الحدة والغضب

الحدة والغضب

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الحدة والغضب، وهل هما من الطباع التي طُبع عليها البشر؛ فلا انفكاك لهم منها، أم أنهما خاضعان للرياضة والتهذيب والإصلاح؟.. ثم سألتني عن كيفية ذلك؟.. وعن سر اختلاف الناس في حدة الغضب وشدته؟.. وعن أولئك الذين يبررون تصرفاتهم بكونهم مارسوها في حالة غضب، وهل يؤاخذون عليها، أم أن الله يعفو عنهم لعدم تحكمهم في نفوسهم حال الغضب؟

وغيرها من أسئلتك الوجيهة، والتي لا يمكن لمن يريد أن يهذب نفسه أن يجهل الإجابة الصحيحة عليها، ذلك أن الغضب وسيلة الشيطان الكبرى للتحكم في تصرفات الإنسان، ومن لم يهذب غضبه، ويعدله وفق الشريعة، صار زمام أمره بيد الشياطين يعبثون به كما يشاءون.

ولو أنك ـ أيها المريد الصادق ـ تأملت في كل أنواع الصراع التي حصلت بين الأمم والشعوب، أو بين المجتمعات ومكوناتها، أو حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، لوجدت أن الغضب هو السبب الأكبر فيها.. ولو أن الذين وقعوا في ذلك الصراع تحكموا في غضبهم، وعالجوه وفق ما تقتضيه الشريعة، لكان وضع البشرية مختلفا تماما.

ولذلك ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على أن الغضب نار في نفس الإنسان، لا تختلف عن النار التي يتشكل منها الشيطان، ولذلك كانت أقرب المحال التي يوصل بها رسائله إلى الإنسان، ليحوله إلى مساره وطبيعته، إلى أن يصير شيطانا إنسيا لا يختلف عن شيطان الجن، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الغضب من الشّيطان، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ)([1])

وروي عن ذي القرنين أنّه لقي ملكا من الملائكة فقال: علّمني علما أزدد به إيمانا ويقينا، قال: (لا تغضب فإنّ الشّيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فردّ الغضب بالكظم، وسكّنه بالتّؤدة، وإيّاك والعجلة فإنّك إذا عجلت أخطأت حظّك وكن سهلا ليّنا للقريب والبعيد، ولا تكن جبّارا عنيدا)([2])

وروي أن إبليس قال: (ما أعجزني بنو آدم فلن يعجزوني في ثلاث: إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته فقدناه حيث شئنا وعمل لنا بما أحببنا، وإذا غضب قال بما لا يعلم وعمل بما يندم، ونبخّله بما في يديه ونمنّيه بما لا يقدر عليه)([3])

ولهذا كان الغضب سببا لكل أنواع الصراع والعدوان، التي وقعت بين البشر، ولعل الملائكة عليهم السلام أدركوا ذلك عندما علموا بالمركبات التي تتكون منها نفس الإنسان، فقالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]

لكن الله تعالى أخبرهم أن هناك من يستطيع أن يسيطر على غضبه، ويصرفه إلى مواضعه الصحيحة، مثلما تستعمل النار في الطبخ، لا في الحرق.

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب)([4])؛ فلم ينف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغضب عن الشديد، وإنما أخبر عن تحكمه فيه، مثلما نتحكم في النار، فنستفيد منها في طبخ الطعام، دون أن تحرقه.

ولهذا أخبر الله تعالى عن غضب الأنبياء عليهم السلام، وكيف صرفوه في مواضعه الصحيحة، ومن ذلك ما أخبر به عن غضب موسى عليه السلام عندما عبد قومه العجل، قال تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ } [الأعراف: 150]، وقال:{ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} [طه: 86]

وأخبر عن غضب يونس عليه السلام من إعراض قومه، فقال: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء: 87]

وأخبر عن غضب نوح عليه السلام ودعوته على قومه بسبب إعراضهم الشديد في تلك الآماد الطويلة، قال تعالى: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } [نوح: 26، 27]

وأخبر عن غضب إبراهيم عليه السلام على قومه بسب إعراضهم الشديد، وأنه قال لهم في حال غضبه: {أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 66، 67]

وهكذا ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان (إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه حتّى كأنّه منذر جيش يقول: (صبّحكم ومسّاكم)، ويقول: (بعثت أنا والسّاعة كهاتين)([5])

وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم رخّص في بعض الأمور، فتنزّه ناس عنها، فبلغه ذلك، فغضب حتّى بان‏ الغضب في وجهه. ثمّ قال: (ما بال أقوام يرغبون عمّا رخّص لي فيه، فو الله لأنا أعلمهم بالله وأشدّهم له خشية)([6])

وروي أن رجلا قال: يا رسول الله. إنّي لأتأخّر عن الصّلاة في الفجر ممّا يطيل بنا فلان فيها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال: (يا أيّها النّاس إنّ منكم منفّرين فمن أمّ النّاس فليتجوّز، فإنّ خلفه الضّعيف والكبير وذا الحاجة)([7])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن الشريعة الحكيمة لم تطالبك بقطع أصل الغضب، فذلك مستحيل، وغير ممكن، وكيف يكون ذلك وهو طبع من الطباع التي جبل عليها الإنسان، ولولاها لما استطاع تهذيب نفسه وإصلاحها؛ فغضبه على نفسه وسوء أخلاقها هو الذي يجره إلى مجاهدتها.

ولولاه لما جاهد الظالمين الذين يظلمون المستضعفين، كما قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } [النساء: 75]،وهل الجهاد سوى ذلك الغضب للمظلومين، والذي يدعو إلى حمايتهم وتخليصهم من المستكبرين؟

ولولا الغضب لم يتحرك قلب المسلم لنصرة أخيه في حال حاجته إليه، وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من أمرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلّا خذله الله في موطن يحبّ فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلّا نصره الله في موطن يحبّ نصرته) ([8])

ولولا الغضب لم تكن هناك تلك الغيرة الشرعية التي تجعل صاحبها يحافظ على عرضه، ولا يدعه عرضة للانتهاك، وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتعجبون من غيرة سعد، فوالله لأنا أغير منه، والله أغير منّي، من أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحبّ إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشّرين ومنذرين، ولا شخص أحبّ إليه المدحة من الله، من أجل ذلك وعد الله الجنّة)([9])

ولولا الغضب لم يتحرك المؤمن المحتسب لمواجهة المنكر.. ولهذا أثنى الإمام علي على أبي ذر الذي غضب في ذات الله على تلك التحريفات العظمية التي حصلت لدين الله، فقال مخاطبا له: (يا أبا ذر: إنك غضبت لله، فَارْجُ من غضبتَ له، إن القوم خافوك على دنياهم وخِفتَهُم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه واهرب بما خِفتَهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عما منعوك، ولو أن السماوات والأرض كانتا على عبد رتقاً، ثم اتقى الله، لجعل له منهما مخرجاً، ولا يُؤنِسنّك ألا الحق، ولا يُوحِشنّك إلا الباطل، فلو قبلت دنياهم لأحبوك، ولو قرضت منها لأمّنوك) ([10])

لكن إياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تبرر لنفسك غضبها، وتذكر أثناء ذلك ما كان من غضب الأنبياء عليهم السلام؛ فقد كان غضبهم لله تعالى، ولم يكن لأنفسهم، وكان مضبوطا بضوابط الشريعة، لا بنوازع الهوى، وقد ورد في الحديث: (ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أمرين إلّا اختار أيسرهما، ما لم يأثم، فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه، والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قطّ حتّى تنتهك حرمات الله فينتقم لله) ([11])

ولهذا؛ فإن تعديل الغضب يقتضي القدرة على التحكم فيه، حتى يصرف في محاله الصحيحة، وحتى لا يكون وبالا على صاحبه، وقد ورد في الحديث أن ذلك الرجل الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته: (لا تغضب)، قال: (ففكّرت حين قال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشّرّ كلّه)([12])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما أورده لك من الأدوية التي تجعلك تتحكم في غضبك؛ فتحركه متى تشاء، وتوقفه متى تشاء.. لتكون أنت ملك نفسك، وليس الشيطان الذي يراقب انفعالاتك وأهواءك لينحرف بك من خلالها.

العلاج المعرفي:

أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد الصادق ـ لإصلاح غضبك وتوجيهه الوجهة الشرعية المتناسبة مع الفطرة السليمة هي أن تعلم مضار الغضب، وخطورته عليك، وعلى شخصيتك، ونفسك، وحياتك في الدنيا والآخرة.. مثلما تفعل تماما مع الأغذية التي ترى خطرها؛ فتسرع لتحرم نفسك منها خشية أن تحرمك من الحياة، أو من بعض ملذاتها.

وقد قال الإمام الصادق معبرا عن الثمار التي ينتجها الغضب: (الغضب مفتاح كلّ شرّ)([13])

وشبه بعض الحكماء حال الإنسان عند الغضب بالسّفينة عند اضطراب الأمواج في لجّة البحر، (إذ في السّفينة من يحتال لتسكينها وتدبيرها وسياستها أمّا القلب فهو صاحب السّفينة وقد سقطت حيلته بعد أن أعماه الغضب وأصمّه، ويظهر ذلك على أعضائه وكلامه وفعاله) ([14])

ثم ذكر أنه (لو رأى الغضبان في حالة غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته واستحالة خلقته، وقبح الباطن أعظم من قبح الظّاهر فإنّ الظّاهر عنوان الباطن)

ثم ذكر الثمار المرة التي ينتجها الغضب، فقال: (وإنّما قبحت صورة الباطن أوّلا ثمّ انتشر قبحها إلى الظّاهر ثانيا، وأمّا في اللّسان فأثره بالشّتم والفحش الّذي يستحي منه قائله عند سكون الغضب فضلا عن تخبّط النّظم واضطراب اللّفظ، وأمّا أثره على الأعضاء فالضّرب والتّهجّم والتّمزيق والقتل للمغضوب عليه وإذا فلت منه بسبب عجز أو غيره فقد يرجع إلى صاحبه فربّما مزّق ثوب نفسه أو لطم وجهه وربّما ضرب بيده على الأرض. وأمّا أثره في القلب على المغضوب عليه فالحقد والحسد واضحا والسّوء والشّماتة بالمساءات)([15])

ولهذا قال الإمام الصادق: (الغضب ممحقة لقلب الحكيم)، وقال: (من لم يملك غضبه لم يملك عقله)([16])

وقال بعض الحكماء لابنه: (يا بنيّ لا يثبت العقل عند الغضب كما لا تثبت روح الحيّ في التّنانير المسجورة، فأقلّ النّاس غضبا أعقلهم، فإن كان لدنيا كان دهاء ومكرا وإن كان للآخرة كان حلما وعلما، فقد قيل: الغضب عدوّ العقل والغضب غول العقل)([17])

ولذلك لا تلتفت لأولئك الذين يبررون لأنفسهم سرعة غضبهم، ويعتبرونه جبلة جبلوا عليها؛ فما كان الله ليجبل عباده على الشر، وإنما هم الذين مكنوا لغضبهم، وربوه، وحولوه إلى ملك يتحكم فيهم، ولو أنهم واجهوه وعالجوه، لما تمكن منهم.

ولولا ذلك لم يكن لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرجل بالتحكم في غضبه أي معنى.. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستحيل عليه أن ينهى عن شيء لا يطاق.

وروي أن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بقوم يصطرعون، فقال: ما هذا؟ قالوا: فلان، ما يصارع أحدا إلّا صرعه، قال: (أفلا أدلّكم على من هو أشدّ منه؟ رجل كلّمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه) ([18])

ولهذا ورد في الحديث بيان فضل البشر بحسب تحكمهم في غضبهم، وقد قسمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك إلى أربعة أصناف؛ فقال: (ألا إنّ بني آدم على طبقات شتّى، فمنهم بطيء الغضب سريع الفيء، ومنهم سريع الغضب سريع الفيء فتلك بتلك، ألا وإنّ منهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء، ألا وشرّهم سريع الغضب بطيء الفيء)([19])

وهذا الحديث يدل على أن بإمكان الإنسان التحكم في غضبه، بحيث لا يغضب إلا في المواطن التي تستحق الغضب، وأنه بعد ذلك الغضب يمكنه أن يتحكم في مدته وكيفية التصرف فيه..

ومما يعينك على هذا ـ أيها المريد الصادق ـ معرفة أنواع الجزاء التي ينالها من يتحكمون في غضبهم، وأولها ما وصف به القرآن الكريم ذلك الجزاء العظيم الذي ينتظر المؤمنين الذين يغفرون عند غضبهم، والذي لا يساوي أمامه متاع الدنيا شيئا، قال تعالى:{ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [الشورى: 36، 37]

وبين سعة النعيم الذي ينتظر من وسعوا صدورهم، فلم يضيقها الغضب، ولم تخنقها الحدة، فقال: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133، 134]

فتمثل ـ أيها المريد الصادق ـ هذا الجزاء العظيم الذي ينتظر ذلك الذي يكظم غيظه، ويملك غضبه؛ فيكون أهدأ ما يكون عندما يستفز ويستثار..

وإن شئت، فتمثل نفسك، وكأنك في مسابقة لمن يكظمون غيظهم، وأن الفائز فيها ينال ملايين الدنانير من الذهب والفضة.. وسترى كيف تتحكم في نفسك طمعا في تلك الجائزة العظيمة، مع أن ما أعد الله للمتحكمين في غضبهم، والكاظمين لغيظهم أعظم بكثير.

وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله)([20])

وقال: (من أنظر معسرا أو وضع عنه وقاه الله من فيح جهنّم، ألا إنّ عمل الجنّة حزن بربوة (ثلاثا)، ألا إنّ عمل النّار سهل بشهوة، والسّعيد من وقي الفتن، وما من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلّا ملأ الله جوفه إيمانا) ([21])

فتأمل هذا المعنى ـ أيها المريد الصادق ـ فهو لا يمكن تقديره بثمن.. ذلك أنك في الوقت الذي تبتسم فيه أثناء استفزازك وإغضابك تكون محل قرب ومحبة من ربك..

وأضف إلى هذا ما ورد في الأحاديث من حرمان الكاظمين لغيظهم من العذاب، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كفّ غضبه كفّ الله عنه عذابه، ومن اعتذر إلى ربّه قبل الله عذره، ومن خزن لسانه ستر الله عورته)([22])

بل ورد ما هو أعظم من ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، وأمنا وإيمانا)([23])

وروي أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! أيّ النّاس أحبّ إلى الله تعالى؟ وأيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحبّ النّاس إلى الله تعالى أنفعهم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحبّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا، ومن كفّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتّى يتهيّأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام) ([24])

ولا يقتصر جزاء المتحكمين في غضبهم على ذلك الجزاء المعنوي الذي لا يقدر بثمن، بل قد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بعض الجزاء الحسي الذي ينالونه؛ فقال: (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عزّ وجلّ على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره من الحور ما شاء)([25])

ولهذا فإن ابتلاء الله تعالى لك ـ أيها المريد الصادق ـ بإيقاعك في المواقع التي تثير غضبك فرصة لك لتنال كل هذه الأجور العظيمة التي لا يمكن أن تنالها من دونها.. فابتهلها، واغتنمها، ولا تفرط فيها لأجل غضب يضرك أكثر مما ينفعك.. وقد روي عن الإمام الصادق أنه قال: (نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها فإنّ عظيم الأجر لمن عظم البلاء، وما أحبّ الله قوما إلّا ابتلاهم)([26])، وقال: (ما من عبد كظم غيظا إلّا زاده الله تعالى عزّا في الدّنيا والآخرة، وأثابه الله مكان غيظه ذلك)

فهذه الروايات تدل على أن الله تعالى يختبر عباده بأن يوقعهم في مثل تلك المحال التي تثير غضبهم، ليتميز الخبيث منهم من الطيب، مثلما ابتلى إبليس بالسجود لآدم عليه السلام، ولولا ذلك ما ظهر كبره وحسده.

ومما يروى عن لقمان في هذا قوله: (ثلاثة لا يعرفون إلّا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلّا عند الغضب ولا الشجاع إلّا عند الحرب، ولا تعرف أخاك إلّا عند حاجتك إليه)

ولهذا قال الإمام الكاظم: (اصبر على أعداء النعم فإنّك لن تكافئ من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه)([27])، وهي حكمة تدلك على أن عبوديتك لله تعالى في المواقف التي تثير غضبك هي أن تتحكم في نفسك، ولا تترك لها العنان لتمارس أهواءها، بل عليك حينها أن تذكر ربك، وتطبق شريعته في غضبك كما تطبقها في رضاك.

وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء؟ ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: (اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق) ([28])

فاجتهد ـ أيها المريد الصادق ـ لتستن بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غضبك ورضاك، فلا تترك في كليهما لنفسك هواها، بل تحكم شريعة ربك، وأخلاق نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، فالكمال في اتباع هديه، لا في اتباع هوى نفسك الأمارة.

ومما يعينك على ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ علمك برؤية الله لك عند غضبك، وتوليه الدفاع عنك، كما نص على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38]

وقد روي في تفسيرها عن الإمام الصادق أنه قال: (إنّ في التوراة مكتوبا: يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي فلا أمحقك فيما أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك)([29])

وروي أنه قال: (إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت وأنت أهل لما قلت ستجزى بما قلت، ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر الله لك إن أتممت ذلك، قال: فإن ردّ الحليم عليه ارتفع الملكان)([30])

وقد ورد في الحديث أن رجلا كان يشتم بعض الصحابة، وهو ساكت؛ فلمّا ابتدأ لينتصر منه قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنّك كنت ساكتا لمّا شتمني فلمّا تكلّمت قمت؟ قال: (لأنّ الملك كان يجيب عنك، فلمّا تكلّمت ذهب الملك وجاء الشيطان؛ فلم أكن لأجلس في مجلس فيه الشيطان)([31])

فتذكر عند غضبك ـ أيها المريد الصادق ـ هذان الملكان اللذان توليا الدفاع عنك والثناء عليك، ولا تجعلهما يرتفعان بسبب طيشك أثناء غضبك.

وإن نازعتك نفسك وذكرت لك أنك بشر، وأن للغضب حدودا، وأن من استغضب فلم يغضب فهو حمار، فذكرها بتلك النماذج التي جعلها الله حججا على خلقه، يقتدون بها، ويسلكون سبيلها، ومنهم المسيح عليه السلام، فقد روي أنه مرّ بقوم من اليهود فقالوا له شرّا، فقال لهم خيرا، فقيل له: (إنّهم يقولون شرّا وأنت تقول خيرا؟) فقال: كلّ واحد ينفق ممّا عنده.

ومنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد الحلماء الرحماء، وقد حدث أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه رداء نجرانيّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيّ فجبذه بردائه جبذة شديدة. نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أثّرت بها حاشية الرّداء من شدّة جبذته، ثمّ قال: يا محمّد! مر لي من مال الله الّذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضحك ثمّ أمر له بعطاء) ([32])

ومنهم الإمام الحسن؛ فقد روي أن شامياً رآه راكباً، فجعل يلعنه والحسن لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن إليه يبتسم في وجهه وقال: (أيها الشيخ، أظنك غريباً، ولعلك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك وإن كانت لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضعيفاً إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كثيراً).. فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه.. الله أعلم حيث يجعل رسالته… كنت أنت وأبـوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحب خلق الله إليّ، وَحَوّل رحله، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقداً لمحبتهم.

ومنهم الإمام السجاد الذي ضرب أروع الأمثلة في التحكم في الغضب، والحلم عنده، وقد روي أنه كان يقول: (ما أحبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النعم، وما تجرّعت جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكافي بها صاحبها)([33])

وروي أن رجلا سبّه؛ فرمى إليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم‏([34])، وقد قال بعضهم معلقا على هذا الموقف: (جمع له خمس خصال: الحلم وإسقاط الأذى، وتخليص الرّجل ممّا يبعده من الله وحمله على الندم والتوبة ورجوعه إلى المدح بعد الذّم، اشترى جميع ذلك بشيء من الدّنيا يسير)

وروي أن رجلا شتمه، فقصده بعض مرافقيه، ليرد عنه، فقال لهم: (دعوه فإنّ ما خفي منّا أكثر ممّا قالوا)، ثمّ قال له: أ لك حاجة يا رجل؟ فخجل الرجل، فأعطاه الإمام السجاد ثوبه، وأمر له بألف درهم، فانصرف الرجل صارخاً، وهو يقول: (أشهد أنّك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)([35])

وروي أنّ شخصاً آخر شتمه، فقال له: (يا فتى إنّ بين أيدينا عقبة كؤوداً؛ فإن جزت منها فلا أبالي بما تقول، وإن أتحيّر فيها فأنا شرّ ممّا تقول)([36])

وروي أن آخر سبّه، فسكت، فقال الرجل: إيّاك أعني، فرد عليه الإمام السجاد: (وعنك أغضي)([37])

وروي أنه مر يوما على قوم يغتابونه، فوقف عليهم، فقال: (إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم)([38])

العلاج السلوكي:

إذا عرفت كل هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وعزمت على أن تتحكم في غضبك، فعليك أن تستعين بربك، وتدرب نفسك بما تراه صالحا لها، كما روي عن بعضهم أنه كان شديد الغضب، وعندما أدرك خطره عليه، كتب ثلاث صحائف، فأعطى كل صحيفةٍ رجلاً، وقال للأول: إذا اشتد غضبي فقم إليّ بهذه الصحيفة، وقال للثاني: إذا سكن بعض غضبي فأعطنيها، وقال للثالث، إذا ذهب غضبي فناولنيها.. وكان في الصحيفة الأولى: أقصر، ما أنت وهذا الغضب؟ لست بِإله إنما أنت بشر!! أوشك أن يأكل بعضك بعضاً.. فيسكن بعض غضبه.. وكان في الصحيفة الثانية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء.. فيسكن بعض غضبه.. وفي الصحيفة الثالثة: خذ الناس بحق الله، فإنه لا يصلحهم إلاّ ذاك.. فلا يقرر أي قرار في حال غضبه يتنافى مع شريعة الله.

ولهذا كان الطريق الأمثل لعلاج الغضب هو ذكر الله.. فما ذكر الله في محل إلا خنس الشيطان، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201]، وبخلافهم الغافلين الذين {يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف: 202]

ولهذا روي في الحديث أنه استبّ رجلان عند النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأحدهما يسبّ صاحبه مغضبا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم)، لكن الرجل كان غويا مستكبرا، فعندما ذكر له هذا، قال: (إنّي لست بمجنون)([39])

ولهذا فإن ذكر الله هو العلاج الأكبر للغضب ، وقد روي عن الإمام علي أنه قال: (متى أشفي غيظي إذا غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام، فيقال لي: ألا صبرت، أم حين أقدر عليه، فيقال لي: لو عفوت)

ومن الأدوية التي يمكن استعمالها في حال الغضب الشديد، وخشية اتخاذ أي قرار خاطئ ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (علّموا ويسّروا ولا تعسّروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت)([40])

ومما يعين على الحد من الغضب في حال اشتعاله الاشتغال بأي شيء آخر، يجعل الذهن منصرفا عن الحالة التي كان فيها.. ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك قوله: (إنّ الغضب من الشّيطان، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ) ([41])

ومنها ما ورد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلّا فليضطجع)([42])

ومنها ما ورد عن الإمام الباقر أنه قال: (إنّ الرّجل ليغضب فما يرضى أبدا حتّى يدخل النار، فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فيجلس من فوره ذلك فإنّه سيذهب عنه رجز الشيطان، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسّه فإنّ الرّحم إذا مسّت سكنت)([43])

وقال: (إنّ هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في جوف ابن آدم وإنّ أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فإنّ رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك)([44])

ومن الأدوية التي يمكن استعمالها في هذا تذكر أي موقف من المواقف السيئة التي قد تغطي على ذلك الموقف، وخاصة إن كانت أسوأ منه، ومن الأمثلة على ذلك ما روي أن بعض الحكماء دخل على صديق له فقدّم إليه الطعام فخرجت امرأة الحكيم وهي سيّئة الخلق فرفعت المائدة، وأقبلت على شتم الحكيم، فخرج الصديق مغضبا فتبعه الحكيم وقال: أتذكر يوما كنّا في منزلك نطعم، فسقطت دجاجة على المائدة، وأفسدت ما عليها، فلم يغضب أحد منّا فقال: نعم فقال: (احسب‏ أنّ هذه مثل تلك الدّجاجة)، فسرّي عن الرّجل وانصرف وقال: (صدق الحكيم، الحلم شفاء من كلّ ألم)

وهكذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تكتشف آلاف الحيل التي تحمي عقلك من أن يتلاعب به الشيطان أثناء الغضب، وستجد من اللذة بعدها ما لا يعدله ذلك التهور الذي يدعوك إليه غضبك، ليجعلك كالمجانين تتصرف من غير وعي في أحلك الأوقات التي تحتاج فيها إليه.

هذه وصيتي إليك، فاجتهد في تدريب نفسك في العمل بها؛ فهي وإن كانت ثقيلة عليك، إلا أن عواقبها حميدة، فتذكر عواقبها ليخف على نفسك ثقلها.

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أنه لا يمكن لأحد أن يحسن خلقه من غير أن يتحكم في غضبه.. فلذلك اجتهد في أن يكون غضبك مثل شهوتك مثل حياتك جميعا ملكا لعقلك وشريعة ربك، لا لأهوائك، ولا للشياطين الذين يتربصون بك.


([1]) أبو داود( 4784)، و أحمد( 4/ 226)

([2]) إحياء علوم الدين ( 3/ 177)

([3]) المرجع السابق، ( 3/ 177)

([4]) البخاري [فتح الباري]، 10( 6114)، و مسلم( 2609)

([5]) مسلم( 867)

([6]) البخاري [فتح الباري]10( 6101)، و مسلم( 2356)

([7]) البخاري [فتح الباري]، 2( 704) و اللفظ له، و مسلم( 466)

([8])  أبو داود (4884) وأحمد (4/ 30)

([9])  البخاري [فتح الباري] 13 (7416) ، ومسلم (1499)

([10])  بحار الانوار 22/ 412.

([11])  البخاري[فتح الباري] 12 (6786) ومسلم (2327)

([12]) أحمد( 5/ 373)

([13])  الكافي ج 2 ص 303.

([14])  إحياء علوم الدين (3/ 184)

([15]) المرجع السابق، (3/ 184)

([16])  الكافي، ج 2 ص  306.

([17])  إحياء علوم الدين ( 177)

([18])  رواه البزار (2/ 439) برقم (2053)

([19]) الترمذي( 2191) و قال: هذا حديث حسن صحيح.

([20])  ابن ماجه (4189) وأحمد (2/ 128) برقم (6116)

([21])  أحمد (5/ 9- 10) رقم (3017)

([22])    الطبراني في الأوسط، مجمع الزوائد ج 8 ص 68.

([23])  ابن أبي الدنيا، وأبو داود ج 2 ص 548.

([24])  رواه الطبراني في الكبير (12/ 453)  

([25])  الترمذي (2021) ، وأبو داود (4777) واللفظ له، وابن ماجه (4186)

([26])  الكافي ج 2 ص 110.

([27])  الكافي، ج 2 ص 109 و 110.

([28])  رواه أبو داود.

([29])  الكافي ج 2 ص 306.

([30])  الكافي ج 2 ص 112.

([31])  أبو داود ج 2 ص 572.

([32])  البخاري[فتح الباري] 10 (6088) . ومسلم (1057)

([33])  الكافي ج 2 ص 109 و 110.

([34])  أورده الشعراني في الطبقات ج 1 ص 28.

([35])  مناقب آل أبي طالب: ج4 ص157.

([36])  المرجع السابق، ج4 ص157..

([37])  المرجع السابق،  ج4 ص157..

([38])  بحار الأنوار ، (46/ 62)

([39]) البخاري [فتح الباري]، 01( 6115) و اللفظ له، و مسلم( 2610)

([40]) أحمد( 1/ 239) و في رقم( 2136)

([41])  أبو داود (4784) وهذا لفظه، وأحمد (4/ 226)

([42]) أبو داود( 4782) ، أحمد( 5/ 152) ابن حبان( 3/ 450)

([43])  الكافي، ج 2 ص 302.

([44])  الكافي، ج 2 ص 302.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *