البداية

كنت حينها في البيت.. وكانت ليلة من ليالي الشتاء المظلمة.. وكنت على أهبة الاستعداد للقائه.. فقد فارق النوم عيني، فصرت أردد مع امرئ القيس قوله:
ولَيْلٍ
كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَهُ |
عَلَيَّ
بِأَنْوَاعِ الهُمُوْمِ لِيَبْتَلِي |
فَقُلْتُ لَهُ
لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ |
وأَرْدَفَ
أَعْجَازاً وَنَاءَ بِكَلْكَلِ |
ألاَ أَيُّهَا
اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِي |
بِصُبْحٍ،
وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَلِ |
عندما دق الباب أسرعت إليه، وفتحته، وكأني معه على ميعاد..
دخل – بجبته القصيرة، ولحيته الطويلة، وقامته الفارعة – وهو يلهث، وقد ألجمه العرق إلجاما، فلم أتبين من كلامه الكثير كلمة واحدة.
أسرعت إلى الكرسي، فقدمته إليه، فجلس، وهو ممتلئ رعبا.
قلت مستفسرا عن سر حاله: ما بك؟.. ما بال الرعب قد احتواك؟.. أأنت خائف من شيء؟
قال: أغلق الباب وأحكم غلقه، فإن هناك من يبحث عني.. ولو ظفر بي لحكم علي بشر الأحكام.. بل إنه سيحكم عليك معي بتهمة إيوائك إياي.
قلت: أنت مجرم إذن.. فار من العدالة!؟
قال: بل طيب مغفل.. فار من المجرمين.
قلت: من هم المجرمون الذين تفر منهم؟
قال: عصابة من الناس تطلق على نفسها لقب (الوهابية)، ويطلق عليها من يحسن الظن بها لقب (السلفية).. وهم يؤثرون أن يلقبوا أنفسهم (أهل التوحيد)، و(أهل الحديث)، و(أهل الأثر)؟ وهي كلها:
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
قلت: انظر ما تقول.. إن من تذكرهم قوم ممتلئون بالإيمان.. منشغلون بالسنة والحديث.. دأبهم العمل على تهذيب المجتمعات وتصفيتها.. شعارهم الذي لا يزالون يرفعونه: تحكيم كتاب الله وسنة رسول الله.
لقد قال شاعرهم محمد تقي الدين الهلالي في قصيدة بعنوان (أنا وهابي) يفخر بذلك:
نسبوا إلى
الوهاب خير عباده |
يا حبذا نسبي
إلى الوهاب |
الله أنطقهم
بحقٍ واضح |
وهم أهالي
فرية وكذاب |
أكرم بها من
فرقة سلفية |
سلكت محجة سنة
وكتابِ |
وهي التي قصد
النبي بقوله |
هي ما عليه
أنا وكل صحاب |
قد غاظ عباد
القبور ورهطهم |
توحيدنا لله
دون تحاب |
الله طهرهم
وأعلى قدرهم |
عن نبز كل معطل
كذاب |
الله سماهم
بنصِ كتابه |
حنفاء رغم
الفاجر المرتاب |
ما عابهم إلا
المعطل والكفور |
ومن غوى
بعبادة الأرباب |
ودعا لهم خير
الورى بنضارة |
ضمت لهم نصراً
مدى الأحقاب |
هم حزب رب
العالمين وجنده |
والله يرزقهم
بغير حساب |
وينيلهم نصراً
على أعدائهم |
فهو المهيمن
هازم الأحزاب |
إن عابهم نذل
لئيم فاجر |
فإليه يرجع كل
ذاك العاب |
ما عابهم عيب
العدو وهل يضي |
ر البدر في
العلياء نبح كلاب |
وقال آخر، وهو عمرو بن كلثومهم:
أنا
السَّلفيُّ يامَنْ تسألينا |
أسيرُ على
طريق السابقينا |
أحاربُ كلَّ
مبتدع جهول |
يرى في البدعة
النُّور المبينا |
وأحترمُ
الأئمةَ دون طعن |
فقد كانوا
هداة مهتدينا |
وإني لا
أقلدهم بجهل |
ولكن بالبصيرة
قد رأينا |
كمقبل وابن
باز وابن نوح |
وشيخ عنيزة
بهم اقتفينا |
ولاننسى
ربيعَا بنَ عُمير |
إمام الجرح
والتَّعديل فينا |
فهم علماؤنا
في الدِّين دومًا |
على درب الهدي
هم سائرونا |
وأدعو للولاة
بكل خير |
ولو كانوا
عصاة مذنبينا |
وأنصحهم بلطف
دون عنف |
وطاعتهم أرى
مهما بقينا |
وإني لستُ
حزبيًّا ذميمًا |
لأن الحزبَ
نهجُ الخاطئينا |
فلا الصوفي
يغريني بجهل |
وهرطقة الشيوخ
الهالكينا |
يقيم لمولد
الهادي احتفالا |
ويزعم أنه في
الذاكرينا |
ولا الإخوان
تخدعني لأني |
أراهم في
الضلالة غارقينا |
وقالوا في
الرِّياسة عزَّ قومي |
فحادوا عن
طريق السالفينا |
وقالوا حسبنا
ما نحن فيه |
وبالبنَّا
وبالقُطب اقتدينا |
وقال ربيعُنا
فيهم كلامًا |
فهم إخوانُ
جهل مفلسينا |
ولا نهج
الروافض أقتفيه |
فقد جعلوا
إلههم الحسينا |
أرى التبليغ
نهجًا ذا انحراف |
فقد ضلُّوا
ومنهجهم أبينا |
ولهذا فهم يطلقون على أنفسهم لقب (أهل الحديث) و(أهل السنة).. ويطلقون على غيرهم أهل الأهواء وأهل البدعة.
قال: بهذا بدأت قصتي معهم.. ولاشك أنك لا تزال سجينا لأول سجن من سجونهم.
قلت: سجن!.. ما تقول؟.. أنت تراني حرا.
قال: أنت حر في جسدك.. لكن روحك قد تكون مقيدة بقيودهم العنيفة.
قلت: فهل تحررت أنت من سجونهم؟
قال: أجل.. بحمد الله.. لقد هداني الله فتحررت من جميع سجونهم.. ولهذا تراهم يطلبونني.
قلت: يطلبونك!؟.. لا أراهم يفعلون ذلك.. فهم منشغلون بما هم فيه من علم وبحث.. ورواية ودراية.. وجرح وتعديل.. وتهذيب وتصفية.
قاطعني بقوة قائلا: وتبديع وتضليل.. وتقتيل وتذبيح..
قلت: ما تقول؟
قال: لا أقول إلا الحقيقة.
قلت: أراهم يحملون أقلاما لا سيوفا.. والأقلام لا تستطيع إلا أن تكتب.
قال: بل تستطيع أن تقتل.. بل تستطيع أن تبيد الأخضر واليابس..
قلت: تلك أقلام المجرمين.
قال: وهم يحملون مثل هذه الأقلام.
قلت: تلك دعوى.
قال: ولدي أدلتها..
قلت: فهلم بها.
قال: ألا ترى أن القاتل لا يقتل إلا بعد أن يقتنع باستحقاق المقتول للقتل.
قلت: أجل.. إلا إذا كان في القاتل نزعة لسفك الدماء.. فهو يقتل لمجرد إرضاء غريزته.
قال: فهم لهذا صنفان: صنف يحمل لسان الإقناع ليقنع القتلة، وصنف يحمل السيوف لينفذ ما اقتنع به.. وإن شئت قلت: هم صنفان: صنف يحكم، وصنف ينفذ.. صنف يستعمل القلم، وصنف يستعمل السيف.
قلت: الذي أعلمه أن الخصومة بينهما شديدة.
قال: هي في الظاهر شديدة.. ولكن الحقيقة بكل جوارحها تنطق بأنهما وجهان لعملة واحدة، أو فردان في محكمة واحدة أحدهما يحكم والآخر ينفذ.
سكت قليلا، ثم قال: عد إلى تلك الأبيات التي كنت تنشدها لي..
قلت: أيها؟ أبيات هلاليهم.. أم أبيات ابن كلثومهم؟
قال: كلاهما.. فهما مقدمتان لنتيجة واحدة.. تقول بلسان فصيح: لسنا إلا نحن.. أو تقول: من لم يكن معنا فهو ضدنا.
قلت: ذلك صحيح.. فهم يرددون هذا الكلام، وينقلونه عن سلفهم.
قال: إن هذا هو نفسه ما ردده هتلر ولينين وشارون، وما ردده كل من تصوروا أنهم شعب الله المختار.
قلت: ولكنهم لا يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار.
قال: أليسوا يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية.. المنصورة.. وكل من خالفهم ضال مضل؟
قلت: ذلك صحيح.. وقد قال بعضهم في خاتمة رسالة له في العقيدة بكل كبرياء: (فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه، ولم يجحد حرفا منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه الجماعة ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أوشك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى)([1])
قال: ليس الأمر قاصرا على هذا الصعلوك الدعي.. بل كلهم يدعي هذا، ويلزم الآخرين بأن يقولوه، وإلا فإن جميع صكوك الغفران سنتنزع منهم.. ولا ينفعهم عند الله أي شفاعة.. فلا يشفع الرسول ولا الملائكة المقربون ولا أولياء الله الصالحون – في تصورهم – حتى يأذن الوادعي والمدخلي والحربي وغيرهم.
قلت: إن ما تقوله خطير جدا.
قال: ولهذا أنا أقوله، ولولا ما أخذ الله على العصاة من أنه لا تقبل توبتهم إلا إذا أصلحوا وبينوا ما أتيت إليك.
قلت: نعم أنا أقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) (البقرة).. ولكن لا أدري مدى انطباقها عليك.. ولا أدري بعد ذلك علاقتها بحديثك معي.
قال: لقد جئت إليك بعد أن سألت عنك، فقد قيل: إن لديك قلما لا يفارقك..
قلت: أجل.. فأنا منذ قرأت قوله تعالى عن القلم: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) (القلم).. وأنا لا أكاد أترك القلم، وهو من تعلقه بي لا يكاد يفارقني.. أتراك تريد أن تقترضه مني؟
قال: لا.. أريدك أن تكتب به ما سأمليه عليك من اعترافات..
قلت: أنا لست من المباحث..
قال: لا بد لكل من كان له قلم أن يكون من المباحث.. فالمجرمون المختفون في جلابيب العدالة أخطر من المجرمين المتزرين برداء الإجرام.
قلت: وعيت هذا.. بل قد نطق به القرآن الكريم، فقد قال تعالى يصف نفرا من الناس: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)(البقرة)، وقال يصف المنافقين:(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) (المنافقون)
قال: فهذه الآيات تصف نفرا من هؤلاء.
قلت: لكن هؤلاء مسلمين.. والآيات تصف منافقين.
قال: أنا لا أكفر أحدا.. ولا أقول بأن أحدا من الناس منافق.. ولكن لهؤلاء من الأخلاق ما يشابه هذه الأخلاق.. ولا شأن لي بعد ذلك في أي صنف يوضعون.
قلت: لا بأس.. فلنفرض بأني سلمت لك بكل ما قلت.. ماذا تريد من قلمي أن يكتب؟
قال: اعترافاتي..
قلت: وعيت ذلك.. لكن أي اعترافات تريد أن تكتب.
قال: لقد لبست في عقود من الزمن ثياب من وصفتهم تلك الآيات الكريمة.. فكنت في أعين الناس حملا.. لكن قلبي كان مملوءا بالثعالب والذئاب.. ولولا أن قيض الله لي من نوره ما نبهني إلى حالي لعشت ذئبا ومت ذئبا دون أن يفطن لي أحد من الناس.
قلت: ولكن الله خلصك وعدت إلى طبيعتك وفطرتك السليمة، فما غايتك من الناس؟
قال: كيف لا تكون لي عندهم غاية.. وهم المحل الذي كنت أرتع فيه.. لقد كان الناس كلأ مباحا لي، وللذئاب التي كانت معي..
قلت: ولكنك كففت عنها.
قال: مجرم أنا إن تركت قطيع هذه الأمة للذئاب.. وأنا أعرف أنهم الذئاب.. ألم تكن قد قرأت لي الآيات الكريمة التي تنص على وجوب الببيان.
قلت: بلى..
قال: فتلك الآيات تأمرني، وتأمر من هو مثلي في حال توبته أن لا يكتفي بألفاظ يرددها، بل عليه أن يسعى ليصحح ما أوقع فيه غيره من أخطاء..
قلت: وعيت الآن ما تريد.. أنت تريد من قلمي أن يسجل شهادة لك بالتوبة عما كنت فيه.. ما أسهل هذا.. امل علي نص توبتك.. وسأوصي من يضعها معك في كفنك عند وفاتك.
قال: لا.. لم أرد هذا.. فالله يعلم بتوبتي وأنا أكتفي بعلم الله.. أتريدني يا رجل أن أرائي بالتوبة.
قلت: حيرتني في أمرك.. فأخبرني عن مرادك بالضبط.
قال: إن المبين الحقيقي هو الذي لا يكتفي بأن يذكر توبته جمله.. بل عليه أن يذكرها تفصيلا..
قلت: ما تعني بالتفصيل؟
قال: لقد سرى ما كنت أذكره مما تلقيته بين الناس كما يسري النار في الهشيم.. وعلي أن أسعى وراء كل أثر للنار لأعيد الحياة إلى ما أحرقته.. وإلا فإن الله سيسألني.
قلت: لم أفهم.
قال: سأبسط لك الأمر.. تصور أن رجلا سرق من عشرة محلات.. ثم تاب.. وقد أعطاه الله من المال والقوة والصحة ما يستطيع به إعادة ما سرق.. أتراه يكفيه أن يعيد ما سرقه إلى محل واحد، أم عليه أن يعيد ما سرقه لجميع المحلات؟
قلت: بل عليه أن يعيد لجميع المحلات ما سرق منها، وإلا فإنهم سيقفون خصوما بينه وبين ربه، لن ينفعه إلا ذلك..
قال: فهذا هو حالي.. فأنا السارق الذي كان يسرق من هذه الأمة فطرتها وجمالها وسماحتها ونبلها وسلامها.. وأنا السارق الذي كان يحمل راية الخيانة والغدر.. وأنا السارق الذي كان يشوه ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكارم الأخلاق.. ولا ينفعني عند الله إلا أن أرد جميع سرقاتي، وأعياد الحياة لجميع ما أصبته بسمومي.
قلت: ولكن ذلك يحتاج وقتا طويلا.. فقد ذكرت لي أن لك عقودا في هذه الصناعة.
قال: ولذلك جئت إليك.. فقد علمت أن لديك بيتا واسعا، وأنه لا يضيق بمن يزوره.. كما أن لك قلما سيالا لا يضيق بما يملى عليه.
قلت: لقد صدقت في هذا وهذا.. فمرحبا بك.. وهلم بما تريد أن تمليه علي.
قال: صبرا.. ألا ترى العرق قد ألجمني، والجهد قد كظني، والعناء قد احتواني.
قلت: فهمت مرادك.. تريد مني أن أؤجل الحديث.
قال: أجل.. فلنجعل لكل يوم حديثا وخبرا.. لأنبئك فيه بسر من أسرار السجون التي كنت أقبع فيها.
قلت: كم سجنا هي؟
قال: ما أكثرها.. اصبر علي.. وسأعدها لك واحدا واحدا.. لتنشرها بعد ذلك عساها تشفع لي عند ربي (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) (الشعراء)
***
هذا هو أول حديث
لي مع هذا الرجل الغريب.. وقد تبعته أحاديث كثيرة سنقصها عليكم كما قصها علينا
واحدا واحدا.. ويعلم الله مدى الأمانة التي يحملها قلمي.. ولذلك لن أزيد حرفا
واحدا على ما يمليه علي إلا ما كان من باب التوضيح والتبسيط.. وكل من كان لديه رد
على ما يقول، فليتوجه به إليه، فأنا واسطة بينكم وبينه.. أبلغه احتجاجاتكم، كما
أبلغكم ردوده..
([1]) البربهاري، شرح السنة: 58.