علماء المذاهب الأربعة (الشافعية)

أشار صاحبي الوهابي التائب إلى رجل آخر كانت تبدو عليه الملامح الهندية، وقال: هذا الرجل الذي تراه هو الشيخ صفي الدين محمد بن عبدالرحيم بن محمد الهندي الأرموي الشافعي.. .. وهو ممثل الشافعية في هذا المجلس.
قلت: أهلا وسهلا ومرحبا.. وكيف لا أعرفه.. إنه من علماء الهند الكبار.. وقد طاف البلدان، ثم سكن دمشق ومات بها، وله مصنفات في علم أصول الفقه وعلم الكلام.. وأعلم أنه كانت بينه وبين ابن تيمية مناظرة دخل بسببها ابن تيمية السجن.. فهلا حدثتنا عنه.
قال: لقد ذكرها تاج الدين السبكي، فقال: (ولما وقع من ابن تيمية في المسئلة الحموية ما وقع وعقد له المجلس بدار السعادة بين يدي الأمير تنكز، وجُمعت العلماء أشاروا بأن الشيخ الهندي يحضر فحضر، وكان الهندي طويل النفس في التقرير إذا شرع في وجه يقرره لا يدع شبهة ولا اعتراضاً إلا قد أشار إليه في التقرير بحيث لا يتم التقرير إلا وقد بعد على المعترض مقاومته فلما شرع يقرر أخذ ابن تيمية يعجل عليه على عادته ويخرج من شيء إلى شيء فقال له الهندي: ما أراك يا ابن تيمية إلا كالعصفور حيث أردت أن أقبضه من مكان فر إلى مكان آخر.. وكان الأمير تنكز يعظم الهندي ويعتقده وكان الهندي شيخ الحاضرين كلهم فكلهم صدر عن رأيه وحبس ابن تيمية بسبب تلك المسألة وهي التي تضمنت قوله بالجهة ونودي عليه في البلد وعلى أصحابه وعزلوا من وظائفهم)([1])
قلت: ذاك ما ذكره السبكي.. وأنا أريد منك الآن أن تذكر جميع التفاصيل التي حصلت.. فلا فرصة كهذه.
ضحك، وقال: لا تستعجل.. لا تكن كابن تيمية.. اصبر وسترى المناظرة بعينيك.. فنحن لم نجتمع إلا لأجل ذلك.. وفوق ذلك.
قال ذلك، ثم قدم لي وثيقة فيها أسماء لبعض الأعلام الكبار، وبجانب كل اسم منها توقيع وختم.. فسألته عن ذلك، فقال: لقد اشترطت المحكمة علينا ذلك.. ولهذا فقد جمعت ما قدرت عليه من توقيعات أصحابي في المذهب حتى لا أعتبر بأني المدعي الوحيد من الشافعية.
تعجبت من كلامه هذا، وأردت أن أسأله عن سر المحكمة.. لكني وجدت أن كلامي معه في ذلك لن يجديني شيئا.. فأنا في عالم مختلف تماما عن العالم الذي كنت فيه.
رحت أنظر في الأسماء، وقد وجدت من بينها الكثير من العلماء في مختلف المجالات، وكان من الأسماء التي شدت انتباهي الشيخ أبو الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط الخرباوي البقاعي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أن الحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي قال عنه: (… وصرّح عن نفسه بأنه يبـغض ابن تيـمية لما كان يخالف فيه من المسائل…)([2])
ورأيت من بينها قاضي القضاة الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد العجلوني المعروف بابن خطيب عذراء، وقد سألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه كتب تعليقة على فتوى الشيخ أبي بكر الحصني الشافعي في حق ابن تيمية ومعتقداته، أيّد فيها الحصني وقال في ختامها: (والكلام في مثل ذلك لا يحصى ولا يعد، وقصد الشيخ المجيب منذلك الردّ على أتباع ابن تيمية والتحذير من الاغترار بأقوالهم، وإلا فهو قد انقضى وأفضى إلى ما قدم، وجهل أتباعه وخطأهم أظهر من أن تنصبعليهم دليلاً)([3])
ورأيت من بينها الحافظ الشيخ ولي الدين نجل الإمام الحافظ الشيخ زين الدين عبدالرحيم العراقي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه انتقد ابن تيـمية في كتابه (الأجوبة المرضية في الردّ على الأسئلة المكية)
ورأيت من بينها الفقيه الشريف الشيخ تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصني الشافعي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه كان شديداً في نقد ابن تيمية.. وأنه ألف في ذلك كتبا، وقد قال في بعض كتبه عنه: (الحمد لله مستحق الحمد زيارة قبر سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكرّم ومجّد من أفضل المساعي وأنجح القرب إلى رب العالمين وهي سُنة من سنن المسلمين ومجمع عليها عند الموحدين ولا يطعن فيها إلا من في قلبه خبث ومرض المنافقين وهو من أفراخ السامرة واليهود وأعداء الدين من المشركين، ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شدّ الرحال إليهعلى ممر الأزمان من جميع الأقطار والبلدان سواء في ذلك الزرافات والوحدان، والعلماء والمشايخ والكهول والشبان، حتى ظهر في آخر الزمان، في السنين الخداعة مبتدع من حـران لبّـس على أتباع الدجال ومن شابههم من شين الأفهام والأذهان، وزخرف لهم من القول غروراً كما صنع إمامه الشيطان فصدهم بتمويهه عن سبل أهل الإيمان، وأغواهم عن الصراط السوي إلى بُنيات الطريق ومدرجة الشيطان فهم بتزويقه في ظلمة الخطأ والإفك يعمهون، وعلى منوال بدعته يهرعون، صُمّ بُكم عُميّفهم لا يعقلون)([4])
وقال في مقدمة كتابه الذي ألفه في الرد على ابن تيمية، والمعنون بـ (دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد): (قال بعض العلماء من الحنابلة في الجامع الأموي في ملأ من الناس: لو اطلع الحصني على ما اطلعنا عليه من كلامه (أي كلام ابن تيمية) لأخرجه من قبره وأحرقه).. وأكد هؤلاء أن أتعرض لبعض ما وقفت عليه وما أفتى به مخالفاً لجميع المذاهب، وما خطئ فيه وما انتقد عليه، وأذكر بعض ما اتفق له من المجالس والمناظرات، وما جاءت به المراسيم العاليات.. وأتعرض لبعض ما سلكه من المكائد التي ظن بسببها أنه يخلص من ضرب السياط والحبوس وغير ذلك من الإهانات)([5])
وقال في كتابه هذا: (إن ابن تيمية الذي كان يوصف بأنه بحر من العلم، لا يستغرب فيه ما قاله بعض الأئمة عنه من أنه زنديق مطلق، وسبب قوله ذلك أنه تتبع كلامه فلم يقف له على اعتقاد حتى أنه في مواضع عديدة يكفر فرقة ويضللها وفي آخر يعتقد ما قالته أو بعضه، مع أن كتبه مشحونة بالتشبيه والتجسيم، والإشارة إلى الازدراء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم)([6])
ورأيت من بينها قاضي القضاة الشيخ نجم الدين عمر بن حجي بن أحمد السعدي الشافعي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه سئل عن عن ابن تيمية، فأجاب بقوله: (هذا الرجل المسئول عنه في الاستفتاء كان عالماً متعبداً، ولكنه ضلّ في مسائل عديدة عن الطريق المستقيم والمنهج القويم، لا جرم سجن بسجن الشرع الشريف بعد الترسيم وأفضى به إعجابه بنفسه إلى الجنوح إلى التجسيم الذي ابتدعتهاليهود الذين أشركوا بالواحد الأحد المعبود، وتغالى فيه أصحابه وأتباعه حتىقدموه على جميعالأئمة وعلى علماء الأمة، وهجر مذهب الإمام أحمد الذي أتباعه بالإجماع أولى وأحمد، ورد عليه العلماء المحققون، وسجنه حكام الشريعة الأقدمون ونودى بدمشق أن لا ينظر أحدٌ في كلامه وكتبه وهرب كلٌّ من أتباعه ومَن هو على مذهبه واعتقاده.. والعجب كل العجب من جُهَّال حنابلة هذا الزمان يغضبون إذا قيل لهم: (أخطأ ابن تيمية)، وربما اعتقد بعضهم أن قائل ذلك ملحد، ولا يغضبون إذا قيل لهم: أخطأ الشافعي وأبو حنيفة ومالك والإمام أحمد..)([7])
ورأيت من بينها الحافظ الفقيه الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه صاحب كتاب (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية)، والذي قال فيه: (وللشيخ تقي الدين بن تيمية هنا كلام شنيع عجيب يتضمن منع شد الرحال للزيارة النبوية المحمدية، وأنه ليس من القرب بل بضد ذلك، وردّ عليه الشيخ تقي الدين السبكي في (شفاء السقام) فشفى صدور المؤمنين)([8])
ورأيت من بينها الفقيه المفتي الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي المكي الشافعي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه من الشافعية الذين تشددوا مع ابن تيمية، ومن أقواله فيه: (ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية، ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب كما سيأتي، والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن بل يرمى في كل وعر وحزن، ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل جاهل غال، عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله… وأخبر عنه بعض السلف أنه ذكر عليّ بن أبي طالب في مجلس آخر فقال: إن علياً أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان، فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ عليّ بزعمك…)([9])
وقال في كتاب (الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم): (فإن قلت كيف تحكي الإجماع السابق على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها، وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله؟ كما رآه السبكي في خطه، وأطال – أعني ابن تيمية – في الاستدلال لذلك بما تمجه الأسماع وتنفر عنه الطباع، بل زعم حرمة السفر لها إجماعاً وأنه لا تقصر فيه الصلاة، وأن جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعة، وتبعه بعض من تأخر عنه من أهل مذهبه.. قلت: من ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول في شيء من أمور الدين عليه، وهل هو إلا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز بن جماعة: عبد أضله الله تعالى وأغواه وألبسه رداء الخزي وأرداه، وباه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان، وقد تصدى شيخ الإسلام وعالم الأنام، المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته التقي السبكي قدس الله روحه ونور ضريحه، للرد عليه في تصنيف مستقل، أفاد فيه وأجاد وأصاب، وأوضح بباهر حججه طريق الصواب فشكر الله تعالى مسعاه… وما وقع من ابن تيمية مما ذكر، وإن كل عثرة لا تقل أبداً ومصيبة يستمر عليه شؤمهاً دوماً سرمداً ليس بعجيب، فإنه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب، وما درى المحروم أنه أتى بأقبح المعايب، إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة، وتدارك على أئمتهم سيما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة شهيرة، وأتى من نحو هذه الخرافات بما تمجه الأسماع وتنفر عنه الطباع حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس منزه سبحانه وتعالى عن كل نقص والمستحق لكل كمال أنفس، فنسب إليه العظائم والكبائر، وأخرق سياج عظمته وكبرياء جلالته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين حتى قام عليه علماء عصره وألزموا السلطان بقتله أو حبسه وقهره، فحبسه إلى أن مات، وخمدت تلك البدع وزالت تلك الظلمات، ثم انتصرت له أتباع لم يرفع الله تعالى لهم رأساً، ولم يظهر لهم جاهاً ولا بأساً بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)([10])
وقال في كتابه (أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل): (قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية: أنه ذكر شيئا بديعاً وهو أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما رأى ربه واضعاً يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة، قال العراقي: لم نجد لذلك أصلاً. أقول في هذا من قبيح رأيهما وضلالهما، إذ هو مبني على ما ذهبا إليه وأطالا في الاستدلال له، والحط على أهل السنة في نفيهم له وهو إثبات الجهة والجسمية له، تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً، ولهما في هذا المقام من القبائح وسوء الاعتقاد ما تصم عنه الآذان، فيقضي عليه بالزور والكذب والضلال والبهتان، قبحهما الله وقبح من قال بقولهما، والإمام أحمد وأجلاء مذهبه مبرءون عن هذه الوصمة القبيحة، كيف وهو كفر عند كثيرين)([11])
ورأيت من بينها الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه من الذين أنكروا على ابن تيمية موقفه من زيارة قبره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال في كتابه (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض): (واعلم أن هذا الحديث هو الذي دعا ابن تيمية ومن تبعه كابن القيم إلى مقالته إلى مقالته الشنيعة التي كفـروه بها، وصنف فيها السبكي مصنفاً مستقلاً وهي منعه من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشدّ الرحال إليه.. فتوهم أنه حمى جانب التوحيد بخرافات لا ينبغي ذكرها، فإنها لا تصدر عن عاقل فضلاً عن فاضل سامحه الله عزوجل)([12])
ووصفه فهمه لحديث (لاتجعلوا قبري عيداً) بأنه (لا حجـة فـيه،… فإنه نزعـة شيطانيـة)([13])
ورأيت من بينها الشيخ رضوان العدل بيبرس الشافعي المصري، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه من الذين أنكروا على ابن تيمية وتلاميذه من الوهابية، فقد قال في كتـابه (روضة المحتـاجين لمعرفة قواعـد الدين): (ثم ظهر بعد ابن تيمية محمد بن عبدالوهـاب في القرن الثاني عشر، وتبع ابن تيمية وزاد عليه سخفاً وقبحاً، وهو رئيس الطائفة الوهابية قبحهم الله، وتبرأ منه أخوه الشيخ سليمان بن عبدالوهاب وكان من أهل العلم..)([14])
ورأيت من بينها الفقيه المحدث الشيخ سلامه القضاعي العزامي الشافعي،فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه ألف كتابا بعنوان (فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان) خصصه للردّ على ابن تيمية والمجسمة، قال فيه: (والعجب أنك ترى إمام المدافعين عن بيضة أهل التشبيه، وشيخ إسلام أهل التجسيم ممن سبقه من الكرامية وجهلة المحدثين الذين يحفظون وليس لهم فقه فيما يحفظون، أحمد بن عبدالحليم المعروف بابن تيمية، يرمي إمام الحرمين وحجة الإسلام الغزالي بأنهما أشد كفراً من اليهود والنصارى في كتابه (الموافقة) المطبوع على هامش منهاجه، لقولهما بالتنـزيه، وهما لم ينفردا به بل هو قول المحققين من علماء الملة الإسلامية من الصحابة فمن بعدهم إلى زمانه وكانت وفاته في القرن الثامن، إلى زماننا وإلى أن يأتي أمر الله…)([15])
ورأيت من بينها الشيخ نجم الدين نجل شمس العارفين الشيخ محمد أمين الكردي الشافعي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي قوله: (فقد نجمت في القـرون الماضية بين أهل الإسلام بدع يهودية من القول بالتشبيه والتجسيم والجهـة والمكان في حـق الله تعالى، مما عملته أيدي أعداء الإسلام تنفيذا لحقدهم عليه، ودخلت الغفلة على بعض أهل الإسلام، والمؤمن غر كريم، فقيض الله لهذه البدع من يحاربها وهم السواد الأعظم من علماء هذه الأمة، وقد أثمر سعيهم ولله الحمد، فصارت بفضل جهادهـم كالمتحرك حركة المذبوح، حتى إذا كانت أوائل القرن الثامن أخذت هذه البدع تنتعش إلى أخوات لها لا تقل عنها خطراً على يد رجل يدعى أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني، فقام العلماء من أهل السنة والجماعة في دفعها حتى لم يبق في عصره من يناصره إلا من كان له غرض أو في قلبه مرض..)([16])
ورأيت من بينها المحدث الشيخ عبد ربه بن سليمان بن محمد بن سليمان القليوبي الأزهري، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه من علماء الأزهر الذين واجهوا انحرافات ابن تيمية وأنه صاحب كتاب (فيض الوهاب في بيان أهل الحق ومن ضل عن الصواب) في ستة أجزاء، والذي رد فيه على ابن تيمية وأتباعه.. ومن تصريحاته في ذلك قوله: (قد عرفت مما قدمنا لك أن ابن تيمية هو الذي جمع شتات أقوال الخوارج وغيرهم من الملحدين ودونها رسائل، وتلقاها عنه تلاميذه الذين فتنوا بحبه لنشأتهم على ذلك واستعدادهم له، ووسعوا فيها الضلالات)([17])
ومنها قوله: (ابن تيمية الذي أجمع عقلاء المسلمين أنه ضال مضل، خرق الإجماع وسلك مسالك الابتداع، الذي ما ترك أمراً مخالفاً ولا مبدءاً معارضاً لما عليه إجماع المسلمين إلا وسلكه، فكان كل من كان على هذا المبدأ من أهل الضلالة المقابل لأهل الحق يدعو إلى هذا المبدأ، وهم حزب الشيطان المقابل لحزب الرحمن، إذ الأمر في الدين اثنان لا ثالث لهما)([18])
ورأيت من بينها المحدث الشيخ محمد بن علي بن علان البكري الصديقي المكي الشافعي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه صاحب كتاب (المبرد المبكي في الردّ على الصارم المنكي)، وقد ألفه رداً على كتاب ابن عبدالهادي تلميذ ابن تيمية، والذي انتصر فيه لآراء شيخه الضالة([19]).
ورأيت من بينها الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه تحدث في كتابه (الدرر الكامنة) عن سيرة ابن تيمية.. ومما جاء فيها قوله: (ثم نسب أصحابه إلى الغلو فيه واقتضى لـه ذلك العُجب بنفسه حتى زهى على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد، فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قديمهم وحديثهم، حتى انتهى إلى عُمر فخطّأه في شيء، فبلغ ذلك الشيخ إبراهيم الرقى فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر، وقال في حق عليّ أخطأ في سبعة عشر شيئاً.. وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة حتى أنه سب الغزالي فقام عليه قوم كادوا يقتلونه.. وافترق الناس فيه شيعاً فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله أن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فألزم بأنه يقول بتحيز في ذات الله، ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصاً ومنعاً من تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله أنه كان مخذولاً حيث ما توجه وأنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة ولقوله أنه كان يحب الرياسة.. فألزموه بالنفاق لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولا يبغضك إلا منافق).. ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه فكان ذلك مؤكـداً لطول سجنه وله وقائع شهيرة وكان إذا حوقق وألزم يقول لم أر هـذا إنما أردت كذا فيذكر احتمالاً بعيـداً قال وكان من أذكيـاء العالم وله في ذلك أمـور عظيمة..)([20])
كما أنه ردّ على ابن تيمية في مسألة زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كتابه (الإنارة بطرق حديث الزيارة)
ورأيت من بينها قاضي القضاة الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد بن سالم بن صصري التغلبي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه كان من العلماء المعاصرين لابن تيمية، وأنه هو الذي أصدر حكماً بسجن جمال الدين المزي تلميذ ابن تيمية، فقام ابن تيمية لنصرة صاحبه وأراد فك حبسه رغماً عن القاضي، ودخل السجن وأخرج المزي من حبسه، فغضب القاضي وأصر على تنفيذ الحكم وإعادة المزي للسجن، ووقع بينه وبين ابن تيمية شجار وكلام شديد، فتدخل النائب الحاكم وأمر بإعادة المزي للحبس، وأطلقه بعد أيام([21]).
ورأيت من بينها الفقيه الشيخ طارق بن محمد بن عبدالرحمن الجباوي السعدي الشافعي، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أن له الكثير المؤلفات في مختلف العلوم الشرعية، ومنها بعض كتبه في الرد على ابن تيمية وتلاميذه، ككتاب (الردود الشرعية على الفتوى الحموية)، و(كشف المين في شرح الحراني لحديث ابن حصين)، و(إلحاق المنية بجيوش ابن قيم الجوزية الحشوية)، و(الكشفين للزلل والمين).. وقد أوذي بسبب ذلك من تلاميذ ابن تيمية.
وقد قال في مقدمة كتابه (كشف المين في شرح الحراني لحديث ابن حصين) قال: (فهذا كتاب أسميته (كشف المَيْن) أي: الكذب، بيَّنت فيه بهتان ابن تيمية الحراني وافتراءه على العقل والنقل بما حشاه في شرحه لحديث سيدنا عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه، منبهاً على كثير من مخازيه بالإشارة أو العِبارة، وذلك بعد اطلاعي المفصل على كتبه كمجموع الفتاوى، ودرء التعارض، ومنهاج السنة، والصفديَّة، وغيرها مما نقلنا بعض نصوصه فيها على قِدم نوع العالم في كتاب “كشف الزلل” الذي فصلنا فيه مذهبه ورددنا عليه، حتى أنك لتجد الكشفين: للزلل والمين منفصلين متمّمين: فكل منهما كما أنه استوفى المطلب وحقق المقصود، كان متمماً للآخر في مسائل لم نتعرض لهـا فيه)([22])
وقال في خاتمة كتابه المذكور: (وبعد: فهذا آخر ما يسره الله تعالى لنا في كشف مين ابن تيمية على العقل والنقل سيما حديث عمران بن حصين.. ولسنا قد تعرضنا له لشخصه إلا أنه بات رأساً لفرقة تُرجع إليه القول، وتُوقِف العقل والنقل على بيانه، وروجت له بين عوام العلماء فبات بينهم علماً محققاً بارعاً.. الخ، ما أوجب علينا التخصيص والتنصيص.. فأسأل الله تعالى كشف بصيرة أتباعه فضلاً عن المغبونين والمغترين به إلى الحق، ليعرفوا مكانة هذا المبتدع على التحقيق، وأنه ليس إلا مارق زنديق، ليس فيمـا انفرد فيه إلا البدعة الضلالة وفُرقة الجمـاعة)([23])
ورأيت من بينها الشيخ المحدث محمود سعيد ممدوح، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أن كتبه الحديثية تطفح بالردود العلمية المفصلة على أطروحات ابن تيمية، وقد سئل عن رأي علماء أهل السنة في عقيدة ابن تيمية، فأجاب بقوله: (يمكن مراجعة الكتب التي تناولت عقائد ابن تيمية ومن أهمها (السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل) و(ابن تيمية ليس سلفيا)، ومقدمة مولانا الكبير الشيخ نجيب المطيعي لكتاب شفاء السقام وكتاب التقي الحصني، وبعض كتب شيخنا عبد الله الغماري.. وكل هذه الكتب تحكم بضلال عقائد في كتب ابن تيمية، بقي دين على أهل السنة أنهم لم يتناولوا (منهاج البدعة) لابن تيمية بالنقض والنقد والتمحيص والذي أساء فيه جدا لآل البيت عليهم السلام.. نعم للسيد أحمد بن الصديق لمحات جيدة وكذا لشقيقيه، وكذلك لشيخ مشايخنا العلامة المطلع السيد علوي بن طاهر الحداد، وللكوثري، ولكنها نكت تحتاج لاكمال.. بل انني وجدت بعض أهل السنة لبرود عندهم نحو آل البيت عليهم السلام. للأسف يحتفون بمنهاج البدعة وينقلون منه اغترارا ببدعة وانتصارا لبعض أفكار النواصب كما فعل المعلق على (ذب ذبابات الدراسات على المذاهب الأربعة المتناسبات) وهو ديوبندي، وبعض المنتسبين لندوة علماء الهند)
ومن تصريحاته كذلك قوله: (ولا يخفى أن الشيخ أحمد بن تيمية الحراني الدمشقي (664 – 728) من علماء الحنابلة كانت له آراء واختيارات انفرد بها، وأحدث بعضها دوياً هائلاً بين العلماء لا سيما في مصر والشام، وانتقد انتقادات واسعة من معاصريه بل إن تلاميذه المقربين كالمزي والذهبي وابن كثير وأشباههم كابن رجب الحنبلي انتقدوه وعارضوه، وبانقضاء هذا العصر أفل نجم هذه الفتنة، وقد أكثر العلماء فيما بعد من التحذير من شذوذات الشيخ ابن تيمية، وكلمات التقي السبكي وابنه التاج والصلاح العلائي والحافظ العراقي وابنه ولي الدين المعروف بـ أبي زرعة العراقي والحافظ ابن حجر والبدر العيني والتقي الحصني وغيرهم من معاصريهم ومن جاء بعدهم، أقول كلمات المذكورين وغيرهم معروفة لأهل العلم في معارضة شذوذات الشيخ ابن تيمية نصيحة للمسلمين ودفاعاً عن حوزة الدين وحفاظاً على أعراض أئمة المسلمين من التكفير والتبديع. ومع قيام علماء المسلمين بالنصح التام ودرء الفتن في مهاجعها لقرون متتالية فقد ظهر في وسط جزيرة العرب في النصف الثاني من القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب المتوفى 1206 ، وكان معجباً بآراء ابن تيمية الشاذة المنتقدة وعضّ عليها بالنواجذ .. وزاد تمسكه بها أنه نشأ في بادية نائية فلم يتمكن من معرفة اتجاهات أهل العلم في دفع دخائل وانفرادات ابن تيمية عند أهل العلم فضلاً عن فقهاء مذهب السادة الحنابلة، ولم يداخل ابن عبدالوهاب العلماء مداخلة جيدة تمكنه من النظر الصحيح، والموازنة بين الرأي والرأي الآخر…)([24])
وقال أيضاً: (إن شدّ الرحال أي السفر لزيارة القبر النبوي الشريف – سواء كان سفراً تقصر فيه الصلاة أو لا تقصر – من أهم القربات، وهو قريب من الوجوب عند بعض العلماء، بل واجب عند الظاهرية وكثير من المالكية والحنفية. وعلى كون هذا السفر قربة درج سائر الفقهاء في المذاهب الإسلامية العقدية والفقهية، فكان إجماعاً للأمة الإسلامية، وقد خالف هذا الإجماع الشيخ أحمد بن تيمية، فَصَرّح بأن السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة، وقال: من أراد أن يزور القبر الشريف فليزر المدينة المنورة لأي غرض مشروع ثم تكون زيارة القبر الشريف تبعاً لا استقلالاً. وهي مقالة شنيعة لم يتجرأ عليها أحد من علماء المسلمين وقد سجن الشيخ ابن تيمية بسببها، وأخمدت الفتنة، حتى جاء من يعدون كلامه كالوحي المتلو فدافعوا عن مقالته ونشروها وأوقدوا نار الفتنة، ولله الأمر)([25])
ومن كلام له أيضاً يصف فيه موقف البعض من العترة النبوية المطهرة فيقول:(وآخرون يتولون العترة المطهرة ولكن بحد وإلى مقام لا يتجاوزونه البتة، فتراهم يأتون إلى كل فضيلة لعليّ عليه السلام ثابتة بالأحاديث الصحيحة فيتأولونها دفعاً بالصدر لتوافق بعض المذاهب، فإذا جاء في الأحاديث الصحيحة أن علياً مولى المؤمنين وأنه لا يغادر الحق وأنه أعلم وأشجع الصحابة وأسبقهم إسلاماً وهو الكرار الذي لم يهزم، إلى غير ذلك اشتغلوا بتأويل الأحاديث الصحيحة بما يوافق المذهب، وازداد بعضهم جحـوداً بالالتجاء إلى منـهاج بـدعة ابن تيمـية فيعولون عليه في نفي خصائص عليّ عليه السلام، وتدعيم أسـس النّصـب)([26])
ورأيت من بينها العلامة المتكلم الشيخ سعيد فودة، فسألت الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه من المتكلمين الذين كتبوا في الرد على أطروحات ابن تيمية، وخاصة العقدية منها، ومن كتبه في ذلك كتابه (الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيميـة)، و(نقـض الرسـالة التدمرية)، و(الفرق العظيم بين التنـزيه والتجسيم) وغيرها.. ومن تصريحاته في ذلك قوله في (نقض الرسالة التدمرية): (لقد اشتهر بين الناس أن ابن تيمية هو من ألف بين قِطَع مذهب التجسيم، ورتّبه ونظّمه حتى أسس أركانه،وكان يُسميه بمذهب السلف مجانبة منه للصواب، وتعصباً لرأيه ومحض عناد، وقد ألّف أكثر كتبه لنصرة هذا المذهب، والتبس الأمر على كثير من الخلق والعـوام، لأنه اعتاد اتّباع أساليب لفظية تتيح له التهرب عند المساءلة، وتترك لمن لم يُتقن فهم مراده التشكّك فيما قصده، والرجل لا نظن نحن فيه إلا أنه تَقصّد ذلك.. وأما عندنا فما كتبه واضح في مذهب الضلال، ونص صريح في نصرة مذهب المجسمة والكرامية المبتدعة، ونحن في ردنا عليه ونقضنا لكلامـه لا يتوقف هجومنا لصدّ أفكاره وتوهماته على موافقة الناس لنا، بل إننا نعلم أن كثيرا منهم على عينيه غشاوة، نرجو من الله تعالى إزالتها بما نقوم به من الردود والتنبيهات)([27])
وقال في كتاب (تهذيب شرح السنوسية)، عند شرحه عبارة (وقد أجمعت الأمة على أن الله تعالى مخالف للحوادث)، فقال: (لقد نفى ابن تيمية هذا الإجماع، وادعى أنه لم تجمع الأمة على أن الله تعالى لا يشابه المخلوقات من جميع الوجوه، بل ادعى أنه لم يرد نفي التشبيه في الشريعة، وأنه لم يذم أحد بالتشبيه، وأما ما ورد عن بعض السلف من نفي التشبيه فمرادهم فقط كون الله تعالى من لحم وعظم؟! وهذا الكلام في غاية الشناعة وهو متمش مع مذهبه في التجسيم والمغالطة…)([28])
وقال في كتابه (بحوث في علم الكلام): (.. حتى برز في أوائل القرن الثامن أحمد بن تيمية الحراني، وهو يظن في نفسه الذكاء البالغ والعلم التام، وقد اشتغل في بداية أمره بالسنة فمدحه العلماء لتظاهره بذلك، وعطفوا عليه لما أصاب عائلته مع باقي العائلات المشردة إثر مصائب التتار، وحفاظاً على الذكرى الجيدة لأبيه وجده المتبعين لمذهب الإمام أحمد في الفقه، وما إن استطاع أن يقوم بنفسه حتى أعلن مكنون نفسه من مذهب بطال وعقائد التجسيم، وما يخبئه من مواقف غريبة لأعلام العلماء من أهل السنة)([29])
أما كتابه الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية والذي يقع في أكثر من
خمسمائة صفحة من القطع الكبير، فكله في
كشف عقائد ابن تيمية الضالة.
([1]) طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين السبكي، ج 5 ص 92.
([2]) الضوء اللامع، السخاوي، ج1 ص 107.
([3]) الفتاوى السهمية، ص 49.
([4]) الفتاوى السهمية في ابن تيمية، أجاب عنها جماعة من العلماء.
([5]) دفع شبه من شبه وتمرد، ص 314.
([6]) دفع شبه من شبه وتمرد، ص 343.
([7]) الفتاوى السهمية، ص 45.
([8]) المواهب اللدنية، القسطلاني، ج4 ص 574.
([9]) لفتاوى الحديثية، ابن حجر الهيتمي، ص144.
([10]) الجوهر المنظم، ص 29.
([11]) أشرف الوسائل، ابن حجر الهيتمي، ص172.
([12]) نسيم الرياض، أحمد بن محمد الخفاجي، ج5 ص 96.
([13]) نسيم الرياض، ج 5 ص 113.
([14]) روضة المحتـاجين لمعرفة قواعـد الدين، ص 384.
([15]) فرقان القرآن، سلامه القضاعي، ص 61.
([16]) مقدمة كتاب فرقان القرآن، ص 2.
([17]) فيض الوهاب، عبدربه القليوبي، ج1 ص 149.
([18]) فيض الوهاب، ج5 ص 151.
([19]) فهرس الفهارس والأثبات، ج1 ص 227. وكتاب السلفية الوهابية، ص 140.
([20]) الدرر الكامنة، ،ج1 ص 153 وما بعدها.
([21]) الدرر الكامنة، ج1 ص 146. والبداية والنهاية، 2126.
([22]) مقدمة كتاب كشف المين، طارق السعدي
([23]) كشف المين، الخاتمة، ط دار الجنيد
([24]) كشف الستور، محمود سعيد بن ممدوح، ص 6.
([25]) كشف الستور، ص 185.
([26]) غاية التبجيل، محمود سعيد بن ممدوح، ص 119.
([27]) نقض الرسالة التدمرية، سعيد فوده، ص 6.
([28]) تهذيب شرح السنوسية، سعيد فوده، ص 38.
([29]) بحوث في علم الكلام، سعيد فوده، ص 44.