أخبروني عن خدمات هوكينغ للإنسانية

أخبروني عن خدمات هوكينغ للإنسانية
كل الذين جادلوا في هوكنيغ بعلم أو بغير علم راحوا يذكرون خدماته الجليلة للإنسانية.. ولست أدري هل يعون ما يقولون أم أنهم مجرد مغردين لما يقال.. لا يفهمون معناه ولا فحواه.. وإنما يكتفون فقط بتلك الألفاظ المنمقة والجمل المزخرفة التي لا معنى لها لديهم.
وأنا أسألهم هنا عن المرض الذي شخصه، والدواء الذي اكتشفه، والذي حفظ صحة البشرية، وطور طبها، وقاوم الأدواء التي تفتك بها، مثلما فعل آلاف الأطباء المجاهيل الذين جعلهم الله وسائل لحفظ الصحة، وحفظ الحياة، وجمالها.
فكم من طبيب اخترع كبسولة دواء كانت سببا في حفظ صحة الملايين من البشر.. ومع ذلك لم يسمع به أحد.. ولا ترحم عند وفاته أحد.. ولا بكت عليه عين.
فإن لم يكن له اكتشافات من هذا النوع، فليخبروني عن التقنيات التي طورها.. وهل ساهم في خدمة الإعلام الآلي أو الذكاء الصناعي؟.. وهل صمم البرامج النافعة؟.. أو وضع النظريات العلمية المفيدة لتطوير التقانات؟
فإن لم يفعل ذلك.. فهل كان مهندسا حفظ البنيان من الزلازل والبلايا؟.. أو كان عالم بيئة وضع الخطط لحمايتها؟.. أو كان فلكيا عرفنا بأسرار الكون وجماله؟
فإن لم يفعل كل ذلك فليخبروني عن الخدمة التي قدمها.. فأنا من خلال مطالعتي الواعية والدقيقة لكتبه وأفكاره وطروحاته لا أرى إلا أن كل ما طرحه لا يساوي كبسولة دواء، أو تخطيط معماري، أو اختراع مهندس.
فإن كنت مخطئا.. وقد أكون كذلك.. فأخبروني أنتم عن هذه الخدمات الإنسانية التي تمجدونها، وتلغون الآخرين بسببها، ولو كانوا من طينتكم وأهل بلدكم، وتذكرونه.
وأنا أجزم أنه لو كان في بلادنا العربية أو الإسلامية رجل مثله.. وأتى بما أتى.. وكتب ما كتب.. فلن يلتفت له أحد.. ولن يسمع به.. بل قد ينال منا السخرية.
وأنا أعرف الكثير من الفيزيائيين العرب والمسلمين الذين لم يسمع بهم أحد.. وعندما ماتوا لم يترحم عليهم أحد.. لكون ذلك الإعلام المؤدلج لم يتحدث عنهم، ولم يشد بهم.
فهؤلاء الذين يزعمون كل ذلك لا يعرفون المطالعة ولا البحث العلمي، وإنما هم ضحايا الإعلام الذي يسيرهم كما يشاء، ويحدد لقلوبهم مواضع المحبة والبغض، ومواضع الرضا والغضب.