المقدمة

المقدمة

تتناول هذه الرواية الرد العلمي المفصل على الكثير من الشبهات المطروحة على مدار التاريخ حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوظيفة العظيمة التي كلفه الله بها، سواء كانت تلك الشبهات من رجال الدين أو من المستشرقين أو من غيرهم من أصناف الناس.

وقد  حاولت فيها أن أستعيد (دار الندوة) القرشية برمزيتها التاريخية التي تعني المواجهة والحرب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وأبين أن هذه الدار لم تهدم بعد .. وأنه كان لها وجود على مدار التاريخ.. ثم إن ثلة من الحاقدين أحيوا هذه الدار بمعونة الشيخ النجدي (الشيطان)، وجمعوا فيها ما ورثوه من أسلافهم من شبهات، وأضافوا إليها ما أفرزه حقدهم وبغضهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..

ثم راحوا ينثرون هذه الشبهات في ساحة الحرية، في بلد من البلاد الأوروبية.. لكنهم ووجهوا برجل حكيم عاقل يعرف كيف يجيب على الشبهات بعلمه وأدبه وأخلاقه العالية، فلا يملك أحد الرد عليه أو مواجهته.. وهكذا يرجع كل مثير لأي شبهة من الشبهات خائبا كسيرا إلى أصحابه في دار الندوة.

وعندما يعجزون عن المواجهة العلمية يلجؤون إلى المواجهة بالخداع والمكر والحيلة..

هذه باختصار أحداث هذه الرواية الحوارية .. والتي تجيب على الشبهات من المنطلقات المختلفة، ابتداء بالمنطلقات التي يسلم بها الخصم، ويؤمن بها.

وقد قسمناها كمثيلاتها من الروايات إلى عشرة فصول، تناولنا في كل فصل شبهة كبيرة من الشبه، وهي كما يلي:

الشبهة الأولى: شبهة الخطايا، وهي اتهام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكونه لم يكن معصوما.. وأن القرآن الكريم والسنة المطهرة تقران بكونه كان كذلك.

الشبهة الثانية: شبهة الاستبداد، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في الفترة التي حكم فيها  المدينة المنورة مستبدا متحكما في الرعية لا يسمح لأحد مشاركته في الرأي، ولا في الحكم.

الشبهة الثالثة: شبهة الاستكبار، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مترفعا على المسلمين، وعلى المستضعفين منهم خصوصا.

الشبهة الرابعة: شبهة استغلال المكانة التي مكنه الله منها في تحقيق حاجاته الشخصية.

الشبهة الخامسة: شبهة الخداع والكذب والغش والاحتيال وغيرها من الشبهات.

الشبهة السادسة: شبهة الأمراض النفسية والعصبية والروحانية.

الشبهة السابعة: شبهة الانطواء، وعدم الانفتاح على المجتمعات والأمم والأفكار والأديان.

الشبهة الثامنة: شبهة التطرف في العقيدة والمواقف والحياة بمختلف مجالاتها.

الشبهة التاسعة: شبهة العنف والإرهاب والحروب.

الشبهة العاشرة: شبهة الزواج من نساء كثيرات.

وقد رددنا – بحمد الله – على كل هذه الشبهات من خلال الحوار العلمي مع مثيري الشبهات، بل ذكرنا لهم أحيانا من الأدلة ما لم يذكروه إمعانا في بيان قوة الحجج الدالة على عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد استفدنا في الردود على تلك الشبهات من الكثير من المراجع القديمة والحديثة التي اهتمت بذلك، مع صياغتها صياغة حوارية مبسطة، لأن هدف هذه السلسلة جميعا هو أن تكون مدرسة متكاملة في براهين النبوة ودلائلها، وفي رد الشبهات التي يبثها المبشرون والمستشرقون والمستغربون.. لتجعل من كل مسلم داعية إلى الله، وحاميا يحمي حمى رسوله، ومناظرا ينتصر به الحق، وينهزم به الباطل.

.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *