توضيح بشأن ردودي على الدعوة الأمازيغية

توضيح بشأن ردودي على الدعوة الأمازيغية

أولا أتقدم بالشكر الجزيل لكل من علق على منشوراتي المتعلقة بالدعوة الأمازيغية، سواء كان معي فيها، أو كان ضدي، وأنا لم أحذف أي تعليق، حتى لو اختلفت مع صاحبه اختلافا شديدا إلا بعض التعليقات التي رأيت فيها صيغة تحريضية مباشرة، أو رأيت فيها قذفا لأعراض الناس.. فذلك مما لا يجوز لي أن أتركه، أما ما عداه، فقد تركته كنموذج للاختلاف الفكري الذي لا يفسد للود قضية.

وأحببت أن أنبه هنا الكثير ممن أساءوا فهمي إلى أني لا أقصد بتلك الردود قوما بعينهم، ولا لغة بعينها، وإنما أقصد أيديولوجية تنتشر كانتشار النار في الهشيم، تحمل طابعا عنصريا، لا يختلف عن الطابع الصهيوني والنازي، تحرض على العربية والعرب، وتحتقرهما، وتعتبر الأمازيغية والأمازيغ قوما أوروبيين وفدوا من الشمال، وأن ما أصابهم من مصائب لم يكن إلا بسبب ارتباطهم بالشرق والعرب والعروبة.. وهي مقدمة لنفي الارتباط بالإسلام نفسه.

ولذلك كتبت ما كتبته ـ بناء على المنشورات الموجودة على النت ـ وليس على شخصيات أعرفها.. فكل الذين أعرفهم من الأمازيغ أو حتى من المهتمين باللغة الأمازيغية ناس متدينون محترمون، لا يختلفون عن مولود قاسم وعثمان سعدي وغيرهما من الذين استطاعوا الجمع بين العربية والأمازيغية، ولم يروا أي صراع بينهما.

ومن شك فيما أذكره فليزر المواقع الأمازيغية التي تحمل طابعا أيديولوجيا ليرى النازية والصهيونية تلبس لباس الأمازيغية، كما لبست في إربل وكركوك لباس الكردية..

بل إن من تلك المواقع من يعتبر اهتمامنا بقضايا الأمة كالقضية الفلسطينة هروبا من واقعنا.. فالقضية الأمازيغية عندهم هي القضية الأم، لا القضية الفلسطينية.

لذلك أرجو من الذين نصحوني بالكف عن الكتابة في مثل هذا أن يزوروا تلك المواقع أولا.. وليحكموا علي بعدها بما يشاءون.

أما أنا.. فكما رددت على المتطرفين في سلسلة [الدين والدجل]، وعلى الملاحدة الجدد في سلسلة [الإلحاد والدجل]، فإني أرى أيضا أن هذه معركة لابد أن أكون فيها، ولابد أن يشاركني كل ناصح للأمة حتى نحفظ هويتها وحقيقتها التي يتلاعب بها هؤلاء بأسماء مختلفة.

ولذلك لا نريد من أحد أن يحدد لنا المواضع التي نكون فيها.. فحيث يجب أن نكون سنكون.. وحيث يقتضي التكليف الشرعي منا أن نبين الحقيقة، فسنبينها لا نخاف في الله لومة لائم.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *