الحكيم المعلم

الحكيم المعلم

سيدي ومولاي.. حبيب الله ورسوله..

من المعاني العظيمة التي أتذكرها في هذه الأيام.. أيام شهادتك.. حكمتك التي تسلب الألباب.. وبيانك الذي خضع لحكمك، واستسلم لها، وعبر عنها بما لا طاقة لأحد بمثله.

وما وصلنا من خطبك ورسائلك وكلماتك كلها دليل على ذلك.. فكلها بحار من النور والحكمة، تسقي من شرب منها كل ألوان الأدب والسلام والأخلاق والحقيقة.

وقد شهد لك بذلك الجميع.. وأكثرهم شهادة لك من عرف العربية وأسرارها.. ثم نهل من بحر كلماتك، فعرف أسرار الإعجاز فيها.

ومنهم الشعبي الذي قال عنك، وعن حكمك: (تكلم أمير المؤمنين علي بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا، فقأن عيون البلاغة، وأيتمن جواهر الحكمة، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن: ثلاث منها في المناجاة، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأدب: أما اللواتي في المناجاة، فقال: (كفى بي عزا أن أكون لك عبدا، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب).. وأما اللاتي في الحكمة فقال: (قيمة كل امرئ ما يحسنه، وما هلك امرؤ عرف قدره، والمرء مخبوء تحت لسانه).. وأما اللاتي في الأدب فقال: (امنن على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره)([1])

وقال الأديب الكبير عبد الحميد الكاتب – الذي قيل عنه: (فتحت الرسائل بعبد الحميد، وختمت بابن العميد) – عندما سئل عن سر بلاغته: (حفظت سبعين خطبة من خطب الإمام علي، ففاضت ثم فاضت)([2])

ولذلك كانت كلماتك سيدي مدرسة في تعليم الأدب والحكمة، يحفظها الأدباء، ويتدربون بها على الحكمة والتعبير عنها، وقد قال ابن نباته – وهو صاحب الخطب المشهورة -: (حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب)([3])

وقال الجاحظ – وهو أشهر الأدباء على الإطلاق– في وصف مائة كلمة جمعها من كلامك: (إن لأمير المؤمنين مائة كلمة، كل كلمة منها تفي بألف من محاسن كلام العرب)([4])

وقال ـ تعليقا على قولك(قيمة كل امرئ ما يحسنه) ـ: (فلو لم نقف في هذا الكتاب إلاّ على هذه الكلمة لوجدناها كافية شافية، ومجزية مغنية، بل لوجدناها فاضلة عن الكفاية، وغير مقصرة عن الغاية، وأحسن الكلام ما كان قليله يغني عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكأن الله عز وجل قد ألبسه من الجلالة، وغشاه من الحكمة على حسب نية صاحبه، وتقوى قائله، فإذا كان شريفا، واللفظ بليغا، وكان صحيح الطبع، بعيدا عن الاستكراه، ومنزها عن الاختلال، مصونا عن التكلف، صنع في القلب صنع الغيث في التربة الكريمة، ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة، أصحبها الله من التوفيق ومنحها من التأييد ما لا يمتنع عن تعظيمها صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمها عقول الجهلة)([5])

وقال الأديب الكبير الشريف الرضي – الذي تشرف بجمع الكثير من كلماتك-: (إذ كان أمير المؤمنين مشرع الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه ظهر مكنونها وعنه أخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك فقد سبق وقصروا، وقد تقدم وتأخروا، لأن كلامه الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي)([6])

وقال العلامة شمس الدين الحنفي الشهير بسبط ابن الجوزي: (كان علي ينطق بكلام قد حف بالعصمة، ويتكلم بميزان الحكمة، كلام ألقى الله عليه المهابة، فكل من طرق سمعه راقه فهابه، وقد جمع الله له بين الحلاوة والملاحة، والطلاوة والفصاحة، لم تسقط له كلمة، ولا بارت له حجة، أعجز الناطقين، وحاز السبق في السابقين)([7])

وقال الشيخ محمد بن طلحة الشافعي: (الفصاحة تنسب إليه، والبلاغة تنقل عنه والبراعة تستفاد منه، وعلم المعاني والبيان غريزة فيه)([8])

وقال ابن أبي الحديد – الأديب الكبير شارح كلماتك-: (واعلم أننا لا يتخالجنا الشك في أنه عليه السلام أفصح من كل ناطق بلغة العرب من الأولين والآخرين، إلاّ من كلام الله سبحانه، وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)

وقال في التفريق بين كلامك وكلام غيرك: (إن سطرا واحدا من (نهج البلاغة) يساوي ألف سطر من كلام ابن نباته، وهو الخطيب الفاضل الذي اتفق الناس على أنه أوحد عصره في فنه)([9])

 وقد أورد الشبه التي يوردها من ناصب لك العداء في التشكيك في كلماتك، لأنهم لكبرهم وصلفهم يرون أنه لا يصح أن يروي عنك إلا من كان معهم وفيهم، وأكثرهم كانوا في صف أعدائك.. أما من صحبك وكان معك ووالاك، فيحرمونه شرف الرواية عنك، فقال: (كثير من أرباب الهوى يقولون: إن كثيراً من النهج البلاغة كلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة، وربما عزوا بعضه إلى الرضي أبي الحسن أو غيره، وهؤلاء أعمت العصبية أعينهم فضلوا عن النهج الواضح، وركبوا بنيات الطريق ضلالة وقلة معرفة بأساليب الكلام)

ثم راح يبرهن على ذلك بالحجج العقلية الواضحة، فقال: (وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته كله ماءً واحداً ونفساً واحداً وأسلوباً واحداً كالجسم البسيط الذي ليس بعضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهية، وكالقرآن أوله كأوسطه، وأوسطه كآخره، وكل سورة منه وكل آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي الآيات والسور)([10])

ومثله قال الأستاذ الشيخ محمد عبده ـ شارح كلماتك ـ: (ذلك الكتاب الجليل هو جملة ما اختاره السيد الشريف الرضي رحمه الله من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. جمع متفرقة، وسماه بهذا الاسم (نهج البلاغة)، ولا أعلم اسماً أليق بالدلالة على معناه منه، وليس في وسعي أن أصف هذا الكتاب بأزيد مما دل عليه اسمه)([11])

وقد قال في وصفه ووصفك: (وأحياناً كنت أشهد أن عقلاً نورانياً، لا يشبه خلقاً جسدانياً، فصل عن الموكب الإلهي، واتصل بالروح الإنساني، فخلعه عن غاشيات الطبيعة وسما به إلى الملكوت الأعلى، ونما به إلى مشهد النور الأجلى، وسكن به إلى عمار جانب التقديس بعد استخلاصه من شوائب التلبيس. وآناتٍ كأني أسمع خطيب الحكمة ينادي بأعلياء الكلمة، وأولياء أمر الأمة، يعرفهم مواقع الصواب، ويبصرهم مواضع الارتياب، ويحذرهم مزالق الاضطراب، ويرشدهم إلى دقائق السياسة، ويهديهم طرق الكياسة، ويرتفع بهم إلى منصات الرئاسة، ويصعدهم شرف التدبير، ويشرف بهم على حسن المصير)([12])

وقال الشيخ محمد أبو زهرة: (وعلي سيد خطباء تلك الفترة، انفتق لسانه بالبيان الرائع، والقول السائغ،والحكمة الفائقة، حتى أورث الأخلاف طائفة من الخطب هي نهج البيان،ومشرع الحكمة ونور الحق ووضح الحقيقة)([13])

وقال الباحث الكبير أحمد الحوفي: (وصف القدماء والمحدثون الإمام عليا بالبلاغة، ولم يشذ أحد عن هذا الإجماع)([14])

وقال محمد عبد المنعم خفاجي: (إمام الخطباء من المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان بطلا مقداما وفارسا شجاعا، علما من أعلام الإسلام، كما كان خطيبا مصقعا وبليغا منطقيا)

وقال: (كان علي في الذروة من البلاغة والبيان والفصاحة، وكان أخطب الخطباء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)([15])

وقال عن نهج البلاغة: (كتاب جليل، وأثر أدبي خالد بعد كلام الله وكلام رسوله… هذا وقد تتلمذ على الكتاب وتثقف بثقافته الكثيرون من عاشقي الأدب ودارسيه في القديم والحديث، ولا يزال حتى اليوم من أهم كتب الأدب والثقافة الدينية والعربية.. والكتاب عالي الأسلوب، فخم العبارة، مصقول البيان، لطيف الروح، مشرقها، ينحدر إلى النفس بسهولة، ويدخل إلى القلب بغير استئذان)([16])

وقال الأستاذ أبو الفضل البلياوي – أستاذ الأدب في دار العلوم -: (حكيم الإسلام وخطيبه وفارسه، ووارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأدب والبلاغة والعلم بلا خلاف، وإمامته في ذلك لم تنازع قط، أخطب المسلمين، وإمام المنشئين، وأحد أصحاب الأساليب والمذاهب في الإنشاء وآثاره الأدبية من خطب وكتب وحكم – ما صح منها – جمال اللغة العربية وبدائع النثر العربي، وموضوع دراسة الأديب والباحث)([17])

وقال الدكتور حسن إبراهيم حسن: (وكان علي مضرب الأمثال في الفصاحة، يلقي القول فيأخذ بمجامع القلوب، ويخطب الخطبة فيثير النفوس ويحمسها للحرب)([18])

وقال الأستاذ محمد فريد وجدي: (اجتمعت في علي خصال لم تجتمع لغيره من الخلفاء وهي العلم الغزير والشجاعة العالية والفصاحة الباهرة، وكان مع هذا حاصلا من محامد الأخلاق ومكارم الطباع على مالا يتفق لغير الكاملين من الأفراد)([19])

وقال الفاضل الآلوسي: (هذا كتاب نهج البلاغة قد استودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب ما هو قبس من نور الكلام الإلهي وشمس تضيء بفصاحة المنطق النبوي)([20])

وقال الأديب الكبير أحمد حسن الزّيات: (ولا نعلم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيمن سلف وخلف أفصح من علي في المنطق، ولا أبلّ منه ريقاً في الخطابة، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه، وخطيباً تتدفّق البلاغة على لسانه، وواعظاً ملء السمع والقلب، ومترسلاً بعيد غور الحجة، ومتكلماً يضع لسانه حيث يشاء، وهو بالإجماع أخطب المسلمين وإمام المنشئين، وخُطبه في الحثّ على الجهاد ورسائله إلى معاوية ووصف الطاووس والخفاش والدنيا، وعهده للأشتر النخعي تعدّ من معجزات اللسان العربي وبدائع العقل البشري، وما نظن ذلك قد تهيأ له إلا لشدة خلاطه الرسول ومرانه منذ الحداثة على الكتابة له والخطابة في سبيله)([21])

وقال الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد: (فهذا كتاب (نهج البلاغة) وهو ما اختاره الشريف الرضي أبو الحسن محمد ابن الحسن الموسوي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهو الكتاب الذي جمع بين دفتيه عيون البلاغة وفنونها، وتهيأت به للناظر فيه أسباب الفصاحة، ودنا منه قطافها، إذ كان من كلام أفصح الخلق – بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم – منطقا، وأشدهم اقتدارا، وأبرعهم حجة، وأملكهم للغة، يديرها كيف شاء، الحكيم الذي تصدر الحكمة عن بيانه، والخطيب الذي يملأ القلب سحر بيانه، العالم الذي تهيأ له من خلاط الرسول وكتابة الوحي والكفاح عن الدين بسيفه ولسانه منذ حداثته ما لم يتهيأ لأحد سواه)([22])

وقال الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم عن (نهج البلاغة): (ومنذ أن صدر هذا الكتاب عن جامعه، سار في الناس ذكره، وتألق نجمه، أشأم وأعرق، وأنجد وأتهم، وأعجب به حيث كان، وتدارسوه في كل مكان، لما اشتمل عليه من اللفظ المنتقى، والمعنى المشرق، وما احتواه من جوامع الكلم، في أسلوب متساوق الأغراض محكم السبك، يعد في الذروة العليا من النثر العربي الرائع)([23])

وقال العقاد – وهو الأديب المعروف ـ: (وللذوق الأدبي – أو الذوق الفني – ملتقى بسيرته كملتقى الفكر والخيال والعاطفة لأنه رضوان الله عليه كان أديباً بليغاً، له نهج من الأدب والبلاغة يقتدي به المقتدون، وقسط من الذوق مطبوع يحمده المتذوقون وإن تطاولت بينه وبينهم السنون. فهو الحكيم الأديب والخطيب المبين، والمنشئ الذي يتصل إنشاؤه بالعربية ما اتصلت آيات الناشرين والناظمين)([24])

وقال الدكتور زكي نجيب محمود ـ وهو الفيلسوف المعروف ـ: (لقد عرفت (نهج البلاغة) في صدر الصبا، بل لعل الصواب هو أني عرفته في أطراف الصبا الأولى، وبقيت منه نغمات في الأذن، ثم أخذت أسمع بعد ذلك – كلما لمع خطيب على منابر السياسة – قول الناس تعليقا على بلاغة الخطيب: لقد قرأ نهج البلاغة وامتلأ بفصاحته، وهاأنذا أعيد القراءة هذه الأيام، فإذا النغمات قد ازدادت في الأذنين حلاوة، وإذا العبارات كأنها أضافت طلاوة إلى طلاوة)([25])

وقد ذكر ـ بإعجاب شديد ـ ما في كلماتك من تحليلات فلسفية عميقة، مصبوبة في لغة بسيطة واضحة معجزة، فقال: (ونجول في أنظارنا في هذه المختارات من أقوال الإمام علي التي اختارها الشريف الرضي، وأطلق عليها نهج البلاغة، لنقف ذاهلين أمام روعة العبارة وعمق المعنى، فإذا حاولنا أن نصف هذه الأقوال تحت رؤوس عامة تجمعها، وجدناها تدور ـ على الأغلب ـ حول موضوعات رئيسية ثلاث، هي نفسها الموضوعات الرئيسية التي ترتد إليها محاولات الفلاسفة قديمهم وحديثهم على السواء، ألا وهي: الله والعالم والإنسان، وإذن، فالرجل ـ وإن لم يتعمدها ـ فيلسوف بمادته، وإن خالف الفلاسفة في أن هؤلاء قد غلب عليهم أن يقيموا لفكرتهم نسقاً يحتويها على صورة مبدأ ونتائجه، وأما هو فقد نثر القول نثراً في دواعيه وظروفه)([26])

ولم تكن الشهادة لك بالحكمة والبيان خاصة بالمسلمين، بل إن إخوانهم من المسيحيين ممن اطلعوا على كلماتك، لم يملكوا إلا أن يشهدوا لك بذلك..

ومنهم الأديب الكبير جبران خليل جبران الذي شهد لك بالشهادات الكثيرة، ومنها قوله: (إن علياً لمَن عمالقة الفكر والروح والبيان في كل زمان ومكان)([27])

ومنهم ميخائيل نعيمة الذي قال عنك: (بطولات الإمام ما اقتصرت على ميادين الحرب، فقد كان بطلاً في صفاء بصيرته وطهارة وجدانه وسِحر بيانه)([28])

ومنهم جورج جورداق الذي قال: (فالإمام بإجماع الباحثين رائد البلغاء في عصره حتى وبعد عصره.. وكل من عاصره كان عيالاً على نبعتين قرشيتين ثرتين.. النبعة المحمدية والنبعة العلوية.. أضف إلى النشأة والسيرة والبيئة ونوع الثقافة الخصائص العلوية الذاتية التي تكاد تقف وحدها في مجال الأخلاق والذوق والذكاء والعمق والشمولية وقوة التأمل والسبر.. تقف لتؤلف شخصية عجيبة خصبة معطاء.. شخصية تلتحم فيها مزايا الفارس والبطل إلى مزايا المصلح والأديب والخطيب الرباني الملتزم في هندسة نفسية وذهنية وفنية رائعة)([29])

ومنهم المفكر والأديب المسيحي (نصري سلهب) الذي قال عن كلماتك: (لو قدر لنهج البلاغة من ينقله، روحاً ومعنى، إلى بعض لغات الغرب، لأخذ عليٌّ مكانه بين أعظم المفكرين الذين خاطبوا القلوب والعقول والضمائر ليرقوا بها إلى ملكوت الله، ذلك الملكوت الذي لا يزول، حيث تنعم النفس بخلود أبدي في حضرة الله)([30])

وقد دعا في كتابه الذي خصصه عنك (في خطى علي) إخوانه المسيحيين إلى قراءة كلماتك والتدبر في معانيها للتعرف على الإسلام الحقيقي الممتلئ بالروحانية والسلام.. والتي تقرب المسلم من المسيحي كما لا يقربه كلام آخر، ومن جملة كلامه عنك، وهو يخاطبك: (حياتك سفر قداسة لو يقرأه البشر ويعيشونه لاستحالت قلوبهم قطعاً من السماء، ذلك هو سر خلودك، يا علي: لأنك حي بالله، والله حي فيك)([31])

ومنهم الأديب والمفكر (عبد المسيح الإنطاكي) الذي اعتبر لسانك (اللسان الذي حفظ الرسالة، وهو اللسان الذي استطاع أن يحفظ حتى القرآن الكريم نفسه من الضياع والفساد) ([32])

وهو يعتبرك إمام الفصحاء وأستاذ البلغاء ومعيار سلامة اللغة ومقياسها (لأن الذي يكون كلامه دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين، لابد وأن يكون إمام المخلوقين ومقياس سلامة لغتهم ومعيار بلاغتهم وفصاحتهم، العرب ومعلمهم بلا مراء، فما من أديب لبيب حاول إتقان صناعة التحرير إلا وبين يديه القرآن ونهج البلاغة، ذاك كلام الخالق وهذا كلام أشرف المخلوقين)([33])

وقد ذكر هذا الأديب المحب لك حديثاً قاله له مرة الأديب الكبير (إبراهيم اليازجي)، وهو قوله: (ما أتقنت الكتابة إلا بدرس القرآن العظيم ونهج البلاغة القويم، فهما كنز اللغة العربية الذي لا ينفذ وذخيرتها للمتأدب، وهيهات أن يظفر أديب بحاجته من هذه اللغة الشريفة إن لم يحيَ لياليه سهراً في مطالعتهما والتبحر في عالي أساليبهما)([34])

ومنهم الأديب والباحث (روكس بن زايد العزيزي) الذي قال عنك: (يقيناً، إن كل مثقف عربي، كل كاتب عربي، كل شاعر عربي، كل خطيب عربي مدين للإمام عل.. وانطلاقاً من هذه النقطة، فنحن لا نعد كاتباً أو أديباً عربياً مثقفاً ثقافة عربية أصيلة إن لم يقرأ القرآن ونهج البلاغة قراءات عميقة متواصلة)([35])

ومنهم المستشرق الفرنسي (هنري كوربان) الذي قال في كلماتك المبثوثة في نهج البلاغة: (وتأتي أهمية هذا الكتاب في الدرجة الأولى، بعد القرآن وأحاديث النبي، ليس بالنسبة للحياة الدينية في التشيع عموماً وحسب، بل بالنسبة لما في التشيع من فكر فلسفي. ويمكن اعتبار نهج البلاغة منهلاً من أهم المناهل التي استقى منها المفكرون الشيعة.. وإنك لتشعر بتأثير هذا الكتاب بصورة جمة من الترابط المنطقي في الكلام، ومن استنتاج النتائج السليمة، وخلق بعض المصطلحات التقنية العربية التي أدخلت على اللغة الأدبية والفلسفية فأضفت عليها غني وطلاوة، وذلك أنها نشأت مستقلة عن تعريب النصوص اليونانية)([36])

ومنهم الأديب الكبير (أمين نخلة) الذي اختار من كلماتك مائة كلمة وضعها في كتاب سماه (كتاب المئة)، متأسفا على على اختياره لهذا العدد فقط (إذ لا يستطيع المرء، برأيه، أن يجتزئ أو أن يفصل الأبناء الغوالي عن أمهم الرؤوم، وذلك لأن الروح واحدة والجوهر واحد) ([37])

وقد قال في بعض المجالس عنك وعن كلماتك وآثارها النفسية والروحية: (من يريد أن يعالج أمراض نفسه، عليه أن يلجأ إلى خطب الإمام في نهج البلاغة، حتى يتعلم طريق السير في ظل هذا الكتاب)([38])

ومنهم الباحث والأديب سليمان كتاني، الذي قال عنك: (وهل الكتاب (نهج البلاغة) غير تقويم للرجل الكبير في نهجه الطويل، الذي زرع عليه الإنسان قيمة تتبلور بالعقل الصحيح وتسمو بالفضيلة، وجعل الفضائل تنمو وتدور على محور واحد هو محور التقوى والإيمان بالله؟)

ثم راح يتساءل قائلا: (ومتى، وفي أية لحظة من لحظات عمره، لم يعبر عن هذا النهج الصريح؟ أفي إعلانه الرسالة وإيمانه بها، ولقد نذر نفسه للدعوة لها والجهاد في سبيلها، أم في تطبيقها دستوراً كاملاً لكل مجاري أفكاره وأقواله وأعماله من حيث كان زهده وتقواه وشجاعته وبطولته؟)([39])

هذه بعض شهاداتهم ـ سيدي ـ وهي لا تعبر إلا عن قطرة من بحر حقيقتك، وحقيقة تلك الكلمات النورانية التي كنت تنطق بها، فيصيخ الكون كله ليستمع لها.

وأئذن لي ـ سيدي ـ وأنا جالس بين يديك أن أتلو عليك بعض آيات الحكمة التي وصلتنا.. ولا زلنا نتنعم بها.. وإن كان كل كلامك حكمة.. وكله نور.. وكله هداية.

فمن ذلك أن بعضهم ـ هو زيد بن صوحان العبدي ـ قال لك([40]): يا أمير المؤمنين، أيّ سلطان أغلب وأقوى؟.. فأجبته على البديهة: الهوى.. فسألك: فأيّ ذلّ أذلّ؟.. فأجبته: الحرص على الدنيا.. فسألك: فأيّ فقد أشدّ؟.. فأجبته: الكفر بعد الإيمان.. فسألك: فأيّ دعوة أضلّ؟.. فأجبته: الداعي بما لا يكون.. فسألك: فأيّ عمل أفضل؟.. فأجبته: التقوى.. فسألك: فأيّ عمل أنجح؟.. فأجبته: طلب ما عند اللّه.. فسألك: فأيّ صاحبك أشرّ؟.. فأجبته: المزيّن لك معصية اللّه.. فسألك: فأيّ الخلق أقوى؟.. فأجبته: الحليم.. فسألك: فأيّ الخلق أشقى؟.. فأجبته: من باع دينه برضا غيره.. فسألك: فأيّ الخلق أشحّ؟.. فأجبته: من أخذ المال من غير حلّه، فجعله في غير حقّه.. فسألك: فأيّ الناس أكيس؟.. فأجبته: من أبصر رشده من غيّه، فمال إلى رشده.. فسألك: فمن أحلم النّاس؟.. فأجبته: الذي لا يغضب.. فسألك: فأيّ النّاس أثبت رأيا؟.. فأجبته: من لم يغرّه الناس.. فسألك: فأيّ النّاس أحمق؟.. فأجبته: المغترّ بالدنيا وهو يرى ما فيها وتقلّب أحوالها.. فسألك: فأي النّاس أشدّ حسرة؟.. فأجبته: الذي حرم الدّنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.. فسألك: فأيّ الخلق أعمى؟.. فأجبته: الذي عمل لغير اللّه، يطلب بعمله الثواب من اللّه تعالى.. فسألك: فأيّ القنوع أفضل؟.. فأجبته: القانع بما أعطاه اللّه عزّ وجل.. فسألك: فأيّ المصائب أشد؟.. فأجبته: المصيبة في الدين.. فسألك: فأيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه عزّ وجل؟.. فأجبته: انتظار الفرج.. فسألك: فأيّ النّاس خير عند اللّه؟.. فأجبته: أخوفهم لله، وأصبرهم على التقوى، وأزهدهم في الدنيا.. فسألك: فأيّ الكلام أفضل عند اللّه؟.. فأجبته: كثرة ذكر اللّه، والتضرّع إليه ودعاؤه.. فسألك: فأيّ القول أصدق؟.. فأجبته: شهادة أن لا اللّه إلّا اللّه.. فسألك: فأيّ الإيمان أفضل عند اللّه؟.. فأجبته: التسليم والورع.. فسألك: فأيّ النّاس أكرم؟.. فأجبته: من صدق في المواطن، وكفّ لسانه عن المحارم، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر.

ومن كلماتك الجامعة التي وصلتنا قولك في بعض خطبك: (أيها الناس، من قلّ ذلّ، ومن جاد ساد، ومن كثر ماله رأس، ومن كثر حلمه نبل، ومن فكّر في ذات اللّه تزندق، ومن أكثر من شي‏ء عرف به، ومن كثر مزاحه استخفّ به، ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته. فسد حسب من ليس له أدب، إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال، ليس من جالس الجاهل بذي معقول. من جالس الجاهل فليستعدّ لقيل وقال، لن ينجو من الموت غني بماله، ولا فقير لإقلاله) ([41])

ومنها قولك: (أيها الناس، إنه لا شرف أعلى من الإسلام، ولا كرم أعزّ من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجلّ من العافية، ولا وقاية أمنع من السلامة، ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا والقنوع، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة. والرغبة مفتاح التعب، والاحتكار مطيّة النّصب، والحسد آفة الدين، والحرص داع إلى التقحّم في الذنوب، وهو داع إلى الحرمان، والبغي سائق إلى الحين، والشّره جامع لمساوي العيوب، ربّ طمع خائب، وأمل كاذب، ورجاء يؤدّي إلى الحرمان، وتجارة تؤول إلى الخسران. ألا ومن تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب، فقد تعرّض لمفضحات النوائب، وبئست القلادة الذنب للمؤمن.. أيها الناس، إنه لا كنز أنفع من العلم، ولا عزّ أنفع من الحلم، ولا حسب أبلغ من الأدب، ولا نصب أوجع من الغضب، ولا جمال أحسن من العقل، ولا قرين أشر من الجهل، ولا سوأة أسوأ من الكذب، ولا حافظ أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت.. أيها الناس، إنه من نظر في عيب نفسه شغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق اللّه لم يأسف على ما في يد غيره، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيها، ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن نسي زلّته استعظم زلل غيره، ومن أعجب برأيه ضلّ، ومن استغنى بعقله زلّ، ومن تكبّر على الناس ذلّ، ومن سفه على الناس شتم، ومن خالط العلماء وقر، ومن خالط الأنذال حقّر، ومن حمل ما لا يطيق عجز.. أيها الناس، إنه لا مال هو أعود من العقل، ولا فقر هو أشد من الجهل، ولا واعظ هو أبلغ من النصح، ولا عقل كالتدبير، ولا عبادة كالتفكّر، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا ورع كالكفّ، ولا حلم كالصبر والصمت) ([42])

ومن ذلك قولك في بعض خطبك: (لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا عقل كالتّدبير، ولا كرم كالتّقوى، ولا قرين كحسن الخلق، ولا ميراث كالأدب، ولا قائد كالتّوفيق، ولا تجارة كالعمل الصّالح، ولا ربح كالثّواب، ولا ورع كالوقوف عند الشّبهة، ولا زهد كالزّهد في الحرام، ولا علم كالتّفكّر، ولا عبادة كأداء الفرائض، ولا إيمان كالحياء والصّبر، ولا حسب كالتّواضع، ولا شرف كالعلم، ولا عزّ كالحلم، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة) ([43])

ومن ذلك قولك: (إذا استولى الصّلاح على الزّمان وأهله، ثمّ أساء رجل الظّنّ برجل لم تظهر منه حوبة فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزّمان وأهله، فأحسن رجل الظّنّ برجل فقد غرّر) ([44])

ومن ذلك أنك سئلت: كيف نجدك يا أمير المؤمنين؟، فأجبت: (كيف يكون حال من يفنى ببقائه، ويسقم بصحّته، ويؤتى من مأمنه) ([45])

ومن ذلك قولك: (عجبت للبخيل يستعجل الفقر الّذي منه هرب، ويفوته الغنى الّذي إيّاه طلب، فيعيش في الدّنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء. وعجبت للمتكبّر الّذي كان بالأمس نطفة ويكون غدا جيفة. وعجبت لمن شكّ في اللّه وهو يرى خلق اللّه. وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموتى. وعجبت لمن أنكر النّشأة الأخرى وهو يرى النّشأة الأولى. وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء) ([46])

ومن ذلك قولك: (الدّنيا دار ممرّ لا دار مقرّ، والنّاس فيها رجلان: رجل باع فيها نفسه فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها) ([47])

ومن ذلك قولك: (بكثرة الصّمت تكون الهيبة، وبالنّصفة يكثر المواصلون، وبالإفضال تعظم الأقدار، وبالتّواضع تتمّ النّعمة، وباحتمال المؤن يجب السّؤدد، وبالسّيرة العادلة يقهر المناوئ، وبالحلم عن السّفيه تكثر الأنصار عليه) ([48])

ومن ذلك قولك: (من أصبح على الدّنيا حزينا فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطا، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو ربّه، ومن أتى غنيّا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه، ومن قرأ القرآن فمات فدخل النّار فهو ممّن كان يتّخذ آيات اللّه هزوا، ومن لهج قلبه بحبّ الدّنيا التاط قلبه منها بثلاث: همّ لا يغبّه، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه)([49])

ومن ذلك قولك: (من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق اللّه لم يحزن على ما فاته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن كابد الأمور عطب، ومن اقتحم اللّجج غرق، ومن دخل مداخل السّوء اتّهم، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النّار، ومن نظر في عيوب النّاس فأنكرها ثمّ رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه، والقناعة مال لا ينفد، ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدّنيا باليسير، ومن علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلّا فيما يعنيه) ([50])

ومن ذلك قولك: (لا شرف أعلى من الإسلام، ولا عزّ أعزّ من التّقوى، ولا معقل أحسن من الورع، ولا شفيع أنجح من التّوبة، ولا كنز أغنى من القناعة، ولا مال أذهب للفاقة من الرّضا بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الرّاحة، وتبوّأ خفض الدّعة، والرّغبة مفتاح النّصب، ومطيّة التّعب، والحرص والكبر والحسد دواع إلى التّقحّم في الذّنوب، والشّرّ جامع مساوئ العيوب) ([51])

ومن ذلك قولك في كلام الحكماء: (إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطأ كان داء) ([52])

إلى آخر كلماتك ـ سيدي ـ التي يتقوت منها أصحاب العقول، ليسقوا بمائها الطاهر شجرة الحكمة في قلوبهم.. فأنت سيد الحكماء وأنت أستاذهم وأنت سراجهم الذي يستضيئون به.


([1]) الخصال للصدوق ج١ص٤٩.

([2]) نقلا عن أمراء البيان لمحمد كرد علي ج١ص٤٥.

([3]) نقلا عن مجلة تراثنا : العدد الخامس ١٤٠٦ ص١٥.

([4]) مجلة تراثنا: العدد الخامس ص ٣٢..

([5]) انظر: البيان والتبيين للجاحظ، نقلا عن الطراز المذهب ج١ص١٦٧.

([6]) مقدمة (نهج البلاغة)

([7]) عن تذكرة خواص الأئمة ص ١٢٨.

([8]) عن مطالب السؤال ج١ص١٣٧.

([9]) شرح النهج ج٢ص ٤٥٤..

([10]) ابن أبي الحديد المعتزلي: شرح نهج البلاغة، ج ١ ص ١٢٨ ـ ١٢٩.

([11]) الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: نهج البلاغة، شرح محمد عبده، ص ٨.

([12]) الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: نهج البلاغة، شرح محمد عبده، ص ٨.

([13]) الخطابة ص ٢٥٨.

([14]) بلاغة الإمام علي ص ١٤٤.

([15]) الحياة الأدبية في عصر صدر الإسلام.

([16]) الحياة الأدبية في عصر صدر الإسلام ص ١٣٦.

([17]) مختارات من أدب العرب للندوي هامش ص ٣٧.

([18]) تاريخ الإسلام ج١ص٢٧٣..

([19]) دائرة معارف القرن العشرين ج٦ص٦٥٩.

([20]) بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب: ٣ / ١٨٠..

([21]) تاريخ الأدب العربي: ٩٠.

([22]) مقدمة شرح النهج للإمام محمد عبده.

([23]) عن مقدمته على شرح ابن أبي الحديد.

([24]) مقدمة كتاب (عبقرية الإمام علي)

([25]) المعقول واللامعقول ص ٣١.

([26]). د. زكي نجيب محمود: المعقول واللامعقول في التراث العربي، دار الشروق ـ بيروت، ص ٣٠..

([27]) الامام علي صوت العدالة الانسانية ٥/  ١٢١٣..

([28]) الامام علي صوت العدالة الانسانية ١/٢٢..

([29]) عن كتابه (علي وسقراط)

([30]) نصري سلهب: في حظي علي، ص 332.

([31]) نصري سلهب: في حظي علي، ص 30.

([32]) عبد المسيح الإنطاكي: ملحمة الإمام علي، ص ٦٧٦.

([33]) نفس المصدر السابق: ص ٦٩٩..

([34]) نفس المصدر السابق: ص ٧٠٠..

([35]) روكس بن زايد العزيزي: الإمام علي أسد الإسلام وقديسه، ص ٢٠٩.

([36]) الشيخ محمد حسن آل ياسين: نهج البلاغة.. لمن؟ ص ٦٥.

([37]) أمين نخلة: كتاب المئة، الدار الإسلامية ـ بيروت، ط ١/٢٠٠٢، ص ١١.

([38]) مجموعة من المفكرين: نهج البلاغة والفكر الإنساني المعاصر، ص ٢٠٥..

([39]) سليمان كتاني: علي نبراس ومتراس، مصدر سابق: ص ٤٤٠.

([40]) دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم، ص 101- 103.

([41]) مستدرك نهج البلاغة للمحمودي: ج 1 ص 48- 63 الخطبة رقم( 13)

([42]) مستدرك نهج البلاغة للمحمودي: ج 1 ص 48- 63 الخطبة رقم( 13)

([43]) نهج البلاغة: الحكمة(113)

([44]) نهج البلاغة: الحكمة(114)

([45]) نهج البلاغة: الحكمة(115)

([46]) نهج البلاغة: الحكمة(126)

([47]) نهج البلاغة: الحكمة(133)

([48]) نهج البلاغة: الحكمة(224)

([49]) نهج البلاغة: الحكمة(228)

([50]) نهج البلاغة: الحكمة(349)

([51]) نهج البلاغة: الحكمة(371)

([52]) نهج البلاغة: الحكمة(265)

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *