المخلِص المخلَص

سيدي يا رسول الله.. أيها المخلِص المخلَص.. يا من توجهت إلى الله بكليتك؛ فلم يختلط توجهك إليه بغيره.. فقابلك الله بكرمه ولطفه بتخليصك الخلاص كله.. فكنت الحافظ لله.. وكان الله الحافظ لك.
سيدي.. لو أن جميع أولئك المشتبهين في شأنك لاحظوا تلك الحرب المعلنة عليك من طرف أولئك الجفاة الغلاظ، من المشركين واليهود والمنافقين وجفاة الأعراب.. ورأوك وأنت تسير بينهم خال من كل سلاح، وليس معك أي حرس، لعلموا أنك محفوظ من الله، وأن تركهم لك، أو عدم قدرتهم على إيذائك ليس رغبة منهم في ذلك، وإنما لأن الأمر كان خارجا من أيديهم.
وقد أخبر الله تعالى أنه حفظك بذلك الحفظ الخاص، لتكمل دينك، وتؤدي رسالتك، ويتم نعمته على عباده بك، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67]
وأخبر أن كيد كل أعدائك سيرتد عليهم، لأن الله تعالى تولى حفظك، ولن يستطيع أحد أن يواجه الله، قال تعالى:{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } [الطارق: 15 – 17]
ولذلك كنت تتحرك في القيام بأعباء دعوتك بكل حرية على الرغم من التضييق الشديد الذي ضيقوا به عليك، وعلى عشيرتك، وحصارهم لك ولهم.. ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا خنق صوتك، ولا القضاء المبرم عليك.
ولذلك اكتفوا بالسخرية والاستهزاء.. وكل أسلحة الضعفاء.. ومع ذلك، فقد كفاك الله شأنهم، وسرعان ما ارتدت سخريتهم واستهزاؤهم عليهم، كما وعدك ربك بذلك، فقال: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)} [الحجر: 95، 96]
وهذه سنة الله مع عباده المخلَصين، كما قال تعالى: { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الأنعام: 10، 11]
وقد ذكر أصحابك بعض ما حصل لأولئك الساخرين والمستهزئين والمؤذين لك.. ومنها ما حصل للوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، والحارث بن عيطلة السهمي، فقد رووا أنه لما أكثروا الاستهزاء بك أتاك جبريل، فأراك الوليد، ثم أومأ إلى أكحله، وقال: كفيته .. ثم أراك الأسود بن المطلب فأومأ إلى عينيه، وقال: كفيته .. ثم أراك الأسود بن عبد يغوث، فأومأ إلى رأسه، وقال: كفيته ..
ثم تبين بعد ذلك سر تلك الإشارات، ذلك أنه مر بالوليد رجل من خزاعة، وهو يريش نبلا له، فأصاب أكحله، فقطعها.. وأما الأسود بن المطلب فنزل تحت سمرة، فجعل يقول: يا بني ألا تدفعون عني فجعلوا يقولون: ما نرى شيئا، وهو يقول: قد هلكت ها هو ذا أطعن بالشوك في عيني،فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه.. وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها.. وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج من فيه فمات منها.. أما العاص فركب إلى الطائف على حمار فربض على شبرقة، فدخل في أخمص قدمه شوكة فقتلته([1]).
وهكذا رووا أن رجلا كان يجلس إليك، فإذا تكلمت بشيء اختلج بوجهه، وهو يسخر منك بذلك، فقلت له: (كن كذلك)، فلم يزل يختلج حتى مات([2]) .
ورووا أنك مررت على ناس بمكة، فجعلوا يغمزون في قفاك، ويقولون: هذا الذي يزعم أنه نبي، ومعه جبريل، فغمز جبريل، فوقع مثل الظفر في أجسادهم فصارت قروحا حتى نتنوا، فلم يستطع أحد أن يدنو منهم([3]).
ورووا أن عدوك اللدود أبا جهل قال: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب.. ثم إنه أتاك، وأنت تصلي ليطأ على رقبتك، لكنه ارتد على عقبة فجأة، وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقا من نار، وهولا وأجنحة.. وقد قلت حينها تذكر ما حصل له: (لو دنا لاختطفته الملائكة عضوا عضوا)([4])
وقد روي أنه نزل عليك حينها آخر سورة العلق، والتي يقول الله تعالى فيها متوعدا: { كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } [العلق: 15 – 19]
ورووا أن بعض أعدائك قال: (يا معشر قريش، إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني لأعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر فإذا سجد في صلاته فضحت به رأسه، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم)، فلما أصبح أخذ حجرا، واقترب منك، وأنت تصلي، وقد غدت قريش، فجلسوا في أنديتهم ينظرون، فلما سجدت احتمل الحجر، ثم أقبل نحوك حتى إذا دنا منك رجع فارا منتقعا لونه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، فعندما سألوه عن سر ما فعله، قال: (لما قمت إليه عرض لي فحل من الإبل، فو الله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته، ولا أنيابه لفحل قط، فهم أن يأكلني)، وقد قلت حينها مبينا سر ما حصل له: (ذاك جبريل، لو دنا مني لأخذه)([5])
ورووا أنه لما نزلت سورة المسد، أقبلت أم جميل، امرأة أبي لهب، ولها ولولة، وفي يديها فهر، وهي تقول: (مذمما أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا)، وأنت جالس في المسجد مع بعض أصحابك، فقال لك: (لقد أقبلت هذه، وأنا أخاف أن تراك)، فقلت له مطمئنا: (إنها لن تراني)، فراحت تصرخ: أين الذي هجاني وهجا زوجي؟.. فسألها من معك عن رؤيتها لك، فقالت: (أتهزأ بي والله، ما أرى عندك أحدا)، ثم انصرفت، فسئلت عن سر عدم رؤيتها لك، فقال: (حال بيني وبينها جبريل، يسترني بجناحيه حتى ذهبت)([6])
وهكذا كنت محجوبا عن كل أعدائك الذين يتربصون بك.. وكيف لا تكون كذلك، وأنت القرآن الناطق، وقد قال الله تعالى فيك وفيه: { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45]
وقد روي أن نفرا من قومك تواصوا بك ليقتلوك، منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة وغيرهما، فبينما أنت قائم تصلي، سمعوا قراءتك، فأرسلوا إليك الوليد ليقتلك، فانطلق حتى انتهى إلى المكان الذي تصلي فيه، فجعل يسمع قراءتك ولا يراك، فرجع إليهم فأعلمهم بذلك، فأتاك من بعده أبو جهل والوليد ونفر منهم، فلما انتهوا إلى الصوت، فإذا الصوت من خلفهم، فينتهون إليه فيسمعونه أيضاً من خلفهم، ثم انصرفوا ولم يجدوا إليك سبيلا([7]).
وغيرها من الروايات الكثيرة المتواترة، والتي دل عليها، وعلى صحتها قوله تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 9]
وقد روي في سبب نزولها أن بعض المشركين وقفوا أمام بيتك، يريدون قتلك، فخرجت عليهم، وأحدهم يقول لأصحابه: (إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكا، فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه ذبح، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون بها)، فالتفت إليهم من غير أن يشعروا بك، فوضعت التراب على رؤوسهم، وأنت تقرأ بداية سورة يس، ولم يفطنوا لأنفسهم إلا بعد أن تساقط التراب من على رؤوسهم ([8]).
وهكذا شملك الله بحفظه في أشد الظروف صعوبة، مثلما حصل لجدك إبراهيم عليه السلام عندما صارت النار بردا وسلاما عليه، ليستطيع أداء الوظيفة التي كلف بها.
وعندما هاجرت إلى المدينة أرسلوا في طلبك حيا أو ميتا.. لكن الله نصرك عليهم، وأيدك بحفظه.. كما ذكر ذلك قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال: 30]
وأمام الغار، حصل الموقف الذي أرخ له قوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 40]
لقد مكثت حينها في غار ثور ثلاثة أيام حتى لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصر تحتهما، وحينها امتلأ صاحبك المرافق لك حزنا، فقلت له بكل هدوء، وأنت تعلم أن الله لن يضيعك: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ([9])
لقد كان ذلك الموقف يشبه كثيرا موقف نبي الله موسى عندما كان فرعون خلفه، والبحر أمامه، فقال له أصحابه: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61]، فرد عليهم بكل هدوء: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62]
وعندما ذهبت إلى المدينة، وزاد أعداؤك، بعد أن انضم إليهم اليهود والمنافقون، وأعلنت كل الحروب عليك، وجرت الكثير من محاولات اغتيالك، فشلت جميعا..
ومن تلك المحاولات ما أشار إليه قوله تعالى: { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]، فقد روي أنك ذهبت إليهم لبعض الأمور بناء على المعاهدة التي كانت بين المسلمين وبينهم، فأجلسوك في حائط لهم ثم عزموا على قتلك، بقذف رحى عظيمة من فوق الحائط، لكن الله تعالى عصمك من شرهم، وأحبط كيدهم، وأبلغك بعزمهم ففارقت موضعك، وكان ذلك من أسباب جلائهم عن المدينة كما ذكر الله تعالى ذلك في سورة الحشر.
لقد رأى بعض الصحابة حينها أو بعدها أن يتخذوا لك حرسا يحرسك، بعد أن كثر المنافقون والمتربصون بك من البلاد المختلفة.. لكن الله تعالى أنزل عليك قوله ﴿ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة:67] ، فصرفت الحرس عنك، وما حاجتك إليهم، وأنت في حفظ الله.
وهكذا كان أعداؤك يخططون كل حين لقتلك.. لكن محاولاتهم جميعا باءت بالفشل.. ومنها تلك المحاولة التي قام بها الطلقاء، ومن معهم من المنافقين الذين أجمعوا على أن يقتلوك، فلما أردت أن تسلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معك، ليدفعوك عن راحلتك في الوادي، فأخبرك الله تعالى بمكرهم، فلما بلغت تلك العقبة، طلبت أن ينادى في الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، واسلكوا بطن الوادي، فإنه أسهل لكم وأوسع، فسلك الناس بطن الوادي إلا النفر الذين مكروا بك؛ فلما سمعوا ذلك استعدوا وتلثموا، وسلكت العقبة، وأمرت عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة ويقودها، وأمرت حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه، فبينا كنت تسير من العقبة إذ سمعت حسّ القوم قد غشوك، فنفّروا ناقتك حتى سقط بعض متاعك.. فأمرت حذيفة أن يردهم، فرجع حذيفة إليهم، ومعه محجن، فجعل يضرب وجوه رواحلهم ويقول: (إليكم إليكم يا أعداء الله تعالى).. حينها علم القوم أنك قد اطّلعت على مكرهم، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس، وأقبل حذيفة إليك، فقلت له: اضرب الراحلة يا حذيفة، وامش أنت يا عمار، فأسرعوا حتى استوى بأعلاها، وخرجت من العقبة تنتظر الناس([10]).
وهكذا باءت كل محاولاتهم بالفشل إلى أن أذن الله لبعض كيدهم أن يصل إليك، لا لينهي الدور الذي كلفت به، فتموت قبل أن تكمل رسالة ربك، وإنما ليختم لك بالشهادة التي كنت تتمنى أن يختم لك بها..
فقد روي أن امرأة يهودية أتت إليك بشاة مسمومة ، فأكلت منها ، فجيء بها إليك، فسألتها عن ذلك، فقالت : أردت قتلك ، فقلت لها: (ما كان الله ليسلطك على ذاك)([11])
وبالفعل لم يسلطها الله على ذلك، فقد كان ذلك السم شديدا، ويقتل من تناوله في نفس اللحظة التي يتناوله فيها.. لكن الله شاء ألا يفعل ذلك بك في تلك اللحظة التي لم تكتمل فيها دعوتك..
وعندما اكتملت دعوتك، وأذن لأجلك أن ينتهي، بعد أن علم الله شوقك الشديد للقائه.. أذن لذلك السم أن يعاود مفعوله من جديد، ليختم لك بالشهادة، كما أشرت إلى ذلك بقولك: (ما أزال أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر ، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم)([12])
هذه بعض مظاهر حفظ الله لك مما حفظه لنا المؤرخون.. ولا يمكننا ـ سيدي ـ أن نحيط بها جميعا.. فقد كانت حياتك كلها في كنف الله.. وكان جميع شياطين الإنس والجن يتربصون بك.. ولذلك كنت محفوظا في كل ثانية من أن يتسرب إليك منهم ما يحول بينك وبين أدائك لرسالتك العظيمة.
فأسألك ـ سيدي ـ وأتوسل بك إلى الله أن أنال من ثمرات حفظ الله لك، ما يحفظني من كل سوء.. حتى لا أستسلم لأهواء المحرفين والمبدلين والمغيرين، أو أركن لتخويفهم وإرهابهم، بل أوقن بما أوصيتنا به في وصاياك العظيمة حين قلت: (إن العباد لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك، لم يقدروا على ذلك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك، لم يقدروا على ذلك، جفت الأقلام، وطويت الصحف)([13])
وأتوسل بك إلى الله ـ سيدي ـ أن
يحفظ قلوبنا من أن تندس إليها الأهواء، أو تملأها الشياطين بوساوسها، أو تغير
عليها جنود الخوف والفزع، فتمنعها من أداء ما كلفت به من واجبات.. إنك أنت الوسيلة
العظمى، وصاحب الجاه العظيم.
([1]) رواه أبو نعيم والبيهقي وصححه الضياء في المختارة، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 254)
([2]) رواه أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 254)
([3]) رواه البزار والطبراني، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 255)
([4]) رواه أحمد والنسائي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 255).
([5]) رواه ابن إسحاق وأبو نعيم والبيهقي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 255)
([6]) رواه أبو يعلى وابن حبان والحاكم، وصححه ابن مردويه، والبيهقي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 256)
([7]) رواه البيهقي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 257)
([8]) انظر الروايات الواردة في ذلك في: تفسير ابن كثير (6/ 564)
([9]) البخاري برقم (3653) مسلم برقم (2381)
([10]) روى الحادثة أحمد عن أبي الطّفيل، والبيهقي عن حذيفة، وابن سعد عن جبير بن مطعم وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك والبيهقي عن عروة، والبيهقي عن ابن إسحاق، وغيرهم، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (5/ 466)
([11]) رواه البخاري ( 2474 ) ومسلم ( 2190 )
([12]) رواه البخاري ( 4165 )
([13]) رواه أحمد (1/293) (2669) وفي (1/303) (2763) والترمذي (2516)