الإحسان الشامل

الإحسان الشامل

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الإحسان الذي ورد تعريفه في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك)([1])، وعن حقيقته، ومنزلته، وكيفية التحقق به.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الإحسان من المنازل الرفيعة التي لها علاقة بكل المكارم، بل لا تكرم المكارم إلا بتوفره.. وهو في ذلك متمم للعدل، لأن العدل يراعي الحدود المرتبطة بالصفات والأعمال حتى لا تنحرف عن السراط المستقيم، والإحسان هو الذي يرفع تلك الصفات والأعمال ليملأها بالطهارة والجمال والتقدس.

وسر ذلك هو ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي أشرت إليه، ذلك أن جمال كل شيء وكماله في علاقته بالله.. ولذلك عندما يمتلئ قلب السالك بالشعور بحضور الله تعالى تنتقل تلك المعية من المشاعر إلى الأعمال، فتمتلئ بالحسن والجمال.

ولذلك؛ فإن الإحسان ليس عملا من الأعمال، وإنما هو صفة من صفات الأعمال، فهي قد تؤدى بصورته البسيطة الدنيا.. وقد تؤدى بمنتهى الإتقان والجمال، وحينها فقط يمكن أن ينطبق عليها وصف الإحسان.

وقد اتفق الحكماء على هذا، فاعتبروا الإحسان منزلة مرتبطة بكل المنازل، أو درجة من درجات كل المنازل، كما عبر عن ذلك بعضهم، فقال: (الإحسان: هو ملاك جوامع مكارم الأخلاق)([2])

وقال آخر: (الإحسان: هو اسم يجمع جميع أبواب الحقائق، أعني يحوي جميع المقامات)([3]

وذكر آخر سبب ذلك، وهو ما دل عليه الحديث، فقال: (الإحسان: هو اسم لمقام يكون العبد فيه ملاحظاً لآثار أسماء الحق وصفاته، فيتصور في عبادته كأنه بين يدي الله تعالى، فلا يزال ناظرا إلى هذه الكينونة. وأقل درجاته: أن ينظر إلى أن الله ناظر إليه، وهذه أول درجات المراقبة)([4])

وقال آخر: (الإحسان: هو عبادة الله بطريق المشاهدة، وإذا حصل الشهود حصل الوصل)([5]

وقال آخر: (الإحسان: هو شهود الله تعالى شهوداً كامل التنـزيه عما لا يليق بعظمته تعالى، والحضور معه في كل شيء)([6]

وقال آخر: (الإحسان: هو أن يكون العبد في مقام الشهود لا في مقام الغيبة)([7]

وقال آخر: (الإحسان: هو كمال الإيمان، ومعناه: فعل ما أمر الله تعالى به، وترك ما نهى الله تعالى عنه)([8])

وذكر آخر درجاته، واستيعابها لكل المنازل، فقال: (الإحسان على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: الإحسان في القصد، بتهذيبه علماً، وإبرامه عزماً، وتصفيته حالاً.. والدرجة الثانية: الإحسان في الأحوال، هو أن تراعيها غيرة، وتسترها تظرفاً، وتصححها تحقيقاً.. والدرجة الثالثة: الإحسان في الوقت، وهو أن لا تزايل المشاهدة أبداً، ولا تلحظ لهمتك أمداً، وتجعل هجرتك إلى الحق سرمداً)([9])

وقال آخر: (التحقيق بمقام الإحسان وذاك بحسب المقام، فالمبتدئ ينبغي أن يعبد الله كأن الحق يراه، والمتوسط ينبغي أن يعبد الله كأنه هو يرى الحق، والمنتهي ينبغي أن يرى الله في الصلاة من حيث التحقيق لا من حيث التقليد)([10])

وبناء على هذا ذكروا كيفية التحقق بمرتبة الإحسان في كل عمل من الأعمال، أو منزل من المنازل، وقد عبر بعضهم عن ذلك، فقال: (الإحسان: هو لزوم النفس لكل مستحسن من الأفعال والأقوال.. وهو إحسان المعاملة على رؤية الحق)([11]

وقال آخر: (الإحسان في ثلاثة أشياء: في أن تعبده ولا تشرك به، والثاني: أن تعمل له على المشاهدة.. والثالث: أن تسرع إلى أوامره وتتباعد عن مناهيه)([12]

وقال آخر: (الإحسان: هو أن ترفق مع كل أحد إلا معك، فإحسانك إلى نفسك في صورة إساءتك إليها في ظن الاعتماد، وذلك لارتكابك كل شديدة، ومقاساتك فيه كل عظيمة. والإحسان أيضاً: ترك جميع حظوظك من غير بقية.. والإحسان: تفرغك إلى قضاء كل أحد علق عليك حديثه.. والإحسان: أن تعبده على غير غفلة.. والإحسان: أن تعبده وأنت بوصف المشاهدة)([13])

وما ذكره هؤلاء الحكماء وغيرهم، هو ما دلت عليه النصوص المقدسة الكثيرة، والتي تخبر استيعاب الإحسان لكل الأعمال والمراتب، كما عبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شي‏ء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة([14]) وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته‏، وليرح ذبيحته)([15])

وهكذا يرد التفريق بين الإسلام العادي، والإسلام الحسن، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفّر الله عنه كلّ سيّئة كان زلفها([16]) وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسّيّئة بمثلها، إلّا أن يتجاوز الله عنها)([17])

وفي حديث آخر سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أ نؤاخذ بما عملنا في الجاهليّة؟ فقال: (من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر)([18])

ولهذا يرد في الأحاديث الدرجات المختلفة للأعمال، والتي تبدأ بالحدود الدنيا، وتنتهي بالإحسان، كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الإحسان في الطهارة: (ما من مسلم يتوضّأ فيحسن وضوءه، ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين. مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلّا وجبت له الجنّة)([19])

وقال في الإحسان في الصلاة: (ما من امرى‏ء مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها. إلّا كانت كفّارة لما قبلها من الذّنوب. ما لم يؤت كبيرة. وذلك الدّهر كلّه)([20])

وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسرة التي يجدها المؤمنون يوم القيامة، بسبب مراعاتهم لأداء الأعمال، وعدم مراعاتهم للإحسان، فقال: (ما من أحد يموت إلا ندم)، قالوا: وما ندامته يا رسول الله؟ قال: (إن كان محسناً ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم أن لا يكون نزع)([21])

وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحض على الإحسان في كل المجالات، وقد روي في الحديث أن رجلا جاء إليه، يطلب منه الخروج معه للجهاد، ومع أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان محتاجا لكل جندي معه، ليقاوم المستكبرين إلا أنه قال له: (هل من والديك أحد حيّ؟) قال: نعم، بل كلاهما، قال: (أفتبتغي الأجر من الله؟) قال: نعم، قال: (فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)([22])

وبما أن المجتمع الجاهلي كان يؤذي المرأة، ويمتهنها، فقد ورد في الأحاديث الكثيرة بيان فضل الإحسان لها، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهنّ كنّ له سترا من النّار)([23])

وجاءه رجل، فقال: يا رسول الله! من أحقّ النّاس بحسن صحابتي‏؟ قال (أمّك) قال: ثمّ من؟ قال: (أمّك) قال: ثمّ من؟. قال: (أمّك) قال: ثمّ من؟ قال (أبوك)([24])

وهكذا ورد الأمر بحسن الجيرة، قال صلى الله عليه وآله وسلم ينصح بعض أصحابه: (كن ورعا، تكن أعبد النّاس، وكن قنعا تكن أشكر النّاس، وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وأقلّ الضّحك فإنّ كثرة الضّحك تميت القلب)([25])

 ومثل ذلك ورد في القرآن الكريم الآيات الكثيرة التي تتحدث عن المحسنين وصفاتهم والجزاء العظيم المعد لهم، ومنها قوله تعالى في علاقة الإنفاق بالإحسان: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، وقال: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134]

وقال عن علاقة الجهاد بالإحسان: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 146 – 148]

وقال عن علاقة النصيحة بالإحسان: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 91]

وقال عن علاقة الصبر بالإحسان: ﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 115]

وقال عن علاقة العفو بالإحسان: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13]

وقال عن علاقة مجاهدة النفس بالإحسان: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69]

وقال عن علاقة التقوى والإيمان بالإحسان: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [المائدة: 93]

وهكذا وصف الله تعالى نماذج عن المحسنين، من خلال ذكر أعمالهم، ومواقفهم، وأوصافهم، ومنهم يوسف عليه السلام الذي وُصف بالإحسان في مواضع مختلفة، منها قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 22]، وهي تشير إلى أن الحكمة والعلم فضل اختص الله تعالى به المحسنين جزاء لإحسانهم.

وأخبر عن شهادة السجناء له بالإحسان، وأنهم رأوا إحسانه رأي العين، فقال: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 36]، وهذا يدل على أن الإحسان عام في كل البيئات، حتى بيئة المنحرفين، كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم للصحابي الذي قال له: يا رسول الله: إن لي قرابة أصل ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: (إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ـ أي الرماد الحار ـ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)([26]

ومثل ذلك ما روي عن الإمام الكاظم أنه قال في وصيته لتلميذه هشام بن الحكم: (يا هشام قول الله: هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان جرت في المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافاء به، وليست المكافاة أن تصنع كماصنع حتّى ترى فضلك، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء) ([27])

وهكذا أخبر الله تعالى عن شهادة إخوته له بذلك على الرغم من الجرائم التي ارتكبوها في حقه، قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 78]

وهكذا يرد في القرآن الكريم الترغيب في الإحسان بصور مختلفة، أعظمها ذكر محبة الله تعالى للمحسنين، كما قال تعالى: ﴿ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 148]

ومنها ذكر النعيم العظيم المعد لهم، والمتناسب مع درجة إحسانهم، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 172]

بل وعدهم بالزيادة، التي لم تذكر، لتبقى مفاجأة خاصة بهم، قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26]

وأخبر عن شمولية جزاء المحسنين للدنيا والآخرة، فقال: ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ﴾ [النحل: 30، 31]، وقال: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]

وأخبر عن القانون المرتبط بذلك كله، فقال: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]

وغيرها من الآيات الكريمة التي يكفيك تأملها ـ أيها المريد الصادق ـ لتنهل من منابعها العذبة كل الحقائق المرتبطة بالإحسان.. فتدبر فيها، وعش في ظلالها، لتمتلئ شوقا بالتحقق بحقائقها.. فلا طريق للتحقق بالمقامات العالية مثل محبتها وعشقها والشوق إليها.


([1]) البخاري [فتح الباري]، 1(50)، ومسلم(9)

([2]) الباعث على الخلاص في أحوال الخواص، ص 10.

([3]) حياة القلوب في كيفية الوصول إلى المحبوب (هامش قوت القلوب لأبي طالب المكي)، ج 2ص 230

([4])الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل، ج 2 ص 91.

([5])تفسير روح البيان، ج 8 ص 471.

([6])معالم الطريق إلى الله، ص 359.

([7])التفسير الكبير، ج 2 ص 687.

([8])طهارة القلوب، ص 8.

([9])منازل السائرين، ص 75، 76.

([10]) علي البندنيجي، شرح العينية، ص 49.

([11]) حقائق التفسير، ص 696، 698.

([12]) حقائق التفسير، ص 1380.

([13]) تفسير لطائف الإشارات، ج 1 ص 174، 175.

([14]) القتلة: الهيئة والحالة.

([15]) مسلم(1955)

([16]) زلفها: أي اقترفها وفعلها.

([17]) البخاري [فتح الباري]، 1(41)، ومسلم(129)

([18]) البخاري [فتح الباري]، 12(6921)، مسلم(120)

([19]) مسلم(234)

([20]) مسلم(228)

([21]) رواه الترمذي (2403) وابن عدي (7/2660) وأبونعيم في الحلية (8/178) والبيهقي في الزهد (716)

([22]) البخاري [فتح الباري]، 10(5972)، ومسلم(2549)

([23]) البخاري [فتح الباري]، 10(5995)، ومسلم(2629)

([24]) البخاري [فتح الباري]، 10(5971)، مسلم(2548)

([25]) الترمذي(2305)، وابن ماجة(4217)

([26]) رواه مسلم.

([27]) بحار الأنوار (1/ 152)

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *