علماء.. وأمراء

من الحجب الكبرى التي تحول بين العقول وتبصر الحقائق، أو الوقوف معها وفي صفها ذلك التزلف المقيت الذي يقفه العلماء على أعتاب الأمراء.
فالعقل يكتسي بتلك الصحبة المدنسة أنواعا كثيرة من الحجب التي تحول بينه وبين تبصر الحقائق، أو تحول بينه وبين الوقوف الشرعي والأخلاقي معها.
وقد عبر الشاعر محمود الوراق عن ذلك بقوله([1]):
ركبوا المراكب واغتدوا |
زمراً إلى باب الخليفه | |
وصلوا البكور إلى الرواح |
ليبلغوا الرتب الشريفه | |
حتى إذا ظفروا بما |
طلبوا من الحال اللطيفه | |
وغدا الموالي منهم |
فرحاً بما تحوي الصحيفه | |
وتعسفوا من تحتهم |
بالظلم والسير العنيفه | |
باعوا الأمانة بالخيانة |
واشتروا بالأمن جيفه | |
لم ينتفع بالعلم إذ |
شغفته دنياه الشغوفه | |
نسى الإله ولاذ في الد |
نيا بأسباب ضعيفه |
بل عبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث ووصايا كثيرة، ألفت فيها الرسائل والكتب..
وسأقص عليكم الآن قصة حول هذا، لتدركوا سرا جديدا من أسرار تعطل العقول، وانطماس البصيرة، وانغلاق جميع منافذ الفكر.
والقصة تنطلق من واقعي البسيط الذي عقدته الأيام.. فقد صحبت أثناء دراستي الجامعية مجموعة من الزملاء النجباء الذين أتيح لهم بسبب ذكائهم وفطنتهم وقدراتهم العجيبة على استلاب القلوب والعقول أن يصلوا إلى أعتاب بعض الأمراء والملوك والرؤساء..
ولا أزال أذكر أهلي وهم يلومون كل حين بلادتي، وكسلي، ويقارنونني بزملائي الذين رفعتهم الأيام وخفضتني، وقدمتهم وأخرتني، وأعطتهم ومنعتني.
ويقولون لي: انظر إليهم.. وهم يسكنون القصور.. وأنت لا تزال تسكن بالإيجار.. وانظر إليهم وهم ينتقلون من بلد إلى بلد، ومن دولة إلى دولة تعقد لأجلهم المؤتمرات، وتقام لهم الحفلات، ويتوجون بكل أنواع التكريمات.. وأنت لا تزال رهين بيتك، وحبيس جدران غرفتك لا يعرفك أحد حتى جارك الأدنى.
وعندما أعد نقودي عند قبض مرتبي آخر الشهر فرحا بنعمة الله علي، يقولون لي، ووجوههم مكفهرة عابسة مقمطرة: لو جمعت جميع مرتباتك من أول حياتك إلى آخرها، وزدت عليها أضعافا مضاعفة، فلن تصل إلى ما يتقاضاه في يوم واحد أولئك الزملاء الذين فرطت في صحبتهم وصداقتهم والاقتداء بهم.
وهكذا ظل أولئك الزملاء ظلا ثقيلا على روحي.. ولا أكتمكم أني كنت أشعر ببعض الحسد لهم.. وعلى ما أوتوا.. ولكني بعد أن عاينت الحقيقة، ورأيت ما حصل لهم من أنواع الانتكاسات حمدت الله على نعمه.. وذهبت إلى شيخي الذي نصحهم كما نصحني أقبل رأسه، بل أقبل قدميه، لأنه أنقذ ديني الذي هو رأس مالي من أن يصبح لعبة بين أيدي الملوك والأمراء.
في ذلك اليوم الذي افترقنا فيه ذهبنا إلى ذلك الشيخ الصالح الذي تعود الطلبة أن يزوروه في نهاية تكوينهم ليدعو لهم، وينصحهم.. فقد آتاه الله ـ كما يذكر الكثير ـ من أنوار الإيمان والفراسة ما يستطيع به أن يكشف الكثير من الحقائق المستقبلية المغيبة..
وقد ذهبت إليه، وأنا لا أصدق تلك الإشاعات التي تبث حوله.. ولكني بعد فترة طويلة من عمري، وبعد أن كشف المستقبل عن نفسه بنفسه، عرفت مصداق كل كلمة قالها.
عندما دخلنا عليه، ابتسم لي ابتسامة عذبة دون أصحابي، وأخذ يرحب بي دونهم.. ثم طلب مني أن أجلس، وهو يقول: لا تقلق.. فالرزق بيده.. لا بأيديهم.. وقد يعطيك من حيث تظن أنه يمنعك.. ويمنعك من حيث تظن أنه يعطيك.
ثم التفت لزملائي الذين جلسوا قبل أن يأذن لهم، وقال: من منكم يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التحذير من صحبة العلماء للأمراء.
قال أحدهم: أنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يكون في آخر الزمان علماء يرغبون الناس في الآخرة ولا يرغبون، ويزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون، وينهون عن غشيان الأمراء ولا ينتهون)([2])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء؛ لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، والأمراء إذا خالطوا العلماء رغبوا في الآخرة)([3])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وكنفه، ما لم يماري قراؤها أمراءها)([4])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من بدا فقد جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دنوا إلا ازداد من الله بعدا)([5])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فاعلم أنه لص)([6])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين، ويقرؤون القرآن، ويقولون نأتي الأمراء، فنصيب من دنياهم، ونعتزلهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتني من القتاد إلا الشوك، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا الخطايا)([7])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا رسول الله من أهل البيت أنا؟ فسكت، ثم قال في الثالثة: (نعم ما لم تقم على باب سدة، أو تأتي أميراً فتسأله)([8])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني، ولست منه، وليس بوارد علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم، فهو مني، وأنا منه، وهو وارد علي الحوض)([9])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان فإذا خالطوا السلطان، فقد خانوا الرسل فاحذروهم، واعتزلوهم)([10])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعاً، إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم)([11])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قرأ الرجل القرآن وتفقه في الدين، ثم أتى باب السطان، تَمَلُّقاً إليه، وطمعا لما في يده، خاض بقدر خطاه في نار جهنم)([12])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيكون بعدي سلاطين، الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل، لا يعطون أحداً شيئاً، إلا أخذوا من دينه مثله)([13])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتقوا أبواب السلطان وحواشيها؛ فإن أقرب الناس منها أبعدهم من الله، ومن آثر سلطان على الله، جعل الفتنة في قلبه ظاهرة وباطنة، وأذهب عنه الورع وتركه حيران)([14])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيكون قوم بعدي من أمتي، يقرؤون القرآن، ويتفقهون في الدين، يأتيهم الشيطان، فيقول: لو أتيتم السلطان، فأصلح من دنياكم، واعتزلوهم بدينكم! ولا يكون ذلك، كما لا يجتنى من القتاد، إلا الشوك، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا الخطايا)([15])
قال آخر: وأنا أروي في ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مشى إلى سلطان جائر طوعاً، من ذات نفسه، تملقاً إليه بلقائه، والسلام عليه، خاض نار جهنم بقدر خطاه، إلى أن يرجع من عنده إلى منزله؛ فإن مال إلى هواه، أو شد على عضده لم يحلل به من الله لعنة إلا كان عليه مثلها، ولم يعذب في النار بنوع من العذاب، إلا عذب بمثله)([16])
نظر الشيخ إليهم، وقال: بورك في ذاكرتكم القوية.. لاشك أنكم تستطيعون بها أن تأكلوا الفالوذج بين يدي الملوك والأمراء.. فإياكم أن يسلبوا منكم دينكم الذي هو رأس مالكم.. إياكم أن تصبحوا متاريس لكل طاغية ظالم.. إياكم أن تصبحوا خدما لكل جبار مستكبر..
بقي يردد ذلك.. ويضرب بكفيه على ركبتيه إلى أن سمعت ابنته صوته، فصاحت فينا من وراء حجاب تطلب منا أن نخرج.. فخرجنا ولم نكن ندري حينها ما يعني بقوله وفعله ذلك.
لكني وبعد عقود من السنين أدركت عظمة كل كلمة قالها، وكل حركة تحرك بها، وأدركت حينها أن الله تعالى كما رحم خلقه برسله وأنبيائه، فقد رحمهم أيضا بأوليائه الذين لا يخلو منهم زمان ولا مكان لينصحوا عباده، ويقيموا الحجة عليهم.
بعد أن تفرقت بنا السبل.. وبعد أن صار حالي إلى ما ذكرته لكم من الوظيفة البسيطة، والمرتب الزهيد.. وصار حالهم إلى ذلك الحال الذي صرت أعير به، ويشمت بي بذكره..
وبعد مدة ليست طويلة بدأت السحب تنقشع عن كل كلمة قالها الشيخ..
في البداية كلف أولئك الزملاء العلماء من طرف بعض الوزراء والأمراء للذهاب إلى إفريقيا، ونشر التوحيد بين أهلها المسلمين أصلا.. فذهبوا، وبصحبتهم مال كثير.. وهناك راحوا يحذرون من كل الطرق الصوفية التي كانت سبب دخول الناس في الإسلام..
ثم أسسوا بعض المعاهد، وجمعوا لها الطلبة من كل مكان، وشحنوهم بكل ألوان الحقد والكراهية..
ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا يؤسسون الجمعيات والحركات، ويغدقون عليها من الأموال ما جمع لها لها الكثير من أصناف الانتهازيين..
وما هي إلا مدة قصيرة حتى ذهبت عن إفريقيا براءتها وطهارتها ليظهر فيها شباب الإسلام وبوكو حرام والقاعدة وغيرها..
وبعد أن نجحوا في تدمير إفريقيا، ونشر كل عصابات التدين المزيف بينها خرجت إلى العالم حكومة الولي الفقيه في إيران.. وظهر الخميني داعيا إلى الوحدة الإسلامية، وإلى عودة الإسلام إلى الواقع في كل ميادينه.
وهنا انتدب كل أولئك الشيوخ، وطلب منهم أن يكفوا شرهم عن التصوف والصوفية، وأن يبدأو حربا جديدة على التشيع والشيعة..
وترك أولئك الزملاء العلماء كل شيء، وراحوا يبحثون عن أي خرافة قالها أي شخص في أي زمان ليلبسوها بالشيعة، وليعتبروهم أكبر مؤامرة تهدد الإسلام وأهله.
ولم يرض الأمراء بذلك.. بل طلبوا منهم أن يخرجوهم من الإسلام، وأن يسموهم مجوسا، وأن يعتبروا دولتهم حلما فارسيا لإنشاء امبراطورية تقضي على العرب.. واستجاب العلماء لطلب الأمراء.. وقد كتب بعض زملائي في ذلك كتابه المعروف [وجاء دور المجوس].. وكتب غيره عشرات الكتب..
أما من ليس له القدرة على الكتابة، فقد راح إلى لسانه الطويل يزيد في طوله عليهم في المنابر والمؤتمرات وعلى جميع القنوات.. إلى أن امتلأت الأمة حقدا على تلك الطائفة الكريمة من طوائف المسلمين، وعلى تلك الدولة المحترمة من دولها.
ولم يكتف الأمراء بذلك.. بل راحوا عندما غزا صدام حسين الكويت يفتون الفتاوى الكثيرة بوجوب إخراجه منها، ولو بالاستعانة بمن كانوا يسمونهم صليبيين.. وتحول في طرفة عين صديقهم العزيز صدام الذي كانو يعتبرونه بطل الإسلام الأكبر، وحصنه المنيع الذي وقف في وجه المجوس والامبراطورية الفارسية.. والذي كانوا يشجعونه على قتل أطفال الشيعة ورجالهم ونسائهم.. تحول في طرفة عين إلى عدود لدود، بل عدو الإسلام الأكبر.. وصدرت الفتاوى الكثيرة في تكفيره.. وكان الذين كفروه هم أنفسهم الذين قدسوه.
ولم يكتفوا بذلك.. بل أصدروا الفتاوى في وجوب بقاء القواعد الصليبية في الجزيرة العربية.. لأنه لا يحمي الأمراء إلا الصليبيون..
ولم يكتف الأمراء من العلماء بذلك.. بل راحوا يطلبون منهم ـ بعد أن تمرد المجاهدون الذين صنعوهم بأيديهم ـ إلى إصدار الفتاوى بكفرهم، واعتبارهم من الخوارج كلاب النار.. وهكذا أصبح الجهاد ضد أمريكا التي غزت أفغانستان خروجا وكفرا، في الوقت الذي كان فيه الجهاد ضد روسيا إيمانا وإسلاما.
ولم يكتف الأمراء بذلك، بل راحوا يحولون من العلماء قيادات شعبية، للقيام بتنفيذ المخططات العالمية للفوضى الخلاقة والحرب الناعمة.. فصار العلماء يرفعون شعارات إسقاط النظام.. ويتوسلون لأمريكا وللناتو لضرب الشبيحة والفلول والبلطجية.. ليستطيع الشعب المستضعف أن يسقط النظام، ويحل بدله الفوضى.
وهكذا تمكن العلماء من تقسيم المجتمعات وإحلال الأحقاد بينها.. وعندما ثار الصراع، لم ينهضوا للدعوة للسلام، وإنما راحوا ينفذون مطالب الأمراء في الوقوف مع الفئة التي ترضيهم وترضي سادتهم من الصليبيين والصهاينة.
وهكذا ظل الأمراء يسوقون زملائي من العلماء إلى كل سرداب من سراديب الغواية، وكل حفرة من حفر الهوى، وكل مشنقة من مشانق المروءة والإنسانية.
وقد علمت من بعض المصادر الموثوقة أن من زملائي العلماء من أوقعه بعض الأمراء في فضائح مالية وأخلاقية.. وسجلها.. وصورها بدقة.. وكان يستدعيه كل حين ليفتي له بما يشاء وعلى الملأ، وإلا ينشر ما سجله وصوره على جميع وسائل الإعلام..
وعلمت من مصادر أخرى أن بعض أولئك الزملاء الذين تلطخوا بصحبة الأمراء تحول من عز العلم ورفعته وشرفه إلى ذل الخدمة والعبودية، حيث أصبح كلبا وديعا يسير مع الأمير حيث سار، لا لشيء إلا ليظهر الأمير بمظهر المتدين المحترم..
وعلمت أن بعضهم أصبح سمسارا لدى الأمير.. يتوسط له في كل مصلحة، ويستعين به على كل ما لا يقدر اللصوص والمختلسون على تنفيذه.
وهكذا كانت أخبارهم تصلني فأتألم لها، وأفرح.. أتألم لما أصابهم.. وأفرح لأن الله نجاني من الوقوع في شباك الأمراء..
وقد صرت لكثرة ما يصلني من أخبارهم
وشناعتهم أستقبل مرتبي، وأعد نقودي، ثم أقبلها، وأسجد سجود الشكر على نعمته علي
بها.. وإذا ما جاءني المستأجر الذي أستأجر بيته طالبا الأجرة أعطيه إياها، وأضيف
له زيادة لأن الله أنقذني ببيته الذي أستأجره من أن أسجن في قصور الأمراء، أو أصبح
كلبا وديعا من كلابهم.
([1]) جامع بيان العلم وفضله (ص/259)
([2]) الديلمي في الفرودس (3422)
([3]) الديلمي في الفردوس (566)
([4]) الديلمي (7595) كما في الفردوس.
([5]) أحمد (4/ 297) حديث صحيح. أخرجه البيهقي (10/ 101) في سننه، وانظر السابق.
([6]) الفردوس (1077).
([7]) ابن ماجه (255)
([8]) أبو نعيم في الحلية (1/ 180 – 181).
([9]) أحمد (3/ 321)، والترمذي (609)، (2360)، والنسائي (7/ 161)
([10]) ابن عبد البر (1/ 185) في جامع بيان العلم وفضله.
([11]) الحاكم في تاريخه.
([12]) الديلمي (1134) في الفرودس.
([13]) الحاكم (3/ 633).
([14]) أبو نعيم (2/ 42) في ذكر أخبار أصبهان.
([15]) السيوطي في الجامع الصغير (4778)
([16]) كنز العمال (14954)