النوافل والتطوعات

النوافل والتطوعات
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن النوافل والتطوعات الكثيرة التي سنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى من بعده، وأدوارها التربوية والروحية، والآداب والأسرار المرتبطة بها.
وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن النوافل التي وردت في الشريعة بأشكالها المختلفة، فرص عظيمة لتدارك التقصير، أو لنيل الدرجات العالية، والأجور العظيمة، وهي بمثابة العلاج التكميلي والإضافي للنفس، يعين الفرائض، ويكون مددا لها في تزكية النفس وترقيتها.
وقد أشار إلى هذه المعاني التي رحم الله تعالى بها عباده، ليؤدبهم ويربيهم، قوله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والأمة من خلاله: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } [الإسراء: 79]
فهذه الآية الكريمة تشير إلى الدور الذي تقوم به النوافل في الترقية، ولا يمكن أن تكون هناك ترقية من دون أن تسبقها تزكية.. وبذلك يكون للنوافل دورها العظيم في تزكية النفس وترقيتها وتأهيلها للمقامات المحمودة والمراتب العلية.
وذلك كله من فضل الله تعالى على عباده، وشكره لهم، كما قال تعالى: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (البقرة:158)، والشكر يعني الجزاء والمكافأة، والتي لا تقتصر على الأجور فقط، وإنما تتعداها لتلك المراتب الرفيعة التي ينالها من لم يكتف بالفرائض، وإنما راح يضم إليها النوافل.
وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدور العظيم الذي تقوم به النوافل في ذلك؛ فقال في الحديث القدسي عن الله تعالى: (من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب. وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته) ([1])
ففي هذا الحديث إشارة إلى حصول المكثر من النوافل على حب الله تعالى، ونزوله درجة المحبوبية وهي درجة عظيمة جدا، تجعله وليا لله، كما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك في أول الحديث.
وبالإضافة إلى هذا الدور؛ فإن النوافل تقوم بجبر القصور الذي قد يقع في الفرائض، كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال: (إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم: الصلاة، قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته: انظروا في صلاة عبدي، أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة، كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا، قال: انظروا، هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك)([2])
بالإضافة إلى ذلك ما ورد في النصوص الكثيرة من الأجور العظيمة التي ينالها المكثرون من النوافل، والتي لا تقتصر على ما يتفضل الله تعالى به عليهم من النعيم المقيم، وإنما يكون لذلك أثره النفسي، لأن كل نعيم حسي أو معنوي يقتضي طهارة في النفس تؤهل صاحبها لذلك النعيم.
ومن تلك الأحاديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عبد مسلم يصلّي لله كلّ يوم ثنتي عشرة ركعة تطوّعا غير فريضة، إلّا بنى الله له بيتا في الجنّة) ([3])
وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: (يا أبا ذر أيما رجل تطوع في يوم باثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة) ([4])
وقال الإمام الصادق: (إياكم والكسل إن ربكم رحيم يشكر القليل، وإن الرجل ليصلي الركعتين يريد بهما وجه الله عزّ وجلّ فيدخله الله بهما الجنة، وإنه ليتصدّق بالدرهم تطوعاً يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنّة) ([5])
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما سأورده لك من بعض ما ورد في النوافل المرتبطة بالصلاة والصيام.. أما الذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم والصدقات؛ فهي لا حدود لها، ولا لكثرتها.. وقد سبق أن ذكرت لك فضل الإكثار منها في رسائل سابقة.
أما نوافل الصلوات، فهي ـ أيها المريد الصادق ـ كثيرة، وقد وقع الخلاف بين الفقهاء في بعضها، وهو لا يعنيك كثيرا؛ فيمكنك أن تختار لنفسك ما شئت من بينها مما تراه متناسبا مع عملك وظروفك المختلفة من غير أن تنكر على غيرك ما اختاره لنفسه مما ترجح لديه دليله، حتى لا تكون من الذين قال الله تعالى فيهم: { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى} [العلق: 9، 10]
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي ذرّ في وصيّته له: (يا أبا ذرّ.. ما من رجلٍ يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلاّ شهدت له يوم القيامة، وما من منزلٍ ينزله قومٌ إلاّ وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم.. يا أبا ذرّ.. ما من رواحٍ ولا صباحٍ إلاّ وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً: يا جارة.. هل مرّ عليك اليوم ذاكرٌ لله، أو عبدٌ وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى ؟.. فمن قائلةٍ لا، ومن قائلةٍ نعم، فإذا قالت: نعم، اهتزّت وانشرحت، وترى أنّ لها الفضل على جارتها)([6])
ومن تلك النوافل التي ورد الاتفاق عليها في الأمة جميعا صلاة الفجر، فـ (لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر)([7])
وقد قال في شأنها وفضلها: (ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها)([8])
وقال: (لا تدعوهما ولو طردتكم الخيل)([9])
وسئل الإمام الصادق عن قول الله عزّ وجلّ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، فقال: (هو الركعتان قبل صلاة الفجر)([10])
وكان الإمام علي يقول بعد أدائها: (اللهم إني أستغفرك لكلّ ذنبٍ جرى به علمك فيّ وعليّ إلى آخر عمري، بجميع ذنوبي لأولها وآخرها، وعمدها وخطائها، وقليلها وكثيرها، ودقيقها وجليلها، وقديمها وحديثها، وسرّها وعلانيتها، وجميع ما أنا مذنبه وأتوب إليك، وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي جميع ما أحصيت من مظالم العباد قبلي، فإنّ لعبادك عليّ حقوقاً وأنا مرتهن بها، تغفرها لي كيف شئت وأنى شئت يا أرحم الراحمين)([11])
وكان الإمام السجاد يقول عقبها: (اللهم إني أستغفرك مما تبتُ إليك منه ثم عدتُ فيه، وأستغفرك لما أردتُ به وجهك، فخالطني فيه ما ليس لك، وأستغفرك للنعم التي مننت بها عليّ فقويتُ على معاصيك. أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، الحيّ القيوم، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، لكل ذنبٍ أذنبته، ولكل معصية ارتكبتها. اللهم !.. ارزقني عقلاً كاملاً، وعزماً ثاقباً، ولبّاً راجحاً، وقلباً زكياً، وعلماً كثيراً، وأدباً بارعاً، واجعل ذلك كلّه لي، ولا تجعله عليّ برحمتك يا أرحم الراحمين)([12])
ومنها رواتب الصلوات، والتي اتفقت الأمة جميعا على فضلها، وإن اختلفت في بعض تفاصيل أعدادها، فمما ورد في فضلها من الأحاديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صلى قبل الظهر أربعا وبعدها أربعا حرمه الله على النار)([13])
وقال: (من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار)([14])
وقال: (أربعٌ قبل الظهر ليس فيهن تسليمٌ تفتح لهن أبواب السماء)([15])
وقال: (من صلى أربعا قبل الظهر كان له كأجر عتق رقبة) أو قال: (أربع رقاب من ولد إسماعيل)([16])
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي أربعا بعد الزوال قبل الظهر، وقال: (إنها ساعةٌ تفتح لها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عملٌ صالحٌ)([17])
وقال الإمام السجاد: (إذا زالت الشمس عن كبد السماء، فمَن صلّى تلك الساعة أربع ركعات فقد وافق صلاة الأوّابين، وذلك بعد نصف النهار)([18])
وقال الإمام الباقر: (إذا زالت الشمس فُتحت أبواب السماء، وهبّت الرياح، وقُضي فيها الحوائج الكبار)([19])
وقال الإمام الصادق: (إذا كانت لك إلى الله حاجةٌ، فاطلبها إلى الله في هذه الساعة، يعني زوال الشمس)([20])
وقال الإمام علي: (صلاة الزوال صلاة الأوّابين)([21])
ومما ورد في فضل رواتب صلاة المغرب والعشاء قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صلى بعد المغرب، قبل أن يتكلم ركعتين ـ وفي رواية: أربع ركعات ـ رفعت صلاته في عليين)([22])
وقال: (عجلوا الركعتين بعد المغرب فإنهما يرفعان مع المكتوبة)([23])
وقال: (من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة)([24])
وقال: (من صلى العشاء الآخرة في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان كعدل ليلة القدر)([25])
وقال: (صلّوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين، فإنّهما توردان دار الكرامة)([26])
وعن محمد بن عمار بن ياسر قال: رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات، وقال: رأيت حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال: (من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) ([27])
وقال الإمام الصادق: (مَن صلّى المغرب ثمّ عقّب ولم يتكلّم حتّى يصلّي ركعتين كُتبتا له في علّيّين، فإن صلّى أربعاً كُتبت له حجّة مبرورة)([28])
وقال: (الركعتان اللّتان بعد المغرب هما أدبار السجود، والركعتان اللّتان بعد الفجر أدبار النجوم)([29])
وقال: (مَن قال في آخر سجّدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة، وإن قاله كلّ ليلة فهو أفضل: (اللهمّ إنّي أسألك بوجهك الكريم، واسمك العظيم، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تغفر لي ذنبي العظيم) سبع مرّات، انصرف وقد غفر الله له)([30])
وسئل الإمام الرضا عن قول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 40]، فقال: (أربع ركعات بعد المغرب، {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور: 49] ركعتان قبل صلاة الصبح)([31])
ومما ورد في فضل صلاة الليل أو التهجد أو قيام الليل من القرآن الكريم قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: 113]، وقوله: { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130]، وقوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } [الزمر: 9]
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (عليكم بقيام الليل، فإنه من دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربةٌ إلى الله تعالى ومنهاةٌ عن الآثام وتكفير السيئات ومطردة الداء عن الجسد)([32])
وقال: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين)([33])
وقال: (إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين. ثم ليطول بعدما شاء)([34])
وقال: (لا تدعن صلاة الليل ولو حلب شاة)([35])
وروي أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يا محمد عش ما شئت فإنك ميتٌ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس)([36])
وقال: (من رزق صلاة الليل من عبد أو أمة: قام لله عزوجل مخلصا فتوضأ وضوءا سابغا وصلى لله عزوجل بنية صادقة، وقلب سليم، وبدن خاشع، وعين دامعة جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة في كل صف ما لا يحصي عددهم إلا الله تعالى أحد طرفي كل صف في المشرق، والآخر بالمغرب، قال: فاذا فرغ كتب له بعددهم درجات)([37])
وقال: (إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك، واخدمى من رفضك، وإن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه، أثبت الله النور في قلبه، فاذا قال يا رب يا رب، ناداه الجليل جل جلاله لبيك عبدي، سلني أعطك وتوكل علي أكفك، ثم يقول جل جلاله لملائكته: ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلى في جوف هذا الليل المظلم، والبطالون لاهون والغافلون نيام، اشهدوا أني قد غفرت له)([38])
وقال: (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) ([39])
وقال: (إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات)([40])
وقال: (ما من امرئ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نومٌ إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه له صدقة)([41])
وقد كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها أن يقوم في أوقات مختلفة من الليل، فقد سئلت أم سلمة عن قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلاته، فقالت: وما لكم وصلاته كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلي قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا ([42]).
وعن أنس قال: ما كنا نشاء أن نرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الليل مصليا إلا رأيناه ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه([43]).
وقال ابن مسعود: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة فأطال حتى هممت بأمر سوء قيل: وما هممت به، قال: هممت أن أجلس وأدعه([44]).
وقال حذيفة: صليت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، فقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول: (سبحان ربي العظيم) وكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع ثم سجد، فقال: (سبحان ربي الأعلى)، فكان سجوده قريبا من قيامه([45]).
وقال ابن عباس: بت عند خالتي ميمونة فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول صلى الله عليه وآله وسلم فطرحت له وسادة فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع صلى الله عليه وآله وسلم وأهله في طولها فنام حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ثم استيقظ فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها وأحسن وضوءه، ثم قام يصلى فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع صلى الله عليه وآله وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاء المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح([46]).
وسئلت عائشة عن قيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: ألست تقرأ {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ } [المزمل: 1].. فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه حولا، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف وصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة ([47]).
وقد ورد من الرخصة فيها الإذن بقضائها لمن نام عنها في الليل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تبارك وتعالى يباهي ملائكته بالعبد يقضي صلاة اللّيل بالنهار فيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي يقضي ما لم أفترضه عليه أشهدكم أنّي قد غفرت له)([48])
وقال الإمام الصادق: كلّما فاتك باللّيل فاقضه بالنهار، قال الله تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62]، يعني أن يقضي الرجل ما فاته باللّيل بالنهار وما فاته بالنهار باللّيل، واقض ما فاتك من صلاة اللّيل أيّ وقت شئت من ليل أو نهار ما لم يكن وقت فريضة)([49])
وقال الإمام الباقر: (أفضل قضاء صلاة اللّيل في الساعة الّتي فاتتك آخر اللّيل، وليس بأس أن تقضيها بالنهار وقبل أن يزول الشمس) ([50])
وإلى جانب هذه الصلوات ورد في السنة المطهرة الكثير من الصلوات التي لا ترتبط بالأيام، وإنما تصلى في أوقات أو مناسبات مختلفة، ومنها صلاة الاستخارة، والتي تصلى لطلب الخيرة فيما يعرض من أمور، ولها هيئات عديدة، منها ما حدث به جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعأقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: في عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) قال: (ويسمي حاجته) ([51])
ومن هيئاتها ما حدث به الإمام الباقر عن الإمام السجاد أنه (إذا همّ بأمر حجّ أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهّر، ثمّ صلّى ركعتي الاستخارة فقرأ فيهما بسورة الحشر وبسورة الرّحمن، ثمّ يقرأ المعوّذتين وقل هو الله أحد إذا فرغ وهو جالس ثمّ يقول: (اللهمّ إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فصلّ على محمّد وآل محمّد ويسّره لي على أحسن الوجوه وأجملها، اللهمّ إن كان كذا وكذا شرّا لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فصلّ على محمّد وآله واصرفه عنّي، ربّ صلّ على محمّد وآله وأعزم لي على رشدي وإن كرهت ذلك أو أبته نفسي)([52])
ومنها ما حدث به الإمام الصادق قال: (إذا أراد أحدكم شيئا فليصلّ ركعتين ثمّ ليحمد الله فليثن عليه وليصلّ على محمّد وأهل بيته ويقول: اللهمّ إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني ودنياي فيسّره لي وأقدره وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي فسألته أيّ شيء أقرأ فيهما؟ فقال: اقرأ فيهما ما شئت وإن شئت قرأت فيهما قل هو الله أحد وقل يا أيّها الكافرون)([53])
وقد ورد في فضلها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد)([54])
ومنها صلاة الحاجة، ولها كيفيات عديدة منها ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من كانت له إلى الله حاجةٌ أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلاغفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر) ([55])
ومن هيئاتها ما حدث به عثمان بن حنيف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إيت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك([56]).
ومنها صلاة التسابيح، وقد بهيئات مختلفة منها ما روي عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال للعباس: (يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك، ألا أمنحك ألا أجيزك، ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائمٌ قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكعٌ عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمسٌ وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة)([57])
هذا بعض ما ورد في فضائل نوافل الصلاة؛ فابدأ بها ـ أيها المريد الصادق ـ واحرص عليها، واعلم أن الأفضل فيها أداؤها في بيتك، وبحسب ما يتاح لك من وقت؛ فإن عرض لك ما هو أهم منها من علم تطلبه، أو خدمة تقدمها لغيرك؛ فاعلم أن ذلك أفضل، وسينيلك الله فضل ما نويته من نوافل ما دمت قد تركت بعضها لتلك الأغراض الشريفة.
وإن قدرت على أن تقضي ما فاتك منها بعد انتهائك من أشغالك، فلك ذلك، وهو رخصة من الله تعالى لتتدارك ما فاتك من الخير، وقد قيل للإمام الصادق: (جُعلت فداك، ربّما فاتتني صلاة اللّيل الشهر والشهرين والثلاثة فأقضيها بالنهار، أيجوز ذلك ؟)، فقال: (قرّة عين لك والله ـ ثلاثاً ـ إنّ الله يقول: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } [الفرقان: 62]، فهو قضاء صلاة النهار باللّيل، وقضاء صلاة اللّيل بالنهار)([58])
وسئل عن رجل عليه من النوافل ما لا يدري كم هو لكثرته ؟.. فقال: (يصلي حتى لا يدري كم صلّى من كثرته، فيكون قد قضى بقدر ما عليه من ذلك)، فقيل له: فإنه لا يقدر على القضاء من شغله، قال: (إن شُغل في معيشةٍ لا بد منها، أو حاجةٍ لأخٍ مؤمن فلا شيء عليه، وإن كان شُغله لجمع الدنيا فتشاغل بها عن الصلاة فعليه القضاء، وإلا لقي الله وهو مستخفٌّ متهاون، مضيّع لسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فقيل له: فإنه لا يقدر على القضاء، فهل يصلح له أن يتصدّق؟.. فسكت مليّا ثم قال: (نعم، فليتصدّق بقدر طوله، وأدنى ذلك مدّ لكل مسكين مكان كل صلاة)، فقيل له: وكم الصلاة التي يجب فيها مدّ لكل مسكين ؟..
قال: (لكل ركعتين من صلاة الليل والنهار)، قلت: لا يقدر، قال: (فمدّ إذاً لكل صلاة الليل، ومدّ لصلاة النهار، والصلاة أفضل)([59])
أما نوافل الصيام؛ فهي ـ أيها المريد الصادق ـ كثيرة، وقد وقع الخلاف بين الفقهاء في بعضها، وهو لا يعنيك كثيرا؛ فاجتهد لتطهير نفسك وتدريبها على التقوى من خلال ما أتاح الله لك من دروس هذه المدرسة العظيمة، من غير أن تنكر على من صام ولا على من أفطر.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه أوصى أسامة بن زيد، فقال: (يا أسامة عليك بطريق الجنة، وإياك أن تختلج عنها)، فقال أسامة: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أيسر ما يُقطع به ذلك الطريق؟.. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الظمأ في الهواجر، وكسر النفوس عن لذّة الدنيا.. يا أسامة..عليك بالصوم، فإنه جُنّةٌ من النار، وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائعٌ فافعل.. يا أسامة..عليك بالصوم فإنه قربةٌ إلى الله)([60])
وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي قوله: (يا علي..ثلاث فرحاتٍ للمؤمن في الدنيا: لقى الاخوان، والإفطار من الصيام، والتهجّد من آخر الليل)([61])
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصائم في عبادة الله، وإن كان نائماً على فراشه، ما لم يغتب مسلماً)([62])
وقال: (قال الله تبارك وتعالى: (كلّ عمل ابن آدم هو له، غير الصيام هو لي وأنا أجزي به، والصيام جُنّة العبد المؤمن يوم القيامة، كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزّ وجل من ريح المسك.. والصائم يفرح بفرحتين: (حين يفطر فيطعم ويشرب، وحين يلقاني فأُدخله الجنة)([63])
وقال: (ما من صائمٍ يحضر قوماً يطعمون إلا سبّحت أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم له استغفاراً)([64])
ويتأكد فضل صيام النافلة في الحر الشديد، وقد قال الإمام الصادق: (من صام يوماً في الحرّ فأصاب ظمأ، وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه، حتى إذا أفطر قال الله عزّ وجلّ: (ما أطيب ريحك وروحك..يا ملائكتي، اشهدوا أني قد غفرت له)([65])
وهذا لا يعني عدم فضل الصيام في الأيام الباردة، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء)([66])
وقال الإمام الصادق: (الشتاء ربيع المؤمن: (يطول فيه ليله، فيستعين به على قيامه، ويقصر فيه نهاره، فيستعين به على صيامه)([67])
ولصيام النافلة طرق كثيرة، يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تختار منها ما يناسبك، وقد روي في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كان أكثر ما يصوم من الشهور شعبان، وكان يصوم كثيرا من الايام والشهور تطوعا، وكان يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم، وكان ربما صام يوما وأفطر يوما، ويقول: هو أشد الصيام وهو صيام داود عليه السلام وإنه كان كثيرا ما يصوم أيام البيض، وهي يوم ثلاثة عشر ويوم أربعة عشر، ويوم النصف من الشهر، وكان ربما صام رجبا وشعبان ورمضان يصلها) ([68])
وكان يقول: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما) ([69])
وذلك بشرط ألا يضعفه الصوم عن أداء واجباته، كما ورد في رواية أخرى من الحديث: (كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى) ([70])
ومن تلك الأيام التي ورد لها فضل خاص، صوم يومي الاثنين والخميس، فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس([71])، وعندما سئل عن سبب ذلك قال (ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائمٌ) ([72])، وعندما سئل عن صوم الاثنين قال: (فيه ولدت وفيه أنزل علي) ([73])
ومنها صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وقد ورد الترغيب الشديد فيها، وفي قضائها عند فواتها، بل الفدية لمن عجر عن صيامها، فعن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صمت شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) ([74])
و قال الإمام علي: (صيام شهر الصبر وثلاثة أيّام من كلّ شهر يذهب ببلابل الصدر، وصيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر صيام الدّهر، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها})([75])
وقال الإمام الصادق: (إذا صام أحدكم الثلاثة الأيّام من الشهر فلا يجادلنّ أحدا ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف والأيمان بالله وإن جهل عليه أحد فليتحمّل)([76])
وسئل عمّن لم يصم الثلاثة من كلّ شهر وهو يشتدّ عليه الصيام هل فيه فداء؟ فقال: (مدّ من طعام في كلّ يوم)([77])
وسئل: إنّي قد اشتدّ عليّ صوم ثلاثة أيّام في كلّ شهر فما يجزئ عنّي أن أتصدّق مكان كلّ يوم بدرهم؟ فقال: (صدقة درهم أفضل من صيام يوم)([78])
وسئل الإمام الباقر: صوم ثلاثة أيّام في الشهر أؤخّره في الصيف إلى الشتاء فإنّي أجده أهون عليّ؟ فقال: (نعم فاحفظها)([79])
وسئل الإمام الرضا عن علتها، فقال: (لان الله تبارك وتعالى يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [الأنعام: 160]، فمن صام في كل عشرة أيام يوما فكأنما صام الدهر كله، كما قال سلمان الفارسى رحمة الله عليه: صوم ثلاثة أيام في الشهر صوم الدهر كله، فمن وجد شيئا غير الدهر فليصمه) ([80])
ومنها صيام يوم الجمعة، فقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من صام يوم الجمعة صبراً واحتساباً، أُعطي أجر عشرة أيامٍ غرٍّ زهرٍ، لا تشاكلهنّ أيام الدنيا)([81])
وغيرها من الأيام، فاحرص ـ
أيها المريد الصادق ـ على أداء ما قدرت منها، وإياك أن
تدخل هواك أو عقلك في ذلك، وقد روي أن الإمام الصادق قال: (كان أبي يقول: (ما من
أحد أبغض إلى الله عزّ وجلّ من رجل يقال له: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يفعل كذا وكذا، فيقول: لا يعذّبني الله على أن أجتهد في الصلاة والصوم كأنّه
يرى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك شيئا من الفضل عجزا عنه)([82])
([1]) البخاري (6502)
([2]) أحمد (2/425). وأبو داود (864)
([3]) مسلم (728)
([4]) أمالي الطوسي ج 2 ص 141.
([5]) ثواب الأعمال ص 36.
([6])أمالي الطوسي 2/147، تنبيه الخواطر 2/60، مكارم الأخلاق ص546.
([7]) البخاري (1169)، ومسلم (724)،وأبو داود (1254)، والنسائي 1/175.
([8]) مسلم (725)، والترمذي (416)، والنسائي 3/252.
([9]) أبو داود (1258)
([10])دعائم الإسلام 1/204.
([11])مصباح الكفعمي ص62.
([12])مصباح الكفعمي ص63.
([13]) الترمذي (427)، والنسائي 3/265، وابن ماجه(1160)
([14]) أبو داود (1269)، والترمذي (428)
([15]) أبو داود (1270).
([16]) (الأوسط) 6/150 (6052)
([17]) الترمذي (478).
([18])قرب الإسناد ص55.
([19])فلاح السائل ص97.
([20])فلاح السائل ص97.
([21])فلاح السائل ص124.
([22]) أبو داود في (المراسيل) 1/111 (73)، وعبد الرزاق 3/70 (4833).
([23]) ابن عدي في (الكامل) 4/151، والبيهقي في (الشعب) 3/121-122 (3068).
([24]) الترمذي (435)
([25]) الطبراني في (الأوسط) 5/254 (5239).
([26])فلاح السائل ص244.
([27]) الطبراني في (الأوسط) 7/192 (7245)
([28])أمالي الصدوق ص349، ثواب الأعمال ص41.
([29])قرب الإسناد ص81.
([30])الخصال 2/31.
([31]) تفسير القمي ص650.
([32]) الترمذي (3549)
([33]) أبو داود (1398)
([34]) مسلم (768)، وأبو داود (1324)
([35]) الطبراني في (الأوسط) 4/251 (4114)
([36]) الطبراني في (الأوسط) 4/306 (4278)
([37]) أمالى الصدوق ص 42.
([38]) أمالى الصدوق ص 168.
([39]) أبو داود (1308)، والنسائي 3/205.
([40]) أبو داود (1309)
([41]) أبو داود (1313)، والنسائي 3/257، ومالك 1/،116.
([42]) أبو داود (1466)، والترمذي (2923)
([43]) النسائي 3/213-214، وهو عند البخاري (1141) مطولاً.
([44]) البخاري (1135)، ومسلم (773).
([45]) مسلم (772)، والنسائي 2/177.
([46]) البخاري (183)، ومسلم (763)
([47]) مسلم (746).
([48]) الفقيه ص 132.
([49]) الفقيه ص 132.
([50]) الفقيه ص 132.
([51]) البخاري (1166).
([52]) الكافي ج 3 ص 470 تحت رقم 2.
([53]) الكافي ج 3 ص 472 تحت رقم 6.
([54]) (الأوسط) 6/365 (6627)، و(الصغير) 2/175 (980).
([55]) الترمذي (479)
([56]) الطبراني 9/30-31 (8311).
([57]) أبو داود (1297)، وابن ماجه (1387).
([58])تفسير القمي ص467.
([59])المحاسن ص315.
([60]) دعائم الإسلام 1/270 ـ 271.
([61])الخصال 1/62.
([62])ثواب الأعمال ص46، أمالي الصدوق ص329.
([63])الخصال 1/24.
([64])أمالي الصدوق ص305.
([65]) ثواب الأعمال ص48، أمالي الصدوق ص349.
([66]) بحار الأنوار: 93/257، والإمامة والتبصرة.
([67])أمالي الصدوق ص143.
([68]) دعائم الاسلام ج 1 ص 284.
([69]) البخاري 1131 مسلم 1159
([70]) البخاري 1977 مسلم 1159.
([71]) النسائي2320.
([72]) النسائي 2358 وابن ماجه 1740 وأحمد 8161
([73]) مسلم1162.
([74]) النسائي 2424 ابن ماجه 1707 أحمد 210
([75]) الفقيه ص 170.
([76]) الكافي ج 4 ص 88.
([77]) الفقيه ص 170.
([78]) الفقيه ص 170.
([79]) الفقيه ص 170.
([80]) عيون الاخبار ج 2 ص 118.
([81])صحيفة الرضا ص12.
([82]) الكافي ج 4 ص 90.