المخلّص الموعود

المخلّص الموعود
سيدي يا رسول الله.. أيها المخلّص الموعود الذي بشرت به الأنبياء، وحن له الأولياء، وتحركت قلوب كل الأجيال شوقا إليه.. بل تمنت الأنبياء أن تكون من أمته، وتظفر بصحبته، وتلقى الله، وهي في ركابه.
فأنت الهدية الكبرى التي أعدها الله للبشرية، ووعدها بها، ليقضى بها على كل التحريفات والتغييرات التي حصلت للأديان، وتسربت إليها من لدن معسكر الشيطان.
سيدي.. لو أن كل أصحاب الأديان، تخلوا عن أنانيتهم وحرصهم على مصالحهم، وراحوا إلى كتبهم يستنطقونها، ويسألونها عنك، لوجدوك أقرب إليهم من المسلمين أنفسهم.. فقد أقام الله الحجة عليهم من كتبهم.. فمن شاء أن يجدك فيها وجدها، ومن شاء أن يتبع هواه، ويغض الطرف عنك فعل، ولم يكن إلا ملوما، لأنه أعرض عنك، وأعرض عن الحجج التي أقامها الله لك، وفي الكتب التي يقدسها.
وقد أخبر الله تعالى عن أولئك الصادقين الذين أسرعوا إليك بمجرد علمهم بك، بعد أن رأوا فيك كل ما ورد في كتبهم، فقال مثنيا عليهم: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الأعراف: 157]
ومنهم عبد الله بن سلام ذلك الذي بمجرد أن رآك، وسمع حديثك، وقارنه بما ورد في كتب اليهود، علم أنك النبي الموعود، وقد قال يحدث عن نفسه: ( أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة انجفل ( أسرع ) الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلمّا تأملت وجهه، واستثبته علمت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب!، وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال: أيها الناس! أفشوا السّلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام )
ولم يكتف بذلك، بل راح يسألك بالعلم الذي لا يجده إلا في كتبهم؛ فلما رأى أنك الموعود الحقيقي، راح يشهد لك بالنبوة، ويقول لك: (يا رسولَ اللهِ، إن اليهود قوم بُهْت، فاسألهم عنِّي قبل أن يعلموا بإسلامي)
فلما جاء اليهود، وقلت لهم: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟!، قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا.. فقلت لهم ـ لتقيم الحجة عليهم بمن يعتبرونه حبرهم وعالمهم المفضل ـ: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟!.. فقالوا: أعاذه الله من ذلك.. وحينها خرج إليهم عبد الله وهو يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله)، حينها تغير موقفهم منه وقالوا: (شرُّنا وابن شرِّنا)، وتنقصوه، فقال عبد الله بن سلام: (هذا ما كنتُ أخاف يا رسولَ الله )
ولم يكن عبد الله بن سلام هو الوحيد الذي تواضع للحق الذي رآه وسمعه وقرأه في كتبه التي يقدسها، وإنما يوجد أمثاله الكثير من الذين كانوا أئمة في أديانهم، لكنهم عندما رأوك في كتبهم راحوا يخلعون ثوب العناد، ويتبعونك.
لقد أنزل الله تعالى في عبد الله بن سلام وغيره من الذين تركوا العناد، واتبعوك قوله: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 113 – 115]
بل إنه أثنى على كل من فعل ذلك، وفي كل الأجيال ثناء عظيما، فقال: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 82، 83]
أما المعاندون، الذين رددوا ما ردد المشركون حين قالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]، والذين رد الله تعالى عليهم بقوله: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32]، فقد أبوا التسليم لك، لا لكون الصفات الواردة في كتبهم لا تنطبق عليك، وإنما لكونهم كانوا يرغبون أن تكون من قوم غير القوم الذين ظهرت فيهم..
لقد أشار القرآن الكريم إلى هؤلاء المعاندين، فقال: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 89 – 91]
وقد ذكر المؤرخون الكثير من الروايات التي تبين سر قدوم اليهود لبلاد العرب، وخصوصا للمدينة المنورة، لعلمهم أنها البلاد التي ستهاجر إليها، ولذلك أسرعوا إليها، ليستأثروا بك من دون الناس.. لكنهم ـ لحسدهم وبغيهم وكبرهم ـ راحوا يحاربونك، مثلما حارب إبليس آدم حسدا وكبرا.
لقد حدث بعضهم قال: (قدم علينا رجل من الشام، من يهود يقال له ابن الهيبان فأقام عندنا، واللَّه ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه، فقدم علينا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسنين، فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول: يا ابن الهيبان اخرج فاستق لنا. فيقول: لا واللَّه حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة. فنقول: كم؟ فيقول: صاع من تمر أو مدين من شعير. فنخرجه ثم يخرج إلى ظاهر حرتنا ونحن معه فيستقي فو اللَّه ما يقوم من مجلسه حتى تمر السحاب. قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة. فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه فقال: يا معشر يهود ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قالوا: أنت أعلم. قال: فإنه إنما أقدمني هذه البلدة أتوكف خروج نبي قد أظل زمانه هذه البلاد مهاجرة فأتبعه فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود.. ثم مات. فلما كانت الليلة التي فتحت فيها قريظة قال أولئك الفتية ـ وكانوا شبابا أحداثا ـ يا معشر يهود واللَّه إنه الذي ذكر لكم ابن الهيبان. فقالوا: ما هو به. قالوا: بلى واللَّه إنها لصفته. ثم نزلوا فأسلموا وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم في حصن مع المشركين، فلما فتح رد ذلك عليهم)([1])
وحدث آخر قال: حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم هل فيهم أحد من أهل الحرم؟ فقلت: نعم أنا. قال: هل ظهر أحمد؟ قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء مخرجه من الحرم ومهاجرة إلى نخل وحرّة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه. قال الراوي: فوقع في قلبي ما قال. فقدمت مكة فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: (نعم محمد بن عبد الله الأمين تنبأ)([2])
وحدث ثالث، فقال: واللَّه لقد علمت أن محمدا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يبعث، فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: فزعنا إلى كاهن لنا في أمر نزل بنا، فقال الكاهن: أقسم بالسماء ذات الأبراج والأرض ذات الأدراج والريح ذات العجاج إن هذا لإمراج ولقاح ذي نتاج. قالوا: وما نتاجه؟ قال: ظهور نبي صادق بكتاب ناطق وحسام ذالق، قالوا: أين يظهر وإلام يدعو؟ قال: يظهر بصلاح ويدعو إلى فلاح ويعطل الأقداح، وينهى عن الراج والسفاح وعن كل أمر قباح، قالوا: ممن هو؟ قال من ولد الشيخ الأكرم حافر زمزم ومطعم الطير المحرّم والسباع الضرم. قالوا: وما اسمه؟ قال: محمد، وعزه سرمد، وخصمه مكمد([3]).
وقال رابع: (إن مما دعانا إلى الإسلام، مع رحمة الله تعالى وهداه لنا، لما كنا نسمع من رجال يهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون، قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم. فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أجبناه، حين دعانا إلى الله تعالى، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به، فبادرناهم إليه، فآمنا به، وكفروا به، ففينا وفيهم نزل هؤلاء الآيات من البقرة: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89])([4])
وقال خامس: ( كان لنا جار من اليهود بالمدينة فخرج علينا قبل البعثة بزمان فذكر الحشر والجنة والنار، فقلنا له: وما آية ذلك؟ قال خروج نبي يبعث من هذه البلاد ـ وأشار إلى مكة ـ فقالوا متى يقع ذلك؟ قال فرمى بطرفه إلى السماء وأنا أصغر القوم، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال فما ذهبت الأيام والليالي حتى بعث الله تعالى نبيه، وهو حي ـ أي اليهودي ـ فآمنَّا به وكفر هو بغياً وحسداً )([5])
وقال سادس: (كنا ويهود فينا كانوا يذكرون نبيا يبعث بمكة اسمه أحمد، ولم يبق من الأنبياء غيره، وهو في كتبنا، وما أخذ علينا منه، وصفته كذا وكذا، حتى يأتوا على نعته قال: وأنا غلام وما أرى أحفظ، وما أسمع أعي، إذ سمعت صياحا من ناحية بني عبد الأشهل، فأرى قوما فزعوا وخافوا أن يكون أمر حدث، ثم خفي الصوت، ثم عاد، فصاح، ففهمنا صياحه: يا أهل يثرب، هذا كوكب أحمد الذي ولد به. قال: فجعلنا نعجب من ذلك، ثم أقمنا دهرا طويلا، ونسينا ذلك، فهلك قوم، وحدث آخرون، وصرت رجلا كبيرا، فإذا مثل ذلك الصياح: يا أهل يثرب، قد خرج أحمد وتنبأ، وجاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام، فلم ألبث أن سمعت أن بمكة رجلا خرج يدعي النبوة، وخرج من خرج من قومنا، وتأخر من تأخر، وأسلم فتيان منا أحداث، ولم يقض لي أن أسلم، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة)([6])
وقال سابع: (جئت بني عبد الأشهل يوما، لأتحدث فيهم، ونحن يومئذ في هدنة من الحرب، فسمعت يوشع اليهودي يقول: أظل خروج نبي، يقال له أحمد يخرج من الحرم، فقال له خليفة بن ثعلبة الأشهلي كالمستهزئ به: ما صفته؟ قال: رجل ليس بقصير، ولا بالطويل، في عينيه حمرة، يلبس الشملة، ويركب الحمار، سيفه على عاتقه، وهذا البلد مهاجره. قال: فخرجت إلى قومي بني خدرة، وأنا يومئذ أتعجب مما قال، فأسمع رجلا يقول: ويوشع يقول هذا وحده، كل يهود يثرب تقول هذا؟ قال أبي مالك بن سنان: فخرجت حتى جئت بني قريظة، فأجد جمعا، فتذاكروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال الزبير بن باطا: قد طلع الكوكب الأحمر الذي لم يطلع إلا بخروج نبي وظهوره، ولم يبق أحد إلا أحمد، وهذه مهاجره قال أبو سعيد: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة أخبره أبي هذا الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أسلم الزبير وذووه من رؤسائهم كلهم له تبع)([7])
وهكذا ورد في الأخبار الكثيرة المتواترة ما يدل على سبب تركهم لبلاد الشام ذات الجو الطيب، والغنى الوافر، وهجرتهم إلى تلك الصحارى القاحلة.. وكل ذلك طلبا لك، لعلمهم بأنها البلاد التي ستظهر فيها.
لقد رحت ـ سيدي ـ أطالع الكتب المقدسة التي تتبناها الأديان جميعا.. فوجدت البشارة بك واضحة ظاهرة لا ينكرها إلا الجاحدون.. وكان من أكبر أدلة انطباقها عليك أن الذين استخرجوها، وفسروها، وبينوا انطباقها عليك رجال من أهل تلك الأديان([8]).
وعندما طرحت عني كل جلابيب التقليد، وقيوده، ورحت أقرؤها بعقل المحقق المدقق، وجدت الأمر كما ذكروا، فهي تذكرك، بل تسميك في بعض المواضع باسمك الذي يعرفك به الناس.. لكن الجاحدين راحوا يحتالون على ذلك بأصناف الحيل حتى يصرفوا تلك البشارات عنك.
لقد وجدت في التوراة التي يتبناها اليهود والنصارى جميعا، وفي سفر التكوين وصية يعقوب عليه السلام لبنيه قبل وفاته .. عندما طبقتها بحروفها وكلماتها على من يمكن أن تصدق عليه، لم أجد غيرك سيدي، لقد ورد في سفر التكوين (49/10): (ثم دعا يعقوب بنيه، وقال اجتمعوا أبارك فيكم، وأخبركم بما ينالكم في آخر هذه الأيام، اجتمعوا واسمعوا ذلك يا بني يعقوب، واقبلوا من إسرائيل أبيكم.. لا يزول القضيب من يهوذا، والرسم من تحت أمره، إلى أن يجئ شيلوه، وإليه تجتمع الشعوب)([9])
إن هذه النبوة ـ سيدي ـ لا يمكن أن تنطبق على أحد غيرك.. فالتعابير المجازية الواردة فيها تدل على أنك تجمع بين الحكم والنبوة، وأنك صاحب الصولجان والشريعة، وأنك تملك حق التشريع والتنفيذ، وتخضع لك الشعوب.. وهذا لم يتحقق في التاريخ لنبي، أو مدعي نبوة غيرك.
فلا يمكن أن تنطبق هذه البشارة على موسى عليه السلام، لأنه أول منظم لأسباط بني إسرائيل، ولا في حق داود عليه السلام، لأنه أول ملك فيهم.
وهكذا وجدت بشارة موسى عليه السلام بك، فقد ورد في التوراة أنه عندما نزل من جبل الطور بعد ما كلمه ربه قال مخاطباً بني إسرائيل:(قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا، أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي. وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصِر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه) (التثنية 18 / 17 – 22)
وهذه البشارة لا يمكن أن تنطبق على غيرك، ولذلك ذكرها كل المهتدين إليك من الذين خرجوا من التقليد، وقرؤوا كتبهم بعين الإنصاف.
وكيف لا يفعلون ذلك واليهود مجمعون على أن جميع الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل من بعد موسى لم يكن فيهم مثله.. فلا أحد من أنبياء بني إسرائيل أتى بشرع خاص تتبعه عليه الأمم من بعده.. فهذه الصفة لا تنطبق إلا عليك، لأنك من إخوتهم العرب، وقد جئت بشريعة ناسخة لجميع الشرائع السابقة، وتبعتك الأمم عليها، فأنت في هذه النواحي تشبه موسى عليه السلام.
بالإضافة إلى هذا، فإن تلك البشارة تنص على أن النبي الذي يقيمه الله لبني إسرائيل ليس من نسلهم، ولكنه من إخوتهم، وكل نبي بعث من بعد موسى عليه السلام كان من بني إسرائيل وآخرهم عيسى عليه السلام، فلم يبق رسول من إخوتهم سواك.
بالإضافة إلى هذا، فإن الكتاب المقدس ينص على أن إسماعيل وذريته كانوا يسمون إخوة لبني إبراهيم عليه السلام، لأن الله قال في التوراة لهاجر ـ حسب رواية العهد القديم ـ عن ابنها إسماعيل: (بأنه قبالة إخوته ينصب المضارب) كما دعى إسحاق وذريته إخوة لإسماعيل وذريته.
وهكذا يصيح كل حرف وكلمة في تلك البشارة بالدلالة عليك.. لكن لا يمكن أن يرى ذلك غير الصادقين المخلصين الباحثين عن الحقيقة المتجردين لها.
وهكذا وجدت نبي الله إشعيا يبشر بك، بل يؤرخ لك؛ فسفره مملوء بالحديث عنك، ومن قرأه بعين التجرد رآك في كل حرف من حروفه..
لقد قال في بعض بشاراته عنك: (قال لي السيد: اذهب أقم الحارس، ليخبر بما يرى، فرأى ركاباً أزواج فرسان، ركاب حمير، ركاب جمال، فأصغى إصغاء شديداً، ثم صرخ كأسد: أيها السيد أنا قائم على المرصد دائماً في النهار، وأنا واقف على المحرس كل الليالي، وهوذا ركاب من الرجال، أزواج من الفرسان.فأجاب وقال: سقطت، سقطت بابل وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها إلى الأرض.. يا دياستي وبني بيدري، ما سمعته من رب الجنود إله إسرائيل أخبرتكم به، وحي من جهة دومة. صرخ إلي صارخ من سعير: يا حارس ما من الليل، يا حارس ما من الليل. قال الحارس: أتى صباح وأيضا ليل، إن كنتم تطلبون فاطلبوا. ارجعوا تعالوا، وحي من جهة العرب: ستبيتين في صحاري بلاد العرب يا قوافل الددانيين، فاحملوا يا أهل تيماء الماء للعطشان، واستقبلوا الهاربين بالخبز، لأنهم قد فروا من السيف المسلول، والقوس المتوتر، ومن وطيس المعركة. لأنه هذا ما قاله لي الرب: في غضون سنة مماثلة لسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار، وتكون بقية الرماةالأبطال من أبناء قيدار، قلة. لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم) (إشعيا 21/ 6 – 17)
إن كل حرف من هذه النبوءة يشير إليك، ويدل عليك، ولا يمكن فهمه ولا فهم مصاديقه إلا بتطبيقها عليك([10]).
أما المسيح عليه السلام، فقد امتلأت الأناجيل التي وصلتنا بالحديث عنك، وكلها تبشر بك، ليتحقق فيها مصداق قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف: 6]
لقد ورد في إنجيل يوحنا قول المسيح موصياً تلاميذه بك: (إن كنتم تحبونني، فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر، ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم.. إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده نصنع منـزلاً.. الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني، بهذا كلمتكم وأنا عندكم، وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم.. قلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون، لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء) (يوحنا 14/15 – 30)
وفي إنجيل متى ولوقا، نقرأ المسيح عليه السلام وهو يصفك بدقة لحوارييه، لقد قال لهم: (اسمعوا مثلاً آخر، كان إنسان رب بيت، غرس كرماً، وأحاطه بسياج، وحفر فيه معصرة وبنى برجاً، وسلمه إلى كرامين وسافر.. ولما قرب وقت الإثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره، فأخذ الكرامون عبيده، وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً، ثم أرسل إليهم أيضاً عبيداً آخرين أكثر من الأولين، ففعلوا بهم كذلك.. فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً:يهابون ابني، وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث، هلموا نقتله ونأخذ ميراثه، فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم، وقتلوه.. فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين؟ قالوا له: أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياً، ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطون الأثمار في أوقاتها.. قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره، ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه.. ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم)(متى 21/33 – 45)، (لوقا 20/9 – 19)
وفي إنجيل متى قال المسيح متحدثا عن تأخر زمان ظهورك عن النبوات السابقة، وأن ذلك لن يمنع عظيم الأجر والثواب لأمتك: (فإن ملكوت السماوات يشبه رجلاً رب بيت خرج مع الصبح ليستأجر فَعَلة لكرمه، فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم وأرسلهم إلى كرمه، ثم خرج نحو الساعة الثالثة، ورأى آخرين قياماً في السوق بطالين، فقال لهم: اذهبوا أنتم أيضاً إلى الكرم فأعطيكم ما يحق لكم، فمضوا.. وخرج أيضاً نحو الساعة السادسة والتاسعة وفعل ذلك.. ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج ووجد آخرين قياماً بطالين، فقال لهم: لماذا وقفتم ههنا، كلَّ النهار بطالين؟ قالوا له: لأنه لم يستأجرنا أحد. قال لهم: اذهبوا أنتم أيضاً إلى الكرم فتأخذوا ما يحق لكم.. فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله: ادع الفعلة وأعطهم الأجرة مبتدئاً من الآخرين إلى الأولين.. فجاء أصحاب الساعة الحادية عشرة وأخذوا ديناراً ديناراً، فلما جاء الأولون ظنوا أنهم يأخذون أكثر، فأخذوا هم أيضاً ديناراً ديناراً، وفيما هم يأخذون تذمروا على رب البيت قائلين: هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة، وقد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر.. فأجاب وقال لواحد منهم: يا صاحب ما ظلمتك، أما اتفقت معي على دينار؟ فخذ الذي لك واذهب، فإني أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك. أو ما يحل لي أن أفعل ما أريد بمالي أم عينك شريرة لأني أنا صالح! هكذا يكون الآخرون أولين، والأولون آخرين، لأن كثيرين يُدعَون، وقليلون ينتخبون)(متى 20/1 – 16)
إن المسيح عليه السلام ـ من خلال هذا المثال ـ يهيء النفوس لتقبلك، وأنك مع كونك خاتم الرسل إلا أن الله برحمته وهب لك ولأمتك من الفضل ما لم ينله غيركم.. فالآخرون هم الأولون السابقون كما قال المسيح.
لقد أشرت إلى هذا ـ سيدي رسول الله ـ فقلت: (نحن الآخرون السابقون)([11]) ، وضربت عليه مثالا لا يختلف كثيرا عن مثال المسيح، فقلت مخاطبا أمك ـ مبشرا بما أعد الله لها من الأجر العظيم إن هي صدقت في اتباعك ـ: (مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال: من يعمل لي غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط، فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم. فغضبت اليهود والنصارى فقالوا: مالنا أكثر عملاً وأقل عطاءً؟ قال: هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء)([12])
وغيرها من البشارات الكثيرة التي لا تنطبق إلا عليك، ومن أكبر دلائل ذلك تسليم الأحبار والرهبان الصادقين لها، واتباعهم لك.
بل إنني ـ سيدي ـ عندما تركت كتب اليهود والنصارى، ورحت أقرأ غيرها من الأسفار المقدسة لأهل الأديان المختلفة، وجدتك فيها، ليقيم الله الحجة عليهم بك، وفي مصادرهم التي يعتمدونها.
لقد قرأت سيدي في كتاب (أدروافيدم أدهروويدم) وهو كتاب مقدس عند الهندوس.. وفي [الجزء العشرين منه، الفصل 127، الفقرة 1-3 ] هذه البشارة: (أيها الناس اسمعوا وعوا يبعث المحمد بين أظهر الناس.. وعظمته تحمد حتى في الجنة ويجعلها خاضعة له وهو المحامد)
وقرأت في (بفوشيا برانم) بهوشى برانم.. [في الجزء3، الفصل3، العبارة 5 وما بعدها] هذه البشارة:(في ذلك الحين يبعث أجنبي مع أصحابه باسم محامد الملقب بأستاذ العالم، والملك يطهره بالخمس المطهرات).. فهذا نص صريح لا يمكن انطباقه إلا عليك، وفي قوله (الخمس المطهرات) إشارة إلى الصلوات الخمس التي يتطهر بها المسلم من ذنوبه كل يوم([13]).
وقرأت في كتاب (بفوشيا برانم)، وصف لأصحابك.. حيث ذكر أنهم (الذين يختتنون، ولا يربون القزع، ويربون اللحى، وهم مجاهدون، وينادون الناس للدعاء بصوت عال، ويأكلون أكثر الحيوانات إلا الخنزير، ولا يستعملون الدرباء([14]) للتطهير، بل الشهداء هم المتطهرون، ويسمون بمسلي([15]) بسبب أنهم يقاتلون من يلبس الحق بالباطل، ودينهم هذا يخرج منا، وأنا الخالق)
وقرأت في بعض كتب الزرادشتيين: (إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون، وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام، ويومئذ يصبحون هم أتباع النبي رحمة للعالمين، وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ([16])..وإن نبيهم ليكونن فصيحاً يتحدث بالمعجزات)([17])
هذا بعض ما حفظ لنا من بشارات، وهي كثيرة جدا.. فكل الأنبياء والأولياء والأصفياء، كانوا يشيرون إليك، ويتحدثون عنك، ويبشرون بك..
فوا بشرانا بأن حظينا بأن نكون من أمتك، ونحظى باتباعك.. فأسألك يا سيدي يا رسول الله .. يا وسيلة الله العظمى.. أن تجعلني من الصادقين في اتباعهم لك، حتى لا أكون كأولئك الجاحدين الذين عرفوك، واستيقنوا بنبوتك، ولكن كبرهم حال بينهم وبينك.
وأسألك ـ سيدي ـ وأتوسل بك إلى الله، أن
يرزقني من التواضع والتسليم ما يجعلني بين يديك كالريشة في مهب الريح يحركها حيث
يشاء، أو كالميت بين يدي الغسال، لا يملك شيئا من أمره.. حتى أتحقق بما ذكره الله
تعالى، فقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ
يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]
([1]) رواه البيهقي، انظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (2/ 192)
([2]) رواه ابن سعد والبيهقي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (2/ 193)
([3]) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (2/ 192)
([4]) سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 211)
([5]) ه البخاري في “التاريخ الكبير” 4/68-69، والطبراني في “الكبير” (6327) ، والحاكم 3/417-418، وأبو نعيم في “الدلائل” (34).
([6]) دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 77)
([7]) دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 79)
([8]) هم كثيرون جدا، أشرت إليهم في كتابي [قلوب مع محمد a] ومنهم علي بن ربن الطبري، وهو مسيحي هدته دراسة الموضوعية الصادقة للكتاب المقدس إلى الإسلام، وقد ذكرت بعض ما ذكره من بشارات في كتابي [أنبياء يبشرون بمحمد a]
([9]) شرحنا هذه النبوة وغيرها بتفصيل في كتاب [أنبياء يبشرو بمحمد a]
([10]) هناك تفاصيل كثيرة مرتبطة بهذه النبوة، أعرضنا عن ذكرها هنا لطولها، يمكن العودة إليها في كتابي: أنبياء يبشرون بمحمد a (ص: 159)،فما بعدها.
([11]) هذا هو نص الحديث :« إن الله أدرك بي في الأجل المرجو واختارني اختيارا فنحن الاخرون ونحن السابقون يوم القيامة، وإني قائل قولا غير فخر : ابراهيم خليل الله وموسى صفي الله وأنا حبيب الله، ومعي لواء الحمد يوم القيامة، وإن الله وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث : لا يفنيهم بسنة، ولا يستأصلهم عدو، ولا يجمعهم على ضلالة » رواه الدارمي، وابن عساكر عن عمرو بن قيس.
([12]) رواه مالك والبخاري والترمذي.
([13]) انظر:كتاب التيارات الخفية في الديانات الهندية القديمة لمؤلفه: تى محمد.
([14]) الدرباء نبات يخرج به الهنود الدم من جسم الإنسان ويعدون هذا العمل تطهيراً من الخطايا.
([15]) أي يسمون بالمسلمين، دخل عليها شئ من التحريف.
([16]) وهي الأماكن المقدسة للزرادشتيين ومن جاورهم.
([17]) محمد في الأسفار العالمية: 47.