ماهر حمود.. عالم المقاومة

يصر الإعلام المغرض المخادع عند تضليله للرأي العام على جلب الكثير من الشخصيات باعتبارها علماء دين، وأنهم الممثلون الوحيدون للدين، والناطقون الوحيدون باسمه، في نفس الوقت الذي يتغافل فيه عن خيرة علماء الأمة الذين لم يسقطوا في فخ الفتنة، ولم يقعوا ضحايا المشاريع الصهيونية والأمريكية، وكان لهم من الوعي والبصيرة ما حماهم من ذلك.
ومن هؤلاء العلامة الجليل سماحة الشيخ ماهر حمود، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، صاحب اللسان الفصيح، والفكر النير، والعلم الواسع، والوعي الاستراتيجي العميق.
وهو الذي وقف في كل مراحل حياته مع المقاومة، وفي وجه أعدائها، ودعا إلى الوحدة الإسلامية، ونبذ الطائفية، وتعرض في سبيل ذلك لمحاولات اغتيالات، إما لشخصه الحسي أو شخصه المعنوي، لكنه بقي صلبا ثابتا راسخا لا تهزه الأعاصير، ولا يرضخ للإغراءات، ولا للتهديدات.
ولذلك اختاره العلماء العاملون الواعون ليكون أمينا عاما للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، مواجهة لذلك الاتحاد المجرم الذي أسسه ذيول أمريكا في الخليج ليكون منصة للدعوة للفتنة، والذي جُرم بعد انتهاء دوره، ووُصم بالإرهاب.
والشيخ ماهر حمود لمن لا يعرفه([1]) وُلد عام 1953 في مدينة صيدا، جنوب بيروت، ودرس في كلية الشريعة في جامعة دمشق بين عامي 1972 و1977، وأسّس وترأس الجماعة الإسلامية في صيدا بين عامي 1971 و1979، وأسس رابطة الطلاب المسلمين في صيدا، وهو من مؤسّسي تجمّع العلماء المسلمين عام 1982 ومسؤول رئيسي فيه حتى العام 1994.. وهو من مؤسّسي الجبهة الإسلاميّة في صيدا والناطق باسمها بين عامي 1985 و1990، ثم انتُخب أخيرا عام 2014 أمينًا عامًا لاتحاد علماء المقاومة.
ومع كونه عالما سنيا إلا أنه وقف ضد الهجمات التي تهاجم بها إيران، أو يهاجم بها حزب الله تحت ذرائع التشيع، مبينا أن كل ذلك صناعة شيطانية، وأن المسلمين أمة واحدة، وأن الخلافات بينهم بسيطة، وأنها مجرد قراءات متعددة لإسلام واحد.
ولذلك كانت طروحاته مملوءة بالعلمية والعقلانية والصدق.. وهي لا تختلف عن طروحات أكثر علماء الشام الذين غيبهم الإعلام المغرض ليطرح بدلهم أولئك السلفيين المتشددين، أو الحركيين المستكبرين الذين استعملتهم الأيادي المشبوهة لتحيل الصراع مع العدو الصهيوني ومن معه من الشياطين الكبار الصغار إلى الصراع مع الإخوة في الدين.
أما موقفه من سورية، فقد كان منذ البدء موقفا متميزا،
لا يقفه إلا مثله من العلماء، فقد دعا إلى الإصلاح، وفي نفس الوقت دعا إلى وأد
الفتنة، وكان مع النظام السوري، وضد التكفيريين إلى آخر لحظة، وقد لقي في سبيل ذلك
أذى كثيرا، بل كاد يحصل له ما حصل للبوطي رحمه الله، لولا أن نجاه الله من غدرهم.
([1]) انظر حوارا أجري معه بعنوان: الشيخ ماهر حمود – الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المقاومة، برنامج [إسلاميون…وبعد] على قناة الميادين.