أردوغان.. والإسلام السياسي

أردوغان.. والإسلام السياسي
لقد حاولت كل جهدي أن أبحث عن المنطق الذي يفكر به الكثير من قادة الحركات الإسلامية، ومن تبعهم، وسار خلفهم، فلم أستطع إلى ذلك سبيلا.
قد تكون المشكلة في عقلي الذي لا يزال غضا طريا، لم تلقحه التجارب التي أتيحت لهم، وقد تكون المشكلة أيضا في عقولهم التي يفكرون بها، أو في الألفاظ التي يعبرون بها عن أفكارهم.
ومن أبسط الأمثلة على القضايا التي تاه فيها عقلي، أو تاه فيها تعبيرهم: ظاهرة أردوغان، وعلاقتها بالإسلام.. فلست أدري لم يصر من ربأوا بأنفسهم عن اسم (المسلمين) إلى اسم (الإسلاميين) على اعتبار أردوغان ليس مسلما فقط، وإنما يعتبرونه إسلاميا، صاحب مشروع إسلامي.. بل صاحب المشروع الإسلامي الوحيد في العالم الإسلامي.. بل الرجل الذي يمكنه أن يعيد الخلافة التي لا يزالون يحلمون بإحيائها من جديد.
وأنا أتعجب لهذا كما يتعجب الكثيرون، ولكن الفرق بيني وبينهم أني أصرح بتعجبي، بينما هم يكتمون تعجبهم خشية أن يتهموا في عقولهم أو في ولائهم وربما في دينهم.
وهذا الحوار الذي دار بيني وبينه بكيفية لا أذكرها لكم.. قد تفيدكم في التعرف على هذه الظاهرة، كما قد تدلكم على مدى السطحية والسذاجة والبساطة التي يفكر بها هؤلاء الذين تصوروا أنفسهم أوصياء على دين الله.
قلت له، والعجب باد على ملامحي: ويلك يا أردوغان.. لست أدري هل أنا من المعجبين بك.. أم من المتعجبين منك.. فقد استطعت أن تجعل كل تلك الجماعات تصفق لك، وتسبح بحمدك، وتنتصر لكل سلوك تسلكه، وحركة تتحركها.. مع أنه لم يستطع أي حاكم من الحكام أن يظفر بعشر عشير ما حصلت عليه.. فهم دائما في المعارضة لا يرضيهم شيء.
قلبت بعض الكتب التي تشيد به، ورحت أقرأ له بعض عناوينها، قلت له: انظر مثلا: لقد كتب العلامة أبو فلان الفلاني هذا الكتاب يمدحك فيه.. لقد عنونه بـ: (أردوغان.. قصة نجاح)، وهذا كتاب آخر عنوانه (رحلة أردوغان العثمانية)، وهذا (أردوغان.. عملاق في زمان الأقزام!!)، وهذا (أردوغان المفترى عليه !!)
ليس ذلك فقط حتى أن الإسلاميين يكادون يقلدونك ويقلدون حزبك تقليدا أعمى حتى في تسمية أحزابهم بأسماء شبيهة باسم حزبكم (حزب العدالة والتنمية)، فأسماء أحزابهم هي (الحرية والعدالة) و(البناء والتنمية) وغيرها من الأسماء المقلدة بلا وعى.
كيف استطعت أنت أن تقتحم أسوار قلوبهم، وتجعل أجسادهم ترقص في حلقة ذكرك، وألسنتهم تسبح بحمدك؟
ابتسم أردوغان ابتسامة التركي المعجب بنفسه، وقال: لاشك أنك لا تعرف مع من تتحدث؟
قلت: بلى.. أنت أردوغان.
قال: لا أقصد اسمي.. بل أقصد عقلي ودهائي وحيلتي وذكائي.. أنت لا تعلم الأبواب العالية التي عشت في أحضانها.. والتي استطاعت أن تحكم المسلمين قرونا طوالا، وتستغلهم استغلالا بشعا دونه كل استغلال.. ومع ذلك لا يزال أولئك الحمقى من قومك يتباكون على انقضاء فترة استغلالنا لهم واستعبادنا إياهم.
قلت: أراك تشير إلى خلفاء بني عثمان؟
قال: أجل.. لقد قرأت سيرتهم.. ورحت أستن بسنتهم.. وليس على من استن بسنة قومه من حرج.
قلت: فأخبرني ماذا فعلت.
قال: الغبي هو الذي يخبر عن أسراره..
قلت: ما بك يا أردوغان؟.. أنسيت من أنا؟
قال: لا بأس.. لقد أوقعتني موقعا حرجا.. ولهذا سأذكر لك مثالا يمكن أن تحلل من خلاله المنهج الذي يفكر به أولئك الحمقى.
قلت: مثال واحد لن ينفع.. أنا متعود على الأمثلة السبعة.. والأركان الأربعة.. فالواحد لا يصدر منه في ذهني إلا الواحد البسيط.
قال: سأذكر لك إذا ثلاثة أمثلة.. ربما تكون أركانا لمنهجهم في التفكير.
قلت: فهات المثال الأول.
قال: أنت تعلم أن المجتمع الإسلامي مجتمع محافظ، وللعرض عنده قيمته التي لا يمكن تعويضها بشيء.. وقد رأيت الإسلاميين لأجل هذا يركزون على الحجاب.. بل على صورة الحجاب.. أي الخمار والجلباب.. ورأيت الحمقى من العلمانيين عندنا يحاربون الحجاب حتى بصورته البدائية البسيطة.. ولعلك تعرف ما حدث للنائبة المتحجبة، والزوبعة التي أثيرت حولها.
قلت: أجل.. لقد سمع كل العالم بقصتها.
قال: ولهذا أرضيت الإسلاميين بالتخفيف من تلك القيود الغبية التي وضعها العلمانيون على الحجاب.. ولكني لم أنس أن أرض العلمانيين أيضا.
قلت: بم أرضيتهم؟
قال: لقد رأيت أن العلمانيين لا ترضيهم الشعارات ولا الصور ولا الرسوم.. ولهذا أعطيتهم ما يتناسب مع نهمتهم وجشاعة نفوسهم.
قلت: فما أعطيت لهم مقابل الحجاب؟
قال: لا يمكنني أن أحصي لك ما أعطيت.. ولكن على سبيل المثال: أبحت كل وسائل الفجور، ويسرت كل سبل تحصيلها.. ففي بلدي كما تعلم تنتج الأفلام الإباحية بكل أنواعها، وترسل للعالم الإسلامي وغير العالم الإسلامي.. وطبعا هي لن تجد معارضة من علماء المسلمين.. لأنها من تركيا الإسلامية السنية..
انظر.. لقد كنت أسمع قبل أيام عالما كبيرا يوجه انتقادا لوزارة دولته لكونها عرضت مسلسلا إيرانيا.. وأنت تعرف مدى تشدد الإيرانيين في المسائل الأخلاقية.. ومع ذلك لم يتفوه بكلمة واحدة حول عشرات المسلسلات التركية التي تعرض في جميع قنوات بلاده.
قلت: أجل.. سمعت بذلك.. وقد سمعت أيضا أنكم تبيحون الخنا والفجور.
ضحك ضحكة عالية، وقال: نبيحها فقط.. بل نحن ندعو الناس إليها كل حين.. ألم ترو صوري مع.. ؟
قلت: لقد رأيت من الإسلاميين من يدافع بشدة عنك.. ويعتبرها مفتراة عليك.
قال: دعهم يقولون ذلك.. فأنا أعلم أنهم سيقولون ذلك.. لقد سمحت بنشرها ليراها العلمانيون فيرضوا عني.. ويراها الإسلاميون فيعميهم حجاب زوجتي عن النظر إليها.
قلت: وعيت هذا.. فهات المثال الثاني.
قال: لقد رأيت قلوب المسلمين محبطة يائسة بسبب ما يحصل لفلسطين.. ولغزة خصوصا.. فرحت أستثمر هذا أبشع استثمار.. لقد قمت بالبطولة في بعض الأفلام التي جعلتني رمزا عند أولئك المغفلين من الإسلاميين.
قلت: تقصد موقفك في مؤتمر دافوس سنة 2009.
قال: أجل.. دعني أتذكر ذلك الدور البطولي الذي قمت به.. والذي جعل مني بطلا في قلوب أولئك الحمقى..
راح أردوغان يتجول في القاعة التي كنا فيها، ويقول: في ذلك اليوم المشهود.. أي في 29 من يناير.. غادرت منصة مؤتمر دافوس احتجاجًا على عدم إعطائي الوقت الكافي للرد على صديقي العزيز شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة.. فبعد أن دافع صديقي العزيز عن إسرائيل وهاجم حماس، وتساءل بصوت مرتفع وهو يشير بإصبعه عما كنت سأفعله لو أن الصواريخ أُطلقت على إسطنبول كل ليلة، رددت عليه بعنف وقلت: إنك أكبر مني سناً، ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي الذي يثبت أنك مذنب.. وتابعت: إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة، ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دبابتهم.
طبعا كان من ضرورات المشهد التمثيلي أن لا يترك مدير الجلسة الفرصة لي حتى أكمل ردي على بيريز.
وكان من ضرورات المشهد أيضا أن أنسحب بعد أن أخاطب المشرفين على الجلسة قائلا (شكراً لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب)
نظر إلي، وقال: هل تعلم كم جنيت من ذلك المشهد.. لقد جنيت أكثر مما جنى جميع ممثلي العالم الكبار.. لقد احتشد الآلاف ليلاً لاستقبالي بعد ساعات من مغادرة مؤتمر دافوس حاملين الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها (مرحبا بعودة المنتصر في دافوس.. وأهلا وسهلا بزعيم العالم).. وعلقت حماس على المشهد التمثيلي بقولها : (على الحكام العرب ان يقتدوا به)
بعد ذلك طبعا منحتني السعودية جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 – 1430 هـ).. وبعدها تسلمت في 29 نوفمبر 2010 جائزة القذافي لحقوق الإنسان خلال الحفل الذي تنظمه مؤسسة القذافي العالمية لحقوق الإنسان.
وتوالت بعدها الكثير من التشريفات التي استغللتها بعد ذلك أبشع استغلال.
قلت: عرفت كيف أرضيت الإسلاميين.. فكيف أرضيت العلمانيين؟
قال: دعني أقص عليك قصة فلم أسطول الحرية([1]) الذي سار إلى غزة..
قلت: لقد سمعت به.. بل حفظت مشاهده مشهدا مشهدا.. فهل كانت نيتك من خلاله أن ترضي الإسلاميين؟
قال: لا.. كانت نيتي من خلاله أن أرضي الإسلاميين.. وأرضي أيضا إسرائيل وأمريكا وكل الغرب..
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد كنت أريد من خلاله أن أرسخ الانقسام الفلسطيني.. لقد أردت أن ينسى الناس فلسطين، ويتذكروا غزة.. وقد نجح المخطط نجاحا لا نظير له.. فمن من الناس الآن يتحدث عن الضفة الغربية؟.. ومن منهم يتحدث عن أراضي 48 ؟.. ومن منهم يتحدث عن فتح وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية؟
قلت: فهل اكتفيت بإرضاء العلمانيين بهذا فقط؟
ابتسم، وقال: وهل يرضى العلمانيون بمثل هذا الفتات؟
قلت: فبم أرضيتهم؟
قال: أنت تعلم علاقات المودة بين إسرائيل وتركيا([2]).. إن التحالف الاستراتيجي بين تركيا وكل من إسرائيل وأمريكا هو الحاكم على كل مواقفنا.. لا تنس أننا أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل بعد إعلان قيامها عام 1948.. وقد تعاقبت حكومات وحدثت انقلابات عسكرية وتناوب الجميع على السلطة، ولم يتغير ثبات تركيا فى ولائها لإسرائيل ولكل المنظمات الإجرامية التي تحميها.
قلت: أعلم ذلك.. وأعلم وشائح القربى الكثيرة التي تربطكم بإسرائيل.. فهات المثال الثالث.
قال: ألا ترى أولئك الحمقى يعتبروننا أنصارا للأمة الإسلامية، ودعاة لإعادة مجدها؟
قلت: بلى.. ولو استطاعوا أن ينصبوك خليفة عليهم لفعلوا.
قال: ألا تعلم سبب ذلك؟
قلت: لا شك أن لخطاباتك الحماسية القوية أثرا في ذلك.
قال: أجل.. لقد علمت حبهم لأمثال تلك الخطابات، فرحت أحفظها وأرددها في كل المحافل، وقد كانت كافية لإرضائهم.. فالعقول الصغيرة لا تنظر إلى الأفعال، وإنما تنظر إلى الأقوال.
قلت: فكيف أرضيت العلمانيين؟
قال: العلمانيون قوم عمليون.. فلذلك فطنوا للحيل التي أستعملها.. فراحوا يعينونني على أداء دوري بإظهار العداوة لي ظاهرا، وإن كانوا يعظمونني باطنا.
قلت: فاذكر لي بعض ما فعلت.
قال: أنا والزمرة التي أنتمي إليها لم نكتف في ولائنا للغرب بمعاداة الفلسطينيين والوقوف بجانب أعدائهم.. نحن عادينا جميع العالم الإسلامي بالولاء للمنظمات التي حاربته.. أنت تعلم دورنا في فى حلف شمال الأطلسى والذي لم يتغير منذ أن انضممنا إليه فى عام 1952 .
لقد كانت الشيوعية في البداية هي عدّو المنظمة الأول، قبل أن تنهار ليحل محلها الإسلام.. لقد تغير لون العدو من الأحمر إلى الأخضر، لكن لون السياسة الخارجية لبلدنا لم يتغير.
لقد استطعنا باستمرارنا في هذا الحلف أن ننال رضى العالم الحر عنا.. والذي لا يهمنا سوى رضاه.
سأضرب لك مثلا.. لقد شاركنا فى حرب أفغانستان.. ومع أننا الدولة الإسلامية الوحيدة إلا أننا لم نكن نرشد الأطلسيين إلى حساسيات المجتمع الإسلامى ليتفادوا إثارة النعرات.. بل على العكس كنا الغطاء الذى يمرر تجاوزات الأطلسيين هناك.
كم من مرة ارتكب جنود الأطلسى عمليات قتل للمدنيين واغتصاب للفتيات وتدنيس للمقدسات وانتهاك الحرمات والأخلاق؟ ألم يكن هذا كله ونحن جزء من الوجود الأطلسى فى أفغانستان؟ وماذا فعلت حكومتنا لكى تحول دون هذه الانتهاكات، وأى موقف اتخذته استنكارا على الأقل؟
ليس ذلك فقط.. لعلك لا تعلم المودة التي بيننا وبين أمريكا.. إن تركيا تكاد تصير بلدا تابعا بالكامل لواشنطن، فمنذ عام 1969 إلى الآن وتركيا كلأ مباح لأمريكا، كما هي كلأ مباح لإسرائيل.. ففى عام 1969 وقعت اتفاقية سمح بموجبها للولايات المتحدة بإقامة ست وعشرين قاعدة عسكرية بالإضافة إلى مراكز الرصد والإنذار المبكّر ومراكز الاتصالات اللاسلكية وقواعد التجسس وجمع المعلومات، وكذلك التسهيلات البحرية فى أهم الموانى التركية.
وقد عززت الولايات المتحدة القوات المسلحة التركية بحيث أصبحت تمتلك أكبر قوة برية تقليدية (غير نووية) بعد ألمانيا الغربية السابقة فى حلف الناتو. كما أن موقع تركيا القريب من منابع النفط يعطيها ميزة كقاعدة جيدة للسيطرة على منابع النفط فى الخليج العربى فى حال نشوب حرب عجزت دويلات الخليج فيها -وهو متوقع جدا- عن الدفاع عن نفسها، ويسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على معظم الطرق الجوية والبرية المباشرة بين الأقطار العربية والدول المجاورة وإفريقيا، كما يمنحها عديدا من القواعد الجوية والبحرية اللازمة لتسهيل مهمات حلف شمال الأطلسى ويجعلها قادرة على تركيز وسائط الرصد والإنذار المبكر ومحطات التجسس لمراقبة التحركات العسكرية لدول الجوار وبخاصة سوريا بعد الأحداث الجارية اليوم فيها.
نظر إلي، وقد رأى الاستغرب باديا علي، فقال: لا تستغرب.. فكل ما تراه من كوارث في العالم الإسلامي لنا يد فيها.. سأضرب لك أمثلة على ذلك..
لدينا في تركيا قاعدة عسكرية يقال لها (قاعدة انجرليك).. إنها من أضخم القواعد الجوية للحلف الأطلسى المقامة على أراضينا.. إذ إن تجهيزاتها من الطائرات والصواريخ وأجهزة الاتصال الرادارية المتطورة والبعيدة المدى إضافة إلى وجود آلاف من الجنود الأمريكان والأوروبيين.
ألا تعلم ماذا نفعل هذه الأيام في هذه القاعدة؟
قلت: لا أعلم.
قال: إننا اليوم تقوم بتدريب العصابات المسلحة من تنظيم القاعدة وغيرها التى تقاتل فى سوريا باسم الثورة، ولكن هدفها الحقيقي هو تفكيك سوريا وضرب المقاومة المعادية لإسرائيل، وأن تستبدل بها حليفا جديدا صديقا لإسرائيل.
سكت قليلا، وقد ظننت أنه قد انتهى من حديثه.. لكنه عاد ليقول: نسيت أن أذكر لك قاعدتي الإسكندرونة ويومورتاليك.. إنهما تقعان بالقرب من الحدود السورية وتعتبران من أهم مستودعات التموين والمحروقات.. وفيها 20 بالمائة من مخزون الأسطول السادس من الوقود ومركز لتأمين الاتصالات الأمريكية ومحطة رادارية أرضية تابعة لنظام الرصد والإنذار المبكر لحلف شمال الأطلسى (الناتو).
إن هذه القاعدة تعتبر أهم قاعدة لتدريب المنشقين والعصابات المسلحة التى تعيث فسادا ودمارا الآن فى سوريا باسم الثورة، وبالمناسبة هذه القاعدة يتم فيها أيضا استقبال بعض الإسلاميين من أمثال )أولاد حازم أبو إسماعيل) و(الإخوان المسلمين) و(لجان الإغاثة الطبية) لدفعهم للموت فى سوريا باسم الله والدين، أو باسم واشنطن وتل أبيب!
ظللت تلك الليلة يحاورني بحماسة شديدة.. وقد ذكر لي
من الوقائع السرية التي منعني من نشرها ما يفوق كل ما ذكرت.. وبمجرد خروجي صادفت
في طريقي شيخا كبيرا من رؤوس ما يسمى باتحاد علماء المسلمين يقف أمام مرآة يهيأ
نفسه للدخول إليه، وكأنه على موعد مع ملك مقرب أو نبي مرسل.
([1]) هو مجموعة من ست سفن، تضم ثلاث سفن تركية، وسفينتين من بريطانيا، بالإضافة إلى سفينة مشتركة بين كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت، تحمل على متنها مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا، بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية. قامت جمعيات وأشخاص معارضين للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ العام 2007، ومتعاطفين مع شعبه بتجهيز القافلة وتسييرها،، وفي مقدمة المنظمين لرحلة أسطول الحرية مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية.
انطلق أسطول السفن من موانئ لدول مختلفة في جنوب أوروبا وتركيا، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة ليماسول في جنوب قبرص، قبل أن تتوجه إلى القطاع مباشرة. انطلق الأسطول باتجاه قطاع غزة في 29 مايو 2010، محملا بعشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات، والمئات من الناشطين الساعين لكسر الحصار، الذي قد بلغ عامه الثالث على التوالي.
([2]) انظر في هذا بحثا مهما للكاتب اللبنانى المعروف محمد نور الدين (صحيفة السفير 24/5/2012)/ ومثله مقال بعنوان: (تحالفات تركيا واسرائيل والوجه الآخر لتركيا التي يتغزل فيها التيار الإسلامي!) على الرابط التالي: http://www.aztagarabic.com/archives/7379