المعارضون لابن تيمة: علماء المذاهب الأربعة (الحنفية)

المعارضون لابن تيمية

بعد أن انتهت تلك الندوة التي سمعنا فيها كلمة (شيخ الإسلام) ومرادفاتها ما لا يعد ولا يحصى من المرات.. وسمعنا فيها من المديح والثناء المبالغ فيه إلى الدرجة التي أصابنا الغثاء.. عدنا إلى بيتنا مرهقين مكتئبين محبطين..

ولم أجد نفسي، بمجرد دخولي إلى البيت، إلا وأنا ملقى على السرير كالجثة الهامدة..

وفجأة.. وبعد فترة قصيرة .. سمعت شخصا يطلب مني أن أقوم لحضور الاجتماع الذي يعقده أعيان علماء الأمة لطلب محاكمة ابن تيمية وتفنيد تشويهاته للإسلام.

فاستغربت من ذلك، والتفت بسرعة إلى محدثي، فإذا بي أجده صاحبي الوهابي.. ولكنه بمظهر غير الذي اعتدت عليه منه، وكأنه جاء من القرون السالفة..

فجأة سمعت دقات هادئة على الباب، وسمعت بعدها صاحبي الوهابي التائب يسرع إليه، ثم يرحب بحرارة على الداخلين، وهو يتكلم بلغة عربية يختلط فيها السجع بالمحسنات البديعية مما لم أكن أعهده منه.

فركت عيني، وقمت بسرعة، وإذا بي أفاجأ بسبعة رجال يلبسون طيالسة وعمامات وغيرها مما نشاهده في الأفلام والمسلسلات التاريخية يدخلون بيتي.

فركت عيني من جديد، لأتأكد هل أنا يقظ أم نائم..

قال لي صاحبي الوهابي، وهو يؤنبني: ما بالك يا رجل.. أيدخل بيتك كبار علماء الأمة([1]) .. ثم لا تتقدم لتسلم عليهم.. وتتعرف بهم.. إن بيتك قد تشرف اليوم كما لم يتشرف من قبل..

لست أدري كيف فكت العقد من لساني، وقلت، وأنا لا أعلم ما أقول: مرحبا بكم يا علماء الأمة.. لقد شرفتم بيتنا المتواضع.. وأنا منذ حدثني صاحبي عنكم، وأنا في لهفة إلى التبرك بطلعاتكم البهية، وأنواركم الزكية، وأخلاقكم العلية.

قلت ذلك، ثم رحت أسرع إلى الفرش والوسائد أعرضها عليهم.. فجلسوا.. ثم راح صاحبي الوهابي التائب يتحدث.. وأنا لا أصدق عيني ولا أذني ولا أي جارحة من جوارحي.. وكأنني على خشبة المسرح أمثل من غير أن يوكل لي أي دور، أو أحفظ أي نص.

الحنفية:

أشار صاحبي الوهابي التائب إلى رجل كانت تبدو عليه القوة والجرأة، وقال: هذا الرجل الذي تراه هو الفقيه المحدث الشيخ محمد زاهد بن حسن الكوثري الحنفي.. .. وهو ممثل الحنفية في هذا المجلس.

أسرعت إليه أقبل رأسه، وأقول: أهلا وسهلا ومرحبا بالشيخ الجريء، لكم كنت أتمنى رؤيتك بعدما قرأت لك، وقرأت عنك.. لقد أعجبني فيك جرأتك واقتدارك العلمي.. فأنت لم تكن تهمك إلا الحقيقة.. ولا شيء غير الحقيقة.. وفي سبيلها ضحيت بكل شيء.. ولا تزال الأقلام إلى الآن تسطر فيك قصائد الهجاء لأنك بعت عرضك لله.

قال الكوثري: بورك فيك يا بني.. أرجو أن أكون كما ذكرت.. ولكن صدقني أنا لم أكن أكتب إلا بالمداد المختلط بدموعي ألما على ما آل إليه حال المسلمين دينا ودنيا.. وليتهم إن ضاعت منهم دنياهم سلم لهم دينهم.. فأنت ترى الأدعياء يشوهونه بكل صنوف التشويه التي نفخ فيها الشيطان من روحه.

قلت: صدقت.. وقد قرأت لتلميذك الشيخ محمد أبي زهرة كلاما كثيرا في الثناء عليك.. كقوله: (لم يكن الكوثري من المنتحلين لمذهب جديد أو داعيا إلى مذهب لم يسبق إليه،لهذا كان ينفر من من يسمهم العامة وأشباه المثقفين بسمة التجديد،ومع ذلك فقد كان من المجددين بالمعنى الحقيقي للتجديد والذي هو إعادة رونق الدين وجماله وإزالة ما علق به من الأوهام، إنه لمن التجديد أن تحي السنة وتموت البدعة ويقوم بين الناس عمود الدين)([2])

وقوله: (لقد كان عالما حقا عرف علمه العلماء وقليل منهم من أدرك جهاده، ولقد عرفته سنين قبل أن ألقاه،عرفته في كتاباته التي يشرق فيها نور الحق، وعرفته في تعليقاته على المخطوطات التي قام على نشرها، وما كان والله عجبي من المخطوط بقدر إعجابي بتعليق من علّق عليه).([3])

وقوله: (إنه لم يرض بالدنية في دينه، ولا يأخذ من يذل الإسلام وأهله بهوادة، ولا يجعل لغير الله والحق عنده إرادة، وأنه لا يعيش في أرض لا يستطيع فيها أن ينطق بالحق ولا تعالى فيها كلمة الإسلام)([4])

قال الكوثري: شكرا لك وله.. ولو أني أقل من ذلك بكثير..

قلت: لقد كان من الكتب التي أعجبتني كثيرا كتبك التي ناقشت فيها أطروحات ابن تيمية المختلفة، ككتابك (البحوث الوفية في مفردات ابن تيمية) الذي تعقّبت فيه كتاب (منهاج السنة) لابن تيمية فيما أورده من مسائل منافية لأحاديث صحيحة وصريحة حول فضائل الإمام علي.. ومنها كتابك (التعقّب الحثيث لما ينفيه ابن تيمية من الحديث)، والذي تعقّبت فيه ما نفاه من أحاديث في كتابه منهاج السنة رغم وروده في كتب السنة.. ومنها كتابك (محق التقول في مسألة التوسل) والذي رددت فيه على ابن تيمية والوهابية من رميهم المتوسلين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلموأهل بيته بالشرك.. وغيرها من الكتب الكثيرة.. لكن للأسف كتبك أصبحت نادرة وقل من يهتم بها أو ينشرها.

قال: ولم لا يكون الأمر كذلك.. وأنت تعلم أن قرن الشيطان قد طلع على جبال نجد وهضابها، وراح ينشر كتب ابن تيمية ويملأ بها عقول المسلمين الذين عداهم الداء التيمي، فأصبحوا كما تراهم بلا عقول تفكر، ولا قلوب تمتلئ بالمحبة والأشواق.. لقد أصبحوا ولا هم لهم إلا الصراع.

قلت: وما تراه من حل لذلك؟

قال: حل ذلك بسيط.. لابد للمسلمين من مضادات حيوية تحمي عقولهم وقلوبهم وجوارحهم من تلك الجراثيم التي نشرها ابن تيمية وتلاميذه..

قلت: وأين تصنع تلك المضادات؟

قال: جرأة العلماء وصدقهم مع الله هي التي تصنعها..

قلت: وأنى ذلك؟

قال: أنا هنا ومن ترى من العلماء لأجل ذلك..

قلت: لقد قرأت لك في بعض ما كتبت من ردود على ابن تيمية قولك: (ولو قلنا لم يبل الإسلام في الأدوار الأخيرة بمن هو أضر من ابن تيمية في تفريق كلمة المسلمين لما كنا مبالغين في ذلك، وهو سهل متسامح مع اليهود والنصارى يقول عن كتبهم إنها لم تحرف تحريفاً لفظياً، فاكتسب بذلك إطراء المستشرقين له، شديد غليظ الحملات على فرق المسلمين لا سيما الشيعة… ولولا شدة ابن تيمية في رده على ابن المطهر في منهاجه إلى أن بلغ به الأمر إلى أن يتعرض لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه على الوجه الذي تراه في أوائل الجزء الثالث منه بطريق يأباه كثير من أقحاح الخوارج مع توهين الأحاديث الجيدة في هذا السبيل..) ([5])

وقلت في مقالة لك: (وقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين الذي ضاعت مواهبه في شتى البدع، وفي تكملتنا على (السيف الصقيل) ما يشفي غلة كل غليل إن شاء الله تعالى في تعقب مخازي ابن تيمية وتلميذه ابن القيم) ([6])

قال: أجل.. قلت ذلك وغيره كثير.. ولكني أرى نفسي مقصرا.. فلو علمت أن الشيطان سيستخدم أقوال ابن تيمية ليشوه الإسلام بهذه الصورة لجعلت كل كتبي في الرد عليه.

قال ذلك، ثم أخرج وثيقة من محفظته، وقدمها لي، وقال: لقد جبت الزمان والمكان.. ورحت أبحث عن كل عالم من مدرستنا الحنفية رد على ابن تيمية أو عرف مدى خطورة أطروحاته على المسلمين، فكتبت اسمه وجئت بتوقيعه.. لنتقدم به لمحاكمته والتحذير من أخطاره.

قدم لي وثيقة، وقد دهشت من كثرة الأعلام الواردين فيها..

كان من بينهم الإمام الشيخ محمد بن محمد العلاء البخاري الحنفي، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه (كان يُسأل عن مقالات ابن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما ظهر له من الخطأ، وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم ذلك عليه فصرّح بتبديعه ثم تكفيره، ثم صار يُصرح في مجلسه أن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطـلاق كافـر واشتهر ذلك…) ([7])

وكان من بينهم قال القاضي الشيخ حميد الدين محمد بن أحمد البغدادي الفرغاني الحنفي، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أن له كتابا في الرد على ابن تيمية في الاعتقادات([8])  

وكان من بينهم الفقيه الشيخ أبو الحسنات محمد عبدالحي اللكنوي الحنفي، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه قال في كتابه (إبـراز الغي الواقـع): (أقول: مسألة زيارة خير الأنام صلى الله عليه وآله وسلم كلام ابن تيمية فيها من أفاحش الكلام، فإنه يحرم السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسلم ويجعله معصية ويحرم نفس زيارة القبر النبوي أيضاً، ويجعلها غير مقدورة وغير مشروعة وممتنعة، ويحكم على الأحاديث الواردة في الترغيب إليها كلها موضوعة من حسن بعضها، أو لعلمي أن علم ابن تيمية أكثر من عقله، ونظره أكبر من فهمه، وقد شدّدّ عليه بسبب كلامه في هذه المسألة علماء عصره بالنكير، وأوجبوا عليه التعزيـر…) ([9])

وكان من بينهم مفتي الديار المصرية وشيخ فقهاء عصره الإمام الشيخ محمد بخيت المطيـعي الحنفي، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه قال في كتابه (تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد): (ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة، واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطية ونشره، وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفاً في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة)([10])

وكان من بينهم المفسر الفقيه الشيخ عبدالرحمن خليفة بن فتح الباب الحناوي،  وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه قال في كتابه (المشبهة والمجسمة): (هذه المسائل التي يثيرها اليوم (جماعة أنصار السنة) أثيرت قديماً، وفرغ العلماء من الردّ عليها، وهم مُقلدون فيها لابن القيم وشيخه تقي الدين ابن تيمية وطوائف من الحنابلة.. والعجب لهؤلاء يقلدون نفراً من العلماء انفردوا بمقالات وآراء وافقوا فيها الحشوية والكرامية، وخالفوا فيها جميع المسلمين سلفاً وخلفاً، ثم يزعمون مع هذا أنهم مجتهدون كلهم، ليس في المتبوعين والأتباع منهم مقلد واحد، لأن التقليد فيما زعموا شرك سواء أكان تقليداً في فروع الأحكام أو في أصول الدين…)([11])

وذكر لي أنه كتب راداً على هجوم الوهابية عليه وعليه، فقال: (وأقول: إن حبي وهواي وميولي بحمد الله وتوفيقه متجهة كلها نحو محاب الله ومراضيه، ورأيت الكوثري يناضل ويكافح وينفي عن الله صفات الحوادث التي يثبتها ابن تيمية بصريح عباراته، وعبارات من ينقل عنه صريح التجسيم من الحشوية أمثال الدارمي ومن على شاكلته تأييداً لرأيه وتوثيقاً لمذهبه في التجسيم، ورأيتكم ومن على شاكلتكم تقلدون ابن تيمية تقليداً أعمى ولا تحيدون عن آرائه وأقواله في هذا الصدد قيد أنملة، فمن منا أحق بالرثاء والإشفاق وأولى بالعلاج، ومن منا نصير البدعة والمبتدعين؟! وأما شيخكم وإمامكم الحراني فقد ذمه كثير من كبار العلماء والأئمة قديماً وحديثـاً، ولم يكونوا من الضعف العلمي في قليل ولا كثير..)([12])

 وكان من بينهم العالم الفقيه الشيخ أبوالمحاسن جمال الدين يوسف بن أحمد بن نصر الدجوي، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه كان عضواً في جماعـة كبار العلماء بالأزهر، وأن له رسالة بعثها له منها قوله فيها: (وأظن أنك ذكرتَ لي يوم كنا مع المرحوم الشيخ عبدالباقي سرور نعيم أن بعض علماء الهند ذكر هنات ابن تيمية وزلاته وأفاض في الردّ عليها.. وقد ذكرتَ حفظك الله كثيراً من هناته التي خرق بها الإجماع، وصادم بها المعقول والمنقول، وبينت مراجعها من كتبه وكتب تلميذه ابن القيم، ولا معنى للمكابرة في ذلك بعد رسائله في العقائد المطبوعة في آخر فتاويه، وبعد ما قرره في مواضع من منهاج السنة وموافقة المعقول والمنقول ورسائله الكبرى إلى غير ذلك من مؤلفاته فقد كان سامحه الله مولعاً بنشر تلك الآراء الشاذة والعقائد الضالة كلما سنحت فرصة لتقرير معتقده الذي ملك عليه مشاعره حتى أصبح عنده هو الدين كله، على ما فيه من جمود وحجود وخلط وخبط.. وكذلك تلميذه ابن القيم كان مستهتراً بما جُنّ به شيخه من تلك الآراء المنحرفة، فكان دائماً يرمي إليها عن قرب أو بعد حتى إنه في كتاب (الروح) الكثير الفوائد التي تلطف الأرواح لم ينس ما شغف به من تلك المقالات الحمقاء.. إن ابن تيمية في رأيي لا يصح أن يكون إماماً لأن الإمامة الحقة لا ينالها من يُقدّس نفسه هذا التقديس، فإنه إذا قدّس نفسه كان متبعاً لآرائها، غير متهم لها، فكان سائراً مع أهوائها، غير منحرف عنها، ومن اتبع هواه ضل عن سبيل الله من حيث يدري أولا يدري، ومن قدّس نفسه لم يتبع سبيل المؤمنين شاء أم أبى… وقد أدى ذلك العالم الكبير ابن تيمية، بسرعته –ولا نقول طيشه– إلى أن يجازف فيقول:(لم يرد ذكر إبراهيم وآل إبراهيم، في رواية من الروايات الواردة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع أن ذلك في البخاري وهو يحفظه… وقد أنكـر حديث الزيـارة وهو صحيح كما أوضح السبكي في (شفاء السقام) إلى غير ذلك، مع أنه من الحُفّاظ، وأشهر شيء من مزاياه هو أنه محدث، ولكنه التسرع يُذهب من النفس رشدها، والمجازفة تعمي عين البصيرة وتفقأ بصر العقل)

وقال فيها: (وأرجو أن تعذرني فقد أهاج حفيظتنا واستثار الكامن منا ما نراه الآن من أولئك الزعانف الذين يدعون الاجتهاد وقد رددوا صدى مقال إمامهم ابن تيمية، وأكثروا من ذكر الكتاب والسنة وهو أبعد الناس عنهما وأخلاهم منهما.. ولو عقلوا لعلموا أنهم من مقلدة ابن تيمية على غير هدى ولا بصيرة، فهم أعظم الناس جهلاً، وأكبرهم دعوى، يعادون المسلمين، ويكفرون المؤمنين، ولا غروا فقد كفّر أسلافهم من الخوارج عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، واعترض جدهم الأعلى ذو الخويصرة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم..)([13])

وكان من بينهم الشيخ أحمد خيـري المصري، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه من تلاميذه، وأنه ألف كتابا عنه سماه (الإمـام الكوثـري)، قال فيه: (وقد عاش المترجم طول حياته خصماً لابن تيمية ومذهبه، وسرد آراء الأستاذ يخرج بالترجمة عن القصد، وهي مبسوطة في كثير من تآليفه وتعاليقه، وعلى الرغم من أن لابن تيمية بعض المشايعين الآن بمصر، فإنه سيتبين إن عاجلاً وإن آجلاً، ولو يوم تعرض خفايا الصدور أن ابن تيمية كان من اللاعبين بديـن الله، وأنه في جلّ فتاواه كان يتبع هواه وحسبك فساد رأيه في اعتبار السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة)([14])  

وكان من بينهم الشيخ محـمد أبو زهـرة، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي أنه من كبار علماء الأزهر الذين أنكروا على ابن تيمية، وأنه وجـه إليه سؤال حول التجسيم، فأجاب بقوله: (ما يقوله الشيخ اتـّباعٌ لما قيل عن ابن تـيمية، فهو في هذا يقلده فيما روي عنه في الرسالة الحموية، والحـق أنه تعالى منـزه عن المكان، ومنـزه عن أن يجلس كما يجلس البشر، وأن العلماء الصادقين من عهد الصحابة يفسرون هذا بتفسير لا يتفق مع المكان، ولا يمكن أن تفسر الأيام الستة بأيامنا هذه، لأن أيامنا ناشئة من دوران الأرض حول الشمس إلا أن تفسر بمقدارها لا بحقيقتها، ولا نرى موافقة الشيخ في الخوض في هذه الأمور)([15])  


([1])  استفدنا الكثير من المادة العلمية المرتبطة بالمنكرين من علماء المذاهب الأربعة على ابن تيمية من كتاب [ابن تيمية وموقف أهل السنة منه]، للشيخ عـادل كاظـم عـبدالله.

([2])  مقدمة تاريخ الكوثري، ص 15.

([3]) مقدمة تاريخ الكوثري، 16.

([4])  مقدمة تاريخ الكوثري، ص16.

([5])  الإشفاق في أحكام الطلاق، محمد زاهـد الكوثري، ص 268.

([6])  مقالات الكوثري ، ص 293.

([7])  البدر الطالع ، ج2 ص 137. وكتاب الضوء اللامع، السخاوي، ج9 ص 292.

([8])  لضوء اللامع، ج7 ص 47.

([9])  سعادة الدارين في الرد على الفرقتين، ابراهيم السمنودي، ج1 ص 173.

([10])   تطهير الفؤاد، محمد بخيت المطيعي ، ص 13.

([11])   المشبهة والمجسمة، عبدالرحمن خليفة، ص 12.

([12])   المشبهة والمجسمة، ص 39.

([13])   السلفية المعاصرة إلى أين؟، محمد زكي إبراهيم، ص 88.

([14])   الإمام الكوثري، أحمد خيري، ص 29.

([15])   فتاوى الشيخ محمد أبوزهرة، محمد أبو زهرة، ص 118.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *