تحية للرئيس السوري البطل

تحية للرئيس السوري البطل

قد يختلف الكثير منا مع الرئيس السوري بشار الأسد في بعض المواقف والرؤى والأيديولوجيات، وقد يختلف معه في شكل نظام الحكم، أو في السياسة التي يدار بها الاقتصاد أو التربية والتعليم أو غيرها من المجالات.. ولكنه لا يمكنه أن يختلف معه أبدا في تلك الوقفة البطلة التي وقفها لحفظ بلاده من أي تقسيم أو استغلال أو استعمار.

كان في إمكانه من أول يوم بدأت فيه المؤامرات أن يهرب كما هرب الشاه أو زين العابدين بن علي إلى أي دولة من دول العالم لينشغل بنفسه عن تلك الهموم التي يمكن أن يتحملها..

وكان يمكنه أن يستجيب لتلك الإغراءات الكثيرة التي أغرته بها قطر والسعودية وكل دول الرجعية العربية.. أو يستجيب لكل تلك التهديدات التي أطلقها عليها كل مجرمي العالم.

وكان يمكنه أن ينشق عن بلده مثلما فعل ذلك الأحمق المغفل رئيس حكومته، الذي فر إلى أعدائه، ليصبح عميلا يلعنه التاريخ والأجيال جميعا.

كان يمكنه أن يفعل أشياء كثيرة جدا يحفظ بها لحياته راحتها وسلامها وسعادتها.. لكنه لم يفعل وآثر أن يبقى رغم كل شيء.. لأنه يعلم أنه لو فعل كل ذلك؛ فستصبح سوريا مثل أفغانستان والصومال وليبيا وكل الدول الفاشلة.

ذلك أن الحاكم هو صمام أمن الدولة وسيادتها ووحدتها.. فإذا ما فر بنفسه، أو نأى بنفسه، فإن خيمة الدولة ستسقط، وكيف لا تسقط وهو عمودها؟

ولم يفعل الرئيس السوري ذلك فقط، بل كان يشارك شعبه وجيشه بطولاته، ويتنقل بين الثكنات، بكل شجاعة وبطولة.

ولم يفعل ذلك فقط، بل كان يحاور كل القنوات، وباللغات التي يشتهون.. فيتكلم إنجليزية سليمة، وعربية فصيحة، وبمنطق يعز أن نجد مثله بين الرؤساء والحكام.

فكيف لا نحيي هذا البطل الشجاع المثقف الواعي.. ونحن نرى أولئك الذين لا يعرفون لغة عربية ولا أجنية ولا يملكون وعيا ولا علما.. لا يملكون إلا خزائن ضخمة من الأموال يضخونها كل حين على الشرق والغرب، ليُبرزوا الكرم العربي، ومعه الذلة العربية.

فتحية لك أيها الرئيس البطل على مواقفك وشجاعتك ووعيك.. ونحن معك ما دام كل المجرمين ضدك..

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *