عاشرا ـ زوجات

في مساء اليوم العاشر دخل (سلمان رشدي)([1]) دار الندوة الجديدة، بوجه غير الوجه الذي ذهب به.
صحت في الغريب: أسلمان رشدي كان بينكم؟
قال: أجل.. ولكن المسكين لم يكن إلا عبدا مأمورا بسيطا لا يمكنه أن يتحرك حركة واحدة من دون أن نملي عليه ما يفعل، أو نأمره بما نريد.
قلت: لم ذلك.. ألم يكن رجلا سويا؟
قالت: إن كانت الرجولة تعني أنه كان ذكرا.. فقد كان رجلا.. ورجلا مسرفا في رجولته.. وإن كنت تعني بالرجولة اكتمال الشخصية بأبعادها جميعا.. فقد كان الرجل قزما لا حظ له من الرجولة، كما لا حظ له من الشخصية.
قلت: لم كل ذلك؟
قال: لقد قدر لي أن أتعرف عليه عن كثب.. وقد تعرفت عليه من خلال مصادر موثوقة.
وقد عرفت ـ على ضوئها جميعا ـ أن الرجل كان في بداية حياته مغرما بامرأة إنكليزية شقراء الوجه زرقاء العينين.. وقد سامته الخسف في غرامه بها..
لقد طلق من أجلها كل مبادئه التي ورثها عن آبائه وأجداده، وباع كل ما ورثه من أرض.. وسار خلفها إلى بلادها..
قلت: فقد تزوجها إذن؟
قال: لقد كانت المرأة نبيلة من نبيلات الإنجليز، ولم تكن تنظر إليه بأكثر من نظرها إلى كلبها.. ولذلك رضيت منه أن يسير خلفها يحمل حقائبها، ويمسح حذاءها، ويأتمر بأوامرها..
قلت: وهل رضي لنفسه بهذه المهنة الخسيسة؟
قال: ليته رضي بها.. إذن لكف شره عن الناس، وكف الناس شرهم عنه.
لقد كان مع تلك الدناءة التي وصفتها لك ذا لسان.. وكان قد ورث عن جدته القدرة على قص القصص وتلفيق الأحاديث.. ولذلك اتخذته النبيلة الإنجليزية مسامرها، فهي كلما امتنع عنها النوم دعته ليقص عليها من أساطيره ما يريحها من وعثاء السهر.
قلت: فهل رضي بهذا؟
قال: لقد رضي بما دونه.. لقد اتخذته وسيلة لحرب من تشاء، والسخرية بمن تشاء.. كانت إذا حسدت امرأة لجمالها كلفته أن يكتب عنها من القصص ما يشوه سمعتها، ويرغب عنها الخطاب.
قلت: فكيف بدا له أن يكتب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويشوه الحقائق المقدسة التي جاء بها.
قال: لقد أوحت إليه تلك النبيلة بذلك.. بل أمرته بذلك..
قلت: مقابل ماذا؟
قال: مقابل أن تمنحه لقبا معروفا بينهم يسمى لقب (الفرس)
ابتسمت، وقلت: الفارس.. يا سيدي.. لا الفرس.
قال: هو كذلك إذا أطلقه الإنجليز على الإنجليز، لكنهم إن أطلقوه على غيرهم حذفوا منها الألف شفقة منهم عليها.
قلت: فقد كانت كل أحلامه في أن يصير فرسا؟
قال: لقد تحقق له حلمه بأكثر مما كان يرتضي.
قلت: أكانت له همة أدنى من هذه الهمة؟
قال: لقد كانت همته أن يصير حمارا.. لكنهم ـ بسبب ما قدم لهم ـ احترموه، فحولوه فرسا.
قلت: فحدثني حديثه.. وكيف انتهى.
قال: لعل أول مرة في حياته يصطدم بجدار صلب هي تلك التي حصلت له في ميدان الحرية، ومع ذلك الرجل الحكيم.
قلت: فأخبرني خبره.
قال: لقد دخل في ذلك المساء ميدان الحرية بوجه غير الوجه الذي ذهب به، فابتدرته الجماعة قائلة: ما الذي فعلت!؟.. ما نسبة نجاحك!؟.. هل هناك نتائج إيجابية!؟
نظر إليهم بعينين ذليلتين وكأنه خائف على شيء أن ينزع منه، ثم قال: لقد حاولت كل جهدي.. لكنكم تعرفون القوم.. لا منطق يحكمهم، ولا قوانين تضبطهم.. ولكني استفدت أشياء كثيرة سأحولها إلى رواية أعظم من رواية الشيطان التي كان الشيطان أوحاها لي.
ابتدر أخي، فأخذ القرص، ووضعه في القارئ، وبدأ شريط الأحداث:
ظهر سلمان في ساحة الحرية، وهو يصيح في الجموع الكثيرة المتفرقة قائلا: هلموا.. فسأروي لكم اليوم رواية تملؤكم سرورا.. وتملؤكم في نفس الوقت وعيا.
اقتربت الجموع منه، فقال ـ وقد غير نبرته لتشبه نبرة الحكواتي ـ:(كان يا ما كان في قديم الزمان.. وسالف العصر والأوان.. رجل له تسع من النسوان.. ولم يكن له هم في الحياة إلا رضاهن.. ولم يكن له مقصد إلا العبث معهن وبهن)
قال رجل من الجمع: حسبناك ستحدثنا عن الرجال، فإذا بك تحدثنا عن زير نساء.
قال سلمان: أتعرف من هذا الذي أريد أن أحدثكم حديثه؟
ابتسم رجل من الجمع، وقال: ربما تريد أن تحكي لنا قصتك.. فإن ملامح وجهك لا تدل إلا على أنك زير نساء.
ضحك الجمع، فكتم سلمان ألما في صدره، ثم صاح بهستيرية: ربما كنت كذلك.. ولكن الذي حدثتكم عنه الآن ليس أنا.. وإنما هو محمد.
فوجئ الجمع بتسميته لمحمد.. فقال: نعم.. لقد كنت أحدثكم عن محمد.. ولم أكن أحدثكم بالأساطير، وإنما كنت أحدثكم بالحقائق، وأتحدى أي رجل يكذب أن محمدا تزوج تسع نساء.. هذا عدا السرائر.
سكت الجمع، ولم يجدوا ما يجيبوه به، فتشجع سلمان، وراح يصيح: هل ترون رجلا مثل هذا يمكن أن يكون نبيا.. إن مثل هذا لا يصلح لأن يكلف إدارة مدرسة ابتدائية، فكيف بإدارة أمة!؟
ثم أضاف يصيح: إن هذا عدو للحضارة.. عدو للإنسانية.. عدو لكل الأعراف التي أقر بها البشر..
هنا اخترق حجاب الصمت صوت الحكيم، وهو يصيح بصوته القوي الممتلئ هدوءا، يقول: أنا مسلم.. وقلبي يمتلئ محبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ولا أرى في العالم من هو أنزه منه وأطهر.. فإن شئت أن تسمع لأجيبك، فعلت.. وإلا فلا أرى أنه يصلح أن يجلس أحد في هذا المحل ليملي على غيره ما يريد دون أن يتيح لغيره فرصة الرد.
لم يجد سلمان إلا أن يقول وبنبرة ممتلئة احتقارا: سأسمع لك.. ومالي لا أسمع لك.. بل ما جئت هنا إلا لأسمع لك ولأمثالك.. فقل ما بدا لك.. ولكنك مهما قلت، فلن تستطيع أن تنقص امرأة واحدة من زوجات محمد.
قال الحكيم: أجبني أولا: أأنت تنكر على محمد صلى الله عليه وآله وسلم أصل زواجه.. فتعتبره انحرافا؟
أم تنكر عليه تعديده الزوجات.. فتعتبر تعديده للزوجات هو الانحراف لا أصل الزواج.
قال سلمان: أنا أنكر التصرف الثاني، واعتبره منافيا للإنسانية.. بل هو البهيمية بعينها، فكيف يمكن لرجل واحد أن يضم قطيعا من النساء لممتلكاته؟
قال ذلك، ثم انفجر ضاحكا..
ابتسم الحكيم، وقال: وما رأيك في القطيع الذي يستغل أبشع استغلال، فينشر باستغلاله كل أنواع الانحراف من الرذيلة والأمراض والأطفال المشردين..
سكت سلمان، فقال الحكيم: أنتم تسمون هذا حرية.. وأنتم تعلمون أن هؤلاء النسوة معذبات، وينشرن من العذاب ما لا يمكن وصفه..
فإذا ما جاء الإسلام ليعطي الحل الأمثل لهذا نظرتم إليه نظرة الاحتقار، وكأنه يريد أن يخلصكم من المتع التي وفرتها لكم هذه الحرية التي كسبتموها على حساب هؤلاء النسوة المعذبات.
نظر الحكيم إلى الجمع المحيط به، ثم قال: لكي تفهم أسرار إباحة الإسلام للتعدد لا بد أن تعرف أن الإسلام دين واقعي يتماشى مع الفطرة، ولا يجنح إلى الخيال الذي لا سند له من الواقع.
قال سلمان: والواقع.. كل الواقع يدل على عدم إنسانية التعدد.
قال الحكيم: أي واقع هذا الذي تحكم من خلاله على عدم إنسانية التعدد؟
قال: الواقع البشري.
قال الحكيم: أي واقع بشري؟
قال: الواقع البشري واحد.. وهو الواقع الذي يشكل الإنسان ركنه الوحيد.
قال الحكيم: ولكن الإنسان مختلف.. فهناك إنسان العصر الحديث.. وهناك إنسان العصور السابقة بمختلف أطوارها.. وهناك إنسان الصحراء.. وهناك إنسان التلال والسهول.. فعلى أي إنسان تحكم؟
قال: الإنسان هو الإنسان.
قال الحكيم: إن المنهج العلمي الذي يريد أن يعمم مثل هذا الحكم يتطلب مراجعة التواريخ والبيئات المختلفة للتعرف على مواقفهم من هذا.. فلا ينبغي أن نحكم انطلاقا من عينة من البشر على البشر جميعا.
قام رجل من الجمع، وقال: هذا صحيح.. وأنا عالم حضارات.. ولي اهتمام كبير بالنواحي الاجتماعية في مختلف الحضارات.. وسأذكر لكم ما وصل إليه بحثي في هذه المسألة([2]).
لقد وجدت أن ظاهرة التعدد كانت منتشرة في جميع العهود البشرية، وفي أعظم بلدان العالم حضارة.
فبين الفراعنة، وأشهر الفراعنة على الإطلاق وهو رمسيس الثاني، كان له ثماني زوجات وعشرات المحظيات والجواري، وأنجب أكثر من مائة وخمسين ولدا وبنتا.. وأسماء زوجاته ومحظياته وأولاده منقوش على جدران المعابد حتى اليوم، وأشهر زوجات رمسيس الثاني هي الملكة الجميلة نفرتارى.. وتليها في المكانة والترتيب الملكة (أيسه نفر) أو (إيزيس نفر) وهى والدة ابنه الملك (مرنبتاح) الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه وإخوته الأكبر سنا.
وكان تعدد الزوجات شائعا في الشعوب ذات الأصل السلافى، وهى التي تسمى الآن بالروس والصرب والتشيك والسلوفاك.. وتضم أيضا معظم سكان ليتوانيا وأستونيا ومقدونيا ورومانيا وبلغاريا.
وكان شائعا بين الشعوب الجرمانية والسكسونية التي ينتمي إليها معظم سكان ألمانيا والنمسا وسويسرا وبلجيكا وهولندا والدانمارك والسويد والنرويج وانجلترا.
وكان التعدد ومازال منتشرا بين شعوب وقبائل أخرى لا تدين بالإسلام.. ومنها الشعوب الوثنية في أفريقيا والهند والصين واليابان ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا.
وكان تعدد الزوجات منتشرا في جزيرة العرب قبل الإسلام، ويروى من ذلك أن غيلان الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أختر منهن أربعا)، وقال عميرة الأسدى قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (اختر منهن أربعا)، وعن نوفل ابن معاوية الديلمى قال: أسلمت وعندي خمس نسوة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اختر أربعا أيتهن شئت، وفارق الأخرى)([3])
ابتسم سلمان ابتسامة سخرية، وقال: وهل ترى أن تلك الأطوار التي مرت بها البشرية أطوار معتبرة.. إن الإنسان كان يعيش في بهيمية وانحطاط، فهل تعتبر ذلك الانحطاط مقياسا صحيحا للسلوك الإنساني؟
نهض عالم الحضارات، وقال: قبل أن أجيبك على هذا الاعتراض أحب أن أذكر لك أن علماء الاجتماع والمؤرخين، ومنهم وستر مارك وهوبهوس وهيلير وجنربرج وغيرهم، يلاحظون أن التعدد لم ينتشر إلا بين الشعوب التي بلغت قدرا معينا من الحضارة، وهى الشعوب التي استقرت في وديان الأنهار ومناطق الأمطار الغزيرة، وتحولت إلى الزراعة المنظمة والرعي بدلا من الصيد وجمع ثمار الغابات والزراعة البدائية.. ففي المرحلة البدائية من عمر المجتمعات كان السائد هو نظام وحدة الأسرة، ووحدة الزوجة.
ويرى هؤلاء المؤرخون وعلماء الاجتماع أن نظام التعدد سوف يتسع نطاقه كلما تقدمت المدنية، واتسع نطاق الحضارة في العالم.
ضحك سلمان بصوت عال، وقال: كيف هذا، والعالم الآن يسعى لإلغاء هذه الظاهرة، بل يقصر التمدن والتحضر على من تخلصوا منها؟
قال عالم الحضارت: لقد كان العالم ـ والمسيحي منه بالذات ـ ينكر الطلاق، ولكنه، وبفعل الضغوط الفطرية والواقعية الكثيرة اضطر إليه، فقنن له، وفتح له في تقنينه جميع الأبواب([4]).
وهكذا الأمر سيحصل مع التعدد، فيوشك أن تطالب العشقات بحقوق الزوجية، كما طالبن بحقوق أبنائهن، بل قد حصل بعض ذلك بالفعل.
سكت عالم الحضارات، فقام رجل تبدو عليه ملامح السواح، وقال: أنا صحفي.. وسأحدثكم عن بعض الحياة الخاصة للزعماء الكبار الذين يدافعون عن حقوق النساء، لتروا كيف هم مع نسائهم..
لقد كان للرئيس الأمريكي القبيح ليندون جونسون ثماني سكرتيرات ..
حكى لنا عالم الحضارات الكثير من الحكايات عن رؤساء الدول المتقدمة، والتي يربأ لساني عن قصها عليك، وبعد أن انتهى قال سلمان ـ وقد حاول أن يتملص من هذا الموقف ـ: لو أن محمدا اكتفى بأن يكون زعيما أو رئيسا أو قائدا لقبل منه كل ذلك.. فهؤلاء لا علاقة لهم بالأخلاق، ولا علاقة للأخلاق بهم.. والبشر يعرفونهم.. فلذلك لا يتتلمذون عليهم في هذا الجانب.. ولكن محمدا ادعى النبوة.. والنبوة تقتضي الطهارة والعفاف([5]).
قال الحكيم: إن ما تقوله هو نفس ما قاله اليهود حين أنكروا تعدد زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعن ابن عباس قال: قال أهل الكتاب:(زعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة وليس همه إلا النكاح، فأي ملك أفضل من هذا. فأنزل الله هذه الآية:{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} (النساء:54)([6])
وعن عطية قال: قالت اليهود للمسلمين:(تزعمون أن محمدا أوتي الدين في تواضع وعنده تسع نسوة، أي ملك أعظم من هذا؟ فأنزل الله الآية:{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} (النساء:54)([7])، يعني سبحانه ما آتى داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ فقد تزوج كلاهما أكثر مما تزوج نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان لكل منهما من الجواري ما لم يمتلك مثله رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد كان تعدد الزوجات معروفا في عهد إبراهيم u وأنجبت له السيدة هاجر إسماعيل u، بينما رزقه الله من سارة سيدنا إسحاق u.
وجمع نبي الله يعقوب u بين أختين – ابنتي خاله لابان – هما (ليا) و(راحيل)، وجاريتين لهما، فكانت له أربع حلائل في وقت واحد.
وكانت لداود u عدة زوجات والعديد من الجواري، وزعموا أن سليمان u تزوج بألف امرأة، سبعمائة منهن حرات من بنات السلاطين وثلثمائة جوار، بل زعموا أنه ارتد بإغوائهن في آخر عمره وبنى المعابد للأصنام، كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من سفر الملوك الأول.
يقول رحمة الله الهندي:(ولا يفهم من موضع من مواضع التوراة، حرمة التزوج بأزيد من امراة واحدة، ولو كان حراماً لصرح موسى u بحرمته، كما صرح بسائر المحرمات وشدد في إظهار تحريمها، بل يفهم جوازه من مواضع. لأنك قد علمت أن الأبكار التي كانت من غنيمة المديانيين، كانت اثنتين وثلاثين ألفاً وقسمت على بني إسرائيل، سواء كانوا ذوي زوجات أو لم يكونوا، ولا يوجد فيه تخصيص العزب)
وفي الباب الحادي والعشرين من سفر الاستثناء هكذا:(وإذا خرجت إلى القتال مع أعدائك وأسلمهم الرب إلهك في يدك وسبيتهم ورأيت في جملة المسبيين امرأة حسنة وأحببتها، وأردت أن تتخذها لك امرأة، فأدخلها إلى بيتك وهي تحلق رأسها وتقص أظفارها، وتنزع عنها الرداء الذي سبيت به وتجلس في بيتك وتبكي على أبيها وأمها مدة شهر ثم تدخل إليها وترقد معها ولتكن لك امرأة، فإن كانت بعد ذلك لا تهواها نفسك فسرحها حرة ولا تستطيع أن تبيعها بثمن ولا تقهرها أنك قد ذليتها، وإن كان لرجل امرأتان الواحدة محبوبة والأخرى مبغوضة ويكون لهما منه بنون وكان ابن المبغوضة بكراً، وأراد أن يقسم رزقه بين أولاده فلا يستطيع يعمل ابن المحبوبة بكراً ويقدمه على ابن المبغوضة، ولكنه يعرف ابن المبغوضة أنه هو البكر ويعيطه من كل ما كان له الضعف من أجل أنه هو أول بنيه ولهذا تجب البكورية)
قال سلمان: إن ما تذكره هو أحكام العهد القديم، والعبرة في المسيحية بالعهد الجديد وبرأي الكنيسة؟
قال الحكيم: لا يوجد نص صريح في أي من الأناجيل الأربعة يحظر تعدد الزوجات، وكل ما حدث هو أن تقاليد بعض الشعوب الأوروبية الوثنية كانت تمنع تعدد الزوجات، فلما اعتنقت هذه الأقلية التي تمنع التعدد المسيحية فرضت تقاليدها السابقة على المسيحيين، وبمرور الزمن ظن الناس أن تحريم التعدد هو من صلب المسيحية، بينما هو تقليد قديم فرضه البعض على الآخرين على مر السنين.
وأنا أتحداك بأن تأتيني بنص واحد على تحريم التعدد في أي إنجيل من الأربعة التي تمثل العهد الجديد.
أما العهد القديم ففيه نصوص صريحة على إباحة التعدد في دين الخليل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وشريعة داود وسليمان، وغيرهم من أنبياء بنى إسرائيل.
يقول مصطفى السباعي:(ولم يرد في المسيحية نصٌّ صريح يمنع التعدد، وإنما ورد فيه على سبيل الموعظة أن الله خلق لكل رجل زوجته، وهذا لا يفيد -على أبعد الاحتمالات – إلاالترغيب بأن يقتصر الرجل في الأحوال العادية على زوجة واحدة، والإسلام يقول مثل هذا القول، ونحن لا ننكره، ولكن أين الدليل على أن زواج الرجل بزوجة ثانية مع بقاء زوجته الأولى في عصمته يعتبر زنـًا ويكون العقد باطلاً؟
ليس في الأناجيل نـص على ذلك، بل في بعض رسائل بولـس ما يفيد أن التعدد جائز، فقد قال:(يلزم أن يكون الأسقف زوجـاً لزوجة واحدة) ففي إلـزام الأسقف وحده بذلك دليل على جوازه لغيره.
وينقل أنه قد ثبت تاريخياً أن بين المسيحيين الأقدمين من كانوا يتزوجون أكثر من واحـدة، وفي آباء الكنيسة الأقدمين من كان لهـم كثير من الزوجات، وقد كان في أقـدم عصور المسيحية إباحة تعدد الزوجات في أحوال استثنائية وأمكنة مخصوصة.
قال وستر مارك العالم الثقة في تاريخ الزواج:(إن تعدد الزوجات ـ باعتراف الكنيسة ـ بقي إلى القرن السابع عشر، وكان يتكرر كثيراً في الحالات التي لا تحصيها الكنيسة والدولة)
ويقول أيضاً في كتابه المذكور:(إن ديار ماسدت ملك أيرلندة كان له زوجتان وسرِّيتـان)
وتعددت زوجات الميروفنجيين غير مرة في القرون الوسطى، وكان لشرلمان زوجتان وكثير من السراري، كما يظهر من بعض قوانينه أن تعدد الزوجات لم يكن مجهولاً بين رجال الدين أنفسهم.
وبعد ذلك بزمن كان فيليب أوفاهيس، وفردريك وليام الثاني البروسي يبرمان عقد الزواج مع اثنتين بموافقة القساوسة اللوثريين، وأقر مارتن لوثر نفسه تصرف الأول منهما كما أقره ملانكنون.
وكان لوثر يتكلم في شتى المناسبات على تعدد الزوجات بغير اعتراض، فإنه لم يحرم بأمر من الله، ولم يكن إبراهيم ـ وهو مثل المسيحي الصادق ـ يحجم عنه إذ كان له زوجتان.. نعم إن الله أذن بذلك لأناس من رجال العهـد القديم في ظروف خاصة ولكن المسيحي الذي يريد أن يقتدي بهم يحق له أن يفعل ذلك متى تيقن أن ظروفه تشبه تلك الظروف، فإن تعدد الزوجات على كل حال أفضل من الطلاق.
وفي سنة 1650 ميلادية بعد صلح وستفاليا، وبعد أن تبين النقص في عدد السكان من جراء حروب الثلاثين، أصدر مجلس الفرنكيين بنورمبرج قراراً يجيز للرجل أن يجمع بين زوجتين.. بل ذهبت بعض الطوائف المسيحية إلى إيجاب تعدد الزوجات، ففي سنة 1531م نادى اللامعمدانيـون في مونستر صراحة بأن المسيحي ـ حـق المسيحي ـ ينبغي أن تكون له عدة زوجات، ويعتبر المورمون كما هو معلوم أن تعدد الزوجات نظام إلهي مقدس.
ويقول العقاد:(ومن المعلوم أن اقتنـاء السـراري كان مباحاً ـ أي في المسيحية ـ على إطلاقه كتعدد الزوجات، مع إباحة الرق جملة في البلاد الغربيـة، لا يحده إلا ما كان يحد تعدد الزوجات، من ظروف المعيشة البيتية، ومن صعوبة جلب الرقيقات المقبولات للتسري من بلاد أجنبية، وربما نصح بعض الأئمة ـ عند النصارى ـ بالتسري لاجتناب الطلاق في حالة عقم الزوجة الشرعية.
ومن ذلك ما جـاء في الفصل الخامس عشر من كتاب الزواج الأمثـل للقديـس أوغسطين، فإنه يفضل التجـاء الزوج إلى التسري بدلاً من تطليق زوجته العقيم
وتشير موسوعة العقليين إلى ذلك، ثم تعود إلى الكلام عن تعدد الزوجات فتقول:(إن الفقـيد الكبير جروتيوس دافع عن الآباء الأقدمين فيما أخذه بعـض الناقدين المتأخرين عليهم من التزوج بأكثر من واحدة، لأنهم كانوا يتحرون الواجب، ولا يطلبون المتعة من الجمع بين الزوجات)
وقال جرجي زيدان:(فالنصرانية ليس فيها نص صريح يمنع أتباعها من التزوج بامرأتين فأكثر، ولو شاءوا لكان تعدد الزوجات جائزاً عندهم، ولكن رؤساءها القدماء وجدوا الاكتفاء بزوجة واحدة أقرب لحفظ نظـام العائلة واتحادها، وكان ذلك شائعاً في الدولة الرومانية، فلم يعجزهم تأويل آيات الزواج حتى صار التزوج بغير امرأة واحدة حراماً كما هو مشهور)
بل نرى المسيحية المعاصرة تعترف بالتعـدد في إفريقيا السوداء، فقـد وجدت الإرسالية التبشيرية نفسها أمام واقع اجتماعي وهو تعدد الزوجات لدى الافريقيين الوثنيين، ورأوا أن الإصرار على منع التعدد يحول بينهم وبين الدخول في النصرانية، فنادوا بوجوب السماح للافريقيين المسيحيين بالتعدد إلى غير حد محدود.
وقد ذكر السيد نورجيه مؤلف كتاب (الإسلام والنصرانية في أوساط أفريقية) هذه الحقيقة ثم قال:(فقد كان هؤلاء المرسلون يقـولون: إنه ليس من السياسة أن نتدخل في شؤون الوثنيين الاجتماعية التي وجدناهم عليها، وليس من الكياسة أن نحرم عليهم التمتع بأزواجهم ما داموا نصارى يدينون بدين المسيح، بل لا ضرر من ذلك ما دامت التوراة وهي الكتاب الذي يجب على المسيحيين أن يجعلوه أسـاس دينهم تبيح هذا التعدد، فضلاً عن أن المسيح قد أقر ذلك في قوله (لا تظنوا أني جئت لأهدم بل لأتمم)([8])
بل أعلنت الكنيسة رسمياً السماح للأفريقيين النصارى بتعدد الزوجات إلى غير حدٍّّ.
ظهر على سلمان كثير من الارتباك لكنه فر منه بقوله: لا بأس.. قد نقبل كل ما ذكرتم.. ولكن التعدد الذي قام به محمد مختلف تماما.. لقد قهر زوجاته قهرا.
ابتسم الحكيم، وقال: لاشك أنك محام؟
قال سلمان: لقد أخطأت في حدسك، أنا روائي، ولست محاميا.
قال الحكيم: فكيف عرفت أن نساءه قهرن قهرا.. عادة لا يعرف هذا إلا المحامون الذين يلجأ إليهم النساء ليخلصوهن من أزواجهن.
قال سلمان: التاريخ.. وحقائق التاريخ.. فهي أفصح من كل لسان.
قال الحكيم: ما دام التاريخ هو الحاكم.. أليس من الأجدر أن نبحث في تواريخ هؤلاء النسوة التي أثير كل هذا الشغب من أجلهن، فانبرى كل الناس يدافع عنهن.. يريد أن يخلصهن من حبيبهن.. لنرى مدى السعادة أو الشقاء الذي وجدنه صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنحكم بعد ذلك.
قال سلمان، وقد فوجئ بجواب الحكيم الهادئ: ومن أين لنا أن نعرف تواريخ هؤلاء النسوة؟
قال الحكيم: ليس هناك في الدنيا شخصية عرفت جميع أسرارها.. بل عرف جميع أسرار المحيطين بها مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
إن كثيرا من الحكام لا نعرف حتى زوجاتهم.. فكيف بعشيقاتهم الكثيرات.. فكيف بغيرهن.. ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعرف كل تفاصيل حياته.. بل نعرف كثيرا من تفاصيل المحيطين به.
لقد كان في
إمكان محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
بل كان في إمكان المقربين إليه أن يستروا تلك الحياة الخاصة التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ولكنهم
لم يفعلوا.. وكان ذلك لسبب واحد، وهو أن حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تحتضن
إلا الكمال.
([1]) أشير به إلى (أحمد سلمان رشدي) صاحب رواية (آيات شيطانية)، ولد في بومباي (الهند ) 19 يونيو عام 1947 .. التحق بمدرسة تبشيرية إنجليزية، وحين بلغ 13 من عمره أرسله أبوه لبريطانيا لمتابعة دراسته، بعدها ألحقه والده بجامعة كيمبريدج لدراسة التاريخ في الأعوام من 1965 وحتى 1968.
توجه بعد ذلك لباكستان حيث قطنت عائلته وحصل على وظيفة في التلفزيون الباكستاني، وسرعان ما تركها عائدا لبريطانيا للعمل في مجالات مختلفة، انتهت باحترافه الكتابة كما حصل على الجنسية البريطانية.
تزوج في البداية من إنجليزية تدعى كلاريسا لوارد عام 1976 ولكنهما انفصلا، ثم تزوج الأمريكية ماريان ويغنز عام 1986 وهي كاتبة روائية صدرت لها رواية تتناول المعتقدات المسيحية بالنقد والسخرية.
أصدر العديد من الروايات من بينها (غريموس) 1975، (أطفال منتصف الليل) 1981 وهي تجابه الثقافة الهندية بكل عاداتها وتقاليدها ودياناتها ومدينة أيضا لنضال الهنود ضد المستعمر البريطاني، حتى أن أنديرا اغندي أقامت ضده دعوى قضائية بسبب هذه الرواية وربحتها، ومنعت روايته من دخول الهند، بيد أنها ترجمت لثلاثين لغة من العربية والفارسية والأردو، وهذه الرواية هي التي أكسبته شهرة واسعة في عالم الأدب فقد فازت بجائزة بوكر عام 1981.
أصدر أيضا (العار) 1983 تناول فيها الحياة في باكستان وأدان الثقافة الباكستانية وحكومتها وتكررت الأحداث حيث منعت الرواية من دخول باكستان ولكنها ترجمت للغات عدة، أصدر بعدها (ابتسامة الجاكوار)، وهي رواية انتقدت تجربة الثورة في نيكاراجوا.
وقد كان الحدث الأهم في حياته هو صدور روايته (الآيات الشيطانية) 1988 وهي عبارة عن رواية تبدأ بتخيل طائرة تنفجر بفعل إرهابي فوق الجزر البريطانية، فيموت ركابها وينجو اثنان أحدهما جبريل رمز للخير والآخر الشيطان رمز للشر، وخلال الرواية يهزأ الكاتب بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبزوجاته، وبالمقدسات الإسلامية والأنبياء والملائكة بصورة فجة، ويجري على ألسنتهم الشريفة الألفاظ النابية، حتى أنه لم يكتب بالرموز وإنما تعمد أن يكتب كل شخصية باسمها الصريح، فهو مثلا ينعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بـ (ماهوند) ـ وهي كلمة تعني النبي المزيف ـ ووصف مكة المكرمة بمدينة الجاهلية.. وهذا ما دعا غير المسلمين أنفسهم لاعتبار روايته رواية بذيئة.
وقد ختم رشدي روايته بتسجيل سعادته البالغة بأنه صار إنجليزيا، وأنه نجا من الإسلام ومن تخلف شعوب الشرق الإسلامي إجمالا، وتنتهي الرواية بإنتحار بطلها الذي يحمل انفصــاما في الشخصية، فتارة هو جبريل رمز الخير وتارة هو الشيطان رمز الشر.
وقد صدرت العديد من الإصدارات حول هذه الرواية منها (شيطانية الآيات الشيطانية) لأحمد ديدات، و(الآيات الشيطانية الظاهرة والتفسير) د. محمد محيي،..( همزات شيطانية وسلمان رشدي) د. نبيل السمان،..(آيات سماوية في الرد على آيات شيطانية) د. شمس الدين الفاسي، و(آيات شيطانية.. جدلية الصراع بين الإسلام والغرب) د. رفعت سيد أحمد، و(الرد على كتاب الآيات الشيطانية) هادي المدرسي.
وفي مقابل ذلك لقي رشدي كل التكريم من أكثر الدوائر الغربية، فقد أعلن الاتحاد السوفيتي ترشيح رشدي عضوا في اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، كما طلب رؤساء الدول الغربية بحماية رشدي من إرهاب المسلمين، وتطوع العديد من الناشرين الأوربيين لطبع الرواية وبيعها بسعر التكلفة.
ونتيجة لذلك، فقد أصبح سلمان رشدي من الشخصيات الشهيرة حول العالم وتتسابق الصحف على نشر أخباره وصوره، حتى أن بريطانيا خصصت له حماية مشددة، وطلبت إسـرائيل أن يـهاجر سلمان إليها ليعيش في أمان وتنفق عليه ببذخ وتطبع وتــوزع كتبه بالمجان.
(2) اقتبسنا كثيرا من المادة الأساسية للمعلومات الإحصائية والتوثيقية في هذا المحل من كتاب (زوجات لا عشيقات) للأستاذ: حمدي شفيق، بالإضافة إلى: في ظلال القرآن: 1/580، وفقه السنة: 2/189، وكتاب (المرأة بين الشريعة والقانون) لمصطفى السباعي.
([3]) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة.
(1) ويقول وستر مارك في تاريخه:« إن مسألة تعدد الزوجات لم يفرغ منها بعـد تحريمه في القوانين الغربية، وقد يتجدد النظر في هذه المسألة كرة بعد أخرى كلما تحرجت أحوال المجتمع الحديث فيما يتعلق بمشكلات الأسرة »
ثم تساءل:« هل يكون الاكتفاء بالزوجة الواحدة ختـام النظم، ونظـام المستقبل الوحيد في الأزمنة المقبلة؟ »
ثم أجاب قائلاً:« إنه سؤال أجيب عنه بآراء مختلفة، إذ يرى سبنسر أن نظام الزوجة الواحدة هو ختام الأنظمة الزوجية، وأن كل تغيير في هذه الأنظمة لا بد أن يؤدي إلى هذه النهاية »
وعلى نقيض ذلك يرى الدكتور Lepon أن القوانين الأوروبية سوف تجيز التعدد، ويذهب الأستاذ إهرنفيل إلى حد القول بأن التعدد ضروري للمحافظة على بقاء « السلالة الآرية »
ثم يعقب وستر مارك بترجيح الاتجاه إلى توحيد الزوجة إذا سارت الأمور على النحو الذي أدى إلى تقريره.
([5]) لعل القاسم المشترك بين جميع المبشرين ـ مهما اختلفت مشاربهم ـ هو استعمال مسألة التعدد وسيلة من وسائل حرب الإسلام، والدعوة إلى نبذه، وقد تحدث غوستاف لوبون في « حضارة العرب » عن موقف الأوروبيين عموما من تعـدد الزوجـات، فقال:« لا نذكر نظاماً اجتماعياً أنحى الأوروبيون عليه باللائمة كمبدأ تعـدد الزوجات، كما أننا لا نذكـر نظاماً أخطـأ الأوروبيون في إدراكه كذلك المبـدأ، فيرى أكثر مؤرخي أوروبا اتزاناً أن مبدأ تعدد الزوجات حجر الزاوية في الإسلام، وأنه سبب انتشار القرآن، وأنه علة انحطاط الشرقيين، ونشـأ عن هذه المزاعـم الغربية على العموم أصوات سخط ورحمة بأولئك البائسات المكدسات في دوائر الحريم فيراقبهن خصيان غلاظ، ويُقتلن حينما يكرههن سادتهن »
ثم أضاف مبينا رأيه في المسألة بعد إدراكه للواقع الإسلامي ومعايشته له:« ذلك الوصف مخالف للحق، وأرجو أن يثبت عند القارئ الذي يقرأ هـذا الفصل بعد أن يطرح عنه أوهامه الأوروبية جانباً، أن مبـدأ تعدد الزوجات الشرقي نظـام طيب يرفع المستوى الأخـلاقي في الأمم التي تقول به، ويزيد الأسرة ارتباطا ً، ويمنـح المرأة احتراماً وسعـادة لا تراها في أوروبا)
([6]) رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي.
([7]) رواه ابن المنذر.
(1) انظر: ص 92-98 من الكتاب المذكور.