أنور مالك.. عمالة ونذالة

أنور مالك.. عمالة ونذالة

مع كثرة من أفرزتهم الفتنة ا في سورية من الخونة والعملاء إلا أنني لم أجد أشد نذالة ولا عمالة ولا مكرا من ذلك الذي سمى نفسه [أنور مالك]، فقد اجتمعت فيه كل الصفات التي تجعل الأنوف تزكم من رائحتها المنتنة.. لكنه للأسف وجد من عقول القطيع من يستمع له، وقد كان الأولى بهم قبل الاستماع له معرفة تاريخه، وعلاقته ببلده وجيش بلده، وموقفه منهما، ليعرفوا أن من حرض على سورية هو نفسه من حرض على الجزائر، ولا يزال يحرض.

لا أريد أن أدخل في متاهات الفضائح، ولكني أترك لكم أن تبحثوا في تاريخ الرجل، وفي تصريحاته التي تعلقت بالجزائر، قبل أن تذعنوا لتصريحاته وخدعه التي تتعلق بسورية، ذلك أن الذي كذب على بلاده وباعها لأعدائه لا يمكن أن يوثق فيه أو في حديثه عن بلاد أخرى.

وليت الأمر توقف عند هذا العميل الخائن على التصريحات والمقالات والكتابات.. بل إنه تعداها ليوظف في أول وظيفة قذرة وجهت لحرب سورية، وهي إرساله ضمن مراقبي الجامعة العربية في سوريا، وكأن الجزائر عقمت من الشهود العدول، ومن الحياديين الذين لا يبيعون أنفسهم، فاختير ذلك العميل الفار إلى أوروبا ليصبح أخطر شاهد زور في التاريخ.

فمع أن تلك البعثة التي أرسلها من كانوا يخططون لهدم سورية أواخر عام 2011 لم تجد في سورية إلا الأمن والأمان، والنظام المحكم، والحريات المتاحة، بل إن رئيس البعثة نفسه [الفريق اول محمد احمد مصطفى الدابي]، والذي عقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين السوريين، وتجول في المدن السورية صرح تصريحات كثيرة كانت عكس ما يأمل أولئك الذين أرادوا إدخال سورية في متاهات الحروب ([1])..

إلا هذا العميل الخائن الذي راح يؤدي دوره القذر، فيتهم اللجنة نفسها، والتي أرسلتها الجامعة العربية بناء على ثقتها فيها، بكونها تعرضت لإغراءات منعتها من أداء دورها.

ومنذ ذلك الحين، وهو يطل على كل قنوات الفتنة التي حولت منه بطلا وزعيما، لأنه العملة التي يبحثون عنه، فهو يطبل ويزمر متى شاءوا، ويرقص متى شاءوا، ويبكي ويندب متى شاءوا.

وهو في إقامته في أوروبا([2])، وتحت حماية القوانين الأوروبين يكتب ويصرح في كل ما يحطم الوحدة العربية الإسلامية، فقضيته ليست القدس ولا فلسطين ولا تطور الدول العربية والإسلامية لتخرج من عباءا التخلف، وتركب عجلة التنمية، وإنما قضيته هي في نخر هذه الوحدة، ونشر الطائفية، والقمع الفكري المرتبط بها.

لهذا انتدبه أسياده للتبشير بالنظم الرجعية التي يؤمن بها، ويقدرها، ويحترمها، حتى أنه راح يدافع بكل قوة عن تحريمها لقيادة المرأة للسيارة.. بل يدافع عن كل التيارات المتطرفة التي أرسلتها لتشوه الإسلام الأصيل والقيم المرتبطة به.

وهو في برجه العاجي في أوروبا يدعو الدول العربية ذات الطابع الجمهوري لأن تتمرد على حكامها وأنظمتها لتصبح خانعة ذليلة للدول ذات الصبغة الملكية، فهو يؤمن بالنظام الملكي، ويقدره، ويدعو إليه.

لا يمكنني أن أتحدث عما فعله هذا العميل، ويمكنكم أن ترجعوا لتاريخه لتروا تفاصيل ذلك.. لكن اعلموا فقط بأن ذلك الشاهد الذي اعتمده أولئك الخونة لتبرير الحرب في سورية كان صاحب سوابق قضائية، ودخل السجن في قضايا نصب واحتيال، لاسيما منذ 2001 إلى 2006، وبعدها فر من الجزائر مدعيا أنه ضحية ممارسات سياسية وتعذيب وركب موجة المعارضة، واستفاد من حق اللجوء السياسي بدولة أجنبية بعد سنة 2006، أي بعد صدور ميثاق السلم والمصالحة الوطنية حيث بدأ أبناء الجزائر يعودون إلى وطنهم ([3]).

ومنذ ذلك الحين وهو يحشر أنفه في كل شيء.. ليس في سورية فقط.. بل في الجزائر ([4]).. وفي كل أرض إسلامية يحرض على الفتنة.. وعلى قمع حرية الفكر.. ويستعمل ما تعوده من أساليب التزوير والنصب والاحتيال.


([1])  انظر موقع bbc عربي: رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية: لمسنا تجاوبا من كافة الأطراف، 27 ديسمبر/ كانون الأول 2011..

([2])  انظر مقالا مهما بعنوان: من هو أنور مالك مع من يتعاون وعن من يدافع ومن يحميه؟، موقع المرصد الجزائري.

([3])  انظر: المرجع السابق، وقد ذكر فيه: ومن انحرافاته المسجلة في سجل سوابقه العدلية ما يلي: تزوير جواز سفر باسم أحد أقاربه المتوفى، وانتحال الصفة والتزوير واستعمال المزور، وطبع وحيازة محررات تشيد بأعمال إرهابية، وحيازة المخدرات والنصب والاحتيال وخيانة الأمانة، و التزوير في محررات رسمية، والإشادة بالإرهاب والتحريض عليه.

([4])  من الأمثلة على ذلك أنه في عام 2011 ظهر عبر الاعلام المغربي ليصرّح في مجلة المشعل المغربية الاسبوعية، وهي أكثر المجلات اثارة في المغرب، بأن نفط الجزائر مغربي المنبع وانّه يتوجب على الجنرالات في الجزائر اقتسام هذا النفط مع المغرب، وظهرت تصريحات مالك هذه على غلاف المجلة ليتفاجأ الجميع بهذه التصريحات حتى شعرنا انّنا امام رواية بوليسية خيالية بامتياز! وقد تمّ تكذيب تصريحات مالك آنذاك من قبل جيولوجيين نشرت مواقع كثيرة توضيحاتهم في هذا الشأن، أي انها ليس لها امتداد داخل الاراضي المغربية علي الاطلاق..

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *