الخاتمة

بينما كنت مستغرقا في الحديث إلى الزعفران، رأيت نفسي فجأة أسقط من السماء إلى الأرض سقوطا حرا تيقنت عنده بأن العمر الذي كتبه الله لي قد انتهى، وأن أجلي قد وافاني، فسلمت نفسي لربي راضيا مطمئنا بعد أن امتلأت من المعارف والبركات التي استفدتها من أدوية السماء.
لكن ما هي إلا لحظات من ذلك السقوط المريع حتى وجدت نفسي في بيتي مستلق على فراشي، وبجانبي كوب من الزنجبيل.. تذكرت حينها أني كنت مريضا، وأني كنت بين الفينة والفينة أرشف من ذلك الزنجبيل إلى أن جاءني معلم السلام وأنا على تلك الحال.
وقد حمدت الله كثيرا على أن أهلي كانوا غائبين عن البيت طيلة الفترة التي زرت فيها تلك المدائن الممتلئة بالسلام والطهارة.. وإلا فإنهم سيحضرون لي من الرقاة أو من الأطباء من يملؤني ألما وحزنا وصراعا.
تذكرت وأنا أنظر إلى كأس الزنجبيل تلك الدروس العظيمة التي علمنيها معلمو البركة، فرحت أحاول أن أطبقها على نفسي، فاستلقيت مسترخيا لأحضر جميع أعضائي لتلقي البركات.. ثم ارتشفت جرعة من الزنجبيل بعد أن سميت الله، وطلبت منه أن يبارك فيها.. ثم ما لبثت إلى أن شعرت بأن تلك الجرعة تعمل عملها في جسمي، فتنشر العافية في كل محل تنزل به.. ثم ما لبثت أن قمت نشيطا معافى، وكأنه لم يلم بي داء، ولم ينزل بي ألم.
حمدت الله على هذه النعمة العظيمة .. نعمة البركة التي لا تدانيها أي نعمة أخرى، واستغربت من غفلتنا ـ معشر البشر ـ عن هذا العنصر الخطير من عناصر العافية..