دجل شرعي

القصة التي سأقصها عليكم اليوم لا تتعلق بي، فلم أشاهد أحداثها، لا كان لي علاقة بـأبطالها، وإنما قصها علي رجل ظل عقدين من عمره يعيش بعقل معطل..
وفجأة، وبعد أحداث كثيرة ذكرها لي عاد إليه وعيه، وانتشر الدم في خلايا دماغه.. وعاد عقله للعمل من جديد بعد تلك الغيبوبة الطويلة.
وذلك ليس مستحيلا في لغة العلم، ولا لغة الواقع..ولا لغة العرفان.. فرحمة الله التي وسعت كل شيء.. وهدايته التي استغرقت كل شيء لن تضيق بعقل من العقول معطلا كان أو مفعلا.. وقد أخبرنا القرآن الكريم عن السحرة، وكيف تحولوا في لحظة واحدة إلى أولياء وصديقين وشهداء..
قال لي صاحبي التائب، والدموع تنحدر من عينيه: لست أدري كيف أقابل الله تعالى، وقد قضيت عقدين من عمري في الدجل والكذب والبهتان؟
قلت: خفف عليك.. ولا تدع الشيطان يسلمك لليأس.. فالله غفور رحيم.
قال: أعلم ذلك.. وأنا موقن به.. ولكن خوفي ليس من الذنوب التي بيني وبين الله، وإنما خوفي من الذنوب التي بيني وبين العباد.. ألا تعرف أن الغيبة والكذب والتجسس والتحسس والتكفير والدعوة إلى سفك الدماء من الذنوب المتعدية، وأنه يمكن لأي شخص في الآخرة أن يطالب بحقه؟
لم أجد ما أقول، فقال: ألا تعرف حديث المفلس؟
قلت: بلى.. كلنا نعرفه.
قال: فحدثني به.. فإني أحب أن أذكر نفسي كل حين به عساها تمتلئ أسفا وندما، وعساها تحترق لينبت بدلها نفس جديدة.
قلت: لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)([1])
أخذ يبكي بشدة، ويقول: ويلي.. ويل نفسي.. ماذا فعلت بها.. إن كان هذا الرجل الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شتم شخصا واحدا.. أو أشخاصا معدودين، فأنا شتمت ملايير الأشخاص.. وإن كان قد سفك دم واحد.. فأنا كنت أفتي بسفك دم ملايير البشر.. ويلي ماذا أفعل لهم.. وما هي الحسنات التي تكفيهم إن خاصموني عند ربهم.. وويل لي من سيئاتهم إن صبت علي.
قلت: مهلا يا رجل.. فالله حكيم عادل.. وأنت كنت مشتبها عليك.. بل كنت مجتهدا اجتهادا خاطئا.. والله يغفر لك..
نظري إلي، ودموعه تنحدر بقوة، وقال: وهل الاجتهاد الخاطئ يجيز لي أن أكذب، وأنا أعلم أنني أكذب.. وهل يجيز لي أن أرمي غيري بالعظائم، وأنا أعلم أن كل ذلك غير صحيح؟
لم أدر ما أقول، فقال: لقد كنت بين قوم يعتبرون الكذب والدجل شريعة محكمة يمكننا أن نمارسها مع من شاء..
قال ذلك، ثم أخرج لي من جيبه مطوية، وقال: خذ هذه المطوية الملعونة، واقرأها علي، لأقص عليك ما جرت علي من ويلات..
أخذتها، فوجدت عنوانها [تنبيه السنيين السلفيين إلى جواز استعمال الحيل مع المخالفين المبتدعين]، ثم أخذت أقرأ ما فيها.. فطلب مني أن أرفع صوتي بقراءتها، فرحت أقرأ: مما اتفق عليه جميع أعلامنا الكبار، وأصدروا فيه الفتاوى الكثيرة، جواز استعمال جميع ألوان الحيل والخدعة مع المخالفين، ذلك أن الحرب خدعة.. وكما أن المبتدعة يمارسون أنواع الخدع والحيل والكذب، فمن باب أولى أن يمارسها السلفي باعتباره صاحب حق.
وقد جرى على هذا المنهج كبار علمائنا كشيخ الإسلام ابن تيمية الذي استعمل هذا مع جميع المبتدعة المخالفين، حتى أنه كان يضعف الحديث الصحيح إذا رأى المبتدعة يستعملونه لحرب السنة..
رحت أنظر إليه متعجبا، وقلت: كيف ينشرون مثل هذه المطويات.. ألا يخافون أن تذهب بسمعتهم؟
ضحك، وقال: هذه مطويات خاصة، لا تسلم لجميع الناس.. اقرأ الفتاوى الواردة فيها.
وجدت فتوى بعنوان [فتوى الشيخ على الخضير في جواز الكذب وشهادة الزور لنصرة الأمة]، وقد سئل فيها هذا السؤال: [هل يجوز لي أن أقول سوءاً عن شخص مما هو وأمثاله فيه وأنا أعرف أنه فاسق أو عدو للدين؟ وهل يجوز لي أن أقول خيراً عن رجل صالح من أهل الدين والتقوى والجهاد لتخليصه من مشكلة تضره بذاته أو بسمعة الصحوة الإسلامية؟]
وكان جواب الشيخ قوله: (المؤمن أخو المؤمن، ولابد أن ينصره حال طلب النجدة أو عند العلم بحاجته، ومن النصرة مؤازرته ودفع الضرر عنه. ومن ذلك الكذب؛ فالكذب يجوز لنصرة المسلم ولدفع الكافر أو العدو. فقد صح فى الحديث جواز الكذب لتحقيق مصلحة ومن المصلحة رفعة المسلم وذلة سواه.. كما تجوز المخادعة للعدو في حال الحرب أو لأجل الحرب فهذا لا خلاف في جوازه، وذلك لحديث الصحيحين، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الحرب خدعة).. ومعنى المخادعة في الحرب إظهار المكيدة، وحسن التدبير والرأي والتعريض ليظهر للعدو خلاف ما يعده له المسلمون من الكمائن والمكائد.. والخداع هو عمدة الحروب وأساسها وعليه يكون مدار الانتصار، وهو أحد الأسباب الشرعية التي ينبغي الأخذ والاعتناء بها.. ومفهوم الحرب في هذه الأحاديث أعم من أن يقصر على نصب القتال والتقاء الصفين وتقابل الزحفين، وإنما يدخل في ذلك أيضا السعي للفتك برأس من رؤوس الكفر والإلحاد والعلمنة والفسق المحادين لله ورسوله.. ومن الحرب حرب الأفكار، وهي أشد من حرب القتال، فيجب استخدام الخدعة ويباح الكذب فيها لإظهار أهل البدع والشركيات وأهل الفرق الباطلة من روافض وزنادق وأهل علمنة وحداثة وقرامطة وغيرهم بمظهرهم المخزي لكي لايغتر بهم عوام المسلمين؛ وإظهار أهل السنة وأصحاب العقيدة السليمة بمظهرهم اللائق بهم.. ولهذا فإنه يجوز لك الكذب والشهادة وتغليظ اليمين لنصرة الدين الإسلامي ونهجه القويم ونصرة أخيك المسلم الصالح ممن يريدون به كيداً؛ وإذلال أهل البدع والضلالات والفرق الفاسدة)([2])
بعد أن قرأت الفتوى، ودهشت لما فيها، قلت: هذه فتوى خطيرة..
قال: انظر للفتوى التي تحتها.. نظرت فرأيت سؤالا موجها للشيخ الفوازان يقول صاحبه: (انتشر اليوم بين الشباب أنه يلزم الموازنة في النقد فيقولون: إذا انتقدت فلانا من الناس في بدعته وبينت أخطاءه يلزمك أن تذكر محاسنه، وهذا من باب الانصاف والموازنة، فهل هذا المنهج في النقد صحيح؟ وهل يلزمني ذكر المحاسن في حالة النقد؟)
وقد أجاب عليه بقوله: (إذا كان المنتقد من أهل السنة والجماعة وأخطاؤه في الامور التي لاتخل بالعقيدة، فنعم، هذا تذكر ميزاته وحسناته، تُغمر زلاّته في نصرته للسنة. أما إذا كان المنتقد من أهل الضلال ومن أهل الانحراف ومن أهل المبادئ الهدامة والمشبوهة، فهذا لايجوز لنا أن نذكر حسناته – اذا كان له حسنات – لأننا إذا ذكرناها فإن هذا يغرر بالناس فيحسنون الظن بهذا الضال أو هذا المبتدع أو هذا الخرافي أو الحزبي، فيقبلون أفكار هذا الضال أو هذا المبتدع أو ذاك المتحزب. والله جل وعلا ردّ على الكفرة والمجرمين والمنافقين ولم يذكر شيئا من حسناتهم، وكذلك أئمة السلف يردون على الجهمية والمعتزلة وعلى أهل الضلال ولايذكرون شيئا من حسناتهم. لأن حسناتهم مرجوحة بالضلال والكفر والالحاد والنفاق. فلا يناسب انك ترد على ضال، مبتدع، منحرف، وتذكر حسناته وتقول هو رجل طيب عنده حسنات وعنده كذا، لكنه غلط.. نقول لك: ثناؤك عليه أشد من ضلاله، لأن الناس يثقون بثنائك عليه، فإذا روجت لهذا الضال المبتدع ومدحته فقد غررت بالناس وهذا فتح باب لقبول أفكار المضللين)([3])
نظرت إليه متعجبا، وأنا أقول: متى صدرت هذه الفتاوى؟ إنها خطيرة جدا.
قال: إنها صدرت قبل أن تولد وأولد.. إنها صدرت منذ اليوم الذي راح فيه الشيطان يزاحم دين الله بدين البشر.. ودين الهداية بدين الدجل.. منذ ذلك الحين شرع الكذب والغيبة والنميمة وكل أنواع الضلالة، وأعطاها اسم السنة والسلفية.
قلت: الحمد لله أن أنجاك الله من هذا الدين الذي يشرع الكذب والدجل.
قال: أنا أحمد الله على ذلك.. ولكني أحترق من الداخل احتراقا شديدا، لأني عندما سرت لبعض الذين أغويتهم وضللتهم.. ورحت أقول لهم: أنا كاذب في كل ما ذكرته لكم.. وأنا مجرد دجال ومحتال ومخادع..
عندما ذكرت لهم هذا راحوا يتهمون بالبدعة والضلالة، وراحوا يصرون على أن ما ذكرته لهم هو الحقيقة.. وهو الهداية.
قلت: لم أفهم ما تعني.
قال: قبل عشرين سنة، وفي بداية انضمامي لهذه الطائفة التي استحوذ عليها الشيطان، وحولها إلى مركب لتشويه الدين وقيمه النبيلة دعيت مع بعض أصدقائي من الباحثين والمثقفين إلى اجتماع مع رأس من رؤوسهم.. وهناك أخبرنا بأن من يسميهم الروافض ينتشرون في كل مكان، وأن الحرب بيننا وبينهم قد دقت طبولها.. وأن علينا أن نستعمل كل الوسائل لحربهم.. فما غزي قوم في ديارهم إلا ذلوا.
وبعد أن قال لنا هذا كلف كلا منا بأن يبحث في موضوع من المواضيع التي تشوه هذه الطائفة، وتخرجها من الملة.
وقد كان من شؤمي، أو من تخطيط الشيطان لي، أو من ابتلاء الله لي.. أن كلفت ببحث مرتبط بموقف الشيعة من القرآن الكريم..
ورحت حينها لكتبهم وتفاسيرهم وكلام أعلامهم.. فوجدت موقفهم من القرآن الكريم لا يختلف عن موقف سائر المسلمين.. ووجدت مصاحفهم هي نفس مصاحفنا.. ووجدت كلام كبار أعلامهم ومراجعهم لا تختلف في ذلك.. بل فوق ذلك وجدت لهم رؤى في تفسير القرآن الكريم لم أجد مثلها عندنا..
وقد كتبت في ذلك بحثا طويلا استغرق مني زمنا طويلا، وعندما انتهيت منه ذهبت إلى ذلك المجلس، وأنا فرح مسرور، لأني استطعت أن أسد ثغرة، وأقدم خدمة لنصرة الحقيقة..
لكني فوجئت بموقف الشيخ من البحث.. فبمجرد أن نظر فيه، واطلع على كل تلك الأدلة التي ذكرتها.. وأن موقف الشيعة من القرآن الكريم موقف طيب.. وأن بدعهم ربما ترتبط بغيره، لا به.. نظر إلي بغضب وقال: أبهذه السرعة ترمي سلاحك.. وتولي الزحف، وتنضم إلى الأعداء؟
فقلت له: لم أفهم..
قال: ما هذا البحث الذي قدمته؟
قلت: لقد بذلت كل جهدي فيه.. واطلعت على كتبهم وتفاسيرهم.. بل زرت بلادهم، ورحت إلى المصاحف الموجودة في مساجدهم وحسينياتهم، فلم أجد إلا مثل مصاحفنا، بل إني رأيتهم يسمعون نفس القراء الذين نسمعهم.. ويعقدون مجالس القراءة، فلا يقرؤون إلا ما نقرأ.
قال: ألم تسمع عند بحثك بكتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)؟
قلت: بلى.. سمعت به.. لكني وجدتهم جميعا مطبقون على أن هذا الرجل ليس من المعتبرين عندهم.. ووجدتهم ينكرون كل تلك الأخبار والأحاديث التي رواها.. ووجدت أنني إن استدللت بما ذكر من أحاديث، فإنهم يمكنهم أن يستدلوا بما في كتبنا الصحيحة من الأحاديث، والتي نسميها [المنسوخ تلاوة]
نظر إلي بغضب، وقال: ائتوني بعود ثقاب.. فهذا البحث لا ينبغي أن يخرج من هنا..
أخذ عود الثقاب، فأشعله في البحث.. وأشعل معه كل ذلك الجهد الذي بذلته..
وبعد أن لم يبق من البحث إلا الرماد، قال لي الشيخ: أنت ببحثك هذا خرجت من السنة والسلفية.. فإن شئت أن تعود إليهما.. فاكتب كتابا يناقض هذا.
قلت: كيف؟
قال: اجعل كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) مثل صحيح البخاري عندنا.. واجعل صاحبه أكبر علمائهم.. واعتبر قولهم بالتحريف إجماعا.. واجمع لذلك ما شئت من الأقوال والروايات..
قلت: لكني قد أكذب بذلك.
قال: ومن ذكر لك أن الكذب في هذا المجال حرام.. ألم تعلم أننا في حرب.. وأن الحرب خدعة.. ألم تقرأ تلك الأحاديث التي تجوز الكذب؟
بقي الشيخ مدة من الزمن يقنعني بذلك إلى أن كتبت ما طلب مني، واستعملت كل أنواع الكذب والدجل والاحتيال لأثبت قول الشيعة بتحريف القرآن الكريم.
وعندما أتيته به، ورآه فرح فرحا شديدا، وقال لي، وهو يهنئني: أنت الآن أسد من أسود السنة.. وسأضع تصديرا لكتابك.. وسينشر منه ملايين النسخ.. وسيوزع مجانا لكل العالم.. ليملتئوا حقدا على أولئك الروافض الأنجاس.. فلا يمكن أن نحفظ المسلمين من شرهم، وهم لا يحقدون عليهم.
وحصل ما ذكره لي، فقد أصبح اسمي بعدها مشهورا.. وصار كل الناس يرددون ما كتبت.. ويكفرون الشيعة ويبيحون دماءهم على أساسه.
وليت الأمر اقتصر على ذلك.. بل كانت القنوات تتزاحم على طلبي، وتعطيني مبالغ ضخمة.. وأنا كنت أذهب إليها، وأردد ما لم أكن أؤمن به.. ولكن الإغراءات التي وقعت فيها، جعلتني مسلوب الإرادة.. وكنت أطمئن نفسي كل حين بقراءة هذه المطوية الملعونة.
لم تقتصر جرائم على الشيعة.. بل رحت باعتباري أسدا للسنة أكلف بمحاربة الصوفية.. فالصوفية كما ذكروا لي هي بوابة التشيع.. ولذلك لا يمكن حربه إلا بحربها..
وكتبت في ذلك أيضا أبحاثا كثيرة أثبت فيها زورا وبهتانا كفر الصوفية وضلالهم وأنهم خطر على الإسلام.. بل إنني في بعض تلك البحوث رحت أستدل بالقرآن الكريم والسنة المطهرة على جواز قتلهم، بل وجوبه، ولو بدون إذن الحاكم..
وقد كانت تلك الفتاوى سلاحا بيد الإرهابيين، ينفذونه فيمن شاءت لهم نفوسهم قتله، ويستدلون لذلك بما كتبته في تلك البحوث.
وهكذا بقيت عشرين سنة أداة طيعة بيد أولئك الحاقدين المجرمين، يرمونني في كل معركة.. وأنا الغبي الأحمق المغفل كنت أنفذ كل ما يطلبونه..
قال ذلك، ثم وضع يديه على رأسه، وقال: لقد حسبت عدد الذين كفرتهم من المسلمين في أبحاثي وكتبي ومحاضراتي، فوجدت أنهم جميع المسلمين ما عدا أولئك الأقزام الذين اعتبروني أسدا، وراحوا يغرونني بغرز أنيابي في إخواني من المسلمين.
التفت إلي، وقال: هل يمكنني أن أكفر عن ذنوبي هذه؟
قلت: أجل.. فالله غفور رحيم.. وكما كتبت تلك الكتب ونشرتها.. فاكتب ما يناقضها، ويضادها.
قال: لقد فعلت ذلك.. لكن لا أحد يقبل أن ينشر ما كتبت.. لقد نشروا عني أني جننت وأن الصوفية والشيعة وغيرهم قد سحروني.. وأنني الآن غير من كنت..
قلت: يمكنك الفرار لبلاد أخرى.. وطرح ما عندك من تراجعات.
قال: وهل تراهم يسمحون لي.. أنا الآن لم أصل إليك إلا بعد جهد جهيد.. فهم يبحثون عني.. ويوشك أن يصلوا إلي.
قلت: لم؟
قال: لست أدري.. ولكني أعلم أن أولئك الجفاة الغلاظ الذين أباحوا جميع دماء الأمة لن يضيق عليهم دمي..
كنت أتصور أنه يبالغ بقوله ذلك.. لكن ما هي إلا لحظات حتى جاء صعلوك من صعاليكم، وطعنه أمامي بخنجر في صدره، فمات من فوره..
ومن العجيب أنه صوره، ثم راح ينادي بصوت عال: أيها الناس تعالوا.. لقد نفذ الرافضة والصوفية تهديداتهم في أسد السنة.. وقد قتلوه لعنهم الله..
وسرعان ما اجتمع الناس، وحضر الصحفيون.. وحضرت معهم الكثير من القنوات الفضائية، وتناقلت وكالات الأنباء خبر قتل أسد السنة من طرف الرافضة والصوفية.
وفي ذلك اليوم ضحي بكثير من البسطاء
المتهمين بالتشيع أو التصوف انتقاما لأسد السنة.
([1]) رواه البخاري ومسلم.
([2]) نقلا عن مقال بعنوان: متى يخلع شيوخ السعودية سراويلهم الغربية – شبكة المنطقة.
([3]) الأجوبة المفيدة في أسئلة المناهج الجديدة، 1/ 24.