وشهد شاهد من أهلها

وشهد شاهد من أهلها

من دلائل لطف الله وعدالته مع عباده أنه سبحانه وتعالى لا يكتفي معهم بالحجة والحجتين، ولا الدليل ولا الدليلين، وإنما يضع لهم من الدلائل والبراهين ما يجعل الحقائق أمامهم كرأي العين لا يجحدها إلا العنيد الغليظ المكابر.

ومن هذا الباب تلك الدلائل الكثيرة التي تنطق بها الأخبار كل يوم عن مظلومية سورية الجريحة، تلك التي اجتمع عليها جميع كلاب العالم لينهشوا لحمها على مرأى ومسمع من جميع العقلاء والحكماء ورجال الدين.. حتى صار مشايخ المسلمين يتفقون مع حاخامات اليهود في توزيع الحلوى عند ضرب كل مؤسسة، أو سفك أي دم.

ومن تلك الدلائل ما عبر عنه قوله تعالى عند ذكره لمظلومية يوسف عليه السلام: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا } [يوسف: 26].. فالشاهد من الأهل شاهد موثوق، وحجته لازمة، ولا يرد حجته إلا مكابر، ولذلك لم يجد عزيز مصر مع مكانته وهيبته إلا أن يخضع له من دون مناقشة.

ومن هذا الباب أقام الله حجته على عباده الذين وقفوا مع الظلمة في سورية الجريحة؛ فقد نطق الكثير من الشهود من المعارضة السورية نفسها، أولئك الذين تبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وعرفوا أن تلك التي يسمونها ثور ة ليست سوى فوضى خلاقة وحرب ناعمة ومشاريع هيمنة غربية.. لكن للأسف قوبل هؤلاء بالنكير والخيانة، وبكونهم باعوا ثورتهم وقضيتهم.

ومع ذلك أرسل الله حججا أخرى لا يمكن لأي عاقل أن يردها أو يكذبها، وهي الحجج الصادرة من الجهات المؤسسة لتلك الفوضى في سورية، والتي نطقت بملء فمها أنها لم ترد الخير لسورية، وأن ما حصل فيها ليس ثورة تطالب بالحقوق المشروعة، وإنما مؤامرة للتقسيم والتقزيم والتبعية.

ولا يمكننا في هذا المقال المختصر أن نسرد كل تلك الشهادات، فهي كثيرة جدا، ولكنا نكتفي بشاهدين عدلين لدى المؤمنين بما يسمونه ثورة سورية، أما أولهما؛ فكان أنشط سياسي محرض على التدخل الخارجي لضرب سورية، وأما الثاني، فأكبر عراب للخراب الذي حصل لها.

أما الأول([1])؛ فهو [حمد بن جاسم آل ثاني]، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، والذي كان أكبر المتحمسين لضرب سورية، وتوفير أجواء الفوضى فيها، لكن شاء الله أن يشهد بشهادته بعد أن حاصرت السعودية قطر، وحينها حصل الصراع بين الحلفاء الذين اجتمعوا على الفريسة السورية.

وقد قال في مقابلة مشهورة مع التلفزيون القطري حول سوريا: (إننا تهاوشنا على الفريسة (سوريا) التي ضاعت منا أثناء تهاوشنا عليها)

وقال في تلك الحصة، وهي موجودة على النت لمن شاء أن يشاهدها: (ليس عندنا ثأر مع (الرئيس) بشار الأسد، فهو كان صديق لنا، لكن أنتم (الخليجيون) كنتم معنا في خندق واحد، ثم غيّرتم توجهكم، فقولوا لنا لنغيّر)

وقال: (توجّهت للسعودية، وقابلت الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز بناء على تعليمات من سمو الأمير الوالد، وقلت له: هذه الحالة في سوريا وقال لي: نحن معكم، أنتم سيروا في هذا الموضوع ونحن ننسّق ولكن فلتبقوا أنتم مستلمين للموضوع)

وفي حديثه ذلك أدلى باعترافات حول تورّط كل من قطر والسعودية في الملف السوري بالتنسيق مع واشنطن وأنقرة، وصلت إلى حد دعم مقاتلين من جبهة النصرة، حيث قال: (لدينا أدلّة كاملة لاستلام هذا الموضوع، وكان أي شيء يذهب إلى تركيا يُنسَّق مع القوّات الأميركية، وكان توزيع كل شيء يتمّ عن طريق القوات الأميركية والأتراك ونحن والأخوان في السعودية، كلهم موجودون عسكرياً، ربّما حصل خطأ أنّ فصيلاً دُعم في فترة، لكن ليست داعش، هذا موضوع مُبالَغ به، ربّما كانت هناك علاقة مع النصرة، ربّما، أنا والله لا أعرف عن هذا الموضوع، لكن أقول حتى لو كان فعندما أصبحت النصرة غير مقبولة توقّف هذا الدعم للنصرة وكان التركيز علي تحرير سوريا)

بل إنه لم يكتف بهذا، وإنما راح يصرح بتلك العلاقات الودية بين قطر وإسرائيل مكذبا كل تلك الادعاءات التي يدعيها الإسلاميون، والتي يعتبرون فيها قطر راعية للقضية الفلسطينية، بل لكل قضايا الأمة، فقد جاء في حواره ذلك قوله: (بدأت منذ أيام السلام وبعد مؤتمر مدريد وكان هناك تفاؤل لإقامة سلام، وبصراحة كان ذلك تزلّفاً وتقرّباً من أميركا وكان من المهم إقامة علاقة مع إسرائيل كي تفتح لك أبواب كثيرة في أميركا، ونشأت العلاقات وتطورت حتى تم افتتاح مكتب في الدوحة)

وذكر أن (هناك الكثير من المنطقة يتعاملون الآن مع إسرائيل وأعرف أن اجتماعات كثيرة تتم بين بعض القادة في المنطقة، بعضها في البحر الأحمر، اجتماعات تنسيقية، وأعرف أن هناك تصوراً لعملية السلام كيف يتم وهو تصور يُساق من قبلهم وأعرف أنه لن ينجح الآن)

بل إنه قال في فورة غضبه: (كلنا نطلب ودّ إسرائيل.. من الآن يتكلم عن قضية القدس؟ نحن الآن نتكلم عن كيف سنطبّع مع إسرائيل!)

هذا الشاهد الأول، وهو كاف لأكثر العقول التي لم تعطل، وحديثه موجود على النت، ومن خلال قناة قطرية، أي أنه لم يفرض عليه فرضا، ولم يفبرك، وهو ليس تسجيلا من تلك التسجيلات المسربة التي تعودت الجزيرة أن تذكرها كل حين، بل هو موجود متوفر وواضح، ويمكن لأي عاقل أن يتأمل فيه لعله يبصر ما كان في غفلة عنه.. وما أجمل أن يستبصر المرء بعد العمى، ويفيق بعد الغفلة.. فالمشكلة ليست في الغفلة، وإنما في التمادي عليها.

وأما الثاني، فهو عراب الخراب العربي [عزمي بشارة] ذلك الذي وكل إليه تدريب الطاقم الإعلامي الذي أدار الفتنة من خلال قناة الجزيرة، والذي يحفظ أكثر الناس مقولاته ويرددونها من غير أن يعرفوا مصدرها.. مع أن مصدرها هو ذلك الذي تخلى عن عروبته وارتدى بدلها ثياب الصهيونية.

وقد شاء الله أن يشهد الكثير من الشهادات في كتابه الذي ألفه حول سورية، والمعنون بـ [سورية: درب الآلام نحو الحرية]، والذي ذكر فيه أنه يؤرخ لسنتين من عمر ثورة وصفها بأنها مجيدة بكل المعاني، والذي دافع فيه عن الدور المشبوه لقطر، ولقناتها الشيطانية قناة الجزيرة، مرددا فيه ما تعودنا سماعه من كون (الاحتجاجات بدأت سلمية، ومطالبها إصلاحية بسيطة لم يترك لها قمع النظام الوحشي خياراً سوى مواجهته بالسلاح وتحويل سقف المطالب من مجرد القيام ببضعة إصلاحات إلى رحيل النظام عن بكرة أبيه)

لكنه ـ وعن غفلة منه، أو لاستهانته بعقل القارئ العربي الذي لا يحلل ولا يستنتج، بل يكتفي بقراءة العناوين ـ راح يعترف اعترافات خطيرة تبين حقيقة المخطط الذي ووجهت به سورية ([2]).

ومن تلك الاعترافات قوله: (حماية التظاهرات كان حجة لتبرير حمل السلاح وبشكل رجعي، إذ لم يكن الهدف من حمل السلاح حماية التظاهرات ولا كان ممكناً أن يكون، إنما طرح هذا الأمر كتبرير لحمل السلاح)([3])

وقال: (الدعوات للتظاهر كان معظمها يتم من قبل أشخاص مقيمين خارج سوريا)([4])

وقال: (كل ما قيل عن حرق أو قلع لأظفار الأطفال في درعا كان مجرد شائعات ومبالغات غير صحيحة استغلت لأغراض سياسية تعبوية من قبل الثوار. كما أن الأطفال ليسوا من كتب الشعارات على الجدران فأغلب الشهادات تؤكد أن لا علاقة للأطفال بهذا الأمر، إنما إعتقالهم جاء على خلفية رميهم أحد مراكز الشرطة بالحجار والزجاجات الحارقة)([5])

وقال: (شهود العيان كانوا يبالغون ويعملون على التحريض الطائفي إضافة إلى أن شاهد العيان قد يكون موجودا في باريس)([6])

وقال: (أغلب الذين حملو السلاح كانوا من المدنيين لا من الجنود أو الضباط الفارين خلافاً لما ادعاه الناطقون باسم الثورة، إنهيار هيبة النظام أدى لسلوك انتقامي تمثل بالهجوم على المراكز الأمنية وقتل 120 عنصر في جسر الشغور بينما تستر الإعلام المؤيد للثورة على هذه الحادثة وانطلقت تصريحات إعلامية وبيانات تتهم الجيش بقتل جنوده، وقد ساهمت وسائل الإعلام العربية المؤيدة للثورة في هذا التضليل)([7])

وقال: (إنكار المظاهر المسلحة أصبح بحاجة إلى لافتة أو جسم سياسي يُشرعن الانتقال إلى العسكرة، وقد شكل الإعلان عن تشكيل الجيش الحر هذه اللافتة، وأصبح هذا الجيش غطاءً عريضاً لكل أشكال التسليح الفردية والأهلية في مواجهة القوات الحكومية، وبدأت الصحافة تبحث عن تصريحات لقادة هذا الجيش وكأنهم يعرفون ما يجري على الأرض بينما كان هؤلاء الضباط يتحدثون من اسطنبول عن أمور سمعوا عنها من الإعلام)([8])

وقال: (الهتافات الطائفية بدأن في درعا ودوما واللاذقية وحمص منذ اليوم الأول للتظاهرات، فسمعت هتافات مثل [لا إيران ولا حزب الله بدنا رئيس يخاف الله] وهتاف [بدنا نحكي عالمكشوف، علوية ما بدنا نشوف])([9])

وقال: (قيام المعارضة المسلحة بعمليات خطف وقتل واغتيال طائفي لعمال وموظفين ومثقفين وعلماء)([10])

وقال: (اتهمت وسائل الإعلام المؤيدة للثورة النظام بقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكيه، بينما في حقيقة الأمر أنه قتل عندما أطلق مسلحون معارضون قذائف أر بي جيه على مسيرة مؤيدة للنظام)([11])

وقال: (لم توجه وسائل الإعلام أي نقد لممارسات الثورة ومن ضمن هذه الممارسات أعمال مُشينة)([12])

وقال: (بينما كان هشام اختيار يُفاوض أهل درعا بلغه أن المتظاهرين أحرقوا القصر العدلي وكسروا زجاج المشفى الوطني)([13])

وقال: (في الربع الأخير من عام 2010 قامت الحكومة بحملة أمنية لملاحقة المطلوبين في قضايا جنائية وإقتصادية استهدفت بشكل خاص مهربيّ المازوت في دير بعلبة وبابا عمرو والسلطانية وحي عشيرة وجوبر، وسنجد أن هذه الأحياء كانت السباقة للإنخراط في الاحتجاجات الشعبية وستكون هذه الأحياء أيضاً أول من حمل السلاح بوجه النظام في حمص)([14])

وقال: (أغلب المناطق التي انتفضت في حمص هي مناطق تهريب وذات طبيعة عشائرية، وقد موّل سعد الحريري عمليات تهريب الأسلحة إليها)([15])

وقال: (لم يكن الاستقطاب الطائفي وليد انتفاضة الشعب السوري في حمص، ففي عام 2006 قام ثلاثة رجال بذبح عنصر من الأمن السياسي من الطائفة العلوية داخل جامع باب الدريب وهربوا إلى السعودية، كما كان شبان علويون يتعرضون للضرب في الأحياء ذات الأغلبية السنية)([16])

وقال: (قام محمد علي البياسي (أحد العاملين مع عبد الحليم خدام) بتسليح المتظاهرين ببانياس فقدم 30 روسية و2 رشاش و2 قواذف و6 بومباكشن. ص 192 – كان الجيش الحر يتبع استراتيجية غريبة عجيبة، كان يقوم باقتحام مدينة فيتبع ذلك خروج قوات النظام منها وقصفها من الخارج، فتنشأ قضية لاجئين جديدة ومن ثم ينسحب الجيش الحر من هذه المدينة ليُهاجم مدينة أخرى وفقاً لما يُسمى إنسحاب تكتيكي)([17])

وقال: (هناك أعمال سرقة ونهب وسطو مسلح قامت بها كتائب للجيش الحر)([18])

وقال: (إن سقوط مدينة الرقة بسرعة خيالية كان بسبب استقبالها للشباب النازح من ريفي دير الزور وحلب حيث شارك هؤلاء الشبان بفاعلية بالاستيلاء على المقرات والمراكز الأمنية داخل المدينة)([19])

وقال: (عمل الإعلام الرسمي على ضرب صدقية وسائل الإعلام المؤيدة للثورة عبر عرضه أشخاص كانت وسائل الإعلام العربية قد تناقلت أخبار وفاتهم على أيدي قوات الأمن)([20])

وقال: (كان النظام يعتبر الثورة مؤامرة قطرية سعودية تركية أميركية على الرغم من تأخر دول الخليج وأمريكا في دعم هذه الثورة)([21])

وقال: (ظهرت حالة من الشحن الطائفي زاد في حدتها بعض المتحدثين باسم الثورة كمأمون الحمصي ورجال دين معروفون منهم الشيخ القرضاوي الذي حمّل بإحدى خطبه مسؤولية ما يحدث بسوريا لطائفة الرئيس، كما ساهم في إذكاء الشحن الطائفي قنوات كان تبث من الخليج كصفا ووصال الين تبثان من السعودية)([22])

وقال: (شكل الشيخ العرعور ظاهرة شعبوية خطرة ممولة من السعودية تراهن على إثارة الغرائز الطائفية والمذهبية)([23])

وقال: (في أوائل نيسان هاجم مسلحي المعارضة حافلة مبيت عسكرية في بانياس وقتلوا مواطن يُدعى نضال جنّود من الطائفة العلوية ومثّلوا بحثته وقطعوا أعضائه الذكورية)([24])

وقال: (لا علاج لذلك في رأينا إلا حل بقمع الأعمال الطائفية بالقوة بداية)([25])

وقال: (اتجهت مجموعات مسلحة إلى السلفية كبراغماتية تقرباً من المانحين)([26])

وقال: (لم ينجح هيتو في تأليف الحكومة بسبب مقاطعة السعودية ومن يؤيدها، وتبين مرة أخرى هشاشة المعارضة السورية ودرجة ارتباطها بالقوى الخارجية)([27])

وقال: (شكلت خطوة جامعة الدول العربية منح مقعد سوريا للإئتلاف مفاجأة لكثيرين، وكانت مخالفة لنظام الجامعة العربية)([28])

وقال: (نظم الناشطون تظاهرات سريعة بهدف التصوير فقط وبث خبر عن خروج تظاهرة في دمشق، وهو خبر مهم معنوياً لكن من يبحث عن هذه التظاهرة لا يجدها)([29])

وقال: (مع استمرار الثورة بدا وكأن الجزيرة والعربية جعلت من هذه الثورة قضيتها، وذلك بالمعنى الحزبي العصبوي فنشرت أخبار المعارضة من دون فحصها وتبين أن بعضاً منها على الأقل كان كاذباً، فمثلاً تبنت هذه المحطات رواية غير صحيحة إطلاقاً عن مقتل 120 جندي سوري في جسر الشغور لأنهم حاولوا الإنشقاق والحقيقة كانت أن الثوار هم من قتلوهم في هجوم على المراكز الأمنية في المدينة، وذلك قبل مرحلة الكفاح المسلح في الثورة السورية، واتهمت كذلك النظام بقتل العديد من الشخصيات العلمية في حمص لكن حقيقة الأمر أن مسلحين معارضين هم من قاموا باغتيالهم)([30])

وقال: (كانت تجري عمليات تصفية لموظفين حكوميين أو رئيس اتحاد فلاحين أو مؤسسة حكومية ما دام مؤيداً للنظام)([31])

وقال: (أقامت تركيا مخيمات للاجئين السوريين على أراضيها على الرغم من عدم وجود مواجهات عسكرية تستدعي هذا اللجوء)([32])

وقال: (السعودية دولة ملكية محافظة ليس فيها أي هامش للديمقراطية وحرية التعبير)([33])

وقال: (لم يتفاعل الشارع السعودي مع أي ثورة عربية كما هو الحال مع الثورة السورية، ويمكن القول أن البعد الطائفي كان حاضراً لا سيما عند رجال الدين حتى أن مقولة النظام النصيري كانت رائجة في الشارع السعودي عند توصيف النظام السوري)([34])

هذه مجرد نماذج من الاعترافات التي أدلى بها هذان الشاهدان اللذان تلطخت أيديهما بالدم السوري، ومن شاء المزيد، فيمكنه أن يقرأ الكثير من تصريحات المعارضة نفسها، والتي دائما يتهم بعضها بعضا، وفي أثناء تلك الاتهامات، يمكننا أن نعرف ما جرى بالضبط، كما عرفنا من الصراع السعودي القطري الكثير من الحقائق التي كانت مغيبة.

لكن العقول التي جحدت كل الأدلة، يمكنها أن تجحد أمثال هذه الأدلة وغيرها، لأنها لا تختلف أبدا عن تلك التي وصفها الله تعالى، فقال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ } [القمر: 1 – 5]

فالذي يدمن على اتباع هواه لا يمكن أن يستسلم للحقائق سواء ارتبطت بالقمر الحقيقي الذي نراه في السماء، أو بما تبثه الأقمار التي صنعها البشر.


([1])  انظر مقالا بعنوان: ابن جاسم: لا ثأر مع الأسد وتهاوشنا على سوريا بتفويض سعودي، 2017-10-27 13:1432913، الميادين نت.

([2])  انظر مقالا بعنوان: حول قلب المفاهيم والثورة بمعناها السيء: اعترافات من عزمي بشارة، بسام الحكيم، موقع الجمل.

([3])  سورية: درب الآلام نحو الحرية، عزمي بشارة، ص 164-198 .

([4])  المرجع السابق، ص 74.

([5])  المرجع السابق، ص 82 – 84.

([6])  المرجع السابق، ص 14.

([7])  المرجع السابق، ص 163 – 194.

([8])  المرجع السابق، ص 197.

([9])  المرجع السابق، ص 86 – 112 – 124 – 125.

([10])  المرجع السابق، ص 374 – 375.

([11])  المرجع السابق، ص 441.

([12])  المرجع السابق، ص 441.

([13])  المرجع السابق، ص 88.

([14])  المرجع السابق، ص 110.

([15])  المرجع السابق، ص 120.

([16])  المرجع السابق، ص 121.

([17])  المرجع السابق، ص 205.

([18])  المرجع السابق، ص 210.

([19])  المرجع السابق، ص 222.

([20])  المرجع السابق، ص 242.

([21])  المرجع السابق، ص 246.

([22])  المرجع السابق، ص 319.

([23])  المرجع السابق، ص 320.

([24])  المرجع السابق، ص 323.

([25])  المرجع السابق، ص 329.

([26])  المرجع السابق، ص 364.

([27])  المرجع السابق، ص 414.

([28])  المرجع السابق، ص 415.

([29])  المرجع السابق، ص 439.

([30])  المرجع السابق، ص 440.

([31])  المرجع السابق، ص 441.

([32])  المرجع السابق، ص 499.

([33])  المرجع السابق، ص 535.

([34])  المرجع السابق، ص 539.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *