل كربة، ويا ثقتي في كل شدة، ويا دليلي في الضلالة، أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء، فإن دلالتك لا تنقطع، ولا يضل من هديت، أنعمت علي فأسبغت، ورزقتني فوفرت، وغذيتني فأحسنت غذائي، وأعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل مني ولكن ابتداء منك؛ لكرمك وجودك، فتقويت بكرمك على معاصيك، وتقويت برزقك على سخطك، وأفنيت عمري فيما لا تحب، فلم يمنعك جرأتي عليك وركوبي لما نهيتني عنه ودخولي فيما حرمت
__________
(1) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 78.
(3) كنز العمال: 2/ 683 عن الدينوري؛ نثر الدر: 1/ 274.
معارج الذكر والدعاء (533)
علي أن عدت علي بفضلك، ولم يمنعني حلمك عني وعودك علي بفضلك وأن عدت في معاصيك، فأنت العواد بالفضل وأنا العواد بالمعاصي، فيا أكرم من أقر له بذنب، وأعز من خضع له بذل، لكرمك أقررت بذنبي، ولعزك خضعت بذلي، فما أنت صانعٌ بي في كرمك وإقراري بذنبي، وعزك وخضوعي بذلي افعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله (1).
[الحديث: 2303] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، ما قدر ذنوب أقابل بها كرمك؟ وما قدر عبادة أقابل بها نعمك؟ وإني لأرجو أن تستغرق ذنوبي في كرمك، كما استغرقت أعمالي في نعمك (2).
[الحديث: 2304] قال الإمام علي في دعائه: اللهم تم نورك فهديت فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت، فلك الحمد، وبسطت يدك فأعطيت، فلك الحمد، ربنا، وجهك أكرم الوجوه، وجاهك خير الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهنؤها، تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر، تجيب المضطر وتكشف الضر، وتشفي السقيم وتنجي من الكرب، وتقبل التوبة وتغفر الذنب لمن شئت، لا يجزي آلاءك أحدٌ، ولا يحصي نعماءك قول قائل (3).
[الحديث: 2305] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أرى لدي من فضلك ما لم أسألك، فعلمت أن لديك من الرحمة ما لا أعلم، فصغرت قيمة مطلبي فيما عاينت، وقصرت غاية أملي عندما رجوت، فإن ألحفت في سؤالي فلفاقتي إلى ما عندك، وإن قصرت في دعائي فبما عودت من ابتدائك (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 595، جمال الاسبوع: ص 191.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20/ 284.
(3) المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 37، الدعاء للطبراني: ص 233؛ دعائم الإسلام: 1/ 169، بحار الأنوار: 86/ 35.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20/ 319.
معارج الذكر والدعاء (534)
[الحديث: 2306] قيل للإمام الحسن: إني رجلٌ ذو مال ولا يولد لي، فعلمني شيئا لعل الله يرزقني ولدا، فقال: عليك بالاستغفار.. ألم تسمع قول الله عز اسمه في قصة هود عليه السلام: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 52]، وفي قصة نوح عليه السلام: ﴿وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 12] (1).
[الحديث: 2307] قال الإمام الحسين في دعائه: اللهم ارزقني الرغبة في الآخرة حتى أعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي، اللهم ارزقني بصرا في أمر الآخرة حتى أطلب الحسنات شوقا، وأفر من السيئات خوفا يا رب (2).
[الحديث: 2308] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أيدني منك بنية صادقة، وصبر دائم، وأعذني من سوء الرغبة، وهلع أهل الحرص (3).
[الحديث: 2309] قال الإمام السجاد في دعائه: إن أحب عبادك إليك، من ترك الاستكبار عليك، وجانب الإصرار، ولزم الاستغفار، وأنا أبرأ إليك من أن أستكبر، وأعوذ بك من أن أصر، وأستغفرك لما قصرت فيه (4).
[الحديث: 2310] قال الإمام السجاد في دعائه: الحمد لله، والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا، وأعوذ به من شر نفسي، إن النفس لأمارةٌ بالسوء إلا ما رحم ربي، وأعوذ به من شر الشيطان الذي يزيدني ذنبا إلى ذنبي، وأحترز به من كل جبار فاجر، وسلطان جائر،
__________
(1) مكارم الأخلاق: 1/ 483، المصباح للكفعمي: ص 218.
(2) كشف الغمة: 2/ 275 عن راشد بن أبي روح الأنصاري.
(3) الصحيفة السجادية: ص 63 الدعاء 14.
(4) الصحيفة السجادية: ص 55 الدعاء 12.
معارج الذكر والدعاء (535)
وعدو قاهر (1).
[الحديث: 2311] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من هيجان الحرص، وسورة الغضب، وغلبة الحسد، وضعف الصبر، وقلة القناعة، وشكاسة الخلق، وإلحاح الشهوة، وملكة الحمية، ومتابعة الهوى، ومخالفة الهدى، وسنة الغفلة، وتعاطي الكلفة، وإيثار الباطل على الحق، والإصرار على المأثم، واستصغار المعصية، واستكبار الطاعة ومباهاة المكثرين والإزراء بالمقلين، وسوء الولاية لمن تحت أيدينا، وترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا، أو أن نعضد ظالما، أو نخذل ملهوفا، أو نروم ما ليس لنا بحق، أو نقول في العلم بغير علم (2).
[الحديث: 2312] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنا نعوذ بك أن ننطوي على غش أحد، وأن نعجب بأعمالنا، ونمد في آمالنا، ونعوذ بك من سوء السريرة، واحتقار الصغيرة، وأن يستحوذ علينا الشيطان، أو ينكبنا الزمان، أو يتهضمنا السلطان (3).
[الحديث: 2313] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنا نعوذ بك من تناول الإسراف، ومن فقدان الكفاف، ونعوذ بك من شماتة الأعداء، ومن الفقر إلى الأكفاء، ومن معيشة في شدة، وميتة على غير عدة، ونعوذ بك من الحسرة العظمى، والمصيبة الكبرى، وأشقى الشقاء، وسوء المآب، وحرمان الثواب، وحلول العقاب، اللهم صل على محمد وآله، وأعذني من كل ذلك برحمتك، وجميع المؤمنين والمؤمنات، يا أرحم الراحمين (4).
[الحديث: 2314] قال الإمام السجاد في مناجاة الشاكين: إلهي، إليك أشكو نفسا بالسوء أمارة، وإلى الخطيئة مبادرة، وبمعاصيك مولعة، وبسخطك متعرضة، تسلك بي
__________
(1) البلد الأمين: ص 123، المصباح للكفعمي: ص 163.
(2) الصحيفة السجادية: ص 45.
(3) الصحيفة السجادية: ص 45.
(4) الصحيفة السجادية: ص 45.
معارج الذكر والدعاء (536)
مسالك المهالك، تجعلني عندك أهون هالك، كثيرة العلل، طويلة الأمل، إن مسها الشر تجزع، وإن مسها الخير تمنع، ميالة إلى اللعب واللهو، مملوة بالغفلة والسهو، تسرع بي إلى الحوبة، وتسوفني بالتوبة.. إلهي، أشكو إليك عدوا يضلني، وشيطانا يغويني، قد ملأ بالوسواس صدري، وأحاطت هواجسه بقلبي، يعاضد لي الهوى، ويزين لي حب الدنيا، ويحول بيني وبين الطاعة والزلفى.. إلهي، إليك أشكو قلبا قاسيا، مع الوسواس متقلبا، وبالرين والطبع متلبسا، وعينا عن البكاء من خوفك جامدة، وإلى ما يسرها طامحة.. إلهي، لا حول لي ولا قوة إلابقدرتك، ولا نجاة لي من مكاره الدنيا إلابعصمتك، فأسألك ببلاغة حكمتك، ونفاذ مشيتك، أن لا تجعلني لغير جودك متعرضا، ولا تصيرني للفتن غرضا، وكن لي على الأعداء ناصرا، وعلى المخازي والعيوب ساترا، ومن البلايا واقيا، وعن المعاصي عاصما، برأفتك ورحمتك يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 2315] قال الإمام السجاد في دعائه في الرضا إذا نظر إلى أصحاب الدنيا: الحمد لله رضا بحكم الله، شهدت أن الله قسم معايش عباده بالعدل، وأخذ على جميع خلقه بالفضل.. اللهم لا تفتني بما أعطيتهم، ولا تفتنهم بما منعتني فأحسد خلقك، وأغمط حكمك.. اللهم طيب بقضائك نفسي، ووسع بمواقع حكمك صدري، وهب لي الثقة لأقر معها بأن قضاءك لم يجر إلابالخيرة، واجعل شكري لك على ما زويت عني أوفر من شكري إياك على ما خولتني، واعصمني من أن أظن بذي عدم خساسة، أو أظن بصاحب ثروة فضلا، فإن الشريف من شرفته طاعتك، والعزيز من أعزته عبادتك، فصل على محمد وآله،
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 143.
معارج الذكر والدعاء (537)
ومتعنا بثروة لا تنفد، وأيدنا بعز لا يفقد، واسرحنا في ملك الأبد، إنك الواحد الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد، ولم يكن لك كفوا أحدٌ (1).
[الحديث: 2316] قال الإمام السجاد في اللجوء إلى الله تعالى: اللهم إن تشأ تعف عنا فبفضلك، وإن تشأ تعذبنا فبعدلك، فسهل لنا عفوك بمنك، وأجرنا من عذابك بتجاوزك، فإنه لا طاقة لنا بعدلك، ولا نجاة لأحد منا دون عفوك (2).
[الحديث: 2317] قال الإمام السجاد في اللجوء إلى الله تعالى: يا غني الأغنياء، ها نحن عبادك بين يديك، وأنا أفقر الفقراء إليك، فاجبر فاقتنا بوسعك، ولا تقطع رجاءنا بمنعك، فتكون قد أشقيت من استسعد بك، وحرمت من استرفد فضلك، فإلى من حينئذ منقلبنا عنك؟ وإلى أين مذهبنا عن بابك؟ (3).
[الحديث: 2318] قال الإمام السجاد في اللجوء إلى الله تعالى: سبحانك، نحن المضطرون الذين أوجبت إجابتهم، وأهل السوء الذين وعدت الكشف عنهم، وأشبه الأشياء بمشيتك، وأولى الأمور بك في عظمتك، رحمة من استرحمك، وغوث من استغاث بك، فارحم تضرعنا إليك، وأغننا إذ طرحنا أنفسنا بين يديك (4).
[الحديث: 2319] قال الإمام السجاد في اللجوء إلى الله تعالى: اللهم إن الشيطان قد شمت بنا إذ شايعناه على معصيتك، فصل على محمد وآله، ولا تشمته بنا بعد تركنا إياه لك، ورغبتنا عنه إليك (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 139.
(2) الصحيفة السجادية: ص 49.
(3) الصحيفة السجادية: ص 49.
(4) الصحيفة السجادية: ص 49.
(5) الصحيفة السجادية: ص 49.
معارج الذكر والدعاء (538)
[الحديث: 2320] عن جابر، قال: كان الإمام السجاد يقول في دعائه: اللهم من أنا حتى تغضب علي، فوعزتك ما يزين ملكك إحساني، ولا يقبحه إساءتي، ولا ينقص من خزانتك غناي، ولا يزيد فيها فقري (1).
[الحديث: 2321] قال الإمام السجاد: اللهم إن استغفاري إياك مع الإصرار على الذنب لؤمٌ، وتركي للاستغفار مع سعة رحمتك عجزٌ، إلهي كم تتحبب إلي بالنعم وأنت عني غنيٌ، وأتبغض إليك بالمعاصي وأنا إليك محتاجٌ، فيا من إذا وعد وفى، وإذا تواعد عفا، صل اللهم على محمد وآله وافعل بي أولى الأمرين بك، إنك على كل شي ء قديرٌ (2).
[الحديث: 2322] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إن كنت عصيتك بارتكاب شي ء مما نهيتني، فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك، الإيمان بك، منا منك به علي لا منا مني به عليك، وتركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك، أن أجعل لك شريكا أو أجعل لك ولدا أو ندا، وعصيتك على غير مكابرة ولا معاندة، ولا استخفاف مني بربوبيتك ولا جحود لحقك، ولكن استزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي، وإن تغفر لي فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 2323] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: ها أنا ذا يا إلهي، واقفٌ بباب عزك وقوف المستسلم الذليل، وسائلك على الحياء مني سؤال البائس المعيل، مقرٌ لك بأني لم أستسلم وقت إحسانك إلابالإقلاع عن عصيانك، ولم أخل في الحالات كلها من امتنانك، فهل ينفعني ـ يا إلهي ـ إقراري عندك بسوء ما اكتسبت، وهل ينجيني منك اعترافي لك بقبيح ما ارتكبت، أم أوجبت لي في مقامي هذا سخطك، أم لزمني في وقت دعاي
__________
(1) كشف الغمة: 2/ 314، بحار الأنوار: 46/ 100.
(2) بحار الأنوار: 94/ 132.
(3) الأمالي للطوسي: ص 415.
معارج الذكر والدعاء (539)
مقتك، سبحانك، لا أيأس منك وقد فتحت لي باب التوبة إليك، بل أقول مقال العبد الذليل، الظالم لنفسه المستخف بحرمة ربه الذي عظمت ذنوبه فجلت، وأدبرت أيامه فولت، حتى إذا رأى مدة العمل قد انقضت، وغاية العمر قد انتهت، وأيقن أنه لا محيص له منك، ولا مهرب له عنك، تلقاك بالإنابة، وأخلص لك التوبة، فقام إليك بقلب طاهر نقي، ثم دعاك بصوت حائل خفي، قد تطأطأ لك فانحنى، ونكس رأسه فانثنى، قد أرعشت خشيته رجليه، وغرقت دموعه خديه (1).
[الحديث: 2324] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: يا أرحم الراحمين، ويا أرحم من انتابه المسترحمون، ويا أعطف من أطاف به المستغفرون، ويا من عفوه أكثر من نقمته، ويا من رضاه أوفر من سخطه، ويا من تحمد إلى خلقه بحسن التجاوز، ويا من عود عباده قبول الإنابة، ويا من استصلح فاسدهم بالتوبة، ويا من رضي من فعلهم باليسير، ويا من كافى قليلهم بالكثير، ويا من ضمن لهم إجابة الدعاء، ويا من وعدهم على نفسه بتفضله حسن الجزاء، ما أنا بأعصى من عصاك فغفرت له، وما أنا بألوم من اعتذر إليك فقبلت منه، وما أنا بأظلم من تاب إليك فعدت عليه (2).
[الحديث: 2325] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، أتوب إليك في مقامي هذا توبة نادم على ما فرط منه، مشفق مما اجتمع عليه، خالص الحياء مما وقع فيه، عالم بأن العفو عن الذنب العظيم لا يتعاظمك، وأن التجاوز عن الإثم الجليل لا يستصعبك، وأن احتمال الجنايات الفاحشة لا يتكأدك، وأن أحب عبادك إليك من ترك
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 53.
(2) الصحيفة السجادية: ص 53.
معارج الذكر والدعاء (540)
الاستكبار عليك، وجانب الإصرار، ولزم الاستغفار، وأنا أبرأ إليك من أن أستكبر، وأعوذ بك من أن أصر، وأستغفرك لما قصرت فيه، وأستعين بك على ما عجزت عنه (1).
[الحديث: 2326] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم هب لي ما يجب علي لك، وعافني مما أستوجبه منك، وأجرني مما يخافه أهل الإساءة، فإنك ملي ءٌ بالعفو، مرجوٌ للمغفرة، معروفٌ بالتجاوز، ليس لحاجتي مطلبٌ سواك، ولا لذنبي غافرٌ غيرك، حاشاك، ولا أخاف على نفسي إلا إياك، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، صل على محمد وآل محمد، واقض حاجتي، وأنجح طلبتي، واغفر ذنبي، وآمن خوف نفسي، إنك على كل شي ء قديرٌ، وذلك عليك يسيرٌ، آمين رب العالمين (2).
[الحديث: 2327] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم يا من برحمته يستغيث المذنبون، ويا من إلى ذكر إحسانه يفزع المضطرون، ويا من لخيفته ينتحب الخاطئون، يا أنس كل مستوحش غريب، ويا فرج كل مكروب كئيب، ويا غوث كل مخذول فريد، ويا عضد كل محتاج طريد، أنت الذي وسعت كل شي ء رحمة وعلما، وأنت الذي جعلت لكل مخلوق في نعمك سهما، وأنت الذي عفوه أعلى من عقابه، وأنت الذي تسعى رحمته أمام غضبه، وأنت الذي عطاؤه أكثر من منعه، وأنت الذي اتسع الخلائق كلهم في وسعه، وأنت الذي لا يرغب في جزاء من أعطاه، وأنت الذي لا يفرط في عقاب من عصاه، وأ نا ـ يا إلهي ـ عبدك الذي أمرته بالدعاء فقال: لبيك وسعديك، ها أنا ذا، يا رب، مطروحٌ بين يديك، أنا الذي أوقرت الخطايا ظهره، وأنا الذي أفنت الذنوب عمره، وأ نا الذي بجهله عصاك، ولم تكن أهلا منه لذاك، هل أنت ـ يا إلهي ـ راحمٌ من دعاك فابلغ في الدعاء،
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 53.
(2) الصحيفة السجادية: ص الدعاء.
معارج الذكر والدعاء (541)
أم أنت غافرٌ لمن بكاك فاسرع في البكاء، أم أنت متجاوزٌ عمن عفر لك وجهه تذللا، أم أنت مغن من شكا إليك فقره توكلا (1).
[الحديث: 2328] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، لا تخيب من لا يجد معطيا غيرك، ولا تخذل من لا يستغني عنك بأحد دونك (2).
[الحديث: 2329] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، لا تعرض عني وقد أقبلت عليك، ولا تحرمني وقد رغبت إليك، ولا تجبهني بالرد وقد انتصبت بين يديك (3).
[الحديث: 2330] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، أنت الذي وصفت نفسك بالرحمة، فارحمني، وأنت الذي سميت نفسك بالعفو فاعف عني (4).
[الحديث: 2331] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، قد ترى فيض دمعي من خيفتك، ووجيب قلبي من خشيتك، وانتفاض جوارحي من هيبتك، كل ذلك حياءٌ منك لسوء عملي، ولذاك خمد صوتي عن الجأر إليك، وكل لساني عن مناجاتك، يا إلهي فلك الحمد، فكم من عائبة سترتها علي فلم تفضحني، وكم من ذنب غطيته علي فلم تشهرني، وكم من شائبة ألممت بها فلم تهتك عني سترها، ولم تقلدني مكروه شنارها، ولم تبد سوءاتها لمن يلتمس معايبي من جيرتي، وحسدة نعمتك عندي، ثم لم ينهني ذلك عن أن جريت إلى سوء ما عهدت مني (5).
[الحديث: 2332] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، من أجهل مني برشده، ومن أغفل مني عن حظه، ومن أبعد مني من استصلاح نفسه حين أنفق ما أجريت
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 67.
(2) الصحيفة السجادية: ص 67.
(3) الصحيفة السجادية: ص 67.
(4) الصحيفة السجادية: ص 67.
(5) الصحيفة السجادية: ص 67.
معارج الذكر والدعاء (542)
علي من رزقك فيما نهيتني عنه من معصيتك، ومن أبعد غورا في الباطل، وأشد إقداما على السوء مني حين أقف بين دعوتك ودعوة الشيطان، فأتبع دعوته على غير عمى مني في معرفة به ولا نسيان من حفظي له، وأ نا حينئذ موقنٌ بأن منتهى دعوتك إلى الجنة، ومنتهى دعوته إلى النار (1).
[الحديث: 2333] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، سبحانك، ما أعجب ما أشهد به على نفسي، وأعدده من مكتوم أمري، وأعجب من ذلك أناتك عني، وإبطاؤك عن معاجلتي، وليس ذلك من كرمي عليك، بل تأنيا منك لي، وتفضلا منك علي لأن أرتدع عن معصيتك المسخطة، وأقلع عن سيئاتي المخلقة، ولأن عفوك عني أحب إليك من عقوبتي، بل أنا ـ يا إلهي ـ أكثر ذنوبا، وأقبح آثارا، وأشنع أفعالا، وأشد في الباطل تهورا، وأضعف عند طاعتك تيقظا، وأقل لوعيدك انتباها وارتقابا من أن أحصي لك عيوبي، أو أقدر على ذكر ذنوبي،
وإنما أوبخ بهذا نفسي طمعا في رأفتك التي بها صلاح أمر المذنبين، ورجاء لرحمتك التي بها فكاك رقاب الخاطئين (2).
[الحديث: 2334] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم هذه رقبتي قد أرقتها الذنوب، فأعتقها بعفوك، وهذا ظهري قد أثقلته الخطايا، فخفف عنه بمنك (3).
[الحديث: 2335] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، لو بكيت إليك حتى تسقط أشفار عيني، وانتحبت حتى ينقطع صوتي، وقمت لك حتى تتنشر قدماي، وركعت لك حتى ينخلع صلبي، وسجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي، وأكلت تراب الأرض طول
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 67.
(2) الصحيفة السجادية: ص 67.
(3) الصحيفة السجادية: ص 67.
معارج الذكر والدعاء (543)
عمري، وشربت ماء الرماد آخر دهري، وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني، ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك، ما استوجبت بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي (1).
[الحديث: 2336] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، إن كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك، وتعفو عني حين أستحق عفوك، فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق، ولا أنا أهلٌ له باستيجاب، إذ كان جزائي منك في أول ما عصيتك النار، فإن تعذبني فأنت غير ظالم لي (2).
[الحديث: 2337] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: إلهي، إذ قد تغمدتني بسترك فلم تفضحني، وتأ نيتني بكرمك فلم تعاجلني، وحلمت عني بتفضلك فلم تغير نعمتك علي، ولم تكدر معروفك عندي، فارحم طول تضرعي وشدة مسكنتي، وسوء موقفي (3).
[الحديث: 2338] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم قني من المعاصي، واستعملني بالطاعة، وارزقني حسن الإنابة، وطهرني بالتوبة، وأيدني بالعصمة، واستصلحني بالعافية، وأذقني حلاوة المغفرة، واجعلني طليق عفوك، وعتيق رحمتك، واكتب لي أمانا من سخطك، وبشرني بذلك في العاجل دون الآجل، بشرى أعرفها، وعرفني فيه علامة أتبينها، إن ذلك لا يضيق عليك في وسعك، ولا يتكأدك في قدرتك، ولا يتصعدك في أناتك، ولا يؤودك في جزيل هباتك التي دلت عليها آياتك، إنك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، إنك على كل شي ء قديرٌ (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 67.
(2) الصحيفة السجادية: ص 67.
(3) الصحيفة السجادية: ص 67.
(4) الصحيفة السجادية: ص 67.
معارج الذكر والدعاء (544)
[الحديث: 2339] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين، ويا من لا يجاوزه رجاء الراجين، ويا من لا يضيع لديه أجر المحسنين، ويا من هو منتهى خوف العابدين، ويا من هو غاية خشية المتقين، هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب، وقادته أزمة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان، فقصر عما أمرت به تفريطا، وتعاطى ما نهيت عنه تغريرا، كالجاهل بقدرتك عليه، أو كالمنكر فضل إحسانك إليه، حتى إذا انفتح له بصر الهدى، وتقشعت عنه سحائب العمى، أحصى ما ظلم به نفسه، وفكر فيما خالف به ربه، فرأى كبير عصيانه كبيرا، وجليل مخالفته جليلا، فأقبل نحوك مؤملا لك مستحييا منك، ووجه رغبته إليك ثقة بك، فأمك بطمعه يقينا، وقصدك بخوفه إخلاصا، قد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك، وأفرخ روعه من كل محذور منه سواك، فمثل بين يديك متضرعا، وغمض بصره إلى الأرض متخشعا، وطأطأ رأسه لعزتك متذللا، وأبثك من سره ما أنت أعلم به منه خضوعا، وعدد من ذنوبه ما أنت أحصى لها خشوعا، واستغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك، وقبيح ما فضحه في حكمك، من ذنوب أدبرت لذاتها فذهبت، وأقامت تبعاتها فلزمت، لا ينكر ـ يا إلهي ـ عدلك إن عاقبته، ولا يستعظم عفوك إن عفوت عنه ورحمته، لأ نك الرب الكريم الذي لا يتعاظمه غفران الذنب العظيم (1).
[الحديث: 2340] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم ها أنا ذا قد جئتك مطيعا لأمرك فيما أمرت به من الدعاء، متنجزا وعدك فيما وعدت به من الإجابة، إذ تقول: ادعوني أستجب لكم، فصل على محمد وآله، والقني بمغفرتك كما لقيتك بإقراري، وارفعني
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 147.
معارج الذكر والدعاء (545)
عن مصارع الذنوب كما وضعت لك نفسي، واسترني بسترك كما تأ نيتني عن الانتقام مني (1).
[الحديث: 2341] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم ثبت في طاعتك نيتي، وأحكم في عبادتك بصيرتي، ووفقني من الأعمال لما تغسل به دنس الخطايا عني، وتوفني على ملتك وملة نبيك محمد عليه السلام إذا توفيتني (2).
[الحديث: 2342] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم إني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها، وبواطن سيئاتي وظواهرها، وسوالف زلاتي وحوادثها، توبة من لا يحدث نفسه بمعصية، ولا يضمر أن يعود في خطيئة (3).
[الحديث: 2343] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم إنك قلت في محكم كتابك: إنك تقبل التوبة عن عبادك، وتعفو عن السيئات، وتحب التوابين، فاقبل توبتي كما وعدت، واعف عن سيئاتي كما ضمنت، وأوجب لي محبتك كما شرطت، ولك يا رب شرطي ألا أعود في مكروهك، وضماني أن لا أرجع في مذمومك، وعهدي أن أهجر جميع معاصيك (4).
[الحديث: 2344] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم إنك أعلم بما عملت فاغفر لي ما علمت، واصرفني بقدرتك إلى ما أحببت (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 147.
(2) الصحيفة السجادية: ص 147.
(3) الصحيفة السجادية: ص 147.
(4) الصحيفة السجادية: ص 147.
(5) الصحيفة السجادية: ص 147.
معارج الذكر والدعاء (546)
[الحديث: 2345] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم علي تبعاتٌ قد حفظتهن، وتبعاتٌ قد نسيتهن، وكلهن بعينك التي لا تنام، وعلمك الذي لا ينسى، فعوض منها أهلها، واحطط عني وزرها، وخفف عني ثقلها، واعصمني من أن أقارف مثلها (1).
[الحديث: 2346] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم إنه لا وفاء لي بالتوبة إلابعصمتك، ولا استمساك بي عن الخطايا إلاعن قوتك، فقوني بقوة كافية، وتولني بعصمة مانعة (2).
[الحديث: 2347] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم أيما عبد تاب إليك وهو في علم الغيب عندك فاسخٌ لتوبته، وعائدٌ في ذنبه وخطيئته، فإني أعوذ بك أن أكون كذلك، فاجعل توبتي هذه توبة لا أحتاج بعدها إلى توبة، توبة موجبة لمحو ما سلف، والسلامة فيما بقي (3).
[الحديث: 2348] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم إني أعتذر إليك من جهلي، وأستوهبك سوء فعلي، فاضممني إلى كنف رحمتك تطولا، واسترني بستر عافيتك تفضلا (4).
[الحديث: 2349] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم إني أتوب إليك من كل ما خالف إرادتك، أو زال عن محبتك من خطرات قلبي، ولحظات عيني، وحكايات لساني، توبة تسلم بها كل جارحة على حيالها من تبعاتك، وتأمن مما يخاف المعتدون من أليم سطواتك (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 147.
(2) الصحيفة السجادية: ص 147.
(3) الصحيفة السجادية: ص 147.
(4) الصحيفة السجادية: ص 147.
(5) الصحيفة السجادية: ص 147.
معارج الذكر والدعاء (547)
[الحديث: 2350] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم ارحم وحدتي بين يديك، ووجيب قلبي من خشيتك، واضطراب أركاني من هيبتك، فقد أقامتني يا رب ذنوبي مقام الخزي بفنائك، فإن سكت لم ينطق عني أحدٌ، وإن شفعت فلست بأهل الشفاعة (1).
[الحديث: 2351] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم شفع في خطاياي كرمك، وعد على سيئاتي بعفوك، ولا تجزني جزائي من عقوبتك، وابسط علي طولك، وجللني بسترك، وافعل بي فعل عزيز تضرع إليه عبدٌ ذليلٌ فرحمه، أو غني تعرض له عبدٌ فقيرٌ فنعشه (2).
[الحديث: 2352] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم لا خفير لي منك فليخفرني عزك، ولا شفيع لي إليك فليشفع لي فضلك، وقد أوجلتني خطاياي فليؤمني عفوك، فما كل ما نطقت به عن جهل مني بسوء أثري، ولا نسيان لما سبق من ذميم فعلي، لكن لتسمع سماؤك ومن فيها وأرضك ومن عليها ما أظهرت لك من الندم، ولجأت إليك فيه من التوبة، فلعل بعضهم برحمتك يرحمني لسوء موقفي، أو تدركه الرقة علي لسوء حالي، فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي، أو شفاعة أوكد عندك من شفاعتي، تكون بها نجاتي من غضبك وفوزتي برضاك (3).
[الحديث: 2353] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أندم النادمين، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين، وإن يكن الاستغفار حطة للذنوب فإني لك من المستغفرين (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 147.
(2) الصحيفة السجادية: ص 147.
(3) الصحيفة السجادية: ص 147.
(4) الصحيفة السجادية: ص 147.
معارج الذكر والدعاء (548)
[الحديث: 2354] قال الإمام السجاد في دعائه في التوبة: اللهم كما أمرت بالتوبة، وضمنت القبول، وحثثت على الدعاء، ووعدت الإجابة، فصل على محمد وآله، واقبل توبتي، ولا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك، إنك أنت التواب على المذنبين، والرحيم للخاطئين المنيبين (1).
[الحديث: 2355] قال الإمام السجاد في دعائه في الاعتذار من تبعات العباد: اللهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف أسدي إلي فلم أشكره، ومن مسي ء أعتذر إلي فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أوثره، ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره، ومن كل إثم عرض لي فلم أهجره.. أعتذر إليك يا إلهي منهن ومن نظائرهن اعتذار ندامة يكون واعظا لما بين يدي من أشباههن.. فصل على محمد وآله، واجعل ندامتي على ما وقعت فيه من الزلات، وعزمي على ترك ما يعرض لي من السيئات، توبة توجب لي محبتك، يا محب التوابين (2).
[الحديث: 2356] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي، فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي، ويا سؤلي ومنيتي، فوعزتك ما أجد لذنوبي سواك غافرا، ولا أرى لكسري غيرك جابرا، وقد خضعت بالإنابة إليك، وعنوت بالاستكانة لديك، فإن طردتني من بابك فبمن ألوذ؟ وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ؟ فوا أسفا من خجلتي وافتضاحي، ووا لهفا من سوء عملي واجتراحي (3).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 147.
(2) الصحيفة السجادية: ص 123.
(3) بحار الأنوار: 94/ 142.
معارج الذكر والدعاء (549)
[الحديث: 2357] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: أسألك يا غافر الذنب الكبير، ويا جابر العظم الكسير، أن تهب لي موبقات الجرائر، وتستر علي فاضحات السرائر، ولا تخلني في مشهد القيامة من برد عفوك وغفرك، ولا تعرني من جميل صفحك وسترك (1).
[الحديث: 2358] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، ظلل على ذنوبي غمام رحمتك، وأرسل على عيوبي سحاب رأفتك (2).
[الحديث: 2359] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، هل يرجع العبد الآبق إلا إلى مولاه، أم هل يجيره من سخطه أحدٌ سواه (3).
[الحديث: 2360] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، إن كان الندم على الذنب توبة، فإني وعزتك من النادمين، وإن كان الاستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين، لك العتبى حتى ترضى (4).
[الحديث: 2361] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، بقدرتك علي تب علي، وبحلمك عني اعف عني، وبعلمك بي ارفق بي (5).
[الحديث: 2362] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك سميته التوبة، فقلت: ﴿تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ [التحريم: 8] فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه؟ (6).
[الحديث: 2363] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، إن كان قبح الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك (7).
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 142.
(2) بحار الأنوار: 94/ 142.
(3) بحار الأنوار: 94/ 142.
(4) بحار الأنوار: 94/ 142.
(5) بحار الأنوار: 94/ 142.
(6) بحار الأنوار: 94/ 142.
(7) بحار الأنوار: 94/ 142.
معارج الذكر والدعاء (550)
[الحديث: 2364] قال الإمام السجاد في مناجاة التائبين: إلهي، ما أنا بأول من عصاك فتبت عليه، وتعرض لمعروفك فجدت عليه، يا مجيب المضطر، يا كاشف الضر، يا عظيم البر، يا عليما بما في السر، يا جميل الستر، استشفعت بجودك وكرمك إليك، وتوسلت بحنانك وترحمك لديك، فاستجب دعائي، ولا تخيب فيك رجائي، وتقبل توبتي، وكفر خطيئتي، بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 2365] عن ابراهيم بن محمد، قال: سمعت الإمام السجاد يقول ليلة في مناجاته: إلهنا وسيدنا ومولانا، لو بكينا حتى تسقط أشفارنا، وانتحبنا حتى تنقطع أصواتنا، وقمنا حتى تيبس أقدامنا، وركعنا حتى تنخلع أوصالنا، وسجدنا حتى تتفقأ أحداقنا، وأكلنا تراب الأرض طول أعمارنا، وذكرناك حتى تكل ألسنتنا، ما استوجبنا بذلك محو سيئة من سيئاتنا (2).
[الحديث: 2366] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم صيرنا إلى محبوبك من التوبة، وأزلنا عن مكروهك من الإصرار (3).
[الحديث: 2367] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم متى وقفنا بين نقصين في دين أو دنيا، فأوقع النقص بأسرعهما فناء، واجعل التوبة في أطولهما بقاء (4).
[الحديث: 2368] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إذا هممنا بهمين يرضيك أحدهما عنا، ويسخطك الآخر علينا، فمل بنا إلى ما يرضيك عنا، وأوهن قوتنا عما يسخطك
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 142.
(2) العدد القوية: ص 320، بحار الأنوار: 94/ 138؛ تذكرة الخواص: ص 332.
(3) الصحيفة السجادية: ص 47.
(4) الصحيفة السجادية: ص 47.
معارج الذكر والدعاء (551)
علينا، ولا تخل في ذلك بين نفوسنا واختيارها، فإنها مختارةٌ للباطل إلاما وفقت، أمارةٌ بالسوء إلاما رحمت (1).
[الحديث: 2369] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنك من الضعف خلقتنا، وعلى الوهن بنيتنا، ومن ماء مهين ابتدأتنا، فلا حول لنا إلابقوتك، ولا قوة لنا إلابعونك، فأيدنا بتوفيقك، وسددنا بتسديدك، وأعم أبصار قلوبنا عما خالف محبتك، ولا تجعل لشي ء من جوارحنا نفوذا في معصيتك (2).
[الحديث: 2370] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعل همسات قلوبنا، وحركات أعضائنا، ولمحات أعيننا، ولهجات ألسنتنا، في موجبات ثوابك، حتى لا تفوتنا حسنةٌ نستحق بها جزاءك، ولا تبقى لنا سيئةٌ نستوجب بها عقابك (3).
[الحديث: 2371] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، أسألك أن تعفو عني، وتغفر لي، فلست بريئا فأعتذر، ولا بذي قوة فأنتصر، ولا مفر لي فأفر، وأستقيلك عثراتي، وأتنصل إليك من ذنوبي التي قد أوبقتني، وأحاطت بي فأهلكتني، منها فررت إليك رب تائبا فتب علي، متعوذا فأعذني، مستجيرا فلا تخذلني، سائلا فلا تحرمني، معتصما فلا تسلمني، داعيا فلا تردني خائبا (4).
[الحديث: 2372] قال الإمام السجاد في دعائه: دعوتك يا رب مسكينا مستكينا، مشفقا خائفا، وجلا فقيرا مضطرا إليك، أشكو إليك يا إلهي ضعف نفسي عن المسارعة فيما وعدته أولياءك، والمجانبة عما حذرته أعداءك، وكثرة همومي ووسوسة نفسي (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 47.
(2) الصحيفة السجادية: ص 47.
(3) الصحيفة السجادية: ص 47.
(4) الصحيفة السجادية: ص 217.
(5) الصحيفة السجادية: ص 217.
معارج الذكر والدعاء (552)
[الحديث: 2373] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، لم تفضحني بسريرتي، ولم تهلكني بجريرتي؛ أدعوك فتجيبني وإن كنت بطيئا حين تدعوني، وأسألك كلما شئت من حوائجي، وحيث ما كنت وضعت عندك سري، فلا أدعو سواك، ولا أرجو غيرك، لبيك لبيك، تسمع من شكا إليك، وتلقى من توكل عليك، وتخلص من اعتصم بك، وتفرج عمن لاذ بك (1).
[الحديث: 2374] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، لا تحرمني خير الآخرة والأولى لقلة شكري، واغفر لي ما تعلم من ذنوبي، إن تعذب فأنا الظالم المفرط، المضيع الآثم، المقصر المضجع، المغفل حظ نفسي، وإن تغفر فأنت أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 2375] قال الإمام السجاد في دعائه في طلب الستر والوقاية: اللهم أفرشني مهاد كرامتك، وأوردني مشارع رحمتك، وأحللني بحبوحة جنتك، ولا تسمني بالرد عنك، ولا تحرمني بالخيبة منك، ولا تقاصني بما اجترحت، ولا تناقشني بما اكتسبت، ولا تبرز مكتومي، ولا تكشف مستوري، ولا تحمل على ميزان الإنصاف عملي، ولا تعلن على عيون الملأ خبري.. أخف عنهم ما يكون نشره علي عارا، واطو عنهم ما يلحقني عندك شنارا.. شرف درجتي برضوانك، وأكمل كرامتي بغفرانك، وأنظمني في أصحاب اليمين، ووجهني في مسالك الآمنين، واجعلني في فوج الفائزين، واعمر بي مجالس الصالحين، آمين رب العالمين (3).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 217.
(2) الصحيفة السجادية: ص 217.
(3) الصحيفة السجادية: ص 155.
معارج الذكر والدعاء (553)
[الحديث: 2376] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم يا من وسع كل شي ء رحمة، ارحم عبدك المتعرض لمقتك، الداخل في سخطك، الجاهل بك، الجري عليك، رحمة مننت بها إلى من أحسن طاعتك، وأفضل عبادتك، إنك لطيفٌ لما تشاء، على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 2377] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم يا من يحول بين المرء وقلبه، حل بيني وبين التعرض لسخطك، وأقبل بقلبي إلى طاعتك، وأوزعني شكر نعمتك، وألحقني بالصالحين من عبادك (2).
[الحديث: 2378] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم ارزقني من فضلك مالا طيبا كثيرا فاضلا لا يطغيني، وتجارة نامية مباركة لا تلهيني، وقدرة على عبادتك، وصبرا على العمل بطاعتك، والقول بالحق، والصدق في المواطن كلها، وشنآن الفاسقين، وأعني على التهجد لك بحسن الخشوع في الظلم، والتضرع إليك في الشدة والرخاء، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والصوم في الهواجر ابتغاء وجهك، وقربني إليك زلفة، ولا تعرض عني لذنب ركبته، ولا لسيئة أتيتها، ولا لفاحشة أنا مقيمٌ عليها راج للتوبة علي منك فيها، ولا لخطأ وعمد كان مني عملته، أو أمرت به، صفحت لي عنه أو عاقبتني عليه، سترته علي أو هتكته، وأنا مقيمٌ عليه أو تائبٌ إليك منه (3).
[الحديث: 2379] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أسألك بحقك الواجب على جميع خلقك، لما طهرتني من الآفات، وعافيتني من اقتراف الآثام، بتوبة منك علي، ونظرة منك إلي ترضى بها عني، وحبابتك لي بنعمة موصولة بكرامة تبلغ بي شرف الجنة، ومرافقة محمد وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم، آمين رب العالمين (4).
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 132 عن الكتاب العتيق الغروي.
(2) بحار الأنوار: 94/ 132 عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) بحار الأنوار: 94/ 132 عن الكتاب العتيق الغروي.
(4) بحار الأنوار: 94/ 132 عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (554)
[الحديث: 2380] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، أجرني من أليم غضبك، وعظيم سخطك، يا حنان يا منان، يا رحيم يا رحمن، يا جبار يا قهار، يا غفار يا ستار، نجني برحمتك من عذاب النار، وفضيحة العار، إذا امتاز الأخيار من الأشرار، وهالت الأهوال، وقرب المحسنون، وبعد المسيؤون، ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (1).
[الحديث: 2381] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنك خلقتني سويا، وربيتني صغيرا، ورزقتني مكفيا، اللهم إني وجدت فيما أنزلت من كتابك، وبشرت به عبادك، أن قلت: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]، وقد تقدم مني ما قد علمت، وما أنت أعلم به مني، فيا سوأتا مما أحصاه علي كتابك، فلولا المواقف التي أؤمل من عفوك الذي شمل كل شي ء لألقيت بيدي، ولو أن أحدا استطاع الهرب من ربه، لكنت أنا أحق بالهرب منك، وأنت لا تخفى عليك خافيةٌ في الأرض ولا في السماء إلاأتيت بها، وكفى بك جازيا، وكفى بك حسيبا (2).
[الحديث: 2382] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنك طالبي إن أنا هربت، ومدركي إن أنا فررت، فها أنا ذا بين يديك خاضعٌ ذليلٌ راغمٌ، إن تعذبني فإني لذلك أهلٌ، وهو يا رب منك عدلٌ، وإن تعف عني فقديما شملني عفوك، وألبستني عافيتك (3).
[الحديث: 2383] قال الإمام السجاد في دعائه: أسألك اللهم بالمخزون من أسمائك، وبما وارته الحجب من بهائك، إلارحمت هذه النفس الجزوعة، وهذه الرمة الهلوعة، التي لا تستطيع حر شمسك، فكيف تستطيع حر نارك؟، والتي لا تستطيع صوت
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 143.
(2) الصحيفة السجادية: ص 215.
(3) الصحيفة السجادية: ص 215.
معارج الذكر والدعاء (555)
رعدك، فكيف تستطيع صوت غضبك؟، فارحمني اللهم فإني امرؤٌ حقيرٌ، وخطري يسيرٌ، وليس عذابي مما يزيد في ملكك مثقال ذرة، ولو أن عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه، وأحببت أن يكون ذلك لك، ولكن سلطانك اللهم أعظم، وملكك أدوم من أن تزيد فيه طاعة المطيعين، أو تنقص منه معصية المذنبين، فارحمني يا أرحم الراحمين، وتجاوز عني يا ذا الجلال والإكرام، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم (1).
[الحديث: 2384] قال الإمام السجاد في دعائه: يا من إذا سأله عبدٌ أعطاه، وإذا أمل ما عنده بلغه مناه، وإذا أقبل عليه قربه وأدناه، وإذا جاهره بالعصيان ستر عليه وغطاه، وإذا توكل عليه أحسبه وكفاه (2).
[الحديث: 2385] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، من الذي نزل بك ملتمسا قراك فما قريته؟ ومن الذي أناخ ببابك مرتجيا نداك فما أوليته؟ أيحسن أن أرجع عن بابك بالخيبة مصروفا، ولست أعرف سواك مولى بالإحسان موصوفا؟، كيف أرجو غيرك والخير كله بيدك؟ وكيف أؤمل سواك والخلق والأمر لك؟ أأقطع رجائي منك وقد أوليتني ما لم أسأله من فضلك؟ أم تفقرني إلى مثلي وأنا أعتصم بحبلك؟، يا من سعد برحمته القاصدون، ولم يشق بنقمته المستغفرون، كيف أنساك ولم تزل ذاكري؟ وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي؟ (3).
[الحديث: 2386] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، بذيل كرمك أعلقت يدي، ولنيل عطاياك بسطت أملي، فأخلصني بخالصة توحيدك، واجعلني من صفوة عبيدك (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 215.
(2) بحار الأنوار: 94/ 144.
(3) بحار الأنوار: 94/ 144.
(4) بحار الأنوار: 94/ 144.
معارج الذكر والدعاء (556)
[الحديث: 2387] قال الإمام السجاد في دعائه: يا من كل هارب إليه يلتجئ، وكل طالب إياه يرتجي، يا خير مرجو، ويا أكرم مدعو، ويا من لا يرد سائله، ولا يخيب آمله، يا من بابه مفتوحٌ لداعيه، وحجابه مرفوعٌ لراجيه، أسألك بكرمك أن تمن علي من عطائك بما تقر به عيني، ومن رجائك بما تطمئن به نفسي، ومن اليقين بما تهون به علي مصيبات الدنيا، وتجلو به عن بصيرتي غشوات العمى، برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 2388] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إني أخلصت بانقطاعي إليك، وأقبلت بكلي عليك، وصرفت وجهي عمن يحتاج إلى رفدك، وقلبت مسألتي عمن لم يستغن عن فضلك، ورأيت أن طلب المحتاج إلى المحتاج سفهٌ من رأيه، وضلةٌ من عقله، فكم قد رأيت يا إلهي من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا، وراموا الثروة من سواك فافتقروا، وحاولوا الارتفاع فاتضعوا؟، فصح بمعاينة أمثالهم حازمٌ وفقه اعتباره، وأرشده إلى طريق صوابه اختياره.. فأنت يا مولاي دون كل مسؤول موضع مسألتي، ودون كل مطلوب إليه ولي حاجتي، أنت المخصوص قبل كل مدعو بدعوتي، لا يشركك أحدٌ في رجائي، ولا يتفق أحدٌ معك في دعائي، ولا ينظمه وإياك ندائي، لك يا إلهي وحدانية العدد، وملكة القدرة الصمد، وفضيلة الحول والقوة، ودرجة العلو والرفعة، ومن سواك مرحومٌ في عمره، مغلوبٌ على أمره، مقهورٌ على شأنه، مختلف الحالات، متنقلٌ في الصفات، فتعاليت عن الأشباه والأضداد، وتكبرت عن الأمثال والأنداد، فسبحانك لا إله إلا أنت (2).
[الحديث: 2389] قال الإمام الباقر في دعائه في سجوده: يا كريم يا جبار، أعوذ بك
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 144.
(2) الصحيفة السجادية: ص 117.
معارج الذكر والدعاء (557)
من أن أخيب أو أحمل ظلما (1).
[الحديث: 2390] قال الإمام الباقر في دعائه: نعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء، وتقرب الآجال، وتخلي الديار؛ وهي قطيعة الرحم، والعقوق، وترك البر (2).
[الحديث: 2391] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم إني أسألك مفاتيح الخير وخواتيمه وسوابغه، وفوائده وبركاته، وما بلغ علمه علمي وما قصر عن إحصائه حفظي.. اللهم انهج إلي أسباب معرفته، وافتح لي أبوابه، وغشني ببركات رحمتك، ومن علي بعصمة عن الإزالة عن دينك، وطهر قلبي من الشك، ولا تشغل قلبي بدنياي وعاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي، واشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله، وذلل لكل خير لساني، وطهر قلبي من الرياء، ولا تجره في مفاصلي، واجعل عملي خالصا لك (3).
[الحديث: 2392] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الشر وأنواع الفواحش كلها، ظاهرها وباطنها، وغفلاتها وجميع ما يريدني به الشيطان الرجيم، وما يريدني به السلطان العنيد، مما أحطت بعلمه وأنت القادر على صرفه عني (4).
[الحديث: 2393] قال الإمام الباقر: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى، لا تنسني على كل حال، ولا تفرح بكثرة المال؛ فإن نسياني يقسي القلوب، ومع كثرة المال كثرة الذنوب (5).
[الحديث: 2394] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: استرجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار، وتعرض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة، واستعن
__________
(1) الكافي: 3/ 327.
(2) الكافي: 2/ 448.
(3) الكافي: 2/ 587، تهذيب الأحكام: 3/ 76.
(4) الكافي: 2/ 587، تهذيب الأحكام: 3/ 76.
(5) الكافي: 8/ 42 ـ 45، تحف العقول: ص 493.
معارج الذكر والدعاء (558)
على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم (1).
[الحديث: 2395] قال الإمام الباقر: ألحوا في الاستغفار، فإنه ممحاةٌ للذنوب (2).
[الحديث: 2396] عن إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى الإمام الباقر: إني قد لزمني دينٌ فادحٌ، فكتب: أكثر من الاستغفار، ورطب لسانك بقراءة ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1] (3).
[الحديث: 2397] قال الإمام الباقر: ينادي مناد حين يمضي ثلث الليل: (يا باغي الخير أقبل، يا طالب الشر أقصر، هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل فيعطى؟) حتى تطلع الشمس (4).
[الحديث: 2398] قال الإمام الباقر: إذا كانت ليلة الجمعة أمر الله عز وجل ملكا فنادى من أول الليل إلى آخره، وينادي في كل ليلة ـ غير ليلة الجمعة ـ من ثلث الليل الآخر: هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل، يا طالب الشر أقصر (5).
[الحديث: 2399] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام، إني سائلٌ فقيرٌ، وخائفٌ مستجيرٌ، وتائبٌ مستغفرٌ، اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لي ذنوبي كلها، قديمها وحديثها، وكل ذنب أذنبته، اللهم لا تجهد بلائي، ولا تشمت بي أعدائي، فإنه لا دافع ولا مانع إلاأنت (6).
__________
(1) تحف العقول: ص 285.
(2) تحف العقول: ص 298.
(3) الكافي: 5/ 316.
(4) الفردوس: 4/ 16.
(5) دعائم الإسلام: 1/ 180.
(6) تهذيب الأحكام: 3/ 89.
معارج الذكر والدعاء (559)
[الحديث: 2400] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقوم جوف الليل فيقول في تضرعه: أمرتني فلم أئتمر، ونهيتني فلم أنزجر، فها أنا ذا عبدك بين يديك مقرٌ لا أعتذر (1).
[الحديث: 2401] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم أعذنا أن نرجع بعد إذ هديتنا ضالين مضلين، وأجرنا من الحيرة في الدين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين (2).
[الحديث: 2402] قال الإمام الصادق في دعائه: نعوذ بالله من العمى بعد الهدى، والعمل في مضلات الهوى (3).
[الحديث: 2403] قال الإمام الصادق: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل من طاعتك قليلا أو كثيرا أريد به أحدا غيرك، أو أعمل عملا يخالطه رياءٌ (4).
[الحديث: 2404] قال الإمام الصادق: اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تقنع، وبطن لا تشبع، وعين لا تدمع، وقلب لا يخشع، وصلاة لا ترفع، وعمل لا ينفع، ودعاء لا يسمع (5).
[الحديث: 2405] قال الإمام الصادق: قل عند الغضب: اللهم أذهب عني غيظ قلبي، واغفر لي ذنبي، وأجرني من مضلات الفتن، أسألك رضاك وأعوذ بك من سخطك، أسألك جنتك وأعوذ بك من نارك، أسألك الخير كله وأعوذ بك من الشر كله، اللهم ثبتني على الهدى والصواب، واجعلني راضيا مرضيا، غير ضال ولا مضل (6).
__________
(1) الفصول المهمة لابن صباغ: ص 209، حلية الأولياء: 3/ 186، بحار الأنوار: 46/ 290.
(2) الدروع الواقية: ص 114، بحار الأنوار: 97/ 154.
(3) الكافي: 5/ 372.
(4) الإقبال: 1/ 120.
(5) فلاح السائل: ص 426، مصباح المتهجد: ص 105.
(6) مكارم الأخلاق: 2/ 154؛ بحار الأنوار: 95/ 338.
معارج الذكر والدعاء (560)
[الحديث: 2406] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم اسدد فقري بفضلك، وتغمد ظلمي بعفوك، وفرغ قلبي لذكرك (1).
[الحديث: 2407] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم اجعل قلوبنا تذكرك ولا تنساك، وتخشاك كأنها تراك حتى نلقاك (2).
[الحديث: 2408] قال الإمام الصادق: لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلا وقد أعرض عن ذكر الله، واستهان بأمره، وأسكن إلى نهيه، ونسي اطلاعه على سره (3).
[الحديث: 2409] قال الإمام الصادق: كان المسيح عليه السلام: يقول: لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسيةٌ قلوبهم ولكن لا يعلمون (4).
[الحديث: 2410] قال الإمام الصادق: فيما ناجى الله به موسى، قال: يا موسى، لا تنسني على كل حال؛ فإن نسياني يميت القلب (5).
[الحديث: 2411] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: حقٌ على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه، فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها؛ لئلا يخزى يوم القيامة (6).
[الحديث: 2412] قال الإمام الصادق: ثلاثٌ لا يضر معهن شيءٌ: الدعاء عند الكرب، والاستغفار عند الذنب، والشكر عند النعمة (7).
[الحديث: 2413] قال الإمام الصادق: إذا أكثر العبد من الاستغفار، رفعت
__________
(1) مصباح المتهجد: ص 333.
(2) تهذيب الأحكام: 3/ 93.
(3) شعب الإيمان: 1/ 392.
(4) الكافي: 2/ 114، الأمالي للمفيد: ص 209.
(5) الكافي: 2/ 498.
(6) تحف العقول: ص 301، إرشاد القلوب: ص 182.
(7) الكافي: 2/ 95.
معارج الذكر والدعاء (561)
صحيفته وهي تتلألأ (1).
[الحديث: 2414] قال الإمام الصادق: يدخل رجلان المسجد، أحدهما عابدٌ والآخر فاسقٌ، فيخرجان من المسجد والفاسق صديقٌ والعابد فاسقٌ، وذلك أنه يدخل العابد المسجد وهو مدلٌ بعبادته وفكرته في ذلك، ويكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه، فيستغفر الله من ذنوبه (2).
[الحديث: 2415] قال الإمام الصادق: إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة، ويذكره الاستغفار، وإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار، ويتمادى بها، وهو قول الله عز وجل: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 182] بالنعم عند المعاصي (3).
[الحديث: 2416] قال الإمام الصادق: لما نزلت هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135] صعد إبليس جبلا بمكة يقال له: ثورٌ، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته، فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية، فمن لها؟ فقام عفريتٌ من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، قال: لست لها، فقام آخر فقال: مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخناس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 504.
(2) علل الشرائع: ص 354.
(3) الكافي: 2/ 452، علل الشرائع: ص 561.
(4) الأمالي للصدوق: ص 551.
معارج الذكر والدعاء (562)
[الحديث: 2417] قال الإمام الصادق: إن من أجمع الدعاء الاستغفار (1).
[الحديث: 2418] قال الإمام الصادق: ما من مؤمن يذنب ذنبا إلا أجله الله عز وجل سبع ساعات من النهار، فإن هو تاب لم يكتب عليه شيءٌ، وإن هو لم يفعل كتب الله عليه سيئة، فأتاه عبادٌ البصري فقال له: بلغنا أنك قلت: ما من عبد يذنب ذنبا إلا أجله الله عز وجل سبع ساعات من النهار، فقال: ليس هكذا قلت، ولكني قلت: ما من مؤمن، وكذلك كان قولي (2).
[الحديث: 2419] قال الإمام الصادق: ما ضاع مالٌ في بر ولا بحر إلا بتضييع الزكاة، فحصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا نوائب البلايا بالاستغفار (3).
[الحديث: 2420] عن سعيد بن يسار، قال: قال رجلٌ للإمام الصادق: لا يولد لي، فقال: استغفر ربك في السحر مئة مرة، فإن نسيته فاقضه (4).
[الحديث: 2421] قال الإمام الصادق: القنوت في الوتر الاستغفار، وفي الفريضة الدعاء (5).
[الحديث: 2422] قال الإمام الصادق: من قال في وتره إذا أوتر: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) سبعين مرة، وواظب على ذلك حتى تمضي سنةٌ، كتبه الله عنده من المستغفرين بالأسحار، ووجبت له الجنة والمغفرة من الله عز وجل (6).
__________
(1) بحار الأنوار: 93/ 283 عن الدعوات.
(2) مجمع البيان: 9/ 216، بحار الأنوار: 5/ 321؛ المعجم الكبير: 8/ 247.
(3) المحاسن: 1/ 459.
(4) الكافي: 6/ 9.
(5) النسائي: 6/ 122 5.
(6) من لا يحضره الفقيه: 1/ 489، المحاسن: 1/ 126.
معارج الذكر والدعاء (563)
[الحديث: 2423] قال الإمام الصادق في دعائه: يا نور يا قدوس، يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، يا رحمن يا رحيم، اغفر لي الذنوب التي تغير النعم، واغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، واغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء، واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي ترد غيث السماء (1).
[الحديث: 2424] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أسألك قول التوابين وعملهم، ونور الأنبياء وصدقهم، ونجاة المجاهدين وثوابهم، وشكر المصطفين ونصيحتهم، وعمل الذاكرين ويقينهم، وإيمان العلماء وفقههم، وتعبد الخاشعين وتواضعهم، وحكم الفقهاء وسيرتهم، وخشية المتقين ورغبتهم، وتصديق المؤمنين وتوكلهم، ورجاء المحسنين وبرهم (2).
[الحديث: 2425] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أسألك ثواب الشاكرين، ومنزلة المقربين، ومرافقة النبيين (3).
[الحديث: 2426] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أسألك خوف العاملين لك، وعمل الخائفين منك، وخشوع العابدين لك، ويقين المتوكلين عليك، وتوكل المؤمنين بك (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 589، المصباح للكفعمي: ص 766.
(2) الكافي: 2/ 593.
(3) الكافي: 2/ 593.
(4) الكافي: 2/ 593.
معارج الذكر والدعاء (564)
[الحديث: 2427] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إنك بحاجتي عالمٌ غير معلم، وأنت لها واسعٌ غير متكلف، وأنت الذي لا يحفيك سائلٌ، ولا ينقصك نائلٌ، ولا يبلغ مدحتك قول قائل، أنت كما تقول وفوق ما نقول.. اللهم اجعل لي فرجا قريبا، وأجرا عظيما، وسترا جميلا (1).
[الحديث: 2428] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إنك تعلم أني على ظلمي لنفسي وإسرافي عليها لم أتخذ لك ضدا ولا ندا ولا صاحبة ولا ولدا، يا من لا تغلطه المسائل، يا من لا يشغله شي ءٌ عن شي ء، ولا سمعٌ عن سمع، ولا بصرٌ عن بصر، ولا يبرمه إلحاح الملحين، أسألك أن تفرج عني في ساعتي هذه من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب، إنك تحيي العظام وهي رميمٌ، وإنك على كل شي ء قديرٌ (2).
[الحديث: 2429] قال الإمام الصادق في دعائه: يا من قل شكري له فلم يحرمني، وعظمت خطيئتي فلم يفضحني، ورآني على المعاصي فلم يجبهني، وخلقني للذي خلقني له فصنعت غير الذي خلقني له، فنعم المولى أنت يا سيدي، وبئس العبد أنا وجدتني، ونعم الطالب أنت ربي، وبئس المطلوب أنا ألفيتني، عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك ما شئت صنعت بي (3).
[الحديث: 2430] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم هدأت الأصوات، وسكنت الحركات، وخلا كل حبيب بحبيبه، وخلوت بك، أنت المحبوب إلي، فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 593.
(2) الكافي: 2/ 593.
(3) الكافي: 2/ 593.
(4) الكافي: 2/ 593.
معارج الذكر والدعاء (565)
[الحديث: 2431] قال الإمام الصادق في دعائه: يا من ليست لعالم فوقه صفةٌ، يا من ليس لمخلوق دونه منعةٌ، يا أول قبل كل شي ء ويا آخر بعد كل شي ء، يا من ليس له عنصرٌ، ويا من ليس لآخره فناءٌ، ويا أكمل منعوت، ويا أسمح المعطين، ويا من يفقه بكل لغة يدعى بها، ويا من عفوه قديمٌ، وبطشه شديدٌ، وملكه مستقيمٌ، أسألك باسمك الذي شافهت به موسى، يا الله يا رحمن يا رحيم، يا لا إله إلا أنت، اللهم أنت الصمد، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تدخلني الجنة برحمتك (1).
[الحديث: 2432] قال الإمام الصادق: تصلي ركعتين كيف شئت ثم تقول: اللهم أثبت رجاءك في قلبي، واقطع رجاء من سواك عني، حتى لا أرجو إلاإياك، ولا أثق إلابك (2).
[الحديث: 2433] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إن كانت الذنوب تكف أيدينا عن انبساطها إليك بالسؤال، والمداومة على المعاصي تمنعنا عن التضرع والابتهال، فالرجاء يحثنا إلى سؤالك يا ذا الجلال، فإن لم يعطف السيد على عبده فممن يبتغي النوال؟، إلهي؟، فلا ترد أكفنا المتضرعة إلاببلوغ الآمال (3).
[الحديث: 2434] قال الإمام الصادق في دعائه: الحمد لله ولي الحمد وأهله ومنتهاه ومحله، أخلص من وحده، واهتدى من عبده، وفاز من أطاعه، وأمن المعتصم به (4).
[الحديث: 2435] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم يا ذا الجود والمجد، والثناء الجميل والحمد، أسألك مسألة من خضع لك برقبته، ورغم لك أنفه، وعفر لك وجهه، وذلل لك نفسه، وفاضت من خوفك دموعه، وترددت عبرته، واعترف لك بذنوبه،
__________
(1) الكافي: 2/ 593.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 133، بحار الأنوار: 91/ 363.
(3) بحار الأنوار: 94/ 93 نقلا عن خط الشهيد.
(4) الكافي: 2/ 590.
معارج الذكر والدعاء (566)
وفضحته عندك خطيئته، وشانته عندك جريرته، وضعفت عند ذلك قوته، وقلت حيلته، وانقطعت عنه أسباب خدائعه، واضمحل عنه كل باطل، وألجأته ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك، وخضوعه لديك، وابتهاله إليك (1).
[الحديث: 2436] قال الإمام الصادق في دعائه: أسألك اللهم سؤال من هو بمنزلته، أرغب إليك كرغبته، وأتضرع إليك كتضرعه، وأبتهل إليك كأشد ابتهاله، اللهم فارحم استكانة منطقي، وذل مقامي ومجلسي، وخضوعي إليك برقبتي (2).
[الحديث: 2437] قال الإمام الصادق في دعائه: أسألك اللهم الهدى من الضلالة، والبصيرة من العمى، والرشد من الغواية (3).
[الحديث: 2438] قال الإمام الصادق في دعائه: أسألك اللهم أكثر الحمد عند الرخاء، وأجمل الصبر عند المصيبة، وأفضل الشكر عند موضع الشكر، والتسليم عند الشبهات (4).
[الحديث: 2439] قال الإمام الصادق في دعائه: أسألك اللهم القوة في طاعتك، والضعف عن معصيتك، والهرب إليك منك، والتقرب إليك رب لترضى، والتحري لكل ما يرضيك عني في إسخاط خلقك التماسا لرضاك (5).
[الحديث: 2440] سئل الإمام الرضا عن قول الله عز وجل: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67]، فقال: إن الله تعالى لا ينسى ولا يسهو، وإنما ينسى
__________
(1) الكافي: 2/ 590.
(2) الكافي: 2/ 590.
(3) الكافي: 2/ 590.
(4) الكافي: 2/ 590.
(5) الكافي: 2/ 590.
معارج الذكر والدعاء (567)
ويسهو المخلوق المحدث، ألا تسمعه عز وجل يقول: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: 64]، وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال الله عز وجل: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الحشر: 19]، وقال تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا﴾ [الأعراف: 51]؛ أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا (1).
__________
(1) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 125، التوحيد: ص 160.
معارج الذكر والدعاء (568)
ثانيا ـ ما ورد حول التحلية والترقية
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول الأذكار والأدعية التي لها علاقة بـ[التحلية والترقية]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من النماذج المعبرة عن ذلك، كقول إبراهيم عليه السلام في دعائه لربه: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم: 40]
وقول أولي الألباب في دعائهم لربهم: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: 193 - 194]
وقد أوردنا هنا الكثير من الأدعية المرتبطة بذلك، مع التنبيه إلى أنها قد تختلط بغيرها من أنواع الأدعية، سواء ما ارتبط بمصالح الدنيا، أو بما أوردناه في القسم الأول من الأدعية والأذكار الخاصة بالتخلية والتصفية.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 2441] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده، إن القرآن والذكر لينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب (1).
[الحديث: 2442] عن خالد بن الوليد، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني
__________
(1) كنز العمال: 15/ 221 عن الديلمي.
معارج الذكر والدعاء (569)
سائلك عما في الدنيا والآخرة، فقال له: سل عما بدا لك.. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى، قال: أكثر ذكر الله، تكن أخص العباد إلى الله تعالى (1).
[الحديث: 2443] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تعالى: إذا كان الغالب على عبدي الاشتغال بي جعلت نعيمه ولذته في ذكري، فإذا جعلت نعيمه ولذته في ذكري عشقني وعشقته، فإذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه، وصرت معالما بين عينيه لا يسهو إذا سها الناس؛ أولئك كلامهم كلام الأنبياء، أولئك الأبطال حقا، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبة وعذابا ذكرتهم فصرفت ذلك عنهم (2).
[الحديث: 2444] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما احب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم وما زويت عني مما احب فاجعله فراغا لي فيما تحب (3).
[الحديث: 2445] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قيل لي: يا محمد، قل تسمع، وسل تعط، قال: فقلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك وأنا غير مفتون، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحبا يبلغني حبك (4).
[الحديث: 2446] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي، واجعل خوفك أخوف الأشياء إلي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم، فأقر عيني من عبادتك (5).
__________
(1) كنز العمال: 16/ 127 عن أبي العباس المستغفري.
(2) حلية الأولياء: 6/ 165
(3) الترمذي: 5/ 523، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 96.
(4) الحاكم: 1/ 709، الترمذي: 5/ 369، أحمد: 8/ 259.
(5) حلية الأولياء: 8/ 282 الرقم 420، الإقبال: 2/ 211.
معارج الذكر والدعاء (570)
[الحديث: 2447] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجعل في دعائك: اللهم ارزقني لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك (1).
[الحديث: 2448] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم وأسألك خشيتك، وأسألك كلمة الحكم في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا يبيد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين (2).
[الحديث: 2449] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن موسى سأل ربه عز وجل أن يعلمه دعوات يبلغ بهن رضاه، فأوحى الله إليه: يا عبدي موسى قل: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأعوذ بك من شر مؤذ، وصاحب غفلة، إن ذكرت لم يعني، وإن نسيت لم يذكرني (3).
[الحديث: 2450] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكثر ذكر الله عز وجل أحبه الله (4).
[الحديث: 2451] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله سبحانه: إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي، فإذا كان عبدي كذلك فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو، أولئك أوليائي حقا، أولئك الأبطال حقا (5).
__________
(1) نوادر الاصول: 1/ 307.
(2) النسائي: 1/ 388 و1229، أحمد: 6/ 366 3.
(3) الفردوس: 1/ 227.
(4) الكافي: 2/ 499، الزهد للحسين بن سعيد: ص 55.
(5) عدة الداعي: ص 235.
معارج الذكر والدعاء (571)
[الحديث: 2452] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم أوزعني أن أذكرك؛ كي لا أنساك ليلا ولا نهارا ولا صباحا ولا مساء، آمين رب العالمين (1).
[الحديث: 2453] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه يوم الأحزاب: اللهم إني أعوذ بك من خزيك، ومن كشف سترك، ومن نسيان ذكرك، والانصراف عن شكرك، أنا في حرزك في ليلي ونهاري، وظعني وأسفاري، ونومي وقراري، ذكرك شعاري، وثناؤك دثاري، لا إله إلا أنت تعظيما لوجهك، وتكريما لسبحات نورك (2).
[الحديث: 2454] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم اجعلنا مشغولين بأمرك، آمنين بوعدك، آيسين من خلقك، آنسين بك، مستوحشين من غيرك، راضين بقضائك، صابرين على بلائك، شاكرين على نعمائك، متلذذين بذكرك، فرحين بكتابك، مناجين إياك آناء الليل وأطراف النهار، مستعدين للموت، مشتاقين إلى لقائك، مبغضين للدنيا، محبين للآخرة، وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 2455] قال الإمام علي: من ذكر الله سبحانه أحيا الله قلبه، ونور عقله ولبه (4).
[الحديث: 2456] قال الإمام علي في وصيته لابنه الحسن: أوصيك بتقوى الله ـ أي
__________
(1) مهج الدعوات: ص 169.
(2) مهج الدعوات: ص 71، بحار الأنوار: 94/ 213.
(3) جامع الأخبار: ص 364.
(4) غرر الحكم: ح 8876، عيون الحكم والمواعظ: ص 458.
معارج الذكر والدعاء (572)
بني ـ ولزوم أمره، وعمارة قلبك بذكره (1).
[الحديث: 2457] قال الإمام علي: استديموا الذكر فإنه ينير القلب، وهو أفضل العبادة (2).
[الحديث: 2458] قال الإمام علي: دوام الذكر ينير القلب والفكر (3).
[الحديث: 2459] قال الإمام علي: ثمرة الذكر استنارة القلوب (4).
[الحديث: 2460] قال الإمام علي: من ألزم قلبه فكرا، ولسانه الذكر، ملأ الله قلبه إيمانا ورحمة، ونورا وحكمة (5).
[الحديث: 2461] قال الإمام علي: الذكر هداية العقول، وتبصرة النفوس (6).
[الحديث: 2462] قال الإمام علي: من ذكر الله استبصر (7).
[الحديث: 2463] قال الإمام علي: من عمر قلبه بدوام الذكر، حسنت أفعاله في السر والجهر (8).
[الحديث: 2464] قال الإمام علي: الذكر مفتاح الأنس (9).
[الحديث: 2465] قال الإمام علي: ذاكر الله مؤانسه (10).
[الحديث: 2466] قال الإمام علي: إذا رأيت الله سبحانه يؤنسك بذكره، فقد أحبك (11).
__________
(1) نهج البلاغة: الكتاب 31؛ كنز العمال: 16/ 168 عن وكيع والعسكري في المواعظ.
(2) غرر الحكم: ح 2536.
(3) غرر الحكم: ح 5144.
(4) غرر الحكم: ح 4631.
(5) إرشاد القلوب: ص 100.
(6) غرر الحكم: ح 1403.
(7) غرر الحكم: ح 7800.
(8) غرر الحكم: ح 8872.
(9) حلية الأولياء: 6/ 165.
(10) غرر الحكم: ح 5160.
(11) غرر الحكم: ح 4040.
معارج الذكر والدعاء (573)
[الحديث: 2467] قال الإمام علي في دعائه: نسأل الله منازل الشهداء، ومعايشة السعداء، ومرافقة الأنبياء (1).
[الحديث: 2468] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن حمدتك فبمواهبك، وإن مجدتك فبمرادك، وإن قدستك فبقوتك، وإن هللتك فبقدرتك، وإن نظرت فإلى رحمتك، وإن عضضت فعلى نعمتك (2).
[الحديث: 2469] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إنه من لم يشغله الولوع بذكرك، ولم يزوه السفر بقربك، كانت حياته عليه ميتة، وميتته عليه حسرة (3).
[الحديث: 2470] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، تناهت أبصار الناظرين إليك بسرائر القلوب، وطالعت أصغى السامعين لك نجيات الصدور، فلم يلق أبصارهم ردٌ دون ما يريدون، هتكت بينك وبينهم حجب الغفلة، فسكنوا في نورك، وتنفسوا بروحك، فصارت قلوبهم مغارس لهيبتك، وأبصارهم مآكف لقدرتك، وقربت أرواحهم من قدسك، فجالسوا اسمك بوقار المجالسة وخضوع المخاطبة، فأقبلت إليهم إقبال الشفيق، وأنصت لهم إنصات الرفيق، وأجبتهم إجابات الأحباء، وناجيتهم مناجاة الأخلاء، فبلغ بي المحل الذي إليه وصلوا، وانقلني من ذكري إلى ذكرك، ولا تترك بيني وبين ملكوت عزك بابا إلافتحته، ولا حجابا من حجب الغفلة إلاهتكته، حتى تقيم روحي بين ضياء عرشك، وتجعل لها مقاما نصب نورك، إنك على كل شي ء قديرٌ (4).
__________
(1) نهج البلاغة: الخطبة 23، غرر الحكم: 6/ 189 7.
(2) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
(4) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (574)
[الحديث: 2471] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، ما أوحش طريقا لا يكون رفيقي فيه أملي فيك، وأبعد سفرا لا يكون رجائي منه دليلي منك، خاب من اعتصم بحبل غيرك، وضعف ركن من استند إلى غير ركنك (1).
[الحديث: 2472] قال الإمام علي في دعائه: يا معلم مؤمليه الأمل فيذهب عنهم كآبة الوجل، لا تحرمني صالح العمل، واكلأني كلاءة من فارقته الحيل، فكيف يلحق مؤمليك ذل الفقر، وأنت الغني عن مضار المذنبين (2).
[الحديث: 2473] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن كل حلاوة منقطعةٌ، وحلاوة الإيمان تزداد حلاوتها اتصالا بك، إلهي، وإن قلبي قد بسط أمله فيك، فأذقه من حلاوة بسطك إياه البلوغ لما أمل، إنك على كل شي ء قديرٌ (3).
[الحديث: 2474] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، أسألك ـ مسألة من يعرفك كنه معرفتك ـ من كل خير ينبغي للمؤمن أن يسلكه، وأعوذ بك من كل شر وفتنة أعذت بها أحباءك من خلقك، إنك على كل شي ء قديرٌ (4).
[الحديث: 2475] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، أسألك مسألة المسكين الذي قد تحير في رجاه، فلا يجد ملجأ ولا مسندا يصل به إليك، ولا يستدل به عليك إلابك، وبأركانك ومقاماتك التي لا تعطيل لها منك، فأسألك باسمك الذي ظهرت به لخاصة أوليائك، فوحدوك وعرفوك فعبدوك بحقيقتك، أن تعرفني نفسك، لأقر لك بربوبيتك
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
(2) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
(4) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (575)
على حقيقة الإيمان بك، ولا تجعلني يا إلهي، ممن يعبد الاسم دون المعنى، والحظني بلحظة من لحظاتك، تنور بها قلبي بمعرفتك خاصة، ومعرفة أوليائك، إنك على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 2476] قال الإمام علي في دعائه: اللهم اسمع دعائي إذا دعوتك، واسمع ندائي إذا ناديتك، وأقبل علي إذا ناجيتك، فقد هربت إليك، ووقفت بين يديك، مستكينا لك متضرعا إليك، راجيا لما لديك، تراني وتعلم ما في نفسي، وتخبر حاجتي وتعرف ضميري، ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي، وما أريد أن ابدئ به من منطقي، وأتفوه به من طلبتي، وأرجوه لعافيتي، وقد جرت مقاديرك علي يا سيدي فيما يكون مني إلى آخر عمري، من سريرتي وعلانيتي، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي، ونفعي وضري (2).
[الحديث: 2477] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن حرمتني فمن ذا الذي يرزقني؟، وإن خذلتني فمن ذا الذي ينصرني؟ (3).
[الحديث: 2478] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، أعوذ بك من غضبك وحلول سخطك (4).
[الحديث: 2479] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهلٌ أن تجود علي بفضل سعتك (5).
[الحديث: 2480] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، كأ ني بنفسي واقفةٌ بين يديك، وقد أظلها حسن توكلي عليك، ففعلت ما أنت أهله، وتغمدتني بعفوك (6).
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 94 نقلا عن الكتاب العتيق الغروي.
(2) الإقبال: 3/ 295.
(3) الإقبال: 3/ 295.
(4) الإقبال: 3/ 295.
(5) الإقبال: 3/ 295.
(6) الإقبال: 3/ 295.
معارج الذكر والدعاء (576)
[الحديث: 2481] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن عفوت فمن أولى منك بذلك؟، وإن كان قد دنا أجلي ولم يدنني منك عملي، فقد جعلت الإقرار بالذنب إليك وسيلتي (1).
[الحديث: 2482] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، قد جرت على نفسي في النظر لها، فلها الويل إن لم تغفر لها (2).
[الحديث: 2483] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، لم يزل برك علي أيام حياتي، فلا تقطع برك عني في مماتي (3).
[الحديث: 2484] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، كيف آيس من حسن نظرك لي بعد مماتي، وأنت لم تولني إلاالجميل في حياتي؟ (4).
[الحديث: 2485] قال الإمام علي في دعائه: إلهي تول من أمري ما أنت أهله، وعد علي بفضلك على مذنب قد غمره جهله (5).
[الحديث: 2486] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، قد سترت علي ذنوبا في الدنيا، وأنا أحوج إلى سترها علي منك في الأخرى.. إلهي قد أحسنت إلي إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين، فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد (6).
[الحديث: 2487] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، جودك بسط أملي، وعفوك أفضل من عملي، إلهي فسرني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك (7).
__________
(1) الإقبال: 3/ 295.
(2) الإقبال: 3/ 295.
(3) الإقبال: 3/ 295.
(4) الإقبال: 3/ 295.
(5) الإقبال: 3/ 295.
(6) الإقبال: 3/ 295.
(7) الإقبال: 3/ 295.
معارج الذكر والدعاء (577)
[الحديث: 2488] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره، فاقبل عذري يا أكرم من اعتذر إليه المسيؤون (1).
[الحديث: 2489] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، لا ترد حاجتي، ولا تخيب طمعي، ولا تقطع منك رجائي وأملي (2).
[الحديث: 2490] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، لو أردت هواني لم تهدني، ولو أردت فضيحتي لم تعافني (3).
[الحديث: 2491] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، ما أظنك تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك، إلهي فلك الحمد أبدا أبدا دائما سرمدا، يزيد ولا يبيد كما تحب وترضى (4).
[الحديث: 2492] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك، وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك، وإن أدخلتني النار أعلمت أهلها أ ني أحبك (5).
[الحديث: 2493] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي (6).
[الحديث: 2494] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما، وقد كان حسن ظني بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما؟ (7).
__________
(1) الإقبال: 3/ 295.
(2) الإقبال: 3/ 295.
(3) الإقبال: 3/ 295.
(4) الإقبال: 3/ 295.
(5) الإقبال: 3/ 295.
(6) الإقبال: 3/ 295.
(7) الإقبال: 3/ 295.
معارج الذكر والدعاء (578)
[الحديث: 2495] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، وقد أفنيت عمري في شرة السهو عنك، وأبليت شبابي في سكرة التباعد منك، إلهي، فلم أستيقظ أيام اغتراري بك، وركوني إلى سبيل سخطك.. إلهي، وأنا عبدك وابن عبدك، قائمٌ بين يديك، متوسلٌ بكرمك إليك.. إلهي، أنا عبدٌ أتنصل إليك مما كنت أواجهك به من قلة استحيائي من نظرك، وأطلب العفو منك إذ العفو نعتٌ لكرمك (1).
[الحديث: 2496] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، لم يكن لي حولٌ فأنتقل به عن معصيتك إلافي وقت أيقظتني لمحبتك، وكما أردت أن أكون كنت، فشكرتك بإدخالي في كرمك، ولتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك (2).
[الحديث: 2497] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، انظر إلي نظر من ناديته فأجابك، واستعملته بمعونتك فأطاعك، يا قريبا لا يبعد عن المغتر به، ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه (3).
[الحديث: 2498] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، هب لي قلبا يدنيه منك شوقه، ولسانا يرفع إليك صدقه، ونظرا يقربه منك حقه (4).
[الحديث: 2499] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن من تعرف بك غير مجهول، ومن لاذ بك غير مخذول، ومن أقبلت عليه غير مملول (5).
__________
(1) الإقبال: 3/ 295.
(2) الإقبال: 3/ 295.
(3) الإقبال: 3/ 295.
(4) الإقبال: 3/ 295.
(5) الإقبال: 3/ 295.
معارج الذكر والدعاء (579)
[الحديث: 2500] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن من انتهج بك لمستنيرٌ، وإن من اعتصم بك لمستجيرٌ، وقد لذت بك يا إلهي فلا تخيب ظني من رحمتك، ولا تحجبني عن رأفتك (1).
[الحديث: 2501] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، أقمني في أهل ولايتك مقام رجاء الزيادة من محبتك.. إلهي، وألهمني ولها بذكرك إلى ذكرك، واجعل همتي في روح نجاح أسمائك ومحل قدسك (2).
[الحديث: 2502] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، بك عليك إلا ألحقتني بمحل أهل طاعتك، والمثوى الصالح من مرضاتك، فإني لا أقدر لنفسي دفعا، ولا أملك لها نفعا (3).
[الحديث: 2503] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، أنا عبدك الضعيف المذنب، ومملوكك المعيب، فلا تجعلني ممن صرفت عنه وجهك، وحجبه سهوه عن عفوك (4).
[الحديث: 2504] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك (5).
[الحديث: 2505] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، اجعلني ممن ناديته فأجابك، ولاحظته فصعق لجلالك، فناجيته سرا وعمل لك جهرا (6).
__________
(1) الإقبال: 3/ 295.
(2) الإقبال: 3/ 295.
(3) الإقبال: 3/ 295.
(4) الإقبال: 3/ 295.
(5) الإقبال: 3/ 295.
(6) الإقبال: 3/ 295.
معارج الذكر والدعاء (580)
[الحديث: 2506] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، لم أسلط على حسن ظني قنوط الإياس، ولا انقطع رجائي من جميل كرمك (1).
[الحديث: 2507] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن كانت الخطايا قد أسقطتني لديك فاصفح عني بحسن توكلي عليك (2).
[الحديث: 2508] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن حطتني الذنوب من مكارم لطفك، فقد نبهني اليقين إلى كرم عطفك (3).
[الحديث: 2509] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك، فقد نبهتني المعرفة بكرم آلائك (4).
[الحديث: 2510] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، إن دعاني إلى النار عظيم عقابك، فقد دعاني إلى الجنة جزيل ثوابك (5).
[الحديث: 2511] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، فلك أسأل، وإليك أبتهل وأرغب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني ممن يديم ذكرك، ولا ينقض عهدك، ولا يغفل عن شكرك، ولا يستخف بأمرك (6).
[الحديث: 2512] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، ألحقني بنور عزك الأبهج، فأكون لك عارفا، وعن سواك منحرفا، ومنك خائفا مراقبا، يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله على محمد رسوله وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا (7).
__________
(1) الإقبال: 3/ 295.
(2) الإقبال: 3/ 295.
(3) الإقبال: 3/ 295.
(4) الإقبال: 3/ 295.
(5) الإقبال: 3/ 295.
(6) الإقبال: 3/ 295.
(7) الإقبال: 3/ 295.
معارج الذكر والدعاء (581)
[الحديث: 2513] قال الإمام علي في دعائه: إلهي، لك أسأل وإليك أبتهل وأرغب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني ممن يديم ذكرك، ولا ينقض عهدك (1).
[الحديث: 2514] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إنك آنس الآنسين لأوليائك، وأحضرهم بالكفاية للمتوكلين عليك، تشاهدهم في سرائرهم، وتطلع عليهم في ضمائرهم، وتعلم مبلغ بصائرهم، فأسرارهم لك مكشوفةٌ، وقلوبهم إليك ملهوفةٌ، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك، وإن صبت عليهم المصائب لجؤوا إلى الاستجارة بك، علما بأن أزمة الأمور بيدك، ومصادرها عن قضائك.. اللهم إن فههت عن مسألتي أو عميت عن طلبتي فدلني على مصالحي، وخذ بقلبي إلى مراشدي، فليس ذلك بنكر من هداياتك، ولا ببدع من كفاياتك، اللهم احملني على عفوك ولا تحملني على عدلك (2).
[الحديث: 2515] قال الإمام السجاد في دعائه: مولاي، بذكرك عاش قلبي، وبمناجاتك بردت ألم الخوف عني (3).
[الحديث: 2516] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى ليوم جزائك، مستنة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك (4).
__________
(1) الإقبال: 3/ 299.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 227.
(3) تنبيه الغافلين: ص 471؛ بحار الأنوار: 21/ 60.
(4) كامل الزيارات: ص 92 93، مصباح المتهجد: ص 738.
معارج الذكر والدعاء (582)
[الحديث: 2517] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهةٌ، وسبل الراغبين إليك شارعةٌ، وأعلام القاصدين إليك واضحةٌ، وأفئدة العارفين منك فازعةٌ، وأصوات الداعين إليك صاعدةٌ، وأبواب الإجابة لهم مفتحةٌ، ودعوة من ناجاك مستجابةٌ، وتوبة من أناب إليك مقبولةٌ، وعبرة من بكى من خوفك مرحومةٌ، والإعانة لمن استعان بك موجودةٌ، والإغاثة لمن استغاث بك مبذولةٌ، وعداتك لعبادك منجزةٌ، وزلل من استقالك مقالةٌ، وأعمال العاملين لديك محفوظةٌ، وأرزاقك إلى الخلائق من لدنك نازلةٌ، وعوائد المزيد لهم متواترةٌ، وذنوب المستغفرين مغفورةٌ، وحوائج خلقك عندك مقضيةٌ، وجوائز السائلين عندك موفرةٌ، وعوائد المزيد إليهم واصلةٌ، وموائد المستطعمين معدةٌ، ومناهل الظماء لديك مترعةٌ، اللهم فاستجب دعائي، واقبل ثنائي، وأعطني جزائي، واجمع بيني وبين أوليائي، إنك ولي نعمائي، ومنتهى رجائي، وغاية مناي في منقلبي ومثواي (1).
[الحديث: 2518] عن أبي حمزة، قال: رأيت الإمام السجاد في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي، فأطال القيام حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى، ومرة على رجله اليسرى، ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك: يا سيدي تعذبني وحبك في قلبي؟ أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طالما عاديتهم فيك (2).
[الحديث: 2519] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم نبهني لذكرك في أوقات الغفلة، واستعملني بطاعتك في أيام المهلة، وانهج لي إلى محبتك سبيلا سهلة، أكمل لي بها خير الدنيا والآخرة (3).
__________
(1) كامل الزيارات: ص 92 93، مصباح المتهجد: ص 738.
(2) الكافي: 2/ 579.
(3) الصحيفة السجادية: ص 87.
معارج الذكر والدعاء (583)
[الحديث: 2520] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي، اجعلنا من الذين توشحت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم، وأخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم، فهم إلى أوكار الأفكار يأوون، وفي رياض القرب والمكاشفة يرتعون، ومن حياض المحبة بكأس الملاطفة يكرعون، وشرايع المصافاة يردون (1).
[الحديث: 2521] قال الإمام السجاد في مناجاة المحبين: إلهي، من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا، ومن ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولا، إلهي فاجعلنا ممن اصطفيته لقربك وولايتك، وأخلصته لودك ومحبتك، وشوقته إلى لقائك، ورضيته بقضائك، ومنحته بالنظر إلى وجهك، وحبوته برضاك، وأعذته من هجرك وقلاك، وبوأته مقعد الصدق في جوارك، وخصصته بمعرفتك، وأهلته لعبادتك، وهيمته لإرادتك، واجتبيته لمشاهدتك، وأخليت وجهه لك، وفرغت فؤاده لحبك، ورغبته فيما عندك، وألهمته ذكرك، وأوزعته شكرك، وشغلته بطاعتك، وصيرته من صالحي بريتك، واخترته لمناجاتك، وقطعت عنه كل شي ء يقطعه عنك (2).
[الحديث: 2522] قال الإمام السجاد في مناجاة المحبين: اللهم اجعلنا ممن دأبهم الارتياح إليك والحنين، ودهرهم الزفرة والأنين، جباههم ساجدةٌ لعظمتك، وعيونهم ساهرةٌ في خدمتك، ودموعهم سائلةٌ من خشيتك، وقلوبهم متعلقةٌ بمحبتك، وأفئدتهم منخلعةٌ من مهابتك (3).
[الحديث: 2523] قال الإمام السجاد في مناجاة المحبين: إلهي، يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقةٌ، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقةٌ، يا منى قلوب المشتاقين، ويا
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 150.
(2) بحار الأنوار: 94/ 148.
(3) بحار الأنوار: 94/ 148.
معارج الذكر والدعاء (584)
غاية آمال المحبين، أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يوصلني إلى قربك، وأن تجعلك أحب إلي مما سواك، وأن تجعل حبي إياك قائدا إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائدا عن عصيانك، وامنن بالنظر إليك علي، وانظر بعين الود والعطف إلي، ولا تصرف عني وجهك، واجعلني من أهل الإسعاد والحظوة عندك، يا مجيب يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 2524] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم بلغ بإيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال (2).
[الحديث: 2525] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم وفر بلطفك نيتي، وصحح بما عندك يقيني، واستصلح بقدرتك ما فسد مني (3).
[الحديث: 2526] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسأ لني غدا عنه، واستفرغ أيامي فيما خلقتني له، وأغنني وأوسع علي في رزقك، ولا تفتني بالنظر، وأعزني ولا تبتلني بالكبر، وعبدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب، وأجر للناس على يدي الخير، ولا تمحقه بالمن، وهب لي معالي الأخلاق، واعصمني من الفخر (4).
[الحديث: 2527] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم لا ترفعني في الناس درجة إلاحططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلاأحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها (5).
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 148.
(2) الصحيفة السجادية: ص 81.
(3) الصحيفة السجادية: ص 81.
(4) الصحيفة السجادية: ص 81.
(5) الصحيفة السجادية: ص 81.
معارج الذكر والدعاء (585)
[الحديث: 2528] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم متعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها، وعمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إلي، أو يستحكم غضبك علي (1).
[الحديث: 2529] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة أؤنب بها إلاحسنتها، ولا أكرومة في ناقصة إلاأتممتها (2).
[الحديث: 2530] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أبدلني من بغضة أهل الشنآن المحبة، ومن حسد أهل البغي المودة، ومن ظنة أهل الصلاح الثقة، ومن عداوة الأدنين الولاية، ومن عقوق ذوي الأرحام المبرة، ومن خذلان الأقربين النصرة، ومن حب المدارين تصحيح المقة، ومن رد الملابسين كرم العشرة، ومن مرارة خوف الظالمين حلاوة الأمنة (3).
[الحديث: 2531] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعل لي يدا على من ظلمني، ولسانا على من خاصمني، وظفرا بمن عاندني، وهب لي مكرا على من كايدني، وقدرة على من اضطهدني، وتكذيبا لمن قصبني، وسلامة ممن توعدني، ووفقني لطاعة من سددني، ومتابعة من أرشدني (4).
[الحديث: 2532] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم سددني لأن أعارض من غشني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبر، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافي من قطعني بالصلة، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر، وأن أشكر الحسنة، وأغضي عن السيئة (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 81.
(2) الصحيفة السجادية: ص 81.
(3) الصحيفة السجادية: ص 81.
(4) الصحيفة السجادية: ص 81.
(5) الصحيفة السجادية: ص 81.
معارج الذكر والدعاء (586)
[الحديث: 2533] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم حلني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل، وكظم الغيظ، وإطفاء النائرة، وضم أهل الفرقة، وإصلاح ذات البين، وإفشاء العارفة، وستر العائبة، ولين العريكة، وخفض الجناح، وحسن السيرة، وسكون الريح، وطيب المخالقة، والسبق إلى الفضيلة، وإيثار التفضل، وترك التعيير، والإفضال على غير المستحق، والقول بالحق وإن عز، واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي، واستكثار الشر وإن قل من قولي وفعلي، وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة، ولزوم الجماعة، ورفض أهل البدع، ومستعملي الرأي المخترع (1).
[الحديث: 2534] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعل أوسع رزقك علي إذا كبرت، وأقوى قوتك في إذا نصبت، ولا تبتليني بالكسل عن عبادتك، ولا العمى عن سبيلك، ولا بالتعرض لخلاف محبتك، ولا مجامعة من تفرق عنك، ولا مفارقة من اجتمع إليك (2).
[الحديث: 2535] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعلني أصول بك عند الضرورة، وأسألك عند الحاجة، وأتضرع إليك عند المسكنة، ولا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت، ولا بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتضرع إلى من دونك إذا رهبت، فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك، يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 2536] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي ـ من التمني والتظني والحسد ـ ذكرا لعظمتك، وتفكرا في قدرتك، وتدبيرا على عدوك، وما أجرى على لساني ـ من لفظة فحش أو هجر، أو شتم عرض، أو شهادة باطل،
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 81.
(2) الصحيفة السجادية: ص 81.
(3) الصحيفة السجادية: ص 81.
معارج الذكر والدعاء (587)
أو اغتياب مؤمن غائب، أو سب حاضر، وما أشبه ذلك ـ نطقا بالحمد لك، وإغراقا في الثناء عليك، وذهابا في تمجيدك، وشكرا لنعمتك، واعترافا بإحسانك، وإحصاء لمننك (1).
[الحديث: 2537] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم لا أظلمن وأنت مطيقٌ للدفع عني، ولا أظلمن وأنت القادر على القبض مني، ولا أضلن وقد أمكنتك هدايتي، ولا أفتقرن ومن عندك وسعي، ولا أطغين ومن عندك وجدي (2).
[الحديث: 2538] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إلى مغفرتك وفدت، وإلى عفوك قصدت، وإلى تجاوزك اشتقت، وبفضلك وثقت، وليس عندي ما يوجب لي مغفرتك، ولا في عملي ما أستحق به عفوك، وما لي بعد أن حكمت على نفسي إلافضلك، فصل على محمد وآله، وتفضل علي (3).
[الحديث: 2539] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أنطقني بالهدى، وألهمني التقوى، ووفقني للتي هي أزكى، واستعملني بما هو أرضى (4).
[الحديث: 2540] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اسلك بي الطريقة المثلى، واجعلني على ملتك أموت وأحيا (5).
[الحديث: 2541] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم متعني بالاقتصاد، واجعلني من أهل السداد، ومن أدلة الرشاد، ومن صالحي العباد، وارزقني فوز المعاد وسلامة المرصاد (6).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 81.
(2) الصحيفة السجادية: ص 81.
(3) الصحيفة السجادية: ص 81.
(4) الصحيفة السجادية: ص 81.
(5) الصحيفة السجادية: ص 81.
(6) الصحيفة السجادية: ص 81.
معارج الذكر والدعاء (588)
[الحديث: 2542] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم خذ لنفسك من نفسي ما يخلصها، وأبق لنفسي من نفسي ما يصلحها، فإن نفسي هالكةٌ أو تعصمها (1).
[الحديث: 2543] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أنت عدتي إن حزنت، وأنت منتجعي إن حرمت، وبك استغاثتي إن كرثت وعندك مما فات خلفٌ، ولما فسد صلاحٌ، وفيما أنكرت تغييرٌ، فامنن علي قبل البلاء بالعافية، وقبل الطلب بالجدة، وقبل الضلال بالرشاد، واكفني مؤونة معرة العباد، وهب لي أمن يوم المعاد، وامنحني حسن الإرشاد (2).
[الحديث: 2544] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم ادرأ عني بلطفك، واغذني بنعمتك، وأصلحني بكرمك، وداوني بصنعك، وأظلني في ذراك، وجللني رضاك، ووفقني إذا اشتكلت علي الأمور لأهداها، وإذا تشابهت الأعمال لأزكاها، وإذا تناقضت الملل لأرضاها (3).
[الحديث: 2545] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم توجني بالكفاية، وسمني حسن الولاية، وهب لي صدق الهداية، ولا تفتني بالسعة، وامنحني حسن الدعة، ولا تجعل عيشي كدا كدا، ولا ترد دعائي علي ردا، فإني لا أجعل لك ضدا، ولا أدعو معك ندا (4).
[الحديث: 2546] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم امنعني من السرف، وحصن رزقي من التلف، ووفر ملكتي بالبركة فيه، وأصب بي سبيل الهداية للبر فيما انفق منه (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 81.
(2) الصحيفة السجادية: ص 81.
(3) الصحيفة السجادية: ص 81.
(4) الصحيفة السجادية: ص 81.
(5) الصحيفة السجادية: ص 81.
معارج الذكر والدعاء (589)
[الحديث: 2547] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اكفني مؤونة الاكتساب، وارزقني من غير احتساب، فلا أشتغل عن عبادتك بالطلب، ولا أحتمل إصر تبعات المكسب (1).
[الحديث: 2548] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اطلبني بقدرتك ما أطلب، وأجرني بعزتك مما أرهب (2).
[الحديث: 2549] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبتذل جاهي بالإقتار، فأسترزق أهل رزقك، وأستعطي شرار خلقك، فأفتتن بحمد من أعطاني، وابتلى بذم من منعني، وأنت من دونهم ولي الإعطاء والمنع (3).
[الحديث: 2550] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم ارزقني صحة في عبادة، وفراغا في زهادة، وعلما في استعمال، وورعا في إجمال (4).
[الحديث: 2551] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اختم بعفوك أجلي، وحقق في رجاء رحمتك أملي، وسهل إلى بلوغ رضاك سبلي، وحسن في جميع أحوالي عملي (5).
[الحديث: 2552] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم نبهني لذكرك في أوقات الغفلة، واستعملني بطاعتك في أيام المهلة، وانهج لي إلى محبتك سبيلا سهلة، أكمل لي بها خير الدنيا والآخرة (6).
[الحديث: 2553] قال الإمام السجاد في مناجاة الذاكرين: إلهي، لولا الواجب من قبول أمرك لنزهتك من ذكري إياك، على أن ذكري لك بقدري لا بقدرك، وما عسى أن
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 81.
(2) الصحيفة السجادية: ص 81.
(3) الصحيفة السجادية: ص 81.
(4) الصحيفة السجادية: ص 81.
(5) الصحيفة السجادية: ص 81.
(6) الصحيفة السجادية: ص 81.
معارج الذكر والدعاء (590)
يبلغ مقداري حتى أجعل محلا لتقديسك؟، ومن أعظم النعم علينا جريان ذكرك على ألسنتنا، وإذنك لنا بدعائك وتنزيهك وتسبيحك (1).
[الحديث: 2554] قال الإمام السجاد في مناجاة الذاكرين: إلهي، فألهمنا ذكرك في الخلأ والملأ والليل والنهار، والإعلان والإسرار، وفي السراء والضراء، وآنسنا بالذكر الخفي، واستعملنا بالعمل الزكي، والسعي المرضي، وجازنا بالميزان الوفي (2).
[الحديث: 2555] قال الإمام السجاد في مناجاة الذاكرين: إلهي، بك هامت القلوب الوالهة، وعلى معرفتك جمعت العقول المتباينة، فلا تطمئن القلوب إلابذكراك، ولا تسكن النفوس إلاعند رؤياك، أنت المسبح في كل مكان، والمعبود في كل زمان، والموجود في كل أوان، والمدعو بكل لسان، والمعظم في كل جنان، وأستغفرك من كل لذة بغير ذكرك، ومن كل راحة بغير أنسك، ومن كل سرور بغير قربك، ومن كل شغل بغير طاعتك (3).
[الحديث: 2556] قال الإمام السجاد في مناجاة الذاكرين: إلهي، أنت قلت وقولك الحق: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، وقلت وقولك الحق: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، فأمرتنا بذكرك، ووعدتنا عليه أن تذكرنا تشريفا لنا وتفخيما وإعظاما؛ وها نحن ذاكروك كما أمرتنا، فأنجز لنا ما وعدتنا، يا ذاكر الذاكرين، ويا أرحم الراحمين (4).
[الحديث: 2557] قال الإمام السجاد في مناجاة المريدين: سبحانك ما أضيق الطرق على من لم تكن دليله، وما أوضح الحق عند من هديته سبيله (5).
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 151.
(2) بحار الأنوار: 94/ 151.
(3) بحار الأنوار: 94/ 151.
(4) بحار الأنوار: 94/ 151.
(5) بحار الأنوار: 94/ 147.
معارج الذكر والدعاء (591)
[الحديث: 2558] قال الإمام السجاد في مناجاة المريدين: إلهي، اسلك بنا سبل الوصول إليك، وسيرنا في أقرب الطرق للوفود عليك، قرب علينا البعيد، وسهل علينا العسير الشديد، وألحقنا بالعباد الذين هم بالبدار إليك يسارعون، وبابك على الدوام يطرقون، وإياك في الليل يعبدون، وهم من هيبتك مشفقون، الذين صفيت لهم المشارب، وبلغتهم الرغائب، وأنجحت لهم المطالب، وقضيت لهم من وصلك المآرب، وملأت لهم ضمائرهم من حبك، ورويتهم من صافي شربك، فبك إلى لذيذ مناجاتك وصلوا، ومنك أقصى مقاصدهم حصلوا، فيا من هو على المقبلين عليه مقبلٌ، وبالعطف عليهم عائدٌ مفضلٌ، وبالغافلين عن ذكره رحيمٌ رؤوفٌ، وبجذبهم إلى بابه ودودٌ عطوفٌ، أسألك أن تجعلني من أوفرهم منك حظا، وأعلاهم عندك منزلا، وأجزلهم من ودك قسما، وأفضلهم في معرفتك نصيبا، فقد انقطعت إليك همتي، وانصرفت نحوك رغبتي، فأنت لا غيرك مرادي، ولك لا لسواك سهري وسهادي، ولقاؤك قرة عيني، ووصلك منى نفسي، وإليك شوقي، وفي محبتك ولهي، وإلى هواك صبابتي، ورضاك بغيتي، ورؤيتك حاجتي، وجوارك طلبتي، وقربك غاية سؤلي، وفي مناجاتك أنسي وراحتي، وعندك دواء علتي وشفاء غلتي، وبرد لوعتي وكشف كربتي، فكن أنيسي في وحشتي، ومقيل عثرتي، وغافر زلتي، وقابل توبتي، ومجيب دعوتي، وولي عصمتي، ومغني فاقتي، ولا تقطعني عنك، ولا تبعدني منك، يا نعيمي وجنتي، ويا دنياي وآخرتي (1).
[الحديث: 2559] قال الإمام السجاد في مناجاة المفتقرين: إلهي، كسري لا يجبره إلا لطفك وحنانك، وفقري لا يغنيه إلا عطفك وإحسانك، وروعتي لا يسكنها إلا أمانك،
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 147.
معارج الذكر والدعاء (592)
وذلتي لا يعزها إلا سلطانك، وأمنيتي لا يبلغنيها إلا فضلك، وخلتي لا يسدها إلا طولك، وحاجتي لا يقضيها غيرك، وكربي لا يفرجها سوى رحمتك، وضري لا يكشفه غير رأفتك، وغلتي لا يبردها إلا وصلك، ولوعتي لا يطفئها إلا لقاؤك، وشوقي إليك لا يبله إلا النظر إلى وجهك، وقراري لا يقر دون دنوي منك، ولهفتي لا يردها إلا روحك، وسقمي لا يشفيه إلا طبك، وغمي لا يزيله إلا قربك، وجرحي لا يبرئه إلا صفحك، ورين قلبي لا يجلوه إلا عفوك، ووسواس صدري لا يزيحه إلا أمرك (1).
[الحديث: 2560] قال الإمام السجاد في مناجاة المفتقرين: يا منتهى أمل الآملين، ويا غاية سؤل السائلين، ويا أقصى طلبة الطالبين، ويا أعلى رغبة الراغبين، ويا ولي الصالحين، ويا أمان الخائفين، ويا مجيب المضطرين، ويا ذخر المعدمين، ويا كنز البائسين، ويا غياث المستغيثين، ويا قاضي حوائج الفقراء والمساكين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين، لك تخضعي وسؤالي، وإليك تضرعي وابتهالي، أسألك أن تنيلني من روح رضوانك، وتديم علي نعم امتنانك، وها أنا بباب كرمك واقفٌ، ولنفحات برك متعرضٌ، وبحبلك الشديد معتصمٌ، وبعروتك الوثقى متمسكٌ (2).
[الحديث: 2561] قال الإمام السجاد في مناجاة المفتقرين: إلهي، ارحم عبدك الذليل ذا اللسان الكليل، والعمل القليل، وامنن عليه بطولك الجزيل، واكنفه تحت ظلك الظليل، يا كريم يا جميل، يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 2562] قال الإمام السجاد في مناجاة المطيعين لله: إلهي ألهمنا طاعتك، وجنبنا معاصيك، ويسر لنا بلوغ ما نتمنى من ابتغاء رضوانك، وأحللنا بحبوبة جنانك،
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 149.
(2) بحار الأنوار: 94/ 149.
(3) بحار الأنوار: 94/ 149.
معارج الذكر والدعاء (593)
واقشع عن بصائرنا سحاب الارتياب، واكشف عن قلوبنا أغشية المرية والحجاب، وأزهق الباطل عن ضمائرنا، وأثبت الحق في سرائرنا، فإن الشكوك والظنون لواقح الفتن، ومكدرةٌ لصفو المنائح والمنن (1).
[الحديث: 2563] قال الإمام السجاد في مناجاة المطيعين لله: اللهم احملنا في سفن نجاتك، ومتعنا بلذيذ مناجاتك، وأوردنا حياض حبك، وأذقنا حلاوة ودك وقربك، واجعل جهادنا فيك، وهمنا في طاعتك، وأخلص نياتنا في معاملتك، فإنا بك ولك، ولا وسيلة لنا إليك إلابك (2).
[الحديث: 2564] قال الإمام السجاد في مناجاة المطيعين لله: إلهي، اجعلني من المصطفين الأخيار، وألحقني بالصالحين الأبرار، السابقين إلى المكرمات، المسارعين إلى الخيرات، العاملين للباقيات الصالحات، الساعين إلى رفيع الدرجات، إنك على كل شي ء قديرٌ، وبالإجابة جديرٌ، برحمتك يا أرحم الراحمين (3).
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 147.
(2) بحار الأنوار: 94/ 147.
(3) بحار الأنوار: 94/ 147.
معارج الذكر والدعاء (594)
المعراج العاشر من معارج الذكر والدعاء [معراج الاستعاذة والتحصن]، وإلى هذا المعراج الإشارة بما ورد في القرآن الكريم من أنواع الاستعاذة، ومنها الاستعاذة من شياطين الإنس والجن، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس: 1 - 6]
أو الاستعاذة من شر الظلمة والمجرمين، كما قال تعالى عن امرأة فرعون: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [التحريم: 11]
أو غيرها من أنواع الاستعاذة التي تشمل كل شيء، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 1 - 5]
وقد صنفنا الأحاديث الوارد في الباب إلى صنفين:
أولا ـ ما ورد حول فضل الاستعاذة وتأثيرها
ثانيا ـ ما ورد من الاستعاذات المأثورة
معارج الذكر والدعاء (595)
أولا ـ ما ورد حول فضل الاستعاذة وتأثيرهأ
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [فضل الاستعاذة وتأثيرها]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى الاستعاذة، والإخبار عن لجوء الأنبياء عليه السلام إليها، كما قال تعالى عن موسى عليه السلام: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [البقرة: 67]
وقال عن نوح عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود: 47]
وقال عن مريم عليها السلام: ﴿قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: 18]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 2565] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من استعاذ بالله في كل يوم عشر مرات، وكل الله تبارك وتعالى به ملكا يذب عنه الشيطان، كما يذب أحدكم الغريب من الإ بل عن الحوض (1).
[الحديث: 2566] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا نبي الله وهل للإنس شياطين؟! قال:
__________
(1) الفردوس: 3/ 603؛ مستدرك الوسائل: 5/ 376.
معارج الذكر والدعاء (596)
نعم، شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا (1).
[الحديث: 2567] عن أبي أمامة الباهلي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثا، وسبح ثلاثا، وهلل ثلاثا، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه وشركه (2).
[الحديث: 2568] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا تخوفت من أحد شيئا فقل: اللهم رب السماوات السبع ومن فيهن، ورب العرش العظيم، ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل، كن لي جارا من فلان وأشياعه وأتباعه، أن يفرطوا علي أو أن يطغوا علي أبدا، عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلابك (3).
[الحديث: 2569] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استعيذوا بالله تعالى من العين، فإن العين حقٌ (4).
[الحديث: 2570] عن ابن حميد، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله علمني تعوذا أتعوذ به، فأخذ بكتفي فقال: قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي (5).
[الحديث: 2571] عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو في الصلاة ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم)، فقال له قائلٌ: ما أكثر ما تستعيذ ـ يا رسول الله ـ من المغرم؟ قال: إن الرجل إذا غرم، حدث فكذب، ووعد فأخلف (6).
[الحديث: 2572] عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بهؤلاء
__________
(1) أحمد: 8/ 301 1، النسائي: 8/ 275.
(2) أحمد: 8/ 277 9.
(3) الدعاء للطبراني: ص 323 و1056، المعجم الكبير: 10/ 15.
(4) الحاكم: 4/ 239، ابن ماجة: 2/ 1159.
(5) الترمذي: 5/ 523، أبو داود: 2/ 92.
(6) البخاري: 2/ 844، النسائي: 8/ 258 و264.
معارج الذكر والدعاء (597)
الكلمات: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء (1).
[الحديث: 2573] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ـ مما علمه إياه جبريل عليه السلام ـ: رب أعوذ بك أن أذل أو أخزى (2).
[الحديث: 2574] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك دينك؟.. قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (3).
[الحديث: 2575] عن عبد الله بن مسعود، قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست دعوات، قال: علموهن أنفسكم وأزواجكم وأولادكم: أعوذ بالله من صاحب يغوي، وهوى يردي، وعمل يخزي، وفقر ينسي، وغنى يطغي، وجار يؤذي (4).
[الحديث: 2576] عن أم خالد بنت خالد، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من عذاب القبر (5).
[الحديث: 2577] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أعوذ بالله من حال أهل النار (6).
[الحديث: 2578] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يعجب من سائل يسأل غير الجنة، ومن معط يعطي لغير الله، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار (7).
__________
(1) النسائي: 8/ 265 و268، أحمد: 2/ 584.
(2) مهج الدعوات: ص 216؛ الفردوس: 1/ 442، كنز العمال: 2/ 207.
(3) أبو داود: 2/ 93.
(4) تيسير المطالب: ص 234.
(5) البخاري: 5/ 2341، النسائي: 4/ 410.
(6) الترمذي: 5/ 578، ابن ماجة: 2/ 1250.
(7) تاريخ بغداد: 9/ 267.
معارج الذكر والدعاء (598)
[الحديث: 2579] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك (1).
[الحديث: 2580] عن أنس، قال: كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والبخل، والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال (2).
[الحديث: 2581] صحيح البخاري عن أنس: كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات (3).
[الحديث: 2582] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال (4).
[الحديث: 2583] عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، رب أعوذ بك من أن أزل، أو أضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي (5).
[الحديث: 2584] قال الإمام علي: بينا أنا نائمٌ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته قال: يا علي، ما سألت الله من الخير إلا سألت لك مثله، وما استعذت الله من الشر إلا استعذت لك مثله (6).
[الحديث: 2585] عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين:
__________
(1) مسلم: 4/ 2097، أبو داود: 2/ 91، النسائي: 4/ 463.
(2) البخاري: 5/ 2342 وص 2340، الترمذي: 5/ 520.
(3) البخاري: 5/ 2341 و3/ 1039، مسلم: 4/ 2079، أبو داود: 2/ 90.
(4) البخاري: 5/ 2342 وص 2344، مسلم: 4/ 2078، الترمذي: 5/ 525.
(5) النسائي: 8/ 268، ابن ماجة: 2/ 1278، أحمد: 10/ 220 6.
(6) الأمالي للمحاملي: ص 368.
معارج الذكر والدعاء (599)
(أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، ثم يقول: كان أبوكم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق (1).
[الحديث: 2586] عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أما لو قلت حين أمسيت: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) لم تضرك (2).
[الحديث: 2587] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلابإذنه، من شر ما خلق وذرأ وبرأ.. عصم من كل ساحر وكاهن وشيطان وحاسد (3).
[الحديث: 2588] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيها الناس، أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أيها الناس، لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلا، أيها الناس، استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإن عذاب القبر حقٌ (4).
[الحديث: 2589] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن سلاح المؤمن الدعاء (5).
[الحديث: 2590] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض (6).
الحديث: 2591] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، وزين ما بين السماء والأرض (7).
__________
(1) أبو داود: 4/ 235؛ دعائم الإسلام: 2/ 139.
(2) مسلم: 4/ 2081، ابن ماجة: 2/ 1162.
(3) المعجم الأوسط: 4/ 310، الدعاء للطبراني: ص 129.
(4) أحمد: 9/ 363 4.
(5) ثواب الأعمال: ص 65.
(6) الكافي: 2/ 668.
(7) الجعفريات: ص 222.
معارج الذكر والدعاء (600)
[الحديث: 2592] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قاتلوا العدو بالدعاء؛ فإنه أسرع فيهم من السلاح (1).
[الحديث: 2593] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، ويدر أرزاقكم؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار؛ فإن سلاح المؤمن الدعاء (2).
[الحديث: 2594] قال الإمام علي: لقد حضرنا بدرا وما فينا فارسٌ غير المقداد بن الأسود، ولقد رأيتنا ليلة بدر وما فينا إلا من نام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه كان منتصبا في أصل شجرة يصلي ويدعو حتى الصباح (3).
[الحديث: 2595] قال الإمام الصادق: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا بعث بسرية دعا لها (4).
[الحديث: 2596] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: افزعوا إلى الله في حوائجكم، والجؤوا إليه في ملماتكم، وتضرعوا إليه وادعوه؛ فإن الدعاء مخ العبادة (5).
[الحديث: 2597] عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: يا ابن ام عبد، قل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، هكذا أقرأنيه جبريل (6).
[الحديث: 2598] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، فإن من تعوذ بالله منه أعاذه الله، وتعوذوا من همزاته ونفخاته ونفثاته (7).
[الحديث: 2599] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد يقول كل يوم سبع مرات: (أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار) إلا قالت النار: يا رب أعذه مني (8).
__________
(1) جامع الأحاديث للقمي: ص 107.
(2) الكافي: 2/ 668.
(3) الإرشاد: 1/ 73، كشف الغمة: 1/ 185.
(4) الكافي: 5/ 29.
(5) عدة الداعي: ص 34.
(6) عوالي اللآلي: 2/ 47؛ تفسير القرطبي: 1/ 87.
(7) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: ص 584.
(8) الدعوات: ص 39، الأمالي للصدوق: ص 158.
معارج الذكر والدعاء (601)
[الحديث: 2600] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: أمانٌ لك من كل سوء تخافه أن تقول: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أشهد أن الله على كل شي ء قديرٌ، وأن الله قد أحاط بكل شي ء علما، وأحصى كل شي ء عددا، ولا حول ولا قوة إلابالله (1).
[الحديث: 2601] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراده إنسانٌ بسوء فأراد أن يحجز الله بينه وبينه، فليقل حين يراه: أعوذ بحول الله وقوته من حول خلقه وقوتهم، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق.. ثم يقول ما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة: 129]، صرف الله عنه كيد كل كائد، ومكر كل ماكر، وحسد كل حاسد.. ولا يقولن هذه الكلمات إلافي وجهه، فإن الله يكفيه بحوله (2).
[الحديث: 2602] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من نزل منزلا يتخوف فيه السبع، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قديرٌ، اللهم إني أعوذ بك من شر كل سبع) إلا أمن من شر ذلك السبع حتى يرحل من ذلك المنزل، إن شاء الله تعالى (3).
[الحديث: 2603] قال الإمام علي: رقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسنا وحسينا فقال: اعيذكما بكلمات الله التامات، وأسمائه الحسنى كلها عامة، من شر السامة والهامة، ومن شر كل عين لامة، ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلينا فقال: هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاق (4).
[الحديث: 2604] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراده إنسانٌ بسوء، فأراد أن يحجز الله
__________
(1) مكارم الأخلاق: 2/ 193.
(2) طب الأئمة لابني بسطام: ص 122 عن الشعيري.
(3) من لا يحضره الفقيه: 2/ 294.
(4) الكافي: 2/ 569.
معارج الذكر والدعاء (602)
بينه وبينه، فليقل حين يراه: (أعوذ بحول الله وقوته، من حول خلقه وقوتهم، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق)، ثم يقول ما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)؛ صرف الله عنه كيد كل كائد، ومكر كل ماكر، وحسد كل حاسد، ولا يقولن هذه الكلمات إلا في وجهه، فإن الله يكفيه بحوله (1).
[الحديث: 2605] قال الإمام علي: لما كان يوم خيبر بارزت مرحبا، فقلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمني أن أقول: اللهم انصرني ولا تنصر علي، اللهم اغلب لي ولا تغلب علي، اللهم تولني ولا تول علي، اللهم اجعلني لك ذاكرا، لك شاكرا، لك راهبا، لك مطيعا، أقتل أعداءك.. فقتلت مرحبا يومئذ، وتركت سلبه، وكنت أقتل ولا آخذ السلب (2).
[الحديث: 2606] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا صلى العبد، ولم يسأل الله تعالى الجنة، ولم يستعذه من النار، قالت الملائكة: أغفل العظيمتين: الجنة، والنار (3).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 2607] قال الإمام علي: الدعاء ترس المؤمن، ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك (4).
[الحديث: 2608] قال الإمام علي: نعم السلاح الدعاء (5).
[الحديث: 2609] قال الإمام علي: الدعاء سلاح الأولياء (6).
__________
(1) طب الأئمة لابني بسطام: ص 122.
(2) الجعفريات: ص 217.
(3) الجعفريات: ص 42.
(4) الكافي: 2/ 668.
(5) غرر الحكم: ح 9938.
(6) غرر الحكم: ح 778، عيون الحكم والمواعظ: ص 26.
معارج الذكر والدعاء (603)
[الحديث: 2610] قال الإمام علي: ألجئ نفسك في الأمور كلها إلى الله الواحد القهار، فإنك تلجئها إلى كهف حصين، وحرز حريز، ومانع عزيز (1).
[الحديث: 2611] قال الإمام علي في تفسير (أشهد أن لا إله إلا الله): أشهد أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، ولا منجى من شر كل ذي شر، وفتنة كل ذي فتنة، إلا بالله (2).
[الحديث: 2612] قال الإمام علي: أكثر الدعاء تسلم من سورة (3) الشيطان (4).
[الحديث: 2613] قال الإمام علي: إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوذ بالله، وليقل: آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين (5).
[الحديث: 2614] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: إياك والتطرق إلى أبواب الظالمين، والاختلاط بهم، والاكتساب منهم، وإن اضطررت إلى حضورها، فداوم ذكر الله تعالى والتوكل عليه، واستعذ بالله من شرهم، وأطرق عنهم، وأنكر بقلبك فعلهم، فإن سخط الله تعالى محيطٌ بمن لم يحترز منهم (6).
[الحديث: 2615] قال الإمام علي: من ظلم وأقام ظالمه على ظلمه لا يرجع عنه، فليفض الماء على نفسه، ويسبغ الوضوء ويصلي ركعتين، ثم يقول: اللهم إن فلان بن فلان ظلمني، واعتدى علي، ونصب لي، وأمضني وأرمضني، وأذلني وأخلقني، اللهم فكله إلى نفسه، وهد ركنه، وعجل جائحته، واسلبه نعمتك عنده، واقطع رزقه، وابتر عمره، وامح أثره، وسلط عليه عدوه، وخذه من مأمنه كما ظلمني واعتدى علي ونصب لي، وأمض وأرمض وأذل وأخلق.. فإنه لا يمهل (7).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 4/ 386، نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) مهج الدعوات: ص 74.
(3) سورة السلطان: سطوته واعتداؤه.
(4) مطالب السؤول: ص 55؛ بحار الأنوار: 78/ 9.
(5) الخصال: ص 624.
(6) بشارة المصطفى: ص 26، تحف العقول: ص 173.
(7) المجتنى: ص 51، المصباح للكفعمي: ص 276.
معارج الذكر والدعاء (604)
[الحديث: 2616] قال الإمام علي: من ظلم فليتوضأ ويصلي ركعتين يطيل ركوعهما وسجودهما، فإذا سلم قال: (اللهم إني مغلوبٌ فانتصر) ألف مرة، فإنه يعجل له النصر (1).
[الحديث: 2617] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: يا بني، إني أخاف عليك الفقر، فاستعذ بالله منه؛ فإن الفقر منقصةٌ للدين، مدهشةٌ للعقل، داعيةٌ للمقت (2).
[الحديث: 2618] شكا رجلٌ إلى الإمام الحسن جارا يؤذيه، فقال له: إذا صليت المغرب فصل ركعتين، ثم قل: (يا شديد المحال، يا عزيز، أذللت بعزتك جميع خلقك، اكفني شر فلان بما شئت)، ففعل الرجل ذلك، فلما كان في جوف الليل سمع الصراخ، وقيل: فلانٌ قد مات الليلة (3).
[الحديث: 2619] عن عمر بن علي، قال: كان الإمام السجاد يقول: (لم أر مثل التقدم في الدعاء، فإن العبد ليس تحضره الإجابة في كل وقت).. وكان مما حفظ عنه من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة إلى المدينة: رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري؟ وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري؟ فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، وقل عند بلائه صبري فلم يخذلني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا، صل على محمد وآل محمد وادفع عني شره، فإني أدرأ بك في نحره، وأستعيذ بك من شره.. فقدم مسرف بن عقبة المدينة، وكان يقال: لا يريد غير الإمام السجاد، فسلم منه (4).
__________
(1) المصباح للكعفمي: ص 277.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 319.
(3) المجتنى: ص 48، عدة الداعي: ص 55.
(4) الإرشاد: 2/ 151.
معارج الذكر والدعاء (605)
[الحديث: 2620] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد يقول: ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس والجن: باسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك ألجأت ظهري، وإليك فوضت أمري، اللهم احفظني بحفظ الإيمان، من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي، وادفع عني بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلابك (1).
[الحديث: 2621] قال الإمام الصادق: الدعاء أنفذ من السنان الحديد (2).
[الحديث: 2622] قال الإمام الصادق: حصنوا أموالكم وأهليكم وأحرزوهم بهذه، وقولوها بعد صلاة العشاء الآخرة: (أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، وهي العوذة التي عوذ بها جبريل الحسن والحسين (3).
[الحديث: 2623] قال الإمام الصادق: ما اجتمع ثلاثةٌ من المؤمنين فصاعدا، إلا حضر من الملائكة مثلهم؛ فإن دعوا بخير أمنوا، وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها (4).
[الحديث: 2624] قال الإمام الصادق: إذا علم الله عز وجل من قلبك صدق الالتجاء إليه، نظر إليك بعين الرأفة والرحمة واللطف، ووفقك لما يحب ويرضى (5).
__________
(1) الكافي: 2/ 559.
(2) الكافي: 2/ 669.
(3) طب الأئمة لابني بسطام: ص 119.
(4) الكافي: 2/ 187.
(5) مصباح الشريعة: ص 89.
معارج الذكر والدعاء (606)
[الحديث: 2625] قال الإمام الصادق: أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية (1).
[الحديث: 2626] قال الإمام الصادق: قال إبليس: خمسةٌ ليس لي فيهن حيلةٌ وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نية صادقة واتكل عليه في جميع اموره، ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره، ومن رضي لأخيه المؤمن بما يرضاه لنفسه، ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه، ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتم لرزقه (2).
[الحديث: 2627] عن الربيع، قال: شيعت الإمام الصادق وقلت له: يا ابن رسول الله، إن المنصور كان قد هم بأمر عظيم، فلما وقعت عينك عليه وعينه عليك زال ذلك، فقال: يا ربيع، إني رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال لي: يا جعفر خفته؟ فقلت: نعم يا رسول الله، فقال لي: إذا وقعت عينك عليه فقل: ببسم الله أستفتح، وبسم الله أستنجح، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبة أمري وكل صعوبة، وسهل لي حزونة أمري وكل حزونة، واكفني مؤونة أمري وكل مؤونة (3).
[الحديث: 2628] عن معاوية بن عمار، قال: لما بعث أبو الدوانيق إلى الإمام الصادق رفع يده إلى السماء، ثم قال: اللهم إنك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما، فاحفظني بصلاح آبائي محمد وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي؛ اللهم إني أدرأ بك في نحره، وأعوذ بك من شره (4).
__________
(1) الدعوات: ص 52.
(2) الخصال: ص 285، مشكاة الأنوار: ص 155.
(3) الأمالي للطوسي: ص 462.
(4) الكافي: 2/ 563.
معارج الذكر والدعاء (607)
[الحديث: 2629] قال الإمام الصادق: من دخل على سلطان يهابه فليقل: بالله أستفتح، وبالله أستنجح، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبته، وسهل لي حزونته، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب (1).
[الحديث: 2630] قال الإمام الصادق: من دخل على سلطان يهابه فليقل: حسبي الله لا إله إلاهو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم، وأمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم، وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق، ولا حول ولا قوة إلابالله (2).
[الحديث: 2631] قال الإمام الصادق: إذا ظلمت بمظلمة فلا تدع على صاحبك، فإن الرجل يكون مظلوما فلا يزال يدعو حتى يكون ظالما، ولكن إذا ظلمت فاغتسل وصل ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء، ثم قل: (اللهم إن فلان بن فلان ظلمني، وليس لي أحدٌ أصول به غيرك، فاستوف لي ظلامتي الساعة الساعة، بالاسم الذي سألك به المضطر، فكشفت ما به من ضر، ومكنت له في الأرض، وجعلته خليفتك على خلقك، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تستوفي لي ظلامتي الساعة الساعة)، فإنك لا تلبث حتى ترى ما تحب (3).
[الحديث: 2632] عن يعقوب بن سالم، قال: كنت عند الإمام الصادق فقال له العلاء بن كامل: إن فلانا يفعل بي ويفعل، فإن رأيت أن تدعو الله عز وجل فقال: هذا ضعفٌ بك، قل: اللهم إنك تكفي من كل شي ء ولا يكفي منك شي ءٌ، فاكفني أمر فلان بم شئت، وكيف شئت، ومن حيث شئت، وأنى شئت (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 558.
(2) الكافي: 2/ 558.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 121.
(4) الكافي: 2/ 512.
معارج الذكر والدعاء (608)
[الحديث: 2633] قال الإمام الصادق: تعوذوا بالله من شرار نسائكم (1).
[الحديث: 2634] قال الإمام الصادق في دعائه إذا خرج من منزله لما استدعاه المنصور إلى الكوفة: اللهم بك أستفتح، وبك أستنجح، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتوجه، اللهم ذلل حزونته وكل حزونة، وسهل لي صعوبته وكل صعوبة، وارزقني من الخير فوق ما أرجو، واصرف عني من الشر فوق ما أحذر، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب (2).
[الحديث: 2635] قال الإمام الكاظم: إذا خفت أمرا، فاقرأ مئة آية من القرآن من حيث شئت، ثم قل: (اللهم اكشف عني البلاء) ثلاث مرات (3).
[الحديث: 2636] قيل للإمام الكاظم: ما الذي قلت حتى كفيت أمر هارون؟ قال: دعاء جدي الإمام علي، كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلاهزمه، ولا إلى فارس إلاقهره، وهو دعاء كفاية البلاء، قيل: وما هو؟ قال: قلت: اللهم بك أساور، وبك أحاول، وبك أجاور، وبك أصول، وبك أنتصر، وبك أموت وبك أحيا، أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ولا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم.. اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني عن العباد بلطف ما خولتني وأغنيتني، إذا هويت رددتني، وإذا عثرت قومتني، وإذا مرضت شفيتني، وإذا دعوت أجبتني، يا سيدي، ارض عني فقد أرضيتني (4).
[الحديث: 2637] عن علي بن يقطين، قال: كنت واقفا على رأس هارون إذ دعا الإمام الكاظم وهو يتلظى عليه، فلما دخل حرك شفتيه بشي ء، فأقبل هارون عليه ولاطفه
__________
(1) الكافي: 5/ 517 وص 518.
(2) مهج الدعوات: ص 189.
(3) الكافي: 2/ 621، ثواب الأعمال: ص 157، مكارم الأخلاق: 2/ 182.
(4) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 78.
معارج الذكر والدعاء (609)
وبره، وأذن له في الرجوع، فقلت له: يا ابن رسول الله، جعلني الله فداك، إنك دخلت على هارون وهو يتلظى عليك، فلم أشك إلاأنه يأمر بقتلك، فسلمك الله منه، فما الذي كنت تحرك به شفتيك؟ فقال عليه: إني دعوت بدعاءين: أحدهما خاصٌ، والآخر عامٌ، فصرف الله شره عني.. فقلت: ما هما يا ابن رسول الله؟ فقال: أما الخاص: (اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما، فاحفظني لصلاح آبائي)، وأما العام: (اللهم إنك تكفي من كل أحد ولا يكفي منك أحدٌ، فاكفنيه بما شئت، وكيف شئت، وأنى شئت). فكفاني الله شره (1).
[الحديث: 2638] قال الإمام الرضا: عليكم بسلاح الأنبياء، قيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء (2).
[الحديث: 2639] قال الإمام الرضا: من تعوذ بالله من النار ولم يترك الشهوات، فقد استهزأ بنفسه (3).
__________
(1) مهج الدعوات: ص 29.
(2) الكافي: 2/ 468
(3) نهج البلاغة: الخطبة 182.
معارج الذكر والدعاء (610)
ثانيا ـ ما ورد من الاستعاذات المأثورة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [الاستعاذات المأثورة]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من استعاذات كثيرة، نذكر هنا بعضها بحسب ترتيبها في القرآن الكريم، فمنها قوله تعالى عن موسى عليه السلام: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [البقرة: 67]
وقال عن نوح عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود: 47]
وقال: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ [النحل: 98 - 100]
وقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: 16 - 18]
وقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ [المؤمنون: 97، 98]
وقال: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ [ص: 41، 42]
وقال: ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ [غافر: 27]
معارج الذكر والدعاء (611)
وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [غافر: 56]
وقال: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [فصلت: 36]
وقال: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ﴾ [الدخان: 17، 20]
وقال: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [التحريم: 11]
وقال: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 1 - 5]
وقال: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس: 1 - 6]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 2640] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت، الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون (1).
__________
(1) البخاري: 6/ 2688.
معارج الذكر والدعاء (612)
[الحديث: 2641] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء على الأعداء: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم (1).
[الحديث: 2642] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء على الأعداء: اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك (2).
[الحديث: 2643] عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو، فيقول: اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقدا، ولا تشمت بي عدوا حاسدا، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك (3).
[الحديث: 2644] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن برٌ ولا فاجرٌ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلاطارقا يطرق بخير، يا رحمن (4).
[الحديث: 2645] عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دعائه: اللهم انصرني على من بغى علي (5).
[الحديث: 2646] عن سعد بن زرارة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: اللهم انصرني على من بغى علي، وأرني ثأري ممن ظلمني، وعافني في جسدي، ومتعني بسمعي وبصري ما أبقيتني، واجعلهما الوارث مني (6).
__________
(1) أبو داود: 2/ 89، النسائي: 5/ 188.
(2) الدعاء للطبراني: ص 311.
(3) الحاكم: 1/ 706، الدعاء للطبراني: ص 426.
(4) أحمد: 5/ 268 و15460، الدعاء للطبراني: ص 332؛ مهج الدعوات: ص 97، المصباح للكفعمي: ص 311.
(5) الزهد لهناد: 2/ 644.
(6) الدعاء للطبراني: ص 426، تاريخ بغداد: 10/ 424.
معارج الذكر والدعاء (613)
[الحديث: 2647] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم أقلني عثرتي، واستر عورتي، وآمن روعتي، واكفني من بغى علي، وانصرني ممن ظلمني، وأرني ثأري فيه (1).
[الحديث: 2648] عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في دعائه: رب، أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب، اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطيعا، إليك مخبتا، إليك أواها منيبا، رب، تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، واهد قلبي، وسدد لساني، وثبت حجتي، واسلل سخيمة قلبي (2).
[الحديث: 2649] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول (3).
[الحديث: 2650] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من شر من يمشي على بطنه، ومن شر من يمشي على رجلين، ومن شر من يمشي على أربع (4).
[الحديث: 2651] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيئ الأسقام (5).
[الحديث: 2652] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء (6).
[الحديث: 2653] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة، وأن تظلم أو تظلم (7).
__________
(1) المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 63.
(2) ابن ماجة: 2/ 1259، أبو داود: 2/ 83.
(3) الحاكم: 1/ 714، النسائي: 8/ 274.
(4) المعجم الأوسط: 9/ 121.
(5) أبو داود: 2/ 93، أحمد: 4/ 384 3.
(6) البخاري: 6/ 2440؛ الإقبال: 2/ 54.
(7) النسائي: 8/ 261، ابن ماجة: 2/ 1263.
معارج الذكر والدعاء (614)
[الحديث: 2654] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، ما علمت منه وما لم أعلم (1).
[الحديث: 2655] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك (2).
[الحديث: 2656] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك أن أموت غما أو هما، أو أن أموت غرقا، أو أن يتخبطني الشيطان عند الموت، أو أن أموت لديغا (3).
[الحديث: 2657] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر (4).
[الحديث: 2658] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها (5).
[الحديث: 2659] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من كل عمل يخزيني، وأعوذ بك من كل صاحب يرديني، وأعوذ بك من كل أمل يلهيني، وأعوذ بك من كل فقر ينسيني، وأعوذ بك من كل غنى يطغيني (6).
__________
(1) المعجم الكبير: 2/ 252، مسند الطيالسي: ص 28.
(2) مسلم: 1/ 352، أبو داود: 1/ 232.
(3) أحمد: 3/ 274.
(4) البخاري: 5/ 2342 وص 2347، النسائي: 8/ 256.
(5) مسلم: 4/ 2088، النسائي: 8/ 260، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 17.
(6) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 47، الدعاء للطبراني: ص 209.
معارج الذكر والدعاء (615)
[الحديث: 2660] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من صاحب غفلة، وقرين سوء، وزوج آذى (1).
[الحديث: 2661] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء (2).
[الحديث: 2662] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الذنوب التي تمنع إجابتك، اللهم إني أعوذ بك من الذنوب التي تمنع رزقك، اللهم إني أعوذ بك من الذنوب التي تحل النقم (3).
[الحديث: 2663] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملته نفسي (4).
[الحديث: 2664] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء (5).
[الحديث: 2665] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق (6).
[الحديث: 2666] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك أن أموت لديغا (7).
__________
(1) الزهد لابن المبارك: ص 303.
(2) النسائي: 8/ 265 و268، أحمد: 2/ 584، الحاكم: 1/ 713.
(3) الدعاء للطبراني: ص 410.
(4) أحمد: 9/ 272 8.
(5) الترمذي: 5/ 575، الأذكار المنتخبة: ص 344.
(6) أبو داود: 2/ 91، النسائي: 8/ 264.
(7) أبو داود: 2/ 92، أحمد: 5/ 286 3.
معارج الذكر والدعاء (616)
[الحديث: 2667] عن الإمام علي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك (1).
[الحديث: 2668] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه إذا أصابه غمٌ أو كربٌ: حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلاهو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (2).
[الحديث: 2669] عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اللهم لا سهل إلاما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت (3).
[الحديث: 2670] عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم (4).
[الحديث: 2671] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: يا الله، يا من هو حصنٌ لأهل السماوات والأرض (5).
[الحديث: 2672] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: يا ملجأ كل طريد، يا مأوى كل
__________
(1) الترمذي: 5/ 561، ابن ماجة: 1/ 373، النسائي: 4/ 417 و7753.
(2) الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا: ص 40.
(3) صحيح ابن حبان: 3/ 255، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 127.
(4) البخاري: 5/ 2336 و5985 و6/ 2702، مسلم: 4/ 2092.
(5) البلد الأمين: ص 420.
معارج الذكر والدعاء (617)
شريد (1).
[الحديث: 2673] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بنور قدسك، وعظمة طهارتك، وبركة جلالك، من كل آفة وعاهة، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير (2).
[الحديث: 2674] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: إلهي، من ذا الذي استصرخك فلم تصرخه.. إلهي، من الذي استغفرك فلم تغفر له.. إلهي، من الذي استعاذ بك فلم تعذه (3).
[الحديث: 2675] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أنت جار من لاذ بك وتضرع إليك، عصمة من اعتصم بك (4).
[الحديث: 2676] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه عند النائبة: اللهم إني أدرأ بك في نحره، وأستعيذ بك من شره، وأستعين بك عليه، يا كافي، يا شافي، يا معافي، اكفني كل شي ء حتى لا أخاف معك شيئا (5).
[الحديث: 2677] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم يا كافي كل شي ء، ولا يكفي منه شي ءٌ، يا رب كل شي ء، اكفنا كل شي ء، حتى لا يضر مع اسمك شي ءٌ (6).
[الحديث: 2678] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر، عيناه تراني، وقلبه يرعاني، إن رأى خيرا دفنه، وإن رأى شرا أذاعه (7).
[الحديث: 2679] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه، إن رآك بخير ساءه، وإن رآك بشر سره (8).
__________
(1) مهج الدعوات: ص 196، المصباح للكفعمي: ص 351.
(2) مهج الدعوات: ص 95؛ تاريخ دمشق: 51/ 319 8.
(3) بحار الأنوار: 90/ 342 عن اختيار ابن الباقي.
(4) مهج الدعوات: ص 159
(5) بحار الأنوار: 94/ 312 عن خط الشهيد الأول.
(6) بحار الأنوار: 94/ 311 عن خط الشهيد الأول.
(7) من لا يحضره الفقيه: 3/ 558؛ الدعاء للطبراني: ص 399.
(8) الكافي: 2/ 669.
معارج الذكر والدعاء (618)
[الحديث: 2680] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الدنيا، فإن الدنيا تمنع الآخرة (1).
[الحديث: 2681] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: أسأل الله الإيمان والتقوى، وأعوذ بالله من شر عاقبة الأمور (2).
[الحديث: 2682] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه إذا فرغ من صلاته: أسألك خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، فإنك تعلم ولا نعلم، وأنت علام الغيوب (3).
[الحديث: 2683] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من ولد يكون علي ربا، ومن مال يكون علي ضياعا، ومن زوجة تشيبني قبل أوان مشيبي، ومن خليل ماكر عيناه تراني وقلبه يرعاني، إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أذاعه، وأعوذ بك من وجع البطن (4).
[الحديث: 2684] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك، أو أضل في هداك، أو أذل في عزك، أو أضام في سلطانك أو أضطهد والأمر إليك، اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورا، أو أغشى فجورا، أو أكون بك مغرورا (5).
[الحديث: 2685] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بنور قدسك، وعظمة طهارتك، وبركة جلالك، من كل آفة وعاهة، ومن طوارق الليل والنهار، إلاطارقا يطرق بخير.. اللهم أنت غياثي فبك أستغيث، وأنت ملاذي فبك ألوذ، وأنت معاذي فبك أعوذ، يا من ذلت له رقاب الجبابرة، وخضعت له مقاليد الفراعنة، أعوذ بك من خزيك،
__________
(1) مشكاة الأنوار: ص 471.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 402.
(3) الكافي: 2/ 549؛ الترمذي: 5/ 476.
(4) من لا يحضره الفقيه: 3/ 558، مكارم الأخلاق: 1/ 443.
(5) مهج الدعوات: ص 134.
معارج الذكر والدعاء (619)
ومن كشف سترك، ومن نسيان ذكرك، والانصراف عن شكرك.. أنا في حرزك في ليلي ونهاري، وظعني وأسفاري، ونومي وقراري، ذكرك شعاري وثناؤك دثاري، لا إله إلا أنت، تعظيما لوجهك وتكريما لسبحات نورك وأجرني من خزيك ومن كشف سترك وسوء عقابك واضرب علي سرادقات حفظك وأدخلني في حفظ عنايتك وعدني بخير منك يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 2686] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء، وأهوال عظائم الضراء، فأعذني رب من صرعة البأساء، واحجبني عن سطوات البلاء، ونجني من مفاجآت النقم، واحرسني من زوال النعم، ومن زلل القدم، واجعلني اللهم رب في حمى عزك، وحياطة حرزك، من مباغتة الدوائر، ومعاجلة البوائر (2).
[الحديث: 2687] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة، ومن حياة تمنع خير الممات، وأعوذ بك من أمل يمنع خير العمل (3).
[الحديث: 2688] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك باسمك الواحد الأحد، وأعوذ باسمك الأحد الصمد، وأعوذ بك اللهم باسمك العظيم الوتر، وأعوذ اللهم باسمك الكبير المتعال، الذي ملأ الأركان كلها، أن تكشف عني غم ما أصبحت فيه وأمسيت (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
__________
(1) مهج الدعوات: ص 95؛ تاريخ دمشق: 51/ 319 8.
(2) الدعوات: ص 82، مهج الدعوات: ص 313.
(3) تنبيه الخواطر: 1/ 273؛ ذم الدنيا لابن أبي الدنيا: ص 94.
(4) مهج الدعوات: ص 313.
معارج الذكر والدعاء (620)
[الحديث: 2689] قال الإمام علي: الحمد لله الذي إليه مصائر الخلق، وعواقب الأمر، نحمده على عظيم إحسانه، ونؤمن به إيمان من رجاه موقنا، ولاذ به راغبا مجتهدا (1).
[الحديث: 2690] قال الإمام علي في دعائه: رب وأعذني بعياذك، بك امتنع عائذك (2).
[الحديث: 2691] قال الإمام علي: لا إله إلا الله الشاكر للمطيع له، المملي للمشرك به، القريب ممن دعاه على حال بعده، والبر الرحيم بمن لجأ إلى ظله، واعتصم بحبله (3).
[الحديث: 2692] قال الإمام علي في دعائه: استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها، واعتصمت بحبل الله المتين، وأعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن، أعوذ بالله من شر فسقة العرب والعجم (4).
[الحديث: 2693] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أعوذ بك أن أعادي لك وليا، أو أوالي لك عدوا، أو أرضى لك سخطا أبدا، اللهم من صليت عليه فصلاتنا عليه، ومن لعنته فلعنتنا عليه، اللهم من كان في موته فرحٌ لنا ولجميع المسلمين فأرحنا منه، وأبدل لنا به من هو خيرٌ لنا منه، حتى ترينا من علم الإجابة ما نتعرفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين (5).
[الحديث: 2694] قال الإمام علي: اللهم إني أعوذ بك من جور كل جائر، وبغي كل باغ، وحسد كل حاسد، بك أصول على الأعداء، وبك أرجو ولاية الأحباء (6).
__________
(1) التوحيد: ص 239، معاني الأخبار: ص 39.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 294)
(3) البلد الأمين: ص 93.
(4) مسند زيد: ص 160، دعائم الإسلام: 1/ 166.
(5) الأمالي للمفيد: ص 166، المجتنى: ص 58.
(6) مهج الدعوات: ص 141 وص 151.
معارج الذكر والدعاء (621)
[الحديث: 2695] قال الإمام علي في دعائه: أعوذ بالله من سوء المصرع (1).
[الحديث: 2696] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أسألك خير الخير؛ رضوانك والجنة، وأعوذ منك من شر الشر؛ سخطك والنار (2).
[الحديث: 2697] قال الإمام علي في دعائه: اللهم لا تجعل الدنيا لي سجنا، ولا فراقها علي حزنا؛ أعوذ بك من دنيا تحرمني الآخرة، ومن أمل يحرمني العمل، ومن حياة تحرمني خير الممات (3).
[الحديث: 2698] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أعوذ بك أن أقول حقا ليس فيه رضاك، ألتمس به أحدا سواك، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشي ء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك، وأعوذ بك أن يكون أحدٌ من خلقك أسعد بما علمتني مني (4).
[الحديث: 2699] قال الإمام الحسن في قنوته: يا حاضر كل غيب، وعالم كل سر، وملجأ كل مضطر، ضلت فيك الفهوم، وتقطعت دونك العلوم (5).
[الحديث: 2700] قال الإمام الحسن في الدعاء على الأعداء: اللهم إني أدرأ بك في نحورهم، وأعوذ بك من شرورهم، وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم بما شئت، وأنى شئت، من حولك وقوتك يا أرحم الراحمين (6).
__________
(1) الإرشاد: 1/ 254، الجمل: ص 392.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 492.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20/ 281.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20/ 348.
(5) مهج الدعوات: ص 66، بحار الأنوار: 85/ 212.
(6) الاحتجاج: 2/ 19.
معارج الذكر والدعاء (622)
[الحديث: 2701] قال الإمام الحسين في قنوته: اللهم من أوى إلى مأوى فأنت مأواي، ومن لجأ إلى ملجأ فأنت ملجئي (1).
[الحديث: 2702] قال الإمام الحسين في دعائه يوم الطف: إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب (2).
[الحديث: 2703] قال الإمام السجاد في مناجاة التوابين: إلهي إن طردتني من بابك فبمن ألوذ؟! وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ؟! (3).
[الحديث: 2704] قال الإمام السجاد في مناجاة المعتصمين: اللهم يا ملاذ اللائذين، ويا معاذ العائذين ويا حصن اللاجين، إن لم أعذ بعزتك فبمن أعوذ؟ وإن لم ألذ بقدرتك فبمن ألوذ؟! (4).
[الحديث: 2705] قال الإمام السجاد في دعائه في دفع كيد الأعداء: ناديتك ـ يا إلهي ـ مستغيثا بك، واثقا بسرعة إجابتك، عالما أنه لا يضطهد من أوى إلى ظل كنفك، ولا يفزع من لجأ إلى معقل انتصارك، فحصنتني من بأسه بقدرتك (5).
[الحديث: 2706] قال الإمام السجاد في دعائه: لبيك لبيك، تسمع من شكا إليك، وتلقى من توكل عليك، وتخلص من اعتصم بك، وتفرج عمن لاذ بك (6).
[الحديث: 2707] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أعذني فيه من الشيطان الرجيم، وهمزه ولمزه، ونفثه ونفخه، ووسواسه وكيده، ومكره وحيله، وأمانيه وخدعه،
__________
(1) أي إبراهيم عليه السلام.
(2) الإرشاد: 2/ 98.
(3) بحار الأنوار: 94/ 142 عن بعض كتب الأصحاب.
(4) بحار الأنوار: 94/ 152 عن بعض كتب الأصحاب.
(5) الصحيفة السجادية: ص 213.
(6) الصحيفة السجادية: ص 219 الدعاء 51.
معارج الذكر والدعاء (623)
وغروره وفتنته، ورجله وشركه، وأعوانه وأتباعه، وأخدانه وأشياعه، وأوليائه وشركائه، وجميع كيدهم (1).
[الحديث: 2708] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنا نعوذ بك من نزغات الشيطان الرجيم، وكيده ومكائده، ومن الثقة بأمانيه ومواعيده، وغروره ومصائده، وأن يطمع نفسه في إضلالنا عن طاعتك، وامتهاننا بمعصيتك، أو أن يحسن عندنا ما حسن لنا، أو أن يثقل علينا ما كره إلينا، اللهم اخسأه عنا بعبادتك، واكبته بدؤوبنا في محبتك، واجعل بيننا وبينه سترا لا يهتكه، وردما مصمتا لا يفتقه (2).
[الحديث: 2709] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اشغل الشيطان الرجيم عنا ببعض أعدائك، واعصمنا منه بحسن رعايتك، واكفنا ختره، وولنا ظهره، واقطع عنا إثره، وأمتعنا من الهدى بمثل ضلالته، وزودنا من التقوى ضد غوايته، واسلك بنا من التقى خلاف سبيله من الردى (3).
[الحديث: 2710] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم لا تجعل للشيطان في قلوبنا مدخلا ولا توطنن له فيما لدينا منزلا.. اللهم وما سول لنا من باطل فعرفناه، وإذا عرفتناه فقناه، وبصرنا ما نكايده به، وألهمنا ما نعده له، وأيقظنا عن سنة الغفلة بالركون إليه، وأحسن بتوفيقك عوننا عليه (4).
__________
(1) الكافي: 4/ 75.
(2) الصحيفة السجادية: ص 45.
(3) الصحيفة السجادية: ص 45.
(4) الصحيفة السجادية: ص 45.
معارج الذكر والدعاء (624)
[الحديث: 2711] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أشرب قلوبنا إنكار عمل الشيطان، والطف لنا في نقض حيله، وحول سلطانه عنا، واقطع رجاءه منا، وادرأه عن الولوع بنا (1).
[الحديث: 2712] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعل آباءنا وأمهاتنا وأولادنا وأهالينا وذوي أرحامنا وقراباتنا وجيراننا من المؤمنين والمؤمنات منه في حرز حارز، وحصن حافظ، وكهف مانع، وألبسهم من الشيطان جننا واقية، وأعطهم عليه أسلحة ماضية، اللهم واعمم بذلك من شهد لك بالربوبية، وأخلص لك بالوحدانية، وعاداه لك بحقيقة العبودية، واستظهر بك عليه في معرفة العلوم الربانية (2).
[الحديث: 2713] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم احلل ما عقد الشيطان، وافتق ما رتق، وافسخ ما دبر، وثبطه إذا عزم، وانقض ما أبرم، واهزم جنده، وأبطل كيده واهدم كهفه، وأرغم أنفه (3).
[الحديث: 2714] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اجعلنا في نظم أعداء الشيطان، واعزلنا عن عداد أوليائه، لا نطيع له إذا استهوانا، ولا نستجيب له إذا دعانا، نأمر بمناوأته، من أطاع أمرنا، ونعظ عن متابعته من اتبع زجرنا (4).
[الحديث: 2715] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أعذنا وأهالينا وإخواننا وجميع المؤمنين والمؤمنات مما استعذنا منه، وأجرنا مما استجرنا بك من خوفه، واسمع لنا ما
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 45.
(2) الصحيفة السجادية: ص 45.
(3) الصحيفة السجادية: ص 45.
(4) الصحيفة السجادية: ص 45.
معارج الذكر والدعاء (625)
دعونا به، وأعطنا ما أغفلناه، واحفظ لنا ما نسيناه، وصيرنا بذلك في درجات الصالحين ومراتب المؤمنين، آمين رب العالمين (1).
[الحديث: 2716] قال الإمام السجاد في حمد الله على دفع كيد الأعداء: إلهي، هديتني فلهوت، ووعظت فقسوت، وأبليت الجميل فعصيت، ثم عرفت ما أصدرت إذ عرفتنيه، فاستغفرت فأقلت، فعدت فسترت، فلك ـ إلهي ـ الحمد، تقحمت أودية الهلاك، وحللت شعاب تلف تعرضت فيها لسطواتك، وبحلولها عقوباتك، ووسيلتي إليك التوحيد، وذريعتي أني لم أشرك بك شيئا، ولم أتخذ معك إلها، وقد فررت إليك بنفسي، وإليك مفر المسي ء، ومفزع المضيع لحظ نفسه الملتجئ، فكم من عدو انتضى علي سيف عداوته، وشحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شبا حده، وداف لي قواتل سمومه، وسدد نحوي صوائب سهامه، ولم تنم عني عين حراسته، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرعني زعاق مرارته، فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، ووحدتي في كثير عدد من ناواني، وأرصد لي بالبلاء فيما لم أعمل فيه فكري، فابتدأتني بنصرك، وشددت أزري بقوتك، ثم فللت لي حده، وصيرته من بعد جمع عديد وحده، وأعليت كعبي عليه، وجعلت ما سدده مردودا عليه، فرددته لم يشف غيظه، ولم يسكن غليله، قد عض على شواه، وأدبر موليا قد أخلفت سراياه (2).
[الحديث: 2717] قال الإمام السجاد في حمد الله على دفع كيد الأعداء: إلهي كم من باغ بغاني بمكائده، ونصب لي شرك مصائده، ووكل بي تفقد رعايته، وأضبأ إلي إضباء السبع لطريدته؛ انتظارا لانتهاز الفرصة لفريسته، وهو يظهر لي بشاشة الملق، وينظرني على شدة
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 73.
(2) الصحيفة السجادية: ص 211.
معارج الذكر والدعاء (626)
الحنق، فلما رأيت ـ يا إلهي تباركت وتعاليت ـ دغل سريرته، وقبح ما انطوى عليه، أركسته لام رأسه في زبيته، ورددته في مهوى حفرته، فانقمع بعد استطالته ذليلا في ربق حبالته التي كان يقدر أن يراني فيها، وقد كاد أن يحل بي ـ لولا رحمتك ـ ما حل بساحته (1).
[الحديث: 2718] قال الإمام السجاد في حمد الله على دفع كيد الأعداء: إلهي كم من حاسد قد شرق بي بغصته، وشجي مني بغيظه، وسلقني بحد لسانه، ووحرني بقرف عيوبه، وجعل عرضي غرضا لمراميه، وقلدني خلالا لم تزل فيه، ووحرني بكيده، وقصدني بمكيدته، فناديتك يا إلهي مستغيثا بك، واثقا بسرعة إجابتك، عالما أنه لا يضطهد من أوى إلى ظل كنفك، ولا يفزع من لجأ إلى معقل انتصارك، فحصنتني من بأسه بقدرتك (2).
[الحديث: 2719] قال الإمام السجاد في حمد الله على دفع كيد الأعداء: إلهي كم من سحائب مكروه جليتها عني، وسحائب نعم أمطرتها علي، وجداول رحمة نشرتها، وعافية ألبستها، وأعين أحداث طمستها، وغواشي كربات كشفتها (3).
[الحديث: 2720] قال الإمام السجاد في حمد الله على دفع كيد الأعداء: إلهي كم من ظن حسن حققت، وعدم جبرت، وصرعة أنعشت، ومسكنة حولت، كل ذلك إنعاما وتطولا منك، وفي جميعه انهماكا مني على معاصيك، لم تمنعك إساءتي عن إتمام إحسانك، ولا حجرني ذلك عن ارتكاب مساخطك، لا تسأل عما تفعل، ولقد سئلت فأعطيت، ولم تسأل فابتدأت، واستميح فضلك فما أكديت، أبيت يا مولاي إلا إحسانا وامتنانا، وتطولا وإنعاما، وأبيت إلاتقحما لحرماتك، وتعديا لحدودك، وغفلة عن وعيدك، فلك الحمد إلهي
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 211.
(2) الصحيفة السجادية: ص 211.
(3) الصحيفة السجادية: ص 211.
معارج الذكر والدعاء (627)
من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، هذا مقام من اعترف بسبوغ النعم، وقابلها بالتقصير، وشهد على نفسه بالتضييع (1).
[الحديث: 2721] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: يا من لا يخفى عليه أنباء المتظلمين، ويا من لا يحتاج في قصصهم إلى شهادات الشاهدين، ويا من قربت نصرته من المظلومين، ويا من بعد عونه عن الظالمين، قد علمت يا إلهي ما نالني من (فلان بن فلان) مما حظرت، وانتهكه مني مما حجزت عليه؛ بطرا في نعمتك عنده، واغترارا بنكيرك عليه، اللهم فصل على محمد وآله، وخذ ظالمي وعدوي عن ظلمي بقوتك، وافلل حده عني بقدرتك، واجعل له شغلا فيما يليه، وعجزا عما يناويه (2).
[الحديث: 2722] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم لا تسوغ له ظلمي، وأحسن عليه عوني، واعصمني من مثل أفعاله، ولا تجعلني في مثل حاله (3).
[الحديث: 2723] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم أعدني عليه عدوى حاضرة، تكون من غيظي به شفاء، ومن حنقي عليه وفاء (4).
[الحديث: 2724] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم عوضني من ظلمه لي عفوك، وأبدلني بسوء صنيعه بي رحمتك، فكل مكروه جللٌ دون سخطك، وكل مرزئة سواءٌ مع موجدتك (5).
[الحديث: 2725] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم فكما كرهت إلي أن اظلم، فقني من أن أظلم (6).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 211.
(2) الصحيفة السجادية: ص 61.
(3) الصحيفة السجادية: ص 61.
(4) الصحيفة السجادية: ص 61.
(5) الصحيفة السجادية: ص 61.
(6) الصحيفة السجادية: ص 61.
معارج الذكر والدعاء (628)
[الحديث: 2726] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم لا أشكو إلى أحد سواك، ولا أستعين بحاكم غيرك، حاشاك، فصل على محمد وآله، وصل دعائي بالإجابة، واقرن شكايتي بالتغيير (1).
[الحديث: 2727] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم لا تفتني بالقنوط من إنصافك، ولا تفتنه بالأمن من إنكارك، فيصر على ظلمي، ويحاضرني بحقي، وعرفه عما قليل ما أوعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت من إجابة المضطرين (2).
[الحديث: 2728] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم وفقني لقبول ما قضيت لي وعلي، ورضني بما أخذت لي ومني، واهدني للتي هي أقوم، واستعملني بما هو أسلم (3).
[الحديث: 2729] قال الإمام السجاد في دعائه على الظالمين: اللهم إن كانت الخيرة لي عندك في تأخير الأخذ لي، وترك الانتقام ممن ظلمني إلى يوم الفصل ومجمع الخصم، فصل على محمد وآله، وأيدني منك بنية صادقة، وصبر دائم، وأعذني من سوء الرغبة، وهلع أهل الحرص، وصور في قلبي مثال ما ادخرت لي من ثوابك، وأعددت لخصمي من جزائك وعقابك، واجعل ذلك سببا لقناعتي بما قضيت، وثقتي بما تخيرت، آمين رب العالمين، إنك ذو الفضل العظيم، وأنت على كل شي ء قديرٌ (4).
[الحديث: 2730] قال الإمام السجاد في دعائه: أعوذ بالله من جور الجائرين، وكيد الحاسدين، وبغي الطاغين، وأحمده فوق حمد الحامدين (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 61.
(2) الصحيفة السجادية: ص 61.
(3) الصحيفة السجادية: ص 61.
(4) الصحيفة السجادية: ص 61.
(5) البلد الأمين: ص 100.
معارج الذكر والدعاء (629)
[الحديث: 2731] قال الإمام الباقر في دعائه: أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن برٌ ولا فاجرٌ، من شر ما ذرأ، ومن شر ما برأ، ومن شر كل دابة هو آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم (1).
[الحديث: 2732] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم من أرادني من خلقك ببغي أو عنت أو سوء أو مساءة أو كيد، من جني أو إنسي، من قريب أو بعيد، صغير أو كبير، فصل على محمد وآل محمد، وأحرج صدره، وأفحم لسانه، وقصر يده، واسدد بصره، وادفع في نحره، واقمع رأسه، وأوهن كيده، وأمته بدائه وغيظه، واجعل له شاغلا من نفسه، واكفنيه بحولك وقوتك وعزتك وعظمتك وقدرتك وسلطانك ومنعتك، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، ولا حول ولا قوة إلابك يا الله، إنك على كل شي ء قديرٌ (2).
[الحديث: 2733] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم ألمح من أرادني بسوء منك لمحة توهن بها كيده، وتقلب بها مكره، وتضعف بها قوته، وتكسر بها حدته، وترد بها كيده في نحره، يا ربي ورب كل شي ء (3).
[الحديث: 2734] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم إني أستكفيك ظلم من لم تعظه المواعظ، ولم تمنعه مني المصائب ولا الغير، اللهم صل على محمد وآل محمد، واشغله عني بشغل شاغل في نفسه وجميع ما يعانيه، إنك على كل شي ء قديرٌ، اللهم إني بك أعوذ، وبك ألوذ، وبك أستجير (4).
[الحديث: 2735] قال الإمام الباقر: اللهم إني أعوذ بدرعك الحصينة، وأعوذ
__________
(1) تهذيب الأحكام: 2/ 117، من لا يحضره الفقيه: 1/ 471.
(2) مصباح المتهجد: ص 323، البلد الأمين: ص 151.
(3) مصباح المتهجد: ص 323، البلد الأمين: ص 151.
(4) مصباح المتهجد: ص 323.
معارج الذكر والدعاء (630)
بجمعك، أن تميتني غرقا، أو حرقا، أو شرقا، أو قودا، أو صبرا، أو مسما، أو ترديا في بئر، أو أكيل السبع، أو موت الفجأة، أو بشيء من ميتات السوء، ولكن أمتني على فراشي في طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وآله وسلم، مصيبا للحق غير مخطئ، أو في الصف الذي نعتهم في كتابك: ﴿الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف: 4]) (1).
[الحديث: 2736] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من طوارق الجن والإنس وزوابعهم وبوائقهم ومكائدهم، ومشاهد الفسقة من الجن والإنس، وأن أستزل عن ديني فتفسد علي آخرتي، وأن يكون ذلك منهم ضررا علي في معاشي، أو يعرض بلاءٌ يصيبني منهم لا قوة لي به، ولا صبر لي على احتماله، فلا تبتلني يا إلهي بمقاساته فيمنعني ذلك عن ذكرك، ويشغلني عن عبادتك، أنت العاصم المانع والدافع الواقي من ذلك كله (2).
[الحديث: 2737] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم من أرادني بسوء فأرده بمثله، ومن كادني فيها فكده، واصرف عني هم من أدخل علي همه، وامكر بمن مكر بي، فإنك خير الماكرين، وافقأ عني عيون الكفرة الظلمة، والطغاة والحسدة، اللهم وأنزل علي منك السكينة، وألبسني درعك الحصينة، واحفظني بسترك الواقي، وجللني عافيتك النافعة، وصدق قولي وفعالي، وبارك لي في ولدي وأهلي ومالي، اللهم ما قدمت وما أخرت، وما أغفلت وما تعمدت وما توانيت، وما أعلنت وما أسررت، فاغفره لي يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 2738] قال الإمام الصادق في قنوته: يا مأمن الخائف، وكهف اللاهف،
__________
(1) الكافي: 2/ 526.
(2) الكافي: 2/ 587، تهذيب الأحكام: 3/ 76.
(3) الكافي: 2/ 587، تهذيب الأحكام: 3/ 76.
معارج الذكر والدعاء (631)
وجنة العائذ، وغوث اللائذ، خاب من اعتمد سواك، وخسر من لجأ إلى دونك (1).
[الحديث: 2739] قال الإمام الصادق في دعائه: أعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله، وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بعظمة الله، وأعوذ بعفو الله، وأعوذ بمغفرة الله، وأعوذ برحمة الله، وأعوذ بسلطان الله الذي هو على كل شيء قديرٌ، وأعوذ بكرم الله، وأعوذ بجمع الله، من شر كل جبار عنيد، وكل شيطان مريد، وشر كل قريب أو بعيد أو ضعيف أو شديد، ومن شر السامة والهامة والعامة، ومن شر كل دابة صغيرة أو كبيرة، بليل أو نهار، ومن شر فساق العرب والعجم، ومن شر فسقة الجن والإنس (2).
[الحديث: 2740] قال الإمام الصادق في دعائه في دفع كيد الأعداء: حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (3).
[الحديث: 2741] قيل للإمام الصادق: أي شي ء قلت حين دخلت على أبي جعفر بالربذة؟ قال: اللهم إنك تكفي من كل شي ء ولا يكفي منك شي ءٌ؛ فاكفني بما شئت، وكيف شئت، ومن حيث شئت، وأنى شئت (4).
[الحديث: 2742] قال الإمام الصادق: اللهم إني أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة، ومن عاجل يمنع خير الآجل، وحياة تمنع خير الممات، وأمل يمنع خير العمل (5).
[الحديث: 2743] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الكفر
__________
(1) اللاهف: المظلوم المضطر يستغيث ويتحسر.
(2) الكافي: 2/ 569 وص 537.
(3) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 305.
(4) الكافي: 2/ 559.
(5) مصباح المتهجد: ص 64، فلاح السائل: ص 320.
معارج الذكر والدعاء (632)
والفقر، ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة (1).
[الحديث: 2744] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن تشتت الأمر، ومن شر ما يحدث بالليل والنهار، أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك، وأمسى خوفي مستجيرا بأمانك، وأمسى ذلي مستجيرا بعزك، وأمسى وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي، يا خير من سئل، ويا أجود من أعطى، جللني برحمتك، وألبسني عافيتك، واصرف عني شر جميع خلقك (2).
[الحديث: 2745] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أظلم، أو أقطع رحما، أو اوذي جارا (3).
[الحديث: 2746] قال الإمام الصادق في دعائه: أعوذ بك اليوم فأعذني، وأستجير بك فأجرني، وأستعين بك على الضراء فأعني، وأستنصرك فانصرني، وأتوكل عليك فاكفني (4).
[الحديث: 2747] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أسألك حسن الظن بك، والصدق في التوكل عليك، وأعوذ بك أن تبتليني ببلية تحملني ضرورتها على التعوذ بشي ء من معاصيك، وأعوذ بك أن تدخلني في حال ـ كنت أو أكون فيها في عسر أو يسر ـ أظن أن معاصيك أنجح لي من طاعتك، وأعوذ بك أن أقول قولا حقا من طاعتك ألتمس به سواك، وأعوذ بك أن تجعلني عظة لغيري، وأعوذ بك أن يكون أحدٌ أسعد بما آتيتني به مني، وأعوذ بك أن أتكلف طلب ما لم تقسم لي، وما قسمت لي من قسم، أو رزقتني من رزق، فائتني به في يسر منك وعافية، حلالا طيبا، وأعوذ بك من كل شي ء زحزح بيني وبينك، وباعد بيني
__________
(1) الكافي: 4/ 403، تهذيب الأحكام: 5/ 102.
(2) الكافي: 4/ 464.
(3) الكافي: 4/ 467.
(4) تهذيب الأحكام: 5/ 277.
معارج الذكر والدعاء (633)
وبينك، أو نقص به حظي عندك، أو صرف بوجهك الكريم عني، وأعوذ بك أن تحول خطيئتي أو ظلمي، أو جرمي وإسرافي على نفسي، واتباع هواي واستعجال شهوتي، دون مغفرتك ورضوانك، وثوابك ونائلك، وبركاتك وموعودك الحسن الجميل على نفسك (1).
[الحديث: 2748] قال الإمام الكاظم في دعائه: اللهم أنت ملاذي فبك ألوذ، وأنت معاذي فبك أعوذ (2).
[الحديث: 2749] قال الإمام الكاظم في دعائه في سجوده: أعوذ بك من نار حرها لا يطفأ، وأعوذ بك من نار جديدها لا يبلى، وأعوذ بك من نار عطشانها لا يروى، وأعوذ بك من نار مسلوبها لا يكسى (3).
[الحديث: 2750] قال الإمام الكاظم في دعائه: توكلت على الحي الذي لا يموت، وتحصنت بذي العزة والجبروت، واستعنت بذي الكبرياء والملكوت، مولاي استسلمت إليك فلا تسلمني، وتوكلت عليك فلا تخذلني، ولجأت إلى ظلك البسيط فلا تطرحني، أنت المطلب، وإليك المهرب، تعلم ما أخفي وما أعلن، وتعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فأمسك عني اللهم أيدي الظالمين، من الجن والإنس أجمعين، واشفني وعافني يا أرحم الراحمين (4).
[الحديث: 2751] قال الإمام الكاظم في دعائه: إلهي، كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شبا حده، وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 74، مصباح المتهجد: ص 546، الإقبال: 2/ 299.
(2) مهج الدعوات: ص 294 وص 303.
(3) الكافي: 3/ 328.
(4) مهج الدعوات: ص 299.
معارج الذكر والدعاء (634)
ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن ملمات الجوائح، صرفت ذلك عني بحولك وقوتك، لا بحول مني ولا قوة، فألقيته في الحفير الذي احتفره لي، خائبا مما أمله في الدنيا، متباعدا مما رجاه في الآخرة، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي.. اللهم فخذه بعزتك، وافلل حده عني بقدرتك، واجعل له شغلا فيما يليه، وعجزا عما يناويه، اللهم وأعدني عليه عدوى حاضرة، تكون من غيظي شفاء، ومن حنقي عليه وفاء، وصل اللهم دعائي بالإجابة، وانظم شكايتي بالتغيير، وعرفه عما قليل ما أوعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل العظيم، والمن الكريم (1).
[الحديث: 2752] قال الإمام العسكري في دعائه: بسم الله الرحمن الرحيم، احتجبت بحجاب الله النور الذي احتجب به عن العيون، واحتطت على نفسي وأهلي وولدي ومالي، وما اشتملت عليه عنايتي ببسم الله الرحمن الرحيم، وأحرزت نفسي وذلك كله من كل ما أخاف وأحذر، بالله الذي: لا إله إلا هو ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255]، و﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴾ [الكهف: 57]، ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا
__________
(1) مهج الدعوات: ص 28، عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 79.
معارج الذكر والدعاء (635)
تَذَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 23]، ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [النحل: 108]، ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا﴾ [الإسراء: 45 - 46]، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين (1).
[الحديث: 2753] قال الإمام العسكري في دعائه: بسم الله الرحمن الرحيم، يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي عند كربتي، يا مؤنسي عند وحدتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام (2).
__________
(1) مهج الدعوات: ص 44.
(2) مهج الدعوات: ص 45.
معارج الذكر والدعاء (636)
المعراج الحادي عشر من معارج الذكر والدعاء [معراج الاستغاثة والطلب]، وإلى هذا المعراج الإشارة بالآيات الكثيرة التي ترغب في دعاء الله في كل الأحوال وخصوصا في وقت الشدة، وتنفر من ترك ذلك، وتعتبره استكبارا على الله، ومنها قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62]
بل اعتبر اللجوء إلى الله وحده دون سائر المعبودات دليلا على الله وكونه الإله الحقيقي، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 40 - 41]
وبناء على هذا جمعنا في هذا الفصل الأحاديث الواردة حول أمرين:
أولا ـ ما ورد حول الاستغاثة لدفع البلاء
ثانيا ـ ما ورد حول طلب الحاجات المختلفة
وننبه إلى أنه من العسير التفريق بينهما في أحاديث الأدعية الكثيرة، وخاصة تلك التي وضعت للاستغاثة، لأنها لا تكتفي بها، بل تضم إليها طلب الحاجات المختلفة، ولهذا اخترنا الأغلب على الدعاء، لنضعه في التصنيف المناسب له.
معارج الذكر والدعاء (637)
أولا ـ ما ورد حول الاستغاثة لدفع البلاء
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [الاستغاثة لدفع البلاء]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات الكثيرة المرغبة في ذلك، والمنفرة عن تركه.
والقرآن يطلق على هذا لقب التضرع، وهي تلك المسكنة التي يظهرها المستغيث بالله، إما بسبب معرفته لله، أو بسبب حاجته الشديدة لما يطلبه، ولذلك يظهر كل أنواع المسكنة والمذلة لتحقيقها..
ولذلك يرتبط التضرع في القرآن الكريم بأنواع البلاء التي يصبها الله تعالى على عباده، لإخراجهم من كبرهم وغرورهم، ليستشعروا حاجتهم إلى الله، وفقرهم إليه، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ [الأنعام: 42]
لكن فريقا من هؤلاء ـ كما يذكر القرآن الكريم ـ ولقسوة قلوبهم، بل موتها، يؤثرون المعاناة والألم على التضرع إلى الله، كما قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 43]
وقال ـ جامعا بين الاستكانة والتذلل والتضرع ـ: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76]
ويذكر القرآن الكريم أن هناك فرقا أخرى من الناس، لا تبدي ذلك الصبر على المعاناة، مثلما فعل الفريق السابق، وإنما تتلون بتلون الأحوال؛ فإن أصابها البلاء تضرعت، وإن كشف عادت إلى طبيعتها، كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ الله يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ
معارج الذكر والدعاء (638)
كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 63، 64]
ولهذا يدعو الله تعالى المؤمنين إلى ألا يكونوا أمثال هؤلاء الذين يعبدون الله على حرف، وإنما من أولئك الذين يتضرعون إلى الله في كل حين؛ فلا يكون دعاؤهم لله إلا تضرعا واستغاثة واستكانة، كما قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]
وهكذا يدعو إلى التضرع أثناء الذكر، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 205]
وبذلك فإن التضرع لا يرتبط بالدعاء فقط، وإنما هو تلك الحال التي يظهر عليها العابد لله تعالى، سواء كان ذاكرا أو داعيا أو مصليا أو في أي حال من أحواله، وقد ورد في الصلاة قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي: (إنما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري ولا يتعظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أجعل له في الظلمة نوراً، وفي الجهالة حلما، أكلأه بعزتي وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك العبد عندي كمثل جنات الفردوس لا يسبق أثمارها، ولا تتغير عن حالها) (1)
وقد أوردنا في هذا الفصل كل الأحاديث الواردة في الاستغاثة لدفع أنواع البلاء المختلفة كالجفاف وقلة الرزق والمرض ونحوها، وهي ما تشير إليها الآيات الواردة في ذلك كقوله تعالى عن يونس عليه السلام: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
__________
(1) رواه البزار (ص 65 - زوائده)
معارج الذكر والدعاء (639)
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 87 - 88]
وقوله عن يعقوب عليه السلام: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 86]
وقوله عن أيوب عليه السلام: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنبياء: 83 - 85]
ويشير إليها بعد ذلك كله ذلك الوعد الإلهي لهؤلاء، وهو قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 2754] عن سعد بن أبي وقاص، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ألا أخبركم بشي ء إذا نزل برجل منكم كربٌ أو بلاءٌ من بلاء الدنيا، دعا به فرج عنه؟ قيل له: بلى، قال: دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (1).
__________
(1) النسائي: 6/ 168 1، الحاكم: 1/ 685.
معارج الذكر والدعاء (640)
[الحديث: 2755] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوة ذي النون التي دعا بها في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يدع بها مسلمٌ في كربة، إلااستجاب الله له (1).
[الحديث: 2756] عن أسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئا (2).
[الحديث: 2757] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (لا إله إلا الله قبل كل شي ء، ولا إله إلا الله بعد كل شي ء) عوفي من الهم والحزن (3).
[الحديث: 2758] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما قال عبدٌ: (اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، اكفني كل مهم من حيث شئت، من أين شئت) إلاأذهب الله تعالى همه (4).
[الحديث: 2759] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت (5).
[الحديث: 2760] عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمرٌ، قال: لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم.. ثم يدعو (6).
[الحديث: 2761] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما قال عبدٌ قط إذا أصابه همٌ وحزنٌ: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدلٌ في قضاؤك،
__________
(1) الحاكم: 2/ 415، الترمذي: 5/ 529، النسائي: 6/ 168 2.
(2) أبو داود: 2/ 87، ابن ماجة: 2/ 1277.
(3) المعجم الكبير: 10/ 290 1.
(4) كنز العمال: 2/ 122 عن الخرائطي في مكارم الأخلاق.
(5) أبو داود: 4/ 324، النسائي: 6/ 167 7، الأدب المفرد: ص 210.
(6) النسائي: 6/ 167 8، أحمد: 1/ 575، الدعاء للطبراني: ص 312.
معارج الذكر والدعاء (641)
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن (1).
[الحديث: 2762] عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كربه أمرٌ قال: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث (2).
[الحديث: 2763] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء ينفع من البلاء، قال الله عز وجل: ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس: 98]، لما آمنوا: لما دعوا (3).
[الحديث: 2764] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أعدوا للبلاء الدعاء (4).
[الحديث: 2765] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ردوا نائبة البلاء بالدعاء (5).
[الحديث: 2766] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يغني حذرٌ من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة (6).
[الحديث: 2767] رأى رجلٌ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسأله أن يعلمه دعاء الفرج، فقال: قل: (يا من لا يستحيى من مسألته، ولا يرتجى العفو إلامن قبله، أشكو إليك ما لا يخفى عليك،
__________
(1) أحمد: 2/ 168، صحيح ابن حبان: 3/ 253، الحاكم: 1/ 690؛ الدعوات: ص 54، بحار الأنوار: 95/ 279.
(2) الترمذي: 5/ 539، الحاكم: 1/ 689.
(3) الفردوس: 2/ 225، الدر المنثور: 6/ 393 عن ابن النجار.
(4) السنن الكبرى: 3/ 536، المعجم الكبير: 10/ 128 6، المعجم الأوسط: 2/ 276.
(5) الجعفريات: ص 53، شعب الإيمان: 3/ 283.
(6) الحاكم: 1/ 669، المعجم الأوسط: 3/ 66؛ تنبيه الخواطر: 2/ 118.
معارج الذكر والدعاء (642)
وأسألك ما لا يعظم عليك، صل على محمد وآل محمد)، وادع بما شئت، ينجح الله طلبتك، فقال: يا رسول الله، لي وحدي؟ فقال: لك ولكل من دعا به إن شاء الله تعالى (1).
[الحديث: 2768] عن أنس بن مالك، قال: أصابت الناس سنةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فبينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب في يوم جمعة، قام أعرابيٌ فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا. فرفع يديه ـ وما نرى في السماء قزعة ـ فوالذي نفسي بيده، ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وآله وسلم، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي ـ أو قال غيره ـ فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحدٌ من ناحية إلا حدث بالجود (2).
[الحديث: 2769] عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره؛ إذ احتاج الناس إلى وضوء، فالتمسوا في الركب ماء فلم يجدوا، فجاءني عمي معاذ بن عفراء، فقال: يا بنية، هل في إداوتك ما يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قلت: لا والذي بعثه بالحق ما فيها شيءٌ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما في الركب ماءٌ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمطرت حتى استقى الناس وسقوا (3).
[الحديث: 2770] عن سمرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استسقى قال: اللهم أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل في أرضنا سكنها، وارزقنا وأنت خير الرازقين (4).
__________
(1) المجتنى: ص 53.
(2) البخاري: 1/ 315 وص 369، النسائي: 3/ 166، مسلم: 2/ 616؛ الخرائج والجرائح: 1/ 58.
(3) الدعاء للطبراني: ص 605.
(4) المعجم الكبير: 7/ 228.
معارج الذكر والدعاء (643)
[الحديث: 2771] عن عبد الله بن جراد، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استسقى قال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريا، توسع به لعبادك، تغرز به الضرع، وتحيي به الزرع (1).
[الحديث: 2772] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعاء الاستسقاء: اللهم اسق بلادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا مطبقا واسعا، عاجلا غير آجل، نافعا غير ضار، اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا هدم ولا غرق ولا محق، اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء (2).
[الحديث: 2773] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إنك أنت الغني ونحن الفقراء، فأنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اجعل ما تنزله علينا قوة لنا وبلاغا إلى حين، برحمتك يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 2774] عن أنس، قال: محل الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتاه المسلمون فقالوا: يا رسول الله، قحط المطر، ويبس الشجر، وهلكت المواشي، وأسنت الناس، فاستسق لنا ربك، فقال: إذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا وأخرجوا معكم بصدقات، فلما كان ذلك اليوم، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والناس، يمشي ويمشون، عليهم السكينة والوقار، حتى أتوا المصلى، فتقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في العيدين والاستسقاء، في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و(سبح اسم ربك الأعلى)، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و(هل أتاك حديث الغاشية)، فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه، وقلب رداءه، ثم جثى على ركبتيه، ورفع يديه وكبر تكبيرة قبل أن يستسقي، ثم قال: اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا غيثا مغيثا رحبا ربيعا، وجدا
__________
(1) السنن الكبرى: 3/ 496، صحيح ابن خزيمة: 2/ 336.
(2) الطبقات الكبرى: 1/ 297.
(3) الدعاء للطبراني: ص 595.
معارج الذكر والدعاء (644)
غدقا، طبقا مغدقا، هنيئا مريئا، مريعا مرتعا، وابلا شاملا، مسبلا مجللا، دائما دررا، نافعا غير ضار، عاجلا غير رائث، غيثا اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد، اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها، وأنزل في أرضنا سكنها، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا، فأحي به بلدة ميتة، واسقه مما خلقت لنا أنعاما وأناسي كثيرا (1).
[الحديث: 2775] عن أنس، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي وانقطعت السبل، فادع الله، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمطروا من جمعة إلى جمعة، فجاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، وتقطعت السبل، وهلكت المواشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم على رؤوس الجبال والآكام، وبطون الأودية، ومنابت الشجر، فانجابت عن المدينة انجياب الثوب (2).
[الحديث: 2776] عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمه: أكثر الدعاء بالعافية (3).
[الحديث: 2777] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن ابن آدم لم يعط شيئا أفضل من العافية، فاسألوا الله العافية (4).
[الحديث: 2778] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما سئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية (5).
[الحديث: 2779] عن أنس، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أي الدعاء أفضل؟ قال: سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة، ثم أتاه في اليوم الثاني
__________
(1) المعجم الأوسط: 7/ 320، الدعاء للطبراني: ص 596؛ بحار الأنوار: 91/ 326.
(2) البخاري: 1/ 345، النسائي: 1/ 555، صحيح ابن حبان: 7/ 104.
(3) الحاكم: 1/ 711، المعجم الكبير: 11/ 262 8.
(4) أحمد: 1/ 34، مسند أبي يعلى: 1/ 69.
(5) الترمذي: 5/ 552 وص 535، الحاكم: 1/ 675.
معارج الذكر والدعاء (645)
فقال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك، قال: فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت (1).
[الحديث: 2780] عن العباس، قال: قلت: يا رسول الله، علمني شيئا أسأله الله عز وجل، قال: سل الله العافية، فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله، علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله، سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة (2).
[الحديث: 2781] عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أسأل الله؟ قال: سليه العافية (3).
[الحديث: 2782] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من دعوة أحب إلى الله أن يدعوه بها عبدٌ من أن يقول: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة (4).
[الحديث: 2783] عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي (5).
[الحديث: 2784] عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: اللهم عافني في جسدي، وعافني في بصري، واجعله الوارث مني، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين (6).
[الحديث: 2785] قال الإمام علي: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم متعني بسمعي وبصري حتى تجعلهما الوارث مني، وعافني في ديني وجسدي، وانصرني ممن
__________
(1) الترمذي: 5/ 533، ابن ماجة: 2/ 1265، أحمد: 4/ 256 3.
(2) الترمذي: 5/ 534، الأدب المفرد: ص 217.
(3) المعجم الأوسط: 3/ 66، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 26؛ مستدرك الوسائل: 7/ 458 عن القطب الراوندي في لب اللباب.
(4) المعجم الكبير: 20/ 165، حلية الأولياء: 2/ 247.
(5) الدعاء للطبراني: ص 387، أبو داود: 4/ 319. النسائي: 6/ 145 1.
(6) الترمذي: 5/ 518، الحاكم: 1/ 712، مسند أبي يعلى: 4/ 360.
معارج الذكر والدعاء (646)
ظلمني حتى تريني فيه ثأري، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وخليت وجهي إليك، لا ملجأ منك إلاإليك، آمنت بنبيك الذي أرسلت، وبكتابك الذي أنزلت (1).
[الحديث: 2786] عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني، فقال: إن شئت أخرت لك وهو خيرٌ، وإن شئت دعوت، فقال: ادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في (2).
[الحديث: 2787] عن أبي خزامة عن أبيه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: هي من قدر الله (3).
[الحديث: 2788] عن عثمان بن حنيف، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاءه رجلٌ ضريرٌ فشكا إليه ذهاب بصره فقال: يا رسول الله، ليس لي قائدٌ وقد شق علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي.. قال عثمان: فوالله ما تفرقنا ولاطال بنا الحديث، حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضرٌ قط (4).
[الحديث: 2789] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: اجتمع إلي نفرٌ من أهل
__________
(1) الحاكم: 1/ 709.
(2) ابن ماجة: 1/ 441، النسائي: 6/ 169 5، الترمذي: 5/ 569.
(3) الترمذي: 6/ 399، الحاكم: 1/ 86 وح 88.
(4) الحاكم: 1/ 708؛ الخرائج والجرائح: 1/ 55.
معارج الذكر والدعاء (647)
المسجد، فقالوا: إنا قد رأينا من أمير المؤمنين (الإمام علي) شيئا أنكرناه، فقلت: وما هو؟ فقالوا: يخرج علينا في الشتاء في إزار ورداء وفي الصيف في قباء محشو، فدخلت فذكرت ذلك لأبي، فلما راح إلى علي قال: إن الناس قد رأوا منك شيئا أنكروه، قال: وما هو؟ قلت: لباسك، قال لي: أوما كنت معنا حين دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أرمد فتفل في راحتيه وألصق بهما عيني، وقال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، والذي بعثه بالحق ما وجدت لواحد منهما أذى حتى الساعة (1).
[الحديث: 2790] عن عثمان بن أبي العاص، قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبي وجعٌ قد كاد يبطلني، فقال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اجعل يدك اليمنى عليه وقل: (باسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته، من شر ما أجد وأحاذر) سبع مرات، فقلت ذلك، فشفاني الله (2).
[الحديث: 2791] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أصابك مرضٌ، فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت، وسبحان رب العباد، ورب البلاد، والحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال، الله أكبر كبيرا، إجلالا لله وكبريائه، وقدرته وعظمته بكل حال، اللهم إن كنت كتبت علي فيه الموت فاغفر لي، وأخرجني من ذنوبي، وأسكني جنة عدن (3).
[الحديث: 2792] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا اشتكى أحدكم، فليضع يده على ذلك الوجع، ثم ليقل: بسم الله وبالله، أعوذ بعزة الله وقدرته، من شر وجعي هذا (4).
__________
(1) دلائل النبوة لأبي نعيم: ص 663، أحمد: 1/ 216.
(2) ابن ماجة: 2/ 1164؛ مكارم الأخلاق: 2/ 245.
(3) المرض والكفارات لابن أبي الدنيا: ص 120.
(4) المعجم الصغير: 1/ 181، الدعاء للطبراني: ص 343، الترمذي: 5/ 574.
معارج الذكر والدعاء (648)
[الحديث: 2793] عن عبد الله بن حسن، قال: دخل عبد الله بن جعفر على ابن له مريض يقال له صالحٌ، فقال: قل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني فإنك عفوٌ غفورٌ.. ثم قال: هؤلاء الكلمات علمنيهن عمي عليٌ، وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمهن إياه (1).
[الحديث: 2794] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله، فإن ذلك لا يرد شيئا، ويطيب بنفسه (2).
[الحديث: 2795] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل: اللهم اشف عبدك؛ ينكأ لك عدوا، أو يمشي لك إلى جنازة (3).
[الحديث: 2796] عن سلمان، قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا عليلٌ، فقال: يا سلمان، شفى الله سقمك، وغفر ذنبك، وعافاك في بدنك وجسمك إلى مدة أجلك (4).
[الحديث: 2797] عن يحيى بن أبي كثير، قال: فقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمان، فسأل عنه فأخبر أنه عليلٌ، فأتاه يعوده، ثم قال: عظم الله أجرك، ورزقك العافية في دينك وجسمك، إلى منتهى أجلك (5).
[الحديث: 2798] عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أتى مريضا أو أتي به، قال: أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلاشفاؤك، شفاء لا يغادر سقما (6).
__________
(1) النسائي: 6/ 165 1، الدعاء للطبراني: ص 310.
(2) الترمذي: 4/ 412، ابن ماجة: 1/ 462، الدعاء للطبراني: ص 333؛ كنز الفوائد: 1/ 379، بحار الأنوار: 81/ 225.
(3) أبو داود: 3/ 187، أحمد: 2/ 580، ابن حبان: 7/ 239، الحاكم: 1/ 495، مكارم الأخلاق: 2/ 245، بحار الأنوار: 95/ 17.
(4) الحاكم: 1/ 734، المرض والكفارات لابن أبي الدنيا: ص 41.
(5) المرض والكفارات لابن أبي الدنيا: ص 88.
(6) البخاري: 5/ 2148، مسلم: 4/ 1722، النسائي: 4/ 358؛ الأمالي للطوسي: ص 638.
معارج الذكر والدعاء (649)
[الحديث: 2799] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما عاد سعدا: أذهب عنه البأس، رب الناس، ملك الناس، أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، أرقيك من كل شي ء يأتيك، من كل حسد أو عين، اللهم أصح قلبه وجسمه، واشف سقمه، وأجب دعوته (1).
[الحديث: 2800] عن عبادة بن الصامت، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبه من الوجع ما لا يعلم شدته إلا الله، ثم دخلت عليه بالعشي، فقلت: يا رسول الله، إني دخلت عليك بالغداة وبك من الوجع ما لا يعلمه إلا الله، ثم دخلت عليك بالعشي وقد برأك، قال: إن جبريل رقاني برقية، أفلا أعلمكها يا عبادة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: بسم الله أرقيك والله يشفيك من حسد كل حاسد وعين، الله يشفيك (2).
[الحديث: 2801] عن أبي سعيد الخدري، أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا محمد، اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: باسم الله أرقيك، من كل شي ء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك (3).
[الحديث: 2802] عن أبي وائل، أن مكاتبا جاء الإمام علي، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عز وجل عنك، قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك (4).
[الحديث: 2803] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: أكثر أن تقول: ربي اقض عني الدين، وأغنني من الفقر (5).
__________
(1) المرض والكفارات لابن أبي الدنيا: ص 148.
(2) المرض والكفارات لابن أبي الدنيا: ص 59، النسائي: 6/ 249 2، أحمد: 8/ 412 3.
(3) مسلم: 4/ 1718، الترمذي: 3/ 303، النسائي: 6/ 249 3؛ الأمالي للطوسي: ص 638، بحار الأنوار: 95/ 30.
(4) الترمذي: 5/ 560، أحمد: 1/ 323، الحاكم: 1/ 721.
(5) المعجم الكبير: 6/ 233.
معارج الذكر والدعاء (650)
[الحديث: 2804] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحاب الصفة عندما شكوا إليه الحاجة: قولوا: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر (1).
[الحديث: 2805] عن معاذ بن جبل، قال: احتبست عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما لم أصل معه الجمعة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا معاذ، ما منعك عن صلاة الجمعة؟ قلت: يا رسول الله، ليوحنا اليهودي علي أوقيةٌ من بر، وكان على بابي يرصدني، فأشفقت أن يحبسني دونك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتحب ـ يا معاذ ـ أن يقضي الله دينك؟ قلت: نعم، يا رسول الله، قال: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 26 - 27]، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما ما تشاء، وتمنع منهما ما تشاء، صل على محمد وآل محمد، اقض عني ديني يا كريم.. فلو كان عليك مل ء الأرض ذهبا لأداه الله عنك (2).
[الحديث: 2806] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عني ديني (3).
[الحديث: 2807] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لقضاء الدين: اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك (4).
__________
(1) الدعاء للطبراني: ص 320.
(2) عدة الداعي: ص 54، المعجم الكبير: 20/ 155.
(3) المعجم الكبير: 4/ 82.
(4) الحاكم: 1/ 696، الدعاء للطبراني: ص 317.
معارج الذكر والدعاء (651)
[الحديث: 2808] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما يمنع أحدكم إذا عسر عليه أمر معيشته أن يقول إذا خرج من بيته: بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهم رضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت (1).
[الحديث: 2809] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بئست البطانة (2).
[الحديث: 2810] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه: ألا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك دينك؟.. قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (3).
[الحديث: 2811] روي أن أعرابيا شكا إلى الإمام علي شكوى لحقته، وضيقا في الحال، وكثرة من العيال، فقال له: عليك بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10 - 12]، فمضى الرجل وعاد إليه، فقال: يا أمير المؤمنين، إني قد استغفرت الله كثيرا ولم أر فرجا مما أنا فيه، فقال له: لعلك لا تحسن الاستغفار، قال: علمني، فقال: أخلص نيتك، وأطع ربك، وقل: اللهم إني أستغفرك من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، واتكلت فيه عند خوفي منه على أمانك، ووثقت فيه بحلمك، وعولت فيه على كريم عفوك، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست فيه نفسي، أو قدمت فيه لذتي، أو آثرت
__________
(1) الدعاء للطبراني: ص 147، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 126.
(2) أبو داود: 2/ 91، ابن ماجة: 2/ 1113، النسائي: 4/ 452.
(3) أبو داود: 2/ 93.
معارج الذكر والدعاء (652)
فيه شهوتي، أو سعيت فيه لغيري، أو استغويت إليه من تبعني، أو غلبت فيه بفضل حيلتي، أو أحلت فيه على مولاي فلم يعاجلني على فعلي؛ إذ كنت سبحانك كارها لمعصيتي، غير مريدها مني، لكن سبق علمك في باختياري واستعمال مرادي وإيثاري، فحلمت عني، ولم تدخلني فيه جبرا، ولم تحملني عليه قهرا، ولم تظلمني عليه شيئا، يا أرحم الراحمين.. يا صاحبي في شدتي، يا مونسي في وحدتي، يا حافظي في غربتي، يا وليي في نعمتي، يا كاشف كربتي، يا مستمع دعوتي، يا راحم عبرتي، يا مقيل عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا ركني الوثيق، يا رجائي للضيق، يا مولاي الشفيق، يا رب البيت العتيق، أخرجني من حلق المضيق إلى سعة الطريق، بفرج من عندك قريب وثيق، واكشف عني كل شدة وضيق، واكفني ما أطيق وما لا أطيق.. اللهم فرج عني كل هم وغم، وأخرجني من كل حزن وكرب، يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، ويا منزل القطر، ويا مجيب دعوة المضطر، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صل على محمد خيرتك من خلقك، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وفرج عني ما ضاق به صدري، وعيل معه صبري، وقلت فيه حيلتي، وضعفت له قوتي، يا كاشف كل ضر وبلية، يا عالم كل سر وخفية، يا أرحم الراحمين، وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد، وما توفيقي إلابالله، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.. قال الأعرابي: فاستغفرت بذلك مرارا فكشف الله عني الغم والضيق، ووسع علي في الرزق، وأزال المحنة (1).
[الحديث: 2812] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استقبلوا البلاء بالدعاء (2).
__________
(1) الفرج بعد الشدة للتنوخي: 1/ 42.
(2) الاختصاص: ص 335، دعائم الإسلام: 1/ 260.
معارج الذكر والدعاء (653)
[الحديث: 2813] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادفعوا البلاء بالدعاء (1).
[الحديث: 2814] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادفعوا أبواب البلاء بالدعاء (2).
[الحديث: 2815] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء (3).
[الحديث: 2816] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا ظهرت في أمتي عشر خصال عاقبهم الله بعشر خصال، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا قللوا الدعاء نزل البلاء (4).
[الحديث: 2817] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قل الدعاء نزل البلاء (5).
[الحديث: 2818] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن البلاء ليتسبب إلى العبد، فيسأل ربه العافية ويذكره، فيبقي العافية، والدعاء والبلاء يتوافقان إلى يوم القيامة (6).
[الحديث: 2819] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أصابه همٌ أو غمٌ أو كربٌ أو بلاءٌ أو لأواءٌ فليقل: الله ربي ولا أشرك به شيئا، توكلت على الحي الذي لا يموت (7).
[الحديث: 2820] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمانٌ لأمتي من الهم: لا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، لا ملجأ ولا منجى من الله إلاإليه (8).
[الحديث: 2821] قال الإمام علي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل به كربٌ أو همٌ دعا: يا حي يا قيوم، يا حيا لا يموت، يا حي لا إله إلا أنت، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، يا أرحم
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 6/ 381، الكافي: 6/ 3.
(2) قرب الإسناد: ص 117.
(3) الدعوات: ص 21، تحف العقول: ص 111.
(4) جامع الأخبار: ص 509.
(5) الدعوات: ص 20، مستدرك الوسائل: 8/ 360 عن القطب الراوندي في لب اللباب.
(6) الجعفريات: ص 221.
(7) الكافي: 2/ 556، عدة الداعي: ص 260؛ الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا: ص 39.
(8) من لا يحضره الفقيه: 4/ 371.
معارج الذكر والدعاء (654)
الراحمين.. وقال: ما دعا أحدٌ من المسلمين بهذه ثلاث مرات إلاأعطي مسألته إلا أن يسأل مأثما أو قطيعة رحم (1).
[الحديث: 2822] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أحد من أمتي قضى الصلاة ثم مسح وجهه بيده اليمنى، ثم قال: اللهم لك الحمد، لا إله إلا أنت، عالم الغيب والشهادة، اللهم أذهب عني الحزن والهم والفتن ما ظهر منها وما بطن.. إلا أعطاه الله ما سأل (2).
[الحديث: 2823] شكا رجلٌ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوحشة، فقال له: أكثر من أن تقول هذا، فقالهن فأذهب الله عنه الوحشة، وهي: سبحان ربي الملك القدوس، رب الملائكة والروح، خالق السماوات والأرض، ذي العزة والجبروت (3).
[الحديث: 2824] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كربني أمرٌ إلا تمثل لي جبريل عليه السلام: فقال: يا محمد، قل: توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريكٌ في الملك، ولم يكن له وليٌ من الذل، وكبره تكبيرا (4).
[الحديث: 2825] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إنك حيٌ لا تموت، وصادقٌ لا تكذب، وقاهرٌ لا تقهر، وبدي ءٌ لا تنفد، وقريبٌ لا تبعد، وقادرٌ لا تضاد، وغافرٌ لا تظلم، وصمدٌ لا تطعم، وقيومٌ لا تنام، ومجيبٌ لا تسأم، وجبارٌ لا تعان، وعظيمٌ لا ترام، وعالمٌ لا تعلم، وقويٌ لا تضعف، وحليمٌ لا تعجل، وجليلٌ لا توصف، ووفيٌ لا تخلف، وغالبٌ لا تغلب، وعادلٌ لا تحيف، وغنيٌ لا تفتقر، وكبيرٌ لا تغادر، وحكيمٌ لا تجور، ووكيلٌ لا تحيف، وفردٌ لا تستشير، ووهابٌ لا تمل، وعزيزٌ لا تستذل، وسميعٌ لا تذهل، وجوادٌ لا تبخل، وحافظٌ
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 511.
(2) دعائم الإسلام: 1/ 171، الجعفريات: ص 40.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 155، بحار الأنوار: 95/ 340؛ المعجم الكبير: 2/ 24، عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 227.
(4) الحاكم: 1/ 689.
معارج الذكر والدعاء (655)
لا تغفل، وقائمٌ لا تسهو، ودائمٌ لا تفنى، ومحتجبٌ لا ترى، وباق لا تبلى، وواحدٌ لا تشبه، ومقتدرٌ لا تنازع، يا كريم، يا ظاهر يا قاهر، أنت القادر المقتدر، يا عزيز، يا من ينادى من كل فج عميق بألسنة شتى ولغات مختلفة وحوائج متتابعة، لا يشغلك شي ءٌ عن شي ء، أنت الذي لا تفنيك الدهور، ولا تحيط بك الأمكنة، ولا تأخذك سنةٌ ولا نومٌ، صل على محمد وآل محمد، ويسر لي ما أخاف عسره، وفرج عني ما أخاف كربه، وسهل لي ما أخاف حزونته، سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين، برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 2826] عن جابر، قال: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر راجعا إلى المدينة، أشرفنا على واد عظيم قد امتلأ بالماء، فقاسوا عمقه برمح فلم يبلغ قعره، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (اللهم أعطنا اليوم آية من آيات أنبيائك ورسلك)، ثم ضرب الماء بقضيبه واستوى على راحلته ثم قال: سيروا خلفي على اسم الله، فمضت راحلته على وجه الماء واتبعه الناس على رواحلهم ودوابهم، فلم تترطب أخفافها ولا حوافرها (2).
[الحديث: 2827] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استسقى قال: اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلادك الميتة.. يرددها ثلاث مرات (3).
[الحديث: 2828] قال الإمام علي: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الدعاء في الاستسقاء: اللهم انشر علينا رحمتك بالغيث العميق والسحاب الفتيق، ومن على عبادك ببلوغ القطر، وأشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعة دائمة غزره، واسعة دره، وابلا سريعا
__________
(1) مهج الدعوات: ص 138.
(2) الخرائج والجرائح: 1/ 161.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 527، المصباح للكفعمي: ص 548؛ أبو داود: 1/ 305، السنن الكبرى: 3/ 496.
معارج الذكر والدعاء (656)
وحيا مريعا، تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات، وتخرج به ما هو آت، وتوسع لنا في الأقوات، سحابا متراكما هنيئا مريئا طبقا دفقا، غير مضر ودقه، ولا خلب برقه (1).
[الحديث: 2829] قال الإمام علي: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الدعاء في الاستسقاء: اللهم اسقنا غيثا مغيثا سريعا ممرعا عريضا واسعا غزيرا، ترد به النهيض، وتجبر به المريض (2).
[الحديث: 2830] قال الإمام علي: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الدعاء في الاستسقاء: اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الرحاب، وتملأ به الجباب، وتفجر به الأنهار، وتنبت به الأشجار، وترخص به الأسعار في جميع الأمصار، وتنعش به البهائم والخلق، وتنبت به الزرع، وتدر به الضرع، وتزيدنا به قوة إلى قوتنا، اللهم لا تجعل ظله سموما، ولا تجعل برده علينا حسوما، ولا تجعل صعقه علينا رجوما، ولا تجعل ماءه بيننا أجاجا، اللهم ارزقنا من بركات السماوات والأرض (3).
[الحديث: 2831] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه للاستسقاء: اللهم معتق الرقاب، ومنشئ السحاب، ومنزل القطر من السماء إلى الأرض بعد موتها، فالق الحب والنوى، ومخرج النبات، وجامع الشتات، اسقنا غيثا مغيثا، غدقا مغدودقا، هنيئا مريئا تنبت به الزرع، وتدر به الضرع، وتحيي به مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا، اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك وأحي بلادك الميتة (4).
[الحديث: 2832] قال الإمام الباقر: أتى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال له شيبة الهذيل، فقال: يا رسول الله، إني شيخٌ قد كبر سني وضعفت قوتي عن عمل كنت قد عودته نفسي
__________
(1) النوادر للراوندي: ص 162، الجعفريات: ص 49.
(2) النوادر للراوندي: ص 162، الجعفريات: ص 49.
(3) النوادر للراوندي: ص 162، الجعفريات: ص 49.
(4) البلد الأمين: ص 166، المصباح للكفعمي: ص 548.
معارج الذكر والدعاء (657)
من صلاة وصيام وحج وجهاد، فعلمني يا رسول الله كلاما ينفعني الله به، وخفف علي يا رسول الله، فقال: أعد، فأعاد ثلاث مرات، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما حولك شجرةٌ ولا مدرةٌ إلا وقد بكت من رحمتك، فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات: (سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم)؛ فإن الله يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم.. فقال: يا رسول الله، هذا للدنيا فما للآخرة؟ فقال: تقول في دبر كل صلاة: (اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك)، فقبض عليهن بيده ثم مضى، فقال رجلٌ لابن عباس: شد ما قبض عليها خالك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما أنه إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمدا، فتح الله له ثمانية أبواب من أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء (1).
[الحديث: 2833] قال الإمام الباقر: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني ذو عيال، وعلي دينٌ، وقد اشتدت حالي، فعلمني دعاء أدعو الله عز وجل به، ليرزقني ما أقضي به ديني، وأستعين به على عيالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عبد الله، توضأ وأسبغ وضوءك، ثم صل ركعتين تتم الركوع والسجود، ثم قل: يا ماجد، يا واحد، يا كريم يا دائم، أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، يا محمد يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي ورب كل شيء، أن تصلي على محمد وأهل بيته، وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك، وفتحا يسيرا ورزقا واسعا، ألم به شعثي، وأقضي به ديني، وأستعين به على عيالي (2).
[الحديث: 2834] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى ما بين الجمعتين خمسمئة ركعة، فله عند الله ما يتمنى من خير (3).
__________
(1) تهذيب الأحكام: 2/ 106، ثواب الأعمال: ص 191.
(2) الكافي: 2/ 552 و3/ 673.
(3) ثواب الأعمال: ص 68، المحاسن: 1/ 132.
معارج الذكر والدعاء (658)
[الحديث: 2835] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تنفل ما بين الجمعة إلى الجمعة خمسمئة ركعة، فله عند الله ما شاء، إلا أن يشاء محرما (1).
[الحديث: 2836] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما استخلف عبدٌ على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد سفرا، يقول: (اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وديني ودنياي وآخرتي وأمانتي وخواتيم عملي)، إلا أعطاه الله ما سأل (2).
[الحديث: 2837] عن ابن عباس، قال: أقبل علي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله شيئا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي والذي بعثني بالحق نبيا، ما عندي قليلٌ ولا كثيرٌ، ولكني أعلمك شيئا أتاني به جبريل خليلي فقال: يا محمد، هذه هديةٌ لك من عند الله عز وجل، وهي تسعة عشر حرفا، لا يدعو بهن ملهوفٌ ولا مكروبٌ ولا محزونٌ ولا مغمومٌ، ولا عند سرق ولا حرق، ولا يقولهن عبدٌ يخاف سلطانا إلافرج الله عنه.. قل: يا عماد من لا عماد له، ويا ذخر من لا ذخر له، ويا سند من لا سند له، ويا حرز من لا حرز له، ويا غياث من لا غياث له، ويا كريم العفو، ويا حسن البلاء، ويا عظيم الرجاء، ويا عون الضعفاء، ويا منقذ الغرقى، ويا منجي الهلكى، يا محسن يا مجمل، يا منعم يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد الليل ونور النهار وضوء القمر وشعاع الشمس ودوي الماء وحفيف الشجر، يا الله، يا الله، يا الله، أنت وحدك لا شريك لك.. ثم تقول: اللهم افعل بي كذا وكذا.. فإنك لا تقوم من مجلسك حتى يستجاب لك إن شاء الله (3).
[الحديث: 2838] قال الإمام السجاد: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أسألك العافية، وشكر العافية، وتمام العافية في الدنيا والآخرة (4).
__________
(1) الجعفريات: ص 35، الكافي: 3/ 688.
(2) الكافي: 3/ 680، تهذيب الأحكام: 3/ 310.
(3) الخصال: ص 510، البلد الأمين: ص 332.
(4) مكارم الأخلاق: 2/ 157.
معارج الذكر والدعاء (659)
[الحديث: 2839] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد يخاف زوال نعمة أو فجاءة نقمة أو تغير عافية ويقول: (يا حي يا قيوم، يا واحد يا مجيد، يا بر يا كريم، يا رحيم يا غني، تمم علينا نعمتك، وهب لنا كرامتك، وألبسنا عافيتك) إلاأعطاه الله تعالى خير الدنيا والآخرة (1).
[الحديث: 2840] قال الإمام الصادق: حم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتاه جبريل فعوذه، فقال: باسم الله أرقيك يا محمد، وباسم الله أشفيك، وباسم الله من كل داء يعييك، باسم الله والله شافيك، باسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم فلا اقسم بمواقع النجوم، لتبرأن بإذن الله (2).
[الحديث: 2841] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، رقى يستشفى بها هل ترد من قدر الله؟ فقال: إنها من قدر الله (3).
[الحديث: 2842] قال الإمام علي: دعاني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أرمد، فتفل في عيني، وشد العمامة على رأسي، وقال: (اللهم، أذهب عنه الحر والبرد)، فما وجدت بعدها حرا ولا بردا (4).
[الحديث: 2843] عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: أبطأ رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه، ثم أتاه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أبطأ بك عنا؟ فقال: السقم والفقر، فقال له: أفلا أعلمك دعاء يذهب الله عنك بالسقم والفقر؟ قال: بلى يا رسول الله، فقال: قل: لا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ
__________
(1) بحار الأنوار: 95/ 194 عن خط الشهيد الأول.
(2) الكافي: 8/ 109، قرب الإسناد: ص 42.
(3) قرب الإسناد: ص 95، التوحيد: ص 382.
(4) الأمالي للمفيد: ص 318، الأمالي للطوسي: ص 89.
معارج الذكر والدعاء (660)
صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريكٌ في الملك، ولم يكن له وليٌ من الذل وكبره تكبيرا.. فما لبث أن عاد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، قد أذهب الله عني السقم والفقر (1).
[الحديث: 2844] قال الإمام علي: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رجل من الأنصار مريض يعوده، فقال: يا رسول الله، ادع الله لي، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قل: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، وأسأل الله الكبير.. فقالها ثلاث مرات، فقام كأنما نشط من عقال (2).
[الحديث: 2845] عن ابن عباس، قال: كنت عند علي بن أبي طالب جالسا، فدخل عليه رجلٌ متغير اللون، فقال: يا أمير المؤمنين، إني رجلٌ مسقامٌ كثير الأوجاع، فعلمني دعاء أستعين به على ذلك، فقال: اعلمك دعاء علمه جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرض الحسن والحسين، وهو هذا الدعاء: إلهي كلما أنعمت علي بنعمة قل لك عندها شكري، وكلما ابتليتني ببلية قل لك عندها صبري، فيا من قل شكري عند نعمه فلم يحرمني، ويا من قل صبري عند بلائه فلم يخذلني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني، ويا من رآني على الخطايا فلم يعاقبني عليها، صل على محمد وآل محمد واغفر لي ذنبي، واشفني من مرضي، إنك على كل شي ء قديرٌ (3).
[الحديث: 2846] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تدعو للمريض فتقول: اللهم اشفه بشفائك، وداوه بدوائك، وعافه من بلائك (4).
[الحديث: 2847] قال الإمام الصادق: حم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتاه جبريل عليه السلام فعوذه، فقال: بسم الله أرقيك يا محمد، وبسم الله أشفيك، وبسم الله من كل داء
__________
(1) الكافي: 2/ 551، الأمالي للمفيد: ص 229.
(2) مسند زيد: ص 181.
(3) مهج الدعوات: ص 8، المصباح للكفعمي: ص 201.
(4) الدعوات: ص 228.
معارج الذكر والدعاء (661)
يعييك، بسم الله والله شافيك، بسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة: 75] لتبرأن بإذن الله (1).
[الحديث: 2848] قال الإمام الباقر: مرض الإمام علي، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: قل: اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبرا على بليتك، وخروجا إلى رحمتك (2).
[الحديث:] قال الإمام علي: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دينا كان علي فقال: يا علي، قل: اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، فلو كان عليك مثل صبير دينا قضاه الله عنك (3).
[الحديث: 2849] قال الإمام الصادق: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ فقال: يا نبي الله، الغالب علي الدين ووسوسة الصدر، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قل: توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريكٌ في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.. فصبر الرجل ما شاء الله، ثم مر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهتف به، فقال: ما صنعت؟ فقال: أدمنت ما قلت لي يا رسول الله فقضى الله ديني، وأذهب وسوسة صدري (4).
[الحديث: 2850] قال الإمام الباقر: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني ذو عيال وعلي دينٌ وقد اشتدت حالي، فعلمني دعاء أدعو الله عز وجل به ليرزقني ما أقضي به ديني، وأستعين به على عيالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عبد الله، توضأ وأسبغ وضوءك، ثم صل ركعتين تتم الركوع والسجود، ثم قل: يا ماجد يا واحد، يا كريم يا دائم، أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى الله ربك
__________
(1) الكافي: 8/ 109، قرب الإسناد: ص 42.
(2) الكافي: 2/ 567، مسند زيد: ص 181.
(3) الأمالي للطوسي: ص 431، الأمالي للصدوق: ص 472.
(4) الكافي: 2/ 554.
معارج الذكر والدعاء (662)
وربي ورب كل شي ء، أن تصلي على محمد وأهل بيته، وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك، وفتحا يسيرا ورزقا واسعا، ألم به شعثي، وأقضي به ديني، وأستعين به على عيالي (1).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 2851] قال الإمام علي: إن الحذر لا يرد القضاء، ولكن الدعاء يرد القضاء، قال الله تعالى: ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس: 98] (2).
[الحديث: 2852] قال الإمام علي: ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة إلى أسفلها، ومن ركض البراذين (3).
[الحديث: 2853] قال الإمام علي: إن لله سبحانه سطوات ونقمات، فإذا نزلت بكم فادفعوها بالدعاء؛ فإنه لا يدفع البلاء إلا الدعاء (4).
[الحديث: 2854] قال الإمام علي: من سره أن يكشف عنه البلاء، فليكثر من الدعاء (5).
[الحديث: 2855] قال الإمام علي: ما زالت نعمةٌ ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا، إن الله ليس بظلام للعبيد، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لم تزل، ولو
__________
(1) الكافي: 2/ 552 و3/ 473.
(2) كنز العمال: 2/ 612 عن ابن أبي حاتم واللالكائي.
(3) الخصال: ص 621.
(4) غرر الحكم: ح 3512، عيون الحكم والمواعظ: ص 161.
(5) إرشاد القلوب: ص 169.
معارج الذكر والدعاء (663)
أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عز وجل بصدق من نياتهم، ولم يهنوا ولم يسرفوا، لأصلح الله لهم كل فاسد، ولرد عليهم كل صالح (1).
[الحديث: 2856] قال الإمام علي: بالدعاء تصرف البلية (2).
[الحديث: 2857] قال الإمام علي: بالدعاء يستدفع البلاء (3).
[الحديث: 2858] قال الإمام علي في دعائه إذا حزنه أمرٌ: يا نور يا قدوس، يا حي يا الله، يا رحمن، اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تغير النعم، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم، واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء، واغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء (4).
[الحديث: 2859] قال الإمام علي في دعائه: يا عدتي عند كربتي، يا غياثي عند شدتي، ويا وليي في نعمتي، ومنجحي في حاجتي، يا مفزعي في ورطتي، يا منقذي من هلكتي، يا كالئي في وحدتي، اغفر لي خطيئتي، ويسر لي أمري، واجمع لي شملي، وأنجح لي طلبتي، وأصلح لي شأني، واكفني ما أهمني، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، ولا تفرق بيني وبين العافية أبدا ما أبقيتني، وفي الآخرة إذا توفيتني، برحمتك يا أرحم الراحمين (5).
__________
(1) الخصال: ص 626.
(2) كشف الغمة: 3/ 136.
(3) غرر الحكم: ح 6260، عيون الحكم والمواعظ: ص 187.
(4) الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا: ص 47.
(5) مهج الدعوات: ص 145، مصباح المتهجد: ص 422.
معارج الذكر والدعاء (664)
[الحديث: 2860] عن عدي بن حاتم، قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فوجدته قائما يصلي متغيرا لونه، فلم أر مصليا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتم ركوعا ولا سجودا منه، فسعيت نحوه، فلما سمع بحسي أشار بيده، فوقفت حتى صلى ركعتين أوجزهما وأكملهما ثم سلم، ثم سجد سجدة أطالها، فقلت في نفسي: نام والله، فرفع رأسه، ثم قال: لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، يا معز المؤمنين بسلطانه، يا مذل الجبارين بعظمته، أنت كهفي حين تعييني المذاهب عند حلول النوائب، فتضيق علي الأرض برحبها، أنت خلقتني يا سيدي رحمة منك لي، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين، وأنت مؤيدي بالنصر من أعدائي، ولولا نصرك لكنت من المغلوبين، يا منشئ البركات من مواضعها، ومرسل الرحمة من معادنها، ويا من خص نفسه بالعز والرفعة فأولياؤه بعزه يعتزون، ويا من وضع له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون، أسألك بكبريائك التي شققتها من عظمتك، وبعظمتك التي استويت بها على عرشك، وعلوت بها على خلقك، وكلهم خاضعٌ ذليلٌ لعزتك، صل على محمد وآله وافعل بي أولى الأمرين، تباركت يا أرحم الراحمين.. ثم التفت إلي أمير المؤمنين بكله فقال: يا عدي، أسمعت ما قلت أنا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما دعا به مكروبٌ، ولا توسل إلى الله به مكروبٌ ولا مسلوبٌ، إلانفس الله خناقه، وحل وثاقه، وفرج همه، ويسر غمه، وحقيقٌ على من بلغه أن يتحفظه.. فما تركت الدعاء منذ سمعته عن أمير المؤمنين حتى الآن (1).
__________
(1) بحار الأنوار: 86/ 225 عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (665)
[الحديث: 2861] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم اسقنا ذلل السحاب دون صعابها (1).
[الحديث: 2862] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم انشر علينا رحمتك بالغيث العميق، والسحاب الفتيق، ومن على عبادك ببلوغ الثمرة، وأحي بلادك ببلوغ الزهرة، وأشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعا دائما غزره، واسعا دره، وابلا سريعا وحيا، تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات، وتخرج به ما هو آت، وتوسع لنا به في الأقوات، سحابا متراكما، هنيئا مريئا، طبقا مجللا، غير مضر ودقه، ولا خلب برقه (2).
[الحديث: 2863] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم اسقنا غيثا مريعا، ممرعا عريضا، واسعا غزيرا، ترد به النهيض، وتجبر به المهيض (3).
[الحديث: 2864] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الرضاب، وتملأ به الحباب، وتفجر منه الأنهار، وتنبت به الأشجار، وترخص به الأسعار في جميع الأمصار، وتنعش به البهائم والخلق، وتنبت به الزرع، وتدر به الضرع، وتزيدنا به قوة إلى قوتنا (4).
[الحديث: 2865] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم لا تجعل ظله علينا سموما، ولا تجعل برده علينا حسوما، ولا تجعل ضره علينا رجوما، ولا ماءه علينا أجاجا، اللهم ارزقنا من بركات السماوات والأرض (5).
__________
(1) نهج البلاغة: الحكمة 472.
(2) الجعفريات: ص 49.
(3) الجعفريات: ص 49.
(4) الجعفريات: ص 49.
(5) الجعفريات: ص 49.
معارج الذكر والدعاء (666)
[الحديث: 2866] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم خرجنا إليك حين فاجأتنا المضايق الوعرة، وألجأتنا المحابس العسرة، وعضتنا علائق الشين، وتأثلت علينا لواحق المين، واعتكرت علينا حدابير السنين، وأخلقتنا مخايل الجود، واستظمأنا لصوارخ القود، فكنت رجاء المبتئس، والثقة للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السوام، يا حي يا قيوم عدد الشجر والنجوم، والملائكة الصفوف، والعنان المكفوف، وأن لا تردنا خائبين، ولا تؤاخذنا بأعمالنا، ولا تحاصنا بذنوبنا، وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنساق، والنبات المونق، وامنن على عبادك بتنويع الثمرة، وأحي بلادك ببلوغ الزهرة، وأشهد ملائكتك الكرام السفرة، سقيا منك نافعة دائمة غزرها، واسعا درها، سحابا وابلا سريعا عاجلا، تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات، وتخرج به ما هو آت (1).
[الحديث: 2867] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم اسقنا غيثا ممرعا، طبقا مجلجلا، متتابعا خفوقه، منبجسة بروقه، مرتجسة هموعه، وسيبه مستدرٌ، وصوبه مستبطرٌ، لا تجعل ظله علينا سموما، وبرده علينا حسوما، وضوءه علينا رجوما، وماءه أجاجا، ونباته رمادا رمددا (2).
[الحديث: 2868] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم إنا نعوذ بك من الشرك وهواديه، والظلم ودواهيه، والفقر ودواعيه، يا معطي الخيرات من أماثلها، ومرسل البركات من معادنها، منك الغيث المغيث، وأنت الغياث المستغاث، ونحن الخاطئون وأهل الذنوب، وأنت الغفار، نستغفرك للجهالات من ذنوبنا، ونتوب إليك من عوام خطايانا (3).
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 151.
(2) تهذيب الأحكام: 3/ 151.
(3) تهذيب الأحكام: 3/ 151.
معارج الذكر والدعاء (667)
[الحديث: 2869] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم أرسل علينا ديمة مدرارا، واسقنا الغيث واكفا مغزارا، غيثا واسعا، وبركة من الوابل نافعة، تدافع الودق بالودق دفاعا، ويتلو القطر منه القطر، غير خلب برقه، ولا مكذب رعده، ولا عاصفة جنائبه، بل ريا يغص بالري ربابه، وفاض فانصاع به سحابه، وجرى آثار هيدبه جنابه، سقيا منك محيية مروية، محفلة مفضلة، زاكيا نبتها، ناميا زرعها، ناضرا عودها، ممرعة آثارها، جارية بالخصب والخير على أهلها، تنعش بها الضعيف من عبادك، وتحيي بها الميت من بلادك، وتنعم بها المبسوط من رزقك، وتخرج بها المخزون من رحمتك، وتعم بها من نأى من خلقك، حتى يخصب لإمراعها المجدبون، ويحيا ببركتها المسنتون، وتترع بالقيعان غدرانها، وتورق ذرى الآكام زهراتها، ويدهام بذرى الآكام شجرها، وتستحق بعد اليأس شكرا منة من مننك مجللة، ونعمة من نعمك مفضلة، على بريتك المؤملة، وبلادك المغربة، وبهائمك المعملة، ووحشك المهملة (1).
[الحديث: 2870] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم منك ارتجاؤنا، وإليك مآبنا، فلا تحبسه عنا لتبطنك سرائرنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا، وتنشر رحمتك، وأنت الولي الحميد (2).
[الحديث: 2871] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: إلهي وسيدي صاخت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا، وقنط ناسٌ منا أو من قنط منهم، وتاهت البهائم، وتحيرت في مراتعها، وعجت عجيج الثكلى على أولادها، وملت الدوران في مراتعها حين حبست عنها قطر السماء، فرق لذلك عظمها، وذهب لحمها، وذاب شحمها، وانقطع
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 151.
(2) تهذيب الأحكام: 3/ 151.
معارج الذكر والدعاء (668)
درها، اللهم ارحم أنين الآ نة، وحنين الحانة، ارحم تحيرها في مراتعها، وأنينها في مرابضها (1).
[الحديث: 2872] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم قد انصاحت جبالنا، واغبرت أرضنا، وهامت دوابنا، وتحيرت في مرابضها، وعجت عجيج الثكالى على أولادها، وملت التردد في مراتعها، والحنين إلى مواردها، اللهم فارحم أنين الآ نة، وحنين الحانة، اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها، وأنينها في موالجها (2).
[الحديث: 2873] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين، وأخلفتنا مخايل الجود، فكنت الرجاء للمبتئس، والبلاغ للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السوام، ألا تؤاخذنا بأعمالنا، ولا تأخذنا بذنوبنا، وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق، والربيع المغدق، والنبات المونق، سحا وابلا تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات (3).
[الحديث: 2874] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم سقيا منك محيية مروية، تامة عامة، طيبة مباركة، هنيئة مريعة، زاكيا نبتها، ثامرا فرعها، ناضرا ورقها، تنعش بها الضعيف من عبادك، وتحيي بها الميت من بلادك (4).
[الحديث: 2875] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم سقيا منك تعشب بها نجادنا، وتجري بها وهادنا، ويخصب بها جنابنا، وتقبل بها ثمارنا، وتعيش بها مواشينا، وتندى بها أقاصينا، وتستعين بها ضواحينا من بركاتك الواسعة، وعطاياك الجزيلة على بريتك المرملة، ووحشك المهملة، وأنزل علينا سماء مخضلة، مدرارا هاطلة، يدافع الودق
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 151.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 115.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 115.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 115.
معارج الذكر والدعاء (669)
منها الودق، ويحفز القطر منها القطر، غير خلب برقها، ولا جهام عارضها، ولا قزع ربابها، ولا شفان ذهابها، حتى يخصب لإمراعها المجدبون، ويحيى ببركتها المسنتون، فإنك تنزل الغيث من بعدما قنطوا، وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد (1).
[الحديث: 2876] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم إنا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان، وبعد عجيج البهائم والولدان، راغبين في رحمتك، وراجين فضل نعمتك، وخائفين من عذابك ونقمتك (2).
[الحديث: 2877] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم اسقنا غيثك، ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 2878] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم إنا خرجنا إليك نشكو إليك ما لا يخفى عليك حين ألجأتنا المضائق الوعرة، وأجاءتنا المقاحط المجدبة، وأعيتنا المطالب المتعسرة، وتلاحمت علينا الفتن المستصعبة (4).
[الحديث: 2879] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم إنا نسألك أن لا تردنا خائبين ولا تقلبنا واجمين، ولا تخاطبنا بذنوبنا، ولا تقايسنا بأعمالنا (5).
[الحديث: 2880] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: اللهم انشر علينا غيثك وبركتك، ورزقك ورحمتك، واسقنا سقيا ناقعة، مروية معشبة، تنبت بها ما قد فات، وتحيي
__________
(1) نهج البلاغة: الخطبة 115.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 143.
معارج الذكر والدعاء (670)
بها ما قد مات، نافعة الحيا، كثيرة المجتنى، تروي بها القيعان، وتسيل البطنان، وتستورق الأشجار، وترخص الأسعار، إنك على ما تشاء قديرٌ (1).
[الحديث: 2881] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: يا مغيثنا ومعيننا على ديننا ودنيانا، بالذي تنشر علينا من الرزق، نزل بنا نبأٌ عظيمٌ، لا يقدر على تفريجه غير منزله، عجل على العباد فرجه، فقد أشرفت الأبدان على الهلاك، فإذا هلكت الأبدان هلك الدين، يا ديان العباد، ومقدر أمورهم بمقادير أرزاقهم، لا تحل بيننا وبين رزقك، وهبنا ما أصبحنا فيه من كرامتك معترفين، قد أصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا، ارحمنا بمن جعلته أهلا باستجابة دعائه حين نسألك (2).
[الحديث: 2882] قال الإمام علي في دعائه للاستسقاء: يا رحيم، لا تحبس عنا ما في السماء، وانشر علينا كنفك، وعد علينا رحمتك، وابسط علينا كنفك، وعد علينا بقبولك، واسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، ولا تؤاخذنا بما فعل المبطلون، وعافنا يا رب من النقمة في الدين، وشماتة القوم الكافرين، يا ذا النفع والنصر، إنك إن أجبتنا فبجودك وكرمك، ولإتمام ما بنا من نعمائك، وإن رددتنا فبلا ذنب منك لنا، ولكن بجنايتنا على أنفسنا، فاعف عنا قبل أن تصرفنا، وأقلنا واقلبنا بإنجاح الحاجة، يا الله (3).
[الحديث: 2883] قال الإمام السجاد: اجتمع عند الإمام علي قومٌ، فشكوا إليه قلة المطر، وقالوا: يا أبا الحسن، ادع لنا بدعوات في الاستسقاء، فدعا الحسن والحسين، ثم قال للحسن: ادع لنا بدعوات في الاستسقاء، فقال: اللهم هيج لنا السحاب، بفتح الأبواب، بماء عباب، ورباب بانصباب وانسكاب، يا وهاب، اسقنا مغدقة مطبقة مونقة، فتح
__________
(1) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(2) فقه الرضا: 154.
(3) فقه الرضا: 154.
معارج الذكر والدعاء (671)
إغلاقها، ويسر إطباقها، وسهل إطلاقها، وعجل سياقها بالأندية في بطون الأودية بصوب الماء، يا فعال، اسقنا مطرا قطرا طلا مطلا، مطبقا طبقا، عاما معما، دهما بهما رحما، رشا مرشا، واسعا كافيا، عاجلا طيبا مريئا مباركا، سلاطحا بلاطحا يناطح الأباطح، مغدودقا مطبوبقا مغرورقا، اسق سهلنا وجبلنا، وبدونا وحضرنا، حتى ترخص به أسعارنا، وتبارك لنا في صاعنا ومدنا، أرنا الرزق موجودا والغلاء مفقودا، آمين رب العالمين.. ثم قال للحسين: ادع، فقال الحسين: اللهم يا معطي الخيرات من مناهلها، ومنزل الرحمات من معادنها، ومجري البركات على أهلها، منك الغيث المغيث، وأنت الغياث المستغاث، ونحن الخاطئون وأهل الذنوب، وأنت المستغفر الغفار، لا إله إلا أنت، اللهم أرسل السماء علينا لحينها مدرارا، واسقنا الغيث واكفا مغزارا، غيثا مغيثا، واسعا متسعا، مهطلا مريئا ممرعا، غدقا مغدقا عبابا، مجلجلا سحا سحساحا، ثجا ثجاجا، سائلا مسيلا، عاما ودقا مطفاحا، يدفع الودق بالودق دفاعا، ويتلو القطر منه قطرا، غير خلب برقه، ولا مكذب وعده، تنعش به الضعيف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك، وتونق به ذرى الآكام من بلادك، وتسخو به علينا من مننك، آمين رب العالمين.. فما فرغا من دعائهما حتى صب الله تبارك وتعالى عليهم السماء صبا.. فقيل لسلمان، يا أبا عبد الله، أعلما هذا الدعاء؟ قال: ويحكم، أين أنتم عن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: إن الله قد أجرى على ألسن أهل بيتي مصابيح الحكمة؟ (1).
__________
(1) قرب الإسناد: ص 157.
معارج الذكر والدعاء (672)
[الحديث: 2884] قال الإمام علي: إلهي، لا سبيل إلى الاحتراس من الذنب إلابعصمتك، ولا وصول إلى عمل الخيرات إلا بمشيئتك، فكيف لي بإفادة ما أسلفتني فيه مشيئتك؟ وكيف لي بالاحتراس من الذنب ما لم تدركني فيه عصمتك؟ (1).
[الحديث: 2885] قال الإمام علي: اللهم إن الآمال منوطةٌ بكرمك فلا تقطع علائقها بسخطك، اللهم إني أبرأ من الحول والقوة إلابك، وأدرأ بنفسي عن التوكل على غيرك (2).
[الحديث: 2886] قال الإمام الصادق: كان عليٌ إذا هاله شيءٌ فزع إلى الصلاة، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45] (3).
[الحديث: 2887] قال الإمام علي في دعائه: نحمد الله على ما كان، ونستعينه من أمرنا على ما يكون، ونسأله المعافاة في الأديان، كما نسأله المعافاة في الأبدان (4).
[الحديث: 2888] قال الإمام علي: (باسم الله) شفاءٌ من كل داء، وعونٌ لكل دواء (5).
[الحديث: 2889] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إن ابتليتني فصبرني، والعافية أحب إلي (6).
[الحديث: 2890] قال الإمام الصادق: خرج الإمام الحسن في بعض عمره، ومعه رجلٌ من ولد الزبير، فنزلوا في منهل من تلك المناهل، تحت نخل يابس، قد يبس من
__________
(1) المصباح للكفعمي: ص 492، البلد الأمين: ص 315.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20/ 348.
(3) الكافي: 3/ 680.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 99.
(5) نزهة الناظر: ص 42، إرشاد القلوب: ص 366؛ تفسير القرطبي: 1/ 107.
(6) الإقبال: 1/ 318.
معارج الذكر والدعاء (673)
العطش، ففرش للحسن تحت نخلة وفرش للزبيري بحذاه تحت نخلة أخرى، فقال الزبيري ـ ورفع رأسه ـ: لو كان في هذا النخل رطبٌ لأكلنا منه، فقال له الحسن: وإنك لتشتهي الرطب؟ فقال الزبيري: نعم، فرفع يده إلى السماء، فدعا، فاخضرت النخلة، ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا، فقال الجمال الذي اكتروا منه: سحرٌ والله! فقال الحسن: ويلك! ليس بسحر، ولكن دعوة ابن نبي مستجابةٌ، فصعدوا إلى النخلة، فصرموا ما كان فيه، فكفاهم (1).
[الحديث: 2891] قال الإمام السجاد: لما صبحت الخيل الإمام الحسين رفع يديه، وقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقةٌ وعدةٌ، كم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته، وأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة (2).
[الحديث: 2892] قال الإمام السجاد: جاء أهل الكوفة إلى الإمام علي فشكوا إليه إمساك المطر، وقالوا له: استسق لنا، فقال للحسين: قم واستسق، فقام، وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: اللهم معطي الخيرات ومنزل البركات، أرسل السماء علينا مدرارا، واسقنا غيثا مغزارا، واسعا غدقا مجللا، سحا سفوحا فجاجا، تنفس به الضعف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك، آمين رب العالمين.. فما فرغ من دعائه حتى غاث الله
__________
(1) الكافي: 1/ 662، بصائر الدرجات: ص 256.
(2) الإرشاد: 2/ 96، بحار الأنوار: 45/ 4؛ تاريخ الطبري: 5/ 423.
معارج الذكر والدعاء (674)
تعالى غيثا بغتة، وأقبل أعرابيٌ من بعض نواحي الكوفة، فقال: تركت الأودية والآكام يموج بعضها في بعض (1).
[الحديث: 2893] قال الإمام الحسين في دعائه إذا استسقى: اللهم اسقنا سقيا واسعة وادعة عامة، نافعة غير ضارة، تعم بها حاضرنا وبادينا، وتزيد بها في رزقنا وشكرنا، اللهم اجعله رزق إيمان، وعطاء إيمان، إن عطاءك لم يكن محظورا، اللهم أنزل علينا في أرضنا سكنها، وأنبت فيها زينتها ومرعاها (2).
[الحديث: 2894] قال الإمام السجاد: إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة، وإن الدعاء ليرد البلاء وقد أبرم إبراما (3).
[الحديث: 2895] قال الإمام السجاد لابنه: يا بني من أصابه منكم مصيبةٌ أو نزلت به نازلةٌ، فليتوضأ وليسبغ الوضوء، ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات، ثم يقول في آخرهن: يا موضع كل شكوى، ويا سامع كل نجوى، وشاهد كل ملإ، وعالم كل خفية، ويا دافع ما يشاء من بلية، ويا خليل إبراهيم، ويا نجي موسى، ويا مصطفي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وقلت حيلته، وضعفت قوته، دعاء الغريق الغريب المضطر، الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلاأنت، يا أرحم الراحمين.. فإنه لا يدعو به أحدٌ إلاكشف الله عنه إن شاء الله (4).
[الحديث: 2896] كان الإمام السجاد إذا حزنه أمرٌ لبس ثوبين من أغلظ ثيابه وأخشنها، ثم ركع في آخر الليل ركعتين، حتى إذا كان في آخر سجدة من سجوده، سبح الله
__________
(1) بحار الأنوار: 44/ 187 عن عيون المعجزات للمرتضى.
(2) عيون الأخبار لابن قتيبة: 2/ 278.
(3) الكافي: 2/ 669.
(4) الكافي: 2/ 561، كشف الغمة: 2/ 180.
معارج الذكر والدعاء (675)
مئة تسبيحة، وحمد الله مئة مرة، وهلل الله مئة مرة، وكبر الله مئة مرة، ثم يعترف بذنوبه كلها، ما عرف منها أقر له تبارك وتعالى به في سجوده، وما لم يذكر منها اعترف به جملة، ثم يدعو الله عز وجل ويفضي بركبتيه إلى الأرض (1).
[الحديث: 2897] روي أن الإمام السجاد كان إذا أحزنه أمرٌ لبس أنظف ثيابه، وأسبغ الوضوء، وصعد أعلى سطحه، فصلى أربع ركعات يقرأ في الاولى (الحمد) و(إذا زلزلت)، وفي الثانية (الحمد) و(إذا جاء نصر الله)، وفي الثالثة (الحمد) و(قل يا أيها الكافرون)، وفي الرابعة (الحمد) و(قل هو الله أحدٌ)، ثم يرفع يديه إلى السماء، ويقول: اللهم إني أسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على أبواب السماء للفتح انفتحت، وإذا دعيت بها على مضايق الأرضين للفرج انفرجت، وأسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على أبواب العسر لليسر تيسرت، وأسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على القبور تنشرت، صل على محمد وآل محمد واقلبني بقضاء حاجتي (2).
[الحديث: 2898] روي أن السجاد مر برجل وهو قاعدٌ على باب رجل، فقال له: ما يقعدك على باب هذا المترف الجبار؟ فقال: البلاء، قال: قم أرشدك إلى باب خير من بابه، وإلى رب خير لك منه، فأخذ بيده حتى انتهى به إلى المسجد ـ مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثم قال: استقبل القبلة وصل ركعتين، ثم ارفع يديك إلى الله عز وجل، فأثن على الله، وصل على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم ادع بآخر الحشر، وست آيات من أول الحديد، وبالآيتين اللتين في آل عمران (3)، ثم سل الله سبحانه؛ فإنك لا تسأل شيئا إلا أعطاك (4).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 558، الدعوات: ص 130.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 132.
(3) قال الراوندي: لعل المراد بالآيتين آية الملك (قل اللهم ملك الملك) ويحتمل أن يكون المراد هي وآية (شهد الله) (بحار الأنوار: 91/ 375).
(4) الدعوات: ص 55.
معارج الذكر والدعاء (676)
[الحديث: 2899] قال الإمام السجاد في دعائه إذا عرضت له مهمةٌ أو نزلت به ملمةٌ وعند الكرب: يا من تحل به عقد المكاره، ويا من يفثأ به حد الشدائد، ويا من يلتمس منه المخرج إلى روح الفرج، ذلت لقدرتك الصعاب، وتسببت بلطفك الأسباب، وجرى بقدرتك القضاء، ومضت على إرادتك الأشياء، فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرةٌ، وبإرادتك دون نهيك منزجرةٌ.. أنت المدعو للمهمات، وأنت المفزع في الملمات، لا يندفع منها إلاما دفعت، ولا ينكشف منها إلاما كشفت، وقد نزل بي يا رب ما قد تكأدني ثقله، وألم بي ما قد بهظني حمله، وبقدرتك أوردته علي، وبسلطانك وجهته إلي، فلا مصدر لما أوردت، ولا صارف لما وجهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا مغلق لما فتحت، ولا ميسر لما عسرت، ولا ناصر لمن خذلت، فصل على محمد وآله، وافتح لي يا رب باب الفرج بطولك، واكسر عني سلطان الهم بحولك، وأنلني حسن النظر فيما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك رحمة وفرجا هنيئا، واجعل لي من عندك مخرجا وحيا، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك واستعمال سنتك، فقد ضقت لما نزل بي يا رب ذرعا، وامتلأت بحمل ما حدث علي هما، وأنت القادر على كشف ما منيت به، ودفع ما وقعت فيه، فافعل بي ذلك، وإن لم أستوجبه منك يا ذا العرش العظيم (1).
[الحديث: 2900] قال الإمام السجاد في دعائه إذا أحزنه أمرٌ وأهمته الخطايا: اللهم يا كافي الفرد الضعيف، وواقي الأمر المخوف، أفردتني الخطايا فلا صاحب معي، وضعفت عن غضبك فلا مؤيد لي، وأشرفت على خوف لقائك فلا مسكن لروعتي، ومن يؤمنني منك وأنت أخفتني، ومن يساعدني وأنت أفردتني، ومن يقويني وأنت أضعفتني؟.. لا يجير
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 43.
معارج الذكر والدعاء (677)
يا إلهي إلاربٌ على مربوب، ولا يؤمن إلاغالبٌ على مغلوب، ولا يعين إلا طالبٌ على مطلوب، وبيدك يا إلهي جميع ذلك السبب، وإليك المفر والمهرب، فصل على محمد وآله، وأجر هربي وأنجح مطلبي (1).
[الحديث: 2901] قال الإمام السجاد في دعائه إذا أحزنه أمرٌ وأهمته الخطايا: اللهم إنك إن صرفت عني وجهك الكريم، أو منعتني فضلك الجسيم، أو حظرت علي رزقك، أو قطعت عني سببك، لم أجد السبيل إلى شي ء من أملي غيرك، ولم أقدر على ما عندك بمعونة سواك، فإني عبدك وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، لا أمر لي مع أمرك، ماض في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، ولا قوة لي على الخروج من سلطانك، ولا أستطيع مجاوزة قدرتك، ولا أستميل هواك، ولا أبلغ رضاك، ولا أنال ما عندك إلا بطاعتك وبفضل رحمتك (2).
[الحديث: 2902] قال الإمام السجاد في دعائه إذا أحزنه أمرٌ وأهمته الخطايا: إلهي أصبحت وأمسيت عبدا داخرا لك، لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلابك، أشهد بذلك على نفسي، وأعترف بضعف قوتي، وقلة حيلتي، فأنجز لي ما وعدتني، وتمم لي ما آتيتني، فإني عبدك المسكين المستكين الضعيف الضرير، الحقير، المهين الفقير، الخائف المستجير (3).
[الحديث: 2903] قال الإمام السجاد في دعائه إذا أحزنه أمرٌ وأهمته الخطايا: اللهم لا تجعلني ناسيا لذكرك فيما أوليتني، ولا غافلا لإحسانك فيما أبليتني، ولا آيسا من إجابتك لي وإن أبطأت عني، في سراء كنت أو ضراء أو شدة أو رخاء، أو عافية أو بلاء، أو بؤس أو نعماء، أو جدة أو لأواء، أو فقر أو غنى (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 89.
(2) الصحيفة السجادية: ص 89.
(3) الصحيفة السجادية: ص 89.
(4) الصحيفة السجادية: ص 89.
معارج الذكر والدعاء (678)
[الحديث: 2904] قال الإمام السجاد في دعائه إذا أحزنه أمرٌ وأهمته الخطايا: اللهم صل على محمد وآله، واجعل ثنائي عليك، ومدحي إياك، وحمدي لك في كل حالاتي، حتى لا أفرح بما آتيتني من الدنيا، ولا أحزن على ما منعتني فيها، وأشعر قلبي تقواك، واستعمل بدني فيما تقبله مني، واشغل بطاعتك نفسي عن كل ما يرد علي، حتى لا أحب شيئا من سخطك، ولا أسخط شيئا من رضاك (1).
[الحديث: 2905] قال الإمام السجاد في دعائه إذا أحزنه أمرٌ وأهمته الخطايا: اللهم فرغ قلبي لمحبتك، واشغله بذكرك، وانعشه بخوفك وبالوجل منك، وقوه بالرغبة إليك، وأمله إلى طاعتك، وأجر به في أحب السبل إليك، وذلله بالرغبة فيما عندك أيام حياتي كلها، واجعل تقواك من الدنيا زادي، وإلى رحمتك رحلتي، وفي مرضاتك مدخلي، واجعل في جنتك مثواي، وهب لي قوة أحتمل بها جميع مرضاتك، واجعل فراري إليك، ورغبتي فيما عندك، وألبس قلبي الوحشة من شرار خلقك، وهب لي الأنس بك وبأوليائك وأهل طاعتك، ولا تجعل لفاجر ولا كافر علي منة، ولا له عندي يدا، ولا بي إليهم حاجة، بل اجعل سكون قلبي، وأنس نفسي، واستغنائي وكفايتي بك وبخيار خلقك.. اللهم صل على محمد وآله، واجعلني لهم قرينا، واجعلني لهم نصيرا، وامنن علي بشوق إليك، وبالعمل لك بما تحب وترضى، إنك على كل شي ء قديرٌ، وذلك عليك يسيرٌ (2).
[الحديث: 2906] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم إنك كلفتني من نفسي ما أنت أملك به مني، وقدرتك عليه وعلي أغلب من قدرتي، فأعطني من نفسي ما يرضيك عني، وخذ لنفسك رضاها من نفسي في عافية (3).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 89.
(2) الصحيفة السجادية: ص 89.
(3) الصحيفة السجادية: ص 93.
معارج الذكر والدعاء (679)
[الحديث: 2907] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم لا طاقة لي بالجهد، ولا صبر لي على البلاء، ولا قوة لي على الفقر، فلا تحظر علي رزقي، ولا تكلني إلى خلقك، بل تفرد بحاجتي، وتول كفايتي، وانظر إلي، وانظر لي في جميع أموري، فإنك إن وكلتني إلى نفسي عجزت عنها ولم أقم ما فيه مصلحتها، وإن وكلتني إلى خلقك تجهموني، وإن ألجأتني إلى قرابتي حرموني، وإن أعطوا أعطوا قليلا نكدا ومنوا علي طويلا، وذموا كثيرا، فبفضلك اللهم فأغنني، وبعظمتك فانعشني، وبسعتك فابسط يدي، وبما عندك فاكفني (1).
[الحديث: 2908] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم خلصني من الحسد، واحصرني عن الذنوب، وورعني عن المحارم، ولا تجرئني على المعاصي، واجعل هواي عندك، ورضاي فيما يرد علي منك، وبارك لي فيما رزقتني وفيما خولتني، وفيما أنعمت به علي، واجعلني في كل حالاتي محفوظا، مكلوءا مستورا ممنوعا معاذا مجارا (2).
[الحديث: 2909] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم اقض عني كل ما ألزمتنيه، وفرضته علي لك في وجه من وجوه طاعتك، أو لخلق من خلقك وإن ضعف عن ذلك بدني، ووهنت عنه قوتي، ولم تنله مقدرتي، ولم يسعه مالي ولا ذات يدي، ذكرته أو نسيته هو يا رب مما قد أحصيته علي، وأغفلته أنا من نفسي، فأده عني من جزيل عطيتك وكثير ما عندك، فإنك واسعٌ كريمٌ، حتى لا يبقى علي شي ءٌ منه، تريد أن تقاصني به من حسناتي، أو تضاعف به من سيئاتي يوم ألقاك يا رب (3).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 93.
(2) الصحيفة السجادية: ص 93.
(3) الصحيفة السجادية: ص 93.
معارج الذكر والدعاء (680)
[الحديث: 2910] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم ارزقني الرغبة في العمل لك لآخرتي، حتى أعرف صدق ذلك من قلبي، وحتى يكون الغالب علي الزهد في دنياي، وحتى أعمل الحسنات شوقا، وآمن من السيئات فرقا وخوفا، وهب لي نورا أمشي به في الناس، وأهتدي به في الظلمات، وأستضي ء به من الشك والشبهات (1).
[الحديث: 2911] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم ارزقني خوف غم الوعيد، وشوق ثواب الموعود، حتى أجد لذة ما أدعوك له، وكآبة ما أستجير بك منه (2).
[الحديث: 2912] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم قد تعلم ما يصلحني من أمر دنياي وآخرتي، فكن بحوائجي حفيا، وارزقني الحق عند تقصيري في الشكر لك، بما أنعمت علي في اليسر والعسر، والصحة والسقم، حتى أتعرف من نفسي روح الرضا، وطمأنينة النفس مني بما يجب لك، فيما يحدث في حال الخوف والأمن، والرضا والسخط، والضر والنفع (3).
[الحديث: 2913] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم ارزقني سلامة الصدر من الحسد حتى لا أحسد أحدا من خلقك على شي ء من فضلك، وحتى لا أرى نعمة من نعمك على أحد من خلقك في دين أو دنيا، أو عافية أو تقوى أو سعة أو رخاء، إلارجوت لنفسي أفضل ذلك بك ومنك، وحدك لا شريك لك (4).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 93.
(2) الصحيفة السجادية: ص 93.
(3) الصحيفة السجادية: ص 93.
(4) الصحيفة السجادية: ص 93.
معارج الذكر والدعاء (681)
[الحديث: 2914] قال الإمام السجاد في دعائه عند الشدة والجهد وتعسر الأمور: اللهم ارزقني التحفظ من الخطايا، والاحتراس من الزلل في الدنيا والآخرة في حال الرضا والغضب، حتى أكون بما يرد علي منهما بمنزلة سواء، عاملا بطاعتك، مؤثرا لرضاك على ما سواهما في الأولياء والأعداء، حتى يأمن عدوي من ظلمي وجوري، وييأس وليي من ميلي وانحطاط هواي، واجعلني ممن يدعوك مخلصا في الرخاء، دعاء المخلصين المضطرين لك في الدعاء، إنك حميدٌ مجيدٌ (1).
[الحديث: 2915] قال الإمام السجاد في دعائه عند الهموم: يا فارج الهم، وكاشف الغم، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد، وافرج همي، واكشف غمي، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدٌ، اعصمني وطهرني واذهب ببليتي (2).
[الحديث: 2916] قال الإمام السجاد في دعائه عند الهموم: اللهم إني أسألك سؤال من اشتدت فاقته، وضعفت قوته وكثرت ذنوبه، سؤال من لا يجد لفاقته مغيثا، ولا لضعفه مقويا، ولا لذنبه غافرا غيرك، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك عملا تحب به من عمل به، ويقينا تنفع به من استيقن به حق اليقين في نفاذ أمرك (3).
[الحديث: 2917] قال الإمام السجاد في دعائه عند الهموم: اللهم اقبض على الصدق نفسي، واقطع من الدنيا حاجتي، واجعل فيما عندك رغبتي شوقا إلى لقائك، وهب لي صدق التوكل عليك، أسألك من خير كتاب قد خلا، وأعوذ بك من شر كتاب قد خلا،
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 93.
(2) الصحيفة السجادية: ص 227.
(3) الصحيفة السجادية: ص 227.
معارج الذكر والدعاء (682)
أسألك خوف العابدين لك، وعبادة الخاشعين لك، ويقين المتوكلين عليك، وتوكل المؤمنين عليك (1).
[الحديث: 2918] قال الإمام السجاد في دعائه عند الهموم: اللهم اجعل رغبتي في مسألتي مثل رغبة أوليائك في مسائلهم، ورهبتي مثل رهبة أوليائك، واستعملني في مرضاتك عملا لا أترك معه شيئا من دينك مخافة أحد من خلقك (2).
[الحديث: 2919] قال الإمام السجاد في دعائه عند الهموم: اللهم هذه حاجتي فأعظم فيها رغبتي، وأظهر فيها عذري، ولقني فيها حجتي، وعاف فيها جسدي، اللهم من أصبح له ثقةٌ أو رجاءٌ غيرك، فقد أصبحت وأنت ثقتي ورجائي في الأمور كلها، فاقض لي بخيرها عاقبة، ونجني من مضلات الفتن، برحمتك يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 2920] قال زيد بن أسلم: كان من دعاء الإمام السجاد: اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني (4).
[الحديث: 2921] قال الإمام السجاد في مناجاة المعتصمين: اللهم يا ملاذ اللائذين، ويا معاذ العائذين، ويا منجي الهالكين، ويا عاصم البائسين، ويا راحم المساكين، ويا مجيب المضطرين، ويا كنز المفتقرين، ويا جابر المنكسرين، ويا مأوى المنقطعين، ويا ناصر المستضعفين، ويا مجير الخائفين، ويا مغيث المكروبين، ويا حصن اللاجين، إن لم أعذ بعزتك فبمن أعوذ، وإن لم ألذ بقدرتك فبمن ألوذ، وقد ألجأتني الذنوب إلى التشبث بأذيال عفوك، وأحوجتني الخطايا إلى استفتاح أبواب صفحك، ودعتني الإساءة إلى الإناخة بفناء عزك،
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 227.
(2) الصحيفة السجادية: ص 227.
(3) الصحيفة السجادية: ص 227.
(4) سير أعلام النبلاء: 4/ 396، تاريخ دمشق: 41/ 382.
معارج الذكر والدعاء (683)
وحملتني المخافة من نقمتك على التمسك بعروة عطفك، وما حق من اعتصم بحبلك أن يخذل، ولا يليق بمن استجار بعزك أن يسلم أو يهمل (1).
[الحديث: 2922] قال الإمام السجاد في مناجاة المعتصمين: إلهي، لا تخلنا من حمايتك، ولا تعرنا من رعايتك، وذدنا عن موارد الهلكة، فإنا بعينك وفي كنفك ولك، أسألك بأهل خاصتك من ملائكتك، والصالحين من بريتك، أن تجعل علينا واقية تنجينا من الهلكات، وتجننا من الآفات، وتكننا من دواهي المصيبات، وأن تنزل علينا من سكينتك، وأن تغشي وجوهنا بأنوار محبتك، وأن تؤوينا إلى شديد ركنك، وأن تحوينا في أكناف عصمتك، برأفتك ورحمتك يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 2923] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم من كادني فكده، ومن أرادني فأرده، وفل عني حد من نصب لي حده، وأطف عني نار من شب لي وقوده، واكفني مكر المكرة، وافقأ عني عيون الكفرة، واكفني هم من أدخل علي همه، وادفع عني شر الحسدة، واعصمني من ذلك بالسكينة، وألبسني درعك الحصينة، واخبأني في سترك الواقي، وأصلح لي حالي، وصدق قولي بفعالي، وبارك لي في أهلي ومالي (3).
[الحديث: 2924] قال الإمام السجاد في دعائه إذا قتر عليه الرزق: اللهم إنك ابتليتنا في أرزاقنا بسوء الظن، وفي آجالنا بطول الأمل، حتى التمسنا أرزاقك من عند المرزوقين، وطمعنا بآمالنا في أعمار المعمرين، فصل على محمد وآله، وهب لنا يقينا صادقا تكفينا به من مؤونة الطلب، وألهمنا ثقة خالصة تعفينا بها من شدة النصب، واجعل ما صرحت به من عدتك في وحيك، وأتبعته من قسمك في كتابك قاطعا لاهتمامنا بالرزق
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 152.
(2) بحار الأنوار: 94/ 152.
(3) الكافي: 2/ 553.
معارج الذكر والدعاء (684)
الذي تكفلت به، وحسما للاشتغال بما ضمنت الكفاية له، فقلت وقولك الحق الأصدق، وأقسمت وقسمك الأبر الأوفى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات: 22]، ثم قلت: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: 23] (1).
[الحديث: 2925] قال الإمام السجاد في طلب العافية: اللهم ألبسني عافيتك، وجللني عافيتك، وحصني بعافيتك، وأكرمني بعافيتك، وأغنني بعافيتك، وتصدق علي بعافيتك، وهب لي عافيتك، وأفرشني عافيتك، وأصلح لي عافيتك، ولا تفرق بيني وبين عافيتك في الدنيا والآخرة (2).
[الحديث: 2926] قال الإمام السجاد في طلب العافية: اللهم عافني عافية كافية شافية عالية نامية، عافية تولد في بدني العافية، عافية الدنيا والآخرة، وامنن علي بالصحة والأمن والسلامة في ديني وبدني، والبصيرة في قلبي، والنفاذ في أموري، والخشية لك، والخوف منك، والقوة على ما أمرتني به من طاعتك، والاجتناب لما نهيتني عنه من معصيتك (3).
[الحديث: 2927] قال الإمام السجاد في الاعتراف وطلب العافية: رب إنك قد حسنت خلقي، وعظمت عافيتي، ووسعت علي في رزقك، ولم تزل تنقلني من نعمة إلى كرامة، ومن كرامة إلى رضا تجدد لي ذلك في ليلي ونهاري، لا أعرف غير ما أنا فيه من عافيتك يا مولاي، حتى ظننت أن ذلك واجبٌ عليك لي، وأنه لا ينبغي لي أن أكون في غير مرتبتي، لأني لم أذق طعم البلاء فأجد لذة الرضا، ولم يذللني الفقر فأعرف لذة الغنى، ولم يلهني الخوف فأعرف فضل الأمن.. يا إلهي، فأصبحت وأمسيت في غفلة مما فيه غيري ممن هو
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 119.
(2) الصحيفة السجادية: ص 97.
(3) الصحيفة السجادية: ص 97.
معارج الذكر والدعاء (685)
دوني، نكرت آلاءك ولم أشكر نعماءك، ولم أشك في أن الذي أنا فيه دائمٌ غير زائل عني، ولا أحدث نفسي بانتقال عافية، ولا حلول فقر ولا خوف ولا حزن في عاجل دنياي وفي آجل آخرتي، فحال ذلك بيني وبين التضرع إليك في دوام ذلك لي مع ما أمرتني به من شكرك، ووعدتني عليه من المزيد من لدنك، فسهوت ولهوت وغفلت وأشرت وبطرت وتهاونت، حتى جاء التغير مكان العافية بحلول البلاء، ونزل الضر منزل الصحة بأنواع الأذى، وأقبل الفقر بإزالة الغنى، فعرفت ما كنت فيه للذي صرت إليه، فسألتك مسألة من لا يستوجب أن تسمع له دعوة لعظيم ما كنت فيه من الغفلة، وطلبت طلبة من لا يستحق نجاح الطلبة للذي كنت فيه من اللهو والغرة، وتضرعت تضرع من لا يستوجب الرحمة للذي كنت فيه من الزهو والاستطالة، فركنت إلى ما إليه صيرتني، وإن كان الضر قد مسني، والفقر قد أذلني، والبلاء قد جاءني، فإن يك ذلك يا إلهي من سخطك علي، فأعوذ بحلمك من سخطك يا مولاي، وإن كنت أردت أن تبلوني فقد عرفت ضعفي وقلة حيلتي، إذ قلت: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ [المعارج: 19 - 21] وقلت: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ [الفجر: 15 - 16] وقلت: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ [العلق: 6 - 7].. صدقت وبررت يا مولاي، فهذه صفاتي التي أعرفها من نفسي، قد مضت بقدرتك في، غير أن وعدتني منك وعدا حسنا أن أدعوك فتستجيب لي، فأنا أدعوك كما أمرتني، فاستجب لي كما وعدتني، واردد علي نعمتك، وانقلني مما أنا فيه إلى ما هو أكبر
معارج الذكر والدعاء (686)
منه، حتى أبلغ منه رضاك، وأنال به ما عندك فيما أعددته لأوليائك الصالحين، إنك سميع الدعاء، قريبٌ مجيبٌ (1).
[الحديث: 2928] قال الإمام السجاد في دعائه يوم عرفة: اللهم سربلني بسربال عافيتك، وردني رداء معافاتك، وجللني سوابغ نعمائك، وظاهر لدي فضلك وطولك (2).
[الحديث: 2929] قال الإمام السجاد في دعائه عند المرض: اللهم أوجدني حلاوة العافية، وأذقني برد السلامة (3).
[الحديث: 2930] قال الإمام السجاد في دعائه في الاستقالة ـ: اللهم استصلحني بالعافية، وأذقني حلاوة المغفرة (4).
[الحديث: 2931] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أنت عدتي إن حزنت، فامنن علي قبل البلاء بالعافية (5).
[الحديث: 2932] قال الإمام السجاد في دعائه يوم الأضحى والجمعة: اللهم أذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي، ولا تشمت بي عدوي، ولا تمكنه من عنقي، ولا تسلطه علي (6).
[الحديث: 2933] قال الإمام السجاد في دعائه لولده: اللهم ومن علي ببقاء ولدي، وأصح لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم، وعافهم في أنفسهم، وفي جوارحهم، وفي كل ما عنيت به من أمرهم (7).
__________
(1) الدعوت: ص 175.
(2) الصحيفة السجادية: ص 197.
(3) الصحيفة السجادية: ص 198.
(4) الصحيفة السجادية: ص 66.
(5) الصحيفة السجادية: ص 71.
(6) الصحيفة السجادية: ص 86.
(7) الصحيفة السجادية: ص الدعاء.
معارج الذكر والدعاء (687)
[الحديث: 2934] قال الإمام السجاد في دعائه: إياك أرغب في لباس العافية وتمامها، وشمول السلامة ودوامها (1).
[الحديث: 2935] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم كرمني بالتقوى، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية، وارزقني شكر العافية (2).
[الحديث: 2936] قال الإمام السجاد في دعائه إذا مرض أو نزل به كربٌ أو بليةٌ: اللهم لك الحمد على ما لم أزل أتصرف فيه من سلامة بدني، ولك الحمد على ما أحدثت بي من علة في جسدي، فما أدري يا إلهي أي الحالين أحق بالشكر لك؟ وأي الوقتين أولى بالحمد لك؟ أوقت الصحة التي هنأتني فيها طيبات رزقك، ونشطتني بها لابتغاء مرضاتك وفضلك، وقويتني معها على ما وفقتني له من طاعتك؟ أم وقت العلة التي محصتني بها، والنعم التي أتحفتني بها تخفيفا لما ثقل به علي ظهري من الخطيئات، وتطهيرا لما انغمست فيه من السيئات، وتنبيها لتناول التوبة، وتذكيرا لمحو الحوبة بقديم النعمة؟ وفي خلال ذلك ما كتب لي الكاتبان من زكي الأعمال، ما لا قلبٌ فكر فيه، ولا لسانٌ نطق به، ولا جارحةٌ تكلفته، بل إفضالا منك علي، وإحسانا من صنيعك إلي.. اللهم فصل على محمد وآله، وحبب إلي ما رضيت لي، ويسر لي ما أحللت بي، وطهرني من دنس ما أسلفت، وامح عني شر ما قدمت، وأوجدني حلاوة العافية، وأذقني برد السلامة، واجعل مخرجي عن علتي إلى عفوك، ومتحولي عن صرعتي إلى تجاوزك، وخلاصي من كربي إلى روحك، وسلامتي من هذه الشدة إلى فرجك، إنك المتفضل بالإحسان، المتطول بالامتنان، الوهاب الكريم، ذو الجلال والإكرام (3).
__________
(1) المصباح للكفعمي: ص 152، البلد الأمين: ص 109.
(2) الكافي: 4/ 552.
(3) الصحيفة السجادية: ص 65.
معارج الذكر والدعاء (688)
[الحديث: 2937] قال الإمام السجاد في دعائه في المعونة على قضاء الدين: اللهم صل على محمد وآله، وهب لي العافية من دين تخلق به وجهي، ويحار فيه ذهني، ويتشعب له فكري، ويطول بممارسته شغلي، وأعوذ بك ـ يا رب ـ من هم الدين وفكره، وشغل الدين وسهره، فصل على محمد وآله، وأعذني منه، وأستجير بك ـ يا رب ـ من ذلته في الحياة، ومن تبعته بعد الوفاة، فصل على محمد وآله، وأجرني منه بوسع فاضل، أو كفاف واصل، اللهم صل على محمد وآله، واحجبني عن السرف والازدياد، وقومني بالبذل والاقتصاد، وعلمني حسن التقدير، واقبضني بلطفك عن التبذير، وأجر من أسباب الحلال أرزاقي، ووجه في أبواب البر إنفاقي، وازو عني من المال ما يحدث لي مخيلة أو تأديا إلى بغي، أو ما أتعقب منه طغيانا، اللهم حبب إلي صحبة الفقراء، وأعني على صحبتهم بحسن الصبر، وما زويت عني من متاع الدنيا الفانية فاذخره لي في خزائنك الباقية، واجعل ما خولتني من حطامها، وعجلت لي من متاعها بلغة إلى جوارك، ووصلة إلى قربك، وذريعة إلى جنتك، إنك ذو الفضل العظيم، وأنت الجواد الكريم (1).
[الحديث: 2938] قال الإمام السجاد: من قال إذا أوى إلى فراشه: اللهم أنت الأول فلا شي ء قبلك، وأنت الظاهر فلا شي ء فوقك، وأنت الباطن فلا شي ء دونك، وأنت الآخر فلا شي ء بعدك، اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع، ورب التوراة والإنجيل والزبور والفرقان الحكيم، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم.. نفى الله عنه الفقر، وصرف عنه شر كل دابة (2).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 65.
(2) فلاح السائل: ص 494.
معارج الذكر والدعاء (689)
[الحديث: 2939] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم ألبسني عافيتك الحصينة، فإن ابتليتني فصبرني، والعافية أحب إلي (1).
[الحديث: 2940] قال الإمام الباقر في دعائه إذا أصبح: نسألك العفو والعافية من كل سوء وشر في الدنيا والآخرة (2).
[الحديث: 2941] قيل للإمام الباقر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الحبة السوداء: (فيها شفاءٌ من كل داء إلا السام)؟ فقال: نعم، ثم قال: ألا أخبرك بما فيه شفاءٌ من كل داء وسام؟ قيل: بلى، قال: الدعاء (3).
[الحديث: 2942] قال الإمام الباقر: إذا اشتكى الإنسان فليقل: بسم الله وبالله، ومحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله على ما يشاء من شر ما أجد (4).
[الحديث: 2943] عن أبي حمزة، قال: عرض بي وجعٌ في ركبتي، فشكوت ذلك إلى الإمام الباقر، فقال: إذا أنت صليت فقل: يا أجود من أعطى، ويا خير من سئل، ويا أرحم من استرحم، ارحم ضعفي، وقلة حيلتي، وعافني من وجعي، ففعلته، فعوفيت (5).
[الحديث: 2944] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمٌ من غموم الدنيا، أن يتوضأ ثم يدخل مسجده، ويركع ركعتين فيدعو الله فيهما، أما سمعت الله يقول: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]؟ (6).
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 81.
(2) الكافي: 2/ 525.
(3) فلاح السائل: ص 76.
(4) الكافي: 2/ 567.
(5) الكافي: 2/ 568، مكارم الأخلاق: 2/ 248.
(6) تفسير العياشي: 1/ 63.
معارج الذكر والدعاء (690)
[الحديث: 2945] قال الإمام الصادق: ما رد الله العذاب إلا عن قوم يونس.. فلما كان في ذلك اليوم نزل العذاب، فقال العالم لهم: يا قوم افزعوا إلى الله فلعله يرحمكم ويرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع؟ قال: اجتمعوا واخرجوا إلى المفازة وفرقوا بين النساء والأولاد، وبين الإبل وأولادها، وبين البقر وأولادها، وبين الغنم وأولادها، ثم ابكوا وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال (1).
[الحديث: 2946] قال الإمام الصادق: لما أظل قوم يونس العذاب، دعوا الله فصرفه عنهم، قيل: كيف ذلك؟ قال: كان في العلم أنه يصرفه عنهم (2).
[الحديث: 2947] قال الإمام الصادق: هل تعرفون طول البلاء من قصره؟ قيل: لا، قال: إذا الهم أحدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصيرٌ (3).
[الحديث: 2948] قال الإمام الصادق في دعائه: رب من أرجوه إن لم ترحمني؟ أو من يعود علي إن أقصيتني؟، أو من ينفعني عفوه إن عاقبتني؟، أو من آمل عطاياه إن حرمتني؟، أو من يملك كرامتي إن أهنتني؟، أو من يضرني هوانه إن أكرمتني؟ (4).
[الحديث: 2949] قال الإمام الصادق في دعائه: رب ما أسوأ فعلي، وأقبح عملي، وأقسى قلبي، وأطول أملي، وأقصر أجلي، وأجرأني على عصيان من خلقني، رب وما أحسن بلاءك عندي، وأظهر نعماءك علي، كثرت علي منك النعم فما احصيها، وقل مني الشكر فيما أوليتنيه فبطرت بالنعم، وتعرضت للنقم، وسهوت عن الذكر، وركبت الجهل بعد العلم، وجزت من العدل إلى الظلم، وجاوزت البر إلى الإثم، وصرت إلى الهرب من الخوف
__________
(1) تفسير القمي: 1/ 317.
(2) تفسير العياشي: 2/ 136.
(3) الكافي: 2/ 671، مكارم الأخلاق: 2/ 9.
(4) الكافي: 2/ 590.
معارج الذكر والدعاء (691)
والحزن، فما أصغر حسناتي وأقلها في كثرة ذنوبي، وما أكثر ذنوبي وأعظمها على قدر صغر خلقي وضعف ركني (1).
[الحديث: 2950] قال الإمام الصادق في دعائه: رب ما أطول أملي في قصر أجلي، وأقصر أجلي في بعد أملي، وما أقبح سريرتي وعلانيتي، رب لا حجة لي إن احتججت، ولا عذر لي إن اعتذرت، ولا شكر عندي إن ابتليت وأوليت إن لم تعني على شكر ما أوليت (2).
[الحديث: 2951] قال الإمام الصادق في دعائه: رب ما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه، وأزل لساني إن لم تثبته، وأسود وجهي إن لم تبيضه (3).
[الحديث: 2952] قال الإمام الصادق في دعائه: رب كيف لي بذنوبي التي سلفت مني قد هدت لها أركاني، رب كيف أطلب شهوات الدنيا وأبكي على خيبتي فيها، ولا أبكي وتشتد حسراتي على عصياني وتفريطي (4).
[الحديث: 2953] قال الإمام الصادق في دعائه: رب دعتني دواعي الدنيا فأجبتها سريعا، وركنت إليها طائعا، ودعتني دواعي الآخرة فتثبطت عنها، وأبطأت في الإجابة والمسارعة إليها، كما سارعت إلى دواعي الدنيا وحطامها الهامد وهشيمها البائد وسرابها الذاهب.. رب خوفتني وشوقتني، واحتججت علي برقي، وكفلت لي برزقي، فآمنت من خوفك، وتثبطت عن تشويقك، ولم أتكل على ضمانك، وتهاونت باحتجاجك، اللهم فاجعل أمني منك في هذه الدنيا خوفا، وحول تثبطي شوقا، وتهاوني بحجتك فرقا منك، ثم رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم يا كريم (5).
__________
(1) الكافي: 2/ 590.
(2) الكافي: 2/ 590.
(3) الكافي: 2/ 590.
(4) الكافي: 2/ 590.
(5) الكافي: 2/ 590.
معارج الذكر والدعاء (692)
[الحديث: 2954] قال الإمام الصادق في دعائه: أسألك اللهم باسمك العظيم رضاك عند السخطة، والفرجة عند الكربة، والنور عند الظلمة، والبصيرة عند تشبه الفتنة (1).
[الحديث: 2955] قال الإمام الصادق في دعائه: رب اجعل جنتي من خطاياي حصينة، ودرجاتي في الجنان رفيعة، وأعمالي كلها متقبلة، وحسناتي مضاعفة زاكية، وأعوذ بك من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، ومن رفيع المطعم والمشرب، ومن شر ما أعلم، ومن شر ما لا أعلم، وأعوذ بك من أن أشتري الجهل بالعلم، والجفاء بالحلم، والجور بالعدل، والقطيعة بالبر، والجزع بالصبر، والهدى بالضلالة، والكفر بالإيمان (2).
[الحديث: 2956] قال الإمام السجاد في دعائه في التذلل لله عز وجل: رب أفحمتني ذنوبي، وانقطعت مقالتي فلا حجة لي، فأنا الأسير ببليتي، المرتهن بعملي، المتردد في خطيئتي، المتحير عن قصدي، المنقطع بي، قد أوقفت نفسي موقف الأذلاء المذنبين، موقف الأشقياء المتجرين عليك، المستخفين بوعدك، سبحانك أي جرأة اجترأت عليك، وأي تغرير غررت بنفسي؟، مولاي، ارحم كبوتي لحر وجهي وزلة قدمي، وعد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي، فأنا المقر بذنبي، المعترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي أستكين بالقود من نفسي، ارحم شيبتي ونفاد أيامي، واقتراب أجلي، وضعفي ومسكنتي، وقلة حيلتي.. مولاي، وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري، وامحى من المخلوقين ذكري، وكنت في المنسيين كمن قد نسي.. مولاي، وارحمني عند تغير صورتي وحالي، إذا بلي جسمي وتفرقت أعضائي، وتقطعت أوصالي، يا غفلتي عما يراد بي، مولاي، وارحمني في
__________
(1) الكافي: 2/ 590.
(2) الكافي: 2/ 590.
معارج الذكر والدعاء (693)
حشري ونشري، واجعل في ذلك اليوم مع أوليائك موقفي، وفي أحبائك مصدري، وفي جوارك مسكني، يا رب العالمين (1).
[الحديث: 2957] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم أنت ثقتي في كل كربة، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقةٌ وعدةٌ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل عنه القريب والبعيد، ويشمت به العدو، وتعنيني فيه الأمور، أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلا (2).
[الحديث: 2958] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: ادع بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك برحمتك التي لا تنال منك إلابرضاك، والخروج من جميع معاصيك، والدخول في كل ما يرضيك، والنجاة من كل ورطة، والمخرج من كل كبيرة أتى بها مني عمدٌ، أو زل بها مني خطأٌ، أو خطر بها علي خطرات الشيطان، أسألك خوفا توقفني به على حدود رضاك، وتشعب به عني كل شهوة خطر بها هواي، واستزل بها رأيي ليجاوز حد حلالك (3).
[الحديث: 2959] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: ادع بهذا الدعاء: أسألك اللهم الأخذ بأحسن ما تعلم، وترك سيئ كل ما تعلم، أو أخطأ من حيث لا أعلم أو من حيث أعلم، أسألك السعة في الرزق، والزهد في الكفاف، والمخرج بالبيان من كل شبهة، والصواب في كل حجة، والصدق في جميع المواطن، وإنصاف الناس من نفسي فيما علي ولي، والتذلل في إعطاء النصف من جميع مواطن السخط والرضا، وترك قليل البغي
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 225.
(2) الكافي: 2/ 578.
(3) الكافي: 2/ 592.
معارج الذكر والدعاء (694)
وكثيره في القول مني والفعل، وتمام نعمتك في جميع الأشياء، والشكر لك عليها لكي ترضى وبعد الرضا، وأسألك الخيرة في كل ما يكون فيه الخيرة بميسور الأمور كلها لا بمعسورها، يا كريم يا كريم يا كريم (1).
[الحديث: 2960] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: ادع بهذا الدعاء: اللهم افتح لي باب الأمر الذي فيه العافية والفرج، وافتح لي بابه ويسر لي مخرجه، ومن قدرت له علي مقدرة من خلقك، فخذ عني بسمعه وبصره، ولسانه ويده، وخذه عن يمينه وعن يساره، ومن خلفه ومن قدامه، وامنعه أن يصل إلي بسوء، عز جارك وجل ثناء وجهك، ولا إله غيرك، أنت ربي وأنا عبدك (2).
[الحديث: 2961] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: ادع بهذا الدعاء: اللهم أنت رجائي في كل كربة، وأنت ثقتي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقةٌ وعدةٌ، فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويشمت فيه العدو، وتعيى فيه الأمور، أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا إليك فيه عمن سواك، قد فرجته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلا (3).
[الحديث: 2962] قيل للإمام الصادق: يدخلني الغم، فقال: أكثر من أن تقول: الله الله ربي لا اشرك به شيئا.. فإذا خفت وسوسة أو حديث نفس، فقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، عدلٌ في حكمك، ماض في قضاؤك، اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب
__________
(1) الكافي: 2/ 592.
(2) الكافي: 2/ 592.
(3) الكافي: 2/ 592.
معارج الذكر والدعاء (695)
عندك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل القرآن نور بصري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي، الله الله ربي لا اشرك به شيئا (1).
[الحديث: 2963] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: إذا أصابك همٌ فامسح يدك على موضع سجودك، ثم امسح يدك على وجهك من جانب خدك الأيسر، وعلى جبهتك إلى جانب خدك الأيمن.. ثم قل: بسم الله الذي لا إله إلاهو، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الغم والحزن، ثلاثا (2).
[الحديث: 2964] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمٌ من غموم الدنيا أن يتوضأ، ثم يدخل مسجده ويركع ركعتين فيدعو الله فيهما، أما سمعت الله يقول: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: 45] (3).
[الحديث: 2965] عن محمد بن جعفر، قال: كان أبي (الإمام الصادق) إذا حزبه أمرٌ قام فتوضأ وصلى ركعتين، ثم قال في دبر صلاته: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقةٌ وعدةٌ، فكم من كرب قد يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة، ويرغب عنه الصديق، ويشمت به العدو، أنزلته بك وشكوته إليك ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت صاحب كل حاجة وولي كل نعمة، وأنت الذي حفظت الغلام بصلاح أبويه، فاحفظني بما حفظته به ولا تجعلني فتنة للقوم الظالمين، اللهم وأسألك بكل اسم هو لك سميته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وأسألك بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم، الذي إذا سئلت به كان حقا عليك أن تجيب، أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تقضي حاجتي، ويسأل حاجته (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 561.
(2) من لا يحضره الفقيه: 1/ 331، الكافي: 2/ 549.
(3) تفسير العياشي: 1/ 43.
(4) الدعاء للطبراني: ص 316.
معارج الذكر والدعاء (696)
[الحديث: 2966] قال الإمام الصادق في كيفية الدعاء لرفع الهم: تغتسل وتصلي ركعتين وتقول: يا فارج الهم ويا كاشف الغم، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، فرج همي واكشف غمي، يا الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدٌ، اعصمني وطهرني، واذهب ببليتي.. واقرأ آية الكرسي والمعوذتين (1).
[الحديث: 2967] قال الإمام الصادق: من نزل به كربٌ فليغتسل وليصل ركعتين، ثم يضطجع ويضع خده الأيمن على يده اليمنى، فيقول: يا معز كل ذليل، يا مذل كل عزيز، وحقك لقد شق علي كذا وكذا، ويسمي الأمر الذي نزل به (2).
[الحديث: 2968] قال الإمام الصادق: إذا دخلت مدخلا تخافه فاقرأ هذه الآية: ﴿رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾ [الإسراء: 80]، وإذا عاينت الذي تخافه، فاقرأ آية الكرسي (3).
[الحديث: 2969] قال الإمام الصادق: إذا خفت أمرا فقل: اللهم إنك لا يكفي منك أحدٌ، وأنت تكفي من كل أحد من خلقك، فاكفني كذا وكذا (4).
[الحديث: 2970] قال الإمام الصادق: إذا خفت أمرا فقل: يا كافيا من كل شي ء، ولا يكفي منك شي ءٌ في السماوات والأرض، اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة، وصلى الله على محمد وآله (5).
[الحديث: 2971] عن ابن المنذر، قال: ذكرت عند الإمام الصادق الوحشة، فقال: ألا أخبركم بشي ء إذا قلتموه لم تستوحشوا بليل ولا نهار؟ بسم الله وبالله، وتوكلت على الله،
__________
(1) الكافي: 2/ 557.
(2) مكارم الأخلاق: 2/ 119، المصباح للكفعمي: ص 525.
(3) المحاسن: 2/ 116 عن إبراهيم بن نعيم.
(4) الكافي: 2/ 557.
(5) الكافي: 2/ 557.
معارج الذكر والدعاء (697)
وإنه ﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3]، اللهم اجعلني في كنفك وفي جوارك، واجعلني في أمانك وفي منعك (1).
[الحديث: 2972] قال الإمام الصادق: إذا أردت حاجة فصل ركعتين، وصل على محمد وآل محمد، وسل تعطه (2).
[الحديث: 2973] قال الإمام الصادق: إذا كانت لك حاجةٌ، فتوضأ وصل ركعتين، ثم أحمد الله وأثن عليه، واذكر من آلائه، ثم ادع تجب بما تحب (3).
[الحديث: 2974] قال الإمام الصادق: إذا كانت لك حاجةٌ فاقرأ المثاني وسورة أخرى، وصل ركعتين، وادع الله، قيل: وما المثاني؟.. قال: فاتحة الكتاب؛ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 1 - 2] (4).
[الحديث: 2975] قال الإمام الصادق: من توضأ فأحسن الوضوء، وصلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما، ثم جلس فأثنى على الله عز وجل، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سأل الله حاجته، فقد طلب الخير في مظانه، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب (5).
[الحديث: 2976] قال الإمام الصادق: من كان له إلى الله حاجةٌ يريد قضاءها، فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب والأنعام، فليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة: (يا كريم يا كريم يا كريم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، يا أعظم من كل عظيم، يا سميع الدعاء، يا من لا تغيره الأيام والليالي، صل على محمد وآل محمد، وارحم ضعفي وفقري وفاقتي
__________
(1) الكافي: 2/ 568، مكارم الأخلاق: 2/ 283.
(2) الكافي: 3/ 679.
(3) الكافي: 3/ 679.
(4) تفسير العياشي: 1/ 21.
(5) الكافي: 3/ 678، تهذيب الأحكام: 3/ 313.
معارج الذكر والدعاء (698)
ومسكنتي، فإنك أعلم بها مني، وأنت أعلم بحاجتي، يا من رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه، يا من رحم أيوب بعد حلول بلائه، يا من رحم محمدا، ومن اليتم آواه، ونصره على جبابرة قريش وطواغيتها، وأمكنه منهم، يا مغيث يا مغيث يا مغيث)، تقوله مرارا، فوالذي نفسي بيده لو دعوت بها بعدما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة، ثم سألت جميع حوائجك ما بخل عليك، ولأعطاك ذلك إن شاء الله (1).
[الحديث: 2977] قال الإمام الصادق: إذا غدوت في حاجتك بعد أن تجب الصلاة فصل ركعتين، فإذا فرغت من التشهد قلت: (اللهم إني غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني، فارزقني رزقا حلالا طيبا، وأعطني فيما رزقتني العافية) تعيدها ثلاث مرات، ثم تصلي ركعتين أخراوين، فإذا فرغت من التشهد قلت: (بحول الله وقوته، غدوت بغير حول مني ولا قوة، ولكن بحولك يا رب وقوتك، وأبرأ إليك من الحول والقوة، اللهم إني أسألك بركة هذا اليوم وبركة أهله، وأسألك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا طيبا حلالا، تسوقه إلي بحولك وقوتك، وأنا خافضٌ في عافيتك)، تقولها ثلاثا (2).
[الحديث: 2978] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: أين حانوتك من المسجد؟ قيل: على بابه، قال: إذا أردت أن تأتي حانوتك فابدأ بالمسجد، فصل فيه ركعتين أو أربعا، ثم قل: غدوت بحول الله وقوته، وغدوت بلا حول مني ولا قوة، بل بحولك وقوتك يا رب، اللهم إني عبدك ألتمس من فضلك كما أمرتني، فيسر لي ذلك، وأنا خافضٌ (3) في عافيتك (4).
[الحديث: 2979] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: يا فلان، أما تغدو في
__________
(1) تفسير العياشي: 1/ 353.
(2) الكافي: 3/ 675.
(3) خفضٌ من العيش: أي في سعة وراحة.
(4) الكافي: 3/ 676.
معارج الذكر والدعاء (699)
الحاجة؟ أما تمر بالمسجد الأعظم عندكم بالكوفة؟ قيل: بلى. قال: فصل فيه أربع ركعات، قل فيهن: غدوت بحول الله وقوته، غدوت بغير حول مني ولا قوة، ولكن بحولك يا رب وقوتك، أسألك بركة هذا اليوم وبركة أهله، وأسألك أن ترزقني من فضلك حلالا طيبا، تسوقه إلي بحولك وقوتك، وأنا خافضٌ في عافيتك (1).
[الحديث: 2980] قال الإمام الصادق لأصحابه: من كانت له إلى الله تعالى حاجةٌ، فليقصد إلى مسجد الكوفة وليسبغ وضوءه، ويصلي في المسجد ركعتين، يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب وسبع سور معها، وهن: المعوذتان، و(قل هو الله أحدٌ)، و(قل يا أيها الكافرون)، و(إذا جاء نصر الله)، و(سبح اسم ربك الأعلى)، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) فإذا فرغ من الركعتين وتشهد وسلم، سأل الله حاجته فإنها تقضى بعون الله، إن شاء الله (2).
[الحديث: 2981] عن الحلبي، قال: شكا رجلٌ إلى الإمام الصادق الفاقة والحرفة في التجارة بعد يسار قد كان فيه، ما يتوجه في حاجة إلا ضاقت عليه المعيشة، فأمره أن يأتي مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين القبر والمنبر، فيصلي ركعتين، ويقول مائة مرة: اللهم إني أسألك بقوتك وقدرتك وبعزتك وما أحاط به علمك، أن تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا، وأعمها فضلا، وخيرها عاقبة، قال الرجل: ففعلت ما أمرني به، فما توجهت بعد ذلك في وجه إلا رزقني الله (3).
[الحديث: 2982] قال الإمام الصادق في الأمر يطلبه الطالب من ربه: تصدق في يومك على ستين مسكينا، على كل مسكين صاعٌ بصاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كان الليل اغتسلت في الثلث الباقي، ولبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب، إلا أن عليك في تلك الثياب
__________
(1) الكافي: 3/ 675، المزار الكبير: ص 166.
(2) الأمالي للطوسي: ص 616 وص 736.
(3) الكافي: 3/ 673، تهذيب الأحكام: 3/ 311.
معارج الذكر والدعاء (700)
إزارا، ثم تصلي ركعتين، فإذا وضعت جبهتك في الركعة الأخيرة للسجود هللت الله وعظمته وقدسته ومجدته، وذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها مسمى، ثم رفعت رأسك، ثم إذا وضعت رأسك للسجدة الثانية استخرت الله مائة مرة: (اللهم إني أستخيرك)، ثم تدعو الله بما شئت وتسأله إياه، وكلما سجدت فأفض بركبتيك إلى الأرض، ثم ترفع الإزار حتى تكشفهما، واجعل الإزار من خلفك بين إليتيك وباطن ساقيك (1).
[الحديث: 2983] قال الإمام الصادق: إذا حضرت لك حاجةٌ مهمةٌ إلى الله عز وجل، فصم ثلاثة أيام متوالية: الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة ـ إن شاء الله ـ فاغتسل والبس ثوبا جديدا، ثم اصعد إلى أعلى بيت في دارك وصل فيه ركعتين، وارفع يديك إلى السماء، ثم قل: اللهم إني حللت بساحتك؛ لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك، وأنه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك، وقد علمت ـ يا رب ـ أنه كلما تظاهرت نعمك علي اشتدت فاقتي إليك، وقد طرقني هم كذا، وأنت بكشفه عالمٌ غير معلم، واسعٌ غير متكلف، فأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت، وعلى النجوم فانتشرت، وعلى الأرض فسطحت، وأسألك بالحق الذي جعلته عند محمد والأئمة أن تصلي على محمد وأهل بيته، وأن تقضي حاجتي، وأن تيسر لي عسرها، وتكفيني مهمها، فإن فعلت فلك الحمد، وإن لم تفعل فلك الحمد، غير جائر في حكمك، ولا متهم في قضائك، ولا حائف في عدلك.. وتلصق خدك بالأرض وتقول: اللهم إن يونس بن متى عبدك دعاك في بطن الحوت، وهو عبدك فاستجبت له، وأنا عبدك أدعوك فاستجب لي (2).
[الحديث: 2984] عن داود الرقي، قال: إني كنت أسمع الإمام الصادق أكثر ما
__________
(1) الكافي: 3/ 679، تهذيب الأحكام: 3/ 316.
(2) تهذيب الأحكام: 3/ 183، من لا يحضره الفقيه: 1/ 556.
معارج الذكر والدعاء (701)
يلح به في الدعاء على الله بحق الخمسة، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي وفاطمة والحسن والحسين (1).
[الحديث: 2985] قال الإمام الصادق: من قال: (يا الله يا الله) عشر مرات، قيل له: لبيك، ما حاجتك؟ (2).
[الحديث: 2986] قال الإمام الصادق: من قال: (يا رب يا الله، يا رب يا الله) حتى ينقطع نفسه، قيل له: لبيك، ما حاجتك؟ (3).
[الحديث: 2987] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: قل: اللهم إني أسألك بجلالك وجمالك وكرمك، أن تفعل بي كذا وكذا (4).
[الحديث: 2988] قيل للإمام الصادق: علمني دعاء، فقال: فأين أنت عن دعاء الإلحاح؟ قيل: وما دعاء الإلحاح؟ فقال: اللهم رب السماوات السبع وما بينهن، ورب العرش العظيم، ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل، ورب القرآن العظيم، ورب محمد خاتم النبيين، إني أسألك بالذي تقوم به السماء، وبه تقوم الأرض، وبه تفرق بين الجمع، وبه تجمع بين المتفرق، وبه ترزق الأحياء، وبه أحصيت عدد الرمال ووزن الجبال وكيل البحور.. ثم تصلي على محمد وآل محمد، ثم تسأله حاجتك، وألح في الطلب (5).
[الحديث: 2989] قال الإمام الصادق في دعائه: يا من لا تحجبه سماءٌ عن سماء، ولا أرضٌ عن أرض، ولا جنبٌ عن قلب، ولا سترٌ عن كن، ولا جبلٌ عما في أصله، ولا بحرٌ
__________
(1) الكافي: 2/ 580.
(2) الكافي: 2/ 519.
(3) الكافي: 2/ 520، المحاسن: 1/ 104.
(4) الكافي: 2/ 579.
(5) الكافي: 2/ 585.
معارج الذكر والدعاء (702)
عما في قعره، يا من لا تشتبه عليه الأصوات، ولا تغلبه كثرة الحاجات، ولا يبرمه إلحاح الملحين، صل على محمد وآل محمد.. ثم سل حاجتك (1).
[الحديث: 2990] قيل للإمام الصادق: علمني دعاء أدعو به، فقال: نعم، قل: يا من أرجوه لكل خير، ويا من آمن سخطه عند كل عثرة، ويا من يعطي بالقليل الكثير، يا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه، صل على محمد وآل محمد، وأعطني بمسألتي من جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيتني، وزدني من سعة فضلك يا كريم (2).
[الحديث: 2991] قال الإمام الصادق ـ في الرجل يحزنه الأمر أو يريد الحج ـ: يصلي ركعتين يقرأ في إحداهما (قل هو الله أحدٌ) ألف مرة، وفي الأخرى مرة، ثم يسأل حاجته (3).
[الحديث: 2992] قال الإمام الصادق: اتخذ مسجدا في بيتك، فإذا خفت شيئا، فالبس ثوبين غليظين من أغلظ ثيابك، فصل فيهما، ثم اجث على ركبتيك فاصرخ إلى الله وسله الجنة، وتعوذ بالله من شر الذي تخافه، وإياك أن يسمع الله منك كلمة بغي، وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك (4).
[الحديث: 2993] قال الإمام الصادق: إن أحدكم إذا مرض، دعا الطبيب وأعطاه، وإذا كان له حاجةٌ إلى سلطان، رشا البواب وأعطاه، ولو أن أحدكم إذا فدحه أمرٌ فزع إلى الله تعالى فتطهر وتصدق بصدقة قلت أو كثرت، ثم دخل المسجد فصلى ركعتين، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي وأهل بيته، ثم قال: (اللهم إن عافيتني من مرضي أو رددتني من سفري، أو عافيتني مما أخاف من كذا وكذا)، إلا آتاه الله ذلك، وهي اليمين الواجبة،
__________
(1) قرب الإسناد: ص 6.
(2) الكافي: 2/ 84، رجال الكشي: 2/ 667.
(3) الكافي: 3/ 677، من لا يحضره الفقيه: 1/ 562.
(4) الكافي: 3/ 680، تهذيب الأحكام: 3/ 316.
معارج الذكر والدعاء (703)
وما جعل الله تعالى عليه في الشكر (1).
[الحديث: 2994] عن أبي علي الخزاز: حضرت الإمام الصادق، فأتاه رجلٌ فقال له: جعلت فداك! أخي به بليةٌ أستحيي أن أذكرها، فقال له: استر ذلك، وقل له: يصوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، ويخرج إذا زالت الشمس، ويلبس ثوبين إما جديدين وإما غسيلين حيث لا يراه أحدٌ، فيصلي ويكشف عن ركبتيه، ويتمطى براحتيه الأرض وجنبيه، ويقرأ في صلاته (فاتحة الكتاب) عشر مرات و(قل هو الله أحدٌ) عشر مرات، فإذا ركع قرأ خمس عشرة مرة (قل هو الله أحدٌ)، فإذا سجد قرأها عشرا، فإذا رفع رأسه قبل أن يسجد قرأها عشرين مرة، يصلي أربع ركعات على مثل هذا، فإذا فرغ من التشهد قال: يا معروفا بالمعروف، يا أول الأولين، يا آخر الآخرين، يا ذا القوة المتين، يا رازق المساكين، يا أرحم الراحمين.. اصرف عني شر ما ابتليت به؛ إنك على كل شيء قديرٌ (2).
[الحديث: 2995] قال الإمام الصادق: أتى يوسف عليه السلام جبريل عليه السلام، فقال له: يا يوسف، إن رب العالمين يقرئك السلام، ويقول لك: من جعلك في أحسن خلقة؟ فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب.. ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟ فصاح ووضع خده على الأرض وقال: أنت يا رب.. قال: ويقول لك: من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها وأيقنت بالهلكة؟ فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب.. قال: فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره، فلبثت في السجن بضع سنين، فلما انقضت المدة وأذن الله له في دعاء الفرج، وضع خده على الأرض، ثم قال: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك،
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 182، من لا يحضره الفقيه: 1/ 557.
(2) الكافي: 3/ 677.
معارج الذكر والدعاء (704)
فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب؛ ففرج الله عنه، قيل: جعلت فداك، أندعو نحن بهذا الدعاء؟ فقال: ادع بمثله: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (1).
[الحديث: 2996] عن عبد الرحيم القصير، قال: دخلت على الإمام الصادق، فقلت: جعلت فداك إني اخترعت دعاء، قال: دعني من اختراعك، إذا نزل بك أمرٌ فافزع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: كيف أصنع؟ قال: تغتسل وتصلي ركعتين تستفتح بهما افتتاح الفريضة وتشهد تشهد الفريضة، فإذا فرغت من التشهد وسلمت قلت: اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام، اللهم صل على محمد وآل محمد، وبلغ روح محمد مني السلام وأرواح الأئمة الصادقين سلامي، واردد علي منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، اللهم إن هاتين الركعتين هديةٌ مني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأثبني عليهما ما أملت ورجوت فيك وفي رسولك يا ولي المؤمنين.. ثم تخر ساجدا وتقول: يا حي يا قيوم، يا حي لا يموت، يا حي لا إله إلا أنت، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، أربعين مرة، ثم ضع خدك الأيمن فتقولها أربعين مرة، ثم ضع خدك الأيسر فتقولها أربعين مرة، ثم ترفع رأسك وتمد يدك وتقول أربعين مرة، ثم ترد يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبابتك وتقول ذلك أربعين مرة، ثم خذ لحيتك بيدك اليسرى وابك أو تباك وقل: يا محمد يا رسول الله، أشكو إلى الله وإليك حاجتي و[أشكو] إلى أهل بيتك الراشدين حاجتي، وبكم أتوجه إلى الله في حاجتي.. ثم تسجد وتقول: يا الله يا الله ـ حتى
__________
(1) تفسير القمي: 1/ 366، تفسير العياشي: 2/ 178.
معارج الذكر والدعاء (705)
ينقطع نفسك ـ صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا.. فأنا الضامن على الله عز وجل أن لا يبرح حتى تقضى حاجته (1).
[الحديث: 2997] عن محمد الجعفي عن أبيه، قال: كنت كثيرا ما أشتكي عيني، فشكوت ذلك إلى الإمام الصادق، فقال: ألا أعلمك دعاء لدنياك وآخرتك، وتكفى به وجع عينك؟ قلت: بلى، قال: تقول: في دبر الفجر ودبر المغرب: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد عليك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والسلامة في نفسي، والسعة في رزقي، والشكر لك أبدا ما أبقيتني (2).
[الحديث: 2998] قال الإمام الصادق في دعائه: اللهم إني أسألك العافية من جهد البلاء، وشماتة الأعداء، وسوء القضاء، ودرك الشقاء، ومن الضرر في المعيشة، وأن تبتليني ببلاء لا طاقة لي به، أو تسلط علي طاغيا، أو تهتك لي سترا، أو تبدي لي عورة، أو تحاسبني يوم القيامة مناقشا، أحوج ما أكون إلى عفوك وتجاوزك عني فيما سلف.. اللهم إني أسألك باسمك الكريم وكلماتك التامة، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني من عتقائك وطلقائك من النار (3).
[الحديث: 2999] قال الإمام الصادق: أدنى ما يجزيك من الدعاء بعد المكتوبة أن تقول: اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم إنا نسألك من كل خير أحاط به علمك،
__________
(1) الكافي: 3/ 476، من لا يحضره الفقيه: 1/ 559.
(2) الأمالي للمفيد: ص 179، الأمالي للطوسي: ص 196، الكافي: 2/ 549.
(3) تهذيب الأحكام: 3/ 87، المقنعة: ص 183.
معارج الذكر والدعاء (706)
ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك، اللهم إنا نسألك عافيتك في جميع أمورنا كلها، ونعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (1).
[الحديث: 3000] قال الإمام الصادق في دعائه: أسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة، عافية الدنيا من البلاء، وعافية الآخرة من الشقاء، اللهم إني أسألك العافية، وتمام العافية، ودوام العافية، والشكر على العافية، يا ولي العافية (2).
[الحديث: 3001] عن مسمع كردين أنه قال: صليت مع الإمام الصادق أربعين صباحا، فكان إذا انفتل رفع يديه إلى السماء، وقال: أصبحنا وأصبح الملك لله، اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك، اللهم احفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا نحتفظ، اللهم احرسنا من حيث نحترس ومن حيث لا نحترس، اللهم استرنا من حيث نستتر ومن حيث لا نستتر، اللهم استرنا بالغنى والعافية، اللهم ارزقنا العافية ودوام العافية، وارزقنا الشكر على العافية (3).
[الحديث: 3002] قال الإمام الصادق: عليك بالدعاء؛ فإنه شفاءٌ من كل داء (4).
[الحديث: 3003] عن إسحاق بن عمار وغيره، قالوا: استحال وجه يونس إلى البياض، فنظر الإمام الصادق إلى جبهته فصلى ركعتين، ثم حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي وآله، ثم قال: يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا أرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات، صل على محمد وعلى أهل بيته الطاهرين الطيبين، واصرف عني شر الدنيا وشر الآخرة، وأذهب عني ما بي، فقد غاظني ذلك وأحزنني.. قال: فوالله، ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عن وجهه مثل النخالة
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 323، معاني الأخبار: ص 394.
(2) مصباح المتهجد: ص 65، فلاح السائل: ص 321.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 338، مكارم الأخلاق: 2/ 24.
(4) الكافي: 2/ 670 و6/ 613.
معارج الذكر والدعاء (707)
وذهب.. قال الحكم بن مسكين: ورأيت البياض بوجهه، ثم انصرف وليس في وجهه شيءٌ (1).
[الحديث: 3004] قال الإمام الصادق: دعاء المكروب في الليل: يا منزل الشفاء بالليل والنهار، ومذهب الداء بالليل والنهار، أنزل علي من شفائك شفاء لكل ما بي من الداء (2).
[الحديث: 3005] قال الإمام الصادق لولد له اشتكى: يا بني، قل: اللهم اشفني بشفائك، وداوني بدوائك، وعافني من بلائك، فإني عبدك وابن عبدك (3).
[الحديث: 3006] قال الإمام الصادق في دعائه عند العلة: اللهم إنك عيرت أقواما فقلت: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴾ [الإسراء: 56]، فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عني أحدٌ غيره، صل على محمد وآل محمد واكشف ضري، لا إله غيرك (4).
[الحديث: 3007] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: ضع يدك على موضع الوجع وتقول: اللهم إني أسألك بحق القرآن العظيم الذي نزل به الروح الأمين، وهو عندك في ام الكتاب عليٌ حكيمٌ، أن تشفيني بشفائك، وتداويني بدوائك، وتعافيني من بلائك.. ثلاث مرات، وتصلي على محمد وآله (5).
[الحديث: 3008] قال الإمام الصادق في دعاء العليل: اللهم إني أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير، دعاء من اشتدت فاقته، وقلت حيلته، وضعف عمله، وألح البلاء
__________
(1) المناقب لابن شهر آشوب: 6/ 232.
(2) طب الأئمة لابني بسطام: ص 121.
(3) الكافي: 2/ 565، مكارم الأخلاق: 2/ 244.
(4) الكافي: 2/ 564، عدة الداعي: ص 256.
(5) الكافي: 2/ 568.
معارج الذكر والدعاء (708)
عليه، دعاء مكروب إن لم تدركه هلك، وإن لم تسعده فلا حيلة له، فلا تحط بي مكرك، ولا تثبت علي غضبك، ولا تضطرني إلى اليأس من روحك والقنوط من رحمتك.. اللهم إنه لا طاقة لي ببلائك، ولا غنى بي عن رحمتك، فاكشف ضري، وخلصني من هذه البلية إلى ما عودتني من رحمتك (1).
[الحديث: 3009] قال الإمام الصادق لمريض: ضع يدك على الموضع الذي فيه الوجع، وتقول ثلاث مرات: الله الله ربي حقا، لا أشرك به شيئا، اللهم أنت لها ولكل عظيمة، ففرجها عني (2).
[الحديث: 3010] قال الإمام الصادق لمريض: ضع يدك على موضع الوجع، ثم تقول: بسم الله وبالله، ومحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا حول ولا قوة إلابالله، اللهم امسح عني ما أجد.. وتمسح الوجع ثلاث مرات (3).
[الحديث: 3011] قال الإمام الصادق: يا منزل الشفاء ومذهب الداء أنزل على ما بي من داء شفاء (4).
[الحديث: 3012] قال الإمام الصادق في دعائه: يا حليم يا كريم، يا عالم يا عليم، يا قادر يا قاهر، يا خبير يا لطيف، يا الله يا رباه، يا سيداه يا مولاه، يا رجاءاه، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسألك نفحة من نفحاتك كريمة رحيمة، تلم بها شعثي وتصلح بها شأني، وتقضي بها ديني، وتنعشني بها وعيالي، وتغنيني بها عمن سواك.. يا من
__________
(1) الدعوات: ص 173، مهج الدعوات: ص 324.
(2) الكافي: 2/ 565، عدة الداعي: ص 258.
(3) الكافي: 2/ 566.
(4) الكافي: 2/ 567.
معارج الذكر والدعاء (709)
هو خيرٌ لي من أبي وأمي ومن الناس أجمعين، صل على محمد وآل محمد، وافعل ذلك بي الساعة، إنك على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 3013] قال الإمام الصادق: من جاع فليتوضأ وليصل ركعتين، ثم يقول: (يا رب، إني جائعٌ فأطعمني) فإنه يطعم من ساعته (2).
[الحديث: 3014] قال الإمام الكاظم: إن الدعاء يستقبل البلاء، فيتوافقان إلى يوم القيامة (3).
[الحديث: 3015] قال الإمام الكاظم: ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله عز وجل الدعاء، إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا، وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا؛ فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل (4).
[الحديث: 3016] قال الإمام الكاظم: إن أباذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه، فخافوا عليهما، فقيل له: يا أباذر لو دعوت الله في عينيك، فقال: إني عنهما لمشغولٌ، وما عناني أكبر، فقيل له: وما شغلك عنهما؟ قال: العظيمتان: الجنة والنار (5).
[الحديث: 3017] قال الإمام الكاظم في دعائه عند دخول شهر رمضان: اللهم بلغني برحمتك كمال العافية بتمام دوام العافية، والنعمة عندي إلى منتهى أجلي (6).
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 90، الإقبال: 1/ 328.
(2) الكافي: 3/ 475، تهذيب الأحكام: 2/ 237 و3/ 313.
(3) فلاح السائل: ص 78.
(4) الكافي: 2/ 671، عدة الداعي: ص 36.
(5) الأمالي للطوسي: ص 702.
(6) الكافي: 4/ 73، تهذيب الأحكام: 3/ 108.
معارج الذكر والدعاء (710)
[الحديث: 3018] قال الإمام الكاظم: اللهم إني أسألك العافية، وأسألك جميل العافية، وأسألك شكر العافية، وأسألك شكر شكر العافية (1).
[الحديث: 3019] قيل للإمام الكاظم: علمني دعاء أدعو به لوجع أصابني، قال: قل وأنت ساجدٌ: يا الله، يا رحمان، يا رحيم، اشفني بشفائك من كل داء وسقم، فإني عبدك أتقلب في قبضتك (2).
[الحديث: 3020] عن الريان بن الصلت، قال: سمعت الإمام الرضا يدعو بكلمات فحفظتها عنه، فما دعوت بها في شدة إلافرج الله عني، وهي: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شديدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقةٌ وعدةٌ، كم من كرب يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، وتعيي فيه الأمور، ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك، وشكوته إليك، راغبا إليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلا، بنعمتك تتم الصالحات، يا معروفا بالمعروف معروفٌ، ويا من هو بالمعروف موصوفٌ، أنلني من معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك، برحمتك يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 3021] قال الإمام الجواد: لما جعل المأمون الإمام الرضا ولي عهده احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضا يقولون: انظروا لما جاءنا علي بن موسى، وصار ولي عهدنا، فحبس الله عنا المطر، واتصل ذلك بالمأمون، فاشتد عليه،
__________
(1) الدعوات: ص 84 عن داوود بن رزين.
(2) الكافي: 2/ 566، مكارم الأخلاق: 2/ 275.
(3) الأمالي للمفيد: ص 273، الأمالي للطوسي: ص 35.
معارج الذكر والدعاء (711)
فقال للرضا: قد احتبس المطر، فلو دعوت الله عز وجل أن يمطر الناس، فقال الرضا: نعم، قال: فمتى تفعل ذلك؟ ـ وكان ذلك يوم الجمعة ـ قال: يوم الإثنين.. فلما كان يوم الإثنين غدا إلى الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اللهم يا رب، أنت عظمت حقنا أهل البيت، فتوسلوا بنا كما أمرت، وأملوا فضلك ورحمتك، وتوقعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقيا نافعا عاما غير رائث ولا ضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارهم.. قال: فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا، لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم، وأرعدت وأبرقت.. فقال الإمام الرضا: أيها الناس، هذه سحابةٌ بعثها الله عز وجل لكم، فاشكروا الله على تفضله عليكم، وقوموا إلى مقاركم ومنازلكم؛ فإنها مسامتةٌ لكم ولرؤوسكم، ممسكةٌ عنكم، إلى أن تدخلوا إلى مقاركم، ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله.. ونزل من المنبر وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم، ثم جاءت بوابل المطر، فملأت الأودية والحياض والغدران والفلوات (1).
[الحديث: 3022] قال الإمام الرضا: هذا دعاء العافية: يا الله يا ولي العافية، والمنان بالعافية، ورازق العافية، والمنعم بالعافية، والمتفضل بالعافية علي وعلى جميع خلقه، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد، وعجل لنا فرجا ومخرجا، وارزقني العافية ودوام العافية في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين (2).
__________
(1) عيون أخبار الرضا: 2/ 168، دلائل الإمامة: ص 376.
(2) تهذيب الأحكام: 3/ 95.
معارج الذكر والدعاء (712)
ثانيا ـ ما ورد حول طلب الحاجات المختلفة
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [طلب الحاجات المختلفة]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [النساء: 32]
ومنها قوله في الدعوة إلى الجمع بين سؤال الله حاجات الدنيا والآخرة دون الاقتصار على حاجات الدنيا وحدها: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: 200 - 202]
ومنها قوله في الدعوة إلى طلب الولد الصالح ضاربا المثل على ذلك بإبراهيم عليه السلام: ﴿فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ [الصافات: 98 - 101]
ومثله زكريا عليه السلام الذي لم يمنع كبر سنه، ولا عقم امرأته أن يسأل الله ذلك، قال تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران: 38 - 39]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
معارج الذكر والدعاء (713)
[الحديث: 3023] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة؛ فإنه لا يتعاظم على الله شيءٌ (1).
[الحديث: 3024] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يعجب من سائل يسأل غير الجنة (2).
[الحديث: 3025] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلوا الله الفردوس؛ فإنها سرة الجنة (3).
[الحديث: 3026] عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود (4).
[الحديث: 3027] عن ربيعة بن كعب: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلني أعطك، قلت: يا رسول الله، أنظرني أنظر في أمري، قال: فانظر في أمرك، فنظرت، فقلت: إن أمر الدنيا ينقطع، فلا أرى شيئا خيرا من شيء آخذه لنفسي لآخرتي! فدخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ما حاجتك؟ فقلت: يا رسول الله، اشفع لي إلى ربك عز وجل فليعتقني من النار، فقال: من أمرك بهذا؟ فقلت: لا والله يا رسول الله، ما أمرني به أحدٌ، ولكني نظرت في أمري، فرأيت أن الدنيا زائلةٌ من أهلها، فأحببت أن آخذ لآخرتي، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود (5).
[الحديث: 3028] قال الإمام علي: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سئل شيئا فإذا أراد أن يفعله،
__________
(1) صحيح ابن حبان: 3/ 177، أحمد: 3/ 678.
(2) تاريخ بغداد: 9/ 267.
(3) الحاكم: 2/ 602، المعجم الكبير: 8/ 266.
(4) مسلم: 1/ 353، أبو داوود: 2/ 35، النسائي: 2/ 227، السنن الكبرى: 2/ 686، بحار الأنوار: 93/ 326.
(5) أحمد: 5/ 571 8.
معارج الذكر والدعاء (714)
قال: نعم، وإذا أراد أن لا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء لا، فأتاه أعرابيٌ فسأله، فسكت، ثم سأله فسكت، ثم سأله، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم كهيئة المنتهر: سل ما شئت يا أعرابي، فغبطناه، فقلنا: الآن يسأل الجنة، فقال الأعرابي: أسألك راحلة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لك ذاك، ثم قال: سل، قال: أسألك زادا، قال: ولك ذاك، فتعجبنا من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل!.. إن موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه، فضربت وجوه الدواب، فرجعت، فقال موسى: ما لي يا رب؟ قال له: إنك عند قبر يوسف، فاحتمل عظامه معك، وقد استوى القبر بالأرض، فجعل موسى لا يدري أين هو، قالوا: إن كان أحدٌ منكم يعلم أين هو فعجوز بني إسرائيل، لعلها تعلم أين هو، فأرسل إليها موسى، قال: هل تعلمين أين قبر يوسف؟ قالت: نعم. قال: فدليني عليه، قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك، قال: ذاك لك، قالت: فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة، قال: سلي الجنة، قالت: لا والله، إلا أن أكون معك، فجعل موسى يرادها، فأوحى الله ـ تبارك وتعالى ـ إليه: أن أعطها ذلك؛ فإنه لا ينقصك شيئا، فأعطاها ودلته على القبر، فأخرج العظام وجاوز البحر (1).
[الحديث: 3029] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلوا الله من فضله؛ فإن الله عز وجل يحب أن يسأل (2).
[الحديث: 3030] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تعالى: يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته؛ فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقيرٌ إلا من أغنيت؛ فسلوني أرزقكم، وكلكم مذنبٌ إلا من عافيت؛ فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي..
__________
(1) المعجم الأوسط: 7/ 376، بحار الأنوار: 93/ 327.
(2) الترمذي: 5/ 565، المعجم الكبير: 10/ 101، بحار الأنوار: 93/ 300.
معارج الذكر والدعاء (715)
ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي، ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة.. ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي، ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة.. ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا في صعيد واحد، فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته، فأعطيت كل سائل منكم، ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه؛ ذلك بأني جوادٌ ماجدٌ، أفعل ما أريد، عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له: كن، فيكون (1).
[الحديث: 3031] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي، كلكم جائعٌ إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم.. يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم.. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم.. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا.. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئا.. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم اوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه (2).
__________
(1) الترمذي: 6/ 656، ابن ماجة: 2/ 1622، أحمد: 8/ 85 5.
(2) مسلم: 6/ 1996، الأدب المفرد: ص 169، الحاكم: 6/ 269.
معارج الذكر والدعاء (716)
[الحديث: 3032] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع (1).
[الحديث: 3033] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليسأل أحدكم ربه حاجته، حتى يسأله الملح، وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع (2).
[الحديث: 3034] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلوا الله عز وجل ما بدا لكم من حوائجكم، حتى شسع نعل أحدكم؛ فإنه إن لم ييسره لم يتيسر (3).
[الحديث: 3035] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من نزلت به فاقةٌ فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقةٌ فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل (4).
[الحديث: 3036] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء مفتاح الرحمة (5).
[الحديث: 3037] عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك (6).
[الحديث: 3038] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: (اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني)، ويجمع أصابعه إلاالإبهام؛ فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك (7).
[الحديث: 3039] عن أبي امامة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوكئٌ على عصا، فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا فقال: اللهم اغفر لنا وارحمنا، وارض عنا وتقبل منا،
__________
(1) الترمذي: 5/ 369، صحيح ابن حبان: 3/ 177، بحار الأنوار: 93/ 295.
(2) الترمذي: 5/ 369.
(3) الفردوس: 2/ 305، مسند أبي يعلى: 6/ 312؛ مكارم الأخلاق: 2/ 10، بحار الأنوار: 93/ 295.
(4) الترمذي: 6/ 563، أبو داوود: 2/ 122.
(5) الفردوس: 2/ 226.
(6) أبو داود: 2/ 77، أحمد: 9/ 484 5، الحاكم: 1/ 723.
(7) مسلم: 4/ 2073، ابن ماجة: 2/ 1264، أحمد: 5/ 381 7.
معارج الذكر والدعاء (717)
وأدخلنا الجنة ونجنا من النار، وأصلح لنا شأننا كله، فكأنا اشتهينا أن يزيدنا فقال: قد جمعت لكم الأمر (1).
[الحديث: 3040] عن أبي أمامة، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا، قلنا: يا رسول الله، دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا، فقال: ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟ نقول: اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلابالله (2).
[الحديث: 3041] عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام فدعا بدعاء لم يسمع الناس مثله، واستعاذ استعاذة لم يسمع الناس مثلها، فقال له بعض الناس: كيف لنا يا رسول الله أن ندعو بمثل ما دعوت، وأن نستعيذ كما استعذت؟ فقال: قولوا: اللهم إنا نسألك مما سألك محمدٌ عبدك ورسولك، ونستعيذ مما استعاذ منه محمدٌ عبدك ورسولك (3).
[الحديث: 3042] عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو: اللهم إني أسألك من الخير كله؛ ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله؛ ما علمت منه وما لم أعلم (4).
[الحديث: 3043] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليك بالجوامع والكوامل: اللهم إني أسألك من الخير كله؛ عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله؛ عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم، وأعوذ بك مما استعاذك منه محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم. اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي
__________
(1) أحمد: 8/ 278 3، ابن ماجة: 2/ 1261.
(2) الترمذي: 5/ 537، الأدب المفرد: ص 203.
(3) المعجم الأوسط: 7/ 240، المعجم الصغير: 2/ 151.
(4) الدعاء للطبراني: ص 422، المعجم الكبير: 2/ 252.
معارج الذكر والدعاء (718)
رشدا (1).
[الحديث: 3044] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة بعونك من النار (2).
[الحديث: 3045] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته، واستنصرك فنصرته (3).
[الحديث: 3046] عن شداد بن أوس، أنه قال لرجل من بني حنظلة: ألا اعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا أن نقول: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك لسانا صادقا وقلبا سليما، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم، إنك أنت علام الغيوب (4).
[الحديث: 3047] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك الغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب، اللهم لا تدع لي ذنبا إلاغفرته، ولا هما
__________
(1) مسند إسحاق بن راهويه: 2/ 590، أحمد: 9/ 482 1، ابن ماجة: 2/ 1264.
(2) الحاكم: 1/ 706، المصنف لابن أبي شيبة: 1/ 337.
(3) التوكل على الله لابن أبي الدنيا: ص 38، الفردوس: 1/ 472.
(4) الترمذي: 5/ 476، النسائي: 3/ 54، أحمد: 6/ 80 وص 76 3.
معارج الذكر والدعاء (719)
إلافرجته، ولا كربا إلانفسته، ولا ضرا إلا كشفته، ولا دينا إلاقضيته، ولا عدوا إلاأهلكته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 3048] عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا كلمات كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها عليك قابلين لها، وأتمها علينا (2).
[الحديث: 3049] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنا على شكرك وذكرك، وحسن عبادتك (3).
[الحديث: 3050] عن عمران بن حصين عن أبيه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يسلم، فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قال: قل: (اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري)، فقالها، ثم انصرف ولم يسلم، ثم أسلم فقال: يا رسول الله، فما أقول الآن وقد أسلمت؟ قال: قل: اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وما علمت وما جهلت (4).
[الحديث: 3051] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو دعا بمئة دعوة، افتتحها وختمها وتوسطها بـ ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201] (5).
__________
(1) الدعاء للطبراني: ص 202، صحيح ابن حبان: 3/ 216، الحاكم: 1/ 688.
(2) الحاكم: 1/ 397، أبو داود: 1/ 254، صحيح ابن حبان: 3/ 277.
(3) أحمد: 3/ 160، الحاكم: 1/ 677.
(4) الحاكم: 1/ 691، أحمد: 7/ 227 2، صحيح ابن حبان: 3/ 181.
(5) كنز العمال: 2/ 619.
معارج الذكر والدعاء (720)
[الحديث: 3052] عن أنس، قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201] (1).
[الحديث: 3053] عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا سلمان الخير فقال: إن نبي الله يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن، وترغب إليه فيهن، وتدعو بهن في الليل والنهار، قل: اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيمانا في خلق حسن، ونجاحا يتبعه فلاحٌ، ورحمة منك وعافية، ومغفرة منك ورضوانا (2).
[الحديث: 3054] عن شداد بن أوس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في صلاته: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم (3).
[الحديث: 3055] عن عثمان بن حنيف: إن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خيرٌ لك. قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في (4).
[الحديث: 3056] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا طلبت حاجة فأحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم،
__________
(1) البخاري: 5/ 2347، مسلم: 4/ 2070، أبو داود: 2/ 85.
(2) النسائي: 6/ 9، أحمد: 3/ 206، الحاكم: 1/ 704.
(3) النسائي: 3/ 54، الترمذي: 5/ 476، أحمد: 6/ 80 3.
(4) الترمذي: 5/ 569، ابن ماجة: 1/ 661، عمل اليوم والليلة للنسائي: ص 617.
معارج الذكر والدعاء (721)
بسم الله الذي لا إله إلاهو الحي الحليم، سبحان رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الأحقاف: 35]، ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ [النازعات: 46].. اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل ذنب، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلاغفرته، ولا هما إلافرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلاقضيتها، برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 3057] عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو: اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري (2).
[الحديث: 3058] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: قل: اللهم إني ضعيفٌ فقوني، وإني ذليلٌ فأعزني، وإني فقيرٌ فارزقني (3).
[الحديث: 3059] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسألوا الله وأجزلوا؛ فإنه لا يتعاظمه شيءٌ (4).
[الحديث: 3060] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لتسألن الله أو ليقضين عليكم، إن لله عبادا يعملون فيعطيهم، وآخرين يسألونه صادقين فيعطيهم، ثم يجمعهم في الجنة، فيقول الذين عملوا: ربنا عملنا فأعطيتنا، فبما أعطيت هؤلاء؟ فيقول: عبادي! أعطيتكم أجوركم ولم
__________
(1) الدعاء للطبراني: ص 318، المعجم الأوسط: 3/ 358.
(2) الحاكم: 1/ 726، الدعاء للطبراني: ص 320، المعجم الأوسط: 4/ 62.
(3) الحاكم: 1/ 708، المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 55.
(4) عدة الداعي: ص 36.
معارج الذكر والدعاء (722)
ألتكم من أعمالكم شيئا، وسألني هؤلاء فأعطيتهم، وهو فضلي أوتيه من أشاء (1).
[الحديث: 3061] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الرزق لينزل من السماء إلى الأرض، على عدد قطر المطر، إلى كل نفس بما قدر لها، ولكن لله فضولٌ، فاسألوا الله من فضله (2).
[الحديث: 3062] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله ليمسك الخير الكثير عن عبده، فيقول: لا أعطيه حتى يسألني (3).
[الحديث: 3063] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يقول: لو أن قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبد لي، ما زاد ذلك في سلطاني جناح بعوضة، ولو أني أعطيت كل عبد ما سألني ما كان ذلك إلا مثل إبرة جاء بها عبدٌ من عبادي فغمسها في بحر، وذلك أن عطائي كلامٌ، وعدتي كلامٌ، وإنما أقول للشيء: كن فيكون (4).
[الحديث: 3064] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوحى الله إلى بعض أنبيائه: لو أن أهل سبع سماوات وأرضين سألوني جميعا فأعطيت كل واحد منهم مسألته، ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، وكيف ينقص ملكٌ أنا قيمه؟! (5).
[الحديث: 3065] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه؛ أبغض لخلقه المسألة، وأحب لنفسه أن يسأل. وليس شيءٌ أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل، فلا يستحيي أحدكم أن يسأل الله ولو بشسع نعل (6).
[الحديث: 3066] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تمنى شيئا وهو لله عز وجل رضى، لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه (7).
__________
(1) عدة الداعي: ص 36.
(2) قرب الإسناد: ص 117.
(3) مستدرك الوسائل: 5/ 175 عن القطب الراوندي في لب اللباب.
(4) الأمالي للطوسي: ص 675، تنبيه الخواطر: 2/ 82.
(5) الأمالي للطوسي: ص 586، عدة الداعي: ص 126.
(6) الكافي: 6/ 20.
(7) الخصال: ص 6، ثواب الأعمال: ص 220، الأمالي للصدوق: ص 676.
معارج الذكر والدعاء (723)
[الحديث: 3067] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم إني أسألك من علمك لجهلنا، ومن قوتك لضعفنا، ومن غناك لفقرنا، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، ولا تردنا إلى أعقابنا، ولا تزل أقدامنا ولا تزغ قلوبنا، ولا تدحض حجتنا، ولا تمح معذرتنا، ولا تعسر علينا سعينا، ولا تشمت بنا أعداءنا، ولا تسلط علينا سلطانا مخيفا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (1).
[الحديث: 3068] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تكشف عنا سترك، ولا تصرف عنا وجهك، ولا تحلل علينا غضبك، ولا تنح عنا كرمك، واجعلنا اللهم من الصالحين الأخيار، وارزقنا ثواب دار القرار، واجعلنا من الأتقياء الأبرار، ووفقنا في الدنيا والآخرة، واجعل لنا مودة في قلوب المؤمنين، آمين رب العالمين (2).
[الحديث: 3069] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم كما اجتبيت آدم وتبت عليه تب علينا، وكما رضيت عن إسحاق فارض عنا، وكما صبرت إسماعيل على البلاء فصبرنا، وكما كشفت الضر عن أيوب فاكشف ضرنا، وكما جعلت لسليمان زلفى وحسن مآب فاجعل لنا، وكما أعطيت موسى وهارون سؤلهما فأعطنا، وكما رفعت إدريس مكانا عليا فارفعنا، وكما أدخلت إلياس واليسع وذا الكفل وذا القرنين في الصالحين فأدخلنا، وكما ربطت على قلوب أهل الكهف ﴿إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ [الكهف: 14]، ونحن نقول كذلك فاربط على قلوبنا، وكما دعاك زكريا فاستجبت له فاستجب لنا، وكما أيدت عيسى بروح القدس فأيدنا بما تحب وترضى..
__________
(1) البلد الأمين: ص 350، المصباح للكفعمي: ص 356.
(2) البلد الأمين: ص 350، المصباح للكفعمي: ص 356..
معارج الذكر والدعاء (724)
واجعلنا اللهم وجميع المؤمنين من عبادك العالمين العاملين الخاشعين المتقين المخلصين الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (1).
[الحديث: 3070] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كانت له حاجةٌ، فليصم ثلاثة آخرها الجمعة، فإذا كان يوم الجمعة، تطهر وراح إلى المسجد، وتصدق بصدقة ـ قلت أو كثرت ـ بالرغيف إلى ما دون ذلك، فإذا صلى الجمعة قال: اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ، الذي ملأت عظمته السماوات والأرض، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو، الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الأبصار، ووجلت القلوب من خشيته، أن تصلي على محمد وآله، وأن تقضي حاجتي في كذا وكذا.. ولا تدعوا بها في مأثم ولا قطيعة رحم (2).
[الحديث: 3071] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لطلب الحوائج: اللهم جديرٌ من أمرته بالدعاء أن يدعوك، ومن وعدته بالإجابة أن يرجوك، ولي اللهم حاجةٌ قد عجزت عنها حيلتي، وكلت فيها طاقتي، وضعف عن مرامها قوتي، وسولت لي نفسي الأمارة بالسوء، وعدوي الغرور الذي أنا منه مبلوٌ أن أرغب إليك فيها.. اللهم وأنجحها بأيمن النجاح، واهدها سبيل الفلاح، واشرح بالرجاء لإسعافك صدري، ويسر في أسباب الخير أمري، وصور إلي الفوز ببلوغ ما رجوته بالوصول إلى ما أملته، ووفقني اللهم في قضاء حاجتي ببلوغ امنيتي، وتصديق رغبتي، وأعذني اللهم بكرمك من الخيبة والقنوط، والأناة
__________
(1) البلد الأمين: ص 350، المصباح للكفعمي: ص 356.
(2) المصباح للكفعمي: ص 523.
معارج الذكر والدعاء (725)
والتثبيط، اللهم إنك ملي ءٌ بالمنائح الجزيلة، وفيٌ بها، وأنت على كل شي ء قديرٌ، بعبادك خبيرٌ بصيرٌ (1).
[الحديث: 3072] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد دعا بهذا الدعاء إلااستجاب الله له: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك ولا أسأل غيرك، وأرغب إليك ولا أرغب إلى غيرك، أسألك يا أمان الخائفين، وجار المستجيرين، أنت الفتاح ذو الخيرات، مقيل العثرات، ماحي السيئات، وكاتب الحسنات، ورافع الدرجات.. أسألك بأفضل المسائل كلها وأنجحها التي لا ينبغي للعباد أن يسألوك إلابها، يا الله يا رحمن، وبأسمائك الحسنى، وأمثالك العليا، ونعمك التي لا تحصى، وبأكرم أسمائك عليك، وأحبها إليك، وأشرفها عندك منزلة، وأقربها منك وسيلة، وأجزلها مبلغا، وأسرعها منك إجابة، وباسمك المخزون الجليل الأجل العظيم الأعظم الذي تحبه وترضاه، وترضى عمن دعاك به، فاستجبت دعاءه وحقٌ عليك ألا تحرم سائلك، وبكل اسم هو لك في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وبكل اسم هو لك، علمته أحدا من خلقك، أو لم تعلمه أحدا، وبكل اسم دعاك به حملة عرشك وملائكتك وأصفياؤك من خلقك، وبحق السائلين لك، والراغبين إليك، والمتعوذين بك، والمتضرعين لديك، وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر، أو سهل أو جبل.. أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته، وعظم جرمه، وأشرف على الهلكة، وضعفت قوته، ومن لا يثق بشي ء من عمله، ولا يجد لذنبه غافرا غيرك، ولا لسعيه شاكرا سواك، هربت منك إليك، معترفا غير مستنكف ولا مستكبر عن عبادتك، يا أنس كل فقير مستجير، أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو
__________
(1) مهج الدعوات: ص 265، البلد الأمين: ص.
معارج الذكر والدعاء (726)
الجلال والإكرام، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم.. أنت الرب وأنا العبد، وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت العزيز وأنا الذليل، وأنت الغني وأنا الفقير، وأنت الحي وأنا الميت، وأنت الباقي وأنا الفاني، وأنت المحسن وأنا المسي ء، وأنت الغفور وأنا المذنب، وأنت الرحيم وأنا الخاطئ، وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت القوي وأنا الضعيف، وأنت المعطي وأنا السائل، وأنت الأمين وأنا الخائف، وأنت الرازق وأنا المرزوق.. وأنت أحق من شكوت إليه، واستغثت به ورجوته، لأ نك كم من مذنب قد غفرت له، وكم من مسي ء قد تجاوزت عنه، فاغفر لي وتجاوز عني وارحمني، وعافني مما نزل بي، ولا تفضحني بما جنيته على نفسي، وخذ بيدي وبيد والدي وولدي، وارحمنا برحمتك يا ذا الجلال والإكرام (1).
[الحديث: 3073] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ يوم الجمعة بعد صلاة الإمام: (قل هو الله أحدٌ) مئة مرة، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مئة مرة، وقال سبعين مرة: (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك)، قضى الله له مئة حاجة (2).
[الحديث: 3074] قال الإمام الصادق: علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الدعاء: يا رازق المقلين، يا راحم المساكين، يا ولي المؤمنين، يا ذا القوة المتين، صل على محمد وأهل بيته وارزقني، وعافني، واكفني ما أهمني (3).
[الحديث: 3075] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه، فلولا الخبز ما صمنا ولا صلينا، ولا أدينا فرائض ربنا عز وجل (4).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
__________
(1) مهج الدعوات: ص 104، البلد الأمين: ص 377.
(2) مصباح المتهجد: ص 368، جمال الاسبوع: ص 261.
(3) الكافي: 2/ 552.
(4) الكافي: 6/ 287 و5/ 73، المحاسن: 2/ 416.
معارج الذكر والدعاء (727)
[الحديث: 3076] قال الإمام علي: اسألوا الله من رحمته وفضله؛ فإنه لا يخيب عليه داع دعاه (1).
[الحديث: 3077] قال الإمام علي في دعائه: واجعلني من أحسن عبادك نصيبا عندك، وأقربهم منزلة منك، وأخصهم زلفة لديك، فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك (2).
[الحديث: 3078] قال الإمام علي في دعائه: اللهم إني أرى لدي من فضلك ما لم أسألك، فعلمت أن لديك من الرحمة ما لا أعلم، فصغرت قيمة مطلبي فيما عاينت، وقصرت غاية أملي عندما رجوت، فإن ألحفت في سؤالي فلفاقتي إلى ما عندك، وإن قصرت في دعائي فبما عودت من ابتدائك (3).
[الحديث: 3079] قال الإمام علي: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته؛ فلا تستصغرن شيئا من طاعته؛ فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته؛ فلا تستصغرن شيئا من معصيته؛ فربما وافق سخطه معصيته وأنت لا تعلم، وأخفى إجابته في دعوته؛ فلا تستصغرن شيئا من دعائه؛ فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليه في عباده؛ فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله؛ فربما يكون وليه وأنت لا تعلم (4).
[الحديث: 3080] قال الإمام علي: الدعاء مفاتيح النجاح، ومقاليد الفلاح، وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي، وفي المناجاة سبب النجاة، وبالإخلاص يكون
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 632، مصباح المتهجد: ص 386.
(2) مصباح المتهجد: ص 850.
(3) شرح نهج البلاغة: 20/ 319.
(4) الخصال: ص 209، كمال الدين: ص 296.
معارج الذكر والدعاء (728)
الخلاص، فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع (1).
[الحديث: 3081] قال الإمام علي: الدعاء مفتاح الرحمة، ومصباح الظلمة (2).
[الحديث: 3082] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: اعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والأرض قد أذن لك في الدعاء، وتكفل لك بالإجابة، وأمرك أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه.. وفتح لك باب المتاب وباب الاستعتاب، فإذا ناديته سمع نداك، وإذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك وأبثثته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك واستكشفته كروبك، واستعنته على أمورك وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره؛ من زيادة الأعمار، وصحة الأبدان، وسعة الأرزاق، ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه، بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته، واستمطرت شآبيب رحمته (3).
[الحديث: 3083] قال الإمام علي لبعض أصحابه: إذا سألت ربك حاجة فأحببت أن تنجح، فقل: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين (4).
[الحديث: 3084] قال الإمام علي لبعض أصحابه: إذا كانت لك إلى الله حاجةٌ تحب قضاءها فقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، اللهم
__________
(1) الكافي: 2/ 668، عدة الداعي: ص 166.
(2) الدعوات: ص 286، تحف العقول: ص 86.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31، تحف العقول: ص 75، كنز العمال: 16/ 173 عن العسكري في المواعظ.
(4) الدعاء للطبراني: ص 310 و1014، النسائي: 6/ 163 9.
معارج الذكر والدعاء (729)
إني أسألك بأنك ملكٌ مقتدرٌ، وأنت على كل شي ء قديرٌ، ما تشاء من كل شي ء يكون.. ثم تسأل حاجتك (1).
[الحديث: 3085] قال الإمام علي: كان رسول الله يدعو بهذا الدعاء: اللهم إله جبريل وإله ميكائيل وإله إسرافيل، اجعل اليقين في قلبي، والنور في بصري، والنصيحة في صدري، وذكرك بالليل والنهار على لساني، ورزقا غير ممنون ولا محظور فارزقني (2).
[الحديث: 3086] قال الإمام علي في دعائه: اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق طالبي رزقك، وأستعطف شرار خلقك، وابتلى بحمد من أعطاني، وافتتن بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك كله ولي الإعطاء والمنع، إنك على كل شي ء قديرٌ (3).
[الحديث: 3087] قال الإمام علي في دعائه في طلب الرزق لمن قتر عليه: اللهم لا طاقة لـ (فلان بن فلان) بالجهد، ولا صبر له على البلاء، ولا قوة له على الفقر والفاقة، اللهم فصل على محمد وآل محمد، ولا تحظر عليه رزقك، ولا تقتر عليه سعة ما عندك، ولا تحرمه فضلك، ولا تحسمه من جزيل قسمك، ولا تكله إلى خلقك ولا إلى نفسه فيعجز عنها، ويضعف عن القيام فيما يصلحه، ويصلح ما قبله، بل تفرد بلم شعثه، وتول كفايته، وانظر إليه في جميع أموره، إنك إن وكلته إلى خلقك لم ينفعوه، وإن ألجأته إلى أقربائه حرموه، وإن أعطوه أعطوه قليلا نكدا، وإن منعوه منعوه كثيرا، وإن بخلوا بخلوا وهم للبخل أهلٌ، اللهم أغنه من فضلك ولا تخله منه، فإنه مضطرٌ إليك فقيرٌ إلى ما في يديك، وأنت غنيٌ عنه، وأنت به خبيرٌ عليمٌ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي ء
__________
(1) المحاسن: 1/ 103، بحار الأنوار: 95/ 157.
(2) الجعفريات: ص 221.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 225، الدعوات: ص 133.
معارج الذكر والدعاء (730)
قدرا، فإن مع العسر يسرا، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2 - 3] لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3] (1).
[الحديث: 3088] قال الإمام علي في دعائه: اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك، فصن وجهي عن مسألة غيرك (2).
[الحديث: 3089] قال الإمام علي: من أصبح ولم يقل هذه الكلمات خيف عليه فوات الرزق؛ وهي: الحمد لله الذي عرفني نفسه، ولم يتركني عميان القلب، الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الحمد لله الذي جعل رزقي في يده ولم يجعله في أيدي الناس، الحمد لله الذي ستر عورتي ولم يفضحني بين الناس (3).
[الحديث: 3090] عن الإمام الحسن، أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلمه في النوم هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من كل أمر ضعفت عنه حيلتي، أن تعطيني منه ما لم تنته إليه رغبتي، ولم يخطر ببالي، ولم يجر على لساني، وأن تعطيني من اليقين ما يحجزني عن أن أسأل أحدا من العالمين، إنك على كل شي ء قديرٌ (4).
[الحديث: 3091] قيل للإمام السجاد: علمني دعاء، فقال: قل: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، أن
__________
(1) مهج الدعوات: ص 126، المصباح للكفعمي: ص 225.
(2) بحار الأنوار: 95/ 297 عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) المصباح للكفعمي: ص 226 والدعوات: ص 81.
(4) المجتنى: ص 69، تاريخ دمشق: 13/ 166.
معارج الذكر والدعاء (731)
تفعل بي كذا وكذا.. ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هو الدعاء الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى (1).
[الحديث: 3092] قال الإمام السجاد في دعائه في طلب الحوائج إلى الله تعالى: اللهم يا منتهى مطلب الحاجات، ويا من عنده نيل الطلبات، ويا من لا يبيع نعمه بالأثمان، ويا من لا يكدر عطاياه بالامتنان، ويا من يستغنى به ولا يستغنى عنه، ويا من يرغب إليه ولا يرغب عنه، ويا من لا تفني خزائنه المسائل، ويا من لا تبدل حكمته الوسائل، ويا من لا تنقطع عنه حوائج المحتاجين، ويا من لا يعنيه دعاء الداعين (2).
[الحديث: 3093] قال الإمام السجاد في دعائه في طلب الحوائج إلى الله تعالى: اللهم يا من تمدحت بالغناء عن خلقك وأنت أهل الغنى عنهم، ونسبتهم إلى الفقر وهم أهل الفقر إليك، فمن حاول سد خلته من عندك، ورام صرف الفقر عن نفسه بك، فقد طلب حاجته في مظانها، وأتى طلبته من وجهها، ومن توجه بحاجته إلى أحد من خلقك، أو جعله سبب نجحها دونك فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك فوت الإحسان (3).
[الحديث: 3094] قال الإمام السجاد في دعائه في طلب الحوائج إلى الله تعالى: اللهم لي إليك حاجةٌ قد قصر عنها جهدي، وتقطعت دونها حيلي، وسولت لي نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك، ولا يستغني في طلباته عنك، وهي زلةٌ من زلل الخاطئين، وعثرةٌ من عثرات المذنبين، ثم انتبهت بتذكيرك لي من غفلتي، ونهضت بتوفيقك من زلتي، ورجعت ونكصت بتسديدك عن عثرتي، وقلت: سبحان ربي كيف يسأل محتاجٌ محتاجا؟، وأنى يرغب معدمٌ إلى معدم؟، فقصدتك يا إلهي بالرغبة، وأوفدت عليك رجائي بالثقة بك، وعلمت
__________
(1) الدعوات: ص 57، بحار الأنوار: 95/ 163.
(2) الصحيفة السجادية: ص 57.
(3) الصحيفة السجادية: ص 57.
معارج الذكر والدعاء (732)
أن كثير ما أسألك يسيرٌ في وجدك، وأن خطير ما أستوهبك حقيرٌ في وسعك، وأن كرمك لايضيق عن سؤال أحد، وأن يدك بالعطايا أعلى من كل يد (1).
[الحديث: 3095] قال الإمام السجاد في دعائه في طلب الحوائج إلى الله تعالى: اللهم احملني بكرمك على التفضل، ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق، فما أنا بأول راغب رغب إليك فأعطيته وهو يستحق المنع، ولا بأول سائل سألك فأفضلت عليه وهو يستوجب الحرمان (2).
[الحديث: 3096] قال الإمام السجاد في دعائه في طلب الحوائج إلى الله تعالى: اللهم كن لدعائي مجيبا، ومن ندائي قريبا، ولتضرعي راحما، ولصوتي سامعا، ولا تقطع رجائي عنك، ولا تبت سببي منك، ولا توجهني في حاجتي هذه وغيرها إلى سواك، وتولني بنجح طلبتي وقضاء حاجتي، ونيل سؤلي قبل زوالي عن موقفي هذا، بتيسيرك لي العسير، وحسن تقديرك لي في جميع الأمور (3).
[الحديث: 3097] عن أبي حمزة الثمالي، قال: بينا أنا قاعدٌ يوما في المسجد عند السابعة إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجها، وأطيبهم ريحا، وأنظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان ولا إزار، عليه قميصٌ ودراعةٌ وعمامةٌ، وفي رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه، ثم قام عند السابعة ورفع مسبحتيه حتى بلغتا شحمتي اذنيه، ثم أرسلهما بالتكبير، فلم يبق في بدني شعرةٌ إلاقامت، ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن، وقال: إلهي، إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك الإيمان بك، منا منك به علي لا منا مني به عليك، لم أتخذ لك ولدا ولم أدع لك شريكا، وقد
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 57.
(2) الصحيفة السجادية: ص 57.
(3) الصحيفة السجادية: ص 57.
معارج الذكر والدعاء (733)
عصيتك على غير وجه المكابرة، ولا الخروج عن عبوديتك، ولا الجحود لربوبيتك ولكن اتبعت هواي، وأزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي، وإن تعف عني فبجودك وكرمك يا كريم.. ثم خر ساجدا يقولها حتى انقطع نفسه.. وقال أيضا في سجوده: يا من يقدر على قضاء حوائج السائلين، يا من يعلم ضمير الصامتين، يا من لا يحتاج إلى التفسير، يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يا من أنزل العذاب على قوم يونس وهو يريد أن يعذبهم، فدعوه وتضرعوا إليه، فكشف عنهم العذاب، ومتعهم إلى حين، قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتعلم حاجتي فاكفني ما أهمني من أمر ديني ودنياي وآخرتي، يا سيدي يا سيدي ـ سبعين مرة ـ.. ثم رفع رأسه فتأملته، فإذا هو مولاي زين العابدين (الإمام السجاد)، فانكببت على يديه أقبلهما، فنزع يده مني، وأومأ إلي بالسكوت، فقلت: يا مولاي أنا من قد عرفته في ولائكم، فما الذي أقدمك إلى هاهنا؟ فقال: هو لما رأيت (1).
[الحديث: 3098] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي ومولاي وغاية رجائي، أشرقت من عرشك على أرضيك وملائكتك وسكان سماواتك، وقد انقطعت الأصوات وسكنت الحركات، والأحياء في المضاجع كالأموات، فوجدت عبادك في شتى الحالات: فمنهم خائفٌ لجأ إليك فآمنته، ومذنبٌ دعاك للمغفرة فأجبته، وراقدٌ استودعك نفسه فحفظته، وضالٌ استرشدك فأرشدته، ومسافرٌ لاذ بكنفك فآويته، وذو حاجة ناداك لها فلبيته، وناسكٌ أفنى بذكرك ليله فأحظيته وبالفوز جازيته، وجاهلٌ ضل عن الرشد وعول على الجلد من نفسه فخليته.. إلهي فبحق الاسم الذي إذا دعيت به أجبت والحق الذي إذا
__________
(1) المزار الكبير: ص 168، المزار للشهيد الأول: ص 239.
معارج الذكر والدعاء (734)
اقسمت به أوجبت وبصلوات العترة الهادية والملائكة المقربين صل على محمد وآل محمد واجعلني ممن خاف فآمنته ودعاك للمغفرة فأجبته واستودعك نفسه فحفظته واسترشدك فأرشدته ولاذ بكنفك فآويته وناداك للحوائج فلبيته وأفنى بذكرك ليله فأحظيته وبالفوز جازيته ولا تجعلني ممن ضل عن الرشد وعول على الجلد من نفسه فخليته (1).
[الحديث: 3099] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي غلقت الملوك أبوابها ووكلت بها حجابها وبابك مفتوحٌ لقاصديه وجودك موجودٌ لطالبيه وغفرانك مبذولٌ لمؤمليه وسلطانك دامغٌ لمستحقيه (2).
[الحديث: 3100] قال الإمام السجاد في دعائه: إلهي خلت نفسي بأعمالها بين يديك، وانتصبت بالرغبة خاضعة لديك ومستشفعة بكرمك إليك فبصلوات العترة الهادية والملائكة المسبحين صل على سيدنا محمد وآله الطاهرين واقض حاجاتها وتغمد هفواتها وتجاوز فرطاتها فالويل لها إن صادفت نقمتك والفوز لها إن أدركت رحمتك فيا من يخاف عدله ويرجى فضله صل على محمد وآله واجعل دعائي منوطا بالإجابة وتسبيحي موصولا بالإثابة وليلي مقرونا بعظيم صباح سلف من عمري بركة وإيمانا وأوفاه سعادة وأمنا إنك خير مسؤول وأكرم مأمول وأنت على كل شي ء قديرٌ (3).
[الحديث: 3101] قال الإمام السجاد لبعض أصحابه: قل في طلب الولد: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني في حياتي، ويستغفر لي بعد موتي، واجعله لي خلقا سويا، ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك إنك أنت الغفور الرحيم، سبعين مرة، فإنه من أكثر من هذا القول رزقه الله تعالى ما
__________
(1) بحار الأنوار: 94/ 130 عن الكتاب العتيق الغروي.
(2) بحار الأنوار: 94/ 130 عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) بحار الأنوار: 94/ 130 عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (735)
تمنى من مال وولد ومن خير الدنيا والآخرة؛ فإنه يقول: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10 - 12] (1).
[الحديث: 3102] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إني أسألك حسن المعيشة، معيشة أتقوى بها على جميع حوائجي، وأتوصل بها في الحياة إلى آخرتي من غير أن تترفني فيها فأطغى، أو تقتر بها علي فأشقى (2).
[الحديث: 3103] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أوسع علي من حلال رزقك، وأفض علي من سيب فضلك، نعمة منك سابغة وعطاء غير ممنون، ثم لا تشغلني عن شكر نعمتك بإكثار منها تلهيني بهجته، وتفتني زهرات زهوته، ولا بإقلال علي منها يقصر بعملي كده، ويملأ صدري همه (3).
[الحديث: 3104] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم أعطني غنى عن شرار خلقك، وبلاغا أنال به رضوانك، وأعوذ بك ـ يا إلهي ـ من شر الدنيا، وشر ما فيها (4).
[الحديث: 3105] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم لا تجعل الدنيا علي سجنا، ولا فراقها علي حزنا، أخرجني من فتنتها مرضيا عني، مقبولا فيها عملي إلى دار الحيوان ومساكن الأخيار، وأبدلني بالدنيا الفانية نعيم الدار الباقية (5).
[الحديث: 3106] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من أزل الدنيا وزلزالها، وسطوات شياطينها وسلاطينها ونكالها، ومن بغي من بغى علي فيها (6).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 3/ 474، عوالي اللآلي: 3/ 308.
(2) الكافي: 2/ 553.
(3) الكافي: 2/ 553.
(4) الكافي: 2/ 553.
(5) الكافي: 2/ 553.
(6) الكافي: 2/ 553.
معارج الذكر والدعاء (736)
[الحديث: 3107] قال الإمام السجاد في دعائه لطلب الرزق: اللهم سألت عبادك قرضا مما تفضلت به عليهم، وضمنت لهم منه خلفا، ووعدتهم عليه وعدا حسنا، فبخلوا عنك، فكيف بمن هو دونك إذا سألهم؟ فالويل لمن كانت حاجته إليهم، فأعوذ بك يا سيدي أن تكلني إلى أحد منهم، فإنهم لو يملكون خزائن رحمتك لأمسكوا خشية الإنفاق بما وصفتهم: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا﴾ [الإسراء: 100] (1).
[الحديث: 3108] قال الإمام السجاد في دعائه لطلب الرزق: اللهم اقذف في قلوب عبادك محبتي، وضمن السماوات والأرض رزقي، وألق الرعب في قلوب أعدائك مني، وآنسني برحمتك، وأتمم علي نعمتك واجعلها موصولة بكرامتك إياي، وأوزعني شكرك، وأوجب لي المزيد من لدنك، ولا تنسني، ولا تجعلني من الغافلين، أحبني وحببني، وحبب إلي ما تحب من القول والعمل، حتى أدخل فيه بلذة وأخرج منه بنشاط، وأدعوك فيه بنظرك مني إليه لادرك به ما عندك من فضلك الذي مننت به على أوليائك، وأنال به طاعتك، إنك قريبٌ مجيبٌ (2).
[الحديث: 3109] قال الإمام السجاد في دعائه لطلب الرزق: رب إنك عودتني عافيتك، وغذوتني بنعمتك، وتغمدتني برحمتك، تغدو وتروح بفضل ابتدائك لا أعرف غيرها، ورضيت مني بما أسديت إلي أن أحمدك بها شكرا مني عليها، فضعف شكري لقلة جهدي، فامنن علي بحمدك كما ابتدأتني بنعمتك، فبها تتم الصالحات، فلا تنزع مني ما عودتني من رحمتك فأكون من القانطين، فإنه لا يقنط من رحمتك إلاالضالون (3).
__________
(1) بحار الأنوار: 95/ 298 عن الكتاب العتيق الغروي.
(2) بحار الأنوار: 95/ 298 عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) بحار الأنوار: 95/ 298 عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (737)
[الحديث: 3110] قال الإمام السجاد في دعائه لطلب الرزق: رب إنك قلت: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات: 22]، وقولك الحق، وأتبعت ذلك منك باليمين لأكون من الموقنين، فقلت: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: 23]، فعلمت ذلك علم من لم ينتفع بعلمه حين أصبحت وأمسيت وأنا مهتمٌ ـ بعد ضمانك لي وحلفك لي عليه ـ هما أنساني ذكرك في نهاري، ونفى عني النوم في ليلي، فصار الفقر ممثلا بين عيني وملأ قلبي؛ أقول: من أين؟ وإلى أين؟ وكيف أحتال؟ ومن لي؟ وما أصنع؟ ومن أين أطلب؟ وأين أذهب؟ ومن يعود علي؟، أخاف شماتة الأعداء، وأكره حزن الأصدقاء، فقد استحوذ الشيطان علي إن لم تداركني منك برحمة تلقي بها في نفسي الغنى وأقوى بها على أمر الآخرة والدنيا، فارضني يا مولاي بوعدك كي أوفي بعهدك، وأوسع علي من رزقك، واجعلني من العاملين بطاعتك، حتى ألقاك سيدي وأنا من المتقين (1).
[الحديث: 3111] قال الإمام السجاد في دعائه لطلب الرزق: اللهم اغفر لي وأنت خير الغافرين، وارحمني وأنت خير الراحمين، واعف عني وأنت خير العافين، وارزقني وأنت خير الرازقين، وأفضل علي وأنت خير المفضلين، وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين، ولا تخزني يوم القيامة يوم يبعثون، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، يا ولي المؤمنين (2).
[الحديث: 3112] قال الإمام السجاد في دعائه لطلب الرزق: اللهم إنه لا علم لي بموضع رزقي، وإنما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي، فأجول في طلبه في البلدان، وأنا مما احاول طالبٌ كالحيران؛ لا أدري في سهل أو في جبل، أو في أرض أو في سماء، أو في بحر أو في بر، وعلى يدي من هو ومن قبل من، وقد علمت أن علم ذلك كله عندك، وأن أسبابه
__________
(1) بحار الأنوار: 95/ 298 عن الكتاب العتيق الغروي.
(2) بحار الأنوار: 95/ 298 عن الكتاب العتيق الغروي.
معارج الذكر والدعاء (738)
بيدك، وأنت الذي تقسمه بلطفك وتسببه برحمتك، فاجعل رزقك لي واسعا، ومطلبه سهلا، ومأخذه قريبا، ولا تعنني بطلب ما لم تقدر لي فيه رزقا، فإنك غنيٌ عن عذابي وأنا إلى رحمتك فقيرٌ، فجد علي بفضلك يا مولاي إنك ذو فضل عظيم (1).
[الحديث: 3113] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم إنك دعوتني إلى النجاة فعصيتك، ودعاني عدوك إلى الهلكة فأجبته، فكفى مقتا عندك أن أكون لعدوك أحسن طاعة مني لك، فوا سوأتاه إذ خلقتني لعبادتك، ووسعت علي من رزقك، فاستعنت به على معصيتك، وأنفقته في غير طاعتك، ثم سألتك الزيادة من فضلك، فلم يمنعك ما كان مني أن عدت بحلمك علي فأوسعت علي من رزقك، وآتيتني أكثر ما سألتك، ولم ينهني حلمك عني وعلمك بي، وقدرتك علي، وعفوك عني من التعرض لمقتك، والتمادي في الغي مني، كأن الذي تفعله بي أراه حقا واجبا عليك، فكأن الذي نهيتني عنه أمرتني به، ولو شئت ما ترددت إلي بإحسانك، ولا شكرتني بنعمتك علي، ولا أخرت عقابك عني بما قدمت يداي، ولكنك شكورٌ فعالٌ لما تريد (2).
[الحديث: 3114] قال الإمام الباقر: لا تستكثروا شيئا مما تطلبون؛ فما عند الله أكثر مما تقدرون (3).
[الحديث: 3115] قال الإمام الباقر: لا تحقروا صغيرا من حوائجكم؛ فإن أحب المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم (4).
__________
(1) بحار الأنوار: 95/ 298 عن الكتاب العتيق الغروي.
(2) بحار الأنوار: 94/ 132 عن الكتاب العتيق الغروي.
(3) مكارم الأخلاق: 2/ 97.
(4) مكارم الأخلاق: 2/ 97.
معارج الذكر والدعاء (739)
[الحديث: 3116] قال الإمام الباقر: قل: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك، وأعوذ بك من كل سوء أحاط به علمك، اللهم إني أسألك عافيتك في أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (1).
[الحديث: 3117] قال الإمام الباقر: ثلاثٌ لم يسأل الله عز وجل بمثلهن، أن تقول: اللهم فقهني في الدين، وحببني إلى المسلمين، واجعل لي لسان صدق في الآخرين (2).
[الحديث: 3118] قال الإمام الباقر: إذا أردت أمرا تسأله ربك، فتوضأ وأحسن الوضوء، ثم صل ركعتين، وعظم الله، وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقل بعد التسليم: (اللهم إني أسألك بأنك ملكٌ، وأنك على كل شيء قديرٌ مقتدرٌ، وبأنك ما تشاء من أمر يكون، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، يا محمد يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي لينجح لي طلبتي، اللهم بنبيك أنجح لي طلبتي بمحمد)، ثم سل حاجتك (3).
[الحديث: 3119] قال الإمام الباقر: تأخذ المصحف في الثلث الثاني من شهر رمضان فتنشره وتضعه بين يديك، وتقول: (اللهم إني أسألك بكتابك المنزل وما فيه، وفيه اسمك الأعظم الأكبر وأسماؤك الحسني وما يخاف ويرجى أن تجعلني من عتقائك من النار)، وتدعو بما بدا لك من حاجة (4).
[الحديث: 3120] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: ادع بهذا الدعاء وأنا ضامنٌ لك حاجتك على الله: اللهم أنت ولي نعمتي، وأنت القادر على طلبتي، قد تعلم حاجتي، فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها (5).
__________
(1) الكافي: 2/ 578.
(2) الأمالي للطوسي: ص 303.
(3) الكافي: 3/ 678، تهذيب الأحكام: 3/ 313.
(4) الكافي: 2/ 629، عدة الداعي: ص 55.
(5) الأمالي للطوسي: ص 676، مكارم الأخلاق: 2/ 20.
معارج الذكر والدعاء (740)
[الحديث: 3121] قال الإمام الباقر لبعض أصحابه: ما لك إذا أتى بك أمرٌ تخافه ألا تتوجه إلى بعض زوايا بيتك ـ يعني القبلة ـ فتصلي ركعتين، ثم تقول: يا أبصر الناظرين، ويا أسمع السامعين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين ـ سبعين مرة ـ كلما دعوت بهذه الكلمات مرة سألت حاجة (1).
[الحديث: 3122] قال الإمام الباقر في دعائه: أسألك اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني، معيشة أقوى بها على طاعتك وأبلغ بها رضوانك، وأصير بها إلى دار الحيوان غدا، ولا ترزقني رزقا يطغيني، ولا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي، أعطني حظا وافرا في آخرتي، ومعاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي، ولا تجعل الدنيا علي سجنا، ولا تجعل فراقها علي حزنا، أجرني من فتنتها، واجعل عملي فيها مقبولا، وسعيي فيها مشكورا (2).
[الحديث: 3123] قال الإمام الباقر: إذا أردت الولد فقل: اللهم ارزقني ولدا، واجعله تقيا، ليس في خلقه زيادةٌ ولا نقصانٌ، واجعل عاقبته إلى خير (3).
[الحديث: 3124] عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه، قال: شكا الأبرش الكلبي إلى الإمام الباقر أنه لا يولد له، فقال له: علمني شيئا، فقال: استغفر الله في كل يوم وفي كل ليلة مئة مرة؛ فإن الله يقول: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10 - 12] (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 556، عدة الداعي: ص 259.
(2) الكافي: 2/ 587، تهذيب الأحكام: 3/ 76.
(3) الكافي: 6/ 10، تهذيب الأحكام: 7/ 411.
(4) الكافي: 6/ 8.
معارج الذكر والدعاء (741)
[الحديث: 3125] قال الإمام الباقر: ادع في طلب الرزق في المكتوبة وأنت ساجدٌ: يا خير المسؤولين، يا خير المعطين، ارزقني وارزق عيالي من فضلك الواسع، فإنك ذو الفضل العظيم (1).
[الحديث: 3126] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم أعني على الدنيا بالغنى، وعلى الآخرة بالتقوى (2).
[الحديث: 3127] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول في دعائه: اللهم ألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة، وارزقني من فضلك ما تغنيني به عن سائر خلقك، ولا أشتغل عن طاعتك ببشر سواك (3).
[الحديث: 3128] قال الإمام الباقر في دعائه: اللهم أوسع علي في رزقي، وامدد لي في عمري، واغفر لي ذنبي، واجعلني ممن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل بي غيري (4).
[الحديث: 3129] قال الإمام الصادق: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أوحى إلى موسى بن عمران أن أخرج عظام يوسف من مصر، ووعده طلوع القمر، فأبطأ طلوع القمر عليه، فسأل عمن يعلم موضعه، فقيل له: هاهنا عجوزٌ تعلم علمه، فبعث إليها، فأتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال: تعرفين قبر يوسف؟ قالت: نعم، قال: فأخبريني بموضعه، قالت: لا أفعل حتى تعطيني خصالا: تطلق رجلي، وتعيد إلي بصري، وترد إلي شبابي، وتجعلني معك في الجنة، فكبر ذلك على موسى، فأوحى الله عز وجل إليه: إنما تعطي علي فأعطها ما سألت،
__________
(1) الكافي: 2/ 551.
(2) نزهة الناظر: ص 100، كشف الغمة: 2/ 362.
(3) قرب الإسناد: ص 8.
(4) الكافي: 2/ 589.
معارج الذكر والدعاء (742)
ففعل، فدلته على قبر يوسف عليه السلام (1).
[الحديث: 3130] قال الإمام الصادق: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، ولكنه يحب أن تبث إليه الحوائج، فإذا دعوت فسم حاجتك (2).
[الحديث: 3131] قال الإمام الصادق: عليكم بالدعاء؛ فإنكم لا تقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار (3).
[الحديث: 3132] قال الإمام الصادق: عليكم بالدعاء؛ فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه، والتضرع إلى الله والمسألة له، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه، وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه؛ لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله (4).
[الحديث: 3133] قال الإمام الصادق: كان فيما وعظ الله تبارك وتعالى به عيسى بن مريم أن قال له: يا عيسى.. إنك تفنى وأنا أبقى، ومني رزقك وعندي ميقات أجلك، وإلي إيابك وعلي حسابك، فسلني ولا تسأل غيري، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة (5).
[الحديث: 3134] عن جميل بن دراج، قال: دخل رجلٌ على الإمام الصادق، فقال له: يا سيدي، علت سني ومات أقاربي، وأنا خائفٌ أن يدركني الموت وليس لي من آنس به وأرجع إليه، فقال له: إن من إخوانك المؤمنين من هو أقرب نسبا أو سببا، وأنسك به خيرٌ من أنسك بقريب، ومع هذا فعليك بالدعاء (6).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 193، الخصال: ص 205.
(2) الكافي: 2/ 676.
(3) الكافي: 2/ 667، الأمالي للمفيد: ص 20.
(4) الكافي: 8/ 6.
(5) الأمالي للصدوق: ص 606 ـ 608، الكافي: 8/ 131 ـ 133.
(6) فلاح السائل: ص 303.
معارج الذكر والدعاء (743)
[الحديث: 3135] قال الإمام الصادق: إن من أجمع الدعاء أن يقول العبد الاستغفار (1).
[الحديث: 3136] قال الإمام الصادق: إن من أوجز الدعاء وأبلغه أن يقول: يا الله الذي ليس كمثله شي ءٌ، صل على محمد وأهل بيته، وافعل بي كذا وكذا (2).
[الحديث: 3137] قال الإمام الصادق: اللهم أنت الأول فليس قبلك شي ءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شي ءٌ، وأنت الظاهر فليس فوقك شي ءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شي ءٌ، وأنت العزيز الحكيم، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد، وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته (3).
[الحديث: 3138] قيل للإمام الصادق: علمني دعاء جامعا، فقال: قل: اللهم إني أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك، اللهم أنت العلي العظيم، وأنا عبدك البائس الفقير، وأنت الغني الحميد، وأنا العبد الذليل.. اللهم صل على محمد وآل محمد، وامنن بغناك على فقري، وبحلمك على جهلي، وبقوتك على ضعفي، يا قوي يا عزيز، اللهم صل على محمد وآل محمد، الأوصياء المرضيين، واكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين (4).
[الحديث: 3139] قال الإمام الصادق في دعائه: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201] واجعلنا من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، واجعلني من الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون، وثبتني بالقول الثابت في الحياة
__________
(1) الدعوات: ص 49.
(2) الدعوات: ص 45.
(3) تهذيب الأحكام: 3/ 71، مصباح المتهجد: ص 542.
(4) الإقبال: 3/ 210، مصباح المتهجد: ص 802.
معارج الذكر والدعاء (744)
الدنيا وفي الآخرة، وبارك لي في المحيا والممات، والموقف والنشور، والحساب والميزان، وأهوال يوم القيامة، وسلمني على الصراط، وأجزني عليه، وارزقني علما نافعا، ويقينا صادقا، وتقى وبرا وورعا وخوفا منك، وفرقا يبلغني منك زلفى، ولا يباعدني عنك، وأحببني ولا تبغضني، وتولني ولا تخذلني، وأعطني من جميع خير الدنيا والآخرة ما علمت منه وما لم أعلم، وأجرني من السوء كله بحذافيره، ما علمت منه وما لم أعلم (1).
[الحديث: 3140] قال الإمام الصادق في قول الله عز وجل: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201]: رضوان الله والجنة في الآخرة، والسعة في الرزق والمعاش، وحسن الخلق في الدنيا (2).
[الحديث: 3141] قال الإمام الصادق: أكثروا من أن تقولوا: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ولا تأمنوا الزيغ (3).
[الحديث: 3142] قال الإمام الصادق: إذا أردت حاجة فصل ركعتين، وصل على محمد وآل محمد، وسل تعطه (4).
[الحديث: 3143] قال الإمام الصادق: إذا كانت لك حاجةٌ، فتوضأ وصل ركعتين، ثم أحمد الله وأثن عليه، واذكر من آلائه، ثم ادع تجب بما تحب (5).
[الحديث: 3144] قال الإمام الصادق: إذا كانت لك حاجةٌ فاقرأ المثاني وسورة أخرى، وصل ركعتين، وادع الله، قيل: وما المثاني؟.. قال: فاتحة الكتاب؛ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 1 - 2] (6).
__________
(1) الكافي: 2/ 583.
(2) الكافي: 5/ 71، تهذيب الأحكام: 6/ 327.
(3) تفسير العياشي: 1/ 164.
(4) الكافي: 3/ 679.
(5) الكافي: 3/ 679.
(6) تفسير العياشي: 1/ 21.
معارج الذكر والدعاء (745)
[الحديث: 3145] قال الإمام الصادق: من توضأ فأحسن الوضوء، وصلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما، ثم جلس فأثنى على الله عز وجل، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سأل الله حاجته، فقد طلب الخير في مظانه، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب (1).
[الحديث: 3146] قال الإمام الصادق: من كان له إلى الله حاجةٌ يريد قضاءها، فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب والأنعام، فليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة: (يا كريم يا كريم يا كريم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، يا أعظم من كل عظيم، يا سميع الدعاء، يا من لا تغيره الأيام والليالي، صل على محمد وآل محمد، وارحم ضعفي وفقري وفاقتي ومسكنتي، فإنك أعلم بها مني، وأنت أعلم بحاجتي، يا من رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه، يا من رحم أيوب بعد حلول بلائه، يا من رحم محمدا، ومن اليتم آواه، ونصره على جبابرة قريش وطواغيتها، وأمكنه منهم، يا مغيث يا مغيث يا مغيث)، تقوله مرارا، فوالذي نفسي بيده لو دعوت بها بعدما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة، ثم سألت جميع حوائجك ما بخل عليك، ولأعطاك ذلك إن شاء الله (2).
[الحديث: 3147] قال الإمام الصادق لأصحابه: من كانت له إلى الله تعالى حاجةٌ، فليقصد إلى مسجد الكوفة وليسبغ وضوءه، ويصلي في المسجد ركعتين، يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب وسبع سور معها، وهن: المعوذتان، و(قل هو الله أحدٌ)، و(قل يا أيها الكافرون)، و(إذا جاء نصر الله)، و(سبح اسم ربك الأعلى)، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) فإذا فرغ من الركعتين وتشهد وسلم، سأل الله حاجته فإنها تقضى بعون الله، إن شاء الله (3).
[الحديث: 3148] عن الحلبي، قال: شكا رجلٌ إلى الإمام الصادق الفاقة والحرفة
__________
(1) الكافي: 3/ 678، تهذيب الأحكام: 3/ 313.
(2) تفسير العياشي: 1/ 353.
(3) الأمالي للطوسي: ص 616 وص 736.
معارج الذكر والدعاء (746)
في التجارة بعد يسار قد كان فيه، ما يتوجه في حاجة إلا ضاقت عليه المعيشة، فأمره أن يأتي مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين القبر والمنبر، فيصلي ركعتين، ويقول مائة مرة: اللهم إني أسألك بقوتك وقدرتك وبعزتك وما أحاط به علمك، أن تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا، وأعمها فضلا، وخيرها عاقبة، قال الرجل: ففعلت ما أمرني به، فما توجهت بعد ذلك في وجه إلا رزقني الله (1).
[الحديث: 3149] قال الإمام الصادق: من قال: (يا الله يا الله) عشر مرات، قيل له: لبيك، ما حاجتك؟ (2).
[الحديث: 3150] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: قل: اللهم إني أسألك بجلالك وجمالك وكرمك، أن تفعل بي كذا وكذا (3).
[الحديث: 3151] قال الإمام الصادق في دعائه: يا من لا تحجبه سماءٌ عن سماء، ولا أرضٌ عن أرض، ولا جنبٌ عن قلب، ولا سترٌ عن كن، ولا جبلٌ عما في أصله، ولا بحرٌ عما في قعره، يا من لا تشتبه عليه الأصوات، ولا تغلبه كثرة الحاجات، ولا يبرمه إلحاح الملحين، صل على محمد وآل محمد.. ثم سل حاجتك (4).
[الحديث: 3152] قيل للإمام الصادق: علمني دعاء أدعو به، فقال: نعم، قل: يا من أرجوه لكل خير، ويا من آمن سخطه عند كل عثرة، ويا من يعطي بالقليل الكثير، يا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه، صل على محمد وآل
__________
(1) الكافي: 3/ 673، تهذيب الأحكام: 3/ 311.
(2) الكافي: 2/ 519.
(3) الكافي: 2/ 579.
(4) قرب الإسناد: ص 6.
معارج الذكر والدعاء (747)
محمد، وأعطني بمسألتي من جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيتني، وزدني من سعة فضلك يا كريم (1).
[الحديث: 3153] قيل للإمام الصادق: لا يولد لي، فقال: استغفر ربك في السحر مئة مرة، فإن نسيته فاقضه (2).
[الحديث: 3154] قيل للإمام الصادق: جعلت فداك لم أرزق ولدا، فقال له: إذا رجعت إلى بلادك وأردت أن تأتي أهلك فاقرأ إذا أردت ذلك: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 87 - 90]، فإنك سترزق ولدا إن شاء الله (3).
[الحديث: 3155] قال الإمام الصادق: إذا أبطأ على أحدكم الولد فليقل: اللهم لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، وحيدا وحشا فيقصر شكري عن تفكري، بل هب لي عاقبة صدق ذكورا وإناثا، آنس بهم من الوحشة، وأسكن إليهم من الوحدة، وأشكرك عند تمام النعمة، يا وهاب يا عظيم يا معظم، ثم أعطني في كل عافية شكرا، حتى تبلغني منها رضوانك، في صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 84، رجال الكشي: 2/ 667.
(2) الكافي: 6/ 9.
(3) الكافي: 6/ 10.
(4) الكافي: 6/ 7.
معارج الذكر والدعاء (748)
[الحديث: 3156] قيل للإمام الصادق: إني من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولدٌ، قال: ادع وأنت ساجدٌ: رب هب لي من لدنك وليا يرثني، رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين (1).
[الحديث: 3157] قال الإمام الصادق: من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة، يطيل فيهما الركوع والسجود، ثم يقول: اللهم إني أسألك بما سألك به زكريا عليه السلام، يا رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، اللهم هب لي من لدنك ذرية طيبة، إنك سميع الدعاء، اللهم باسمك استحللتها، وفي أمانتك أخذتها، فإن قضيت لي في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا زكيا، ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا (2).
[الحديث: 3158] عن عبد الله بن سنان، قال: شكوت إلى الإمام الصادق، فقال: ألا اعلمك شيئا إذا قلته قضى الله دينك، وأنعشك وأنعش حالك؟ فقلت: ما أحوجني إلى ذلك، قال: قل في دبر صلاة الفجر: توكلت على الحي الذي لا يموت، و﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: 111]، اللهم إني أعوذ بك من البؤس والفقر، ومن غلبة الدين والسقم، وأسألك أن تعينني على أداء حقك إليك وإلى الناس (3).
[الحديث: 3159] عن الوليد بن صبيح، قال: شكوت إلى الإمام الصادق دينا لي على أناس، فقال: قل: اللهم لحظة من لحظاتك تيسر على غرمائي بها القضاء، وتيسر لي بها الاقتضاء، إنك على كل شي ء قديرٌ (4).
__________
(1) الكافي: 6/ 8، مكارم الأخلاق: 1/ 482.
(2) الكافي: 6/ 8، تهذيب الأحكام: 3/ 315.
(3) تفسير العياشي: 2/ 320.
(4) الكافي: 2/ 554، فقه الرضا: ص 399.
معارج الذكر والدعاء (749)
[الحديث: 3160] عن أبي بصير، قال: شكوت إلى الإمام الصادق الحاجة وسألته أن يعلمني دعاء في طلب الرزق، فعلمني دعاء ما احتجت منذ دعوت به، قال: قل في دبر صلاة الليل وأنت ساجدٌ: يا خير مدعو، ويا خير مسؤول، ويا أوسع من أعطى، ويا خير مرتجى، ارزقني وأوسع علي من رزقك، وسبب لي رزقا من قبلك، إنك على كل شي ء قديرٌ (1).
[الحديث: 3161] عن معاوية بن عمار، قال: سألت الإمام الصادق أن يعلمني دعاء للرزق، فعلمني دعاء ما رأيت أجلب منه للرزق، قال: قل: اللهم ارزقني من فضلك الواسع الحلال الطيب، رزقا واسعا حلالا طيبا بلاغا للدنيا والآخرة، صبا صبا، هنيئا مريئا، من غير كد ولا من من أحد من خلقك إلاسعة من فضلك الواسع، فإنك قلت: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 32]، فمن فضلك أسأل، ومن عطيتك أسأل، ومن يدك الملأى أسأل (2).
[الحديث: 3162] عن أبي بصير، قال: قلت للإمام الصادق: لقد استبطأت الرزق، فغضب، ثم قال لي: قل: اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة، يا خير مدعو، ويا خير من أعطى، ويا خير من سئل، ويا أفضل مرتجى، افعل بي كذا وكذا (3).
[الحديث: 3163] قال الإمام الصادق في دعائه في طلب الرزق: اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأظهره، وإن كان بعيدا فقربه، وإن كان قريبا فأعطنيه، وإن كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه وجنبني عليه المعاصي والردى (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 551، مصباح المتهجد: ص 147.
(2) الكافي: 2/ 550، تهذيب الأحكام: 6/ 69.
(3) الكافي: 2/ 551 وص 553.
(4) مكارم الأخلاق: 2/ 150، المجتنى: ص 72.
معارج الذكر والدعاء (750)
[الحديث: 3164] قال الإمام الصادق: تقول إذا طلع الفجر: الحمد لله فالق الإصباح، سبحان الله رب المساء والصباح، اللهم صبح آل محمد ببركة وعافية وسرور وقرة عين، اللهم إنك تنزل بالليل والنهار ما تشاء، فأنزل علي وعلى أهل بيتي من بركة السماوات والأرض، رزقا حلالا طيبا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك (1).
[الحديث: 3165] عن مسعدة، قال: سمعت الإمام الصادق يملي على بعض التجار من أهل الكوفة في طلب الرزق، فقال له: صل ركعتين متى شئت، فإذا فرغت من التشهد فقل: توجهت بحول الله وقوته بلا حول مني ولا قوة ولكن بحولك يا رب وقوتك، أبرأ إليك من الحول والقوة إلاما قويتني، اللهم إني أسألك بركة هذا اليوم، وأسألك بركة أهله، وأسألك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا، حلالا طيبا مباركا، تسوقه إلي في عافية بحولك وقوتك، وأنا خافضٌ في عافية.. تقول ذلك ثلاث مرات (2).
[الحديث: 3166] عن الحلبي، قال: شكا رجلٌ إلى الإمام الصادق الفاقة والحرفة في التجارة بعد يسار قد كان فيه؛ ما يتوجه في حاجة إلاضاقت عليه المعيشة، فأمره أن يأتي مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين القبر والمنبر، فيصلي ركعتين، ويقول مئة مرة: اللهم إني أسألك بقوتك، وقدرتك، وبعزتك، وما أحاط به علمك، أن تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا، وأعمها فضلا، وخيرها عاقبة.. قال الرجل: ففعلت ما أمرني به، فما توجهت بعد ذلك في وجه إلارزقني الله (3).
[الحديث: 3167] عن ابن الطيار، قال: قلت للإمام الصادق: إنه كان في يدي شي ءٌ تفرق وضقت ضيقا شديدا، فقال: ألك حانوتٌ في السوق؟ قلت: نعم، وقد تركته، فقال:
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 501.
(2) قرب الإسناد: ص 3، بحار الأنوار: 91/ 342.
(3) الكافي: 3/ 473، تهذيب الأحكام: 3/ 311.
معارج الذكر والدعاء (751)
إذا رجعت إلى الكوفة فاقعد في حانوتك واكنسه، فإذا أردت أن تخرج إلى سوقك فصل ركعتين أو أربع ركعات ثم قل في دبر صلاتك: توجهت بلا حول مني ولا قوة، ولكن بحولك وقوتك، أبرأ إليك من الحول والقوة إلا بك، فأنت حولي ومنك قوتي، اللهم فارزقني من فضلك الواسع رزقا كثيرا طيبا وأنا خافضٌ في عافيتك، فإنه لا يملكها أحدٌ غيرك.. ففعلت ذلك.. فما زلت آخذ عدلا عدلا فأبيعه، وآخذ فضله وأرد عليه من رأس المال؛ حتى ركبت الدواب، وبنيت الدور (1).
[الحديث: 3168] قال الإمام الصادق: لا تتركوا ركعتين بعد عشاء الآخرة فإنها مجلبةٌ للرزق؛ تقرأ في الأولى: الحمد، وآية الكرسي، و(قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية: الحمد وثلاث عشرة مرة (قل هو الله أحدٌ)، فإذا سلمت فارفع يديك وقل: اللهم إني أسألك يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، يا من لا تغيره الدهور، ولا تبليه الأزمنة ولا تحيله الأمور، يا من لا يذوق الموت ولا يخاف الفوت، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة، صل على محمد وآله وهب لي ما لا ينقصك، واغفر لي ما لا يضرك، وافعل بي كذا وكذا.. وتسأل حاجتك، ومن صلاها بنى الله له بيتا في الجنة (2).
[الحديث: 3169] قيل للإمام الكاظم: علمني دعاء جامعا للدنيا والآخرة وأوجز، فقال: قل في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس: سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله وأسأله من فضله (3).
__________
(1) الكافي: 3/ 474، تهذيب الأحكام: 3/ 312.
(2) فلاح السائل: ص 453، مصباح المتهجد: ص 119.
(3) الكافي: 2/ 550، من لا يحضره الفقيه: 1/ 328.
معارج الذكر والدعاء (752)
[الحديث: 3170] قيل للإمام الكاظم: إن رأيت يا سيدي أن تعلمني دعاء أدعو به في دبر صلواتي يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة، فقال: تقول: أعوذ بوجهك الكريم، وعزتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا يمتنع منها شي ءٌ، من شر الدنيا والآخرة، ومن شر الأوجاع كلها (1).
[الحديث: 3171] سئل الإمام الكاظم عن دعاء جامع، فقال: قل: اللهم إني أسألك بوجهك الكريم، واسمك العظيم، وبعزتك التي لا ترام، وبقدرتك التي لا يمتنع منها شي ءٌ، أن تفعل بي كذا وكذا (2).
[الحديث: 3172] سئل الإمام الكاظم عن دعاء جامع، فقال: قل: يا من علا فقهر، وبطن فخبر، يا من ملك فقدر، ويا من يحيي الموتى وهو على كل شي ء قديرٌ، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا.. ثم قل: يا لا إله إلا الله ارحمني، بحق لا إله إلا الله ارحمني (3).
[الحديث: 3173] سئل الإمام الكاظم عن دعاء جامع، فقال: قل: اللهم ادفع عني بحولك وقوتك، اللهم إني أسألك في يومي هذا وشهري هذا وعامي هذا بركاتك فيها، وما ينزل فيها من عقوبة أو مكروه أو بلاء، فاصرفه عني وعن ولدي بحولك وقوتك، إنك على كل شي ء قديرٌ، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك، ومن شر كتاب قد سبق، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها، إنك على كل شي ء قديرٌ، وإن الله قد أحاط بكل شي ء علما، وأحصى كل شي ء عددا (4).
__________
(1) الكافي: 3/ 346.
(2) الكافي: 2/ 561.
(3) الكافي: 2/ 561.
(4) الكافي: 2/ 561.
معارج الذكر والدعاء (753)
[الحديث: 3174] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: أكثر من أن تقول: (اللهم لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير)، قيل: أما المعارون فقد عرفت أن الرجل يعار الدين، ثم يخرج منه، فما معنى: لا تخرجني من التقصير؟ فقال: كل عمل تريد به الله عز وجل فكن فيه مقصرا عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون إلامن عصمه الله عز وجل (1).
[الحديث: 3175] قال الإمام الكاظم لبعض أصحابه: إذا كان لك إلى الله عز وجل حاجةٌ، فقل: (اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي، فإن لهما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر، فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا)، فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌ مرسلٌ ولا مؤمنٌ ممتحنٌ، إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم (2).
[الحديث: 3176] قال الإمام الكاظم في دعائه في الرزق: يا الله يا الله يا الله، أسألك بحق من حقه عليك عظيمٌ، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقك، وأن تبسط علي ما حظرت من رزقك (3).
[الحديث: 3177] قيل للإمام الكاظم: إني لا أتوجه في حاجة فتقضى لي، فقال له: قل في آخر دعائك من صلاة الفجر: (سبحان الله العظيم، أستغفر الله وأسأله من فضله) عشر مرات (4).
__________
(1) الكافي: 2/ 73 وص 579.
(2) الكافي: 2/ 562، عدة الداعي: ص 52.
(3) الكافي: 2/ 553.
(4) الكافي: 5/ 315، عدة الداعي: ص 251.
معارج الذكر والدعاء (754)
[الحديث: 3178] قال الإمام الرضا في دعائه: يا من دلني على نفسه، وذلل قلبي بتصديقه، أسألك الأمن والإيمان في الدنيا والآخرة (1).
[الحديث: 3179] قيل للإمام الرضا: علمني دعاء لقضاء الحوائج، فقال: إذا كانت لك حاجةٌ إلى الله عز وجل مهمةٌ، فاغتسل والبس أنظف ثيابك وشم شيئا من الطيب، ثم ابرز تحت السماء فصل ركعتين، تفتتح الصلاة فتقرأ (فاتحة الكتاب) و(قل هو الله أحدٌ) خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقرأ خمس عشرة مرة، ثم تتمها على مثال صلاة التسبيح، غير أن القراءة خمس عشرة مرة، فإذا سلمت فاقرأها خمس عشرة مرة، ثم تسجد فتقول في سجودك: (اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطلٌ سواك؛ فإنك أنت الله الحق المبين، اقض لي حاجة كذا وكذا، الساعة الساعة)، وتلح فيما أردت (2).
[الحديث: 3180] قال الإمام الهادي عند زيارة أئمة الهدى: أشهد الله وأشهدكم أني مؤمنٌ بكم وبما آمنتم به.. مستشفعٌ إلى الله بكم، متقربٌ بكم إليه، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري، اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار، الأئمة الأبرار، لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنك أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 3181] عن أبي هاشم الجعفري، قال: كتب إليه الإمام العسكري بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء فكتب إليه أن ادع بهذا الدعاء: يا أسمع السامعين، ويا أبصر
__________
(1) الكافي: 2/ 579.
(2) الكافي: 3/ 677، تهذيب الأحكام: 3/ 186 و1/ 117.
(3) تهذيب الأحكام: 6/ 98، من لا يحضره الفقيه: 2/ 616.
معارج الذكر والدعاء (755)
المبصرين، ويا عز الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صل على محمد وآل محمد، وأوسع لي في رزقي، ومد لي في عمري، وامنن علي برحمتك، واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري.. قال أبو هاشم: فقلت في نفسي: اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك.. فأقبل علي أبو محمد فقال: أنت في حزبه وفي زمرته إذ كنت بالله مؤمنا، ولرسوله مصدقا، ولأوليائه عارفا، ولهم تابعا، فأبشر ثم أبشر (1).
__________
(1) كشف الغمة: 3/ 211، إعلام الورى: 2/ 142.
معارج الذكر والدعاء (756)
المعراج الثاني عشر من معارج الذكر والدعاء [معراج الولاء والبراء]، وإلى هذا المعراج الإشارة بقوله تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الممتحنة: 4 - 6]
وقد وضعنا فيه الأحاديث الواردة في الدعاء المرتبط بالغير، سواء كان دعاء لهم، أو دعاء عليهم، باعتبار الدعاء يمثل الولاء والبراء؛ فلا يليق أن يشمل الدعاء للظلمة والمعتدين، ذلك أنه يشجع على تصرفاتهم المشينة، بالإضافة إلى أنه يتعارض مع حكمة الله تعالى وعدالته، بل في الدعاء لهم معارضة ومحادة للمظلومين والمستضعفين الذين لا يجدون إلا الدعاء على من ظلمهم واعتدى عليهم.
وقد اشتمل الفصل بحسب ما يبدو من العنوان على مبحثين، هما:
أولا ـ ما ورد حول الولاء والدعاء للمؤمنين
ثانيا ـ ما ورد حول البراء والدعاء على المعتدين
معارج الذكر والدعاء (757)
أولا ـ ما ورد حول الولاء والدعاء للمؤمنين
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [الولاء والدعاء للمؤمنين]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات الدالة على إمكانية الدعاء للغير، وعدم الاقتصار على الدعاء للنفس، بل اعتبار ذلك من علامات الصالحين، كما قال تعالى عن عباد الرحمن، ودعائهم لأهليهم: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74]
وقوله عن إبراهيم عليه السلام ودعائه لذريته: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: 127 - 129]
وقوله: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 35 - 41]
وقوله عن لوط عليه السلام: ﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ قَالَ
معارج الذكر والدعاء (758)
إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ [الشعراء: 167 - 169]
وقوله عن موسى عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأعراف: 151]
وقوله عنه: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا﴾ [طه: 25 - 35]
وقوله عن يعقوب عليه السلام: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يوسف: 96 - 98]
ومثل ذلك قوله في الإخبار عن دعاء المؤمنين لمن سبقهم بالإيمان: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 3182] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استكثر من الناس من دعاء الخير لك؛ فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له، أو يرحم (1).
__________
(1) كنز العمال: 2/ 73 عن الخطيب.
معارج الذكر والدعاء (759)
[الحديث: 3183] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اغتنموا دعاء ضعفة أمتي؛ فإنه يستجاب لهم فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم (1).
[الحديث: 3184] عن طلحة، قال: انطلق رجلٌ ذات يوم فنزع ثيابه، وتمرغ في الرمضاء، ويقول لنفسه: ذوقي، نار جهنم أشد حرا، أجيفةٌ بالليل وبطالةٌ بالنهار؟! فبينا هو كذلك إذ أبصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل شجرة، فقال: غلبتني نفسي، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ألم يكن لك بدٌ من الذي صنعت؟ أما لقد فتحت لك أبواب السماء، ولقد باهى الله بك الملائكة، ثم قال لأصحابه: تزودوا من أخيكم، فجعل الرجل يقول له: يا فلان ادع لي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عمهم، فقال: اللهم اجعل التقوى زادهم، واجمع على الهدى أمرهم، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: اللهم سدده، فقال: اللهم واجعل الجنة مآبهم (2).
[الحديث: 3185] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيءٌ أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب (3).
[الحديث: 3186] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد (4).
[الحديث: 3187] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربع دعوات لا ترد: دعوة الحاج حتى يرجع، ودعوة الغازي حتى يصدر، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، وأسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب (5).
[الحديث: 3188] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب تعدل سبعين دعوة مستجابة، ويوكل الله عز وجل بها ملكا يقول: آمين آمين، ولك مثل ما
__________
(1) الفردوس: 1/ 89.
(2) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: ص 59.
(3) الكافي: 2/ 510؛ أبو داوود: 2/ 89، الترمذي: 6/ 352.
(4) كنز العمال: 2/ 98 عن البزار.
(5) كنز العمال: 2/ 97، الجامع الصغير: 1/ 160 كلاهما عن الفردوس.
معارج الذكر والدعاء (760)
دعوت (1).
[الحديث: 3189] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل (2).
[الحديث: 3190] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابةٌ، عند رأسه ملكٌ موكلٌ، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل (3).
[الحديث: 3191] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اطلب العافية لغيرك، ترزقها في نفسك (4).
[الحديث: 3192] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد يدعو للمؤمنين والمؤمنات إلا رد الله عليه عن كل مؤمن ومؤمنة مضى أو هو كائنٌ إلى يوم القيامة، بمثل ما دعا به (5).
[الحديث: 3193] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة، كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض (6).
[الحديث: 3194] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها (7).
[الحديث: 3195] عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم: 36]، وقول عيسى عليه السلام: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك؟ فأتاه
__________
(1) الفردوس: 2/ 216.
(2) مسلم: 6/ 2096، أبو داوود: 2/ 89، السنن الكبرى: 3/ 693.
(3) مسلم: 6/ 2096، ابن ماجة: 2/ 966، أحمد: 8/ 165 6.
(4) كنز العمال: 2/ 75 عن الترغيب للأصفهاني.
(5) المصنف لعبد الرزاق: 2/ 217.
(6) كنز العمال: 1/ 676 عن المعجم الكبير للطبراني.
(7) أبو داوود: 3/ 35، الترمذي: 3/ 517، ابن ماجة: 2/ 752؛ من لا يحضره الفقيه: 3/ 156.
معارج الذكر والدعاء (761)
جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك (1).
[الحديث: 3196] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سألت ربي ـ تبارك وتعالى ـ ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، قلت: يا رب، لا تهلك أمتي جوعا، قال: لك هذه، قلت: يا رب، لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم ـ يعني من المشركين ـ فيجتاحوهم. قال: لك ذلك، قلت: يا رب، لا تجعل بأسهم بينهم، فمنعني هذه (2).
[الحديث: 3197] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل وعدني في أمتي، وأجارهم من ثلاث: لا يعمهم بسنة، ولا يستأصلهم عدوٌ، ولا يجمعهم على ضلالة (3).
[الحديث: 3198] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة (4).
[الحديث: 3199] عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصبح ونحن معه، فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة قال: أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، ثم وقع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ساجدا، فلما انصرف قرأ على الناس فقال: يا أيها الناس، إني أنا لست قلته، ولكن الله عز وجل قاله (5).
[الحديث: 3200] عن أبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إيت قومك فقل: إن
__________
(1) مسلم: 1/ 191، النسائي: 6/ 373 9، صحيح ابن حبان: 16/ 217.
(2) الخصال: ص 83، بحار الأنوار: 22/ 663؛ المعجم الكبير: 1/ 107.
(3) الدارمي: 1/ 33.
(4) أبو داوود: 6/ 98، المعجم الكبير: 3/ 292، مسند الشاميين: 2/ 662.
(5) أحمد: 5/ 566 0، صحيح ابن حبان: 5/ 322، السنن الكبرى: 2/ 285.
معارج الذكر والدعاء (762)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها (1).
[الحديث: 3201] عن أنس، قال: بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب يوم الجمعة، إذ قام رجلٌ فقال: يا رسول الله، هلك الكراع، وهلك الشاء، فادع الله أن يسقينا، فمد يديه ودعا (2).
[الحديث: 3202] عن أنس، قال: بينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب يوم الجمعة، فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله ادع الله أن يسقينا، فتغيمت السماء ومطرنا، حتى ما كاد الرجل يصل إلى منزله، فلم تزل تمطر إلى الجمعة المقبلة، فقام ذلك الرجل أو غيره فقال: ادع الله أن يصرفه عنا فقد غرقنا، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فجعل السحاب يتقطع حول المدينة، ولا يمطر أهل المدينة (3).
[الحديث: 3203] عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم لغلام من الأنصار: ناولني نعلي، فقال الغلام: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، اتركني حتى أجعلهما أنا في رجليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إن عبدك هذا يترضاك فارض عنه (4).
[الحديث: 3204] عن بلال، قال: أذنت الصبح في ليلة باردة فلم يأت أحدٌ، ثم أذنت فلم يأت أحدٌ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما شأنهم يا بلال؟ قلت: كبدهم البرد بأبي أنت وأمي، فقال: اللهم اكسر عنهم البرد، قال بلالٌ: فلقد رأيتهم يتروحون في السبحة أو الصبح (5).
[الحديث: 3205] عن أبي زيد الأنصاري، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادن مني، قال: فمسح بيده على رأسه ولحيته، قال: ثم قال: اللهم جمله وأدم جماله.. قال الراوي: فلقد بلغ بضعا ومئة سنة وما في رأسه ولحيته بياضٌ إلا نبذٌ يسيرٌ، ولقد كان منبسط الوجه ولم
__________
(1) مسلم: 6/ 1952، أحمد: 2/ 659 وص 536.
(2) البخاري: 1/ 315 و3/ 1313، أبو داوود: 1/ 305.
(3) البخاري: 5/ 2335.
(4) المعجم الصغير: 2/ 163.
(5) دلائل النبوة لأبي نعيم: ص 666، المعجم الكبير: 1/ 351.
معارج الذكر والدعاء (763)
ينقبض وجهه حتى مات (1).
[الحديث: 3206] عن عمرو بن أخطب، قال: استسقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتيته بإناء فيه ماءٌ، وفيه شعرةٌ فرفعتها فناولته، فنظر صلى الله عليه وآله وسلم إلي فقال: اللهم جمله.. قال الراوي: فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين، وما في رأسه ولحيته شعرةٌ بيضاء (2).
[الحديث: 3207] عن أبي مريم الغساني، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدفع إلي اللواء، ورميت بين يديه بالجندل، فأعجبه ذلك ودعا لي (3).
[الحديث: 3208] عن الأحنف، قال: بينما أطوف بالبيت إذ لقيني رجلٌ من بني سليم فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام، فقلت أنت: والله ما قال إلا خيرا، ولا أسمع إلا حسنا؟ فإني رجعت فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمقالتك، قال: (اللهم اغفر للأحنف) قال: فما أنا بشيء أرجى مني لها (4).
[الحديث: 3209] عن ابن عباس ـ في خبر زفاف فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ـ: وتخلفت أسماء بنت عميس في منزل علي، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: على رسلك، من أنت؟ قالت: أنا التي أحرس ابنتك؛ إن الفتاة ليلة تبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها، إن عرضت لها حاجةٌ أو أرادت شيئا أفضت بذلك إليها، قال: فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم (5).
[الحديث: 3210] عن أم سليم، قالت: لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ما أريد
__________
(1) أحمد: 7/ 386 9.
(2) صحيح ابن حبان: 16/ 132، الحاكم: 6/ 155، أحمد: 8/ 666 6،؛ المناقب لابن شهر آشوب: 1/ 83.
(3) المعجم الكبير: 22/ 332، مسند الشاميين: 2/ 350.
(4) أحمد: 9/ 56 1، الحاكم: 3/ 712.
(5) المعجم الكبير: 22/ 612، كفاية الطالب: ص 306؛ شرح الأخبار: 2/ 357.
معارج الذكر والدعاء (764)
زيادة (1).
[الحديث: 3211] عن أم قيس، قالت: توفي ابني فجزعت عليه، فقلت للذي يغسله: لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله! فانطلق عكاشة بن محصن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بقولها، فتبسم، ثم قال: (ما قالت! طال عمرها).. قال الراوي: فلا نعلم امرأة عمرت ما عمرت (2).
[الحديث: 3212] عن أنس، قال: قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنسٌ ادع الله له، قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته (3).
[الحديث: 3213] عن ملقام بن التلب، أن التلب حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله استغفر لي، فقال: إذا أذن لك ـ أو حتى يؤذن لك ـ قال: فغبر ما شاء الله، ثم دعاه فمسح يده على وجهه، وقال: (اللهم اغفر للتلب وارحمه) ثلاثا (4).
[الحديث: 3214] عن جرير، قال: كنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، فقال: اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا، فما سقطت عن فرس بعد (5).
[الحديث: 3215] عن جعيل الأشجعي، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض غزواته وأنا على فرس لي عجفاء ضعيفة، فكنت في آخر الناس فلحقني فقال: سر يا صاحب الفرس! فقلت: يا رسول الله، عجفاء ضعيفةٌ! فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مخفقة كانت معه فضربها بها، وقال: اللهم بارك له فيها، قال: فلقد رأيتني أمسك رأسها أن تقدم الناس، قال: ولقد
__________
(1) الاستيعاب: 6/ 696، تهذيب الكمال: 35/ 366.
(2) النسائي: 6/ 29، أحمد: 10/ 286.
(3) البخاري: 5/ 2336 وص 2365 و6018، مسلم: 6/ 1928، بحار الأنوار: 18/ 10.
(4) المعجم الكبير: 2/ 63، الطبقات الكبرى: 7/ 62.
(5) المعجم الكبير: 2/ 300، البخاري: 3/ 1100، مسلم: 6/ 1925.
معارج الذكر والدعاء (765)
بعت من بطنها باثني عشر ألفا (1).
[الحديث: 3216] عن حسان بن شداد، قال: وفدت أمي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله، إني وفدت إليك لتدعو لبني هذا أن يجعل الله فيه البركة، وأن يجعله كبيرا طيبا مباركا، فمسح وجهه، وقال: اللهم بارك لهما فيه، واجعله كبيرا طيبا (2).
[الحديث: 3217] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء الولد للوالد كالأخذ باليد (3).
[الحديث: 3218] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ ليرفع العبد الدرجة فيقول: رب، أنى لي هذه؟ فيقول: بدعاء ولدك لك (4).
[الحديث: 3219] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الرجل ليموت والداه وهو عاقٌ لهما، فيدعو لهما من بعدهما فيكتبه الله من البارين (5).
[الحديث: 3220] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء الوالد لولده، مثل دعاء النبي لأمته (6).
[الحديث: 3221] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء الوالد للولد كالماء للزرع بصلاحه (7).
[الحديث: 3222] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تدعوا على أولادكم فيوافق ذلك إجابة (8).
[الحديث: 3223] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ـ تبارك وتعالى ـ ساعة نيل فيها عطاءٌ، فيستجيب لكم (9).
__________
(1) المعجم الكبير: 2/ 280، دلائل النبوة: 6/ 153.
(2) أسد الغابة: 2/ 11، المعجم الكبير: 6/ 66.
(3) الفردوس: 2/ 213.
(4) السنن الكبرى: 7/ 126 9، الدعاء للطبراني: ص 375.
(5) الدر المنثور: 5/ 267 عن البيهقي.
(6) الفردوس: 2/ 212؛ مشكاة الأنوار: ص 282.
(7) الفردوس: 2/ 213.
(8) الفردوس: 5/ 51.
(9) أبو داوود: 2/ 88، مسلم: 6/ 2306.
معارج الذكر والدعاء (766)
[الحديث: 3224] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تمنوا هلاك شبابكم وإن كان فيهم غرامٌ؛ فإنهم على ما كان فيهم على خلال: إما أن يتوبوا فيتوب الله عليهم، وإما أن ترديهم الآفات، إما عدوا فيقاتلوه، وإما حريقا فيطفئوه، وإما ماء فيسدوه (1).
[الحديث: 3225] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سألت الله أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه (2).
[الحديث: 3226] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أولى الناس بي في يوم القيامة أكثرهم علي صلاة (3).
[الحديث: 3227] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجابٌ حتى يصلي على النبي وعلى آل محمد، فإذا فعل ذلك خرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، فإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء (4).
[الحديث: 3228] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتاني آت من ربي فقال: لا يصلي عليك عبدٌ صلاة إلا صلى الله عليه عشرا، فقال رجلٌ: يا رسول الله، ألا أجعل نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت، قال: ألا أجعل كل دعائي لك؟ قال: إذا يكفيك الله هم الدنيا والآخرة (5).
[الحديث: 3229] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقيني جبريل فبشرني، قال: إن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لذلك (6).
[الحديث: 3230] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا (7).
__________
(1) حلية الأولياء: 5/ 119.
(2) تاريخ بغداد: 2/ 202 وص 203، الفردوس: 1/ 65.
(3) الترمذي: 2/ 354؛ مكارم الأخلاق: 2/ 88.
(4) بشارة المصطفى: ص 236؛ الفردوس: 4/ 47.
(5) المصنف لعبد الرزاق: 2/ 215.
(6) جامع الأخبار: ص 157، تيسير المطالب: ص 353.
(7) السنن الكبرى: 3/ 353.
معارج الذكر والدعاء (767)
[الحديث: 3231] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا علي من الصلاة في كل يوم جمعة؛ فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة (1).
[الحديث: 3232] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ علي (2).
[الحديث: 3233] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي يوم الجمعة مئة مرة، جاء يوم القيامة ومعه نورٌ لو قسم ذلك النور بين الخلق كلهم لوسعهم (3).
[الحديث: 3234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء محجوبٌ عن الله حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد (4).
[الحديث: 3235] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي في كتاب، لم تزل الملائكة تستغفر له مادام اسمي في ذلك الكتاب (5).
[الحديث: 3236] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلوا علي وسلموا؛ فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم (6).
[الحديث: 3237] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائيا ابلغته (7).
[الحديث: 3238] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني
__________
(1) السنن الكبرى: 3/ 353؛ بحار الأنوار: 89/ 358 عن الرسالة للشهيد الثاني.
(2) أبو داود: 2/ 88 و1/ 275، ابن ماجة: 1/ 524.
(3) حلية الأولياء: 8/ 47.
(4) شعب الإيمان: 2/ 216.
(5) المعجم الأوسط: 2/ 232؛ منية المريد: ص 347.
(6) مسند أبي يعلى: 6/ 171؛ كنزالفوائد: 2/ 152.
(7) شعب الإيمان: 2/ 218؛ الأمالي للطوسي: ص 167.
معارج الذكر والدعاء (768)
من أمتي السلام (1).
[الحديث: 3239] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن البخيل كل البخيل الذي إذا ذكرت عنده لم يصل علي (2).
[الحديث: 3240] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من الجفاء أن أذكر عند الرجل فلا يصلي علي (3).
[الحديث: 3241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا صلاة لمن لا يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (4).
[الحديث: 3242] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى صلاة لم يصل فيها علي ولا على أهل بيتي، لم تقبل منه (5).
[الحديث: 3243] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلوا علي واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد (6).
[الحديث: 3244] عن كعب بن عجرة، قال: قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ (7).
[الحديث: 3245] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا (8).
__________
(1) النسائي: 3/ 43؛ الأمالي للصدوق: ص 389.
(2) الإرشاد: 2/ 169؛ الترمذي: 5/ 551.
(3) المصنف لعبد الرزاق: 2/ 217.
(4) ابن ماجة: 1/ 140، الحاكم: 1/ 402.
(5) الدارقطني: 1/ 355؛ بحار الأنوار: 85/ 279.
(6) النسائي: 6/ 19، أحمد: 1/ 423.
(7) البخاري: 4/ 1802 و4520 و3/ 1233 و5/ 2338، مسلم: 1/ 305 و65.
(8) مسلم: 1/ 288، أبو داود: 1/ 144.
معارج الذكر والدعاء (769)
[الحديث: 3246] عن أبي طلحة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء ذات يوم والبشرى في وجهه، فقلنا: إنا لنرى البشرى في وجهك، فقال: إنه أتاني الملك فقال: يا محمد، إن ربك يقول: أما يرضيك أنه لا يصلي عليك أحدٌ إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك أحدٌ إلا سلمت عليه عشرا؟ (1).
[الحديث: 3247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما صلى علي عبدٌ من أمتي صلاة صادقا بها في قلب نفسه، إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات، وكتب له بها عشر حسنات، ورفع له بها عشر درجات، ومحا عنه بها عشر سيئات (2).
[الحديث: 3248] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي صلى الله عليه وملائكته، ومن شاء فليقل ومن شاء فليكثر (3).
[الحديث: 3249] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي كل يوم ثلاث مرات، وكل ليلة ثلاث مرات، حبا بي وشوقا إلي، كان حقا على الله أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم (4).
[الحديث: 3250] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا الصلاة علي؛ فإن صلاتكم علي مغفرةٌ لذنوبكم، واطلبوا لي الدرجة والوسيلة؛ فإن وسيلتي عند ربي شفاعةٌ لكم (5).
[الحديث: 3251] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلوا علي فإنها زكاةٌ لكم (6).
[الحديث: 3252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: زينوا مجالسكم بالصلوات علي؛ فإن
__________
(1) النسائي: 3/ 44، الدارمي: 2/ 773.
(2) المعجم الكبير: 22/ 196؛ روضة الواعظين: ص 354.
(3) الكافي: 2/ 492؛ ابن ماجة: 1/ 294.
(4) المعجم الكبير: 18/ 362؛ الدعوات: ص 86، بحار الأنوار: 94/ 70.
(5) تاريخ دمشق: 61/ 381 1.
(6) أحمد: 3/ 292.
معارج الذكر والدعاء (770)
صلواتكم علي نورٌ لكم يوم القيامة (1).
[الحديث: 3253] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها الناس، إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها، أكثركم علي صلاة في دار الدنيا (2).
[الحديث: 3254] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا؛ أدركته شفاعتي يوم القيامة (3).
[الحديث: 3255] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم) شهدت له يوم القيامة بالشهادة، وشفعت له (4).
[الحديث: 3256] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى علي في يوم ألف مرة، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة (5).
[الحديث: 3257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلوا على أنبياء الله ورسله؛ فإن الله بعثهم كما بعثني (6).
[الحديث: 3258] قال الإمام علي: وجعت وجعا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأقامني في مكانه وقام يصلي، وألقى علي طرف ثوبه، ثم قال: قد برأت يا ابن أبي طالب لا بأس عليك؛ ما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله، ولا سألت الله شيئا إلا أعطانيه، غير أنه قيل لي: إنه لا نبي بعدك (7).
__________
(1) الفردوس: 2/ 291.
(2) الفردوس: 5/ 277.
(3) كنزالعمال: 1/ 491 عن الطبراني.
(4) الأدب المفرد: ص 192؛ بحار الأنوار: 94/ 87.
(5) الترغيب والترهيب: 2/ 501 عن أبي حفص بن شاهين.
(6) شعب الإيمان: 1/ 148.
(7) المعجم الأوسط: 8/ 67، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ص 263؛ المناقب للكوفي: 1/ 517.
معارج الذكر والدعاء (771)
[الحديث: 3259] قال الإمام علي: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد ـ وهو في مصلى له في بعض حجره ـ فقال: يا علي، بت ليلتي هذه حيث ترى أصلّي وأسأل ربي تعالى، فما سألت ربي شيئا إلا سألت لك مثله، وما سألت من شيء إلا أعطاني، إلا أنه قيل لي: لا نبي بعدي (1).
[الحديث: 3260] عن عبد الله بن الحارث، قال: قلت لعلي بن أبي طالب: أخبرني بأفضل منزلتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: نعم، بينا أنا نائمٌ عنده وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته قال: يا علي، ما سألت من الله عز وجل من الخير شيئا إلا سألت لك مثله، وما استعذت الله من الشر إلا استعذت لك مثله (2).
[الحديث: 3261] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لعلي: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه (3).
[الحديث: 3262] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الإمام علي: من كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (4).
[الحديث: 3263] عن ابن عباس، قال: أخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يزل يدعو لهما خاصة ـ يعني عليا وفاطمة ـ لا يشركهما بدعائه أحدا (5).
[الحديث: 3264] عن البراء، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحسن بن علي على عاتقه يقول: اللهم إني أحبه فأحبه (6).
__________
(1) تاريخ دمشق: 62/ 311.
(2) تاريخ دمشق: 62/ 309.
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/ 599، أحمد: 1/ 256، علل الشرائع: ص 166.
(4) أحمد: 6/ 601 6؛ الكافي: 1/ 296 و295.
(5) المعجم الكبير: 22/ 612، حلية الأولياء: 2/ 75، شرح الأخبار: 2/ 359، كشف الغمة: 1/ 372.
(6) البخاري: 3/ 1370، مسلم: 6/ 1883، الترمذي: 5/ 661، أحمد: 6/ 622،الأمالي للطوسي: ص 269.
معارج الذكر والدعاء (772)
[الحديث: 3265] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاءه الحسن وفي عنقه السخاب، فالتزمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتزم هو رسول الله، وقال: اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه ـ ثلاث مرات ـ (1).
[الحديث: 3266] عن أسامة بن زيد، قال: طرقت باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة لبعض الحاجة، فخرج وهو مشتملٌ على شيء، لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتملٌ عليه؟ فكشفه فإذا الحسن والحسين على وركيه فقال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما (2).
[الحديث: 3267] عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة (3).. ثم يقول: هكذا كان يعوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق (4).
[الحديث: 3268] عن أم سلمة، قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندي فأرسل إلى حسن وحسين وعلي وفاطمة، فانتزع كساء عني فألقاه عليهم، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (5).
[الحديث: 3269] عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلل على علي وحسن وحسين وفاطمة كساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (6).
__________
(1) المناقب لابن شهر آشوب: 6/ 25، كشف الغمة: 2/ 167؛ مسلم: 6/ 1882.
(2) خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ص 253، النسائي: 5/ 169، الترمذي: 5/ 656، كشف الغمة: 2/ 167.
(3) لامة: أي ذات لمم؛ وهي التي تصيب بسوء.
(4) الحاكم: 3/ 183، أبو داوود: 6/ 235، تاريخ دمشق: 13/ 226، دعائم الإسلام: 2/ 139.
(5) تاريخ دمشق: 13/ 203، شواهد التنزيل: 2/ 107؛ شرح الأخبار: 2/ 691.
(6) أحمد: 10/ 197 9، الترمذي: 5/ 699.
معارج الذكر والدعاء (773)
[الحديث: 3270] عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة: ايتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا، ثم وضع يده عليهم، ثم قال: اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، إنك حميدٌ مجيدٌ.. قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: إنك على خير (1).
[الحديث: 3271] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ـ يعني عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ـ (2).
[الحديث: 3272] عن حذيفة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي بين المغرب والعشاء، فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء، فلما انصرف تبعته، فقال: من هذا؟ قلت: حذيفة، قال: اللهم اغفر لحذيفة ولأمه (3).
[الحديث: 3273] عن عبد الله بن زيد بن عاصم، قال: شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه، فقال: ابن أم عمارة؟ قلت: نعم، قال: ارم، فرميت بين يديه رجلا من المشركين بحجر وهو على فرس، فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه، وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرا، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظر يتبسم، ونظر جرح أمي على عاتقها، فقال: أمك أمك! اعصب جرحها، بارك الله عليكم من أهل بيت، مقام أمك خيرٌ من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل البيت، ومقام ربيبك ـ يعني زوج أمه ـ خيرٌ من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل
__________
(1) أحمد: 10/ 228 8، المعجم الكبير: 3/ 53 و23/ 336؛ الأمالي للطوسي: ص 368.
(2) مسند فاطمة الزهراء للسيوطي: ص 126 عن الطبراني عن واثلة.
(3) تاريخ دمشق: 12/ 268، التهجد وقيام الليل: ص 162.
معارج الذكر والدعاء (774)
البيت، قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة، فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا (1).
[الحديث: 3274] عن ابن عباس، قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤتيني الحكمة مرتين (2).
[الحديث: 3275] عن ابن عمر، قال: دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابن عباس، فقال: اللهم بارك فيه وانشر منه (3).
[الحديث: 3276] عن عبد الله بن مسعود، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا في غنم لعقبة، فمسح رأسي وقال: يرحمك الله، إنك غليمٌ معلمٌ (4).
[الحديث: 3277] عن زيد بن أسلم عن رجل حدثه، قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالسٌ على قبر وهو يدفن، فسمعته يقول: اللهم إني قد رضيت عنه فارض عنه، فسألت: من هو؟ فقيل: عبد الله ذو البجادين.. وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه.. قال ابن مسعود: فليتني كنت صاحب الحفرة (5).
[الحديث: 3278] عن قتادة، قال: لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذت بيده فودعته، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك إلى الخير حيثما تكون) (6).
[الحديث: 3279] عن قتادة بن النعمان، قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوسٌ فدفعها إلي يوم أحد، فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى اندقت عن سيتها، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهمٌ منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
__________
(1) الطبقات الكبرى: 8/ 616،؛ بحار الأنوار: 20/ 136.
(2) الترمذي: 5/ 679، المعجم الكبير: 10/ 266 5.
(3) الإصابة: 6/ 125، الاستيعاب: 3/ 67، ذخائر العقبى: ص 376.
(4) المعجم الكبير: 9/ 79، المعجم الأوسط: 7/ 322.
(5) أسد الغابة: 6/ 609، المعجم الأوسط: 9/ 52.
(6) التاريخ الكبير: 7/ 185، المعجم الكبير: 19/ 15.
معارج الذكر والدعاء (775)
ميلت رأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهما بدرت منه حدقتي على خدي، وتفرق الجمع فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كفي دمعت عيناه فقال: (اللهم إن قتادة فدى وجه نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا)، فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا (1).
[الحديث: 3280] عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو في القنوت: اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين بمكة (2).
[الحديث: 3281] عن ابن عباس، قال: مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم وقال: (انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم)؛ يعني: النفر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف (3).
[الحديث: 3282] قال الإمام الصادق: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا بعث بسرية دعا لها (4).
[الحديث: 3283] عن ليث بن أبي سليم، قال: سمعت رجلا من الأنصار يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستظلٌ بظل شجرة في يوم شديد الحر، إذ جاء رجلٌ فنزع ثيابه، ثم جعل يتمرغ في الرمضاء، يكوي ظهره مرة وبطنه مرة وجبهته مرة، ويقول: يا نفس ذوقي، فما عند الله عز وجل أعظم مما صنعت بك! ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إلى ما يصنع، ثم إن الرجل لبس ثيابه، ثم أقبل، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده ودعاه، فقال له: يا عبد الله، لقد رأيتك صنعت
__________
(1) المعجم الكبير: 19/ 8، دلائل النبوة لأبي نعيم: ص 686.
(2) البخاري: 3/ 1072 و1/ 361، مسلم: 1/ 666، أبو داوود: 2/ 68؛ الفصول المختارة: ص 225.
(3) أحمد: 1/ 571، الحاكم: 2/ 108، الدعاء للطبراني: ص 330.
(4) الكافي: 5/ 29.
معارج الذكر والدعاء (776)
شيئا، ما رأيت أحدا من الناس صنعه، فما حملك على ما صنعت؟ فقال الرجل: حملني على ذلك مخافة الله عز وجل، وقلت لنفسي: يا نفس، ذوقي؛ فما عند الله أعظم مما صنعت بك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لقد خفت ربك حق مخافته، وإن ربك ليباهي بك أهل السماء، ثم قال لأصحابه: يا معشر من حضر، ادنوا من صاحبكم حتى يدعو لكم، فدنوا منه فدعا لهم، وقال: اللهم اجمع أمرنا على الهدى، واجعل التقوى زادنا، والجنة مآبنا (1).
[الحديث: 3284] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب مستجابٌ (2).
[الحديث: 3285] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قضى لأخيه المؤمن حاجة، كان كمن عبد الله دهره، ومن دعا لمؤمن بظهر الغيب قال الملك: ولك مثل ذلك، وما من عبد مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات بظهر الغيب إلا رد الله عز وجل مثل الذي دعا لهم، من مؤمن أو مؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة، وإن العبد المؤمن ليؤمر به إلى النار، يكون من أهل الذنوب والخطايا فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات: إلهنا، عبدك هذا كان يدعو لنا، فشفعنا فيه، فيشفعهم الله عز وجل فيه، فينجو من النار برحمة من الله عز وجل (3).
[الحديث: 3286] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد يقوم من الليل فيصلي ركعتين، فيدعو في سجوده لأربعين من أصحابه يسمي بأسمائهم وأسماء آبائهم، إلا ولم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه (4).
[الحديث: 3287] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من دعا للمؤمنين والمؤمنات في كل يوم خمسا
__________
(1) الأمالي للصدوق: ص 620، روضة الواعظين: ص 695.
(2) الجعفريات: ص 195، النوادر للراوندي: ص 97.
(3) الأمالي للطوسي: ص 681.
(4) مصباح المتهجد: ص 133، البلد الأمين: ص 36.
معارج الذكر والدعاء (777)
وعشرين مرة، نزع الله الغل من صدره، وكتبه من الأبدال، إن شاء الله (1).
[الحديث: 3288] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات)، كتب الله له بكل مؤمن خلقه الله منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة (2).
[الحديث: 3289] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اغفر لي ولأمتي، اللهم اغفر لي ولأمتي، أستغفر الله لي ولكم (3).
[الحديث: 3290] عن الفضل بن عباس، أن رجلا قال: يا رسول الله، إني بخيلٌ جبانٌ نؤومٌ، فادع لي، فدعا الله أن يذهب جبنه، وأن يسخي نفسه، وأن يذهب كثرة نومه، فلم ير أسخى نفسا، ولا أشد بأسا، ولا أقل نوما منه (4).
[الحديث: 3291] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: اللهم رد كل غريب، اللهم فك كل أسير (5).
[الحديث: 3292] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحم الله من أعان ولده على بره، وهو أن يعفو عن سيئته، ويدعو له فيما بينه وبين الله (6).
[الحديث: 3293] قال الإمام علي: رقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسنا وحسينا، فقال: أعيذكما بكلمات الله التامات وأسمائه الحسني كلها عامة من شر السامة والهامة ومن شر كل عين لامة ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلينا، فقال: هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاق (7).
__________
(1) الجعفريات: ص 223.
(2) فلاح السائل: ص 110.
(3) تفسير القمي: 1/ 291، الاختصاص: ص 363.
(4) الخرائج والجرائح: 1/ 56.
(5) المصباح للكفعمي: ص 816، البلد الأمين: ص 222.
(6) بحار الأنوار: ج 106 ص 98.
(7) الكافي: 2/ 569، عدة الداعي: ص 281.
معارج الذكر والدعاء (778)
[الحديث: 3294] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلاتكم علي مجوزةٌ لدعائكم، ومرضاةٌ لربكم، وزكاةٌ لأبدانكم (1).
[الحديث: 3295] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجعلوني كقدح الراكب؛ فإن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء، اجعلوني في أول الدعاء وفي آخره وفي وسطه (2).
[الحديث: 3296] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ذكرت عنده فلم يصل علي، دخل النار فأبعده الله (3).
[الحديث: 3297] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ذكرت عنده فنسي الصلاة علي، خطئ به طريق الجنة (4).
[الحديث: 3298] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ارفعوا أصواتكم بالصلاة علي؛ فإنها تذهب بالنفاق (5).
[الحديث: 3299] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلاتكم علي إجابةٌ لدعائكم، وزكاةٌ لأعمالكم (6).
[الحديث: 3300] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصلاة علي وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق (7).
[الحديث: 3301] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا الصلاة علي؛ فإن الصلاة علي نورٌ في القبر، ونورٌ على الصراط، ونورٌ في الجنة (8).
[الحديث: 3302] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان آخر كلامه الصلاة علي وعلى علي،
__________
(1) الجعفريات: ص 215؛ فردوس الأخبار: 2/ 546.
(2) الكافي: 2/ 492؛ المصنف لعبد الرزاق: 2/ 216.
(3) الكافي: 2/ 495؛ صحيح ابن حبان: 3/ 188.
(4) الكافي: 2/ 495.
(5) الكافي: 2/ 493.
(6) الأمالي للطوسي: ص 215.
(7) الكافي: 2/ 492.
(8) الدعوات: ص 216.
معارج الذكر والدعاء (779)
دخل الجنة (1).
[الحديث: 3303] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه للإمام علي: اللهم وفقه وسدده (2).
[الحديث: 3304] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه للإمام علي: اللهم أجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك (3).
[الحديث: 3305] قال الإمام علي: دعا لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اللهم اهد قلبه، واشرح صدره، وثبت لسانه، وقه الحر والبرد (4).
[الحديث: 3306] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع يده على صدري، ثم يقول: اللهم املأ قلبه علما وفهما ونورا وحلما وحكما وإيمانا، وعلمه ولا تجهله، وأحفظه ولا تنسه (5).
[الحديث: 3307] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لعلي: اللهم ارحمه وترحم عليه، وانصره وانتصر به، وأعنه واستعن به؛ فإنه عبدك وكتيبة رسولك (6).
[الحديث: 3308] قال الإمام علي: زوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أتاني فأخذ بيدي فقال: قم بسم الله، وقل: على بركة الله وما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله، ثم جاءني حين أقعدني عندها، ثم قال: اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما، وبارك في ذريتهما، واجعل عليهما منك حافظا، وإني أعيذهما وذريتهما بك من الشيطان الرجيم (7).
[الحديث: 3309] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي وفاطمة: اللهم إنهما مني وأنا منهما، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا، فأذهب عنهما الرجس وطهرهما
__________
(1) عيون أخبار الإمام الرضا: 2/ 64.
(2) التوحيد: ص 235، معاني الأخبار: ص 66.
(3) الأمالي للطوسي: ص 366، اليقين: ص 160؛ حلية الأولياء: 1/ 67.
(4) عيون أخبار الرضا: 2/ 60.
(5) الاعتقادات: ص 121، سليم بن قيس: 2/ 625.
(6) الأمالي للطوسي: ص 362.
(7) الأمالي للطوسي: ص 60، بشارة المصطفى: ص 262.
معارج الذكر والدعاء (780)
تطهيرا (1).
[الحديث: 3310] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ في الحسن والحسين ـ: اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريته، اللهم أحبهما وأحب من يحبهما، والعن من يبغضهما مل ء السماء والأرض (2).
[الحديث: 3311] عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا ذات يوم وعنده عليٌ وفاطمة والحسن والحسين، فقال: اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس علي، فأحبب من أحبهم وأبغض من أبغضهم، ووال من والاهم، وعاد من عاداهم، وأعن من أعانهم، واجعلهم مطهرين من كل رجس، معصومين من كل ذنب، وأيدهم بروح القدس (3).
[الحديث: 3312] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رب، إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة (4).
[الحديث: 3313] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لأبي ذر: يا أبا ذر رحمك الله، تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك قومٌ من أهل العراق، يتولون غسلك وتجهيزك والصلاة عليك ودفنك (5).
[الحديث: 3314] قال الإمام الصادق: استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري، فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك؟ فقال: يا رسول الله، مؤمنٌ حقا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لكل شيء حقيقةٌ فما حقيقة قولك؟ فقال: يا رسول الله، عزفت
__________
(1) كفاية الطالب: ص 306؛ كشف الغمة: 1/ 372.
(2) الأمالي للطوسي: ص 368.
(3) الأمالي للصدوق: ص 576.
(4) دلائل الإمامة: ص 101، نوادر المعجزات: ص 95.
(5) تفسير القمي: 1/ 296، بحار الأنوار: 21/ 215.
معارج الذكر والدعاء (781)
نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت هواجري، وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة، وكأني أسمع عواء أهل النار في النار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عبدٌ نور الله قلبه، أبصرت فاثبت، فقال: يا رسول الله، ادع الله لي أن يرزقني الشهادة معك، فقال: اللهم ارزق حارثة الشهادة، فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية فبعثه فيها، فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية، ثم قتل (1).
[الحديث: 3315] روي أن الإمام علي بكى يوما، وقال: ماتت أمي، فنهض النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هي والله أمي حقا، ما رأيت من عمي شيئا إلا وقد رأيت منها أكثر منه، ثم صاح: يا أم سلمة! هذه بردتي فأزريها فيها، وهذه قميصي فدرعيها فيها، وهذا ردائي فأدرجيها فيه، فإذا فرغت من غسلها فأعلميني، فأعلمته أم سلمة، فحملها على سريرها ثم صلى عليها، ثم نزل لحدها فلبث ما شاء الله لا يسمع له إلا همهمةٌ، ثم صاح: يا فاطمة! قالت: لبيك يا رسول الله، قال: هل رأيت ما ضمنت لك؟ قالت: نعم، فجزاك الله عني في المحيا والممات أفضل الجزاء، فلما سوى عليها وخرج، سئل عنها، فقال: قرأت عليها يوما: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام: 94]، فقالت: يا رسول الله، وما فرادى؟ قلت: عراة، قالت: وا سوأتاه! فسألت الله ألا يبدي عورتها.. ثم سألتني عن منكر ونكير، فأخبرتها بحالهما، بأنهما كيف يجيئان، قالت: وا غوثاه بالله منهما! فسألت الله أن لا يريهما إياها، وأن يفسح لها في قبرها، وأن يحشرها في أكفانها (2).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
__________
(1) الكافي: 2/ 56، المحاسن: 1/ 386.
(2) الخرائج والجرائح: 1/ 90.
معارج الذكر والدعاء (782)
[الحديث: 3316] قال الإمام علي في دعائه: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، اللهم اجعل التقوى زادهم، والإيمان والحكمة في قلوبهم، وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم، وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، إله الحق وخالق الخلق، اللهم اغفر لمن توفي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، ولمن هو لاحقٌ بهم من بعدهم منهم، إنك أنت العزيز الحكيم (1).
[الحديث: 3317] قال الإمام علي في دعائه قبل شهادته: أنا بالأمس صاحبكم، وأنا اليوم عبرةٌ لكم، وغدا مفارقكم، غفر الله لي ولكم (2).
[الحديث: 3318] قال الإمام علي في دعائه: جعلنا الله وإياكم ممن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته (3).
[الحديث: 3319] قال الإمام علي في دعائه: أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحق، وألهمنا وإياكم الصبر (4).
[الحديث: 3320] قال الإمام علي في دعائه: عصمنا الله وإياكم بالهدى، وثبتنا وإياكم على التقوى، وأستغفر الله لي ولكم (5).
[الحديث: 3321] قال الإمام علي في دعائه: وفقنا الله وإياكم لمحابه (6).
[الحديث: 3322] قال الإمام علي في دعائه: جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين (7).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 432.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 149.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 165.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 173 و205.
(5) الكافي: 1/ 142، التوحيد: ص 34.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 67.
(7) من لا يحضره الفقيه: 1/ 520، الأمالي للمفيد: ص 161.
معارج الذكر والدعاء (783)
[الحديث: 3323] قال الإمام علي في دعائه: نسأل الله لنا ولكم عملا زاكيا، وثوابا جزيلا، ورحمة واسعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1).
[الحديث: 3324] قال الإمام علي في دعائه: جعلنا الله وإياكم ممن سمع الوعظ فقبل، ودعي إلى العمل فعمل (2).
[الحديث: 3325] قال الإمام علي في دعائه: جعلنا الله وإياكم عاملين بكتابه، متبعين لأوليائه، حتى يحلنا وإياكم دار المقامة من فضله، إنه حميدٌ مجيدٌ (3).
[الحديث: 3326] قال الإمام علي في دعائه: أسأل الله لنا ولكم حسن الخيرة والإحسان، ورحمته الواسعة في الدنيا والآخرة (4).
[الحديث: 3327] قال الإمام علي في دعائه: أفرغ الله علينا وعليكم الصبر، وأعز لنا ولكم النصر، وكان لنا ولكم ظهيرا في كل أمر (5).
[الحديث: 3328] قال الإمام علي في دعائه: استعملنا الله وإياكم بطاعته وطاعة رسوله، وعفا عنا وعنكم بفضل رحمته (6).
[الحديث: 3329] قال الإمام علي في دعائه لأهل الكوفة بعد فتح البصرة: جزاكم الله من أهل مصر عن أهل بيت نبيكم أحسن ما يجزي العاملين بطاعته، والشاكرين لنعمته، فقد سمعتم وأطعتم، ودعيتم فأجبتم (7).
__________
(1) الغارات: 1/ 211.
(2) كنز العمال: 16/ 206 نقلا عن ابن النجار.
(3) تاريخ دمشق: 42/ 501، ذم الدنيا لابن أبي الدنيا: ص 74؛ بحار الأنوار: 73/ 118 نقلا عن عيون الحكم والمواعظ.
(4) إرشاد القلوب: ص 322.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/ 112.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 190.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 2، الجمل: ص 404.
معارج الذكر والدعاء (784)
[الحديث: 3330] قال الإمام علي في دعائه لأهل مصر: عصمكم الله بالهدى وثبتكم بالتقوى، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى (1).
[الحديث: 3331] قال الإمام علي في دعائه: جعل الله خلتنا وودنا خلة المتقين وود المخلصين، وجمع بيننا وبينكم في دار الرضوان إخوانا على سرر متقابلين (2).
[الحديث: 3332] قال الإمام علي في دعائه لأصحابه، بعد شهادة محمد بن أبي بكر: اللهم اجمعنا وإياهم على الهدى، وزهدنا وإياهم في الدنيا، واجعل الآخرة خيرا لنا ولهم من الأولى (3).
[الحديث: 3333] قال الإمام علي: أربعة لا ترد لهم دعوةٌ، منهم الوالد البار لولده، والولد البار لوالده (4).
[الحديث: 3334] قال الإمام علي: من صلى على محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمعه النبي ورفعت دعوته (5).
[الحديث: 3335] قال الإمام علي: صلوا على محمد وآل محمد؛ فإن الله عز وجل يقبل دعاءكم عند ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودعائكم له وحفظكم إياه صلى الله عليه وآله وسلم (6).
[الحديث: 3336] قال الإمام علي: إذا قرأتم: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]) فصلوا عليه؛ في الصلاة كنتم أو في غيرها (7).
__________
(1) الأمالي للمفيد: ص 82، تاريخ دمشق: 56/ 390.
(2) الغارات: 1/ 250، الأمالي للطوسي: ص 31.
(3) الغارات: 1/ 322.
(4) الإرشاد: 1/ 306.
(5) الخصال: ص 630، عدة الداعي: ص 152.
(6) الخصال: ص 613، تحف العقول: ص 103.
(7) الخصال: ص 629، تحف العقول: ص 119.
معارج الذكر والدعاء (785)
[الحديث: 3337] قال الإمام علي: اللهم صل على ملائكتك المقربين، وعلى أنبيائك ورسلك أجمعين (1).
[الحديث: 3338] قال الإمام الباقر: لما ماتت فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) قام عليها الإمام علي، وقال: اللهم إني راض عن ابنة نبيك، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها، اللهم إنها قد هجرت فصلها، اللهم إنها قد ظلمت فاحكم لها، وأنت خير الحاكمين (2).
[الحديث: 3339] قال الإمام علي ـ عند تغسيله فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ـ: اللهم إنها أمتك وبنت رسولك وصفيك وخيرتك من خلقك، اللهم لقنها حجتها، وأعظم برهانها، وأعل درجتها، واجمع بينها وبين أبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم (3).
[الحديث: 3340] قال الإمام علي لابنه الحسن: أستودع الله دينك ودنياك، وأسأله خير القضاء لك في العاجلة والآجلة والدنيا والآخرة (4).
[الحديث: 3341] قال الإمام علي لابنه الحسين: واعلم ـ أي بني ـ أنه من لانت كلمته وجبت محبته، وفقك الله لرشدك، وجعلك من أهل طاعته بقدرته، إنه جوادٌ كريمٌ (5).
[الحديث: 3342] قال الإمام علي في دعائه للإمام المهدي: اللهم فاجعل بعثه خروجا من الغمة، واجمع به شمل الأمة (6).
[الحديث: 3343] قال الإمام علي: يرحم الله خباب بن الأرت؛ فلقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله، وعاش مجاهدا (7).
[الحديث: 3344] قال الإمام علي في تأبين عمار بن ياسر: رحم الله عمارا يوم أسلم،
__________
(1) تهذيب الأحكام: 3/ 83.
(2) الخصال: ص 588.
(3) بحار الأنوار: 81/ 309 عن مصباح الأنوار.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) تحف العقول: ص 91، نزهة الناظر: ص 62.
(6) الغيبة للنعماني: ص 216.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 63، وقعة صفين: ص 530؛ المعجم الكبير: 6/ 56.
معارج الذكر والدعاء (786)
ورحم الله عمارا يوم قتل، ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا (1).
[الحديث: 3345] قال عمرو بن الحمق: إني والله يا أمير المؤمنين (الإمام علي) ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك، ولا إرادة مال تؤتينيه، ولا التماس سلطان يرفع ذكري به؛ ولكن أحببتك لخصال خمس: أنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأول من آمن به، وزوج سيدة نساء الأمة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو الذرية التي بقيت فينا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأعظم رجل من المهاجرين سهما في الجهاد، فلو أني كلفت نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي حتى يأتي علي يومي في أمر أقوي به وليك وأوهن به عدوك، ما رأيت أني قد أديت فيه كل الذي يحق علي من حقك، فقال الإمام علي: اللهم نور قلبه بالتقى، واهده إلى صراط مستقيم، ليت أن في جندي مائة مثلك (2).
[الحديث: 3346] قال الإمام علي لقيس بن سعد بن عبادة: قضى الله لنا ولك بالإحسان في أمرنا كله (3).
[الحديث: 3347] عن صعصعة بن صوحان، قال: لما بلغ عليا موت الأشتر قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أحتسبه عندك؛ فإن موته من مصائب الدهر، فرحم الله مالكا؛ فقد وفي بعهده، وقضى نحبه، ولقي ربه (4).
[الحديث: 3348] قال الإمام علي في تأبين مالك الأشتر: رحمه الله؛ فلقد استكمل أيامه، ولاقى حمامه، ونحن عنه راضون، أولاه الله رضوانه، وضاعف الثواب له (5).
[الحديث: 3349] قال الإمام علي في كتابه إلى مالك الأشتر: وأنا أسأل الله بسعة
__________
(1) أنساب الأشراف: 1/ 197، الطبقات الكبرى: 3/ 262.
(2) وقعة صفين: ص 103، الاختصاص: ص 16.
(3) تاريخ اليعقوبي: 2/ 203.
(4) الغارات: 1/ 266، الأمالي للمفيد: ص 83.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 36، الغارات: 1/ 269؛ تاريخ الطبري: 5/ 97.
معارج الذكر والدعاء (787)
رحمته، وعظيم قدرته على إعطاء كل رغبة، أن يوفقني وإياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه، مع حسن الثناء في العباد، وجميل الأثر في البلاد، وتمام النعمة، وتضعيف الكرامة، وأن يختم لي ولك بالسعادة والشهادة، إنا إليه راجعون راغبون، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا (1).
[الحديث: 3350] قال الإمام علي لابنه محمد: أسأل الله أن يلهمك الشكر والرشد، ويقويك على العمل بكل خير، ويصرف عنك كل محذور برحمته، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (2).
[الحديث: 3351] قال الإمام علي في دعائه لهاشم المرقال: اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك، والمرافقة لنبيك صلى الله عليه وآله وسلم (3).
[الحديث: 3352] قال الإمام الحسن: رأيت أمي فاطمة قائمة في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم، وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت: يا أماه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثم الدار (4).
[الحديث: 3353] قال الإمام الحسن في دعائه لأصحابه: غفر الله لي ولكم، وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا (5).
__________
(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) العقد الفريد: 2/ 335.
(3) وقعة صفين: ص 112؛ شرح نهج البلاغة: 3/ 186.
(4) دلائل الإمامة: ص 152، علل الشرائع: ص 182.
(5) الإرشاد: 2/ 11، المناقب لابن شهر آشوب: 4/ 33.
معارج الذكر والدعاء (788)
[الحديث: 3354] قال الإمام الحسن في دعائه لأصحابه: عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه وأهل طاعته، وألهمنا وإياكم تقواه، وأعاننا وإياكم على جهاد أعدائه، وأستغفر الله العظيم لي ولكم (1).
[الحديث: 3355] قال الإمام الحسن في خطبة له: فرض الله عز وجل الصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على كافة المؤمنين فقالوا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟ فقال: (قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد)، فحقٌ على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فريضة واجبة (2).
[الحديث: 3356] قال الإمام الحسين: إني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خيرا (3).
[الحديث: 3357] قال الإمام الحسين لابنه علي الأكبر: جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده (4).
[الحديث: 3358] عن أبي ثمامة أنه قال يوم عاشوراء: أحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها، فرفع الإمام الحسين رأسه ثم قال: ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين (5).
[الحديث: 3359] قال الإمام الحسين في أبي الشعثاء الكندي، وكان راميا: اللهم سدد رميته، واجعل ثوابه الجنة (6).
__________
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 14/ 13؛ بحار الأنوار: 32/ 89.
(2) الأمالي للطوسي: ص 564.
(3) الإرشاد: 2/ 91، روضة الواعظين: ص 183.
(4) الإرشاد: 2/ 82، روضة الواعظين: ص 199.
(5) تاريخ الطبري: 5/ 639.
(6) تاريخ الطبري: 5/ 665.
معارج الذكر والدعاء (789)
[الحديث: 3360] قال الإمام الحسين لأم وهب: جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي ـ رحمك الله ـ إلى النساء (1).
[الحديث: 3361] قال الإمام الحسين لجون مولى أبي ذر الغفاري: اللهم بيض وجهه، وطيب ريحه واحشره مع الأبرار، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد (2).
[الحديث: 3362] قال الإمام الحسين ـ لما بلغه خبر شهادة مسلم ـ: رحم الله مسلما؛ فلقد صار إلى روح الله وريحانه، وتحيته ورضوانه، أما إنه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا (3).
[الحديث: 3363] قال الإمام الحسين في دعائه لمسلم بن عوسجة: رحمك الله يا مسلم، ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23] (4).
[الحديث: 3364] قال الإمام الحسين في دعائه ليزيد بن مسعود: آمنك الله يوم الخوف، وأعزك وأرواك يوم العطش الأكبر (5).
[الحديث: 3365] قال الإمام السجاد: إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب أو يذكره بخير، قالوا: نعم الأخ أنت لأخيك، تدعو له بالخير وهو غائبٌ عنك، وتذكره بخير، قد أعطاك الله عز وجل مثلي ما سألت له، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه، ولك الفضل عليه، وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له: بئس الأخ أنت لأخيك، كف أيها المستر على ذنوبه وعورته، واربع على نفسك، واحمد الله الذي
__________
(1) تاريخ الطبري: 5/ 630.
(2) بحار الأنوار: 65/ 23 عن المقتل لمحمد بن أبي طالب.
(3) الملهوف: ص 136.
(4) الإرشاد: 2/ 103،؛ تاريخ الطبري: 5/ 635.
(5) الملهوف: ص 113.
معارج الذكر والدعاء (790)
ستر عليك، واعلم أن الله عز وجل أعلم بعبده منك (1).
[الحديث: 3366] قال الإمام السجاد في دعائه لجيرانه وأوليائه: اللهم تولني في جيراني وموالي العارفين بحقنا والمنابذين لأعدائنا بأفضل ولايتك، ووفقهم لإقامة سنتك، والأخذ بمحاسن أدبك؛ في إرفاق ضعيفهم، وسد خلتهم، وعيادة مريضهم، وهداية مسترشدهم، ومناصحة مستشيرهم، وتعهد قادمهم، وكتمان أسرارهم، وستر عوراتهم، ونصرة مظلومهم، وحسن مواساتهم بالماعون، والعود عليهم بالجدة والإفضال، وإعطاء ما يجب لهم قبل السؤال (2).
[الحديث: 3367] قال الإمام السجاد في دعائه لجيرانه وأوليائه: اللهم اجعلني أجزي بالإحسان مسيئهم، وأعرض بالتجاوز عن ظالمهم، وأستعمل حسن الظن في كافتهم، وأتولى بالبر عامتهم، وأغض بصري عنهم عفة، وألين جانبي لهم تواضعا، وأرق على أهل البلاء منهم رحمة، وأسر لهم بالغيب مودة، وأحب بقاء النعمة عندهم نصحا، وأوجب لهم ما أوجب لحامتي، وأرعى لهم ما أرعى لخاصتي (3).
[الحديث: 3368] قال الإمام السجاد في دعائه لجيرانه وأوليائه: اللهم ارزقني مثل ذلك منهم، واجعل لي أوفى الحظوظ فيما عندهم، وزدهم بصيرة في حقي، ومعرفة بفضلي، حتى يسعدوا بي وأسعد بهم، آمين رب العالمين (4).
[الحديث: 3369] قال الإمام السجاد في دعائه لأتباع الرسل ومصدقيهم: اللهم وأتباع الرسل ومصدقوهم من أهل الأرض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب، والاشتياق إلى المرسلين بحقائق الإيمان، في كل دهر وزمان، أرسلت فيه رسولا، وأقمت
__________
(1) الكافي: 2/ 508.
(2) الصحيفة السجادية: ص 109.
(3) الصحيفة السجادية: ص 109.
(4) الصحيفة السجادية: ص 109.
معارج الذكر والدعاء (791)
لأهله دليلا، من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أئمة الهدى، وقادة أهل التقى، على جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان (1).
[الحديث: 3370] قال الإمام السجاد في دعائه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته، يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم (2).
[الحديث: 3371] قال الإمام السجاد في دعائه للتابعين: اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان، الذين ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم، ومضوا على شاكلتهم، لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شكٌ في قفو آثارهم، والائتمام بهداية منارهم، مكانفين وموازرين لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم (3).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 31.
(2) الصحيفة السجادية: ص 31.
(3) الصحيفة السجادية: ص 31.
معارج الذكر والدعاء (792)
[الحديث: 3372] قال الإمام السجاد في دعائه للتابعين: اللهم وصل على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين، وعلى أزواجهم، وعلى ذرياتهم، وعلى من أطاعك منهم، صلاة تعصمهم بها من معصيتك، وتفسح لهم في رياض جنتك، وتمنعهم بها من كيد الشيطان، وتعينهم بها على ما استعانوك عليه من بر، وتقيهم طوارق الليل والنهار إلاطارقا يطرق بخير، وتبعثهم بها على اعتقاد حسن الرجاء لك، والطمع فيما عندك، وترك التهمة فيما تحويه أيدي العباد، لتردهم إلى الرغبة إليك والرهبة منك، وتزهدهم في سعة العاجل، وتحبب إليهم العمل للآجل، والاستعداد لما بعد الموت، وتهون عليهم كل كرب يحل بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها، وتعافيهم مما تقع به الفتنة من محذوراتها، وكبة النار وطول الخلود فيها، وتصيرهم إلى أمن من مقيل المتقين (1).
[الحديث: 3373] قال الإمام السجاد في دعائه لنفسه ولأهل ولايته: يا من لا تنقضي عجائب عظمته، صل على محمد وآله، واحجبنا عن الإلحاد في عظمتك.. ويا من لا تنتهي مدة ملكه، صل على محمد وآله، واعتق رقابنا من نقمتك.. ويا من لا تفنى خزائن رحمته، صل على محمد وآله واجعل لنا نصيبا في رحمتك.. ويا من تنقطع دون رؤيته الأبصار، صل على محمد وآله، وأدننا إلى قربك.. ويا من تصغر عند خطره الأخطار، صل على محمد وآله، وكرمنا عليك.. ويا من تظهر عنده بواطن الأخبار، صل على محمد وآله، ولا تفضحنا لديك.. اللهم أغننا عن هبة الوهابين بهبتك، واكفنا وحشة القاطعين بصلتك، حتى لا نرغب إلى أحد مع ذلك، ولا نستوحش من أحد مع فضلك.. اللهم فصل على محمد وآله، وكد لنا ولا تكد علينا، وامكر لنا ولا تمكر بنا، وأدل لنا ولا تدل منا.. اللهم صل على محمد
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 31.
معارج الذكر والدعاء (793)
وآله، وقنا منك، واحفظنا بك، واهدنا إليك، ولا تباعدنا عنك، إن من تقه يسلم ومن تهده يعلم، ومن تقربه إليك يغنم.. اللهم صل على محمد وآله، واكفنا حد نوائب الزمان، وشر مصائد الشيطان، ومرارة صولة السلطان.. اللهم إنما يكتفي المكتفون بفضل قوتك، فصل على محمد وآله واكفنا، وإنما يعطي المعطون من فضل جدتك، فصل على محمد وآله وأعطنا، وإنما يهتدي المهتدون بنور وجهك، فصل على محمد وآله، واهدنا.. اللهم إنك من واليت لم يضرره خذلان الخاذلين، ومن أعطيت لم ينقصه منع المانعين، ومن هديت لم يغوه إضلال المضلين.. فصل على محمد وآله، وامنعنا بعزك من عبادك، وأغننا عن غيرك بإرفادك، واسلك بنا سبيل الحق بإرشادك.. اللهم صل على محمد وآله، واجعل سلامة قلوبنا في ذكر عظمتك، وفراغ أبداننا في شكر نعمتك، وانطلاق ألسنتنا في وصف منتك.. اللهم صل على محمد وآله، واجعلنا من دعاتك الداعين إليك، وهداتك الدالين عليك، ومن خاصتك الخاصين لديك، يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 3374] قال الإمام السجاد في دعائه: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، وتابع بيننا وبينهم في الخيرات، اللهم اغفر لحينا وميتنا، شاهدنا وغائبنا، ذكرنا وانثانا، صغيرنا وكبيرنا، حرنا ومملوكنا (2).
[الحديث: 3375] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وأهل بيته الطاهرين، واخصصهم بأفضل صلواتك ورحمتك وبركاتك وسلامك، واخصص اللهم والدي بالكرامة لديك، والصلاة منك، يا أرحم الراحمين (3).
[الحديث: 3376] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم ألهمني علم ما يجب
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 35.
(2) مصباح المتهجد: ص 587، الإقبال: 1/ 163.
(3) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
معارج الذكر والدعاء (794)
لهما علي إلهاما، واجمع لي علم ذلك كله تماما، ثم استعملني بما تلهمني منه، ووفقني للنفوذ فيما تبصرني من علمه حتى لا يفوتني استعمال شيء علمتنيه، ولا تثقل أركاني عن الحفوف فيما ألهمتنيه (1).
[الحديث: 3377] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرهما بر الأم الرؤوف، واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان، وأثلج لصدري من شربة الظمآن حتى أوثر على هواي هواهما، وأقدم على رضاي رضاهما وأستكثر برهما بي وإن قل، وأستقل بري بهما وإن كثر (2).
[الحديث: 3378] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم خفض لهما صوتي، وأطب لهما كلامي، وألن لهما عريكتي، واعطف عليهما قلبي، وصيرني بهما رفيقا، وعليهما شفيقا (3).
[الحديث: 3379] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم اشكر لهما تربيتي، وأثبهما على تكرمتي، واحفظ لهما ما حفظاه مني في صغري (4).
[الحديث: 3380] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم وما مسهما مني من أذى، أو خلص إليهما عني من مكروه، أو ضاع قبلي لهما من حق فاجعله حطة لذنوبهما، وعلوا في درجاتهما، وزيادة في حسناتهما، يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات (5).
[الحديث: 3381] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم وما تعديا علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق، أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته
__________
(1) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(2) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(3) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(4) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(5) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
معارج الذكر والدعاء (795)
لهما، وجدت به عليهما ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما، فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب، فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي، وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو أجازيهما على مثل، أين إذا ـ يا إلهي ـ طول شغلهما بتربيتي؟! وأين شدة تعبهما في حراستي؟! وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟! هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا أدرك ما يجب علي لهما، ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما، فصل على محمد وآله، وأعني يا خير من استعين به، ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والأمهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون (1).
[الحديث: 3382] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم اخصص أبوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين وأمهاتهم، يا أرحم الراحمين (2).
[الحديث: 3383] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي، وفي آناء ليلي، وفي كل ساعة من ساعات نهاري (3).
[الحديث: 3384] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم اغفر لي بدعائي لهما، واغفر لهما ببرهما بي مغفرة حتما، وارض عنهما بشفاعتي لهما رضى عزما، وبلغهما بالكرامة مواطن السلامة (4).
[الحديث: 3385] قال الإمام السجاد في دعائه لأبويه: اللهم إن سبقت مغفرتك لهما فشفعهما في، وإن سبقت مغفرتك لي فشفعني فيهما حتى نجتمع برأفتك في دار كرامتك
__________
(1) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(2) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(3) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(4) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
معارج الذكر والدعاء (796)
ومحل مغفرتك ورحمتك، إنك ذو الفضل العظيم، والمن القديم، وأنت أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 3386] قال الإمام السجاد في دعائه لولده: اللهم ومن علي ببقاء ولدي وبإصلاحهم لي وبإمتاعي بهم (2).
[الحديث: 3387] قال الإمام السجاد في دعائه لولده: إلهي امدد لي في أعمارهم، وزد لي في آجالهم، ورب لي صغيرهم، وقو لي ضعيفهم، وأصح لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم، وعافهم في أنفسهم وفي جوارحهم وفي كل ما عنيت به من أمرهم، وأدرر لي وعلى يدي أرزاقهم، واجعلهم أبرارا أتقياء بصراء سامعين مطيعين لك، ولأوليائك محبين مناصحين، ولجميع أعدائك معاندين ومبغضين، آمين (3).
[الحديث: 3388] قال الإمام السجاد في دعائه لولده: اللهم اشدد بهم عضدي، وأقم بهم أودي، وكثر بهم عددي، وزين بهم محضري، وأحي بهم ذكري، واكفني بهم في غيبتي، وأعني بهم على حاجتي، واجعلهم لي محبين، وعلي حدبين مقبلين مستقيمين لي، مطيعين غير عاصين ولا عاقين ولا مخالفين ولا خاطئين (4).
[الحديث: 3389] قال الإمام السجاد في دعائه لولده: اللهم أعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم، واجعلهم لي عونا على ما سألتك، وأعذني وذريتي من الشيطان الرجيم، فإنك خلقتنا وأمرتنا ونهيتنا ورغبتنا في ثواب ما أمرتنا ورهبتنا عقابه، وجعلت لنا عدوا يكيدنا، سلطته منا على ما لم تسلطنا عليه منه، أسكنته صدورنا، وأجريته مجاري دمائنا، لا يغفل إن غفلنا، ولا ينسى إن نسينا، يؤمننا عقابك، ويخوفنا بغيرك، إن هممنا بفاحشة شجعنا عليها، وإن هممنا بعمل صالح ثبطنا عنه، يتعرض لنا بالشهوات، وينصب لنا بالشبهات،
__________
(1) الصحيفة السجادية: الدعاء 26.
(2) الصحيفة السجادية: الدعاء 25.
(3) الصحيفة السجادية: الدعاء 25.
(4) الصحيفة السجادية: الدعاء 25.
معارج الذكر والدعاء (797)
إن وعدنا كذبنا، وإن منانا أخلفنا، وإلا تصرف عنا كيده يضلنا، وإلا تقنا خباله يستزلنا، اللهم فاقهر سلطانه عنا بسلطانك، حتى تحبسه عنا بكثرة الدعاء لك، فنصبح من كيده في المعصومين بك (1).
[الحديث: 3390] قال الإمام السجاد في الصلاة على الملائكة: اللهم وحملة عرشك الذين لا يفترون من تسبيحك، ولا يسأمون من تقديسك، ولا يستحسرون من عبادتك، ولا يؤثرون التقصير على الجد في أمرك، ولا يغفلون عن الوله إليك، وإسرافيل صاحب الصور، الشاخص الذي ينتظر منك الإذن، وحلول الأمر، فينبه بالنفخة صرعى رهائن القبور، وميكائيل ذو الجاه عندك، والمكان الرفيع من طاعتك، وجبريل الأمين على وحيك، المطاع في أهل سماواتك، المكين لديك، المقرب عندك، والروح الذي هو على ملائكة الحجب، والروح الذي هو من أمرك، فصل عليهم، وعلى الملائكة الذين من دونهم من سكان سماواتك، وأهل الأمانة على رسالاتك، والذين لا تدخلهم سأمةٌ من دؤوب، ولا إعياءٌ من لغوب ولا فتورٌ، ولا تشغلهم عن تسبيحك الشهوات، ولا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات، الخشع الأبصار، فلا يرومون النظر إليك، النواكس الأذقان، الذين قد طالت رغبتهم فيما لديك، المستهترون بذكر آلائك، والمتواضعون دون عظمتك وجلال كبريائك، والذين يقولون إذا نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، فصل عليهم وعلى الروحانيين من ملائكتك، وأهل الزلفة عندك، وحمال الغيب إلى رسلك، والمؤتمنين على وحيك، وقبائل الملائكة الذين اختصصتهم لنفسك، وأغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك، وأسكنتهم بطون أطباق سماواتك، والذين على
__________
(1) الصحيفة السجادية: الدعاء 25.
معارج الذكر والدعاء (798)
أرجائها إذا نزل الأمر بتمام وعدك، وخزان المطر وزواجر السحاب، والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود، وإذا سبحت به حفيفة السحاب التمعت صواعق البروق، ومشيعي الثلج والبرد، والهابطين مع قطر المطر إذا نزل، والقوام على خزائن الرياح، والموكلين بالجبال فلا تزول، والذين عرفتهم مثاقيل المياه، وكيل ما تحويه لواعج الأمطار وعوالجها، ورسلك من الملائكة إلى أهل الأرض، بمكروه ما ينزل من البلاء ومحبوب الرخاء، والسفرة الكرام البررة، والحفظة الكرام الكاتبين، وملك الموت وأعوانه، ومنكر ونكير، ورومان فتان القبور، والطائفين بالبيت المعمور، ومالك، والخزنة، ورضوان، وسدنة الجنان، والذين لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، والذين يقولون سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، والزبانية الذين إذا قيل لهم: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ [الحاقة: 30 - 31] ابتدروه سراعا، ولم ينظروه، ومن أوهمنا ذكره، ولم نعلم مكانه منك، وبأي أمر وكلته، وسكان الهواء والأرض والماء ومن منهم على الخلق، فصل عليهم يوم يأتي كل نفس معها سائقٌ وشهيدٌ، وصل عليهم صلاة تزيدهم كرامة على كرامتهم، وطهارة على طهارتهم، اللهم وإذا صليت على ملائكتك ورسلك وبلغتهم صلاتنا عليهم، فصل عليهم بما فتحت لنا من حسن القول فيهم، إنك جوادٌ كريمٌ (1).
[الحديث: 3391] قال الإمام السجاد في الثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة عليه: الحمد لله الذي من علينا بمحمد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دون الامم الماضية والقرون السالفة، بقدرته التي لا تعجز عن شي ء وإن عظم، ولا يفوتها شي ءٌ وإن لطف، فختم بنا على جميع من ذرأ، وجعلنا شهداء على من جحد، وكثرنا بمنه على من قل (2).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 27.
(2) الصحيفة السجادية: ص 25.
معارج الذكر والدعاء (799)
[الحديث: 3392] قال الإمام السجاد في الثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة عليه: اللهم فصل على محمد أمينك على وحيك، ونجيبك من خلقك، وصفيك من عبادك، إمام الرحمة، وقائد الخير، ومفتاح البركة، كما نصب لأمرك نفسه، وعرض فيك للمكروه بدنه، وكاشف في الدعاء إليك حامته، وحارب في رضاك أسرته، وقطع في إحياء دينك رحمه، وأقصى الأدنين على جحودهم، وقرب الأقصين على استجابتهم لك، ووالى فيك الأبعدين، وعادى فيك الأقربين، وأدأب نفسه في تبليغ رسالتك، وأتعبها بالدعاء إلى ملتك، وشغلها بالنصح لأهل دعوتك، وهاجر إلى بلاد الغربة ومحل النأي عن موطن رحله وموضع رجله، ومسقط رأسه ومأنس نفسه، إرادة منه لإعزاز دينك، واستنصارا على أهل الكفر بك، حتى استتب له ما حاول في أعدائك، واستتم له ما دبر في أوليائك، فنهد إليهم مستفتحا بعونك، ومتقويا على ضعفه بنصرك، فغزاهم في عقر ديارهم، وهجم عليهم في بحبوحة قرارهم، حتى ظهر أمرك وعلت كلمتك ولو كره المشركون (1).
[الحديث: 3393] قال الإمام السجاد في الثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة عليه: اللهم ارفعه بما كدح فيك إلى الدرجة العليا من جنتك، حتى لا يساوى في منزلة ولا يكافأ في مرتبة، ولا يوازيه لديك ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌ مرسلٌ، وعرفه في أهله الطاهرين وأمته المؤمنين من حسن الشفاعة أجل ما وعدته، يا نافذ العدة، يا وافي القول، يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات، إنك ذو الفضل العظيم (2).
[الحديث: 3394] عن الزهري أن الإمام السجاد دعا له عند مرضه، فقال: اللهم إن ابن شهاب قد فزع إلي بالوسيلة إليك بآبائي فيها، بالإخلاص من آبائي وأمهاتي إلا
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 25.
(2) الصحيفة السجادية: ص 25.
معارج الذكر والدعاء (800)
جدت عليه بما قد أمل ببركة دعائي، واسكب له من الرزق، وارفع له من القدر، وغيره ما يصيره لقنا لما علمته من العلم.. قال الزهري: فوالذي نفسي بيده، ما اعتللت ولا مر بي ضيقٌ ولا بؤسٌ مذ دعا بهذا الدعاء (1).
[الحديث: 3395] قال الإمام الباقر: أوشك دعوة وأسرع إجابة، دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب (2).
[الحديث: 3396] قال الإمام الباقر في قوله تعالى: ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ [الشورى: 26]: هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: آمين، ويقول الله العزيز الجبار: ولك مثلا ما سألت، وقد أعطيت ما سألت بحبك إياه (3).
[الحديث: 3397] قال الإمام الباقر: أسرع الدعاء نجحا للإجابة دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب؛ يبدأ بالدعاء لأخيه، فيقول له ملكٌ موكلٌ به: آمين، ولك مثلاه (4).
[الحديث: 3398] قال الإمام الباقر: عليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب؛ فإنه يهيل الرزق ـ يقولها ثلاثا ـ (5).
[الحديث: 3399] قال الإمام الصادق: كان أبي (الإمام الباقر) يقول في دعائه: رب أصلح لي نفسي؛ فإنها أهم الأنفس إلي، رب أصلح لي ذريتي؛ فإنهم يدي وعضدي، رب وأصلح لي أهل بيتي؛ فإنهم لحمي ودمي، رب أصلح لي جماعة إخوتي وأخواتي ومحبي؛ فإن
__________
(1) المجتنى: ص 65.
(2) الكافي: 2/ 507، مكارم الأخلاق: 2/ 20.
(3) الكافي: 2/ 507، عدة الداعي: ص 172.
(4) الكافي: 2/ 507.
(5) مستطرفات السرائر: ص 166.
معارج الذكر والدعاء (801)
صلاحهم صلاحي (1).
[الحديث: 3400] قال الإمام الباقر: إن آدم ـ صلوات الله عليه ـ لما بني الكعبة وطاف بها قال: اللهم إن لكل عامل أجرا، اللهم وإني قد عملت، فقيل له: سل يا آدم، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقيل له: قد غفر لك يا آدم، فقال: ولذريتي من بعدي، فقيل له: يا آدم، من باء منهم بذنبه هاهنا كما بؤت، غفرت له (2).
[الحديث: 3401] قال الإمام الباقر: أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وعلى أهل بيته (3).
[الحديث: 3402] قال الإمام الصادق: لا تستخفوا بدعاء المساكين للمرضى منكم؛ فإنه يستجاب لهم فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم (4).
[الحديث: 3403] قيل للإمام الصادق: أشغل نفسي بالدعاء لإخواني ولأهل الولاية؛ فما ترى في ذلك؟ فقال: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ يستجيب دعاء غائب لغائب، ومن دعا للمؤمنين والمؤمنات ولأهل مودتنا، رد الله عليه من آدم إلى أن تقوم الساعة لكل مؤمن حسنة (5).
[الحديث: 3404] قال الإمام الصادق: إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب، نودي من العرش: ولك مائة ألف ضعف مثله، وإذا دعا لنفسه كانت له واحدةٌ، فمئة ألف مضمونةٌ خيرٌ من واحدة لا يدري يستجاب له أم لا (6).
__________
(1) قرب الإسناد: ص 8.
(2) قصص الأنبياء: ص 67.
(3) قرب الإسناد: ص 14.
(4) دعائم الإسلام: 2/ 136 وص 332، السرائر: 3/ 162.
(5) تفسير القمي: 1/ 67.
(6) من لا يحضره الفقيه: 2/ 212.
معارج الذكر والدعاء (802)
[الحديث: 3405] قال الإمام الصادق: ما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا وكل الله عز وجل به ملكا يقول: ولك مثله (1).
[الحديث: 3406] قال الإمام الصادق: من قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له (2).
[الحديث: 3407] قال الإمام الصادق: من دعا لأربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه، استجيب له فيهم وفي نفسه (3).
[الحديث: 3408] قال الإمام الصادق: من قال كل يوم خمسا وعشرين مرة: (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات)، كتب الله له بعدد كل مؤمن مضى وكل مؤمن بقي إلى يوم القيامة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة (4).
[الحديث: 3409] قال الإمام الصادق: إذا قال الرجل: (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم وجميع الأموات)، رد الله عليه بعدد من مضى ومن بقي من كل إنسان دعوة (5).
[الحديث: 3410] قال الإمام الصادق: دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدر الرزق، ويدفع المكروه (6).
[الحديث: 3411] قال الإمام الصادق: دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه البلاء، ويدر عليه الرزق (7).
[الحديث: 3412] قال الإمام الصادق: دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب يسوق إلى
__________
(1) المؤمن: ص 56، الاختصاص: ص 27.
(2) الكافي: 2/ 509، الأمالي للصدوق: ص 561.
(3) من لا يحضره الفقيه: 2/ 212، الخصال: ص 538.
(4) ثواب الأعمال: ص 196.
(5) فلاح السائل: ص 110.
(6) الكافي: 2/ 507، الأمالي للصدوق: ص 560.
(7) المؤمن: ص 55، الاختصاص: ص 28.
معارج الذكر والدعاء (803)
الداعي الرزق، ويصرف عنه البلاء، وتقول له الملائكة: لك مثلاه (1).
[الحديث: 3413] قيل للإمام الصادق: ما كان دعاء يوسف عليه السلام في الجب فإنا قد اختلفنا فيه؟ فقال: إن يوسف عليه السلام لما صار في الجب وآيس من الحياة، قال: اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتا، ولن تستجيب لي دعوة، فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب، فارحم ضعفه، واجمع بيني وبينه؛ فقد علمت رقته علي وشوقي إليه (2).
[الحديث: 3414] قال الإمام الصادق: لما طاف آدم عليه السلام بالبيت وانتهى إلى الملتزم، قال له جبريل عليه السلام: يا آدم أقر لربك بذنوبك في هذا المكان، فوقف آدم فقال: يا رب إن لكل عامل أجرا وقد عملت، فما أجري؟ فأوحى الله عز وجل إليه: يا آدم، قد غفرت ذنبك، قال: يا رب ولولدي أو لذريتي، فأوحى الله عز وجل إليه: يا آدم، من جاء من ذريتك إلى هذا المكان، وأقر بذنوبه وتاب كما تبت ثم استغفر غفرت له (3).
[الحديث: 3415] قال الإمام الصادق: أيما رجل دعا على ولده أورثه الله الفقر (4).
[الحديث: 3416] سئل الإمام الصادق عن قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، فقال: الصلاة من الله عز وجل رحمةٌ، ومن الملائكة تزكيةٌ، ومن الناس دعاءٌ، وأما قوله عز وجل: (و سلموا تسليما) فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه (5).
[الحديث: 3417] قال الإمام الصادق: من صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمعناه: إني أنا على
__________
(1) ثواب الأعمال: ص 186، الأمالي للطوسي: ص 677.
(2) الأمالي للصدوق: ص 688.
(3) الكافي: 6/ 196.
(4) عدة الداعي: ص 80.
(5) معاني الأخبار: ص 368.
معارج الذكر والدعاء (804)
الميثاق والوفاء الذي قبلت حين قوله: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: 172] (1).
[الحديث: 3418] سئل الإمام الصادق عن معنى: أجعل صلواتي كلها لك؟ فقال: يقدمه بين يدي كل حاجة، فلا يسأل الله عز وجل شيئا حتى يبدأ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه (2).
[الحديث: 3419] قيل للإمام الصادق: إني دخلت البيت ولم يحضرني شيءٌ من الدعاء إلا الصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أما إنه لم يخرج أحدٌ بأفضل مما خرجت به (3).
[الحديث: 3420] سئل الإمام الصادق عن الرجل يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الصلاة المكتوبة إما راكعا وإما ساجدا، فيصلي عليه وهو على تلك الحال، فقال: نعم، إن الصلاة على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كهيئة التكبير والتسبيح، وهي عشر حسنات، يبتدرها ثمانية عشر ملكا أيهم يبلغها إياه (4).
[الحديث: 3421] قال الإمام الصادق: إن من السنة أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته في كل يوم جمعة ألف مرة، وفي سائر الأيام مئة مرة (5).
[الحديث: 3422] قال الإمام الصادق: إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكةٌ بعدد الذر، في أيديهم أقلام لا يكتبون إلى ليلة السبت إلا الصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم، فأكثر منها (6).
[الحديث: 3423] قال الإمام الصادق: من كانت له إلى الله عز وجل حاجةٌ فليبدأ
__________
(1) معاني الأخبار: ص 115، فلاح السائل: ص 226.
(2) الكافي: 2/ 492.
(3) الكافي: 2/ 494، ثواب الأعمال: ص 186.
(4) الكافي: 3/ 322، تهذيب الأحكام: 2/ 299.
(5) الكافي: 3/ 416، تهذيب الأحكام: 3/ 4.
(6) الكافي: 3/ 416، تهذيب الأحكام: 3/ 4.
معارج الذكر والدعاء (805)
بالصلاة على محمد وآله، ثم يسأل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد؛ فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط، إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه (1).
[الحديث: 3424] قال الإمام الصادق: صلوا إلى جانب قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كانت صلاة المؤمنين تبلغه أينما كانوا (2).
[الحديث: 3425] قال الإمام الصادق: إذا صلى أحدكم ولم يذكر النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته، يسلك بصلاته غير سبيل الجنة (3).
[الحديث: 3426] قال الإمام الصادق: من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مئة مرة، ومن صلى على محمد وآل محمد مئة مرة صلى الله عليه وملائكته ألفا، أما تسمع قول الله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 43] (4).
[الحديث: 3427] قال الإمام الصادق: من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفرف الدعاء على رأسه، فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع الدعاء (5).
[الحديث: 3428] قال الإمام الصادق: من قال: (يا رب صل على محمد وآل محمد) مئة مرة، قضيت له مئة حاجة؛ ثلاثون للدنيا والباقي للآخرة (6).
[الحديث: 3429] عن معاوية بن عمار، قال: ذكرت عند الإمام الصادق بعض الأنبياء، فصليت عليه، فقال: إذا ذكر أحدٌ من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمد ثم عليه،
__________
(1) الكافي: 2/ 494.
(2) الكافي: 4/ 553.
(3) الكافي: 2/ 495.
(4) الكافي: 2/ 493.
(5) الكافي: 2/ 491.
(6) الكافي: 2/ 493.
معارج الذكر والدعاء (806)
صلى الله على محمد وآله وعلى جميع الأنبياء (1).
[الحديث: 3430] قال الإمام الكاظم: لا تحقروا دعوة أحد؛ فإنه يستجاب لليهودي والنصراني فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم (2).
[الحديث: 3431] قال الإمام الكاظم: من دعا لإخوانه من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وكل الله به عن كل مؤمن ملكا يدعو له (3).
[الحديث: 3432] قال الإمام الرضا: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة على محمد وآله؛ فإنها تهدم الذنوب هدما (4).
__________
(1) الأمالي للطوسي: ص 424، الأمالي للصدوق: ص 463.
(2) الكافي: 6/ 17 عن الحسن بن الجهم، مكارم الأخلاق: 2/ 8.
(3) ثواب الأعمال: ص 193.
(4) عيون أخبار الإمام الرضا: 1/ 294، تنبيه الخواطر: 2/ 156.
معارج الذكر والدعاء (807)
ثانيا ـ ما ورد حول البراء والدعاء على المعتدين
نتناول في هذا المبحث ما ورد من الأحاديث في المصادر السنية والشيعية حول [البراء والدعاء على المعتدين]، وهي تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من الآيات الناهية عن الدعاء للمعتدين، وخصوصا بعد وفاتهم، باعتبار ذلك من علامات البراء منهم.
ومنها قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 113 - 114]
وقوله: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 80]
وقوله: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 84]
وقوله: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [الممتحنة: 4]
وقوله: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114]
وقوله: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: 1 - 5]
معارج الذكر والدعاء (808)
وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 159 - 160]
وقوله: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [آل عمران: 86 - 87]
ونحب أن ننبه هنا إلى أن هذا لا يتعارض مع الدعاء لهم بالهداية، فهي مما يجوز الدعاء به، بل هو سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء عليهم السلام.
وللعلامة ابن طاوس كلام جميل في هذا، نحب نقله هنا لنبين أن البراء لا يعني عدم الدعاء بالهداية للمنحرفين، يقول في ذلك: (كنت في ليلة جليلة من شهر رمضان بعد تصنيف هذا الكتاب [الإقبال] بزمان، وأنا أدعو في السحر لمن يجب أو يحسن تقديم الدعاء له ولي ولمن يليق بالتوفيق أن أدعو له، فورد على خاطري أن الجاحدين لله جل جلاله ولنعمه والمستخفين بحرمته، والمبدلين لحكمه في عباده وخليقته، ينبغي أن يبدأ بالدعاء لهم بالهداية من ضلالتهم؛ فإن جنايتهم على الربوبية، والحكمة الإلهية، والجلالة النبوية أشد من جناية العارفين بالله وبالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فيقتضي تعظيم الله وتعظيم جلاله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وحقوق هدايته بمقاله وفعاله أن يقدم الدعاء بهداية من هو أعظم ضررا وأشد خطرا؛ حيث لم يقدر أن يزال ذلك بالجهاد، ومنعهم من الإلحاد والفساد.. أقول: فدعوت لكل ضال عن الله بالهداية إليه، ولكل ضال عن الرسول بالرجوع إليه، ولكل ضال عن الحق بالاعتراف به والاعتماد عليه.. ثم دعوت لأهل التوفيق والتحقيق بالثبوت على توفيقهم، والزيادة في تحقيقهم، ودعوت لنفسي ومن يعنيني أمره بحسب ما رجوته من الترتيب الذي يكون
معارج الذكر والدعاء (809)
أقرب إلى من أتضرع إليه، وإلى مراد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قدمت مهمات الحاجات بحسب ما رجوت أن يكون أقرب إلى الإجابات) (1)
ثم بين مستنده الشرعي على هذا، فقال: (أفلا ترى ما تضمنه مقدس القرآن من شفاعة إبراهيم في أهل الكفران، فقال الله جل جلاله: ﴿يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود: 74 - 75]، فمدحه ـ جل جلاله ـ على حلمه وشفاعته ومجادلته في قوم لوط، الذين قد بلغ كفرهم إلى تعجيل نقمته.. أما رأيت ما تضمنته أخبار صاحب الرسالة ـ وهو قدوة أهل الجلالة ـ كيف كان كلما آذاه قومه الكفار وبالغوا فيما يفعلون، قال: (اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون).. أما رأيت الحديث عن عيسى عليه السلام: (كن كالشمس تطلع على البر والفاجر)؛ وقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: (اصنع الخير إلى أهله وإلى غير أهله؛ فإن لم يكن أهله فكن أنت أهله)؟ وقد تضمن ترجيح مقام المحسنين إلى المسيئين قوله جل جلاله: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، ويكفي أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بعث رحمة للعالمين) (2)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية، مع التنبيه إلى أن بعض ما نورده في المصادر السنية موجود في المصادر الشيعية أيضا:
[الحديث: 3433] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون (3).
__________
(1) الإقبال: 1/ 386.
(2) الإقبال: 1/ 386.
(3) صحيح ابن حبان: 3/ 256، المعجم الكبير: 6/ 120.
معارج الذكر والدعاء (810)
[الحديث: 3434] عن سهل بن سعد، قال: شهدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين كسرت رباعيته، وجرح وجهه، وهشمت البيضة على رأسه، وإني لأعرف من يغسل الدم عن وجهه، ومن ينقل عليه الماء، وماذا جعل على جرحه حتى رقأ الدم، كانت فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تغسل الدم عن وجهه، وعليٌ ينقل الماء إليها في مجنة، فلما غسلت الدم عن وجه أبيها أحرقت حصيرا حتى إذا صارت رمادا، أخذت من ذلك الرماد فوضعته على وجهه حتى رقأ الدم، ثم قال يومئذ: اشتد غضب الله على قوم كلموا وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ثم مكث ساعة، ثم قال: اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون (1).
[الحديث: 3435] عن أبي هريرة، قال: قدم الطفيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليها، فظن الناس أنه يدعو عليهم، فقال: اللهم اهد دوسا وائت بهم (2).
[الحديث: 3436] عن كعب بن مرة قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مضر، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إن الله عز وجل قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم ـ فأعرض عنه ـ قال: فقلت له: يا رسول الله، إن الله عز وجل قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا طبقا غدقا غير رائث، نافعا غير ضار، فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتى مطروا (3).
[الحديث: 3437] عن عبد الله بن مسعود، قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غنائم حنين بالجعرانة ازدحموا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن عبدا من عباد الله بعثه الله إلى قومه فضربوه
__________
(1) المعجم الكبير: 6/ 162.
(2) البخاري: 5/ 2369 و3/ 1073 و6/ 1596، مسلم: 6/ 1957.
(3) أحمد: 6/ 308 6، الحاكم: 1/ 676، السنن الكبرى: 3/ 696.
معارج الذكر والدعاء (811)
وشجوه، فجعل يمسح الدم عن جبهته ويقول: رب اغفر لقومي؛ إنهم لا يعلمون (1).
[الحديث: 3438] عن عبد الله بن مسعود، قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون (2).
[الحديث: 3439] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله في أرضه (3).
[الحديث: 3440] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا: أكثر الله مالك وولدك (4).
[الحديث: 3441] عن قتادة، أن يهوديا حلب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ناقة، فقال: (اللهم جمله)، فاسود شعره (5).
[الحديث: 3442] عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتي بشارب فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن يضربوه، فمنهم من ضربه بنعله، ومنهم بيده، ومنهم بثوبه، ثم قال: ارجعوا، ثم أمرهم فبكتوه فقالوا: ألا تستحي، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصنع هذا؟! ثم أرسله، فلما أدبر وقع القوم يدعون عليه ويسبونه، يقول القائل: اللهم أخزه! اللهم العنه! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقولوا هكذا ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه (6).
[الحديث: 3443] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا خرجت اللعنة من في صاحبها نظرت،
__________
(1) أحمد: 2/ 178 وص 115، الأدب المفرد: ص 228، مسند أبي يعلى: 5/ 16.
(2) البخاري: 3/ 1282 و6/ 2539، مسلم: 3/ 1617.
(3) بحار الأنوار: 75/ 236.
(4) تاريخ دمشق: 55/ 208 9.
(5) المصنف لابن أبي شيبة: 7/ 136 وص 637 و6/ 150.
(6) السنن الكبرى: 8/ 562 5، البخاري: 6/ 2688، أبو داوود: 6/ 162.
معارج الذكر والدعاء (812)
فإن وجدت مسلكا في الذي وجهت إليه، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه (1).
[الحديث: 3444] عن عبد الله بن مسعود، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمٌ يصلي عند الكعبة، وجمع قريش في مجالسهم، إذ قال قائلٌ منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي! أيكم يقوم إلى جزور آل فلان، فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها، فيجيء به، ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضعه بين كتفيه، وثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ساجدا، فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلقٌ إلى فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي جويريةٌ، فأقبلت تسعى، وثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ساجدا، حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة، قال: اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، ثم سمى: اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد.. قال عبد الله: فوالله، لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب ـ قليب بدر ـ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وأتبع أصحاب القليب لعنة (2).
[الحديث: 3445] عن عبد الله بن مسعود، قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا على قريش غير يوم واحد؛ فإنه كان يصلي ورهطٌ من قريش جلوسٌ، وسلى جزور قريبٌ منه، فقالوا: من يأخذ هذا السلي فليلقه على ظهره؟ فقال عقبة بن أبي معيط: أنا، فأخذه فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة فأخذته عن ظهره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك بعتبة بن ربيعة، اللهم عليك بشيبة بن ربيعة، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط، اللهم عليك بأمية بن
__________
(1) كنز العمال: 3/ 616 عن شعب الإيمان.
(2) البخاري: 1/ 196، مسلم: 3/ 1618، أحمد: 2/ 95؛ الخرائج والجرائح: 1/ 51، بحار الأنوار: 18/ 57.
معارج الذكر والدعاء (813)
خلف.. قال عبد الله: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا ثم سحبوا إلى القليب، غير أمية؛ فإنه كان رجلا ضخما فتقطع (1).
[الحديث: 3446] عن عبد الله بن مسعود، قال: استقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش: على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام، فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس، وكان يوما حارا (2).
[الحديث: 3447] عن أنس، قال: لما كان يوم الحديبية، هبط على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم، فدعا عليهم فاخذوا، ونزلت هذه الآية: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ [الفتح: 24] قال: يعني جبل التنعيم من مكة (3).
[الحديث: 3448] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله رعلا وذكوان، وعصية ولحيان، وابني مليكة بن حريم ومران (4).
[الحديث: 3449] عن أنس: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قنت شهرا يلعن رعلا وذكوان ولحيان (5).
[الحديث: 3450] عن سعيد بن زيد، قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اللهم العن رعلا وذكوان وعضلا وعصية عصت الله ورسوله، والعن أبا الأعور السلمي (6).
[الحديث: 3451] عن ابن عباس، قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال: (سمع الله لمن حمده) من
__________
(1) أحمد: 2/ 95، البخاري: 1/ 96، مسلم: 3/ 1619.
(2) البخاري: 6/ 1657، مسلم: 3/ 1620.
(3) أحمد: 6/ 265 9، مسلم: 3/ 1662.
(4) الطبقات الكبرى: 1/ 325.
(5) الكافي: 8/ 72 مسلم: 1/ 669 و307 و308 والنسائي: 2/ 203.
(6) النسائي: 2/ 203، البخاري: 6/ 1501، أحمد: 6/ 326 5، مسلم: 1/ 669.
معارج الذكر والدعاء (814)
الركعة الأخيرة يدعو عليهم: على حي من بني سليم؛ على رعل وذكوان وعصية، ويؤمن من خلفه، أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم (1).
[الحديث: 3452] عن أنس، أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان (2).
[الحديث: 3453] عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قال: (سمع الله لمن حمده) في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت: اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف (3).
[الحديث: 3454] عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأحزاب على المشركين فقال: اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم (4).
[الحديث: 3455] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عادى الله من عادى عليا (5).
[الحديث: 3456] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لعلي: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله (6).
__________
(1) المصنف لابن أبي شيبة: 2/ 215، مسند أبي يعلى: 6/ 116.
(2) أحمد: 1/ 666، الحاكم: 1/ 368، أبو داوود: 2/ 68.
(3) البخاري: 5/ 2368 وص 2290، مسلم: 1/ 667 وص 666.
(4) البخاري: 3/ 1072 و6/ 1509، مسلم: 3/ 1363، الترمذي: 6/ 195؛ بحار الأنوار: 20/ 209.
(5) الإصابة: 2/ 373؛ روضة الواعظين: ص 116.
(6) أحمد: 1/ 256، تاريخ دمشق: 62/ 207.
معارج الذكر والدعاء (815)
[الحديث: 3457] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ يوم غدير خم ـ: اللهم من كنت مولاه فعليٌ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه (1).
[الحديث: 3458] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعليٌ مولاه؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله (2).
[الحديث: 3459] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند التهيؤ للخروج إلى فتح مكة: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها (3).
[الحديث: 3460] عن عبد الله بن أبي أوفى، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم (4).
[الحديث: 3461] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا لقيتم العدو، فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تقتلهم أنت (5).
[الحديث: 3462] عن أبي طلحة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة فلقي العدو، فسمعته يقول: يا مالك يوم الدين، إياك أعبد وإياك أستعين (6).
[الحديث: 3463] عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل (7).
__________
(1) المعجم الكبير: 6/ 17.
(2) تاريخ دمشق: 62/ 219.
(3) تاريخ الطبري: 3/ 47، بحار الأنوار: 21/ 102.
(4) البخاري: 3/ 1083، مسلم: 3/ 363، أبو داود: 3/ 42.
(5) الحاكم: 3/ 40، الدعاء للطبراني: ص 328.
(6) الدعاء للطبراني: ص 314، المعجم الأوسط: 8/ 123.
(7) أبو داود: 3/ 42، الترمذي: 5/ 572، أحمد: 9/ 241 3.
معارج الذكر والدعاء (816)
[الحديث: 3464] عن أبي رجاء، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا اشتدت حلقة البلاء وكانت الضيقة: (تضيقي تفرجي)، ثم يرفع يديه فيقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم كف عنا بأس الذين كفروا، إنك أشد بأسا وأشد تنكيلا)، فما يخفض يديه المباركتين حتى ينزل الله النصر (1).
[الحديث: 3465] قال الإمام علي: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنظر ما صنع، فجئت فإذا هو ساجدٌ يقول: (يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم) ثم رجعت إلى القتال، ثم جئت فإذا هو ساجدٌ لا يزيد على ذلك، ثم ذهبت إلى القتال، ثم جئت فإذا هو ساجدٌ يقول ذلك، ففتح الله عليه (2).
[الحديث: 3466] عن عبد الله بن مسعود، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله، إن الله تعالى قد قتل أبا جهل، قال: الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وأعز دينه (3).
[الحديث: 3467] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه يوم بدر: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض (4).
[الحديث: 3468] عن عبد الله، قال: لما التقينا يوم بدر قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى.. وهو يقول: (اللهم إني أنشدك وعدك وعهدك، اللهم إني أسألك ما وعدتني، اللهم إن تهلك
__________
(1) عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/ 123؛ المجتنى: ص 49.
(2) النسائي: 6/ 157 7، الحاكم: 1/ 344، العمدة: ص 300، الدعوات: ص 44.
(3) المعجم الكبير: 9/ 84، الدعاء للطبراني: ص 329.
(4) مسلم: 3/ 1384، الترمذي: 5/ 269، أحمد: 1/ 74 وص 77.
معارج الذكر والدعاء (817)
هذه العصابة لا تعبد في الأرض)، ثم التفت إلينا وكأن شقة وجهه القمر، فقال: هذه مصارع القوم العشية (1).
[الحديث: 3469] عن رفاعة الزرقي، قال: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استعدوا حتى أثني على ربي)، فصاروا خلفه صفوفا، فقال: اللهم لك الحمد كله، لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لما هديت، ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذٌ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، إله الحق آمين (2).
[الحديث: 3470] عن ابن أبي أوفى، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق يقول: اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، مجري السحاب، اهزمهم وزلزلهم (3).
[الحديث: 3471] عن ابن عمر، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأحزاب بهذا الدعاء فكفي، وهو: اللهم إني أعوذ بك وبنور قدسك وعظم جلالك، من كل طارق إلاطارقا يطرق بخير، اللهم أنت غياثي فبك أغوث، وأنت عياذي فبك أعوذ، وأنت ملاذي فبك ألوذ، يا من ذلت له رقاب الجبابرة، وخضعت له مقاليد الفراعنة، أجرني من خزيك
__________
(1) النسائي: 5/ 187 و6/ 155 2، المعجم الكبير: 10/ 147.
(2) النسائي: 6/ 156 5، الحاكم: 1/ 686 و3/ 26.
(3) النسائي: 5/ 188، البخاري: 3/ 107، مسلم: 3/ 1363.
معارج الذكر والدعاء (818)
وعقوبتك، واحفظني في ليلي ونهاري ونومي وقراري، لا إله إلا أنت تعظيما لوجهك، وتكريما لسبحات عرشك، فاصرف عني شر عبادك، واجعلني في حفظ عنايتك، وسرادقات حفظك، وعد علي بخير يا أرحم الراحمين (1).
[الحديث: 3472] عن صهيب، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو أيام حنين: اللهم بك احاول، وبك أصاول، وبك أقاتل (2).
[الحديث: 3473] عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين: لا تتمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم، فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، وقلوبنا وقلوبهم بيدك، وإنما تغلبهم أنت.. والزموا الأرض جلوسا، فإذا غشوكم فثوروا وكبروا (3).
[الحديث: 3474] عن أبي معتب بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم: قفوا، ثم قال: (اللهم رب السماوات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها). قدموا بسم الله.. وكان يقولها لكل قرية يدخلها (4).
[الحديث: 3475] قال الإمام علي: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟! فقال: أو ليس استغفر إبراهيم لأبيه وهو
__________
(1) الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا: ص 90، مهج الدعوات: ص 71.
(2) الدارمي: 2/ 663، أحمد: 9/ 241 3، ابن حبان: 11/ 72.
(3) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص 235، الدعاء للطبراني: ص 328.
(4) المعجم الكبير: 22/ 359، النسائي: 6/ 140.
معارج الذكر والدعاء (819)
مشركٌ؟ فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 113 - 114]
[الحديث: 3476] روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى يهودي يسأله قرض شيء له، ففعل، ثم جاء اليهودي إليه فقال: جاءتك حاجتك؟ قال: نعم، ثم قال: فابعث فيما أردت، ولا تمتنع من شيء تريده، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أدام الله جمالك)، فعاش اليهودي ثمانين سنة ما رؤى في رأسه طاقة شعر بيضاء (1).
[الحديث: 3477] روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ في معركة بدر كفا من حصى فرمى به في وجوه قريش، وقال: شاهت الوجوه، فبعث الله رياحا تضرب في وجوه قريش فكانت الهزيمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم لا يفلتن فرعون هذه الأمة أبو جهل بن هشام، فقتل منهم سبعون، وأسر منهم سبعون (2).
[الحديث: 3478] قال الإمام علي: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا يوم الأحزاب، فقال: اللهم منزل الكتاب، منشر السحاب، واضع الميزان، سريع الحساب، اهزم الأحزاب عنا وذللهم (3).
[الحديث: 3479] عن جابر بن عبد الله، قال: دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأحزاب يوم الاثنين ويوم الثلاثاء، واستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، فعرف السرور في وجهه، قال جابرٌ: فما نزل بي أمرٌ غائظٌ وتوجهت في تلك الساعة، إلا عرفت الإجابة (4).
__________
(1) الخرائج والجرائح: 1/ 87.
(2) تفسير القمي: 1/ 267.
(3) الجعفريات: ص 218.
(4) المجتنى: ص 68، عدة الداعي: ص 38.
معارج الذكر والدعاء (820)
[الحديث: 3480] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: قاتل الله من قاتلك، وعادى من عاداك (1).
[الحديث: 3481] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس، أحبوا عليا؛ فإن لحمه لحمي ودمه دمي، لعن الله أقواما من أمتي ضيعوا فيه عهدي، ونسوا فيه وصيتي، ما لهم عند الله من خلاق (2).
[الحديث: 3482] قال الإمام علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا لقي العدو عبأ الرجال، وعبأ الخيل، وعبأ الإبل، ثم يقول: اللهم أنت عصمتي وناصري ومانعي، اللهم بك أحول وبك اقاتل (3).
[الحديث: 3483] قال الإمام الصادق: كان الحسين مع أمه تحمله، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، وأهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك (4).
[الحديث: 3484] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تمنوا لقاء العدو، فعسى أن تبتلوا بهم، ولكن قولوا: (اللهم اكفنا وكف عنا بأسهم)، وإذا جاؤوكم يعزفون ويزحفون ويصيحون فعليكم الأرض جلوسا، ثم قولوا: (اللهم أنت ربنا وربهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك)، فإذا غشوكم فثوروا في وجوههم (5).
[الحديث: 3485] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه يوم بدر: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقةٌ وعدةٌ، وكم من كرب
__________
(1) الجمل: ص 81، الاحتجاج: 1/ 330.
(2) الأمالي للمفيد: ص 296، الأمالي للطوسي: ص 69.
(3) الجعفريات: ص 217، دعائم الاسلام: 1/ 371.
(4) كامل الزيارات: ص 166.
(5) الدعاء للطبراني: ص 328.
معارج الذكر والدعاء (821)
يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه القريب، ويشمت به العدو، وتعييني فيه الأمور، أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته عني وكفيته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلا (1).
[الحديث: 3486] قال الإمام علي: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد فقال: (اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان)، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، لقد دعوت الله باسمه الأكبر (2).
[الحديث: 3487] قال الإمام الصادق: لما تفرق الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد قال: (اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان)، فنزل جبريل عليه السلام وقال: يا محمد، لقد دعوت بدعاء إبراهيم حين القي في النار، ودعا به يونس حين صار في بطن الحوت، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو في دعائه: (اللهم اجعلني صبورا، واجعلني شكورا، واجعلني في أمانك) (3).
[الحديث: 3488] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه يوم الأحزاب: يا صريخ المكروبين، يا مجيب دعوة المضطرين ومفرجا عن المغمومين، اكشف عني همي وغمي وكربتي، فقد ترى حالي وحال أصحابي، اللهم ارزقني الصلاة والصوم والحج والعمرة وصلة الرحم، وعظم رزقي ورزق أهل بيتي في عافية.. اللهم أنت الله قبل كل شي ء، وأنت الله بعد كل شي ء، وأنت الله تبقى ويفنى كل شي ء.. إلهي، أنت الحليم الذي لا يجهل، وأنت الجواد الذي لا يبخل، وأنت العدل الذي لا يظلم، وأنت الحكيم الذي لا يجور، وأنت المنيع الذي لا
__________
(1) مهج الدعوات: ص 69، المصباح للكفعمي: ص 400.
(2) دعائم الإسلام: 1/ 371، الجعفريات: ص 218.
(3) مهج الدعوات: ص 70.
معارج الذكر والدعاء (822)
يرام، وأنت العزيز الذي لا يستذل، وأنت الرفيع الذي لا يرى، وأنت الدائم الذي لا يفنى، وأنت الذي أحطت بكل شي ء علما، وأحصيت كل شي ء عددا، أنت البديع قبل كل شي ء، والباقي بعد كل شي ء، خالق ما يرى وخالق ما لا يرى، عالم كل شي ء بغير تعليم، وأنت الذي تعطي الغلبة من شئت، تهلك ملوكا وتملك آخرين، بيدك الخير وأنت على كل شي ء قديرٌ، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، واختم لي بالسعادة، واجعلني من عتقائك وطلقائك من النار، آمين رب العالمين (1).
[الحديث: 3489] قال الإمام الباقر: كان دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الأحزاب: يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا كاشف غمي، اكشف عني غمي وهمي وكربي، فإنك تعلم حالي وحال أصحابي، واكفني هول عدوي (2).
[الحديث: 3490] قال الإمام الباقر: رفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده يوم حنين فقال: اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان، فنزل جبريل عليه السلام عليه فقال له: يا رسول الله، دعوت بما دعا به موسى حين فلق الله له البحر، ونجاه من فرعون (3).
[الحديث: 3491] قال الإمام الصادق: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة يوم افتتحها، فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست، فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده (4).
[الحديث: 3492] قال الإمام الصادق: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود، فلما سلم رفع يديه وكبر ثلاثا وقال: لا إله إلا الله وحده وحده،
__________
(1) مهج الدعوات: ص 94، الكافي: 4/ 561، تهذيب الأحكام: 6/ 18.
(2) الكافي: 2/ 561، مهج الدعوات: ص 70.
(3) تفسير القمي: 1/ 287.
(4) الكافي: 4/ 225، تاريخ الطبري: 3/ 60.
معارج الذكر والدعاء (823)
أنجز وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وغلب الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو على كل شي ء قديرٌ (1).
وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:
[الحديث: 3493] قال الإمام علي: دعا نبيٌ من الأنبياء على قومه، فقيل له: أسلط عليهم عدوهم؟ فقال: لا، فقيل له: فالجوع؟ فقال: لا، فقيل له: ما تريد؟ فقال: موتٌ دفيقٌ يحزن القلب، ويقل العدد، فأرسل إليهم الطاعون (2).
[الحديث: 3494] قال الإمام علي: اللهم، إني أستعديك على قريش؛ فإنهم قطعوا رحمي، وأصغوا إنائي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم فسلبونيه (3).
[الحديث: 3495] قال الإمام علي: اللهم إن القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل هارون، اللهم فإنك تعلم ما نخفي وما نعلن، وما يخفى عليك شيءٌ في الأرض ولا في السماء، توفني مسلما وألحقني بالصالحين (4).
[الحديث: 3496] قال الإمام علي: اللهم فاجز قريشا عني الجوازي؛ فقد قطعت رحمي، وتظاهرت علي، ودفعتني عن حقي، وسلبتني سلطان ابن امي، وسلمت ذلك إلى من ليس مثلي في قرابتي من الرسول، وسابقتي في الإسلام، إلا أن يدعي مدع ما لا أعرفه
__________
(1) علل الشرائع: ص 360، فلاح السائل: ص 294.
(2) الكافي: 3/ 261.
(3) الغارات: 1/ 308؛ الإمامة والسياسة: 1/ 176.
(4) الكافي: 8/ 33.
معارج الذكر والدعاء (824)
ولا أظن الله يعرفه، والحمد لله على كل حال (1).
[الحديث: 3497] قال الإمام علي: اللهم إني قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني، اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء (2).
[الحديث: 3498] قال الإمام الصادق: كان الإمام علي إذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك، جعلت فيه رضاك، وندبت إليه أولياءك، وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا، وأكرمها لديك مآبا، وأحبها إليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون، وعدا عليك حقا، فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه، غير ناكث ولا ناقض عهدا، ولا مبدلا تبديلا، بل استيجابا لمحبتك، وتقربا به إليك، فاجعله خاتمة عملي، وصير فيه فناء عمري، وارزقني فيه لك وبه مشهدا توجب لي به منك الرضا، وتحط به عني الخطايا، وتجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة والعصاة، تحت لواء الحق وراية الهدى، ماضيا على نصرتهم قدما، غير مول دبرا، ولا محدث شكا، اللهم وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال، ومن الضعف عند مساورة الأبطال، ومن الذنب المحبط للأعمال، فاحجم من شك، أو أمضي بغير يقين، فيكون سعيي في تباب، وعملي غير مقبول (3).
[الحديث: 3499] كان الإمام علي يقول إذا لقي العدو محاربا، قال: اللهم إليك أفضت القلوب، ومدت الأعناق، وشخصت الأبصار، ونقلت الأقدام، وانضيت الأبدان،
__________
(1) الغارات: 2/ 631.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 25، الإرشاد: 1/ 282.
(3) الكافي: 5/ 46، تهذيب الأحكام: 3/ 81.
معارج الذكر والدعاء (825)
اللهم قد صرح مكنون الشنآن، وجاشت مراجل الأضغان، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾ [الأعراف: 89] (1).
[الحديث: 3500] عن المنذر بن الجارود، قال: لما قدم الإمام علي البصرة دخل مما يلي الطف.. فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، فصلى أربع ركعات، وعفر خديه على التراب، وقد خالط ذلك دموعه، ثم رفع يديه يدعو: اللهم رب السماوات وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب العرش العظيم، هذه البصرة أسألك من خيرها، وأعوذ بك من شرها، اللهم أنزلنا فيها خير منزل، وأنت خير المنزلين، اللهم إن هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي، وبغوا علي، ونكثوا بيعتي، اللهم احقن دماء المسلمين (2).
[الحديث: 3501] قال الإمام علي يوم الجمل لما تقابل العسكران: اللهم إني أشهدك أني قد أعذرت وأنذرت، فكن لي عليهم من الشاهدين (3).
[الحديث: 3502] قال الإمام الصادق: لما توافق الناس يوم الجمل، خرج الإمام علي حتى وقف بين الصفين، ثم رفع يده نحو السماء، ثم قال: يا خير من أفضت إليه القلوب، ودعي بالألسن، يا حسن البلايا، يا جزيل العطاء، احكم بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الحاكمين (4).
[الحديث: 3503] قال الإمام علي في دعائه عند ابتداء القتال يوم صفين: بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، يا
__________
(1) نهج البلاغة: الكتاب 15، وقعة صفين: ص 231.
(2) مروج الذهب: 2/ 368.
(3) المناقب للخوارزمي: ص 186؛ المناقب لابن شهر آشوب: 3/ 155.
(4) شرح الأخبار: 1/ 387.
معارج الذكر والدعاء (826)
الله يا رحمن يا رحيم، يا أحد يا صمد يا إله محمد، إليك نقلت الأقدام، وأفضت القلوب، وشخصت الأبصار، ومدت الأعناق، وطلبت الحوائج، ورفعت الأيدي، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.. ثم قال: (لا إله إلا الله والله أكبر) ثلاثا (1).
[الحديث: 3504] قال الإمام علي في دعائه يوم صفين: اللهم إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي، ونقلت الأقدام، ودعت الألسن، وأفضت القلوب، وتحوكم إليك في الأعمال، فاحكم بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا، وقلة عددنا، وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، وشدة الزمان، وظهور الفتن، فأعنا عليهم بفتح تعجله، ونصر تعز به سلطان الحق وتظهره (2).
[الحديث: 3505] عن جابر بن عمير الأنصاري، قال: والله لكأني أسمع الإمام علي يوم الهرير حين سار أهل الشام، ثم انفتل إلى القبلة ورفع يديه إلى الله، ثم نادى: يا الله يا رحمن يا رحيم، يا واحد يا أحد يا صمد، يا الله يا إله محمد، اللهم إليك نقلت الأقدام، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وامتدت الأعناق، وشخصت الأبصار، وطلبت الحوائج، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾ [الأعراف: 89]، سيروا على بركة الله (3).
[الحديث: 3506] عن ابن عباس، قال: قلت لأمير المؤمنين (الإمام علي) ليلة صفين: أما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا؟ فقال: وقد راعك هذا؟ قلت: نعم، فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أضام في سلطانك، اللهم إني أعوذ بك أن أضل في هداك، اللهم إني أعوذ
__________
(1) مهج الدعوات: ص 96.
(2) وقعة صفين: ص 231.
(3) وقعة صفين: ص 477.
معارج الذكر والدعاء (827)
بك أن أفتقر في غناك، اللهم إني أعوذ بك أن أضيع في سلامتك، اللهم إني أعوذ بك أن أغلب والأمر لك (1).
[الحديث: 3507] قال الإمام علي لما سمع قوما يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين: إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به (2).
[الحديث: 3508] كان الإمام علي يستنهض أصحابه إلى جهاد أهل الشام، ويقول: اللهم أيما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة، والمصلحة غير المفسدة في الدين والدنيا، فأبى بعد سمعه لها إلاالنكوص عن نصرتك، والإبطاء عن إعزاز دينك، فإنا نستشهدك عليه يا أكبر الشاهدين شهادة، ونستشهد عليه جميع ما أسكنته أرضك وسماواتك، ثم أنت بعد المغني عن نصره والآخذ له بذنبه (3).
[الحديث: 3509] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم حصن ثغور المسلمين بعزتك، وأيد حماتها بقوتك، وأسبغ عطاياهم من جدتك (4).
[الحديث: 3510] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم كثر عدتهم، واشحذ أسلحتهم، واحرس حوزتهم، وامنع حومتهم، وألف جمعهم، ودبر أمرهم، وواتر
__________
(1) الأمان: ص 126، مهج الدعوات: ص 103.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 206، وقعة صفين: ص 103.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 212.
(4) الصحيفة السجادية: ص 111.
معارج الذكر والدعاء (828)
بين ميرهم، وتوحد بكفاية مؤنهم، واعضدهم بالنصر، وأعنهم بالصبر، والطف لهم في المكر (1).
[الحديث: 3511] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم عرفهم ما يجهلون، وعلمهم ما لا يعلمون، وبصرهم ما لا يبصرون (2).
[الحديث: 3512] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم أنسهم عند لقائهم العدو ذكر دنياهم الخداعة الغرور، وامح عن قلوبهم خطرات المال الفتون، واجعل الجنة نصب أعينهم، ولوح منها لأبصارهم ما أعددت فيها من مساكن الخلد، ومنازل الكرامة، والحور الحسان، والأنهار المطردة بأنواع الأشربة، والأشجار المتدلية بصنوف الثمر، حتى لا يهم أحدٌ منهم بالإدبار، ولا يحدث نفسه عن قرنه بفرار (3).
[الحديث: 3513] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم افلل عدوهم، واقلم عنهم أظفارهم، وفرق بينهم وبين أسلحتهم، واخلع وثائق أفئدتهم، وباعد بينهم وبين أزودتهم، وحيرهم في سبلهم، وضللهم عن وجههم، واقطع عنهم المدد، وانقص منهم العدد، واملأ أفئدتهم الرعب، واقبض أيديهم عن البسط، واخزم ألسنتهم عن النطق، وشرد بهم من خلفهم، ونكل بهم من وراءهم، واقطع بخزيهم أطماع من بعدهم (4).
[الحديث: 3514] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم قو محال أهل الإسلام، وحصن ديارهم، وثمر أموالهم، وفرغهم عن محاربتهم لعبادتك، وعن منابذتهم للخلوة بك، حتى لا يعبد في بقاع الأرض غيرك، ولا تعفر لأحد منهم جبهةٌ دونك (5).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 111.
(2) الصحيفة السجادية: ص 111.
(3) الصحيفة السجادية: ص 111.
(4) الصحيفة السجادية: ص 111.
(5) الصحيفة السجادية: ص 111.
معارج الذكر والدعاء (829)
[الحديث: 3515] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم اشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين، وخذهم بالنقص عن تنقصهم، وثبطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم (1).
[الحديث: 3516] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم أخل قلوب الأعداء من الأمنة، وأبدانهم من القوة، وأذهل قلوبهم عن الاحتيال، وأوهن أركانهم عن منازلة الرجال، وجبنهم عن مقارعة الأبطال، وابعث عليهم جندا من ملائكتك ببأس من بأسك ـ كفعلك يوم بدر ـ تقطع به دابرهم وتحصد به شوكتهم، وتفرق به عددهم (2).
[الحديث: 3517] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم وأيما غاز غزاهم من أهل ملتك، أو مجاهد جاهدهم من أتباع سنتك ليكون دينك الأعلى، وحزبك الأقوى، وحظك الأوفى، فلقه اليسر، وهيئ له الأمر، وتوله بالنجح، وتخير له الأصحاب، واستقو له الظهر، وأسبغ عليه في النفقة، ومتعه بالنشاط، وأطف عنه حرارة الشوق، وأجره من غم الوحشة، وأنسه ذكر الأهل والولد، وأثر له حسن النية، وتوله بالعافية، وأصحبه السلامة، وأعفه من الجبن، وألهمه الجرأة، وارزقه الشدة، وأيده بالنصرة، وعلمه السير والسنن، وسدده في الحكم، وأعزل عنه الرياء، وخلصه من السمعة، واجعل فكره وذكره وظعنه وإقامته فيك ولك، فإذا صاف عدوك وعدوه، فقللهم في عينه، وصغر شأنهم في قلبه، وأدل له منهم ولا تدلهم منه، فإن ختمت له بالسعادة، وقضيت له بالشهادة، فبعد أن يجتاح عدوك بالقتل، وبعد أن يجهد بهم الأسر، وبعد أن تأمن أطراف المسلمين، وبعد أن يولي عدوك مدبرين (3).
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 111.
(2) الصحيفة السجادية: ص 111.
(3) الصحيفة السجادية: ص 111.
معارج الذكر والدعاء (830)
[الحديث: 3518] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم وأيما مسلم خلف غازيا، أو مرابطا في داره، أو تعهد خالفيه في غيبته، أو أعانه بطائفة من ماله، أو أمده بعتاد، أو شحذه على جهاد، أو أتبعه في وجهه دعوة، أو رعى له من ورائه حرمة، فأجر له مثل أجره وزنا بوزن، ومثلا بمثل، وعوضه من فعله عوضا حاضرا يتعجل به نفع ما قدم، وسرور ما أتى به إلى أن ينتهي به الوقت إلى ما أجريت له من فضلك، وأعددت له من كرامتك (1).
[الحديث: 3519] قال الإمام السجاد في دعائه لأهل الثغور: اللهم وأيما مسلم أهمه أمر الإسلام، وأحزنه تحزب أهل الشرك عليهم، فنوى غزوا، أو هم بجهاد، فقعد به ضعفٌ، أو أبطأت به فاقةٌ، أو أخره عنه حادثٌ، أو عرض له دون إرادته مانعٌ، فاكتب اسمه في العابدين، وأوجب له ثواب المجاهدين، واجعله في نظام الشهداء والصالحين (2).
[الحديث: 3520] قال الإمام علي في دعائه: اللهم انصر جيوش المسلمين وسراياهم ومرابطيهم في مشارق الأرض ومغاربها، إنك على كل شي ء قديرٌ (3).
[الحديث: 3521] قال الإمام الباقر: إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينه وبين الذي يلعن، فإن وجدت مساغا، وإلا عادت إلى صاحبها وكان أحق بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمنا فيحل بكم (4).
[الحديث: 3522] قيل للإمام الباقر: أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال: ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا
__________
(1) الصحيفة السجادية: ص 111.
(2) الصحيفة السجادية: ص 111.
(3) من لا يحضره الفقيه: 1/ 432.
(4) قرب الإسناد: ص 10، الكافي: 2/ 360.
معارج الذكر والدعاء (831)
فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ [نوح: 26 - 27]، قال: علم أنه لا ينجب من بينهم أحدٌ، قيل: وكيف علم ذلك؟ قال: أوحى الله إليه: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [هود: 36] فعند هذا دعا عليهم بهذا الدعاء (1).
[الحديث: 3523] قال الإمام الصادق: ما يقول الناس في قول الله: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114]؟ قيل: يقولون: إن إبراهيم وعد أباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا، إن إبراهيم وعده أن يسلم فاستغفر له، فلما تبين أنه عدوٌ لله تبرأ منه (2).
[الحديث: 3524] قيل للإمام الصادق: كيف أدعو لليهودي والنصراني؟ قال: تقول له: بارك الله لك في الدنيا (3).
[الحديث: 3525] قال الإمام الصادق: لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض، التفت فرأى رجلا يزني، فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات، حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا، فأوحى الله ـ عز ذكره ـ إليه: يا إبراهيم، إن دعوتك مجابةٌ، فلا تدع على عبادي؛ فإني لو شئت لم أخلقهم، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف: عبدا يعبدني لا يشرك بي شيئا فأثيبه، وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني، وعبدا عبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني (4).
[الحديث: 3526] قال الإمام الصادق: إذا قرأتم: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [المسد:
__________
(1) علل الشرائع: ص 31.
(2) تفسير العياشي: 2/ 116.
(3) الكافي: 2/ 650.
(4) الكافي: 8/ 305، علل الشرائع: ص 585، تفسير العياشي: 1/ 162.
معارج الذكر والدعاء (832)
1] فادعوا على أبي لهب؛ فإنه كان من المكذبين الذين يكذبون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به من عند الله عز وجل (1).
[الحديث: 3527] سئل الإمام الكاظم عن رجل مسلم وأبواه كافران، هل يصلح أن يستغفر لهما في الصلاة؟ قال: إن كان فارقهما وهو صغيرٌ لا يدري أسلما أم لا، فلا بأس، وإن عرف كفرهما فلا يستغفر لهما، وإن لم يعرف فليدع لهما (2).
[الحديث: 3528] قال الإمام الكاظم: كان من قول موسى حين دخل على فرعون: (اللهم إني أدرأ إليك في نحره، وأستجير بك من شره، وأستعين بك)، فحول الله ما كان في قلب فرعون من الأمن خوفا (3).
__________
(1) ثواب الأعمال: ص 155.
(2) قرب الإسناد: ص 286.
(3) قصص الأنبياء: ص 155.
معارج الذكر والدعاء (833)
يجمع هذا الكتاب ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث حول الذكر والدعاء، إما بالدعوة إليهما، والترغيب فيهما، وبيان الفضل المتعلق بهما، أو ببيان الهيئات التنفيذية لذلك.
وقد أوردنا فيه الصيغ المختلفة للأذكار والأدعية، سواء تلك التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، أو رويت عن ورثته من أئمة الهدى، والمتوافقة جميعا مع القرآن الكريم.
وقد اخترنا تسميته بـ[معارج الذكر والدعاء]، باعتبارهما ليسا مجرد ألفاظ تردد، وإنما هما معارج ووسائل لتحقيق كل الغايات الكبرى المرتبطة بالسير الصعودي التكاملي للإنسان.
ولهذا يُطلق على الدعاء لقب [القرآن الصاعد]، لأنه يعبر عن حاجات العبد التي يطلبها من ربه، كما أن القرآن المتنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعبر عن القيم والتكاليف التي يطلبها الله من عباده.
وبما أن الذكر والدعاء قد يقع فيهما الكثير من الأخطاء المرتبطة بمعرفة الله تعالى، أو كيفية التوجه إليه؛ فقد ورد في المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى ما يكفي للتدريب على ذلك، أو ما يكفي للاكتفاء به.
بل إن أذكارهم وأدعيتهم مدرسة متكاملة في المعرفة بالله وحقوقه، والتأدب معه، وكيفية السير إليه، وغيرها من النواحي حتى تلك التي ترتبط بالحاجات المختلفة.
لذلك أوردنا في هذا الكتاب أكثر ما وجدناه منها، مع التنبيه إلى أنا قطعنا الأحاديث الطويلة في الأدعية إلى قطع قصيرة، يسهل حفظها أو الدعاء بها، وقد اعتمدنا في ذلك على انتهاء المعنى في كل قطعة.