العرب والعربية والعروبة والأعراب

العرب والعربية والعروبة والأعراب

هذه مصطلحات أربع لكل واحد منها دلالته الخاصة، والفهم السليم لها هو الذي يحمينا من بعض المواقف السلبية التي قد يدعو إليها ما نراه من تخلف واستبداد وظلم وعنصرية.

أما المصطلح الأول، وهو [العرب]، فيراد به جنس من الأجناس البشرية، لا يختلف عنهم في توفره على الطاقات التي تؤهله لأداء دوره في الخلافة وعمارة الأرض، لا ينقص عنهم في ذلك، ولا يزيد.. وهو منتشر الآن في الأرض، بين المناطق التي لا تزال تنطق العربية، كما هو بين غيرها في المناطق التي تنطق بلهجات أو لغات أخرى.. فلذلك لا يصح أن يشتم هذه الشعب باعتبار ذاته، فمنه أكرم خلق الله، وأعظم أوليائه، وفيه كذلك المنحرفون والأشقياء والظلمة.. ولذلك لا يصح التعميم.. أو الشتم بالوصف.

أما المصلطح الثاني، وهو [العربية]، فهو يدل على أشرف اللغات وأحكمها وأدقها وأجملها، فيكفي العربية شرفا أن تكون لغة القرآن، ولغة نبي الله وأولياء الله، الذين لا يفهم كلامهم إلا بعد فهمها.. ومن العجب أن يرغب من أجرى الله لسانه بها إلى غيرها، مع أن هناك من ينفق الأموال الكثيرة والأوقات الطويلة حتى تكون له بعض المشاركة فيها، أو الفهم لها.

أما المصطلح الثالث، وهو [العروبة]، فيراد به قيم شريفة كانت تنتشر بين العرب كما تنتشر بين غيرهم من سكان البوادي من أمثال النخوة والشهامة والنبل وغيرها.. ولا يصح أن تشتم هذه المعاني.. إلا إذا أريد بها القومية العربية التي هي دعوى منتنة مثلها مثل دعوى الكردية والأمازيغية والطورانية والفارسية.. وأي قومية أخرى.

أما المصطلح الرابع، وهو [الأعراب]، وهو موضع ذم القرآن الكريم، فهو ليس خاصا بالجنس العربي، وإنما هو عام لكل من اتصف بصفات الجفاوة والغلظة والقسوة والفهم الحرفي للدين، وعدم التعمق في معانيه وقيمه سواء كان عربيا أو كرديا أو فارسيا أو أمازيغيا أو أيا كان..

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *