التهذيب والتصفية

نظر السائق إلى الركاب، وفي يده شريط فيديو، وهو يقول: أبشركم.. اليوم تمكنت من إحضار هذا الشريط.. إنه يتحدث عن المرحلة الأولى في التغيير.. المرحلة التي سماها شيخنا الألباني (مرحلة التصفية).. فلا يمكن لأحد أن يضع قدمه في الإسلام قبل أن يمر بها.. أنا شخصيا – لولا مروري بهذه المرحلة – لكنت الآن ضالا زنديقا مبتدعا، فقد كنت أحسن الظن بكل من أراه يلبس لباس العلماء.. لكني أيقنت أن تسعة أعشارهم كفار أو زنادقة أو مبتدعة..سأدعكم مع الشريط، لتعرفوا قيمة هذه المرحلة وأهميتها.. ركزوا جيدا، لأنكم ستسمعون أسماء كثيرة كنتم تحسنون الظن بها.. من المستحسن أن تحملوا أقلاما لتكتبوا بالقلم الأحمر الأسماء التي يذكرها حتى تحذروا منها، وتحذروا غيركم.
قال ذلك، ثم وضع الشريط..
ظهرت حلقة تحوي شيوخا وكهولا كلهم بهيئة واحدة.. وكان يتوسطهم شاب يحمل بيده مجموعة من الملفات، ابتدأ الحديث بقوله: نجتمع اليوم في مجلس التهذيب والتصفية التاسع والتسعين بعد المائة للنظر في ملفات بعض من صار لهم صيت في المجتمع، أو أحنى الناس رؤوسهم ليستمعوا لهم، أو يستفيدوا منهم ظنا منهم أنهم ثقاة هداة مهتدين.. وبما أن منهجنا – كما ينص عليه شيخنا الألباني وغيره من أعلام السلف – يبدأ وينتهي باستئصال كل من ليس له علاقة بالدين الصحيح، فقد اجتمعنا اليوم لدراسة هذه الملفات.
قال أحد الشيوخ: صدقت.. لقد تتلمذت على الشيخ الألباني، وكان يأمرنا بأن نعطي أكثر أوقاتنا للتصفية([1]).. حتى لا يخدعنا أحد من المنافقين والزنادقة..
قال آخر: صدقت.. أذكر ذلك جيدا.. ومن ذلك الوقت.. ونحن نحمل المناخل التي نصفي بها الدين من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
قال آخر: وقد أسسنا لذلك اللجان الكثيرة التي تراقب حركة كل علم يلتف الناس حوله لنحصي عليه أنفاسه.. فإن بدرت منه أي بادرة أخرجناه من الملة، أو زججناه في جحيم أهل البدعة.. واعتبرنا التحذير منه طاعة.. والكلام في عرضه أقوم بضاعة.
قال آخر: صدقت.. فنحن نأتمر في هذا بقوله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}(النساء: 109)، فهذه الآية العظيمة ونظائرها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم جرح للخائنين، وأنه لا يجوز الجدال عنهم، وأن من جادل عنهم عليه التوبة إلى الله والاستغفار من ذنبه، لأنه جادل عن الخونة الآثمين الذين يبيتون مالا يرضاه الله من الأقوال المخالفة والأفعال المخادعة الماكرة وسواء كان فعله بدهاء ومكر، أو بغباوة وجهل.
قال آخر: بل إن الله تعالى علمنا كيف نقتدي به سبحانه وتعالى في هذه المهمة الخطيرة.. فالله تعالى قد جرح الكثير من المنحرفين عن دينه، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}(التوبة: من الآية34)، وقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ}(الجمعة:5)، وقال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(لأعراف: 176)، وغيرها من الآيات الكثيرة.
قال آخر: ونحن نأتمر في ذلك أيضا بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يدعو إلى تجريح من يستحق التجريح، ففي الحديث قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون سنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)([2])، وقال: (إن الله لا يقبض العلم انتزعًا من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذا الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)([3])، وقال: (إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)([4])، وغيرها من الأحاديث.
قال آخر: وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عما يحصل في آخر الزمان، فقال: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة)([5])
قال آخر: وبناء على هذا، فقد التزم سلفنا من أهل الحديث هذه الوصايا من دون سائر الناس.. فكان لهم وحدهم – بحكم وراثة نبيهم والوصاية على دينه – حق الجرح والتعديل.. فمن جرحوه فهو المجروح.. ومن عدلوه فهو الثقة.
قال آخر: صدقت.. وقد رويت في ذلك عن أبي قلابة أنه كان يقول: (إن أهل الأهواء أهل ضلالة ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار)
قال آخر: ورويت بسند صحيح عن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن، قال: فخرجنا فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما كان عليك أن يقرأ عليك آية من كتاب الله تعالى؟ قال: إني خشيت أن يقرأ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي.
قال آخر: صدقت.. وقد حدثني من أثق فيه بسنده عن سعيد عن سلام بن أبي مطيع أن رجلًا من أهل الأهواء قال لأيوب: يا أبا بكر أسألك عن كلمة؟ قال: فولى وهو يشير بأصبعه: ولا نصف كلمة، وأشار لنا سعيد بخنصره اليمنى.
قال آخر: صدقت([6])، فالذي يزهد في الجرح والتعديل إنما يزهد في السنة، فإذا لم يكن هنالك جرح وتعديل فإن كلام السني لن يختلف عن كلام البدعي.. لقد فضلنا معشر أهل الحديث بهذا.
قال آخر: صدقت، لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل، أو رجل في قلبه حقد، أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفًر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح.
قال الشاب الذي يحمل الملفات: بارك الله فيكم مشايخنا الكرام على هذه المقدمات.. واسمحوا لي الآن أن أعرض أمامكم بعض الملفات الجديدة لتنظروا في تعديل أصحابها أو تجريحهم، مع العلم أنه قد وردتنا الأخبار أن لدى بعضهم الكثير من الحسنات والأعمال الصالحة والأقوال الطيبة..
قاطعه شيخ من المشايخ بقوة: لقد قلت لك ألف مرة: لا عبرة بالحسنات أمام السيئات.. ألم تقرأ قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } [الفرقان: 23].. فكذلك أعمال هؤلاء حتى لو كانت جبالا من الحسنات، فهي هباء منثور أمام بدعة واحدة أو كلمة واحدة يقولونها..
قال آخر: صدقت.. وقد سئل شيخنا مقبل الوادعي عن هذا، فقال: (القوم يعرفون أنهم مجروحون فهم يريدون أن يستروا على أنفسهم.. المبتدع الضال لا تذكر حسناته ولا كرامة، وهكذا الكافر)
قال آخر: إن هذا هو منهج جميع سلفنا الصالح، فقد نقل الخطيب البغدادي في الكفاية قول نافع بن أشرس: (كان يقال: من عقوبة الكاذب ألا يقبل صدقه)، وعلق عليه بقوله: (وأنا أقول: من عقوبة الفاسق المبتدع ألا تذكر حسناته)([7])
قال آخر: وسئل الأوزاعي عن رجل يقول: أنا أجالس أهل السنة، وأجالس أهل البدع، فقال: (هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل)، وقد علق عليه ابن بطة بقوله: (صدق الأوزاعي)([8])
قال شاب في آخر الحلقة: لكن الله تعالى قال: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } [آل عمران: 113]
قام شيخ من المشايخ، وصاح بقوة: أخرجوا من بيننا هذا الصعلوك الدعي.. ما أوقحه.. كيف يستشهد بالقرآن في حضرة من هم أعلم منه.. أخرجوه.. وحذروا منه الناس.. فلا شك أن به لوثة من جنون.
بمجرد أن قال ذلك قام جمع من الشباب بجره بعنف، وهو يصيح: أنتم لم تفهموني.. أنا فقط كنت أستفسر.. لم أكن أعترض.. دعوني أشرح لكم وجه استدلالي بالآية.
لكن أحدا لم يكن يستمع لصياحه.. لأن الفتوى صدرت في حقه، ولا تنفعه التوبة بعدها.
قال الشاب الذي يمسك الملفات: أرى أن نبدأ الآن في ذكر الأسماء لتعطوا آراءكم حولها.. ولنبدأ بالملف الأول.
فتح ملفا، ثم قال: هذا ملف إبراهيم بن عقيل مفتي مدينة تعز السابق.. وهو..
قاطعه شيخ من المشايخ، وقال: أغلق ملفه.. إنه زنديق صوفي قبوري مشرك حلولي.. وفوق ذلك لا يخرج إلى صلاة الجماعة.
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف أحمد الخليلي مفتي عمان، وهو كما تعلمون..
قاطعه شيخ آخر، وقال: لا نعلم إلا أنه ضال مبتدع منحرف عن السنة، قد هاجم وطعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلده في بدعته من قلده.. وهو فوق ذلك إباضي المذهب.. وهو مذهب – كما تعلمون – من مذاهب الخوارج كلاب النار.. فليس هذا الرجل سوى كلب من كلاب النار.
ضحك الجميع.. ثم فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف أمين رضوان، وهو صحفي..
قاطعه شيخ آخر، وقال: وهو فويسق.. ونحن – والله -نشك في إسلامه.. فمن هو حتى يتحكم في دين الله، ويقول: هذا جائز وهذا ليس بجائز!!.. وهو فوق ذلك حالق للحيته.
قال الشاب: ولكن ذكر في ملفه بأنه أزهري.
قاطعه الشيخ بقوة، وقال: وإن كان أزهريًا، فإنها تعتبر وصمة عار في جبين الأزهر.. وليس هو بأول واحد تخرج من الأزهر من المنحرفين، فما أكثر المنحرفين في الأزهر، وإن كان يوجد فيه حفظة قرآن ويوجد رجال أفاضل إلا أن الغالب على الأزهرين الانحراف.
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف جمال الدين الأفغاني، وهو..
قاطعه شيخ، وقال: هذا الرجل أخبث من المعتزلة، هو ومحمد عبده وأحمد أمين.. وهو إلى الكفر أقرب.. وهو ضال مضل هو ومحمد عبده.. وهو الذي أنشأ مدرسة الهوى فلا أقول المدرسة العقلية، فهي مدرسة الهوى([9])…
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف محمد رشيد رضا.. وهو سلفي الهوى كما تعلمون..
قاطعه شيخ، وقال: بل هو تلفي الهوى.. عقلاني إلى النخاع.. لقد تأثر بالمدرسة العقلية تأثراً كبيراً، وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو التلميذ البار لمحمد عبده الذي هو نتاج مدرسة جمال الدين الأفغاني؟
قال شيخ آخر: أجل.. لقد رأيته يشذ شذوذاً بيناً، ويرمي كعب الأحبار ووهب بن منبه بما هما بريئان منه، لقد قال في ذلك: (إن كعب الأحبار كان من زنادقة اليهود الذين أظهروا الإسلام والعبادة لتقبل أقوالهم في الدين، وقد راجت دسائسه وانخدع بها بعض الصحابة فرووا عنه وتناقلوا مروياته بدون إسناد إليه حتى ظن بعض التابعين ومن بعدهم أنها مما سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم)([10])
قال آخر: أجل.. وقد قرأت له قوله: (إن شر رواة هذه الإسرائيليات أو أشدهم تلبيساً وخداعاً للمسلمين وهب بن منبه وكعب الأحبار، فلا تجد خرافة دخلت في كتب التفسير والتاريخ الإسلامي في أمور الخلق والتكوين والأنبياء وأقوالهم والفتن والساعة والآخرة إلا منهما مضرب المثل)([11])
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف محمود أبو رية.. وهو -كما تعلمون – من الذين ألفوا في الحديث..
قاطعه شيخ، وقال: ويله.. ثم ويله.. والويل واد في جهنم.. لقد صنف هذا الرجل كتاباً أسماه (أضواء على السنة المحمدية)، وما هو إلا ظلمات وترهات، قال فيه بشناعات كثيرة وخزعبلات ساقطة حتى انبرى للرد عليه جماعة من أهل العلم، كالعلامة محمد عبد الرزاق حمزة، والعلامة عبد الرحمن بن يحي المعلمي في (الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزل والتظليل والمجازفة)، والأستاذ الدكتور محمد بن محمد أبو شهبه في (دفاع عن السنة)
قال آخر: أظن أنه اقتات على فتات الرافضة والمستشرقين، وقد شحن كتابه بثلب عدد من الصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان.. وكان لكعب الأحبار نصيب وافر وقسط كبير من سبه واتهامه بالنفاق.
قال آخر: أجل.. وقد قرأت له قوله في كعب وإخوانه من أئمة العلم: (أخذ أولئك الأحبار يبثون في الدين الإسلامي أكاذيب وترهات يدعون مرة أنها في كتابهم ومن مكنون علمهم، ويدعون أخرى أنها مما سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي في الحقيقة من مفترياتهم)([12])، وقال: (لما قدم كعب إلى المدينة في عهد عمر وأظهر إسلامه أخذ يعمل في دهاء ومكر، ولما أسلم من أجله من إفساد الدين وافتراء الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم)([13])، وقال: (وقد استطاع أن يدس من الخرافات والأوهام والأكاذيب في الدين ما امتلأت به كتب التفسير والحديث فشوهتها وأدخلت الشك إليها)([14])
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف حسن السقاف.. وهو كما تعلمون..
قاطعه شيخ، وقال: لا نعلم إلا أنه صوفي ضال مضل داع إلى الضلال وإلى التمسح بتربة الموتى وإلى تضليل العلماء، وقد جمع بين التصوف وبين محاربة السنة وهو رجل لا يعتمد عليه([15]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف خالد محمد خالد، وهو..
قاطعه شيخ، وقال: أعرفه جيدا.. إنه رجل مضل، وهو الذي ألف كتاب (رجال حول الرسول)، فهو شخص لا يعتمد عليه.. ثم إننا لا ينبغي أن نقلد رجلا عصريًا ضائعًا مائعًا.
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف أحمدزيني دحلان.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: من علماء السوء.. أعرف أنه زائغ وداعية إلى الضلال ومدافع عن الضلال، وله كتاب (الدرر السنية في الرد على الوهابية).. ولأخينا في الله (أبي عبد الله) كتاب قيم في الرد عليه اسمه (صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان).. وقد كان مقلدًا؛ وداعية إلى التقليد([16]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف محمود شلتوت، وهو..
قاطعه شيخ، وقال: هذا الرجل من أفراخ الملاحده.. وقد كتب فيه بعض إخواننا كتابا سماه (إعلام الانام بمخالفة شيخ الأزهر شلتوت للإسلام)([17]).. وفوق ذلك هو صاحب تلك الفتوى الملعونة في جواز التعبد بدين الشيعة.. والتي حاولنا بكل الوسائل طمسها، لكنها لا تزيد إلا انتشارا.
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الله بن محفوظ الحداد.. مفتي حضرموت، وهو..
قاطعه شيخ، وقال: دجال ضال صوفي مبتدع زائغ منحرف.. كتب في بعض الجرائد – بالخط العريض – بأن الديمقراطية لا تتنافي مع تعاليم الإسلام، ولم يكتف بهذا حتى أصبح يحارب أهل السنة وله طامات غير ذلك.
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الله الأهدل.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: مغفل كذاب.. أخشى أن يكون صوفيًا مدسوس في صفوف السلفية، فكلامه ليس كلام رجل يخاف الله، ويعلم أنه محسوب عليه.. هو الآن خارجي معتزلي شيعي.. فالمعتزلة هم الذين يحثون الناس على الخروج على الحكام.. وهو ليس من العلماء ولا كرامة، بل لا يجوز أن يحضروا محاضراته ومجالسه فهو كذاب أشر.
قال شيخ آخر: صدقت.. فهو رجل محترق، وسيحترق اليوم أو غدا إن شاء الله، فلم يفتر أحد مثلما افترى على أهل السنة([18]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الباسط عبد الصمد.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: أنا أنصح بقراءة القراء المتقنين الذين يقرؤون قراءة سليمة، ولا يمططون كما يصنع عبد الباسط عبد الصمد.. لأن قراءته يكرهها السلف.
قال آخر: وقد سمعت أنه ذهب إلى إيران وقال في أذانه (أشهد أن عليًا ولي الله)؛ فهو يعمل بالبدعة المنكرة، ولا يبالي([19]).. فكيف يسمع القرآن من مثل هذا الآبق؟
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الرحمن عبد الخالق.. وهو كما تعلمون من إخواننا السلفيين..
قاطعه شيخ، وقال: لا جزاه الله خيرًا.. كان سلفيًا.. لكنه الآن أصبح سلفطيًا، لأنه قد أخذ بالانتخابات والانتخابات من الديمقراطية.
قال آخر: يجب عليه أن يتقي الله، وأن يترك الدعوة إلى الله، فإني أرى أن مثله ينبغي أن يتقاعد وإن كان صغيرًا فقد صار ضرره أعظم من نفعه، وينبغي أن يحجر عليه لكثرة فساده على الدعوات الأخرى القائمة على الكتاب والسنة وننصحه أن يتوب إلى الله ويبتعد عن هذه الحزبيات المغلفة([20]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الرحيم البرعي.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: ضال من كبار المخرفين وديوانه منشور مشهور فيه الاستغاثة بغير الله وفيه البدع والمنكرات([21]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الرحيم الطحان.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: ما هو إلا بدعة، ويأتي بالبدعة، ويجادل عن الضلال.. وأنا الآن أسود كتابا في التحذير منه بعنوانه (إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان)
قال آخر: صدقت.. هو جويهل مجادل بالباطل دساس كذاب خائن.. لا يجوز لأحد يحضر دروسه ومحاضراته.
قال آخر: صدقت.. ففيه نزعة صوفية.. ولاشك أنه مبتدع.. وأبشركم بأن أهل العلم طحنوا الطحان، وسلموا منه، وهو الآن خامد في قطر([22]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الرحيم الشرعبي.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: عندي كلمة كبيرة تجلجل في صدري، ولا أحب أن ألطمه بها؛ ولكن إذا كتب في مجلة الفرقان فإن شاء الله سأوجهها إليه([23]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف عبد الكريم زيدان.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: ديمقراطي.. لا بارك الله فيه.. فويسق حالق للحيته.. لابس البنطلون والكرفتة.. لا تميز بينه وبين النصراني.. شكله شكل نصراني.. لو كان لي حكومة لرحلت هذا المنبوذ من اليمن.. هو قمامة أُتى به إلى اليمن([24]).
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف محمد الغزالي.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: ضال ملحد ملبس لا يعتمد عليه.. انحرف على علم.. خبيث وكتابه كتاب ضلال.. وهو رجل داعية كبير إلى الضلال.. وكتبه كأنها مجلات.. لقد رأيته يسخر من طلبة العلم، ويعتبر السنة ركامًا..
قال آخر: والأخطر من ذلك أنه من دعاة التقارب مع الرافضة، وقد ساهم في بعض كتبه في نشر فتوى محمود شلتوت الخطيرة، والتي نص فيها على أن (مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر المذاهب، فينبغي للمسلمين ان يعرفوا ذلك وان يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة)([25])
قال آخر: أجل.. وقد علق على تلك الفتوى بقوله: (واعتقد ان فتوى الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت، قطعت شوطاً واسعاً في هذا السبيل، واستئناف لجهد المخلصين من أهل السلطة وأهل العلم جميعاً، وتكذيب لما يتوقعه المستشرقون، من أن الأحقاد سوف تأكل الأمة، قبل ان تلتقي صفوفها تحت راية واحدة… وهذه الفتوى في نظري، بداية الطريق وأول العمل)([26])
قال آخر: بل إنه داعا إلى نفس ما دعا إليه الشيخ شلتوت من إتاحة الحرية الدينية بين المسلمين، فقال: (إن السلف والخلف وأهل السنة والشيعة والمتصوفة والمتفلسفة كلهم يرى أنه يخدم الإسلام ويناصر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ويرفع رايته، ومن الصعب إقناع الحرفيين من أهل النص بأن مذهب العقليين أولى بالحق وكذلك العكس، ومن الصعب إقناع العاطفيين من أصحاب القلوب أن مذهب أهل الفقه أدق وأجدر بالاستمساك، وكذلك العكس، ومن الصعب إقناع الشيعة الذائبين فى محبة آل البيت أن النظام الجمهورى فى اختيار الإمام وعزله أولى من الالتفاف حول قريب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تضفى عليه العصمة، وكذلك العكس، ونحن نرفض فى التعليق على مذاهب أولئك جميعا قول الشاعر: وكل يدعى وصلا لليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا،كما نرفض اعتبار الحق سائلا يتلون مع كل إناء، وأنه ليست له حدود قائمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها)([27])
قال آخر: بل إنه في موقف آخر صرح تصريحا لا يقل عن تصريح محمود شلتوت، فقال: (ولقد رأيت أن أقوم بعمل إيجابي حاسم سدا لهذه الفجوة التي صنعتها الأوهام، فرأيت أن تتولى وزارة الأوقاف ضم المذهب الفقهي للشيعة الإمامية إلى فقه المذاهب الأربعة، وستتولى إدارة الثقافة تقديم أبواب العبادات والمعاملات فى هذا الفقه الإسلامي لمجتهدين من إخواننا الشيعة، وسيرى أولو الألباب عند مطالعة هذه الجهود العلمية أن الشبه قريب بين ما ألفنا من قراءات فقهية، وبين ما باعدتنا عنه الأحداث السيئة)([28])
قال آخر: بعد كل هذه الجرائم أرى أن نخرج هذا الرجل من الملة تماما.. فنرتاح منه.. فلا يحل لمثله أن يكون من المسلمين.
فتح الشاب ملفا آخر، وقال: هذا ملف محمد زاهد الكوثري.. وهو..
قاطعه شيخ، وقال: مخرف وينصر الباطل ويعطل الأسماء والصفات.. لا كثر الله بالرجال من أمثاله.. يطعن في الإمام مالك.. زاهد في السنة بل محارب للسنة ولأهل السنة.
قال آخر: صدقت.. فهو رجل ضال مضل من أضل علماء الأمة.. وقد كتبت في الرد عليه كتابي (التنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل)
***
بقينا نستمع لأمثال هذه الحديث ساعتين كاملتين إلى أن من الله علينا بالوصول إلى محطة في الطريق لنستريح.. وقد رأيت الكلل والملل في وجوه الركاب..
وعندما نزلنا اقتربت من بعضهم، لأرى موقفه، فسمعته يقول لصاحبه: أهذا هو الإسلام؟.. لقد كنت أحسب أن المسلمين يحترم بعضهم بعضا.. لكني اليوم، وفي هاتين الساعتين الثقيلتين غيرت رأيي تماما.
قال صاحبه: صدقت.. وقد قررت في خلال هاتين الساعتين أن أمنع أولادي من الذهاب إلى المساجد أو الاستماع للقنوات الدينية حتى لا يقعوا في أي شيء يخرجهم عن دينهم.. فما أكثر الدجالين في هذا العصر.
اقتربت من مجموعة أخرى، فسمعت بعضهم يضحك بسخرية، ويقول: ألم أقل لكم: إن الحل في بلادنا هو العلمانية.. فلا يمكن للمسلمين أن يحققوا مجتمعا متماسكا.. ألا ترون كيف يحاربون بعضهم بعضا؟
قال آخر: صدقت.. واليوم.. وفي هاتين الساعتين اقتنعت تماما بكل ما تقول..
لقد كنت أخالفك لأني كنت أرى الدين بعيون القرآن الذي ملك علي كل قلبي.. لكني بعد
أن رأيت رجال الدين أيقنت أنه لا حل لنا إلا في العلمانية.. فلو تسلط هؤلاء علينا
لعلقونا في حبال المشانق.
([1]) للاطلاع على بعض تصريحات الألباني حول ذلك انظر: موقع تراث الألباني، على: (http://www.alalbany.net/4954)
([2]) رواه مسلم.
([3]) رواه البخاري.
([4]) رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح.
([5]) رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
([6]) هذه العبارات وما بعدها منقولة بتصرف من كلام للوادعي في كتابه نصائح وفضائح ص 115..
([7]) الكفاية117.
([8]) الإبانة لابن بطة 1/ 456.
([9]) انظر: قمع المعاند (332) وصعقة الزلزال (1/46)، وكلاهما للوادعي.
([10]) مجلة المنار (27 / 541)
([11]) مجلة المنار (27 / 783)
([12]) أضواء على السنة. (ص 110)..
([13]) أضواء على السنة. (ص 115)..
([14]) أضواء على السنة. (ص 126)..
([15]) غارة الأشرطة (2/272 276).
([16]) غارة الأشرطة (2/426).
([17]) اسكات الكلب العاوي ص (125)
([18]) فضائح ونصائح ص 140، 142، 160.
([19]) المخرج من الفتنة ص ـ19..
([20]) فضائح ونصائح ص 49، 54..
([21]) غارة الأشرطة (2/242).
([22]) فضائح ونصائح ص 249 250..
([23]) تحفة المجيب ص 200..
([24]) تحفة المجيب ص276، 320، 321..
([25]) وقد صرّح مفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة –كما ورد في شبكة إشارة الأخبارية، بتأريخ 5/2/2009م- بنفس الفتوى قائلاً: (يجوز التعبّد بالمذاهب الشيعيّة ولا حرج، وقد أفتى بهذا شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت، فالأمّة الإسلامية جسد واحد، لا فرق فيه بين سنّي وشيعي، طالما أنّ الجميع يصلّي صلاة واحدة ويتّجه لقبلة واحدة، وأنّ الشيعة كانوا دائما جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامّية)
([26]) دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين، محمد الغزالي، دار نهضة مصر، الطبعة : الأولى، ص257.
([27]) المرجع السابق، ص173.
([28]) كيف نفهم الإسلام، محمد الغزالي، دار نهضة مصر، الطبعة الأولى، ص118.