مفهوم المخالفة

مفهوم المخالفة

بعد أن انتهت الاستراحة، وركب الركاب الحافلة، وقد نقص منهم نفر كما في المرة السابقة.. أخرج السائق شريطا جديدا، ثم قال: بعد أن نلتم حظكم من الراحة اسمحوا لنا أن نضع شريطا آخر.. يوضح لكم سنة من سنن الإسلام، وهديا من هدي السلف الصالح.. إنه هدي المخالفة والتميز والاستقلالية.

قال ذلك، ثم أدخل الشريط.. ليبدو مشهد لخيمة جلس فيها مجموعة شباب أمام شيخ، وكأنه يحدثهم عن ذكرياته.. وكانت القهوة تجول بينهم.

قال الشيخ، وهو يرتشف فنجان القهوة، وكأنه يواصل حديثه: بعد أن عوفيت من إدماني، أخبروني أنني لو لم أتدين فإنني قد أعود إلى الإدمان من جديد، ولهذا كان أول عمل لي بعد الخروج من المستشفى مع أصدقاء لي تعرفت عليهم هناك، أن سألنا عن أكثر الناس تدينا في قريتنا، فدلونا على رجل كان صيته ذائعا، وسمعته تخترق الآفاق، فذهبنا إليه، وأخبرناه بحالتنا، وأننا نحب أن نتدين ونرتبط بربنا.

فقلب النظر في هيئتنا، وقال: أبهذه الهيئة تريدون أن تتدينوا؟

قلنا له: وما علاقة الهيئة بالتدين؟

قال: هل رأيتم في حياتكم رجلا يلعب كرة القدم.. وفي الملعب.. وفي مباراة رسمية ببذلة ورابطة عنق؟

قلنا: لا..

قال: أفترون التدين أهون من اللعب.. فإن كان للعب لباس رسمي.. فكيف بالتدين؟

قلنا: صدقت.. اعذرنا لجهلنا.. ولكن ما سمة الهيئة، وما ضرورتها.. فقد علمنا أن لكل مهنة اللباس الذي يتناسب معها؟

قال: المخالفة..

تعجبنا لقوله هذا، فقال: لا تتعجبوا.. فمخالفة الآخر من اليهود والنصاري والمجوس والشيوعيين والرأسماليين والوجوديين.. والصوفية والرافضة.. وكل من عدا المسلمين أصل من أصول التميز.. فبقدر مخالفتهم يكون التدين كاملا.

قلنا: ولكن لم ذلك؟

قال: لذلك أسباب كثيرة ذكرها سلفنا الصالح، وقد جمع منها شيخنا التويجري([1]) نتفا منها (أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبًا وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس فإن اللابس لثياب أهل العلم مثلا يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلا يجد في نفسه نوع تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه مقتضيا لذلك إلا أن يمنعه من ذلك مانع)

ومنها أن (أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة تتوجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف إلى أهل الهدى والرضوان وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين.. وكلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطنًا وظاهرًا أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد.)

ومنها (أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين)

قلنا: ولكن ألا ترى أن في ذلك كثيرا من الحرج؟

قال: وهل تريدون أن تدخلوا الجنة بالمجان.. أنسيتم قوله تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا } [البقرة: 214]

انظروا كيف طبق سلفنا الصالح هذه السنة العظيمة.. لقد سئل أحمد عن نعل سندي يخرج فيه، فكرهه للرجل والمرأة، وقال: إن كان للكنيف والوضوء فلا بأس، وأكره الصرار، وعلل ذلك بأنه من زي الأعاجم.

وروي أن سعيد بن عامر سئل عن لباس النعال السبتية فقال: (زي نبينا أحب إلينا من زي باكهن ملك الهند، ولو كان في مسجد المدينة لأخرجوه من المدينة)

قلنا: ما دام الأمر بهذه الأهمية فلا بأس.. نحن طوع أمرك.

قال: شكرا لكم.. سأرسلكم لصديق لي.. وسيجعلكم وكأنكم قضيتم حياتكم كلها في التدين.. سيجعلكم وكأنكم السنة تمشي.

خرجنا من عنده إلى صديقه الذي ذكره لنا، وقد كان ممتلئا هيبة ووقارا.. عندما دخلنا عليه قلب النظر فينا، ثم نظر إلى شاربي الذي كنت أطيله في ذلك الحين كأهل قريتنا جميعا، وقال: ألا تعلم أن من التشبه بأعداء الله تعالى إعفاء الشوارب، حف شواربك، فلا يصح أن تتدين وهي في وجهك، فإن ذلك من سنن الأكاسرة وقومهم المجوس، ومن أعمال قوم لوط.. وقد أمرنا بمخالفتهم، وفي الحديث قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم)([2])

ثم نظر إلى ذقني، وقال: إياك أن تمس ذقنك مرة أخرى.. لا تحليقا.. ولا تقصيرا.. فالتقصير الذي يقع فيه بعض المبتدعة لا يقل حرمة عند الحلق، وقد كتب في ذلك شيخنا الجليل العلامة حمود بن عبد الله التويجري كتابه العظيم الذي لم يؤلف مثله في الآفاق (الرد على من أجاز تهذيب اللحية)، وقد رد في كتابه هذا على بعض المبتدعة من العصرانيين، والذي زعم أن اللحية لا تعني في الإسلام شيئًا مميزًا للمسلم.

نظر إلى صاحب لنا كان يرتدي برنيطة، فقال: لابد أن تخلع هذه.. فإن (من التشبه بأعداء الله تعالى لبس البرنيطة التي هي من لباس الإفرنج ومن شابههم من أمم الكفر والضلال، وتسمى أيضًا القبعة، وقد افتتن بلبسها كثير من المنتسبين إلى الإسلام في كثير من الأقطار الإسلامية ولا سيما البلدان التي فشت فيها الحرية الإفرنجية، وانطمست فيها أنوار الشريعة المحمدية)([3])

نظر إلى صاحب لنا آخر يرتدي سترة وسروالا، وقال: وأنت أيضا.. لا بد أن تخلع هذين، فـ (الاقتصار على لبس السترة والبنطلون.. فهو من ملابس الإفرنج، والبنطلون اسم للسراويل الإفرنجية، وقد عظمت البلوى بهذه المشابهة الذميمة في أكثر الأقطار الإسلامية.. ومن جمع بين هذا اللباس وبين لبس البرنيطة فوق رأسه فلا فرق بينه وبين رجال الإفرنج في الشكل الظاهر، وإذا ضم على ذلك حلق اللحية كان أتم للمشابهة الظاهرة.. ومن تشبه بقوم فهو منهم)([4])

قال صاحبنا: ولكني لم أضع القبعة على رأسي إلا لحاجتي إليها، فأنا أتأذى من البرد في الشتاء والحر في الصيف.. وألبس السروال والقميص لأن عملي لا يسمح لي بلباس آخر.

انتفض الرجل غاضبا، وقال: (هذه الدعوى حيلة على استحلال التشبه المحرم، والحيل لا تبيح المحرمات، ومن استحل المحرمات بالحيل فقد تشبه باليهود) ([5])

وفي الحديث الذي رواه ابن بطة قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل)

وقد قال شيخنا التويجري مجيبا على هذه الشبهة: (وقد جعل الله سبحانه وتعالى للمسلمين مندوحة عن مزاحمة أعداء الله تعالى في لباسهم والتشبه بهم، فمن أراد وقاية لرأسه ففي لباس المسلمين ما يكفيه، ومن أراد ثيابًا للأعمال فكذلك، ومن أراد ثياباً للزينة والجمال فكذلك، ومن رغب عن زي المسلمين ولم يتسع له ما اتسع لهم من الملابس المباحة فلا وسع الله عليه في الدنيا ولا في الآخرة)([6])

وقال الشيخ أحمد محمد شاكر: (ولم يختلف أهل العلم منذ الصدر الأول في هذا أعني: في تحريم التشبه بالكفار حتى جئنا في هذه العصور المتأخرة فنبتت في المسلمين نابتة ذليلة مستعبدة، هجيراها وديدنها التشبه بالكفار في كل شيء والاستخذاء لهم والاستعباد، ثم وجدوا من الملتصقين بالعلم المنتسبين له من يزين لهم أمرهم ويهون عليهم أمر التشبه بالكفار في اللباس والهيئة والمظهر والخلق وكل شيء حتى صرنا في أمة ليس لها من مظهر الإسلام إلا مظهر الصلاة والصيام والحج على ما أدخلوا فيها من بدع بل من ألوان من التشبه بالكفار أيضًا، وأظهر مظهر يريدون أن يضربوه على المسلمين هو غطاء الرأس الذي يسمونه القبعة (البرنيطة)، وتعللوا لها بالأعاليل والأباطيل، وأفتاهم بعض الكبراء المنتسبين إلى العلم أن لا بأس بها إذا أريد بها الوقاية من الشمس، وهم يأبون إلا أن يظهروا أنهم لا يريدون بها إلا الوقاية من الإسلام)([7])

رأى على صاحبي شعرات بيض، فقال: لابد أن تصبغ شعرك حتى تبدو أكثر شبابا.

قال صاحبي: ألهذا علاقة بالتدين؟

قال الرجل: أجل.. هل ترون شعر رأسي.. وهل هو يتناسب مع سني.. أنا ابن سبعين سنة، ومع ذلك أبدو، وكأني ابن عشرين.. ذلك لأني اتبعت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عدم التشبه بأعداء الله من اليهود والنصاري، لقد ورد في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)([8])، وقد علق على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: (قد تبين أن نفس مخالفتهم أمر مقصود للشارع في الجملة، ولهذا كان الإمام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة يعللون الأمر بالصبغ بعلة المخالفة، قال ابن حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ما أحب لأحد إلا أن يغير الشيب ولا يتشبه بأهل الكتاب)([9])

نظر إلى خاتم لي كنت وضعته بمناسبة خطوبتي، وكان في يدي اليمنى، فقال: انزعه، وضعه في يدك الأسرى.

قلت: أهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

قال: لا.. ولكن نحن نتأسى في هذا بما فعل سلفنا الصالح، فقد قال ابن عبد البر: (وقد كان التختم في اليمين مباحا حسنا، لأنه قد تختم به جماعة من السلف في اليمين،كما تختم منهم جماعة في الشمال وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوجهان جميعا، فلما غلبت الروافض على التختم في اليمين ولم يخلطوا به غيره كرهه العلماء منابذة لهم، وكراهية للتشبه بهم، لا أنه حرام ولا أنه مكروه وبالله التوفيق)([10])

قلت: ما دام في الأمر سعة، فدعه في يميني.. فإني لا أحب أن أضعه في يساري.. وأنت تعلم أنني قد أستعملها عند قضاء حاجتي.

غضب الرجل غضبا شديدا، وقال: ويلك.. أتنكر على السلف.. أم تريد أن تتشبه بالرافضة الخبثاء.. افعل ما أمرتك به وإلا فاخرج عني.. فلا يصل مجادل أبدا إلى السنة.. أنسيت قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]

قلت: ولكنك ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تختم بيمينه، ولهذا فأنا لم أقم بأي مخالفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال: اسمعني جيدا.. لقد سن سلفنا أصلا في هذا لابد أن تراعيه إن كنت تريد أن تكون من الفرقة الناجية.. وهو ينص على أنه إذا صار الأمر المباح شعارا لأهل البدع شرع للمسلم مخالفتهم فيه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية يؤصل لهذا: (وهذا القول يقوله سائر الأئمة، فإنه اذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحبا، ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم فلا يتميز السنى من الرافضي، ومصلحة التميز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب)([11])

وقد ضرب هو وغيره الأمثلة الكثيرة على ذلك.. ومنها عدم لبس السواد كالعمامة السوداء مع أنه صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبسها، لكن لكونها صارت شعارا للرافضة يشرع مخالفتهم في لبسها.. ومثل ذلك لبس العمامة الخضراء التي أصبحت شعارا للصوفية، فشرع مخالفتهم في ذلك.

بل إن هذه المخالفة حتى في الأمور التعبدية، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإنما كثر الكذب في أحاديث الجهر لأن الشيعة ترى الجهر، وهم أكذب الطوائف، فوضعوا في ذلك أحاديث لبسوا بها على الناس دينهم، ولهذا يوجد في كلام أئمة السنة من الكوفيين كسفيان الثوري أنهم يذكرون من السنة المسح على الخفين وترك الجهر بالبسملة كما يذكرون تقديم أبي بكر وعمر ونحو ذلك لأن هذا كان من شعار الرافضة، ولهذا ذهب أبو علي بن أبي هريرة أحد الأئمة من أصحاب الشافعي إلى ترك الجهر بها قال: لأن الجهر بها صار من شعار المخالفين كما ذهب من ذهب من أصحاب الشافعي إلى تسنمة القبور لأن التسطيح صار من شعار أهل البدع)([12])

ومن ذلك تخصيص آل البيت بالصلاة والسلام، فمع أنه مشروع، وفي الصلاة نفسها، وقد علمنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكنه لما صار شعارا للرافضة شرع مخالفتهم، وقد قال ابن حجر في فتح الباري: (اختلف في السلام على غير الأنبياء، بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع مطلقا، وقيل: بل تبعا، ولا يفرد لواحد، لكونه صار شعارا للرافضة)([13])

ونقل عن عبد الله المغربي المالكي في كتابه (المعلم بفوائد مسلم) قوله: (إن زيدا كبر خمسا على جنازة، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكبرها. وهذا المذهب الآن متروك، لأنه صار علما على القول بالرفض)

ونقل عن الشافعي وأحمد والحكم قولهم: (المسح على الخفين أولى من الغسل، لما فيه من مخالفة الشيعة) ([14])

***

قال الرجل بعد أن أنهى حديثه: وهكذا عملت بكل ما طلب مني، وما هو إلا شهر واحد حتى تغيرت تماما.. لقد كان الكل يسلم علي، ويكيل لي كل أنواع الاحترام.. بل قد كان بعضهم يأتي ويستفتيني.. وهذا كله ببركة مفهوم المخالفة الذي علمني إياه الشيخ..

حينها كنت بطالا لأنه لا أحد يقبل أن يوظف مدمنا أو سبق له الإدمان، ولهذا اقترح علي بعض المشايخ أن أحيي سنة الرقية في قريتي مستفيدا من حال الإدمان التي كنت أعاني منها.. وقد طبقت اقتراحه.. وها أنا أرفل في نعيم الدنيا بسبب إحيائي لتلك السنة العظيمة.. وأسأل الله أن يديم لي نعمته في الآخرة كما أدامها لي في الدنيا، وأن يحشرني مع السلف الذي كانوا سببا لكل البركات التي أنعمها الله علي.

***

بعد أن وصل الحديث إلى هذا الحد وصلنا إلى محطة أخرى لنستريح، وهناك اقتربت من رجلين من الركاب لأسمع تحاورهما:

قال الأول: لا يمكنني أن أركب في هذه الحافلة المشؤومة مرة أخرى.. لقد ذكرتني بمآسي حصلت لي في شبابي كنت نسيتها.. وكل ذلك بسبب هؤلاء اللئام المتاجرين بالدين.

قال الثاني: ما الذي حصل لك؟

قال الأول: تصور.. لقد تركت إكمال دراستي بسبب رفضي للباس الرسمي الذي كان مفروضا علينا.. وقد حاول والدي كل جهده ليقنعي، لكن عقلي كان مغلقا تماما، فقد كنت تابعا لشيخ من المشايخ يحذرنا من كل شيء، ويصور لنا على أن الكل أعداؤنا.

قال الأول: صدقت.. وقد حصل لي بسبب أمثال هؤلاء مآسي لا تقل عن مآسيك.. ولا أظنني أستطيع أن أركب هذه الحافلة من جديد.. فالصحراء أرحم من هؤلاء.


([1])     انظر في هذه المخالفات والتشدد فيها من باب المثال لا من باب الحصر كتاب (الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين)، لحمود بن عبد الله بن حمود التويجري، وقد قال ابن باز مقدما له: (أني لا أعلم أنه ألف في منواله مثله مع وضوح العبارة والعناية بالأدلة والعلل المهمة والحكم الشرعية والأضرار الكثيرة الناجمة عن مشابهة المشركين، والاقتداء بهم المفضية إلى نسيان الكثير من السنة وطمس الكثير من أعلام الحق، ولا سيما في هذا العصر الذي قد استحكمت فيه غربة الإسلام وفشت فيه البدع والمنكرات، وقلَّ فيه العلم وغلب فيه الجهل وكثر فيه أنصار الهوى)

([2])     رواه أحمد وأبو داود.

([3])     كتاب (الإيضاح والتبيين) الذي سبق ذكره.

([4])     الكتاب السابق.

([5])     الكتاب السابق.

([6])     الكتاب السابق.

([7])     نقلا عن الكتاب السابق.

([8])     رواه البخاري ومسلم.

([9])     اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 199)

([10])     التمهيد (6|80).

([11])     منهاج السنة (4|155).

([12])     الفتاوى الكبرى (2|166).

([13])     فتح الباري – ابن حجر (11/ 170)

([14])     الصراط المستقيم 2 / 510.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *