معية الصالحين

معية الصالحين

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن المعية التي ورد ذكرها في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة:119)، ودورها في التزكية والترقية، وكيفية التحقق بها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن المعية التي وردت في تلك الآية الكريمة من أكبر المدارس التربوية التي لا يمكن أن تتحقق التزكية والترقية من دونها؛ فلا يمكن أن يسير أحد في طريق الكمال دون أن يكون له ومعه من الصالحين من يتواصل معهم، ويكون له فيهم أسوة حسنة.

ولذلك ترى في الصلاة التي تجتمع فيها كل المدارس التربوية ذكرا للصالحين، وتسليما عليهم، بل ورد ما يدل على فضل الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل حركة من حركاتها من ركوع وسجود وتشهد وغيرها، وكل ذلك ليس سوى نوع من أنواع المعية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصالحين من أمته وغيرهم..

ولذلك؛ فإن المعية ـ أيها المريد الصادق ـ لا تعني الحضور الشخصي مع ذلك الصالح الذي تريد صحبته، بل يكفي أن يكون قلبك وروحك حاضرة معه؛ فالعبرة بالأرواح، لا بالأجساد.

ولهذا نال شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أويس القرني، الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأثنى عليه على الرغم من عدم ملاقاته له، في نفس الوقت الذي حرم من تلك الصحبة من شرفهم الله بأن يصحبوه بروحه وجسده، لكنهم حرموا من شرف تلك الصحبة بكبرهم وعتوهم وطغيانهم.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن كيفية التحقق بتلك الصحبة الشريفة، يتنوع بتنوع المصاحبين، وهما نوعان:

أولهما: من أوصلهم الله تعالى إلى أعلى مراتب الكمال، فصاروا بذلك قدوة وأسوة لخلقه، من الأنبياء وأئمة الهدى، وصحبة هؤلاء تكون بالتواصل الروحي معهم، وبالتأسي والطاعة لهم.

ثانيهما: من كانوا من المجتهدين في الطاعات، وكان لهم اقتداء بأنبيائهم عليهم السلام، وصحبة هؤلاء تكون بالتنافس والمسارعة والتعاون معهم على الخيرات.

وبما أن الدنيا كلها مدرسة ربانية لتخريج الصالحين، فإنه يمكن اعتبار الأولين أساتذة في هذه المدرسة، واعتبار غيرهم تلاميذ فيها، ولا يصح أن يتتلمذ التلميذ على زميله، وإنما على أستاذه.

وإنما ذكرت لك هذا التفريق ـ أيها المريد الصادق ـ حتى لا تقع فيما وقع فيه بعضهم من المبالغة في حال بعض التلاميذ ممن يعتقدون صلاحهم؛ فراحوا يطيعونهم في كل شيء، ويلغون بذلك علاقتهم مع أساتذتهم الذين أمروا بالتأسي بهم دون غيرهم.

بناء على هذا، سأشرح لك كيفية التعامل مع كلا الصنفين؛ فأعرني سمع قلبك، لأبث لك ما ورد في ذلك من النصوص المقدسة، مما يدلك على دور تلك الصحبة الشريفة في التزكية والترقية.

التواصل والتأسي:

أما الصحبة الأولى ـ أيها المريد الصادق ـ وهي صحبة التواصل الروحي والتأسي العملي، فإنها خاصة بأولئك الذين بوأهم الله تعالى تلك المراتب الرفيعة؛ فصاروا أئمة للهداية، وأعلاما للتقوى، ولذلك صار القرب منهم قربا من الله تعالى.

ولذلك فإن المطلوب ليس حبهم فقط، وإنما سلوك سبيلهم؛ فهم السراط المستقيم الذين يضل من انحرف عنه، كما قال تعالى بعد ذكر أسماء بعضهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: 90)

وقال عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم داعيا إلى التأسي بأئمة الهدى من بعده: (فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)([1])

وأشرف مصاديق هذه الصحبة صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي صحبة ممتدة في المكان والزمان، ويمكن أن تتحقق لكل من يحب ذلك، فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على أن تكون من أهلها حتى يتحقق فيك قوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ [الفتح: 29]؛ فقد أخبر الله تعالى عن مصاديق تلك المعية من الصفات، وكل من اتصف بها كان من أهلها.

لقد قال الله تعالى يذكر ذلك: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29]

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أقرب الناس إليه؛ فلم يذكر زمانا، ولا مكانا، وإنما ذكر من الصفات ما يمكن لأي شخص أن يقوم به، فقال: (إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا، من صلى علي مائة مرة في يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته فأثبته عندي في صحيفة بيضاء)([2])

فهذا الحديث يرسم خطة واضحة للمعية لا علاقة لها بالزمان، ولا بالمكان، بل علاقتها فقط بمدى التواصل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي تمثل الصلاة عليه أحد أهم مقوماته.

ولذلك فإن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم المدارس التربوية، لدورها الكبير في التواصل الروحي مع سيد الأنبياء، وإمام الأئمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويدل لهذا ما ورد من النصوص المقدسة الكثيرة في فضلها كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (الأحزاب:56)

وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن أول جزاء يناله من صلى عليه، أن يصلي الله عليه، وصلاة الله على عباده تعني تطهيرهم وتزكيتهم وترقيتهم، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات)([3])، وحط الخطايا لا يعني محوها من سجل السيئات فقط، وإنما يعني محوها من صفحة النفس، وبذلك يُزال الران على القلب، لتنكشف له الحقائق التي كانت محجوبة عنه.

وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه أتاني الملك فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرًا؟ قلت: بلى)([4])

بل ورد في حديث آخر ما هو أعظم من ذلك كله، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم يحكي عن الله تعالى: (من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه)([5])

هل رأيت ـ أيها المريد الصادق ـ عظمة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وهل رأيت تكريما للملتزم بها أعظم من هذا التكريم.. الله خالق كل شيء، ومالك كل شيء، وملك كل شيء يربط صلاته وسلامه علينا بصلاتنا وسلامنا على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

وهكذا أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن الملائكة لا تزال تصلي على الذي يصلي عليه، فقال: (من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر)([6])

وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن الذين يصلون عليه هم أولى الناس به، وبشفاعته يوم القيامة، فقال: (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة)([7])

وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة من الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة)([8])

وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم عن الأجور الكثيرة بأنواعها المختلفة التي أعدها الله لمن يصلون عليه، فقال: (من صلى علي من أمتي صلاة مخلصًا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات)([9])

وبما أن الله رب الدنيا والآخرة، فإنه جعل لمن صلى على حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم أجورا دنيوية بالإضافة إلى الأجور الأخروية؛ فقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي يجعل صلاته كلها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يكفيه الله همه ويغفر له ذنبه، فقد سأل أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:كم أجعل لك من صلاتي؟ قال: (ما شئت)، قلت: الربع؟ قال: (ما شئت، فإن زدت فهو خير لك)، فقلت: النصف؟ قال: (ما شئت وإن زدت فهو خير لك)، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذا يُكفي همك ويغفر ذنبك)([10])

وفي حديث آخر قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: (إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك)([11])

ولهذا كان من آداب الدعاء تقديم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن الإمام علي قال: (كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وآله وسلم)([12])

وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل عليه، فقال: (عجل هذا)، ثم دعاه فقال له أو لغيره: (إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه سبحانه والثناء عليه، ثم يصلي علي، ثم يدعو بعد بما شاء)([13])

وعن عبد الله بن مسعود قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سل تعطه، سل تعطه)([14])

هذا هو الطريق الأول للتواصل والمعية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. أما الطريق الثاني؛ فهو التأسي به، والتخلق بأخلاقه، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم مبينا دور ذلك في القرب منه: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)([15])

 فهذا الحديث يحدد حسن الخلق مقياسا لمكانة المؤمن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مما لا علاقة له لا بالمكان، ولا بالزمان.

ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (خياركم أحاسنكم أخلاقا)([16]) فقد ربط صلى الله عليه وآله وسلم الخيرية في هذه الأمة، وفي غيرها من الأمم بالأخلاق الحسنة.

أما الطريق الثالث.. وهو نتيجة للطريقين السابقين، فهو محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي تملأ الوجدان بكل العواطف النبيلة، ومما يروى في ذلك أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله: إنك لأحبُّ إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك وعرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رُفعتَ مع النبيئين، وإني إذا دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل جبريل بهذه الآية: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69]([17])

وفي حديث آخر أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أعددت لها ؟) قال: (ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله)، قال:(فأنت مع من أحببت)([18])

فهذا الحديث الشريف يربط المعية برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمحبته.. فكل من أحبه، فهو معه، كان في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم، أو لم يكن في زمانه.

بل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عن إمكانية التواصل معه في كل زمان عبر هذه الوسيلة العظيمة، وسيلة المحبة والشوق والعواطف النبيلة، فقال: (وددت أني لقيت إخواني)، فقال له أصحابه: أوليس نحن إخوانك؟ قال: (أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)([19])

وفي رواية: (ومتى ألقى إخواني؟)، قالوا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: (بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)([20])

بل ورد في أحاديث أخرى كثيرة ما يدل على المكانة الرفيعة التي يحظى بها من لم يتشرف برؤيته صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا، وأنها لا تقل عن مكانة صحابته، فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي، يودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله)([21])

وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن أشدَّ أمتي لي حبا قوم يكونون أو يجيئون، وفي رواية – يخرجون بعدي- يود ّأحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه رآني)([22])

وقال: (ليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحبُّ إليه من مثل أهله وماله)([23])

وهكذا الأمر مع أئمة الهدى من بعده، والذين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجمع بين الصلاة عليه وعليهم، فقال: (من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له)([24])

وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل: يا رسول الله هذا السّلام عليك فكيف نصلّي؟ قال: «قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم)([25])

وهكذا الأمر مع جميع الأنبياء والمرسلين، والذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم لنتأسى بهم، ونمتلئ محبة وشوقا لهم، فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على أن تقيم علاقة المودة بينك وبينهم، واحذر من تلك الخرافات والأساطير التي بثها الحاقدون عليهم؛ فهم أطهر خلق الله، ولولا ذلك ما أمرنا بالاهتداء بهديهم.

ومثلهم أتباعهم من الصالحين الصادقين، الذي وصفهم الإمام السجاد في صلاته عليهم، فقال: (اللهم وأتباع الرسل ومصدقوهم من أهل الارض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب والاشتياق إلى المرسلين بحقائق الايمان. في كل دهر وزمان أرسلت فيه رسولا، وأقمت لاهله دليلا، من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أئمة الهدى، وقادة أهل التقى على جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان. اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والاولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم. اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم، ومضوا على شاكلتهم، لم يثنهم ريب في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام بهداية منارهم، مكانفين وموازرين لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم)([26])

فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على هذه الصلاة وأمثالها؛ ففيها من المعاني ما يملأ قلبك بمحبتهم، ويهيئ نفسك لصحبتهم.

وهكذا.. احرص ـ أيها المريد الصادق ـ على صحبة ملائكة الله؛ فلم يثن الله تعالى عليهم في القرآن الكريم إلا لتصحبهم، وتمتلئ محبة وشوقا إليهم.

ومن دعاء الإمام السجاد في الصلاة عليهم: (اللهم وحملة عرشك الذين لا يفترون من تسبيحك، ولا يسأمون من تقديسك، ولا يستحسرون من عبادتك، ولا يؤثرون التقصير على الجد في أمرك، ولا يغفلون عن الوله إليك. وإسرافيل صاحب الصور، الشاخص الذي ينتظر منك الاذن وحلول الامر، فينبه بالنفخة صرعى رهائن القبور. وميكائيل ذو الجاه عندك، والمكان الرفيع من طاعتك. وجبريل الامين على وحيك، المطاع في أهل سماواتك، المكين لديك، المقرب عندك، والروح الذي هو على ملائكة الحجب، والروح الذي هو من أمرك. اللهم فصل عليهم وعلى الملائكة الذين من دونهم من سكان سماواتك وأهل الامانة على رسالاتك، والذين لا تدخلهم سأمة من دؤوب، ولا إعياء من لغوب ولا فتور، ولا تشغلهم عن تسبيحك الشهوات، ولا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات، الخشع الابصار فلا يرومون النظر إليك، النواكس الاذقان الذين قد طالت رغبتهم فيما لديك المستهترون بذكر آلائك والمتواضعون دون عظمتك وجلال كبريآئك والذين يقولون إذا نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. فصل عليهم وعلى الروحانيين من ملائكتك، وأهل الزلفة عندك، وحمال الغيب إلى رسلك، والمؤتمنين على وحيك وقبائل الملائكة الذين اختصصتهم لنفسك) ([27])

فاحرص على أمثال هذه الصلوات التي تنبهك إليهم، وإلى نعمة الله تعالى عليك بصحبتهم، حتى تكون من أهل قوله تعالى: {إنَّ الذين قالوا ربُّنا اللهُ ثُمَّ استقاموا تَتَنَزَّلُ عليهِمْ الملائِكَةُ أنْ لا تخافوا ولا تحزَنُوا وأبْشِروا بالجَنَّةِ التي كنتم توعَدُونَ. نحنُ أولياؤكُم في الحياة الدنيا وفي الآخِرة} [فصلت: 30 ـ 31]

المسارعة والمنافسة:

أما الصحبة الثانية ـ أيها المريد الصادق ـ وهي صحبة المسارعة والمنافسة والتسابق في الخيرات؛ فهي مرتبطة بالمؤمنين، وفي كل الأزمنة والأمكنة؛ كما قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]

والآية، كما ترى عامة تشمل كل الأزمنة والأمكنة والمجالات.. فلذلك إن كان المسابق عابدا فهم منها السباق الجاري بين العابدين.. وإن كان عالما فهم منها السباق القائم بين العلماء.. وهكذا تشمل الآية كل أنواع السباق حتى السباق القائم بين الدول.

ولذلك قال الإمام الصادق: (إذا رأيت مجتهدا أبلغ منك في الاجتهاد، فوبخ نفسك ولمها وعيرها وحثها على الازدياد عليه، واجعل لها زماما من الامر، وعنانا من النهي وسقها كالرائض للفاره الذي لايذهب عليها خطوة منها إلا وقد صحح أولها وآخرها وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي حتى تتروم قدماه، ويقول: أفلا أكون عبدا شكورا أراد أن يعتبر به امته، فلا تغفلوا عن الاجتهاد، والتعبد والرياضة بحال، ألا وإنك لو وجدت حلاوة عبادة الله، ورأيت بركاتها، واستضأت بنورها، لم تصبر عنها ساعة واحدة، ولو قطعت إربا إربا. فما أعرض من أعرض عنها إلا بحرمان فوائد السبق من العصمة والتوفيق) ([28])

ولذلك ورد الثناء في القرآن الكريم على أصناف الصالحين حتى يجري التنافس بين المؤمنين في الفوز بأعلى المراتب..

ومثل ذلك ورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على ذلك، ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه حثا لهم على الصبر والثبات: (قد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض، فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل بنصفين فما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب فما يصده ذلك، والله ليتمن الله عز وجل هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) ([29])

وفي حديث آخر ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماشطة بنت فرعون، فقال: (لما كانت الليلة التي أسرى بي فيها وجدت رائحة طيبة فقلت: ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟ قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها، قلت: ما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي؟ فقالت: لا ولكن ربي وربك ورب أبيك الله، قالت: وإن لك ربا غير أبي؟ قالت: نعم، قالت: فأعلمه بذلك؟ قالت: نعم، فأعلمته، فدعا بها فقال: يا فلانة! ألك رب غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس، فأحميت ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحدا بعد واحد، فقالت: إن لي إليك حاجة! قال: وما هي؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفننا جميعا! قال: ذلك لك لما لك علينا من الحق، فلم يزل أولادها يلقون في البقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع فكأنما تقاعست من أجله فقال لها: يا أمه! اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، ثم ألقيت مع ولدها) ([30])

وفي حديث آخر دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى التأسي بأصحاب المسيح عليه السلام في مواجهة الطغيان والتحريف، فقال: (خذوا العطاء ما دام عطاءا، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه، يمنعكم من ذلك المخافة والفقر، ألا وان رحى الايمان دائرة، وان رحى الا سلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث يدور، ألا وان السلطان والكتاب سيفترقان ألا فلا تفارقوا الكتاب، ألا انه سيكون عليكم أمراء إن أطعتموهم أضلوكم، وان عصيتموهم قتلوكم)، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله؟ قال: (كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم حملوا على الخشب ونشروا بالمناشير، موت في طاعة الله، خير من حياة في معصية الله) ([31])

وهكذا نجد في أحاديث أئمة الهدى كثيرا من قصص الصالحين وصفاتهم، حتى تمتلئ القلوب بالشوق إليهم، وإلى أعمالهم الصالحة، ومن الأمثلة عنها قول الإمام علي في وصف المنتجبين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لقد رأيت أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فما أرى أحدا يشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، وقد باتوا سجّدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم، ومادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح العاصف، خوفا من العقاب، ورجاء للثّواب) ([32])

وقال يصف بعض إخوانه: (كان لي فيما مضى أخ في اللّه، وكان يعظمه في عيني: صغر الدّنيا في عينه، وكان خارجا من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتا، فإن قال بذّ القائلين، ونقع غليل السّائلين، وكان ضعيفا مستضعفا، فإن جاء الجدّ فهو ليث غاب، وصلّ واد، لا يدلي بحجّة حتّى يأتي قاضيا، وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتّى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعا إلّا عند برئه، وكان يقول ما يفعل، ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السّكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلّم، وكان إذا بدهه أمران ينظر أيّهما أقرب إلى الهوى فيخالفه) ([33])

ثم قال لأصحابه: (فعليكم بهذه الخلائق فالزموها، وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أنّ أخذ القليل خير من ترك الكثير)

وقال عند استشهاد عمار بن ياسر: (إن امرأ من المسلمين لم يعظم عليه قتل عمار، ولم يدخل عليه بقتله مصيبة موجوعة، لغير رشيد. رحم اللّه عمارا يوم أسلم، ورحم اللّه عمارا يوم قتل، ورحم اللّه عمارا يوم يبعث حيا. لقد رأيت عمارا ما يذكر من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم أربعة إلا كان الرابع، ولا خمسة إلّا كان الخامس. وما كان أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يشكّ في أن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا اثنين، فهنيئا لعمار الجنة، عمار مع الحق أين ما دار، وقاتل عمار في النار) ([34])

وهكذا ـ أيها المريد الصادق ـ يمكنك أن تعقد الصحبة مع هؤلاء عبر مطالعة سيرهم، والدعاء لهم، والشعور بحضورهم؛ فالصاحب الحقيقي هو من صاحب روحك، لا من صاحب جسدك.

وهذا لا يعني ألا تتخذ من المؤمنين المعاصرين لك من تصاحبهم؛ فمعاذ الله أن يقول أحد ذلك.. ولكن احرص على أن تنتقي منهم من يعينك على دينك، لا من يجعلك يوم القيامة تقول نادما: {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 27 – 29]

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فضل الصحبة الصالحة: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك (يعطيك)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا منتنة)([35])

وقال: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)([36])

وقال:(إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله)، قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: (هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس)، وقرأ هذه الآية:﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)﴾ (يونس)([37])

وسئل صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله أي جلسائنا خير؟ قال: (من ذكركم الله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، وذكركم في الآخرة عمله)([38])

وعن أبي ذر قال: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم ؟ قال: (أنت يا أبا ذر مع من أحببت) قال: فإني أحب الله ورسوله، قال: (فإنك مع من أحببت)، فأعادها أبو ذر فأعادها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ([39]).

وقد روي في الحديث ما يدل على دور هذه الصحبة الصالحة في التزكية والترقية، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة([40])، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال له: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال له: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا جميعا فقال له سلمان: (إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه)، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فذكر ذلك له فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (صدق سلمان)([41])

فهكذا يفعل الإخوان مع بعضهم بعضا.. فإذا رأى في أخيه عيبا سارع لنصحه، وإذا رأى فيه تقصيرا سارع لتداركه.. وهكذا.

هذا جوابي ـ أيها المريد الصادق ـ على أسئلتك؛ فاحرص على أن تكثر من الأصحاب الصادقين المخلصين من كل الأزمنة والأمكنة؛ فعسى أن تتنزل عليك الأنوار التي تتنزل عليهم، وعساهم يشفعون لك في الوقت الذي تكون أحوج ما تكون إلى الشفاعة.


([1] )  رواه أبو داود (5/ 5)، والترمذي (16/ 2676)

([2])   حياة الأنبياء في قبورهم للبيهقي (ص: 93).

([3])  رواه أحمد.

([4])  رواه أحمد وابن حبان.

([5])  رواه أحمد والحاكم..

([6])  رواه أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجه.

([7])  رواه الترمذي وابن حبان.

([8])  رواه مسلم وأبو داود والترمذي.

([9])  رواه النسائي والطبراني والبزار.

([10])  رواه أحمد والترمذي والحاكم.

([11])  رواه أحمد.

([12])  رواه الطبراني.

([13])  رواه أبو داود والترمذي أحمد والنسائي والحاكم.

([14])  رواه الترمذي.

([15])   سنن الترمذي.

([16])   رواه الترمذي.

([17])  رواه الطبراني في الأوسط والصغير.

([18])  رواه الطبراني في الكبير.

([19])  مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 66).

([20])    وهي لأحمد، وأبي يعلى.

([21])  رواه مسلم.

([22])  رواه أحمد.

([23])  رواه البخاري.

([24])  رواه البخاري.

([25] )  البخاري (6358)

([26] )  الصحيفة السجادية، ص45.

([27] )  الصحيفة السجادية، ص41.

([28] )  بحار الأنوار (70/ 69)

([29] )  رواه البخاري.

([30] )  رواه أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي.

([31] )  المعجم الصغير للطبراني 2/ 42 ح (749)، مسند الشاميين للطبراني 1/ 379 ح (658)

([32] )  نهج البلاغة: الخطبة رقم (97)

([33] )  نهج البلاغة: الحكمة (289)

([34] )  أنساب الأشراف: ج 1 ص 174 ح 419، والطبقات الكبرى: ج 3 ص 262.

([35]) رواه البخاري ومسلم.

([36]) رواه أبو داود.

([37]) رواه الطبراني بإسناد حسن.

([38]) رواه أبو يعلى.

([39]) رواه أبو داود.

([40]) متبذلة : أي لابسة ثياب المهنة تاركة ثياب الزينة.

([41]) رواه البخاري.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *