الإثم والعدوان

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن سر تقسيم النصوص المقدسة للذنوب والمعاصي إلى أنواع مختلفة، منها الصغير والكبير، والظاهر والباطن، والإثم والعدوان، واللمم وغيره.. ثم طلبت مني أن أحدثك خصوصا على الإثم والعدوان، كنموذج لأسرار ذلك التقسيم، باعتباره قد ذُكر في القرآن الكريم في مواضع متعددة، وهو ما يدل على أهميته، وضرورة معرفته لمن يريد تزكية نفسه.
وقد سرتني رسالتك كثيرا، وهي تدل على أنك تسير على المنهاج الصحيح في تزكية النفس، ذلك أن المصدر الأكبر للتزكية هو تلك النصوص المقدسة التي حوت كل قوانين التربية والتهذيب والتزكية، وخلت من كل ما قد ينحرف بالنفس ـ عند إرادتها التزكية ـ إلى ما يخرج بها عن الإنسانية والفطرة والجبلة التي جبلت عليها، مثلما حصل للكثير من المدارس التي اخترعت لنفسها من طرق التهذيب ما لم يأذن به الله؛ فأخرجت الإنسان عن إنسانيته، وانتكست بالفطرة عن طبيعتها التي خلقت عليها.
والسر في ذلك واضح، وهو أن العالم الأكبر بالنفس هو الله تعالى، ذلك أنه هو الذي خلق الإنسان، ويعلم خصائصه الظاهرة والباطنة، ولهذا كان أولى من يُرجع إليه في معرفتها، ومعرفة طرق تهذيبها وتزكيتها وترقيتها، مثلما يُرجع إلى صانع الآلة ومخترعها والخبير بإمكانياتها، وبما يحصل لها من عطب، وبما يؤول إليه أمرها.
ولهذا عقب الله تعالى خطابه للمؤمنين في قوله: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [الملك: 13]، بتعقيبين، أولهما قوله: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [الملك: 13]، أي أنه لا يسمع تلك الكلمات التي يقولونها فقط، وإنما يعلم المنابع النفسية التي نبعت منها، وهو المعبر عنها بـ [ذات الصدور]
والتعقيب الثاني قوله: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك: 14]، وهو استفهام تقريري يؤكد تلك الحقيقة التي أشرنا إليها من أن الصانع هو الأعلم بالصنعة، وأنه المرجع فيها، وكيف لا يكون كذلك، وهو اللطيف الذي يعلم دقائق الأشياء، الخبير الذي يعلم تفاصيلها.
ولهذا، فإن تلك التقسيمات التي وردت في القرآن الكريم للذنوب، والتي سألتني عنها ـ أيها المريد الصادق ـ ليست تقسيمات اعتباطية، وإنما هي تقسيمات دقيقة ومهمة، ولها تأثيرها الكبير في التزكية، ولذلك يحتاج السالك إلى التعرف عليها.
وهي تشبه كثيرا ما يقوم به الأطباء من تقسيم الأمراض إلى أقسام كثيرة، حتى يعالجوا كل قسم بما يتناسب معه، ومع الخصوصيات التي يتميز بها عن سائر الأقسام.
ومن تلك التصنيفات التي أشرتَ إليها في رسالتك ما ورد في القرآن الكريم من تقسيم الذنوب إلى ذنوب ظاهرة وذنوب باطنة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ﴾ (الأنعام:120)، فقد قسم الذنوب في هذه الآية إلى ذنوب ظاهرة وذنوب باطنة، وأمر بترك جميعها، حتى لا يكتفي المريد بتزكية ظاهره أو باطنه أو العكس.
وقريب منه ما ورد في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (لأعراف:33)
ومنها تصنيف الذنوب إلى كبائر وصغائر، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ (الشورى:37)
ومنها تصنيف الذنوب إلى إثم وفواحش، ثم كبائر ولمم، كما في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ (لنجم:32)
ومنها تصنيف الذنوب إلى صنفي الإثم والعدوان، وقد ورد ذلك في خمسة مواضع من القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ (البقرة:85)، وقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ (المائدة:2)، وقال: ﴿ وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة:62)، وقال: ﴿ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ﴾ (المجادلة:8)، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ﴾ (المجادلة:9)
وبما أنك طلبت مني أن أحدثك عن هذا التصنيف الأخير؛ فسأقتصر في هذه الرسالة عليه، لأمرين: أولهما طلبك العزيز علي، والذي لا أستطيع رفضه، وثانيهما لأن فهم هذا التقسيم سيؤدي لا محالة إلى فهم سائر الأقسام، لأنها مستوعبة فيهما ببعض الوجوه، أو بالكثير منها، ولهذا وقع الخلاف بين العلماء في التفريق بينهما بسبب ذلك.
ولعل أحسن الأقوال في هذا، وأقربها للمعنى القرآني، هو ما اتفق عليه العلماء من تقسيم الذنوب إلى قسمين: خاصة، ومتعدية.. ويقصدون بالخاصة تلك الذنوب التي يمارسها العبد بينه وبين نفسه من غير أن يكون لها أي أثر خارجي، ويقصدون بالذنوب المتعدية تلك التي يكون لها أثر خارجي، كما عبر عن ذلك بعضهم بقوله:(اعلم أنّ الذنوب تُقسم إلى ما بـين العبد وبـين الله تعالى، وإلى ما يتعلق بحقوق العباد.. فما يتعلق بالعبد خاصة كترك الصلاة والصوم والواجبات الخاصة به وما يتعلق بحقوق العباد كتركه الزكاة وقتله النفس وغصبه الأموال وشتمه الأعراض وكل متناول من حق الغير، فإما نفس أو طرف أو مال أو عرض أو دين أو جاه، وتناول الدين بالإغواء والدعاء إلى البدعة والترغيب في المعاصي وتهيـيج أسباب الجرأة على الله تعالى كما يفعله بعض الوعاظ بتغليب جانب الرجاء على جانب الخوف)([1])
وقد أشار إلى هذا التقسيم قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13]، وهي تشير إلى أن العصاة يوم القيامة لا يتحملون أعمالهم التي عملوها فقط، وإنما يتحملون أثقالا أخرى بسبب كونهم سببا فيها.
ويشير إليها كذلك قوله تعالى في الجمع بينهما: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام: 26]، وهو يشير إلى مبلغ الحقد الذي بلغه المشركون الذين لم يكتفوا بأن يرتكبوا الذنب الخاص الذي يتمثل في نأيهم ونفورهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودينه، وإنما أضافوا إليه نهي غيرهم عنه.
وأشار إليها ما ورد في الحديث من أن : (الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: ديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله، فأما الديوان الذي لا يغفره الله: فالشرك بالله، قال الله عز وجل: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72]، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، من صوم يوم تركه أو صلاة تركها، فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً: فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة)([2])
وعن الإمام علي أنه قال في بعض خطبه: (أيها الناس إن الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو ونخاف عليه .. أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا؛ فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذي لايغفر فظلم العباد بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف، ولو مسحة بكف، ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء؛ فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد عند أحد مظلمة، ثم يبعثهم الله إلى الحساب، وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العقاب) ([3])
ويمكنك من خلال هذا التقسيم ـ أيها المريد الصادق ـ أن تضم كل الأقسام الواردة في القرآن الكريم، كما قال تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120]، وبذلك فإن الإثم يمكن تقسيمه إلى ظاهر وباطن.. ومثله العدوان.. فسوء الظن الذي ورد النهي عنه في القرآن الكريم، والذي هو المقدمة لكل مظاهر العدوان، ينطلق من الباطن.. وبذلك يمكن تقسيم كل من الإثم والعدوان إلى هذه الأقسام.. وهكذا يمكن تقسيمها إلى كبائر وصغائر، وغيرها من التقسيمات.
وأنبهك ـ أيها المريد الصادق ـ ألا تستغرق في عالم الألفاظ، وتبني علومك عليها؛ فعالم الألفاظ وسيلة لا مقصد، والحقائق أعظم من أن يعبر عنها بها.. ولذلك إذا سمعت قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} [البقرة: 206]، أو قوله: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 120]، أو قوله: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ } [النور: 11]، أو قوله: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} [الشورى: 37]؛ فلا تفهم من [الإثم] فيها اقتصارها على الذنوب الخاصة دون الذنوب المتعدية؛ بل المقصود منها كل الذنوب؛ فكلها خاصة حتى تلك المتعدية.
وهكذا إذا سمعت الله تعالى يحذرك من العدوان، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]، وقوله: { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة: 229]، وقوله: { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]؛ فلا تفهم من [العدوان] فيها اقتصارها على الذنوب المتعدية؛ بل المقصود منها كل الذنوب؛ فكلها متعدية، وأول من تتعدى عليه الله تعالى.
إذا وعيت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاجتهد لتطهر أرض نفسك من الإثم والعدوان؛ فإنك إن طهرتها منهما طهرتها من كل الذنوب، وحينها تصبح طاهرا طيبا صالحا لأن تنبت فيك المكارم، فهي لا تنبت إلا في النفوس الطيبة الممتلئة بالإيمان.
فإذا تحركت نفسك لهذا؛ فعالج كل واحد منهما بما يتناسب معه، لتمحو الران الذي حجبك به عن حقيقتك، وعن المكارم التي أنزلك الله إلى الأرض لتكتسبها.
علاج الإثم:
أول علاج للإثم ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعلم أنه المنبع الذي تنبع منه كل الرذائل الخاصة والمتعدية؛ فمن تهاون فيما يسميه الذنوب الخاصة يوشك أن يقع في الذنوب المتعدية، ولذلك لا تلتفت لأولئك المرجئة الذين يغرونك عن نفسك، ويحقرون لك هذا النوع من الذنوب.. فلولاه لم تكن هناك ذنوب متعدية.
وكمثال مقرب لذلك [العجب] الذي هو باتفاق جميع الناس ذنب خاص.. فالشخص المعجب بنفسه لم يتعد على أحد، وإنما اكتفى بالإعجاب بنفسه..
لكن التهاون في هذا، سيجعله مغرورا.. ثم يجعله مستكبرا ينظر إلى غيره بازدراء واحتقار.. وذلك ذنب متعد.. ثم لا يكتفي بذلك، وإنما يتعامل معهم وفق موقفهم منه؛ فإن رأى في بعضهم عدم تقدير أو احترام له راح يحقد عليهم، وقد يحسدهم.. وكل ذلك يجره إلى كل أنواع الذنوب المتعدية.
ولو أن هذا الشخص بدأ بذلك الذنب القاصر، فعالجه، وأصلحه قبل أن يتجذر في نفسه لما تحول إلى ذنب متعد، يصعب علاجه.
ولهذا عندما ذكر القرآن الكريم الاستعاذة من الحسد قال: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [الفلق: 5]، وهو يشير إلى أن الحسد في بدايته هيئة نفسية مرتبطة بصاحبها فقط، لكنه يتحول بعد ذلك إلى حالة متعدية تؤذي غيرها.. ولهذا لم تكن الاستعاذة من أصل الحسد، وإنما من آثاره.
وهكذا، فإن الشيطان الرجيم كان يملك في نفسه تلك الآثام التي تمنعه من السجود، لكنها لم تظهر إلا في المواقف الخاصة بها.
ولهذا فإن الذي لا يراقب نفسه، أو يعيش في بيئة قد لا تسمح لأخلاقه بالظهور، لا يغتر بذلك، فيدعي طهارة نفسه من الإثم والعدوان، وإنما عليه أن يبحث عن أصولها في نفسه ليعالجها.
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تلجم نفسك عن آثامها قبل أن تتحول إلى ذنوب متعدية تفوح رائحتها الكريهة، وقد قال الشاعر:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة … وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ولهذا عندما نهانا الله تعالى عن الفواحش، وهي من أخطر الذنوب المتعدية، أمرنا بأن نجتنب مبادئها التي قد تكون ذنوبا خاصة، فقال:
{وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (الأنعام:151) .. وفيه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} (الاسراء:32)
فانظر ـ أيها المريد الصادق ـ كيف أن القرآن الكريم حذرنا من مجرد الاقتراب من الفواحش، لأن الاقتراب منها قد يوقع فيها، ولهذا ورد النهي عن كل الأسباب الدافعة لذلك حتى لو كانت ذنوبا خاصة.
فالتبرج بالزينة ليس ذنبا خاصا، ذلك أن كل من تقوم بذلك، تتحمل جرائر كل من ينظرون إليها من غير أن ينقص من ذنوبهم شيئا.
وهكذا فإن إطلاق البصر، وإن كان ذنبا خاصا إلا أنه قد يؤدي بصاحبه إلى الفاحشة، ويجره إليها من حيث لا يشعر، وقد ورد في وصية المسيح عليه السلام قوله: (قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، وأما أنا أقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه) (متى 5: 27، 28)
ولهذا ورد الأمر بغض البصر، لأنه الوسيلة الوحيدة لحفظ عفاف النفس وطهارتها؛ فمن تنجست عينه تنجست نفسه، ومن تنجست نفسه فاحت رائحته الكريهة، وتحول ذنبه من الإثم إلى العدوان، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (النور:30)
ومثل ذلك أمر النساء بغض البصر مثل الرجال، وعدم إبداء زينتهن إلا لمحارمهن، قال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31)
وكل هذا علاج للآثام قبل أن تتحول إلى معاص متعدية يصعب الفكاك منها.. ولهذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ اعتبار الآثام مرحلة من مراحل العدوان، والمسارعة في علاجها لا تحفظ الفرد فقط، وإنما تحفظ المجتمع أيضا.
ولذلك كان جرم أولئك المرجئة المهونين من الآثام خطيرا، ذلك أنهم يوفرون البيئة الحاضنة لكل الجرائم.. فالجريمة لا تبدأ من الخارج، وإنما تبدأ من النفس.. والخارج صدى الداخل.. ومن امتلأ بالصراع في داخله، فسيملأ بالصراع كل ما يحيط به شعر أو لم يشعر.
ولهذا ورد في النصوص المقدسة بيان العقوبات الشديدة التي ينالها تاركو الصلاة مع كونها في الظاهر إثما خاصا، وليست عدوانا.. لكن آثار تركها يمكن أن تملأ العالم كله بالخراب.
ولهذا ورد في الحديث الإخبار بأن (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل به ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك) ([4])
بل إن القرآن الكريم يشير إلى ذلك، بل يكاد يصرح به، قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45)
فالآية الكريمة تبين أن الصلاة هي العلاج الذي يحمي المجتمع من الفواحش والمنكرات، والذي يترك صلاته يشبه ذلك المجنون الذي لا يتناول دواءه، ثم يخرج إلى المجتمع ليملأه بما يأمره به جنونه.
ولهذا يأمر الله تعالى بالاستعانة بالصلاة لحفظ المجتمع من العدوان بأنواعه المختلفة، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة:45)، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة:153)
لذلك، فإن من يهون من أمر الصلاة باعتبارها من الآثام، والذنوب الخاصة لا يختلف عن ذلك الذي يهون من أمر متناولي المخدرات والمسكرات، باعتبارهم لا يفعلون ذلك إلا بأنفسهم.. مع أنه لولا وجودهم لما كان هناك من يتاجر بهما، ويدعو لهما.
وهكذا اعتبر القرآن الكريم الصيام علاجا للتقوى، ومن أهمل الصيام، أو احتقره باعتباره إثما خاصا، يجعل المجتمع خاليا منها.. وإذا خلى المجتمع من التقوى، أصبح مجتمع وحوش لا مجتمع بشر.. فالتقوى هي صمام أمان المجتمع.. ولذلك كان حفظها حفظ للمجتمع، وللدولة، وللأمة جميعا.
إذا علمت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاترك أولئك المشاغبين المنشغلين بالأماني الكاذبة، واقرأ كتاب ربك، وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، وما ورد فيهما من العقوبات الشديدة على الذنوب مهما كان نوعها، فهما الناصحان، ومن خالفهما فقد غشك.
وإن شئت مثالا لهذا من القرآن الكريم، فاقرأ قوله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28]، فقد أخبر الله تعالى أن اتباع سخط الله، وهو ما يمكن أن يكون في أي ذنب من الذنوب، سيؤدي لا محالة إلى إحباط الأعمال، وقد عقب الله تعالى الآية الكريمة بقوله: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } [محمد: 29]، وهي تشير إلى أن أمراض القلوب التي يعتبرونها من الذنوب الخاصة، قد تخرج في أي لحظة لتعبر عن نفسها على شكل ذنوب متعدية.
وإن شئت مثالا لهذا من السنة المطهرة، فاقرأ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا يضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه) ([5])
فالحديث يشير إلى أن لكل ذنب من الذنوب أثره الكبير في النفس، والذي قد يتحول إلى حجاب يحول بين القلب وبين رؤية الحقائق، حتى يتحول المنكر إلى معروف، والمعروف إلى منكر.
علاج العدوان:
إذا عرفت كل ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ ووعيته واستوعبته نفسك؛ فاعلم أنه لا يمكن علاج الذنوب المتعدية علاجا شاملا وكاملا وصحيحا إلا إذا بدأتها من مرحلتها الأولى التي هي مرحلة [الإثم]
فالذي يريد أن يتخلص من الكبر الذي هو أخطر الأمراض المتعدية، لا يمكنه أن يتخلص منه بطريقة صحيحة إلا إذا تخلص من المستنقعات التي تمده، وأولها العجب والغرور وغيرها.. فلا يمكن أن يتخلص من الكبر من جثا في محراب نفسه يعبدها من دون الله.
وهكذا، فإن الذي يحتقر ترك الصلاة، أو التهاون فيها، باعتبارها من الآثام، يوشك أن يقع في كل الجرائم.. مع أن ترك الصلاة ليست ذنبا خاصا فقط، بل هو ذنب متعد، لأنها عدوان على الله، وجحود لفضله، وتكذيب لأمره، واحتقار لما أمر بالتشدد فيه، ولذلك قرن الله تعالى التعامل السيئ مع الصلاة بالتعامل السيئ مع الخلق، فقال: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)} [الماعون: 4 – 7]
فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن المتهاونين في الصلاة المرائين بها، يمنعون المعونات عن غيرهم، وهو من أخطر الذنوب المتعدية.
ولهذا ورد في القرآن الكريم النهي عن التعاون على الإثم والعدوان، كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، ذلك أن الذي يعين غيره على ذنب خاص، أو يوفره له، أو ييسر عليه ممارسته، يوشك أن ينتكس بشخصيته، ليحوله إلى مجرم لا يقتصر إجرامه على نفسه، وإنما يتعداها إلى غيره.
بالإضافة إلى كل ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن خطر الذنوب المتعدية يفوق كثيرا خطر الذنوب الخاصة، مع كون كليهما ذنوبا وخطايا.
ذلك أن صاحب الذنب الخاص، يمكنه أن يتوب إلى الله تعالى في أي لحظة، ويصحح أخطاءه التي وقع فيها، بينما صاحب الذنب المتعدي يحتاج إلى أن يمر على كل من آذاهم، ليستحلهم، لا ليمحو تلك الذنوب التي سجلت عليه بسببهم فقط، وإنما ليمحو آثار دعواتهم عليه، والتي قد تحول بينه وبين التوبة.
لذلك ورد التحذير الشديد من الذنوب المتعدية، لأن إصلاحها أو تصحيحها يحتاج جهدا كبيرا مضاعفا، قد لا يحتاج مثله صاحب الذنب الخاص.
ولهذا شرط القرآن الكريم الكثير من الشروط لمن يريدون التوبة من كتمان الهدى الإلهي، وهو من أخطر الذنوب المتعدية، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 159، 160]
فالآية الكريمة تخبر أن الله تعالى لا يتوب عليهم، بمجرد التوبة والندم فقط، وإنما شرطت شرطان إضافيان، أولهما الإصلاح، أي إصلاح ما أفسدوه بكتمانهم.. والثاني البيان.. أي الاعتراف والإقرار والتصريح بالكتمان.. وعدم الاكتفاء بالإصلاح من دون الاعتراف.
ولهذا نرى المصادر المقدسة تبين خطر الذنوب المتعدية، لأن التوبة منها تحتاج جهدا كبيرا مضاعفا، وتبعاتها قد لا يمكن تحملها، خاصة إذا انتشر العدوان، ولم يتمكن التائب من الوصول إلى كل من آذاهم، وحينها تبقى توبته قاصرة، ولو بذل فيها كل جهده، ذلك أن كل من لم يستطع أن يستحلهم، يطالبونه يوم القيامة بما ارتكبه في حقهم، حتى لو تاب منه في الدنيا.
ولذلك لا تسمع ـ أيها المريد الصادق ـ لأولئك الذين يكذبون عليك، ويمنونك بأن مجرد توبتك تكفي لمحو سيئاتك، فهؤلاء لم يسمعوا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثمَّ دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه)([6])
وقد اعتبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الواقع في أمثال هذه الذنوب مفلسا، وإن جاء بجبال من الحسنات، لأنها سرعان ما توزع على الذين ظلمهم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أتدرون من المفلس؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)([7])
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب ولكن سيرضى منكم بما هو دون ذلك بالمحقّرات وهي الموبقات، فاتّقوا الظلم ما استطعتم فإنّ العبد ليجيء يوم القيامة بأمثال الجبال من الطاعات فيرى أنّها ستنجينّه، فما يزال عبد يجيء فيقول: يا ربّ إنّ فلانا ظلمني بمظلمة فيقال: امح من حسناته، فما يزال كذلك حتى ما يبقى له من حسناته شيء، وإنّ مثل ذلك مثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرّق القوم فاحتطبوا فلم يلبثوا أن أوقدوا نارهم وصنعوا ما أرادوا وكذلك الذّنوب)([8])
فاسمع ـ أيها المريد الصادق ـ لهذه الأحاديث بأذن قلبك، وإياك أن تترك نبيك صلى الله عليه وآله وسلم الحريص عليك وعلى مصالحك وسعادتك، لتسمع لأولئك الذين يمنونك الأماني الكاذبة؛ فهم لا يختلفون عن الشيطان الذي غر أباك آدم؛ فأكل من الشجرة، وكانت سبب خروجه من الجنة.
فاحذر أن يخرجوك من الجنة التي أعدها الله لك.. والتي لا يدخلها إلا الطيبون
الطاهرون الذين عظموا حق الله، وعرفوا خطر الذنوب، ولم يستهينوا بشيء منها..
فوردوا القيامة مخفين، من دون أثقال ولا أوزار؛ فتحقق لهم الفوز في الدنيا والآخرة.
([1]) إحياء علوم الدين: 4/36.
([2]) رواه أحمد (6/ 240) (26073)، والحاكم (4/ 619). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
([3]) بحار الأنوار: 6/ 29.
([4]) رواه أبو داود (864)، والترمذي (413)، والنسائي (1/ 232)، وابن ماجه (1425)
([5]) رواه مسلم وغيره.
([6]) رواه البخاري (6534)
([7]) رواه مسلم رقم (2581)، والترمذي رقم (2420).
([8]) قال العراقي في [تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (6/ 2690)]: رواه أحمد بإسناد حسن، ورواه أبو يعلى والخرائطي في مساوئ الأخلاق والطبراني في الكبير والحاكم والضياء.