القائد الملهَم

القائد الملهم
سيدي يا رسول الله .. أيها القائد الملهم الحكيم الذي استطاع من غير جيوش جرارة، ولا إرث حضاري عريق، أن يخرج أمة من البدو والأعراب، وفي فيافي ومفازات مجدبة قاحلة، من كل آثار التخلف والبداوة، إلى كل قيم التقدم والحضارة.. وفي سنين معدودات، على الرغم من كل ألوان المواجهات التي تعرض لها.. ولم يكتف بذلك، بل استطاع أن يؤسس لدولة صارت لها القدرة على مواجهة أكبر الامبراطوريات وتحديها.
ولم يحصل ـ سيدي ـ مثل هذا في التاريخ جميعا.. لا للقادة التاريخيين، ولا للأنبياء والمرسلين.. وكان ذلك وحده كافيا للعقول الجادة الصادقة أن تبحث عن سر ذلك المدد الإلهي الذي أمددت به، والإلهام العظيم الذي ألهمك الله إياه، لتسير في ركاب النصر، متحديا كل العقبات إلى أن بلغت أمتك أوجها بين الأمم.. وكان ذلك كله بقيادتك الحكيمة.
وقد كان في إمكان الأمة لو التزمت هديك، ولم تخالف وصاياك، أن تنشر علم الهداية في الأرض جميعا، ومن غير جيوش ولا سيوف.. لكن داء الأمم من قبلها تسرب إليها، فخالفت ما عاهدتك عليه، فحاق بها ما نزل بكل المخالفين لرسلهم، وكنت البريء، وكانوا الضحايا.
لا أزال أذكر سيدي كيف كنت في مكة المكرمة، وبين قومك الممتلئين بالقسوة، وأنت تقول لهم، بعد أن عرضوا عليك أن تملكهم، وتقودهم بما يرغبون، لا بما ترغب الحقيقة مخاطبا عمك الولي الصالح: (يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته) ([1])
ولا أزال أردد معها ما أنزل الله عليك حينها يأمرك بأن تخاطب الكافرين، وتتبرأ من كل الجرائم التي يدعونك إلى تأييدها حتى تنال القبول عندهم، قال تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6} [الكافرون: 1 – 6]
لقد كنت حينها ـ سيدي ـ وكان أتباعك في منتهى الضعف والفاقة والحاجة، وكانوا يُضربون بكل السياط، ويُسلط عليهم كل ألوان البلاء.. لكنك كنت تأبى أن تضحي بالمبادئ من أجل المصالح.. أو أن تبيع شريعة الله بشريعة الأهواء.
كان بعض المشركين حينها قد رأى فيك مخايل النجابة والعبقرية، وعلم أنه سيكون لك شأن عظيم، وأن دعوتك ستنتصر؛ فلذلك راح يبتهل الفرصة، ويقول لصاحبه، وهو يحاوره: (والله، لو أني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب)، ثم راح يساومك في تلك الأوقات الصعبة، قائلا: (أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ )، فقلت له، بكل هدوء، مع أنك محتاجا لمن ينصرك، ويعينك على قومك المناوئين لك: (الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء)، فقال لك: (أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بأمرك) ([2])
وهكذا كنت ـ سيدي ـ تحمي دعوتك من كل المندسين والانتهازيين الذين يريدون تشويه المبادئ لحساب المصالح.. لا كما يفعل أولئك القادة الذين يتركون كل قيمهم من أجل مصالح محدودة.
ولم يكن هذا الجانب الفريد في قيادتك.. بل كنت مدرسة للقيادة، وفي أجمل صورها، وأكمل معانيها.. ولو أن البشر جميعا تخلوا عن كل ما درسوه في القيادة، وراحوا يتأملون حياتك، وكيف كنت ولا تزال القائد المخلص، لنهلوا القيادة من أعذب مواردها.
إنهم يرون القادة، يتبجحون، ويستكبرون، وقد يصلون إلى بعض أهدافهم المحدودة، بعد أن يذيقوا من كان معهم أصناف الهوان.. لكنهم عندما يتأملون قيادتك الحكيمة، يرون تواضعك لأصحابك، ورأفتك بهم، ومخالطتك لهم، وكأنك أحدهم، لا تتميز عنهم بشيء، وقد قال بعضهم يصفك: (والله ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تغلق دونه الأبواب، ولا يقوم دونه الحجاب، ولا يغدى عليه بالجفان، ولا يراح بها عليه، ولكنه كان بارزا، من أراد أن يلقى نبى الله صلى الله عليه وآله وسلم لقيه، كان يجلس على الأرض، ويطعم ويلبس الغليظ، ويركب الحمار، ويردف خلفه، ويلعق يده)([3])
ووصفك آخر، فقال:كانت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصال ليست في الجبارين، كان لا يدعوه أحمر، ولا أسود، إلا أجابه، وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها، فيرمي بها إلى فيه، وإنه ليخشى أن تكون من الصدقة، وكان يركب الحمار عريا، ليس عليه شئ) (2)
وعندما لقيك بعضهم، وتوهم أنك تشبه كل القادة والزعماء أصابته رعدة، فقلت له مهدئا: (هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديدة)([4])
وعندما رآك بعض الأعراب جاثيا على ركبتيك، كما يجثو العبيد، مع أنك كنت حينها في قمة قوتك، قال لك: يا رسول الله ما هذه الجلسة؟ فقلت: (إن الله عزوجل جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا)([5])
لقد أشفق حينها بعض أصحابك عليك من كثرة ازدحام الناس ومخالطتهم، وقال لك: (يا رسول الله إني أراهم قد آذوك، وآذاك غبارهم، فلو اتخذت عريشا تكلمهم فيه)، فقلت له: (لا أزال بين أظهرهم يطئون عقبى وينازعوني ثوبي، ويؤذيني غبارهم، حتى يكون الله هو الذي يرحمني منهم) ([6])
ولهذا كنت تعتبر الحجاب نوعا من الاستبداد، وقد قلت محذرا من يتولون القيادة في أمتك من الاحتجاب عن الرعية: (من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة) ([7])
وهم يرون القادة ـ مع ضعفهم وقصورهم ـ يستبدون بالرأي، ولا يشاورون رعيتهم، ولا من يكونون معهم.. لكنهم يرونك بخلاف ذلك؛ فمع أن الله تعالى أمدك بإلهامه ووحيه.. ومع أنك في ذاتك في قمة العبقرية والحكمة إلا أنك كنت تستشيرهم، وتنزل عند رأيهم، ولو خالف رأيك، وقد قال الله تعالى يثني عليك بذلك، ويدعوك إلى الاستمرار عليه، حتى يكون ذلك قدوة لكل القادة:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]
وقد نزلت هذه الآية الكريمة بعد غزوة أحد، والتي خالفت فيها رأيك، ونزلت فيها عند رأيهم، وكان ذلك سبب ما حصل من انتكاسة، وكأنها تقول لك: (استمر على مشاورتهم، ولا تتراجع بسبب ما حصل.. ففي ذلك الخير والبركة، وإن جاءت النتيجة في إحدى المرات على غير ما تحب، فالعبرة بالعاقبة)
ولذلك تروي كتب السيرة والسنن الكثير من مشاوراتك؛ فقد شاورتهم في غزوة بدر، قبل القتال، وفى أثنائه، وبعده. ولم تدخل المعركة إلا بعد أن اطمأننت على رضا جمهورهم.
وشاورتهم في غزوة أحد؛ فنزلت إلى رأى الأكثرية التي تخالف رأيك، وخرجت إلى المشركين، مع أنك كنت ترى البقاء والقتال داخل المدينة.
وشاورتهم في الخندق، وقد أشار عليك حينها سلمان الفارسي بالاقتداء بما كان الفرس يفعلونه للدفاع في الحرب، وقال لك: (يا رسول الله كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا)؛ ففعلت ما ذكره، ورحت كواحد من الناس تشتغل بالحفر معهم، وكلما صعب عليهم الحفر في موضع، انتدبوك لتقوم بذلك.
لقد كانت تلك الغزوة التي اجتمعت فيها كل الأحزاب لتستأصل الإسلام من جذوره، أعظم دليل على قيادتك الحكيمة للأمة، فقد أنقذت المسلمين من تلك المؤامرة بصبرك وحكمتك، وارتد المشركون والمنافقون واليهود وغيرهم ممن تألبوا عليك فارغي الوفاض، لا يقدرون على شيء.. بل زادت مهابتك في قلوبهم، فلم يتجرأوا على أن يجتمعوا مجددا.
لقد ذكر الله تعالى تلك المواقف الحرجة التي مر بها المسلمون، وكيف كنت السبب في خلاصهم، فقال: { إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا } [الأحزاب: 10 – 13]
وهكذا كان الجميع يتذرعون للفرار من المعركة.. لكنك بحكمتك استطعت أن تنتصر، ومن غير سفك للدماء.
وفوق ذلك كله كانت قيادتك لمجتمع متنوع، فيه كل أصناف التمييز والطبقية والعنصرية، ومع ذلك استطعت أن تملأ حياتهم بالانسجام، وأن تخلصهم من تلك العصبيات، وأن تنشر بينهم قيم الأخوة، لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]
لقد استطعت ـ سيدي ـ في ظل قيادتك الحكيمة أن تمحو كل تلك الفوارق الاجتماعية التي كانت تملأ حياة المجتمعات جميعا، فقد كنت تردد عليهم كل حين: (إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقى وفاجر شقى، أنتم بنو آدم وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التى تدفع بأنفها النتن) ([8])
وهكذا كانت قيادتك ـ سيدي ـ على خلاف قيادة غيرك، ممتلئة بالتواضع والرحمة واللطف والقيم.. وفوق ذلك كله كانت ممتلئة بالزهد والعفاف والنبل.. فلم تكن تطلب من وراء تلك الخدمات العظيمة التي قدمتها للأمة أي أجر.. وقد أمرك الله تعالى أن تقول: { لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90)، وأن تقول: { مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} (الفرقان:57)، وأن تقول: { مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} (صّ:86)
ولهذا اعتبر من أدلة صدقك لكل المناوئين والمشككين، عفافك عن الأموال والمصالح، قال تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ} (الطور:40)، وقال: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (المؤمنون:72)
فأنت ـ سيدي ـ لم تكن لتنال على تلك الوظيفة الخطيرة التي كلفت بها، والتي جعلتك مشغولا في كل الأوقات، لا ترتاح ليل نهار، أي أجر سوى الأجر الذي أعده الله لك.
بل إن الله تعالى فوق ذلك أمر بأن تعيش جميع حياتك ـ مهما فتح الله عليك من الدنيا ـ بتواضع وزهد وبعد عن الملذات التي يتهافت عليها الناس، قال تعالى: {لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر:88)، وقال تعالى: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:131)
هذه سيدي بعض ملامح قيادتك للأمة.. وهي كافية لأن تجعلك أسوة صالحة للقيادة الحكيمة، التي لا تريد جزاء ولا شكورا، وإنما تهدف إلى تحقيق العدل والرحمة، ونشر الخير والبركة.
ولو أن الأمة استنت بسنتك.. لما حصل لها هذا التخلف والاستبداد الذي نعانيه، ذلك أنها تركتك، وتركت وصاياك، وراحت تستن بسنة كسرى وقيصر، وحولت دينك من دين العدالة إلى دين الجور، ومن دين الرحمة إلى دين الاستبداد والقسوة.
فنسألك يا سيدي يا رسول الله، وأنت وسيلتنا العظمى، أن تكون أنت قائدنا وقدوتنا، حتى لا تمزقنا الطوائف، ولا تشتتنا المذاهب، ولا تفرقنا الملل.
واجعلنا سيدي تحت لوائك في الدنيا والآخرة، حتى ننال شرف الجندية ضمن جنودك الذين لا ينقطعون، وفي جميع الأزمنة.
ونعوذ بك أن
نفرق صف أمتك، أو نخلفك فيها بسوء، أو نسيء إلى تعاليمك المقدسة، أو يدب إلينا داء
الأمم من قبلنا.. إنك تجير من استجار بك، وتحمي من التجأ إليك، وتجيب من سألك،
فجاهك العظيم عند الله، ومقامك الرفيع عنده أرفع من أن يرد يدي خائبتين.
([1])الروض الأنف (3/ 45)
([2]) سيرة ابن هشام (1/ 424)
([3]) رواه أحمد في الزهد، وابن عساكر ـ وقال: هذا حديث مرسل ـ وقد جاء معناه في الأحاديث المسندة.
([4]) رواه ابن سعد.
([5]) رواه ابن ماجه.
([6])رواه ابن إسحاق الزجاجي في تاريخه.
([7])رواه أبو داود، والترمذي.
([8])رواه أحمد (2/ 523، رقم 10791)، وأبو داود (4/ 331، رقم 5116)، والبيهقى (10/ 232، رقم 20851). وأخرجه أيضا: الترمذى (5/ 735، رقم 3956)