لهذا أكره التنويريين

تعجب الكثير من مواقفي السابقة من التنويريين، لتوهمهم أنهم يريدون نهضة الأمة وتحضرها، وأنهم ينتقدون التراث حتى تنطلق الأمة انطلاقة صحيحة.. ولكنهم يجهلون أن ذلك مجرد طلاء خارجي، والحقيقة عفنة جدا لا يمكن تصورها.. فمشكلة التنويريين أنهم مثل السلفيين تماما، مجرد بضاعة جديدة يقدمها الغرب كبديل للبضاعة القديمة المستهلكة، والتي انتهى دورها، واحترقت أوراقها.
ولمن شاء الدليل على ذلك، فليذهب إلى موقع أحدهم.. ذلك المسمى [عدنان إبراهيم]، ذلك الذي نال الشهرة الواسعة، واستقبلته القنوات الفضائية، وصاح الشباب في كل مكان بالدعاية له.. وكان في إمكانه أن يبث وعيا سياسيا في الأمة يقيها آثار الحرب الناعمة التي تتسلط عليها، لكنه لم يفعل.
زوروا موقعه الالكتروني، لتروا قيمة هوكينغ عنده، وكيف خطب الخطب في الترحم عليه والدعاء له والدفاع عنه بمجرد أن جاءت الأخبار بوفاته.. لكنه لم يتكلم كلمة واحدة في حق العدوان الثلاثي على سورية، ولا في حق عدوان إسرائيل عليها.. بل إنه في كل حين يثني على أعدائها، ويتحدث عن عدالتهم والقيم الإنسانية التي يحملونها.
لهذا أكره هؤلاء التنويريين الذي لا يختلفون أبدا عن أولئك السلفيين المتطرفين.. والفرق بينهما ليس سوى في أن أحدهما يلبس قميصا والآخر بذلة.. أما الحقيقة؛ فكلاهما يشرب من مبنع واحد.
قاعدتي التي أتعامل بها مع الأشياء، والتي على أساسها يكون الجرح والتعديل هي أنه: (لا يمكن أن ينهض بالأمة من لم يتألم لآلامها، ويحزن لحزنها، ويفرح لفرحها)
ولذلك لا يمكن أن أكره المتطرفين والأمريكان والإسرائليين، ثم لا أكره بعد ذلك من يشاركهم أفراحهم في ضرب قلب العروبة النابض.. سورية الحبيبة.