البداية

البداية

في ذلك اليوم استيقظت على أصوات جميلة، لحنها عندليب خفيف الروح، حبسه ولدي في قفص في حديقة البيت..

حاولت أن أقرأ المعاني التي أراد أن يتحدث بها ذلك العندليب في غياهب الليل المظلم، فلم أستطع.. لكني شعرت أنه يريد أن يقول كلاما كثيرا.. ربما نحن أعجز من أن نفهم معانيه.. فلذلك رضينا بأن نتلذذ بنغماته عن أن نتدبر كلماته.

شعرت بنشوة تسري في عروقي ممتلئة بالتفاؤل والجمال.. فذهبت إلى حديقة البيت.. وهناك أحسست بالحياة كلها.. بجميع معانيها.. وبجميع مسمياتها.. وبجميع أسمائها.. تتحدث بألسنة عذبة.

نظرت إلى الأزهار ذات الألوان الجميلة، والأشكال البديعة، والعطور الفواحة، فشعرت، وكأنها تدعو عيني للتمتع بمرآها، وتدعو أنفي للتمتع بأريجها.. فاقتربت منها، وقلت: لقد فقهت عيني وأنفي وجميع حواسي ما أردت.. لكن عقلي لا يزال كليلا دون معرفة ما تريدين أن تقوليه بالضبط..

أنا أعلم أن هذه الثياب التي تلبسينها.. وهذه العطور التي تتعطرين بها مجرد شباك تريدين أن تصطاديني بها.. لكن ما الرسالة التي تحملينها.. وما المعاني التي تريدين من عقلي أن يستوعبها؟

لم تجبني الزهور إلا بعطورها.. فتركتها.. ونظرت إلى الندى، وهو يتربع كاللؤلؤ المكنون على عروش أوراق الأشجار.. فامتلأت نفسي بجماله.. وجمال العرش الذي يعتليه.. فسألته، لكنه لم يجبني بغير تلك المشاعر الرقيقة التي بثها في نفسي..

نظرت إلى السماء.. فرأيتها ممتلئة بالسرج المنيرة..

ونظرت إلى القمر.. وهو يتجول في أنحاء السماء.. وكأنه يدعو أبصارنا لتتبع آثار خطواته..

وهكذا بقيت أقلب طرفي في السماء والأرض لأنظر إلى تلك الثياب الجميلة الرائعة التي كسيت بها الكائنات..

لكني لم ألبث طويلا حتى زارتني بعوضة ثقيلة الظل.. راحت تنثر سمومها في جسدي.. فانصرفت عن كل ما كنت فيه.. ورحت أبحث عنها لأسألها عن سر شغبها.. وسر عشقها للإيذاء.. لكنها فرت عني.. ولم تقل لي شيئا.. أو لعلها قالت ما أرادت من خلال تلك الرسالة المؤلمة التي أرسلتها لي.. لكني لم أفطن لما أرادت أن تقوله بالضبط.

عدت إلى غرفتي.. وأطفأت جميع الأضواء.. وأغلقت عيني.. وصممت أذني.. ورحت أستجمع جميع قواي لأفهم تلك الرسائل المتناقضة التي ترسلها لي الكائنات كل حين.. لكن جارا ثقيلا راح يرفع صوت مذياعه، ونحن في منتصف الليل بأغنية تردد أبياتا من رباعيات الخيام يقول فيها:

لبست ثوب العمر لم أستشر

   وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف أنضو الثوب عني ولم أدرك

   لماذا جئت..أين المفر!؟

في بداية سماعي استجمعت جميع قواي المادية والمعنوية لأصبها على ذلك الجار الثقيل.. لكني.. وبعدما سمعت تلك الكلمات الجميلة.. المصبوبة في ألحان في منتهى العذوبة.. رحت أتأمل معانيها.. وأستغرق في التأمل.

لقد قلت لنفسي، أو قالت لي نفسي: نعم.. أنت لم تفهم لغة الطير.. ولا لغة الزهر.. ولا لغة الندى.. ولا جميع لغات الكائنات.. لكنك يمكنك أن تفهم هذه الكلمات..

لعل العندليب عندما كان يشدو لم يكن ينطق إلا بهذه الكلمات التي قالها الخيام..

ولعل الأزهار.. وهي تتفتح لتعود بعدها إلى ذبولها الطويل لم تكن تردد إلا هذه الكلمات..

وهكذا القمر.. فهو يسير.. ولكنه يعلم أنه سيأتي اليوم الذي يتوقف فيه سيره.. ولذلك تراه يترنح في سيره جذلان طربا يغتنم كل لحظة.

لم يكتف جاري بالسماع.. بل راح يرفع صوته ـ بحنجرته التي لا تختلف في غلظتها عن حناجر الحمير ـ يقول، وهو يترنح من السكر، يردد مع الخيام:

لم يكتف جاري بالسماع.. بل راح يرفع صوته ـ بحنجرته التي لا تختلف في غلظتها عن حناجر الحمير ـ يقول، وهو يترنح من السكر، يردد مع الخيام:

اجعلوا قوتي الطلا وأحيلوا

   كهرباء الخدود للياقوت

وإذا مت فاجعلوا الراح غسلي

   ومن الكرم فاصنعوا تابوتي

جاء من حاننا النداء سحيرا

   يا خليعا قد هام بالحانات

قم لكي نملأ الكؤوس مداما

   قبل أن تمتلي كؤوس الحياة

هب الدنيا كما تهواه كانت

   وكنت قرأت أسفار الحياة

وهبك بلغتها مئتين حولا

   فماذا بعد ذاك سوى الممات

ألبدر شق بنوره جيب الدجى

   فاشرب فلن تلقى كذي الأوقات

واهنأ ولا تأمن فهذا البدر كم

   سيضيء فوق ثرى لنا ورفات

إن نلت من حنطة رغيفا

   وكوز خمر وفخذ شاة

وكان إلفي معي بقفر

   فقت بذا عيشة الولاة

قال ذلك.. ثم سقط كعادته لا أسمع إلا شخيره الذي ملأ الآفاق.

كان في مقابل هذا الجار جار آخر.. كان زاهدا ورعا.. ولكنه كان ممتلئا تشاؤما.. كان لا يرى الأشياء إلا بمنظار أسود.. وكان لا يكف كل حين من ترديد أبيات العتاهية التي يقول فيها:

لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ

   فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلى تَبابِ

لمنْ نبنِي ونحنُ إلى ترابِ

   نصِيرُ كمَا خُلِقْنَا منْ ترابِ

ألا يا مَوْتُ ! لم أرَ منكَ بُدّاً،

   أتيتَ وما تحِيفُ وما تُحَابِي

كأنّكَ قد هَجَمتَ على مَشيبي،

   كَما هَجَمَ المَشيبُ على شَبابي

أيا دُنيايَ ! ما ليَ لا أراني

   أسُومُكِ منزِلاً ألا نبَا بِي

ألا وأراكَ تَبذُلُ، يا زَماني،

   لِيَ الدُّنيا وتسرِعُ باستلابِي

وإنَّكِ يا زمانُ لذُو صروفُ

   وإنَّكَ يا زمانُ لذُو انقلابِ

كان يرددها بصوت مختنق بحشرجة الدموع..

كنت بين هذين الجارين محتارا مترددا.. فبينا أنا مع الأول أحب الحياة.. وأحب اغتنام كل فرصة من فرص اللهو والمرح والسعادة فيها..

في نفس الوقت أجد نفسي تحن إلى الثاني.. فالحقائق كلها تدل على ما يذكره..

فالموت هو نهاية هذه الحياة.. ومن الغبن أن نشتغل بحياة تنتهي بالموت.. ثم لا ينكشف لنا بعدها أي سر.. ولا ينمحي لنا ونحن خارجون منها أي ظلمة من تلك الظلمات التي كانت أرواحنا ترقد فيها.

في ذلك الحين أصابني أرق شديد.. رحت أقلب أطراف فكري في هذه الحياة.. ما عشت منها، وما لعله ينتظرني.. ورحت أقلب طرفي في حياة الناس السعداء منهم والأشقياء.. المتفائلين منهم والمكتئبين.. الناجحين منهم والمحبطين.. فأصابني الذهول من تلك التناقضات الكثيرة التي تملأ الحياة..

فبينما أرى العبقري الذي يشق الشعرة بذكائه أرى بجانبه الغبي الذي لا يفكر ولا يريد أن يفكر، ولا يستطيع أن يفكر لو أراد.

وبينما أرى الغني الذي تنوء مفاتح كنوزه بالعصبة أولي القوة.. أرى الفقير الذي لا يجد في المزابل ما يسد به رمقه.

وبينما أرى الصحيح المعافى القوي الذي لا يعرف المرض، ولا يعرفه المرض.. أرى الذي لا يرحل عنه مرض إلا زاره آخر.. بل تزوره الأمراض العديدة في الوقت الواحد، فينشغل بتطبيب نفسه عن كل شؤون حياته.

وبينما أرى المعافى الذي لا يعرف البلاء.. أرى المبتلى الذي لا يعرف العافية، ولا يسمع بها.

***

كانت هذه المشاهد التي تمتلئ بها حارتي كما تمتلئ بها الأرض مثار تساؤلات عميقة عن سر هذه الحياة.. وسر تقلباتها وتناقضاتها.

نعم.. أنا مؤمن بالله.. ومؤمن بأقدار الله.. ومؤمن بعد ذلك كله بالمصير الذي ينتظر العباد.. ولكن هذا الإيمان لم يكن إلا قشرة طافية على بحر ذاتي.. ولذلك لم يستطع أن يفك تلك الألغاز التي تقبع فيها روحي..

لم أجد نفسي إلا وأنا أمام ذلك الشيخ الصالح الذي شرفني بزيارته، وقبل أن يطلع الفجر، أقول له من غير استئذان، ومن غير أن أحمل في يدي الفطور الذي تعودت أن أحمله إليه: ما أسرار الحياة؟

ابتسم، وقال: أنت تريد مني أن أحدثك عن رحلتي إلى أسرار الحياة.. فلا يمكن لأحد أن يتنعم بشمس الحقيقة، وهو يجهل هذه الأسرار.

قلت: أجل.. إن كان لديك علم بهذه الأسرار، فهلم به إلي، فنفسي تكاد تنفطر شوقا لمعرفتها.

قال: لقد وقع لك ما وقع لي.. فقد كان أول سؤال سألته بعد أن من الله علي بمعرفته، ومعرفة ذاتي هو أني تساءلت عن الحياة.. وأسرار الحياة..

قلت: فهل وجدت الجواب؟

قال: أجل.. لقد من الله علي بصحبة العارفين الذي حلوا لي من معضلات الحياة، وأسرارها ما ملأني بالأنس والسعادة والتفاؤل.. بل لم أجد أنسا ولا سعادة إلا بعد أن فكت لعقلي جميع تلك الألغاز التي كان يحتار في حلها.

قلت: وابشراي إذن.. فحدثني..

***

اعتدل الشيخ الصالح في جلسته، وحمد الله، وصلى وسلم على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مستغرقا في كل ذلك، ثم قال: بعد أن رجعت إلى بلدي من تلك الرحلة المباركة التي من الله علي فيها بصحبة العارفين الذين تعرفت منهم على الإنسان، وطاقاته ووظائفه وكمالاته([1]).. رجعت إلى بلدتي..

وهناك.. وفي غابة من غاباتها الممتلئة بالطهر والجمال.. لقيت صاحبك معلم السلام.. تتبعته، فرأيته مرة يرمي الطعام إلى النمل.. ومرة يشذب بعض الأغصان.. أو يزيل عن الأشجار بعض ما علق بها من أشواك.. وقد عجبت إذ رأيت الطير لا تفر منه.. فقد كان يمد يديه إليها بأنواع الطعام.. وكانت الطير تأتي؛ فتأكل من يده، وتنصرف بعدها.. وهي تغرد تغاريدها..

اقتربت منه، وقلت: ما تفعل في هذه الغابة؟

قال: أنا أبحث عن أسرار الحياة.

قلت: أنا مثلك.. فلم أخرج من بيتي إلا لأبحث عنها.. فما وجدت من ذلك؟

قال: لقد وجدت عشرة أسرار.. من فك ألغازها وحل طلاسمها ظفر بالحياة الحقيقية.. ومن عجز عن حلها، أو تغافل عن البحث عنها لم يكن له من الحياة إلا رسومها وطقوسها وألوانها.. أما أرواحها، فلن يظفر بها إلا من فقه أسرارها.

قلت: ففك ألغازها لي، وعلمني مما علمك الله من أسرارها.

قال: سأذكر لك الأبواب.. أما البحث.. فلا يمكن لأحد أن يبحث بدلا عن غيره.

قلت: فما أبواب أسرارها؟

قال: سبعة.

قلت: فما هي؟

قال: أولها أن تعرف أعداءك الحقيقيين الذين يهمون بك، فلا يمكن أن تتنعم بالحياة، ولك أعداء يتربصون بك، وأنت لا تفطن إليهم ولمكايدهم.

قلت: صدقت.. وإني أرى الدول العظمى تصرف معظم ثروتها في تدعيم الأمن، والبحث عن الأعداء.. ولكن ما مرادك بالأعداء الحقيقيين.. أهناك أعداء مجازيون؟

قال: نعم.. والخلق كلهم انشغلوا بأعدائهم المجازيين عن أعدائهم الحقيقيين.

قلت: فهلا ضربت لي مثالا عنهم؟

قال: أنت ترى من الناس من يعادي الحمى.. ويتصور أنها عدوه اللدود.. ولو كان فطنا لعلم أنها صديقته الحنون.. فلولا الحمى ما عرف من يتربص به من الأعداء.

قلت: صدقت.. فلولا الجراثيم وإخوانها من الأعداء ما بدت الحمى.. فحدثني عن الثاني.

قال: الأصدقاء الحقيقيون.

قلت: وهل هناك أصدقاء مجازيون؟

قال: أجل.. كل صديق شغلك عن الحياة الحقيقية بالحياة المجازية هو عدو في صورة صديق.. أو هو عدو محتال مخادع لبس ثياب صديق.

قلت: فحدثني عن الثالث.

قال: السنن..

قلت: ما السنن؟

قال: هي القوانين التي نظم الله بها كونه.. فلا يمكنك أن تعيش في كون لا تعرف قوانينه.

قلت: صدقت.. وأنا في حياتي أفعل هذا.. فلا أزور بلدة إلا اطلعت على قوانينها.. فالقانون لا يحمي المغفلين.. فحدثني عن الرابع.

قال: الأقدار.

قلت: وكيف أعرف الأقدار.. وهي بيد الله.. وهو يصرفها كيف يشاء؟

قال: من لم يعرف الأقدار.. ولم يتأدب معها.. أدبته بسياطها.

قلت: عرفت هذا.. فما الخامس؟

قال: الثبات والتطور.

قلت: ما تريد بالثبات والتطور؟

قال: من لم يميز بين الباقي الذي لا يتحول ولا يتبدل ولا يتغير ولا يزول، وبين المتحول والمتبدل والمتغير سيصطدم بالحياة كما يصطدم بالجبال الرواسي من لا يراها.

قلت: صدقت.. فقد جعل الله في كونه الثابت والمتطور.. والعاقل هو الذي يضع كل شيء في محله.. فما السادس؟

قال: الفناء والبقاء.

قلت: ما تريد بهما؟

قال: ألا ترى الموت كالحياة؟

قلت: بلى..

قال: فالعاقل هو الذي يفهم أسرار الفناء.. فلا يفهم البقاء من لا يفهم الفناء.

قلت: والبقاء.. فهل يمكن أن يكون في الدنيا بقاء؟

قال: إن لم يكن في الدنيا.. فابحث عن غيرها.. فلا خير في حياة لا بقاء فيها، ولا بقاء لها.

قلت: فما السابع؟

قال: الشقاء والسعادة.

قلت: ويلي.. ما علاقة الشقاء بالحياة؟

قال: ألا ترى الشقاء في الحياة؟

قلت: بلى..

قال: فالعاقل هو من بحث عن أسرار الشقاء.. فلا يمكن أن يتقي الشقاء من لا يعرف الشقاء.

قلت: والسعادة.. أهي خاتمة الأسرار؟

قال: وهي قبلة الأسرار.. فلا حياة بلا سعادة.. ومن لم يعرف الشقاء لم يعرف السعادة.

قال ذلك.. ثم انصرف كعهدي به إلى النمل يطعمها.. وإلى الأغصان يشذبها.

***

عندما رجعت إلى بيتي مصحوبا بتلك الأنوار التي استفدتها من صاحبك (معلم السلام) انبعثت في همة عجيبة لأرحل إلى العالم، وأجول فيه بحثا عن أسرار الأبواب التي حدثني عنها..

استأذنت أخي في ذلك.. فأذن لي، وهو ممتلئ سرورا وسعادة لهذا الطلب الذي طلبته..

لقد تصور المسكين أن رحلتي إلى البلاد المختلفة ستعطيني من الفقه في الحياة ما أنبذ به دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشمس محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. بل قد صرح بنيته هذه، قال لي: اذهب.. فستعرف من أسرار الحياة ما يرغبك عن تلك الشمس التي تريد أن تحرقك.. ستعرف من دين الحياة ما يرغبك عن دين الموت.

لم أشأ أن أرد عليه..

بل سرت إلى بيتي.. وجهزت متاعي إلى رحلة طويلة شملت بلادا كثيرة من أرض الله..

قلت: فهل ستحدثني عن هذه الرحلة؟

قال: أجل.. فهي رحلة أهم من كل رحلة.. لم أكتشف فيها البلدان ولا العمران.. ولكني اكتشفت فيها الحياة والإنسان.. وقد استفدت فيها من أشعة شمسه صلى الله عليه وآله وسلم ما جعلني مندمجا فيها اندماجا كليا.


([1]) أشير إلى كتاب [أسرار الإنسان]، من هذه السلسلة.

د. نور الدين أبو لحية

كاتب، وأستاذ جامعي، له أكثر من مائة كتاب في المجالات الفكرية المختلفة، وهو مهتم خصوصا بمواجهة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب، بالإضافة لدعوته لتنقيح التراث، والتقارب بين المذاهب الإسلامية.. وهو من دعاة التواصل الإنساني والحضاري بين الأمم والشعوب.. وقد صاغ كتاباته بطرق مختلفة تنوعت بين العلمية والأكاديمية والأدبية.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *