تحية للجيش السوري

تحية للجيش السوري

ربما لم يتعرض جيش في التاريخ لما تعرض له الجيش السوري من أنواع الحروب العسكرية والإعلامية والدينية والثقافية.. فقد ترك الكل أشغالهم، وراحوا يتفرغون لحربه.. ومع ذلك واجههم جميعا ببطولة فذة، وشجاعة نادرة، وإخلاص لوطنه وأمته وقضيته لا نظير له.

أما الحرب العسكرية، فقد اجتمعت عليه كل قوى الإرهاب، وأفرغت في ساحاته كل ألوان الرايات من القاعدة والنصرة وداعش والجيش الحر ولواء الإسلام وجيش الإسلام وفيلق الرحمن.. وعندما سقطت هذه الرايات جاءت الراية الأمريكية والبريطانية والفرنسية مدعومة بالرجعية العربية، التي باعت كل ما لديها من مال وحياء لتدفع ثمن كل صاروخ أو رصاصة توجه لهذا الجيش البطل.

أما الحرب الإعلامية، والتي تبثها قنوات الضلال والفتنة المدارة من طرف قرن الشيطان وذيوله، فقد حولته من جيش مخلص يحمي بلده من أي تقسيم أو قطاع طرق يريدون أن يخلّوا بنظامه، إلى ميليشيات أو قوات تابعة لشخص، وليست تابعة لدولة.. وأصبح بفعل الضخ الإعلامي الضخم نموذجا للحقد والكراهية، وليس للإخلاص والتضحية.

أما الحرب الدينية، والتي شنها عليه رجال الدين وأحباره الذين باعوا نفوسهم للشيطان؛ فقد أصدروا الفتاوى الكثيرة التي يستحلون فيها دماءه وعرضه.. ولم يكف حقدهم ذلك، فراحوا يضيفون إلى أركان الدين وأصوله: كراهية هذا الجيش العظيم الذي أثبت بطولته وتضحيته وإخلاصه على الرغم من كل تلك الرشاوى التي تدفع له.

أما الحرب الثقافية، فيشنها عليه دعاة التنوير والثقافة من الفنانين والروائيين والشعراء ومن يتبعهم من الغاوين الذين تركوا كل مظالم الدنيا، وكل دموع اليتامى، وراحوا لهذا الجيش يهجونه، ويسبونه، ليصلهم أولئك الطغاة بما شاءت لهم أهواؤهم من درر وصرر.

هذا هو الجيش الذي يستحق منا كل أنواع الدعاء بأن يحميه الله، ويسدد رميته ليستأصل كل خائن، ويفتك بكل جبان..

وهو يستحق منا كل ألوان الدعم المادي والمعنوي، لأنه يقف الآن على ثغرة عظيمة من ثغور العروبة والإسلام، ولو سقطت، فستلتحق سورية بأختها المظلومة فلسطين تلك التي باعها الخونة الذين يتآمرون الآن على سورية، كما يتآمرون على كل شبر من بلاد الإسلام.

تحية لك أيها الجيش البطل بأي اسم سموك: الجيش العربي السوري، أو مليشيات الأسد، أو جيش النظام.. فأنت في أعيننا مثال للجيش الصادق المخلص الذي لا يرى إلا قضيته، ولا يأبه للكلاب التي تصرخ، ولا للأسود التي تزمجر.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *