نحن أولى بسورية منكم

من أبشع صور المصادرات على المطلوب أثناء مناقشتك مع بعض السوريين الذين غسلت عقولهم بالإعلام المغرض هو قولهم لك: هذه بلادنا.. ونحن أولى بها منكم..
وليتهم قالوا هذا الكلام لمن فجروا الفتنة في بلادهم، والذين كانوا يحرضون بكل الوسائل ليسقطوا نظامهم الذي إن لم يكن أحسن الأنظمة حينها، فإنه لم يكن أسوأها..
وليتهم قالوه أيضا لأمريكا وأوروبا الذين حشروا أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بسورية.
وليتهم قالوه لإسرائيل التي مونتهم وحمتهم، وكان مسلحوهم يعالجون في مستشفياتها، ولم تضربهم هي ولا أمريكا مرة واحد، بينما ضربت الدولة السورية والنظام السوري مرات عديدة.
ولذلك، فأنا، وكل حر في العالم نقول لهؤلاء: إن سورية تتبرأ منكم.. ذلك أن من رضي لبلاده أن تقصف، ولم تسل دموعه، ولم يهتز له عرق، ولم يحمل بيده السلاح ليدافع عنها؛ فليس له الحق في أن يكون مواطنا في ذلك البلد، بل أقل أحواله أن يكون خائنا أو عميلا.
ولهذا فأنا وجميع الصادقين الذين وقفوا مع سورية في أحلك أيامها، ولو بقلوبهم وألسنتم وأقلامهم، أولى بسورية منكم؛ فنحن مواطنون سوريون أكثر منكم، ذلك أننا نشعر بكل مآسي سورية وآلامها والمؤامرات الكثيرة الموجهة لها.
أما ما حصل فيها من خراب ودمار وقتل، فذلك وزر يتحمله أولئك الإرهابيون ومن احتضنهم من المغفلين.. فلولا أنهم آووهم وساندوهم ونصروهم ما تعرضوا لما تعرضوا له.. فمن آوى مجرما، فهو مجرم مثله.. ومن حمى عميلا فهو عميل مثله.. ولذلك يحق للجيش السوري أن يستعيد سيادته على أرضه، وعلى كل شبر من أرضه بكل الوسائل المتاحة.. وليس للمجرمين إلا خيار واحد إما التسليم والاستسلام والعودة لأحضان الوطن، وإما أن تسفك دماؤهم كما تسفك دماء كل الخونة.
نحن أولى بسورية منكم، لأن سورية ليست أرضكم، بل هي أرض العروبة والإسلام، ولذلك يحق لكل مسلم أن يدافع عنها، وأن يغضب لها، وأن يطالب بإخراج كل مجرم منها.
نحن أولى بسورية منكم، لأنا لا نزال نشعر بأننا أمة واحدة، وأن الحدود التي رسمها الأعداء حدود وهمية لا نؤمن بها، ولا نسلم لها.. فكل أرض الإسلام أرضنا، وكل بلاد الإسلام بلادنا.
وفي الأخير أقول لهؤلاء: لا بأس.. فلنفرض أنكم شعب سوري.. فهل أنتم وحدكم الشعب السوري.. وهل يمكن لنظام أن يستمر كل هذه الفترة مع كل الحملات العالمية دون أن يكون له حاضنة شعبية.. فلذلك تواضعوا وعودوا إلى وعيكم، فأنتم لستم سوى نفاية الشعب السوري، وخبثه الذي نفته.. فلا يمكن أبدا أن يكون العميل الخائن الذي يرضى لبلاده أن تقصف مواطنا صالحا، بل ولا حتى مواطنا فاسدا، فأولى الأسماء به هو الخيانة والعمالة.