الاسم المفرد

الاسم المفرد
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تخبرني أنك بعد إرسال رسالتي السابقة إليك، والتي أجبتك فيها عن معنى إحصاء الأسماء، وآثارها الروحية والتربوية، رحت تطبق ذلك على بعض الأسماء الحسنى، وأنك قد رأيت تأثيرها الكبير عليك، وعلى ترسيخ معانيها في نفسك.
لكنك عند ذكرك لاسم [الله]، أو ما يطلق عليه [الاسم المفرد]، وبعد أن وجدت حلاوته في قلبك إثر ترديدك الكثير له، وردتك نصيحة من بعض إخوانك، يذكر لك فيها بدعية ذلك الترديد، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعله، وأن السنة في تركه، وذكر لك من مقولات العلماء ما يثبت ذلك.
ومن أهم ما ذكر لك من أدلة على ذلك أن الذكر بالاسم المفرد ليس مفيدا لمعنى من المعاني بخلاف غيرها من الأذكار المفيدة لذلك، وقد نقلت لي قول بعضهم في هذا، حيث قال: (الشرع لم يستحب من الذكر إلا ما كان كلاما تاما مفيدا مثل لا إله إلا الله ومثل الله أكبر ومثل سبحان الله والحمد لله ومثل لا حول ولا قوة إلا بالله) ([1])، وقال: (وأما الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهى ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يعطى القلب بنفسه معرفة مفيدة ولا حالا نافعا، وإنما يعطيه تصورا مطلقا لا يحكم عليه بنفي ولا إثبات فان لم يقترن به من معرفة القلب وحالة ما يفيد بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره) ([2])
بل نقلت لي عن آخر ما هو أعظم من ذلك، حيث قال: (فإن إطلاق الجلالة منفردا عن إخبار عنها بقولهم (الله الله) ليس بكلام ولا توحيد، وإنما هو تلاعب بهذا اللفظ الشريف بإخراجه عن لفظه العربي ثم إخلاؤه عن معنى من المعاني، ولو أن رجلا عظيما صالحا يسمى بزيد وصار جماعة يقولون (زيد زيد) لعد ذلك استهزاء وإهانة وسخرية، ولا سيما إذا زادوا إلى ذلك تحريف اللفظ) ([3])
إلى آخر النصوص الكثيرة التي نقلتها لي، وذكرت أنها لجهابذة العلماء وحفاظ الحديث، وغيرهم، والذين لا يمكنني التشكيك في صدقهم وإخلاصهم واجتهادهم، لكني مع ذلك يمكنني التشكيك في فهمهم، وفي الأدلة التي يعرضونها.
وأول ذلك اعتبارهم اسم الله مشابها لاسم زيد أو عمرو.. ومعاذ الله أن يقال مثل هذا.. فزيد بشر، ولا يمكن التلفظ باسمه مجردا عن الغرض الذي ذكر لأجله.. واسم زيد قد ينطبق على مئات وآلاف من الأشخاص.. وزيد لم يطالب بأن يسبح أو ينزه أو يقدس أو يكبر..
أما اسم الله فمختلف تماما، ذلك أن مجرد التلفظ به مع حضور القلب يجعل صاحبه حاضرا مع الله، مستشعرا لوجوده وعظمته وكماله وتنزيهه وكل الحقائق التي تصل القلب به.
ولا يضر أن لا يذكر تلك المعاني التي يستحضرها قلبه؛ لأن المطلوب الأصيل في الذكر هو ذلك الشعور الذي يجده القلب، والذي يعين عليه اللسان.. فاللسان ليس مقصودا من ذاته، وإنما الغرض منه تنبيه القلب حتى يعيش معنى الذكر.
ولهذا ترى القرآن الكريم قد يستغني عن ذكر بعض الألفاظ التي لا تتم المعاني إلا بها، نتيجة حضورها في الذهن من غير حاجة لذكرها، هو ما يسميه العلماء مجاز الحذف، كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} [يوسف: 82]، فإن المراد الظاهر منها هو أهل القرية، وليس القرية بحد ذاتها..
ومثله قوله تعالى: { وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر: 22] أي أمره أو عذابه أو ملائكته، لأن العقل دل على أصل الحذف، ولاستحالة مجيء الله تعالى عقلا، فالمجيء من سمات الحدوث.
وغيرها من الآيات الكريمة التي تستغني عن ذكر الكثير من التفاصيل بناء على ورودها في الذهن من غير حاجة للألفاظ التي تدل عليها.
وهكذا الأمر بالنسبة للذاكر لاسم الله، فهو يعبر أثناء ذكره لله عن معاني مختلفة ترد على نفسه أثناء ذلك الذكر.. فقد يكون حينها سائلا، أو منزها، أو مكبرا، أو مسبحا.. أو غيرها من المعاني التي لا يمكن حصرها أو التعبير عنها.
ولذلك ورد في دعاء كميل الذي علّمه الإمام علي للصحابي الجليل كميل بن زياد قوله: (يَا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ)، وهو يعني أن اسم [الله] نفسه دواء.. أي هو الوسيلة التي يتحقّق من خلالها شفاء الصدور من أسقامها، ورقي الروح إلى بارئها، كما تتحقق به كل الحاجات في الدنيا والآخرة.
الاسم المفرد وأدلته الشرعية:
ولذلك، إياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعتقد أن اسم الله لا يختلف عن اسم زيد أو عمرو من الناس، فمعاذ الله أن يقول ذلك مسلم.
وكيف يقوله، والله تعالى يدعو في القرآن الكريم إلى ذكر اسمه صريحا، ومن دون ربطه بأي معنى من المعاني، لا التسبيح ولا التحميد ولا التكبير، ولا غيرها من المعاني، قال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8]، وقال: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الإنسان: 25]
واعتبر من المقاصد الكبرى لبناء المساجد ذكر اسم الله، قال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: 36]
واعتبر من الظلم العظيم منع ذكر اسمه فيها، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } [البقرة: 114]
وهكذا أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكر اسمه عند إعراضه عن المستهزئين: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 91]
بالإضافة إلى هذا كله، فإن القرآن الكريم يدعو إلى ذكر أسماء الله الحسنى، واسم الله أحدها، بل هو أكثرها ترددا، فهو مصاحب لكل الأذكار، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، وقال: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110]
وهكذا ورد في السنة المطهرة ما يشير إلى مشروعية ذلك، واستحبابه، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: (الله الله([4])) ([5])وفي رواية (لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول الله الله)([6])
و أبلغ شاهد يُعتمد عليه في هذا الحديث، (هو مجيء لفظ الجلالة مكررًا فكان صريحا في إرادته ذكر ذلك الاسم، أما لو جاء غير مكرر لاحتمل أن يكون المراد به، حتى لا يبقى على وجه الأرض من يعتقد وجود (الله) أما مع وجود التكرار فلا احتمال)([7])
وعلى فرض أنه لا يوجد في الشرع الشريف أي دليل على جواز تكرار ذلك الاسم، (فكذلك لا يوجد فيه أيضا ما يفيد المنع من تكراره على اللسان، أو مروره على القلب، بل ليس في الشرع على ما يظهر ما يمنع من تكرير أي اسم من أسماء المحدثات، إذا صح هذا، فكيف يوجد ما يمنع من التلفظ باسم من أسماء الله الحسنى ؟ فحاشا أن يوجد في الشرع ما هو قبيل هذه التعسفات والتنطعات، التي تلزم المؤمن أن لا يردد اسم مولاه على لسانه، بأن يقول (الله الله)، أو ما في معناه من بقية أسمائه)([8])
وهكذا وردت الروايات الكثيرة عن الصحابة التي تدل على ذلك، ومنها ما روي عن عطاء قال: كنت عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا فقال: (كان شحيحا على دينه وكان يعذب في الله عز وجل، وكان يعذب على دينه فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: (الله الله) ([9])
وعن ابن مسعود قال: (فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: (أحد أحد) ([10])
وهكذا كان شعار الصحابة في غزوة بدر (أحد أحد) ([11])
وقد كتب بعض المشايخ رسالة في الرد على المنكرين على الذكر بالاسم المفرد، ذكر سبب كتابته لها، فقال: (أما بعد أيها الأخ المحترم، فقد كنتُ تشرفتُ بزيارتكم صحبة صديق الجميع حضرة الشيخ… وبمناسبة ما دار بيننا من الحديث، في تلك السويعات التي رأيتكم فيها موغر الصدر على إخوانكم، حسبما لاح لي في ذلك الحين، لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم مولعون بإجراء الاسم المفرد على ألسنتهم، وهو قولهم: (الله)، فظهر لكم أن ذلك مما يستحق عليه العتاب، أو نقول العقاب، لأنكم قلتم إنهم يلهجون بذكر ذلك الاسم بمناسبة أو غير مناسبة، سواء عليهم في الأزقة، أو غيرها من الأماكن التي لا تليق للذكر، حتى أن أحدهم إذا طرق الباب يقول: (الله)، وإذا ناداه إنسان يقول: (الله)، وإذا قام يقول: (الله)، وإذا جلس يقول: (الله)، إلى غير ذلك مما جرى به الحديث)([12])
ثم رد عليه بوجوه من الأدلة منها أن الذكر ورد في الشرع مطلقا لم يحدد (بوقت دون وقت، أو مكان دون مكان، والمعنى أن سائر الأزمنة والأمكنة مناسبة لذكر الله، والإنسان مطلوب في جميع ذلك بعمارة أوقاته، وبرفع لوازم الغفلة، من أن تستحكم على مشاعره وتستولي على إدراكاته.. وبعبارة أخرى: إن الذكر محمود على كل حال، والغفلة مذمومة على كل حال) ([13])
ومنها ورود النصوص القرآنية والنبوية الدالة على تحريم الغفلة والتحذير منها، وهو ما يقتضي ذكر الله في كل الأحوال، ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة)([14])
ومنها ورود النصوص الخاصة بدليل جواز مثل هذا أو استحبابه، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليك بتقوى الله ما استطعت، واذكر الله عند كل شجر وحجر)([15])، والمراد من الإطلاق تعميم الزمان والمكان.. ومثل ذلك ما روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم (كان يذكر الله على كل أحيانه) ([16])
ومنها أن الأحكام الشرعية لا يرجع فيها للاشمئزار أو للرضى، وإنما يرجع فيها إلى المصادر الشرعية، وقد قال له في ذلك: (و على فرض أن تشمئز منه بعض النفوس غير المتعودة على استماع الأذكار، فالواجب على المصنف إذا أراد الحكم على غيره، أن لا يحكم إلا بما يراه حكما عند الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، لا بما يختاره هو بطبيعته، ويستحسنه في نظره، وغير خاف أن كون الإنسان قد يستحسن شيئا ويستقبحه غيره، ولهذا كان الواجب علينا أن لا نرجع للاستحسانات، ونكتفي باختيارات دون اختيارات الشرع لنا، وإذًا فالواجب على من يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يقف عند النصوص الشرعية، ويعمل بمقتضاها، بدون ما يختار من عند نفسه شيئا إلا ما اختاره الله له، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]([17])
وهكذا راح يجيب على الإشكالات التي أوردها المخالفون، والتي ذكرت لك بعضها، ومنها اعتبارهم أنه لا يؤلف جملة مفيدة تامة يحسن السكوت عليها، كقولنا (الله غفور)، وقد عبر الشيخ عن هذا الإشكال، فقال: (من جهة أخرى أنكم كنتم ترون أن هذا الاسم، لا يصلح أن يكون ذكرا، ولا هو من أقسام الكلام المفيد، جريا منكم على ما اشترطه النحويون، من لزوم التركيب، في تعريفهم الكلام المفيد)([18])
وقد رد على هذا الإشكال بوجوه من الأدلة، منها أن النحويين عند اشتراطهم لزوم التركيب فيما يعتبر كلاما أرادوا من خلال ذلك تعريف الكلام الذي تتوقف عليه إفادة السامع، وهذا القيد (بعيدٌ أن ينطبق على الأذكار، وما يخصها من جهة المشروعية أو عدمها، وما يترتب على ذلك من الثواب ونحوه، ولاشك أنك لو سألتهم في ذلك الحين، أو هذا الحين، لأجابوك قائلين: إن ما قررناه هو مجرد اصطلاح نعتمده في عرفنا، ولا مشاحة في الاصطلاح)([19])
ومنها أن الاصطلاح الذي اصطلح عليه أهل الفنون والعلوم المختلفة لا علاقة له بالأحكام الشرعية، ولا تأثير له عليها، ولهذا قد نجد المصطلح الواحد يتداوله أصحاب العلوم المختلفة، وكل يريد منه غير ما يريد الآخر.
ومنها أنه حتى لو طبقنا المقاييس التي ذكرها المتكلمون، فإنها لا تنطبق على هذا الذكر ذلك أن (ما اشترطه النحويون من لزوم التركيب، هو خاص بمن يريد بكلامه إفادة غيره، أما الذاكر فلا يقصد بذكره إلا إفادة نفسه، وتمكين معنى ذلك الاسم من قلبه، أو ما يشبه تلك المقاصد)([20])
ومنها أن النحويين لم يشترطوا هذا الشرط في كل الأحوال، بل إنهم في حق المتوجه أو المتأوه لم يشترطوا وجود التركيب فيما يبرز من لسانه، لأن قصده غير قصد النحويين، ومن البعيد أن يقول النحوي للمتوجه أو للمتأوه: (إنني ما فهمتُ مقصودك من تأوهك)، لأنه لفظ غير مركب يحتاج إلى خبر أو شبه ذلك! وهذا كله لا يتفق مع مقصود المتوجع، لأنه لا يقصد إفادة غيره، إنما يقصد الترويح بذلك اللفظ على نفسه.. وهكذا ذاكر الاسم، لا يقصد إلا تمكين أثر ذلك الاسم من نفسه)([21])
ومنها أن لكل كلمة في اللغة تأثيرها الخاص في النفس، فإذا كررها صاحبها أحدثت في نفسه تأثيرا خاصا، وهذه حقيقة يقررها علم النفس الحديث، يقول الشيخ: (و أنت تعلم يا حضرة الأخ، من أن لكل اسم أثرا يتعلق بنفس ذاكره، ولو من غير الأسماء الإلهية، حتى إن الإنسان إذا ردد على لسانه ذكر الموت مثلا، فإنه يحس بأثر يتعلق بالنفس، من ذكر ذلك الاسم، بالخصوص إذا داوم عليه، ولا شك أن ذلك الأثر هو غير الأثر المستفاد من ذكر المال، أو العز، أو السلطان، ولولا مراعاة ذلك الأثر، لما ورد في الحديث الشريف: (أكثروا من ذكر هادم اللذات)([22]) يعني الموت، ولا شك أنها كلمة مفردة، وقد ورد أنها كانت وردا لبعض السلف)([23])
ومنها أنه يمكن، وعن طريق كلام النحويين، أن نثبت أن الاسم المفرد ليس كلمة مجردة، وإنما جملة مفيدة، يقول الشيخ: (ثم أقول: إن جميع ما قدمناه هو جري من على سبيل الفرض، من جهة كونه اسما مفردا غير منظم لشيء، ولو على سبيل التقدير. أما إذا استطلعنا الحقيقة وأمطنا القناع، فإننا نستطيع أن نقول: إنه مما يجوز ذكره حتى على قول من يشترط التركيب. لأنه في الواقع منادى، والمنادى عندهم من أقسام الكلام المفيد، لأنهم أولوا حرف النداء بمعنى أدعو، وحذفه جائز وشائع في لغة العرب، وكثيرًا ما يدعو المقام لحذفه لزوما، كما في القضية هنا مراعاة لما تطلبه منا الآداب القرآنية والتعاليم الإسلامية، التي قد يكون منها للسادة الصوفية أكثر مما لغيرهم)([24])
وبناء على هذا يمكن اعتبار ذاكر الاسم المفرد، وكأنه يقول: يا الله ارحمنا، أو اغفر لنا أو نحو ذلك، واستدل له بما ذكره النحويون في هذا، وهو معروف مشهور([25]).
ومنها أن استدلال المخالف باشتراط النقل من فعل السلف صعب جدا ذلك أنه (لا يتأتى حصر ما كان يجري على ألسنة السلف من صيغ الأدعية والأذكار، حتى نستطيع أن نقول هذا الاسم لم يكن ذكرًا للسلف على سبيل القطع، أو هذا الاسم كانوا لا يرونه ذكرًا، كل ذلك لقصورنا عن الإحاطة بجميع ما كان يجري على ألسنتهم في خلواتهم وجلواتهم وسقمهم وعافيتهم، ومن البعيد أن نعتقد كون الصحابة ما كان يمر على ألسنتهم اسم الجلالة مكررا (الله الله) برأهم الله من مثل ذلك)([26])
الاسم المفرد وأدواره التربوية:
تلك بعض الأدلة التي يمكنك أن تعرف بها مشروعية ذكر اسم [الله]، وإن كان عجيبا أن تُطرح هذه المسألة، ذلك أنها من الوضوح بحيث لا تحتاج أي دليل يدل عليها؛ فاسم الله من العظمة والقداسة ما لا يمكن أن يقاس به أي اسم من الأسماء، ولذلك كان له وحده من التأثير ما لا يمكن تصوره.
ولو أن أولئك الذين أنكروا ترديد هذا الاسم وذكره، اطلعوا على ما ورد في السنة الشريفة من إقرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قام به أصحابه من أنواع الذكر من دون حاجة لسماعها منه، لعرفوا أن الشريعة لم تقيد هذا الباب بأي قيد، سوى قيد موافقة الذكر لحقائق الدين وقيمه.
ومن الأمثلة على ذلك ما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟. فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أخبروه أن الله يحبه)([27])
ومثله ما روي أن رجلا من الأنصار كان يؤم الناس في مسجد قباء وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما تقرأ به افتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص: 1] حتى يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبروه الخبر فقال: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة فقال: إني أحبها، فقال: (حبُّك إياها أدخلك الجنة)([28])
وهذا الحديث ظاهر في أن هذين الرجلين كانا يقرآن في الصلاة بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص: 1]اجتهاداً منهما، لأنه صفة الرحمن جل وعلا، فكان جزاؤهما أن يحبهما الله تعالى لحبهما لها، وهو دليل على اعتبار التأثر في الذكر، فمن تأثر لذكر أو دعاء معين، وأحس بأثره في تزكيته وترقيته، فله أن يذكره بقدر طاقته، ذلك أن كل الأذكار أدوية إلهية، ويمكن لأي شخص أن يستعمل ما يشاء منها من غير أي حرج.
ومثله أو قريب منه ما روي عن ابن عمر قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال رجل من القوم: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من القائل كلمة كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء)([29])
والظاهر من سياق الرواية أن ذلك الصحابي لم يكن قد سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً في جعل هذا الذكر في استفتاح الصلاة، ولو كان ذلك عن أمره وتعليمه لما عجب لذلك، وإنما كان ذلك عن اجتهاد من ذلك الصحابي، ومحل الشاهد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقره على ذلك الاجتهاد، ولو كان من المحظور على المرء المسلم أن يأتي بشيء في العبادة دون دليل خاص لأنكر عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولقال له كيف تفعل في الصلاة شيئاً قبل أن آذن لك فيه؟!
ومثله ما روي عن رفاعة بن رافع أنه قال: كنا يومَ نصلي وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لى، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: (ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه)، فلمـا انصرف قال: من المتكلم ؟. قال: أنا. قال: (رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول)([30])
وهذا إقرار من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للذي قال هذه الكلمات، وقد يكون قائلها قد سمعها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل، لكن الظاهر أنها ليست مما علمه أن يقوله في الصلاة، وأنه قالها في ذلك الاعتدال اجتهادا منه بإلهام من الله تبارك وتعالى.
ومثله ما روي أن خُبَيْبا أحدث صلاةَ ركعتين حين قدّمته قريش للقتل صبراً فأقرها وكانت بعده سنة([31]).
وكل هذه الأحاديث تشير إلى أن باب الذكر مفتوح ما دام بالصيغ الشرعية، وأنه لا يحتاج إلى دليل عملي خاص به.. ذلك أنه يكفي أن يأمر الله بذكر أسمائه الحسنى، ليختار أي شخص الاسم الذي يريد، ويردده متى يشاء وكيف يشاء، كما عبر عن ذلك بعضهم فقال: (المحب اسم محبوبه لا يغيب عن قلبه فلو كلف أن ينسي ذكره لما قدر ولو كلف أن يكف عن ذكره بلسانه لما صبر كيف ينسي المحب ذكر حبيب اسمـه في فؤاده مكتـوب، كان بلال كلما عذبه المشركون في الرمضاء على التوحيد يقول أحد أحد، فإذا قالوا له قل واللات والعزى قال لا أحسنه يراد من القلب نسيانكم وتأبي الطبـاع على الناقل، وكلما قويت المعرفة صار الذكر يجري على لسان الذاكر من غير كلفة حتى كان بعضهم يجري على لسانه في منامه: (الله الله)، ولهذا يلهم أهل الجنة التسبيح كما يلهمون النفس وتصير لا إله إلا الله لهم كالماء البارد لأهل الدنيا) ([32])
وكل ما ذكرته ـ أيها المريد الصادق ـ لا يدل فقط على مشروعية ذكر الاسم المفرد، وإنما يدل على مشروعية الاستفادة من أي تجربة روحية لأي شخص ما دامت في الإطار الشرعي.. فمن جرب طريقة معينة لتزكية نفسه وإصلاحها، فإنه يمكن الاستفادة منه في ذلك، ما لم تكن مصادمة لأصول الشريعة وقيمها.
ولهذا، فإن اتفاق أكثر الأمة على جدوى وتأثير ذكر الاسم المفرد له دور كبير في تأكيد مشروعيته، لأن غرض الأذكار ليس سوى تزكية الإنسان وتربيته ووصله بربه.
وقد ذكر الغزالي تأثير هذا الذكر، واهتمام مشايخ التربية به في عصره، فقال: (وعند ذلك يلقن الشيخ المريد ذكرا من الأذكار حتى يشغل به لسانه وقلبه فيجلس ويقول مثلا (الله الله) أو سبحان الله سبحان الله أو ما يراه الشيخ من الكلمات؛ فلا يزال يواظب عليه حتى تسقط حركة اللسان، وتكون الكلمة كأنها جارية على اللسان من غير تحريك، ثم لا يزال يواظب عليه حتى يسقط الأثر عن اللسان وتبقي صورة اللفظ في القلب، ثم لا يزال كذلك حتى يمحى عن القلب حروف اللفظ وصورته وتبقى حقيقة معناه لازمة للقلب حاضرة معه غالبة عليه قد فرغ عن كل ما سواه) ([33])
وقد نقل عنه قوله يحكي عن بداية سلوكه، وعلاقتها بالاسم المفرد: (لقد أردتُ في بداية أمري سلوك هذا الطريق بكثرة الأوراد، والصوم والصلاة، فلما علم الله صدق نيتي، قيض لي ولياً من أوليائه قال لي: يا بُـني، اقطع عن قلبك كل علاقة إلا الله وحده، واخل بنفسك، واجمع همتك وقل: الله الله الله)([34])
وهكذا ذكر في كتابه [المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى] حين تحدث على اسم الجلالة (الله)، فقال: (ينبغي أن يكون حظ العبد من هذا الاسم التأله وأعني به أن يكون مستغرق القلب والهمة بالله عز وجل لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه وكيف لا يكون كذلك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقي الحق وكل ما سواه فان وهالك وباطل إلا به) ([35])
ومثله الفخر الرازي الذي قال: (أما قوله: (الله) فاعلموا أيها الناس أني أقول طول حياتي (الله)، فإذا مت أقول (الله)، وإذا سئلت في القبر أقول (الله)، وإذا جئت يوم القيامة أقول (الله)، واذا أخذت الكتاب أقول (الله)، وإذا وزنت أعمالي أقول الله، وإذا جزت الصراط أقول (الله)، وإذا دخلت الجنة أقول (الله)، وإذا رأيت الله قلت (الله) ([36])
ومثله قال الشيخ عبد القادر الجيلاني: (الله هو الاسم الأعظم وإنما يستجاب لك إذا قلت: (الله) وليس في قلبك غيره. ولهذا الاسم خواص وعجائب منها أن من داوم عليه في خلوة مجردا بأن يقول (الله الله) حتى يغلب عليه منه حال شاهد عجائب الملكوت) ([37])
ومثله قال الشيخ أبو العباس المرسي: (ليكن ذكرك (الله، الله) فإن هذا الاسم سلطان الأسماء، وله بساط وثمرة، فبساطه العلم، وثمرته النور، فينبغي الإكثار من ذكره، لتضمنه جميع ما في لا اله إلا الله من العقائد والعلوم والآداب والحقائق) ([38])
ومثله قال الشيخ ابن عطاء الله الاسكندري: (منهم من اختار لا إله إلا الله محمد رسول الله في الابتداء والانتهاء، ومنهم من اختار لا إله إلا الله في الابتداء، وفي الانتهاء الاقتصار على الله وهم الأكثرون، ومنهم من اختار (الله الله)([39])
ومثله قال الشيخ أحمد زروق: (ولهذا اختاره المشايخ [ أي الذكر بالاسم المفرد ] ورجحوه على سائر الأذكار وجعلوا له خلوات ووصلوا به إلى أعلى المقامات والولايات وإن كان فيهم من اختار في الابتداء (لا إله إلا الله) وفي الانتهاء (الله الله) ([40])
ومثله قال الشيخ الغرناطي الكلبي: (وأما الأسماء التي معناها الاطلاع والإدراك كالعليم والسميع والبصير والقريب وشبه ذلك فثمرتها المراقبة وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فثمرتها شدة المحبة فيه والمحافظة على اتباع سنته وأما الاستغفار فثمرته الاستقامة على التقوى والمحافظة على شروط التوبة مع إنكار القلب بسبب الذنوب المتقدمة) ([41])
ومثله الشيخ زكريا الأنصاري، وقد قال بعضهم يصف ذكره لله: (ومنهم شيخ الإسلام الشيخ زكريا الأنصاري الخزرجي أحد أركان الطريقين الفقه، والتصوف، وقد خدمته عشرين سنة فما رأيته قط في غفلة ولا اشتغال بما لا يعني لا ليلا، ولا نهاراً، وكان رضي الله عنه مع كبر سنه يصلي سنن الفرائض قائماً، ويقول لا أعود نفسي الكسل، وكان إذا جاءه شخص، وطول في الكلام يقول: بالعجل ضيعت علينا الزمن، وكنت إذا أصلحت كلمة في الكتاب الذي أقرؤه عليه أسمعه يقول: بخفض صوته (الله الله) لا يفتر حتى أفرغ) ([42])
ومثله الشيخ عبد الرؤوف المناوي، فقد قال (قالوا وليس للمسافر إلى الله في سلوكه أنفع من الذكر المفرد القاطع من الأفئدة الأغيار وهو الله) ([43])
وقال: (ويقعد فارغ القلب مجموع الهم ولا يفرق فكره بقراءة ولا غيرها بل يجتهد أن لا يخطر بباله شيء سوى ذكر الله فلا يزال قائلا بلسانه: (الله الله) على الدوام مع حضور قلبه إلى أن ينتهي إلى حالة يترك تحريك اللسان ويرى كأن الكلمة جارية عليه ثم يصير إلى أن ينمحي أثره من اللسان فيصادف قلبه مواظبا على الذكر ثم تنمحي صورة اللفظ ويبقى معنى الكلمة مجردا في قلبه لا يفارقه وعند ذلك انتظار الفتح)([44])
و قال في شرح حديث أسماء بنت عميس: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلمات أقولهن عند الكرب (الله الله ربي لا أشرك به شيئا) ([45]): (الله الله) وكرره استلذاذا بذكره واستحضارا لعظمته وتأكيدا للتوحيد فإنه الاسم الجامع لجميع الصفات الجلالية والجمالية والكمالية) ([46])
وغيرها من الأقوال التي تعمدت ذكر بعضها لك، لتذكر لصاحبك الذي نصحك، وتقول له تعقيبا عليها: إن هؤلاء الذين ذكرت لك مواقفهم حول الاسم المفرد لا يقلون علما عن أولئك الذين نقلت عنهم، وهم مشتهرون ـ بالإضافة إلى علمهم ـ بالدعوة لتزكية النفس وإصلاحها، ولهم تجاربهم المفيدة في ذلك.. فلذلك كان لك أن تأخذ برأي من شئت من المشايخ من غير أن تبدع ولا أن تحرج على من أخذ بقول غيرهم، خاصة إن ساندتهم المصادر المقدسة، وأيدهم دليل العقل الذي لا يمكن أن يشكك أحد في قوته ولا صحته.
وهل يمكن
لعاقل أن يرى أن ذكر اسم الله وترديده لا قيمة له، ولا أثر له في النفس.. وكيف
يكون ذلك، وكل الذين ذكروه وجربوه أخبروا عن تأثيره في نفوسهم، وامتلائها بكل
المعاني التي قصد الذكر من أجلها.. وأولها الشعور بحضور الله وعظمته ومحبته.
([1]) فتاوى ابن تيمية: 10/556.
([2]) مجموع الفتاوى 10/226.
([3]) الصنعاني في تطهير الاعتقاد ص 48.
([4]) قال الإمام النووي في شرح مسلم 2/178: (قوله صلى الله عليه وآله وسلم على أحد يقول (الله الله) هو برفع اسم الله تعالى وقد يغلط فيه بعض الناس فلا يرفعه، واعلم أن الروايات كلها متفقة على تكرير اسم الله تعالى في الروايتين وهكذا هو في جميع الأصول قال القاضي عياض رحمه الله: وفى رواية بن أبى جعفر يقول: لا إله إلا الله، والله سبحانه وتعالى أعلم)
([5]) صحيح مسلم 1/131
([6]) مسند البزار (13/ 169)
([7]) ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص19.
([8]) المرجع السابق، ص19.
([9]) مصنف عبد الرزاق 11/234 وشعب البيهقي 2/238 وتاريخ ابن عساكر 10 /443 والاستيعاب لابن عبد البر 1/181
([10]) مصنف ابن أبي شيبة 6/396 ومسند أحمد 1/404 وسنن ابن ماجه 1/53 وصحيح ابن حبان 15/558 ومستدرك الحاكم في 3/320
([11]) سيرة ابن هشام 3/182
([12]) ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد ص6.
([13]) المرجع السابق ، ص21.
([14]) أبو داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني، سنن أبي داود، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، (4/ 264)
([15]) قال في مجمع الزوائد: (رواه الطبراني وإسناده حسن) (انظر: الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الفكر، بيروت، طبعة 1412 هـ، الموافق 1992 ميلادي، (10/ 15)
([16]) صحيح البخاري (1/ 83)
([17]) ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص23.
([18]) المرجع السابق ، ص7.
([19]) المرجع السابق ، ص7.
([20]) المرجع السابق ، ص7.
([21])المرجع السابق ، ص8.
([22]) سنن الترمذي (4/ 639)
([23]) ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص8.
([24]) المرجع السابق ، ص10.
([25]) المرجع السابق ، ص10.
([26]) المرجع السابق ، ص14.
([27]) صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (9/ 141)
([28]) صحيح البخاري، (1/ 197)
([29]) صحيح مسلم (2/ 99)
([30]) صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري (1/ 202)
([31]) صحيح البخاري (4/ 83)
([32]) جامع العلوم والحكم 1/446.
([33]) الإحياء 3/77.
([34]) ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص16.
([35]) المقصد الأسنى (ص: 62)
([36]) التفسير الكبير: 1/155.
([37]) حاشية إعانة الطالبين للدمياطي 1/10.
([38]) نور التحقيق لحامد صقر ص 174.
([39]) مفتاح الفلاح ص 35.
([40]) مضار الابتداع للشيخ على محفوظ، ص 294.
([41]) تفسيره المسمى التسهيل 1/64.
([42]) طبقات الشعراني الكبرى 1/350.
([43]) فيض القدير 2/309.
([44]) مرجع سابق، 3/116.
([45]) رواه ابن ماجه 2/1277وأبو داود 2/87.
([46]) فيض القدير 1/286.