هنيئا لسورية بمفتيها الشيخ حسون

هنيئا لسورية بمفتيها الشيخ حسون

من أجمل ما أيد الله به سورية إزاء المحن الكثيرة التي تعرضت لها أولئك الرجال الأبطال القائمين على كل ثغر من ثغورها.. فأينما وجهت وجهك وجدت بطلا أو أبطالا يقومون بأداء أدوارهم باحترافية عالية جدا، في مقابل ذلك التخبط والإسفاف الذي تعيشه المعارضة الممونة من السعودية أو قطر أو تركيا أو غيرها من بلاد العالم.

ولعل أهم شخصية لقيت ظلما كثيرا وتشويها خطيرا على الرغم من تضحياتها العظيمة وإخلاصها الصادق شخصية الشيخ الجليل العلامة [أحمد بدر الدين حسون]، مفتي سوريا، والذي استعملت كل أدوات التضليل لتحويله من علامة مناضل مجاهد مخلص لوطنه وأمته إلى خائن ومرتزق وعالم سلطان.

ولست أدري أي الفريقين أحق أن يوصف بتلك الأوصاف: هل الشيخ حسون، ذلك البسيط المتواضع الذي كان في إمكانه أن ينال ما يشاء من المال والجاه والشهرة لو انشق عن وطنه كما ينشق أولئك الخونة، أم تلك العمائم المزيفة المحيطة بالملوك والأمراء، والتي تعيش كما يعيش الملوك والأمراء؟

أي الفريقين أكثر صدقا وإخلاصا: ذلك الذي ينادي بالحكمة والسماحة مع من قتلوا ولده، وآذوه بكل صنوف الإيذاء، أم أولئك المشايخ الذين تحولوا إلى نسور وصقور وتماسيح لا هم لها إلا الدعوة للقتل والإبادة والتخريب؟

فهنيئا لسورية بشيخها وعالمها ومفتيها الذي لو وزن به كل مشايخ الإفتاء في جميع البلاد العربية لوزنهم بعقله وحلمه وصدقه وإخلاصه.. فهو المفتي الحقيقي، وهو العالم المجاهد، وهو الذي يمثل الحكمة في وقت الفتنة.

ولهذا استعملت القنوات المغرضة، ومن يقف وراءها من الطغاة والمجرمين، أو من يستمع لها من البلهاء والمغفلين كل الوسائل حتى تُصم الآذان عن سماعات كلمات ذلك الشيخ الجليل الذي يمثل القيم بجميع معانيها.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *