الصدق الخالص

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الصدق الخالص، وحقيقته، ومنزلته، ودرجاته، وكيفية التحقق به.
وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الصدق من المنازل الضرورية للنفس المطمئنة، وبقدر ترسخه فيها تكون درجتها ومرتبتها في سلم الكمال الإنساني، وخلوها منه، أو من بعضه دليل على تسلط الأهواء والشياطين عليها، كما ذكرت لك ذلك في رسائلي عن مثالب النفس الأمارة.
وهو في حقيقته يعني المطابقة التامة للواقع، وفي كل شيء.. ولذلك كان الصادق الحقيقي هو الذي لا ينحرف عن حقيقته قيد أنملة.. فإن تعدى حقيقته بادعاء حقيقة أخرى، فإنه يعتبر كاذبا في تلك الدعوى.
وبما أن حقيقة الإنسان ليست سوى عبوديته لله؛ فإن تخلفه عن هذه العبودية في أي سلوك أو موقف؛ أو بأي دعوى من الدعاوى، يعني تخلفه عن الصدق، وتحول المدعي بموجبه إلى كاذب ومفتر.
ولهذا اتفق كل الحكماء على شمول الصدق لكل التصرفات القولية والفعلية والوجدانية وغيرها، وعدم انحصاره فيما اُشتهر فيه من الصدق في الأقوال وحدها.
وقد اختلفت تعبيراتهم في ذلك، وكلها تؤول إلى ما ذكرت لك.. ومن أمثلتها قول بعضهم: (الصدق على ثلاثة أقسام هي: صدق العام: وهو في الأقوال.. وصدق الخاص: وهو في الأفعال.. وصدق الأخص: في الأحوال)([1])
وقال: (الصدق ثلاثة أقسام: صدق النية، وصدق اللسان، وصدق العمل.. فصدق النية: أن لا يريد بجميع أقواله وأفعاله وأحواله إلا الله.. وصدق اللسان: معروف.. وصدق العمل: أن يكون حريصاً عليه لا يقطعه إلا قهراً واضطراراً)([2])
وقال آخر: (الصدق في الأقوال: هو موافقة الضمير القول في وقته.. والصدق في الأعمال: إقامتها على رؤية الحق سبحانه وتعالى ونسيان رؤيتها.. والصدق في الأحوال: إقامتها على رؤية الخواطر للحق فلا يكدرها مطالعة رقيب ولا منازعة فقيه)([3])
وقال آخر: (الصدق يستعمل في ستة معان: صدق في القول.. وصدق في النية والإرادة.. وصدق في العزم.. وصدق في الوفاء بالعزم.. وصدق في العمل.. وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها.. فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك: فهو صدّيق لأنه مبالغة في الصدق)([4])
وقال آخر: (الصدق: يقال على معنيين: أحدهما: صدق الخبر، وهو أن يكون نطق اللسان موافقاً لما في الجنان.. وثانيهما: تمام قوة الشيء.. وعند الطائفة: الصدق هو الموافقة للحق في الأقوال والأفعال والأحوال)([5])
وقال آخر: (الصدق اسم من تحقق به صدق في أقواله، ثم صدق في أعماله، ثم صدق في أخلاقه، ثم صدق في أحواله، ثم صدق في أنفاسه.. فصدقه في القول: ألا يقول إلا عن برهان، وصدقه في العمل: ألا يكون للبدعة عليه سلطان، وصدقه في الأخلاق: ألا يلاحظ إحسانه مع الكافة بعين النقصان، وصدقه في الأحوال: أن يكون على كشف وبيان، وصدقه في الأنفاس: ألا يتنفس إلا عن وجود كالعيان)([6])
ولهذا يقسمون درجات الصدق بحسب المجالات التي يشملها؛ فإن شمل بعضها فقط كان دنيا، وإن شمل الجميع صار صاحبه صديقا.
وبما أن تلك الدرجات لا نهاية لها، فقد اختلفوا في عدها، أو في عد مجامعها، وقد قال بعضهم في ذلك: (الصدق على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: صدق القصد، وبه يصح الدخول في هذا الشأن، ويتلافى به كل تفريط، ويتدارك كل فائت، ويعُمر كل خراب. وعلامة هذا الصادق: أن لا يحتمل داعيةً تدعو إلى نقض عهد، ولا يصبر على صحبة ضدٍ، ولا يقعد على الجد بحالٍ.. والدرجة الثانية: أن لا يتمنى الحياة إلا للحق، ولا يشهد من نفسه إلا أثر النقصان، ولا يلتفت إلى ترفيه الرخص.. والدرجة الثالثة: الصدق في معرفة الصدق فإن الصدق، لا يستقيم في علم الخصوص إلا على حرف واحد: وهو أن يتفق رضى الحق بعمل العبد أو حاله أو وقته وإتيان العبد وقصده، فيكون العبد راضياً مرضياً فأعماله إذاً مرضية وأحواله صادقة وقصوده مستقيمة، وإن كان العبد كسي ثوباً معاراً، فأحسن أعماله ذنبٌ، وأصدق أحواله زورٌ، وأصفى قصوده قعودٌ)([7])
وبما أن الصدق في الأقوال هو المشهور عند عامة الناس؛ فقد اهتموا بذكر حقيقة الصدق في غيره.. ومنه صدق الأحوال، وقد عرفه بعض الحكماء بقوله:(الصدق في الأحوال: هو تصفيتها من غير مداخلة إعجاب)([8])
وقال آخر: (الصدق في الأحوال: هو مضيها بإقامة الخواطر الحق، فلا يكدرها مطالعة رقيب، ولا منازعة فقيه)([9])
وقال آخر: (صدق الأحوال: هو اجتماع الهم على الحق، بحيث لا تختلج في القلب تفرقة عن الحق بوجهٍ)([10])
وعرفوا صدق الأعمال بـ (إقامتها على رؤية الحق سبحانه وتعالى ونسيان رؤيتها)([11])
وقال آخر: (صدق الأعمال: هو ركوب الجهد)([12])
وقال آخر: (صدق الأفعال: هو الوفاء لله تعالى بالعمل من غير مداهنة)([13])
وعرفوا الصدق الباطن بأنه (صفاء الضمير، ومحو ما فيه من شهود الصور الكونية، حتى تنطبع صور الجمالات الحقية في لوح ضميره المحفوظ، وتتجلى مرآته، وتتجلى له فيها حقائق جواهر البحر المسجور، مسطرة بمعاني الرق المنشور، وعند انتفاء كل غير باطناً واثبات الحق ظاهراً في الخلق)([14])
وعرفوا صدق التوحيد بأنه (قطع العلاقات، ومفارقة العادات، وهجران المعهودات، والاكتفاء بالله في دوام الحالات)([15])
وحتى صدق الأقوال؛ فإن درجاته مختلفة؛ فما يبدو صدقا عند أصحاب الدرجات الدنيا قد يكون كذبا عند غيرهم من الدرجات، قال بعض الحكماء: (الصدق في الأقوال: هو سلامتها من المعاريض فيما بينك وبين نفسك، وفيما بينك وبين الناس التباعد عن التلبيس، وفيما بينك وبين الله بإدامة التبري من الحول والقوة، ومواصلة الاستعانة، وحفظ العهود معه على الدوام)([16])
وقال آخر: (الصدق في الأقوال: هو موافقة الضمير القول في وقته)([17])
وقال آخر: (صدق الأقوال: هو موافقة الضمير للنطق، بحيث يكون الصادق من وصف ما في قلبه بما نطق به لسانه)([18])
وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كل هذه المعاني عندما ذكر أن الصدق هو الباب الذي تفتح به أبواب البر، فقال: (إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتّى يكون صدّيقا، وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب عند اللّه كذّابا)([19])
فهذا الحديث يشير إلى أن حرص الصادق على الصدق في كل شيء يهديه إلى البر، ذلك أن أصول البر كلها من إيمان.. وإحسان.. وتقوى.. وتوكل.. وخوف.. ورجاء.. وإنابة.. وتسليم وغيرها ترجع إلى الصدق.. فكل عمل صالح ظاهر وباطن فمنشؤه الصدق.
وأضداد ذلك من الرياء.. والعجب.. والكبر.. والفخر.. والخيلاء.. والبطر.. والأشر.. والعجز.. والكسل.. والجبن، وغيرها كلها نوع من أنواع الكذب.. وبذلك فإن كل عمل فاسد ظاهر وباطن يرجع إلى الكذب ويؤول إليه.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هداية الصدق إلى كل أنواع البر إلى الدرجة التي يصبح فيها الصادق صديقا، وذلك لتدخل العناية الإلهية مع الصادقين.. فلذلك لا يسلك الصادق سبيلا إلا صحبه فيه توفيق الله وبركاته.. بينما الكاذب أهل للخذلان لا للتوفيق.. ولهذا أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)﴾ (الإسراء)
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن النصوص المقدسة اعتبرت الصدق أشرف المنازل، وأكثرها ضرورة لتحقيق العبودية، ولهذا وصف الله تعالى به أنبياءه وأولياءه، فقال في إبراهيم عليه السلام:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً﴾ (مريم:41)
وقال في إدريس عليه السلام:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً﴾ (مريم:56)
وقال في إسماعيل عليه السلام:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً﴾ (مريم:54)
وقال في يوسف عليه السلام:﴿ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ﴾ (يوسف: 46)
ووصف أولياءه الصالحين، فقال: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحجرات:15)
وقال:﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحشر:8)
وقال:﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23)
وأخبر تعالى بأن الغرض من أنواع البلاء هو تمحيص الصادقين وتمييزهم عن غيرهم، فقال:﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (العنكبوت:3)
وأخبر عن الجزاء العظيم المعد للصادقين، فقال:﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (المائدة:119)
ولهذا كله أمر الله تعالى بالصدق، وبالكينونة مع الصادقين، فقال:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة:119)
ومثل ذلك وردت الأحاديث الشريفة في الترغيب في الصدق، وفي كل المجالات، ومنها ما ورد في الحديث من اعتباره صلى الله عليه وآله وسلم الصدق طمأنينة، وهو دليل على أن من أسرار طمأنينة النفوس صدقها مع نفسها ومع ربها ومع كل شيء، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يبريبك؛ فإن الصدق طمأنينةٌ، والكذب ريبةٌ)([20])
وأخبر عن تعامل الله تعالى مع عباده بحسب صدقهم؛ فقال في الذي يسأل الله تعالى الشهادة صادقا: (من سأل الله تعالى، الشهادة بصدقٍ بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه)([21])
وقال في المعاملات المالية وغيرها:(البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)([22])
ولذلك أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن جزاء الصادقين هو الجنة، وبين سبب ذلك، فقال لمن سأله عن عمل الجنة: (الصدق، إذا صدق العبد بر، وإذا بر آمن، وإذا آمن دخل الجنة)، ثم قال لمن سأله عن عمل النار: (الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار)([23])
وحذر صلى الله عليه وآله وسلم في مقابل ذلك من الكذب، واعتبره من خصال المنافقين، فقال:(أربعٌ من كن فيهن كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلةٌ منهن، كانت فيه خصلةٌ من نفاقٍ حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)([24])
وأخبر عن بعض عقوبات الكاذبين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:(من تحلم بحلمٍ لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قومٍ وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورةً، عذب، وكلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخٍ)([25])
وهكذا ورد عن أئمة الهدى الدعوة إلى الصدق، وفي كل مجالات الحياة، ومن أمثلة ذلك قول الإمام الصادق: (لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم، حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث، وأداء الأمانة)([26])
وقال: (كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم، ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع) ([27])
وقال: (إن الصادق أول من يصدقه الله عزوجل، يعلم أنه صادق، وتصدقه نفسه تعلم أنه صادق)([28])
وقال: (إنما سمي إسماعيل صادق الوعد لانه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة، فسماه الله عزوجل صادق الوعد ثم إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل: مازلت منتظرا لك) ([29])
وقال: (من صدق لسانه زكا عمله) ([30])
أما ما سألت عنه ـ أيها المريد الصادق ـ من كيفية التحقق بالصدق، فهو في تحققك بعبوديتك؛ فبقدر تحققك بها، وتخلصك من دنس نفسك وأهوائها، بقدر ما تنال هذه المنزلة الرفيعة.. ذلك أنك حينها تصبح مطابقا تماما لواقعك.. والصدق هو مطابقة الواقع.
وقد أشار الحكماء إلى العلامات أو المعاني التي توصل النفس إلى ذلك، فقال أحدهم: (ثلاث من علامات الصدق والوصول إلى منازل الأنبياء: أول ذلك: إسقاط قدر الدنيا والمال من قلبك، حتى يصير الذهب والفضة عندك كالمدر والتراب.. والثاني: إسقاط رؤية الخلق عن قلبك، حتى لكأنهم كلهم أموات وأنت وحدك على وجه الأرض تعبد ربك.. والثالث: إحكام سياسة نفسك بخالص العداوة لها وقطع الشهوات واللذات عنها)([31])
وقال آخر: (علامة الصدق: استواء السر والعلانية، فلا يبالي صاحب الصدق بكشف ما يكره اطلاع الناس عليه، ولا يستحي من ظهوره لغيره واكتفاءً بعلم الله به)([32])
وقال آخر: (الصدَّيق: هو الكثير الصدق الذي لا يمازج صدقه شوب.. وهو الذي لا يناقض سره علنه.. وهو الذي لا يشهد غير الله مثبتاً ولا نافياً.. وهو المستجيب لما يطالب به جملةً وتفصيلاً.. وهو الواقف مع الله في عموم الأوقات على حد الصدق)([33])
ويقول: (الصديق: هو كثير الصدق لا يشوب صدقه مَذْقٌ ([34])، ويكون قائماً بالحق للحق، ولا يكون فيه نفس لغير الله)([35])
هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحرص على أن تنزل نفسك هذه
المنزلة الرفيعة؛ لتعيش الطمأنينة والراحة والسعادة في الدنيا والآخرة، فقد وعد
الله تعالى الصادقين، فقال: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي
مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر: 54، 55]؛ فلا يجلس في مقاعد
الصدق إلا الصادقون.
([1]) جامع الأصول في الأولياء، ج 1 ص 201.
([2]) المرجع السابق، ج 2 ص 329.
([3]) الفتح المبين فيما يتعلق بترياق المحبين، ص 38.
([4]) الإمام الغزالي، إحياء علوم الدين، ج 4 ص 356.
([5]) كمال الدين القاشاني، لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 354.
([6]) القشيري، تفسير لطائف الإشارات، ج 6 ص 155.
([7]) منازل السائرين، ص 55، 57.
([8])تفسير لطائف الاشارات، ج 5 ص 153.
([9])بهجة الأسرار ومعدن الأنوار – ص 276.
([10])لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 355.
([11])بهجة الأسرار ومعدن الأنوار – ص 276.
([12])نهج الخواص إلى جناب الخاص – ص 70.
([13])لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 355.
([14]) شراب الأرواح – ص 168.
([15]) تفسير لطائف الإشارات، ج 2 ص 18.
([16])،تفسير لطائف الاشارات، ج 5 ص 153.
([17])،بهجة الأسرار ومعدن الأنوار – ص 276.
([18]) لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 354.
([19]) رواه البخاري ومسلم.
([20]) رواه الترمذي وقال: حديثٌ صحيحٌ.
([21]) رواه مسلم.
([22]) رواه البخاري ومسلم.
([23]) رواه أحمد من رواية ابن لهيعة.
([24]) رواه البخاري ومسلم.
([25]) رواه البخاري.
([26]) بحار الأنوار: 68/2، والكافي 2/104.
([27]) الكافى ج 2 ص 105
([28]) الكافى ج 2 ص 104.
([29]) الكافى ج 2 ص 105.
([30]) الكافى 2 ص 104.
([31]) حقائق التفسير، ص 1100، 1101.
([32]) معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص 11.
([33]) تفسير لطائف الإشارات، ج 2 ص 430، 431.
([34]) مذق الودّ: شابه بكدر ولم يخلصه.
([35]) تفسير لطائف الإشارات، ج 2 ص 434.