حق التلاوة

حق التلاوة
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن تلاوة القرآن الكريم وآدابها وحقوقها وسر ما ورد حول فضلها في النصوص المقدسة، وعن كيفية تحويلها من تلاوة عادية وقراءة عابرة إلى تلاوة مؤثرة في النفس والسلوك، هادية للحقائق والقيم.
وذكرت لي بأسف أولئك الذين يقرأون القرآن الكريم، ولا يجاوز حناجرهم، بل إن فيهم من يعمى عن هدايات القرآن، وينحجب بمتشابهه؛ فيضل ويُضل.. ويصبح منبع الهداية والنور عنده منبعا للضلالة ومصدرا للظلمات والحجب.
ثم طلبت مني في آخر رسالتك أن أبين لك كيفية التحقق بمعنى قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [البقرة: 121]
وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن تلاوة القرآن الكريم أكبر مدرسة تربوية وإصلاحية، لا للفرد وحده، وإنما للمجتمع جميعا.. ولو أن الأمة الإسلامية تمسكت بها لكان واقعها مختلفا تماما، كما أشار الله تعالى إلى ذلك عند ذكره لكتب الأمم الأخرى، فقال: { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 66]
لكن التفريط فيه، والإعراض عنه هو الذي حول الأمة إلى الحال الذي تراه عليها من التخلف والتفرق والفتن وغيرها.
ومثل عالم المجتمع عالم النفس.. فالنفس التي تقيم القرآن بين جوانبها ولطائفها، وتجعله المتربع على عرشها، والسلطان عليها، نفس مرتبطة بالملكوت، تتنزل عليها الرحمات وكل أنواع اللطف الإلهي.. فلذلك تتحول من النفس الأمارة إلى النفس المطمئنة، ثم تصعد بعدها في مدارك الكمال بحسب حرصها على التلاوة الحقة، كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها)([1])
فهذا الحديث كما يشير إلى الارتقاء في درجات الجنة يشير كذلك إلى درجات الارتقاء في سلم الكمال، ذلك أن درجات الجنة مرتبطة بمدى الكمال الذي يحققه الإنسان.
وهكذا ينبغي أن تقرأ كل النصوص المقدسة التي وردت في فضل تلاوة القرآن الكريم؛ فهي لا تبشرك بذلك الفضل الموعود في الجنة فقط، بل تبشرك بفضل آني تناله لحظة قراءتك، لأنه لا يمكن أن تنال الفضل الموعود دون أن تنال ذلك الفضل الآني، المرتبط بإصلاح نفسك وتهذيبها، وترقيتها في مدارج الكمال.
فمن تلك الأحاديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبسه حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقال: اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة)([2])
فكل هذه الفضائل العظيمة ينالها قارئ القرآن في الدنيا قبل الآخرة، ذلك أن المعاني التي يجدها أثناء قراءته هي التي تملؤه بكل المكارم، وهي التي تتوجه بتاج الكرامة، والذي يتجسد له في الآخرة بصورته الحسية، بعد أن عاشه في الدنيا بحقيقته المعنوية.
ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيبٌ وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيبٌ ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مرٌ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرٌ ولا ريح لها، ومثل جليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيءٌ أصابك من ريحه، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه)([3])، فهو يشير إلى الآثار الظاهرة والباطنة التي يحدثها القرآن الكريم بحسب القابليات المختلفة، فأي محل تقبله طهر وطاب، وأي محل رفضه تنجس وخبث.
ولذلك يرتبط حق التلاوة بالجانبين المشكلين للإنسان: ظاهره وباطنه، ومن اقتصر على تصحيح تلاوة الظاهر، دون أن يترك لحقائق القرآن الفرصة لتتنزل على باطنه، فلن يستفيد من القرآن الكريم إلا تلك الحلاوة الظاهرة التي تحدثها تلاوته له، دون أن يكون لذلك تأثير على باطنه.
وسر ذلك يعود إلى أن القرآن الكريم روح وحياة لكل ما يلامسه، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52]، وعبر في آية أخرى عن ذلك بالحياة، فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؛ فلذلك لا ينال الحياة والروح القرآنية إلا تلك الأجزاء التي لا مسته وتأثرت به وانفعلت له دون من عداها.
وبناء على طلبك ـ أيها المريد الصادق ـ في ذكر حقوق التلاوة التي وردت بها النصوص المقدسة، وأسرارها وأدوارها في التزكية والترقية، فسأذكر لك مجامعها المتضمنة في الركنين اللذين يتشكل منهما الإنسان: الظاهر والباطن.
الحق الظاهر:
أما أول حقوق الظاهر ـ أيها المريد الصادق ـ فهو ما يعبر عنه لفظ التلاوة نفسها، فهو يدل على المتابعة والاستمرار، الذي عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (أحب العمل إلى الله الحال المرتحل)، فسئل عن معناه، فقال: (الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل)([4])
ولهذا يرد ذكر التلاوة في القرآن الكريم بالفعل المضارع الدال على الاستمرار، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ (فاطر:29)، وقال: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (البقرة:121)
وحتى تتوفر الدوافع للاجتهاد في التلاوة والتنافس فيها، رغبت النصوص المقدسة الكثيرة في الأجور العظيمة التي ينالها القارئون للقرآن، وهي لا تعني الأجور فقط، بل تعني الآثار التي تحدثها التلاوة في النفس، ذلك أنه لم يكن للأجر أن يكتب في سجل صاحبه دون أن يكون له تأثيره في نفسه..
ولن يكون له تأثيره في النفس ما لم يكن متتابعا مستمرا، ذلك أن الشيطان والهوى والدنيا وغيرهم يتربصون بالإنسان عند كل غفلة، ولذلك كان محتاجا في كل لحظة إلى التحصن بالحصون القرآنية، مثلما يتحصن من يتربص به أعداؤه، ولا يغفلون عنه.
ومن تلك الأحاديث قولهصلى الله عليه وآله وسلم: (أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان؟)، قلت: نعم، قال: (فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة، خيرٌ له من ثلاث خلفات عظام سمان)([5])
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف)([6])
وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم عن الأجر الذي يناله المشتغل بالقرآن، فلا يشغله عنه شيء، فقال: (يقول الرب تعالى: (من شغله قراءة القرآن عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين) ([7])
وعن الإمام علي أنه قال: (ألا أخبركم بالفقيه حقّاً ؟).. قالوا: (بلى يا أمير المؤمنين).. قال: (مَن لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، أَلاَ لا خير في علمٍ ليس فيه تفهّم، أَلاَ لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدبّر، أَلاَ لا خير في عبادةٍ ليس فيها تفقّه)([8])
وقال: (ليكن كلّ كلامكم ذكر الله، وقراءة القرآن، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل: (أيّ الأعمال أفضل عند الله ؟).. قال: (قراءة القرآن، وأنت تموت ولسانك رطبٌ من ذكر الله)([9])
ومن تلك الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجتهد في أن تضع لنفسك وردا تداوم عليه، مثلما كان يفعل الصالحون، فقد روي عن الإمام الرضا أنه كان يختم القرآن في كل ثلاث، ويقول: (لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمته ولكن ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها وفي أي شئ انزلت، وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم ثلاثة أيام) ([10])
لكن ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ قد لا يتسنى لك، ولا لأكثر الناس، وقد يصرفهم عن الفهم والتدبر والآداب الباطنة، لذلك كان لكل شخص أن يحدد المقدار الذي يتناسب معه، وقد روي عن الإمام الصادق أنه سئل: أقرأ القرآن في ليلة؟ قال: (لا يعجبني أن تقرأه في أقلّ من شهر)([11]).
وسأله بعضهم: جعلت فداك أقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلة؟ فقال: لا، قال: ففي ليلتين؟ قال: لا، قال: ففي ثلاث؟ قال: ها ـ وأشار بيده ـ ثمّ قال: (إنّ لرمضان حقّا وحرمة، ولا يشبهه شيء من الشهور، وكان أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقلّ، إنّ القرآن لا يقرء هذرمة، ولكن ترتّل ترتيلا، وإذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة فقف عندها، واسأل الله تعالى الجنّة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوّذ بالله من النار)([12])
وسأله آخر: في كم أقرأ القرآن؟ فقال: (اقرأه أخماسا، اقرأه أسباعا، أما إنّ عندي مصحفا مجزّى أربعة عشر جزءا)([13])
وأقل الأوراد التي ورد الإذن بها، والتي يعتبر التارك لها مقصرا ما ورد في الحديث عن الإمام الصادق أنه قال: (القرآن عهد الله إلى خلقه، فينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية)([14])
ومن الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجتهد في تعلم كيفية القراءة الصحيحة بمخارجها وأحكامها، وقد روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌ له أجران)([15])
وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن قوله تعالى: { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]، فقال: (بيّنه تبياناً، ولا تنثره نثر الرمّل، ولا تهذَّه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب، ولا يكون همُّ أحدكم آخر السورة)([16])
ومن تلك الآداب ما ذكره الإمام الصادق بقوله: (إذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة، فاسأل الله الجنّة.. وإذا مررت بآية فيها ذكر النار، فتعوّذ بالله من النار)([17])
وهو ما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ورد في حديث حذيفة في وصف قيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صلى معه، قال: (يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيحٌ سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ) ([18])، وفي رواية: (لا يمر بآية تخويف أو تعظيم لله عز وجل إلا ذكره)
وفي حديث آخر عن عوف بن مالك قال: (قمت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبدأ فاستاك وتوضأ، ثم قام فصلى فبدأ فاستفتح من البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ) ([19])
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن ويسألون به الناس)([20])
ومن الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجتهد في حفظ ما أطقت منه، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب) ([21])
ونهى نهيا شديدا عن نسيانه، فقال: (ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه، إلا لقى الله يوم القيامة أجذم)، زاد رزين: (واقرءوا إن شئتم: { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } [طـه:125: 126])([22])
وقد روى الإمام علي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (أُعلّمك دعاء لا تنسى القرآن، قل: (اللّهمّ ارحمني بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني، وارحمني من تكلّف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك، والزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الّذي يرضيك عنّي.. اللّهمّ نوِّر بكتابك بصري، واشرح به صدري، وأطلق به لساني، واستعمل به بدني، وقوّني به على ذلك، وأعنّي عليه، إنّه لا يعين عليه إلاّ أنت، لا إله إلاّ أنت)([23])
ومن الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجتهد في تحسين صوتك عند قراءته؛ فقد روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (زينوا القرآن بأصواتكم) ([24])، وقال: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)([25])، وفي رواية: (لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به)([26])، وفي أخرى: (يتغنى بالقرآن يجهر بصوته)([27])، وقال: (لكلّ شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن)([28]).
بل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عن العزيمة في ذلك، فقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهربه) ([29])
لكنه ـ مع ذلك ـ لم يترك الأمر للأهواء التي قد تحول من هذا إلى وسيلة لوضع ألحان لا تتناسب مع جلال القرآن وقدسيته، فلذلك قال: (اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق، ولحون أهل الكتابين، وسيجئ بعدي قوم يرجعون ترجيع الغناء والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم،وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)([30])
وليس عليك ـ أيها المريد الصادق ـ حرج في أن تستمع للقراءات الجميلة المؤثرة، فإن لك أجرا عظيما بسماعك، وقد روي عن بعض القراء أنه سأل الإمام الباقر، فقال: إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال: إنّما تراءى بهذا أهلك والناس، فقال له الإمام: (اقرأ قراءة بين القراءتين تسمع أهلك ورجّع بالقرآن صوتك فإنّ الله تعالى يحبّ الصوت الحسن، ترجّع به ترجيعا)([31])
وفي الحديث عن ابن مسعود قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اقرأ على القرآن، قلت: يا رسول الله أقرأ عليك،وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئت إلى هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } [النساء: 41]، قال: حسبك الآن،فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان([32]).
ومن الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجتهد في قراءته في بيتك، لأنّه يوفر البركة له، ويبعدك عن آفات الأعمال إلا إذا كان في قراءتك في غيره تشجيعا لهم على القراءة، أو دعوة لهم إليها، فقد روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن، ولا تتّخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى، صلّوا في الكنائس والبيع، وعطّلوا بيوتهم؛ فإنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتّسع أهله، وأضاء لأهل السماء كما يضيء نجوم السماء لأهل الدنيا)([33])
وعن الإمام علي أنه قال: (البيت الّذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكواكب لأهل الأرض، وإنّ البيت الّذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله فيه تقلّ بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)([34])
وقال الإمام الصادق أنه قال: (إنّ البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدرّيّ في السماء)([35])
واجتهد ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجمع بين الحسنيين: القراءة والصلاة، فقد ورد ما يدل على فضل ذلك وتأثيره، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من ذكر الله تعالى، وذكر الله تعالى أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جُنّةٌ من النار)([36])
وعن الإمام الحسين أنه قال: (من قرأ آية من كتاب الله في صلاته قائما يكتب له بكلّ حرف مائة حسنة، فإن قرأها في غير صلاة كتب له بكلّ حرف عشر حسنات، فإن استمع القرآن كتب له بكلّ حرف حسنة فإن ختم القرآن ليلا صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح، وإن ختمه نهارا صلّت عليه الحفظة حتّى يمسي وكانت له دعوة مجابة، وكان خيرا له ممّا بين السماء إلى الأرض)([37])
وعن الإمام الباقر أنه قال: (من قرأ القرآن قائما في صلاته كتب له بكلّ حرف مائة حسنة، ومن قرأ في صلاته جالسا كتب له بكلّ حرف خمسون حسنة، ومن قرأه في غير صلاة كتب له بكلّ حرف عشر حسنات) ([38])
وهكذا، فإن فضل القراءة مرتبط بمدى الجهد المبذول فيها، ولا يحرم القارئ والمستمع من أدنى الأجور، وإن كان الأجر الأعظم للأكثر اجتهادا وتدبرا، وقد روي عن الإمام السجاد أنه قال: (من استمع حرفا من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له به حسنة ومحا عنه سيّئة ورفع له درجة، ومن قرأ نظرا من غير صوت كتب الله له بكلّ حرف حسنة ومحا عنه سيّئة ورفع له درجة، ومن تعلّم منه حرفا ظاهرا كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات، لا أقول: بكلّ آية ولكن بكلّ حرف باء أو تاء أو شبههما، ومن قرأ حرفا ظاهرا وهو جالس في صلاة كتب الله له به خمسين حسنة، ومحا عنه خمسين سيّئة، ورفع له خمسين درجة، ومن قرأ حرفا وهو قائم في صلاته كتب الله له بكلّ حرف] مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيّئة، ورفع له مائة درجة، ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخّرة أو معجّلة)([39])
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنةٌ مضاعفةٌ، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة) ([40])، فهذه رخصة عظيمة، وهي لأهل عصرنا أسهل وأيسر، ذلك لأنه يمكنهم الاستماع إليه، ومن القراء الذين يرغبون، وفي كل المحال، وبأيسر الوسائل.
وهكذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تقرأ من المصحف أو من دونه، وفي كل أحوالك سائرا أو جالسا أو مضطجعا، وعظم الأجر بقدر حضور قلبك وخشوعك وخضوعك وتفهمك وتدبرك وترقيك من خلاله.
الحق الباطن:
أما الحق الباطن ـ أيها المريد الصادق ـ فيبدأ من تعظيمك للقرآن الكريم، ذلك أن تدبرك له، واستفادتك منه، لا تكون إلا بمقدار ذلك التعظيم، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك، فقال: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21]
وقد عبر بعض الحكماء عن لطف الله تعالى بعباده في إيصال معاني كلامه لهم بطريقة تتناسب مع قصورهم وحاجتهم، وذلك في جواب له لبعض من سأله، فقال: أ رأيت ما يأتي به الأنبياء إذا ادّعيت أنّه ليس بكلام الناس وأنّه كلام الله تعالى فكيف يطيق الناس حمله؟ فقال الحكيم: (إنّا رأينا الناس لمّا أرادوا أن يفهموا بعض الدوابّ والطير ما يريدون من تقديمها وتأخيرها وإقبالها وإدبارها ورأوا الدوابّ يقصر تمييزها عن فهم كلامهم الصادر عن أنواع عقلهم مع حسنه وترتيبه وبديع نظمه، فنزلوا إلى درجة تمييز البهائم وأوصلوا مقاصدهم إلى بواطن البهائم بأصوات يضعونها لائقة بهم من النقر والصفير والأصوات القريبة من أصواتهم الّتي يطيقون حملها، وكذلك الناس يعجزون عن حمل كلام الله بكنهه وكمال صفاته، فصاروا بما تراجعوا بينهم من الأصوات الّتي سمعوا بها الحكمة كصوت النقر والصفير الّذي سمعت به الدوابّ من الناس ولم يمنع ذلك معاني الحكمة المخبوّة في تلك الصفات من أن يشرّف الكلام أي الأصوات لشرفها ويعظّم لتعظيمها، فكان الصوت للحكمة جسدا ومسكنا والحكمة للصوت نفسا وروحا، فكما أنّ أجساد البشر تكرم وتعزّ لمكان الرّوح فكذلك أصوات الكلام تشرّف للحكمة الّتي فيها والكلام عالي المنزلة، رفيع الدرجة، قاهر السلطان نافذ الحكم في الحقّ والباطل، وهو القاضي العادل، والشاهد المرتضى يأمر وينهى ولا طاقة للباطل أن يقوم قدّام كلام الحكمة كما لا يستطيع الظلّ أن يقوم قدّام شعاع الشمس، ولا طاقة للبشر أن ينفذوا غور الحكمة كما لا طاقة لهم أن ينفذوا بأبصارهم ضوء عين الشمس، ولكنّهم ينالون من عين الشمس ما تحيا به أبصارهم، ويستدلّون به على حوائجهم فقط، فالكلام كالملك المحجوب الغائب وجهه، والمشاهد أمره وكالشمس العزيزة الظاهرة مكنون عنصرها، وكالنجوم الزاهرة الّتي قد يهتدي بها من لا يقف على سيرها، فهو مفتاح الخزائن النفيسة، وشراب الحياة الّذي من شرب منه لم يمت، ودواء الأسقام الّذي من سقى منه لم يسقم) ([41])
ومما يعينك على ذلك التعظيم تأملك فيما ورد في النصوص المقدسة من فضل القرآن الكريم، وكونه في المحل الذي لا يعدله شيء، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (مَن أعطاه الله القرآن، فرأى أنّ أحداً أُعطي شيئاً أفضل ممّا أُعطي فقد صغّر عظيماً، وعظّم صغيراً)([42])
وقال: (فضل القرآن على سائر الكلام، كفضل الله على خلقه)([43])
وقال: (القرآن غنى لا غنى دونه، ولا فقر بعده)([44])
وذكر الإمام الرضا يوماً القرآن، فعظّم الحجّة فيه، والآية المعجزة في نظمه، ثم قال: (هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدِّي إلى الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق من الأزمنة، ولا يغثُّ على الألسنة، لأنّه لم يُجعل لزمانٍ دون زمان، بل جُعل دليل البرهان، وحجّة على كلّ إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد)([45])
ومما يعينك على ذلك ـ أيضا ـ تدبرك لتلك الأدعية التي تقال عند تلاوته أو عند ختمه، والتي تبين عظمته وقيمته وشرفه والأنوار التي يظفر بها من أحسن التعامل معه، ومن تلك الأدعية ما كان يقوله الإمام الصادق حين يأخذ المصحف للقراءة، فقد كان يقول: (اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبدالله، وكلامك الناطق على لسان نبيك، جعلته هاديا منك الى خلقك، وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك.. اللهم إني نشرت عهدك وكتابك.. اللهم فاجعل نظري فيه عبادة، وقراءتي فيه فكرا، وفكري فيه اعتبارا، واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه، واجتنب معاصيك، ولا تطبع عند قراءتي على سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوة، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبّر فيها، بل اجعلني أتدبّر آياته وأحكامه، آخذا بشرائع دينك، ولا تجعل نظري فيه غفلة، ولا قراءتي هذرا، إنك أنت الرؤوف الرحيم)([46])
وكان يقول عند الفراغ من القراءة: (اللهم إني قد قرأت ما قضيت من كتابك الذي أنزلت فيه على نبيّك الصادق صلى الله عليه وآله وسلم، فلك الحمد ربنا.. اللهم اجعلني ممن يحل حلاله، ويحرّم حرامه، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه، واجعله لي أنسا في قبري، وأنسا في حشري، واجعلني ممن ترقّيه بكل آية قرأها درجة في أعلى عليين، آمين رب العالمين)([47])
ومما يعينك على ذلك ـ أيضا ـ استحضارك لعظمة ربك، وعلمك أنه كلامه، وأنه رسالته إليك؛ فعظمة الرسالة بعظمة مرسلها، ولهذا كان بعضهم كلما اقترب من المصحف أصابته رعشة، وقال: (هو كلام ربّي، هو كلام ربّي)
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك، فقال: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [الزمر: 23]
وهذه الآية الكريمة ـ أيها المريد الصادق ـ تدعوك إلى أن تشرك جميع مشاعرك أثناء قراءتك، ولو تكلفا، فإن لذلك تأثيره على الباطن، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتلوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا) ([48])، وقال: (إنّ القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا)([49])
وقال الإمام الصادق: (إنّ الله أوحى إلى موسى بن عمران إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير، وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين)([50]).
وقد ذكر بعض الحكماء كيفية تكلف ذلك، فقال: (و وجه إحضار الحزن أن يتأمّل ما فيه من التهديد والوعيد والوثائق والعهود، ثمّ يتأمّل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن له لا محالة ويبكي فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن والبكاء، فإنّ ذلك أعظم المصائب) ([51])
وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تتجاوز البكاء والحزن إلى تكلف الصعق والغشية، فقد ورد النهي عنه، فقد قيل للإمام الباقر: (إنّ قوماً إذا ذُكّروا بشيءٍ من القرآن، أو حُدِّثوا به صُعق أحدهم، حتّى يرى أنه لو قطّعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك)، فقال: (سبحان الله.. ذاك من الشيطان، ما بهذا أُمروا، إنّما هو اللّين والرقة والدَّمعة والوجل)([52])
واجتهد ـ أيها المريد الصادق ـ بعد هذا أن يحضر عقلك مع كل آية تقرؤها، فلا تغفل عنه، ولا يشرد ذهنك إلى غيره، فهذا هو أول القوة التي أمر الله تعالى بها، فقال: {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ } [مريم: 12]، فيحي ليس ذلك النبي الكريم فقط، بل كلنا ينبغي أن يكون يحي، حتى نحيا بالقرآن.. فهو لا يحيي إلا ما يلامسه.
وقد روي أنه قيل لبعض الصالحين: إذا قرأت القرآن تحدّث نفسك بشيء؟ فقال: (أو شيء أحبّ إليّ من القرآن أحدّث به نفسي؟)، وكان آخر إذا قرأ سورة لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية([53]).
واحذر ـ أيها المريد الصادق ـ بعد هذا أن تكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما آمن بالقرآن من استحل محارمه)([54])
وقال: (يؤتى برجل يوم القيامة ويمثل له القرآن، قد كان يضيع فرائضه ويتعدى حدوده ويخالف طاعته ويرتكب معصيته، فيقول: أي رب، حملت آياتي بئس حاملٌ، تعدى حدودي وضيع فرائضي وترك طاعتي وركب معصيتي. فما يزال عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك به. فيأخذ بيده فما يفارقه حتى يكبه على منخره في النار، ويؤتى بالرجل قد كان يحفظ حدوده ويعمل بفرائضه ويعمل بطاعته ويجتنب معصيته فيصير خصما دونه، فيقول: أي رب، حملت آياتي خير حامل، اتقى حدودي وعمل بفرائضي واتبع طاعتي واجتنب معصيتي. فلا يزال له بالحجج حتى يقال: فشأنك به، فيأخذ بيده فما يزال به حتى يكسوه حلة الإستبرق ويضع عليه تاج الملك ويسقيه بكأس الملك)([55])
فالقرآن الكريم لم ينزل
للتسلية ولا للترفيه، وإنما أنزل ليخرجك من نفسك الأمارة، ويحولك إلى عوالم الجمال
والكمال التي وفرها الله لك.. فإن أعرضت عنها، كنت معرضا عنه، ولو ختمته كل يوم.
([1]) الترمذي (2914)، وأبو داود (1464)
([2]) الترمذي (2915)، والدارمي (3311)
([3]) أبو داود (4829)
([4]) الترمذي (2948)، والدارمي (3476)
([5]) مسلم (802)
([6]) الترمذي (2910)
([7]) الترمذي (2926)، والدارمي (3356)
([8]) بحار الأنوار: 89/211، عن: معاني الأخبار ص226.
([9]) بحار الأنوار: 89/20، عن: جامع الأخبار 46 ـ 48.
([10]) أمالى الصدوق ص 392.
([11]) الكافي، ج 2 ص 617.
([12]) الكافي، ج 2 ص 617.
([13]) الكافي، ج 2 ص 617.
([14]) الكافي، ج 2 ص 609.
([15]) البخاري (4937)، ومسلم (798)
([16]) بحار الأنوار: 89/215، عن: نوادر الراوندي ص30.
([17]) بحار الأنوار: 89/216، عن: مجمع البيان 10/378.
([18]) رواه مسلم: 772
([19]) رواه النسائي: 1132
([20]) الترمذي (2917)
([21]) الترمذي (2913)، والدارمي (3306)
([22]) أبو داود (1474)،والدارمي (3340)
([23]) بحار الأنوار: 89/209، عن: عدة الداعي.
([24]) أبو داود (1468)، والنسائي 2/179،وابن ماجة (1342)
([25]) مسلم (792)
([26]) البخاري (5023)، ومسلم (792)
([27]) مسلم (792) 233.
([28]) الكافي ج 2 ص 614.
([29]) البخاري (7527)،وأبو داود (1469)
([30]) الطبراني في (الأوسط) 7/183 (7223)، الكافي ج 2 ص 614.
([31]) الكافي ج 2 ص 614.
([32]) البخاري (5050)، ومسلم (800) 248.
([33]) الكافي، ج 2 ص 610 رقم 1 إلى 3.
([34]) الكافي، ج 2 ص 610 رقم 1 إلى 3.
([35]) الكافي، ج 2 ص 610 رقم 1 إلى 3.
([36]) بحار الأنوار: 89/19، عن: جامع الأخبار 46 ـ 48.
([37]) الكافي، ج 2 ص 611.
([38]) الكافي، ج 2 ص 611.
([39]) الكافي، ج 2 ص 612.
([40]) أحمد 2/341.
([41]) المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج2، ص: 236
([42]) بحار الأنوار: 89/13، عن: معاني الأخبار ص279.
([43]) بحار الأنوار: 89/19، عن: جامع الأخبار 46 ـ 49.
([44]) بحار الأنوار: 89/19، عن: جامع الأخبار 46 ـ 48.
([45]) بحار الأنوار: 89/14، عن: العيون 2/130.
([46]) بحار الأنوار: 89/207، عن: مصباح الأنوار.
([47]) بحار الأنوار: 89/207، عن: مصباح الأنوار.
([48]) الكافي، ج 2 ص 614.
([49]) قال العراقي: أخرجه أبو يعلى وأبو نعيم في الحلية، وهو في الكافي، ج 2 ص 614.
([50]) الكافي، ج 2 ص 615.
([51]) المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج2، ص: 226
([52]) بحار الأنوار: 89/212، عن: أمالي الصدوق ص154.
([53]) المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج2، ص: 237.
([54]) الترمذي (2918)
([55]) البزار كما في (كشف الأستار) (2337)