المقدمة

   المقدمة

هذه الطبعة الثانية من كتابي [الكلمات المقدسة]، وهو من جملة الكتب المهتمة بعرض الحقائق القرآنية، والبرهنة عليها، والدعوة إلى تفعيلها في الحياة([1]).

وقد ضمنت المعاني الواردة فيها على شكل رحلة يقوم بها رجل دين مسيحي إلى الإسكندرية، هو وأخوه التوأم [الذي يمثل نفسه وهواه المانع له من الإيمان] لطباعة الكتاب المقدس، وفي كل يوم من الأيام يلتقي بشخص من عمال المطبعة أو غيرهم، يثير له شبهات حول الكتاب المقدس، ويدعوه إلى مقارنتها بالقرآن الكريم.

وهي من خلال تلك الحوارات الكثيرة تحاول إثبات قدسية الكلمات التي تنزلت على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وعقد المقارنات العلمية والدقيقة والموضوعية بينها وبين الكتاب المقدس، وقد اشتملت المقارنات على عشرة نواح، هي: الحفظ، والربانية، والحق، والحقيقة، والعقلانية، والروحانية، والشمول، والأدب، والتربية، والجمال.

وهي تجمع بذلك أكثر ما كتب في الموضوع من مقارنات بين القرآن الكريم والكتاب المقدس.. ولذلك استفدت من كل ما كتب حول ذلك من كتابات القدماء والمحدثين، مع تطويع الأفكار المطروحة للقالب الروائي الذي أردنا من خلاله تبسيط البراهين، وتوضيحها ليفهمها الجميع.

لأن الغرض الذي هدفنا إليه من خلال هذه السلسلة [حقائق ورقائق] هو صياغة الحقائق في قوالب أدبية مبسطة تحمل من الجاذبية واليسر ما يجعلها في متناول كل قارئ.. ولذلك لم نبالغ كثيرا في التوثيق والتدقيق الأكاديمي حتى لا يشتت ذهن القارئ، وحتى لا يتضخم الكتاب، لأن الهدف هو الحقيقة وليس القائلين بها.


([1])  من كتبي التي تناولت بعض الجوانب المرتبطة بالقرآن الكريم، ولعلها تكمل النقص الوارد في هذا الكتاب:

1 ـ معجزات علمية: وهو يشمل ما ورد في القرآن الكريم من حقائق علمية معجزة، تعتبر من أقوى البراهين المعاصرة، وخاصة للباحثين والعلماء، وهو الجزء الثالث من هذه السلسلة.

2 ـ القرآن والأيدي الآثمة: وهو في نقد التعامل السلبي الذي حصل من بعض الأمة نحو القرآن الكريم، لأن البعض للأسف يحاكم القرآن إلى أقوال المفسرين أو الفقهاء أو التاريخ، وهو الجزء 19 من هذه السلسلة.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *