التنويريون.. وجرائم فرنسا

لا شك أننا سمعنا جميعا هذه الأيام بالدور القذر الذي تقوم به فرنسا في اليمن، حيث أنها أرسلت قواتها بعدتهم وعتادهم، ليحاربوا ذلك الشعب المستضعف الفقير الذي ابتلي بأسوأ جوار عرفه التاريخ.
ولا شك أننا سمعنا قبل ذلك بتلك الإمدادات الكثيرة من الأسلحة التي بيعت لدول العدوان، مع علم فرنسا أن تلك الدول دول مستبدة جائرة لا تعرف الديمقراطية ولا تسمع بها، ولا تؤمن بها، ومع ذلك أرسلت لها كل أنواع الأسلحة، لتنشر الديمقراطية، وتمارس من خلال نشرها هوايتها في القتل والجريمة، ولتنزل تلك الأسلحة الفرنسية مطرا من النيران على رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء.
ولا شك أننا سمعنا، ورأينا دور فرنسا القذر قبل فترة قصيرة في ليبيا، وكيف أنها خانت عهدها مع الرئيس السابق، بعد أن نالت منه ما نالت من الرشاوى، ثم راحت لأعدائه تتزلف إليهم، وتنال من عندهم رشاوى جديدة، لتمارس دورها الإجرامي الذي تعودت عليه، ولا تستطيع العيش من دونه.
ولا شك أننا نسمع كل حين عن الاضطرابات والانقلابات التي تحصل في إفريقيا، وعندما ندقق في البحث، وعبر وسائل الإعلام الدولية المعتبرة نجد أن لفرنسا يدها طولى في كل ما يحصل.
وقبل عقود قليلة كانت فرنسا تستعمر دولا كثيرة في العالم، وكانت تسرق خيراتها، وتستعبد شعوبها، وتمارس معها كل أنواع الظلم والاستبداد والعدوان.
وقبل عقود قليلة أيضا كانت فرنسا في الجزائر، والتي استمر ظلمها لها أكثر من قرن من الزمان، وقتل بشر كثير، وسرقت خيرات كثيرة، ولم تترك جريمة في الدنيا إلا ارتكبتها، حتى أنها كانت تجري تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، ولا يزال تأثير إشعاعاتها مستمرا إلى اليوم.
ومن شاء أن يستمع للذين عاشوا فترة الاستعمار الفرنسي؛ فسيحدثوه عما رأوا بأعينهم من قسوة الجندي الفرنسي، وطمع المستوطن الذي كان يغتصب الأرض، ثم يحول أصحابها عبيدا يحرثونها ويزرعونها رغم أنوفهم.. ويحدثونه عن ألوان التعذيب التي قاساها الشعب الجزائري المظلوم، حيث كان المساجين يستنطقون من خلال الكي بالتيار الكهربائي، أو يحرق كل جزء من أجسامهم في الوقت الذي يجد فيه الضباط والمشرفون على التعذيب متعة كبيرة، وهم يضحكون ويسخرون..
هذه نقطة من بحر جرائم فرنسا التي لا يمكن إحصاؤها، ومع ذلك لم نسمع منها اعتذارا، ولم نر لها توبة، بل هي تتبجح بجرائمها، وتفتخر بها، وتستمر في ممارستها.
وكيف لا تفعل ذلك، وكل ما حصل لها من تطور ورفاه لم يكن ليحصل لولا عرق ودماء أولئك المستضعفين الذين بذلوا دماءهم في سبيل نهضتها وتطورها، بل كانوا جنودا إبان الحرب المفروضة عليها.. وبعد أن انتهت الحرب، وطالبوها بأن تعيد لهم حريتهم التي سلبتها راحت تبيد خضراءهم، وتذيقهم من ألوان النكال ما يذيقه المخادعون المارقون الذي لا يعرفون شيئا عن الإنسانية والرحمة والأخلاق.
ونحن لا نلوم فرنسا، كما لا نلوم الذئاب والثعالب وكل الحيوانات المتوحشة، فهي تمارس ما تمليه عليها طبيعتها التي اختارتها بنفسها.. ولكنا نلوم أولئك التنويريين الذين لا يزالون يضربون لنا النموذج بفرنسا، ويتغنون بها، ويسمونها بلاد الجن والملائكة، ويريدون منا أن نغمض أعيننا لنسير خلفها حتى نكسب ودها، ونتطور في سلم الرقي الحضاري.
والأخطر من ذلك هو مطالبتهم لنا بالتمرد على مصادرنا المقدسة، والقيم النبيلة التي جاءت بها، لنستبدلها بالمقدسات الفرنسية والقيم الفرنسية.. وهذا ما ينقضي منه العجب.. فمنذ متى كانت لفرنسا أي قيم أخلاقية أو تنويرية، وهي أم المجرمين، ومنطلق الإجرام في القديم والحديث، واليمن خير شاهد على ذلك.
لكن مع ذلك نرى التنويريين لا يزالون يسجدون ويركعون لها، ويجثون على أقدامهم كل ما ذكرت، ويكادون يسبحون بحمدها.. وحق لهم أن يفعلوا ذلك، فهم ليسوا سوى نتاج للحرب الفرنسية الثقافية على الإسلام ومصادره والقيم النبيلة التي جاء بها.
فجرائم فرنسا لا تقتصر على تلك الحروب التي مارستها على الشعوب المستضعفة، ولا على سياسة الأرض المحروقة، ولا على الإبادات الجماعية، ولا على كل الجرائم العنصرية، وإنما لها جرائم أخرى لا تقل خطرا، وهي لا تزال ترسل إلينا عبر مندوبيها من التنويريين، وعبر تلك الثكنة الجامعية التي كانت مدرسة نهل منها التنويريون كل المناهج التي يضربون بها الإسلام.. ثكنة [السربون] التي يتصور الكثير من المغفلين أنها جامعة للبحث العلمي، بينما هي في حقيقتها ليست سوى وسيلة من الوسائل التي استعملتها قديما، ولا تزال تستعملها حديثها في حروبها المختلفة.
ومن العجائب أن تفتح جامعة السربون فرعا لها قبل فترة في الإمارات العربية المتحدة، عاصمة الحداثة العربية، تلك التي تمون كل مشاريع الحداثة، ويسكن فيها كبار الحداثيين، ويظهر من قنواتها كل الخطابات التي تدعو إلى إلغاء المقدس ومناقشته والتلاعب به، ابتداء من شحرور وانتهاء بعدنان إبراهيم الذي أشاد بحاكمها، واعتبره نموذجا للحكم الراشد.
ومن العجيب أن فرنسا التي تحرص على الدعوة للغتها تساهلت مع طلبة فرع جامعة السربون في الإمارات العربية المتحدة، وقد ورد في خبر بعنوان [الفرنسية ليست شرطاً للقبول ودورات التقوية عامل مساعد للطلبة]([1]) هذا النص الذي يمكننا من خلاله أن نفهم الدور الإجرامي الجديد الذي تقوم به فرنسا في منطقتنا: (توقع الدكتور دانيال أوليفير مدير جامعة السوربون أبوظبي أن يلتحق بالجامعة مئات الطلبة من داخل الدولة وخارجها ومن مختلف الجنسيات، لكونها أول فرع لجامعة باريس السوربون خارج فرنسا، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط، حيث توفر التعليم العالي باللغة الفرنسية، مشيرا إلى أن الفرع الجديد سيتبع نفس طريقة ومفهوم التدريس التي تميزت بها الجامعة الأم، وموضحاً أن اللغة الفرنسية لن تكون شرطاً للتسجيل حيث ستوفر الجامعة دورات تعليم لهذه اللغة مدتها ابتداء من 6 شهور، كما ستمنح الجامعة كل الشهادات بدرجاتها العلمية المختلفة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وأكد أن توافر الشروط الأكاديمية المطلوبة لدى الطالب من أهم شروط الالتحاق بالجامعة، لافتا إلى أن الجامعة ستركز على نوعية الطلبة بغض النظر عن أي اعتبارات تتعلق بالجنسية أو الدين طالما توفرت فيهم شروط التميز الأكاديمية التي حددت.. وأوضح مدير الجامعة أن إنشاء فرع شامل ومتكامل في أبوظبي جاء بعد استكمال مفاوضات ناجحة استمرت قرابة العام أجراها الجانب الإماراتي مع وزارة الخارجية الفرنسية بغرض إنشاء حرم جامعي لها في الإمارة، يكون مطابقا للحرم الجامعي الفرنسي، لافتا إلى ان ذلك يأتي وفقا لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ بضرورة وضع استراتيجية للنهوض بالتعليم بجميع مراحله)
ولست أدري هل أمتنا بحاجة إلى الجامعات المتخصصة في العلوم الكونية والتقنية، والتي هي الأساس الذي ينطلق منه التقدم الصناعي والاقتصادي، أم أننا بحاجة إلى هذه الجامعات التي تعلمنا المناهج الغربية في التعامل مع المقدس والقيم المرتبطة به.
ولم يقتصر دور السربون على هذا الاختراق الخطير لبلادنا، ولا على هذه الفترة، بل إنه اخترقنا في كل العقود السابقة.. فهو الذي كان يستخدم شهاداته العليا المعترف بها عالميا ليمرر من خلال أطروحاتها ما يشاء من مشاريع.
فقبل فترة طويلة تبنى [طه حسين] الذي أطلق عليه فيما بعد [عميد الأدب العربى]، لا لكونه كذلك من حيث مهاراته الأدبية واللغوية فقط؛ فقد كان له منافسون كثيرون في ذلك، وكانوا يفوقونه في قدراتهم ومنجزاتهم، وإنما أعطوه ذلك اللقب وبوؤوه المناصب الرفيعة، لمواقفه التشكيكية في المقدسات، والتي تجلت في كتابه المشهور حول الشعر الجاهلي، والذي نشره سنة 1926م، والذي ذكر فيه أن الشعر الجاهلي كتب بعد الإسلام، ونُسب لشعراء ما قبل الإسلام من الشعراء الجاهليين، وأنه لذلك لا يصور الحياة الجاهلية كما هي، وهو بذلك لا يشكك في الشعر الجاهلي فقط، وإنما يشكك في قيمة المصادر المقدسة نفسها، لأنه يوحي بذلك التشكيك بأن الشعر الجاهلي كان على نسق القرآن الكريم وهيئته ونظمه.. وهو بذلك أتاح الفرصة للتنويريين ليستمروا على هذا المنهج، فيشككوا في المصادر المقدسة نفسها.
وقد كان قبل نشره للكتاب قد حصل عام 1919 على الدكتوراه بدراسته حول ابن خلدون فى جامعة السوربون، والتقى فيها بزوجته المستقبلية [سوزان برسوا]، وقد كان من آثار ذلك الزواج، وآثار تلك الشهادة العليا ما كتبه في كتابه التنويري الخطير [مستقبل الثقافة في مصر]، والذي دعا فيه بكل صراحة إلى (أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب..)([2])
وهي نفس الصيحة التي لا يزال التنويريون يرددونها، غافلين عن جرائم الاستعمار الفرنسي، ومآسيه التي جرها على البشرية.
وعلى خطى طه حسين قام السربون، ومن رائه المعسكرات الفرنسية بتربية الكثير من الجنود الذي أدوا أدوارهم بدقة في التشكيك في كل المقدسات، والدعوة إلى الحضارة الغربية والقيم الغربية، واعتبار الإسلام والعقل المسلم هو الحجاب الأكبر الذي حال بين المسلمين وبين التطور، من غير إشارة إلى أن ما قام به الإجرام الغربي في حق الشعوب الإسلامية هو السبب الأكبر في تخلفها، لا الإسلام، ولا قيمه، ولا مصادره المقدسة.
ومن أبرز هؤلاء [محمد أركون] ذلك الذي رباه الاستعمار الفرنسي على عينه([3])، وأتاح له أن يدرس في السربون، ثم يتخرج منها، كمفكر إسلامي في الظاهر، وكمستشرق تنويري في الحقيقة والباطن، ليؤدي دوره في تطبيق المناهج الغربية على المصادر المقدسة للمسلمين، وخصوصا القرآن الكريم.
ومن العجيب أن يفعل ذلك، وهو يذكر أنه لا يعرف اللغة العربية جيدا، ولذلك كتب كل كتبه باللغة الفرنسية، وقد قال عن نفسه: (كل من استمع إلى كلامي ألح علي أن تقدم كتبي بالعربية، بل أن أكتبها مباشرة بالعربية لتكون الفائدة أتم للغة العربية والناطقين بها. لم يتسع لي الوقت مع الأسف لأقوم بعملين مهمين مجهدين في وقت واحد وهما: متابعة التيارات العلمية المختلفة في العلوم الإنسانية والاجتماعية بالاطلاع على جميع ما يصدر من كتب باللغات الغربية؛ ثم إيجاد المصطلحات اللازمة لنقل أجهزة المفهومات المتجددة والمتحولة من كل لغة من اللغات الأصلية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية خاصة) إلى العربية)([4])
وهكذا كان عند زيارته لأمريكا يتكلم بالإنجليزية، ويكتب بها، وفي إقامته بفرنسا يكتب بالفرنسية، ويتحدث بها، أما عند زيارته لموطنه في المغرب العربي، فقد كان يحاضر ويفضل الحوار والتكلم مع الآخرين باللغة الفرنسية.
وليته كان يفعل ذلك لنفسه ويكتفي به، بل كان ينشر في كل محل يذهب إليه قيم الغرب ومناهج الغرب وطريقة تفكير الغرب، ويعتبر العربية تخلفا ورجعية، ويقول عنها: (يستطيع القاريء أن يدرك أسباب الفوضى الدلالية السائدة اليوم في اللغة العربية فيما يخص التعبير عن الحداثة الفكرية.. لهذا السبب لم نوفق بعد إلى إيجاد مصطلحات وافية سليمة للدلالة الفكرية الكاملة على مفهومات.. ولا يعني ذلك أبدا أن اللغة العربية غير قادرة على تأدية المعاني التابعة لتلك المفهومات؛ وإنما يعني أنها كسائر اللغات لها تاريخها الفكري الخاص، أي منظومتها الخاصة من الدلالات الحافة المرتبطة بالنزاعات الايديولوجية بين القوى الاجتماعية وأنها بحاجة إلى تطوير وتجديد.. ولا يعود هذا إلى أن اللغة العربية قاصرة عن ذلك… لقد قام الدكتور هاشم صالح باجتهاد مثمر في هذا الميدان وساهم مسامة جدية في إثراء اللغة العربية والفكر الإسلامي بتلك الأجهزة من المفهومات والاصطلاحات التي أشرت إليها كأجهزة لازمة لمن يريد التعرف النقدي على الفكر الإسلامي لا في مراحله التاريخية فحسب، بل أيضا في الممارسات المعاصرة المتعددة بتعدد الحركات الاجتماعية والسياسية التي تقدم نفسها في معاجم وتصورات إسلامية… لقد ألححت على هاشم صالح حتى يكثر من الشروح والتعليقات في هوامش الصفحات لكي يساعد القاريء على الفهم الدقيق وينقذه من سوء الفهم والتورط في أحكام سريعة على أشياء لم يعرفها حق المعرفة)([5])
وليت موقفه اكتفى بالعربية كوسيلة من وسائل الاتصال، بل إن موقفه راح للمصادر المقدسة نفسها، يطبق عليها كل المناهج الغربية، ليفرغها من مضمونها.
بل إنه راح يسخر من الفرنسيين الذين درسوا القرآن الكريم بصدق، وراحوا يذكرون شهادتهم في ذلك، ومنهم الطبيبُ الفرنسي [موريس بوكاي] صاحب كتاب [القرآن والكتاب المقدَّس والعلم]، والذي ألفه في أواخر سبعينيَّات القرْن العشرين، والذي عرض فيه الكتُب السماوية على الحقائق العلميَّة والذي وصل من خلاله إلى أنَّ التحريف طال التوراةَ والإنجيل، بينما تتوافق الحقائقُ القرآنية مع المنتجات العلمية ولا تتعارض معها.
وكان الموقف الأصلي الذي يتخذه كل باحث صادق، هو أن يذهب إليه، ويستفسره عن هذا الموقف، لكن أركون لم يفعل ذلك، وإنما راح يسخر منه، على الرغم من الشهرة الكبيرة التي نالها الكتاب وصاحبه، والتي لم تعجب أركون، بل علق عليها بقوله: (إنَّ بوكاي ألَّف هذا الكتاب تزلُّفًا للمسلمين)
ولم ينس أنه هو من يؤلف كتبه تزلفا للفرنسيين، بل قد صرح بذلك مرات كثيرة في كتبه، فقد قال يتحدث عن نفسه في سيرته الذاتية: (يقولون ـ أي الغربيين ـ لي مستغربين أو مدهوشين: كيف يمكن لشخص مسلم مثلك أن يتحدث بهذه الطريقة؟ ياله من شيءٍ رائعٍ وباعث للأمل؛ أن نسمع مسلماً ليبراليّاً أو متحرراً مثلك.. ولكن لا يمكن أن تحظى بصفة تمثيلية في بلادك، أو بين أبناء دينك، فخطابك يمشي على عكس التيار، أو عكس الإسلام)([6])
وقد كان جزاؤه من الدوائر التي استنبتته، تلك الشهرة العظيمة التي نالها، والتي لم تجعل منه مثلما جعلت من طه حسين عميدا للأدب فقط، وإنما جعلته مجددا ومفكرا إسلاميا عريقا، مع كون كتاباته، وخاصة بلغتها الأصلية تحمل كل ألوان الإلحاد والتبرؤ من الدين ومقدساته([7]).
ومن العجيب أن نجد في بعض الصحافة السعودية بعد وفاته أمثال هذه التعقيبات التي أوردتها كبرى الجرائد السعودية جريدة [الشرق الأوسط]([8])، والتي جاء فيها قول بعضهم: (أعتقد دون مبالغة أن أركون المجدد الأكبر للإسلام في عصرنا الراهن.. وأن أركون أحد حكماء المسلمين الكبار)
وفي جريد [الوطن]: (أركون من الكبار الذين كانوا يجاهدون في بث النور، وإحلاله محل الظلمة الكالحة في عالمنا العربي)([9])
وفي جريدة [الرياض]: (أركون أول من قدم نقدا للتفكير الخرافي المعارض للمعرفة، وبدد هيمنة الأسطورة في العقل العربي-الإسلامي)([10])
وفي جريدة [الحياة]: (عمل محمد أركون طوال أكثر من نصف قرن على تقديم قراءة جديدة للإسلام، قراءة تستند إلى مرجعيات ومناهج علمية)([11])
وهكذا لا
تزال الجرائد والمجلات والمؤتمرات والإعلام العربي يثني عليه، في نفس الوقت الذي
يصب جام غضبه على ضحايا الإجرام الفرنسي، سواء من أولئك المستضعفين المظلومين، أو
من أولئك المحتقرين من المثقفين والذين لا يهتم بهم أحد إلا إذا خلطوا كلامهم بلغة
المستعمر، وطريقة تفكيره.
([1]) انظر مقالا بعنوان: فرع السوربون بأبوظبي يعزز مكانة التعليم في الإمارات، البيان، التاريخ: 12 يوليو 2006.
([2]) مستقبل الثقافة في مصر، ص 39.
([3]) ورد في سيرته الذاتية أنه عند [الآباء البيض]، وهم كما هو معلوم تنظيم تنصيري مكَّنَتْ له فرنسا بعدَ احتلال الجزائر في 1830، وكان أغلب نشاطِه في منطقة القبائل التي وُلِد فيها أركون، وقد ركَّزت هذه الإرساليَّة على تلك المنطقة وحاربتِ الإسلام واللغة العربيَّة بضراوةٍ..
([4]) تاريخية الفكر العربي الإسلامي لمحمد أركون، ص: 7..
([5]) تاريخية الفكر العربي الإسلامي،ص:8-9.
([6]) قضايا في نقد العقل الديني؛ لمحمد أركون (22)، ترجمة: هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، ط أولى، 1998م.
([7]) من الأمثلة على تلاعب المترجمين له بالعربية وفي (قراءات للقرآن) بالفرنسية جاء عنوان الفصل الثاني كالتالي [le problème de l authenticité divine du Coran” ; p27]، لكن عربه هاشم صالح بـ [موقف المشركين من ظاهرة الوحي] [القرآن من التفسير الموروث…ص 93]، مع أن الترجمة العربية الأقرب للعنوان الفرنسي هي : ( معضلة توثيق نسبة القرآن الى الله)
([8]) الشرق الأوسط، 16، 17 أيلول 2010.
([9]) الوطن، 18 أيلول 2010.
([10]) الرياض، 16 أيلول 2010.
([11]) الحياة 16 أيلول 2010.