خارطة الأحقاد

خارطة الأحقاد

من صغري وأنا مولع بالخرائط بمختلف أنواعها: خرائط الدول والتضاريس والمناخ.. حتى الخرائط التاريخية أو الجيولوجية التي تصف الأرض في جميع مراحلها..

لكنه لم يكن يخطر على بالي أن يضع البشر في يوم من الأيام خريطة للأحقاد إلى أن جاء ذلك اليوم الذي استدعاني فيه صديق قديم لي لم أره منذ فترة طويلة.. وقد حدد لي مكانا لنلتقي فيه.. ومع غرابة المكان إلا أني ذهبت إليه، وبمفردي، لثقتي المطلقة في هذا الصديق القديم.

لكني ما إن وصلت إلى المكان المحدد حتى أحاطت بي مجموعة مسلحة، وهي تصوب سلاحها إلى جمجمتي.. فامتلأت رعبا، وتصورت أنهم مثل سائر قطاع الطرق، فصحت فيهم: فتشوا جيوبي وأمتعتي، وخذوا كل ما تريدون.. اتركوا لي فقط جمجمتي فإن فيها ما لا يمكن تعويضه بالنسبة لي، وهو لن يفيدكم شيئا.

ما قلت هذا حتى جاء صديقي، وصاح فيهم: اتركوا له جمجمته.. فنحن نريدها.. فأنا أعلم ما يخبئه فيها من أسرار.

التفت لصديقي، وقلت: أهذا أنت؟.. ألم نتفق على أن نلتقي هنا؟

قال: أجل.. وها نحن نلتقي..

قلت: ولكن لم تفعل بي هذا؟.. لم ترسل لي هذه المجموعة لتنشر الرعب في كل كياني؟ ما كنت أحسبك تحب التمثيل؟

ضحك بصوت عال، وقال: أي تمثيل هذا؟ ألا تزال في جنونك القديم؟

قلت: ولكن.. أتستقبل صديقك القديم بمثل هذا؟

قال: هذه عادتنا في استقبال من نحب.. فلا تقلق، فلن يصيبك منا أذى ما دمت لينا معنا.

ثم أردف يقول، وهو يربت على كتفي: ألا تزال جبانا كعهدي بك؟

قلت: لا أزال كما عهدتني.. لكني متعجب منك.. كيف صرت إلى هذه الحال التي أراك عليها؟

قال: أنت تعلم أني من صغري كنت أحب التدين.. وقد تأملت في أحوال المتدينين في قريتنا فلم أجد إلا الضلال والبدعة والكفر.. ولولا أن الله قيض لي من ينقذني لكنت الآن قبوريا أو معتزليا أو صوفيا أو شيعيا أو أشعريا.. أو غيرها من الملل والنحل التي ستشرف جهنم يوم القيامة.. وبئس المصير.

قلت: كيف تقول هذا.. إن هؤلاء جميعا مسلمون يعبدون الله ويوحدونه و..

قاطعني بقوة، وهو يشهر سلاحه في وجهي: تعسا لك.. لا أحد منهم يعبد الله.. المعتزلة كفار يعبدون عقولهم وأهواءهم.. والشيعة كفار؛ يعبدون علياً والحسين.. والصوفية كفار؛ يعبدون الجيلاني والرفاعي.. والأشاعرة كفار جهمية يعبدون الوهم، ويذكرون أن الله لا يد له ولا ساق ولا ضرس ولا حقو..

أردت أن أجاريه مخافة سلاحه، فقلت: ما دام الله قد أنالك من الهداية ما أنقذك به من تلك الضلالات.. فهلا سرت إليهم.. وجلست بينهم لتخرجهم من سراديب الكفر إلى نور الإيمان.

تنفس الصعداء، وقال: وكيف أفعل ذلك.. وقد حذر جميع أئمة سلفنا الصالح من محادثتهم أو محاورتهم أو مناظرتهم أو مناقشتهم.. بل حذرونا حتى من النظر إليهم حتى لا تنتقل إلينا ظلمات وجوههم.. واعتبروا كل من يبتسم لهم، أو يمد يده لمصافحتهم شريكا لهم في كفرهم وضلالهم.

قلت: إذن اتركوهم لحالهم..

غضب وأشهر سلاحه في وجهي، وهو يقول: لا تعد إلى هذا.. ليس لأولئك الكفرة إلا السيف والقتل والذبح.. ألم يأت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بالذبح؟

غضبت عندما وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا، قلت: الذي أعرفه أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم جاء ليتمم مكارم الأخلاق، ولم يأت بما تزعمه.

قال: أرى فيك لوثة من لوثات الكفر.. لا تخف سأقلعها منك.. ولو بقلع جمجمتك.

تحسست رقبتي، وامتلأت رعبا من حديثه، لكني تجرأت، وقلت([1]): أخبرني: هل الشيعة والصوفية وغيرهم ممن ذكرت أسوأ أم المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم أقل سوءا؟

قال: الشيعة والصوفية وغيرهم ممن ذكرت أسوأ من المنافقين.

قلت: فأين مكانهم يوم القيامة.. هل هو مع المنافقين؟ أم مع من هم شر منهم؟

قال: ما داموا أكثر ضلالا من المنافقين فهم في المحل الذي يكون فيه هؤلاء؟

قلت: ولكن الله تعالى ذكر محل المنافقين، فقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]، وليس هناك أسفل من الدرك الأسفل، لأن الأسفل على صيغة أفعل..

لم يجد ما يجيبني به، فأطمعني ذلك، فرحت أقول بكل جرأة: إن قلت: أنهم في الدرك الأسفل من النار، فهم من المنافقين، وليسوا أسوأ منهم.. وإن قلت: إنهم في درك أعلى، فهم أحسن حالا من المنافقين.. وإن قلت: إنهم في درك أسفل من درك المنافقين تكون قد خالفت القرآن الكريم الذي اعتبر درك المنافقين هو أسفل الدركات.

صوب النظر إلي جيدا، ثم قال: أنت تعلم أني لا أطيق هذه الترهات التي تنطق بها.. لكن ما الذي تريده من قولك هذا؟

قلت: لا بأس.. فقط أردت أن أسألك عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التعامل مع المنافقين الذين لا يقلون عمن ذكرت.. فهل ذبحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو سجنهم أو مثل بهم؟

قال: لم يفعل شيئا من ذلك..

قلت: لو لم تقل هذا لكنت كذبت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد ورد في الحديث عن  جابر بن عبد الله قال: كانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر ، ثم كثر المهاجرون بعد ، فقال عبد الله بن أبي : أو قد فعلوا ، والله ، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فقال عمر: دعني ، يا رسول الله، أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: دعه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه([2]).

قال: ما الذي تريده من نقلك لهذا الحديث ؟

قلت: أريدك وأصحابك أن تستنوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التعامل مع المنافقين، لأنكم إذا قلتم بأن الشيعة والصوفية وغيرهم أسوأ من المنافقين؛ فمعناه أن الله لم يكمل دركات النار؛ ويحتاجون دركاً أسفل من الدرك الأسفل؛ وهذا قول يخرجكم من الملة.. وإن قلتم: إن الشيعة والصوفية سيكونون مع المنافقين في الدرك الأسفل، فيلزمكم أن تعطوهم من الحقوق ما أعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمنافقين، فلا تقتلوهم، ولا تذبحوهم، ولا تفعلوا بهم شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأنكم لستم أحرص على الدين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال: لا، لن نرضى أن نسير في الشيعة والصوفية بسيرة النبي في المنافقين.. فليس لهم عندنا إلا الذبح.

قلت: : لماذا؟ هل أنتم أكثر تقوى؛ أم أحرص على دين الله من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟

قال: معاذ الله أن ندعي هذا، ولكن الشيعة والصوفية يجاهرون بالكفر، وكان المنافقون يسرون الكفر!

قلت: ومن الذي قال لكم هذا؟ ألم تقرؤوا قول الله تعالى: ({يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة: 64، 65]، فالآية الكريمة تدل على أن هؤلاء جهروا بالكفر، ومع ذلك لم يعاقبهم؟

قال: لا.. لقد ذكر أنه عاقبهم.. ألم تقرأ قوله تعالى في الآية بعدها: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: 66]

قلت: ولكن هذه الآية الكريمة تنص على العقوبة الأخروية، ولا علاقة لها بالعقوبة الدنيوية، بدليل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يعاقب المنافقين.

لم يجد ما يجيبني به، فأطمعني ذلك فيه، فقلت: أنا أعرف أنك تحفظ القرآن الكريم من صغرك الباكر.

قال: أجل.. لقد حفظته قبل أن يصل سني إلى العاشرة.. ولا أزال أحفظه.. وقد أهلني ذلك لأن أصير أميرا على هذه الجماعة المجاهدة.. وأنا لا أحفظه فقط، بل أحفظ كل ما ذكر قتادة وعكرمة ومقاتل بن سليمان وغيرهم من سلفنا الصالح في كل حرف من حروفه أو كلمة من كلماته.

قلت: ما دمت كذلك، فما قالوا في قوله تعالى: { {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم: 88 – 92] من هؤلاء الذين قالوا هذا القول العظيم الذي تتفطر له السموات؟

قال: إنهم النصارى بلا خلاف بين المفسرين.. وقد قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، ومالك في قوله تعالى: { شَيْئًا إِدًّا } أي عظيمًا([3]).

قلت: جيدا جدا.. فقد قال النصارى – حسب الآيات الكريمة – قولا عظيما لا يقل عن قول هؤلاء الذين تريد أن تذبحهم.

قال: هم متساوون.. فالكفر ملة واحدة.

قلت: لا بأس.. ما داموا متساوين.. فلنستن بهم بما أمر الله تعالى به في شأن النصارى غير المحاربين، والذين ورد في حقهم وحق غيرهم من أصحاب الملل والنحل قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة: 8]

لم يجد ما يقول إلا أنه أخذ بيدي، وقال: اتبعني.. فلم أدعك لتجادلني.. وإنما دعوتك لأمر أخطر من هذا.

سار بي في سراديب مظلمة إلى أن دخلنا إلى غرفة وجدت فيها الكثير من الخرائط.. فتعجبت من وجودها عندهم، فقلت: ما هذه الخرائط.. وما علاقتها بجماعتكم؟

قال: لأجل هذه الخرائط دعوتك.. فأنا أعلم شغفك بها من صغرك.

قلت: أجل.. ولكن ما نوعها: هل هي خرائط مناخ أم تضاريس.. أم هي خرائط جيولوجية أم سياسية؟

قال: وما نريد نحن بما ذكرت.. هذه خرائط الضلال والبدعة..

قلت: لم أسمع بخريطة من هذا النوع من قبل.

قال: فتعال لتنظر إليها..

تقدمت، فرأيت خرائط مفصلة عن كل مكان والعقائد التي تنتشر فيه، فبعضها صوفية، وبعضها شيعية، وبعضها أشاعرة، وبعضها ماتريدية.. وهكذا.

قلت: ما قصدكم بهذا التنصيف للناس وللأماكن.

قال: لكل مكان العقوبة المناسبة له.. فبعضها نكتفي بإرهابه، وبعضها نخوض في دمائه.

مددت يدي على مكان مكتوب عليه باللون الأحمر (صوفية)، وقلت: فما الذي تعملونه مع هؤلاء؟

قال: ألا ترى اللون الأحمر.. هؤلاء تسفك الدماء.. فهم حلوليون قبوريون وثنيون..

مددت يدي إلى مكان آخر مكتوب عليه بلون أحمر شديد القتامة (شيعة روافض)، وقلت: وهؤلاء أصحاب اللون الأحمر القاتم.

قال: هؤلاء أخطر من السابقين.. وهم يستحقون الإبادة التامة لصغارهم وكبارهم.

قلت: لم؟

قال: لأنهم شيعة روافض.

قلت: فما جريمتهم؟

قال: سب الصحابة..

قلت: ولكن ألا ترى أنكم تبالغون كثيرا في هذا.. لقد ذكر الله تعالى الذين يسبونه، ومع ذلك لم يلونهم باللون الذي تلونون به من هم أدنى منهم شأنا، وأقل منهم جرما.. ألم تسمع بقوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 108]

قال: لقد عدت إلى الجدل من جديد.. لقد ذكرت لك أني لم أدعك لأجادلك أو تجادلني.. وإنما دعوتك لأمر مهم.

قلت: وما هو؟

قال: هذه الخرائط هي التي دعتك.

قلت: وما الذي أفعله بها أو لها؟

قال: لقد كان يشرف على هذه الخرائط، ويرسمها بدقة رجل منا.. لكنه ارتد قبل أيام، والتحق بجماعة أخرى، فبقيت هذه الخرائط ناقصة تحتاج من يكملها، ولهذا طلبتك لتؤدي هذا الدور.

قلت: أراها جاهزة، فما الذي تريد أن تضيف إليها؟

قال: أريدك ألا تدع ضريحا أو زاوية أو حسينية أو كنيسة أو أي محل من المحلات التي تعبد فيها الأصنام إلا وبينت لنا محله بدقة حتى نقوم بما يجب علينا نحوه.

امتلأت رعبا مما طرح علي، فقلت: وإن لم أفعل.. فما جزائي؟

استل خنجرا حادا، ووضعه على رقبتي، وهو يقول: إن لم تفعل.. فسيقطع هذا الخنجر رقبتك.. أنت تعرف أننا لا نتسامح مع من يخالف الشريعة.

ما قال هذا حتى سمعنا ضجة في الخارج، فأسرع إليها، وتركني فاختبأت في بعض تلك السراديب، وأنا ممتلئ رعبا لما أسمعه من صوت للرصاص في كل ناحية.. وقد تعجبت إذ لم يأت أحد ليبحث عني.

وبعد أيام، وبعد أن كاد يقضي علي الجوع، خرجت فشممت روائح منتنة لجثث كثيرة، كان من بينها جثة صديقي الذي أراد قتلي.

وقد علمت بعد ذلك أن جماعة مسلحة أخرى اختلفت مع تلك الجماعة في حكم المرتد: هل يكتفى بقتله بأي طريقة، أم لابد أن يشدد في ذلك، فيذبح أو يحرق أو يرمى من شاهق؟

وقد كفرت كل جماعة من تينك الجماعتين الأخرى، وقاتلتها وقتلتها.. وقد أنجاني الله بسبب ذلك من أن أكون شريكا لهم في وضع خرائط الأحقاد.


([1])  استفدت في هذا الحوار من بعض تغريدات الشيخ حسن بن فرحان المالكي على تويتر، وهي موجودة على موقعه.

([2])  مسند أحمد، (3/338).

([3])  تفسير ابن كثير (5/ 265).

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *