المقدمة

المقدمة

هذا الكتاب من الكتب التي حاولت فيها – من خلال الأدلة الكثيرة – أن أبين البراهين الدالة على صدق رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن كل ما في الكون يدل عليها.

وهو يختص بما ورد في الكتاب المقدس من النبوءات الكثيرة المتعلقة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتي حاول الكثير من رجال الدين أن يتكتموا عليها، أو يصرفوها عن محلها، أو يهونوا من شأنها.

ولذلك فإننا في هذه الرواية حاولنا أن نناقش تلك النبوءات من خلال حوارات ومناظرات افتراضية اعتمدنا فيها على المصادر التي اهتمت بهذا الجانب ابتداء مما كتبه الأولون من المهتدين إلى الإسلام كعلي بن ربن الطبري، وانتهاء بما كتبه المعاصرون كالشيخ أحمد ديدات وغيره.

أما بالنسبة للمصادر اليهودية والمسيحية فقد اعتمدنا فيها على الكتاب المقدس المعتمد لديهم، وإن كان هناك فروق بين الطبعات أو التراجم وضعنا ذلك في الهوامش، أو في متن الرواية.

ولهذا لم نعتمد إنجيل برنابا باعتباره محل شك لدى المسيحيين، ولا يصح أن نلزمهم في الاحتجاج بمصادر لا يعتمدونها.

وتدور أحداث الرواية حول زيارة البابا للمؤلف، وهو في حالة إيمانية عالية، ويخبره أنه ـ منذ شبابه ـ تعرض لأشعة كثيرة من شمس محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكنه مع ذلك يعرض عنه لشبهات، أو لأسباب نفسية… ولكنه في الأخير قرر أن يعتنق الإسلام، ويترك أخاه التوأم ـ الذي كان يملي عليه الشبهات ـ بدله على كرسي البابوية.

والبابا وأخوه التوأم يرمزان للإنسان بشقيه: العقل والنفس … والحوار في الرواية جميعا بين هذين… والصراع فيها جميعا بينهما.

وقد حكى البابا للمؤلف في هذا الجزء رحلته إلى الشام، حيث التقى فيها بالكثير من المهتدين إلى الإسلام بعد اطلاعهم على البشارات الواردة في الكتاب المقدس، والتي لا يمكن حملها إلا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وقد جرت بينه وبينهم مناقشات ومناظرات هادئة في هذه الجوانب.

وقد حاولت بقدر الإمكان أن أبسط المادة العلمية الواردة في الرواية حتى يتيسر على الجميع فهمها والاستفادة منها، لأن مثل هذه المعلومات لا يصح أن تبقى محصورة في الدراسات الأكاديمية، ولا بين المختصين من الباحثين فقط، بل ينبغي أن تنزل إلى الناس جميعا، لتخاطب عقولهم وقلوبهم وأرواحهم، فتزيدها يقينا وطمأنينة وإيمانا.

بالإضافة إلى ذلك تعلم كل محب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل حريص على دينه، كيف يجيب المخالف، بل كيف يقنعه … فهي تبين لهم منهج الحوار مع المخالفين، وتعطيهم من القدرات العلمية، والطرق المنهجية ما لا يملك معه المخالف إلا التسليم… وهدفها من كل ذلك أن تجعل من كل مسلم داعية إلى الله، ومحاميا يذب عن دينه، ويحمي حمى رسوله.

ونحب أن ننبه فقط إلى أن هذا الكتاب الموسوم بـ [أنبياء يبشرون بمحمد] جزء فقط من سلسلة البراهين المثبتة لرسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وإلا فإن كل سلسلة [حقائق ورقائق] تهدف إلى هذه الغاية، سواء بالبرهنة عليها، أو برد الشبهات التي تثار حولها، أو بمواجهة من يزعمون لأنفسهم أنهم أتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أنهم لا يزيدونه بسلوكاتهم المشينة وأفكارهم المتطرفة إلا تشويها وتحريفا.

.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *